أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 23 حزيران 2011


الغموض يحيط بأسباب سقوط مقاتلة تركية قبالة سورية

دمشق، بيروت، نيويورك، انقرة – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

اعلن الجيش التركي عن سقوط احدى مقاتلاته من طراز «اف 4» في خليج الاسكندرون بالقرب من الحدود السورية، وسط أنباء متضاربة عن ظروف الحادث وتأكيد مصادر اعلامية مقربة من دمشق أن الجيش السوري هو الذي اسقط الطائرة بعد دخولها المجال الجوي السوري.

وفور اعلان النبأ عاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى أنقرة لحضور اجتماع أمني طارئ دعا اليه وزراء الخارجية والداخلية والدفاع ورئيس اركان الجيش لبحث ظروف وتداعيات الحادث، وقال انه لا يستطيع تأكيد ما اذا كان سقوط الطائرة نتيجة خطأ فني او انه تم اسقاطها عمداً، قبل التأكد مما حصل، نافياً ان يكون قد تلقى اعتذاراً من السلطات السورية عقب الحادث. فيما قالت قناة «سي أن أن» التركية نقلا عن مصادر في رئاسة الوزراء أنه تم تحديد مكان سقوط الطائرة على بعد 8 أميال من الشاطيء وان الطيارين اللذين كانا على متنها في حالة سليمة، وأن فريق انقاذ انطلق من مطار أنقرة للبحث عنهما وانقاذهما. وتحدثت مصادر تركية مطلعة أن اجتماع الازمة بحث ظروف سقوط الطائرة واحتمال أن يكون الجيش السوري هو الذي أسقطها فعلا وماهية الرد الذي يجب اتخاذه، خصوصا وسط قلق تركي من عمل سوري استفزازي من أجل تحويل الانظار عن الازمة السورية الداخلية. وكانت الطائرة انطلقت صباحا من قاعدة انطاليا وسط الاناضول ولم يكشف الجيش التركي عن طبيعة مهمتها ولماذا كانت تحلق بمحاذاة الحدود السورية. لكن مصادر عسكرية تركية قالت ان الطائرة هي طائرة استطلاع. وكان سبق للجيش السوري أن أطلق النار على مواقع داخل الحدود التركية اثناء عمليات تعقبه لمن يصفهم بـ»الارهابيين» والفارين من العنف في سورية اثناء رحلة لجوئهم الى تركيا.

وكانت تركيا قد اعلنت اولاً انها فقدت الاتصال بالطائرة قبل ان تعلن محطة تلفزيون تركية ان الطائرة سقطت في المياه الاقليمية السورية. وذكرت المحطة ان الحكومة التركية اجرت اتصالاً بالسلطات السورية للسماح لها بالبحث عن الطيارين اللذين كانا على متن الطئرة. ثم اعلن ان القوات التركية عثرت عليهما بصحة جيدة في المياه الدولية.

ويأتي هذا الحادث على الحدود السورية مع تركيا بعد يوم واحد من انشقاق طيار سوري وفراره بطائرته الحربية من طراز «ميغ 21» الى الاردن.

من جهة اخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد محادثات في سان بطرسبورغ مع نظيره السوري وليد المعلم انه طالب دمشق ببذل جهد اكبر لتطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي انان. وكرر معارضة موسكو لتشديد الحكومات الغربية على رحيل الرئيس بشار الاسد كشرط مسبق لانهاء الازمة السورية. واضاف «ان الشعب السوري هو الوحيد الذي يمكنه ان يقرر مصير بلده بما في ذلك مصير قادته». وتابع «يمكن على الارجح ان يتعلق الامر بانتخابات، تكون حرة وعادلة، وتجري تحت اشراف اكثر صرامة لمراقبين دوليين. وانا لا ارى طريقا اخر لحل الازمة».

واعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان وجهات النظر بين المعلم ولافروف كانت «متفقة» على ضرورة دعم خطة انان و»استمرار التعاون بين الحكومة السورية وبعثة المراقبين الدوليين» وانهما «اتفقا على ضرورة تركيز الجهود لوقف العنف بكل اشكاله من اي طرف كان».

وقالت ان المحادثات التي جرت في سان بطرسبورغ، في حضور المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، اسفرت عن اتفاق الجانبين على ضرورة ان يتركز البحث خلال الاجتماع المقرر في جنيف «على التزام جميع الاطراف خطة انان وفي مقدمتها وقف التمويل والتسليح للمجموعات المسلحة وعدم ايوائها وذلك كمدخل لحوار وطني بقيادة سورية من اجل الخروج من الازمة الراهنة بما يصون سيادة وسلامة سورية ووحدة اراضيها». واشارت الى ان المعلم «عبر عن ارتياحه للموقف الروسي الذي عكسه الوزير لافروف خلال هذه المحادثات وكذلك للتصريحات التي صدرت عن الرئيس فلاديمير بوتين ولافروف بهذا الشأن، واشاد بالتعاون والتنسيق القائم بين سورية وروسيا لما فيه مصلحة الطرفين وتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة».

وفي نيويورك، قالت مصادر في مجلس الأمن إن التحضيرات الجارية لعقد اجتماع «مجموعة الاتصال» في شأن سورية تسير بالتوازي مع «تحضير الأطراف السوريين في الحكومة والمعارضة للانضمام الى المناقشات السياسية حول المرحلة الانتقالية في مرحلة لاحقة».

وأكد المبعوث الدولي – العربي الى سورية كوفي أنان إنه يجري مشاورات مكثفة مع «عدد من الوزراء والمسؤولين في عواصم حول العالم حول إمكانية عقد لقاء وزاري لمناقشة أي إجراءات إضافية يمكن اتخاذها لتطبيق قرارات مجلس الأمن» في سورية.

وأوضحت مصادر المجلس أن «هناك منطقاً غربياً في النظر الى تحضير العملية الانتقالية في سورية يقضي بأن يكون الأسد خارجها وهو ما ينسجم مع موقف جامعة الدول العربية، في مقابل منطق روسي شعاره أن يحدد السوريون مستقبلهم، أي أن يخوض النظام مفاوضات مع المعارضة تحت غطاء دولي». واعتبرت أن «الهدف من اجتماع مجموعة الاتصال الاتفاق على عقد مؤتمر دولي في موسكو والتأكيد على ضرورة تطبيق خطة أنان وقرارات مجلس الأمن، ومن ثم انضمام طرفي الحكومة والمعارضة في سورية الى المؤتمر وانطلاق المفاوضات بينهما».

وقالت مصادر مجلس الأمن إن «زيارات كبار المسؤولين السوريين في وقت واحد الى موسكو وبينهم وزير الدفاع داود راجحة والمستشارة الإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان تعني أن روسيا تحضر الفريق التفاوضي السوري لخوض مفاوضات المرحلة الانتقالية وتعيين المحاور باسم النظام وربما وصلوا الى مرحلة البحث بالأسماء». ولم تستبعد المصادر أن يتم «ترفيع رتبة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى منصب أعلى في حال اختياره متحدثاً باسم النظام».

واوضح أنان، في مؤتمر صحافي في جنيف، أن «مجموعة الاتصال ستبحث في الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتطبيق خطة النقاط الست، ولكن الدول المشاركة يمكن أن تطرح إجراءات لا تتضمنها الخطة». وأضاف أن الموعد المقترح لعقد الاجتماع هو 30 الشهر الحالي، لكن المشاورات لا تزال جارية في شأنه «وسنعلن موعد انعقاد الاجتماع وبرنامجه كاملاً الأسبوع المقبل». وانتقد أنان «بعض الدول» التي تقوم بمبادرات «تقوض الجهود» المبذولة لحل الأزمة السورية.

واكد انان ضرورة اشراك طهران في اجتماع مجموعة الاتصال حول سورية، داعيا المجتمع الدولي الى زيادة الضغط على اطراف النزاع وقال انه لم يتم الانتهاء من وضع اللمسات الاخيرة على التحضيرات لهذا الاجتماع وبالتالي ليس في استطاعته في الوقت الراهن ان يؤكد ما اعلنته فرنسا وسويسرا من ان الاجتماع سيعقد في 30 الشهر الجاري في جنيف.

وطالب رئيس بعثة المراقبين الى سورية الجنرال روبرت مود في المؤتمر نفسه بتسليح المراقبين كي يستطيعوا القيام بالمهمة المطلوبة منهم بنجاح.

ميدانياً، بلغت حصيلة القتلى امس ستين على الاقل وسقط العدد الاكبر في حلب وريفها حيث وقعت مواجهات واسعة بين القوات السورية ومناصريها المعروفين بـ «الشبيحة» من جهة ومقاتلي «الجيش السوري الحر» والمسلحين من المعارضة من جهة اخرى. وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان «المجموعات الارهابية المسلحة» خطفت عددا من المواطنين وارتكبت مجزرة بحقهم في دارة عزة في ريف حلب. واكد ذلك المرصد السوري لحقوق الانسان الذي ذكر ان ما لا يقل عن 26 من «الشبيحة» تمت تصفيتهم باطلاق النار عليهم. ومن جهة اخرى اطلقت القوات النظامية النار على تظاهرة في مدينة الباب بريف حلب فقتلت عشرة اشخاص على الاقل كما قتل ثمانية عند اطلاق قوات الامن الرصاص على تظاهرة في حي صلاح الدين في مدينة حلب.

مسؤولون أميركيون: قياديون في نظام الأسد يخططون للإنشقاق إذا اشتد الخطر عليه

لندن- يو بي أي- قال مسؤولون أميركيون لصحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية إن قياديين سوريين مقربين من الرئيس بشار الأسد يخططون للإنشقاق إذا أصبح النظام مهدداً بشكل خطير من قِبل المعارضة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم ، أن مسؤولين من الدائرة الضيقة للأسد يضعون “استراتيجيات خروج” وأنهم يقيمون قنوات اتصال مع المعارضة لمناقشة كيف سيتم استقبالهم إذا انشقوا.

ورغم الضغوط المستمرة على النظام السوري منذ 15 شهراً، فإنه لم يشهد انشقاقات دبلوماسية أو سياسية على غرار نظام الزعيم الراحل معمر القذافي.

ولكن مسؤولاً أميركياً في واشنطن وصفته الصحيفة بأنه رفيع المستوى، قال إن بعض المقرّبين من الأسد يتحضّرون للهروب، وقال “نرى أعضاء في الدائرة الضيقة للأسد يضعون خططاً للمغادرة”.

وأوضحت الصحيفة ان هذه الخطط تضمنت نقل مبالغ كبيرة من المال إلى الخارج وخاصة المصارف اللبنانية والصينية وإجراء اتصالات مع عناصر بالمعارضة وحكومات غربية.

ونقلت عن مصادر سورية معارضة ان هذه المجموعات تسعى للحصول على مساعدة الأميركيين لتشجيع المزيد من الإنشقاقات.

وقال مصدر معارض آخر “أعرف بالتأكيد أن هناك بعض الضباط من رتب عالية ينتظرون الفرصة المناسبة للانشقاق”، وأضاف “لدينا أسماء في القصر الرئاسي.. وهناك إشاعات أن من بينهم شخص مقرّب جداً من الرئيس ونتوقع أن نراه خارج البلاد قريباً”.

ويأتي تقرير الصحيفة بعد يوم من لجوء طيار سوري بطائرة ميغ 21 إلى الأردن، ونقلت عن ناشط في المعارضة أن 3 طيارين يقودون هذا النوع من الطائرات خططوا للهروب ولكنهم خافوا من أن تتم إعادتهم إلى بلادهم.

واضاف الناشط أنه “كان الطيار الفار و3 آخرين في طائرات ميغ في مهمة لقصف درعا.. ولكن هو خاطر بحياته، وكان هناك حديث عن انشقاقات ولكن الطائرات الـ 3 الأخرى لم تفعل ذلك لأن الطيارين خافوا ولأنهم لم يكونوا واثقين من كيفية استقبال الأردن لهم”.

وقالت مصادر بالمعارضة إن انشقاق عنصر بالقوات الجوية السورية التي تعتبر الأكثر ولاء للأسد، يؤشر على أن الضغط الدولي بدأ يؤثر على ولاء عناصر الجيش.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي التابع للبيت الأبيض، تومي فيتور، رحّب الخميس، بلجوء طيار سوري إلى الأردن، وذلك بعد يوم من توجيه السفير الأميركي روبرت فورد رسالة مفتوحة إلى عناصر الجيش السوري يدعوهم فيها إلى إعادة النظر بدعمهم للنظام في بلادهم.

وقال فيتور إن هذا الانشقاق لن يكون الأخير.

أردوغان يؤكد ان دمشق اسقطت المقاتلة التركية

أنقرة- أ ف ب

اكد رئيس الوزراء التركي رجيب طيب اردوغان الجمعة ان المقاتلة اف-4 التي فقدت اليوم قبالة السواحل السورية قامت دمشق باسقاطها، في حادث قد تكون له تداعيات خطيرة في ظل الاوضاع الراهنة في سورية.

واورد بيان لمكتب اردوغان بعد اجتماع ازمة في انقرة “بعد تقييم معطيات جمعتها المؤسسات المعنية ومعلومات تم الحصول عليها في اطار اعمال البحث والانقاذ، اتضح لنا ان سورية قامت باسقاط طائرتنا”.

واضاف البيان ان “عمليات البحث والانقاذ في شان طيارينا الاثنين مستمرة”.

وتابع ان “تركيا ستعلن موقفها النهائي وستتخذ بعزم الاجراءات الواجب تبنيها حين يتم كشف الحقيقة كاملة حول هذا الحادث”.

ولم يتضمن البيان الذي صدر اثر اجتماع ضم رئيس الوزراء ورئيس اركان الجيش وقائد سلاح الطيران والعديد من الوزراء، تفاصيل عن المهمة التي كانت تقوم بها المقاتلة على مقربة من الاراضي السورية.

وكانت صحيفة خبرتورك قالت نقلا عن احد كبار صحافييها ويدعى فاتح ان رئيس الوزراء اكد له ان “اعتذارات وصلت بطريقة جدية للغاية من سوريا على علاقة بهذا الحادث، وان سوريا اعربت عن حزنها الكبير، مؤكدة ان ما جرى حصل نتيجة خطأ”، وذلك في ما اعتبر اعلانا غير مباشر ان المقاتلة سقطت بنيران سورية.

واوضحت الصحيفة ان اردوغان قال هذا الكلام لكاتب افتتاحياتها على متن الطائرة التي اقلتهما من البرازيل التي زارها رئيس الوزراء بعدما شارك في المكسيك في قمة مجموعة العشرين.

ونقلت الصحيفة ايضا عن اردوغان قوله انه “في هذه اللحظة تقوم قواتنا الجوية والبحرية بعمليات بحث وانقاذ في شرق البحر المتوسط ومن حسن الحظ ان طيارينا على قيد الحياة، ولم نفقد سوى طائرة”.

ولكن لدى عودته الى انقرة رفض اردوغان تأكيد ما نسب اليه من تصريحات. وقال خلال مؤتمر صحافي “لا يمكنني القول ان الطائرة اسقطت لانه ليس ممكنا في هذه المرحلة قول هذا قبل ان تتوافر لدي معلومات دقيقة”.

وردا على سؤال عما نسب اليه من تلقي انقرة اعتذارا من دمشق، امتنع اردوغان ايضا عن تأكيد هذا الامر عازيا الامر ايضا الى غياب “معلومات دقيقة”.

وكانت هيئة اركان الجيش التركي اعلنت الجمعة انها فقدت الاتصال عبر الرادار باحدى طائراتها فوق شرق المتوسط وذلك في منطقة قريبة من سورية.

وقالت هيئة الاركان في بيان نشر على موقعها على الانترنت ان “اتصال الرادار واللاسلكي مع احدى طائراتنا التي اقلعت عند الساعة 10,30 (7,30 ت غ) من ملاطية (شرق تركيا) انقطع عند الساعة 11,58 في البحر جنوب غرب محافظة هاتاي (جنوب)” قرب سوريا.

واضاف البيان ان “عمليات البحث والانقاذ بدأت على الفور”.

وردا على اسئلة وكالة الاناضول قال حاكم ملاطية اولفي ساران ان الطائرة هي مقاتلة من نوع اف-4 وعلى متنها طياران.

وكانت العلاقات السورية-التركية تدهورت سريعا اثر الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد والتي تتعرض لقمع مستمر، ما دفع باردوغان الى دعوته للتنحي.

وفي نيسان (ابريل ) اعلن اردوغان، رئيس وزراء الدولة المسلمة الوحيدة العضو في حلف شمال الاطلسي، ان بلاده قد تلجا الى البند الخامس من معاهدة الحلف لحماية حدودها مع سورية بعدما اطلقت القوات السورية النار داخل الاراضي التركية.

وينص البند الخامس من معاهدة حلف شمال الاطلسي على انه في حال تعرض اي عضو من اعضاء الحلف لاعتداء فان كل الاعضاء مرغمين على اعتبار هذا الاعتداء ضدهم جميعا وبالتالي يتحتم عليهم اخذ الاجراءات اللازمة لمساعدة البلد الذي تعرض للاعتداء.

لافروف حول سورية: خروج متزامن للقوات الحكومية ومسلحي المعارضة من المدن تحت إشراف مراقبين دوليين

سانت بطرسبرغ – ا ف ب

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة انه ابلغ نظيره السوري وليد المعلم بان على دمشق بذل جهود “اكبر بكثير” لتنفيذ خطة انان وذلك في لقاء على هامش منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي.

وقال لافروف لشبكة “روسيا 24” الاخبارية “عقدت اليوم لقاء متفق عليه مسبقا يمكن ان نقول عليه محادثات مع وزير الخارجية السوري الذي جاء الى هنا وانهينا للتو محادثة استمرت ساعتين”. واضاف “لقد دعوناهم (القادة السوريين) الى العمل على تجسيد تصريحاتهم بشان الاستعداد لتنفيذ خطة انان في افعال. لقد فعلوا الكثير بالفعل لكن عليهم القيام باكثر من ذلك بكثير… كما أن على الطرف المعارض ايضا تنفيذ هذه الخطة”.

واوضح “نعمل بشكل دائم مع شركائنا الغربيين ومع شركائنا في دول الخليج ومع تركيا على ارغام المعارضة المسلحة على الرجوع في تصريحاتها القائلة بانها لن تمتثل بعد الان لخطة انان”. واضاف لافروف ان “رؤيتنا للمؤتمر الدولي حول سورية (المقرر عقده في 30 حزيران/يونيو في جنيف) تتضمن النقطة الاساسية المتمثلة في ضرورة خروج القوات الحكومية والمعارضة المسلحة من المدن ومن التجمعات السكنية الاخرى بشكل متزامن وتحت اشراف المراقبين الدوليين”.

وقال الوزير الروسي ان “الحكومة السورية على استعداد للقيام بذلك وهو ما قاله لي الوزير” السوري.

واضاف “علينا الان العمل على ان يكون الجانب المعارض على استعداد ايضا لذلك”.

من جهة اخرى كرر الوزير الروسي معارضة بلاده لتشديد الغربيين على رحيل الرئيس السوري بشار الاسد كشرط مسبق لاحلال السلام.

وقال لافروف ان هذا المطلب “غير واقعي على الاطلاق من الناحية السياسية”. واضاف “ننطلق من مبدا ان الشعب السوري هو الوحيد الذي يمكنه ان يقرر مصير بلده بما في ذلك مصير قادته”.

وتابع “يمكن على الارجح ان يتعلق الامر بانتخابات حرة، تكون بالضرورة حرة وعادلة، وتجرى تحت اشراف اكثر صرامة لمراقبين دوليين. وانا لا ارى طريقا اخر” لحل الازمة.

وعطلت روسيا، الحليف الرئيسي لسورية، مع الصين كل ادانة في مجلس الامن الدولي للقمع في سورية مشددة على ان المعارضة تتحمل ايضا نصيبا من المسؤولية.

النيران السورية تهدّد بإشعال نزاع إقليمي

أنقرة تتّهم دمشق بإسقاط مقاتلة تركية

  96 قتيلا في أعمال العنف وقصف مكثف لحمص وإدلب ودرعا ودير الزور

لافروف يقول إن دمشق تقبل بانسحاب “متوازن” وواشنطن ترفض إشراك إيران في المؤتمر

حملت تطورات الازمة السورية أمس تذكيراً بمخاطر تحولها نزاعاً اقليمياً في أي لحظة. فغداة لجوء طيار سوري بطائرته الى قاعدة جوية في الاردن، أعلنت أنقرة ان القوات السورية اسقطت مقاتلة تركية من طراز “ف4” كانت تحلق فوق اقليم هاتاي المجاور لسوريا في شرق البحر المتوسط.

وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بعد اجتماع استمر ساعتين بين اردوغان ووزراء والجيش: “نتيجة لمعلومات تم الحصول عليها من تقويم مؤسساتنا المعنية ومن عمليات البحث والانقاذ المشتركة مع سوريا… من المفهوم أن سوريا أسقطت طائرتنا”. وأضاف “أن تركيا ستحدد ردها على الحادث فور اتضاح كل التفاصيل”. وأعلن إن عملية البحث عن الطيارين المفقودين مستمرة.

ومن شأن الحادث ان يزيد العلاقات بين أنقرة ودمشق تأزما. وسبق لتركيا ان طرحت امكان اقامة نوع من الملاذ الآمن او الممر الانساني داخل الاراضي السورية وهو ما يمكن ان يشمل تدخلا عسكرياً، لكنها أوضحت انها لن تقوم بخطوة كهذه من دون موافقة مجلس الامن.

ميدانياً، أفاد ناشطون ان 96 شخصاً قتلوا أمس في أعمال عنف في انحاء البلاد. واتهمت السلطات “مجموعات ارهابية” بقتل 26 شخصاً في قرية دارة عزة بريف حلب والتمثيل بجثثهم. أما المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ لندن مقراً له فقال ان القتلى هم من “الشبيحة” الموالين للنظام قتلوا بالرصاص في مكمن نصب لهم. وتظاهر عشرات الالاف في سوريا تحت شعار “اذا كان الحكام متخاذلين، فأين الشعوب؟”

وقال المرصد ان قوات الجيش قصفت بكثافة معاقل للمعارضة في محافظات ادلب ودرعا وحمص، وان قتالا دار بين قوات الجيش ومعارضين مسلحين في مدينة دير الزور.    ص11

وأعلن أربعة اشقاء هم عميدان وعقيدان انشقاقهم عن الجيش في تسجيل فيديو نشر على الانترنت. وينتمي الاشقاء الاربعة إلى محافظة ادلب، ولكن لا يبدو انه كانت لهم مهمات على خطوط المواجهة خلال اشهر من القتال. وعمل اثنان منهم كطبيبين في مستشفى حلب العسكري والثالث مفتشاً بينما كان الرابع مدربا في القوات الجوية.

 وفي أحدث مظهر للرفض الغربي، بثت هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” ان بريطانيا منعت رئيس اللجنة الأولمبية السورية اللواء موفق جمعة من حضور دورة الالعاب الاولمبية الشهر المقبل في لندن.

وفي مدينة بطرسبرج الروسية قال وزير الخارجية سيرغي لافروف عقب محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ان السلطات السورية مستعدة لسحب قواتها من المدن “بالتزامن” مع المعارضة.     ص11

وفي جنيف، انتقد المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان بعض الدول، التي قال انها اتخذت مبادرات من جانبها تهدد باطلاق “منافسة مدمرة”. وقال انه يريد انضمام الدول ذات التأثير على جانبي الصراع إلى عملية السلام ومنها ايران أقرب حلفاء الرئيس بشار الاسد.

واشنطن

لكن الادارة الاميركية جددت رفضها مشاركة ايران في المؤتمر الدولي الخاص بسوريا، وفسرت تصريحات أنان في هذا الشأن بأنها اشارة الى أن ايران “يجب ان تقوم بدور بنّاء لايجاد حل في سوريا”.

وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند: “نحن نوافق على ان ايران يجب ان تكون بناءة جدا بالنسبة الى الوضع في سوريا… موقفنا هو ان ذلك يشمل قطع علاقاتها مع نظام الاسد، ووقف ما تفعله للمساهمة ودعم العنف المستمر هناك”. وشددت على ان الموقف الراهن لايران ليس بناء، “بل انها تلعب دورا تخريبيا”، ولهذا السبب “نحن لا نرى أي دور لايران في المؤتمر”.

وعن حادث سقوط او اسقاط طائرة حربية تركية في المياه الاقليمية السورية، قالت نيولاند:  “رأينا التقارير التي رأيتموها، وطبعا أجرينا اتصالات مع حليفتنا تركيا، ولكن بالنسبة الى التفاصيل فاننا سنترك للأتراك التحدث عن الامر، عوض ان نفعل ذلك بأنفسنا”. وسئلت هل يقتضي الحادث تدخل حلف شمال الاطلسي، فأجابت: “هذه مسألة نتركها للأتراك، وبحسب معلوماتي فانهم لم يثيروا هذه المسألة على أنها تمس بحلف شمال الاطلسي”.

وعن انشقاق ضباط عسكريين سوريين أكدت ان أربعة ضباط سوريين قد انشقوا الخميس. وكررت دعوة حكومتها الى الضباط السوريين للانشقاق، وعدم تنفيذ الاوامر والمشاركة في أعمال العنف. وقالت انها لا علم لها بأي تقارير عن انشقاق شخصيات سياسية عن النظام.

رؤية موسكو لمؤتمر جنيف: انسحاب الطرفين من التجمعات السكنية .. وانتخابات حرة

التوتـر الـتركي السـوري .. ينفجـر فـي الجـو!

في حادث رجّح دخول العلاقات السورية ـ التركية المتوترة في أقل تقدير، منحى جديداً قد يقودها إلى مزيد من التأزّم، أقرّت تركيا بأن المضادات الجوية السورية أسقطت مقاتلة تركية من طراز «اف ـ4» على بعد 8 أميال بحرية من شواطئ اللاذقية.

وأثار الحدث اللافت تساؤلات عديدة حول المستقبل القريب لبرميل البارود السوري ـ التركي الذي يناهز الاشتعال على طول حدود تشكّل الظهير الأساسي للمعارضة المسلحة في داخل سوريا، لا سيما أن التأكيد التركي «اتخاذ الخطوات الضرورية بحزم»، قابله صمت سوري رسمي لساعات، خرقه نقل التلفزيون السوري الرسمي لتصريحات مصدر عسكري مسؤول في وقت متأخر من الليل، أكد فيها إسقاط الطائرة بعدما اخترقت المجال الجوي السوري.

أما في موسكو، فاستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره السوري وليد المعلم، وقال عقب اللقاء إن رؤية روسيا لاجتماع مجموعة الاتصال حول سوريا في جنيف، والمقرر عقده في 30 حزيران الحالي، تتضمن بشكل أساسي «انسحاباً متزامناً» للقوات النظامية والمعارضة من المدن والقرى السورية.

الطائرة التركية

وقال مصدر عسكري سوري مسؤول، في تصريح نقله التلفزيون السوري، إن «جسماً مجهول الهوية اخترق أجواءنا الساعة 11,40 صباحاً على ارتفاع منخفض جداً وبسرعة عالية فتصدت له دفاعاتنا الجوية للطائرات». وأضاف أن الهدف أصيب «إصابة مباشرة على بعد كيلومتر عن الشاطئ فاشتعلت به النيران وسقط في البحر ضمن مياهنا الإقليمية على بعد 10 كيلومترات غربي قرية أم الطيور».

وتابع المصدر قائلاً «تبين لاحقاً أن الهدف طائرة عسكرية تركية اخترقت مجالنا الجوي وتم التعامل معها وفق القوانين المرعية وفق هذه الحالات». كما أوضح أنه «تم التواصل بين قيادتي القوات البحرية من البلدين حيث تقوم سفن البحرية السورية بالاشتراك مع الجانب التركي في عملية البحث عن الطيارين الاثنين المفقودين».

وقالت مصادر من منطقة الدرباسية في اللاذقية قرب الحدود التركية السورية أن صاروخاً أطلق بالفعل في حوالي الساعة 12 في تلك المنطقة من الأراضي السورية، في اتجاه هدف في الجو، واندفعت بعدها قوى الأمن والاستطلاع إلى المنطقة بحثاً عن الطيار ومساعده وعن حطام الطائرة.

وقالت المصادر لـ«السفير» إن الحادثة جاءت بعدما اخترقت الطائرات الحربية التركية الأجواء السورية منذ ليل أمس الأول، في ما اشتبه بأنه مهمة استطلاع. واتخذ القرار لاحقاً بإسقاط الطائرة الحربية باستخدام مضادات جوية روسية، فيما تمكنت طائرة أخرى من العودة إلى قاعدتها.

وقبيل صدور التصريح الرسمي السوري، أورد بيان من مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه «بعد تقييم معطيات جمعتها المؤسسات المعنية ومعلومات تم الحصول عليها في اطار اعمال البحث والإنقاذ، اتضح لنا ان سوريا قامت بإسقاط طائرتنا». وأكد اردوغان أن تركيا «ستتخذ الخطوات

الضرورية بحزم» عندما تتوفر المعطيات كافة. كما أكد أن الطيارين على متن الـ«اف ـ4 فانتوم» مفقودان.

وأوضح اردوغان خلال مؤتمر صحافي عقده في أنقرة أن «عملية بحث مشتركة جارية مع السلطات السورية عن طاقم الطائرة بمشاركة سفن ومروحيات تركية»، ونفى أردوغان الأنباء الواردة حول احتجاز السلطات السورية للطيارين، كما أضاف أنه لم ترد أية معلومات حول تقديم سوريا اعتذاراً عن إسقاطها الطائرة.

لافروف ـ المعلم

من جهته، قال لافروف لشبكة «روسيا 24» الإخبارية «عقدت لقاء متفقاً عليه مسبقاً يمكن أن نقول عنه محادثات مع وزير الخارجية السوري الذي جاء الى هنا وأنهينا للتو محادثة استمرت ساعتين». وأضاف «لقد دعوناهم (القادة السوريين) الى العمل على تجسيد تصريحاتهم بشأن الاستعداد لتنفيذ خطة أنان في أفعال. لقد فعلوا الكثير بالفعل لكن عليهم القيام بأكثر من ذلك بكثير». وأضاف «على الطرف المعارض أيضاً تنفيذ هذه الخطة».

وأوضح لافروف «نعمل بشكل دائم مع شركائنا الغربيين ومع شركائنا في دول الخليج ومع تركيا على إرغام المعارضة المسلحة على الرجوع في تصريحاتها القائلة بأنها لن تمتثل بعد الآن لخطة كوفي انان». وأضاف لافروف إن «رؤيتنا للمؤتمر الدولي حول سوريا تتضمن النقطة الأساسية المتمثلة في ضرورة خروج القوات الحكومية والمعارضة المسلحة من المدن ومن التجمعات السكنية الأخرى بشكل متزامن وتحت إشراف المراقبين الدوليين».

وقال الوزير الروسي إن «الحكومة السورية على استعداد للقيام بذلك وهو ما قاله لي الوزير» السوري. وأضاف «علينا الآن العمل على أن يكون الجانب المعارض على استعداد أيضاً لذلك».

من جهة اخرى كرر الوزير الروسي معارضة بلاده تشديد الغربيين على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق لإحلال السلام. وقال لافروف إن هذا المطلب «غير واقعي على الإطلاق من الناحية السياسية». وأضاف «ننطلق من مبدأ ان الشعب السوري هو الوحيد الذي يمكنه ان يقرر مصير بلده، بمن في ذلك مصير قادته».

وتابع لافروف قائلاً «يمكن على الأرجح ان يتعلق الأمر بانتخابات حرة، تكون بالضرورة حرة وعادلة، وتجرى تحت إشراف اكثر صرامة لمراقبين دوليين. وأنا لا أرى طريقاً آخر» لحل الازمة.

إلى ذلك قتل 55 سورياً على الأقل بينهم 26 في ريف حلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مقتل «ما لا يقل عن 26 من الموالين للنظام يعتقد انهم من الشبيحة إثر إطلاق الرصاص عليهم في ريف حلب الغربي»، فيما اتهم الاعلام السوري الرسمي من جهته «مجموعات ارهابية مسلحة» بارتكاب «مجزرة وحشية ضد مواطنين».

(«السفير»، أ ف ب،

أ ب، رويترز، أ ش ا)

أنان يريد إيران «جزءاً من الحل» في سوريا مـود: تسليح المراقبين لن يحسّـن الأوضاع

أعلن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان أمس، ان إيران «يجب ان تكون جزءا من الحل» في سوريا، معتبراً ان الدول التي لديها نفوذ على أطراف النزاع يجب أن تتمكن من المشاركة في اجتماع مقبل مرتقب، من المرجح عقده في 30 حزيران الحالي.

وقال أنان، في مؤتمر صحافي عقده في جنيف بمشاركة رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا الجنرال روبرت مود، «أؤمن بأن ايران يجب أن تكون جزءا من الحل»، وذلك ردا على سؤال حول احتمال مشاركة هذه الدولة في الاجتماع. وأكد أنان أن اللحظة حانت لكي تقوم كل الدول «ذات النفوذ» برفع مستوى الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد والأطراف السورية الأخرى لإقناعها بوقف القتال واللجوء إلى طاولة الحوار.

وأضاف أنان «تجري في الوقت الراهن مناقشة إمكانية عقد اجتماع وزاري لبحث ما يمكن اتخاذه من خطوات بشأن تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا»، مشددا على أن «الهدف الأساسي من وراء هذه الجهود هو وقف عمليات القتل وتأمين عملية الانتقال السياسي في سوريا وضمان أن هذه الأزمة لن تمتد إلى دول الجوار».

وأشار أنان إلى أنّ «الاتصالات الجارية مع مختلف العواصم المعنية ومع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لعقد مؤتمر دولي حول سوريا في الثلاثين من حزيران الحالي، لتشكيل مجموعة اتصال دولية للتعامل مع الوضع الخطير على الأرض في سوريا، لم تنته».

وأوضح أنان أن تشكيل مجموعة الاتصال تلك سيتألف من أعضاء في مجلس الأمن، بالإضافة إلى دول أخرى معنية بالأزمة و«ليعمل الجميع معاً للضغط على كل الأطراف لوقف العنف المتصاعد والتقدم نحو حوار».

وأشار أنان إلى أن «الوقت ليس في مصلحة القضية». وقال «كلما طال الانتظار كلما اتجه مستقبل سوريا إلى حالة أكثر ظلاما»، مشدداً على أن هذه العملية لا يمكن أن تكون «ذات نهاية مفتوحة». وحذر أنان من أن التباطؤ في إنهاء الأزمة يجعلها خارج نطاق السيطرة أكثر وأكثر، موضحا أن «المشاورات لا بد أن تسفر عن نتائج حقيقية».

وأكد أنان أنه لم يقدم أية مقترحات لتغيير خطة النقاط الست التي يعمل بمقتضاها لحل الأزمة السورية والمتبناة من مجلس الأمن، مشيرا إلى أنه «من الممكن في الوقت ذاته إضافة مزيد من النقاط إليها أو تعديل بعض النقاط»، لكنه شدد على أن «هذا كله يعود إلى مجلس الأمن صاحب الحق في اتخاذ ما يراه مناسبا من إجراءات في هذا الخصوص».

من جهته، قال روبرت مود إن المراقبين سيكونون «هدفا مشروعاً» إن حملوا السلاح، وأكد أنه «بعيد عن القناعة بأن زيادة عدد المراقبين أو تسليحهم سيغير الأوضاع على الأرض نحو الأفضل».

ووصف مود الوضع على الأرض في سوريا بـ«المقلق للغاية»، مشيرا إلى ان «استمرار القصف بالأسلحة الثقيلة وبكثافة على المناطق المدنية هو أمر غير مقبول بأي معيار»، مؤكدا أن مسؤولية حماية المدنيين تقع على الحكومة السورية بالدرجة الأولى.

وفي الوقت الذي أكد فيه مود عدم نجاح الجهود حتى الآن لإجلاء المدنيين والأطفال المحاصرين في حمص، أشار إلى ان بعض الأطراف في الأزمة السورية تحاول المماطلة وكسب الوقت.

(«السفير»، أ ب، أ ش ا)

«أصدقاء سوريا»: معارضة الخارج تشبه الجلبي!

علمت «السفير» أن المبعوث الدولي والعربي للسلام في سوريا كوفي أنان، استدعى إلى اجتماع عاجل عدداً من «أصدقاء سوريا». وشارك في الاجتماع، الذي موّله السويسريون، كل من غسان سلامة، روان المعشر، الأخضر الإبراهيمي، ورئيس معهد جيمس بيكر في جامعة رايس في هيوستن ادوارد دجرجيان.

وحمل دجرجيان معه رسالة للمشاركين تضمنت ثلاث نقاط: أولا أنه «يجب أن يتنحى الرئيس السوري بشار الأسد»، ثانياً أنه «لا نريد تكرار تجربة العراق ولذلك سنوقف التعامل مع المعارضة الخارجية لأنهم كلهم مثل أحمد جلبي في العراق، ولا علاقة لهم بالداخل».

والنقطة الثالثة التي حملها دجرجيان هي «أننا سنتعامل مع معارضة الداخل المدنية والعسكرية من الآن فصاعداً». («السفير»)

عائلة الطيار السوري المنشق سبقته للاردن قبل أيام

عمان- (ا ف ب): أكد مصدر حكومي أردني في تصريحاتة نشرت السبت أن عائلة الطيار السوري المنشق الذي هبط بطائرة حربية سورية في قاعدة عسكرية شمال الاردن الخميس طالبا اللجو السياسي، سبقته بدخول اراضي المملكة قبل ايام.

ونقلت صحيفة (الغد) اليومية المستقلة عن المصدر قوله إن “عائلة الطيار السوري اللاجئ كانت دخلت أراضي المملكة قبل أيام، ضمن آلاف السوريين الذين يلجأون إلى الاردن، هربا من الاوضاع الامنية هناك”.

وأوضح أن “دخول عائلة الطيار السوري لم تكن مرتبة مسبقا، وتمت ضمن ظروف عادية، وبدون إعلام أي طرف رسمي”.

ولم يعط المصدر المزيد من التفاصيل عن عدد افراد عائلة الطيار او مكان وجودها.

واكد ان قبول وضع اللجوء السياسي للطيار السوري “بات منتهيا” بالنسبة للمملكة، مشددا على ان الاردن “لن يسلم” الطيار الى بلاده.

واشار إلى أن اعادة الطائرة العسكرية السورية للحكومة السورية “أمر مرهون بالقوانين والمعاهدات الدولية”، وأن تسليم الطائرة “قضية تتعلق بالقوات المسلحة الأردنية، ومسار بحثها هناك”.

واعلن الاردن الخميس انه منح حق اللجوء السياسي للطيار السوري المنشق العقيد الطيار حسن مرعي الحمادة الذي هبط بطائرة حربية سورية في قاعدة عسكرية جوية شمال المملكة “بناء على طلبه”.

وكان الطيار السوري هبط بطائرته الحربية وهي من طراز +ميغ 21+ روسية الصنع في قاعدة الملك حسين العسكرية الجوية في منطقة المفرق (70 كلم شمال-شرق عمان ) قرب الحدود الاردنية السورية.

ويقول الاردن إن اكثر من 120 الف سوري لجأوا إلى المملكة منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد في سوريا في آذار/ مارس 2011، والتي ادت الى مقتل ما يزيد على 15 الف شخص وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان.

وبحسب المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين هناك اكثر من 20 الف لاجىء سوري مسجلين في الاردن.

الغارديان: السعودية تستعد لدفع رواتب الجيش السوري الحرّ

لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (الغارديان) البريطانية أن السعودية تستعد لدفع رواتب الجيش السوري الحرّ كوسيلة لإقناع المزيد من عناصره بالانشقاق وزيادة الضغوط على نظام الرئيس بشار الأسد.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته مساء الجمعة إن الرياض ناقشت هذه الخطوة مع مسؤولين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة والعالم العربي ويبدو أنها بدأت في كسب الزخم، فيما تحدث دفعة حديثة من الأسلحة التي أرسلت إلى قوات المعارضة من السعودية وقطر تأثيراً على أرض المعركة في سوريا.

وأفادت الصحيفة أن تركيا سمحت بإنشاء مركز قيادة في اسطنبول ينسق خطوط الإمداد بالتشاور مع قادة الجيش السوري الحر في سوريا، ويعتقد أن 22 شخصاً يشكلون طاقم المركز، معظمهم من السوريين.

وقالت الصحيفة إنها شاهدت نقل الأسلحة قرب الحدود التركية في بداية حزيران/ يونيو، حيث أفادت أن خمسة رجال يرتدون الزيّ الخليجي التقليدي وصلوا إلى مركز للشرطة في قرية ألتيما الحدودية السورية وأتموا عملية نقل من قرية ريهانلي التركية حيث حملوا 50 صندوقاً من البنادق والذخائر بالإضافة إلى كميات كبيرة من الأدوية.

وذكرت الصحيفة إن الرجال عوملوا بمراعاة كبيرة من عناصر الجيش السوري الحر وكانوا يحملون معهم رزمات من الأموال النقدية، وقد تسلموا أيضاً سجينين كان يحتجزهما المعارضون يعتقد أنهما من الميلشيات المؤيدة للنظام أو ما يعرف بـ(الشبيحة).

وتقوم الخطة على الدفع للجنود بالدولار أو اليورو بعد تراجع القيمة الشرائية لليرة السورية.

وقالت الصحيفة إن عضو مجلس الشيوخ الامريكي السيناتور جو ليبرمان بحث مسألة دفع رواتب عناصر الجيش السوري الحر في زيارات قام بها إلى لبنان والسعودية مؤخراً.

وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) قد ذكرت إن عناصر في وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي أي إيه) يعملون في جنوب تركيا لتحديد أي مجموعات معارضة تحصل على سلاح.

ونقلت (الغارديان) عن مصادر دبلوماسية أن عنصرين من الاستخبارات الأمريكية كانا في مدينة حمص بين كانون الأول (ديسمبر وشباط) فبراير للعمل على تأسيس نظام قيادة وتحكم في صفوف قوات المعارضة.

سبع طائرات مقاتلة هربت خارج سوريا وبريطانيا تفاوض الأردن لإستضافة قائد الميغ 21

لندن- عمان- القدس العربي: تحدثت مصادر دبلوماسية أجنبية عن إتصالات تجري حاليا بين الأردن والنظام السوري لتأمين إعادة طائرة ميغ 21 أعلن رسميا عن لجوئها للأردن ظهر الخميس الماضي فيما تسعى السفارة البريطانية في العاصمة عمان إلى عرض اللجوء السياسي على قائد الطائرة المنشق العقيد حسن مرعي الحماده حتى ينضم إلى هيئات تنسيقية تتبع قيادة الجيش السوري الحر.

وكانت الحكومة الأردنية قد منحت الحماده حق اللجوء السياسي لكن لم يعرف بعد ما إذا كانت ستوافق على عرض بريطاني بإستبدالها بلجوء سياسي إلى بريطانيا.

وأبلغت المصادر أيضا بأن طائرة العقيد المنشق ليست الوحيدة التي بحوزة دول مجاورة من بينها الأردن حيث يوجد عدة طائرات إنشق طياروها فعلا ولاذوا بها إلى الأردن وإلى تركيا أيضا.

وقال دبلوماسي غربي يتابع هذا الملف لـ(القدس العربي): عدد الطائرات التي هربت من سوريا أو إنشق طياروها يبلغ سبع طائرات على اٌلأقل, وأضاف: لم يتم الإعلان عن هذه المعلومات في وقت سابق لأغراض أمنية وعسكرية مشيرا لإن الحكومة الأردنية إضطرت فيما يبدو للإعلان عن حادث الإنشقاق الأخير بعدما نجح أحد الفضوليين بتوثيق إنشقاق وهبوط المقاتلة السورية عبر كاميرا خاصة وبث الصور التي إلتقطها بسرعة عبر الإنترنت.

دمشق تؤكد اسقاط المقاتلة التركية وانقرة تحذر من رد حاسم

بيروت- انقرة- (رويترز): اعلنت دمشق فجر السبت اسقاط مقاتلة تركية اخترقت الجمعة “المجال الجوي السوري”، ووجهت انقرة تحذيرا من انها سترد بحسم على الحادث الذي يهدد باضافة بعد دولي جديد للثورة المستمرة منذ 16 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الاسد.

وقالت سوريا إن الطائرة كانت تطير على ارتفاع منخفض داخل المياه الاقليمية السورية عندما اسقطت.

وستكون تركيا عدوا لدودا للجيش السوري الذي يناضل بالفعل لاخماد الثورة. وتملك تركيا ثاني اكبر جيش في حلف شمال الاطلسي وهي قوة أدت 30 عاما من قتال المتمردين الاكراد الى تقويتها.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ان القوات التركية والسورية تعمل معا للبحث عن طاقم الطائرة المفقود والمؤلف من فردين.

وقال مكتب أردوغان في بيان “نتيجة للمعلومات التي تم الحصول عليها من تقيم مؤسساتنا المعنية ومن عمليات البحث والانقاذ المشتركة مع سوريا فهم ان طائرتنا اسقطتها سوريا”.

وقال المكتب بعد اجتماع طاريء استمر ساعتين بين رئيس الوزراء ورئيس هيئة الاركان ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية ورئيس المخابرات الوطنية وقائد القوات الجوية ان “تركيا ستعلن موقفها النهائي بعد معرفة ملابسات الحادث بشكل كامل وستتخذ بشكل حاسم الخطوات اللازمة”.

وكانت وسائل الاعلام التركية قد ذكرت في وقت سابق ان سوريا اعتذرت عن الحادث ولكن أردوغان لم يشر إلى أي اعتذار.

وتواصلت اعمال العنف دون هوادة في سوريا التي تنزلق على ما يبدو نحو حرب اهلية طائفية بين السنة الذين يمثلون اغلبية والاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد.

وكانت تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي قد أقامت علاقات وثيقة مع سوريا قبل الانتفاضة لكنها انقلبت ضد الرئيس السوري عندما رد بعنف على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.

ولم يلمح أردوغان إلى العمل الذي ربما يفكر فيه.

وقال بيان للجيش السوري “في الساعة 11 و 40 دقيقة اخترق مجالنا الجوي فوق مياهنا الاقليمية هدف جوي مجهول الهوية منخفض جدا وبسرعة عالية فتصدت له وسائط دفاعنا الجوي بالمدفعية المضادة للطائرات

“الهدف الجوي تبين انه طائرة عسكرية تركية اخترقت مجالنا الجوي وتم التعامل معها وفق القوانين المرعية في مثل هذه الحالات.

“وتمت اصابة الهدف اصابة مباشرة على مسافة كم واحد من اليابسة فاشتعلت النيران وسقط في البحر ضمن مياهنا الاقليمية على بعد 10 كم من الشاطئ الغربي قرية ام الطيور وتم التواصل بين قيادتي القوات البحرية في البلدين حيث تقوم سفن البحرية السورية بالاشتراك مع الجانب التركي في عملية البحث عن الطيارين الاثنين المفقودين”.

وكانت انقرة قد طرحت امكانية اقامة نوع من الملاذ الامن او الممر الانساني داخل الاراضي السورية وهو ما يمكن ان يتضمن تدخلا عسكريا لكنها قالت انها لن تقوم بخطوة كهذه بدون موافقة مجلس الامن الدولي.

وتستضيف تركيا نحو 32 الف لاجئ سوري على اراضيها وتسمح للمعارضة المسلحة السورية بالعمل انطلاقا من اراضيها. ويجتمع المجلس الوطني السوري المعارض في اسطنبول.

ولم يعرف سبب اسقاط السوريين الطائرة التي كانت تطير بالقرب من ممر يربط بين تركيا والقوات التركية في شمال قبرص.

وقال ياسر صلاح الدين وهو معلق سياسي سوري بارز مؤيد للمعارضة إن الجيش السوري ربما قام بمغامرة محسوبة باسقاط الطائرة التركية مما قد يعزز معنويات انصار الأسد بعد ما شوهد من تزايد الانشقاق من الجيش.

واضاف ان أي رد تركي سيتفق مع الاوهام التي ينشرها الاسد بان الانتفاضة مؤامرة خارجية.

وتعارض روسيا والصين اقوى الدول التي تدعم الاسد في الخارج اي تدخل خارجي في الازمة السورية وقالتا ان خطة كوفي عنان للسلام هي السبيل الوحيد للخروج منها.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعد محادثات مع نظيره السوري انه حث سوريا على “بذل المزيد من الجهد” لتنفيذ مقترحات عنان التي تدعمها الامم المتحدة لكنه قال ايضا انه يجب على الدول الاجنبية ان تضغط على المعارضة المسلحة لوقف العنف.

وقال لافروف ان السلطات السورية مستعدة لسحب قواتها من المدن “بالتزامن” مع المعارضة. وهذا أحد المطالب الرئيسية لخطة عنان المكونة من ست نقاط والتي لم تنفذ قط.

وانتقد عنان بعض الدول التي قال انها اتخذت مبادرات من جانبها تهدد باطلاق “منافسة مدمرة”.

وقال في مؤتمر صحفي في جنيف انه يريد انضمام الدول ذات التأثير على جانبي الصراع إلى عملية السلام ومن بينها ايران اقرب حلفاء الاسد.

وكان عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية يتحدث قبل اسبوع من اجتماع مزمع بخصوص الازمة ثارت شكوك بشأن نجاحه بسبب اعتراضات الغرب على مشاركة الجمهورية الاسلامية.

وقال ناشطو المعارضة ان المعارضين قتلوا ما لايقل عن 25 من افراد الشبيحة وفي حادث منفصل اطلقت قوات الجيش نيران البنادق الالية الثقيلة على متظاهري المعارضة في مدينة حلب بشمال سوريا مما ادى الى سقوط عشرة قتلى.

وقال التلفزيون الحكومي ان “جماعات ارهابية مسلحة” ارتكبت مذبحة وحشية ضد 25 مواطنا في دارة عزة وان آخرين ما زالوا مفقودين في القرية التي تقع في محافظة حلب.

واظهر مقطع فيديو نشره المرصد السوري لحقوق الانسان ويعرض فيما يبدو ما بعد الحادث نفسه عدة رجال تغطيهم الدماء وقد وضعوا فوق بعضهم البعض على جانب احد الطرق وكان بعضهم بملابس الجيش وبعضهم يرتدي ملابس مدنية.

وقال المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان 26 رجلا يعتقد انهم ينتمون إلى ميلشيات الشبيحة الموالية للاسد قتلوا.

ويتهم خصوم الاسد قوات الامن وميلشيات الشبيحة بارتكاب انتهاكات كثير ضد المدنيين بما في ذلك اعمال قتل جماعي خلال الانتفاضة التي بدأت في مارس آذار من العام الماضي باحتجاجات سلمية.

وقال نشطاء لرويترز عبر الهاتف ان آلاف المحتجين كانوا يسيرون نحو ساحة سعد الله الجابري بوسط مدينة حلب التجارية الشمالية عندما فتحت اربع عربات مدرعة النار عليهم. وقال اثنان من النشطاء انهما يتحدثان من حلب.

وقال احدهما “نقل المصابون إلى منازل وهم محاصرون هناك. لا يمكن نقلهم إلى المستشفيات لأن قوات الجيش والشبيحة يحاصرون الحي.”

وظلت حلب ودمشق هادئتين نسبيا خلال الاشهر الاولى للانتفاضة التي اجتاحت كثيرا من المحافظات الاخرى لكن العنف انتشر إليهما تدريجيا.

واظهر تصوير نشره نشطاء على الانترنت عددا كبيرا من المحتجين وهم يهرولون في شارع وسط دوي إطلاق نار كثيف. وظهر في تصوير اخر رجل تغطي الدماء صدره وهو يسحب على الطريق.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الجيش قصفت بكثافة معاقل للمعارضة في محافظات ادلب ودرعا وحمص وان قتالا وقع بين قوات الجيش ومعارضين مسلحين في مدينة دير الزور بشرق البلاد الجمعة.

وتكمن قوة الاسد (46 عاما) بشكل رئيسي في الجيش وعدد من الاجهزة الامنية التي تهيمن عليها الطائفة العلوية.

واعلن اربعة اشقاء وهم عميدان وعقيدان انشقاقهم عن الجيش في تسجيل فيديو نشر على الانترنت امس الجمعة بعد يوم واحد من انشقاق طيار وهبوطه بطائرته المقاتلة من طراز ميج-21 في الاردن المجاور.

وينتمي الاشقاء الاربعة إلى محافظة ادلب لكن لا يبدو انه كانت لهم مهمات على خطوط المواجهة خلال اشهر من القتال. وعمل اثنان منهم كطبيبين في مستشفى حلب العسكري والثالث مفتشا بينما كان الرابع مدربا بالقوات الجوية.

وعانت القوات المسلحة من بعض الانشقاقات والتحول إلى المعارضة لكنها ما زالت في اغلبها موالية للأسد.

عنان ولافروف يؤيدان مشاركة إيران في اجتماع دولي .. وعشرات الالاف تظاهروا في يوم جمعة دموي جديد

سورية تسقط مقاتلة تركية واردوغان يرأس اجتماعا امنيا طارئا

روسيا تعيد ابحار سفينة محملة بطوافات الى طرطوس بمواكبة باخرة مدنية

أنقرة ـ بيروت ـ دمشق ـ جنيف ‘القدس العربي’ ـ وكالات: أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه لا يمكنه القول ما إذا كانت المقاتلة العسكرية التركية التي فقدت قرب الحدود مع سورية، قد أسقطتها القوات السورية، وقال انه لا تتوفر معلومات حول طياريها.

وقال أردوغان في مؤتمر صحافي في أنقرة ‘لا أستطيع القول ان طائرتنا قد أسقطت، لا توجد معلومات واضحة حول ذلك بعد’، وأشار إلى عقد اجتماع أمني طارئ لبحث الحادث.

ومن المقرر أن يكون أردوغان قد عقد اجتماعاً أمنياً في مقرّ رئاسة الحكومة يضم وزراء: الداخلية إدريس نعيم شاهين، والخارجية أحمد داوود أوغلو، والدفاع عصمت يلماز، ورئيس الاستخبارات نجدت أوزيل.

وقال أردوغان ‘ليس لدينا معلومات حول الطيارين ولكن زوارق سريعة تركية وسورية ومروحيات تجري عمليات بحث وإنقاذ’. وأضاف إنه ‘ليس لديّ معلومات واضحة حول اعتذار سوري’.

وكانت تقارير إعلامية متضاربة قد نسبت الى أردوغان قوله إن سورية أقرت بإسقاط المقاتلة فوق البحر وقدمت اعتذارها.

وكانت السلطات التركية أعلنت أن المقاتلة التركية التي اختفت عن الرادار فوق البحر المتوسط على الحدود التركية مع سورية، كانت تحمل على متنها طياريَن اثنين، فيما ذكرت وسائل إعلام تركية أن المقاتلة تحطّمت فوق المياه الإقليمية السورية.

وكانت قناة ‘المنار’ التلفزيونية التابعة لحزب الله اللبناني قالت الجمعة نقلا عن مصادر أمنية سورية إن الدفاع الجوي السوري أسقط طائرة عسكرية تركية.

وقال محللون ان القادة العسكريين في المنطقة يراقبون القدرات العسكرية السورية، وان حادث الطائرة دفعهم لعدم الاستهانة بقدرات سورية العسكرية التي حصلت على دعم عسكري روسي هام.

ويرى مراقبون ان روسيا تضع ثقلها لكي وراء سورية، وتعتبر ان هزيمة سورية العسكرية تعتبر هزيمة للاسلحة الروسية.

وفي موسكو اكد مصدر ‘عسكري- دبلوماسي’ ان سفينة الشحن الروسية ‘ام في الايد’ التي كانت تنقل طوافات قتالية الى سورية واجبرتها بريطانيا على العودة ادراجها قبالة سواحل اسكتلندا، ستعاود الكرة مجددا رافعة العلم الروسي وبمواكبة سفينة اخرى، كما ذكرت وكالة انترفاكس الروسية للانباء الجمعة.

ونقلت الوكالة عن المصدر قوله ان ‘السفينة الايد ستكون منذ لحظة خروجها من مورمنسك (مرفأ في شمال غرب روسيا يفترض ان تصله السفينة السبت) وطوال مسارها الى مرفأ طرطوس السوري ستكون حتما مع مواكبة تجنبا لاي استفزاز’.

واضاف المصدر الذي لم تكشف انترفاكس هويته انه ‘تجنبا لتوريط لا طائل منه للقوات البحرية الروسية في هذا الوضع المعقد والغامض فان سفينة الشحن سترافقها سفينة مدنية’.

واوضح انه ‘اذا ابحرت ألايد لوحدها فقد تتعرض لخطب ما يلقى فيه باللوم على قراصنة او سوء الاحوال الجوية، ولهذا السبب فانها بحاجة الى شهود وايضا، اذا لزم الامر، لمساعدة عملانية’.

ونقلت الوكالة عن المصدر ان السفينة، التي تملكها مجموعة روسية ولكنها ابحرت الى سورية تحت علم كوراساو، ستبحر هذه المرة تحت العلم الروسي، مشيرة الى ان عملية تغيير العلم ستتطلب فترة من الوقت.

وقال الخبير الروسي فاسيلي كاشين للوكالة نفسها ان روسيا ستلجأ على الارجح في المستقبل ‘الى استخدام النقل الجوي قدر الامكان بدلا من النقل البحري’ لنقل صادراتها العسكرية الى سورية منعا للفت الانظار.

وكانت الانظار توجهت الى السفينة الايد اثر منعها من اكمال سيرها الى طرطوس لدى اجتيازها المياه البريطانية.

ومن جنيف قال الوسيط الدولي كوفي عنان الجمعة ان ايران ينبغي ان تكون جزءا من حل الازمة السورية وذلك قبل اسبوع من اجتماع مزمع بخصوص الأزمة ثارت شكوك بشأن نجاحه بسبب اعتراضات الغرب على مشاركة الجمهورية الاسلامية.

وقال عنان في مؤتمر صحافي انه يريد من الدول التي تتمتع بنفوذ على طرفي الصراع المشاركة في عملية السلام، وقال ان بعض الدول قامت بمبادرات وطنية تهدد بإشعال ‘منافسة مدمرة’.

وأضاف ‘حان الوقت كي تزيد الدول التي تتمتع بنفوذ الضغوط على الأطراف الموجودة على الأرض وتقنعها بأن من مصلحتها وقف القتل والبدء في المحادثات’.

وحذر عنان من أنه ‘كلما طال انتظارنا كان المستقبل في سورية أشد ظلاما’.

وقال الأمين العام السابق للأمم المتحدة ردا على سؤال عما إذا كانت إيران ستشارك في المحادثات التي من المتوقع أن تجرى في جنيف في 30 حزيران (يونيو) ‘نبحث تركيبة الاجتماع والجوانب الأخرى المرتبطة به. لكنني أوضحت تماما أنني اعتقد أن إيران ينبغي أن تكون جزءا من الحل’.

وخرج عشرات الاف السوريين الى الشارع مطالبين باسقاط النظام الجمعة في يوم دموي جديد سجل مقتل 55 شخصا على الاقل، في حين قدرت الامم المتحدة ان اكثر من مليون ونصف مليون شخص باتوا في حاجة الى المساعدة في البلاد.

وهذا العنف الذي أعقب يوما سقط خلاله 125 قتيلا في انحاء سورية دليل آخر على الانزلاق نحو حرب اهلية ذات طابع طائفي في بلد تقود فيه الاغلبية السنية الانتفاضة ضد الاسد الذي ينتمي للأقلية العلوية.

وقالت روسيا احدى أقوى داعمي الاسد في الخارج ان السلطات السورية مستعدة لسحب قواتها من المدن وهو أحد المطالب الرئيسية لخطة المبعوث الدولي كوفي عنان المكونة من ست نقاط والتي لم تنفذ قط بالتزامن مع سحب المعارضة لمقاتليها.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد محادثات مع نظيره السوري انه حث سورية على ‘بذل المزيد من الجهد’ لتنفيذ مقترحات عنان التي تدعمها الامم المتحدة لكنه قال ايضا انه يجب على الدول الاجنبية ان تضغط على المعارضة المسلحة لوقف العنف. كما قال لافروف ان اعتراض الولايات المتحدة وبريطانيا على مشاركة إيران في المؤتمر الدولي بجنيف حول سورية غير مبرر.

وادى العنف إلى نزوح اعداد كبيرة من السوريين عن ديارهم ويحتاج نحو 1.5 مليون شخص إلى مساعدات انسانية بزيادة قدرها نصف مليون شخص عما كان عليه الوضع في آذار (مارس) لكن وكالات الاغاثة تجد صعوبة في الوصول إليهم.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الجمعة ان هذا العدد يتضمن 350 الف نازح في محافظة ادلب ونحو 250 الفا في مدينة حمص.

توقعات بانشقاقات جديدة والنخبة المقربة من الاسد تعد خططا للخروج او الاتصال مع المعارضة

حادث الطيار رمزي وتوقع ان ينشق مسؤول كبير في القصر الرئاسي

لندن – ‘القدس العربي’: قالت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ ان الدائرة المقربة من الرئيس السوري بشار الاسد تخطط للانشقاق عنه في حالة رأت ان المعارضة زادت قوتها وباتت تشكل خطرا على نظامه. ونقلت عن مسؤولين امريكيين قولهم ان كبار القادة العسكريين يبدو انهم قد اعدوا ‘خطط خروج’ واقامة خطوط اتصالات مع المقاتلين لمناقشة ‘الثمن’ الذي سيحصلون حالة انشقاقهم عن النظام وانضمامهم لصفوفهم. ‘لدينا معلومات عن ان اعضاء النخبة المحيطة بالاسد تقوم باعداد خطط للخروج’ اي الانشقاق، مشيرة الى ان هذه الخطط قد تشمل تحويل كميات من المال الى بنوك صينية ولبنانية قبل انشقاقهم، ولكن بموجب العقوبات المفروضة على سورية والتحويلات المالية فلا يعرف الكيفية التي سيحول فيها هؤلاء الاموال وهي بالملايين للخارج.

وجاءت هذه التسريبات بعد انشقاق طيار سوري بطائرته عندما كان في مهمة جوية لضرب مواقع المقاتلين فحرف طائرته ودخل الاجواء الاردنية، وسارعت الحكومة الاردنية بمنحه اللجوء السياسي. وتقول الصحيفة ان لديها معلومات عن ثلاثة طيارين اخرين يخططون للهروب ولكنهم خائفون من امكانية منعهم من دخول الاجواء الاردنية. ويأتي التطور في وقت زادت فيه الدول الغربية الضغط على الاسد من ناحية الدعم العسكري للمعارضة المسلحة ومواصلة الضغوط الدبلوماسية على داعمي النظام في مجلس الامن وهما روسيا والصين. وحتى الآن ظل النظام السوري متماسكا فلن تنشق وحدات عسكرية كما حدث في ليببا ولم تتداع حكومته او تحدث انشقاقات جماعية من الدبلوماسيين في الخارج مثلما فعل الدبلوماسيون الليبيون، ويقال ان سبب احجام السفراء السوريين في الخارج والعاملين معهم يعود الى خوفهم من انتقام النظام وازلامه من عائلاتهم.

ونقلت عن مسؤول بارز في المعارضة ‘انا متأكد ان هناك عددا من المسؤولين الكبار ينتظرون كي تسنح الفرصة لهم للانشقاق’. وزعم المعارض قائلا ‘لدينا اسماء في القصر الجمهوري، وهناك شائعات تتحدث عن مسؤول مقرب من الرئيس ونتوقع ان نراه قريبا’. ويبدو ان المعارضة قد تشجعت بعد انشقاق العقيد حسن مرعي الحمادة وزاد من امالها في ان يؤدي انشقاقه الى عملية رحيل من داخل النظام، ومما شجعهم ان القوات الجوية تعتبر من اكثر المؤسسات ولاء للنظام وتعتبر مخابراتها العسكرية من اكثر الاجهزة الامنية قوة وتحظى بسمعة سيئة. ونقلت عن ناشط اخر قوله ان العقيد حسن كان في مهمة في درعا وخاطر بحياته وهرب. وحسن الحمادة هو من مدينة ادلب التي تعتبر من اهم مناطق القتال ضد النظام وبحسب مصدر في المعارضة فان عائلته الآن في حماية الجيش الحر.

ثلاثة ينتظرون

كما وتحدث الناشط قائلا ان هناك حديثا عن انشقاق ثلاثة اخرين بطائراتهم القتالية لكنهم غير متأكدين كيف سيتم استقبالهم في الاردن. ولقي هرب الطيار ترحيبا من البيت الابيض التي اعتبرها خطوة في الطريق الصحيح. وتضيف ‘تلغراف’ الى ان عدد السوريين الذين هربوا الى الاردن منذ بداية الانتفاضة يزيد عن 10 الاف لاجىء. وحتى الآن لم ينشق عن الجيش السوري من ذوي الرتب العسكرية الا الجنرال مصطفى الشيخ الذي يحمل اكبر رتبة عسكرية وهرب الى تركيا في بداية العام الحالي. فيما زعم العقيد احمد نعمة قائد قوات المعارضة في درعا ان جنرالات كبارا في الجيش السوري يخططون للانشقاق لكنهم ينتظرون صدور الاوامر من المعارضة حيث قال ‘طلبنا من عدد كبير من العسكريين ممن يخططون للانشقاق البقاء في سورية لنستفيد منهم في اللحظة المناسبة، ومنهم قادة كبار’. وفي الجانب السياسي فان من اعلن انشقاقه من المؤسسة السياسية لا يتعدى المسؤولين في مراكز ابتدائية، ففي شهر آب (اغسطس) اعلن عدنان بخور النائب العام لمدينة حماة عن انشقاقه وذلك في شريط بث على يوتيوب. وسبب ضعف الانشقاق هو ما تزعمه جماعات المعارضة من قيام النظام بحملة منظمة لترويع المسؤولين في الحكومة والخارجية وتهديد عائلاتهم. وهناك شائعات تتحدث عن فتح الحكومة مراكز اعتقال يحتجز فيها عائلات الدبلوماسيين والسياسيين ليكونوا تحت سمع ونظر المخابرات. ولا يمكن لاي مسؤول او عسكري المغادرة الا باذن من قائد منطقته، ومن يريد مغادرة البلاد فعليه الحصول على اذن المخابرات.

وفي سياق آخر فانه من المستبعد ان يكون الطيار قد استجاب للسفير الامريكي في سورية روبرت فورد الذي استدعته الخارجية الامريكية لظروف امنية، حيث اصدر مناشدة للمسؤولين السياسيين والعسكريين التخلي عن النظام والانضمام للمعارضة. فقد حذر فورد القوات الامنية من عواقب استمرارها دعم النظام مشيرا الى ان الولايات المتحدة تخطط للعمل مع المعارضة بعد سقوط دمشق لملاحقة المسؤولين عن العنف وتقديمهم للمحاكمة مذكرا اياهم بحملة استمرت 16 عاما للقبض على راتكو ميلاديتش منفذ مجزرة سبرينتشا.

معظمهم من المتطوعين

ويظل انشقاق الحمادة حادثا معزولا حتى الآن ان اخذنا بعين الاعتبار قلة الجنود المنشقين الهاربين من النظام، حيث لا يتعدى العشرة في ايام . وتنقل صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن خبراء ودبلوماسيين قولهم ان عشرات الالوف الذين يهربون من وحداتهم يقومون بخلع ملابسهم العسكرية ويذهبون الى عائلاتهم وقلة منهم تنضم للجيش الحر الذي يتكون في غالبيته من متطوعين مدنيين يعانون من قلة سلاح وبدون خبرة او تدريب عسكري.

وبحسب مسؤول عسكري في الجيش الحر نقلت عنه الصحيفة فان عدد الذين انشقوا عن الجيش النظامي يتراوح ما بين 60 ـ 70 الفا، منهم نسبة 40 انضمت للجيش الحر. ولكن جوزيف هاليدي الذي يراقب اداء الجيش الحر من معهد دراسات الحرب في واشنطن يقدر عدد افراده بحوالي 40 الفا ويعتقد ان معظمه من المتطوعين المدنيين، ومعظم المنشقين عن الجيش هم من المجندين الذين لا رتب لهم ومن السنة الذين لا مناصب عالية لهم في الجيش.

وتقول الصحيفة انه مع تزايد عدد افراد الجيش الحر ووصول شحنات من الاسلحة والذخائر التي يتم شراؤها باموال سعودية وقطرية فكفاءة الجيش تتطور مما يعني زيادة الضغوط على الجيش النظامي الذي يقاتل على اكثر من جبهة.

وبحسب جيفري وايت من معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى فان وتيرة العمليات ستزداد. وتوقع زيادة عدد المنشقين عن الجيش في الايام القادمة خاصة بعد مشاهدة الجنود اهاليهم وابناء بلدهم يقتلون برصاص الحكومة التي من المفترض ان تحميهم.

وفي النهاية فان انشقاق الحمادة يظل ‘رمزيا’ لان النظام مثل معمر القذافي يعتمد على قادة الجيش وغالبيتهم من العلويين وعلى الميليشيات المسلحة التي تقوم بفظائع وترويع للمدنيين حيث ارتكبت مذبحتي الحولة والقبير الشهر الماضي، ويضاف الى هذا التقارير التي تشير الى تلقي النظام مساعدات استشارية من ايران في مجال الاتصالات والخطط الحربية.

تزايد المخاوف بشأن تدفق الأسلحة لمقاتلي المعارضة بسورية

واشنطن ـ رويترز: مع تزايد الادلة على وجود قوى إسلامية متشددة بين صفوف المعارضة السورية يزداد قلق المسؤولين الأوروبيين من احتمال سقوط أسلحة متطورة في أيدي الجماعات المتمردة التي قد تمثل خطورة على المصالح الغربية بما في ذلك تنظيم القاعدة.

وفي مقابلة مع رويترز عبر وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا عن مخاوف الولايات المتحدة من أن تجد صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف طريقها الى الصراع في سورية.

ويعتقد خبراء مخابرات أن مئات إن لم يكن آلاف من هذه الأسلحة سرقت من ترسانات الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وتباع في السوق السوداء بالشرق الأوسط.

وقال بانيتا في مقابلة الخميس ‘أعتقد أننا نستطيع ان نقول إن لدينا مخاوف بشأن الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من على الكتف التي تخرج من ليبيا. كانت لدينا وجهة نظر بأن من المهم تحديد أين تذهب هذه الصواريخ وليس همنا الوحيد هو أن بعضها يمكن ان يصل الى سورية وإنما الى أماكن أخرى ايضا’.

وأضاف بانيتا أنه لم يطلع على معلومات مخابرات مباشرة حتى الآن تشير الى أن هذه الصواريخ شقت طريقها الى سوريا. ولم يذكر المتمردين على وجه التحديد باعتبارهم متلقيها المحتملين.

لكن مسؤولين من الولايات المتحدة ودول حليفة لها عبروا عن هذا القلق لكنهم قالوا إنه ليست لديهم أدلة على أن مقاتلي المعارضة السورية حصلوا على صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف.

ولا تشعر الولايات المتحدة بالقلق بشأن الأسلحة وحسب وإنما الجهات التي ستتلقى هذه الأسلحة.

وتشير مصادر رفيعة المستوى في عدد من أجهزة المخابرات الوطنية الى تزايد الادلة على أن إسلاميين متشددين منهم تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له وغيرها من الجماعات السنية المتشددة وحدوا صفوفهم مع معارضي حكومة الرئيس بشار الأسد.

وقال بروس ريدل الضابط السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) الذي كان مستشارا للرئيس باراك أوباما في مجال مكافحة الإرهاب إن تنظيم القاعدة وغيره من المتشددين ‘منخرطون بعمق’ مع القوات المناهضة للأسد. وأشار الى تصريحات شخصيات كبيرة بتنظيم القاعدة منها زعيم التنظيم ايمن الظواهري الذي حث مقاتلي المعارضة السورية من السنة على قتل من ينتمون للأقلية العلوية التي ينتمي لها ايضا الاسد.

وقال مصدر حكومي غربي إن جماعة النصرة المرتبطة بجناح تنظيم القاعدة في العراق مسؤولة على الاقل عن بعض الاعمال الوحشية التي وقعت في سورية. وأضاف المصدر أن الجماعة اكدت علنا دورها في عمليات القتل.

ولعل المخاوف من أن تصل أسلحة متطورة الى جهة غير موثوقة من مقاتلي المعارضة السورية أحد الأسباب في حذر واشنطن من تعميق التدخل الامريكي في القتال.

وقال مسؤول أمريكي ‘هذا منطقي لأنه اذا كانت هناك اي دولة بالشرق الاوسط تبحث في تقديم اسلحة للمعارضة السورية فإنها ستتبنى نهجا مدروسا وتفكر مرتين قبل تقديم أسلحة يمكن أن تؤدي الى عواقب غير مقصودة’.

غير أن مسؤولي الولايات المتحدة وحلفاءها يقولون إن نظراءهم في السعودية وقطر بحثوا كيف يمكن أن يستخدم معارضو الأسد الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من على الكتف لإسقاط الطائرات الهليكوبتر التي يستخدمها الجيش السوري لإعادة نشر قواته بسرعة بين مناطق الاضطرابات.

لكن هذه الصواريخ يمكن استخدامها ضد أهداف اخرى منها الطائرات المدنية وهو أحد أسباب مخاوف الولايات المتحدة والحلفاء.

وبعد أن غزا الاتحاد السوفييتي افغانستان وفرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) بدعم من السعودية صواريخ ستينجر التي تطلق من على الكتف للمقاتلين الإسلاميين الذين كانوا يسعون لإخراج القوات السوفيتية. ولعبت الصواريخ دورا مهما في هزيمة السوفيت في افغانستان لكنها اصبحت ايضا مصدر إزعاج لوكالات مكافحة الارهاب الامريكية والغربية حين تحول المقاتلون المناهضون للسوفييت الى فصائل مسلحة مناهضة للغرب بما في ذلك تنظيم القاعدة.

ويعترف مسؤولون امريكيون ومن دول حليفة بأن السعوددية وقطر تمدان مقاتلي المعارضة السورية بالأسلحة. لكنهم يقولون إن الأسلحة التي وصلتهم حتى الآن غير متطورة.

وقال مصدر من حكومة حليفة إن من الواضح أن اثرياء من قطر والسعودية يساعدون في تمويل الجماعات المناهضة للأسد.

وتنادي السعودية بإسقاط الأسد. وفي وقت سابق من العام الحالي قال الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي امام مؤتمر دولي إن نظام الاسد فقد شرعيته وأصبح مثل سلطة احتلال مضيفا أنه لا يوجد مخرج من الازمة سوى نقل السلطة اما سلميا واما بالقوة.

وفي يناير كانون الثاني ذهبت قطر الى ابعد من ذلك حين قال اميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لبرنامج 60 دقيقة الذي تذيعه شبكة (سي.بي.إس) التلفزيونية إنه يجب إرسال قوات عربية ‘لوقف القتل’ الذي تمارسه قوات الأسد.

وقال مسؤول أمريكي بحث القضية مع ممثلين للسعودية وقطر إن الأسلحة التي ترسل لمقاتلي المعارضة السورية حاليا أغلبها اسلحة صغيرة ستمكن معارضي النظام من ‘حماية اطفالهم’. لكن إرسال صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف سيمثل تصعيدا خطيرا.

ويحث اعضاء بارزون بالحزب الجمهوري الأمريكي على زيادة كبيرة في المساعدات الامريكية لمعارضي الأسد ويشمل هذا إرسال أسلحة وربما تدخل عسكري امريكي محتمل.

وخلال مؤتمر استضافه موقع بلومبرج جوفرنمنت الالكتروني امس الخميس قال السناتور الامريكي جون مكين إن سياسة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحذرة فيما يتعلق بمقاتلي المعارضة السورية ‘مخزية’ وحث على زيادة ملموسة في التدخل الامريكي.

وقال مكين ‘ماذا نفعل اذن؟ اولا ندافع عنهم. ثانيا نعطيهم اسلحة. ثالثا ننشيء ملاذا مع حلفائنا دون أن نرسل جنودا ونستخدم قوتنا وقوة حلفائنا الجوية لحماية تلك المنطقة ونساعد هؤلاء الناس في قتال عادل’.

غير انه في نفس المؤتمر حذر مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب قائلا ‘لسنا في وضع جيد اليوم لتحديد هوية كل الجماعات وكل الفصائل ومن الذي سيفوز بهذا القتال على القيادة’.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز يوم الخميس إن عددا صغيرا من ضباط وكالة المخابرات المركزية الامريكية أرسل الى جنوب تركيا لمساعدة حلفاء الولايات المتحدة في تحديد اي عناصر المعارضة السورية هي التي يجب أن تتسلم الاسلحة.

ومفهوم أن الولايات المتحدة تمد معارضي الاسد بمساعدات غير فتاكة مثل التمويل واجهزة الاتصال وربما يشمل هذا معدات مراقبة.

وقالت صحيفة التايمز إن إدارة أوباما أحجمت عن إمداد مقاتلي المعارضة بمعلومات مخابرات مثل الصور التي تلتقطها الاقمار الصناعية بشأن انشطة قوات الاسد.

وحذر ريدل من أن السلطات القطرية ربما لا تكون انتقائية بشأن نوعية مقاتلي المعارضة التي تريد إمدادها بالأسلحة غير أنها ستحاول تجنب وصولها لتنظيم القاعدة بشكل مباشر.

وقال ريدل ‘لا أعتقد أن قطر والسعوديين قلقون بقدرنا بشأن الصواريخ سطح جو’.

سوريا «تشتبك» مع تركيا

شُغلت انقرة امس بسقوط طائرة للجيش التركي من نوع «اف-4» فوق المياه الاقليمية السورية، في حين التزمت سوريا الصمت حول الحادث مكتفية بتسريب عن مصدر امني يؤكد أن دفاعها الجوي اسقط الطائرة

أكدت تركيا أنها فقدت الاتصال مع احدى طائرتين عسكريتين تابعتين لها اثناء تحليقهما أمس فوق البحر قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للبلاد تبيّن في وقت لاحق أنها سقطت في المياه الاقليمية السورية. وأفاد ناطق عسكري سوري، في وقت متأخر فجر اليوم»، أنه «اخترق مجالنا الجوي فوق مياهنا الاقليمية هدف جوي مجهول الهوية منخفض جداً وبسرعة عالية، فتصدت له وسائط دفاعنا الجوي بالمدفعية المضادة للطائرات. الهدف الجوي تبيّن لاحقاً أنه طائرة عسكرية تركية اخترقت مجالنا الجوي، وتم التعامل معها وفق القوانين المرعية في مثل هذه الحالات. وكانت قناة المنار قد قالت، نقلا عن مصادر أمنية سورية، إن الدفاع الجوي السوري أسقط طائرة عسكرية تركية، في خبر أكدته قناة الميادين نقلاً عن مصادر تركية محددة مكان السقوط في مقابل شاطئ رأس البسيط السوري. أما الطائرة الثانية، فأفادت تقارير إعلامية بأنها استطاعت أن تعود أدراجها.

وقال الجيش التركي، في بيان، إن عمليات البحث والإنقاذ جارية بعد أن فقدت اجهزة الرادار واللاسلكي الاتصال بالطائرة عقب إقلاعها. ونقلت وكالة الاناضول التركية الرسمية للانباء عن اولفي ساران، حاكم ملاطيا، قوله إن الطائرة وهي من طراز (إف-4) كان على متنها طاقم من فردين حين تحطمت. كذلك نقلت عن هيئة الأركان التركية أن مقاتلة اختفت عن الرادار فوق البحر، جنوب غرب إقليم هاتاي الجنوبي على الحدود مع سوريا، بعد إقلاعها من قاعدة «مالاتايا – إرهاك» الجوية عند الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت المحلي للبلاد. وقد اختفت المقاتلة عن الرادار عند الساعة 11:58 صباحاً.

وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكنه القول ما إذا كانت المقاتلة العسكرية التركية التي فقدت قرب الحدود مع سوريا، قد أسقطتها القوات السورية، مشيراً إلى أنه لا تتوفر معلومات حول طياريها. وقال أردوغان، في مؤتمر صحافي في أنقرة، «لا أستطيع القول إن طائرتنا قد أسقطت، لا توجد معلومات واضحة حول ذلك بعد»، مشيراً إلى عقد اجتماع أمني لبحث الحادث. ومن المقرر أن يعقد أردوغان اجتماعاً أمنياً في مقرّ رئاسة الحكومة يضم وزراء: الداخلية إدريس نعيم شاهين، والخارجية أحمد داوود أوغلو، والدفاع عصمت يلماز، ورئيس الاستخبارات نجدت أوزيل. وسيركز الاجتماع على قضية المقاتلة التركية والهجمات التي شنها حزب العمال الكردستاني مؤخراً. وقال أردوغان «ليس لدينا معلومات حول الطيارين، لكن زوارق سريعة تركية وسورية ومروحيات تجري عمليات بحث وإنقاذ». وأضاف أنه «ليس لديّ معلومات واضحة حول اعتذار سوري».

وفي السياق، نفت تركيا امس ان تكون قد زودت المتمردين السوريين بالاسلحة كما افادت صحيفة «نيويورك تايمز» الخميس. وفي لقاء مع صحافيين، قال الناطق باسم وزارة الخارجية سلجوق اونال ردا على سؤال ان «تركيا لا تزود بالاسلحة اي بلد مجاور بما فيها سوريا». ودعت فرنسا أمس افراد الجيش والامن السوريين الى الانشقاق، وذلك غداة فرار طيار سوري بطائرته الى الاردن حيث حصل على اللجوء السياسي، واصفة خطوته بـ«الشجاعة».

وأكد مصدر «عسكري-دبلوماسي» أن سفينة الشحن الروسية «ام في الايد» التي كانت تنقل طوافات قتالية الى سوريا واجبرتها بريطانيا على العودة ادراجها قبالة سواحل اسكتلندا، ستعاود الكرة مجددا رافعة العلم الروسي وبمواكبة سفينة اخرى، كما ذكرت وكالة «انترفاكس» الروسية للانباء امس. ونقلت الوكالة عن المصدر قوله ان «السفينة الايد ستكون منذ لحظة خروجها من مورمنسك (مرفأ في شمال غرب روسيا يفترض ان تصله السفينة السبت) وطوال مسارها الى مرفأ طرطوس السوري مع مواكبة تجنبا لاي استفزاز».

ودعا الهلال الاحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الاحمر امس جميع الاطراف الى السماح لهما بالدخول الى مدينة حمص القديمة من اجل تقديم مساعدات واجلاء المدنيين المحاصرين في القصف والاشتباكات، بعدما باءت محاولتان امس بالفشل.

وقال مدير العمليات في المنظمة خالد عرقسوسي «سنتابع التفاوض بعد ان فشلنا امس مرتين بدخول الحي بسبب عدم تقيد الاطراف بوقف اطلاق النار المتفق عليه». ودعت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر رباب الرفاعي من جانبها «جميع الاطراف المتقاتلة الى السماح للمواطنين المدنيين بالذهاب الى اماكن اكثر امانا وتفادي اثار القتال والحصول على الرعاية الطبية المناسبة». وتظاهر عشرات الآلاف في سوريا امس. وشملت التظاهرات بلدات وقرى ريف ادلب ومحافظات حماه وحلب ودرعا ودير الزور والحسكة ودمشق وريفها. ونددت التظاهرات التي جاءت تحت شعار «اذا كان الحكام متخاذلين، فأين الشعوب؟»، «بالصمت العربي والدولي على ما يحدث من مجازر وقتل بحق ابناء الشعب السوري».

وقالت مصادر رسمية سورية، امس، إن أكثر من 25 شخصاً قتلوا على يد «مجموعات مسلحة» كانت قد اختطفتهم في ريف حلب. ونقلت وكالة «سانا» عن مصادر رسمية في محافظة حلب أن «المجموعات الإرهابية المسلحة اختطفت عدداً من المواطنين وارتكبت مجزرة بحقهم في دارة عزة بريف حلب ومثلت بجثثهم ونكلت بها». وأضافت المصادر أن «عدد المواطنين المختطفين الذين نفذت بهم المجزرة تجاوز الـ 25 فيما لا يزال مصير باقي المختطفين مجهولاً».

وفي السياق، قال مصدر مطلع في محافظة حلب إن «مجموعات إرهابية مسلحة نصبت كميناً لرتل عسكري من الجيش السوري ليل الخميس ــ الجمعة، قرب بلدة دار عزة على طريق الأتارب وقتلت وجرحت عدداً كبيراً من الجنود ودمّرت 3 دبابات». وذكرت وكالة «سانا» ان إرهابيين سطوا على 3 قاطرات تحمل 192 برميل زيت زيتون متجهة إلى العراق، كما قتل 4 إرهابيين بانفجار سيارة كانوا يفخخونها بريف دير الزور. ونقلت «سانا» تقارير عن العثور على جثث ومخازن اسلحة وتفكيك عبوات ناسفة في عدة مناطق سورية وإحباط محاولات تسلل عبر الحدود من لبنان. في المقابل، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل العشرات في اعمال عنف في سوريا بينهم «تسعة مواطنين قتلوا برصاص قوات النظام في اطلاق رصاص عشوائي لتفريق تظاهرة في مدينة الباب في ريف حلب، وثمانية في اطلاق قوات الامن الرصاص على تظاهرة في حي صلاح الدين في مدينة حلب».

(سانا، ا ف ب، يو بي آي، رويترز)

عراقيو سوريا يتحولون إلى طرف في الصراع رغماً عنهم

وسيم باسم

يشير التدفق المستمر للاجئين العراقيين في سوريا الى كل من العراق والأردن وتركيا، إلى حقيقة أن هذه البلاد صارت منطقة طاردة، بعدما كانت بلاد جاذبة لهم، في ظل توتر الأوضاع هناك.

بغداد: يروي حسين كامل الذي يقيم في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق منذ نحو ثمان سنوات أن الوضع الأمني والمعيشي بات يؤرق اللاجئين العراقيين لاسيما اولئك الذين لا يريدون العودة إلى العراق.

ومنذ نحو الثلاث سنوات تنتظر فريدة حسن ترحيلها إلى بلد ثالث عبر الأمم المتحدة، بعد أن اعتُرف بها كلاجئة إلا أن الامر بات اليوم بعيد المنال مع زيادة اعداد اللاجئين وعدم وجود برامج ترحيل منتظمة من قبل الأمم المتحدة.

مجازفة العودة

ومن العراقيين من يود العودة إلى بلاده لكن ظروفا قاهرة تمنعه من ذلك، إذ فقد حسن حاتم كل اتصال بأهله من نحو اربع سنوات، وهو المطلوب عشائريا في العراق لارتكابه جريمة قتل. ويعترف حاتم أن عودته إلى العراق تتطلب منه معرفه فيما اذا كان الموضوع قد تمت تسويته عشائريا أم لا، وحتى في هذه الحالة فان امر عودته يبقى مجازفة كبيرة.

جزء من العراقيين يؤيد الأسد

ويؤكد أمين الكاظمي أن الأمر في سوريا لم يعد كذلك، وان نذر الحرب الطائفية تلوح في الأفق.

ويضرب الكاظمي مثالاً على ذلك، حين سأله مواطن سوري قبل ايام ان كان هو سنيا أم شيعيا، في حين أن هذا السؤال لم يكن ليطرح في سنين سابقة.

رحيم الجبوري يؤيد ما ذهب اليه الكاظمي ويقول إنه تعرض للاهانة من قبل جماعة سورية، بعد عرفوا انه من طائفة معينة.

اللعبة الطائفية

وعلى رغم ان اغلب العراقيين ينوءون بأنفسهم عن السياسة وتحولاتها في سوريا إلا أن ذلك لا يحول دون زجهم عنوة في الجدالات والمشاكل التي تحدث.

ويعترف ليث الخفاجي ان اللعبة الطائفية بدات في سوريا وان العراقيين سيكونون طرفا فيها مهما تجنبوا ذلك، وسيكونون هم الضحايا بالتأكيد.

وقبل اسبوع رفض بائع سوري التعامل مع الخفاجي قائلا لهم إنكم سبب خراب سوريا، ولا يعرف الخفاجي ماذا يقصد البائع في كلامه. ويؤكد الخفاجي الذي عاد الى العراق قبل نحو اسبوع ان العوائل العراقية التي سكنت حمص عانت الأمرين من التهديد بالقتل والجوع، مما اضطرها إلى الانتقال إلى دمشق.

وأصبحت حمص معقل المعارضة المسلحة التي بدأت قبل عدة أشهر بعد احتجاجات سلمية على حكم عائلة الأسد الممتد منذ 42 عاما.

من جانبه يؤكد علي حسن الذي كان يقيم في منطقة السيدة زينب ان الوضع لم يعد امنا هناك للعراقيين وان التفجيرات والاغتيالات بدأت تطالهم اضافة الى الكثير من التهديدات بدوافع طائفية، والتي تدعوهم بين الرحيل او القتل.

ولفت حسن الانتباه الى ان منشورات طائفية وزعت في منطقة السيدة زينب فحواها ان الشيعة هدف مشروع للعمليات الحربية والقتل طالما إنهم يؤيدون بشار الأسد.

وفي منطقة السيدة زينب تنتشر اللوحات والإعلانات لصور الرئيس السوري بشار الاسد الى جانب امين عام حسن نصر الله ومع الرئيس الإيراني احمدي نجاد.

كما اغتال مسلحون مجهولون الأسبوع الماضي، خطيب وإمام حسينية الحوزة العلوية في سوريا ناصر العلوي.وقالت أسرته إن شخصا أطلق رصاصة واحدة على وجه الضحية أمام منزله في منطقة السيدة زينب في دمشق.

و تبدو أحياء كثيرة في دمشق والمدن من حولها مثل منطقة الزهراء بمثابة قواعد عسكرية أكثر منها أحياء سكنية.

عراقيو السيدة زينب يوالون النظام السوري

وينظر اغلب السوريين الى منطقة السيدة زينب حيث يقيم اغلب العراقيين إلى أن هذه المنطقة موالية إلى النظام السوري مما يتوجب محاربتها أو محاصرتها.

وبالنسبة لكثيرين لم يكن موضوع العودة للعراق خيارا مطروحا قبل الآن، إلا أن الموقف الأمني والمعيشي المتدهور يحتم عليهم تغيير خططهم والعودة بسرعة إلى العراق.

وانخفضت اعداد اللاجئين العراقيين في سوريا الى ادنى مستويات لها في الاشهر القليلة الماضية، بعدما ظلت هذه البلاد لسنين طويلة المقصد الاول للنازحين للهروب من جحيم الحرب في العراق منذ العام 2003.

ابو تماضر سائق باص على خط دمشق – بغداد يوضح  ان العودة الى العراق قائمة على قدم وساق ويتوقع ان تخلو سوريا من العراقيين بعد وقت قصير.

وعاش حليم الاسدي في مدينة حلب مدن خمس سنوات بسلام وأمن، لكن عاد العراق منذ نحو ستة اشهر مؤكدا ان بعض العراقيين انضموا للقتال الى جانب الجماعات المسلحة والجيش السوري الحر.

ولم يفصح الاسدي عن أسباب ذلك لكنه، يعتقد أن اغلب هؤلاء الذين انضموا الى الجماعات المسلحة كانت لهم تجارب سابقة في القتال في العراق.

وفي ذات الوقت يشير محمد هاتف الذي كان يسكن مدينة حلب لمدة ثمان سنوات أن اغلب العوائل هناك أما انها عادت إلى العراق أو انتقلت إلى دمشق حيث الأمن أكثر سوخاً. وينبه هاتف الى صحة ما ذهب اليه الاسدي من أن عراقيين انضموا للقتال إلى الجيش السوري الحر.

فعاليات سياسية

وفي ذات الوقت يرى هاتف أن بعض العراقيين انخرطوا ايضا في فعاليات تدعم الرئيس الأسد عبر الفعاليات السياسية والدعائية والمظاهرات.

ابو رحيم صاحب مكتب سفر يقر بان الأوضاع في مدن سوريا بدات تؤثر بشكل مباشر على اللاجئين العراقيين، حتى الذين يسكنون مناطق بعيد نسبيا عن مناطق التوتر مثل السيدة زينب وجرمانا.

أما على الحسيني الذي يستعد للعودة الى سوريا لتصفيه اعماله التجارية فيقول إن المقيمين العراقيين يتجهون أما إلى الأردن أو إلى العراق، مؤكدا أنهم يتابعون تطورات الموقف ساعة بساعة.

ولا يخفي الحسيني تأكيداته من أن بعض العراقيين صاروا طرفا في النزاع من قريب أو بعيد حيث انقسموا بين مؤيد للنظام ومعاد له.

ويتابع الحسيني حديثه: “اغلب العراقيين المقيمين في مناطق دمشق وريفها مثل منطقة السيدة زينب وجرمايا يؤيدون النظام، في حين يؤيد العراقيون في حلب وحمص ومناطق التوتر -على ضآلة اعدادهم- المعارضة السورية”.

وكان يعتقد أبو سحر المقيم في سوريا منذ سنوات ويسعى عبر اقامته هناك من الهجرة إلى أوروبا، أن الأحداث في سوريا سحابة عابرة لكن الامر ليس كذلك على ما يبدو.

ولا يبدو الامر سهلا بالنسبة للكثير من العراقيين ان يتركوا البلاد على الفور لارتباطهم بأعمال تجارية اضافة الى ارتباط الاولاد بالمدارس.

أيام صعبة

وشهد عام 2005 والسنوات اللاحقة هجرة كبيرة للعراقيين إلى الخارج بعد تردي الأوضاع الأمنية وانتشار ظاهرة الاختطاف والقتل بالكثير من المدن العراقية.

وتصف ام حسن التي اقامت في سوريا قرابة عشر سنوات أن العراقيين هناك بدوا منهكين وجائعين بسبب تردي الأوضاع هناك.

وعادت ام حسن الى بلدها منذ نحو شهر مؤكدة ان الوضع في العراق افضل ما هو عليه في سوريا.

والتقت ام حسن الكثير من العراقيين الذي كانوا يقيمون في مناطق النزاع واكدوا لها انهم يعيشون اياما صعبة حيث القصف والمناوشات المسلحة واضطروا في بعض الأحيان إلى أكل أوراق الأشجار.

ويعترف محمد حسن الذي كان يقيم في مدينة درعا السورية العام الماضي انه كان يرى على الطريق أناسا ميتون بسبب القتال. ويضيف حسن: “العوائل التي نجت وتمكنت من الفرار اعتبرت نفسها محظوظة”.

وفي منطقة العلاوي في بغداد يشير رياض كامل الى جرح كبير في ساقة بسبب اصابته بشظية جراء انفجار في منطقة السيدة زينب مما دفعه إلى العودة إلى بلده.

وبالنسبة للعراقيين البعيدين عن مناطق القتال فان معاناتهم تتلخص في التضخم الكبير في السوق السوري وشحة المواد الغذائية والوقود كما ان انخفاض سعر صرف العملة المحلية كبد التجار العراقيين خسائر كبيرة.

بوتين يزور الشرق الاوسط للدفاع عن موقف روسيا من الأزمة السورية

أ. ف. ب.

يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاسبوع المقبل إلى الشرق الأوسط ويزور الأردن وإسرائيل للدفاع عن موقف موسكو حول الأزمات الكبرى في المنطقة لا سيما الأزمة السورية.

موسكو: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يقوم باول زيارة له الى الشرق الاوسط منذ عودته الى الكرملين في ايار/مايو سيدشن الاثنين في نتانيا بشمال تل ابيب نصبا اقيم في ذكرى الجنود السوفيات الذين ساهموا في الانتصار على النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.

وسيجري بعد ذلك محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس شيمون بيريز. والثلاثاء سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية ثم يلتقي العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في الاردن.

لكن الزيارة التي سيدشن فيها بوتين ايضا مركزا ثقافيا روسيا في بيت لحم تعتبر ايضا مهمة دبلوماسية تطغى عليها مسالة الازمة في سوريا كما يؤكد المحللون.

وموسكو على خلاف مع الدول الغربية حول هذه المسالة حيث ان الكرملين يعارض فرض عقوبات على دمشق ويرفض اي تدخل خارجي في هذا البلد.

ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس 2011 اوقعت حملة القمع والمعارك بين المسلحين والمتمردين اكثر من 15 الف قتيل، غالبيتهم من المدنيين بحسب اخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.

واعتبر الكسي مالاشنكو المحلل السياسي في فرع مركز كارنيغي في موسكو ان “زيارة بوتين هي طريقة لتمهيد الطريق حول سوريا وجس نبض اسرائيل والاردن بخصوص موضوع وصول سفن روسية” الى هذا البلد.

واعلنت الولايات المتحدة هذا الاسبوع ان روسيا تحضر لارسال ثلاث سفن لحماية مرفأ طرطوس السوري، قاعدتها البحرية الوحيدة في المتوسط.

من جهته قال الكسندر فيلونيك الخبير في معهد دراسات الشرق في الاكاديمية الروسية للعلوم “لا احد يرغب في ان يتزعزع استقرار الوضع بشكل اضافي”.

كما ان اسرائيل والاردن تواجهان مخاطر ان يترك تفاقم اعمال العنف في سوريا عواقب عليهما.

فعمان التي يحتمل ان تواجه تدفقا لعشرات الاف اللاجئين السوريين عززت الرقابة على الحدود.

وفي اسرائيل التي هي رسميا في حالة حرب مع سوريا، عبر الجنرال بيني غانتز رئيس هيئة اركان الجيش عن قلقه ازاء عدم الاستقرار المتزايد في هضبة الجولان الذي يمكن ان يسببه ضعف نظام دمشق.

واضاف “سيحاول بوتين اقناعهم بتليين موقفهم من بشار الاسد، يريد ايجاد شركاء حول هذه المسالة” لكنه “سيكون عليه ان يعدهم بتقديم لهم شيء في المقابل”.

وروسيا اكدت الخميس انها ثابتة على موقفها من الرئيس السوري حيث اعلنت انها ترفض اي خطة سلام لحل الازمة تتضمن رحيل الرئيس السوري.

في المقابل عبر الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في الاونة الاخيرة عن دعمه المعارضين السوريين معبرا عن امله في “انتصارهم”.

والخميس طلبت الجامعة العربية من موسكو وقف تسليم اسلحة لدمشق. ولم تتاخر الدبلوماسية الروسية في الرد ودافعت عن حقها في هذا المجال مؤكدة ان موسكو لا ترسل معدات من شانها ان تستخدم ضد مدنيين “مسالمين”.

كما يتوقع ان يتطرق بوتين خلال محادثاته الى عملية السلام في الشرق الاوسط والبرنامج النووي الايراني.

وقد عقدت مفاوضات استمرت يومين بين القوى الكبرى وطهران هذا الاسبوع في موسكو لكن بدون التوصل الى احراز تقدم في ملف ايران النووي المثير للجدل.

تركيا تتهم سوريا رسميّا بإسقاط طائرتها الحربية

أ. ف. ب.

أعلنت الحكومة التركية أن الطائرة الحربية التي فُقد الاتصال معها الجمعة أسقطت من قبل سوريا بحسب المعلومات المتوفّرة، مشيرة إلى استمرار عمليات البحث عن الطيارين. وتعهدت أنقرة بالاعلان عن موقفها النهائي حين يتم كشف الحقيقة كاملة حول الحادث.

انقرة: اعلن مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجمعة بعد اجتماع ازمة في انقرة ان المقاتلة التركية التي فقدت اليوم قبالة السواحل السورية قامت سوريا باسقاطها.

واورد بيان لمكتب اردوغان “بعد تقييم معطيات جمعتها المؤسسات المعنية ومعلومات تم الحصول عليها في اطار اعمال البحث والانقاذ، اتضح لنا ان سوريا قامت باسقاط طائرتنا”.

واضاف البيان ان “عمليات البحث والانقاذ في شان طيارينا الاثنين مستمرة”.

وتابع ان “تركيا ستعلن موقفها النهائي وستتخذ بعزم الاجراءات الواجب تبنيها حين يتم كشف الحقيقة كاملة حول هذا الحادث”.

من جانبها، أعلنت السلطات السورية فجر السبت ان وسائل الدفاع الجوي اسقطت قبل ظهر الجمعة طائرة عسكرية تركية بعدما “اخترقت المجال الجوي “السوري، وفق ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا عن ناطق عسكري.

وقال الناطق العسكري للوكالة ان “هدفا جويا مجهول الهوية اخترق مجالنا الجوي فوق مياهنا الاقليمية (…) فتصدت له وسائط دفاعنا الجوي على مسافة كيلومتر من اليابسة واصابته اصابة مباشرة فسقط في البحر” غرب محافظة اللاذقية.

واضاف “تبين لاحقا أن الهدف الجوي كان طائرة عسكرية تركية دخلت مجالنا الجوي وتم التعامل معها وفق القوانين المرعية”.

وتابع الناطق العسكري انه “تم التواصل بين قيادتي القوات البحرية في البلدين حيث تقوم سفن البحرية السورية بالاشتراك مع الجانب التركي في عمليات البحث عن الطيارين الاثنين المفقودين”.

وكانت هيئة اركان الجيش التركي افادت ان “اتصال الرادار واللاسلكي مع احدى طائراتنا التي اقلعت عند الساعة 10,30 (7,30 ت غ) من ملاطية (شرق تركيا) انقطع عند الساعة 11,58 في البحر جنوب غرب محافظة هاتاي (جنوب)” قرب سوريا.

وردا على اسئلة وكالة الاناضول قال حاكم ملاطية اولفي ساران ان الطائرة هي مقاتلة من نوع اف-4 وعلى متنها طياران.

ولم يتضمن البيان الذي صدر اثر اجتماع ضم رئيس الوزراء ورئيس اركان الجيش وقائد سلاح الطيران والعديد من الوزراء، تفاصيل عن المهمة التي كانت تقوم بها المقاتلة على مقربة من الاراضي السورية.

وكانت صحيفة خبرتورك قالت نقلا عن احد كبار صحافييها ويدعى فاتح ان رئيس الوزراء اكد له ان “اعتذارات وصلت بطريقة جدية للغاية من سوريا على علاقة بهذا الحادث، وان سوريا اعربت عن حزنها الكبير، مؤكدة ان ما جرى حصل نتيجة خطأ”، وذلك في ما اعتبر اعلانا غير مباشر بان المقاتلة سقطت بنيران سورية.

واوضحت الصحيفة ان اردوغان قال هذا الكلام لكاتب افتتاحياتها على متن الطائرة التي اقلتهما من البرازيل التي زارها رئيس الوزراء بعدما شارك في المكسيك في قمة مجموعة العشرين.

ونقلت الصحيفة ايضا عن اردوغان قوله انه “في هذه اللحظة تقوم قواتنا الجوية والبحرية بعمليات بحث وانقاذ في شرق البحر المتوسط ومن حسن الحظ ان طيارينا على قيد الحياة، ولم نفقد سوى طائرة”.

ولكن لدى عودته الى انقرة رفض اردوغان تأكيد ما نسب اليه من تصريحات. وقال خلال مؤتمر صحافي “لا يمكنني القول ان الطائرة اسقطت لانه ليس ممكنا في هذه المرحلة قول هذا قبل ان تتوفر لدي معلومات دقيقة”.

وردا على سؤال عما نسب اليه من تلقي انقرة اعتذارا من دمشق، امتنع اردوغان ايضا عن تأكيد هذا الامر عازيا السبب ايضا الى غياب “معلومات دقيقة”.

غير ان رئيس الوزراء قال للصحافيين ان المقاتلة وهي من طراز اف-4 سقطت في البحر على بعد ثمانية اميال بحرية (15 كلم) قبالة سواحل مدينة اللاذقية السورية، موضحا ان تركيا تجري عمليات بحث عن قائدي الطائرة بمشاركة اربع سفن حربية ومروحيات، وان عمليات البحث تشارك فيها ايضا قطع سورية.

وعقد اردوغان اجتماع ازمة مساء الجمعة في انقرة بمشاركة رئيس اركان الجيش والعديد من الوزراء للتباحث في هذا الحادث.

تضارب حول «إسقاط» مقاتلة تركية.. ومدرعات تقتحم حلب

عشرات الآلاف يتحدون النظام مجددا.. وأكثر من 200 قتيل خلال يومين * النظام ينتقم من الطيار المنشق بإحراق منزله * أنان يعتبر إيران جزءا من الحل.. ومجموعة «الاتصال» تبحث بدائل

بيروت: ثائر عباس وبولا أسطيح واشنطن: هبة القدسي موسكو: سامي عمارة

سيطر الغموض على ملابسات حادث إسقاط سوريا مقاتلة تركية ووقوعها في المياه الإقليمية السورية وتضاربت الأنباء حوله، في حين تريثت أنقرة في رد الفعل «تجنبا لانفعالات ليست في موقعها»، كما قال مصدر دبلوماسي تركي لـ«الشرق الأوسط». ولأول مرة تقتحم مدرعات الجيش النظامي شوارع مدينة حلب، لقمع المظاهرات الحاشدة التي خرجت هناك بالأمس، الأمر الذي دفع الأوضاع نحو مزيد من التوتر. واتحد عشرات الآلاف من السوريين أمس بخروجهم للمطالبة مجددا برحيل النظام الذي قتل أكثر من 200 شخص خلال يومين.

وجاء رد فعل النظام السوري تجاه عملية الانشقاق الناجحة التي نفذها أول من أمس العقيد السوري الطيار حسن مرعي حمادة حيث هبط بطائرته الحربية من طراز «ميغ21» في قاعدة الملك حسين الجوية طالبا اللجوء السياسي من السلطات الأردنية سريعا وقاسيا، إذ أشار ناشطون معارضون إلى أن قوات الأمن التابعة للسلطات السورية شنت هجوما شرسا ضد قرية ملّس جنوب غربي محافظة إدلب مسقط رأس العقيد المنشق وقامت بإحراق منزله وتدمير محتوياته.

من جهته أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان ضرورة توحد الأسرة الدولية من أجل الضغط على النظام السوري لوقف العنف وإيجاد حل سياسي للأزمة، مشيرا إلى استمرار المشاورات حول اجتماعات مجموعة الاتصال التي تجتمع في الثلاثين من الشهر الجاري في جنيف للبحث عن مقترحات وبدائل لتنفيذ خطة السلام ذات النقاط الست. وأكد أن مشاركة إيران في هذا الاجتماع ضرورة باعتبارها جزءا من الحل.

وفي غضون ذلك كشف سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية عن أنه طالب نظيره السوري وليد المعلم بضرورة الالتزام ببنود خطة كوفي أنان من أجل سرعة التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الراهنة. وكان المعلم وصل فجأة إلى سان بطرسبرغ حيث تجرى فعاليات المنتدى الاقتصادي الدولي ليلتقي لافروف على هامش أعمال هذا المنتدى في لقاء لم يجر الإعلان المسبق عنه.

الأمن السوري يقتحم بلدة العقيد المنشق في شمال سوريا.. ويحرق منزله

ناشطون: النظام فقد أعصابه ويمارس سياسة انتقامية * شخصيات سورية رفيعة المستوى تستعد للانشقاق

بيروت ـ لندن: «الشرق الأوسط»

جاء رد فعل النظام السوري تجاه عملية الانشقاق الناجحة التي نفذها أول من أمس العقيد السوري حسن مرعي حمادة حيث هبط بطائرته الحربية من طراز «ميغ21» في قاعدة الملك حسين الجوية طالبا اللجوء السياسي من السلطات الأردنية سريعا وقاسيا، إذ أشار ناشطون معارضون إلى أن قوات الأمن التابعة للسلطات السورية شنت هجوما شرسا ضد قرية ملّس جنوب غربي محافظة إدلب مسقط رأس العقيد المنشق وقامت بإحراق منزله وتدمير محتوياته. ولفت الناشطون إلى أن «عائلة العقيد الطيار تم إجلاؤها عن المنزل بواسطة الجيش الحر قبل تنفيذ العملية من قبل عناصر الأمن» مؤكدين أن «جميع أفرادها بخير».

وأشار محمد وهو ناشط في تنسيقيات مدينة إدلب للثورة السورية إلى أن «قوات الأمن الذين اقتحموا القرية، كانوا يستهدفون منزل العقيد المنشق حسن حمادة بالتحديد، حتى إنهم قاموا بتفتيش بعض منازل القرية بحثا عن عائلته» ويجزم الناشط أن «العملية دافعها انتقامي ثأري».

وعن هروب العائلة من المنزل قبل وصول الأمن قال محمد «كنا نتوقع الهجوم على القرية وعلى منزل العقيد المنشق، فقد حدث ذلك في مرات عديدة، حيث قامت قوات النظام سابقا بالهجوم على منزل المقدم المنشق حسين هرموش في قرية ابليين وقامت بإحراقه وتدميره». ويرى الناشط المعارض أن «النظام السوري فقد أعصابه منذ فترة، وصار يتصرف بأسلوب عشوائي انتقامي وعملية إحراق منزل العقيد المنشق أكبر دليل على ذلك». ويضيف «هذه هي المرة الأولى التي يفقد فيها نظام الأسد طائرة تهبط في الأردن وتتسبب له بإحراج كبير لا سيما بعد حصول الطيار المنشق على لجوء سياسي من السلطات الأردنية».

ويؤكد محمد أنه «إذا انتشرت الانشقاقات داخل سلاح الجو السوري هذا يعني أن النظام سيتأثر كثيرا من الناحية العسكرية فالطائرات هي السلاح الوحيد الذي يتفوق فيه على الجيش الحر بعد أن قام الثوار بتفجير العديد من المدرعات والدبابات في مناطق مختلفة، مما يعني أن نظام الأسد لا يستطيع أن يزج بعد الآن السلاح الجوي في معركته ضد المنتفضين وسيصبح طرفا في معركة متساوية قد تحسم قريبا بهزيمته».

وتقع قرية ملّس التي يتحدر منها العقيد حمادة على الطريق العام لمدينة أرمناز وهى قرية رومانية قديمة تعود إلى الحكم الروماني حيث وجد فيها مجموعة من الآثار والقبور الرومانية عند سفح جبلها. تمتد هذه القرية على سهل الروج وهي ذات تربة خصبة. وكان يتزعم هذه القرية عائلة شعبان آغا وهي عائلة منحدرة من أصول عربية عريقة تعود بنسبها للطائفة العلوية. واشتهرت هذه القرية بصعوبة تضاريسها الجبلية السهلة.

يشار إلى أن العقيد الطيار المنشق حسن مرعي حمادة هو من الفرقة 20 اللواء 73 المتمركزة في مطار خلخلة العسكري في مدينة السويداء يحمل رتبة قائد سرب البحوث العلمية في المطار، رفض الذهاب في مهمة لقمع المنتفضين في مدينة درعا وهبط بطائرته في الأردن.

إلى ذلك، كشف مسؤولون أميركيون عن أن أفرادا بالدائرة المقربة من الرئيس بشار الأسد يعدون «مخططات سرية للانشقاق» مع انشقاق عقيد القوات الجوية السورية عن مهمة الهجمات وإقلاعه بطائرة «ميغ» إلى الأردن. حسب ما جاء في مقال نشرته صحيفة «ديلي تلغراف» في عددها الصادر أمس.

ويحيك أعضاء بالحلقة المقربة من بشار الأسد مخططات سرية للانشقاق والانضمام إلى صفوف المعارضة، إذا ما بات النظام السوري مهددا بشكل خطير من جانب الثورة، حسبما صرح مسؤولون أميركيون.

وجاء في المقال، إن «شخصيات عسكرية رفيعة المستوى تضع استراتيجيات خروج وتنشئ قنوات اتصال مع الثوار لمناقشة كيف سيتم استقبالهم في حالة انشقاقهم». وأن قائدي ثلاث طائرات «ميغ» يفكرون في الانشقاق، لكنهم قلقون من ألا يتم قبولهم بين صفوف المعارضة. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى في واشنطن، إن بعض أقرب المقربين للرئيس السوري يخططون الآن للهروب. وأضاف «نحن نرى أفرادا بالدائرة المقربة من بشار الأسد يرسمون خططا للرحيل».

وتشمل خططهم تحويل مبالغ ضخمة إلى مصارف لبنانية وصينية والاتصال بعناصر من المعارضة وبحكومات غربية. وأكدت جماعات المعارضة السورية أنها تطلب المساعدة من أميركا لتشجيع المزيد من الانشقاقات.

وقال مصدر رفيع المستوى من المعارضة: «إنني على يقين من أن هناك بعض الضباط أصحاب الرتب الرفيعة ممن هم في انتظار اللحظة المناسبة للانشقاق. ولدينا أسماء لشخصيات من داخل القصر الرئاسي. وهناك شائعات تفيد بأن هناك شخصا مقربا من الرئيس يعتزم الانشقاق ونحن نتوقع مغادرته البلاد عما قريب».

وأوقد انشقاق العقيد حسن مرعي حمادة آمال المعارضة في احتمال أن يكون ذلك بداية لموجة من الانشقاقات.

وتحدث ناشط لصحيفة «ديلي تلغراف» قائلا «كان هو وثلاثة آخرون من قائدي طائرات (ميغ) في مهمة لقصف درعا (معقل الثوار الجنوبي) وقد خاطر بحياته». ويضيف: «كان هناك حديث دائر عن انشقاقات، لكن الثلاث طائرات المقاتلة الأخرى لم تنشق لخوف قائديها ولعدم تأكدهم من أنه سيتم قبولهم في الأردن».

وصرح البيت الأبيض بأن إدارة أوباما «رحبت بقرار الطيار اتخاذ الإجراء الصائب».

قالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية: «هكذا تبدأ الأشياء. من الواضح أن إقلاع طيار بطائرة سعرها 25 مليون دولار متجها إلى دولة أخرى تعتبر بمثابة لحظة فارقة».

وتزعم جماعات المعارضة أن نظام الأسد قد تمكن من منع انشقاقات واسعة من خلال حملة منظمة بحذر شديد، كما اعتادت شخصيات رفيعة المستوى ابتزازهم بالتهديد كي يظلوا موالين للنظام.

وقد وردت تقارير عن إدارة النظام مراكز اعتقال في دمشق، يوضع فيها أفراد أسر الدبلوماسيين تحت مراقبة المخابرات أو البوليس السري.

وتم الآن مجددا تفعيل القوانين القديمة التي تلزم كل أفراد الجيش بتلقي ختم تصديق من المخابرات قبيل مغادرة البلاد، والذي لم تتم ملاحظته مؤخرا إلا في حالة الخرق، بقوة، بحسب مصدر في دمشق.

الأمم المتحدة تعلن أن 1.5 مليون سوري بحاجة لمساعدات إنسانية

جهود المنظمات الدولية لإجلاء المدنيين من حمص تبوء بالفشل

بيروت: بولا أسطيح

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عددا من هم بحاجة لمساعدات إنسانية في سوريا ارتفع إلى 1.5 مليون شخص بعدما كان مليونا منذ نحو أربعة أشهر. وفيما تحدثت الأمم المتحدة عن أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وزع غذاء على 461 ألف سوري بحلول منتصف يونيو (حزيران) ويسعى لزيادة العدد إلى 850 ألفا في يوليو (تموز) المقبل، قال روبرت واتكنز ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان إن تصاعد أعمال العنف في سوريا يعرقل جهود المنظمة الدولية لتوسيع نطاق عمليات الإغاثة ومساعدة الأشخاص المحاصرين في الاضطرابات المستمرة منذ 15 شهرا.

وأوضح واتكنز أن المنظمة الدولية ما زالت توصل المساعدات لكن خطط إنشاء مكاتب ميدانية في 4 من أكثر المناطق تضررا في سوريا تواجه عقبات. وأضاف: «تزايد أعمال العنف جعل من الصعب جدا تحقيق التواجد الميداني وهو مهم جدا لضمان توصيل المساعدات الإنسانية».

ورغم إعلان القوات الحكومية والقوات المعارضة الأربعاء الماضي الموافقة على طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعقد هدنة لأسباب إنسانية، بعد أكثر من عشرة أيام من القتال المكثف، لا تزال اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر ممنوعة من دخول مدينة حمص المنكوبة بسبب استمرار القصف وإطلاق النيران. وقد عاد الفريق المكون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري إلى دمشق مساء أول من أمس الخميس بعد فشل كل جهوده لدخول المدينة لإجلاء المدنيين.

وبالأمس، دعا «الهلال الأحمر» العربي السوري واللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» جميع الأطراف إلى السماح لهما بالدخول إلى مدينة حمص القديمة من أجل تقديم مساعدات وإجلاء المدنيين المحاصرين في القصف والاشتباكات، بعدما باءت محاولتان أول من أمس بالفشل.

وفي هذا السياق، قال مدير العمليات في المنظمة خالد عرقسوسي، في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية «ندعو جميع الأطراف إلى تجنيب المدنيين ويلات الاقتتال والسماح لنا بالدخول لتقديم المساعدات وإجلاء المدنيين إلى مكان آمن»، مضيفا: «سنتابع التفاوض بعد أن فشلنا أول من أمس مرتين بدخول الحي بسبب عدم تقيد الأطراف بوقف إطلاق النار المتفق عليه». أما المتحدثة باسم اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» رباب الرفاعي، فدعت «جميع الأطراف المتقاتلة إلى السماح للمواطنين المدنيين بالذهاب إلى أماكن أكثر أمانا وتفادي آثار القتال والحصول على الرعاية الطبية المناسبة»، مؤكدة أن اللجنة «ستحاول دخول هذه المناطق لإجلاء الجرحى والمرضى والمدنيين وتقديم المساعدة»، ولافتة إلى أنها «لا تستطيع التنبؤ بتاريخ ذلك».

وأضافت: «لا يمكننا معرفة تاريخ عودة فريقنا إلى حمص، بعد أن عاد أدراجه أمس إلى دمشق إثر محاولتين باءتا بالفشل لإجلاء المدنيين من أحياء حمص القديمة»، وقالت: «ستتم مناقشة الإجراءات القادمة داخليا ومع شريكنا منظمة (الهلال العربي السوري) قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بعودتنا إلى هناك»، مشددة على أن «القانون الدولي الإنساني يقتضي حصول الجرحى والمرضى على العناية والعلاج اللازمين».

بدوره، حمل المجلس الوطني السوري «نظام الأسد المسؤولية الكاملة عن منع فريق الصليب الأحمر الدولي من إخلاء آلاف المدنيين المحاصرين في حمص»، متهما إياه بمنع الماء والغذاء والدواء عنهم واستخدامهم للضغط على الجيش السوري الحر والمقاومة الشعبية بغية كسر إرادة المدينة الباسلة وأهلها الأبطال.

وإذ دعا المجلس المجتمع الدولي لبذل جهود أكبر لضمان سلامة المدنيين السوريين، وخاصة أن المحاصرين والرازحين تحت قصف قوات النظام، أغلبهم من الأطفال والنساء وبينهم عدد من المرضى وكبار السن، شدد على أن ذلك يتطلب تدخل المنظمات الحقوقية والإغاثية للضغط على النظام ومنعه من مواصلة ارتكاب جرائمه.

ومن حمص، جدد سليم قباني، عضو لجان التنسيق المحلية مناشدته المنظمات الدولية لدخول حمص لإجلاء الجرحى، «خاصة أن بعضهم حالاتهم خطيرة جدا وتتطلب بتر أرجل أو عمليات جراحية كبيرة لا إمكانية لإجرائها في ظل فقدان معظم المواد الطبية الأساسية.» وإذ أكد قباني أن قوات الأمن السورية تمنع خروج أي مدني من أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء حمص القديمة، تحدث عن «أجواء رعب يعيشها هؤلاء فهم من جهة راغبون بمغادرة أحيائهم التي تتعرض لحرب إبادة ومن جهة أخرى خائفون أنهم إذا ما خرجوا يتم اعتقالهم أو تصفيتهم». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «النظام يسعى لإيهام المجتمع الدولي بأن الجيش الحر يرفض دخول الصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى حمص ليقول: إنهم مجموعة من الإرهابيين تحتجز المدنيين وتقتلهم». وشدد قباني على وجوب إنشاء مكاتب ميدانية للمنظمات الدولية في حمص وغيرها من المدن المنكوبة لمد السكان بالمواد الغذائية والطبية الأساسية خاصة بعدما أصبحت المستشفيات تحت السيطرة المباشرة لقوات الأمن.

بالمقابل، اتهمت وزارة الخارجية السورية من سمتها بـ«المجموعات الإرهابية» بإفشال مساعي دخول الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري إلى حمص بهدف إخراج الجرحى والمرضى وكبار السن والأطفال والنساء وأصحاب الاحتياجات الخاصة والمواطنين المدنيين الآخرين وإدخال المعونات الطبية والغذائية.

ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر رسمي في الوزارة قوله: إن «المجموعات الإرهابية المسلحة لم تنكث بوعودها في إدخال المساعدات وإخراج المواطنين الذين وقعوا ضحايا لها فحسب بل ارتكبت جريمة موصوفة تتمثل في قيامها بإطلاق النار على وفدي الصليب الأحمر والهلال الأحمر معلنة رفضها لخروج أي مواطن جريح أو مريض».

تضارب في المعلومات بين سقوط و«إسقاط» طائرة تركية في الأجواء السورية

صحافيون أتراك نقلوا عن أردوغان أن السلطات السورية اعتذرت.. وهو «لا يستطيع التأكيد»

بيروت: ثائر عباس

سيطر الغموض على ملابسات حادثات إسقاط سوريا مقاتلة تركية ووقوعها في المياه الإقليمية السورية، فيما تريثت أنقرة في رد الفعل «تجنبا لانفعالات ليست في موقعها» كما قال مصدر دبلوماسي تركي لـ«الشرق الأوسط».

وتضاربت المعلومات – كما التصريحات – التركية فيما خص الحادثة، فبعد إعلان مصادر عسكرية تركية عن إنقاذ الطاقم، وإعلان رئيس الوزراء التركي عن اعتذار سوري، عادت الأمور إلى الغموض مجددا مع نفي أردوغان وجود معلومات لديه عن «إسقاط» الطائرة من قبل السوريين، مفضلا استعمال عبارة «سقطت» نافيا وجود اعتذار سوري.

وأبلغت مصادر رسمية تركية «الشرق الأوسط» أن قطعا بحرية تركية وسورية شاركت في البحث عن حطام الطائرة والطيارين اللذين يعتقد أنهما سقطا في منطقة تبعد نحو 8 أميال غرب مدينة اللاذقية السورية، فيما رفض رئيس الوزراء التركي الحديث عن تداعيات هذه الحادثة على الوضع بين البلدين المتأزم أصلا بسبب انحياز تركيا إلى المعارضة السورية واستضافته قيادة «الجيش السوري الحر» المنشق عن النظام. واكتفى أردوغان بالقول: «فلننتظر ونر».

وقال صحافيون أتراك رافقوا أردوغان في رحلة العودة من البرازيل إلى أنقرة إن رئيس الوزراء أبلغهم أن السلطات السورية اعتذرت عن إسقاط الطائرة عن طريق الخطأ. وقال إن السلطات السورية سارعت إلى تقديم اعتذار جدي وأعربت عن أسفها. وأشار إلى أنه تم إبلاغ الجانب التركي أن الحادثة تمت عن طريق الخطأ. وعندما سأله أحد الصحافيين عما إذا كان الأمر سيشعل فتيل أزمة كبيرة، قال: «فلننتظر ونر».

غير أن أردوغان نفى هذه المعلومات في وقت لاحق قائلا إنه لا يستطيع أن يؤكد إسقاط السوريين للطائرة ولا اعتذارهم. وقال أردوغان: «فقدنا طائرة وحتى الآن ليست لدينا معلومات عما حدث وما إذا كانت قد أسقطت.. نعمل مع السوريين في إطار عمليات بحث وإنقاذ»، مضيفا أنه لا توجد معلومات أيضا عن مصير الطيارين اللذين كانا على متن الطائرة. ونفى أردوغان التصريحات التي نسبتها له صحيفة «حريات» بأن سوريا اعترفت بإسقاط الطائرة المفقودة وقدمت اعتذارا بهذا الشأن قائلا: «لم أتلق مثل تلك المعلومات». وأضاف: «لا أعلم ما إذا كان السوريون اعتذروا، وإذا اعتذروا لا أعرف عما اعتذروا» ورفض أردوغان الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بأسباب عمل تلك الطائرة بالقرب من السواحل السورية.

وقالت مصادر عسكرية تركية إن الطائرة من طراز «إف 4» أسقطت من قبل الجيش السوري، مشيرة إلى أنها سقطت في المياه الإقليمية السورية. وتضاربت المعلومات حول مصير قائدي الطائرة، ففيما قالت مصادر عسكرية إن سلاح الجو التركي استطاع إنقاذ الطيارين اللذين كانا في المياه، من دون أن توضح ما إذا كان الإنقاذ تم في المياه السورية أم لا، أشارت محطة «سي إن إن التركية» إلى أن الطيارين أنقذا من منطقة تبعد 8 أميال عن المياه الإقليمية السورية، غير أن أردوغان ألقى بمزيد من الغموض حول مصيرهما بقوله إنه متأكد أنهما لم يقعا في أيدي القوات السورية.

وقالت المصادر إن السلطات التركية تنتظر إذنا من السلطات السورية لبدء عملية البحث عن حطام الطائرة في المياه الإقليمية السورية، وإن قوة من البحرية التركية توجهت إلى مقربة من مكان سقوط الطائرة. وقالت المصادر التركية إن الاتصال انقطع مع طاقم الطائرة بعيد إقلاعها من قاعدة مالاطيا، وإنها اختفت عن شاشات الرادار في منطقة تقع جنوب محافظة هاتاي الحدودية. وأشارت المعلومات إلى أن الطائرة أقلعت من القاعدة في العاشرة صباحا، وأن الاتصال انقطع معها قرابة الثانية عشرة ظهرا.

وانعقد مساء اجتماع أمني استثنائي في منزل أردوغان، حضره وزير الداخلية إدريس شاهين ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو ووزير الدفاع عصمت يلماظ ورئيس أركان الجيش التركي نجدت أوزيل.

وبدوره، رفض الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال الإفصاح عن المزيد من المعلومات حول الحادثة، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن المعلومات تشير إلى سقوط الطائرة، وإنه سوف يتم تزويد وسائل الإعلام بالمعلومات فور توفرها.

وكان أونال أكد أن بلاده تؤوي 32 ألف و700 لاجئ سوري، بينهم 12 جنرالا، مشيرا إلى أن الجنرالات الذين خدموا في الجيش السوري تحت قيادة الرئيس بشار الأسد هم الآن بمثابة ضيوف على تركيا. وقال إن أنقرة «تريد وتقوم بجهود مناسبة لوضع نهاية لحالة عدم الاستقرار في سوريا. بالنسبة لنا من المهم أن يقف نزيف الدم بأسرع ما يمكن. إنه أمر هام للشعب السوري وللدول المجاورة، لأن عدم الاستقرار في الأراضي السورية يؤثر على وضع الدول التي تحدها».

وشدد على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بنشاط فعال لحل الأزمة السورية، مشيرا إلى أنه بعد إطلاق خطة كوفي أنان قتل في سوريا أكثر من ألفي إنسان، وهذا يعكس صعوبة الوضع هناك. واعترف بأن اجتماعي «مجموعة أصدقاء سوريا» ومجموعة الاتصال حول سوريا لم يعطيا نتائج بعد.

ونفى أونال ما قالته صحيفة «نيويورك تايمز» نقلا عن مسؤولين أميركيين وعناصر استخباراتية عربية بأن تركيا تهرب أسلحة عبر أراضيها إلى شبكة المعارضة السورية، وقال أونال «إنها معلومات لم يتم إثباتها». ونفى أن تكون تركيا تقوم بتزويد الأسلحة لأي بلد مجاور، بما فيها سوريا، مؤكدا أن الشعب السوري هو من يحل القضايا المتعلقة بمستقبله.

ونفى أونال أيضا صحة تقارير أنباء عن منع الصحافيين من زيارة المخيمات الإنسانية للنازحين السوريين جنوبي البلاد للاطلاع على أحوال اللاجئين الفارين من أعمال العنف بسوريا. وأشار إلى أن «السماح لممثلي وسائل الإعلام بدخول معسكرات اللاجئين السوريين يتم يوميا بشكل سلس ودون معوقات في إطار القواعد المعدة من السلطات التركية». واعتبر تقارير الأنباء التي أوردتها وسائل إعلام أميركية عن صعوبة دخول هذه المخيمات المقامة قرب الحدود الدولية مع سوريا بأنها «غير صحيحة».

السوريون يستنجدون بالشعوب بعد أن فقدوا الأمل بالحكام

متظاهرون يحيون الطيار اللاجئ إلى الأردن ويتوعدون بقدوم نسور الجيش الحر

لندن: «الشرق الأوسط» بيروت: بولا أسطيح

لأول مرة تقتحم مدرعات الجيش النظامي شوارع مدينة حلب، لقمع المظاهرات الحاشدة التي تخرج هناك، الأمر الذي دفع الأوضاع نحو مزيد من التوتر في العاصمة التجارية التي حرص النظام طيلة أشهر على تبريد جبهتها، على الضد من سياسته تجاه المناطق الأخرى التي أخذت بالاتساع لتصل إلى أحياء أطراف العاصمة دمشق بعد التهاب ريفها بالكامل.

وقالت لجان التنسيق المحلية أن أكثر من أربعين شخصا قتلوا في سوريا برصاص قوات الأمن والجيش النظامي يوم أمس في جمعة «إذا كان الحكام متخاذلين فأين الشعوب؟» في وقت اتهمت فيه السلطات السورية «مجموعات إرهابية مسلحة» بارتكاب «مجزرة وحشية» في دار عزة في ريف حلب.

وبينما استمر القصف على بلدات في محافظات درعا وإدلب وحمص وريف دمشق، خرجت مظاهرات في أغلب المدن السورية تطالب برحيل النظام. وتتساءل عن دور الشعوب في مساندة ثورة الشعب السوري، بعدما تخاذل الحكام عن نصرتها، وأخذت مظاهرات يوم أمس جمعة صيغة سؤال ينطوي على كثير من الخيبة «إذا كان الحكام متخاذلين فأين الشعوب» والتي تأتي بعد سلسلة مذابح وتعليق عمل فريق المراقبين وعجز المجتمع الدولي عن وقف القتل في البلاد، حتى إن المتظاهرين في خان شيخون في ريف إدلب – شمال غرب – رفعوا لافتة أعلنوا من خلالها «لم يعد لدينا ما نقوله».

وقتل في حلب عشرة أشخاص على الأقل في إطلاق نار مباشر على مظاهرة حاشدة خرجت في حي صلاح الدين وجرح العشرات بعد دخول 4 مصفحات عسكرية إلى الحي وقيامها بإطلاق الرصاص بشكل جنوني وتعد هذه المرة الأولى التي تدخل فيها الآليات العسكرية شوارع مدينة حلب.

من جانبه أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 26 شخصا من الموالين للنظام السوري قتلوا الجمعة في كمين نصبه مجهولون لسيارات كانت تقلهم في ريف حلب الغربي. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، إن «26 شخصا من الموالين للنظام وغالبيتهم من المدنيين قتلوا بالرصاص في كمين نصب لهم أثناء مرورهم بسياراتهم في منطقة في ريف حلب الغربي». بالمقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، نقلا عن مصادر رسمية في محافظة حلب، أن «المجموعات الإرهابية المسلحة خطفت عددا من المواطنين وارتكبت مجزرة بحقهم في دارة عزة بريف حلب ومثلت بجثثهم ونكلت بها».

ووزع المرصد السوري شريط فيديو حول الحادثة يظهر عددا من الجثث التي تغطيها الدماء على طريق إلى جانب سيارة مدنية بينها جثتان على الأقل مع لباس عسكري. ويقول صوت الشخص الذي قام بالتقاط الصور «هؤلاء هم شبيحة بشار الأسد».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» أعلن المقدم المظلي المنشق خالد الحمود تبني الجيش الحر للعملية التي قال إنّها استهدفت الشبيحة متوعدا بتصعيد العمليات في داخل مدينة حلب. وقال: «هدفنا الأساسي اليوم هم الشبيحة وليس قوات الأمن لأنّهم يشكلون خطرا أكبر علينا».

وبينما تحدثت لجان التنسيق المحلية عن مقتل الطفل عبد الرحمن كنعان (13 عاما) في الزبداني وجرح عشرة آخرون عندما أطلق الأمن النار على مظاهرة خرجت بعد صلاة الجمعة، أفادت اللجان عن خروج مظاهرات في بلدات معرة النعمان وكفرومة بإدلب وبلدتي الدرباسية في الحسكة وكوباني في ريف حلب، أما في حلب نفسها فقد خرجت مظاهرات في حي صلاح الدين تعرضت لرصاص الأمن والشبيحة، وأفاد ناشطون من حلب بأن قوات الجيش فتحت نيران المدافع الثقيلة على حشد من المتظاهرين في مدينة حلب، مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل. وذكر النشطاء أن آلاف المتظاهرين المناوئين لحكم الرئيس بشار الأسد كانوا في مسيرة باتجاه ساحة سعد الله الجابري بوسط حلب، عندما فتحت أربع عربات مدرعة النار عليهم.

وفي ريف دمشق قتل عشرة في مدينة دوما التي تتعرض للقصف منذ عدة أيام في ظل حصار خانق، حتى باتت مدينة منكوبة، وقال ناشطون إن قوات الجيش النظامي تابعت «حملتها الهمجية على مدينة دوما وقد سجل يوم أمس سقوط ثلاث قذائف منذ ساعات الصباح في أنحاء متفرقة من المدينة كما سمع إطلاق نار متقطع في محيط بلدية دوما» غير أن «الأهالي في معظم المناطق تحدوا كل الإرهاب وخرجت مظاهرة من جامع الهدى تحت التهديد بالقصف والقنص» وما تزال المدينة تعيش ظروفا معيشية قاسية جدا حيث لا يتوفر الخبز والمواد التموينية والمحروقات والبضائع بسبب الحصار بالإضافة لاستمرار قطع الاتصالات.

وفي ريف دمشق أيضا شهدت منطقة لخابوري في مدينة الهامة اشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي، وقالت مصادر محلية في الهامة لـ«الشرق الأوسط» إن شبيحة من جبل الورد الموالي للنظام قاموا بالهجوم الشرس وبمختلف أنواع الأسلحة على المتظاهرين في مدينة الهامة، وسقط شهيد وثلاثة جرحى على الأقل في اشتباكات استمرت عدة ساعات.

كما دارت اشتباكات عنيفة في مدينة داريا: اشتباكات وسط المدينة التي شهدت خروج عدة مظاهرات عدة مساجد تم مواجهتها بالرصاص المباشر وسقطت عدة إصابات، كما حوصر المصلون في جامع مصعب بن عمير، مع وجود عدة جرحى داخل المسجد، وقالت مصادر محلية إن الجيش الحر تدخل لفك الحصار عن المسجد وقام بضرب أحد الحواجز داخل المدينة، وتبع ذلك اشتباكات عنيفة وسط المدينة في ظل انتشار أمني كبير بالآليات العسكرية الثقيلة، ونشر للقناصة على المباني الحكومية والمباني العالية، وإطلاق الرصاص على كل ما يتحرك وشوهد تحليق للطيران المروحي فوق سماء المدينة لدى وصول تعزيزات كبيرة.

وفي المعضمية سجل صباح أمس اقتحام المدينة من قبل قوات الجيش النظامي والشبيحة بالمشاة والعتاد الكامل ترافقهم المصفحات وتم شن حملة اعتقالات واسعة رافقها إطلاق نار كثيف وتهريب للمحلات والمنازل والسيارات. وفي المليحة سمع دوي انفجار قوي قبل صلاة الجمعة من جهة إدارة الدفاع الجوي والحاجز القريب منها في البلدة تلاه انقطاع التيار الكهربائي وإطلاق نار متقطع. وفي الزبداني عقب صلاة الجمعة تعرضت المدينة لقصف مدفعي عنيف استهدف منازل المدنيين مما أدى إلى سقوط قتيلين على الأقل وعدد كبير من الجرحى، كما تم قصف مزارع رنكوس من الطائرات الحربية.

وخرجت مظاهرات في غالبية بلدات ومدن ريف دمشق في الغوطتين الشرقية والغربية، وفي العاصمة دمشق أطلقت قوات الأمن النار على مظاهرات خرجت في حي المزة من مساجد المصطفى والكفرسوسي والفاروق والإخلاص كما هوجم المصلون في مسجد الكبير من قبل شبيحة من المزة بالسكاكين والهراوات وقضبان من الحديد وذلك لتفريق المصلين ومنع خروج المظاهرات وفق ما قاله ناشطون في تنسيقيات دمشق. وفي حي القابون تبنى الثوار عملية تفجير باص يقل شبيحة وسيارة زيل عسكرية عند التربة في طريق النهر. وفي حي التضامن أطلقت قوات الأمن نار كثيف على عدة مظاهرات خرجت من جوامع الحي: جامع عثمان بن عفان – جامع علي بن ابي طالب – جامع أمهات المؤمنين. وقال ناشطون إن الأوضاع توترت جدا في حي التضامن بعد «سقوط عدد من الجرحى واستشهاد طفل ووصول تعزيزات أمنية إلى الحي وانتشارها هناك بكثافة مع أعداد كبيرة من الشبيحة» وفي حي الميدان حوصرت المساجد وتحولت الحارات المنتفضة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية مع نشر القناصة ورشاشات بي كي سي وتحت الجسر وفي الغواص وأبو حبل والقاعة والكورنيش.

وخرجت مظاهرات في عدة أحياء من مدينة دمشق: الميدان وكفرسوسة ونهر عيشة والقدم والعسالي، فضلا عن جوبر وبرزة. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالحرية وتدعم الجيش الحر وتطالب بإسقاط النظام ومحاكمة رموزه. وحيوا العقيد الطيار المنشق وحملوا لافتات في السبينة تسخر من دعايات النظام التي تخونه فكتبوا «نظن أن الطيار سلفي أو إرهابي أو مندس أو جرثومة» و«نفض النسر السوري الغبار عن جناحيه.. نسور الجيش الحر قادمة».

ووفقا لشبكة «شام» الإخبارية فقد قتل طفل في مظاهرة بحي السيدة زينب. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عشرة قتلوا في ريف دمشق معظمهم في مدينتي دوما والزبداني، كما قتل سبعة أشخاص بقصف في اللاذقية وفي درعا قتل خمسة أشخاص بينهم سيدة، وواحد في كل من حمص وحماه.

كوفي أنان: إيران جزء من الحل وما يحدث في سوريا لا يمكن استمراره

مجموعة الاتصال تبحث بدائل ومقترحات لتقديمها لمجلس الأمن

واشنطن: هبة القدسي باريس: ميشال أبو نجم

أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان ضرورة توحد الأسرة الدولية من أجل الضغط على النظام السوري لوقف العنف وإيجاد حل سياسي للأزمة، مشيرا إلى استمرار المشاورات حول اجتماعات مجموعة الاتصال التي تجتمع في الثلاثين من الشهر الجاري في جنيف للبحث عن مقترحات لتنفيذ خطة السلام ذات الست نقاط. وحذر أنان من إطالة الوقت بحيث تخرج الأزمة السورية عن إطار السيطرة وتمتد إلى الدول المجاورة. وأكد أن مشاركة إيران في هذا الاجتماع هو ضرورة باعتبارها جزءا من الحل.

وخلال المؤتمر الصحافي المشترك بجنيف صباح أمس مع الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، قال أنان: «لقد دعمت قرار الجنرال مود عندما اتخذ قرارا صعبا بتعليق أنشطة بعثة المراقبين في سوريا، نظرا لتصاعد أعمال العنف. والمراقبون حريصون على استئناف عملهم والتزامهم بمساعدة الشعب السوري لكن يجب أن تسمح الظروف لهم بالقيام بعملهم، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا باتخاذ قرار استراتيجي لوقف العنف والتعاون الكامل مع المراقبين».

أشار أنان إلى مشاورات مكثفة مع عدد من الوزراء والمسؤولين في عواصم العالم حول ترتيبات عقد اجتماع وزاري لمناقشة ما يمكن اتخاذه من إجراءات إضافية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وقال أنان: «لقد حان الوقت لزيادة مستوى الضغط على جميع الأطراف وإقناعهم بأن من مصلحتهم وقف القتال وبدء المحادثات». وأضاف: «نحن نمضي قدما، وعلينا الحفاظ على أهدافنا بحزم لوقف أعمال القتل ومساعدة السكان الذين يعانون، وتأمين عملية انتقال سياسي، وضمان ألا تمتد الأزمة السورية إلى الدول المجاورة».

وحذر أنان من إطالة الفترة دون التوصل لحل وقال: «كلما طال انتظارنا أصبح مستقبل سوريا أكثر قتامة ولا يمكن أن تكون العملية مفتوحة إلى ما لا نهاية، ومن الضروري أن تسفر مشاوراتنا عن نتائج إيجابية في وقت قريب، وخلاف ذلك، فإنني أخشى أن نصل إلى اليوم الذي يكون فد فات أوان وقف هذه الأزمة بحيث تخرج عن السيطرة».

وفي سؤال للصحافيين حول قدرة اجتماع مجموعة الاتصال على الخروج بنتائج تغيير الأوضاع في سوريا، أجاب أنان: «آمل أن مجموعة الاتصال التي تشمل الدول الأعضاء بمجلس الأمن والدول المعنية بالأزمة السورية تدرك ضرورة اجتماع المجتمع الدولي على رأي واحد، وأن تمارس ضغطا حتى يمكن التوصل إلى نتائج، لأن الوضع الحالي مدمر، ويؤثر على الشعب السوري» وأضاف أنان: «المجموعة ستناقش الإجراءات الإضافية التي يمكن اتخاذها لضمان تنفيذ خطة السلام ذات الستة نقاط وإذا اتخذنا قرارا سنعلنه».

وأبدى أنان تفاؤله بالقدرة على إحداث تغيير في الأزمة السورية وقال: «عندما يتحدث المجتمع الدولي بصوت واحد، ويمارس ضغوطا فإن شيئا ما يمكن أن يحدث، وقد مرت ثلاثة أشهر على خطة السلام ونحن نواصل الضغط، وعلينا إيجاد بدائل، وأسمع تعليقات بشأن عدم تنفيذ الخطة، وهناك أزمات دولية رأينا فيها عدم التزام بتنفيذ الخطط، ثم حدثت تحالفات استراتيجية أدت إلى تغيير الموقف والاستجابة، ونأمل أن نرى تغييرات إيجابية في موقف الحكومة السورية».

وحول مشاركة إيران في الاجتماع أكد أنان أن الأسبوع الحالي يشهد مناقشات لوضع الصورة النهائية لتشكيل المجموعة وقال: «رأيي الشخصي أن إيران هي جزء من الحل وأساند مشاركتها».

وفي أسئلة حول فشل الخطة والبدائل المتاحة للخطة، والتفكير في فرض حظر جوي على سوريا، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية «أنا أعمل بناء على تفويض من مجلس الأمن، وهو الذي يقرر ما الذي يجب القيام به، لكن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية وإذا لم نتمكن من تنفيذ خطة السلام فما هي الخيارات التي أمامنا، علينا أن نفكر في تلك الخيارات ونبدأ في دراستها، لكن القرارات تعود في النهاية لمجلس الأمن، وقد تقدم مجموعة الاتصال اقتراحات لمجلس الأمن، لكن المجموعة نفسها لا تتخذ قرارات».

وفي سؤال حول التوقيت الذي يعترف فيه أنان بأن الأزمة خرجت عن نطاق السيطرة أجاب أنان: «هذا قرار يرجع للدول الأعضاء أن تتخذه والنقاش دائر الآن حول نشوب حرب أهلية، وعندما نصل إلى مرحلة يرى الجميع أن الوضع لا يمكن أن يستمر وخرج عن نطاق السيطرة، سندفع لنرى إذا كان بمقدورنا إقناع الدول باتخاذ خطوات أخرى» وأضاف أنان: «إننا لسنا بعيدين عن ذلك، وأناشد الجميع أن يضع السلام ومصلحة الشعب السوري أمامه».

واعترف كوفي أنان أن أطرافا داخلية في سوريا تقوم بالمراوغة لكسب الوقت وقال: «أقول بصراحة أن أطرافا معينة تقوم بكسب الوقت وأربط هذا الأمر بالداخل».

من جانبه، أوضح الجنرال روبرت مود أنه رغم تعليق أعمال البعثة فإن المراقبين لا يزالون مرابطين في مواقع في حماه ودمشق وحمص ودرعا وقال: «تعليق عمل البعثة لا يعني أننا لا نفعل شيئا، ونواصل الاتصالات التليفونية مع كافة الأطراف، ونقوم بدوريات على المستشفيات». وأكد مود أن مستقبل عمل المراقبين ومسألة تسليحهم هي أمور منوط بها مجلس الأمن وقال: «أنا لا أعتقد أن زيادة عدد المراقبين أو تسليحهم سيؤدي إلى تحسن الأوضاع». وأضاف: «وجود 300 مراقب في وضع يشهد عنفا مستمرا هو أمر صعب، لكنه جزء من مصدر قوتنا والوضع يحتاج إلى الكثير من الشجاعة».

وأبدى مود قلقه من أوضاع الجرحى في المستشفيات وقال «أشعر بقلق خاص من الاحتلال العسكري للمستشفيات ومنع تقديم الرعاية الصحية لمن يحتاجون والحاجة إلى خطط إنسانية ضرورية».

وحمل رئيس بعثة المراقبين المسؤولية على النظام السوري، مشيرا إلى أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الحكومة السورية في توفير الحماية للمدنيين وأوضح أن محاولات جمعية الصليب الأحمر لإجلاء المدنيين في حمص باءت بالفشل. وأكد مود زيادة أعمال العنف والاستخدام غير المقبول للأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية داعيا جميع الأطراف المتقاتلة إلى التفريق بين المدنيين والمسلحين وإبقاء المدنيين بعيدا عن خط النيران.

من جهتها قالت مصادر رسمية فرنسية إن الأمور لم تنضج بعد في مجلس الأمن الدولي للسعي إلى استصدار قرار جديد تحت الفصل السابع يجعل تطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي أنان ذات النقاط الست إلزاميا ويفرض عقوبات على الجهة المخالفة. وأفادت هذه المصادر، بالاستناد إلى ما حصل على هامش قمة العشرين في لاس كابوس (المكسيك) وبعدها من مناقشات مع المسؤولين الروس، أن ثمة حاجة إلى مزيد من التواصل والعمل مع الجانب الروسي «لأن الأمور لم تحسم بعد» في موسكو لجهة مستقبل النظام السوري وموقف موسكو منه.

وفهم أمس من المصادر الفرنسية أن الدول الساعية إلى قرار جديد من مجلس الأمن تحت الفصل السابع تفضل انتظار نتيجة المشاورات الجارية حاليا واجتماع «مجموعة الاتصال» في جنيف الذي يرجح التئامه نهاية الشهر الجاري بدل استعجال طرح مشروع قرار يواجه بفيتو صيني أو روسي أو الاثنين. ولا تريد هذه الدول «الوصول إلى طريق مسدود» في مجلس الأمن.

وحتى الآن، لم تطرح مسودة قرار في المجلس بل هناك «أفكار» يتم تداولها بينما المناقشات الحقيقية تدور في مكان آخر. لذا تفضل هذه الدول وبينها الدول الغربية وبلدان الجامعة العربية التعرف على مدى التغير الذي لحق بمواقف روسيا المعلنة التي عارضت حتى الآن فرض عقوبات دولية على سوريا قبل السير في مشروع القرار.

وترى باريس أن إحداث تحول في المواقف الروسية «يحتاج إلى وقت وإلى جهود إضافية». وحتى الآن، ذهبت التصريحات الروسية في كل الاتجاهات بحيث تشير إلى الشيء وعكسه الأمر الذي يمكن تفسيره بأن الجانب الروسي «لم يحسم بعد موقفه» أو أنه «لم يحصل بعد على ما يريده».

وتراهن المصادر الفرنسية التي كانت تتحدث أمس قبل المؤتمر الصحافي في جنيف الذي عقده أنان والجنرال مود، مسؤول فريق المراقبين الدوليين في سوريا، على ثلاث ديناميات متداخلة واحدة سلبية والأخريان إيجابيتان. وتتمثل الأولى في ما تراه باريس من «تقهقر» النظام السوري دبلوماسيا وسياسيا وأمنيا وعسكريا وتسارع الانشقاقات وخسارة المواقع العسكرية مثلما حصل في ثكنة في اللاذقية. وعلى هذا الصعيد، أعربت الخارجية الفرنسية أمس عن ارتياحها لانشقاق الطيار العقيد حسن مرعي ووصفت ما قام به بأنه «عمل شجاع». وقال الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو إن العقيد حسن حمادة مرعي «ينضم إلى لائحة الضباط وصفوف الضباط والأنفار من الجيش السوري الذين اختاروا، أكثر فأكثر، طريق الكرامة والصراع من أجل الحرية في مواجهة همجية النظام السوري». وحثت باريس القوات السورية المسلحة على الاستمرار في الانشقاقات و«التوقف عن الخضوع لأوامر النظام المجرم في دمشق».

وترى باريس في المسار الجديد الذي تسلكه المعارضة السورية التي اتفقت مؤخرا في اسطنبول على برنامج سياسي وتتأهب لاجتماع في القاهرة برعاية جامعة الدول العربية نافذة للتفاؤل بوجود دينامية جديدة. وستدعى المعارضة للمشاركة في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس. غير أن فاليرو رفض تحديد الجهة «أو الجهات المعارضة» التي ستدعى علما أن المجلس الوطني السوري هو الذي حضر اجتماعي تونس واسطنبول.

وفي السياق الأخير، ترى باريس أن هناك «دينامية دولية» للتعاطي مع الملف السوري تعكسها المشاورات الجارية على أكثر من صعيد إن في نيويورك أو جنيف أو في العواصم الرئيسية بعد المحطة المهمة التي شكلتها قمة العشرين في المكسيك وما شهدته من اتصالات.

وفي هذا السياق، قالت الخارجية الفرنسية إن وزراء الخارجية الأوروبيين الذين سيجتمعون في لوكسمبورغ يوم الاثنين القادم سيعمدون إلى رفض عقوبات مالية واقتصادية على هيئات ومؤسسات وأشخاص يعتبرهم الاتحاد الأوروبي إما مرتبطين بقمع النظام أو من المساندين له خصوصا ماليا.

وترى باريس أنه يتعين منذ الآن البحث في مصير قوة المراقبين الدولية في سوريا بعد انتهاء فترة انتدابها الأولى (20 يوليو /تموز). وحتى الآن تتمسك فرنسا ببقاء هذه القوة على الأرض رغم أنها لم تنجح في لجم العنف وتقليص عدد القتلى. وقال مصدر مسؤول عن المراقبين إن «الصعوبة تكمن في أن المراقبين مكلفون الحفاظ على وقف لإطلاق النار غير موجود». وبحسب هذا المصدر، فإن زيادة عديد القوة أو تسليحها «غير مطروحين لأنهما لن يكونا فاعلين» ما يعني بقاء الباب مفتوحا أمام كل الاحتمالات حول مستقبل القوة بما في ذلك انسحابها من سوريا.

ومن جانب آخر، أفادت الخارجية أن 153 دعوة إلى دول ومنظمات وهيئات للمشاركة في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس في 6 يوليو قد وجهت حتى الآن. وتتوقع فرنسا أن يحظى مؤتمر أصدقاء الشعب المؤتمر الذي سيفتتحه الرئيس فرنسوا هولاند بمشاركة أوسع من تلك التي حظي بها المؤتمران السابقان.

لافروف يحث الحكومة السورية على تنفيذ خطة السلام

قال إنه سيناقش «تصرفات واشنطن» خلال لقائه المرتقب مع كلينتون

موسكو: سامي عمارة

كشف سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية عن أنه طالب نظيره السوري وليد المعلم بضرورة الالتزام ببنود خطة كوفي أنان من أجل سرعة التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الراهنة. وكان المعلم وصل فجأة إلى سان بطرسبرغ حيث تجرى فعاليات المنتدى الاقتصادي الدولي ليلتقي لافروف على هامش أعمال هذا المنتدى في لقاء لم يجر الإعلان المسبق عنه. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته حول هذا اللقاء «إن لافروف أبلغ المعلم بالجهود التي يبذلها الجانب الروسي للمساعدة في توفير الظروف الخارجية المناسبة لبلوغ التسوية السلمية للأزمة السورية على أساس تنفيذ كل الأطراف لبنود خطة كوفي أنان التي أقرها مجلس الأمن الدولي». وقالت الخارجية الروسية إن هذا هو ما تستهدفه مبادرة موسكو حول عقد المؤتمر الدولي حول سوريا. وأكد الجانب الروسي «تمسك موسكو بمبادئ حل الأزمة السورية من خلال السبل السياسية والدبلوماسية دون تدخل خارجي وفي الإطار الدستوري وعبر الحوار والعملية السياسية التي يجب أن تقررها الأطراف السورية». وأشارت الخارجية الروسية في بيانها إلى أن «لافروف أكد على نحو خاص على ضرورة تنفيذ القيادة السورية بشكل كامل بكل ما التزمت به بموجب خطة أنان وهو نفس الشيء الذي قال إنه يجب أن ينطبق أيضا على كل مجموعات المعارضة». وقالت الخارجية الروسية في بيانها إن المعلم أعرب من جانبه عن بالغ تقديره للخط الذي تلتزم به روسيا الاتحادية والذي يستهدف دعم سيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا إلى جانب احترام الإرادة السياسية لمواطنيها.

ومن جهته أعلن المعلم عن تقديره الإيجابي للأفكار التي طرحتها روسيا في معرض الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى وقف إراقة الدماء وتسوية الأوضاع في سوريا والانتقال بتطور الأحداث من حالة المواجهة إلى الحوار بين السلطة والمعارضة. وأشارت الخارجية الروسية إلى أن الوزير السوري تعهد بمواصلة تنفيذ خطة كوفي أنان والتعاون مع بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا.

وكان لافروف كشف في حديثه الذي أدلى به في أعقاب المباحثات مع المعلم إلى قناة تلفزيون «روسيا 24» الإخبارية الفضائية أن «الحكومة السورية تعرب عن استعدادها لسحب قواتها من المدن والنجوع بالتزامن مع المسلحين»، فيما أشار إلى أن موسكو سوف «تحاول أن تقوم دول أخرى بدعم هذا الاتفاق والضغط على المعارضة لوقف العنف». وأضاف لافروف أنه «لا ينوي تقديم أي تبريرات بشأن التعاون العسكري التقني بين روسيا وسوريا خلال اللقاء المرتقب الذي من المقرر أن يعقد في سان بطرسبرغ في 29 من الشهر الجاري. وقال «إن موسكو لا تخرق أحكام القانون الدولي أو قرارات مجلس الأمن الدولي أو تشريعاتها الوطنية الداخلية في مجال مراقبة الصادرات العسكرية والتي تعتبر من أكثر التشريعات صرامة في العالم». كما نفى الوزير الروسي ما يقال حول إمداد روسيا للقوات النظامية السورية بأي أسلحة ومعدات عسكرية حديثة، فيما وصف ما تردده بعض وسائل الإعلام العالمية حول استخدام هذه الأسلحة الوهمية ضد المتظاهرين بـ«غير النزيهة». وكشف الوزير الروسي عن استعداده لبحث كل هذه الأمور خلال اللقاء المرتقب مع نظيرته الأميركية كلينتون، إلى جانب ما تراكم لدى روسيا، وهو كثير حول التصرفات الأميركية في الساحة الدولية.

إلى ذلك نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية تقريرا أمس عن أن روسيا وضعت سفينتين هجوميتين و300 قوة بحرية نخبة «بلاك بيريت» في وضع الاستعداد لما يعتقد أنها عملية إجلاء مخطط لها لنحو 10,000 من مواطنيها من سوريا.

وتأتي الخطوة حسب الصحيفة وسط إشارات على أن الدولة التي تعتبر أقوى حليف لسوريا تعيد النظر بشأن قدرة الرئيس الأسد على الانتصار على الثوار الذين يقاتلون من أجل إسقاط نظامه.

وذكر ديفيد كاميرون، الذي التقى الرئيس بوتين الليلة الماضية في قمة مجموعة العشرين، أن الرئيس الروسي قد أعرب بوضوح عن عدم رغبته في بقاء الأسد في السلطة. وأوضح «تظل هناك أوجه اختلاف متعلقة بتسلسل وشكل المرحلة الانتقالية، ولكن الأمر الجيد أن الرئيس الروسي كان واضحا بشأن عدم رغبته في بقاء الأسد في السلطة».

لكن سرعان ما أنكر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الليلة الماضية ادعاء كاميرون، الذي وصفه بأنه «ليس مطابقا للواقع».

ومع تراجع موسكو عن دعم النظام السوري، اتخذت السفن الهجومية «سيزار كونيكوف» و«نيكولاي فليشنكوف» وسفينة إنزال ثالثة أهبة الاستعداد في البحر الأسود.

وعلى عكس التقارير السابقة، يبدو أن الاستعانة بالقوات الخاصة الروسية لن يكون مجرد وسيلة لاستعراض للقوة، بل لتأمين إجلاء العدد الضخم من الروس المقيمين في سوريا. حسب ما قال ألكسندر غولتس، المحلل العسكري الروسي. وأضاف: «ما نحن موقنون منه هو أن السفن قد تلقت أمرا بأن تتخذ أهبة الاستعداد. يبدو أنه ستكون هناك 300 قوة بحرية. وهذه قوة محدودة جدا. من ثم، فهذا يعني أنها إما ستشارك في جهود حفظ السلام – لكن لا يوجد تفويض بذلك – أو أنها عملية إجلاء».

قوات الأسد تسقط مقاتلة تركية وأنقرة تحدد ردّها بعد اكتمال التفاصيل

الرعب يدبّ في حاشية الرئيس السوري

                                            لندن ـ مراد مراد ووكالات

بدأت فرائص كبار الأسماء في حاشية بشار الأسد ترتعد بعدما تداولت وسائل الإعلام البريطانية بشكل جدي أنباء عن مقترح غربي – روسي قد يمنح بشار وزوجته أسماء حصانة دولية مستقبلية شرط مغادرة السلطة.

وبحسب تصريحات أدلى بها رسميون أميركيون في الساعات الأخيرة لصحف بريطانية طالما كانت السباقة في التبشير بسقوط هذا الديكتاتور أو ذاك منذ بدء دومينو الربيع العربي، فقد بدأت شخصيات كبيرة في الدائرة المقربة من الرئيس السوري اتصالات مع زعماء المعارضة ومع ديبلوماسيين غربيين من أجل ضمان عدم غرقهم مع مركب النظام الغارق عاجلاً أم آجلاً.

وأكد هؤلاء في اتصالاتهم المستغيثة أنهم يحضرون أنفسهم للانشقاق قريباً على غرار العقيد الطيار المتمرس حسن مرعي الحمادة الذي لجأ بطائرة الميغ الى الأردن أول من أمس.

وأكد ديبلوماسي أميركي رفيع المستوى لصحيفة “التلغراف” أمس أن “الولايات المتحدة ترى أفراداً من الدائرة المقربة جداً للأسد تحضر نفسها لمغادرة سوريا”. وأشارت الصحيفة الى أن الدول الغربية رصدت عمليات نقل أموال ضخمة من قبل هؤلاء الى مصارف في لبنان والصين، مشيرة الى أن من ينوي الانشقاق فتح قنوات اتصال مع المعارضين السوريين والحكومات الغربية.

وقال مصدر في المعارضة السورية للصحيفة البريطانية “نحن متأكدون من وجود ضباط ومسؤولين رسميين من أعلى الرتب في طريقهم الى الانشقاق بمجرد أن تحين لهم فرصة مؤاتية لذلك. لدينا بعض الشخصيات في القصر الرئاسي نفسه. هناك أقاويل عن شخصية بارزة مقربة جداً من الأسد نتوقع رؤيتها خارج البلاد قريباً”.

ورحبت واشنطن ولندن وباريس بجرأة الطيار المنشق وشجعت العواصم الكبرى الثلاث العسكريين السوريين على الانشقاق عن جيش الأسد والتمرد ضد “أوامره الإجرامية” بحسب التعبير الذي استخدمه أمس الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو.

وكتب مراسلو الصحف البريطانية الذين كانوا بين قلة من الإعلاميين الدوليين الجريئين الذين زاروا الأراضي السورية خلال فترات متفاوتة في الأشهر الأخيرة عن “مراكز اعتقال في العاصمة السورية دمشق خصصها النظام لأفراد عائلات السلك الديبلوماسي السوري حيث تراقبهم عناصر الاستخبارات على مدار الساعة. ولا يسمح لأحد منهم بمغادرة المدينة إلا بعد ختم أوراقه الثبوتية من قبل جهاز الاستخبارات”.

ويرى مراقبون أن العديد من كوادر النظام يخشون أن يطيح بهم الأسد على حين غرة في حال دبر أموره ووافق على عرض الحصانة الدولية ولهذا بدأت صفوفهم بالاهتزاز وهم يحاولون انقاذ أنفسهم قبل وقوع المحظور بشكل مفاجئ.

وكان الاتحاد الأوروبي في جميع اجتماعاته الخاصة بالأزمة السورية وفي كل بياناته الختامية منذ أكثر من عام شجع الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في لائحة العقوبات وحظر السفر على الانشقاق عن النظام، عارضاً عليهم شطب أسمائهم عن اللائحة السوداء في حال قاموا بتلك الخطوة.

ومع المحادثات المستمرة بين الغرب وبكين وموسكو حول عقد مؤتمر لـ”تسريع إنهاء الأزمة”، كما قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بعد استقباله في لندن الخميس كوفي أنان ووزراء خارجية دول التعاون الخليجي، يبدو اسم مدينة جنيف السويسرية (المحتمل استضافتها للمؤتمر المنشود) أكثر من أي وقت مضى مرعباً لكوادر النظام الذين يخشون قراراً مفاجئاً للرئيس السوري دون سابق إنذار يهدم السقف فوق رؤوسهم وحدهم ويحملهم تبعات المجازر التي أودت بحياة أكثر من 15 ألف مواطن سوري خلال عام وربع العام.

وكان هيغ عرض مع أنان ووزراء الخليج مستجدات الأزمة السورية وكيفية فرض تطبيق خطة أنان ميدانياً قبل “نفاد الوقت تماماً أمام الأسد ونظامه” على ما قال الوزير البريطاني والموفد المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة.

وأعلنت واشنطن أن المشاورات بهدف عقد اجتماع حاسم في جنيف الأسبوع المقبل حول مستقبل سوريا لا تزال مستمرة، آملة بتفادي خطر إجراء مشاورات من دون نتيجة ملموسة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند أمس، “نواصل العمل مع الطاقم المعني بوضع معايير هذا الاجتماع”، لافتة الى أن “المشاورات حول معايير الانتقال (السياسي في سوريا) لا تزال مستمرة”. وأضافت “نحن مستعدون للمشاركة في اجتماع إذا تم التحضير له في شكل جيد”.

ودعا مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي أنان المجتمع الدولي الى زيادة الضغط على أطراف النزاع في هذا البلد حيث قتل 15 ألف شخص منذ آذار (مارس) 2011.

وقال أنان في مؤتمر صحافي في جنيف أمس، “إذا كان ثمة إرادة لتثمر جهودنا، نحتاج الى الدعم المشترك للمجتمع الدولي”. وأضاف أنان الذي اقترح عقد الاجتماع في 30 حزيران (يونيو) الجاري، “آن الأوان للدول المؤثرة أن تزيد الضغط على مختلف الأطراف على الأرض وأن تقنعهم بوقف القتل والبدء بالتفاوض”، لكنه لم يؤكد أمام الصحافيين ما إذا كان هذا الاجتماع سيناقش خطة النقاط الست التي لم يتمكن من تطبيقها.

وأكد مسؤول أميركي رفيع أن المشاورات في شأن الاجتماع لم تنتهِ بعد، متوقعاً ألا تنجح قبل الموعد المقرر.

وشدد أنان أيضاً على الدور الذي يمكن أن تؤديه إيران للتوصل الى حل للنزاع في سوريا.

لكن نولاند اعتبرت أن الدور الذي اضطلعت به طهران حتى الآن هو “دور هدام”، وقالت للصحافيين إن “إيران لا تؤدي دوراً بناء ولا نرى تالياً أي دور لها في المؤتمر”.

وتدور في أروقة العواصم الغربية الكبرى نقاشات حول الخطوة البديلة في حال عدم موافقة الأسد على الخروج وعدم حصول عملية انتقالية بشكل سلمي.

وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية معلومات عن انتشار واسع لعناصر الاستخبارات الأميركية في البلدان الملاصقة لسوريا ويعمل هؤلاء على تصنيف مجموعات الثوار المنتفضة ضد الأسد بغية تحديد أي من المجموعات ستعطي واشنطن ضوءاً أخضر بتسليحها.

ويرى الأميركيون هذا التدبير ضرورياً واحترازياً لعدم تسليح مجموعات إرهابية قد تكون على علاقة بتنظيم “القاعدة”.

ومع تردي الوضع العسكري ميدانياً بالنسبة للنظام وخروج مناطق عدة عن سيطرته، أصبحت موسكو في وضع محرج أكثر من ذي قبل وهي من الآن فصاعداً تدرك أن نهاية حليفها الأسد قد اقتربت، وستحاول حتماً ألا تخسر سوريا المستقبل كما حصل في ليبيا في وقت سابق، من هنا يبدو العرض السخي المقدم للأسد والتشديد على ضم المعارضة السورية لعناصر ترضى عنها موسكو وبكين السيناريو الأكثر قرباً من الواقع ميدانياً وديبلوماسياً خلال الفترة القريبة المقبلة.

وكرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، “وجوب محاسبة” مرتكبي الفظائع في سوريا “على أفعالهم”. وقال الوزير الفرنسي في بيان بعد لقائه باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق الدولية حول حقوق الإنسان في سوريا، “لا يمكن أن يظل الرجال والنساء والأطفال عرضة للتعذيب والإعدام من دون أي محاسبة. من واجبنا أن نحقق العدالة للشعب السوري”. وأضاف أن فرنسا “تدعم” ما تقوم به لجنة التحقيق التي سترفع نتائج آخر تحقيقاتها الى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في 27 حزيران (يونيو) الجاري.

وتتحضر بروكسل لفرض رزمة جديدة من العقوبات على النظام السوري عند اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء الاثنين المقبل، وبحسب بيان سابق للخارجية الفرنسية يتوقع إضافة شخصيات وهيئات جديدة الى لائحة حظر السفر وتجميد الأصول المصرفية.

وفي أنقرة، أعلن مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بعد اجتماع أزمة، أن المقاتلة التركية التي فُقدت قبالة السواحل السورية أمس، أسقطت بنيران قوات الأسد.

وأورد بيان لمكتب اردوغان “بعد تقييم معطيات جمعتها المؤسسات المعنية ومعلومات تم الحصول عليها في إطار أعمال البحث والانقاذ، اتضح لنا أن سوريا قامت بإسقاط طائرتنا”.

وقال البيان الذي صدر بعد اجتماع استمر ساعتين بين اردوغان ووزراء والجيش، إن تركيا ستحدد ردها على الحادث فور اتضاح كل التفاصيل.

وقال مكتب اردوغان إن عملية البحث عن الطيارين المفقودين مستمرة.

وكان رئيس الوزراء التركي رفض تأكيد ما نسبته إليه صحيفة تركية من أن دمشق قدمت اعتذاراً رسمياً لأنقرة بعد سقوط مقاتلة تركية أمس، قبالة السواحل الجنوبية التركية، مؤكداً أنه في غياب “معلومات دقيقة” لا يمكنه حتى أن يؤكد ما إذا كانت الطائرة قد أسقطت أو سقطت.

وكانت صحيفة “خبرتورك” قالت نقلاً عن أحد كبار صحافييها إن رئيس الوزراء أكد له أن “اعتذارات وصلت بطريقة جدية للغاية من سوريا على علاقة بهذا الحادث، وأن سوريا أعربت عن حزنها الكبير مؤكدة أن ما جرى حصل نتيجة خطأ”، في ما اعتبر إعلاناً غير مباشر بأن المقاتلة سقطت بنيران سورية.

وأوضحت الصحيفة أن اردوغان قال هذا الكلام لكاتب افتتاحياتها على متن الطائرة التي أقلتهما من البرازيل التي زارها رئيس الوزراء بعدما شارك في المكسيك في قمة مجموعة العشرين.

ونقلت الصحيفة أيضاً عن اردوغان قوله إنه “في هذه اللحظة تقوم قواتنا الجوية والبحرية بعمليات بحث وانقاذ في شرق البحر المتوسط، ومن حسن الحظ أن طيارينا على قيد الحياة، ولم نفقد سوى طائرة”.

ولكن لدى عودته الى أنقرة رفض اردوغان تأكيد ما نسب اليه من تصريحات. وقال خلال مؤتمر صحافي “لا يمكنني القول إن الطائرة أسقطت لأنه ليس ممكناً في هذه المرحلة قول هذا قبل أن تتوفر لدي معلومات دقيقة”. ورداً على سؤال عما نُسب اليه من تلقي أنقرة اعتذاراً من دمشق، امتنع اردوغان أيضاً عن تأكيد هذا الأمر عازياً السبب أيضاً الى غياب “معلومات دقيقة”.

غير أن رئيس الوزراء قال للصحافيين إن المقاتلة وهي من طراز اف-4 سقطت في البحر على بعد ثمانية أميال بحرية (15 كلم) قبالة سواحل مدينة اللاذقية السورية، موضحاً أن تركيا تجري عمليات بحث عن قائدي الطائرة بمشاركة أربع سفن حربية ومروحيات، وأن عمليات البحث تشارك فيها أيضاً قطع سورية.

وعقد اردوغان اجتماع أزمة مساء في أنقرة بمشاركة رئيس أركان الجيش والعديد من الوزراء للتباحث في هذا الحادث.

وشارك في الاجتماع بحسب وكالة أنباء الأناضول رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال نجدت أوزيل، ووزير الداخلية إدريس نعيم شاهين، ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو، ووزير الدفاع عصمت يلماظ ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان.

ميدانياً، خرج عشرات آلاف السوريين الى الشارع أمس مطالبين بإسقاط النظام في يوم دموي جديد سجل مقتل 86 شخصاً منهم 26 من الشبيحة وجدوا مقتولين في محافظة حلب بشمال سوريا.

وتظهر لقطات صورها هواة وحملت على موقع “يوتيوب” ويعتقد أنها صورت أمس، عدداً من الجثث على الأرض وقد كدس بعض منها فوق غيرها على جانب طريق قرب شاحنة صغيرة. ويرتدي بعض الضحايا زياً عسكرياً مموهاً. وبعض ملابس الضحايات مخضبة بالدماء.

وأفاد ناشطون سوريون بارتفاع قتلى تظاهرات أمس برصاص قوات الأمن والجيش السوريين مدعومة بعناصر الشبيحة إلى 60 شخصاً معظمهم في ريف دمشق ودرعا.

“هيومن رايتس”: التعذيب في سوريا ممنهج وواسع النطاق

                                            أكد الباحث في منظمة “هيومن رايتس ووتش” أوليه سولفانج، المتخصص في الشأن السوري، أن التعذيب فى سوريا يتم حاليا بشكل ممنهج وواسع النطاق.

وقال سولفانج فى حديث لصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية نشرته أمس أن المنظمة وجدت في واقع الأمر أن انتهاكات حقوق الإنسان “أصبحت واسعة النطاق وممنهجة”، مشيرا إلى أن أعمال القتل والتعذيب والإعدام تجرى بشكل متعمد ومنظم “كجزء من استراتيجية الترويع”.

وتابع الباحث “منذ مارس 2011، أجرت المنظمة مقابلات مع أكثر من 200 من السجناء السابقين، وقال جميعهم تقريبا انهم تعرضوا للتعذيب بوسائل متطورة وبعضهم تعرض للتعذيب عن طريق الأسلاك الكهربائية”.

وأشار إلى أن منظمته رصدت نوعا آخر من التعذيب على نطاق واسع فى سوريا ويشمل وضع اليدين والقدمين (للسجين) في أحد الإطارات لمنعه من المقاومة، وهناك أيضا ما يسمى “السجادة الطائرة” حيث يتعرض السجين لنوع من التعذيب الذى يركز على عموده الفقرى.

ولفت سولفانج إلى أن هذه الأنواع من التعذيب تمارس في مراكز الاعتقال السرية التي تديرها أجهزة الأمن، موضحا أن المنظمة ستقوم في أوائل شهر يوليو المقبل بنشر قائمة بهذه السجون.

وعما إذا كانت مجزرة “الحولة” تأتي فى إطار الجرائم ضد الانسانية التى ترتكب فى سوريا، قال سولفانج أن “الحولة لم تكن المجزرة الوحيدة.. ففي أواخر ابريل الماضى قامت بعثة من هيومن رايتس ووتش بزيارة خمس مدن في الشمال في محافظة ادلب التى هوجمت من قبل القوات الحكومية ورصدت المنظمة مقتل أكثر من 130 شخصا من بينهم 95 مدنيا وأعدم ما لا يقل عن 35 من هؤلاء الضحايا بعيار ناري في الرقبة وذلك على مدار أسبوعين فقط”.

واستطرد فى حديثه لصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية قائلا: “مدينة حمص كانت أيضا مسرحا لجرائم مماثلة في أوائل شهر آذار الماضي حيث انتشرت القوات النظامية فى العديد من المناطق مما اضطر غالبية السكان إلى الفرار، وعندما عادوا إلى مساكنهم وجدوا العديد من الجثث بما فى ذلك لنساء وأطفال وبعضها كانت مذبوحة قبل أن يتم حرقها”.

وعما إذا كانت عناصر المقاومة ترتكب أيضا انتهاكات ضد الإنسانية فى سوريا، أشار الباحث بهيومن رايتس “انه تم رصد عدد من الانتهاكات مثل عمليات الخطف والتعذيب أو الإعدام.. ولكن هذه الحوادث المعزولة لا يمكن مقارنتها بأي حال بالانتهاكات واسعة النطاق والممنهجة لحقوق الإنسان التي ترتكبها القوات النظامية”.

وقال “نحن نحقق حاليا لمعرفة من المسؤول الذى قرر تبنى استراتيجية الترويع والإرهاب فى سوريا وما اكتشفناه من خلال شهادة الجنود الفارين والمنشقين هو أن الأوامر جاءت من ضباط رفيعي المستوى، لكننا لا نعرف ما إذا كان الأمر يعود إلى قمة الهرم أي إلى الرئيس السورى بشار الأسد نفسه. في جميع الحالات، فإن الرئيس السوري هو المسؤول عما يحدث وانه لم يفعل شيئا حتى الآن لمنع هذه الجرائم”.

(أ ش أ)

عشرات القتلى وانشقاقات في الجيش السوري

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أكثر من ثمانين شخصا قتلوا بنيران الجيش والأمن، وأفاد الناشطون أن المروحيات الحربية شاركت بقصف المدن والقرى وسط موجة نزوح كبيرة، وأن 18 شخصا قتلوا في دير الزور حيث انشق ثلاثون عسكريا بينهم ضباط برتب عالية.

وقالت الشبكة إن معظم القتلى سقطوا بنيران الجيش النظامي في محافظات حمص ودير الزور (شرقا، ودرعا (جنوبا)، ودمشق وريفها وحلب (شمال)، وإدلب (شمال غرب) واللاذقية (غربا).

وقال المركز السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى بلغ 96، بينهم 50 مدنيا، وقال ناشطون إن خمسة منشقين قتلوا في حمص وحلب وريف دمشق، و26 من الشبيحة قتلوا في ريف حلب الغربي، و15 جنديا نظاميا في حلب وريف حلب ودمشق وريفها، وريف درعا وحمص وريفها، وفقا لذات المصدر.

وبحسب المرصد، فإن تسعة من ضحايا الجمعة قتلوا في إطلاق نار مباشر على متظاهرين سلميين، حيث خرجت مظاهرات حاشدة في مدن سورية عدة في جمعة أطلق عليها “إذا خذلنا الحكام فأين الشعوب؟”.

وشملت المظاهرات بلدات وقرى ريف إدلب ومحافظات حماة (وسط) وحلب ودرعا ودير الزور  والحسكة (شمال شرق) ودمشق وريفها.

وشاركت المروحيات الحربية في قصف المدن والقرى، وسط موجة نزوح كبيرة. وشوهدت طائرة عمودية وهي تقصف بالصواريخ مدينة الباب في حلب.

انشقاقات جديدة

وفي سياق متصل، أكد ناشطون سوريون انشقاق ثلاثين عسكريا بينهم ضباط برتب عالية مع أسلحتهم في مدينة دير الزور.

وقد توقع المعارض السوري هيثم المالح أن يزداد عدد المنشقين عن الجيش النظامي السوري في الفترة القادمة.

ونبه إلى أن ما أقدم عليه الطيار حسن مرعي الحمادة الذي هبط بطائرته (ميغ 21) في الأردن وطلب اللجوء السياسي إليها، دليل على أن عدد من سيصطفون إلى جانب الثورة سيزداد بشكل لافت.

وأكد المالح أن عدد المنشقين عن صفوف القوات النظامية بلغ أربعين ألفا، متوقعا أن يصل العدد مستقبلا إلى 100 ألف.

مظاهرات بالعاصمة

وفي دمشق، خرجت مظاهرات مناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في أحياء الميدان وكفر سوسة ونهر عيشة والقدم والعسالي وجوبر وبرزة. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالحرية، وتدعم الجيش السوري الحر، وتطالب بإسقاط النظام ومحاكمة رموزه.

كما خرجت مظاهرات في بلدات معرة النعمان وكفرومة بإدلب وبلدتيْ الدرباسية في الحسكة وكوباني في ريف حلب، أما في حلب نفسها فقد خرجت مظاهرات في حي صلاح الدين تعرضت لرصاص الأمن والشبيحة، وأفاد ناشطون بأن القتلى في الحي اليوم بلغوا ثمانية.

وهتف متظاهرون داخل مسجد طلحة في حي القصور بمدينة حماة “ليش خايفين؟ الله معنا”، بحسب ما أظهره شريط فيديو تم بثه على شبكة الإنترنت.

وفي شريط فيديو آخر، حمل متظاهرون على طريق حلب الجديدة في حماة لافتة كتب عليها “الشعوب العربية تقدم ما قدمته لفلسطين: الدموع فقط”، بينما ارتفعت هتافات قائلة “الله ينصر سوريا، سوريا حرية وبس”.

وفي حلب كذلك خرجت مظاهرات في حي صلاح الدين تعرضت لرصاص الأمن والشبيحة، وأفاد ناشطون بأن القتلى في الحي اليوم بلغوا ثمانية.

خسائر النظام

وأظهر تسجيل مصور للمرصد عددا من الجثث بعضها فوق بعض على جانب طريق وقد غطتها الدماء، وكان كثيرون من ضحاياها يرتدون زي الجيش، وبعضها الآخر يرتدي قمصان “تي شيرت”.

واتضح من ذلك أن المرصد كان يشير لنفس الواقعة التي تحدث عنها التلفزيون الرسمي السوري، حين بث نبأ سقوط 25 قتيلا على أيدي “مجموعات إرهابية مسلحة” في قرية دارة غزة في حلب.

ووفقا لشهود، فإن الشبيحة وقوات الأمن تصدوا للمظاهرات التي خرجت للمطالبة بإسقاط النظام في أغلب المدن السورية.

أنان يدعو لضغط دولي لتطبيق خطته

                                            قال المبعوث العربي والأممي كوفي أنان إن مهمة المراقبين الدوليين في سوريا لا يمكن أن تظل مفتوحة إلى الأبد، مطالبا بزيادة الضغط على جميع الأطراف للتوصل إلى حل. كما قال رئيس بعثة المراقبين إلى سوريا روبرت مود إنه لا يعتقد أن زيادة عدد المراقبين أو تسليحهم سيساعد على تحسين الوضع في البلاد.

وجاءت هذه التصريحات في مؤتمر صحفي عقده الرجلان في العاصمة السويسرية جنيف اليوم الجمعة، حيث شجع أنان الدول التي تتمتع بنفوذ على طرفي الصراع على المشاركة بحل الأزمة.

وردا على سؤال بشأن المضي في تطبيق خطة السلام في سوريا بالرغم من فشل النظام في الالتزام بها، قال أنان إنه قد حدث في أزمات مشابهة سابقا أن تنفذ الأطراف المتنازعة التزاماتها بشكل مفاجئ وسريع، معربا عن تفاؤله بأن يحدث هذا في سوريا عندما يتركز الضغط الدولي في وقت واحد.

وأشار إلى اجتماع تخطط مجموعة الاتصال بشأن سوريا لعقده في جنيف أواخر الشهر الجاري، وقال إن دول المجموعة قد تنجح في دفع كافة الأطراف السورية إلى الحوار للوصول إلى حل، معربا عن اعتقاده بأن إيران يجب أن تكون جزءا من هذا الحل.

وأوضح المبعوث الدولي أنه ليس مخولا باتخاذ قرار بشأن الخطة، فهو مفوض من قبل مجلس الأمن الذي قام باعتمادها، وأشار إلى اعتقاده بأن يسفر اجتماع جنيف عن إجراءات إضافية تساعد على إنجاح الخطة.

تعليق المهمة

ومن جهته، قال الجنرال مود إنه لا يعتقد أن زيادة عدد المراقبين أو تسليحهم سيساعد على تحسين الوضع، كما أن عدم تسليحهم يشكل بذاته مصدر قوة حيث لا يجعلهم مستهدفين.

وأوضح أن قرار تعليق مهمة البعثة في سوريا قد جاء بناء على تقييم مستوى الخطر المرتفع، وأن المراقبين سيستمرون في مهمتهم حتى نهاية التفويض ما لم يتخذ مجلس الأمن قرارا آخر.

وأضاف مود أن المسؤولية الأولى لحماية المدنيين تقع على عاتق الحكومة، كما أعرب عن أسفه لعدم تمكن لجنة الصليب الأحمر من إجلاء المدنيين المحاصرين في حمص.

وفي شأن متصل، قال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا إن من واجب المجتمع الدولي القيام بحماية المدنيين في مواجهة سلطة تستخدم كل أنواع الأسلحة، وذلك عبر إدراج خطة أنان تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والذي يجيز استخدام القوة ضد النظام.

وشدد سيدا في حديثه لوكالة الأنباء الألمانية على رفض المجلس الوطني للتفاوض حول ثمن استقدام أي تدخل عسكري خارجي، مضيفا أن الثقل الإستراتيجي لبلاده يعطيها “أهمية أكثر من عامل النفط”، وتابع “لكن هذا لا يعني أننا قد نفرط في وطننا”.

انتقال العنف

وفي سياق تداعيات الأزمة السورية على المنطقة، اجتمع وزراء خارجية كل من السويد وبلغاريا وبولندا اليوم الجمعة بسياسيين لبنانيين في بيروت لحثهم على التعاون لمنع انتقال العنف من سوريا عبر الحدود.

وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت إن القلق من انتقال أعمال العنف “ربما يكون أكبر مما نريد أن نقوله”.

ومن جهته، قال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي إذا كانت سوريا تتجه نحو حرب أهلية “فإن آخر ما نحتاجه في لبنان هو العودة إلى الأيام الخوالي السيئة”.

سوريا تقر وتركيا لن تتجاهل إسقاط الطائرة

                                            أعلن الرئيس التركي عبد الله غل أنه لا يمكن تجاهل إسقاط سوريا لطائرة حربية تركية, وكشف في الوقت نفسه عن اتصالات مع دمشق التي أقرت بإسقاط الطائرة, في حادث قد تكون له تداعيات خطيرة في ظل الأوضاع الراهنة في سوريا.

وقال غل في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام التركية قبل ظهر اليوم السبت إن هناك احتمالا بأن تكون المقاتلة التركية قد انتهكت المجال الجوي السوري. وذكر أن تحليق الطائرات على مستوى مرتفع من أجل عبور الحدود لمسافة قصيرة أمر روتيني, مشيرا إلى أن تحقيقا سيجرى بشأن الواقعة ومعرفة ما إن كانت الطائرة أسقطت في المجال الجوي التركي.

من جهة ثانية, وفي وقت سابق أمس, أكد رئيس الوزراء التركي رجيب طيب أردوغان أن سوريا أسقطت المقاتلة إف-4 التي فقدت قبالة السواحل السورية.

وقال بيان لمكتب أردوغان -عقب اجتماع أزمة في أنقرة- إنه “بعد تقييم معطيات جمعتها المؤسسات المعنية ومعلومات تم الحصول عليها في إطار أعمال البحث والإنقاذ، اتضح لنا أن سوريا قامت بإسقاط طائرتنا”. وأضاف البيان أن “عمليات البحث والإنقاذ في شأن طيارينا الاثنين مستمرة”.

وأوضح أردوغان في مؤتمر صحفي أن الحادث وقع على بعد 15 كلم قبالة مدينة اللاذقية السورية. ولم يتضمن البيان -الذي صدر إثر الاجتماع الذي ضم رئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش وقائد سلاح الطيران والعديد من الوزراء- تفاصيل عن المهمة التي كانت تقوم بها المقاتلة على مقربة من الأراضي السورية.

الاعتراف السوري

أما في دمشق, فقد قال ناطق عسكري لوكالة الأنباء السورية الرسمية إن “هدفا جويا مجهول الهوية اخترق مجالنا الجوي فوق مياهنا الإقليمية فتصدت له وسائط دفاعنا الجوي وأصابته إصابة مباشرة فسقط في البحر” غرب محافظة اللاذقية. وأضاف “تبين لاحقا أن الهدف الجوي كان طائرة عسكرية تركية دخلت مجالنا الجوي وتم التعامل معها وفق القوانين المرعية”.

وكانت صحيفة خبرتورك قالت إن رئيس الوزراء أكد أن “اعتذارات وصلت بطريقة جدية للغاية من سوريا على علاقة بهذا الحادث، وأن سوريا أعربت عن حزنها الكبير، مؤكدة أن ما جرى حصل نتيجة خطأ، وذلك في ما اعتبر إعلانا غير مباشر أن المقاتلة سقطت بنيران سورية.

يشار إلى أن العلاقات السورية التركية تدهورت سريعا إثر اندلاع الثورة في سوريا حيث دعا أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي.

كما أعلن أردوغان في أبريل/نيسان أن بلاده قد تلجا إلى البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي (ناتو) لحماية حدودها مع سوريا بعدما أطلقت القوات السورية النار داخل الأراضي التركية.

وينص البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي على أنه في حال تعرض أي عضو من أعضاء الحلف لاعتداء فإن كل الأعضاء مرغمين على اعتبار هذا الاعتداء ضدهم جميعا وبالتالي يتحتم عليهم أخذ الإجراءات اللازمة لمساعدة البلد الذي تعرض للاعتداء.

مساجين سابقون بسوريا يسردون معاناتهم

                                            قصص كثيرة يمكنك سماعها من آلاف السوريين الذين عاشوا تجربة الاعتقال أثناء الثورة، فلديهم حكايات لا تنتهي عن تلك الأوقات التي قضوها بين جدران الزنازين. وقد التقت الجزيرة نت بعض من تعرضوا لتلك “التجربة المريرة”، فتحدثوا لها عن ظروف اعتقالهم والانتهاكات التي تعرضوا لها أو كانوا شهودا عليها.

بدا عهد -وهذا اسمه المستعار- متفائلا وواثقا وهو يتحدث عن ستة أشهر من الاعتقال كان يتوقع خلالها الموت يوميا، حيث قضى منها 60 يوما في عتمة مطلقة عدا الضوء الذي رآه في غرف التحقيق، مشيرا إلى أنه كان محتجزا في مرحاض أبعاده 1.2 متر في 70 سنتيمترا.

اضطر خلال كل تلك الفترة للبقاء مثنيا دون أن يتمدد، وفي الأسبوع الأخير وضعوا معه سجينا آخر في ذلك المكان الضيق. وقال “لقد كان السجين متورطا في جريمة قتل لا علاقة لها بالثورة، وذو طباع نزقة، فكنت أتركه ينام وأحشر نفسي في الزاوية، كان هذا عبئا إضافيا، أن تحتجز في مرحاض مع شخص آخر وتضطر لاستخدامه أثناء وجوده معك”.

وسمع عهد -خلال فترة سجنه في فرع الأمن العسكري- أصوات تعذيب بعض السجناء أمام باب زنزانته ليالي كاملة. كما سمع السجانين يتوعدون السجناء الآخرين بأن دورهم قريب، الأمر الذي يرهق أعصاب السجناء بانتظار تنفيذ التهديد. وأضاف “كان السجانون يفتحون أبواب المراحيض عن السجناء، ويقتادونهم بطريقة بشعة من أجل إذلالهم، حتى البهائم لا تعامل بهذه الطريقة”.

انتزاع الاعترافات

وقابل عهد -أثناء اعتقاله وتنقله بين عدة فروع أمنية- عددا كبيرا من المعتقلين من شتى المحافظات السورية، وكثير منهم تعرض لانتهاكات جسيمة واغتصابات.

وأكد أن أحد الشباب من حماة اعتقلوا والده المسن وضربوه أمامه كي ينتزعوا منه اعترافات ولإجباره على الظهور في التلفزيون السوري.

أما أبو خالد فقال للجزيرة نت “لا يمكن تخيل المعتقل. لقد كنت أقضي ساعات طويلة وأنا أتأمل هذا الكم الكبير من الرجال المحشورين في الزنزانة، كنت أظن نفسي في زمن العبيد، وأقضي ساعات أخرى وأنا واقف على قدمي لأنه لا مكان للجلوس”.

وخرج بانطباع عن الأفرع الأمنية بأنها تشبه المزارع الخاصة للضباط الذين يتولونها، لا شيء ثابت لديهم، وكل شيء يسير وفقا لأمزجتهم، لافتا إلى أن المال يلعب دورا كبيرا في الحصول على بعض الامتيازات أثناء الاعتقال.

ناشط آخر قال إنه تعرض لضرب مؤذ ولم يسعفوه إلا عندما اشتد نزيفه، ومع ذلك يعترف بأن وضعه كان أفضل بكثير من وضع سجين آخر كان معه لم يضربوه أبدا، لكن في ذروة البرد تركوه عشرين يوما كاملا في الفناء المكشوف للسجن مكبلا وبلباسه الداخلي، وفوق ذلك كانوا يرشون الأرض بالماء، وعلق “لا أعرف كيف بقي على قيد الحياة”.

شروط البقاء

ومن ناحيته، ذكر عهد أن الطعام رغم رداءته كان قليلا جدا ولا يسد الرمق، وفي أحيان كثيرة كان لا يحصل على شيء من أجل العشاء، إذ تنفد الكمية قبل وصول دوره، وكثيرا ما كان السجناء يضربون على أبواب زنازينهم طلبا للطعام.

وقضى معظم المعتقلين عشرات الأيام دون استحمام أو حلاقة شعر. تحدث معتقل سابق للجزيرة نت قائلا “عندما أفرجوا عني كانت رائحتي نتنة، وأعطوني قميصا باليا يتسع لثلاثة أشخاص من حجمي كي أرتديه، خاصة أني فقدت الكثير من وزني، لم يكن معي ولا ليرة لأدفعها لسيارة أجرة، لكن سائقا وافق على إبلاغي إلى البيت، رغم معرفتي أن الرائحة التي كانت تفوح مني لم تكن تحتمل، وعندما فتحت ابنتي الباب لم تعرفني وهرعت لتنادي أمها قائلة إن هناك رجلا غريبا على الباب”.

وتظهر تلك القصص التي يرويها المعتقلون السابقون أن آلافا ممن لا يزالون رهن الاعتقال يعانون من ظروف لا تحقق شروط البقاء والكرامة الإنسانية.

تركيا تؤكد اختراق طائرتها لأجواء سوريا دون سوء نية

المقاتلة انتهكت الأجواء ومرت فوق الحدود لفترة قصيرة بسبب سرعتها

العربية.نت

أكد الرئيس التركي عبدالله غول احتمال أن تكون الطائرة المقاتلة التي أسقطتها سوريا قد انتهكت المجال الجوي السوري لفترة قصيرة بسبب سرعتها الكبيرة.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن غول قوله: “عندما تفكرون في سرعة الطائرات لدى تحليقها فوق البحر، فمن الطبيعي أن تمر وتكرر المرور فوق الحدود فترة قصيرة من الوقت، مؤكدا أن ذلك لا ينطوي على “سوء نية”.

وكان رئيس الوزراء التركي أعلن الجمعة، أن طياري المقاتلة التركية التي فقدت قرب سوريا على قيد الحياة، مؤكداً أن المقاتلة التركية أسقطت بنيران سورية، وأن دمشق قدمت اعتذاراً.

وذكرت وسائل الإعلام التركية أن الدفاع الجوي السوري أسقط طائرة عسكرية تركية، وعقدت أنقرة اجتماعاً عاجلاً لمناقشة قضية إسقاط الطائرة الحربية التركية.

وقالت مصادر أمنية سورية أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت المقاتلة التركية، فيما أشارت تقارير سابقة إلى فقدان طائرة تركية مقاتلة بالقرب من الحدود السورية.

ناشطون: 29 قتيلا برصاص الأمن السوري

إطلاق نار في درعا وقصف على الحولة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال ناشطون إن 29 شخصا قتلوا السبت برصاص الأمن السوري غالبيتهم في مدينتي دير الزور وحلب.

وشهد الجمعة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 96 شخصا برصاص قوات الأمن والجيش، بينهم 50 مدنيا.

وذكر ناشطون إن 5 منشقين عن الجيش قتلوا في حمص وحلب وريف دمشق، و26 من الشبيحة قتلوا في ريف حلب الغربي، و15 جنديا نظاميا في حلب وريف حلب ودمشق وريفها، وريف درعا وحمص وريفها.

وكانت مصادر في المعارضة السورية قد تحدثت عن سقوط عدد كبير من القتلى بينهم أطفال، ونساء.

وأفاد الناشطون أن مروحيات حربية شاركت بقصف المدن والقرى وسط موجة نزوح كبيرة.

مصدر بالجامعة العربية: ترجيح انعقاد مؤتمر المعارضة السورية بداية الشهر المقبل ونحرص على إنجاحه

روما (21 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

رجّح مصدر دبلوماسي في الجامعة العربية أن يُعقد مؤتمر توحيد قوى المعارضة السورية في القاهرة في الأسبوع الأول من تموز/يوليو المقبل، وأكّد على أن الجامعة العربية ستبذل ما بوسعها لإنجاح المؤتمر والوصول إلى نتائج عملية وملموسة لتوحيد رؤى المعارضة وفق وثيقة سياسية أساسية يُعتمد عليها في أي حل سياسي للأزمة السورية

ويعتبر المؤتمر تتويجاً لجهود عربية ودولية استمرت أشهراً بناء على توصيات مجلس الجامعة العربية ومباركة من الأمم المتحدة، ومن المفترض أن تشارك به كافة قوى وتيارات المعارضة السورية التي تطالب بإسقاط النظام السوري

وقال المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لم يتم تحديد موعد نهائي للمؤتمر ولكن على الأرجح أن يُعقد في الأسبوع الأول من الشهر المقبل وليس قبل ذلك”. وحول حيثيات التحضير للمؤتمر أضاف المصدر “الأمر المؤكد الوحيد هو أن الأمين العام للجامعة العربية سيبذل ما بوسعه لإنجاح مؤتمر القاهرة، وللخروج بوثيقة توافق عليها قوى المعارضة الرئيسية في سورية، وعلى رأسها المجلس الوطني وهيئة التنسيق بالإضافة إلى قوى ميدانية وتيارات سياسية أصغر، تحدد من خلالها رؤيتها الموحدة للمستقبل، وستكون وثيقة أساسية يُعتمد عليها في أي حل سياسي يظهر في الأفق للأزمة” السورية

وبالنسبة للأطراف المشاركة في المؤتمر واختيارهم ونسبة تمثيلهم قال المصدر “ستكون الدعوات هذه المرة مرضية في الغالب لمختلف تيارات المعارضة السورية وقواها” وفق تأكيده

وكانت الجامعة العربية قد دعت لعقد مؤتمر منتصف أيار/مايو الماضي في العاصمة المصرية، إلا أن قوى بالمعارضة السورية اعتذرت عن حضور هذا المؤتمر بسبب عدم وجود برنامج وعدم التحضير الكامل والمناسب له.

وتؤكد الجامعة العربية والمجتمع الدولي بما فيها روسيا على ضرورة تكوين جبهة موحدة للمعارضة السورية لتشكيل فريق للمفاوضات يكون مقنعاً ومؤثراً ويتمتع بالصدقية، وأن تتحدث المعارضة السورية بلغة واحدة بشأن موقف موحد من الحوار مع الحكومة فيما لو أُطلقت العملية السياسية

ومن المعروف أن المعارضة السورية تعاني من انقسامات، وهو الأمر الذي يخشى المجتمع الدولي أن يؤدي إلى فشل توحيد رؤى هذه المعارضات تجاه الأوضاع في سورية، وأن ينعكس سلباً على الثورة السورية عموماً

ويرى بعض المراقبين أن توحيد المعارضة السورية وفق هيكل تنظيمي هو أمر غير منطقي بسبب اختلاف منطلقاتها، ففيها قوى يسارية واشتراكية وإسلامية وقومية وغيرها، ويؤكدون على ضرورة أن ينصبّ الاهتمام الدولي على توحيد رؤى هذه القوى وأن يكون لها برنامج عمل موحّد

رئيس المرصد السوري: الجرائم المرتكبة لن تمر دون حساب مهما كانت التسويات السياسية

لندن (22 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجرائم التي ارتُكبت بحق الشعب السوري لن تمر من دون حساب مهما كانت التسويات السياسة، وأعرب عن فناعته بعدم إمكانية عودة المراقبين الدوليين لمواصلة عملهم في سورية لأنهم برأيه أنفسهم بحاجة إلى من يحميهم، وأشار إلى أن المرصد وثّق حتى الآن نحو 11 ألف قتيل من المدنيين فقط

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بالنسبة لعدد القتلى في سورية فقد وصل إلى 10594 من المدنيين وهذا العدد يشمل مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة، والعسكريين 3772 في أقل تقدير، والمنشقين المقاتلين 836، وطبعاً هذه الحصيلة لا تشمل آلاف المفقودين في السجون والمعتقلات السورية، ولا تشمل عدد الذين قتلوا من المسلحين الموالين للنظام (الشبيحة) لأنهم عبارة عن مجموعات خارجة عن القانون وتشير التقديرات إلى مقتل الآلاف منهم، أما بالنسبة لعدد المعتقلين نستطيع وبكل ثقة أن نقول أنهم يقدرون بعشرات الآلاف” حسب تأكيده

وحول توثيق عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار، قال مدير المرصد الذي له شبكة من الناشطين والحقوقيين في مختلف أنحاء سورية “لقد وصل حجم اللاجئين السوريين في دول الجوار إلى أعداد كبيرة، ففي تركيا وصل العدد إلى أكثر من 23 ألفاً، وفي الأردن يُقدّر عددهم بأكثر من 85 ألفاً، وفي لبنان يُقدّر عددهم أيضاً بحوالي العشرين ألفاً”

وفيما إن كان يعتقد أن مراقبي الأمم المتحدة سيعودون إلى مباشرة عملهم بعد تعليق نشاطهم بسبب العنف، قال الناشط السوري المقيم في بريطانيا “لا أعتقد ذلك، كونهم يدركون جيداً أن مهمتهم لم تحقق أي نتائج تُذكر، وأنهم نفسهم باتوا في حاجة إلى من يحميهم، وقد سبق أن وجّهنا عدة نداءات للمراقبين بأن يتوجهوا إلى أماكن ساخنة تعرضت لمجازر وارتُكبت فيها جرائم كبيرة ولكنهم لم يتجاوبوا بالسرعة والكفاءة المطلوبة مما عرّضهم إلى انتقادات كثيرة من جانب الشعب السوري وأطراف حقوقية أخرى” وفق رأيه.

وحول ما قام به المراقبون الدوليون بشأن البنود الأخرى من خطة أنان، قال عبد الرحمن “للأسف لم يتمكن المراقبون من ممارسة أغلب نقاط عملهم الرئيسية، واكتفوا بتسجيل وتصوير خروقات وقف إطلاق النار فقط، مما وضع الكثير من إشارات الاستفهام على مهمتهم وإمكانية نجاحها، ومدى جديتهم في القيام بالمهمة الخطيرة الملقاة على عاتقهم” على حد تعبيره

وفيما إن كان هناك أي تحريك للملف الحقوقي حول الجرائم في سورية، قال “نحن لا نرى أي علاقة بين الملف الحقوقي والملف السياسي، فالجرائم التي ارتُكبت بحق الشعب السوري ـ وأغلبها يُعتبر جرائم ضد الإنسانية ـ لن تمر من دون حساب مهما كانت التسويات السياسة، والشعب السوري لن يقبل بأن يفلت القتلة والمجرمون من العقاب والمحاكمة”، وتابع “نحن في المرصد السوري لحقوق الإنسان نُعدّ ملفاً متكاملاً وموثقاً للجرائم التي ارتُكبت بحق الشعب السوري ونسعى جاهدين لأن نرفع دعاوى أمام المحاكم الدولية لمحاكمة المجرمين الذين ارتكبوا تلك الفظائع بحق السوريين والإنسانية”، حسب تأكيده

سوريا: الرئيس التركي يقول ان الطائرة التركية قد تكون دخلت الأجواء السورية صدفة

عقب إعلان سوريا اسقاطها طائرة تركية قال الرئيس التركي عبدالله غول إن أنقرة أجرت اتصالات هاتفية مع دمشق، ,وأضاف أن السلطات التركية ستحقق فيما إذا كانت الطائرة قد أسقطت في الأجواء التركية أو السورية.

وقال إنه شيء روتيني أن تعبر طائرات تسير بسرعة كبيرة حدود دولة أخرى، وان ما حصل لم يكن بسوء نية، وان تركيا ستعمل ما يتوجب عمله ردا على إسقاطالطأئرة، وإنه لا يمكن تجاهل الموضوع.

وأقرت سوريا بإسقاط طائرة مقاتلة تركية “بعد اختراقها المجال الجوي السوري” وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا.

ونقلت الوكالة عن متحدث عسكري قوله ” اخترق مجالنا الجوي فوق مياهنا الإقليمية من اتجاه الغرب هدف جوي مجهول الهوية على ارتفاع منخفض جدا وبسرعة عالية فتصدت له وسائط دفاعنا الجوي بالمدفعية المضادة للطائرات، وعلى مسافة كيلو مترا واحدا من الشاطىء أصابته إصابة مباشرة واشتعلت فيه النيران وسقط في البحر غرب قرية أم الطيور بمحافظة اللاذقية التي تقع في مياهنا الإقليمية على بعد 10 كيلومترات من الشاطىء”.

وأضاف المتحدث أنه “تبين لاحقا أن الهدف الجوي كان طائرة عسكرية تركية دخلت مجالنا الجوي وتم التعامل معها وفق القوانين المتبعة في مثل هذه الحالات”.

وجاء الرد السوري في أعقاب إعلان تركيا أن طائرتها المقاتلة التي فقدت الجمعة أسقطت بنيران القوات السورية.

وذكر بيان صادر عن مكتب اردوغان أنه ” بعد تقييم معطيات جمعتها المؤسسات المعنية ومعلومات تم الحصول عليها في اطار اعمال البحث والانقاذ اتضح لنا ان سوريا قامت باسقاط طائرتنا”.

من جهته قال الرئيس التركي عبدالله غول إن أنقرة أجرت اتصالات هاتفية مع دمشق، ,وأضاف أن السلطات التركية ستحقق فيما إذا كانت الطائرة قد أسقطت في الأجواء التركية أو السورية.

وقال إنه شيء روتيني أن تعبر طائرات تسير بسرعة كبيرة حدود دولة أخرى، وان ما حصل لم يكن بسوء نية، وان تركيا ستعمل ما يتوجب عمله ردا على إسقاطالطأئرة، وإنه لا يمكن تجاهل الموضوع.

طائرة مفقودة

وأضاف البيان أنه في الوقت الحالي عمليات البحث لا تزال جارية عن طياري المقاتلة وتقوم بها قوات خفر السواحل التركية بمشاركة القوات السورية وبعد اتضاح الحقائق كاملة ستتخذ تركيا ردا حاسما على إسقاط الطائرة.

وكان اردوغان قد صرح في وقت سابق بأنه ليس لديه معلومات رسمية مؤكدة تؤكد أن المقاتلة التركية اسقطت بنيران سورية.

وأوضح ارودغان في مؤتمر صحفي بأنقرة فور عودته قادما من البرازيل أنه “لا توجد أنباء عن طياري المقاتلة وهي من طراز إف 4”.

وأشار إلى أن ” هناك اربع فرقاطات ومروحيات وكذلك فرقاطات سورية تقوم بالبحث عن الطيارين في المياه السورية والتركية بالبحر المتوسط”.

وكانت تركيا قد اعلنت أنها فقدت الاتصال بواحدة من طائراتها المقاتلة حينما كانت تحلق في أجواء البحر المتوسط، وذكرت احدى القنوات التلفزيونية أن المقاتلة التابعة لسلاح الجو التركي سقطت في المياه الإقليمية السورية.

وأفاد مراسلنا في تركيا عبد الناصر سنغي بأن الجيش التركي اعلن في بيان اعلامي أن مقاتلة من طراز إف 4 تابعة للجيش التركي اقلعت من قاعدة عسكرية بمدينة مالاطيا وفقد الاتصال بها اثناء تحليقها جنوب غربي محافظة هاتاي الواقعة في جنوب تركيا بالقرب من الحدود مع سوريا.

كما نقل مراسلنا في دمشق عساف عبود نقلا عن شهود عيان في اللاذقية ان مضادات جوية سورية اسقطت طائرة قرب منطقة كسب على الحدود السورية التركية، قرب منطقة رأس البسيط.

يشار إلى ان العلاقات التركية السورية تشهد توترا منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد في مارس/آذار 2011.

ويقيم في تركيا نحو 32 ألف لاجئ سوري وفق تقديرات مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

BBC © 2012

اتهامات للمعارضة السورية بارتكاب “مجزرة” في ريف حلب

قال التلفزيون السوري إنه تم العثور يوم الجمعة على جثث 25 رجلاً على الاقل قتلوا بأيدي “مجموعات إرهابية مسلحة.”

وقدر المرصد السوري لحقوق الانسان عدد القتلى بما يصل الى 26 وذكر انه يعتقد أن القتلى من “الشبيحة”، وهي ميليشيا موالية للرئيس السوري بشار الأسد ، اتهمتها المعارضة بالقيام بعدد من عمليات القتل الجماعي.

وقال التلفزيون السوري ان “مجموعات ارهابية مسلحة ارتكبت مذبحة” وحشية ضد 25 مواطنا في قرية دارة عزة.

وبث المرصد السوري تسجيل فيديو يظهر رجالا تغطيهم الدماء على جانب احد الطرق. وكان عدد منهم يرتدي زيا عسكريا بينما كان آخرون يرتدون ملابس مدنية.

وقال صوت في تسجيل الفيديو دون ان تظهر صورته إن الرجال من “شبيحة النظام”

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قد قال إن الموالين للرئيس السوري قُتلوا في كمين نصبه مجهولون لسيارات كانت تقلهم في ريف حلب الغربي.

من جانبها قالت وكالة الانباء السورية الرسمية نقلاً عن مصادر رسمية في محافظة حلب إن “المجموعات الارهابية المسلحة خطفت عددا من المواطنين وارتكبت مجزرة بحقهم في دارة عزة في ريف حلب ومثلت بجثثهم ونكلت بها”.

واوضحت المصادر أن “المجموعات الارهابية قتلت المواطنين بالرصاص”، وعدد القتلى تجاوز 25 شخصاً “فيما لا يزال مصير باقي المخطوفين مجهولا”.

BBC © 2012

جورج صبرا: نظام الأسد لم يعد يقرر مصيره بنفسه

انتقد الناطق الإعلامي، عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري جورج صبرا، في حديث الى “اذاعة الشرق” الموقف الروسي إزاء الأزمة السورية، معتبراً أن روسيا لا تكفّ عن إعلان تأييدها النظام ولا تتوقف عن تزويد الأسد آلات القتل اليومي للسوريين من طائرات وأسلحة تقتل وتهدم البيوت والمدن السورية على رؤوس الأهالي.

وأضاف جورج صبرا أن الموقف الروسي والسياسة المعتمدة تظهر حتى بعد قمة أوباما ـ بوتين عداء للشعب السوري غير مفهوم وغير مبرر ولا يتناسب مع المكانة الدولية والعلاقات التاريخية الكبيرة بين البلدين والعلاقات والصداقات والتعاون.

وذكرّ جورج صبرا القادة الروس اليوم بأن العلاقات القوية بين البلدين بنتها سوريا الوطنية قبل حكم البعث وقبل حكم حافظ الأسد وسعد الله الجابري رئيس الحكومة السوري في الأربعينات حين لجأ الى سفارة الاتحاد السوفياتي. هذه العلاقات أقامتها سوريا الوطنية وكانت معبراً للاتحاد السوفياتي القديم الى الدول العربية ومن المؤسف جداً أن تواجه القيادة الروسية الجديدة الشعب السوري بهذا العداء السافر.

وأكد جورج صبرا أن المستوى السياسي بعد قمة العشرين ينتظر الجديد في خطة أنان والخطة التي نفذت أظهرت إخفاقاً كبيراً ولم توقف أعمال القتل اليومي بل زادت الأمور عنفاً ويجب لأي خطة أن يكون لها آليات وتطبيق القرارات تحت الفصل السابع ومرتبطة بجدول زمني إذ من غير المقبول أن يترك السوريون لمصيرهم ليواجهوا في الأشهر الثلاثة المقبلة أعمال العنف بوتيرة قد تؤدي الى استشهاد ثلاثة آلاف سوري جديد وعشرات الآلاف من الجرحى.

وتوقع جورج صبرا أن يضاعف النظام الأسدي من عنفه وعمل آلة قتل خلال الشهر المقبل ما يسبق شهر رمضان المبارك، مع أن الواقع السوري بعد قمة العشرين أظهر جلياً أن النظام السوري لم يعد يقرر مصيره بنفسه والأزمة السورية على نار حامية داخلية وخارجية.

وأشار صبرا الى أن المجازر منذ أسبوعين تزداد وأول من أمس حصدت آلة القتل 130 شهيداً في يوم واحد، وعلى المستوى الداخلي جرى تصعيد لعمليات الجيش السوري الحر للدفاع عن المواطنين إزاء وحشية النظام، فالسوريون وحدهم يواجهون مصيرهم أمام الدبابات والطائرات ولم تعد تنفع تصريحات الاستنكار والتنديد بالمجازر ولا المؤتمرات ولا اللقاءات وتعب الشعب السوري منها ولن يسمح للنظام القاتل بالاستهتار بدماء السوريين وبالإرادة الشعبية والعربية والدولية وقد بدأت مخاطر الأزمة تنتشر في مجمل دول المنطقة.

واستغرب صبرا تباطؤ العالم وهو يرى ما يجري على الأرض والنظام يستخدم الطائرات الحربية والدبابات في قصف القرى والمدن وكأن الأمر عادي جداً وفي الوقت نفسه الروسي يتحدث عن سوريا والنظام العالمي الجديد ويبحث له عن دور في المنطقة وفي التسوية السلمية عبر زيارة بوتين المقبلة الى إسرائيل ويبدو أن اللوبي الإسرائيلي له دور كبير في مسألة بقاء نظام الأسد.

وأشار صبرا الى عملية فرار طائرة الميغ الى الاردن، متوقعا بألا تكون الاخيرة ووضع النظام في تدهور مستمر، منوها الى انشقاق العميد الطيار قائلا ان ثمة حركة انشقاقات مهمة على مستوى قادة كبار حصلت أخيراً. والمؤسسة العسكرية والقوات المسلحة في موقع الخطأ. وناشد صبرا أركان المؤسسة من ضباط وجنود أن يرفضوا أوامر النظام بقتل المدنيين والقانون الدولي سيحميهم والمجلس الوطني على أتم الاستعداد لمساعدتهم وتقديم الدعم لهم ولعائلاتهم. وأكد صبرا أن الجيش السوري ما زال متسعاً للوطنية وللرجال الكبار الذين لن يقبلوا بوضعهم في موقع الجريمة الخطأ.

(“المستقبل”)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى