أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 22 أيلول 2012

طهران: الحرب في سورية ضدنا الأمم المتحدة: مخاوف من «انتشار الأزمة»

نيويورك – راغدة درغام؛ لندن، بيروت، دمشق، عمان، طهران – «الحياة»، رويترز، ا ف ب، اب

لم تتراجع حدة التظاهرات ضد النظام في سورية مع تكثيف عمليات القتل والغارات على تجمعات المعارضة، لكن عدد من قتلوا أمس تجاوز المئة في حين «خطف» بعض رموز «معارضة الداخل» اثناء انتقالهم من مطار دمشق الى وسط العاصمة. ووسط تحريض ايراني وادعاء ان «الحرب حربنا» صدرت دعوة اردنية الى «انتقال سياسي سلمي» للسلطة في سورية في وقت يشعر الديبلوماسيون في الامم المتحدة بالإحباط من المرحلة الاولى لمهمة الممثل الخاص الاخضر الابراهيمي في منطقة النزاع. وأعربت مصادر في مجلس الأمن عن القلق البالغ من تدهور الأزمة السورية وانتشارها الى خارج الحدود.

وبعد ايام من نفي او توضيح ما قاله قائد «الحرس الثوري» الإيراني محمد علي جعفري عن إن عناصر في «الحرس» موجودون في سورية، أكد الجنرال حسن فيروز آبادي، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أن «الحرب في سورية هي حرب بلادنا»، وفي تأييد مطلق لما قاله الرئيس السوري بشار الأسد لدى استقباله وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قبل ثلاثة ايام.

وكان الأسد قال في استقبال صالحي «ليست سورية المستهدفة الوحيدة، بل الهدف هو القضاء على محور المقاومة بمجمله».

وقال فيروز آبادي لمراسل وكالة «إيرنا»، شبه الرسمية، وتعليقاً على تصريحات الرئيس السوري ان «ما قاله السيد بشار الأسد صحيح، لأن سورية تشكل الخط الأمامي للمقاومة في التصدي للكيان المحتل للقدس، وحافظت على هذا الخط منذ أعوام».

وأضاف فيروز آبادي، المعروف بقربه الى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي «بما أن التصدي للاعتداءات الإسرائيلية يُعد من أهداف وطموحات الثورة الإسلامية الإيرانية، لذا تشترك كل من إيران وسورية في هذا الهدف».

في موازاة ذلك، نقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) عن العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني قوله، قبيل مغادرته الى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، ان «موقف الاردن واضح من الازمة ويستند الى ضرورة تكثيف الجهود للتوصل الى حل قائم على انتقال سياسي سلمي في سورية ضمن أطار القانون الدولي وبما يحافظ على وحدة سورية وتماسك شعبها ويضع حداً للعنف واراقة الدماء».

واضاف الملك ان «تطورات الوضع في سورية والظروف المحيطة بعملية السلام ستكون من أبرز القضايا» التي سيتناولها في كلمته أمام الجمعية العامة وخلال لقاءاته مع قادة الدول ورؤساء الوفود المشاركة في الاجتماعات الدولية. واوضح ان «موضوع اللاجئين السوريين في الاردن سيكون موضع بحث ايضاً حيث سيتم وضع المجتمع الدولي في صورة الاعباء الكبيرة المترتبة على استضافة المملكة لاعداد متزايدة من اللاجئين على رغم شح الموارد والامكانات».

وفي الجانب العسكري، وقعت معارك عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات معارضة في محيط مواقع استراتيجية في حلب، بالتزامن مع تظاهرات شعارها «أحباب رسول الله في سورية يذبحون». وعلى رغم عنف النظام، تظاهر السوريون بعد صلاة الجمعة مطالبين باسقاط النظام وبنصرة المدن المنكوبة.

وشملت التظاهرات مدناً وبلدات في محافظات درعا وحماة وحلب ودمشق وريفها والحسكة، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتركزت المعارك بعيداً عن التظاهرات على محيط مطار «منغ» العسكري قرب حلب وثكنة هنانو العسكرية في شرق المدينة.

وتحدث المرصد السوري عن «استخدام الطائرات الحوامة رشاشاتها في الاشتباكات وقصفت حتى التظاهرات المدنية» واشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» الى ان قصفاً مدفعياً مصدره المطار طاول مدينة اعزاز في ريف حلب وقرى مجاورة لها.

كان مجهولون، خطفوا ثلاثة اشخاص بينهم عضوان في «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» السورية المعارضة فجرا، بعيد خروجهم من مطار دمشق الدولي، إثر زيارة لوفد من الهيئة الى الصين. وأعلن بيان وقعه فرع «هيئة التنسيق الوطنية في المهجر» عن «فقدان الاتصال» باثنين من اعضائها هما عبد العزيز الخير رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الهيئة وإياس عياش عضو المكتب التنفيذي للهيئة والقيادي في حركة الاشتراكيين العرب»، اضافة الى ماهر طحان الذي حضر الى المطار لاستضافتهم. وحمّل البيان «الجهة التي خطفت الثلاثة المسؤولية الاخلاقية والسياسية عن كل اذى يمكن ان يصيبهم». وحمل المرصد السوري السلطات مسؤولية الحفاظ على حياة الخير «والإفراج الفوري عنه وعن رفيقيه». وبحسب المصدر، «اعتقل الخير في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد الاب في شباط (فبراير) 1992 بتهمة الانتساب الى حزب العمل الشيوعي، وخرج من الاعتقال في عهد الاسد الابن في نهاية عام 2005».

وفي نيويورك، تفاقمت أجواء القلق من توسع الأزمة السورية خارج الحدود الى الدول المجاورة عشية وصول قادة الدول الى نيويورك للمشاركة في افتتاح الدورة الـ٦٧ للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ذويتلقى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون اليوم تقريراً من الإبراهيمي العائد الى نيويورك من جولته في المنطقة وسط أجواء إحباط وتشاؤم حيال انقسام مجلس الأمن.

وأسفرت هذ الأجواء عن قرار رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان إلغاء رحلته الى نيويورك نهائياً «في رسالة احتجاجية» بحسب مصادر تركية، بسبب عدم فاعلية الاجتماعات خلال الجمعية العامة في ما يتعلق بالأزمة السورية.

وأعربت مصادر المجلس عن القلق البالغ من تدهور الأزمة وانتشارها الى خارج الحدود بسبب «بقاء المسألة السورية في عنق زجاجة الخلاف الروسي – الغربي» مشيرة الى أن الإبراهيمي «عائد الى نيويورك ليضع مجلس الأمن أمام مسؤولياته وليؤكد أن عدم تحرك المجلس سيعني انفلات الأزمة خارج حدود السيطرة».

وأضافت أن الإبراهيمي «يريد وضع جهوده في سياق جديد ومرجعيات جديدة، وهو أشار أكثر من مرة الى بيان مجموعة العمل الصادر في جنيف، ويريد أن يتعامل مع التطورات الميدانية التي تمثل حرباً أهلية». وقالت إن الإبراهيمي «سيستكشف أجواء مجلس الأمن ومدى تماسك الدعم له داخل المجلس».

وقال ديبلوماسي غربي رفيع إن اجتماعات نيويورك المتعددة والثنائية ستتناول الشأن السوري في اجتماعات عدة إهمها في مجلس الأمن الإثنين بمشاركة الإبراهيمي، والأربعاء بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، والجمعة في اجتماع مختصر من نحو ٣٠ دولة من «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» تترأسه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مقر إقامتها في فندق وولدورف أستوريا.

وأشار الى أن عمل «مجموعة الأصدقاء» مقسم الى ثلاث لجان مخصصة للعملية السياسية وإعادة الإعمار الإقتصادي والجانب الإنساني. وكشف أن ألمانيا والإمارات العربية المتحدة تتشاركان رئاسة اللجنة المعنية بإعادة الإعمار. وسيركز الاجتماع على «توحيد المعارضة السورية ومرحلة ما بعد الأسد إضافة الى الوضع الإنساني» بحسب المصدر نفسه.

واشنطن تضغط على العراق لمنع عبور الأسلحة أراضيه إلى سوريا

الإبرهيمي يسعى إلى “سياق جديد” في التعامل مع الأزمة

واشنطن – هشام ملحم

نيويورك – علي بردى

العواصم الاخرى – الوكالات:

تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف لاحياء في مدينة حلب، وقت تظاهر المعارضون لنظام الرئيس بشار الاسد تحت شعار “احباب رسول الله في سوريا يذبحون”. واستناداً الى “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، أسفرت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة عن مقتل 88 شخصا بينهم 49 مدنياً. واتهمت “هيئة التنسيق الوطنية” المعارضة في الداخل اجهزة النظــــام باعتقال ثلاثة من اعضائها فور عودتهم من زيارة للصين وذلك عشية مؤتمر تعتزم الهيئة عقده في دمشق غداً. (راجع العرب والعالم)

وطلبت واشنطن من العراق منع وصول شحنات من الاسلحة الى سوريا عبر اراضيه، فيما يسعى الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي الى اعتماد “سياق جديد” في مهمته مختلف عن ذلك الذي اعتمده سلفه كوفي انان.

وأفاد البيت الابيض في بيان ان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن اتصل هاتفيا برئيس الوزراء نوري المالكي وناقش معه “قضايا الامن الاقليمي، بما في ذلك ضرورة منع اي دولة من استغلال الاراضي او الاجواء العراقية لارسال الاسلحة الى سوريا”.

وجاء الاتصال الهاتفي بعد اقل من يومين من تحذير رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري من ان استمرار حكومة العراق في تجاهل المطالب الاميركية بوقف شحنات الاسلحة الايرانية الى سوريا والتي تشكل انتهاكا للعقوبات الدولية، قد يؤدي الى ربط المساعدات الاميركية “بوجود رد مناسب” من العراق على هذه الشحنات.

وتساءل كيري، وهو من ابرز حلفاء الرئيس باراك اوباما في الكونغرس والذي تربطه علاقات قوية بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون “يبدو لي انه من غير المناسب ان نحاول مساعدتهم على بناء ديموقراطيتهم، ودعمهم، والمجازفة بحياة الاميركيين، وتوفير الدعم المالي، ثم يعملون ضد مصالحنا بهذا الشكل العلني؟”.

وقبل ساعات من اتصال بايدن بالمالكي، كشف المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي ان “العراق منع طائرة كورية شمالية من المرور عبر اجوائه للاشتباه في انها تحمل اسلحة وخبراء الى الجانب السوري”، مضيفا: “كان مقررا ان تعبر الطائرة غدا (اليوم)”.

الابرهيمي

وفي نيويورك كشف ديبلوماسي اوروبي ان الابرهيمي سيعتمد “سياقا جديداً مختلفا عن ذلك الذي اعتمده انان في مقاربة حل الازمة السورية، من غير ان يوضح طبيعة هذا التوجه. وقال ان اصدقاء سوريا شكلوا مجموعات عمل، منها واحدة تتألف اساسا من الامارات العربية المتحدة والمانيا، لمناقشة اعادة الاعمار في سوريا بعد رحيل الرئيس بشار الاسد.

ويصل الابرهيمي اليوم الى نيويورك، ويجتمع فورا مع الامين العام للمنظمة الدولية بان – كي مون لاطلاعه على نتائج جولته في الشرق الاوسط، وخصوصا اجتماعه مع الرئيس الاسد. ومن المقرر ان يقدم احاطة، هي الرسمية الاولى له الاثنين المقبل، امام مجلس الامن منذ تسلمه مهمته مطلع ايلول الجاري.

موسكو

¶ في موسكو، أكد النائب الاول لرئيس مجلس دوما الدولة الروسي نائب رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي ايفان ميلنيكوف ان روسيا تدافع عن القانون الدولي وليس عن نظام الاسد.

وقال: “كثيراً ما تروج في الفضاء الاعلامي قراءة خاطئة لموقف روسيا من سوريا تزعم كأن روسيا تدافع عن نظام بشار الاسد لمصالحها الاقتصادية والعسكرية”. واضاف ان روسيا تحرص على مراعاة القانون الدولي الساري الذي لا يسترشد العالم في حال غيابه الا بقانون القوة.

الاطلسي

 ¶ في بروكسيل، شكك رئيس اركان مركز القيادة العسكرية لقوات حلف شمال الاطلسي في اوروبا الجنرال الالماني مانفرد لانغ، في صوابية أي تدخل عسكري محتمل في سوريا، معتبرا انه لن يؤدي بالضرورة الى تحسين الوضع. وقال: “ينبغي تشجيع العملية السياسية، وتطبيق العقوبات. لا يمكن العسكريين تسوية الوضع الحالي”.

 سيدا

¶ في روما، صرح رئيس “المجلس الوطني السوري” المعارض عبد الباسط سيدا اثر لقائه وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي بان اي حكومة سورية مقبلة ستكون “على مسافة واحدة من كل الاديان”، محذرا من التداعيات “الكارثية” للنزاع في سوريا على المنطقة.

وقال تيرزي ان سوريا الجديدة سكتون “بلدا متحضرا وديموقراطيا وتعدديا ومحايدا على صعيد الهوية العرقية والدينية”. ورأى ان النزاع في سوريا “بلغ حدا بالغ الخطورة” من شأنه التسبب بـ”وضع كارثي ومزيد من التطرف في الدول المجاورة”.

«الأطلسي» يشكّك بجدوى التدخل العسكري .. وأردوغان يهاجم الأسد

دمشق: خطف قياديين في «هيئة التنسيق» عشية مؤتمر المعارضة

في توقيت مشبوه، يأتي قبل يومين من عقد مؤتمر المعارضة السورية في دمشق، اختطف قياديان في هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة، في العاصمة السورية، بعد عودتهما من بكين. واتهمت وزارة الإعلام السورية «إرهابيين» بخطف القياديين في «التنسيق»، فيما اكدت الهيئة انها ستواصل عقد المؤتمر، الذي سيشارك فيه حوالى 20 حزبا، في دمشق غدا.

في هذا الوقت، واصل رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان هجومه على الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا، أن المعارضة السورية تزداد قوة خصوصاً أن الأسد بات «ميتاً سياسياً». وشدّد على ضرورة إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا،ً يسمح بإنشاء منطقة حظر جوي في المنطقة المقابلة للحدود التركية مع سوريا، مشيراً إلى أن تركيا لن تقوم بأي دور أحادي الجانب في هذا الشأن.

وفي بروكسل، شكك أركان مركز القيادة العسكرية لقوات حلف الأطلسي في أوروبا الجنرال الألماني مانفرد لانغ في صوابية اي تدخل عسكري محتمل في سوريا. وقال ان «رأي العسكريين انه لا يوجد في الوقت الحالي عناصر كافية لتبيان ان التدخل العسكري كفيل بتحسين الوضع الامني» في سوريا. واضاف «ينبغي تشجيع العملية السياسية، وتطبيق العقوبات. لا يمكن للعسكريين تسوية الوضع الحالي». واكد ان «الاطلسي ليس لديه اي خطة عسكرية تتعلق بسوريا». واعتبر انه لا يمكن التفكير في التدخل الخارجي الا اذا كان من شأنه تحسين حماية المدنيين، لكنني «اشك بأن الامر سيكون كذلك».

ووقعت معارك عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة في محيط مواقع استراتيجية في مدينة حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «قتل 65 شخصا في اشتباكات وقصف في مناطق مختلفة في سوريا». (تفاصيل صفحة 12).

وذكرت وزارة الإعلام، في بيان نشرته وكالة الانباء السورية (سانا)، أن «بعض أعضاء هيئة التنسيق المعارضة تعرضوا لعملية اختطاف من عناصر إرهابية أثناء مرورهم على طريق مطار دمشق

الدولي، وهم عبد العزيز الخير وإياس عياش وماهر طحان». وأشارت إلى أن «الأجهزة الأمنية المختصة باشرت عملية واسعة للمتابعة والتحقيق، وتحمل من ارتكب هذا الفعل المسؤولية القانونية التامة، وتطالب الخاطفين بإطلاق سراح المعارضين المخطوفين فورا».

وكانت مصادر غير رسمية تحدثت عن ان الثلاثة هم لدى السلطات الامنية السورية.

وذكر المكتب الإعلامي في هيئة التنسيق الوطنية في المهجر، في بيان، انه وخلال عودة «خمسة من أعضاء وفد هيئة التنسيق الوطنية من الصين إلى دمشق الخميس، وإثر مغادرتهم مطار دمشق الدولي بعد الساعة الخامسة على متن سيارتين وصلت إحداهما، فقدنا الاتصال بالسيارة الثانية التي يستقلها رئيس مكتب العلاقات الخارجية في هيئة التنسيق الوطنية عبد العزيز الخير وعضو المكتب التنفيذي للهيئة القيادي في حركة الاشتراكيين العرب إياس عياش والصديق ماهر طحان الذي جاء مشكورا للمطار لاستضافتهم. ولم يعد لدى الهيئة والعائلة أي اتصال معهم».

وأضاف البيان «لقد باشرت هيئة التنسيق الوطنية على الفور اتصالاتها بكل الأطراف المعنية للاطمئنان على مكان وسلامة الأشخاص الذين استقلوا السيارة، إلا أننا لم نتمكن حتى اللحظة من معرفة ما حدث، وبالضبط بما يضمن لنا معرفة مكان ومصير الزملاء الثلاثة».

وكان الخير وعياش سيشاركان في مؤتمر المعارضة الذي سيعقد في دمشق غدا الأحد. وقال رئيس الهيئة حسن عبد العظيم لوكالة «اسوشييتد برس» انه يعتقد أن النظام يقف وراء اختفاء المعارضين. وكرر إن المعارضة «تريد نظاما جديدا يمثل إرادة الشعب». وأعلن أن الهيئة ستواصل العمل من اجل عقد المؤتمر غدا.

وقال المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية خلف داهود ان «الخير وعياش وصلا إلى دمشق الخميس وان أفراد الأمن السوري تتبعوا أثرهما إلى سيارتهما حيث انضم إليهما العضو بالهيئة ماهر طحان». واضاف ان «السيارة لم تصل إلى دمشق، وان ركابها الثلاثة خطفوا، ولم تتمكن الهيئة من الاتصال بهم منذ ذلك الوقت».

وقال داهود ان المسؤولين الصينيين أكدوا لوفد هيئة التنسيق الوطنية ان «بكين ستستخدم نفوذها لدى الأسد لحماية المعارضة الداخلية، بما في ذلك مؤتمر تنوي المعارضة عقده في دمشق الاحد». واعلن ان عبد العزيز الخير تلقى تأكيدات من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في اجتماع في باريس في 9 ايلول الحالي، أن روسيا ستدعم مؤتمر المعارضة وتحميه. واعلن ان «هيئة التنسيق الوطنية تدعو إلى الانتقال السلمي للسلطة، وان الحكومة تعرف انها جماعة قومية ولا تدعو للعنف».

واعتبر ان «هناك في النظام السوري من يحاولون وأد الحل السلمي، لأنهم يعتقدون ان ما يجري مؤامرة يتعين حلها عسكريا، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يعرفونها منذ 40 عاما».

وقال مسؤول هيئة التنسيق الوطنية في الخارج هيثم مناع لـ«السفير» إن الهيئة اتخذت قرارها مؤخرا بألا يحضر «مؤتمر الإنقاذ الوطني» المزمع عقده في دمشق. وشرح أن القرار اتخذ لأن «عودتي إلى دمشق تتطلب حماية وهذه الحماية نحن غير قادرين عليها اليوم». وأضاف أن أطرافا قالت إنها «تستطيع تأميننا بسيارة ديبلوماسية، ونحن لم نقبل بالطبع، كما لن نقبل أن ندخل بحماية الأمن» السوري، مضيفا أنه في نهاية الأمر «لن يطلب هذه الحماية من احد».

وشدد المبعوث الدولي السابق إلى سوريا كوفي أنان على ضرورة العمل من أجل تسوية سياسية للأزمة في سوريا، تلبي مصالح كافة أطراف الأزمة. وقال، في حديث لصحيفة «غلوب أند مايل» الكندية، إن الحكومة السورية والمعارضة مصممتان كما يبدو في المرحلة الراهنة على مواصلة القتال، مشيرا إلى ضرورة مواجهة هذا المنطق. واعتبر أن تصعيد الأزمة في سوريا قد يؤدي إلى تفجير المنطقة، وينتقل إلى الدول المجاورة.

وأكد الملك الأردني عبد الله الثاني، في عمان قبيل سفره الى الولايات المتحدة، ضرورة تكثيف الجهود الدولية للتوصل الى حل للنزاع الدائر في سوريا يقوم على «انتقال سياسي سلمي، ضمن أطار القانون الدولي وبما يحافظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها ويضع حدا للعنف وإراقة الدماء».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

«روسيا تعتقد أن الأسد سيرحل…ولن تسلّح النظام»

أردوغان: لن ننشئ منطقة عازلة في سوريا أحادياً

لم تنتظر تركيا كثيراً لتعلن انضمامها إلى صفوف الدول المؤيدة لـ«الثورة السورية»، إذ لم يمر وقت طويل بعدما بدأ ما يسمى «الربيع العربي»، حتى حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان حليفاً سابقاً لتركيا، بضرورة أن يلجأ إلى تطبيق الإصلاحات في بلده.

لكن مع تواصل الازمة، طلبت أنقرة من الأسد التنحي عن الحكم، بينما اشتد الدعم التركي للمعارضة السورية، لتبقى تركيا في طليعة المدافعين عن المعارضة السورية والمطالبين بتغيير النظام.

وأعلن رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس الأول، أن المعارضة السورية تزداد قوة خصوصاً أن الأسد بات «ميتاً سياسياً».

وقال أردوغان «إذا نظرنا إلى التاريخ نجد أن الأنظمة التي ظلمت شعوبها، لم تستمر. نحن نرى أن المعارضة السورية تزداد قوة يوماً بعد يوم، وبالتالي فإن هذا النظام سيرحل. بشار (الأسد) بات ميتاً سياسياً».

ورداً على سؤال حول موقف تركيا من استمرار روسيا والصين وإيران بدعم نظام الأسد، قال أردوغان إن «الروس لن يقبلوا بأن يسلّحوا نظام الأسد»، مضيفاً ان هذه الدول ستغير موقفها بدعم النظام السوري: «نرى أنهم يعتقدون أن الأسد سيرحل».

وأكد رئيس الوزراء التركي أن «هذه الدول يجب أن تؤمن بالنظام البرلماني الديموقراطي، خصوصاً أن إرادة الشعب هي التي ستسيطر».

وشدد أردوغان على أن تركيا لا ترغب بأي تدخّل خارجي لتشكيل نظام بديل في سوريا، مضيفاً «ما نطمح إليه هو حكومة انتقالية تعتمد على دستور عادل، ونظام يسمح للشعب بانتخاب مرشحيه وتشكيل أحزاب سياسية وفقاً لمبدأ الحرية».

وقال حول موقف تركيا من وجود «الإخوان المسلمين» في «المجلس الوطني السوري»، إن «الإخوان المسلمين هم جزء من الشعب السوري ولديهم الحق باستخدام حقوقهم الديموقراطية كما حصل في مصر».

وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن أردوغان قال إن المعارضة السورية تتلقى جميع أنواع الدعم بما فيها الأسلحة من دول المنطقة والسوريين الموجودين في الخارج، مؤكداً أن تركيا تقدّم دعماً لوجستياً فقط، مثل المواد الغذائية والدواء للاجئين السوريين على أراضيها.

وأوضح رئيس الوزراء التركي أن «الشعب السوري سينتخب رئيساً قوياً بإرادته الخاصة» وذلك رداً على سؤال حول أية أسماء مقترحة لخلافة الرئيس السوري.

وشدّد على ضرورة إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا،ً يسمح بإنشاء منطقة حظر جوي في المنطقة المقابلة للحدود التركية مع سوريا، مشيراً إلى أن تركيا لن تقوم بأي دور أحادي الجانب في هذا الشأن.

وقال أردوغان «إذا حصل أي هجوم على أراضينا، فسنقوم بما يقتضي الأمر»، مشيراً إلى أن أنقرة سترفض الوقوع بأي فخ في ما يرتبط بطلب مساعدة الناتو (حلف شمال الأطلسي).

ونقلت الصحيفة الأميركية عن أردوغان قوله إن الأسد في حالة تنحيه يمكن أن يتوجه إلى قطر أو تونس، وهما الدولتان اللتان سبق أن قدمتا إليه عرضاً في هذا الشأن.

ولدى سؤاله عمّا إذا كان قلقاً بشأن امتلاك إيران سلاحاً نووياً، قال «لا أريد أن استخدم عبارة أسلحة نووية لأن السلطات الإيرانية تنفي وجود أسلحة نووية لديها»، مضيفاً «كيف يمكن لدول أن تمتلك سلاحا نوويا وتعارض في الوقت ذاته امتلاك طهران أسلحة نووية، أين العدل في ذلك؟»، مستغرباً في الوقت ذاته التهديد الإسرائيلي لإيران، خصوصاً أن تل أبيب تمتلك أسلحة نووية.

وأعلن رئيس الوزراء التركي موافقة أنقرة على التطبيع مع إسرائيل، إذا وافقت الأخيرة على الالتزام بالشروط التركية.

(«السفير»)

دمشق تعتبر أن الوضع أفضل من سابق أيام «المؤامرة»

حلـب: معـارك حـول مطـار منـغ وثكنـة هنانـو

وقعت معارك عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة أمس، في محيط مواقع استراتيجية في مدينة حلب، في وقت دعت المعارضة الى تظاهرات ضد نظام الرئيس بشار الاسد تحت شعار «احباب رسول الله في سوريا يذبحون».

من جهته، أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن «الوضع في سوريا اليوم أفضل من أي يوم مضى من عمر المؤامرة على سوريا»، موضحاً أن «الوضع أصبح واضحاً حيث بات الجميع يدرك هوية العدو وأماكن وجوده وطرق إمداده العسكرية والسياسية ومن يدعمه من الخارج وأدواته في الداخل.»

وبالرغم من العنف المتنامي في شتى انحاء البلاد، خرج سوريون في تظاهرات بعد صلاة الجمعة في مناطق عديدة يطالبون باسقاط النظام وبنصرة المدن المنكوبة. وشملت التظاهرات مدنا وبلدات في محافظات درعا وحماه وحلب ودمشق وريفها والحسكة، بحسب «المرصد السـوري لحقوق الانسان».

وتعرضت تظاهرات في حيي القصور والاربعين في مدينة حماه «لاطلاق نار رافقه عمليات اعتقال» طالت عددا من المشاركين في التظاهرة، بحسب المرصد. بينما تعرضت تظاهرة في بلدة الاتارب في ريف حلب الى قصف تسبب بسقوط عدد من الجرحى.

وتركزت المعارك المستمرة في حلب منذ شهرين خلال الساعات الماضية في محيط مطار منغ العسكري قرب المدينة وثكنة هنانو العسكرية في شرق حلب. وافاد المرصد عن اشتباكات صباحا بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في محيط ثكنة هنانو العسكرية في حي العرقوب في شرق مدينة حلب، تلت اشتباكات وقعت في محيط مطار منغ العسكري القريب من المدينة.

ويكرر «الجيش السوري الحر» منذ اسابيع هجماته على مطار منغ الذي تنطلق منه الطائرات الحربية والمروحية التي تستخدم في قصف حلب وريفها، بحسب ما يقول ناشطون. كما يركز «الجيش الحر» هجماته داخل المدينة على المراكز الامنية والعسكرية للقوات النظامية، وقد استولى على عدد منها.

وشملت الاشتباكات ايضا حيي باب النصر وسليمان الحلبي في وسط المدينة، في حين تعرض حيا الصاخور وبستان القصر للقصف من القوات النظامية السورية. وقتل أمس الاول اربعون شخصا في مدينة حلب في معارك وعمليات قصف.

في محافظة الحسكة (شمال شرق) ذات الغالبية الكردية، اقدم مسلح على اغتيال عضو الامانة العامة للمجلس الكردي واحد قياديي «حركة شباب الثورة» محمد والي باطلاق النار عليه امام مبنى المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني الكردي، بحسب المرصد.

(«السفير»، أ ف ب)

اشتباكات بين القوات السورية ومعارضين بالقرب من نقطة حدودية مع الأردن

بيروت- (دب ا): كشف ناشطون معارضون سوريون عن وقوع اشتباكات السبت بين القوات الحكومية السورية والمعارضين بالقرب من نقطة حدودية أردنية، في الوقت الذي ترددت فيه أنباء عن وقوع أعمال عنف في مناطق أخري من سورية التي مزقتها الصراعات.

وقال الناشطون ان القتال المصحوب بقصف عنيف من القوات الحكومية، اندلع بالقرب من نقطة / نصيب/ الحدودية الواقعة على طريق سريع يربط العاصمتين السورية والأردنية.

وفي أماكن آخري، قال ناشطون أن طائرات حكومية قصفت منطقة يارود بالقرب من العاصمة دمشق، ومناطق موالية للمعارضين في مدينة حلب الشمالية .

ولايتم التحقق من مصادر مستقلة من تلك التقارير بسبب تقييد عمل وسائل الاعلام من جانب الحكومة فى دمشق.

ولقى 150 شخصا على الاقل حتفهم فى مختلف انحاء سورية، وبصفة خاصة بالقرب من حلب ودمشق امس الجمعة.

وفي الوقت نفسه، منعت العراق طائرة كورية شمالية من استخدام مجالها الجوي للاشتباه فى أنها تحمل اسلحة الى سورية، وفق ما ذكرته وسائل الاعلام المحلية.

وفى وقت سابق من الأسبوع الجاري، اتهم مسئولون أمريكيون العراق بالسماح لإيران بنقل أسلحة جوا إلي سورية عبر المجال الجوي العراقي، وهو الإتهام الذي نفته بغداد.

وتعد كوريا الشمالية وإيران حليفين للرئيس السوري بشار الأسد الذي يخوض جيشه قتالا للقضاء على انتفاضة تشهدها بلاده منذ 19 شهرا تستهدف الإطاحة بنظام حكمه.

معارك حلب مستمرة والعثور على مقبرة جماعية وإعدامات في دمشق

اعتقال ثلاثة من قادة المعارضة بعد عودتهم من الصين

أردوغان: المعارضة تزداد قوة والأسد بات ‘ميتاً سياسيا’

بيروت ـ دمشق ـ واشنطن ـ وكالات: تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف بعد ظهر الجمعة على احياء في مدينة حلب حيث افاد ناشطون عن تدمير منازل في حي الفردوس في جنوب المدينة، وذلك بعد معارك فجرا تركزت في محيط مطار منغ العسكري قرب المدينة وثكنة هنانو العسكرية في شرقها، فيما قال رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان، إن المعارضة السورية تزداد قوة والرئيس السوري بشار الأسد بات ‘ميتاً سياسياً’.

واضاف اردوغان أن روسيا والصين وإيران تعتقد أيضاً أن الأخير سيرحل، ودافع عن إيران في ما يخص مطالبة الغرب وتهديد إسرائيل لبرنامجها النووي.

وقال أردوغان في مقابلة مع صحيفة ‘واشنطن بوست’ الأمريكية ‘إن نظرنا في التاريخ نرى أن الأنظمة التي ظلمت شعوبها، لم تبق.. نحن نرى أن المعارضة (السورية) تزداد قوة يومياً، وبالتالي فإن هذا النظام سيرحل. بشار بات ميتاً سياسياً’.

وأضاف ‘بالتأكيد من الصعب القول إن كان هذا سيحصل خلال أسبوع، أو شهر أو متى بالتحديد. هذا أيضاً له علاقة بكيفية مقاربة روسيا والصين للوضع’.

وقال لدى سؤاله إن كانت روسيا ستواصل تسليح نظام الأسد، إن ‘الروس لن يقبلوا بأن يسلّحوا نظام الأسد.. لن يليق بي توجيه أصابع اللوم إلى روسيا’.

في دمشق، خطف مجهولون ثلاثة اشخاص بينهم عضوان في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية (معارضة الداخل) بعد ظهر الخميس بعيد خروجهم من مطار دمشق الدولي، اثر زيارة لوفد من الهيئة الى الصين.

وقال المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية خلف داوود الجمعة ان قوات الامن اعتقلت ثلاثة من اعضاء الجماعة التي تتسامح الحكومة السورية مع وجودها بعد وقت قصير من عودتهم من زيارة رسمية إلى الصين.

وترددت أنباء عن اعتقال السلطات لخمسة أعضاء آخرين بهيئة التنسيق الوطنية يوم الاثنين.

ويتسامح الرئيس السوري بشار الاسد مع بعض الشخصيات المعارضة التي تدعو إلى التحول السلمي من حكم الحزب الواحد إلى الحكم الديمقراطي.

وقال داوود ان رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الهيئة عبد العزيز الخير وعضو المكتب التنفيذي إياس عياش وصلا إلى دمشق مساء الخميس وان أفراد الامن السوري تتبعوا اثرهما إلى سيارتهما حيث انضم إليهما العضو بالهيئة ماهر طحان.

وقال داوود ان السيارة لم تصل إلى دمشق وان ركابها الثلاثة خطفوا ولم تتمكن الهيئة من الاتصال بهم منذ ذلك الوقت.

وتفرض قوات الامن سيطرة محكمة على الطريق من مطار دمشق إلى العاصمة وتوجد عدة نقاط تفتيش على الطريق. والقي القبض على كثير من المعارضين على هذا الطريق.

وكان المعارضون عائدين من زيارة إلى الصين التقوا خلالها بوزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي. وحثت الصين الاسد على اجراء محادثات مع المعارضة لكنها دافعت عن حكومته بخطوات كان ابرزها عرقلة محاولات دبلوماسية لفرض ضغوط على سورية في مجلس الامن الدولي.

الى ذلك تسببت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الجمعة بمقتل 65 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ورغم العنف المتنامي في شتى انحاء البلاد، خرج سوريون في تظاهرات بعد صلاة الجمعة في مناطق عدة يطالبون بإسقاط النظام وبنصرة المدن المنكوبة.

وشملت التظاهرات مدنا وبلدات في محافظات درعا (جنوب) وحماة (وسط) وحلب (شمال) ودمشق وريفها والحسكة (شمال شرق)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد المرصد في بيان ان حي الفردوس تعرض لقصف عنيف من القوات النظامية، ما ادى الى مقتل طفل وسقوط جرحى.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان ‘القصف بالهاون على الحي ادى الى تهدم العديد من المنازل فوق ساكنيها’.

في الوقت نفسه وقعت اشتباكات عنيفة في حي السيد علي القريب من الوسط، بحسب المرصد الذي اشار الى خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

وكانت اشتباكات وقعت صباحا بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في محيط ثكنة هنانو العسكرية في حي العرقوب في شرق مدينة حلب، تلت اشتباكات في محيط مطار منغ العسكري القريب من المدينة.

وتم العثور على سبع جثث مصابة ‘باطلاق نار مباشر في حي الحجر الاسود في جنوب المدينة’ الذي اقتحمته القوات النظامية قبل يومين.

وقالت الهيئة العامة للثورة ان هؤلاء ‘تم اعدامهم ميدانيا بعضهم ذبحا بالسكاكين وآخرين باطلاق النار، وانه تم العثور عليهم في اماكن متفرقة من الحي’.

في المقابل، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ ان وحدة من القوات المسلحة السورية عثرت في منطقة القدم جنوب دمشق ‘على مقبرة جماعية تحتوي على جثث 25 مواطنا ممن كانوا قد اختطفوا سابقا، مكبلة الايدي ومعصوبة العينين’.

واشارت الى ان الضحايا ‘قتلتهم المجموعات الارهابية المسلحة’.

من جهته اكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الجمعة في روما ان اي حكومة سورية مقبلة ستكون ‘على مسافة واحدة من كل الاديان’، محذرا من التداعيات ‘الكارثية’ للنزاع في سورية على المنطقة.

وقال سيدا اثر لقائه وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي ان سورية الجديدة ستكون ‘بلدا متحضرا وديمقراطيا وتعدديا ومحايدا على صعيد الهوية العرقية والدينية’. وشدد على ان ‘الحكومة ستكون على مسافة واحدة من كل الاديان’.

الى ذلك طالب نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الجمعة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بان يحول العراق دون وصول اسلحة الى سورية، وذلك وفق ما اعلن البيت الابيض اثر اتصال هاتفي بين الرجلين.

وقال البيت الابيض في بيان انه خلال هذا الاتصال الذي جاء بمبادرة من بايدن، ‘بحث نائب الرئيس ورئيس الوزراء ملفات تتصل بالامن في المنطقة وبينها ضرورة منع اي بلد مهما كان من استغلال الاراضي او الاجواء العراقية لارسال اسلحة الى سورية’.

العراق يمنع طائرة كورية شمالية متجهة لسورية للاشتباه في انها تحمل اسلحة

بغداد – من سؤدد الصالحي: قال مسؤول رفيع الجمعة إن العراق رفض السماح لطائرة كورية شمالية متجهة الى سوريا بعبور اجواء البلاد السبت لانه يشتبه في احتمال ان تكون تحمل اسلحة لسوريا.

وكان العراق نفى الخميس تقريرا لأجهزة مخابرات غربية قال إن ايران استخدمت طائرات مدنية لنقل عسكريين وأسلحة عبر المجال الجوي العراقي الى سورية لمساعدة الرئيس بشار الأسد في التصدي للانتفاضة المستعرة ضده منذ 18 شهرا.

وقال التقرير الذي نشرت رويترز تفاصيله الأربعاء إن الحرس الثوري الإيراني ينظم نقل الأسلحة الى سورية.

وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء لرويترز إنه في اطار سياسة الحكومة العراقية للتحري عن نقل اسلحة لسورية عبر العراق برا وعبر اجوائه فان السلطات العراقية منعت طائرة كورية شمالية من التوجه لسورية بعد الاشتباه في قيامها بنقل اسلحة.

وقال الموسوي إن خط السير المقرر للطائرة من كوريا الشمالية الى سورية هو الذي اثار الريبة الا انه لم تجر اي اتصالات بين الحكومة العراقية وكوريا الشمالية في هذا الشأن.

وقال الموسوي إنه على الرغم من قيام الجانب العراقي برفع عدة طلبات الا ان الولايات المتحدة لم تقدم اي أدلة على ان طائرات مدنية ايرانية تقوم بشحن اسلحة لسورية عبر اجواء العراق.

وأضاف الموسوي ان العراق ابلغ ايران بانه قد يجري تفتيش طائراتها في اي وقت بصورة عشوائية وانه عندما تحصل بغداد على اي ادلة بان هذه الطائرات تنقل اسلحة فسيتم منع هذه الطائرات على الفور من عبور اجواء العراق.

ورغم ان الاتهام الموجه للعراق بانه قد سمح لإيران بنقل اسلحة الى دمشق ليس جديدا الا ان التقرير يزعم ان نطاق هذه الشحنات اكبر كثيرا مما أقر به علنا وأكثر انتظاما بكثير وذلك نتيجة اتفاق بين مسؤولين كبار من العراق وايران.

وقال التقرير إن إيران ترسل شاحنات غربا إلى سورية برا عبر العراق.

والاضطرابات السورية تنطوي على حساسية سياسية لحكومة العراق التي يقودها الشيعة.

ورفضت حكومة بغداد المقربة من إيران حليفة الأسد الانضمام إلى دول غربية وعربية في دعوة الرئيس السوري للتنحي في الوقت الذي تدعو فيه إلى الإصلاح في سورية.

ويخشى زعماء العراق ان يؤدي سقوط الأسد إلى تقسيم سورية على اساس طائفي مما يفرز نظاما متشددا يمكن ان يثير الاضطرابات في العراق الذي يضم خليطا من السنة والشيعة.

وعزز العراق النقاط الرئيسية على حدوده البالغ طولها 680 كيلومترا مع سورية.

وفي وقت سابق هذا الشهر قال مسؤولون امريكيون إنهم يستوضحون من العراق موضوع قيام رحلات جوية إيرانية تعبر المجال الجوي العراقي ويشتبه في أنها تنقل أسلحة الى الأسد.

وهدد السناتور الأمريكي جون كيري يوم الاربعاء بإعادة النظر في المعونة الامريكية لبغداد ما لم توقف مثل هذه الرحلات عبر اجوائها إلى سورية.

جنود منشقون يروون معاناتهم في اقبية النظام

محافظة حلب (سورية) ـ ا ف ب: يروي نصار، الجندي المنشق عن الجيش السوري، معاناته على مدى شهرين ونصف في السجون السورية حيث شاهد بعض السجناء يقضون تحت التعذيب وتمت معاملته ‘كحيوان’، كما يقول، لسبب وحيد وهو ان مخططه للفرار كشف قبل وضعه قيد التنفيذ.

وتمكن الشاب البالغ من العمر 27 عاما من الخروج من الاعتقال بعد سيطرة المقاتلين المعارضين على سجن ثكنة هنانو في مدينة حلب خلال الشهر الجاري، بعد ان تعرض لتعذيب يومي وسط القذارة والحر داخل السجن.

ويقول ‘كنا 14 (سجينا) في الزنزانة حيث كنت موجودا، اصيب بعضهم بالمرض وعانى الاخرون من طفح جلدي لم نر مثله من قبل’.

ويضيف الشاب ذو اللحية الصهباء المشذبة بعناية ‘توفي البعض تحت التعذيب، وعاد اخرون الى الزنزانة والكدمات تغطي اجسادهم. كانت جلسات التعذيب تبدأ الساعة 11,00 ليلا وتنتهي الرابعة فجرا’.

ووافق نصار على التحدث الى وكالة فرانس برس في منزل في احدى قرى محافظة حلب (شمال) حيث لا زالت تدور مواجهات بين المقاتلين المعارضين وجنود القوات النظامية، الا انه رفض اعطاء اسم عائلته خوفا من تعرض اقاربه الموجودين في مسقط رأسه دمشق، لاعمال انتقام.

ولا يستطيع نصار ملاقاة عائلته بسبب الحواجز العسكرية التي تنتشر عبر البلاد التي تشهد مواجهات منذ اكثر من 18 شهرا.

ومثل نصار، اعتقل طلال (21 عاما) المتحدر ايضا من دمشق، لدى محاولته الهرب من الثكنة حيث كان يخدم. ونقل الى اقرب مطار عسكري، ومنه بالمروحية الى ثكنة هنانو حيث امضى 17 يوما.

كان طلال يفكر منذ وقت طويل بالانشقاق عن الجيش النظامي، لكن العمليات التي شارك فيها في محافظة حلب سرعت في اتخاذه قرارا نهائيا.

ويقول الشاب المرتدي ملابس رياضية زرقاء وبيضاء ان ‘الجيش (النظامي) احرق منازل ودمر قرية بكاملها. في هذه اللحظة، قلت لنفسي +لا يمكنني البقاء يوما اضافيا+. كنت وباقي الجنود نتحادث بهذا الامر طويلا، واعتبرنا ان بقاءنا يعني اننا متواطئون مع النظام’.

ويوضح انه لم يكن يحق للجنود مشاهدة التلفزيون او استخدام الهاتف الجوال، كما لم يمنح طوال عام كامل مأذونية لرؤية عائلته. ويقول ‘ممنوع ان يكون لاحد وجهة نظر مختلفة عن النظام’.

ومنذ بدء التظاهرات السلمية المطالبة بسقوطه في اذار (مارس) 2011 والتي تحولت نزاعا مسلحا مع استخدام العنف في قمعها، يتهم النظام ‘جماعات ارهابية مسلحة’ بنشر الفوضى في سورية.

لكن هذا الخطاب لم يقنع عيسى، الجندي الذي انشق عن الجيش لان اقوال الضباط المسؤولين عنه لم تكن تتلاءم مع ما يجري على الارض.

ويقول عيسى ‘كانوا يتحدثون الينا عن ارهابيين، لكننا كنا نرى اطفالا في مواجهتنا. في بداية الثورة، ارسلونا لضرب المتظاهرين’.

ولم يتمكن عيسى المتحدر من دير الزور (شرق) من التحدث الى عائلته منذ اصبح حرا بعد خمسة اشهر في الاحتجاز، لكنه وافق على رواية قصته املا في ان يعرف اهله بذلك انه على قيد الحياة.

وخرج المنشقون الثلاثة الى الحرية في السابع من ايلول (سبتمبر)، يوم هاجم مئات من المقاتلين المعارضين ثكنة هنانو في شرق حلب التي تعتبر استراتيجية نظرا الى ترسانتها العسكرية المهمة، ما ادى الى تحرير 350 سجينا.

وحقق الجيش السوري الحر مع السجناء لمدة اسبوعين، وتم نقلهم بعدها الى المعسكرات الخاصة بالمقاتلين، في حين ابقي على السجناء الموقوفين في قضايا الحق العام، رهن الاعتقال.

الاعتقالات تظلّل «إنقاذ سوريا»

طغى اعتقال أعضاء في وفد هيئة «التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي»، العائدين من الصين على الترتيبات لانعقاد مؤتمر «إنقاذ سوريا» المقرر غداً، فيما اتهم المنسق العام للهيئة، حسن عبد العظيم، النظام بتوقيفهم وتوجيه رسالة تهديد وتحذير واضحة برفض المؤتمر

أنس زرزر, مرح ماشي

دمشق | … وجرى ما لم يكن في الحسبان. ففيما كانت التحضيرات تشارف على نهايتها لانعقاد مؤتمر إنقاذ سوريا، الذي يضم أطياف معارضة الداخل في دمشق غداً، فُقِد وفد من هيئة «التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» الداعية إلى المؤتمر، يضم الدكتور عبد العزيز الخيّر وإياس عياش وماهر طحان على طريق مطار دمشق الدولي، وذلك إثر وصولهم من الصين.

وعن ملابسات الاعتقال، أوضح المنسق العام للهيئة، حسن عبد العظيم، الذي كان مع الوفد في الصين، في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، أنه خرج في تمام الساعة الخامسة مساء أول من أمس من المطار، بعد أن اطمئن إلى تجاوز جميع رفاقه في الوفد الذي رافقه إلى الصين باب مطار دمشق الدولي، واتصلوا جميعاً بعائلاتهم لطمأنتهم. وأضاف: «لكن دورية أمنية مكونة من 6 عناصر يرتدون جميعاً اللباس العسكري، أوقفتنا للتفتيش عند بداية طريق المطار باتجاه دمشق، بعد التدقيق في أوراقنا الثبوتية. سمح لي بعدها بمتابعة الطريق مع ابني جمال، لكن على ما يبدو اعتقلت هذه الدورية الأمنية بقية الرفاق، الذين كانوا يتبعوننا في سيارتهم».

وبعدما أكد أنه لا وجود حتى اللحظة لأخبار مؤكدة عن أسباب الاعتقال أو مكان وجود رفاقه في الوفد، رجح عبد العظيم وجود «جهات معينة غير راضية عن عقد مؤتمر للمعارضة الوطنية في قلب العاصمة دمشق، وتحاول جاهدة عبر ممارسات مختلفة، منها اعتقال رفاقي في الهيئة، إفشال هذا المؤتمر»، فيما نفت بعض الوسائل الإعلامية الموالية «أن تكون الأجهزة الأمنية لها علاقة بعملية الاعتقال»، وحمّلت مسؤولية هذه العملية «لعناصر تابعين للمعارضة المسلحة من الجيش الحر، بهدف تحميل النظام تبعات الاعتقال، لإفشال مؤتمر المعارضة قبل انعقاده».

وعن طبيعة المشاورات واللقاءات التي أجراها وفد الهيئة في بكين، أشار عبد العظيم إلى أنه «في اليوم الأول التقينا معاون وزير الخارجية الصيني، وفي اليوم الثاني التقينا وزير الخارجية (يانج جيه تشي) وعدداً من المسؤولين في دائرة الشؤون الخارجية لغرب آسيا وشمال أفريقيا وعدد من الخبراء السياسيين ومسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني». وأضاف: «استمع الجميع إلى وجهة نظر هيئة التنسيق الوطنية، ومطالباتنا بوقف العنف المسلح بكافة أشكاله في سوريا كلها، لتجنيب البلاد التدخل العسكري الخارجي، أو الحرب الطائفية». وتابع: «كذلك أكدنا دعواتنا السابقة للمسؤولين الصينيين من أجل الضغط على النظام السوري، للوقف الفوري للعنف والأعمال المسلحة وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي». وأكد عبد العظيم التفاعل الإيجابي والتعاون البناء الذي أدت إليه المباحثات في بكين، فيما علمت «الأخبار» أن وفد الهيئة سمع من وزير الخارجية الصيني رغبة الصين بدعم الصوت الوطني الديموقراطي، إضافةً إلى وصول دعوات إلى الهيئة لزيارة كل من روسيا وإسبانيا من دون تحديد الوقت بعد. وأفادت معلومات لـ«الأخبار» من مصادر مقربة من هيئة التنسيق بأن مباحثات أعضاء الوفد في الصين تمخضت عن بحث احتمال عقد مؤتمر وطني قريب في روسيا يجمع معظم أطراف المعارضة وبعض الأطراف في النظام.

وتحدث عبد العظيم عن أن الصين قدمت ضمانات بحماية جميع أعضاء مؤتمر المعارضة الوطنية في الداخل، المقرر عقده في دمشق. ولفت إلى أن «القيادة السياسية الصينية، تعهدت ضمان سلامة جميع المعارضين المشاركين في المؤتمر، من لحظة وصولهم إلى مطار دمشق، وطوال مدة أقامتهم حتى خروجهم من مطار دمشق مرة ثانية». وأشار إلى أن «الصين ستشارك بوفد سياسي رفيع المستوى في المؤتمر». وأشار المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية إلى أن «ضمانات مماثلة قدمها كل من روسيا، والاتحاد الأوروبي، والأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي إلى سوريا، لضمانة سلامة جميع المشاركين في مؤتمر المعارضة، بعد أن قوبلت جميع مقترحات هيئة التنسيق الوطنية بعد المباحثات معها، بإيجابية والتأييد من قبلهم جميعاً». لكنه رأى أن حادثة اعتقال رفاقه في الوفد «رسالة تحذير وتهديد واضحة ومكشوفة من النظام السوري الذي كشف عن نياته السيئة وعدم موافقته على انعقاد مؤتمر للمعارضة الوطنية في قلب العاصمة دمشق، ويتناقض مع جملة الضمانات التي وعدنا بها أهم حلفاء النظام في سوريا».

بدوره، اعتبر عضو المجلس المركزي لهيئة التنسيق، صفوان عكاش، لـ«الأخبار» أن الاتهام الوحيد يوجّه إلى السّلطة وإلى فرع المخابرات الجوية تحديداً، وخصوصاً أن المعلومات الوحيدة المتوافرة عن الحادثة تفيد بأن «الخيّر كان مراقَباً في المطار من الجهات الرسمية، ورغم هذا فقد بلّغت الهيئة الكثير من الأطراف الرسمية والإعلامية ولا يزال البحث جارياً» لتحديد مكانهم.

وقرأ عكاش في هذا «الحادث المؤسف» محاولة للتشويش على مؤتمر الداخل، ولا سيّما أنّ «هُناك أطرافاً أُخرى ستعقد مؤتمراً صحافياً في نفس التوقيت والمكان الذي يعقَد فيه مؤتمر الإنقاذ»، في إشارة إلى نائب رئيس مجلس الوزراء قدري جميل، الذي يعقد مؤتمراً صحافياً غداً في فندق برج الفردوس.

رغم ذلك، أكدت أوساط في الهيئة أن المؤتمر قائم وسيصدر بياناً في حال استمرار اختفاء العضوَين المعارِضَين لمناقشة سبل اتخاذ الإجراءات اللازمة رداً على محاولة استهداف المؤتمر والهيئة خصوصاً.

وحول التحضيرات للمؤتمر وجدول أعماله، أكد ممثّل اللجنة التحضيرية للمؤتمر رجاء الناصر، أن تيار بناء الدولة قد انسحب من المؤتمر، بينما جاء انسحاب حركة «معاً» من الهيئة فقط إلا أنها لم تنسحب من المؤتمر حتى اللحظة. ووفقاً للناصر، لم تدعُ هيئة التنسيق إلا من شاركها مواقفها، فيما أغفلت من يعدّ نفسه جزءاً من النظام أو يشارك في السلطة.

وكان مؤتمر «إنقاذ سوريا» قد بدأ على شكل فكرة لتجميع رؤى معارضة الداخل. وانطلقت اللجان التحضيرية للإعداد للمؤتمر منذ الشهر الرابع، إذ أُعلِن عنه في مؤتمر صحافي. وقد كان من المزمع عقده في الثاني عشر من الحالي ليصبح اليوم مطلباً ملحّاً في ظل العنف والتدمير المنهجي الذي تشهده البلاد.

ومن المتوقع أن تبدأ أعمال المؤتمر بكلمات للضيوف المشاركين قبل أن تليها مناقشة الجلسة الأولى ثم الجلسة العملية لينتهي المؤتمر بتوصيات واقتراحات يعقبها إقرار بيان الختام.

وسيشارك في المؤتمر 20 حزباً و 12 منظمة أهلية، بالإضافة إلى شخصيات عامة من المعارضين القدامى تمت دعوتهم للحضور وهم حسين عودات وعارف دليلة والطيب تيزيني.

وبحسب الناصر، فإن أهمية المؤتمر لا تأتي من عقد جلسة واحدة، بل بما ينتج منه من ورشات عمل على بعض القضايا العالقة، التي تهم المجتمع السوري، في ظل ما يهدّده من مخاطر. وفي مقدمة هذه المخاطر، النظام والحرب الأهلية وخطر التدخل الخارجي عسكرياً من أطراف متعددة، بالإضافة إلى خطر يومي يحيط بالمواطن السوري وهو متعلق بأعمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية التي يفتقدها في بعض المناطق.

ورداً على سؤال لـ«الأخبار» عمّا إذا كان المؤتمر محاولة من معارضة الداخل لاستقطاب الرأي العام مقابل الاهتمام الإعلامي بالمعارضة الخارجية، رأى الناصر أن هناك محاولة واضحة لتهميش الصوت الوطني المعارض في الداخل، ما يجعل المؤتمر بمثابة إعلان صريح وواضح يقول: «نحنُ موجودون».

وأكد أن المؤتمر هو فرصة لتوحيد معارضة الداخل والخارج، بعد محاولة الاتصال مع بعض الشخصيات في الخارج التي لديها مبررات واضحة لعدم المشاركة بسبب استحالة الحضور ودخول الأراضي السورية، فيما امتنع عن ذكر أسماء منعاً لإحراج أصحابها. ومن اللافت حضور هيثم المناع إلى سوريا، في وقت اعتذر فيه المعارض ميشيل كيلو وباقي أعضاء المنبر الديموقراطي عن حضور المؤتمر «لاقتناعهم بأن لا جدوى من عقد مؤتمرات كهذا في هذا التوقيت». من جهةٍ ثانية، أشار الناصر إلى أن زيارة وفد الهيئة للصين لا علاقة لها بتوقيت المؤتمر، إذ إن الزيارة أتت من خلال شعور القيادة الصينية بضرورة توجيه دعوة للمعارضة الوطنية في الداخل.

مقاطعة تيار بناء الدولة السورية

تحدث رئيس تيار بناء الدولة السورية، لؤي حسين (الصورة) لـ«الأخبار» عن أسباب مقاطعته مع تياره لمؤتمر المعارضة قائلاً: «خلال الفترة التحضيرية للمؤتمر، عملت أطراف مختلفة من المعارضة السورية المشاركة والمنظمة للمؤتمر، على تحويله إلى مهرجان خطابي ليس إلا». وأضاف: «هذا ما يرفضه تيارنا باعتبار المؤتمر لا يقدم خطة عمل واضحة». ونبه حسين إلى أنّ «من المؤكد أن الحلول الفعلية والنتائج الميدانية ستغيب عن هذا المؤتمر، لأسباب كثيرة ومختلفة، أهمها بقاء النظام السوري المستبد في مكانه». وعن الحلول الجذرية للخروج من الأزمة، قال حسين: «لا بد لنا من توافق جميع أطراف الصراع في سوريا دونما استثناء، على إيجاد خطة عمل حقيقية على الأرض، والتخلص من المخاطر والمعوقات الكبرى التي تعوق الحل، أهمها بقاء النظام السوري في مكانه، وتدويل الأزمة، وارتفاع حدة المواجهات».

اشتباكات ومظاهرات تعم أنحاء سوريا في جمعة «أحباب رسول الله في سوريا يذبحون»

النظام يجرف مناطق أحزمة الفقر.. وناشطون يحذرون من مخطط لاستيلاء النظام على الأحياء الجنوبية بالعاصمة

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

لم تمنع ضراوة المعارك الحاصلة في مختلف أنحاء سوريا آلاف السوريين من الخروج في مظاهرات في المحافظات كافة في جمعة «أحباب رسول الله في سوريا يذبحون»، تزامنا مع المسيرات العالمية المستنكرة للفيلم المسيء للإسلام. وقال ناشطون إن الآلاف خرجوا في تجمعات هتفت لنصرة الرسول وللمدن المنكوبة، فيما تحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن مقتل ما يزيد عن 75 شخصا يوم أمس في سوريا.

وشملت المظاهرات مدنا وبلدات في محافظات درعا، وحماه وحلب ودمشق وريفها والحسكة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبثت صفحة «الثورة السورية» مقاطع فيديو لأكثر من مظاهرة خرجت في سوريا أبرزها في: طفس، حلفايا، كفر تخريم، عربين، الأبزمو، قامشلو، حرستا، اللطامنة، خربة غزالة، الرقة وحاس في إدلب. أما اللافتات التي حملها المتظاهرون فكتب عليها: كل أمر صعب على المجتمع الدولي إلا دعم نظام الأسد، ساقط ساقط يا بشار، ما منحبك، حر حر حرية ما عاد بدنا سلمية.

وتعرضت مظاهرات في حيي القصور والأربعين في مدينة حماه «لإطلاق نار رافقه عمليات اعتقال طالت عددا من المشاركين في المظاهرة»، بحسب المرصد. بينما تعرضت مظاهرة في بلدة الأتارب في ريف حلب إلى قصف تسبب بسقوط عدد من الجرحى.

وهتف متظاهرون في كفرنبل في محافظة إدلب، بحسب ما ظهر في شريط فيديو على موقع «يوتيوب» الإلكتروني: «إيه ويلا إيه ويلا، ما منركع إلا لله»، و«إيه ويلا إيه ويلا، منصورين بعون الله».

وشهدت مدينة حلب وريفها في شمال سوريا اشتباكات عتيفة بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر في محيط ثكنة هنانو العسكرية بحي العرقوب استخدمت خلالها الطائرات الحوامة رشاشاتها بالاشتباكات. كما وقعت اشتباكات في حي باب النصر وسمعت أصوات إطلاق رصاص كثيفة في حي حلب الجديدة، بينما تعرضت أحياء الصاخور وبستان الباشا للقصف. وتعرضت الأحياء الجنوبية للمدينة كبستان القصر والكلاسة للقصف من قبل القوات النظامية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال محمد الحلبي، الناطف باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب إن 9 مظاهرات خرجت داخل المدينة وبالتحديد في أحياء الشعار، مساكن هنانو، الخالدية والفرقان بالتزامن مع قصف شديد طال هذه الأحياء بالبراميل المتفجرة بعدما أصبح النظام يستخدمها بكثرة مع ضرب الجيش الحر لدفعية الزهراء. وأوضح الحلبي أن قوات الأمن حاولت اقتحام أحياء صلاح الدين والزبدية والصاخور والعرقوب لكنها فشلت وبعد اشتباكات ضارية مع الجيش الحر بتحقيق أي تقدم يذكر. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الجيش الحر لا يزال يسيطر على كل هذه الأحياء كما يحقق مكاسب أساسية من خلال استخدامه قذائف الهاون وبكثرة مؤخرا وهو استطاع من دك أكثر من حاجز بدقة متناهية، كان آخرها حاجز في الأعظمية». وكشف الحلبي عن ارتفاع صرف الدولار في حلب لحدود 77 ليرة سورية رغم أن قيمته تبلغ في دمشق 75 ليرة سورية، لافتا إلى أن النظام بات غير قادر على إدخال العملات الأجنبية إلى حلب لأن طريق المطار يسيطر عليها الجيش الحر.

وفي ريف حلب، أفاد المرصد عن وقوع اشتباكات في محيط مطار منغ العسكري، بينما أشارت «الهيئة العامة للثورة السورية» إلى أن قصفا مدفعيا مصدره المطار طال مدينة أعزاز في ريف حلب وقرى مجاورة لها.

وقال ناشطون إن القصف تجدد على بلدتي بشقاتين وخان العسل من قبل جيش النظام.

وقالت شبكة «شام» الإخبارية إن قوات الأمن والجيش السوري قامت بإغلاق مداخل مدينة حماه ومنعت الدخول والخروج منها وإليها وسط استنفار أمني على معظم الحواجز المنتشرة حول المدينة، وذلك بالتوازي مع حملة دهم واعتقالات في حيي كازو والمزارع.

أما في ريف دمشق فقد تجدد القصف المدفعي على مدينة الزبداني، كما تعرضت مدن المنطقة الغربية من ريف دمشق لقصف من مقر الفرقة الرابعة في جبال المعضمية. وقالت لجان التنسيق المحلية إن منطقة المليحة، شهدت على قصف عنيف بقذائف الهاون من إدارة الدفاع الجوي بعد خروج مظاهرة في البلدة تهتف لإسقاط النظام.

وفي درعا اقتحمت قوات النظام بلدة ناحتة بالدبابات والمدرعات وسط إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات تهز المنطقة، في حين تعرضت مدينة الكرك الشرقي في درعا لقصف مدفعي من مطار الثعلة العسكري بالمدينة.

وفي ريف دمشق تتعرض دوما لقصف مستمر يرافقه إطلاق نار، وذلك بعد يوم من تحطم مروحية تابعة للقوات النظامية في منطقة تل الكردي في ريف المدينة، تضاربت الروايات حول أسباب سقوطها.

وفي محافظة الرقة حيث سقط الخميس 30 شخصا على الأقل في انفجار في محطة للوقود في قرية عين عيسى، تحدث المرصد عن إطلاق نار كثيف في مدينة الرقة ترافق مع انتشار كثيف للقوات النظامية.

أما في محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية، فأقدم مسلح على اغتيال محمد والي، عضو الأمانة العامة للمجلس الكردي وأحد قياديي «حركة شباب الثورة» بإطلاق النار عليه أمام مبنى المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني الكردي، بحسب المرصد.

وفي محافظة طرطوس، نفذت القوات النظامية حملة مداهمات في قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس التي شهدت أحياؤها الجنوبية انتشارا أمنيا بعد أنباء عن خطف ضابط في المخابرات ومقتله فجر الجمعة في جنوب المدينة، بحسب المرصد. وفي حمص، أفادت الهيئة أن مدينة الرستن في ريف المدينة تتعرض منذ فجر الجمعة لقصف متواصل بالمدفية وراجمات الصواريخ.

ووجه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نداء لتسهيل وصوله في شكل أكبر إلى مناطق النزاع في سوريا، موضحا أنه غير قادر على تقييم الحاجات في المناطق التي تشهد معارك عنيفة. وقالت عبير عطيفة، وهي متحدثة باسم البرنامج في دمشق، إن «المساعدة الغذائية تصل إلى كل المناطق سواء تلك التي تحت سيطرة الحكومة أو المعارضة، باستثناء المناطق التي توجد في قلب المعارك». وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن طائرة مساعدات روسية على متنها 38 طنا من المواد الغذائية وصلت صباح يوم أمس إلى مطار دمشق الدولي، بعد طائرة مساعدات روسية أخرى وصلت أمس محملة بالكمية نفسها.

وأظهر فيديو مسرب، قيام عنصر من جيش النظام السوري بتعذيب الناس على أحد الحواجز العسكرية، حيث ظهر عدد من المدنيين مكبلي الأيدي ملقون على الأرض ورافعين أرجلهم، في حين يقوم العسكري بضربهم بقضيب بكل قوة.

وأفادت وكالة «الأناضول» التركية عن نقل سبعة مصابين سوريين إلى المستشفى الحكومي في ولاية «كيليس» الحدودية مع سوريا، إثر إصابتهم خلال عبورهم إلى الأراضي التركية.

وفي غضون ذلك أعلنت قوات الجيش النظامي انتهاءها من عملية «تطهير منطقة الحجر الأسود بالكامل من الإرهابيين». وفي جنوب العاصمة حذر ناشطون من قيام النظام بعملية تهجير ممنهجة لأهالي الأحياء الجنوبية التي تتعرض لقصف عنيف منذ نحو أسبوعين، وبحسب مصادر متطابقة من الناشطين المعارضين والسكان تجري عمليات هدم وتجريف لعشرات المنازل في تلك الأحياء، وجاء ذلك بالتزامن مع إصدار الرئيس بشار الأسد مرسوما بإحداث منطقتين تنظيميتين في نطاق محافظة دمشق ضمن المصور العام لمدينة دمشق لتطوير مناطق المخالفات والسكن العشوائي وفق الدراسات التنظيمية التفصيلية المعدة لهما من محافظة دمشق. وتشمل المنطقتان: مزة بساتين ومناطق اللوان والدحاديل ونهر عيشة والقدم والعسالي جنوب العاصمة، أي المناطق التي تشهد اشتباكات عنيفة وقصفا متواصلا، تليه عمليات تجريف واسعة، وتهجير للسكان إلى مناطق أخرى، مع الإشارة إلى أن هذه المناطق تعد جزءا كبيرا من حزام الفقر الذي يلف محيط العاصمة، وهي المناطق ذات الكثافة السكانية الأعلى والتي مثلت خزانا بشريا كبيرا للثورة، فكانت في مقدمة المناطق الثائرة على النظام.

ويطلق الخبراء الدوليون في مجال التنمية وصف «أحزمة الفقر» على المناطق التي لا تتوفر فيها أي من شروط الأمان ما يجعلها عرضة للانهيار، ولعدم توفر بنية تحتية. وكانت منطقة بساتين المزة التي تشتهر ببساتين الصبارة المعمرة قد تعرضت للتجريف والحرق منذ نحو شهرين بعد تنفيذ عملية عسكرية موسعة هناك، أسفرت عن نزوح عدد كبير من السكان وإحراق الكثير من المنشآت الصناعية الصغيرة، وإعدام عشرات من الأهالي ميدانيا.

مارتن شولوف: الثوار السوريون يعلمون أنهم وصلوا إلى نقطة اللاعودة

الصحافي البريطاني بـ«الغارديان»: النظام يسيطر على غرب حلب والثوار على شرقها بنسبة تتراوح بين 50 و60%

لندن: نادية التركي

«نقطة اللاعودة».. هكذا عنون الصحافي البريطاني مارتن شولوف مقاله الذي تصدر الصفحة الأولى من الملحق الأسبوعي لصحيفة «الغارديان» البريطانية، وهذا ما أكده في لقاء مع «الشرق الأوسط» التي التقته في لندن، وقال مارتن الذي قضى 15 يوما في سوريا في زيارتين قام بهما الشهر الماضي إن من أهم ما لاحظه وأثر فيه إنسانيا هو ما عبر عنه بقوة الإحساس بـ«الكرامة» لدى المعارضين، موضحا أن ذلك يحدث «خاصة في المناطق الريفية، فهم لا يمتلكون أموالا، فقط بعض السلاح، ولا مستقبل واضحا، ويعلمون أن المسألة مسألة حياة أو موت، وأنهم إما سينتصرون ويحصلون على كل شيء وإما سيخسرون كل شيء، وقبلوا ذلك بكل كرامة، وهم يعلمون جيدا وواعون بما يواجهونه، ويعلمون أنهم بدأوا طريقا، وإذا لم ينهوا ما بدأوه فهذا يعني نهايتهم. فهذه ثورة النصر أو الموت بالنسبة لهم». وقال شولوف إنه لاحظ هذا الأمر في كل الأماكن التي قام بزيارتها خاصة حمص، وريف إدلب، وجبل الزاوية، وحلب.. حيث تردد الصحافي البريطاني ومراسل «الغارديان» المتخصص في قضايا الشرق الأوسط على سوريا ست مرات منذ شهر فبراير (شباط) الماضي. وقال إنه كان دخل عبر الحدود اللبنانية خمس مرات لكن في زيارته الأخيرة دخل عبر الحدود التركية، لأن الجيش الحر أصبح يسيطر على منطقة حدودية اسمها «باب الهوى» وأصبح الأتراك يسمحون بالانتقال إليها إذا أطلعتهم على جواز سفرك. وأكد شولوف أن هذا الكلام بدأ منذ نحو شهر فقط، وأنه في الماضي كان العابرون نحو سوريا يضطرون في الغالب للقفز من فوق الأسوار.

وحول المسموح لهم بالعبور، قال مارتن إنه إلى جانب الإعلاميين وعمال الإغاثة يسمح للسوريين الذين يحملون جوازات سورية، موضحا أن «هذا لم يكن مسموحا به في الماضي حيث كانت السلطات السورية هي التي تسيطر على الحدود، وخاصة من الناحية التركية».

وأضاف المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط في «الغارديان»، أن «هذه المرة هي الأولى التي أصبح ممكنا لنا اجتياز الحدود عبر (باب الهوى) و(باب السلام)، ومنذ نهاية يوليو (تموز) أصبح الجيش الحر يسمح بتجاوز الحدود، ثم توخت السلطات التركية نفس الإجراءات».

وحول مسألة التأكد من الولاء للمعارضة للسماح بالعبور، قال مارتن «في الواقع لست متأكدا من هذه المسألة لأنه ليس لديهم أجهزة كومبيوتر تحمل قوائم أسماء توجهاتهم واضحة، وما يبدو هو أنهم يسمحون للمدنيين بالدخول والخروج، ممن ليس لهم ملفات استخبارية حولهم».

وحول صحة ما سبق أن صرح به معارضون سوريون لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق من أن المساحة المحررة بين إدلب والحدود التركية نحو 250 كلم، أجاب مارتن «لا، بل أعتقد أن نحو 60 كلم محررة، ولا توجد أي منطقة محررة كليا، وخاصة أن القوات السورية موجودة دائما عبر الجو من خلال الطائرات الحربية، ولكن هناك مناطق مثل الريحانية وإدلب وجبل الزاوية ليست محررة كليا، فأحيانا يقوم النظام بما يسمى الحواجز الطيارة، وهي حواجز متنقلة تقام لساعة أو ساعتين ثم تتنقل نحو مكان آخر، ويحاول أن يكون موجودا دائما من خلال الجو، إنها مناطق آمنة إلى حد ما لكن لا يمكن الجزم بأنها محررة كليا».

وبخصوص الوضع في حلب وما يشاع عن أن من يمتلكون المال وأثرياء البلاد غير سعداء بما يحدث في الثورة، وأن فقراء حلب يرون أنها ثورة طبقية، قال الصحافي البريطاني إن «ريف حلب وأحوازها هي مناطق فقيرة بالفعل، وإنهم مناصرون تماما للثورة، لكن وسط المدينة ليس فعليا مع الثورة، الثوار يسيطرون على ما بين 50 و60 في المائة من المدينة، لأن النظام لا يمكن أن يدخل، وفي الجانب الغربي من المدينة النظام ما زال يسيطر عليها»، وأضاف قائلا «ونحن كصحافيين لم نتمكن من الدخول إلى غرب حلب لأننا لم ندخل البلاد بالتأشيرة ومن الصعب فعلا الدخول واجتياز الحواجز الأمنية التي يقيمها النظام هناك».

وأضاف قائلا «لدي معلومات من الناس الذين تحدثنا إليهم أن غرب مدينة حلب ما زال مع النظام وهو الجانب الذي يضم المنطقة التجارية، وأن الناس هناك وخاصة التجار كانوا يفضلون مواصلة عملهم بشكل طبيعي ولم تكن لديهم رغبة في أن تصل الثورة لهم».

وعند سؤاله عن رأيه حول إمكانية استعادة النظام لحلب أو أن النصر سيكون من نصيب الثوار فيها، قال شولوف إنه «من الصعب الإجابة عن هذه المسألة، الناس وسط المدينة سيقولون إنهم لم يسألوا الثوار أن ينقلوا الثورة إليهم، والصراع انتقل إليهم من ريف حلب الذي يناصر وبكل قوة المعارضين. ولا أعتقد أنه من الممكن أن تسقط حلب إلا إذا تمكنت المعارضة من إثبات شيئين، أولهما أنه يمكنهم تأمين انتصار عسكري وسريع، وحسب معاينتي للأحداث أرى أن هذا الأمر غير ممكن حاليا. والحل الثاني هو ضرورة إيجاد بديل جدي للنظام في حلب لكن أعتقد أنه رغم أن المدينة لم تلق معاملة مميزة من النظام لكنها في الماضي لم تعان منه كما كان الشأن بالنسبة لمناطق سورية أخرى، لكنهم يعانون الآن».

وحول إمكانية تواصل الحياة بشكل عادي في حلب حتى بالنسبة لمن يوالون للنظام، قال مارتن «أثناء زيارتي كان كل شيء مغلقا لكن بعد الظهر تفتح بعض المحلات لبيع الخضر والغلال، لكن كل المحلات التجارية الأخرى مغلقة، والطرقات خالية، ولا أحد كان يعمل، لم أر ناسا، كنت فقط ترى أشخاصا من وقت لآخر. وكان أغلب الناس حسب رأيي يجلسون في منازلهم داخل غرف مظلمة لأني لم أر أحدا. كان شرق حلب ووسطها عبارة عن مدينة أشباح».

وحول العودة المدرسية ووضع المدارس خاصة بعد أن تحول أغلبها لثكنات، أو قواعد للمعارضة، قال إن «الموسم الدراسي سيبدأ بالتأكيد في الأرياف، فالمدارس هناك ليست مدمرة بشكل كبير، لكن مدينة حلب ستكون فيها مشاكل كبيرة، فالمدارس تستعمل من طرف القوات النظامية، ومن طرف المعارضة أيضا كقواعد، وأحيانا كمخابئ للأسلحة ولا يمكنني تصور بداية المدارس هناك، والمدينة تعيش حالة من الجمود، الناس لا يذهبون للعمل، والخدمات العمومية متوقفة فكيف يعود الأطفال للمدارس؟! هذا مستحيل».

وحول طريقة حياة الناس اليومية قال مارتن إن «الماء حتى الأسبوع الماضي كان موجودا ويمكن أن تشرب من الصنبور، والكهرباء متوفرة لمدة 12 ساعة في اليوم ولكن في مناطق المواجهات والاشتباكات لم تكن تعمل على الإطلاق. والأكل يعتبر مشكلة وهناك فقط بعض المزودين، وبالنسبة للخبز خاصة كانت هناك دائما طوابير بمعدل انتظار يصل إلى ساعة ونصف الساعة، وغالبا ما كان يتم توفير الأغذية من أطراف المعارضة الذين كانوا يتعرضون للقصف من القوات النظامية، وكانوا يزودون الخبز مجانا، لكن المشكلة أنه لا يتم تزويد حلب بأي منتوجات من دمشق لأن النظام قطع كل الطرق أمام المزودين، وهذه مشكلة عويصة، وحتى تهريب الغذاء عبر المناطق الجبلية لن يكون أمرا سهلا، فإذا لم يتم تأمين المواد الغذائية وإدخالها من الجانب التركي مثلا فبعد شهر فقط من الآن لن يجد سكان حلب ما يأكلونه، فالناس يعيشون بطريقة التعاون ولكن الأغذية بالتأكيد ستنفد».

وعن إدلب قال إن «الناس في إدلب لديهم العديد من المزارع، وكذلك في جبل الزاوية، ولهذا فالوضع أسهل عليهم لكن قد تبقى مشاكل الخبز، والناس يستفيدون من المزارع المحيطة بهم لكن هذا لا يعني أنهم لا يعانون».

وقال شولوف إنه في حلب كانت مظاهر الحرب لا تهدأ أبدا، «ففي صلاح الدين لا يمكنك أن تغفل لدقيقة على أنها كانت في حالة حرب، والمدرعات موجودة تحت البنايات، وفي المناطق السكنية، تقريبا في كل مكان. والطائرات الحربية كانت تحوم وتقوم بالقصف المتواصل والناس على الأرض يحاولون إسقاطها، كنت ترى الطائرات كل خمس دقائق تقريبا وإذا لم ترها فأنت تسمعها، والمدينة كانت فارغة تماما من الناس».

وعن المدنيين قال مارتن «لقد هربوا جميعا وقد شهدت بعضهم عند مغادرة حي سيف الدولة حاملين ما استطاعوا من أغراض في أكياس بلاستيكية، لكن المشكلة أنهم لا يستطيعون الهرب بعيدا لأن سعر البنزين يبلغ 4 دولارات للتر الواحد الآن.. وتقريبا لم يكن أحد موجودا هناك، بقيت أسبوعين ولم أر أكثر من 200 مدني، شرق حلب».

كما تعرض مارتن شولوف في مقابلته مع «الشرق الأوسط» للحديث عن إحدى الكتائب التابعة للجيش الحر والتي عاش معها في حلب لأيام والتي تدعى «كتيبة الأنصار» في منطقة الباب بحلب، مؤكدا أن هذه الكتيبة ذات التوجه الإسلامي لا تنتمي للإخوان، وقال «لقد تمكنوا من أسر 30 عنصرا تابعين للنظام بعد اشتباكات دارت بينهم في مبنى أمني في الباب، عندما كنت أقيم معهم، ووضعوا الأسرى في الطابق الأعلى لإحدى المدارس التي كانوا يستعملونها قاعدة لهم، وأعطوهم مراتب ليناموا عليها، وكانوا يعطونهم ثلاث وجبات في اليوم، ومع الأسرى كان هناك ثلاثة علويين ومجموعة من الشيعة، وكل يوم كانوا يطلقون سراح واحد منهم بعد أن يتصلوا بعائلته، ويقولون إنه يمكنكم القدوم وتسلم ابنكم». وأضاف أنه حضر أحد الاتصالات قائلا «وكانت إحدى المكالمات التي شهدتها بنفسي بين ضابط علوي كان اسمه دريد وشيخ الكتيبة الذي كان شابا (عصريا) متمدنا، واسمه الشيخ عمر عثمان، وكان يتحدث دائما للأسرى. لكن في أحد الأيام كان جالسا على إحدى المراتب على الأرض ويتحدث لأحد الأسرى وهو علوي واسمه بركات، وتحدثا عن عدة مواضيع تخص الاشتباكات ومواضيع أخرى، ثم قال الأسير العلوي (إنها الحرب) ثم بدآ يضحكان معا، ثم قال له الشيخ: متى كانت آخر مرة رأيت فيها عائلتك؟ وأجاب بركات: (منذ خمسة أشهر)، ثم سأله: ومتى كانت آخر مرة رأيت فيها زوجتك؟ وحاول أن يخفي بركات مشاعره لكن لم يتمكن وبدأت دموعه بالانهمار، وقال: ومتى رأيت أطفالك آخر مرة؟ فلم يتمكن من الإجابة، فقال عمر عثمان: يمكن أن تراهم اليوم، يمكنك الانصراف نحو بيتك. وأعطاه مليوني ليرة، وهي تعادل 600 دولار، وانصرف الضابط العلوي وهو يجدد شكره ويقول: (لم نكن لنعاملكم كما عاملتمونا أبدا، أشكركم كثيرا، لقد علمتمونا الكثير). ونقلوه إلى إحدى القرى قرب إدلب ثم انصرف نحو عائلته. وبعد ثلاثة أيام اتصل هو وزوجته بالشيخ وشكروه. وكان لهذا الشيخ، عمر عثمان، رؤية واضحة جدا وهي أنهم يجب أن يكونوا أفضل من النظام إذا أرادوا أن يؤمن الناس بهم، وذلك بأن يعاملوا الناس بشكل عادل، وأرسلوا الجميع إلى بيوتهم إلا شابين علويين، وهما اللذان رفضا العودة إلى ديارهما وقررا البقاء في المدرسة لخدمة الجماعة هناك بما في ذلك تنظيف وصيانة الأسلحة، وقد عوملا بكل كرامة، وقالا: إذا عدنا إلى بيتنا فلا أحد سيثق بنا لأننا بقينا هنا لمدة خمسة أسابيع حتى نهاية الثورة، وأننا إذا عدنا الآن يجب علينا الهروب والاختباء، فالنظام لن يتركنا».

وعن رأيه في «كتيبة الأنصار»، قال مارتن إنه «رغم أنهم يحملون اسما إسلاميا لكنهم متفتحون تماما وعصريون، وجنودهم ينتمون للطبقة الكادحة. وبالنسبة للشيخ ووالده فقد كانت رؤيتهما واضحة». وضرب مثالا على ذلك أنه «في أحد الأيام جاء أحد اليهود وقدم نفسه على أنه يهودي واستقبلوه بشكل جيد، وكان تركيا، وقدم نفسه على أنه ممن يقدمون مساعدات إنسانية فرحبوا به وقالوا إن المسلمين واليهود والنصارى إخوة. كانوا يبحثون عمن يمكنهم التواصل معهم وليس عمن يقاطعون».

مجلس الأمن يوجه انتقادات حادة لإيران لتهريبها شحنات عسكرية للنظام السوري

سوزان رايس: صادرات الأسلحة الإيرانية إلى نظام الأسد القاتل تثير القلق

واشنطن: هبة القدسي

انتقدت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي قيام إيران بتقديم مساعدات عسكرية وتهريب أسلحة ومعدات إلى سوريا لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في قمع المعارضة ضده وسحق المتمردين. وأعربت عن قلقها من تقدم إيران في برنامجها النووي ووجود أبعاد عسكرية للبرنامج الذي تقول طهران إنه يقتصر على الاستخدامات السلمية. ومن المتوقع أن يكون الملف النووي الإيراني على رأس جدول أعمال الاجتماع الوزاري للقوى الغربية الأربع، إضافة إلى روسيا والصين، في 27 سبتمبر (أيلول) الجاري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع القادم.

وقالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس خلال اجتماع مساء الخميس حول العقوبات على إيران: «إن صادرات الأسلحة الإيرانية إلى النظام الأسدي القاتل في سوريا تثير القلق بشكل خاص». واستشهدت رايس بتقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة الصادر في مايو (أيار) الماضي، الذي يراقب مدى امتثال إيران لأربع جولات من العقوبات التي أقرها مجلس الأمن على إيران. ويؤكد التقرير أن إيران تقوم بنقل الأسلحة إلى سوريا، ويعتبرها الطرف الأساسي في مبيعات الأسلحة غير المشروعة لسوريا. ولم تذكر رايس العراق بالاسم، لكنها طالبت بالتزام الدول المجاورة لإيران بمنع تهريب الأسلحة عبر أراضيها، وقالت: «الدول في المنطقة يجب أن تعمل معا، وتضاعف جهودها لفحص وتفتيش ومنع الشحنات الإيرانية غير المشروعة، بما في ذلك الشحنات عبر الممرات الجوية». وأشارت رايس إلى تقدم إيران في أنشطتها النووية المحظورة وقالت: «إن الدول الأعضاء لا يمكن أن تكون راضية عن القفزات التي تقوم بها إيران إلى الأمام في أنشطتها النووية المحظورة، وعلينا أن نعترف بأننا نواجه وضعا يزداد سوءا». وأضافت: «نعتقد أنه لا يزال هناك وقت ومساحة للدبلوماسية، لكن المسؤولية تقع على عاتق إيران للرد بشكل بناء، وعلى المجتمع الدولي التأكد من أن إيران تتخذ خطوات واضحة، وإلا فسيتم تشديد العقوبات عليها».

وأكد السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت إدانة بلاده لعمليات نقل أسلحة إلى سوريا، وأكد على ضرورة تشديد العقوبات على إيران لدفعها للتخلي عن طموحاتها النووية، وقال: «هذا أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف». وأضاف غرانت «أنه يتناقض مع إرادة الشعب السوري، ويذكرنا بنفاق إيران حول دعمها للحرية في العالم العربي». وأضاف السفير البريطاني: «لا يمكن لإيران أن تستمر في تجاهل مخاوف المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي، وقيامها بدعم النظام السوري، ودورها في أن تكون مصدرا للإرهاب».

وقال السفير الألماني لدى الأمم المتحدة بيتر فيتيغ – الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن – إن بلاده قلقة من الدعم الإيراني لنظام الأسد المتزايد، وفقا للتقارير الأخيرة، وقال: «إن إيران تقوم بشحن أسلحة إلى سوريا تحت ستار إرسال مساعدات إنسانية». وقال السفير الفرنسي جيرار ارو: «إن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا قد قضوا مئات الساعات للتفاوض مع إيران لحل المشاكل المتعلقة ببرنامجها النووي، ولم تبد إيران أي اهتمام في اتخاذ خطوات من شأنها أن تقلل من مخاوف أنها تحشد قدراتها لإنتاج أسلحة نووية». وقال السفير الكولومبي نستور اوسوريو إنه لا يزال يتلقى تقارير حول قدرة المجتمع الدولي تنفيذ الجولات الأربع من عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران.

فيما أكد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن بلاده تقوم بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن إيران، لكنها تعارض فرض مزيد من العقوبات عليها، وقال: «إن روسيا ملتزمة بشكل كامل بجميع قرارات مجلس الأمن حيال إيران، ومتأكدون من فعالية العقوبات ووحدة جهود المجتمع الدولي إزاء الملف النووي الإيراني». ولم يشر المندوب الروسي إلى شحنات الأسلحة التي تقوم إيران بتهريبها إلى سوريا.

من جانب آخر، هدد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري بإعادة النظر في المعونة الأميركية المقدمة إلى بغداد، ما لم تقم الحكومة العراقية بوقف الرحلات الإيرانية إلى سوريا عبر مجالها الجوي.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية الخميس: «إنه ينبغي للحكومة العراقية رفض طلبات العبور للطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا والمطالبة بهبوط تلك الطائرات على الأراضي العراقية لتفتيشها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1929، ونحن مستمرون في العمل مع العراقيين حول هذا الموضوع، وأن يكونوا يقظين فيما يتعلق بأي إساءة لاستخدام إيران لمجالهم الجوي». ونفت نولاند نية بلادها ربط المساعدات الأميركية للعراق بتلك القضية وقالت: «لا ندعم ربط المساعدة الأميركية للعراق بموضوع عبور الرحلات الإيرانية؛ لأن مساعدتنا موجهة جزئيا نحو القضايا الأمنية، ودعم العراقيين في بناء قدرتهم للدفاع عن مجالهم الجوي».

فيما نفت الحكومة العراقية تلك الاتهامات وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية: «إن العراق مستعد أن يكون جزءا من الجهود الإقليمية والدولية والقيام بأي إجراءات لوقف نقل الأفراد والمعدات العسكرية إلى الطرفين المتصارعين في سوريا». وأضاف الدباغ: «العراق يؤكد أنه لن يشارك أبدا في نقل أي شحنات عبر مجاله الجوي أو أراضيه إلى سوريا أو يساعد أو يسمح به».

إلى ذلك، اقترحت دول عربية أمس تمديد التفويض الممنوح لمحققي الأمم المتحدة الذين يقومون بتوثيق جرائم الحرب في سوريا، وقالت إن هناك حاجة إلى المزيد من الخبراء للمهمة.

ويدعو مشروع قرار قدمته إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مجموعة من الدول العربية مدعومة من القوى الغربية لاستمرار التحقيقات على مدى ستة أشهر مقبلة. وقال المحققون بقيادة البرازيلي باولو بينيرو يوم الاثنين إنهم أضافوا عددا من الأسماء إلى قائمة سرية من السوريين الذين يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب خلال الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد.

وقدم المغرب مشروع القرار بالنيابة عن الكويت وقطر والأردن وليبيا والسعودية وتونس بعد أن ناقشه جميع الأعضاء في المفاوضات غير الرسمية هذا الأسبوع.

ويأمل مقدمو مشروع القرار في إقناع روسيا والصين على الأقل بالامتناع عن التصويت بدلا من التصويت ضده هذه المرة لإرسال إشارة قوية من المجلس الذي يضم 47 عضوا بأن الانتهاكات يجب أن تتوقف.

عبد الكريم العقدة: مصور «الثورة الحموية».. حتى الشهادة

عدد الفيديوهات المحملة على قناته في «يوتيوب» أكثر من 1250 مقطعا

عبد الكريم العقدة

بيروت: كارولين عاكوم

أبى عبد الكريم العقدة المعروف بـ«أبو حسن»، وهو مصور الثورة السورية والحموية بالتحديد، إلا أن ينتقم لأفراد عائلته الذين قتلوا أو اعتقلوا على أيدي قوات النظام، فقرر أن يكون ناقلا للواقع وعين الحقيقة «التي لا يمكن لأحد أن يخفيها، فهي لا بد أن تنتفض من تحت الرماد»، بحسب ما كتبه أبو حسن في صفحته على موقع «فيس بوك» قبل أيام قليلة من مقتله.

من عامل بناء وسائق جرافة إلى ثائر حتى الشهادة، انتقل أبو حسن (26 عاما) ليحمل على كتفه الكاميرا متنقلا بين أحياء حماه المنتفضة راصدا تحركات قوات النظام والعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الحر مرددا «يا رب الشهادة»، غير آبه بملاحقته ومحاولات قتله مرات عدة. هو من بين عشرات الشباب الذين قرروا الخروج للمرة الأولى للتظاهر من جامع «عمر بن الخطاب» في حي الأربعين في 25 مارس (آذار) 2011، ليصبح من أبرز هؤلاء وأكثرهم جرأة، بعدما رفع كاميراته بوجه النظام وقواته التي اعتقلت زوجته وأخاه منذ رمضان عام 2011، وأحرقت منزله ومنزل أخيه، وقتلت ابنة خالته وأطفالها الثلاثة في مجزرة في حماه ذبحا بالسكاكين.

ولد «أبو حسن» وترعرع في حي مشاع الأربعين، أحد أكثر الأحياء فقرا في حماه، وناضل في سبيلها ليقتل تحت سقف أحد منازلها حرقا، ويقول معارضون إن قوات النظام لم تكتف بذلك، بل عمدت أيضا إلى اعتقال جثته.. مع العلم، رغم حاجته للمال، أن أبو حسن لم يكن يوما يبخل على «ثورته»، فهو كان إن حصل على مبلغ مهما كان قليلا، يستفيد منه لدعم نشاطه الثوري بشراء ما يحتاج إليه في التصوير. وكان قد عمد مع بعض الناشطين، قبل أيام قليلة من مقتله، إلى طلب المساعدة المادية له عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ولكنه فارق الحياة قبل أن تصل إليه، فمات مدينا.

وفي حين يلفت أبو غازي الحموي، عضو مجلس ثوار حماه، إلى أن أبو حسن تلقى «ألف باء» التصوير على أيدي أحد مصوري «شبكة شام»، لكنه يشير إلى أنه لم يكن مراسلا مرتبطا بجهة أو وسيلة إعلامية محددة، بل كان متطوعا لخدمة الثورة على كل الجبهات، كان يعمد إلى إرسال مقاطع الفيديو إلى معظم المواقع، لأن هدفه الأول والأخير كان تصوير ما يحصل على أرض الواقع ونقله إلى العالم.

من جهتها، نعت شبكة «شام» من قالت إنه مراسلها ومصورها في مدينة حماه السورية عبد الكريم العقدة في اقتحام حي الأربعين في المدينة.

وقالت «شام» على موقعها الإلكتروني إن مراسلها كان من أهم الذين رصدوا أحداث الثورة، وقد بلغ عدد الفيديوهات المحملة على قناته في «يوتيوب» أكثر من 1250 مقطعا من داخل مناطق القتال.

ووصفت الشبكة العقدة بـ«المصور البطل» و«رجل المخاطر في حماه»، مضيفة أنه «لم يطلب منه يوما تصوير أي فيديو مهما كان خطرا ويهدد حياته ورفض، بالعكس كان هو من يبحث عن مكان الخطر قريبا من القصف والاقتحامات والشبيحة ليصور فيه وينقل الحقيقة».

وعن كيفية مقتله، قالت الشبكة «كان أبو حسن ورفاقه نضال بكور وحمزة بكور وباسل كنان، مستعدين لبدء يوم جديد من الثورة، وإذ بقوات من عصابة الغدر تطوق المنزل حيث كانوا موجودين ليتم قتلهم ويحرق المنزل». وقالت الشبكة إن العقدة نال ما أراد.. فقد كان «يمسك الكاميرا وهو يهمس: (يا رب الشهادة)».

هيئة التنسيق الوطنية تفقد الاتصال باثنين من أعضائها في دمشق

ماجد حبو لـ«الشرق الأوسط»: المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد أن جهة أمنية قامت باختطافهما

بيروت: كارولين عاكوم

أعلنت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» السورية المعارضة أمس أنها «فقدت الاتصال» باثنين من أعضائها بعيد خروجهما من مطار دمشق الدولي، إثر عودتهما مع وفد منها من زيارة إلى الصين.

وأوضحت الهيئة في بيان لها أنه «وإثر مغادرة الوفد المطار فقدنا الاتصال بالسيارة الثانية التي يستقلها الدكتور عبد العزيز الخير، رئيس مكتب العلاقات الخارجية في هيئة التنسيق الوطنية والأستاذ إياس عياش عضو المكتب التنفيذي للهيئة والقيادي في (حركة الاشتراكيين العرب) والصديق ماهر طحان الذي جاء للمطار لاستضافتهم». وأضاف البيان الموقع باسم فرع الهيئة في المهجر «لم يعد لدى الهيئة والعائلة أي اتصال بهم»، مشيرا إلى أنها باشرت اتصالاتها «بكل الأطراف المعنية» للاطمئنان إلى سلامتهم ومعرفة مكانهم «إلا أننا لم نتمكن حتى اللحظة من معرفة ما حدث بالضبط». محملا الفرع «الجهة التي قامت باختطاف الزملاء الثلاثة، كامل المسؤولية الأخلاقية والسياسية عن كل أذى يمكن أن يصيبهم».

وقال ماجد حبو، عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق الوطنية لـ«الشرق الأوسط» المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد أن جهة أمنية قامت باختطافهم لكننا لم نستطع التأكد عما إذا كان جرى ذلك بقرار مركزي أو من قبل أي فرع أمني، رغم عدم اعتراف النظام بذلك، مشيرا إلى أن هيئة التنسيق تواصلت مع فرع المخابرات العامة والأمن الجوي الذي يعتقد أنه نفذ عملية الاعتقال، لكنهما نفيا الأمر.

ولفت حبو إلى أن عملية الاختطاف جرت عند أول حاجز بعيد خروج الوفد الذي كان آتيا من الصين، من المطار، وبعدما تم توقيف عبد العزيز الخير لعشر دقائق داخل المطار للتحقيق معه بحجة تشابه في الأسماء، لافتا إلى أنه تم اعتقال الأشخاص الثلاثة الذين كانوا موجودين في السيارة الثانية وهم الخير وعياش وطحان، فيما سمح للآخرين الموجودين في السيارة الأولى، وهم حسن عبد العظيم والمحامي محمود مرعي وبدر منصور، بالمرور.

واعتبر حبو أن هناك أطرافا داخل النظام السوري تسعى لقمع أي نشاط تقوم به هيئة التنسيق، وذلك كان واضحا من خلال الضغوط التي يتعرض لها أعضاؤها باستمرار، مضيفا: «إذا كان القرار سياسيا من رأس السلطة فهذا يعني ضربة مجنونة لأي حلول سياسية، وإذا كان بقرار من طرف من داخل السلطة، فهو يعكس الصراع القائم بين التيار الأمني من جهة والتيار السياسي من جهة أخرى، وبالتالي محاولة للتشويش على الحراك الوطني الديمقراطي السلمي الذي تعمل عليه هيئة التنسيق».

وجاء في البيان الذي صدر باسم هيئة التنسيق بأنها قامت بإبلاغ «سفارات الدول الصديقة وعدد من الشخصيات الوطنية والعربية داخل وخارج البلاد بالأمر». واعتبرت أن أي تعد على حرية وسلامة عياش والخير وطحان «هو تعد على سلامة المواطنة والالتزام الأخلاقي والسياسي بقضايا الإنسان السوري وحقه الطبيعي في الأمن والحرية والكرامة»، مطالبة بعودتهم إلى أهلهم سالمين.

من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القيادي المعارض الدكتور عبد العزيز الخير اختطف لدى عودته من الصين عبر مطار دمشق الدولي ضمن وفد هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة، وكان برفقته إياس عياش وماهر طحان». وحمل المرصد السلطات السورية مسؤولية الحفاظ على حياة الخير «والإفراج الفوري عنه وعن رفيقيه»، لافتا إلى أن الخير كان قد «اعتقل في عهد الأسد الأب في فبراير (شباط) 1992 بتهمة الانتساب إلى حزب العمل الشيوعي، وخرج من الاعتقال في عهد الأسد الابن في نهاية عام 2005».

17 قناة تركية تبث نداء للأسد لإطلاق سراح مراسل «الحرة» ومصورها

بعد شهر على اختفائهما في سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط»

بعد مرور شهر على اختفائهما في سوريا، أطلقت 17 قناة تركية صباح أمس، نداء إلى الرئيس السوري بشار الأسد للإفراج عن مراسل قناة «الحرة» في تركيا بشار فهمي والمصور التركي جنيد أونال.

وبثت القنوات هذا النداء عند الثامنة و3 دقائق صباح أمس وتضمن صورا للصحافيين مع عبارة «إنهما صحافيان فحسب».

وكانت قناة «الحرة» قد أعلنت في 20 أغسطس (آب) الماضي، أنها فقدت الاتصال باثنين من موظفيها العاملين في سوريا. وقالت مديرة الاتصالات لشبكات البث في الشرق الأوسط التابعة للقناة، ديردر كلاين، في بيان لها، إن المراسل بشار فهمي والمصور جنيد أونال، دخلا سوريا لتغطية الأحداث، مضيفة: «لقد شاهدنا على موقع (يوتيوب) شريط الفيديو الذي يعلن فيه الجيش السوري الحر أن مراسل قناة (الحرة) فهمي والمصور أونال أسرا واعتقلا في حلب ولم نتمكن من الاتصال بهما منذ دخولهما إلى سوريا».

وزير الإعلام السوري ينفي إدلاء الأسد بتصريح لأي مجلة مصرية

قال إن الأسد التقى 9 إعلاميين مصريين وجرت «دردشة شخصية» بينهم

لندن: «الشرق الأوسط»

نفى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي نفيا قاطعا أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد قد أدلى «بأي تصريح أو حديث أو مقابلة مع أي مجلة أو صحيفة مصرية مطلقا». دون أن ينفي لقاء الأسد مع عدد من الإعلاميين المصريين والتحاور معهم. وقال الزعبي في حوار مع التلفزيون السوري يوم أمس إن الرئيس الأسد «استقبل وفدا من إعلاميين مصريين يضم تسعة أشخاص وجرت دردشة شخصية بينهم» مشيرا إلى أن ما نشر من كلام نسب للأسد «لا يجوز تحليله ولا البناء عليه ولا اعتباره مواقف سياسية سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة». واعتبر الزعبي لقاء الأسد مع الإعلاميين المصريين «لا يعد مقابلة صحافية أو تلفزيونية حيث لم يكتب أو يصور أو يسجل أحد خلالها أي شي» ووصف اللقاء مع الإعلاميين بأنه «زيارة شخصية» وأن «أحد الإخوة المشاركين جمع في ذهنه بعض الكلام الذي قيل والذي دار وركب منه الحوار الذي نشرته بعض وسائل الإعلام» مؤكدا أن الأسد «لم يدلِ بأي تصريح أو حديث أو مقابلة مع أي مجلة أو صحيفة مصرية مطلقا».

وكانت مجلة «الأهرام العربي» المصرية نشرت أول من أمس ملخصا لمقابلة قالت إنها أجرتها مع الرئيس الأسد ووجه خلالها انتقادات غير مسبوقة الحدة ضد بلدان بالمنطقة، محملا إياها مسؤولية الأزمة في سوريا، ومؤكدا أن «المسلحين لن ينتصروا»، وإن كان «الحسم سيحتاج لبعض الوقت».

بغداد تدرس تسهيل استقبال اللاجئين السوريين وتشدد فحص الطائرات

قوات النظام تغتال قياديا كرديا بمدينة رأس العين

بغداد: حمزة مصطفى أربيل: شيرزاد شيخاني

كشف وكيل وزارة الهجرة والمهجرين العراقي سلام الخفاجي، عن أن حكومته تدرس اتخاذ المزيد من الإجراءات الخاصة بتخفيف معاناة اللاجئين السوريين الذين يدخلون إلى العراق حاليا بمعدل 100 شخص من معبر القائم. وقال الخفاجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «وزير الهجرة والمهجرين طلب من رئيس الوزراء نوري المالكي شخصيا إعادة النظر بالقرار الخاص باستثناء الشباب من مرافقة عوائلهم في الدخول فوق سن الخامسة عشرة لأنه في عرف منظمات حقوق الإنسان فإن سن الطفولة دون الثامنة عشرة، مشيرا إلى أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لم تقبل بمثل هذا الإجراء الذي تم اتخاذه لأسباب قاهرة بسبب ما عاناه العراق من الإرهاب سابقا وحاليا. وأضاف أن «رئيس الوزراء وعد بإعادة النظر بمثل هذه الإجراءات بما يؤدي إلى تخفيف المعاناة وتسهيل عملية دخول اللاجئين السوريين».

وفي سياق متصل، وبعد يوم من إعلان العراق عدم سماحه لمرور أسلحة أو أشخاص من إيران إلى سوريا عبر أراضيه أو أجوائه، فقد أعلنت الحكومة العراقية رفضها السماح لطائرة كورية شمالية بعبور أجوائه بعدما اشتبه بأنها تحمل «أسلحة وخبراء» إلى سوريا، بحسب ما أعلن أمس المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي. وقال علي الموسوي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «العراق منع طائرة كورية شمالية من المرور عبر أجوائه للاشتباه بأنها تحمل أسلحة وخبراء إلى الجانب السوري»، مضيفا «كان من المقرر أن تعبر الطائرة غدا (اليوم)». وأضاف «هذا جزء من سياسة العراق تجاه منع التسليح». كما أعلن الموسوي، أن «العراق أبلغ إيران مجددا وبصورة رسمية، أنه سيقوم باعتراض بعض الرحلات بصورة عشوائية للتأكد من حمولتها».

وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ قد أبلغ «الشرق الأوسط» أول من أمس، أن «العراق لن يسمح ولن يتسامح مع مرور شحنات من الأسلحة أو الأشخاص إلى سوريا من إيران عبر أراضيه». وأضاف أن «العراق لم يتساهل في الماضي ولن يتساهل في هذا الأمر»، مشيرا إلى أن حكومته سبق أن أبلغت إيران وكل دول الجوار بذلك، وأن أي طائرة يشك بها تخضع للتفتيش في المطارات العراقية.

الى ذلك اغتالت عناصر من النظام السوري مساء الخميس الماضي قياديا كرديا ناشطا بالداخل بإطلاق النار عليه أمام مقر المجلس الوطني الكردي السوري بمدينة رأس العين ذات الأغلبية الكردية والتي تقع على بعد مائة كيلومتر غرب مدينة القامشلي عاصمة أكراد سوريا. وقال مصدر قيادي كردي سوري، إن «ملثمين يعتقد أنهما تابعان لفرع أمن النظام هاجما القيادي الكردي محمود والي عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي السوري أمام مقر المجلس بمدينة (سري كانيه) التي غير النظام السوري اسمها الكردي إلى (رأس العين) في الحملة العنصرية التي بدأها هذا النظام أواخر القرن الماضي بهدف محو الهوية القومية عن معظم المناطق الكردية داخل سوريا وإضفاء طابع التعريب عليها وصهرها في بوتقة (البعث)». وأشار القيادي شلال كدو عضو قيادة حزب اليسار الكردي السوري في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن والي كان أحد أبرز قياديي حركة الشباب الكرد المنضوية تحت لواء المجلس الوطني الكردي، وأن اغتياله لا يستهدف الحركة الشبابية وحدها، بل المجلس الوطني ومجمل الحراك الثوري الكردي الذي يعد شريكا فاعلا لبقية القوى السورية التي تقود الحراك الشعبي بالداخل منذ أكثر من عام ونيف. وأضاف «إن عملية الاغتيال تهدف إلى إسكات صوت النضال الكردي وإطفاء شعلة الثورة السورية ضد النظام الديكتاتوري والاستبدادي، ولا شك لدينا أن النظام الحاكم هو الذي يقف وراء هذه الجريمة النكراء، ويتحمل مسؤولية إراقة دم كل مواطن سوري بغض النظر عن انتماءاته السياسية والقومية».

مقاتلون مصريون تحت إمرة «الجيش السوري الحر»

قيادات إسلامية لـ«الشرق الأوسط»: مبادرات «فردية».. وننتظر قرارا رسميا لإرسال المزيد

القاهرة: محمد عبده حسنين

«أريد السفر إلى سوريا للجهاد.. فهل هناك من يعينني على ذلك؟»، «مستعد للذهاب للجهاد في سوريا للوقوف بجانب الثوار.. ما هي الإجراءات المطلوبة؟».. هاتان اثنتان من عشرات الرسائل التي كتبها نشطاء مصريون على الصفحة الرسمية لـ«الجماعة الإسلامية» في مصر على موقع «فيس بوك»، يبدون فيها رغبتهم في التوجه إلى سوريا، بعد علمهم بسفر العشرات من المقاتلين المصريين للجهاد هناك، وهو ما قال البعض إنه تم عن طريق جماعات جهادية، منها «الجماعة الإسلامية».

ورغم تجاهل الجماعة لهذه الرسائل وعدم الرد عليها، بالإضافة إلى نفيها القيام بأي خطوات رسمية لإرسال مقاتلين إلى سوريا، فإن عشرات الشباب المصريين ما زالوا يطرقون كل الأبواب للتوجه إلى هناك. ويقول مراقبون إن الدخول إلى سوريا للقتال فيها ضد نظام بشار أصبح ميسرا جدا بعد سيطرة قوات الجيش الحر على العديد من المناطق الحدودية خاصة باتجاه تركيا، وإن هناك العشرات من جنسيات عربية مختلفة يدخلون إلى هناك يوميا.

ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد المصريين الذين توجهوا إلى سوريا للجهاد بجانب الجيش السوري الحر، ضد نظام الرئيس بشار الأسد، إلا أن العديد من الأخبار يتم تناقلها بين الحين والأخر حول مقتل أو استشهاد أحد المصريين الذي توجهوا إلى هناك، لعل آخرها ما نشر حول مقتل شاب من محافظة الفيوم يدعى «أبو بكر موسى»، بداية سبتمبر (أيلول) الحالي.

ونفت قيادات إسلامية في مصر قيامها بإرسال مقاتلين مصريين للجهاد في سوريا، وقالت في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن الأمر كله عبارة عن «مبادرات فردية ليست لنا علاقة بها، وإن كان بعض هؤلاء الأشخاص ينتمون لنا»، مؤكدين أنهم لا يمانعون نصرة الثورة والشعب السوري، لكنهم ينتظرون موافقة رسمية من جانب السلطات المصرية عبر قرار حكومي.

وألقت السلطات السورية القبض على عشرات المصريين أثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود السورية قادمين من الأردن. فيما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا حذرت فيه من مغبة استمرار تسلل المصريين إلى سوريا لمحاولة الدخول منها إلى لبنان أو تركيا بصورة غير مشروعة.

وقال الوزير المفوض عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن الظروف الأمنية المتردية التي تمر بها سوريا تجعل تلك الرحلة محفوفة بمخاطر أمنية جمة، حيث تعرض عدد من المصريين للقتل على الحدود السورية، وأصيب آخرون. كما تمكنت السفارة خلال الأسابيع الماضية من ترحيل نحو 2500 مصري، وذلك رغما عن ظروف العمل بالغة الصعوبة والمخاطر الأمنية التي يتعرض لها أفراد السفارة أنفسهم.

من جانبه، أكد محامي الإسلاميين والحركات الجهادية ممدوح إسماعيل، أن «هناك معلومات متداولة عن سفر مصريين إلى سوريا، بعضهم اعتقل والآخر استشهد، لكن ليست هناك حتى الآن هناك جهة واضحة أعلنت تبنيها هذه العمليات لا جهرا أو سرا، بما في ذلك تنظيم الجهاد القديم»، مؤكدا أن المسألة تبدو عبارة عن تطوع فردي من بعض الشباب المتحمسين.

وأوضح إسماعيل لـ«الشرق الأوسط» أن هؤلاء الشباب يسافرون ويدخلون إلى سوريا بسهولة جدا، بسبب سيطرة قوات الجيش الحر على أغلب النقاط الحدودية خاصة باتجاه تركيا التي ليس للنظام السوري أي يد عليها.

ونفى الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، إرسال جماعته مقاتلين إلى سوريا، مؤكدا أنه «ليست هناك مشاركة من (الإخوان) بمقاتلين في سوريا، رغم تأييدنا لثورة الشعب السوري».

فرنسا تدرس مع حلفائها منطقة حظر جوي

قتلى بدمشق وقصف عنيف على حلب

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا اليوم السبت في دمشق وريفها وحلب وحمص ودرعا. يأتي ذلك في وقت تعرضت فيه حلب لقصف مدفعي عنيف، في حين أعلنت فرنسا أنها لا تزال تفكر مع شركائها بشأن منطقة حظر جوي محتملة فوق سوريا.

فقد تعرضت أحياء عدة في مدينة حلب لقصف مدفعي صباح اليوم استهدف أحياء القاطرجي والصاخور وهنانو والعرقوب والمرجة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أضاف أن معارك الجمعة اندلعت حول ثكنة هنانو في حلب التي تشهد معركة حاسمة منذ شهرين.

كما حصلت عمليات قصف ودارت معارك في بضع مناطق مثل مدينة الباب، كما ذكر المرصد الذي يستمد معلوماته من شبكة واسعة من الناشطين.

وفي درعا تفيد الأنباء بأن قوات نظام الأسد تشن حملة اعتقالات ودهم واسعة في منطقة الحارة، في حين اندلعت معارك في داعل. كما قصف جيش النظام الحاكم بلدات نصيب وحيط والشجرة.

وفي حرستا قرب دمشق، قتل جندي فار خلال معارك اندلعت على إثر عمليات قصف مدفعي، وشوهدت أعمدة الدخان في المنطقة.

في الوقت نفسه اندلعت اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر قرب الحدود السورية الأردنية، والطريق الرئيسي المؤدي بين سوريا والعاصمة الأردنية عمان.

كما ذكرت شبكة شام أن جيش نظام الأسد قصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ مدينة الرستن بريف حمص مما أدى إلى سقوط جرحى بينهم أطفال.

وأضافت أن اشتباكات عنيفة جرت بين قوات جيش الأسد والجيش الحر على الطريق الدولي بين مدينة موحسن والميادين بريف دير الزور.

وقد وقعت تلك التطورات بعد يوم قتل فيه 117 شخصا معظمهم في دمشق وريفها وحلب وحمص ودير الزور.

منطقة حظر جوي

من جهة أخرى أعلن مسؤول فرنسي كبير الجمعة أن بلاده لا تزال تفكر مع شركائها بشأن منطقة حظر جوي محتملة فوق سوريا، مع إقراره بأن هذا المشروع الذي يتطلب قرارا من مجلس الأمن الدولي غير قابل للتطبيق حاليا.

وقال هذا المسؤول الفرنسي بواشنطن “نعمل -ليس فقط نحن ولكن الكثير من الدول- على مسألة الحظر الجوي هذه، ولكن من الواضح أنه في الوقت الراهن من الصعب جدا تطبيقه”.

وأضاف المسؤول الذي كان يتحدث للصحفيين “نتحدث مع جميع شركائنا، الأتراك والأميركيين والبريطانيين وآخرين، ولكن لم نتخذ قرارا سياسيا حتى الآن لإقامة منطقة حظر جوي بالمستقبل القريب”. وذكر بأن مثل هذا المشروع يتطلب موافقة مجلس الأمن، وهو أمر مستبعد نظرا لمعارضة روسيا والصين.

مظاهرات في جمعة “أحباب رسول الله

121 قتيلاً سورياً واختفاء أعضاء بالمعارضة

                      ارتفع إلى 121 عدد السوريين الذين قتلوا أمس الجمعة بنيران القوات النظامية معظمهم في دمشق وريفها وحلب، التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي وسط استمرار القصف على مناطق متفرقة في البلاد، وخروج مظاهرات في جمعة حملت شعار “أحباب رسول الله في سوريا يُذبحون”.

إلى ذلك تباينت الروايات بين المعارضة والحكومة حول خطف ثلاثة من أعضاء هيئة التنسيق الوطنية المعارضة، وذلك قبل مؤتمر للمعارضة مزمع عقده الأحد المقبل.

وأوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن بين القتلى 42 سقطوا في دمشق وريفها، منهم 17 قضوا في مجزرة ببلدة البويضة، و26 بحلب، و18 في إدلب، و16 في حمص.

كما قصف الجيش النظامي أحياء في حلب ودمشق الجنوبية ومدن الريف الغربي وبلدات في درعا وبلدات سرجة ومعرة النعمان وإحسم بريف إدلب والزبداني والمليحة بريف دمشق.

كما أدى القصف على مدينة الرستن في حمص -المحاصرة منذ أربعة أشهر- إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى وتدمير عدد كبير من المباني السكنية. وفي ريف الرقة قصفت قوات النظام معبر تل أبيض الحدودي وبلدات أخرى.

أحباب الرسول يُذبحون

وكان الجيش السوري الحر سيطر على أجزاء جديدة من بلدة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة وسط سوريا، بعد انسحاب الجيش النظامي منها تحت غطاء القصف المدفعي المتواصل.

وقد تمكن عناصر الجيش الحر من أسر عدد من جنود الجيش النظامي خلال تلك المعارك، كما قصف كتيبة الدفاع الجوي في درعا.

وأفاد ناشطون بأن تسعين عسكريا انشقوا مع دبابة من مدرسة المشاة في حلب.

وأضاف الناشطون أن الجيش الحر هاجم الفوج 46 وكتيبة مدفعية الشيخ سليمان بحلب، كما سجلت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي.

وفي حماة قال ناشطون إن قوات النظام أغلقت كل مداخل المدينة ضمن عملية عسكرية تشنها القوات النظامية على المدينة.

وعمت المظاهرات بلدات إدلب ومعرة النعمان وخان شيخون وسراقب وأريحا وسرمين، كما خرجت كفرنبل وحاس وكفرومة الهبيط وبلدات في حماة وحلب والحسكة، هتف المتظاهرون فيها بنصرة المدن المحاصرة، وطالبوا المجتمع الدولي والعربي بالتدخل لحماية الناس في المدن المنكوبة.

روايات متضاربة

ومن جانب آخر، اتهم المنسق العام لـ”هيئة التنسيق الوطنية” حسن عبد العظيم السلطات السورية باعتقال رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الهيئة عبد العزيز الخير، بالإضافة إلى اثنين آخرين من أعضاء الهيئة لدى عودتهم من الصين.

وأشار المعارض السوري إلى أنّ الخيّر أوقف مع رفاقه لدى خروجهم من المطار من قبل دورية مسلحة، ولم تتضح الجهة التي تم اقتيادهم إليها.

وفي المقابل، أكدت وزارة الإعلام السورية أن بعض أعضاء هيئة التنسيق المعارضة تعرضوا لعملية اختطاف من “عناصر إرهابية” أثناء مرورهم على طريق مطار دمشق الدولي.

وأشارت الوزارة في بيان لها أمس إلى أن الأجهزة الأمنية المختصة باشرت عملية واسعة للمتابعة والتحقيق، وتطالب الخاطفين بإطلاق سراح المعارضين المخطوفين فورا.

وكان من المقرر أن يحضر المعارضون مؤتمراً الأحد المقبل يضم عشرين جماعة سورية وسفراء أوروبيين، وكذلك مبعوثين من حليفتيْ النظام في دمشق الرئيسيتين الصين وروسيا.

الجيش الحر” يسقط طائرة مقاتلة شمال سوريا

الجيش اللبناني يؤكد هجوم مسلحين على أحد مراكزه شرق البلاد

العربية.نت

أسقط مقاتلو الجيش السوري الحر، السبت، طائرة أثناء تحليقها فوق بلدة أتارب شمال سوريا. وأفاد شاهد عيان أن مقاتلي المعارضة كانوا يهاجمون قاعدة عسكرية قرب البلدة عندما حلقت الطائرة فأسقطوها بنيران أسلحة مضادة للطائرات، بحسب ما أشارت وكالة رويترز.

يذكر أن مقاتلي المعارضة يستخدمون أسلحة آلية قديمة مضادة للطائرات مثبتة على شاحنات صغيرة، إلا أنها غير دقيقة وغالباً ما تكون عديمة الفائدة إذا حلقت طائرات الجيش السوري فوق ارتفاع معين.

وفي تطور آخر، أعلن الجيش اللبناني، السبت، أن “عدداً كبيراً من المسلحين” السوريين هاجموا الليل الفائت مركزه شرق لبنان قرب الحدود مع سوريا، من دون تسجيل ضحايا.

وجاء في بيان صادر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، أنه “للمرة الثانية في أقل من أسبوع تدخل قوة من الجيش السوري الحر، الأراضي اللبنانية في جرود منطقة عرسال، حيث هاجمت ليل أمس (الجمعة) أحد مراكز الجيش اللبناني مدعومة بعدد كبير من المسلحين”.

ويقول نشطاء إن أكثر من 27 ألف شخص معظمهم من المدنيين قتلوا في الانتفاضة المندلعة في سوريا منذ 18 شهراً، والتي بدأت كاحتجاجات سلمية في الشوارع ولكنها تحولت إلى أعمال عنف بعد حملة القمع التي شنها جيش النظام.

إلى ذلك، ترددت أصداء قصف مدفعي عنيف، اليوم السبت، في حلب، المدينة الثانية في سوريا، بينما قامت قوات النظام بحملة اعتقالات في درعا، التي انطلقت منها الاحتجاجات، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس ومنظمة غير حكومية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أحياء القاطرجي والشعار والصخور وهنانو والعرقوب (شرق) والمرجة (جنوب) تعرضت للقصف فجراً.

وفي هذه المدينة، التي تشهد معركة حاسمة منذ شهرين، اندلعت معارك، أمس الجمعة، حول ثكنة هنانو المهمة، كما ذكر المرصد السوري.

وحصلت عمليات قصف ودارت معارك في بضع مناطق مثل مدينة الباب، بحسب ما ذكر المرصد، الذي يستمد معلوماته من شبكة واسعة من الناشطين.

ومن جهة أخرى، قامت قوات الأمن بحملة اعتقالات ودهم واسعة في منطقة الحارة بمحافظة درعا (جنوب) واندلعت معارك في داعل.

وفي حرستا قرب دمشق، قتل جندي فار خلال معارك اندلعت إثر عمليات قصف مدفعي وشوهدت أعمدة الدخان في المنطقة.

وأسفرت أعمال العنف، أمس الجمعة، عن وقوع 142 قتيلاً، هم 88 مدنياً، و32 جندياً، و22 مسلحاً.

طائرات الباتروس.. سلاح النظام الفتاك يدك مدن سوريا

ترمي قنابل ومتفجرات على مواقع التظاهر وتجمعات الجيش الحر والمناطق المأهولة

العربية.نت

يتمثل السلاح الأبرز الذي يستخدمه النظام السوري في دك وقصف المدن السورية بالمروحيات وطائرات الباتروس. وتعتبر تلك الطائرة مقاتلة هجومية خفيفة، ترمي قنابل ومتفجرات على مواقع التظاهر وتجمعات الجيش الحر، وشكلت سبباً رئيساً لارتفاع حصيلة الموت في أوساط المدنيين.

كما تعد الباتروس التشيكية الصنع في الأصل، طائرة تدريب عالية الأداء ويمكن أن تكون مقاتلة خفيفة للدعم الأرضي بفضل تسليحها الجيد، كما تعتبر الطائرة التدريبية الأكثر استخداماً في العالم، حيث يوجد منها قرابة 2800 طائرة موزعة على أسلحة جو أكثر من 30 دولة.

وإضافة إلى طائرات الباتروس لدى سوريا أسطول حربي من طائرات ميغ وسوخوي تعود لستينيات وسبعينيات القرن الماضي إلى جانب طائرات ميغ 29 الحديثة نسبياً، وهي طائرة مقاتلة من مقاتلات الجيل الرابع صممت للسيطرة الجوية في الاتحاد السوفيتي، وتصدرها روسيا إلى العديد من الدول النامية.

كما تستخدم القوات السورية كذلك المروحيات الهجومية في محاولتها استهداف المدن الثائرة، ومن أبرز هذه المروحيات الأنواع الهجومية من نوع MI 17 ,MI 24 وهي مروحيات هجومية مخصصة لمواجهة المدرعات وقوات المشاة ومزودة بمدافع رشاشة ثقيلة، إضافة إلى الصواريخ المضادة للدروع، لكنها تستخدم في قصف المدنيين على طول سوريا وعرضها.

ففي المدن السورية بات مشهد قصف الطائرات للأحياء والمناطق المأهولة بالسكان من كل الفئات، أطفال ونساء وشيوخ، أمراً طبيعياً، إلا أنه يؤكد أن الثورة باتت أشبه بحرب إبادة لشعب أعزل بحجة القضاء على جماعات مسلحة.

شوارع سوريا تخلد أسماء شهداء الثورة

في محاولة رمزية لتخليد ذكرى بعض القتلى السوريين

العربية.نت

نظمت تنسيقية الحسكة الموحدة، حملة لتغيير أسماء عدد من الشوارع في المحافظة، لتحمل أسماء أبرز أبطال الثورة السورية، الذين قضوا في مسيرتهم المطالبة بالتغيير والإصلاح في سوريا.

وجاءت هذه الخطوة في محاولة رمزية لتخليد ذكرى بعض قتلى الثورة السورية، حيث نظمت تنسيقية الحسكة الموحدة حملة لتغيير بعض أسماء الشوارع والميادين في المحافظة، لتحمل أسماء عدد من رموز الثورة الذين ضحوا بأنفسهم من أجل نيل الحرية والكرامة.

فبعد طمس الأسماء القديمة للشوارع خطت على ذات اللوحات القديمة الأسماء الجديدة للشوارع، ليحمل أحدها اسم الطفل حمزة الخطيب، وآخر اسم المعارض مشعل تمو، كما أطلق على أحد الميادين اسم “آزادي” الذي يعني الحرية باللغة الكردية في المدينة، تيمناً بجمعة “آزادي” التي انطلقت أوائل الثورة السورية.

ونفذت تنسيقية السحكة حملتها وغيرت أسماء العديد من الشوارع في المحافظة، ربما تماشياً مع الإرادة الشعبية الراغبة في إحداث التغيير المنشود، بجهودهم الرمزية وبما يتوافر لديهم من إمكانات.

سوريا.. 32 قتيلا وإسقاط مروحية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 32 شخصا قتلوا، السبت، في المعارك المستمرة التي تشهدها مدن سورية عدة بين القوات الحكومية والجيش الحر. كما نقلت عن الجيش السوري الحر قوله إنه أسقط طائرة مروحية تابعة للقوات الحكومية فوق بلدة الأتارب في مدينة حلب.

سياسيا، قال البيت الأبيض إن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضرورة منع استخدام الأراضي والأجواء العراقية في نقل السلاح إلى سوريا، وسط مزاعم عن نقل أسلحة من إيران إلى سوريا بشكل غير مشروع.

وقال العراق إنه رفض السماح لطائرة كورية شمالية متجهة إلى سوريا بعبور أجواء البلاد السبت، لأنه يشتبه في احتمال أن تكون تحمل أسلحة لسوريا، في الوقت الذي أكدت الولايات المتحدة ضرورة منع مرور الأسلحة إلى سوريا عبر العراق.

إلى ذلك، أعلن مسؤول فرنسي كبير أن فرنسا ما زالت تفكر مع شركائها في منطقة حظر جوي محتملة فوق سوريا، مع إقراره أن هذا المشروع، الذي يتطلب قرارا من مجلس الأمن الدولي، هو غير قابل للتطبيق حاليا.

 وقال هذا المسؤول الفرنسي في واشنطن الجمعة: “نعمل ليس فقط نحن، ولكن الكثير من الدول تعمل على مسألة الحظر الجوي هذه، ولكن من الواضح أنه في الوقت الراهن من الصعب جدا تطبيقه”.

وأضاف المسؤول الفرنسي الذي كان يتحدث بالإنكليزية للصحافيين: “نتحدث مع جميع شركائنا، الأتراك والأميركيين والبريطانيين وآخرين، لكن لم نتخذ قرارا سياسيا حتى الآن لإقامة منطقة حظر جوي في المستقبل القريب”.

121 قتيلا الجمعة

ميدانيا، تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف على أحياء في مدينة حلب، في وقت تظاهر المعارضون لنظام الرئيس بشار الأسد، الجمعة تحت شعار “أحباب رسول الله في سوريا يذبحون”. وقتل 121 شخصا في سوريا الجمعة بنيران القوات الحكومية.

وأفاد ناشطون عن تدمير منازل في حي الفردوس جنوب حلب، وذلك بعد معارك فجرا تركزت في محيط مطار منغ العسكري قرب المدينة وثكنة هنانو العسكرية في شرقها.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” أن وحدة من القوات المسلحة السورية عثرت في منطقة القدم جنوب دمشق “على مقبرة جماعية تحتوي على جثث 25 مواطنا ممن كانوا قد اختطفوا سابقا، مكبلة الأيدي ومعصوبة العينين”.

“الحر” يهاجم مركزا للجيش اللبناني

إيهاب العقدي – بيروت – سكاي نيوز عربية

أعلن الجيش اللبناني أن قوة من الجيش السوري الحر هاجمت مركزا للجيش في جرود بلدة عرسال الحدودية شرقي لبنان.

وقالت قيادة الجيش اللبناني إن الهجوم هو الثاني من نوعه خلال أسبوع، وأشارت إلى أنها استقدمت تعزيزات إلى المنطقة وطاردت المهاجمين، من دون تسجيل أي إصابات في صفوف عناصر المركز.

وذكرت قيادة الجيش اللبناني في بيان أنها لن تسمح لأي طرف كان باستخدام الأراضي اللبنانية من أجل توريط لبنان في أحداث الدول المجاورة، مؤكدة عزمها على حماية الأراضي اللبنانية، والتصدي بقوة لأي خرق لها من أي جهة.

وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش اللبناني الاشتباك مع الجيش السوري الحر.

هيئة التنسيق تتهم الاستخبارات الجوية باختطاف معارضين وترجيحات بعلاقته بـ “مؤتمر الإنقاذ

روما (21 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلنت هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي في سورية أن أعضاء الهيئة الثلاثة الذين أعلنت عن اختفائهم في وقت متأخر الخميس فور عودتهم من الصين التي كانوا يزورونها بدعوة رسمية من الخارجية الصينية، هم في قبضة “استخبارات القوى الجوية”، فيما رجّحت مصادر من الهيئة أن يكون اعتقالهم رسالة للهيئة لمنع عقد مؤتمر “إنقاذ سورية” لتوحيد المعارضة المزمع عقده يوم الأحد المقبل في العاصمة السورية دمشق

وقالت الهيئة إن عبد العزيز الخير رئيس مكتب العلاقات الخارجية وإياس عياش عضو المكتب التنفيذي والقيادي في حركة الاشتراكيين العرب وماهر طحان عضو الهيئة، اتضح “وفق تقاطع المعلومات” أن السيارة التي استقلوها “تم توقيفها على حاجز لمخابرات القوى الجوية الذي اعتقلهم واقتادهم إلى أحد مقراته”، وحمّلت الهيئة السلطات السورية المسؤولية الكاملة عن سلامتهم وحريتهم وطالبتها بإطلاق سراحهم فورا

وأشارت الهيئة إلى أنها قامت بإعلام الأطراف الدولية والإقليمية المعنية والأمم المتحدة والمفوضية العليا لحقوق الإنسان والجامعة العربية ومندوب الأمين العام للأمم المتحدة بالأمر

إلى ذلك رجّح قياديي في الهيئة خارج سورية في تعليق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن يكون اعتقال القياديين في الهيئة “رسالة إلى الهيئة بعدم الرضى عن مؤتمر توحيد المعارضة المقرر عقده بعد يومين في دمشق بمشاركة قوى وتيارات سورية معارضة في الداخل”، وأوضح “لدينا عدة مؤشرات بعدم رضى وقبول السلطة عن هذا المؤتمر، وهي تسعى بوسائل مباشرة وغير مباشرة لعرقلة انعقاده”. وتابع “هذه الخطوة تناقض ما تعهّد به الروس بعدم تعرض السلطات السورية لمعارضين يشاركون في المؤتمر المشار إليه، وهو تأكيد على أن السلطات لم تغيّر من أساليبها ووسائلها تجاه المعارضين”

“زيجات السترة” تظهر بين اللاجئين السوريين في بنغازي

أحمد ماهر

بي بي سي – بنغازي

يتحدث لاجئون سوريون في مدينة بنغازي الليبية عن ظاهرة بدأت في الانتشار في ثاني أكبر المدن الليبية، تتمثل في قيام ليببين بطرق أبواب عائلات سورية للبحث عن فتيات صغيرات للزواج منهن.

جاء أحمد الأطرش وعائلته من ريف دمشق إلى بنغازي في شهر يونيه/حزيران. معاناة أحمد تتلخص في ظروف مادية صعبة، غير أن الأصعب على حد قوله هو ما تعرضت ولا تزال تتعرض له فتيات سوريات لاجئات نتيجة اضطرارهن إلى الزواج من ليبيين لحاجة أهلن إلى المال.

أصر أحمد على إجراء لقاء تلفزيوني معنا من دون إخفاء هويته “لفضح” هذه الظاهرة. وقال إنه على يقين أن “أغلب الليبيين لا يرضون باستغلال ظروفنا المادية الصعبة إرضاءا لنزوات شخصية.”

كان أحمد يعمل مصمما للرسومات الهندسية في سوريا. يعمل اليوم نجارا لكسب قوت يومه ولكي لا يمد يديه بالسؤال. وهو أب لفتاتين صغيرتين.

“زواج متعة”

يتحدث أحمد عن تجربة مر بها في شهر أغسطس/آب الماضي، بعد شهرين فقط من نزوحه إلى أحد أحياء بنغازي قادما عن طريق الحدود المصرية هربا من صراع محتدم لا تبدو له نهاية في الأفق في بلاده.

“طرق رجل ليبي بابي وعرفني بنفسه وقال إنه يرغب في الزواج من فتاة سورية، وسألني: أتزوجون؟ فنظرت إليه وابتسمت وقلت له عندي ابنة، فابتسم، ثم أكملت: عمرها عامان، فتبدلت ملامح وجهه، وشعر بالحرج، وقلت له: اتق الله لقد جئنا إلى بلدكم طمعا في كرمكم وحمايتكم لا لامتهاننا.”

يضيف أحمد أن الرجل برر موقفه بأنه يريد أن يحقق لهن “الستر” من خلال عقد قرانه على إحدى اللاجئات السوريات،فيما بات يعرف أخيرا في مخيمات اللاجئين السوريين في بعض الدول باسم “زواج السترة”. لكنه يرفض هذا الوصف.

“إنه زواج متعة. هل يخدعوننا أم يخدعون أنفسهم. العجيب أن ذلك الرجل كان يستشهد بالآيات القرانية والأحاديث النبوية لإقناعي عندما نهرته. نحن جميعا في مجتماتنا نعرف زواج الأصول، وهو أن يأتي من يرغب في الزواج مع أمه أو أبيه لخطبة فتاة من أهلها، وليس بهذه الطريقة المشينة عن طريق طرق أبواب المستضعفين ليزيدوا من معاناتهم النفسية. ألا يكفي تهجيرنا عن ديارنا.”

يعيش اللاجئون السوريون في مناطق متفرقة في ليبيا، لا توجد مخيمات لهم كما لا يوجد برنامج حكومي منظم لإيوائهم، ولا توجد إحصاءات ليبية رسمية حول عدد اللاجئين السوريين في البلاد، لكن ناشطين سوريين رفضوا كشف النقاب عن هويتهم قالوا لبي بي سي إن هناك ما يقرب من ألف سوري وسورية في بنغازي.

ويقول أحمد إن ما يعرف باسم اتحاد الثورة السورية في بنغازي يتلقى طلبات من ليبيين للزواج من سوريات بغرض السترة عليهن، نظرا لأن الاتحاد يعمل على توثيق وتسجيل اللاجئين السوريين ومعرفة أماكن إقامتهم لإمدادهم بالمساعدات المادية والغذائية.

“واجب ديني”

الشيخ أشرف العقربي: الزواج من السوريات أمر واجب شرعاً

يرى رجال دين ليبيون الزواج من اللاجئات السوريات أمراً واجباً يشجعه الإسلام لسترهن ولإنقاذهن من الحاجة والعوز.

يقول الشيخ أشرف العقربي، إمام وخطيب في أحد المساجد في بنغازي، إنه “لا ضير في زيجات السترة إذا كانت موثقة ومشهرة وبرضا الطرفين، فالزواج إيجاب وقبول.”

ويضيف أن الأمر قد يعد “واجبا دينيا وأخلاقيا في بعض المواقف، إذا يشعر الرجل بأهمية الوقوف بجانب عائلات اللاجئات السوريات المعوزات لحمايتهن من الرذيلة، فهذا أمر يجب أن نشجعه مادام الرجل ملتزما دينيا، وذا سمعة طيبة. لكن هذا لا يعني أن هناك بعض الرجال من ذوي النفوس الضعيفة الذين يسيئون إلى دينهم لأنهم ينساقون وراء شهواتهم”.

في مقاهي بنغازي، يكثر الحديث عن وجود مكاتب تعمل سرا على تزويج فتيات سوريات قاصرات وغير قاصرات لقاء مبلغ من المال وبأسعار زهيدة. ويصعب الوصول إلى هذه المكاتب، إن وجدت أصلا، نظرا لأنه يقال إن نشاطها الرئيسي هو العقارات ولكن أصحابها يتخذون تلك المكاتب واجهة للتربح من وراء تزويج لاجئات سوريات.

يقول وجدي، وهو شاب ليبي أعزب ويعمل في مطعم للمأكولات البحرية، إنه يفكر جديا بالزواج من فتاة سورية لسببين اثنين.

“مهور السوريات أقل بكثير من الليبيات، كما أن الفتاة السورية أكثر جمالا من الليبية.”

تلك الكلمات تغضب أحمد الأطرش، الذي يقول إنه قرر أن يكسر حاجز الصمت حول ظاهرة “طرق الأبواب” في بنغازي اعتقادا منه أنه بذلك يصون كرامة اللاجئات السوريات.

ويضيف غاضبا: “

“فتياتنا لسن سبايا أو رقيقا أبيض نحتمي بهن أو نتربح من وراءهن، لقد هربن من اغتصاب شبيحة الطاغية ليفاجأن باغتصاب باسم الدين.”

BBC © 2012

شاهد: معارضون يسقطون مقاتلة في شمال سوريا

عمان (رويترز) – قال شاهد إن مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد أسقطوا مقاتلة أثناء تحليقها فوق بلدة الأتارب بمحافظة إدلب في شمال سوريا.

وأضاف الشاهد وهو صحفي مستقل طلب عدم نشر اسمه إن مقاتلي المعارضة كانوا يهاجمون قاعدة عسكرية قرب البلدة عندما حلقت الطائرة وأسقطها مقاتلو المعارضة بنيران أسلحة مضادة للطائرات.

ويقول مقاتلو المعارضة إنهم بحاجة إلى صواريخ أرض جو لاسقاط الطائرات وطائرات الهليكوبتر التي يستخدمها الجيش السوري في قصف معاقل المعارضة.

ويستخدم المقاتلون أسلحة آلية قديمة مضادة للطائرات مثبتة في شاحنات صغيرة إلا أنها غير دقيقة وتكون عديمة الفائدة إذا حلقت طائرات الجيش السوري فوق ارتفاع معين.

وفي 27 أغسطس آب أسقط مقاتلو المعارضة طائرة هليكوبتر على مشارف دمشق وقال معارضون بعد ثلاثة أيام إنهم أسقطوا طائرة في إدلب قرب الحدود مع تركيا.

ويقول نشطاء إن أكثر من 27 ألف شخص معظمهم من المدنيين قتلوا في الانتفاضة المندلعة في سوريا منذ 18 شهرا والتي بدأت كاحتجاجات سلمية في الشوارع ولكن تحولت إلى أعمال عنف بعد حملة القمع التي يشنها الجيش.

ورغم دعوة الأسد إلى التنحي إلا أن الغرب متحفظ فيما يتعلق بتسليح جماعات المعارضة المختلفة.

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أشرف صديق)

معارض سوري: الشارع «غير طائفي» ومن مصلحة العلويين تغيير النظام

عمان – رويترز – حض المعارض السوري معن عاقل أبناء طائفته العلوية على عدم الخوف على مصيرهم في حالة سقوط النظام الحالي، قائلاً إن نهاية الشمولية هي أفضل ضمان لاستمرار بقاء طائفته في البلاد.

ويرى عاقل أن عدم ربط مصير العلويين بمصير النظام الحالي أمر في غاية الأهمية بالنسبة اليهم.

وعاقل كاتب يجوب سورية ويوثق للانتفاضة القائمة منذ 14 شهراً بالتصوير والكتابة والمقابلات.

وأقر بالخوف الذي تولد لدى العلويين تجاه مستقبلهم لكنه يقول إن الديموقراطية هي أفضل ما يمكنه أن ينزع فتيل الغضب إزاء ربط العلويين ككل بنظام الرئيس بشار الأسد.

وقال: «العلويون خائفون من المستقبل ولكن الكثير من السوريين أيضاً خائفون… إذا انتصرت الثورة السورية وجاءت الديموقراطية فالموضوع الطائفي هو أهون الشؤون لأنه سيحل».

وفر عاقل (46 سنة) من سورية الشهر الماضي وجرى تهريبه إلى الأردن مع مجموعة من الأسر السنية من حمص لم تكترث بوجود علوي بين أفرادها رغم معاناتها من قمع النظام.

وقال: «الشارع غير طائفي… لم يسألني أحد عن طائفتي إلا عند حواجز الجيش».

وقال عاقل إن تركز الثروات في ايدي المقربين من النظام عزز اعتقاد السنة بأن العلويين كطائفة مميزون في ظل حكم الأسد في حين أن حال أغلبهم في واقع الأمر ليسوا أفضل كثيراً من باقي السكان.

وبعد أن سجن تسع سنوات خلال حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد احتجز عاقل لمدة ثلاثة أشهر بعد كتابة سلسلة من التقارير عن الفساد. وأفرج عنه قبل ثلاثة أسابيع من اندلاع الانتفاضة في آذار (مارس) من العام الماضي.

وناشد عاقل النظام معالجة الفساد والحد من القمع وإلا واجه مصير انظمة عربية أطيح بها.

لكنه أبدى تشككه في اتخاذ مثل هذه الخطوات ويرى أن أفضل فرصة للانتقال إلى الديموقراطية بأقل قدر من إراقة الدماء تكمن في تحرك أعضاء من النخبة الحاكمة ضد رأس النظام، لكنه أقر بأن دائرة الرئيس المقربة لا تبدي أي مؤشرات على تغيير موقفها.

وقال عاقل «النظام غير مستعد للاعتراف بتداول السلطة وحقوق الناس. لم يحاسب أياً من عناصره على القتل وهو لا يستطيع ذلك». ومضى يقول إن الأسد يكرر الاستراتيجية التي انتهجها والده خلال الثمانينات عندما قضى على تمرد لجماعة الاخوان المسلمين.

وقال عاقل في المقابلة التي أجريت بمقهى في العاصمة الأردنية عمان «هو سلّح الشبيحة. يحاول أن يعيد سيناريو الثمانينات. ولكن لم يكن هناك آنذاك ثورة شعبية مسلحة ضدهم. وهو لا يدرك الفارق. في ظل ثورة شعبية إعادة السيناريو هو حماقة».

وتابع «النظام حريص على تفسير الوضع طائفياً كاتهاماته للثورة بالسلفية والإرهاب والعصابات المسلحة وما إلى ذلك. ولكن الجوهر… هو ثورة وطنية وصراع مع الاستبداد».

وقال الكاتب اليساري إن على السوريين العلمانيين والعلويين تقبل فكرة صعود الإسلاميين في الانتفاضة.

وأضاف: «أين المشكلة إذا كانت الديموقراطية ستأتي بإسلاميين؟ ليأتوا وليواجهوا الواقع طالما أنهم سيقرون بتداول السلطة والديمقراطية».

وتابع: «المهم ألا تتحول الثورة السورية كالإيرانية إلى استبداد ديني».

وأردف قائلاً «ليس المطلوب من العلويين أكثر من أن يلتزموا الحياد. هذا نظام انتهى. هو ميت سريرياً. حتى إذا رجع المتظاهرون إلى بيوتهم وألقى الثوار أسلحتهم فالمواطن سينظر إلى الجيش على أنه جيش احتلال».

النظام ينكل بأهالي صحفيين سوريين

                                             منذ عام ونصف العام ظل الصحفي السوري فادي زيدان يغطي الانتهاكاات التي يرتكبها نظام الأسد بحق المحتجين المعارضين لحكمه لكنه لم يتصور ألا يتمكن من تصوير “جريمة النظام” -كما قال- بحق والده ولا تشييعه، بعد مقتله في حي جوبر بدمشق والتي اقتحمها الجيش أول أمس.

اعتقل فادي ثلاث مرات منذ بداية الثورة، اضطر بعدها لترك بيته والتواري بعيدا عن قبضة السلطات، وعمل خلال الشهور الأخيرة على تصوير العديد من الانتهاكات والحالات الإنسانية في المناطق الأكثر توترا بسوريا لصالح وكالة رويترز للأنباء وعدة محطات فضائية.

تنكيل

وكان والده محيي الدين زيدان (55 عاما) قد اعتقله جنود ضمن حاجز مؤقت للجيش وتعرض للضرب ثماني ساعات كي يعترف بمكان ابنه، ثم أجهزوا عليه بطلقات نارية أحدها في عينه، ومنعوا أيا كان من الاقتراب من جثته التي ظلت ملقاة في الشارع حتى اليوم التالي.

شيع أهالي جوبر -الذين فقدوا باليوم نفسه 21 قتيلا- محيي الدين وثمانية آخرين في جنازة جماعية، لم يشارك فيها ابنه.

فادي الذي طالما كان يطلب من ذوي القتلى أن يرفعوا رؤوسهم عزاه عدد كبير من أصدقائه بالعبارة ذاتها “ابن الشهيد ارفع رأسك”، وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن هذه الجريمة بحق ذوي الإعلاميين والناشطين المطلوبين ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، معتبرا أن النظام يزداد تماديا واعتداء على الأبرياء.

وفي انتهاك آخر قالت رابطة الصحفيين السوريين إن قوات الأسد قامت أول أمس بمحاصرة منزل المصور الميداني عبد الكريم العقدة، وإحراق البيت الذي كان موجودا فيه مع ثلاثة من رفاقه، مما أسفر عن مقتلهم.

والجدير بالذكر أن العقدة كان من أبرز مراسلي شبكة شام الإخبارية ومصورها في مدينة حماه، حيث قام بتصوير أكثر من 1250 مقطعا للفيديو من مناطق القتال.

تفجير

أما الإعلامي موسى العمر الذي سجل حوالي خمسمائة ساعة من الظهور التلفزيوني في تغطية لأحداث الثورة، فقد أثار سخط النظام الحاكم وبالتالي انتقامه من خلال دهم بيت عائلته بداية الثورة ونهبه وتخريب محتوياته، وفي خطوة لاحقة قامت وحدة هندسية من قبل اللواء 76 المعروف بلواء الموت بتفجير المنزل حيث دُمر أكثر من ثلثيه وبقي هناك لغم لم ينفجر داخله بالإضافة لحرق منزل زوج أخته وعمه.

وقال العمر “تمكنت من دخول الأراضي السورية عبر تركيا مؤخرا وزرت المنزل الذي ولدت فيه قبل الانتقال لدمشق ونمت في الجزء غير المدمر فيه مع إخوتي الذين انخرطوا في الحراك الثوري منذ بدايته”.

وللمرة الأولى يتحدث العمر في حديث للجزيرة نت عن تعرض والدته وأختيه الشقيقتين (10 و11 سنة) للاعتقال في مطار حلب من قبل المخابرات الجوية قبل عدة أشهر، حيث منعوهن من السفر واقتادوهن -وكأنهن مجرمات- في حافلة مليئة بعناصر المخابرات إلى التحقيق، تمت بعد ذلك مصادرة جواز سفر الأم.

وذكر أن المحقق قال لأمه “ابنك يحرض على قيادة البلد وعلى الرئيس (بشار) الأسد “وحسابوا بعدين” بعدها سمحوا لها بمغادرة سوريا بعد وساطات عديدة” هذا وقد أُدرج اسم العمر ضمن قوائم المطلوبين المعممة أسماؤهم على المنافذ الحدودية والمطارات بتهمة أنه معارض.

والعديد من الإعلاميين والصحفيين والسياسيين الذين يعملون خارج سوريا تعرض ذووهم للاعتقال كأحد أساليب الضغظ التي يتبعها نظام الأسد، مع اتفاق كل القوانين على تجريم ذلك.

وفي هذا الصدد أوضح المحامي أنور البني للجزيرة نت أن اعتقال شخص لمجرد أنه قريب للمتهم يعتبر جريمة بحد ذاته ويعد كأخذ الرهائن والتهديد بقتلهم والجرائم الإرهابية، وأضاف أن الأقارب من الدرجة الأولى لا يسألون قانونا عن إخفاء المعلومات المتعلقة بالشخص المتهم أو المساعدة بالتكتم عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى