أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 17 تشرين الثاني 2012

بوتين يحذر من تكرار «تجربة ليبيا» في سورية

الدوحة – محمد المكي أحمد

دمشق، بيروت، لندن، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله امس في موسكو المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من تكرار «تجربة ليبيا» في سورية ودعا الى ضرورة التوافق على المستقبل قبل البحث في التغيير. وقال «موقفنا معروف، ينبغي اولاً التوافق على المستقبل، وفهم كيفية ضمان المصالح المشروعة ومصالح مختلف المكونات العرقية والدينية ثم التطرق بعدها الى التغييرات». وشدد بوتينعلى وجوب «عدم حصول العكس، اي استبعاد الاسد ثم التفكير في ما ينبغي القيام به». واضاف «واجهنا مشاكل تسوية مماثلة في ليبيا ودول اخرى. نعلم الى ماذا قاد ذلك في ليبيا، الى تفتيت البلاد، الى قتل ديبلوماسيين وسفير اميركي، باختصار انها الفوضى».

وكرر الامين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) اندرس فوغ راسموسن امس مخاوفه من انتقال النزاع في سورية الى دول مجاورة فيما يتواصل الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة. وقال امام طلاب في جامعة اودنس في الدانمارك في مؤتمر نقل عبر الانترنت «قد تكون لسورية مصلحة في انتقال النزاع الى دول اخرى في المنطقة لحرف الانظار عن نزاعها الداخلي». واضاف «ندعم جهود المجتمع الدولي لايجاد حل للنزاع، لكن المشكلة اليوم هي ان النزاع السوري قد ينتقل الى دول اخرى في المنطقة».

من جهة اخرى أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بعد محادثاته امس مع وفد «الائتلاف الوطني السوري» برئاسة معاذ الخطيب ان بريطانيا تنتظر تأكيدات وضمانات من الائتلاف قبل موافقتها على الاعتراف به ممثلاً شرعياً للشعب السوري. وذكر هيغ ان من بين الضمانات ما اذا كان الائتلاف يحترم حقوق الاقليات ويستطيع توفير مستقبل ديموقراطي للسوريين بعد سقوط نظام بشار الاسد، ودعا الائتلاف إلى وضع خطة تتمتع بالصدقية للتحول السياسي وتعزيز دعمها من الشعب السوري كشروط للحصول على الاعتراف الرسمي البريطاني. وقال هيغ ان اظهار الالتزام الواضح بحقوق الانسان من الاولويات المهمة ايضاً. واضاف إنه لم يتم بعد اتخاذ قرار في شأن تغيير الحظر على تسليح المعارضة لكنه اكد انه تم التطرق إلى احتمال تقديم دعم عسكري لها خلال اجتماع جرى أول من امس بين وزراء وعسكريين بريطانيين.

وشارك في اجتماع هيغ مع الائتلاف اضافة الى الخطيب نائبا الرئيس رياض سيف وسهير الاتاسي. ودعت الاتاسي في حديث الى «الحياة» الدول الغربية الى تسليح «الجيش الحر» وقالت «أحياناً تقول دول غربية إنهم لا يريدون الدخول في ملف التسليح للجيش الحر، ورأيي أن هذا موقف خاطئ للغاية، لأنهم لو دعموه منذ شهور لكانوا وفروا علينا الكثير. ولكان هذا الجيش تنظم منذ أمد بعيد». واضافت «أتمنى أن تصحو ضمائر كل الدول، وأعلم أن لغة المصالح تغلب على لغة الضمائر. لكن أقول للمجتمع الدولي إنه حتى لو فكروا بلغة المصالح، فليس من مصلحة أحد أن تذهب سورية إلى المجهول. الآن الشعب السوري يقوم باستحقاقاته، وهو لا يدافع فقط عن سورية بل يدافع عن مفهوم الحرية والإنسانية في مواجهة نظام امتد إرهابه إلى لبنان والعراق».

ويلتقي الخطيب ووفد الائتلاف في باريس اليوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كما يجتمع وزراء الخارجية والدفاع الاوروبيون لاثنين لمناقشة المسألة السورية. وفي موازاة ذلك اعلنت اليابان استضافة اجتماع «اصدقاء الشعب السوري» في 30 الشهر الجاري في طوكيو وتوقعت مشاركة نحو 60 دولة من بينها دول في جنوب شرق اسيا في المؤتمر الذي يهدف الى توفير مساعدات للمعارضة وزيادة الضغط على النظام السوري.

وفي لندن قالت مصادر دبلوماسية غربية لـ «الحياة» ان المبعوث الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي سيقدم في 28 الشهر الجاري تقريراً الى مجلس الامن عن جهوده لحل الازمة السورية. وتوقعت المصادر ان يحض الابراهيمي الدول الاعضاء في المجلس على تقديم دعم جماعي لمهمته وتبني قرار دولي يستند الى بيان جنيف الصادر في 30 حزيران (يونيو) الماضي بما في ذلك موضوع المرحلة الانتقالية.

ميدانياً اسقط مقاتلو المعارضة امس مروحية تابعة لقوات النظام في منطقة البويضة في ريف دمشق التي تدور فيها اشتباكات عنيفة منذ ايام. كما سيطروا على مبنى مديرية الناحية في محافظة الرقة شمال سورية بعد اشتباكات استمرت اياما. وفي حلب فجر انتحاري سيارة قرب المشفى السوري – الفرنسي في حي السريان وذكر سكان في الحي لوكالة «فرانس برس» ان سيارة مفخخة يقودها انتحاري حاولت اقتحام حاجز للجيش قرب المشفى، ما دفع عناصره الى اطلاق النار على السيارة التي انفجرت على الفور، محدثة دوياً هائلاً سمع في معظم ارجاء المدينة.

واكد السكان حدوث اصابات في صفوف عناصر الحاجز بالاضافة الى اضرار مادية بالغة في المكان. وأفاد ناشطون والهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط 6 قتلى وإصابة صحافيين عرب وأجانب أمس في قصف استهدف تظاهرة في حي بستان القصر في حلب نتيجة سقوط قذائف الهاون على الحي من قبل الجيش النظامي. وأعلنت قناة «العربية» إصابة مراسلها في سورية الزميل محمد دغمش خلال القصف، وتحدث ناشطون عن تفجيرات شديدة في احياء اخرى في حلب، من دون ان يتضح تعداد ضحاياها. كما افاد المرصد السوري عن اشتباكات في حي صلاح الدين في جنوب غرب المدينة، وذلك بعد اشتباكات بين قوات النظام ومجموعات مقاتلة معارضة في محيط مطار النيرب العسكري الذي هاجمه المعارضون مراراً في الشهور الماضية من دون ان ينجحوا في التقدم اليه.

وكان سكان في دمشق افادوا وكالة «فرانس برس» صباح امس انهم لم يتمكنوا من النوم طيلة الليلة قبل الماضية بسبب اصوات الانفجارات التي كانت تتردد في العاصمة. وقال المرصد ان قوات النظام قصفت بلدتي كفربطنا وعربين ومحيطهما في ريف دمشق مستخدمة الطائرات الحربية، وذلك بعد تعرض مدينة دوما وبلدتي المعضمية وعربين في ريف العاصمة للقصف من القوات النظامية.

هولاند يستقبل الخطيب بعد اعترافه بالائتلاف

والاستراتيجية الفرنسية تثير حذَرَ الشركاء

    (و ص ف)

يستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد معاذ الخطيب، بعد اعترافه بهذا الائتلاف الثلثاء، في متابعة لاستراتيجية ديبلوماسية تتعارض مع حذر شركائه الغربيين وتثير بعض الشكوك.

وافادت الرئاسة الفرنسية ان هولاند سيبحث والخطيب في “وسائل وطرق ضمان حماية المناطق المحررة وتقديم المساعدات الانسانية الى اللاجئين وتاليف حكومة موقتة”.

وبعد اربعة ايام من اعتراف الرئيس الفرنسي بالائتلاف الجديد على انه “الممثل الشرعي للشعب السوري” والكلام على ضرورة مراجعة الحظر الاوروبي على الاسلحة لتحسين مساعدة المعارضة، يقدم هولاند باعلان هذا اللقاء الاول في الاليزيه على تحرك غير مسبوق بين حلفائه الرئيسيين حول العالم.

فالولايات المتحدة تعتبر الائتلاف الجديد فقط “ممثلا” شرعيا للشعب السوري وفي بريطانيا التي زارها الخطيب الجمعة لم يستقبله الا وزير الخارجية .

وتذكر تصريحات هولاند هذا الاسبوع ولقاؤه المرتقب والخطيب اليوم بالجهود التي بذلها سلفه نيكولا ساركوزي عام 2011 الى جانب المعارضة الليبية للعقيد معمر القذافي.

وانعكست تلك الجهود في نيسان 2011 في لقاء سري لساركوزي والقادة العسكريين للمعارضة الليبية الذين وفدوا الى الاليزيه مع لائحة من الاسلحة المطلوبة استناداً الى الكاتب برنار – هنري ليفي الذي اضطلع بدور محفز في التعبئة الفرنسية.

لكن باريس تبدو معزولة في استراتيجيتها الجديدة نظرا الى التصريحات الحذرة لغالبية شركائها الاوروبيين، ناهيك برد الفعل الاميركي.

ذلك ان الائتلاف حتى الآن لم يتلق اعترافاً بأنه “الممثل الشرعي للشعب السوري” الا من فرنسا ودول الخليج وتركيا. واعتبر رئيس كتلة الخضر في البرلمان الاوروبي دانيال كوهن – بنديت ان على الاتحاد الاوروبي ان ينضم بلا تأخير الى الموقف الفرنسي.

اما وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله، فقال إن على الائتلاف ان يتعهد سلفاً “التزاماً واضحاً للديموقراطية ودولة القانون والتعددية العرقية والدينية”.

وشددت لندن الجمعة على انها تريد “معرفة المزيد عن مشاريع” الائتلاف قبل الاعتراف به “ممثلاً شرعياً للشعب السوري”.

راسموسن يتخوّف مجدّداً من انتقال النزاع السوري إلى الجوار

المغرب واليابان يستضيفان مؤتمرين لأصدقاء الشعب السوري

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

تخوف الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن مجددا من انتقال النزاع في سوريا الى دول مجاورة، بينما تواصلت العمليات العسكرية في مدن سورية عدة، وقت لايزال “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” يستأثر بجانب من المحادثات الدائرة في المحافل السياسية العربية والدولية.

قال راسموسن امام طلاب في جامعة اودنس في الدانمارك في مؤتمر نقل عبر الانترنت: “قد تكون لسوريا مصلحة في انتقال النزاع الى دول اخرى في المنطقة لصرف الانظار عن نزاعها الداخلي”. واضاف: “ندعم جهود المجتمع الدولي لايجاد حل للنزاع، لكن المشكلة اليوم هي ان النزاع السوري قد ينتقل الى دول اخرى في المنطقة”.

المعارك

في غضون ذلك، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له، ان مقاتلين معارضين سيطروا على مبنى مديرية الناحية في بلدة دبسي بمحافظة الرقة في شمال سوريا بعد اشتباكات استمرت أياما.

 من جهتها، اوردت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” ان “الجهات المختصة تستهدف تجمعا للارهابيين فى منطقة دبسي عفنان بريف الرقة وتقضي على العشرات وتصيب آخرين”. وكانت الوكالة قالت في وقت سابق ان “الجهات المختصة تحبط محاولة تفجير سيارة مفخخة بحاجز في منطقة دبسي عفنان بريف الرقة”.  وشهدت البلدة منذ الخميس اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب عدة حاصروا مبنى مديرية الناحية في محاولة للسيطرة عليه.

 إسقاط هليكوبتر

وجاء في بيان للمرصد ايضا: “تمكن مقاتلون من كتائب مقاتلة من اسقاط طائرة حوامة (هليكوبتر) في منطقة البويضة التي تدور فيها اشتباكات عنيفة منذ ايام”. وارفق البيان بشريط فيديو يظهر فيه دخان اسود يتصاعد من جسم بعيد، بينما يقول المصور: “الله أكبر تم تدمير طائرة هليكوبتر أسدية في الغوطة الشرقية”.

 وقالت لجان التنسيق

المحلية في بيان ان “الجيش السوري الحر أسقط طائرتين مروحيتين في ريف دمشق: الاولى في مرج السلطان والثانية في حمورية”.

 تفجير انتحاري

 وقتل شخص وأصيب أربعة من جراء تفجير انتحاري قرب أحد مستشفيات حلب.

 ونقل التلفزيون السوري في شريط اخباري عاجل عن مراسله في المدينة: “ارهابي انتحاري يفجر نفسه قرب المشفى السوري الفرنسي في (حي) السريان الجديدة”، مشيرا الى ان “الحصيلة الاولية شهيد واربعة جرحى”.

 قصف في دمشق

وتعرض حي التضامن في جنوب دمشق الذي تقطنه غالبية موالية للنظام للقصف بقذائف الهاون، بعد ليلة تواصل فيها قصف القوات النظامية لجنوب العاصمة.

 واظهر شريط بعنوان “اطلاق قذائف هاون في حي التضامن” بثه ناشطون على شبكة الانترنت، عددا من المقاتلين يتناوبون على اطلاق قذائف هاون من حي شبه مهجور. ويسمع المصور وهو يقول: “لواء الابابيل يدك معاقل النظام بقذائف الهاون”.

أما رواية “سانا”، فجاءت كالآتي: “اشتبكت وحدة من قواتنا المسلحة مع مجموعة ارهابية كانت تقوم بأعمال القتل والترويع والسلب والنهب والتخريب فى شارع الامين بحي التضامن فى دمشق وقضت على معظم أفرادها”.

 وكان سكان في دمشق رووا انهم لم يتمكنوا من النوم طوال الليلة السابقة بسبب أصوات الانفجارات التي كانت تتردد في العاصمة.

 وقال المرصد ان القوات النظامية قصفت بلدتي كفربطنا وعربين ومحيطهما في ريف دمشق مستخدمة الطائرات الحربية، بعد تعرض مدينة دوما وبلدتي المعضمية وعربين في ريف العاصمة للقصف كذلك.

 منظمة العفو الدولية

 ودعت منظمة العفو الدولية، وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ إلى تكثيف الضغوط من أجل مساءلة المعارضة السورية المسلّحة عن انتهاكاتها.  وقالت: “يتعيّن على هيغ، مع استضافته اجتماع قادة الائتلاف الجديد للمعارضة السورية، الضغط من أجل اتخاذ قادة الائتلاف إجراءات ملموسة للحد من ارتكاب جرائم الحرب على أيدي الجماعات المسلحة في سوريا”.

 وأضافت أن جماعات المعارضة المسلّحة في أنحاء سوريا، بما في ذلك القوات المقاتلة تحت لواء “الجيش السوري الحر” والقوات غير المرتبطة به، اتُهمت في الأشهر الأخيرة بارتكاب عدد متزايد من الانتهاكات الخطيرة وجرائم الحرب المحتملة، مثل التعذيب والقتل غير القانوني للأسرى وخطف الرهائن وتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال الاستخدام المتهوّر للأسلحة في مناطق مدنية.

 كاميرون

 ونشرت صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يخطط لتشجيع دول الخليج العربية على تقديم مخرج آمن للرئيس السوري بشار الأسد.  وقالت إن الحكومة البريطانية “انضمت أيضاً إلى فرنسا في المطالبة بإنهاء الحظر المفروض على تصدير الأسلحة إلى سوريا من الاتحاد الأوروبي، لتمكين الغرب من تزويد قوات المتمردين الساعية الى إطاحة نظام الرئيس الأسد صواريخ أرض – جو، فيما يعتزم رئيس الوزراء البريطاني تشجيع الدول في الخليج على تقديم مخرج للرئيس الأسد”.

 الإبرهيمي

ورحب الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي بتشكيل “الائتلاف الوطني السوري”، واصفا إياه بأنه بمثابة خطوة الى الأمام.

“أصدقاء الشعب السوري”

وأعلن مصدر قريب من الحكومة المغربية ان اجتماعا لـ”أصدقاء الشعب السوري” مرتقبا منذ مدة في المغرب وقد أرجئ سينعقد “منتصف كانون الاول ” في مراكش، على هامش منتدى دولي في طنجة .

 وقال انه بعد اعلان توحيد المعارضة ضمن “الائتلاف الوطني” برئاسة الشيخ احمد معاذ الخطيب بات ممكنا عقد هذا الاجتماع “بهدف تقديم مساعدة للشعب السوري”.

 وفي موازاة ذلك أعلنت اليابان استضافة اجتماع “اصدقاء الشعب السوري” في 30 تشرين الثاني في طوكيو وأملت في مشاركة نحو 60 دولة بينها دول في جنوب شرق آسيا. وخرجت تظاهرات عدة في مناطق مختلفة من سوريا تحت عنوان “دعم الائتلاف الوطني” المعارض، ورفعت شعارات داعمة لقطاع غزة الذي يتعرض منذ ثلاثة ايام لهجوم اسرائيلي، كما أظهرت اشرطة فيديو على شبكة الانترنت.

 “باتريوت”

* في أنقرة، نفت رئاسة هيئة الأركان التركية ما تناولته وسائل الإعلام التركية عن وصول وفد من حلف شمال الأطلسي إلى مدينة ديار بكر في جنوب شرق تركيا ،لالكشف على أماكن لنشر صواريخ “باتريوت”.

مسؤولون امريكيون: قوات لحزب الله تتدرب قرب مواقع اسلحة كيماوية سورية

تواصل القصف على دمشق في ‘جمعة دعم الائتلاف الوطني’

دمشق ـ ‘القدس العربي’ رويترز ـ ا ف ب: لا تزال احياء دمشق الجنوبية وضواحيها تحت نار القصف والمعارك منذ ايام، في وقت دعا ناشطون مناهضون للنظام السوري الى التظاهر الجمعة تحت شعار ‘دعم الائتلاف الوطني’ المعارض، وذلك عشية لقاء بين رئيس الائتلاف الجديد احمد معاذ الخطيب والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون عن استمرار القصف والاشتباكات الجمعة على الاحياء الجنوبية في دمشق والمناطق القريبة منها في الريف.

وافاد سكان في دمشق وكالة فرانس برس انهم لم يتمكنوا من النوم طيلة الليلة الماضية بسبب قوة الانفجارات التي كانت تترد اصداؤها في العاصمة.

وكانت العمليات العسكرية والمعارك في هذه المناطق اوقعت الخميس 39 قتيلا، بحسب المرصد السوري الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين في كافة انحاء سورية وعلى مصادر طبية.

وفي محافظة حلب (شمال)، تدور اشتباكات الجمعة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في محيط مطار النيرب العسكري الذي شن المعارضون عليه هجمات عدة خلال الاشهر الماضية من دون ان ينجحوا في التقدم نحوه.

كما شهدت بعض احياء مدينة حلب معارك وقصفا في ساعات الصباح الاولى، بحسب المرصد.

في محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد عن محاولة القوات النظامية اقتحام مدينة الرستن واشتباكات عنيفة عند اطرافها الشمالية مع المقاتلين المعارضين الذين يتحصنون فيها، مشيرا الى خسائر في صفوف الطرفين.

وذكرت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية ان الجيش الحر تمكن من صد محاولة تقدم القوات النظامية نحو الرستن المحاصرة منذ اشهر طويلة.

وتسببت اعمال العنف في مناطق مختلفة الجمعة بمقتل 15 شخصا، بحسب المرصد السوري.

في هذا الوقت، خرج متظاهرون سوريون يطالبون بسقوط النظام بعد صلاة الجمعة في مسيرات وتجمعات في عدد من المناطق السورية تلبية لدعوة الناشطين على صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت. ودعا هؤلاء الى التظاهر ‘دعما للائتلاف الوطني’ الذي شكل في نهاية الاسبوع الماضي في قطر وجمع غالبية اطياف المعارضة سعيا للحصول على اعتراف دولي يعطي دفعا لمعركته من اجل اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد.

وفي اول خطوة متقدمة على صعيد اعطاء شرعية لهذا الائتلاف، يلتقي رئيسه احمد معاذ الخطيب السبت في باريس الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي وعد بان يطرح مع حلفاء بلاده الغربيين مسألة تسليح المعارضة السورية، وهو مطلب ملح من المعارضين.

والتقى الخطيب مع نائبيه رياض سيف وسهير الاتاسي الجمعة في لندن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ.

واذا كانت فرنسا وتركيا ودول الخليج اعترفت بالائتلاف الوطني كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، فإن واشنطن ودولا غربية اخرى رحبت بتشكيله واعتبرته ممثلا شرعيا للمعارضة، متريثة في اعتباره ‘الممثل الوحيد’، فيما اعتبرته جامعة الدول العربية ‘ابرز محاور لها’ و’ممثلا لتطلعات الشعب السوري’.

واعلن هيغ الجمعة ان لندن ‘تريد معرفة المزيد حول مشاريع’ ائتلاف المعارضة السورية للمرحلة الانتقالية قبل ان تعترف به كـ’ممثل شرعي وحيد للشعب السوري’.

وقال في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ الجمعة ان توحيد المعارضة السورية ‘يشكل خطوة كبرى الى الامام’.

وحول تسليح المعارضة، ذكر ان حظر الاتحاد الاوروبي على ارسال اسلحة الى سورية لا يزال ساريا، مضيفا ان الاوروبيين سيبحثون في هذا الموضوع في المستقبل.

من جهة اخرى قال مسؤولون امريكيون بارزون ان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) ابلغت ادارة الرئيس باراك اوباما بان اي جهد عسكري للسيطرة على مخزون سورية من الاسلحة الكيماوية سيتطلب اكثر من 75 الف جندي ، وذلك وسط قلق متزايد ازاء قيام حزب الله اللبناني بإنشاء معسكرات تدريب بالقرب من بعض مستودعات تخزين هذه الاسلحة.

وقال مسؤول امريكي، جرى اطلاعه على تقارير استخباراتية وتحدث بشرط عدم ذكر اسمه ، ان مقاتلي حزب الله يتدربون في ‘عدد محدود من هذه المواقع’ ، حسبما ذكرت صحيفة ‘نيويورك تايمز’.

واضاف: ‘إمكانية سقوط هذه الاسلحة في ايدي خاطئة هو مبعث قلقنا الشديد’، خاصة في ظل تواصل الازمة السورية.

وقالت الصحيفة انه لايوجد اي دليل على ان حزب الله اللبناني الذي صار نشطا على نحو متزايد في حماية حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ، يبذل اي جهود للسيطرة على الاسلحة الكيماوية.

مقاتلون معارضون يسقطون مروحية في ريف دمشق وقصف في الاحياء الجنوبية لدمشق وضواحيها واشتباكات في حلب

بيروت ـ دمشق ـ وكالات: اسقط مقاتلون معارضون الجمعة مروحية تابعة لقوات النظام في ريف دمشق الذي يشهد اشتباكات عنيفة منذ ايام، فيما تعرض حي في جنوب دمشق تقطنه غالبية موالية للنظام للقصف بقذائف الهاون الجمعة، بعد ليلة تواصل فيها القصف من قبل القوات النظامية على جنوب العاصمة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.

وقال المرصد في بيان ‘تمكن مقاتلون من كتائب مقاتلة من اسقاط طائرة حوامة في منطقة البويضة التي تدور فيها اشتباكات عنيفة منذ ايام’.

وارفق البيان بشريط فيديو يظهر فيه دخان اسود يتصاعد من جسم بعيد، بينما يقول المصور ‘الله اكبر تم تدمير طائرة هليكوبتر اسدية في الغوطة الشرقية’.

وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان ان ‘الجيش الحر أسقط طائرتين مروحيتين في ريف دمشق: الاولى في مرج السلطان والثانية في حمورية’.

واسقط مقاتلون معارضون خلال الاشهر الماضية طائرات حربية ومروحيات كانت تقوم بقصف تجمعات لهم او مناطق مختلفة.

وتدور منذ ايام اشتباكات عنيفة في مناطق عدة في ريف دمشق سقط فيها عشرات القتلى.

وقال المرصد في رسالة الكترونية ‘قصف مقاتلون من كتائب مقاتلة بقذائف الهاون شارع نسرين في حي التضامن (في جنوب دمشق) الذي تقطنه غالبية موالية للنظام من ابناء الساحل السوري ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية’.

واظهر شريط بعنوان ‘اطلاق قذائف هاون في حي التضامن’ بثه ناشطون اليوم على شبكة الانترنت، عددا من المقاتلين يتناوبون على اطلاق قذائف هاون من حي شبه مهجور. ويسمع المصور وهو يقول ‘لواء الابابيل يدك معاقل النظام بقذائف الهاون’.

واشار المرصد الى ان الاشتباكات مستمرة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في عدد من حارات حي التضامن.

من جهتها، قالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ‘اشتبكت وحدة من قواتنا المسلحة اليوم مع مجموعة ارهابية كانت تقوم بأعمال القتل والترويع والسلب والنهب والتخريب فى شارع الامين بحي التضامن فى دمشق وقضت على معظم أفرادها’.

ونقلت عن مصدر مسؤول قوله ان ‘عددا من أفراد المجموعات الارهابية لاذوا بالفرار باتجاه بلدة يلدا أمام ضربات قواتنا المسلحة تاركين وراءهم أسلحتهم وذخيرتهم’، مشيرا الى تدمير سيارة مفخخة كانت معدة لنقلها الى مكان آخر.

واشار المصدر نفسه الى ان ‘المجموعات الارهابية قامت بتصفية عدد من المواطنين بعد تقييدهم فى محيط جامع الزبير في الحي’. وكان سكان في دمشق افادوا وكالة فرانس برس صباح الجمعة انهم لم يتمكنوا من النوم طيلة ليل الخميس الجمعة بسبب اصوات الانفجارات التي كانت تتردد في العاصمة.

وقال المرصد ان القوات النظامية قصفت بلدتي كفربطنا وعربين ومحيطهما في ريف دمشق مستخدمة الطائرات الحربية، وذلك بعد تعرض مدينة دوما وبلدتي المعضمية وعربين في ريف العاصمة للقصف من القوات النظامية.

في محافظة حلب (شمال)، تعرض حي بستان القصر (جنوب) للقصف من القوات النظامية ‘اسفر عن سقوط جرحى بعضهم بحالة خطرة’، بحسب المرصد.

وافاد المرصد عن اشتباكات في حي صلاح الدين في جنوب غرب المدينة، وذلك بعد اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في محيط مطار النيرب العسكري الذي هاجمه المعارضون مرارا في الاشهر الماضية من دون ان ينجحوا في التقدم اليه. في محافظة إدلب (شمال غرب)، اشار المرصد الى ان الطيران الحربي السوري قصف مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من تشرين الاول (اكتوبر) الماضي.

وتمكنت القوات النظامية في الايام الماضية من التقدم في اتجاه المدينة والسيطرة على جزء من الطريق السريع المؤدي اليها وعدد من القرى الواقعة بالقرب منه.

في محافظة حمص، قتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية اثر هجوم لمقاتلين معارضين على حاجز في منطقة الحولة، بحسب المرصد الذي كان افاد عن محاولة القوات النظامية اقتحام مدينة الرستن.

في محافظة دير الزور (شرق)، تدور اشتباكات عنيفة ‘بين قوات الحرس الجمهوري السوري ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في حي الجبيلة (في مدينة دير الزور) في محاولة للسيطرة عليه’، بحسب المرصد الذي اشار الى ان غالبية سكان المدينة نزحوا عنها.

وادت اعمال العنف الجمعة الى مقتل 16 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين في كافة المناطق السورية، وعلى مصادر طبية في المستفيات المدينة والعسكرية.

واحصى المرصد في النزاع المستمر منذ 20 شهرا، مقتل اكثر من 39 الف شخص.

الى ذلك خرجت تظاهرات عديدة في مناطق مختلفة من سورية الجمعة تحت عنوان ‘دعم الائتلاف الوطني’ المعارض الذي اعلن تشكيله قبل نحو اسبوع، ورفعت شعارات داعمة لقطاع غزة الذي يتعرض منذ ثلاثة ايام لهجوم اسرائيلي، بحسب ما اظهرت اشرطة فيديو منشورة على شبكة الانترنت.

في اليادودة في ريف درعا (جنوب)، رفع شبان ساروا في مقدمة تظاهرة لافتات كتب فيها ‘الى الائتلاف الوطني، درهم لتسليح الجيش الحر خير من قنطار كلام’.

ويمثل تسليح المقاتلين المعارضين مطلبا اساسيا للائتلاف الذي شكل بعد اجتماع في الدوحة، ولقي ترحيبا من دول غربية وعربية، ابرزها فرنسا التي اعلن رئيسها فرنسوا هولاند ان مسألة تسليح المعارضة ‘سيعاد طرحها’ في شكل جدي.

وفي خربة غزالة بدرعا، رفع المتظاهرون لافتة كتب فيها ‘اوباما +لا تخاف+ الشعب السوري مع الائتلاف’.

وفي التظاهرة نفسها في خربة غزالة، رفع ولدان لافتة كتب فيها ‘بشار (الاسد) لنتنياهو (رئيس الوزراء الاسرائيلي) انتقم لي من حماس لانني مشغول في ذبح الناس’.

في داعل في المحافظة نفسها، رفعت لافتة كتب عليها ‘الدم السوري والفلسطيني واحد’، واخرى ‘الاسد يستعين بصديق، اسرائيل، لمواجهة الجيش الحر في القنيطرة’.

وعمدت السلطات السورية في الفترة الاخيرة الى اقفال مكاتب حركة المقاومة الاسلامية حماس في دمشق التي كانت حليفا اساسيا لنظام الرئيس الاسد، قبل ان تتخذ موقفا مؤيدا للاحتجاجات المطالبة باسقاطه والمستمرة منذ منتصف آذار (مارس) 2011.

وعلى صفحة ‘الثورة السورية ضد بشار الاسد’ على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، نشر رسم يظهر غزة وسوريا، وفوق كل منها طائرة حربية على احداها العلم الاسرائيلي وعلى الثانية العلم السوري، تقومان بالقاء صواريخ.

وفي حي القابون في شمال شرق العاصمة دمشق، شارك العشرات في تجمع رفعت فيه لافتة كتب فيها ‘قسما برب العزة، بعد سورية على غزة’. وفي حي مساكن هنانو في مدينة حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ نحو اربعة اشهر، سار العشرات في تظاهرات وهم يهتفون ‘فلسطين نحن معاكي (معك) للموت’.

بريطانيا اجرت محادثات ‘مشجعة’ مع المعارضة السورية

لندن ـ ا ف ب: اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة انه سيقرر خلال ايام ما اذا كان سيعترف بالمعارضة السورية الجديدة بعد محادثات ‘مشجعة’ مع قادتها في لندن.

وقال هيغ انه اكد لاحمد معاذ الخطيب ونائبيه الذين قاموا باول زيارة لهم الى العاصمة البريطانية منذ اعلان الائتلاف الوطني السوري الذي شكل الاسبوع الماضي، على الحاجة لان يكون الائتلاف شاملا وعلى احترام حقوق الانسان.

واضاف بعد لقائه القياديين الثلاثة في مقر وزارة الخارجية البريطانية ان ‘ما سمعته ورأيته من قادة الائتلاف مشجع’، موضحا انه سيقدم عرضا لمجلس العموم في هذا الشأن الاسبوع المقبل.

واجرى هيغ محادثاته مع الداعية الاسلامي المعتدل الشيخ احمد معاذ الخطيب، الذي انتخب الاحد الماضي رئيسا لائتلاف المعارضة السورية ونائبيه رياض سيف وسهير الاتاسي.

وكانت بريطانيا رحبت بزيارة المعارضة السورية الجديدة الى لندن لكنها قالت انها بحاجة لمعرفة المزيد عن مشاريعها قبل ان تنضم لفرنسا في الاعتراف بها كصوت المعارضة الرئيسي ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وقال هيغ الجمعة للبي بي سي ان المعارضة خطت ‘خطوة كبرى الى الامام’ بتوحيدها مؤكدا ان بريطانيا ستتخذ ‘في الايام القليلة القادمة’ قرارا بشأن الاعتراف بها كممثل شرعي للشعب السوري.

واكد هيغ ايضا ان بريطانيا تعيد النظر في حظر يفرضه الاتحاد الاوروبي على تسليح المعارضة رغم انه شدد على ان لندن تقدم حاليا دعما غير عسكري فقط.

واضاف ‘كنا نحبذ لو اننا في وضع يخولنا الاعتراف بها كممثل شرعي وحيد للشعب السوري لكنني اريد معرفة المزيد حول مشاريعها’.

واوضح هيغ انه يريد خصوصا معرفة ‘كيف سيقوم ائتلاف المعارضة السورية بتعيينات وما اذا ذلك سيشمل الاكراد وما هو الدعم الذي يحظى به في سورية’.

واضاف ‘اثر اجتماع الجمعة، سنتمكن من تكوين صورة افضل حول المسألة في الايام المقبلة’.

واكد هيغ بعد اللقاء انه شدد خلال اللقاء على اهمية احترام حقوق الاقليات والالتزام بمستقبل ديموقراطي لسورية واتخاذ موقف من ‘التجاوزات والعنف والاغتصاب’ الذي يرتكبه نظام الاسد، على حد قوله.

واضاف ‘شجعني ردهم على ذلك (…) وسنواصل العمل في هذا الشأن في الايام المقبلة’.

وتلا محادثات هيغ مع الخطيب وسيف والاتاسي اجتماع اوسع بمشاركة دول غربية وخليجية.

وسيتوجه الخطيب الى باريس السبت للقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

وحتى الان اعلنت فرنسا وتركيا ودول الخليج اعترافها رسميا بائتلاف المعارضة السورية الجديد.

واثار وزير الخارجية الفرنسي الخميس علنا مسألة رفع الحظر الاوروبي على ارسال ‘اسلحة دفاعية’ الى سورية بهدف التمكن من ارسال اسلحة من هذا النوع الى مقاتلي المعارضة. وقال انه سيناقش المسألة مع دول اخرى في الاتحاد.

وقال هيغ انه لم يتم بعد اتخاذ قرار بشان تغيير الحظر لكنه اكد انه تم التطرق الى احتمال تقديم دعم عسكري للمعارضة السورية خلال اجتماع جرى الخميس بين وزراء وعسكريين بريطانيين.

وتابع ‘سنناقش مع المعارضة اليوم تقديم مساعدة اضافية في التجهيزات غير القتالية لكن ليس اسلحة’.

واضاف ‘بالطبع سنبحث مع شركائنا الاوروبيين مستقبل الحظر على الاسلحة. لم نتخذ قرارا بتغيير ذلك حتى الان’.

واكد الوزير البريطاني ‘لا يمكننا البقاء مكتوفي الايدي. لا يمكننا ان نقول لندع الامور على حالها لان الوضع يتدهور بخطورة. لكن ردنا يجب ان يكون مدروسا بشكل جيد’.

وستكون سورية على جدول اعمال وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل الاثنين وخصوصا مسألة الحظر على الاسلحة.

باريس: وصل رئيس الائتلاف السوري المعارض الجديد احمد معاذ الخطيب السبت عند الساعة 9,15 بتوقيت غرينتش الى قصر الاليزيه ليبحث مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مسالة “حماية المناطق المحررة” في سوريا.

ولدى وصوله الى الاليزيه استقبل الرئيس هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس معاذ الخطيب عند المدخل.

وباستقباله بعد اربعة ايام على اعترافه بشرعية الائتلاف السوري المعارض الجديد، يخطو الرئيس الفرنسي خطوة اضافية في استراتيجيته الدبلوماسية تجاه سوريا تتباين مع الحذر الذي يبديه حلفاؤه الغربيون.

وافادت الرئاسة الفرنسية ان الرجلين سيبحثان في “وسائل وطرق ضمان حماية المناطق المحررة وتقديم المساعدات الانسانية الى اللاجئين وتشكيل حكومة موقتة”.

وقد اعترف هولاند الثلاثاء بالائتلاف السوري المعارض الجديد الذي انشيء الاحد الماضي في الدوحة بعد ايام عدة من الضغوط الغربية والقطرية المكثفة، “ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري”.

وتحدث انذاك ايضا عن ضرورة اعادة النظر في الحظر الاوروبي على الاسلحة من اجل مساعدة المعارضة بشكل افضل.

بذلك تعد فرنسا رأس الحربة بين الدول الغربية. فالولايات المتحدة لا تعتبر الائتلاف المعارض الجديد سوى “ممثلا شرعيا للشعب السوري، وبريطانيا استقبلت الجمعة معاز الخطيب لكنه لم يلتق سوى وزير خارجيتها وليام هيغ.

واعتبر هيغ محادثاته مع رئيس الائتلاف “مشجعة” لكنه صرح ان لندن قد تعلن موقفها “في الايام المقبلة” حول الاعتراف بالائتلاف كممثل شرعي وحيد للشعب السوري.

وحتى الان لم يعترف بالائتلاف السوري كممثل شرعي وحيد للشعب السوري سوى فرنسا ودول الخليج وتركيا.

سائقو الأجرة في دمشق يبحثون عن قوت يومهم وسط الحواجز والطرق المقطوعة

أ. ف. ب.

لم تعد مهنة سائق سيارة الأجرة مجزية كثيراً في سوريا في ظل العنف الدائر بين القوات الحكومية والمعارضة، فمعظم الطرقات في دمشق مثلاً باتت مغلقة وتعجّ بالحواجز العسكرية التي لا تسمح للمرء بالمرور بسهولة إلى وجهته.

دمشق: تشكل الحواجز العسكرية الكثيرة وإغلاق نصف الشوارع في دمشق التي شهدت سلسلة تفجيرات دامية خلال الأشهر الاخيرة، معضلة اساسية لسائقي سيارات الاجرة في العاصمة السورية الذين يقاومون اجواء الحرب من اجل كسب قوت العيش.

ويقول ابو محمد (60 عاما) “ما هو تعريف سائق الاجرة الجيد في اي بلد من العالم؟ هو شخص يعرف الطرق المختصرة والازقة والشوارع ذات اتجاه السير الواحد التي تسمح له بايصال زبونه الى مقصده في اقصر وقت ممكن”.

الا ان ابو محمد الذي يقود سيارته الصفراء منذ العام 1980 يشكو اليوم من ان “خبرتي لم تعد ذات فائدة حاليا لان ثمة حواجز جديدة تقام كل يوم، واكثر من نصف الشوارع لا سيما الصغيرة منها، باتت مقفلة امام حركة السير، ما يؤدي الى ضغط سير في الشوارع الرئيسة”.

وتعمل في العاصمة السورية التي يقطنها نحو 1,7 مليون نسمة، قرابة 30 الف سيارة اجرة، اضيفت اليها بضعة آلاف من حمص (وسط) وحلب (شمال) ودير الزور (شرق)، يقودها سائقون هربوا من العنف في مدنهم وهم مضطرون للعمل لتوفير حاجات اسرهم.

ويقول سائق الاجرة المخضرم ابو نضال ان “المسار الذي كنت انجزه في عشر دقائق، بات يتطلب مني نصف ساعة على الاقل، وفي زحمات السير استهلك المزيد من الوقود. قبل تقطيع شوارع المدينة، كنت اكسب شهريا 25 الف ليرة سورية (340 دولارا)، في مقابل 14 الف ليرة حاليا”.

ويضيف الرجل الذي يفضل عدم كشف كامل اسمه “لا يمكنني ان اشكو لانني اعرف ان هذه الاجراءات اتخذت لضمان سلامة السكان”.

وشهدت دمشق نحو 12 تفجيرا منذ اعتداء أول في كانون الاول/ديسمبر 2011 ادى الى مقتل 44 شخصا واصابة 166 بجروح. ونفذت غالبية التفجيرات بسيارات مفخخة وتبنت عددا كبيرا منها “جبهة النصرة” الاسلامية المتطرفة.

ووضعت حواجز من الاسمنت في كل الشوارع المؤدية الى الوزارات والمؤسسات العامة والمراكز الامنية وحتى بعض الفنادق، كما اقفلت ساحة السبع بحرات الشهيرة في العاصمة امام حركة السير بشاحنات صهاريج خوفا من تفجير انتحاري يستهدف المصرف المركزي.

يضاف الى ذلك انتشار كثيف لحواجز اجهزة الامن او “اللجان الشعبية” المؤلفة من سكان أحياء موالية للنظام يقومون بتفتيش السيارات والتأكد من هويات المارة.

ويشكو ابو ليلى (30 عاما) الذي بدأ مزاولة هذه المهنة منذ ستة اعوام، من ان “مشكلتنا اننا غالبا موضع شك في عيني النظام كما في اعين المقاتلين المعارضين”.

ويوضح ان المقاتلين المعارضين يتهمون سائقي سيارات الاجرة بالعمل مع النظام لان عناصر في اجهزته الامنية دخلوا مدينة داريا جنوب العاصمة قبل نحو ستة اشهر مستخدمين سيارات اجرة، وهاجموا المقاتلين المعارضين المتواجدين هناك.

ويضيف “اما الطرف الآخر (النظام) فيشك بنا لانه يعتبر ان الكثير من سيارات الاجرة سرقت بغرض تفخيخها”.

من سلبيات الوضع الراهن ايضا ان ايا من سائقي الاجرة غير مستعد للمخاطرة بحياته والدخول الى الاحياء الساخنة او الضواحي التي تشهد منذ اشهر معارك بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.

ويؤكد ابو حسن انه لا يغامر بعيدا من وسط المدينة “لان قذيفة يمكن ان تدمر سيارتي، او قد يستولي سارقون على السيارة، او قد اتعرض للضرب من احد طرفي النزاع”.

وبعدما كان يعمل قرابة احدى عشرة ساعة يوميا، بات ابو حسن يعود الى منزله قرابة الساعة السابعة مساء (17,00 ت غ). “بعد هذه الساعة يلجأ الجميع الى منازلهم، ويصبح التجول في الشارع امرا لا طائل منه، لانه سيكون من الصعب العثور ولو على راكب واحد”.

من جهته، يوضح ابو عمار ان “ساعات العمل تقلصت ولم نعد نقود لمسافات طويلة، لا سيما في الضواحي، وانخفضت زحمات السير الطويلة، فيما تعرفات سيارات الاجرة لم ترتفع”.

واضاف “كل هذا يدفع بي الى العودة الى منزلي من دون ان اكون قد جمعت كلفة يومي”.

الاكراد يسيطرون على مناطق حدودية مع تركيا في اطار “تواطؤ” غير معلن مع النظام

أ. ف. ب.

في شمال شرق سوريا بات المقاتلون الاكراد يسيطرون على عدد من المدن والقرى الحدودية مع تركيا، في خطوة يرى فيها محللون وناشطون نوعا من “التواطؤ” بين النظام وابرز قوة كردية على الارض من اجل استدراج المجموعات المسلحة وتوجيه رسالة سياسية الى انقرة.

ديريك: يؤكد سكان بلدة ديريك في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا ان القوات النظامية السورية خرجت من منطقتهم سلميا.

بعد هذا الخروج، تجمع مئات الاشخاص الثلاثاء قرب مقر امني تم اخلاؤه ليستمعوا الى موسيقى كردية ويرفعوا الاعلام الكردية ويستمعوا الى خطابات بلغتهم الام التي يطالبون منذ عقود بان تصبح لغة رسمية ثانية بعد اللغة العربية.

وقال عبد الكريم (56 عاما)، الضابط في لجان حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي، لوكالة فرانس برس “نحن اناس مسالمون، وحاولنا اخراج قوات الاسد بطريقة سلمية”.

وكان مقاتلون اكراد سيطروا السبت الماضي سلميا ايضا على مدينة عامودا وقبلها على تل تمر والدرباسية التي يضم معبرا حدوديا مع تركيا، بعد مفاوضات وضغوط وتظاهرات شارك فيها الاهالي.

وقد طالبوا القوات النظامية بالانسحاب لتجنيب مناطقهم معارك دامية شبيهة بتلك التي حصلت في مدينة راس العين الحدودية مع تركيا بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين وانتهت بسيطرة المعارضين عليها الجمعة الفائت.

ولا يزال النظام السوري يسيطر على اكبر مدينتين في محافظة الحسكة هما القامشلي والحسكة.

ويضم شمال وشمال شرق سوريا معظم الاكراد السوريين البالغ عددهم حوالى مليونين.

-ويقول الناشط الحقوقي الكردي المستقل والصحافي مسعود عكو في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “المناطق الكردية خالية اساسا من اي تواجد عسكري للقوات النظامية. لا توجد فيها قوات كما كانت الحال في حلب او حمص او ريف دمشق، لكن توجد مراكز امنية”.

ويصف عكو حزب الاتحاد الديموقراطي، وهو فرع من حزب العمال الكردستاني التركي، بانه “قوة الامر الواقع”.

الا انه يشير الى ان الاحزاب الكردية “تمكنت من تنظيم مناطقها كمجتمع مدني، فتعاملت مثلا مع ازمتي الغاز والمازوت في محافظة الحسكة لكن لا توجد قوة عسكرية كردية قادرة على استلام المنطقة الكردية ومحافظة الحسكة التي هي ثاني اكبر المحافظات السورية من حيث المساحة”.

ويضيف ان “تسليم منشآت الدولة لهذا الحزب هو لعبة. لا اقول ان الحزب عميل، لكن هناك توافقا ورضى بين الطرفين”.

ويكرر عكو “انها لعبة قذرة من النظام. انها رسالة الى تركيا، لان تركيا تساعد المعارضة السورية”.

ويرى ان “تفريغ المنطقة من الوجود الامني والعسكري للنظام السوري سيأتي بالجيش الحر الى المناطق الكردية، وحيثما يحل الجيش الحر يحل القصف والمدافع والطيران الحربي. اكبر مثال على ذلك راس العين”.

ويصف “استراتيجية الجيش الحر بالاستراتيجية الغبية”، قائلا “هناك نصف مليون نازح سوري في الحسكة، لم يأتي الى مناطق آمنة ويحولها الى مناطق عسكرية؟”.

ويرى الباحث كريم بيطار الخبير في شؤون الشرق الاوسط من معهد “ايريس” للعلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس ان الحركات الكردية لا سيما منها حزب الاتحاد الديموقراطي “استغلت الفوضى السائدة من اجل فرض امر واقع على الارض. استغلت ضعف السلطات وفوضى المعارضة للسيطرة على بعض المناطق”.

ويضيف “لا اعرف ان كان تسلم هذه المناطق تم باتفاق ضمني، لكن بالتأكيد هناك تلاقي مصالح بين الجانبين. لكن هذا التلاقي لن يدوم”.

ويؤكد بيطار بدوره ان النظام السوري “يحاول ان يلعب على الورقة الكردية لاستفزاز انقرة عبر التلويح بخطر تمدد حركة التمرد الكردي على ارضها عبر الحدود حيث يمكن ان تلاقي دعما من الجانب الآخر”.

الا ان بيطار يؤكد ان تركيا لن تقوم باي رد فعل على الارض، الا في حال “حصل تهديد لسيادتها”، كما لدى سقوط قذائف على ارضها قبل اسابيع.

وحصلت خلال السنوات الماضية مواجهات عدة بين الاكراد في سوريا والنظام كان آخرها في 12 آذار/مارس 2004 واسفرت عن مقتل اربعين شخصا في ستة ايام، بحسب مصادر كردية، و25 بحسب السلطات.

ويطالب الاكراد الدولة السورية بالاعتراف بالقومية الكردية وباعتماد اللغة الكردية في المدارس.

وتشكل هذه المطالب التي اضيفت اليها اخيرا المطالبة بادارة ذاتية للمناطق الكردية، احراجا للمعارضة السورية ايضا.

وهو ما يحول حتى الآن دون انضواء المجلس الوطني الكردي الذي يضم غالبية الاحزاب الكردية غير حزب الاتحاد، بشكل كامل ضمن الائتلاف الوطني السوري المعارض الجديد الذي اعلن تشكيله اخيرا في قطر.

ويقول بيطار “كلما طالت السيطرة الكردية على بعض المناطق، كلما كان هناك احتمال بخلق امر واقع يدوم، وكلما اصبحت العودة الى الوراء صعبة”.

لكن عكو يخفف من اهمية التحرك الاخير، ويقول “طالما النظام موجود في القامشلي وفي حقول النفط في الرميلان وحقول الغاز في الجبسة، يعني انه لم ينسحب بعد من الحسكة”.

طبيعة المنطقة تسهل التنقلات وعمليات الاختباء والقتال

ريف دمشق والاحياء الجنوبية للعاصمة خزان المقاتلين المعارضين

أ. ف. ب.

تبدو القوات النظامية السورية مصممة على تطهير دمشق من كل المجموعات المعارضة المسلحة التي تقاوم بضراوة لا سيما في الاحياء الجنوبية وضواحي العاصمة المتاخمة لها حيث يملك المعارضون اماكن تجمع معززة.

دمشق: اذا كانت الاحياء ال17 التي تتالف منها العاصمة السورية لا تزال كلها مبدئيا في ايدي القوات النظامية، الا ان هناك جيوبا للمقاتلين المعارضين لا تزال تقاوم لا سيما في جنوب العاصمة وشرقها، وهي مناطق تتصل جغرافيا مع مناطق الريف التي تعتبر قواعد خلفية للمجموعات المقاتلة المعارضة.

وخطت المعارك والعمليات العسكرية في دمشق وريفها خطوط تماس لا تقوم على معايير طائفية كما قد يخطر للبعض، انما هي رسمت، كما هي الحال في معظم الحروب، بين المناطق الفقيرة والمناطق الاكثر ترفا.

وغالبا ما تتركز المعارك مثلا في حي القابون (شمال شرق) الذي يقطنه سنة وعلويون، وحي القدم (جنوب) المختلط ايضا بين سنة واقلية علوية، بينما يتالف سكان في عربين وداريا وجرمانا وصحنايا التي تشهد عمليات واسعة منذ اشهر من سنة ومسيحيين وعلويين ودروز.

ويسعى المقاتلون المعارضون الى الوصول الى وسط العاصمة عبر محور يمتد من شمال شرق الى جنوب غرب دمشق. واكثر الاحياء توترا في العاصمة برزة (شمال)، والقابون، وركن الدين (شمال)، وبساتين المزة (غرب)، وجوبر (شرق)، والقدم (جنوب)، وكفرسوسة (جنوب غرب)، والتضامن (جنوب شرق)، ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين (جنوب).

ومعظم هذه المناطق، لا سيما الجنوبية منها، تضم عددا كبيرا من الفلسطينيين ومن النازحين السوريين من درعا وحمص وغيرها من المناطق التي بدأت فيها الاضطرابات قبل الانتقال الى العاصمة خلال الصيف الماضي.

كما انها مناطق فقيرة وتحوي الكثير من المساكن العشوائية.

ويشير المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان النظام اقدم على تفجير العديد من المباني في حي التضامن “بحجة عشوائيتها علما انها مبنية منذ زمن، فيما السبب الحقيقي هو تقليص الامكنة التي يمكن للمقاتلين المعارضين الاختباء فيها”.

ويشير المرصد الى وجود اعداد كبيرة من الاسلاميين في احياء العسالي (جنوب) والقدم والتضامن، مؤكدا ان معظم الذين نفذوا عمليات انتحارية في منطقة دمشق يتحدرون من هذه المناطق.

وغالبا ما تشكل الاحياء الفقيرة والمهمشة في كل الدول تربة خصبة لتسلح الناس وغضبهم.

في منطقة المزة مثلا، لم تطال الاشتباكات الاحياء الراقية انما البساتين، كذلك في كفرسوسة تتركز المعارك خصوصا في اللوان الذي هو على تماس مع ريف دمشق.

ولا وجود بشكل عام للمجموعات المقاتلة المعارضة في الاحياء البعيدة نسبيا عن المعارك في دمشق مثل قاسيون (شمال) والمهاجرين (شمال غرب) ودمر (شمال غرب) والسروجة (وسط) والقنوات (وسط) والشاغور (شرق) ودمشق القديمة (وسط)، وهي مناطق يسكنها بغالبيتها اناس من طبقات ميسورة يفضلون الامن والحفاظ مصالحهم على الانخراط في النزاع.

وبعض هذه الاحياء لم ينج من التفجيرات، مثل التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا ساحة الامويين في وسط دمشق في ايلول/سبتمبر.

وخلال السنة الماضية، تمكنت مجموعات مقاتلة عدة من تجميع نفسها واسلحتها في مناطق عدة من ريف دمشق خلت بنسبة ثمانين في المئة تقريبا من سكانها، بحسب ما يؤكد ناشطون.

وتعتبر الغوطة الشرقية (حرستا، دوما، زملكا، سقبا) من ابرز اماكن التجمع هذه.

وتتالف هذه المنطقة خصوصا من بساتين، ما يسهل التنقلات وعمليات الاختباء والقتال.

أحمد معاذ الخطيب.. «داعية الائتلاف المنفتح»

أول رئيس للائتلاف السوري المعارض من خطيب الجامع الأموي إلى «قائد الثورة»

بيروت: كارولين عاكوم

عندما كان الداعية أحمد معاذ الخطيب يعتلي منبر المسجد الأموي الكبير في دمشق خطيبا وإمام جامع لسنوات طويلة، مطالبا برفع الظلم عن الشعب السوري، لم يكن يطمح ليصل إلى المنابر السياسية أو يتولى قيادة الثورة عبر ترؤسه «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية». وهو القائل: «مهما تكن ضريبة الحرية فادحة، فإن ضريبة الذل أفدح بكثير. لا أقاتل أحدا وليس هدفي كرسيا معينا. السياسة وسيلة لا غاية، ونفضل أن يصل الإيمان إلى أصحاب الكراسي، بدل أن يصل أصحاب الإيمان إلى الكراسي». أما اليوم، وقد أصبح صاحب «أعلى كرسي» في هذه الثورة حاملا لواء الدفاع عن شعبه وقضيته في المحافل العربية والدولية، فقد نجح الخطيب أن يعيد بانتخابه الروح أو الأمل إلى الثورة بعدما كان السوريون قد أصيبوا بحالة من التململ من مسارها السياسي والعسكري على حد سواء.

وهذا ما بدا واضحا من خلال ردود الفعل السورية المؤيدة له على كل الجبهات ومن كل الأطراف. فهو الإسلامي الذي لا ينتمي إلى «الإخوان المسلمين»، وهو الداعية المنفتح الذي ألقى خطبه الداعمة للثورة وإلى جانبه رموز من الطائفتين العلوية والمسيحية، لم يجد العلمانيون والليبراليون حجة ليعترضوا عليه، ليكون بذلك أول رئيس للائتلاف الذي بات الهيئة الموحدة للمعارضة السورية التي ستنبثق عنها حكومة مؤقتة التي يفترض أن تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الرئيس بشار الأسد. وقد أعلن الخطيب أن «هذا المنصب ليس مغنما بل مسؤولية ثقيلة»، معرفا عن نفسه بالقول: «أنا أمثل ما أحب أن أسميه بـ(التدين الدمشقي المنفتح)، الذي يقبل الآخر، ولديه قدر كبير من التسامح والفهم الواسع للإسلام ومعانيه الحقيقية». معربا عن أمله في أن ينجح من خلال رئاسته للائتلاف في تحقيق 5 مهام أساسية تضمنتها وثيقة إنشائه، هي: «العمل الإغاثي، وإنشاء مكتب قضائي، وتوحيد المعارضة المسلحة في مجلس عسكري واحد، وتأسيس لجان تنفيذية للتواصل مع الداخل، وتشكيل حكومة مؤقتة، لكن العمل الإغاثي سيكون أولويتنا القصوى».

ويجمع عارفو الشيخ معاذ الخطيب على أنه من الأصوات الدعوية التي تتخذ الخطاب العلمي الموضوعي المتزن الواضح أسلوبا لها، فمنذ بدأ خطاباته في المسجد الأموي قبل 20 عاما، تميز بخطاباته الإصلاحية والصريحة التي كان يتوجه بها لكل فئات المجتمع وكل طوائفه. عرف باعتداله وانفتاحه، ويعد واحدا من أكثر الأصوات المنادية بالإصلاح جرأة. وشعبيته هذه التي بدأت من الجامع الأموي لم تقتصر فقط على دمشق إنما امتدت إلى مختلف المناطق السورية.

والمراجع لخطابات الخطيب، سيتمكن من تكوين صورة عامة عنه تختصر توجه هذا الرجل وعقيدته الدينية والاجتماعية السياسية في الوقت عينه؛ إذ كانت مطالباته الثورية ترتكز على الحرية والمساواة والعدل، فطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإلغاء قوانين الطوارئ والأحكام العرفية والاعتقال التعسفي إضافة إلى إلغاء سيطرة الحزب الواحد ومحاربة الرشوة والفساد السياسي والاجتماعي والاقتصادي وإيقاف نهب الأموال وتذكير الناس بحقوقهم ومنها الرعاية الاجتماعية وضمان الشيخوخة والعلاج الطبي وتأكيده على المساواة في «الكرامة الإنسانية» بين الرجل والمرأة.

ومن أقواله أيضا: «لا يمكن للعالِم أن يعطي الحرية لأحد، قبل أن يكون هو حرا وناجيا من الأسر والوصاية والاحتواء».. «لا نرضى الفتنة وحمل السلاح في الأمة الواحدة مهما يكن السبب، وننبذ الطائفية والعصبية وضيق الأفق، كما نرفض تحجيم الإسلام وفق أهواء العوام أو الحكام».

وفي حين لم يخل انتخاب الخطيب رئيسا للائتلاف من الانتقاد انطلاقا من تخوف البعض من أسلمة الثورة، أكد زهير سالم، الناطق الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، أن الخطيب لم يكن مقربا من الجماعة وليس محسوبا عليها، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نسمع أخباره ونرتاح لأدائه وخطاباته، ولقاءاتنا به لم تكن كثيرة؛ بل كانت تقتصر فقط على الاجتماعات العامة، لكن موقفنا منه إيجابي بالتأكيد، ونرى فيه الخير لسوريا ونعتبره شخصية وطنية استطاع من خلال استقلاليته أن يجمع حوله توافقا من الأطراف المعارضة بعيدا عن زواريب السياسة والأحزاب الضيقة». وفي حين يعتبر سالم أن اختيار «شخصية دمشقية» تحظى بهذا الإجماع له بدوره وقع وأهمية في السياسة بشكل عام وفي المجتمع السوري بشكل خاص، يرى أن «هذا الخيار من شأنه طمأنة الهواجس، إذا كانت حقيقية، من سيطرة الإسلاميين، أو بالأحرى الذرائع للاستئثار بأمور المجتمع، لا سيما أنه لا ينتمي أو يرتكز على فكر حزبي معين»، واصفا إياه بـ«الشخصية الكاريزماتية المحبوبة في المجتمع السوري»، لافتا إلى أن تواصله مع جيل الشباب بشكل دائم لا سيما من خلال رسالته الأخيرة التي خاطبهم بها عبر موقع «فيس بوك» كانت خطوة موفقة وسيكون لها وقعها الإيجابي في صفوفهم.

من جهة أخرى، يضع سالم عمل الخطيب الذي كان ضمن دائرة «وزارة الأوقاف السورية»، أي تحت سلطة النظام الذي قبل بدوره به كـ«مشاكس في دارته»، في سياق «التعادل بالرؤية»، موضحا: «من خلال تعيينه خطيبا للجامع الأموي كان يريد النظام القول إن معه شخصيات معارضة وتتمتع بالمصداقية، في حين أن الخطيب استفاد من هذه الفرصة لإيصال رسالته إلى النظام والمجتمع السوري في الوقت عينه».

بدوره، يصف جبر الشوفي، عضو المجلس الوطني السوري، الخطيب، بـ«الرجل المتزن المتواضع والمعتدل الذي يتمتع بمكانة علمية وشخصية مستقلة مقربة من الناس»، مضيفا: «قد لا يكون الخطيب من الشخصيات المعروفة على المستوى السياسي، إنما الأكيد أنه شخصية محبوبة اجتماعيا ومعروف على المستوى الشعبي بفكره المعارض». وعما إذا كان تولي رجل دين قيادة الثورة ورئاسة الائتلاف الوطني قد يضعه البعض في خانة «أسلمة الثورة»، يقول الشوفي: «لا أتخوف من رجل دين أو غير دين إذا كان معتدلا وصاحب منطق سليم يعمل للوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية تقوم على الحق والقانون»، لافتا إلى أنه «عبر التاريخ لم يكن المستبدون من رجال الدين، والعلمانيون لم يكونوا مستبدين أقل من غيرهم، وبالتالي، فإن الاستبداد لا يرتبط بالدين ولا يغذى من عقيدة دينية، المستبد مستبد إذا جاء من خلفية دينية أو علمانية».

في المقابل، وعلى خط الثورة العسكرية، أو في ما يتعلق بموقف الجيش السوري الحر من ائتلاف المعارضة بشكل عام واختيار أحمد معاذ الخطيب بشكل خاص، يبدو أن ردود الفعل تجاه تصريحاته كانت بدورها متفائلة وتركت انطباعا إيجابيا في صفوف القيادات والعناصر، لا سيما بعد مطالبته بتسليح الجيش الحر ودعمه بالأسلحة النوعية وتأكيده أن الائتلاف الجديد حصل على ضمانات «من دول خليجية وأوروبية»، قائلا: «نريد من المجتمع الدولي أن يشعل شمعة في النفق الذي وضع الطاغية بشار الأسد شعبه فيه. السوريون يواجهون القصف من مقاتلات بشار ويحتاجون لأسلحة نوعية»، مضيفا: «إذا استمرت الأزمة ربما ستنشأ تطورات أكبر وأخطر وقد تنفجر المنطقة بأكملها».

وفي هذا الإطار، قال رئيس أركان الجيش السوري الحر، العقيد أحمد حجازي لـ«الشرق الأوسط»: «لم نكن نعرف الداعية الخطيب في السابق، لكن توافق المعارضة عليه يحقق مطالب الشعب السوري ومطلبنا في الجيش الحر، وبالتالي لا يمكننا إلا أن نتفاءل به خيرا، لأننا لا نبحث عن الأشخاص، والمبدأ الأهم بالنسبة لنا هو التوحد، وهذا ما حققه انتخاب الخطيب». وفي ما يتعلق بتصريحاته حول تسليح الجيش الحر، قال حجازي: «تكلم الخطيب عن مطلب الثورة ومصلحة الشعب السوري، وبالتالي لا شك أنها بداية إيجابية نتمنى أن تنسحب على الخطوات التنفيذية في ما بعد، لا سيما أن الاتفاق لم يجف حبره بعد والرجل لا يملك عصا سحرية وهو بحاجة إلى وقت».

في الداخل السوري أيضا، كما في صفوف الناشطين السوريين والتنسيقيات، شكل انتخاب الخطيب صدمة إيجابية، بحسب ما أكد عمر حمزة، الناطق الإعلامي في مجلس قيادة الثورة في دمشق، لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: «لطالما كان الداعية الخطيب شخصية ثورية محبوبة لدى الدمشقيين وقريبا من المواطنين. كان معروفا بمواقفه الجريئة حتى قبل اندلاع الثورة السورية. لم يكن يرضى بالظلم أو يخضع لأوامر النظام، وبالتالي لقي انتخابه ترحيبا وموافقة من كيانات الداخل التي أصدرت جميعها بيانات مرحبة بتكليفه»، مضيفا: «هو رجل يجمع بين العلم والدين والأخلاق، وهو يحمل الآن رسالة تكليف من الشعب السوري الذي يعول عليه كثيرا في الوصول إلى أهدافنا».

وهذا الترحيب بدا واضحا أيضا من خلال تفاعل الشباب السوري على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال إنشائهم صفحات مؤيدة له، كما لوحظ تفاعل الخطيب شخصيا معهم أيضا بتوجيه رسالة لهم، عبرها، مخاطبا إياهم معتذرا منهم عن عدم قدرته على الرد الشخصي وطالبا منهم، أن يتوافقوا على أن تحمل مظاهرات اليوم الجمعة شعار «يا أوباما لا تخاف.. كلنا مع الائتلاف» وأن ترفع أيضا لافتات شكر للرئيس الفرنسي وأخرى تحمل شعار «لا تطرف لا إرهاب».

مع العلم بأن فوز الخطيب برئاسة الائتلاف جاء من دون أي منافسة بحسب النتائج الرسمية للاقتراع، حاصلا على غالبية ساحقة من أصوات أعضاء الائتلاف التي بلغت 54 صوتا. وقال عنه رئيس المجلس الوطني السوري، جورج صبرا: «إنه رجل معروف في دمشق كونه داعيا معتدلا».

وفي حين رفض الخطيب القول إن ضغوطا مورست على المعارضة للتوصل إلى اتفاق، لفت إلى أنه كان هناك فقط تدخل لتقريب وجهات النظر، مؤكدا أيضا أن الاتصالات والمباحثات مع جميع القوى المعارضة في الداخل أو الخارج مستمرة وكذلك العمل على تشكيل الهيئات والمكاتب التنفيذية ليتوسع التحرك نحو الاعتراف الدولي بالائتلاف. وهذا ما بدا واضحا من خلال تفاعل المجتمع الدولي الإيجابي مع تحركات الخطيب العربية والدولية التي لم تهدأ منذ اليوم الأول لتوليه المنصب، باذلا جهوده في انتزاع الشرعية الدولية لهذا الائتلاف محققا بذلك خطوة في الاتجاه الأوروبي والعربي من خلال اعتراف جامعة الدول العربية وفرنسا وتركيا بالائتلاف ممثلا شرعيا لسوريا، ودعوة فرنسا الخطيب لزيارتها ولقاء رئيسها فرنسوا هولاند غدا، فيما اكتفت الولايات المتحدة بالترحيب به.

وأحمد معاذ الخطيب من مواليد دمشق 1960، درس الجيوفيزياء التطبيقية وعمل مهندسا بتروفيزيائيا نحو 6 سنوات في شركة سورية للنفط، ونظم كثيرا من الدورات الدعوية والعلمية، وحاضر وخطب في نيجيريا والبوسنة وإنجلترا والولايات المتحدة الأميركية وهولندا وتركيا وغيرها..

هو الأستاذ والداعية والمهندس الذي عرف بدعواته للعدالة الاجتماعية والتعددية الحزبية ونبذ الطائفية، التي كان يطلقها من على منبر المسجد الأموي بقلب العاصمة السورية، دمشق، ومساجد أخرى، وعرف بجرأته في قول الحق، مما دفع الأمن السوري إلى اعتقاله 4 مرات على خلفية تفاعله مع الثورة السورية، كان آخرها في مايو (أيار) 2012، ليغادر بعدها سوريا مستمرا في نضاله من العاصمة المصرية، القاهرة.

بقي الخطيب ينادي بالتعايش السلمي على الرغم من تفاقم التوترات الطائفية بين السنة والعلويين، ويقول إن الشعب السوري مكون بشكل أساسي من الطائفة السنية، التي تعرضت للإقصاء لفترة طويلة، ومن الطبيعي أن تكون مكونا رئيسيا في الثورة. ويشير إلى أن النظام السوري يحاول تحويل الصراع في سوريا الآن إلى صراع طائفي، لكن الشعب السوري أسمى من أن يسقط في هذا المنزلق. وسعى الخطيب لتذكير السوريين المعارضين بأن معركتهم هي ضد الأسد وليست ضد الأقلية العلوية، قائلا في أول مقابلة معه في المنفى: «العلويون مظلومون أكثر لأن الدولة استخدمتهم ووضعتهم في المواجهة».

ترعرع الداعية الدمشقي في عائلة معروفة بتدينها، والده الشيخ محمد أبو الفرج، خطيب دمشق وأحد وجوه العلم فيها، ويرجع نسبه إلى الحسن بن علي. له أخوان وأخت، هم: مصونة، وهي مدرسة أصول الفقه، وعبد القادر خطيب جامع بني أمية الكبير وأستاذ في التفسير وأصول الفقه ومهندس ميكانيكي، ومحمد مجير وهو أستاذ في علم الحديث ومحقق ومؤلف. متزوج ولديه أربعة أبناء هم: أمان وعبد الرحمن وأسماء وهاشم.

وكان الخطيب قد تولى في فترة سابقة رئاسة «جمعية التمدن الإسلامي»، وما زال يشغل منصب الرئيس الفخري فيها. وعمل أستاذا لمواد شرعية في معهد المحدث الشيخ بدر الدين الحسني، ومادتي الدعوة الإسلامية والخطابة في «معهد التهذيب والتعليم للعلوم الشرعية» في دمشق. انتسب إلى الجمعية الجيولوجية السورية والجمعية السورية للعلوم النفسية، وله العديد من الأبحاث المنشورة باللغة العربية وترجم بعضها إلى الإنجليزية والبوسنية.

“مُرشِدية” جبل الأكراد: علاقة حسنة و”حذرة” مع “الجيش الحر”

خاص بـ”الشفاف”

مراسل “لوموند”: لوي روث

ترجمة “الشفّاف”- لا تختلف عن سواها من قرى “جبل الأكراد” (القريب من “اللاذقية”). فهي قرية فقيرة، وزراعية، وهي بدون كهرباء منذ سقوط المنطقة في ايدي “الجيش السوري الحر” في الربيع الماضي. قرية مثل غيرها، ولكنها تختلف عن غيرها. ففي “كدين” لا تضع النساء الحجاب، ويميل الرجال إلى الصمت والحذر. فهي قرية “مُرشِدية” (في الصورة، مؤسس الطائفة “سلمان المرشد”، بالطربوش” في البرلمان السوري في ١٩٤٥، قبل عام من إعدامه). التي تُعتبر طائفة منشقّة عن الطائفة العلوية التي تشكل، بدورها، طائفة صغيرة من طوائف الشيعة. وينظر سنّة سوريا إلى “المُرشدية” كجزء من الطائفة العلوية، طائفة عائلة الأسد، مع أن العلاقات بين العلويين والمرشديين شهدت توتّرات في الماضي.

ولكن سكان “كدين” (حسب “الفايس بوك”، سقطت ٤ صواريخ على قرية “كدين” في ٢٨ يوليو ٢٠١١) بعكس سكان القرى العلوية الأخرى التي فتحها “الجيش الحر”، لم يفرّوا عند وصول الثوار. وهم يواصلون زراعة التبغ، والتفاح والرمان. ويتنقل الفلاحون على ظهور الحرير بين “جُلول” مسنّدة بالحجارة. ويشكل مصير “كدين” اختباراً حاسماً لمقدرة الثوار على حسن التعامل مع الأقليات التي يعتبرونها قريبة من النظام: العلويين، والمسيحيين، والمرشديين، والدروز.

ويقول أحد سكان قرية “مجل خيكيا” المجاورة أن “المرشديين إخواننا، وكانت علاقاتنا بها دائماً حسنة. نحن نشتري منهم التبغ، ونبيعهم الزيتون”.

وفي الظاهر، تسود علاقات حسنة بين سكان القرية والثوار، ويقول سكان القرية للصحفي الفرنسي العابر بقريتهم: “تابع طريقك، كل شيء على ما يرام هنا. نحن لا نبحث عن مشاكل. لا تشغل بالك بنا، إرحل”.

ولم يقبل بالتحدث إلينا، لدقائق قليلة، “وبصورة شخصية”، سوى أستاذ المدرسة، “أبو أسد”! ويرخي “أبو أسد” شاربيه على الطريقة البعثية، وليس لحيته على الطريقة السنّية. ويقول: “نحن لسنا لا مع النظام ولا مع الثوار. نحن مع الدولة السورية، وليس مع فلان أو فلان”. ويثير كلامه الحذر سخرية الثوار الذين يقولون: “المرشدية ينتظرون لمعرفة من سينتصر في نهاية المطاف ليقفوا إلى جانبه”!

وبالإنتظار، يسعى الجانبان المتصارعان لكسب الطائفة الصغيرة إلى جانبهما. فقد أطلق “الجيش الحر” سراح ١١ مُرشِدياًً كان قد تم أسرُهم أثناء معركة “الحفّة” في حزيران/يونيو الماضي. كما وافق “الجيش الحرّ” على شروط أهل القرية: وهي أنه يحق له عبور القرية، ولكن لا يحق له التمركز فيها لمهاجمة المواقع الحكومية. وكان جيش النظام قد وافق، قبل ذلك، على الشروط نفسها. ويقول “أبو أسد”، وهو يلفّ سيجارته: “لسنا مع الجيش الحر، ولكننا لسنا ضد الجيش الحر”. ويتيح هذا الحياد للموظفين من أبناء القرية الإستمرار في قبض رواتبهم حتى لو تعذّر عليهم الذهاب إلى العمل، مثل “أبو أسد” الذي كان يدرّس في مدرسة بمدينة “حلب” التي تمزّقها المعارك اليومية. وبصورة عامة، فإن الدولة السورية تتوقف عن دفع رواتب موظفيها الذين يظلون في المناطق التي يحتلها “الجيش الحر” عقاباً لهم.

ومن أصل سكانها البالغ ١٠٠٠ نسمة، فإن القرية تضم ٢٠٠ موظف حكومي، حسب أقوال “أبو أسد”. وتلك نسبة كبيرة جداً. ويقول أحد سكان القرية السنّية المجاورة: “نحن، بالعكس، لم يكن يحق لنا بالوظائف الحكومية، وإذا حصل أحدنا على وظيفة حكومية فإنه كان يدفع رشاوى كبيرة”. ومع أنه يتحدث عن المُرشديين على أنهم “أخوته”، فإنهم لا يخفي عَزمَهُ، بعد الثورة، على استرجاع اراضي جدّه التي كانت السلطات قد وزّعتها على المرشُديين أثناء الإصلاح الزراعي الذي قام به حافظ الأسد بإسم “الإشتراكية” البعثية.

إن المدرّس “أبو أسد” هو رئيس خلية حزب البعث في القرية، ولا يختلف عرضه لـ”الأحداث” السورية عن وجهة نظر النظام: “حادث أمني صغير ضخّمته قوى أجنبية تريد زعزعة استقرار سوريا”. ويضيف ملمحاً إلى الثوار: “الحل يمرّ بالحوار، وليس بالعنف. ينبغي أن يكون هنالك حكومة وأن تدافع عن شعبها، أليس كذلك؟”

وقبل مغادرتنا قريته، فقد طلب منا أن ننقل طلباً إلى قائد “الجيش الحر” المتمركز في “سلمى”، الت تبعد ١٠ كيلومترات: “هل يمكن لكم أن تطلبوا منهم إطلاق سراح أحد شبّاننا الذي خطفوه في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر، إذا كانوا هم الذين خطفوه؟ إسمه “أيمن تويت”، ونحن مستعدون لدفع فدية. ولكنني لا أرغب بالذهاب إلى “سلمى” حتى لا أتعّرض للخطف”!

إن التعايش الطائفي في سوريا ما بعد الأسد ما زال مسألة غير محسومة حتى الآن.

(نرجو من قراء “الشفّاف” تصحيح أي خطأ في أسماء القريتين).

بعد استقبال هولاند قادته في الإليزيه سفير للائتلاف السوري بفرنسا

                                            عيّن الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة منذر ماخوس سفيرا في باريس، وذلك بعدما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عقب لقائه رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب ونائبيه في الإليزيه اليوم إن باريس ستستقبل سفيرا للائتلاف. ويأتي ذلك بعد اعتراف فرنسا بالائتلاف ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري.

 وقد ناقش الجانبان “حماية المناطق المحررة” وتشكيل حكومة مؤقتة. وأوضح الرئيس الفرنسي للصحفيين بعد محادثات استمرت ساعة ونصف الساعة مع معاذ “سيكون هناك سفير لسوريا في فرنسا معين من قبل رئيس الائتلاف”، مضيفا أن الحكومة المقبلة التي سيشكلها الائتلاف يجب أن تضم “كافة مكونات سوريا” خصوصا “المسيحيين والعلويين”.

وعن تحفظات حلفاء غربيين لفرنسا، وخصوصا الشركاء الأوروبيين، على الاعتراف بالائتلاف الجديد محاورا “وحيدا”، أكد الرئيس الفرنسي أنه سيواصل جهوده لإقناعهم.

من جانبه أكد معاذ أنه لا يرى أي عقبة أمام تشكيل حكومة انتقالية، مشيرا إلى أنه سيدعو إلى تقديم “ترشيحات من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط ستعمل حتى سقوط النظام”.

واستقبل هولاند رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب برفقة نائبيه رياض سيف وسهير الأتاسي والسفير منذر ماخوس صباح اليوم، في تحرك متقدم عقب اعتراف فرنسا بالائتلاف ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري وتعهدها بإعادة طرح تزويد المعارضة بالسلاح.

وكانت الرئاسة الفرنسية أفادت بأن هولاند والخطيب سيبحثان “وسائل وطرق ضمان حماية المناطق المحررة وتقديم المساعدات إلى اللاجئين وتشكيل حكومة موقتة”.

وبعد أربعة أيام على اعتراف هولاند الثلاثاء الماضي بالائتلاف الجديد -الذي تشكل الأحد الماضي في الدوحة بعد أيام من الضغوط الدولية والعربية المكثفة- بكونه “الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري”، وكلام باريس عن ضرورة مراجعة الحظر الأوروبي على الأسلحة لتحسين مساعدة المعارضة السورية، يخطو الرئيس الفرنسي بإعلان هذا اللقاء الأول في الإليزيه خطوة إضافية غير مسبوقة بين نظرائه الغربيين والعرب، إذ سيكون أول رئيس دولة كبرى يستقبل رئيس الائتلاف المعارض.

لكن باريس تبدو معزولة في إستراتيجيتها نظرا للتصريحات الحذرة لغالبية شركائها الأوروبيين، ناهيك عن الرد الأميركي. فحتى الآن لم يتلق الائتلاف السوري المعارض اعترافا بأنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري إلا من فرنسا ودول الخليج وتركيا.

ورغم أن توحيد المعارضة السورية لاقى ترحيبا من الدول الداعمة للثورة المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد منذ منتصف مارس/آذار 2011، بقيت دول عدة على تريثها من الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري.

فقد اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي كانت بلاده من أبرز الداعين إلى توحيد المعارضة، أن الائتلاف “ممثل شرعي لتطلعات الشعب السوري”، رافضا الاعتراف به ممثلا شرعيا “وحيدا” للسوريين أو حكومة في المنفى لأن بلاده “ليست مستعدة” لذلك بعد.

تريث بريطاني

كذلك فضلت بريطانيا، التي استقبل وزير خارجيتها وليام هيغ الخطيب ونائبيه أمس الجمعة، التريث أياما قبل إعلان موقفها من الائتلاف، رغم تأكيده أن الاجتماع بممثليها كان “مشجعا”. كما اعتبر أن توحيد المعارضة السورية تحت لواء الائتلاف “يشكل خطوة كبرى إلى الأمام”، ويمكن أن يكون “بديلا سياسيا ذا مصداقية” لنظام  بشار الأسد.

وأوضح هيغ أن بلاده قبل أن تعترف بالائتلاف ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري تسعى لمعرفة خطط هذا الائتلاف للانتقال السياسي في سوريا، ومعرفة من الذين يعتزمون تعيينهم، وكيفية توزيع المناصب، وهل سيكون الأكراد مشاركين، وما حجم التأييد الذي يتمتع به الائتلاف داخل سوريا، مضيفا أن لندن قد تكون قادرة على اتخاذ قرار بشأن الاعتراف به خلال الأيام القليلة القادمة.

وأشار الوزير البريطاني -إثر محادثات وصفها بالمشجعة مع وفد الائتلاف الذي وصل إلى لندن لحضور اجتماع مع ممثلي نحو عشرين دولة مانحة- إلى أن مجلس الأمن القومي البريطاني الذي اجتمع الخميس ناقش مسألة تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية، لكن بريطانيا لم تغير موقفها وستستمر فقط في تقديم مساعدات “غير فتاكة”.

وقالت صحيفة ديلي ميل الجمعة إن ديفد كاميرون ناقش داخل اجتماع مجلس الأمن القومي مسألة إقامة منطقة حظر طيران لحماية المدنيين في سوريا، ونقلت عن رئيس الأركان البريطاني الجنرال ديفد ريتشاردز أن قوات بريطانية يمكن أن تُنشر لمساعدة اللاجئين السوريين الذين يتدفقون على البلدان المجاورة مثل الأردن.

وأضافت الصحيفة أن أول تحرك سيأتي من فرنسا عبر إدراج خطط على جدول أعمال قمة تعقد أوائل الشهر المقبل للاتحاد الأوروبي لإعادة صياغة قرار حظر تصدير الأسلحة إلى سوريا بغية السماح بتزويد المعارضة بأسلحة للدفاع عن النفس، حيث أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده ستبحث خلال الأسابيع القليلة المقبلة هذه المسألة.

وأشارت ديلي ميل إلى أن مسؤولاً بريطانياً بارزاً اقترح إعادة صياغة قرار الحظر وجعله أقصر وأبسط، لتسهيل تبرير تزويد المعارضة السورية بالأسلحة.

معارك ضارية في حلب

إغلاق لدمشق والحر يسيطر على مطار

                                            قال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن الجيش الحر سيطر بالكامل على مطار الحمدان العسكري في البوكمال بريف دير الزور على الحدود مع العراق، فيما تجدد القصف العنيف لقوات النظام السوري على الأحياء الجنوبية في دمشق ومدن وبلدات الريف الدمشقي بالتزامن مع إغلاق كل مداخل العاصمة واستنفار أمني ملحوظ.

 كما تدور معارك ضارية بين قوات النظام ومقاتلي الجيش الحر في مدينة حلب شمالا. وبينما تعرضت مناطق في حمص ودير الزور ودرعا واللاذقية لعمليات قصف ودهم واشتباكات، تحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن سقوط 19 قتيلا منذ صباح اليوم.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن تجديد قوات النظام قصفها للأحياء الجنوبية من دمشق، وأشارت إلى استنفار أمني شمل أغلب أحياء العاصمة بالتزامن مع إغلاق كل مداخل المدينة ومنع دخول معظم السيارات القادمة من الريف الدمشقي إليها.

كما أشارت شبكة شام إلى إغلاق مداخل حي نهر عيشة بالكامل من قبل قوات جيش النظام، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات منعت خروج الأهالي من نهر عيشة. وتحدث اتحاد تنسيقيات الثورة عن سقوط خمسة قتلى وعدة جرحى جراء القصف العنيف على مخيم اليرموك بدمشق.

في غضون ذلك شن الطيران الحربي للنظام غارات على مدن الغوطة الشرقية بريف دمشق، وأشارت شبكة شام إلى أن القصف بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي شمل مدن زملكا وعربين وحرستا ومعظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية كما شن جيش النظام حملات دهم واعتقال في بلودان.

وذكرت الهيئة العامة للثورة أن قصف قوات النظام على بلدتي البلالية ودير سلمان بريف دمشق أثار حالة هلع وذعر بين الأهالي، كما أعدمت قوات النظام ميدانيا -وفق المصدر نفسه- شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة ذبحا بالسكين, وأشار ناشطون إلى أن القتيل مصاب بمرض التوحد، حيث قامت قوات النظام في وقت سابق باعتقاله وضربه ضربا مبرحا مما فاقم المرض عنده.

كما تحدثت الهيئة عن سقوط قتيلين في حرستا أحدهما برصاص قناص وآخر متأثرا بجراح أصيب بها في الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام بالمدينة.

معارك حلب

في هذه الأثناء تدور اشتباكات عنيفة منذ صباح السبت في حلب شمال البلاد في منطقة الليرمون بين مقاتلي الجيش الحر وقوات النظام، وفق الهيئة العامة للثورة.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا عن أن المواجهات اندلعت بعد انفجار سيارة مفخخة استهدف تجمعا عسكريا لقوات النظام.

كذلك تحدث المرصد عن سماع دوي أصوات عدة انفجارات في حي الحمدانية جنوب غرب حلب التي تشهد معارك يومية منذ أربعة أشهر للسيطرة عليها. وأشارت شبكة شام لتعرض بلدة أورم الكبرى بريف حلب لقصف عنيف من الطيران الحربي  للنظام.

كما قصف الطيران الحربي بلدة كفرناها في ريف حلب بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيشن الحر وقوات النظام في المنطقة طبقا لنفس المصدر.

وفي حمص وسط البلاد تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على أحياء المدينة القديمة وفق شبكة شام، في حين تحدثت الهيئة العامة للثورة عن إصابة عشرات المدنيين جراء القصف العنيف لقوات النظام على مدينة الرستن ومنطقة الحولة بريف المحافظة وتهدم العديد من المنازل.

اشتباكات واقتحامات

وفي دير الزور شرقا أفادت شبكة شام بتجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على معظم أحياء المدينة، كما وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام في محيط كتيبة المدفعية بمدينة الميادين بريف المحافظة.

في السياق أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل مقاتل من الثوار صباحا في اشتباكات مع قوات النظام في حي الجبيلة في دير الزور.

في المقابل أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن وحدة من القوات المسلحة اشتبكت مع من وصفتهم بالإرهابيين في حي الجبيلة بدير الزور مما أسفر عن مقتل واصابة العشرات منهم.

وفي درعا جنوبا اقتحم جيش النظام حي القصور بالدبابات وشن حملة دهم للمنازل واعتقالات وسط انتشار أمني كثيف في بقية الأحياء وفق شبكة شام، في حين ذكرت الهيئة العامة أن حملة مداهمات تقوم بها قوات النظام مدعومة بالدبابات لحيي السبيل والقصور بدرعا المحطة مع محاصرة الحيين.

أما في مدينة اللاذقية الساحلية فأفادت الهيئة العامة بأن قوات الأمن وما يعرف بالشبيحة الموالين للنظام اقتحموا حي الطابيات بالمدينة وشنوا حملات دهم واعتقالات وتخريب للمنازل.

من ناحية أخرى، بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى بلدة رأس العين التي كانت أول منطقة يسيطر عليها الجيش السوري الحر في محافظة الحسكة.

وأشار مراسل الجزيرة إلى توقف الطيران العسكري التابع لقوات النظام عن قصف البلدة، حيث شرع الأهالي من عرب وأكراد وتركمان وشركس وشيشان في العودة إلى بيوتهم ليجدوا كثيرا منها قد دمر.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 121 قتيلا أمس الجمعة معظمهم في حلب ودمشق وريفها والرقة وإدلب، في يوم شهد مظاهرات لإسقاط النظام ودعما للائتلاف الوطني السوري المعارض. من جانبه أحصى المرصد السوري أمس مقتل 49 مدنيا و28 مقاتلا من الثوار و42 جنديا نظاميا.

حذر أوروبي من تسليح معارضة سوريا

                                            لقيت الدعوات الفرنسية لتسليح الثوار السوريين ردا فاترا من المسؤولين الأوروبيين الذين قالوا أمس إن الحذر مطلوب قبل تخفيف القيود على حظر بيع الأسلحة الذي كان مفروضا على سوريا.

يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض حظرا على بيع الأسلحة لسوريا بشكل عام سواء لنظام الرئيس بشار الأسد أو للمعارضة العام الماضي، وتحرك الاتحاد في الأشهر الأخيرة الماضية من أجل رفعه.

وكانت ممثلة السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون قد رددت في الآونة الأخيرة أن إرسال السلاح إلى سوريا ربما يزيد الأمر سوءا هناك.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال أمس الخميس إن حكومته ربما تطلب من الاتحاد الأوروبي رفعا جزئيا للحظر على بيع الأسلحة لسوريا بهدف السماح بإرسال أسلحة دفاعية للمعارضة.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن أصبح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أول زعيم غربي يعلن يوم الثلاثاء الاعتراف بائتلاف معارضة سوريا الجديد ممثلا شرعيا وحيدا لسوريا.

وبينما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الخميس إن بلاده تعترف بالمعارضة السورية، من المتوقع أن يطرح الوزراء الأوروبيون مسألة الاعتراف على طاولة المفاوضات يوم الاثنين المقبل في بروكسل.

الحذر الأوروبي

وتنقل الصحيفة عن مسؤول أوروبي رفيع المستوى قوله في بروكسل إن “محادثات مطولة” قد تجري قبل إجراء أي تغيير على حظر بيع الأسلحة لسوريا، مشيرا إلى أن بعض أعضاء الاتحاد لن يقبل بسهولة إرسال أسلحة للمعارضة السورية.

وقد أيد ذلك الرأي وزير الدفاع الألماني توماس دي مايزيري الذي قال إنه يشكك في الفكرة.

وقال إن رفع الحظر يتطلب اتفاقا أوروبيا مشتركا يتم التوصل إليه بعد مفاوضات معمقة، وأضاف “أنا شخصيا لا أخفي بعض الشكوك”.

يشار إلى أن الموافقة على رفع الحظر يستدعي موافقة 27 دولة عضوا في الاتحاد.

ويقول المسؤول الأوروبي إن القلق الأوروبي لن يتعلق فقط بمبدأ إرسال الأسلحة، بل أيضا بتطبيقه، لافتا إلى أنه لن يكون من السهل ضمان وصول شحنات الأسلحة للمعارضة فقط.

ويأتي الجدل بشأن تسليح المعارضة السورية في وقت يشهد فيه الصراع السوري -حسب المراقبين- حالة من الجمود، في حين ترتفع أعداد القتلى.

وتذكِّر وول ستريت جورنال بأن معظم الدول الأوروبية كانت ترفض أي دور عسكري من دون دعم من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مشيرة إلى أن روسيا والصين منعتا صدور قرارات أممية سابقة في الشأن السوري.

المخابرات السورية تغلق طرق العاصمة المرتبطة بريفها

قوات النظام تقصف مناطق في ريف إدلب ودير الزور وريف دمشق

دبي- قناة العربية

ذكرت وكالة سانا الثورة أن قوات النظام إضافة الى عناصر من المخابرات السورية قامت بإغلاق جميع الطرق التي تربط العاصمة بريفها كما قامت بمنع طلاب الجامعات من العبور، فضلا عن قصف قوات النظام مناطق في ريف إدلب ودير الزور وريف دمشق.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط مطار النيرب العسكري في مدينة حلب فيما تتواصل الاشتباكات في حي التضامن في دمشق بين الجيش الحر وقوات النظام.

وفي اللاذقية، قال المركز الإعلامي السوري إن القصف متواصل على قرى جبل الأكراد، ما أدى إلى تهدم عدة منازل في قرية المريج، واحتراق عدد آخر في قرية دورين.

واستمر القصف على بلدة تل شهاب في ريف درعا، ومدينة يبرود في ريف دمشق، وتفتناز في ريف إدلب، وفي دير الزور، تحدثت لجان التنسيق عن انشقاق 37 جندياً في مطار الحمدان العسكري في البوكمال.

لندن تستضيف اجتماعاً لممثلي المعارضة السورية

الخارجية البريطانية أفادت بأن اللقاء سيواصل تقديم الدعم العملي والسياسي للمعارضة

دبي – قناة العربية

تستضيف العاصمة البريطانية لندن، اليوم الجمعة، اجتماعاً لممثلي دول التحالف وأقطاب المعارضة السورية، لاستعراض آخر المستجدات بالقضية السورية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، إن اللقاء سيواصل النظر بتقديم المزيد من الدعم العملي والسياسي غير الفتاك للمعارضة.

يذكر أن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أعلن عن استضافة لندن لاجتماع تشارك فيه الجهات المانحة وممثلون عن الائتلاف الوطني السوري للقوى الثورية والمعارضة السورية، وسينظر في تقديم المزيد من الدعم للمعارضة السورية.

وأمس الخميس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن بلاده ستطلب من الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن إرسال “أسلحة دفاعية” إلى سوريا، وذلك بهدف التمكن من إرسال أسلحة من هذا النوع إلى المقاتلين المناهضين للأسد.

وقال فابيوس لإذاعة “آر تي أل” إنه “في الوقت الحاضر هناك حظر، وبالتالي ليس هناك أي سلاح يتم تسليمه من الجانب الأوروبي. المسألة قد تطرح. ستطرح على الأرجح في ما يتعلق بالأسحلة الدفاعية”.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتفقت المعارضة السورية في العاصمة القطرية الدوحة، بعد مخاض عسير على توحيد صفوفها بعد شهور من الانقسام تحت مسمى” الائتلاف السوري المعارض”، بزعامة أحمد معاذ الخطيب، وعقب الانتهاء من التوقيع على الحروف الأولى للاتفاق، اعترف مجلس التعاون الخليجي بالائتلاف السوري ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري.

وعلى خطى الدول الخليجية، اعترفت كل من فرنسا وتركيا بالائتلاف الجديد، كما انتخب المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا رئيساً له خلفاً لعبدالباسط سيدا.

فرنسا تستضيف أول سفير لائتلاف سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت أن فرنسا ستستقبل في باريس “سفيرا” للائتلاف المعارض السوري الجديد بعد اجتماعه برئيسه أحمد معاذ الخطيب.

وقال الرئيس الفرنسي للصحفيين: “سيكون هناك سفير لسوريا في فرنسا معين من قبل رئيس الائتلاف”، ما يعد تأكيدا على اعتراف باريس بالائتلاف.

ورحب هولاند بتعيين المعارض السوري منذر ماخوس سفيرا للائتلاف لدى باريس.

وأضاف هولاند أن الحكومة المقبلة التي سيشكلها الائتلاف يجب أن تضم “كافة مكونات سوريا” خصوصا “المسيحيين والعلويين”.

يذكر أن ماخوس هو منسق العلاقات الخارجية في أوروبا الغربية للمجلس الوطني السوري.

ومنذر ماخوس عضو في الكتلة الوطنية، أحد الائتلافات داخل المجلس الوطني السوري، وعضو في لجنة 15 آذار (مارس) للتغيير الديمقراطي، التي شكلت في مايو 2011، وهو أيضا ممثل للمعارضة العلوية في الخارج.

وولد ماخوس في اللاذقية في العام 1946، وهو يحمل شهادة في الهندسة، وشهادة الماجستير في الكيمياء الجيولوجية (1969)، ودرجة الدكتوراه في الكيمياء الجيولوجية والثروات المعدنية (1974)، ودكتوراه العلوم في مجال إنتاج البترول (1993) من جامعة موسكو الحكومية.

66 قتيلا والحر يسيطر على مطار عسكري

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن الجيش السوري الحر سيطرته، السبت، على مطار عسكري بريف ديرالزور، في وقت أفاد ناشطون أن طائرات تابعة للجيش شنت غارات صاروخية على مدن عدة بالتزامن مع استمرار أعمال العنف، ما أسفر عن مقتل 66 شخصا.

وبث ناشطون شريطا مصورا على الإنترنت يظهر فيه مسلحون يحتفلون بسيطرتهم على ما قالوا إنه مطار الحمدان العسكري في مدينة البوكمال، ولم يتسن لـ”سكاي نيوز عربية” التأكد من صحة الشريط.

إلى ذلك، ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن “مقاتلات السوخوي” شنت غارات على مدن في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث شوهدت أعمدت الدخان تتصاعد من المواقع التي تم استهدافها.

كما أفاد ناشطون بتجدد القصف الجوي على مدن زملكا وعربين بريف دمشق، في حين واصلت المدفعية قصفها على مناطق عدة من ريف العاصمة السورية.

ويأتي ذلك غداة مظاهرات حاشدة شهدتها المدن السورية في جمعة “دعم الائتلاف الوطني”، كما رفع المتظاهرون شعارات الدعم لقطاع غزة الذي يتعرض لغارات جوية إسرائيلية، إذ تلازم اسم الجمعة مع شعار “قسما برب العزة بعد سوريا إلى غزة”.

وتعرضت أحياء في دمشق لقصف عنيف من قبل القوات الحكومية، السبت، مع استمرار الاشتباكات مع الجيش الحر منذ أيام، فيما أفادت شبكة شام الإخبارية بتجدد القصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على أحياء جوبر وكفر سوسة والتضامن.

وفي حلب، كشف المركز الإعلامي السوري عن تجدد الاشتباكات في حي الليرمون بين الجيشين الحكومي والحر، في حين قصف الطيران الحربي بلدة أورم الكبرى بريف حلب.

أما في حمص، قالت شبكة سوريا مباشر إن قصفا بالمدفعية الثقيلة استهدف أحياء دير بعلبة وباب دريب وأحياء حمص القديمة، وسط “اشتباكات عنيفة ” بين الجيشين الحكومي والحر.

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، السبت، خلال استقباله رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب أن المعارضة السورية سيكون لها “سفير” في باريس.

وكان هولاند استقبل الخطيب، في خطوة متقدمة تلي اعتراف فرنسا بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري، وتعهدها إعادة طرح تزويد المعارضة بالسلاح.

التلفزيون السوري يتوقف بعد نصف قرن

لارا حسن- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بعد أكثر من نصف قرن على بدء بث التلفزيون السوري، المحطة الأرضية، صدر قرار بإيقافها لتنطلق مكانها محطة فضائية جديدة بداية نوفمبر الحالي.

وقالت مهندسة بالمحطة لموقع سكاي نيوز عربية “حزنا جدا لإيقاف بث محطتنا العريقة التي تعتبر من أقدم المحطات العربية، والحقيقة لو أن هذا القرار جاء لأسباب تقنية أو حتى نتيجة إحصاءات تقول إننا غير متابعين لكان حزننا أقل!”.

وتضيف المهندسة التي طلبت التحفظ على اسمها “فوجئنا لدى قدومنا للعمل في 11 نوفمبر الحالي بأن جميع البرامج تم إيقافها تمهيدا لانطلاق محطة (تلاقي) الفضائية عوضا عن الأرضية السورية”.

وعبر الموظف بالقناة أحمد، 36 عاما، عن غضبه حيال هذا القرار بقوله “إيقاف بث القناة الأرضية يشبه تدمير التراث الخاص بنا، فهذه المحطة حملت همومنا وأحلامنا ومسلسلاتنا وحتى أخبارنا على مر أكثر من 50 عاما.. واليوم تتوقف عن العمل بكل بساطة”.

وكان أغلب السوريين يتابعون بث الأرضية السورية بقناتيها الأولى والثانية قبل انتشار “الستالايت” والمحطات الفضائية منتصف 1995.

وانطلق بث القناة السورية الأرضية عام 1960، باللون الأبيض والأسود، من قمة جبل قاسيون المطل على العاصمة دمشق.

وكان استوديو البث بالقرب من محطة الإرسال، واستمر الإرسال الأول لمدة ساعة ونصف فقط في اليوم الأول.

وفي عام 1978، انتقل البث من اللونين الأبيض والأسود إلى تجربة البث بالألوان لبعض البرامج، وفي عام 1980 أصبح التلفزيون السوري يبث مواده بالألوان.

واعتمد التلفزيون السوري بداية انطلاقته على برامج منوعة تبث مباشرة على الهواء لفصول تمثيلية وسهرات مسرحية إلى جانب برامج منوعة، برز خلالها نجوم الدراما السورية مثل الممثل الراحل نهاد قلعي، ودريد لحام.

فرنسا نحو استقبال سفير للائتلاف السوري المعارض واشتباكات في حلب وقصف على ريف دمشق

اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان فرنسا ستستقبل في باريس “سفيرا” للائتلاف المعارض السوري الجديد بعد اجتماعه برئيسه احمد معاذ الخطيب.

وقال الرئيس الفرنسي للصحفيين “سيكون هناك سفير لسوريا في فرنسا معين من قبل رئيس الائتلاف”، مضيفا ان الحكومة المقبلة التي سيشكلها الائتلاف يجب ان تضم “كافة مكونات سوريا” خصوصا “المسيحيين والعلويين”.

جاء ذلك خلال زيارة الخطيب قصر الاليزيه ليبحث مع هولاند مسالة “حماية المناطق المحررة” في سوريا.

وياتي ذلك فيما تدور اشتباكات في حلب كبرى مدن شمالي سوريا بعد انفجار سيارة مفخخة استهدف تجمعا عسكريا، بينما تتعرض مناطق في ريف دمشق للقصف، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتأتي هذه الحوادث غداة سقوط 119 قتيلا جراء اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد.

وقال المرصد صباح اليوم ان انفجارا “هز مدينة حلب صباح اليوم”، موضحا انه “ناتج عن سيارة مفخخة في منطقة الليرمون (في شمال غربي المدينة) وتبعته اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية في المنطقة”.

واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى ان الانفجار “استهدف تجمعا عسكريا للقوات النظامية”.

من جهتها، اشارت “الهيئة العامة للثورة السورية” عن “تجدد الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام” في الحي الذي يحاول المسلحون المعارضون منذ فترة السيطرة عليه.

كذلك تحدث المرصد عن “اصوات انفجارات عدة في حي الحمدانية” جنوب غربي المدينة التي تشهد معارك يومية منذ اربعة اشهر.

وفي ريف دمشق الذي يشهد عمليات عسكرية مكثفة في الفترة الاخيرة، تتعرض مدينة حرستا للقصف من القوات النظامية صباح السبت، بينما تشهد سماء الغوطة الشرقية تحليقا للطيران الحربي السوري، بحسب المرصد.

واشار المرصد الى ان القوات النظامية “اغلقت الطرق المؤدية الى حي نهر عيشة (في جنوب العاصمة) ومنعت خروج الاهالي منه”، واغلقت كذلك طريق دمشق درعا الدولي، مع تسجيل انتشار مكثف لهذه القوات.

في محافظة دير الزور، قتل مسلح معارض صباحا خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي الجبيلة في مدينة دير الزور، بحسب المرصد.

في المقابل، افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان “وحدة من قواتنا المسلحة اشتبكت مع ارهابيين في حي الجبيلة بدير الزور ما اسفر عن مقتل واصابة العشرات منهم”.

واحصى المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له مقتل 49 مدنيا و28 مقاتلا معارضا و42 جنديا نظاميا.

مطار حمدان

ومن جانب آخر، قال نشطاء إن المعارضة المسلحة استولت السبت على مطار يستخدمه الجيش السوري بالقرب من الحدود العراقية، وهو ما قالوا إنه سيساعدهم على الاحتفاظ بسيطرتهم على بلدة البوكمال الحدودية التي استولوا عليها مؤخرا.

وقال الناشط زياد الامير من البلدة إن قوات الاسد ردت بقصف المطار جوا.

ويصور فيديو نشرته جماعات مسلحة مقاتلين يقومون بدوريات حول قاعدة جوية صحراوية . وتصاعد الدخان من بعض المباني بينما كان الثوار يفحصون بعض الدبابات المهجورة.

وكان مطار حمدان يستخدم في نقل المنتجات الزراعية ولكن تم تحويله لقاعدة عسكرية للطائرات والدبابات منذ بدء الاضطرابات. ويعني استيلاء المعارضة على المطار ان قوات الاسد اصبحت تسيطر على مطار واحد فقط في محافظة دير الزور، وهو المطار الرئيسي في مدينة دير الزور.

وقال الامير إن المعارضة تمكنت من الاستيلاء على بعض مدافع الهاون والعربات المدرعة والذخيرة.

ولم يصدر اي تعليق من الحكومة السورية على الاستيلاء على المطار.

واذا تمكت المعارضة المسلحة من الاحتفاظ بالمطار، فإن من المرجح ان تبقى بلدة البوكمال، التي يبلغ تعدادها 60 الفا، في يد المعارضة، وذلك بحسب رامي عبد الرحمن رئيس المصدر السوري لحقوق الانسان.

الخطيب وهولاند

جاء ذلك فيما استقبل الرئيس هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس معاذ الخطيب عند المدخل.

وباستقباله بعد اربعة ايام على اعترافه بشرعية الائتلاف السوري المعارض الجديد، يخطو الرئيس الفرنسي خطوة اضافية في استراتيجيته الدبلوماسية تجاه سوريا تتباين مع الحذر الذي يبديه حلفاؤه الغربيون.

وافادت الرئاسة الفرنسية ان الرجلين سيبحثان في “وسائل وطرق ضمان حماية المناطق المحررة وتقديم المساعدات الانسانية الى اللاجئين وتشكيل حكومة موقتة”.

واعترف هولاند بالائتلاف السوري المعارض الجديد الذي انشيء في الدوحة بعد ايام عدة من الضغوط الغربية والقطرية المكثفة، “ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري”.

وبذلك تعد فرنسا رأس الحربة بين الدول الغربية. فالولايات المتحدة لا تعتبر الائتلاف المعارض الجديد سوى “ممثلا شرعيا للشعب السوري، وبريطانيا استقبلت الجمعة معاز الخطيب لكنه لم يلتق سوى وزير خارجيتها وليام هيغ.

واعتبر هيغ محادثاته مع رئيس الائتلاف “مشجعة” لكنه صرح ان لندن قد تعلن موقفها “في الايام المقبلة” حول الاعتراف بالائتلاف كممثل شرعي وحيد للشعب السوري.

نشطاء: مقاتلو المعارضة السورية يسيطرون على مطار قرب الحدود مع العراق

بيروت (رويترز) – قال نشطاء إن مقاتلي المعارضة سيطروا على مطار يستخدمه الجيش السوري قرب الحدود مع العراق يوم السبت في خطوة يقولون إنها ستسمح لهم بالحفاظ على سيطرتهم على بلدة البوكمال الحدودية التي سيطروا عليها في الآونة الأخيرة.

وقال النشط زياد الأمير إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد ردت بقصف المطار بواسطة مقاتلات.

وأظهر تسجيل مصور بثته جماعات المعارضة مقاتلين يقومون بدوريات في القاعدة الجوية الصحراوية بمحافظة دير الزور السورية. وتصاعدت أعمدة من الدخان من بعض المباني الخرسانية في الوقت الذي تفقد فيه مقاتلون عددا من الدبابات المتروكة.

ويكافح الأسد من أجل إخماد الانتفاضة التي اندلعت ضده قبل 20 شهرا والتي بدأت في صورة احتجاجات سلمية ثم تحولت إلى أعمال عنف امتدت إلى معظم أنحاء البلاد. ويقول نشطاء إن أكثر من 38 ألف شخص لقوا حتفهم في الصراع السوري.

وكان مطار الحمدان يستخدم في السابق في نقل المنتجات الزراعية ولكنه تحول إلى قاعدة لطائرات الهليكوبتر والدبابات أثناء الصراع. وتعني السيطرة على مطار الحمدان أن قوات الأسد لم تعد تسيطر الآن سوى على قاعدة جوية واحدة في المحافظة وهي المطار العسكري الرئيسي في مدينة دير الزور.

وقال الأمير عبر سكايب إن مقاتلي المعارضة تمكنوا من الاستيلاء على قذائف مورتر ومركبات مدرعة إلى جانب بعض الذخيرة.

ولم يصدر أي تعليق من الحكومة أو التلفزيون الرسمي في سوريا حول مزاعم المعارضة.

وذكر رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه في حال حافظ مقاتلو المعارضة على إحكام قبضتهم على المطار فمن المرجح أن تظل مدينة البوكمال الحدودية التي يقطنها أكثر من 60 ألف شخص في أيدي المعارضين.

وكان المقاتلون سيطروا على البوكمال قبل يومين لكنهم لم يستطيعوا السيطرة على مطار الحمدان المجاور الذي تقلع منه طائرات الهليكوبتر لتضرب مناطق المعارضين.

وأضاف عبد الرحمن أن عمليات السيطرة الجديدة تعني أن أكبر منطقة خارج سيطرة النظام باتت الآن المنطقة الواقعة على الحدود العراقية في دير الزور.

غير أنه من المستبعد أن تحول سيطرة المعارضين على الأرض دون شن هجمات من الجو فيما أصبح مسارا تقليديا للاشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة.

وقال الأمير لرويترز عبر سكايب إن بعض ضباط الجيش تركوا الجنود في المطار وفروا بثلاث دبابات ويحاولون تنظيم عملية إنقاذ ومن ثم فإن القتال صار عنيفا في المنطقة.

ويسعى مقاتلو المعارضة إلى مهاجمة القواعد الجوية بصفة خاصة أملا في شل جزء من القوة الجوية للأسد.

(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى