أحداث السبت، 27 آب2011
مبادرة روسية في مجلس الأمن للالتفاف على مشروع القرار الغربي
نيويورك – راغدة درغام؛ دمشق، لندن – «الحياة»، «رويترز»، أ ف ب
طرحت روسيا أمس في مجلس الأمن مشروع قرار جديد حول سورية، بهدف الالتفاف على مشروع القرار الأوروبي الذي يتضمن عقوبات على نظام دمشق، واستندت في نصها المقترح الى البيان الرئاسي الذي صدر عن المجلس في الثالث من آب (اغسطس) ودان «ممارسة السلطات السورية العنف ضد المدنيين». في غضون ذلك، تظاهر عشرات الآلاف من السوريين في مدن عدة في إطار «جمعة النصر والثبات»، وقتلت قوات الأمن ثلاثة أشخاص على الأقل وجرحت آخرين، كما فرقت بالقوة تظاهرات في عدد من أحياء دمشق. وحدث تطور لافت باعلان «لواء الضباط الأحرار» غير المعروف حتى الآن تبنيه استهداف ضابطين.
ودعت روسيا الى جلسة طارئة للمجلس حول سورية امس واستدعت اليها بشكل عاجل الدول الأعضاء. ووصف مصدر غربي التحرك الروسي بأنه «غامض»، لكنه رأى فيه ايضاً «انخراطا» في مداولات مجلس الأمن في الشأن السوري.
وكانت روسيا والصين تهربتا من اجتماع غير رسمي دعت إليه بريطانيا أول أمس للتفاوض على مشروع قرار سابقة يفرض عقوبات على رموز الحكم في دمشق بمن فيهم الرئيس بشار الأسد.
وميزت المصادر بين ما دعت إليه بريطانيا من اجتماع جانبي غير رسمي لأعضاء المجلس وبين مبادرة روسيا الى طلب انعقاد جلسة مشاورات رسمية طارئة حول سورية.
وفوجئت وفود الدول الغربية بالدعوة الروسية، وبدت موسكو كأنها تحاول سحب البساط من تحت أقدام الدول الغربية في المجلس (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال).
وكانت مصادر غربية وصفت تغيب روسيا والصين عن اجتماع غير رسمي للبحث في مشروع قرار العقوبات بأنه «تهرب من المسؤولية» وقالت ان هذا «تصرف غير مقبول لدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن تتحمل مسؤولية حفظ السلم والأمن الدوليين».
وأوضحت موسكو وبكين معارضتهما لمبدأ فرض عقوبات على سورية وقالتا أنهما تؤمنان بالجهود الديبلوماسية حصراً، لا سيما وأن روسيا تقوم باتصالات ثنائية مع القيادة السورية.
وقالت المصادر الغربية «إننا نرحب بالمبادرة الروسية للتحدث مباشرة مع النظام السوري لكن الأوضاع الطارئة على الأرض تتطلب إجراءاً عاجلاً من مجلس الأمن». وأضافت المصادر أنه «حان الوقت لتعزيز الضغوط الدولية، فالعنف يجب أن يتوقف حالاً».
في هذا الوقت، احيا عشرات آلاف السوريين «جمعة الصبر والثبات» في مختلف المدن والقرى، وردت قوى الأمن والجيش بقتل ثلاثة متظاهرين على الأقل وجرح عديدين آخرين.
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن «شخصين قتلا وجرح خمسة آخرون عندما اطلقت عناصر موالية للنظام النار على متظاهرين خرجوا من جامع علي بن ابي طالب في دير الزور». وأشار إلى أن «شاباً أصيب بجروح خطرة في قرية القورية في محافظة دير الزور اثر اطلاق قوات الامن الرصاص الحي على متظاهرين».
لكن وكالة الأنباء الرسمية «سانا» قالت ان «مسلحين ملثمين أطلقوا النار على حاجز لقوات حفظ النظام في دير الزور ما أدى إلى جرح ثلاثة عناصر ومقتل اثنين من المسلحين».
وفي ريف درعا، أكد المرصد أن «شخصاً قُتل واصيب ثلاثة اخرون عندما أطلق عناصر الامن النار على متظاهرين خرجوا من جامع المحمدي في نوى»، كما «جرح مواطن في حمص اثر اطلاق قوات الامن الرصاص لتفريق متظاهرين في حي باب السباع، خرجوا في تشييع شهيد قتل برصاص قناصة مساء» الخميس، بحسب المرصد الذي تحدث عن «إصابة رجل وابنته ذات الأربعة أعوام بجروح عندما أطلق عناصر من الأمن النار عشوائياً في حي باب الدريب في حمص».
وأشار «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إلى «جرح ستة متظاهرين في إطلاق نار من مدرعات في مدينة القصير الواقعة في ريف حمص»، كما «أصيب شاب في مدينة داريا في ريف دمشق بجروح خطرة إثر مطاردته من قبل دورية أمنية أطلقت الرصاص على سيارته». وأصيب 5 متظاهرين، أحدهم بحال خطرة، عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق تظاهرة قرب مقر الأمن المركزي في دوما.
وخرجت تظاهرات حاشدة أمس في مدن عدة للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ففي حمص التي تشهد غلياناً أمنياً وعسكرياً منذ أيام خرج نحو 15 ألف متظاهر في حي الخالدية، إضافة إلى آلاف في أحياء أخرى كبابا عمرو وباب السباع والقصور. كما خرج عشرات الآلاف في تظاهرات حاشدة مطالبة بإسقاط النظام في مدن تدمر والرستن وتلبيسة والقصير في ريف حمص.
كذلك، فرق رجال الأمن بالقوة تظاهرتين في دمشق خرجتا من جامعي الدقاق والحسن في حي الميدان إضافة الى تظاهرات جرت في حي برزة والقدم والقابون رغم الحصار والتواجد الامني الكثيف الذي يشهده هذا الحي.
وفي منطقة الجبيلة في دير الزور، خرجت تظاهرة ضمت الآلاف وقام رجال الأمن بتفريقها بقوة، إضافة الى تظاهرة في البوكمال (شرق). وتظاهر نحو خمسة آلاف شخص في القامشلي (شمال شرق). وتظاهر أكثر من سبعة آلاف شخص في دوما في ريف دمشق مطالبين بإسقاط النظام، كما خرجت تظاهرة في الزبداني رغم الانتشار الامني الكثيف وتظاهرة في كناكر خرج فيها نحو ثلاثة آلاف شخص.
وخرجت تظاهرات في داريا وحرستا وقارة كما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق نحو 2500 متظاهر في عربين. وخرج الآلاف للتظاهر في حي الصاخور في حلب (شمال) كما خرجت تظاهرات حاشدة في مناطق عدة في ريف ادلب وريف درعا. ودعا ناشطون إلى مواصلة التظاهر، مؤكدين أن «الحق سينتصر».
وفي تطور لافت، نقلت شبكة «أوغاريت» الإخبارية المعارضة أمس عن «لواء الضباط الأحرار» الذي يضم ضباطاً منشقين عن الجيش السوري، تبنيه في بيان استهداف ضابطين في حمص. وقال البيان: «نظراً إلى المذابح والمجازر التي ارتكبها الفوج 41 في كل من تلكلخ والرستن وتلبيسة وبابا عمرو وباب السباع وكرم الزيتون والقصير، فقد قام بعض العناصر الأبطال المنشقين عن الجيش والتابعين للواء الضباط بعملية نوعية جداً».
وأضاف أنه «تم استهداف كل من العميد الركن المظلي عدنان زيدان ديب قائد الفوج 41 برصاصة في رأسه وهو في حالة موت سريري وقد بلغنا أنه توفي (أمس)، كما تم استهداف ضابط الأمن للفوج نفسه العقيد بسام، وهو المنسق الأساسي للعمليات، وأصيب بثلاث رصاصات، واحدة بالكتف وأخرى برجله والثالثة استقرت بالنخاع الشوكي».
إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية السورية انها فتحت تحقيقاً لمعرفة ملابسات الاعتداء الذي تعرض له رسام الكاريكاتور علي فرزات من قبل مجهولين اعترضوا سيارته فجر الخميس في دمشق، والكشف عن منفذيه. واتهم فرزات قوات الأمن بخطفه والاعتداء عليه.
من جهة أخرى، اعتبر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس أن الحل الأمني في سورية «فشل»، داعياً القيادة السورية إلى «استنتاج ضرورة التغيير» بما يتلاءم مع «تطلعات الشعب السوري». وقال أمير قطر في تصريح أدلى به بعد لقاء مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وبثته وكالة الانباء القطرية، إن «الجميع يعرف أن الحل الأمني أثبت فشله ولا يبدو أن الشعب السوري سيتراجع عن مطالبه بعد ما دفعه من ثمن».
وأشار إلى أن «الشعب السوري خرج في انتفاضة شعبية مدنية حقيقية مطالباً بالتغيير والعدالة والحرية… وحاولنا جميعاً نحن الذين وقفنا مع سورية في ظروفها الصعبة أن نشجع الاخوة في سورية على اتخاذ خطوات اصلاحية حقيقية… نأمل أن يستنتج صناع القرار في سورية ضرورة التغيير بما يتلاءم مع تطلعات الشعب السوري وعلينا أن نساعدهم على اتخاذ مثل هذا القرار».
حاكم المصرف المركزي: سيكون علينا التخلي عن تناول البسكويت لنأكل الخبز الاسمر
السوريون مدعوون الى شدّ الاحزمة بعد فرض عقوبات اوروبية وامريكية
دمشق ـ ا ف ب: اكد حاكم المصرف المركزي السوري اديب ميالة لوكالة فرانس برس انه سيكون على السوريين شد الاحزمة بعد فرض عقوبات اوروبية وامريكية قاسية على بلدهم الذي اضعفته اقتصاديا الحركة الاحتجاجية الجارية، مؤكدا ان هذه الاجراءات ستضر بالمواطن السوري.
وقال ميالة في مقابلة حصرية مع فرانس برس ‘سنواجه صعوبات متزايدة بسبب العقوبات والاحداث وسيكون علينا شد الاحزمة’.
واضاف ان ‘القطاع الاول الذي تضرر هو السياحة الذي تراجعت عائداته بنسبة تسعين بالمئة والمواطن هو المتضرر الاول. النقل والواردات والصناعات ستضطرب اكثر فاكثر وسيزداد الفقر والبطالة’.
وللضغط على سورية وادانة قمع التظاهرات الذي اسفر عن سقوط اكثر من 2200 قتيل حسب الامم المتحدة، اعلنت الاسرة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة فرض عقوبات تجارية قاسية جدا على دمشق.
وقال ميالة ان ‘الحظر عقوبة ضد كل السوريين وخصوصا الاكثر ضعفا. تأكيدهم (الاوروبيون والامريكيون) انهم لا يريدون معاقبة الشعب هراء. هو وحده يتضرر وليس النظام’، مشيرا الى ان ‘الحظر يؤدي الى ارتفاع في الاسعار يضرب الاكثر فقرا’.
وتحدث ميالة الذي يحمل دكتوراة في الاقتصاد من جامعة ايكس اون بروفانس جنوب فرنسا، عن حادثة في تاريخ فرنسا، قائلا ‘اقول عكس ما دعت اليه ماري انطوانيت عندما طلبت من الشعب ان يأكل البسكويت اذا لم يكن لديه خبز’.
واضاف ‘اعتقد انه سيكون علينا التخلي عن تناول البسكويت لنأكل الخبز الاسمر’.
ومن العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة منع استيراد النفط والمشتقات النفطية السورية الى الولايات المتحدة وتجميد كل اموال الدولة السورية التي قد تكون موجودة في اراض تخضع لقوانينها.
وبعد فرض العقوبات، اوقفت سورية ابرام اي صفقات بالدولار وتحولت بالكامل الى اليورو.
وقال ميالة (55 عاما) الذي يشغل منصب حاكم المصرف المركزي السوري منذ ست سنوات ‘توقف (ابرام الصفقات بالدولار). انها المرة الاولى في تاريخ البلاد’.
الا انه اوضح ان بلده فكر في هذا الاحتمال من قبل. وقال آسفا ‘منذ 2005 شجعنا كل القطاعات الاقتصادية على ابرام صفقات باليورو لكنه اغلبهم واصلوا مع الاسف ابرامها بالدولار’.
وصرح ميالة ان احتياطات بلده من القطع تبلغ حاليا 17.4 مليار دولار اي اقل بـ800 مليون دولار عما كانت عليه في منتصف آذار/مارس في بداية الحركة الاحتجاجية.
وقال ان ‘سعر صرف الليرة السورية بقي مستقرا الى حد ما وهذا هو هدفنا منذ بداية الازمة’، مؤكدا ان سعر الدولار في السوق الموازية بلغ 50.4 ليرة سورية وسعره الرسمي 47.69 ليرة.
ونفى الشائعات عن تحويل ستة مليارات دولار من ايران لدعم الليرة السورية التي تحدث عنها دبلوماسيون. وقال ‘انها مسخرة. كيف جاءت المليارات؟ هذا مثير للسخرية’.
وتابع ان استقرار الليرة السورية ناجم عن انشاء ‘صندوق لتقلبات اسعار صرف العملة’ قبل سنتين.
وقال ان ملياري دولار غادرت سورية خلال خمسة اشهر، حسب تقديره.
اما الودائع المصرفية، ‘فإذا كانت المبالغ التي سحبت في بداية الازمة وصلت الى ثلاثين مليار ليرة سوري (600 مليون دولار)، فقد عادت 24 مليارا (480 مليار دولار) الى المصارف. هناك فرق يبلغ ستة مليارات وهذا امر طبيعي لان الناس يريدون الابقاء على سيولة لديهم’.
واخيرا وجه ميالة تحذيرا الى الاوروبيين. وقال ‘يمكننا ان نحل مشاكلنا بمساعدة الصين. اذا انسحب الاوروبيون فسيحل الصينيون محلهم بسهولة ويسدون الفراغ. روسيا ايضا يمكن ان تساعدنا’.
القوات السورية تقتل 5 خلال ‘جمعة الصبر والثبات’ و 8 بعد صلاة التراويح ليل الخميس
المحتجون مبتهجون بما حدث في ليبيا.. وروسيا والصين تقاطعان المشاورات في مجلس الامن لبحث عقوبات على سورية
لندن ـ عمان ـ يو بي اي ـ رويترز: أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن خمسة أشخص قتلوا وأُصيب ثمانية آخرون بجروح في دير الزور ودرعا الجمعة في ما سُمي ‘جمعة الصبر والثبات’، فيما قتل 8 اثناء احتجاجات بعد صلاة التراويح ليل الخميس الجمعة.
وقال المرصد، ومقره بريطانيا، في بيانات ‘إن شهيدين سقطا اثر إطلاق مجموعة من الشبيحة الرصاص على متظاهرين خرجوا في تظاهرة من مسجد علي بن أبي طالب وأُصيب شاب بجراح خطرة اثر إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على متظاهرين في قرية القورية بمحافظة دير الزور، فيما استُشهد مواطن وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح اثر إطلاق النار على متظاهرين خرجوا من مسجد المحمدي في مدينة نوى بمحافظة درعا’.
وأضاف المرصد ‘أن ثلاث تظاهرات خرجت في مدينة دير الزور من مسجد الروضة ومسجد العلامة الشيخ محمد سعيد العرفي ومسجد علي بن أبي طالب، لتلتقي جميعها في شارع التكايا جوبهت بإطلاق رصاص كثيف من قوات الأمن ما أدى الى سقوط شهيدين اثنين وإصابة خمسة آخرين بجراح حالة واحد منهم خطرة’.
وأشار إلى ‘أن شاباً أُصيب بجراح خطرة في مدينة داريا بريف دمشق اثر مطاردته من قبل دورية أمنية أطلقت الرصاص على سيارته، فيما شهدت داريا انتشاراً كثيفاً لعناصر الأمن والجيش أثناء خروج المصلين من جامع المصطفى’.
وقال المرصد ‘إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي لتفريق نحو 2500 متظاهر في مدينة عربين، فيما خرجت تظاهرة في مدينة قارة، وتظاهر أكثر من 7000 شخص في دوما مطالبين بإسقاط النظام، وخرجت تظاهرة من مسجد النابوع في مدينة الزبداني رغم الانتشار الأمني الكثيف، وتظاهر نحو 3000 شخص في كناكر في ريف دمشق’.
وأضاف المرصد السوري لحقوق الإنسان ‘أن عشرات الآلاف خرجوا في تظاهرات حاشدة مطالبة بإسقاط النظام في مدن تدمر والرستن وتلبيسة والقصير بمحافظة حمص، فيما أُصيب مواطن بجروح اثر طلاق قوات الأمن الرصاص لتفريق متظاهرين في حي باب سباع في مدينة حمص خرجوا في تشييع شهيد قُتل برصاص قناصة مساء أمس’.
وأشار إلى ‘أن حملة المداهمات والاعتقالات التي نفذتها أجهزة الأمن أمس في محافظة اللاذقية أسفرت عن اعتقال أكثر من 150 شخصاً وترافقت مع إطلاق رصاص كثيف وتحطيم أثاث بعض المنازل والاعتداء بالضرب المبرح على المعتقلين’.
وقال نشطون الجمعة ان قوات الرئيس السوري بشار الاسد قتلت ثمانية اشخاص في انحاء متفرقة من البلاد خلال ليلة الخميس الجمعة في حملة متواصلة لقمع الاحتجاجات الشعبية ضد حكمه والتي تشجعت بسقوط العقيد الليبي معمر القذافي.
وذكر النشطون ان غالبية القتلى سقطوا نتيجة هجمات على متظاهرين في الشوارع يطالبون بنهاية حكم أسرة الاسد المستمر منذ 41 عاما والتي تنظم بشكل يومي بعد صلاة التراويح في رمضان. وقال النشطون الجمعة ان سبعة محتجين قتلوا في مدينة حماة التي يحاصرها الجيش منذ أول رمضان الموافق الاول من اغسطس آب وفي مدينة حلب الى الشمال وفي محافظة ادلب الشمالية الغربية وفي حمص مسقط رأس أسماء زوجة الاسد.
وقال نشطون ان القتيل الثامن هو سائق شاحنة تركي قتلته ميليشيا موالية للاسد على الطريق السريع المؤدي الى تركيا في بلدة الرستن الى الشمال من دمشق والتي شهدت هجمات يومية لانهاء الاحتجاجات.
وخلال مسيرة مطالبة بتنحي الاسد في بلدة الكسوة التي يعيش فيها الاف النازحين من سكان هضبة الجولان السورية المحتلة الى الجنوب من العاصمة دمشق حمل المحتجون لافتات تهنيء الشعب الليبي.
وفي بلدة الزبداني الساحلية غربي دمشق قرب حدود لبنان هتف المتظاهرون ‘الله معنا’ والثورة توحد الاحرار.
وأي تغيير في السلطة في سورية سيكون له أصداء قوية على المستوى الاقليمي. لكن الاسد الذي ينتمي الى الاقلية العلوية في سورية تربطه تحالفات مع طبقة التجار السنية المؤثرة وله ولاء قوي في الجيش وأجهزة أمنية لا تلقى مقاومة تذكر وهي تقمع المحتجين في اي مكان من البلاد.
وتبنى الرئيس السوري (45 عاما) الذي ورث السلطة من والده الرئيس الراحل حافظ الاسد عام 2000 سياسات متوازية لتعزيز الروابط مع ايران ومع حزب الله اللبناني في الوقت الذي سعى لاجراء محادثات سلام مع اسرائيل وقبل مبادرات أوروبية وأمريكية كان لها دور في اعادة تأهيله على المسرح الدولي.
وفي مقابلة مع التلفزيون الحكومي يوم الاحد قال الأسد إن الاضطرابات تحولت الى أعمال مسلحة وانه لن يرضخ للضغوط الغربية لان الاصلاح في الغرب لدى الدول الاستعمارية يعني ان تعطيهم كل ما يريدون وتبيع كل حقوقك.
وتنحي السلطات باللائمة في أعمال العنف على ‘جماعات إرهابية مسلحة’ تقول إنها قتلت عددا غير محدد من المدنيين فضلا عن 500 من جنود الجيش والشرطة.
وقال المعارض أديب الشيشكلي حفيد أحد رؤساء سورية الاوائل بعد استقلال البلاد عن فرنسا عام 1946 ان أفضل رد على الاسد هو احتجاجات الشوارع السلمية التي تشهدها البلاد مع سقوط حاكم شمولي آخر في ليبيا.
وطردت سورية معظم الصحافيين المستقلين مما يجعل من الصعب التحقق من الروايات على الارض من السلطات والنشطاء.
وتعتبر سورية الممر البري الرئيسي بين أوروبا والشرق الاوسط لكن التجار قالوا ان عدد الشاحنات التركية المتجهة الى سورية انخفض بشدة بعد ان انتقدت انقرة التي كانت من كبار مؤيدي الاسد الحملة التي يشنها على الاحتجاجات المندلعة منذ خمسة أشهر والتي قالت الامم المتحدة انها اسفرت عن مقتل 2200 شخص.
وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي يوم الاربعاء إن من المرجح أن تفرض حكومات الاتحاد حظرا على واردات النفط السوري بحلول نهاية الأسبوع القادم لزيادة الضغط على الأسد غير أن العقوبات الجديدة ربما تكون أخف وطأة من تلك التي فرضتها واشنطن. وتصدر سورية اكثر من ثلث انتاجها من الخام الذي يبلغ 385 الف برميل يوميا لأوروبا خاصة هولندا وايطاليا وفرنسا واسبانيا.
وستقطع هذه الخطوة مصدرا رئيسيا للعملات الاجنبية لسورية والتي تساعدها على تمويل جهازها الأمني كما ستقيد الأموال المتاحة تحت تصرف الأسد لمكافأة الموالين له ومواصلة حملته ضد المحتجين.
وتشهد سورية منذ منتصف آذار (مارس) الماضي تظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، تقول منظمات حقوقية إنه قتل فيها أكثر من ألفي شخص من المحتجين ورجال الأمن، فيما تتهم السلطات مجموعات مسلّحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن.
ياتي ذلك فيما اعلن دبلوماسيون ان روسيا والصين قاطعتا الخميس المشاورات في مجلس الامن الدولي حول قرار اقترحه الغربيون ويهدف الى فرض عقوبات على سورية.
واشار هؤلاء الدبلوماسيون الى ان غيابهما عن هذه المشاورات غير الرسمية ينبىء بمفاوضات صعبة حول فرض عقوبات على الرئيس بشار الاسد وعلى المحيطين به لقمعهم المتظاهرين المعارضين للنظام في سورية.
وتتمتع روسيا والصين على غرار الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي.
وقد اعربت روسيا عن معارضتها الشديدة لفرض اية عقوبات على سورية مشددة على ضرورة اعطاء المزيد من الوقت للرئيس بشار الاسد كي يجري الاصلاحات التي وعد بها.
كما ابدت البرازيل والهند وجنوب افريقيا (اعضاء غير دائمي العضوية في مجلس الامن) تحفظات قوية على مثل هذه العقوبات.
وكانت فرنسا دعت الاربعاء الى تبني قرار في مجلس الامن الدولي يفرض عقوبات على النظام السوري ويستهدف بشكل خاص الرئيس بشار الاسد.
كما فرض الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي دعا الى تنحي الرئيس السوري بشار الاسد، عقوبات قاسية على النظام السوري.
واصدر اوباما مرسوما منع بموجبه استيراد النفط ومشتقاته من سورية وجمد كل اصول واملاك الدولة السورية في الولايات المتحدة.
واعلن حاكم مصرف سورية المركزي اديب ميالة الخميس لوكالة فرانس برس ان سورية اوقفت منذ الثلاثاء اي تعامل بالدولار الاميركي بسبب العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة، وتحولت تماما باتجاه اليورو.
وكانت المجموعة الاميركية للدفع المصرفي ‘فيزا’ قررت تجميد استخدام بطاقاتها الائتمانية في سورية وتستعد منافستها ‘ماستركارد’ لتحذو حذوها.
ياتي ذلك بعد ان اختتم وفد من الامم المتحدة الخميس مهمة انسانية في سورية وخصوصا بعد ان طلبت منه السلطات الاثنين مغادرة مدينة حمص (وسط)، كما اعلن مسؤول في المنظمة الدولية.
واعلن مساعد الامين العام للامم المتحدة المكلف الشؤون السياسية لين باسكو في مجلس الامن الدولي ان الفريق الذي سمح له الرئيس الاسد بالدخول الى سورية بعد اشهر من ضغوط الامم المتحدة، زار دمشق وحمص وبانياس واللاذقية وحماه وحلب وادلب.
وستقوم البعثة بتقديم خلاصة ما توصلت اليه في الايام المقبلة. والبعثة ستسمح للامم المتحدة بالتفكير في وسائل تلبية الحاجات الانسانية للسكان وضمان تسيير الخدمات العامة (من كهرباء ومياه شرب وصحة وغيره).
واعلنت تركيا على لسان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مساء الخميس انها ستختار الوقوف الى جانب الشعب السوري ان كان عليها ان تختار بين الشعب ونظامه.
امير قطر يرى ان الحل الامني في سورية فشل
دعا القيادة السورية الى ‘استنتاج ضرورة التغيير’ بما يتلاءم مع تطلعات الشعب
الدوحة ـ ا ف ب: رأى امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الجمعة ان الحل الامني في سورية ‘فشل’، داعيا القيادة السورية الى ‘استنتاج ضرورة التغيير’ بما يتلاءم مع ‘تطلعات الشعب السوري’.
وقال امير قطر في تصريح ادلى به بعد لقاء مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، في تصريحات بثتها وكالة الانباء القطرية ان ‘الجميع يعرف ان الحل الامني اثبت فشله ولا يبدو ان الشعب السوري سوف يتراجع عن مطالبه بعد ما دفعه من ثمن’.
واضاف ان ‘الشعب السوري خرج في انتفاضة شعبية مدنية حقيقية مطالبا بالتغيير والعدالة والحرية (…) وحاولنا جميعا نحن الذين وقفنا مع سورية في ظروفها الصعبة ان نشجع الاخوة في سورية على اتخاذ خطوات اصلاحية حقيقية’.
وتابع ‘نأمل ان يستنتج صناع القرار في سورية ضرورة التغيير بما يتلاءم مع تطلعات الشعب السوري وعلينا ان نساعدهم على اتخاذ مثل هذا القرار’.
وجاءت تصريحات امير قطر بعد لقاء استغرق ساعتين مساء الخميس مع الرئيس الايراني الذي دعا دول منطقة الشرق الاوسط الى ‘تسوية مشاكلهم من دون تدخل الغربيين’.
ونقل موقع الرئاسة الايرانية عن الرئيس الايراني قوله ‘بامكان دول المنطقة تسوية مشاكلها عبر حلول اسلامية وانسانية وبدون تدخل الغربيين’، معتبرا ان ‘تدخل الاجانب والقوى المهيمنة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة يعقد الوضع’.
وقال موقع الرئاسة الايرانية ان اللقاء تركز على ‘مشاكل المنطقة’.
كما نقلت وكالة الانباء القطرية عن امير قطر قوله ان زيارته الى طهران ومحادثاته مع احمدي نجاد تندرج ‘في اطار العلاقات الودية التي تجمعنا بايران’.
واضاف ‘بحثنا بطبيعة الحال العلاقات الثنائية والقضايا المتعلقة بالتعاون فيما بيننا وأمور أخرى ذات اهتمام مشترك’. وقد غادر امير قطر طهران ليل الخميس الجمعة.
وتشهد سورية منذ منتصف آذار (مارس) حركة احتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد لا سابق لها تقمعها السلطات بشدة، مما اسفر عن سقوط اكثر من 2200 قتيل حسبما تقول الامم المتحدة.
وتدعم ايران نظام الاسد حليفها الاساسي في المنطقة، بينما دانت معظم دول الخليج العربية قمع السلطات السورية واستدعت سفراءها في دمشق.
في المقابل تدعم ايران الحركة الاحتجاجية في البحرين التي يشكل الشيعة غالبية سكانها وتحكمها عائلة خليفة السنية، بينما تساند دول الخليج النظام القائم فيها.
وتقيم قطر علاقات جيدة مع ايران وقامت مرارا بدور الوسيط بين ايران والسعودية.
وكان ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني صرح الثلاثاء الماضي عقب اجتماع للجنة المبادرة العربية في الدوحة ان اجتماعا عربيا ‘سيعقد (اليوم) السبت في القاهرة لبحث ملفي ليبيا و سورية’.
ودعا المسؤول القطري القيادة السورية الى ‘اتخاذ اجراءات البدء باجراء اصلاحات سريعة’ لاحتواء الموقف.
وتوترت العلاقات بين الدوحة و دمشق منذ بدء الاحتجاجات في سورية بسبب تغطية قناة الجزيرة للاحداث هناك التي اثارت غضب المسؤولين السوريين بينما جرت محاولة الاعتداء على السفارة القطرية بدمشق.
وقررت قطر تعليق عمل بعثتها الدبلوماسية في العاصمة السورية منذ ذلك الوقت. ولم يعد السفير القطري الى دمشق رغم اعلان قطر انها تسلمت رسالة اعتذار عما حدث لسفارتها هناك.
وشهدت العاصمة القطرية قبل ايام تظاهرة شارك فيها حوالي الفي شخص من الجالية السورية طالبوا بطرد السفير السوري من الدوحة.
وتملك قطر في سورية عدة مشاريع استثمارية تقدر اوساط مالية حجمها بخمسة مليارات دولار.
وكانت القيادتان القطرية والسورية تنسقان عن قرب مواقفهما السياسية بالاضافة الى ايران قبل خلافات عميقة بينهما اثر اندلاع الحركة الاحتجاجية في سورية.
باريس وواشنطن تندددان بالاعتداء ‘المثير للاشمئزاز’ على رسام الكاريكاتور علي فرزات
الداخلية السورية تتحرى لـ’القبض على منفذي الاعتداء’
باريس ـ واشنطن ـ دمشق ـ وكالات: نددت الادارة الامريكية الخميس بالاعتداء ‘المثير للاشمئزاز والمؤسف’ الذي وقع ضحيته في سورية رسام الكاريكاتور علي فرزات بيد اجهزة الامن.
وأصدرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند بياناً قالت فيه ان ‘استهداف الحكومة السورية وتنفيذها اعتداء وحشياً على علي فرزات أحد أهم رسامي الكاريكاتير في البلاد، والناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان منذ وقت طويل يثير الأسف’.
وأضافت ان ‘سفاحي النظام ركزوا على يدي فرزات، وضربوها بغضب وكسروا إحداها في رسالة واضحة وهي ان عليه التوقف عن الرسم، ثم ألقي على جانب الطريق في دمشق حيث توقف مارة ونقلوه إلى مستشفى في دمشق’.
ولفتت إلى ان ‘الكثير من الناشطين المعتدلين الآخرين الذين يعارضون العنف سجنوا لأنهم تكلموا ضد النظام بمن فيهم وليد البني ونواف البشير وجورج صبرا ومحمد غليون وعبد الله الخليل ، والبعض اعتقلوا لأشهر في سجن انفرادي’.
ورأت نولاند انه ‘فيما يطلق وعوداً فارغة بالحوار مع الشعب السوري، يستمر نظام الأسد في تنفيذ اعتداءات وحشية ضد السوريين المسالمين الذين يحاولون ممارسة حقهم العالمي بحرية التعبير’.
وختمت بمطالبة نظام الأسد ‘بالوقف الفوري لحملة الإرهاب عبر التعذيب والسجن غير الشرعي والقتل’.
كما أدانت فرنسا الإعتداء الذي تعرض له فرزات وأعربت عن تصميمها على فعل كل شيء ليتوقف ‘نظام بشار الأسد من دون تأخير عن القمع’.
وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً قالت فيه إن ‘فرنسا تدين الإعتداء الوحشي والصادم على رسام الكاركاتير علي فرزات’ الذي عرضت بعض أعماله بالمركز الثقافي الفرنسي في دمشق.
وقالت إن نظام الأسد لم يعد يعجبه عمل فرزات مؤخراً، واعتبرت باريس فنّ الكاريكاتير ‘أحد الرموز القوية والضرورية لحرية التعبير’.
وأضافت أن فرنسا ‘مصممة أكثر من أي وقت مضى على القيام بكل شيء حتى يضع نظام بشار الأسد حداً من دون تأخير للقمع ولوقف سيل الدماء في سورية’.
وقالت إن فرنسا تعمل من أجل ذلك في مجلس الأمن الدولي. وبحسب عدة مصادر من المعارضة، فان عناصر من الامن ملثمين وعناصر ميليشيات موالية للنظام خطفوا فرزات واوسعوه ضربا الخميس. ونقل الى مستشفى في دمشق بعدما رمي من سيارة على طريق المطار.
وبحسب احد اصدقائه الذي عاده في المستشفى، فان رسام الكاريكاتور تعرض لكسور في اصبعين وفي ذراعه اليمني.
يذكر ان فرزات ظهر بأحد برامج قناة العربية الفضائية وانتقد تعاطي السلطة مع الإحتجاجات التي تشهدها سورية، وقال ‘ان السوريين لم يعودوا بحاجة لأحد فهم كسروا حاجز الخوف ولم يعد امامهم ما يخشونه، وان الفرصة امام النظام ضئيلة للخروج من المأزق’.
من جهتها قالت وزارة الداخلية السورية انها فتحت تحقيقا لمعرفة ملابسات الاعتداء الذي تعرض له رسام الكاريكاتور علي فرزات فجر الخميس في دمشق وللكشف عن منفذيه.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ‘ان السلطات المختصة في وزارة الداخلية تقوم بعمليات البحث والتحري لمعرفة ملابسات الاعتداء والوصول الى الفاعلين من اجل تقديمهم للعدالة’.
ودانت عدة شخصيات ومنظمات حقوقية الاعتداء الذي تعرض له فرزات.
وحصل فرزات على ترخيص باصدار جريدة ‘الدومري’ في عام 2001 وكان ذلك اول ترخيص يعطى لصحيفة مستقلة في سورية منذ 1963 وشهدت رواجا كبيرا منذ بدء صدورها مع طبع 60 الف نسخة، الا ان الصحيفة توقفت عن الصدور نتيجة بعض المشاكل مع السلطات وسحب الترخيص منها عام 2003.
وأسس فرزات صالة للفن الساخر التي اتخذت من مقر جريدة الدومري موقعا لها لتكون استمرارا لفكرها معتمدا على النجاح الذي حصدته الجريدة لدى الجمهور الذي نقلت همومه وعكست واقعه وكانت لسان حاله.
وفاز علي فرزات (60 عاما) بعدد من الجوائز الدولية والعربية، منها الجائزة الأولى في مهرجان صوفيا الدولي في بلغاريا (1987)، وجائزة الأمير كلاوس الهولندية (2003).
واقام معرضا في معهد العالم العربي في باريس (1989)، ونشرت رسوماته في العديد من الصحف السورية والعربية والاجنبية.
قتلى وجرحى في «جمعة الصبر والثبات»… وتضامن أميركي ــ فرنسي مع علي فرزات
جاء يوم جمعة «الصبر والثبات» السورية، أمس، مشابهاً لما سبقه من أيام جمعة، مع وقوع عدد جديد من القتلى والجرحى، بالتزامن مع موقف تركي جديد يندرج في خانة تأكيد الطلاق بين القيادتين التركية والسورية
جاءت تظاهرات «جمعة الصبر والثبات» متفاوتة الزخم بحسب المدن السورية، مع وقوع عدد جديد من القتلى المدنيين، بحسب مصادر المعارضة، ومن رجال الأمن وفق معلومات وسائل إعلام النظام. وبالتزامن مع ذلك، اتسعت دائرة المتضامنين مع رسام الكاريكاتور علي فرزات، لتصل بيانات الإدانة إلى عواصم صنع القرار، مع إطلاق أنقرة موقفاً جديداً من الأزمة السورية «منحازاً إلى الشعب».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنّ خمسة أشخص قتلوا وأُصيب ثمانية آخرون بجروح في دير الزور ودرعا. وشرح أنّ «شهيدين سقطا إثر إطلاق مجموعة من الشبيحة الرصاص على متظاهرين خرجوا في تظاهرة من مسجد علي بن أبي طالب، وأُصيب شاب بجراح خطرة إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على متظاهرين في قرية القورية بمحافظة دير الزور، فيما استُشهد مواطن وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح إثر إطلاق النار على متظاهرين خرجوا من مسجد المحمدي في مدينة نوى بمحافظة درعا». وأضاف المرصد أن «ثلاث تظاهرات خرجت في مدينة دير الزور لتلتقي جميعها في شارع التكايا جوبهت بإطلاق رصاص كثيف من قوات الأمن، ما أدى إلى سقوط شهيدين اثنين وإصابة خمسة آخرين بجراح، حالة واحد منهم خطرة». وأشار إلى أن «شاباً أُصيب بجراح خطرة في مدينة داريا بريف دمشق، فيما شهدت داريا انتشاراً كثيفاً لعناصر الأمن والجيش أثناء خروج المصلين من جامع المصطفى». كذلك تحدث «المرصد» عن «إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق نحو 2500 متظاهر في مدينة عربين، فيما خرجت تظاهرة في مدينة قارة، وتظاهر أكثر من 7000 شخص في دوما، وخرجت تظاهرة من مسجد النابوع في مدينة الزبداني رغم الانتشار الأمني الكثيف، وتظاهر نحو 3000 شخص في كناكر في ريف دمشق».
وفي جردته لتظاهرات يوم أمس، لفت «المرصد» المعارض إلى أن «عشرات الآلاف خرجوا في تظاهرات حاشدة في مدن تدمر والرستن وتلبيسة والقصير بمحافظة حمص، فيما أُصيب مواطن بجروح إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص لتفريق متظاهرين في حي باب سباع في حمص». وشدد على أن «حملات الدهم والاعتقالات التي نفذتها أجهزة الأمن في محافظة اللاذقية أسفرت عن اعتقال أكثر من 150 شخصاً، وترافقت مع إطلاق رصاص كثيف وتحطيم أثاث بعض المنازل والاعتداء بالضرب المبرح على المعتقلين».
في المقابل، أوضح موقع «شام برس» أن «مسلحين ملثمين أطلقوا النار على حاجز لقوات حفظ النظام في دير الزور ما أدى إلى إصابة ثلاثة عناصر ومقتل اثنين من المسلحين»، إضافة إلى «شنّ مجموعة إرهابية مسلحة هجوماً على حاجز عسكري في الرستن بحمص، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة عناصر وإصابة رابع بجروح، وإطلاق مجموعة إرهابية أخرى النار على حاجز عسكري في تلبيسة بحمص ما أدى إلى إصابة عدد من عناصره بجروح». وأفاد بأنه «على طريق الرستن، نصب مسلحون كميناً لعناصر من الجيش، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم أحدهما في حالة خطرة، بعدما أصيب في رأسه».
ميدانياً أيضاً، اختتم وفد لجنة الأمم المتحدة مهمته الإنسانية في سوريا بعد قضائه عدة أيام زار خلالها عدداً من المدن «الساخنة». وأعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالشؤون السياسية، لين باسكو، أن الفريق زار دمشق وحمص وبانياس واللاذقية وحماه وحلب وإدلب، وأنه سيقدّم خلاصة ما توصل إليه في الأيام المقبلة، «ما سيسمح للأمم المتحدة بالتفكير في وسائل تلبية الحاجات الإنسانية للسكان وضمان تسيير الخدمات العامة».
سياسياً، جزم وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بأنّ تركيا «ستختار الوقوف إلى جانب الشعب السوري إن كان عليها أن تختار بين الشعب ونظامه». وقال، خلال برنامج تلفزيوني مباشر على شبكة «أن تي في» الإخبارية التركية، إنه «إذا كان علينا أن نختار بين الحكومة السورية والشعب، فسوف نختار الشعب، لأن ما هو دائم بالنسبة إلينا هو الأخوّة بين الشعب السوري والشعب التركي». وأضاف: «لقد اخترنا موقعنا. نحن إلى جانب الشعب السوري، وسوف نواصل الوقوف إلى جانبه إذا استمر النظام بقمع شعبه».
في غضون ذلك، حذّر حاكم المصرف المركزي السوري، أديب ميالة، من أنه سيكون «على السوريين شدّ الأحزمة بعد فرض عقوبات» أوروبية وأميركية قاسية على بلدهم، مؤكداً أن هذه الإجراءات ستضرّ بالمواطن السوري. وتوقع ميالة أن تواجه سوريا «صعوبات متزايدة بسبب العقوبات والأحداث، وسيكون علينا شدّ الأحزمة»، لافتاً إلى أن «القطاع الأول الذي تضرر هو السياحة الذي تراجعت عائداته بنسبة تسعين في المئة، والمواطن هو المتضرر الأول. النقل والواردات والصناعات ستضطرب أكثر فأكثر، وسيزداد الفقر والبطالة». وسخر ميالة من مقولة إن العقوبات ستضرّ بالنظام، لأن «الحظر عقوبة ضد كل السوريين، وخصوصاً الأكثر ضعفاً»، واضعاً تأكيد الأوروبيين والأميركيين أنهم لا يريدون معاقبة الشعب في خانة «الهراء»، بما أن «الشعب وحده يتضرر لا النظام».
من جهة أخرى، فتحت وزارة الداخلية السورية تحقيقاً لمعرفة ملابسات الاعتداء الذي تعرض له رسام الكاريكاتير علي فرزات، فجر أول من أمس، في دمشق، وللكشف عن منفذيه. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن السلطات المختصة في وزارة الداخلية «تقوم بعمليات البحث والتحري لمعرفة ملابسات الاعتداء والوصول إلى الفاعلين من أجل تقديمهم إلى العدالة». وفي السياق، أسفت وزارة الخارجية الأميركية للاعتداء «الوحشي» على فرزات، معتبرةً أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «يطلق وعوداً فارغة بالحوار، فيما يستمر باعتداءاته على السوريين المسالمين». كذلك أدانت فرنسا الاعتداء نفسه، وأعربت عن تصميمها على فعل كل شيء ليتوقف «نظام بشار الأسد من دون تأخير عن القمع». وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً قالت فيه إن «فرنسا تدين الاعتداء الوحشي والصادم على رسام الكاركاتير علي فرزات»، مقدمةً تفسيراً للاعتداء ينصّ على أن «نظام الأسد لم يعد يعجبه عمل فرزات أخيراً».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
ايران تدعو سوريا للاستجابة لمطالب الشعب وروسيا ترسل مبعوثا لدمشق
أ. ف. ب.
موسكو: قال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي السبت ان على الحكومة السورية ان تلبي “المطالب المشروعة لشعبها”، محذرا في الوقت نفسه من ان سقوط الرئيس بشار الاسد سيولد فراغا سياسيا.
وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد دعا الاربعاء سوريا، حليفة ايران، الى التوصل الى “حل بعيد عن العنف” مع المعارضين، معتبرا ان العنف “يخدم مصالح الصهاينة”.
وقال صالحي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الطلابية (ايسنا) “على الحكومات ان تستجيب للمطالب المشروعة لشعبها، سواء في سوريا او اليمن وغيرها. في هذه البلدان، تعبر الشعوب عن مطالب مشروعة وعلى حكوماتها ان تستجيب لها بسرعة”.
واضاف “اتخذنا موقفا واحدا من التحركات الشعبية في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا ونرى ان هذه الحركات ناجمة عن عدم رضا شعوب هذه الدول”.
وايدت ايران الحركات الاحتجاجية في كل الدول العربية ما عدا سوريا. وهي تعلن تاييدها للاسد مع دعوته الى تطبيق اصلاحات.
وحذر صالحي من “الفراغ السياسي” في حال سقوط الرئيس الاسد. وقال ان “فراغ السلطة في سوريا ستكون له عواقب غير متوقعة على الدول المجاورة وعلى المنطقة (..) ويمكن ان تسبب كارثة في المنطقة وابعد منها”.
واضاف ان “سوريا حلقة مهمة من حلقات المقاومة في الشرق الاوسط والبعض يريد التخلص من هذه الحلقة”، في اشارة الى الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا التي طالبت الاسد بالتنحي.
وقال ان “على حكومات المنطقة ان تكون يقظة بشأن التدخل الاجنبي في شؤونها. هذا التدخل واضح في بعض الدول وخصوصا سوريا”.
وتتهم ايران الدول الغربية وبعض الدول العربية بتاجيج واستغلال الاضطرابات في سوريا حيث قتل اكثر من 2200 شخص منذ بداية الاحتجاجات في اذار/مارس حسب الامم المتحدة.
ويتوجه مبعوث روسي الاثنين الى دمشق بعد اختبار قوة خاضتها روسيا مع الغربيين في مجلس الامن الدولي بخصوص فرض عقوبات على النظام السوري، كما نقلت وكالة ايتار-تاس عن سفير روسيا فيتالي تشوريكين.
وقال تشوركين بحسب الوكالة ان “مبعوثا مهما جدا من موسكو” سيتوجه الى دمشق في 29 اب/اغسطس، بدون مزيد من التفاصيل.
وقد يكون هذا المبعوث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي تحادث امس بشأن الوضع في سوريا مع السفير السوري في موسكو، كما ذكرت ايتار تاس نقلا عن مصادر دبلوماسية.
وخاضت روسيا اختبار قوة مع الغربيين الجمعة في مجلس الامن الدولي لدى تقديمها مشروع قرار بشأن سوريا يلغي العقوبات التي يفرضها مشروع قرار اخر منافس للاوروبيين.
والمحت موسكو التي تكتفي بدعوة الرئيس بشار الاسد الى تسريع الاصلاحات، الى انها قد تستخدم حقها في النقض (الفيتو) على اي قرار بفرض عقوبات يطرح للتصويت.
ويدعو مشروع القرار الاوروبي الذي تقدمت به فرنسا وبريطانيا والمانيا والبرتغال وتدعمه الولايات المتحدة الى تجميد ارصدة الرئيس بشار الاسد والمقربين منه والى فرض حظر على الاسلحة.
واكدت روسيا ان الوقت لم يحن لفرض تدابير عقابية على دمشق ردا على قمع الحركة الاحتجاجية التي اسفرت عن سقوط اكثر من 2200 مدني بحسب الامم المتحدة.
وميدانيا، افاد ناشطون حقوقيون ان شخصين قتلا وجرح اخرون بينهم امام مسجد السبت عندما فرق رجال الامن تظاهرات جرت بعد انتهاء صلاة الفجر في محافظة ادلب (شمال غرب).
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدنيا قتل واصيب خمسة آخرون بجروح برصاص قوات الامن السورية عندما حاولت تفريق تظاهرة خرجت فجر اليوم في بلدة كفرنبل الواقعة في محافظة ادلب (شمال غرب).
واضاف المرصد ان “مواطنا استشهد واصيب عشرة اخرون عند تفريق المتظاهرين فجر اليوم امام مسجد الرفاعي” في حي كفرسوسة في دمشق.
كما اكد المرصد ان “ان 13 شخصا جرحوا بعضهم اصابته خطرة عندما اطلقت قوات الامن الرصاص بشكل كثيف على مشاركين في تشييع شهيد سقط يوم امس (الجمعة) في بلدة كفرومة الواقعة في محافظة ادلب”.
من جهته، اشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية الى ان “قوات الامن اعتدت على المتظاهرين الذين اعتصموا في جامع الرفاعي ما اسفر عن سقوط شهيد واصابة امام الجامع اسامة الرفاعي براسه و12 اخرين اصابة احدهم خطرة”.
وذكر ناشطون ان “المصلين خرجوا للتظاهر من جامع الرفاعي في كفرسوسة الا ان الامن تعرض لهم فعادوا ادراجهم الى الجامع واعتصموا فيه الا ان قوات الامن اقتحمت الجامع واعتدت بالضرب على المعتصمين”.
واضافوا ان “اهالي المعتصمين تجمعوا في كفرسوسة وطالبوا بالافراج عن المحاصرين الى ان تم الافراج عنهم بعد مضي ساعتين عمد بعدها الامن الى اعتقال بعضهم لدى خروجهم من الجامع”.
وتضامنا مع معتصمي كفرسوسة، افاد المرصد ان “دمشق شهدت صباح اليوم عددا كبيرا من التظاهرات انطلقت من معظم اتحيائها كالصالحية والميدان وبرزة والمالكي والزاهرة والمجتهد واحياء ثانية كما خرجت مظاهرات في ريف دمشق منها عربين وزملكا ودوما وكفر بطنا”.
من جهته تحدث الاتحاد عن “خروج المئات في مظاهرة في حي ركن الدين في دمشق قام الامن بقمعها كما خرجت مظاهرات في ريف دمشق كان اكبرها في الزبداني”.
وياتي ذلك غداة مقتل 11 شخصا بينهم سبعة متظاهرين في مدن سورية عدة.
الولايات المتحدة واسرائيل قلقتان بشأن الاسلحة السورية
أ. ف. ب.
واشنطن: ذكرت صحيفة وول ستريت جرنال مساء الجمعة ان الولايات المتحدة واسرائيل تراقبان ترسانة اسلحة الدمار الشامل التي تعتقدان ان سوريا تملكها وتخشيان ان تستغل مجموعات ارهابية الحركة الاحتجاجية الجارية للاستيلاء على عناصر كيميائية وصواريخ بعيدة المدى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اسرائيليين واميركيين قولهم ان الاستخبارات الاميركية تعتقد ان ترسانة سوريا من الاسلحة غير التقليدية تضم مخزونا كبيرا من غاز الخردل ومادتي الفي اكس والسارين وصواريخ وانظمة مدفعية حاملة لها.
واضافت ان محققي الامم المتحدة توصلوا مؤخرا الى ان دمشق كانت تبني سرا مفاعلا نوويا بالتعاون مع كوريا الشمالية قبل ان تدمر طائرات اسرائيلية الموقع في تموز/يوليو 2007.
وتابعت وول ستريت جرنال ان مسؤولي منع الانتشار النووي في الولايات المتحدة وفي الامم المتحدة ما زالوا قلقين من احتمال ان تكون كوريا الشمالية سلمت سوريا معدات اخرى مرتبطة بالقطاع النووي.
ونقلت الصحيفة عن سفير اسرائيل في واشنطن مايكل اورين قوله “نحن قلقون جدا من وضع اسلحة الدمار الشامل في سوريا بما في ذلك الاسلحة الكيميائية”.
واضاف اورين “نراقب الوضع بدقة مع الادارة الاميركية”.
وقالت الصحيفة ان المسؤولين الاميركيين والاسرائيليين لم يكشفوا ما يراقبونه بالتحديد من الاسلحة السورية، لكن في الماضي رصدت الولايات المتحدة واسرائيل نشاطات في منشآت عسكرية سورية تستخدم اقمارا اصطناعية وجواسيس، على حد قولها.
وتابعت ان مسؤولين اميركيين سابقين وحاليين قالوا ان في سوريا خمسة مواقع على الاقل تنتج اسلحة كيميائية بما في ذلك غاز الخردل والسارين والفي اكس.
لكنهم اضافوا ان هذه المنشآت يصعب رصدها لانها منتشرة في جميع انحاء سوريا وتتركز في مدن مثل دمشق وحماة واللاذقية وحلب، حسب الصحيفة نفسها.
وقالت الصحيفة ان بعض المنشآت التي تنتج هذه المواد موجودة في منشآت عسكرية يتم تخزين صواريخ سكود فيها.
عشرات الآلاف يتظاهرون في جمعة «الصبر والثبات».. والأمن يرد بإطلاق الرصاص الحي
مقتل 3 أشخاص في دير الزور ودرعا وجرح العديد في حمص
جريدة الشرق الاوسط
خرجت أمس مظاهرات في عدة مدن سوريا في يوم جمعة «الصبر والثبات»، فيما واجهت القوات الأمنية المتظاهرين العزل بالرصاص الحي، وقتلت ثلاثة أشخاص على الأقل، في دير الزور ودرعا.
وأعلن ناشطون حقوقيون مقتل ثلاثة متظاهرين برصاص قوات الأمن السورية، وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «شخصين قتلا وجرح خمسة آخرون عندما أطلقت عناصر موالية للنظام النار على متظاهرين خرجوا من جامع علي بن أبي طالب في دير الزور». وأضاف أن «شابا أصيب بجروح خطرة في قرية القورية في محافظة دير الزور إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على متظاهرين». وتابع أن «شخصا قتل وأصيب ثلاثة آخرون عندما أطلق عناصر الأمن النار على متظاهرين خرجوا من جامع المحمدي في نوى» في ريف درعا (جنوب).
وقال أحد سكان دير الزور لـ«رويترز»، إن قوات الأمن فتحت النار لتفريق عشرات المحتجين فقتلت اثنين منهم أحدهما يدعى مرعي الفتحي (26 عاما) والثاني عدي البهلول (22 عاما). وقال: «كان هناك إطلاق نار في شارع قرب مقهى الجندول وأخذت عربة أمن بيضاء جثتيهما»، مضيفا أن شابا آخر يدعى إبراهيم محمد نقل إلى المستشفى مصابا بجروح خطيرة ناجمة عن أعيرة نارية. وفي نوى، وهي بلدة في سهل حوران بجنوب البلاد تشهد احتجاجات منتظمة، قال سكان وناشطون لـ«رويترز» إن محتجا لقي حتفه عندما أطلقت القوات الموالية للأسد النار على متظاهرين أثناء خروجهم من أحد المساجد.
وفي حمص (وسط) «جرح مواطن إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص لتفريق متظاهرين في حي باب السباع، خرجوا في تشييع شهيد قتل برصاص قناصة» مساء أول من أمس، بحسب المرصد الذي تحدث عن «إصابة رجل وابنته ذات الأربعة أعوام بجروح عندما أطلق عناصر من الأمن النار بشكل عشوائي في حي باب الدريب في حمص». وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى «إصابة ستة متظاهرين في إطلاق نار من مدرعات عسكرية في مدينة القصير الواقعة في ريف حمص».
وفي ريف دمشق، قال المرصد إن «شابا أصيب في مدينة داريا بجروح خطرة إثر مطاردته من قبل دورية أمنية أطلقت الرصاص على سيارته». وأضاف المرصد أن «داريا شهدت انتشارا كثيفا لعناصر الأمن والجيش أثناء خروج المصلين من جامع المصطفى وتمركزوا في عدة نقاط أمام الجامع وعند المداخل». وتابع أن «خمسة متظاهرين أصيبوا بينهم جريح حالته خطرة عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق مظاهرة بالقرب من مقر الأمن المركزي في دوما».
وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي الذي أطلق سراحه مؤخرا بعد أن اعتقل 12 يوما دون توجيه تهمة إليه أن «قوات الأمن فرقت مظاهرة في الكسوة (ريف دمشق) مما أسفر عن إصابة متظاهر».
وفي حمص التي تشهد غليانا أمنيا وعسكريا منذ أيام، خرج نحو 15 ألف متظاهر في حي الخالدية بالإضافة إلى آلاف في أحياء أخرى كبابا عمرو وباب السباع والقصور. كما خرج عشرات الآلاف في مظاهرات حاشدة مطالبة بإسقاط النظام في مدن تدمر والرستن وتلبيسة والقصير في ريف حمص. وفي بلدة الكسوة جنوبي دمشق والتي تضم نازحين من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، عرض موقع «يوتيوب» تسجيلات مصورة لمحتجين يحملون لافتات تطالب الأسد بأن يأخذ العبرة مما حدث لغيره.
وشرقا، خرجت مظاهرة ضمت الآلاف في منطقة الجبيلة الواقعة في دير الزور وقام رجال الأمن بتفريقها بقوة إضافة إلى مظاهرة في البوكمال (شرق). وتظاهر نحو خمسة آلاف شخص جرت في القامشلي (شمال شرق) هتفوا بحسب شريط فيديو «ما منحبك ارحل عنا انت وحزبك».
وفي دمشق، فرق رجال الأمن بالقوة مظاهرتين خرجتا من جامعي الدقاق والحسن في حي الميدان بالإضافة إلى مظاهرات جرت في حي برزة والقدم والقابون رغم الحصار والتواجد الأمني الكثيف الذي يشهده هذا الحي. وفي ريف دمشق تظاهر أكثر من سبعة آلاف شخص في دوما مطالبين بإسقاط النظام، كما خرجت مظاهرة في الزبداني رغم الانتشار الأمني الكثيف ومظاهرة في كناكر خرج فيها نحو ثلاثة آلاف شخص. وهتف المتظاهرون بحسب شريط فيديو بثته مواقع إلكترونية «نحن رجال الحرية واحدنا بيسوا ميه».
وخرجت مظاهرات في داريا وحرستا وقارة كما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق نحو 2500 متظاهر في عربين. وخرج الآلاف للتظاهر في حي الصاخور في حلب (شمال) كما خرجت مظاهرات حاشدة في عدة مناطق في ريف إدلب وريف درعا. ودعا ناشطون إلى مواصلة التظاهر، مؤكدين أن «الحق سينتصر».
من جهته، ذكر التلفزيون الرسمي أن «اثنين من المسلحين قتلا في دير الزور بعد أن فتحا النار على نقطة تفتيش فأصابا ثلاثة من ضباط الأمن».
السوريون هتفوا «نحن لم نختر بشار فهو ترأس وراثة وكراهية».. وحملوا صور علي فرزات
رفعوا لافتات كتب عليها «اشتريتم الثياب لكم ولأطفالكم واشترينا الأكفان لنا ولأطفالنا»
جريدة الشرق الاوسط
أرخت الأحداث العربية والمحلية ظلالها على أجواء المظاهرات التي خرجت في سوريا أمس (الجمعة)، بدءا من انهيار النظام الليبي ومرورا بمطالبة الثورة المصرية بطرد السفير الإسرائيلي وليس انتهاء بالاعتداء الوحشي الذي تعرض له الفنان السوري علي فرزات على يد شبيحة النظام، والجدل الدائر حول التمسك بسلمية الثورة ومطالب التدخل الخارجي لإنقاذ السوريين.. كل تلك القضايا عبر المتظاهرون عن مواقفهم حيالها وهم يرددون «الشعب يريد إعدام الرئيس» ليسجل هذا الهتاف تقدما كاسحا على سواه من الهتافات التي اعتاد السوريون ترديدها طيلة ستة أشهر ماضية، حفلت بالقتل والممارسات الوحشية.
فالشعب وردا على ما يتعرض له لم يعد يريد إسقاط النظام وحسب، ولا حتى محاكمة الرئيس بل إعدامه. ومع أن هذا الهتاف ليس جديدا بل يتردد منذ عدة أسابيع لكنه أمس «جمعة الثبات والصبر»، بدا أكثر شيوعا. وأخذ في المظاهرة الطيارة الصغيرة التي شهدها أحد أحياء مدينة حماه أبعاد تعبير أكثر بلاغة، بعدما تمكنت آلة النظام العسكرية من قمع أكبر مظاهرات وأكثرها تنظيما وانضباطا خرجت في البلاد ومنع خروجها مرة أخرى. فعشرات الشبان الحمويين الذين خرجوا بصدور عارية هتفوا في ساحة داخلية بين عدة أبنية «الشعب يريد إعدام الرئيس» و«والله والله والله عن مطالبنا ما نتخلى» و«ما في للأبد ما في للأبد عاشت سوريا ويسقط الأسد»، في رسالة واضحة على ثبات الحمويين على مواقفهم المناهضة لنظام الأسد.
وقد أكد على ذلك متظاهرون في أماكن أخرى بعبارات «لم (نختار) بشار رئيسا بل ترأس وراثة وكراهية». فهذا النظام بات في نظر كثير من المتظاهرين، «نظاما يكفر بالله والإسلام». وبسخرية لاذعة كتبوا لافتة تقول: «أركان الإسلام عند النظام: الإله بشار، الحج إلى مقر الفرقة الرابعة، رمضان كله مجازر».
وفي محاولة لهز ضمير العالم الإسلامي بمناسبة عيد الفطر، كتب المتظاهرون «اشتريتم الثياب لكم ولأطفالكم واشترينا الأكفان لنا ولأطفالنا». وحيال هذا الألم لا يتبقى للسوريين سوى «الثبات والصبر» الذي كان اسم يوم جمعة أمس، ومنه استمد المتظاهرون مضامين لافتات رفعت في أنحاء البلاد، وكتبوا عبارات تؤكد على صبر السوريين على ما يصيبهم من ظلم وقمع وحشي من قوات النظام.
وكانت اللافتة الأبرز التي رفعت أمس «واصبر على ما أصابك إن الصبر من عزائم الأمور». وفي برزة، رفعت لافتة تقول «المصاب السوري واحد وسيبقى الشعب (صامد)». لكن في حوران بدا الأمر مختلفا إلى حد ما، إذ ورغم التأكيد على الثبات فقد نبه المتظاهرون على أن للصبر حدودا، وكتبوا على لافتة «ثابتون حتى نحقق مطالبنا.. إنما للصبر حدود». وإن كان يضمر هذا الشعار تهديدا باحتمال التحول عن الخيار السلمي، فهو يعبر عن أصوات بدأت تنتقد في الفترة الأخيرة التمسك بسلمية الثورة، حيال استمرار آلة القتل في حصد الأرواح، لكن هذه الآراء لا تزال مرفوضة من قبل الغالبية. ولعل لافتة قماشية بعرض الشارع كتب عليها «لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك»، تعبر عن خيار المتظاهرين في غالبية المظاهرات التي خرجت أمس بحمل أغصان الزيتون، وتوجيه نداء الإغاثة الإنسانية «SOS». ففي حمص، طالب المتظاهرون الأمم المتحدة بتدخل إنساني وإعلامي لحمايتهم من عصابات الأسد.
وبينما رفعت لافتات حملت رسوم كاريكاتير للفنان علي فرزات التي تنتقد الآلة القمعية لنظام بشار الأسد، وتعبر عن تضامنهم معه كتبوا على لافتات قماشية «علي فرزات نحن معك للموت»، ورددت مرارا وتكرارا في أحياء حمص، وعدة مناطق أخرى، استنكارا لما حل به على يد «الشبيحة».
ولم ينس المتظاهرون في حمص التذكير بمجازر نظام عائلة الأسد، وأن مجازر اليوم هي امتداد لمجازر ارتكبت بالأمس. وحملوا لافتة كبيرة «مجازر الرمل الجنوبي تعيد إلى الذاكرة مجازر تل الزعتر.. هل مهمة نظام بشار تنفيذ مخططات إسرائيل؟»، في إشارة إلى أن استهداف المخيم الفلسطيني في مدينة اللاذقية في الأيام الأخيرة هو ذاته الاستهداف الذي طال الفلسطينيين في تل الزعتر بلبنان في عهد الرئيس حافظ الأسد.
ولم تتوقف إدانة المتظاهرين للنظام عند حد اتهامه بخدمة إسرائيل، بل في لافتة أخرى رفعت في حوران وجهت رسالة إلى ثوار مصر الذين يتظاهرون أمام السفارة الإسرائيلية مطالبين بطرد السفير، تمت المساواة بين السفيرين السوري والإسرائيلي، وكتبوا على اللافتة «يا ثوار مصر.. ما الفرق بين السفير السوري والسفير الإسرائيلي؟.. كلاهما يشرب الدم العربي».
المتظاهرون السوريون الذين هنأوا أشقاءهم الليبيين، وتمنوا النجاح لنظرائهم في اليمن، انتقدوا بشدة مواقف الجامعة العربية ورفعوا ما يشبه البيان «رجال الثورة السورية لا يعترفون بأي ممثل لسوريا لدى الجامعة العربية وذلك للأسباب التالية:
– أمين الجامعة العربية غير عربي ومجرد من صفات الإنسانية والحياء واسمه نبيل الفارسي.
– فقدت شرعية الجامعة العربية لدى الشعب العربي.
– بيع دماء العربي بابتسامة وطأطأة الرأس وخذلان وصمت».
ووجه متظاهرون آخرون نداء استغاثة مفاده «نداء عاجل.. نبيل الغربي بحاجة للدم زمرة (o) عربي (صافي)».
حاكم المصرف المركزي السوري: على السوريين شد الأحزمة.. وسنواجه صعوبات متزايدة بسبب العقوبات
نفى أن تكون إيران قد أودعت 6 مليارات دولار لدعم الليرة.. وأكد مغادرة مليوني دولار البلاد
جريدة الشرق الاوسط
قال حاكم المصرف المركزي السوري أديب ميالة إنه سيكون على السوريين «شد الأحزمة» بعد فرض عقوبات أوروبية وأميركية قاسية على بلدهم الذي أضعفته اقتصاديا الحركة الاحتجاجية الجارية، مؤكدا أن هذه الإجراءات ستضر بالمواطن السوري. وقال ميالة في مقابلة أجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية «سنواجه صعوبات متزايدة بسبب العقوبات والأحداث، وسيكون علينا شد الأحزمة». وأضاف أن «القطاع الأول الذي تضرر هو السياحة التي تراجعت عائداتها بنسبة تسعين في المائة، والمواطن هو المتضرر الأول. النقل والواردات والصناعات ستضطرب أكثر فأكثر وسيزداد الفقر والبطالة».
وللضغط على سوريا وإدانة قمع المظاهرات الذي أسفر عن سقوط أكثر من 2200 قتيل، حسب الأمم المتحدة، أعلنت الأسرة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة فرض عقوبات تجارية قاسية جدا على دمشق. وقال ميالة إن «الحظر عقوبة ضد كل السوريين خصوصا الأكثر ضعفا. تأكيدهم (الأوروبيين والأميركيين) أنهم لا يريدون معاقبة الشعب هراء. هو وحده يتضرر وليس النظام»، مشيرا إلى أن «الحظر يؤدي إلى ارتفاع في الأسعار يضرب الأكثر فقرا».
وتحدث ميالة الذي يحمل دكتوراه في الاقتصاد من جامعة ايكس أون بروفانس جنوب فرنسا، عن حادثة في تاريخ فرنسا، قائلا «أقول عكس ما دعت إليه ماري أنطوانيت عندما طلبت من الشعب أن يأكل البسكويت إذا لم يكن لديه خبز». وأضاف «أعتقد أنه سيكون علينا التخلي عن تناول البسكويت لنأكل الخبز الأسمر». ومن العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة منع استيراد النفط والمشتقات النفطية السورية إلى الولايات المتحدة، وتجميد كل أموال الدولة السورية التي قد تكون موجودة في أراض تخضع لقوانينها. وبعد فرض العقوبات، أوقفت سوريا إبرام أي صفقات بالدولار، وتحولت بالكامل إلى اليورو.
وقال ميالة (55 عاما) الذي يشغل منصب حاكم المصرف المركزي السوري منذ ست سنوات «توقف (إبرام الصفقات بالدولار).. إنها المرة الأولى في تاريخ البلاد». إلا أنه أوضح أن بلده فكر في هذا الاحتمال من قبل. وقال آسفا «منذ 2005 شجعنا كل القطاعات الاقتصادية على إبرام صفقات باليورو، لكن أغلبهم واصلوا مع الأسف إبرامها بالدولار». وصرح ميالة بأن احتياطيات بلده من القطع تبلغ حاليا 17.4 مليار دولار أي أقل بـ800 مليون دولار عما كانت عليه في منتصف مارس (آذار) في بداية الحركة الاحتجاجية. وقال إن «سعر صرف الليرة السورية بقي مستقرا إلى حد ما، وهذا هو هدفنا منذ بداية الأزمة»، مؤكدا أن سعر الدولار في السوق الموازية بلغ 50.4 ليرة سورية وسعره الرسمي 47.69 ليرة.
ونفى الإشاعات عن تحويل ستة مليارات دولار من إيران لدعم الليرة السورية، والتي تحدث عنها دبلوماسيون. وقال «إنها مسخرة. كيف جاءت المليارات؟ هذا مثير للسخرية». وتابع أن استقرار الليرة السورية ناجم عن إنشاء «صندوق لتقلبات أسعار صرف العملة» قبل سنتين. وقال إن ملياري دولار غادرت سوريا خلال خمسة أشهر، حسب تقديره. أما الودائع المصرفية «فإذا كانت المبالغ التي سحبت في بداية الأزمة وصلت إلى ثلاثين مليار ليرة سورية (600 مليون دولار)، فقد عادت 24 مليارا (480 مليار دولار) إلى المصارف. هناك فرق يبلغ ستة مليارات وهذا أمر طبيعي لأن الناس يريدون الإبقاء على سيولة لديهم». ومؤخرا وجه ميالة تحذيرا إلى الأوروبيين، وقال «يمكننا أن نحل مشكلاتنا بمساعدة الصين. إذا انسحب الأوروبيون فسيحل الصينيون محلهم بسهولة ويسدون الفراغ. روسيا أيضا يمكن أن تساعدنا».
عبد الحميد درويش لـ «الشرق الأوسط»: الدور التركي في سوريا انتهازي.. وعندما تتوحد المعارضة تقرر ما يجب فعله
قيادي سوري كردي ونائب رئيس «إعلان دمشق» يدافع عن دور الأكراد في الانتفاضة ويتحدث عن جهود لعقد مؤتمر كردي وطني
جريدة الشرق الاوسط
شيرزاد شيخاني
أكد الزعيم السوري الكردي البارز عبد الحميد درويش أن «السلطة الحاكمة في سوريا باعتمادها الحل الأمني حتى الآن ترتكب خطأ فادحا يدفع بالبلاد إلى مزالق خطيرة، ولكن ذلك لا يعني أن نحمل السلاح في وجه السلطة». وأضاف درويش، رئيس الحزب التقدمي الديمقراطي الكردي الذي يعتبر أحد أعرق الأحزاب الكردية في سوريا، ويتبوأ منصب نائب رئيس «إعلان دمشق»، أن «الحرب الأهلية شيء مخيف ومدمر، والشعب السوري شعب مثقف وواع، ولا يمكن أن ينجر إلى هذا المنزلق الخطير». وفي حوار مع «الشرق الأوسط»، تطرق عبد الحميد درويش إلى العديد من القضايا الآنية المتعلقة بالحدث السوري، منها أسباب ضعف الدور الكردي ونظرة الأكراد إلى مستقبل سوريا.. وإلى نص الحوار:
* منذ بدء الانتفاضة السورية يؤخذ على الأكراد موقفهم الباهت والضعيف في التعامل مع الأحداث، وهناك من يتهمونهم بمهادنة النظام، فما أسباب ضعف الدور الكردي في هذه الانتفاضة؟
– ليس من الإنصاف أن يتهم الأكراد بأن موقفهم يختلف عن موقف باقي المواطنين السوريين، فالكرد كانوا وما زالوا من أشد الدعاة والمناضلين من أجل الحرية والديمقراطية في سوريا، لأنهم عانوا أكثر من غيرهم من النظام الشمولي والشوفيني، وكانت معاناتهم مزدوجة، كسوريين من جهة، وكأكراد من جهة أخرى. ومن المهم أن نعلم أن للأكراد وضعا خاصا وحساسا في المناطق التي يعيشون فيها مع إخوانهم العرب والسريان، وكانت خشيتهم كبيرة في بداية الأحداث بأن يواجهوا مرة أخرى بتهمة الانفصالية والانعزالية وما إلى ذلك من التهم الجاهزة.
* أثناء الأحداث التي شهدتها المدن الكردية تلقيتم من النظام وعودا بمنح الجنسية السورية للأكراد المحرومين منها، ولكن على أرض الواقع لم ينفذ هذا الطلب الذي كان أساسيا في البداية، هل تتوقعون من النظام الحالي أن يحقق لكم الحقوق القومية الأخرى التي تنادون بها؟
– إن الأحداث التي شهدتها المدن الكردية عام 2004 كانت مدبرة من بعض الجهات والأوساط الحاكمة، وقد زادت هذه الأحداث من معاناة الكرد، واستغلت لتشديد الخناق وزيادة وتيرة سياسة القمع والاضطهاد ضد الكرد. وإصدار المرسوم «49» بمنح الجنسية للأكراد جاء بعد الانتفاضة وفي ظرف استثنائي بالنسبة إلى السلطة الحاكمة، ولا أتوقع أن تمنح السلطة القائمة أي حقوق قومية للشعب الكردي.
* من خلال التصريحات التي صدرت عن بعض القيادات الكردية السورية هناك رفع في سقف المطالب القومية للشعب الكردي، وصولا إلى حد الفيدرالية، هل تعتقد بإمكانية تثبيت هذا الحق في ظل النظام الحالي؟ وهل هناك إمكانية للاستجابة لهذا الطلب بعد نجاح الثورة السورية؟
– ينصب نضال الأكراد على إيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في سوريا، وهذا الحل وشكله سيتم بأسلوب توافقي بين العرب والكرد. أما التصريحات التي يدلي بها شخص أو جهة معينة فهي تعبر عن وجهة نظر شخصية أو حزبية. وفي هذا الصدد فإنني لست متفائلا بأن السلطة الحالية ستجد الحل المناسب للقضية الكردية، وفي الوقت نفسه فإنني أتطلع إلى المستقبل بعيدا عن الشكوك والريبة، وأن سوريا ستكون لمواطنيها عربا وكردا وآشوريين، خالية من الاضطهاد القومي بعد نجاح الانتفاضة.
* علاقاتكم مع أطراف المعارضة العربية السورية ضعيفة، وتكاد تكون معدومة، فيما عدا «إعلان دمشق» وأنتم نائب لرئيسه، فغير ذلك لا يوجد أي جامع يجمعكم مع القوى العربية.. فكيف يمكن للمعارضة الكردية أن يكون لها دور فاعل في رسم مستقبل سوريا بعيدا عن التنسيق والتفاهم المسبق مع المعارضة العربية؟
– هذا غير صحيح ومخالف للواقع، فنحن لدينا علاقات جيدة مع جميع مكونات المعارضة بما فيها «إعلان دمشق» الذي أفتخر بأنني نائب رئيسه، وكان الإطار الأكبر للمعارضة في وقته.
* عقدت مؤتمرات عديدة للمعارضة في الفترة الأخيرة، وكانت هناك احتجاجات كردية لوجود تهميش متعمد للدور الكردي، ما هي أسباب هذا التهميش؟
– نعم عقدت عدة مؤتمرات في الخارج وكان للأكراد في بعضها دور ضعيف ولا أقول مهمشا. وفي كل الأحوال فإننا نعتمد على المعارضة في الداخل وهي الأساس، وإن كنا نقدر جهود المعارضة في الخارج.
* هناك مخاوف كردية حقيقية من تعاظم دور الإخوان المسلمين في المستقبل، وهذا الدور يحظى بدعم تركي واضح بدليل المؤتمرات التي عقدت فوق الأراضي التركية، لماذا هذا الخوف من دور «الإخوان»؟
– دعني أقولها لكم بصراحة، إنني لا أتخوف من دور الإخوان المسلمين أو غيرهم من التيارات الإسلامية المسالمة، وخاصة أن المناطق الكردية لا توجد فيها تنظيمات «الإخوان» أو غيرهم من التنظيمات الدينية، وأرى ألا يدفعنا الخوف من «الإخوان» إلى استبعادهم من الحياة السياسية أو اضطهادهم بشكل أو بآخر.
* كانت هناك دعوات متعددة لعقد مؤتمر وطني للقوى الكردية في سوريا، إلى أين وصلت جهود عقد المؤتمر؟ وما توقعاتكم حوله؟ وهل بالإمكان إنجاحه في ظل الخلافات الموجودة على صعيد الشارع الكردي؟
– هناك جهود تبذل من قبل الأحزاب الكردية لعقد مؤتمر وطني كردي، وقد قطعت هذه الجهود أشواطا في هذا المضمار وآمل أن ننجح في تحقيقه رغم المصاعب والعراقيل التي تواجه هذه الجهود.
* كيف ترون مستقبل سوريا في ظل إصرار النظام الحالي على ترجيح الحلول الأمنية على الحلول السياسية، وهناك سيناريوهات متعددة ترشحها بعض مصادر المعارضة لتطبيقها في ظل استمرار الأزمة الحالية، منها السيناريو الليبي، أي حمل السلاح لمواجهة السلطة؟ هل أنتم مع هذا السيناريو؟
– إن السلطة الحاكمة في اعتمادها على الحل الأمني حتى الآن ترتكب خطأ فادحا، فهذا التوجه لا يمكن أن يشكل حلا بأي شكل من الأشكال، وإنما يدفع بالبلاد إلى مزالق خطيرة.. وإنني لست مع تلك الجهات التي تدعو إلى حمل السلاح في وجه السلطة إن وجدت تلك الجهات كما تدعون.
* أثيرت مخاوف من شبح الحرب الأهلية في الداخل، وكانت هناك بعض الإشارات في هذا الاتجاه، منها تهديدات العشائر العربية القاطنين في المناطق الكردية التي ألصقت بيانات تهديدية ضد المظاهرات الشعبية بالمدن الكردية، هل ما زالت هذه المخاوف قائمة؟ وهل تتوقعون حدوث أي صدام مستقبلي مع العشائر العربية أو المسيحية في المستقبل؟
– إن الحرب الأهلية شيء مخيف ومدمر، والشعب السوري شعب مثقف وواع، ولا يمكن أن ينجر إلى هذا المنزلق الخطير. والكرد في سوريا جزء من هذا الشعب، ولهم علاقات وطيدة مع إخوانهم العرب والمسيحيين في سوريا، ولا يمكن أن يعطوا أي مجال لفرصة الاقتتال فيما بينهم وبين إخوانهم الآخرين.
* «إعلان دمشق» الذي انطلق بقوة في بداية تأسيسه أصبح الآن مجرد إطار مهمش في خضم الأحداث السورية الساخنة، هل تتوقعون إمكانية إحيائه ليكون له دور مستقبلي في سوريا؟
– لا أخفيكم بأن «إعلان دمشق» فقد كثيرا من قوته واندفاعه منذ انطلاقته، وكان هذا بسبب القمع والاضطهاد الذي مارسته السلطة الحاكمة ضد قيادة وقواعد «إعلان دمشق»، ولكن رغم ذلك فإن هذا الإطار يتمتع بقسط وافر من التأثير في أوساط المجتمع السوري، ولا بد أن يحتل مكانا بارزا في المستقبل.
* الثوار الليبيون شكلوا مع تصاعد الأحداث هناك مجلسا انتقاليا حظي بقبول معظم دول العالم، واستجلب معه تعاونا من حلف «الناتو» مع الثوار المنتفضين أسفر عن إسقاط نظام القذافي، هل تعتقد أن هناك حاجة إلى تشكيل مجلس انتقالي لقيادة الثورة السورية؟
– المعارضة الوطنية ما زالت مقسمة في الداخل ونحن نبذل الجهود لتوحيدها قبل كل شيء، وعندما تتوحد ستقرر ماذا تفعل وماذا يجب فعله.
* هل تؤيدون تدخلا مدعوما من المجتمع الدولي بهذا الشأن؟
– إننا لسنا مع التدخل العسكري الخارجي، ولكن هذا لا يعني رفض الضغط السياسي على السلطة الحاكمة كي تستجيب لمطالب الشعب السوري بالحرية والديمقراطية.
* تركيا تتدخل بشكل واضح في الأحداث السورية، هل تقبلون بهذا التدخل الإقليمي، وخصوصا أن تركيا لها مخاوف من تنامي الدور الكردي في سوريا؟
– دور تركيا بالنسبة إلى ما يجري في سوريا دور انتهازي ومتردد، وهم يحاولون تحين الفرص لتوجيه مسار الأحداث في الاتجاه الذي يخدم مصالحهم.
* في إطار الدور الإقليمي، هل جرى أي اتصال بين الأحزاب الكردية السورية وبين قيادة إقليم كردستان، وخاصة أن حزبكم يرتبط بعلاقات متينة مع الأحزاب الكردية العريقة في كردستان العراق، خصوصا علاقات حزبكم مع الاتحاد الوطني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني؟
– لنا علاقات وطيدة مع سائر أحزاب كردستان، خاصة مع الاتحاد الوطني الكردستاني وقائده الرئيس جلال طالباني، إلا أن سياستنا تنبع من واقعنا وخصائصنا القومية في سوريا.. وهذا لا يتعارض مع علاقاتنا الطيبة والأخوية مع الأحزاب الكردستانية.
* الموقف الأميركي من الأحداث في سوريا بدأ في التصاعد والتشديد على رحيل الرئيس بشار الأسد، وبقراءة واقع المعارضة لم تتمكن أطرافها إلى الآن من طرح البديل، فهل ترون أن الأزمة مرشحة للإطالة أكثر من ذلك في ظل القمع اليومي الذي يمارسه النظام؟ وما هو المخرج في رأيكم؟
– إن المخرج من هذه الأزمة في رأيي هو أن يستجيب النظام لمطالب الشعب، وهذا يمكن أن يتحقق بعد أن تتم وحدة المعارضة وتتخلص من هذا التشتت الذي تستفيد منه السلطة، وخاصة أن الضغط السياسي الممارس من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والرأي العام العالمي وصل اليوم إلى حد يؤثر على أحداث سوريا بشكل فعال لمصلحة نضال الشعب من أجل الحرية والديمقراطية.
* هل ترجحون قيام انقلاب عسكري من داخل النظام؟ وكيف ستتعاطون معه في حال حصل؟
– إن احتمال عمل ما داخل السلطة من أجل وضع حد للأحداث الجارية والأزمة التي تعيشها البلاد وارد وممكن، وقد يكون الحل الأكثر انسجاما مع الواقع ومصالح الشعب السوري.
مشروع قرار روسي في مجلس الأمن يدعو الى التسريع بالإصلاحات
التظاهرات تعمّ سوريا في “جمعة الصبر والثبات“
عمت التظاهرات أمس مختلف أرجاء سوريا في “جمعة الصبر والثبات” وخصوصاً في محافظتي دير الزور ودرعا حيث سقط العدد الأكبر من الضحايا برصاص قوات الأمن والشبيحة، في وقت لا تزال الصين وروسيا تعيقان صدور أي قرار عن مجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات على النظام، حيث عرضت موسكو أمس مشروع قرار يتجنب الدعوات الغربية الى فرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد، ويدعو الى التسريع في الإصلاحات.
وميدانياً، أفاد ناشطون حقوقيون أن عدداً من التظاهرات انطلق في مدن سورية عدة أخرى بعد دعوة أطلقها ناشطون الى التظاهر في يوم “جمعة الصبر والثبات” المطالبة بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” في بيانات “إن شهيدين سقطا اثر إطلاق مجموعة من الشبيحة الرصاص على متظاهرين خرجوا في تظاهرة من مسجد علي بن أبي طالب وأُصيب شاب بجراح خطرة إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على متظاهرين في قرية القورية بمحافظة دير الزور، فيما استُشهد مواطن وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح اثر إطلاق النار على متظاهرين خرجوا من مسجد المحمدي في مدينة نوى بمحافظة درعا”.
وتابع المرصد “أن ثلاث تظاهرات خرجت في مدينة دير الزور من مسجد الروضة ومسجد العلامة الشيخ محمد سعيد العرفي ومسجد علي بن أبي طالب، لتلتقي جميعها في شارع التكايا جوبهت بإطلاق رصاص كثيف من قوات الأمن ما أدى الى سقوط شهيدين اثنين وإصابة خمسة آخرين بجراح حالة واحد منهم خطرة”.
وفي مدينة حمص (وسط)، التي تشهد غليانا امنيا وعسكريا منذ ايام ذكر المرصد السوري “ان نحو 15 الف متظاهر خرجوا في حي الخالدية بالاضافة الى الالاف في احياء اخرى كبابا عمر وباب السباع والقصور”.
وفي ريف حمص، “خرج عشرات الالاف في تظاهرات حاشدة مطالبة باسقاط النظام في مدن تدمر والرستن وتلبيسة والقصير”، بحسب المرصد.
واشار المرصد الى ان “الامن فرق بالقوة تظاهرة ضمت الالاف في منطقة الجبيلة الواقعة في دير الزور (شرق)” دون ان يتحدث عن اصابات.
وذكر الناطق الرسمي لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية عمر ادلبي “ان تظاهرة ضمت نحو خمسة الاف شخص جرت في القامشلي (شمال شرق) اضافة الى تظاهرة في البوكمال (شرق) واخرى في التكايا (ريف درعا، جنوب)”.
وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي الذي اطلق سراحه مؤخرا بعد ان اعتقل لاثني عشر يوما دون توجيه تهمة اليه، ان “الالاف خرجوا للتظاهر في حي الصاخور في حلب (شمال) كما خرجت تظاهرات حاشدة في عدة مناطق في ريف ادلب وريف درعا”.
واشار رئيس الرابطة الى “تظاهرتين تم تفريقهما بالقوة خرجتا من جامعي الدقاق والحسن في حي الميدان في دمشق”.
وفي ريف دمشق، اضاف ريحاوي “خرجت تظاهرات في داريا وبرزة وحرستا والقدم بالاضافة الى القابون رغم الحصار والتواجد الامني الكثيف الذي يشهده هذا الحي”.
وقال المرصد السوري ان “قوات الامن اطلقت الرصاص الحي لتفريق نحو 2500 متظاهر في عربين” مشيرا الى خروج “تظاهرة في مدينة قارة، وتظاهر اكثر من سبعة الاف شخص في دوما مطالبين باسقاط النظام، كما خرجت تظاهرة في الزبداني رغم الانتشار الامني الكثيف بالاضافة الى تظاهرة في كناكر خرج فيها نحو ثلاثة الاف شخص”.
وكالة الأنباء الرسمية (سانا) ذكرت أن “مسلحين ملثمين أطلقوا النار على حاجز لقوات حفظ النظام في دير الزور ما أدى الى إصابة ثلاثة عناصر ومقتل اثنين من المسلحين”.
الى ذلك، عرضت روسيا أمس مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو الأسد الى تطبيق الإصلاحات من أجل تصويت محتمل، بمقابل مشروع قرار أوروبي ـ أميركي يدعو الى فرض عقوبات على النظام ورموزه.
وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال والولايات المتحدة أعدت في وقت سابق من هذا الأسبوع، مشروع قرار يتضمن فرض عقوبات لكن روسيا والصين رفضتا المشاركة في محادثات غير رسمية حول هذا النص.
وألمحت روسيا الى أنها قد تستخدم حق النقض ضد أي قرار لفرض عقوبات يُطرح على التصويت.
ويدعو مشروع القرار الروسي “الحكومة السورية الى تسريع تطبيق الإصلاحات من أجل تلبية فعالة للتطلعات المشروعة للشعب السوري وتبديد قلقه”، لكنه أيضاً “يحث المعارضة السورية على إطلاق حوار سياسي” مع حكومة الأسد حول الإصلاحات.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن مشروع القرار الروسي يحظى “بدعم قوي” من بعض الدول الأعضاء الـ15 في المجلس.
لكن في المقابل قال نائب المندوب الألماني الدائم لدى الأمم المتحدة ميجيل بيرجر إن مشروع القرار الروسي لا يعكس البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في 3 آب (أغسطس) الجاري، معرباً عن أمله بإمكانية المشاركة في مشروع القرار بحلول الإثنين المقبل أو حتى خلال عطلة الأسبوع.
ووصف نائب المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة فيليب بارهام مشروع القرار بأنه يمثل خطوات إلى الوراء” .
وفي سياق آخر، أعلنت بعثة الأمم المتحدة الإنسانية التي زارت مدن سورية عدة إن هناك “حاجة ملحة لحماية المدنيين”.
وقال مساعد الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق في تصريح صحافي أمس: “خلصت البعثة الى أنه على الرغم من عدم وجود أزمة إنسانية على المستوى الوطني، هناك حاجة ملحة لحماية المدنيين من الاستخدام المفرط للقوة”.
وزار أعضاء البعثة مدناً سورية عدة شهدت مواجهات ولكن برفقة مسؤولين سوريين.
وقال فرحان حق إن “وجود مسؤولين حكوميين بصورة دائمة حد من قدرة البعثة على إجراء تقييم شامل للوضع وبصورة مستقلة”. أضاف “لكن الأشخاص الذين تحدثت إليهم في المناطق التي شهدت اضطرابات أو كانت الاضطرابات فيها جارية، أكدوا أنهم يشعرون بالخوف وبأنهم مهددون باستمرار”.
وتابع أن الأمم المتحدة “ستواصل الحوار مع السلطات السورية وتكرر نداءها العاجل الى قوات الأمن للامتناع عن اللجوء الى القوة المفرطة بحق المدنيين”.
وأمضت بعثة الامم المتحدة خمسة أيام في سوريا وأجرت تقويماً للاحتياجات الإنسانية للسكان، على أن تسلم تقريرها الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
في باريس، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بياناً قالت فيه إن “فرنسا تدين الاعتداء الوحشي والصادم على رسام الكاريكاتير علي فرزات” الذي عرضت بعض أعماله بالمركز الثقافي الفرنسي في دمشق.
وقالت إن نظام الأسد لم يعد يعجبه عمل فرزات مؤخراً، واعتبرت باريس فنّ الكاريكاتير “أحد الرموز القوية والضرورية لحرية التعبير”. وأضافت أن فرنسا “مصممة أكثر من أي وقت مضى على القيام بكل شيء حتى يضع نظام بشار الأسد حداً من دون تأخير للقمع ولوقف سيل الدماء في سوريا”.
يذكر أن فرزات، الذي تعرض للإختطاف والاعتداء بالضرب وسط دمشق، ظهر في أحد برامج قناة العربية الفضائية وانتقد تعاطي السلطة مع الاحتجاجات التي تشهدها سوريا، وقال “إن السوريين لم يعودوا بحاجة لأحد فهم كسروا حاجز الخوف ولم يعد أمامهم ما يخشونه، وإن الفرصة أمام النظام ضئيلة للخروج من المأزق”.
(أ ف ب، يو بي أي، رويترز)
“شبيحة” بجوازات ديبلوماسية اعتدوا على متظاهرين سوريين في باريس
من فهد المصري ـ باريس
للمرة الأولى ومنذ بدء الثورة السورية تجرأ عدد من شبان سوريين وعددهم تسعة بينهم إمرأة بالاعتداء بالشتائم والضرب المبرح على تجمع لمتظاهرين سوريين في ساحة شاتليه في قلب العاصمة الفرنسية باريس مما دفع المتظاهرين السوريين والعرب إلى اللجوء للدفاع عنهم مما أسفر عن موجة من الذعر والهلع في أوساط الفرنسيين المارين في مكان وقوع الحدث مما استدعى التدخل السريع لقوى الأمن الفرنسي التي وصلت لفك الاشتباك بين الجانبين وأسفرت عن جرح عدد من المتظاهرين وحتى المعتدين بإصابات خفيفة ولكن ذلك لم يمنع وصول عربات الإسعاف التي قامت بالاسعافات الأولية ونقل متضامنة عربية ليبية أصيبت برضوض في ساقيها.
الأمن الفرنسي قام بتوقيف المعتدين التسعة وثلاثة من المتظاهرين وتم ترحيلهم للتحقيق معهم للوقوف عن أسباب وخلفيات الاعتداء.
مصادر أفادت أن مسؤول أمن السفارة السورية في باريس الذي كان يرصد منذ أسابيع الاعتصام اليومي للسوريين في ساحة شاتليه أصدر أوامرا لبعض السوريين الموالين للنظام السوري بالاعتداء على التظاهرة السلمية.
الاعتداء تم في حدود الساعة السابعة من مساء يوم الجمعة التي أطلق عليها الثوار السوريون جمعة الصبر والثبات حيث قام المعتدون الشبيحة برفع صورة لبشار الأسد وترديد شعار الله سورية بشار وبس ورفع الأصابع الوسطى بعد أن فصلت قوات الأمن الفرنسي بينهم في حين رد المتظاهرون الشعار المناوئ الله سورية وحرية وبس وشعارات باللغة الفرنسية تدين النظام السوري ورئيسه تطالب بإغاثة الشعب السوري من المجازر التي ترتكب يوميا في أرجاء البلاد.
الملفت للانتباه أن الأمن الفرنسي اضطر لإطلاق ستة من المعتدين لأنهم يحملون يحملون جوازات سفر ديبلوماسية سورية والمسألة لم تتوقف عند هذا الحد والانتهاك للقانون والأمن الفرنسي فبعد أن تم التحقيق مع المتظاهرين الموقوفين الثلاثة وإطلاق سراحهم لاحقتهم سيارتان تابعتان للسفارة السورية حتى تم الاستفراد بهم في طريق فرعي على مقربة من قسم الشرطة وتم الإعتداء عليهم من قبل قرابة 20.
من شبيحة السفارة مما أسفر عن جروح خطيرة طالت المعارض والناشط الكردي السوري سالم حسن والناشط السوري محمد طه مما استدعى نقلهما إلى أقرب مشفى وتدخل الأمن الفرنسي من جديد وتعرض الناشطة جورجيت علم إلى رضوض طفيفة.
ظاهرة الاعتداء على المتظاهرين السوريين في باريس أعادت للذاكرة ماقامت به السفارة السورية مدعومة بعشرات من شبيحة سرايا الدفاع بالاعتداء على مظاهرة كبيرة في الثمانينات في شارع سان جيرمان في باريس للاحتجاج حينها على مجزرة حماة وأسفر ذلك الاعتداء عن مئات الجرحى لاستخدام المعتدين للأسلحة النارية والأسلحة البيضاء والعصي والجنازير.
ومن الجدير بالذكر أن مصطلح الشبيحة يستخدمه السوريون للتعريف بعصابات ظهرت منذ النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي ترعاها شخصيات من أسرة الرئيس السوري وتتمتع بحصانة من المساءلة وتحمل السلاح الحربي وتعتدي على الأملاك الخاصة وتتحرش بالسكان وتمارس السرقة و تجارة التهريب بين سورية ولبنان وبعض الممنوعات الأخرى.
لكن الظاهرة انتشرت وتوسعت مع بدء الثورة السورية لتضم في صفوفها مجموعات من المرتزقة وتطور أنشطتها للمشاركة في قمع المظاهرات السلمية في أرجاء البلاد وتمارس القتل والتهريب المباشر بحق المتظاهرين المدنيين العزل.
شاهد الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=Ss7…
خبايا حملة قمع المحتجين السوريين
يروي علي، وهو ضابط سوري كان يتقلد رتبة رفيعة بالسابق، كيف انشق عن الجيش تاركا وراءه عقدين من الزمان قضاهما بالخدمة عندما فر إلى لبنان منذ شهر بسبب استمرار أعمال العنف ضد المتظاهرين السوريين من بني جلدته.
ويقول علي إن حملة القمع الأمنية الوحشية ضد المحتجين المعارضين للحكومة, والتي بدأت بسوريا منتصف مارس/ آذار الماضي، دفعته في النهاية إلى اتخاذ قرار الرحيل.
ويضيف “بعدما رأيت كيف كانوا يأمروننا أن نقتل الناس, أدركت أن النظام جاهز لقتل كل شخص وإخفاء الحقيقة. لذا قررت أنني لا يمكن أن أرى هذه النهاية وأن أبقى وأكون جزءا من هذه اللعبة الكاذبة”.
وطلب علي -وهو في الأربعينات من عمره ويعيش حاليا في قرية بالقرب من الحدود السورية اللبنانية- عدم ذكر اسمه بالكامل حماية لأسرته.
ويلفت إلى أنه كان يعيش كذبة بعد أن تم إخباره بأن الناس مسلحون, ولكن عندما وصل وجد أنهم مدنيون عاديون غير مسلحين. بعد أن صدرت الأوامر له بإطلاق النار عليهم.
ويستحضرعلي كيف أنه شارك في مداهمات لمنازل بمدينة حمص وسط البلاد، النقطة الساخنة في مسلسل الاحتجاجات الذي شهدته البلاد، وكيف كانت الأوامر بألا يستثنوا لا النساء ولا الأطفال من إطلاق النار.
كما أعطيت الأوامر بتخويف الناس حتى لا يجرؤوا على الخروج من منازلهم.
ووفقا لما ذكره علي فإن حملة القمع ضد المحتجين تنفذ بالأساس بقيادة اللواء الرابع، أكبر وحدة عسكرية بالبلاد وهي لواء تحت القيادة المباشرة لماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد، مضيفا أن القوات مقسمة إلى أجزاء مختلفة.
الجبهة الأساسية التي تخوض مواجهات مباشرة مع المحتجين، وهذه تتكون من ضباط بالجيش يدينون بالولاء للنظام، ويقومون بتنفيذ الأوامر من دون جدال.
أما الجبهة الثانية، فتتكون من ضباط بالجيش وشبيحة أو ضباط استخبارات، بينما يشكل القناصة الجبهة الثالثة.
ويشير علي إلى أنه كان ضمن القوات التي أرسلت إلى حمص، وقبل أن يغادر قاعدته بدمشق طلب منه زملاؤه عدم مشاهدة التلفاز، بينما عدا التلفزيون السوري.
وتعليقا على ذلك قال “أرادوا التعتيم على كل شخص قبل أن نبدأ المهمة…”.
ويتذكر علي أنهم عندما وصلوا إلى حمص كانت مهمتهم لا تتمثل في إطلاق النار على من لا يحملون السلاح، لافتا إلى أنهم قالوا إنهم يحملون السلاح معهم. وعن هذا يقول “لم أصدق ما كنت أسمع، كل ذلك كان كذبا”.
ووفقا لجماعة أزمة حقوق الإنسان السورية، فإن أكثر من مائتين من أفراد الجيش قد انشقوا منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظام الأسد منذ منتصف مارس/ آذار الماضي.
وقالت الجماعة إن ما لا يقل عن 394 جنديا قتلوا لرفضهم الانصياع لأوامر إطلاق النارعلى المحتجين.
ويتردد أن العديد فروا إلى دول الجوار مثل لبنان وتركيا والأردن، ولا يمكن التأكد من الأرقام بشكل مستقل.
وكثف الجيش خلال الأشهر الأخيرة من حملته القمعية على المعارضين المحتجين. ويقول مسؤولون أمميون إن ما يقدر بنحو 2200 شخص قتلوا منذ مارس/ آذار الماضي.
ومنذ اندلاع الانتفاضة تصر الحكومة على أن القمع يستهدف من تسميهم العصابات الإرهابية المسلحة التي تحاول هدم الاستقرار في البلاد.
مظاهرات بعد اقتحام مساجد بدمشق
شهد عدد من المساجد في دمشق وبعض المدن الليلة الماضية اعتداءات أمنية أثناء إحياء ليلة السابع والعشرين من رمضان أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى كان أبرزها في مسجد الرفاعي بمنطقة كفر سوسة بدمشق. وقد خرجت مظاهرات في بعض أحياء العاصمة ومدن بريف دمشق وحمص وإدلب فجر اليوم تضامنا مع كفر سوسة، كما تمت محاولات من المتظاهرين للوصول إلى ساحات رئيسية للتظاهر والاعتصام حال دونها الوجود الأمني الكثيف.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة إن قوات الأمن اقتحمت مسجد عبد الكريم الرفاعي بحي كفر سوسة وسط دمشق بعد صلاة التراويح مشيرا إلى إطلاق نار كثيف وقع حول المسجد الذي تم الاعتداء على إمامه الشيخ أسامة الرفاعي بالضرب نقل على إثره إلى المستشفى, كما أضاف أن إطلاق النار أسفر عن سقوط قتيل وعشرات الجرحى من المحاصرين داخل المسجد.
في هذا السياق قال عضو تجمع أحرار دمشق وريفها بشير الدمشقي -في اتصال هاتفي مع الجزيرة- إن الأمن والشبيحة اقتحموا المسجد من طابقه العلوي بعد محاصرته ورغم تقديمهم وعودا للشيخ أسامة بإخراج المصلين من الباب الخلفي، فإن المصلين فوجئوا بالهجوم عليهم وإطلاق الرصاص.
وأوضح الدمشقي أن عناصر الأمن والشبيحة عاثوا خرابا في المسجد ومزقوا المصاحف وانهالوا بأقذع الشتائم على المصلين وعلماء الدين، واعتقلوا عددا كبيرا من المصلين، كما فضوا بالقوة اعتصاما في ساحة كفر سوسة ضم نساء طالبن بالإفراج عن ذويهم المعتقلين والذين كانوا محاصرين في المسجد.
وفي السياق أيضا اقتحمت القوات الأمنية مسجد العزيز بحي الميدان ومسجد سعد بن معاذ بحي المالكي.
وقد بث ناشطون على الإنترنت صورا لمسجد الرفاعي الواقع قرب إدارة أمن الدولة، وهو يهاجم من الأمن والشبيحة بعد محاصرته من المهاجمين.
وأظهرت التسجيلات عشرات المتظاهرين يرددون في باحة المسجد هتافات مناهضة للنظام. وقال أحد من كانوا موجودين في عين المكان إن الأمن اقتحم سطح الجامع وطابقه العلوي.
يُذكر أن حدة الاعتداءات الأمنية على المساجد في سوريا شهدت ارتفاعا منذ بدء شهر رمضان الذي شهد أيضا تصاعدا في أعداد القتلى والجرحى من الشعب. وتجدر الإشارة هنا إلى قصف تعرضت له مئذنة مسجد عثمان بن عفان في دير الزور وإطلاق الرصاص على مساجد في حمص.
مظاهرات غضب
وإثر ورود أنباء الاعتداء على المساجد بدمشق وخاصة مسجد الرفاعي، خرجت مظاهرات من عدة أحياء بالعاصمة ومدن بريف دمشق محاولة الوصول إلى ساحتي العباسيين والأمويين بدمشق. لكن النشطاء تحدثوا عن أن الوجود الأمني المكثف حال دون وصول المتظاهرين إلى وجهتهم.
ونشر ناشطون على الإنترنت صورا قالوا إنها لتعزيزات عسكرية تهدف لمنع توجه أهالي زملكا بريف دمشق إلى ساحة العباسيين بوسط العاصمة للتظاهر ضد النظام، عقب اقتحام قوات الأمن مسجد الرفاعي.
وأفاد ناشطون بسوريا أن مظاهرات خرجت بأحياء المالكي والصالحية وميسلون، كما خرجت مظاهرة قرب مستشفى المجتهد بوسط العاصمة وفق لجان التنسيق المحلية التي أشارت إلى تجمع متظاهرين في حي ركن الدين بدمشق. وأشار نشطاء إلى إطلاق نار كثيف وقنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين بساحة كفر سوسة بدمشق.
وقد دعا اتحاد تنسيقيات الثورة ولجان التنسيق المحلية سكان العاصمة للنزول إلى الشوارع بسيارتهم لعرقلة تحركات الأمن. كما دعا الاتحاد واللجان على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إلى مظاهرات في كل المدن والقرى في ما أسموه “زلزال الشام” وإلى إضراب عام بعد الاعتداءات على المساجد.
وتضامنا مع اقتحام مسجد الرفاعي، قال ناشطون إن مظاهرات خرجت بكل مناطق حمص بعد صلاة الفجر نصرة لكفر سوسة. وقد داهم الأمن أحياء في حمص بعد تلك المظاهرات وفق نفس المصادر.
وفي هذا السياق خرجت مظاهرات من عدة مدن بريف دمشق منها عربين وزملكا وكفر بطنا لنصرة كفر سوسة وفق ناشطين.
وخرج أهالي منطقة مدينة الزبداني، بريف دمشق، في مظاهرة صباح اليوم تضامناً مع كفر سوسة وباقي المدن. كما تظاهر أهالي مدينة إدلب عقب صلاة الفجر تضامناً مع كفر سوسة، وهتفوا مطالبين بالحرية.
“الصبر والثبات”
ودعت لجان التنسيق المحلية إلى مظاهرات وإضراب عام السبت بكل أنحاء سوريا، بعد يومٍ دامٍ أطلق عليه “جمعة الصبر والثبات” وقتل فيه وفق ناشطين 12 شخصا على الأقل، بينهم طفل بريف دمشق، وخمسينيٌ قضى تحت التعذيب في إدلب.
وقال ناشطون سوريون إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا بالساعات الأولى من السبت.
وقتل شخصان عندما استعمل الأمن الذخيرة الحية لتفريق متظاهرين خرجوا في مظاهرات من مساجد في بلدة القصير قرب حمص، وفي اللاذقية بعد أن أحيوا ليلة السابع والعشرين من رمضان.
وسقط قتلى الجمعة في نوى (إلى الشمال من درعا) وفي دير الزور ومعرة النعمان وإدلب وحمص.
وكانت أضخم المظاهرات تلك التي وقعت في حمص ودير الزور والقامشلي, وبأحياء في دمشق ومحيطها.
وردد المتظاهرون هتافات ربطت بين سقوط القذافي وأملهم في مصير مماثل يلقاه بشار الأسد ونظامه، الذي يتحدث عن “جماعات إسلامية متطرفة” قتلت منذ مارس/ آذار الماضي نحو خمسمائة من الأمن، بينهم عنصران لقيا مصرعهما أمس في دير الزور وفق التلفزيون الرسمي عندما هاجم مسلحون نقطة مراقبة.
وتحدث مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن الجمعة عن 1927 مدنيا و447 من قوى الأمن قتلوا منذ منتصف مارس/ آذار.
مشروع قرار روسي بمجلس الأمن
تأكيد أممي على حماية مدنيي سوريا
تحدثت بعثةٌ أممية زارت سوريا لتقييم الوضع الإنساني هناك عن “حاجةٍ ماسة” لحماية المدنيين في هذا البلد، في وقت طرحت فيه روسيا مشروع قرار في مجلس الأمن يكتفي بدعوة نظام بشار الأسد لتسريع الإصلاح ولا يلوّح بالعقوبات كما اقترحت وثيقةٌ أوروبية تحظى بدعم أميركي.
وأنهت البعثة زيارة هي الأولى إلى سوريا منذ بدأت المظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الأسد في منتصف مارس/آذار، وزارت عددا من المدن التي شهدت احتجاجات، لكنها كانت دائما مصحوبة بمندوبين عن الحكومة السورية.
وخلصت البعثة إلى أنه “على الرغم من عدم وجود أزمة إنسانية على المستوى الوطني، هناك حاجة ملحة لحماية المدنيين من الاستخدام المفرط للقوة”.
وقال فرحان حق مساعد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام الأممي “الحضورُ الدائم للمسؤولين الحكوميين حدّ من قدرة البعثة على التحقق من الوضع بصورة كاملة ومستقلة”.
وأضاف أن أشخاصا استطاعت البعثة التكلم إليهم تحدثوا عن ترهيبٍ شديد ومخاطر كبيرة يتعرضون لها، وجدّد دعوةً وجهتها المنظمة الأممية إلى دمشق لـ”الإقلاع عن الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين”.
ويُتوقع أن ترفع البعثة تقريرا كاملا إلى الأمين العام الأممي بان كي مون الذي اتهم الاثنين الماضي الأسد بنكث وعدٍ بإنهاء الحملة الأمنية التي خلفت حسب أرقام ناشطين سوريين وأرقام المنظمة الأممية ألفين ومائتي قتيل مدني.
مشروعا قرار
وجاء حديثُ المنظمة الأممية عن الحاجة لحماية المدنيين في وقت طرحت فيه روسيا مشروعَ قرار في مجلس الأمن يكتفي بدعوة الأسد إلى تسريع الإصلاح، ولا يتضمن التلويح بالعقوبات، كما جاء في مشروع قرار آخر عرضته دول أوروبية بدعم أميركي، وهددت موسكو باستعمال حق النقض (الفيتو) ضده.
وعرض مندوب روسيا في المجلس فيتالي تشوركين الجمعة مشروع القرار الذي يدعو إلى “تسريع تطبيق الإصلاحات”، لكنه يحث أيضا المعارضة على “بدء حوار سياسي” مع النظام، الذي لم يحن الوقت بعد لمعاقبته حسب موسكو.
وتحدث تشوركين عن “مبعوث مهم جدا من موسكو” يزور دمشق هذا الاثنين.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على النظام السوري في وقت سابق، فيما تبحث أوروبا توسيع إجراءات ردعية ضده، قد تشمل حظر استيراد النفط السوري.
وقال تشوركين إن مجلس الأمن يجب أن “يدفع الأطراف في الاتجاه الصحيح” لا أن يطرح “أمرا يدعم المعارضة، وهو ما نلاحظه في مشروع القرار” الغربي.
وينص مشروع القرار الغربي -الذي وُزع الثلاثاء- على حظر كامل للأسلحة وعلى تجميد أرصدة الأسد و23 شخصا وأربعة كيانات، لكن اسم الرئيس السوري وأخيه ماهر ليسا مدرجيْن على قائمة من 22 شخصا محرومين من الحصول على تأشيرات سفر.
وقال دبلوماسي غربي “نريد من الأسد أن يرحل عن البلد”.
ورحب المندوبان البريطاني والألماني بتوجه روسيا إلى استصدار قرار, لكنهما اعتبرا النص الروسي أضعف من بيانٍ رئاسي صدر هذا الشهر, وانتقد لجوء دمشق إلى القوة.
ووصف دبلوماسي غربي النص الروسي بـ”مناورة لتحويل مسار المفاوضات”، واعتبر آخر أنه “يساوي بين أي أعمال عنف يقوم بها المحتجون وقمع الحكومة”.
وتعتبر روسيا من أهم موردي السلاح إلى سوريا ومن شأن حظر على بيع العتاد العسكري الإضرار بصفقاتها مع هذا البلد.
مخاوف
وقالت روسيا إنها مستعدة للتصويت على أي قرار يدعو إلى فرض عقوبات، لكن الغربيين يؤكدون أنهم لن يقبلوا بأقل من فرض هذه العقوبات.
وقاطع مندوبا روسيا والصين الخميس مشاوراتٍ غير رسمية بشأن مشروع القرار الغربي.
وقال دبلوماسي غربي إن هناك مقاومة شديدة يلقاها مشروع القرار من روسيا والصين اللتين اشتكتا مثلهما مثل البرازيل والهند وجنوب أفريقيا (وهي بلدانٌ غير دائمة العضوية) من أن الناتو في ليبيا تجاوز تفويضه، وتقولان إنهما تخشيان تكرار السيناريو ذاته في سوريا.
اتفاق أوروبي لحظر نفطي على سوريا
أفادت فايننشال تايمز أن ممثلين للاتحاد الأوروبي اتفقوا أمس على فرض حظر على واردات دولهم الـ27 من النفط الخام ومنتجات النفط من سوريا.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه بالرغم من أن القرار لا يزال ينتظر موافقة على المستوى الوزاري فإن من المتوقع أن يتخذ وزراء من الاتحاد قرارا بهذا الشأن خلال الأسبوع القادم.
وأشارت إلى أن الإجماع الذي تم التوصل إليه أمس كان الإشارة الأبرز على أن الاتحاد سيسير باتجاه الحظر الذي من المتوقع أن يكون الخطوة الأشد تأثيرا على النظام السوري حتى الآن.
وتستورد أوروبا 95% من صادرات النفط السوري، وتعتبر رويال داتش شل البريطانية الهولندية وتوتال الفرنسية من بين أكبر الشركات العاملة بقطاع النفط السوري.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أن هولندا هي التي تزعمت الحملة الأوروبية بفرض الحظر، وأنه سيتم إعطاء الشركات العاملة هناك مهلة محددة لإنهاء عقودها.
وتعد سوريا منتجا صغيرا نسبيا للنفط، فوفق أحدث نسخة للتقرير الإحصائي للطاقة العالمية، الذي تصدره شركة بي بي البريطانية، فإن إنتاج سوريا من النفط العام الماضي بلغ 0.5% فقط من الإنتاج العالمي.
وتشير بيانات الشركة إلى أن الإنتاج السوري تراجع من 581 ألف برميل يوميا عام 2001 إلى 375 ألفا عام 2009، لكنه زاد إلى 385 ألفا سنة 2010، بعد أن بدأت حقول جديدة العمل.
وتملك سوريا احتياطيات مؤكدة من النفط تبلغ 2.5 مليار برميل، تمثل 0.2% من إجمالي الاحتياطيات العالمية.
فايننشال تايمز
أكد أن حكم الأسد وصل إلى حافة الهاوية
القلاب لـ”العربية”: لولا النظام السوري لما وُجدت “دويلة حزب الله” داخل لبنان
المظاهرات السورية مستمرة
دبي – العربية.نت
قال الوزير الأردني السابق والكاتب السياسي صالح القلاب لـ”العربية” إنه لولا النظام السوري لما كانت هناك دويلة في لبنان تدعى حزب الله، وجاء كلامه هذا تعقيباً على خطاب الأمين لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي اعترف من خلاله بأن الدعم الإيراني لم يكن ليصل الى حزبه لولا سوريا. وقال: إن السفير الإيراني السابق في سوريا محد حسن أختري هو الذي أشرف على تأسيس حزب الله ليكون أداة طائفية في لبنان، حيث إن جميع قادة هذا الحزب ومقاتليه هم من الطائفية الشيعية.
وأوضح القلاب أن تهديد حسن نصر الله بأن سقوط النظام السوري سيكون له تأثيرات كارثية على المنطقة ودول الجوار يتطابق مع تصريحات وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي التي حملت نفس النغمة في دعم نظام الأسد في مواجهة الاحتجاجات الشعبية التي تطالب بالحرية والكرامة.
وأردف: يبدو أن الطائفية الشيعية في لبنان بدأت تفلت من أيدي حسن نصر الله بعد أن حاول أن يجعلها رهينة عند النظام الصفوي الإيراني، مشدداً على أن ما يحدث في سوريا يشير إلى بدء تفكك الهلال الإيراني وليس (الشيعي) الذي كان يراد لسوريا العروبة أن تكون جزءاً منه.
وحول ما ذكره الناشط السوري فهد المصري لـ”العربية” من معلومات وردت إليه عن فرار شقيق الرئيس السوري العميد ماهر الأسد من دمشق على إثر اشتباكات وقعت في محيط القصر الجمهوري، قال القلاب: “على المدى البعيد هذا سيحصل، ولكن لا أعرف إن كان هذا حدث اليوم”.
وتابع: “هناك مؤشرات كثيرة تدل على أن مثل الأمور التي ستؤدي إلى انهيار نظام الأسد ستحدث في القريب العاجل، ومن تلك المؤشرات الاعتداء الهجمي على رسام الكاريكاتير العالمي علي فرزات بعد أن تم اختطافه وتعذبيه بطريقة وحشية قبل أن يرمى على قارعة الطريق، والمفارقة أن الأسد كان مجتمعاً قبل ذلك الحادث الاعتدائي مع مجموعة من رجال الدين على مائدة إفطار ليقول لهم إن ما يحدث في سوريا هو أزمة أخلاق”.
وشدد القلاب على أن ما ذكره الناشط فهد المصري عن فرار ماهر الأسد هو أمر متوقع حدوثه في أي لحظة، فالاعتداء على المصلين في المساجد وضرب الأئمة يدل على أن النظام السوري وصل إلى حافة الهاوية بعد ما بلغ من انحدار أخلاقي.
وكان الناشط السوري فهد المصري قال في حديث مع “العربية” إن لديه معلومات مؤكدة عن حدوث انشقاقات واسعة في الجيش السوري ووقوع اشتباكات بين جنود وضباط منشقين، (الضباط الأحرار) من جهة وقوى الأمن وعناصر من الحرس الجمهوري من جهة أخرى، ما دفع بشقيق الرئيس السوري العميد ماهر الأسد إلى الفرار من دمشق، مضيفاً: “يبدو أن المؤسسة العسكرية في سوريا اتخذت قراراً بالوقوف إلى جانب الشعب السوري”.
وناشد المصري الطائفة العلوية أن تنأى بأبنائها عن النظام السوري وأن لا يجعلوا منهم وقوداً في آلة القمع التي تخدم حكم عائلة الأسد، مشدداً على أن الطائفة العلوية جزء لا يتجزأ من النسيج السوري.
وطلب من المعارضة السورية الكفّ في الوقت الحالي عن عقد المؤتمرات في الخارج وتشكيل لجان انتقالية، معتبراً أن الوقت حالياً هو لدعم ثورة الشعب السوري وليس للطموحات السياسية.
احتجاجات تعم مناطق مختلفة من دمشق.. وروسيا ترسل موفداً رفيع المستوى
هرموش يدعو الجيش إلى حقن الدماء
دبي – العربية
دعا الناطق باسم حركة الضباط الأحرار المقدم حسين هرموش، اليوم السبت، الشعب السوري الى الخروج للساحات حاملين أغصان الزيتون، وحث الضباط والجنود في الجيش والأجهزة الأمنية الى حقن الدماء، نقلاً عن تقرير لقناة “العربية”، ويتزامن ذلك مع إعلان روسيا عزمها إرسال موفد رفيع المستوى إلى دمشق. إلى ذلك، أفاد ناشطون حقوقيون بأن شخصين قتلا وجرح آخرون بينهم إمام مسجد السبت. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مدنياً قتل وأصيب خمسة آخرون بجروح برصاص قوات الأمن السورية عندما حاولت تفريق تظاهرة خرجت فجر اليوم في بلدة كفرنبل الواقعة في محافظة إدلب (شمال غرب). وأضاف المرصد أن “مواطناً استشهد وأصيب 10 آخرون عند تفريق المتظاهرين فجر اليوم أمام مسجد الرفاعي” في حي كفرسوسة في دمشق. وأكد المرصد أن “13 شخصاً جرحوا بعضهم إصابته خطرة عندما أطلقت قوات الأمن الرصاص بشكل كثيف على مشاركين في تشييع شهيد سقط يوم أمس (الجمعة) في بلدة كفرومة الواقعة في محافظة إدلب”. ويأتي ذلك غداة مقتل 12 شخصاً في عدة مدن سورية أمس الجمعة برصاص الأمن.
وعلى صعيد آخر، نقلت وكالة ايتار-تاس عن سفير روسيا فيتالي تشوركين ان “مبعوثاً مهماً جداً من موسكو” سيتوجه الى دمشق يوم الاثنين 29 آب/اغسطس، بدون مزيد من التفاصيل.
وبحسب مراقبين قد يكون هذا المبعوث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي تحادث امس بشأن الوضع في سوريا مع السفير السوري في موسكو، كما ذكرت ايتار تاس نقلاً عن مصادر دبلوماسية.
وخاضت روسيا اختبار قوة مع الغربيين الجمعة في مجلس الأمن الدولي لدى تقديمها مشروع قرار بشأن سوريا يلغي العقوبات التي يفرضها مشروع قرار آخر منافس للأوروبيين.
وأكدت روسيا أن الوقت لم يحن لفرض تدابير عقابية على دمشق رداً على قمع الحركة الاحتجاجية التي أسفرت عن سقوط أكثر من 2200 مدني بحسب الامم المتحدة.
ويدعو مشروع القرار الاوروبي الذي تقدمت به فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال وتدعمه الولايات المتحدة الى تجميد ارصدة الرئيس بشار الاسد والمقربين منه وإلى فرض حظر على الاسلحة.
ومن جهتها، اعلنت ايران على لسان وزير الخارجية علي اكبر صالحي السبت “ان على الحكومات ان تستجيب للمطالب المشروعة لشعبها، سواء في سوريا او اليمن وغيرها”.
وأيدت ايران الحركات الاحتجاجية في كل الدول العربية ما عدا سوريا. وهي تعلن تاييدها للاسد مع دعوته الى تطبيق اصلاحات.
وحذر صالحي من “الفراغ السياسي” في حال سقوط الرئيس الاسد. وقال ان “فراغ السلطة في سوريا ستكون له عواقب غير متوقعة على الدول المجاورة وعلى المنطقة ويمكن ان تسبب كارثة في المنطقة وابعد منها”.
واضاف ان “سوريا حلقة مهمة من حلقات المقاومة في الشرق الاوسط والبعض يريد التخلص من هذه الحلقة”، في اشارة الى الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا التي طالبت الاسد بالتنحي.
ووجه المعارض برهان غليون رسالة ناشد فيها اعضاء الجامعة العربية بتقديم “دعم واضح لمطالب الشعب السوري والتدخل بحزم من أجل الوقف الفوري للعنف وسحب القوى الأمنية من المدن وإطلاق سراح المعتقلين وإدانة كل أنواع التعذيب”.
كما طلب منهم في بيان باسم المبادرة الوطنية السورية تلقته فرانس برس “إرسال مراقبين عرب دائمين لمراقبة الوضع على الأرض والتحقيق في الانتهاكات الخطيرة والمستمرة لحقوق الانسان والعمل مع بقية الدول الإقليمية من أجل محاصرة الأزمة السورية ومنع الانزلاق نحو حرب داخلية وربما إقليمية”.
ووحذر من ان “حربا داخلية سورية يمكن أن تتحول بسهولة إلى حرب إقليمية تحرق بنيرانها المنطقة بأكملها.
الجامعة العربية تبحث الأزمة
وفي القاهرة تعقد لجنة المتابعة في الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً اليوم، لبحث الوضع في سوريا، حيث تواصل الأمانة العامة للجامعة مشاوراتها واتصالاتها لمعرفة عدد الدول وأسماء الوزراء الذين سوف يحضرون الاجتماع.
وقال مسؤول إن الاجتماع سيناقش مقترحات عربية لمطالبة سوريا بوضع جدول زمني للإصلاح و مطالبة جميع الأطراف بوقف حمام الدم. واستبعد مندوب إحدى الدول العربية اتخاذ قرار بحظر جوي أو تدخل عسكري في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا.
ومن جهته، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق “إن هناك حاجة ملحة لحماية المدنيين من الاستخدام المفرط للقوة في قمع المحتجين”، مضيفاً في مؤتمر صحافي أن بعثة الأمم المتحدة الإنسانية التي زارت سوريا “لم تتمتع بكامل استقلاليتها وحريتها بالتجول لتقييم الأوضاع الإنسانية”.
وأفاد مراسل”العربية” في نيويورك أن الدول الأوروبية في مجلس الأمن تقدمت بمشروع قرار يدين سوريا ويدعو لفرض المزيد من العقوبات عليها. وأضاف المراسل أن الدول الغربية استبقت دعوة روسيا للتصويت بسرعة على قرار دولي يجنب سوريا الدعوات الغربية لفرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد.
ويدعو المشروع الروسي الحكومة السورية الى تسريع تطبيق الإصلاحات لتلبية فعالة للتطلعات المشروعة للسوريين وتبديد قلقهم. ويحث القرار المعارضة على إطلاق حوار سياسي مع حكومة الأسد.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة إن مشروع القرار يحظى بدعم قوي من بعض أعضاء المجلس.
وكانت بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال والولاياتُ المتحدة أعدت مشروع قرار يتضمن فرض عقوبات على سوريا منذ أيام، لكن روسيا والصين رفضتا المشاركة في محادثات غير رسمية حوله.
ولمّحت روسيا الى أنها قد تستخدم حق النقض ضد أي قرار لفرض عقوبات على سوريا يُطرح على التصويت.
جميع الحقوق محفوظة لقناة العربية © 2010
سورية: أنباء عن سقوط عشرة قتلى في مظاهرات “جمعة الصبر والثبات“
تحدث معارضون سوريون عن سقوط عشرة قتلى على الاقل في مظاهرات خرجت بأنحاء سورية عقب صلاة الجمعة في إطار ما سمي بـ “جمعة الصبر والثبات”.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة اشخاص قتلوا في دير الزور واخر في مدينة نوى في محافظة درعا وفتى في مدينة ادلب.
كما قتل شخص في مدينة اللاذقية الساحلية واخر في حمص وسط البلاد كذلك قتل مدني في مدينة القصير في محافظة حمص واصيب ستة اخرون برصاص قوات الامن السورية.
وقتل مدني واصيب عشرة اخرون بجروح في اطلاق رصاص على متظاهرين في بلدة كفرومة بجبل الزاوية في محافظة ادلب وفق المرصد.
واضاف المرصد ان رجلا في ال56 من عمره قضى خلال اعتقاله في معرة النعمان التي تبعد 250 كلم شمال دمشق لكن جثته لم تسلم لعائلته.
وقد شهدت العديد من المدن السورية مظاهرات اختلقت من حيث الحجم تطالب باسقاط النظام وتنحي الرئيس بشار الاسد عن الحكم.
فقد خرجت مظاهرات في شرقي البلاد مثل مدينة دير الزور وابو كمال والقامشلي في العاصمة دمشق ومدن الزبداني ودوما وحرستا وفي محافظتي درعا وادلب وفي مدينة حلب ثاني اكبر مدن البلاد.
ففي حمص خرجت مظاهرات بعد صلاة الجمعة في أحياء باب هود ، الخالدية، باب السباع، الوعر، بابا عمرو، الإنشاءات والغوطة رغم انتشار الجيش في المدينة وأحيائها.
وفي دير الزور، ورغم العملية الأمنية الواسعة في المدينة، فقد خرجت مظاهرات من مساجد المدينة ونقل عن حقوقيين سماع إطلاق كما خرجت مظاهرات في مدن البوكمال والقورية و الميادين
وكان الناشطون قد دعوا الى تنظيم احتجاجات صامتة في حلب في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، في الوقت الذي أعلنت فيه تركيا “وقوفها الى جانب الشعب السوري” وبدا مجلس الأمن الدولي منقسما حول فرض عقوبات على سورية.
ودعا الناشطون على فيسبوك سكان حلب للتجمع في ساحة الجابري بعد صلاة التراويح، في مسيرة صامتة، للاحتفال بما يعتقد بأنه “ليلة القدر”.
حاجة ملحة
من جهة اخرى اعلنت بعثة الامم المتحدة الانسانية التي زارت سورية ان هناك “حاجة ملحة لحماية المدنيين” كما قال مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق الجمعة.
وكانت البعثة هي الاولى التي تزور سورية منذ بداية حركة الاحتجاجات في سوريا في منتصف اذار/مارس.
وقال حق في تصريح صحافي “خلصت البعثة الى انه على الرغم من عدم وجود ازمة انسانية على المستوى الوطني الا ان هناك حاجة ملحة لحماية المدنيين من الاستخدام المفرط للقوة”.
ورأى امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الجمعة ان الحل الامني في سورية “فشل” داعيا القيادة السورية الى “استنتاج ضرورة التغيير” بما يتلاءم مع “تطلعات الشعب السوري”.
لكن المجتمع الدولي لا يزال منقسما حيال الملف السوري, وفي هذا السياق، عرضت روسيا الجمعة مشروع قرار في مجلس الامن حول سورية يتجنب الدعوات الغربية الى فرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الاسد بسبب قمع تظاهرات المعارضة كما قال دبلوماسيون.
ولمحت موسكو الى انها قد تلجأ الى حق النقض الفيتو في حال التصويت على اي قرار يتضمن عقوبات بحق دمشق.
واعلنت الدول الاوروبية الجمعة عن توصلها الى اتفاق على توسيع العقوبات المفروضة على سورية لتمشل قطاعات الاتصالات والبنوك والطاقة حسب دبلوماسي.
واضاف الدبلوماسي ان قرار فرض حظر على استيراد النفط من سورية جاهز وقد يعلن عن بداية الاسبوع المقبل.
لكن هناك الخلافات مستمرة في اوساط الاتحاد حول الاستثمار في قطاع النفط.
وكان الاتحاد الاوروبي قد اعلن الاربعاء عن قائمة باسماء شخصيات وجهات حكومية فرض عليها الاتحا عقوبات بسبب تورطها في قمع المتظاهرين.
المزيد من بي بي سيBBC © 2011
الالاف يشاركون في مظاهرات ضد الاسد ومقتل ثلاثة
عمان (رويترز) – قال ناشطون وسكان ان القوات السورية قتلت ثلاثة محتجين على الاقل يوم السبت مع خروج عشرات الالاف في مظاهرات مجددا للمطالبة برحيل الرئيس بشار الاسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان نقلا عن شهود ان مظاهرات جديدة خرجت في دمشق ليل يوم الجمعة وصباح يوم السبت بشكل أكبر من أي وقت منذ بدء الاحتجاجات على حكم الاسد في مارس اذار.
وقتل اثنان عندما اطلقت قوات الاسد ذخيرة حية لتفريق متظاهرين تدفقوا من مساجد في مدينة القصير وميناء اللاذقية بعد اداء الصلاة في الليلة التي يعتقد كثير من المسلمين أنها ليلة القدر.
وقال شهود ان المئات من أفراد الشرطة والميليشيا الموالية للاسد هاجموا مصلين حاولوا التظاهر مع انتهاء صلاة التهجد قرب الفجر في مسجد الرفاعي بحي كفر سوسة في دمشق حيث يوجد المقر الرئييسي للشرطة السرية.
وقال شيخ يعيش في المنطقة لرويترز عبر الهاتف “اعتلى بعض أفراد الامن السطح وبدأوا في اطلاق النار من بنادق كلاشنيكوف لترهيب الحشد. وأصيب نحو عشرة أشخاص وأصيب اثنان برصاص في الرقبة والصدر.”
وأضاف المرصد ورئيسه هو رامي عبد الرحمن أن القوات السورية أطلقت النار على جنازة تحولت الى احتجاج يوم السبت في بلدة كفر رومة في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد وعلى الحدود مع تركيا مما أسفر عن اصابة عشرة على الاقل.
وقال المرصد ان رجلا قتل في هجمات وحملات اعتقال في بلدة كفر نبل القريبة.
وقال عبد الرحمن لرويترز انه الى جانب القتلى فان مأساة أخرى وقعت في سوريا منذ بدء الاحتجاجات وهي اعتقال عشرات الالاف وان كثيرا منهم لا يعرف مكانه.
وتقول الامم المتحدة ان القوات السورية قتلت 2200 محتج على الاقل منذ أن وجه الاسد الدبابات والقوات لقمع مظاهرات بدأت في الشوارع قبل شهور وتدعو لانهاء حكم عائلته الممتد من 42 عاما.
وتنحي الحكومة السورية باللائمة على “جماعات ارهابية” مسلحة في اراقة الدماء وتقول ان 500 من افراد الشرطة والجيش قتلوا. وطردت السلطات السورية معظم الصحفيين المستقلين مما يجعل من الصعب التحقق من الاحداث على الارض.
وقال دبلوماسيون ان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حثا الاسد على التنحي لكن مسعاهما لفرض عقوبات من مجلس الامن الدولي على سوريا بسبب قمع المحتجين واجه مقاومة من روسيا والصين.
ويوجد لروسيا قاعدة بحرية في سوريا وهي واحدة من مورديها الرئيسيين للسلاح. ومن بين العقوبات المقترحة فرض حظر السلاح بينما تشمل عقوبات أخرى تجميد أصول الاسد ومعاونيه.
وسيستثنى الاسد من حظر سفر مقترح على أقاربه ومعاونيه لاتاحة فرصة أمامه للهرب.
والاجراءات المقترحة من الامم المتحدة ليست بقوة العقوبات الامريكية المفروضة ولا بقوة توسيع مقترح لخطوات الاتحاد الاوروبي ضد دمشق والتي ستشمل منع استيراد النفط السوري.
وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا وهي برئاسة عمار قربي ان قرابة مئة مدني قتلوا بنيران قوات الامن خلال الاسبوع الذي انتهى يوم الجمعة.
وأضرت الاحداث بالاقتصاد والاستثمارات والسياحة في سوريا مما أجبر الشركات على تسريح عاملين.
وأي تغيير في السلطة في سوريا سيكون له أصداء قوية على المستوى الاقليمي. ولايزال الاسد الذي ينتمي الى الاقلية العلوية في سوريا تربطه تحالفات مع طبقة التجار السنية المؤثرة ويحتفظ بولاء قوي في الجيش وأجهزة أمنية.
ومنذ بداية شهر رمضان في الاول من اغسطس اب دخلت الدبابات مدن حماة التي نفذ الجيش مذبحة فيها عام 1982 ودير الزور واللاذقية على ساحل البحر المتوسط.
وردد محتجون شعارا هو (الشعب يريد اعدام الرئيس) خلال احتجاج ليل الجمعة بضاحية الحجر الاسود في دمشق حيث يعيش لاجئون من مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل.
واشارت تقارير الى وقوع احتجاجات مماثلة في ضواحي اخرى في دمشق مثل دوما والقدم وهي ضواحي داخل العاصمة وفي حمص مسقط رأس اسماء الاسد زوجة بشار ومدينة تدمر الصحراوية الاثرية وحماة وهجوم دبابات خلال الشهر الجاري ومحافظة الحسكة الشرقية.
واظهرت لقطة مصورة على موقع يوتيوب الالكتروني اشخاصا يشاركون في مسيرة ويرددون شعار “الموت ولا المذلة” في محافظة ادلب الواقعة في الشمال الغربي.
وحمل المتظاهرون علم الجمهورية السورية القديم ذا اللونين الاخضر والابيض قبل تولي حزب البعث السلطة في انقلاب عام 1963 الذي مثل بداية حكم الاقلية العلوية منذ ما يقرب من خمسة عقود من الزمن.
وقال سكان في دير الزور ان قوات الامن فتحت النار لتفريق عشرات المحتجين يوم الجمعة فقتلت اثنين على الفور. وذكر شاهد أن شابا اخر نقل الى المستشفى بعدما أصيب باصابات خطيرة نتيجة اطلاق نار وتوفي في وقت لاحق.
وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ان تسعة محتجين اخرين قتلوا في أنحاء سوريا يوم الجمعة بينهم قتلى سقطوا في بلدة نوى الجنوبية. وذكر التلفزيون الرسمي أن مسلحين قتلا في دير الزور.
من خالد يعقوب عويس