أحداث السبت، 27 نيسان 2013
حذر غربي في التعامل مع «الكيماوي» السوري
واشنطن – جويس كرم
لندن، نيويورك، انقرة، القدس المحتلة، جنيف – «الحياة»، رويترز، أ ف ب، ا ب – استمرت امس تداعيات ملف السلاح الكيماوي السوري، بعد حديث الجانب الاميركي عن وجود «ادلة» افادت بان النظام استخدم غاز السارين او غيره في هجمات على المعارضة. لكن البيت الابيض ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون والحكومة التركية خفضوا التوقعات، وابدوا حذراً في التعامل مع «الملف الكيماوي السوري» وفي شأن امكان القيام بعمل عسكري لمعالجة الأزمة. وقال جاي كارني الناطق باسم البيت البيض، قبيل اجتماع الرئيس باراك أوباما مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في واشنطن، «إن الادارة لا تزال تدرس أدلة على استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية». وأضاف: «لن أحدد جدولاً زمنياً لأنه ينبغي أن تكون الحقائق هي ما يقود هذا التحقيق… ما زلنا نسعى للبناء على تقويمات أجهزة الاستخبارات بأن درجات الثقة متفاوتة… هذه ليست أدلة قاطعة».
وترواحت ردود الفعل بين اعتبار لندن ذلك «تطوراً خطراً» للازمة السورية ودعوة اسرائيل واشنطن للقيام بـ»عمل عسكري» للسيطرة على الترسانة الكيماوية، و»حذر» تركي ازاء اي تدخل عسكري اجنبي، مع التأكيد ان استخدام النظام «الكيماوي» نقل الازمة الى «مستوى آخر».
وحضت اطراف بضرورة ارسال فريق المفتشين الدوليين الى سورية.
وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي زائيف الكين لإذاعة الجيش: «من الواضح أنه إذا كانت هناك إرادة من جانب الولايات المتحدة والأسرة الدولية، ففي وسعها السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، ما سيضع حداً لجميع المخاوف». لكن رئيس الوزراء البريطاني قال لهيئة الاذاعة البريطانية «أنها أدلة محدودة عن استخدام أسلحة كيماوية على الأرجح من قبل نظام بشار الأسد. إنه أمر بالغ الخطورة، إنها جريمة حرب». وأعرب عن معارضته لإرسال قوات بريطانية إلى سورية. وقال: «لا أريد ذلك ولا أعتقد بأن هناك فرصاً لحصوله. لكنني أعتقد بأن في وسعنا بذل المزيد من الضغوط على النظام والعمل مع شركائنا ومع المعارضة من أجل التوصل إلى الحل المناسب».
وشددت الخارجية الفرنسية على وجوب ان يلبي النظام السوري مطالب المجتمع الدولي للسماح لبعثة للامم المتحدة بالتحقيق في استخدام محتمل للأسلحة الكيماوية، من دون اي مجال «للتهرب».
وفي أنقرة، قال الناطق باسم الخارجية ليفنت جومروكجو: «نسمع مزاعم عن استخدام اسلحة كيماوية منذ فترة وهذه المعلومات الجديدة تأخذ الأمور الى مستوى آخر. إنها مثيرة لقلق بالغ». وعند سؤاله عما اذا كانت تركيا ستسمح بعمل عسكري ضد سورية من اراضيها، قال: «يجب إثبات الحقائق في شأن استخدام الأسلحة الكيماوية اولاً».
في المقابل قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي من موسكو ان تنظيمات منها «القاعدة» هددت باستخدام اسلحة كيماوية. واشار الى «إن الجيش السوري لا يملك اسلحة كيماوية».
وفي واشنطن، استقبل أوباما الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض، في لقاء هو الثاني بينهما في غضون أربعة أسابيع. وبحث الجانبان في أزمة السلاح الكيماوي السوري ومسألة اللاجئين السوريين الذين بدأوا يهددون استقرار الأردن ودول الجوار السوري.
وكان نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن أكد، بعد اجتماعه مع عبدااله الثاني، أنهما بحثا في سبل ”الدفع بعملية انتقالية سلمية وسورية ديموقراطية بعد الأسد وتقوية المعتدلين».
ميدانياً، شهد حي البرزة في الطرف الغربي لدمشق اشتباكات عنيفة أمس بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام وموالين تحت غطاء من القصف الجوي وراجمات صواريخ استهدفت أيضاً حي جوبر في الطرف الشرقي للعاصمة. وبث ناشطون فيديو اظهر اشتباكات في حي العباسيين في طرف العاصمة، وصوراً لآليات عسكرية كانت احداها معطلة نتيجة اصابة من قوات المعارضة.
وفي شمال غربي سورية، قال المرصد إن اشتباكات دارت في محيط مطار أبو الضهور العسكري في ريف ادلب، بالتزامن مع قصف القوات النظامية للمناطق المحيطة به في مقابل قصف مقاتلي المعارضة ارض المطار، علماً أن «الجيش الحر» كان سيطر سابقاً على مطار تفتناز ثاني المطارات العسكرية في المنطقة. وتزامن ذلك، مع قيام طائرات حربية بقصف بلدة سراقب في ريف إدلب.
وفي حلب شمالا، دارت اشتباكات على أطراف حي الشيخ مقصود بين مقاتلي وحدات الحماية الشعبية التابعة لـ «الاتحاد الديموقراطي الكردي» وعناصر «كتيبة شهداء بدر» بزعامة خالد خياتي، حيث قاموا بقصف القسم الغربي من الحي ما أدى إلى إصابة 12 كردياً بينهم ثلاثة أطفال. وقتل عدد من عناصر القوات النظامية وجرح آخرون اثر تفجير المعارضة عبوات ناسفة على الطريق الواصل بين مدينة السفيرة وبلدة ام عامود في ريف حلب.
وترددت معلومات عن سيطرة «الجيش الحر» على مفرزة جمارك نصيب على الحدود مع الاردن، بعد معركة خاضها «لواء اليرموك» المعارض. وفي حال تأكد ذلك، فانه يأتي في سياق تحقيق المعارضة المسلحة مكاسب عدة بين دمشق والحدود مع الاردن، كانت من بينها السيطرة على بلدة داعل ونقطة قرب الحدود.
وأعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أمس أن أكثر من 1.4 مليون سوري سجلوا أسماءهم لدى مكاتبها في الدول المجاورة لسورية، في وقت طلبت الحكومة الأردنية من مجلس الأمن الدولي التدخل لتخفيف العبء الذي تشكله عليها مئات آلاف اللاجئين السوريين واعتباره «تهديداً للسلم والأمن الدوليين».
الى ذلك، اعتقلت قوات الامن السورية امس الناشط في مجال الإغاثة زيدون الزعبي للمرة الثانية بعد ايام من اعتقال عدد من النشطاء الشباب في مقهى وسط دمشق.
أوباما: أعدكم بتحقيق قوي حول “الكيماوي” السوري
واشنطن – ا ف ب
وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة بـ”اجراء تحقيق قوي” حول احتمال استخدام السلاح الكيميائي في سورية، مكرراً ان “استخدام هذا السلاح سيغير قواعد اللعبة”.
وادلى اوباما بهذه التصريحات خلال لقائه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في البيت الابيض، فيما تزداد الضغوط من اجل تدخل عسكري في النزاع السوري.
ابيوس: آسف لاستقالة الخطيب
باريس – ا ف ب
اعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن اسفه لاستقالة معاذ الخطيب من منصبه كرئيس للائتلاف السوري المعارض، وذلك في مقابلة مع مجلة “جون افريك” ستنشر الاحد.
وقال فابيوس “آسف لاستقالة معاذ الخطيب الذي كان اتخذ موقفاً مؤيداً للحوار السياسي. للتقدم على هذا الطريق، نحتاج الى قادة مثله”.
واضاف “آمل ان يتمكن خلفه من استئناف عمله للاتجاه نحو حل سياسي في اطار جوهر اتفاق جنيف العام 2012”.
والاتفاق المذكور يلحظ تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة ولكن من دون ان يحدد مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
واستقال معاذ الخطيب السبت في ظل ما اعتبره “عجز” المجتمع الدولي حيال ما يجري في سورية. وخلفه بالانابة جورج صبرة في انتظار انتخاب رئيس جديد للائتلاف السوري في ايار/مايو.
وقال مصدر دبلوماسي ان استقالة الخطيب “تغير الظروف في شكل جذري” مقارنة بما كانت عليه قبل شهرين حين ابدت باريس رغبتها في رفع الحظر الاوروبي المفروض على الاسلحة في سورية.
واضاف المصدر “ليس صحيحاً القول ان فرنسا تتراجع”، ولكن منذ استقالة الخطيب فان فرنسا تطرح مجدداً السؤال عن وحدة المعارضة والعلاقات بين بناها السياسية والعسكرية، وتنامي نفوذ بعض المجموعات المتطرفة مثل جبهة النصرة داخل المعارضة العسكرية السورية.
وتابع المصدر الذي رفض كشف هويته ان “فرنسا لا تزال تؤيد رفع الحظر شرط الحصول على ضمانات سياسية وعملية” وتأكيدات بشان الجهة التي سترسل اليها الاسلحة حتى لا تصل الى المجموعات المتطرفة او الى النظام.
معارضون سوريون يسعون للحفاظ على نظام قضائي مدني.. بوجه المحاكم الإسلامية
دمشق – أ ف ب
أنشأ قضاة، يسعون للحفاظ على نظام قضائي مدني في مرحلة ما بعد الأسد، محكمة تشكل بديلا للمحاكم الإسلامية في منطقة يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في حلب، في مهمة تبدو جسيمة.
وتلقى المحاكم الإسلامية التي تصدر أحكامها استناداً إلى الشريعة الإسلامية، دعماً من مجموعة من القوى المسلحة الإسلامية التي يشارك مقاتلوها في إرساء حكم الشريعة.
في المقابل، يواجه قضاة مجلس القضاء الموحد، المؤسسة المنافسة التي تنادي بقضاء مدني، صعوبات تتعلق بضرورة الاستحصال على الموافقة الطوعية على أحكامها من الجانبين المعنيين بها.
مع ذلك، يفاخر النائب العام لمجلس القضاء الموحد مروان كعيد، وهو قاض أعلن انشقاقه عن النظام والانضمام إلى المعارضة، بتقديمه بديلاً عن المحاكم الشرعية.
وتحظى المحاكم الإسلامية بدعم من الجماعات الإسلامية الأقوى في حلب، بينها “جبهة النصرة” التي أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، و”أحرار الشام” و”لواء التوحيد”، المرتبطة بتيار الأخوان المسلمين.
وسبق أن أصدرت هذه المحاكم الإسلامية أحكاماً بالجلد، إلا أنها لم تنزل حتى اليوم أحكاماً بقطع أطراف أو بالرجم.
إلا أن هذا القضاء الإسلامي يثير مخاوف لدى الحاج عثمان، وهو طبيب يعالج الجرحى في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. فقبل شهر، جرى اعتقال هذا الطبيب على يد شرطيين مرسلين من المحكمة الإسلامية بعد سحبه من مكتبه ملصقاً تظهر فيه الشهادتان. وتم إخلاء سبيله في اليوم التالي، إلاّ أنه عبّر عن قلقه “من الطريقة التي جرى استدعاؤه بها، من دون أي مذكرة توقيف رسمية”.
وأكد الحاج عثمان أن “على السلطة أن تكون مختلفة عن نظام الأسد”، مشيراً إلى أنهم لا يريدون “استبدال نظام ديكتاتوري بنظام ديكتاتوري آخر”.
كذلك واجه القاضي كعيد متاعب مع القضاء الإسلامي، إثر اعتقال القضاة الإسلاميين موظفين في المحاكم المدنية كانوا يريدون استصلاح أحد المباني لإقامة محكمة مدنية فيه.
إلا أن كعيد قال إنه “في النهاية، كلنا أخوة لأن من يقاتل النظام هو صديقي”، مشكّكاً في “إمكان الجمع بين النظامين القضائيين”.
أوباما يحذّر الأسد: الكيميائي سيغيّر قواعد اللعبة
الرئيس الأميركي: لدينا بعض الأدلة التي هي تقويمات أولية
البيت الابيض: نعمل على التوصل إلى حقائق يمكن توثيق صدقيتها
واشنطن – هشام ملحم
العواصم الأخرى – الوكالات:
جدد الرئيس الاميركي باراك اوباما تحذيره الرئيس السوري بشار الاسد من “ان استخدام الاسلحة الكيميائية ضد شعبه سوف يخترق خطا يغير حساباتي وطريقة تعامل الولايات المتحدة مع هذه المسائل”، معتبرا ان استخدام هذه الاسلحة سيغير “قواعد اللعبة”، مشددا على ان المجتمع الدولي لا يمكن ان يقف مكتوفاً عندما تستخدم هذه الاسلحة ضد السكان المدنيين.
وبعدما اشار الى ان نظام الاسد قد اخترق خطا آخر “عندما قتل عشرات الآلاف من الناس الابرياء”، اضاف: “لكن استخدام الاسلحة الكيميائية والاخطار التي يمثلها ذلك على المجتمع الدولي وجيران سوريا، واحتمال وقوع الاسلحة الكيميائية في ايدي الارهابيين، كل هذه الاشياء تزيد وطأة مشكلة امنية وانسانية بالغة الاهمية في المنطقة”. بيد انه شدد على اهمية التأني والتعقل قبل اتخاذ القرارات وضرورة التحقق من هذه التقارير الاستخبارية “الاولية” في مؤشر آخر لكونه لا يريد الانجرار بسرعة الى أي اجراء عقابي عسكري.
وقال ان استخدام السلاح الكيميائي “هو تحد مستمر، علينا جميعنا ان نكون قلقين منه، وسنواصل العمل مع المجتمع الدولي ومع شركائنا لرصد ما يحدث على الارض، وجمع أي دليل في احتمال الاسلحة الكيميائية، وفي الوقت عينه، مواصلة مساعدة المعارضة المعتدلة التي لا تستثني احداً للتعجيل في حلول ذلك اليوم عندما يستطيع فيه الشعب السوري التركيز على ممارسة حياته، وتربية اولاده، ومواصلة اعماله، والحصول على حرياته وحقوقه الاساسية”. واعترف بأن بلوغ هذا الهدف “يتطلب وقتا طويلا”.
وأعلن انه والعاهل الاردني يلتقيان على القول “ان الاسد قد فقد شرعيته وعلينا التوصل الى عملية انتقالية سياسية تسمح بانتقال ديموقراطي ومتعدد الطائفة الى سوريا يعيش فيها كل سكانها بسلام وانسجام. وتحقيق ذلك سيكون صعبا”.
وعن رسالته الى بعض اعضاء مجلس الشيوخ في شأن استخدام النظام السوري الاسلحة الكيميائية، قال: “لدينا الآن بعض الادلة على انه تم استخدام الاسلحة الكيميائية ضد سكان سوريا. هذه تقويمات أولية، وهي مبنية على المعلومات الاستخبارية التي جمعناها، ولدينا مستويات مختلفة من الثقة من حيث الاستخدام الفعلي، لكن ثمة طيفاً من الاسئلة مثل كيف، ومتى، وفي أي مكان استخدمت هذه الاسلحة… لذلك سنواصل العمل على اجراء تحقيق نشيط، وسنتشاور مع شركائنا في المنطقة وفي المجتمع الدولي والامم المتحدة لضمان ان يكون تحقيقنا فعالاً وان يتم في أسرع وقت ممكن”.
واضاف: “لقد عنيت ما قلته، وسوف اردد ذلك. من الطبيعي ان يكون استخدام مدافع الهاون واطلاقها على المدنيين وقتلهم عشوائياً امرا مروعا. لكن الاستخدام المحتمل لاسلحة الدمار الشامل ضد السكان المدنيين يخترق خطا آخر بالنسبة الى الاعراف الدولية والقانون الدولي، وهذا سيغير قواعد اللعبة”.
وكان الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني صرح بان الرئيس اوباما لا يزال يسعى الى الحصول على “حكم نهائي” بما اذا كان النظام السوري قد استخدم فعلاً الاسلحة الكيميائية ضد الثوار في بلاده، قبل الانتقال الى التفكير في سبيل الرد على الانتهاك للخط الاحمر الذي رسمه اوباما للرئيس الاسد للمرة الاولى في آب الماضي. وقال: “نعمل على التوصل الى حقائق يمكن توثيق صدقيتها”. ومع ان كارني تفادى مناقشة طبيعة الخيارات المتاحة لواشنطن في حال التأكد من استخدام الاسلحة الكيميائية، الا انه ردد الموقف المعروف وهو ان الخيارات تشمل القوة العسكرية ولكن ليست هي وحدها.
وكان وزير الخارجية جون كيري قد ناقش استخدام السلاح الكيميائي في سوريا مع لجنة الاستخبارات في مجلس النواب في جلسة مغلقة، وقال النائب براد شيرمان ان الخيارات المتاحة لاميركا والتي نوقشت في الجلسة تراوح بين “دعم الديبلوماسي للمعارضة، الى مساعدة اللاجئين، الى المساعدات المالية، الى الاسلحة لبعض الفئات وانتهاء بفرض منطقة حظر طيران. كل هذه القضايا مطروحة على الطاولة”.
واتهم النائب أيد رويس رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب قطر بدعم الفئات الاسلامية المتطرفة في سوريا، وطالب واشنطن بالضغط عليها لوقف هذه الممارسات.
وفي سياق آخر، قال مسؤول سابق مقرب من كيري، ان بعض المسؤولين في مجلس الامن القومي يتخوفون من ان يؤدي حذر اوباما ليس فقط الى الاضرار بسمعته ومكانته وصدقيته حيال النزاع في سوريا، إذ يمكن ان يفسر هذا الحذر بانه تردد في الحسم، “الامر الذي يمكن ان يضر كثيراً بصدقية اوباما وسمعته في تعامله مع الملف النووي الايراني، لان الايرانيين سيرون عندها ان تحذيراته لهم لن تترجم الى اجراء عسكري”.
الموقف الروسي
¶ في موسكو، نقلت قناة “روسيا اليوم” عن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، أن الأمانة العامة للأمم المتحدة طالبت دمشق بالموافقة على إنشاء آلية تفتيش دائمة على كامل الأراضي السورية، ومن دون قيد لدخول كل الأمكنة، مشيراً إلى أن “الآلية المقدّمة لتنفيذ عمليات التفتيش شبيهة بالالية التي استخدمت في نهاية القرن الماضي في العراق”. وأضاف أن “مثل هذا التحول في موقف الأمانة العامة لا يعتبر إلا عرضاً لموقف مسيّس”.
وفي بيروت، حذر المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف في تصريح لقناة “الميادين” من استخدام الاتهامات ياستخدام السلاح الكيميائي ذريعة لشن حرب أميركية على سوريا.
القوات السورية تشن هجوماً واسعاً لطرد المسلحين من برزة والقابون وجوبر
بعد أيام على استرداد القوات السورية بلدة العتيبة الإستراتيجية في ريف دمشق، بدأت أمس عملية واسعة تهدف إلى طرد المسلحين من جوبر وبرزة والقابون، بينما يواصل الجيش السوري عملياته في ريف القصير قرب الحدود اللبنانية، مضيقا الخناق أكثر على المسلحين فيها.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «تدور اشتباكات عنيفة بين القوات السورية والمسلحين في حيي جوبر وبرزة، تترافق مع سقوط قذائف وغارات جوية على أطراف جوبر والقابون ومناطق في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، حيث تستمر الاشتباكات في مدينة داريا».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «هناك قتال بطبيعة الحال في جوبر لكنه كثيف جدا اليوم (أمس)»، موضحا أن «النظام يحاول استعادة السيطرة». وتابع «الاشتباكات في حي برزة بدأت أمس (الأول)، لكنها لم تتوقف بتاتا وهي الأعنف في العاصمة منذ بدء الثورة».
وقال احد السكان، لوكالة «رويترز»، إن 18 دبابة تجمعت في ساحة العباسيين في دمشق، وجاءت لتفصل حدود المناطق التي يسيطر عليها الجيش عن منطقتي جوبر والقابون اللتين تسيطر عليهما المعارضة. وكانت القوات السورية سيطرت على بلدة العتيبة الأربعاء الماضي، ما أدى إلى قطع طريق للإمداد بالأسلحة يمتد من الحدود الأردنية إلى الأطراف الشرقية لدمشق ظل المقاتلون يستخدمونه لثمانية أشهر.
وأشار «المرصد» إلى «معارك عند أطراف مطار أبو الظهور العسكري، الذي يحاول المقاتلون اقتحامه والسيطرة عليه». ويقع المطار على بعد حوالى 40 كيلومترا إلى الشرق من مدينة معرة النعمان في ريف ادلب. وتابع «شملت الغارات الجوية قرى عدة في ريف ادلب واللاذقية والرقة، بينما تدور اشتباكات مع القوات السورية في محيط مطار دير الزور العسكري الذي يحاول المسلحون التقدم إليه منذ أشهر».
وتستمر الاشتباكات في ريف مدينة القصير حيث أحرزت القوات السورية مؤخرا بعض التقدم على الأرض، مضيقة بذلك الخناق على القصير. وقال مصدر عسكري للوكالة إن «وحدة من الجيش استهدفت مجموعة إرهابية مسلحة على طريق الحسينية الدمينة الشرقية في ريف القصير، ما أدى إلى مقتل جميع أفرادها. واستهدفت وحدة أخرى تجمعا للإرهابيين في مدينة القصير على مفرق قرية الديابية. كما تم استهداف تجمعات للإرهابيين في حي الخالدية وقرى تلبيسة والدار الكبيرة والضبعة والبويضة الشرقية ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين».
وقال مصدر في محافظة اللاذقية ان «وحدة من القوات السورية استهدفت تجمعا لإرهابيي جبهة النصرة بمزرعة كريستين في قريتي القصب والمغيرية بريف اللاذقية، ما أدى لمقتل وجرح عدد كبير منهم». وأضاف «تم تدمير مستودع للذخيرة والصواريخ الحرارية، بعضها فرنسي الصنع».
وأشار معارضون و«المرصد» إلى اشتباكات في حي الشيخ مقصود في حلب بين مسلحين وآخرين من وحدات «حماية الشعب الكردي» في المنطقة ذات الغالبية الكردية، ما تسبب بقتلى وجرحى.
(«سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
أوباما يطرح تساؤلات حول «الكيميائي»: قواعد اللعبة تتغيّر إذا استخدمته دمشق
اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، أن الوضع في سوريا سيكون طويل الأمد، ولن تحل الأزمة بين عشية وضحاها، واعدا بإجراء تحقيق قوي بشأن «مؤشرات» احتمال استخدام السلطات السورية سلاحاً كيميائياً، معتبراً أن استخدام هذا السلاح «سيغير قواعد اللعبة»، بالرغم من إشارته إلى أن تقييمات الاستخبارات الأميركية، لا تزال أولية.
وقال أوباما، خلال لقائه الملك الأردني عبد الله الثاني في البيت الأبيض، «نملك بعض المؤشرات التي تفيد بأن سلاحا كيميائيا استخدم ضد السكان في سوريا. إنها تقديرات أولية تستند إلى عملياتنا الاستخباراتية».
وأضاف أوباما، الذي يتعرض لضغوط داخلية وخارجية للتدخل عسكريا في الأزمة السورية، «هناك أسئلة عديدة حول كيفية استخدام هذه الأسلحة، ومتى حصل ذلك وأين». ووعد «بأن نقوم بأنفسنا بتحقيق قوي جدا، وبأن نجري مشاورات مع شركائنا في المنطقة وكذلك مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتحقيق في هذا الأمر في أسرع وقت وأكبر قدر من الفاعلية».
وأضاف «لكنني كنت أفكر في ما قلته وأكرره، إن سقوط قذائف هاون على مدنيين، وقتل أناس من دون تمييز، هو أمر فظيع بالتأكيد، لكن احتمال اللجوء إلى أسلحة دمار شامل بحق مدنيين يتجاوز خطاً آخر على صعيد القوانين الدولية ويغير قواعد اللعبة».
وتابع ان استخدام الأسلحة الكيميائية «سيغير قواعد اللعبة. علينا التحرك بحكمة. علينا إجراء تلك التقييمات بروية. لكني أعتقد أننا جميعا ندرك كيف أنه لا يسعنا الوقوف مكتوفي الأيدي والسماح بالاستخدام الممنهج لأسلحة مثل الأسلحة الكيميائية ضد السكان المدنيين». واعتبر ان «استخدام أسلحة كيميائية والخطر الذي يمثله هذا الامر للمجتمع الدولي وجيران سوريا وإمكان أن تقع (هذه الاسلحة) في أيدي إرهابيين، كل ذلك يضفي طابعا ملحا على ما هو أصلا مشكلة إنسانية وأمنية كبيرة في المنطقة».
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني قد أعلن أن أوباما يريد «تقييماً حاسماً» قبل اتخاذ قرار في هذا الصدد، مضيفا أن الرئيس سيدرس خيارات بينها القوة العسكرية، لكنها لا تقتصر عليها فقط، إذا تأكد أن سوريا استخدمت أسلحة كيميائية.
وكان متظاهرون أردنيون قد أحرقوا علم الولايات المتحدة وسط عمان، فيما شارك المئات بتظاهرات في مدن أخرى، رفضا لتعزيز واشنطن وجودها العسكري في المملكة لاحتمال التدخل في سوريا.
وشارك المئات في تظاهرة نظمتها مجموعات شبابية وأحزاب يسارية معارضة انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير وسط عمان، وسط هتافات «ياللي طالع من صلاتك الاميركي دخل بلادك»، و«عالمكشوف وعالمكشوف، أميركي ما بدنا نشوف». وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «الجيش العربي (الأردني) يحمينا»، و«الوجود الأميركي يمس السيادة الوطنية»، و«من يأتي بالاميركان ليرحل معهم»، فيما أحرق العلم الأميركي.
وفي اربد والزرقاء شارك المئات بتظاهرات مماثلة وسط هتافات بينها «أميركا هي هي، أميركا رأس الحية»، و«سوريا حرة حرة وأميركا تطلع برا».
دمشق وموسكو
واتهمت موسكو الأمم المتحدة بتسييس التحقيق حول «الكيميائي» عبر مطالبة دمشق بالموافقة على إنشاء آلية تفتيش دائمة على كامل الأراضي السورية ودون قيد للدخول إلى كل الأمكنة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إن «الآلية المقدمة لتنفيذ عمليات التفتيش مماثلة لتلك التي تم استخدامها في العراق».
وقال مسؤول حكومي سوري لوكالة «اسوشييتد برس» إن القوات السورية «لم ولن تستخدم أسلحة كيميائية، حتى ولو كانت تملكها». وأعلن أن القوات السورية لا تحتاج لاستخدام أسلحة كيميائية «لأنها قادرة على الوصول إلى أي منطقة في سوريا».
وشدد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، على أن «المجموعات الإرهابية المسلحة هي التي استخدمت السلاح الكيميائي في منطقة خان العسل في حلب»، مرجحا أن تكون الأسلحة الكيميائية جاءت من تركيا.
وفيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وباريس الحكومة السورية السماح لفريق دولي بالتحقيق في الاتهامات بشأن استخدام أسلحة كيميائية، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية ليفنت جومروكجو أن استخدام دمشق الأسلحة الكيميائية «سينقل الأزمة إلى مستوى آخر»، لكنه رفض الحديث عن إمكانية أن تسمح تركيا بانطلاق عمل عسكري ضد سوريا من أراضيها.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، «إنها أدلة محدودة، لكن كان لدينا نحن أيضا أدلة متزايدة عن استخدام أسلحة كيميائية على الأرجح من قبل نظام (الرئيس) بشار الأسد»، لكنه أعرب في الوقت ذاته عن معارضته لإرسال قوات بريطانية إلى سوريا. (ا ف ب، ا ب، رويترز)
اهتمام غربي بأكراد سوريا: نفط الرميلان ودعم «الائتلاف»
محمد بلوط
أظهرت اجتماعات عقدت خلال الأيام الماضية في العاصمة الفرنسية باريس، تحت عناوين «الأقليات»، اهتماما غربيا لافتا بالأكراد في الشمال السوري، في ما بدا محاولة لكسبهم سياسيا وعسكريا في صفوف «الائتلاف الوطني السوري» وصفوف مسلحي المعارضة، والأهم الوصول الى موارد النفط وتسويقه حيث يسيطر «حزب الاتحاد الديموقراطي» على أهم حقوله في الرميلان، وذلك بهدف تمويل «الائتلاف» وحرمان دمشق مما تبقى من مداخيله.
وبرز هذا الاهتمام خلال لقاء لأقليات سورية في فندق باريسي، بالإضافة إلى اجتماعين متزامنين بدعم قطري – سعودي، ورعاية غربية مباشرة بإشراف سفراء أميركا روبرت فورد وفرنسا إريك شوفالييه ومسؤول الملف السوري في الخارجية البريطانية جوناثان ويلكس. ويندرج الأسبوع السوري الباريسي في إطار تنافس قطري – سعودي على ضبط أطر المعارضة السورية وإعادة تنظيمها وإدخال الأقليات في «الائتلاف» والخروج من مأزق هيمنة «الإخوان» على «الائتلاف». (تفاصيل صفحة 13)
وأظهر سفراء الدول الثلاث الراعية لـ«الائتلاف» في باريس، اهتماما واضحا بالدور المفتاحي للأكراد في تحديد مستقبل الشمال السوري، و«الحكومة المؤقتة»، وتسويق النفط الذي يسيطر الأكراد، عبر «حزب الاتحاد الديموقراطي» على أهم حقوله في الرميلان الذي ينتج ما يعادل ثلث الإنتاج السوري، ولا تزال حقوله تعمل بالتنسيق مع السلطات السورية لتزويد مصفاة حمص بالنفط لتكريره، واستخدامه في تشغيل محطات إنتاج الطاقة في المنطقة الوسطى.
ويحاول الغربيون فرض معادلة السيطرة على منابع النفط في المنطقة، لكن من دون إجراء مفاوضات مع القوة الكردية الرئيسة فيها بسبب الضغوط التركية، التي تحاول منع أي اتصال غربي بـ«الاتحاد الديموقراطي» لقربه من «حزب العمال الكردستاني».
وأبلغ ديبلوماسي غربي مسؤولا من «الاتحاد الديموقراطي الكردي»، عضو «هيئة التنسيق»، أن الغربيين يؤيدون تمثيل الأكراد في «الائتلاف» بعبد الحكيم بشار (يقود أحد أجنحة البارتي الكردي) وأحد قادة «المجلس الوطني الكردي»، المقرب من «الائتلاف».
ويسعى الغربيون إلى وضع «الديموقراطي» الكردي أمام الأمر الواقع، وتجاهل الحقائق السياسية والميدانية، التي تجعل «الاتحاد الديموقراطي» الممر الإجباري لتحديد مستقبل النفط الذي يحاول الغربيون وضعه في خدمة المعارضة و«الحكومة المؤقتة» لتمويل عملياتها، وحرمان دمشق مما تبقى من مداخيله، ووقف إنتاج الطاقة في المنطقة الوسطى، وإجبار حلفاء النظام على تحمل أعباء إضافية لدعمه في الحرب ضد المعارضة، من دون حسبان النتائج على الشعب السوري، وتضييق الحصار والعقوبات عليه.
وأبلغ الديبلوماسي الغربي المسؤول الكردي أن على «الاتحاد الديموقراطي» أن يضع حقل الرميلان تحت تصرف «الائتلاف». وقال المسؤول الكردي إنه أبلغ الغربيين بأن حزبه سيقاتل حتى آخر رجل لمنع خروج الحقول النفطية عن سيطرته. كما قال مسؤول كردي رفيع المستوى لـ«السفير» إن نفط الرميلان سيبقى سورياً، ولن نعمل على تغيير وجهته بأي حال من الأحوال، لان قرار وقف ضخه في الأنابيب نحو المرافئ السورية يعني الانفصال عن سوريا، وهو ما لا نريده، كما أن نفط الرميلان ملك الشعب السوري.
وقال قطب معارض إن القرار الأوروبي برفع الحظر عن النفط السوري، وتشجيع المعارضة على تسويق إنتاج الآبار التي تسيطر عليها، يظل حتى الآن رمزياً، لكنه أشار إلى أن تحضيرات تجري في الأردن لتشكيل قوة من العشائر التي تقوم قوات أميركية خاصة بتدريبها للسيطرة على حقل الورد النفطي في منطقة دير الزور، الذي تتنازعه العشائر و«الجيش الحر» و«جبهة النصرة» والحرائق التي تلتهم تسع آبار.
وقال المعارض السوري إن قوة مؤلفة من خمسة آلاف رجل، جرى تجنيدها من أبناء عشائر النعيم والبقارة والعقيدات وغيرها من عشائر الشرق السوري، ستنهي قريباً تدريباتها في الأردن. وشرح أن من بين مهامها تأمين طرق لنقل نفط دير الزور إلى الأردن عبر السويداء، رغم عبوره منطقة تعد موالية للنظام السوري حتى الآن. وقال إن عسكريين من «الجيش الحر» في الأردن أبلغوه أن من مهمات الجيش العشائري، الجاري إعداده أيضا، الدخول إلى منطقة وقف إطلاق النار في الجولان، لمنع تسرب الجماعات الجهادية السلفية إلى إسرائيل، كما سيكون من مهامه مساعدة وحدات أجنبية غربية للتدخل والسيطرة على مخازن الأسلحة الكيميائية السورية.
اندبندنت البريطانية تحذر من دعاوى التدخل التلقائي في سورية
لندن- (د ب أ): أكدت صحيفة (اندبندنت) البريطانية في عددها الصادر السبت على ضرورة إجراء تحقيق دقيق للتعرف على الجهة التي أصدرت أمرا باستخدام السلاح الكيماوي في سورية.
واستهلت الصحيفة تعليقها قائلة إن من المعروف أن سورية تمتلك كميات كبيرة من الأسلحة الكيماوية لكن من غير المعروف ما إذا كان الاستخدام “المزعوم” لغاز السارين السام في حلب تم بأمر من نظام بشار الأسد أم بأمر فردي من “قائد عدواني” واكدت على ضرورة التفريق بين الامرين.
وأضافت الصحيفة أن كل احتمال من هذين الاحتمالين يستلزم رد فعل مختلف من المجتمع الدولي.
وقالت الصحيفة في ختام تعليقها إن المطالبة بالتدخل الأجنبي تلقائيا في حال تم استخدام أسلحة كيماوية في سورية سواء كان هذا التدخل عن طريق إمداد المعارضين بالسلاح أو بإرسال قوات برية إلى سورية يعد على أية حال “تبسيطا خطيرا” في هذه الأزمة.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال أمس الجمعة إن “هناك أدلة محدودة ولكنها متزايدة” على أن القوات الحكومية في سورية استخدمت اسلحة كيميائية.
وقال كاميرون لمحطة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن هذا أمر “بالغ الخطورة”.
وفي سياق متصل كان البيت الأبيض أعلن أول أمس الخميس أن الاستخبارات الأمريكية تعتقد “بدرجات متفاوتة من الوثوق” أن سورية استخدمت أسلحة كيماوية مشيرا إلى أنه تم استخدام غاز الأعصاب سارين “بكميات قليلة”، دون أن يوضح متى وأين تم استخدام الغاز.
وقال كاميرون إنه متفق مع تحذير البيت الأبيض من أن استخدام الأسلحة الكيماوية سيكون “خطا أحمر” لأي تدخل محتل.
أوباما يحذر سوريا ويلتزم الحذر بشأن الاسلحة الكيميائية
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
واشنطن- (ا ف ب): وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجمعة تحذيرا جديدا إلى سوريا من ان استخدام اسلحة كيميائية يمكن أن يؤدي غلى “تغيير قواعد اللعبة”، بينما يواجه ضغوطا داخل الولايات المتحدة وفي الخارج للتدخل في النزاع في هذا البلد.
لكن بعد يوم واحد من تصريحات مسؤولين امريكيين انهم يشتبهون بان غاز السارين المميت اطلق في هجمات محدودة، قال اوباما محذرا ان واشنطن يجب ان تتحرك بحذر وتعرف بدقة كيف ومتى استخدمت هذه الاسلحة.
ووعد الرئيس الامريكي الذي كان حذر الرئيس السوري بشار الاسد من ان استخدام اسلحة كيميائية سيعني “تجاوز الخط الاحمر”، باجراء تحقيق “دقيق” امريكي ودولي بشأن المعلومات الاخيرة.
لكنه بدا متحفظا على شن عمل عسكري استنادا الى تقارير الاستخبارات حول استخدام اسلحة كيميائية مع ان مسؤولين ووسائل اعلام اكدوا ان هذا ما حدث بالضبط.
وكرر اوباما خلال لقاء مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في البيت الابيض ان استخدام اسلحة كيميائية سيشكل “تغييرا في قواعد اللعبة”.
وقال “اعتقد اننا جميعا وليس في الولايات المتحدة وحدها بل في جميع انحاء العالم، نعترف باننا لا نستطيع ان نقف مكتوفي الايدي وان نسمح باستخدام منهجي لاسلحة مثل الاسلحة الكيميائية ضد السكان المدنيين”.
لكن الرئيس الامريكي بدا مترددا في اقحام الولايات المتحدة في عمل عسكري في سوريا بعد انسحابها من العراق. وقال “يجب ان نتحرك بحذر. علينا ان نحقق بدقة”.
وقال مسؤول امريكي في وزارة الدفاع طلب عدم كشف هويته “شاهدنا افلاما سيئة ينظر فيها الى الاستخبارات على انها دفعت باتجاه قرارات سياسية ثبت بعد ذلك انها خاطئة”.
ويشير المسؤول بذلك الى تأكيدات ادارة الرئيس السابق جورج بوش – تبين بعد ذلك انها خاطئة – عن وجود اسلحة للدمار الشامل في العراق وشكلت المبرر لغزو هذا البلد في 2003 الذي ادى الى مقتل 4500 جندي أمريكي.
ودعت المعارضة السورية مجلس الامن الدولي الى اتخاذ اجراءات فورية بفرض منطقة للحظر الجوي بينما قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان الادلة المتزايدة عن استخدام نظام الرئيس السوري بشار الاسد اسلحة كيميائية ضد شعبه “جدية للغاية”.
واعطت الولايات المتحدة بعدا جديدا محتملا للنزاع في سوريا عندما اعلنت للمرة الاولى الخميس ان دمشق استخدمت على ما يبدو اسلحة كيميائية ضد المتمردين.
واكد جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض الجمعة ان الرئيس الاميركي يريد “تقييما حاسما” بشان لجوء او عدم لجوء النظام السوري الى استخدام السلاح الكيميائي قبل ان يتخذ قرارا في هذا الصدد.
وقال كارني “نعمل على التحقق من وقائع موثوق بها ودقيقة” مضيفا ان “الرئيس يريد وقائع″.
ورفض المتحدث “تحديد جدول زمني” لهذه العملية لان “الوقائع هي التي يجب ان يستند اليها هذا التحقيق وليس الموعد”.
وكرر المتحدث ايضا موقف البيت الابيض المتمثل في ان “كل الخيارات” ستكون مطروحة اذا ثبت ان نظام بشار الاسد استخدم اسلحة كيميائية.
وتدعم الولايات المتحدة تحقيق الامم المتحدة في استخدام اسلحة كيميائية في سوريا. وقد طلبت دمشق تحقيقا للامم المتحدة في هذه المسألة لكنها لم تسمح لفريق بقيادة المنظمة الدولية بدخول اراضيها.
وقال ناطق باسم الامم المتحدة ان محققين من المنظمة الدولية بدأوا جمع ادلة خارج سوريا بشأن احتمال استخدام اسلحة كيميائية، بينما وجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون رسالة الى الاسد طالبا السماح بدخول سوريا.
وقال مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية لوكالة فرانس برس الجمعة، “تؤكد فرنسا وبريطانيا حيازتهما معلومات حول استخدام النظام للاسلحة الكيميائية. واليوم تقول الولايات المتحدة الشيء نفسه. آن الاوان ليتحرك مجلس الامن”.
واضاف “انها مسألة مهمة جدا، وشلل مجلس الامن حول الملف السوري لا يجب ان يبرر عدم تحرك الامم المتحدة”.
واكد كارني ان “الاسد مسؤول عن هذه الاسلحة الكيميائية. ومن مسؤوليته قبل كل شيء عدم استخدامها او نقلها الى جماعات ارهابية، بل تامينها والحرص على عدم استخدامها من اي طرف اخر”.
وردا على سؤال عن امكان لجوء الولايات المتحدة الى تدخل عسكري في هذه الحالة، لاحظ كارني ان “هناك سبلا عدة متوافرة للرئيس في وضع كهذا، بما فيها تلك التي اشرتم اليها، ولكن هناك خيارات عدة اخرى”.
واضاف “غالبا، حين يقال ان كل الخيارات مطروحة، فان الجميع لا يتحدثون الا عن استخدام القوة العسكرية، ومن المهم ان نتذكر بان هناك احتمالات في وضع مماثل تشتمل على هذا الخيار ولكن ليس عليه فقط”.
وكان اوباما حذر اكثر من مرة نظام الاسد من مغبة اللجوء الى مخزونه من الاسلحة الكيميائية مؤكدا خصوصا في 20 اذار/مارس الماضي في اسرائيل انه سيكون “خطأ خطيرا ومفجعا” يؤدي الى “تغيير قواعد اللعبة”.
واثارت هذه التطورات رد فعل عنيفا في الكونغرس الامريكي حيث يحض بعض النواب الجمهوريين منذ وقت طويل اوباما على اتخاذ موقف اكثر تشددا حيال نظام الاسد بعد اكثر من عامين على اندلاع حركة الاحتجاج الدامية في سوريا.
وقال السناتور الجمهوري جون ماكين ان “رئيس الولايات المتحدة قال انه اذا استخدم بشار الاسد اسلحة كيميائية فان ذلك سيغير كل شيء ويتجاوز خطا احمر” واضاف “اعتقد ان من الواضح ان خطا احمر قد تم تجاوزه”.
سورية تهدد بقصف اهداف امريكية بالاردن بحال مهاجمتها والغرب يصعد واوباما يطلب تقريرا حاسما عن الاسلحة الكيماوية
عواصم ـ وكالات ـ دمشق ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر : بينما ترتفع وتيرة الاتهامات الموجهة للحكومة السورية باستخدام السلاح الكيماوي خلال الصراع الذي تشهده سورية منذ أكثر من سنتين، تلوح في الأفق بوادر استعداد لمواجهة عسكرية احتمالاتها ضعيفة لكنها غير مستبعدة تماماً، وفق بعض المراقبين والخبراء العسكريين في العاصمة دمشق.
حسب هؤلاء، تلك المواجهة (في حال حصلت) ستكون تحت ذريعة السلاح الكيماوي المزعوم الذي تمتلكه المؤسسة العسكرية السورية والذي قيل انها استخدمته على نطاق محدود في بعض المناطق المتوترة، واستناداً لاحتمال شن ضربة عسكرية أمريكية غربية ضد سورية يرجح خبراء عسكريون سوريون أن تكون دمشق قد تعاطت مع المسألة باعتبارها واقعة وتصرفت ميدانياً بما يواكبها على الأرض وإن كانت لا تزال تلك الضربة مستبعدة لجهة منزلقاتها الإقليمية الخطيرة.
يقول خبير عسكري لـ ‘القدس العربي’ انه من ‘المرجح’ أن يكون سلاح الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى أحد أقوى الأجنحة الهجومية في الجيش العربي السوري الذي لم يتعرض لأي ضرر خلال الأحداث، يقوم بالتحضير لإطلاق سلسلة هجمات صاروخية (ارض – ارض) على قواعد إقليمية مجاورة قد تكون منطلقاً لهجمات مفترضة تشنها مقاتلات أمريكية وإسرائيلية وبريطانية وفرنسية على العاصمة دمشق.
ويقول هذا الخبير: لا نستطيع أن نُلغي احتمال الضربة العسكرية الغربية لسورية بهدف تحقيق مكاسب ميدانية على الأرض السورية ضد القوات والقدرة الحكومية لاسيما بعد فشل المعارضة المسلحة في تحقيق انتصار يمكنها من إعلان منطقة حيوية واسعة تحت سيطرتها التي تتيح لها إنشاء حكومة فوقها’. ويضيف: ربما يكون فتح الأردن لأجوائه أمام طيران فرنسي أو إسرائيلي وأمريكي. ويتابع: ستكون مقار التحكم والسيطرة الامريكية الموجودة في الأردن تحت مرمى الصواريخ السورية.
وتنقل أوساط متابعة عن مصدر مطلع قوله: ان الضربة في حال وقعت فإنها ستتم تحت عنوان استخدام الجيش السوري لأسلحة كيماوية، وتأتي هذه العملية للحيلولة دون استخدام هذه الاسلحة من قبل القيادة السياسية في دمشق. ويضيف هذا المصدر أن هذه الضربة ستركز على مواقع حساسة بالنسبة للقيادة السورية ومنها الأركان العامة والمؤسسات الأمنية ومؤسسة الاتصالات وقيادات الفرق العسكرية وما تبقى من محطات الإنذار المبكر، والتي دمر قسم منها على يد مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية، كما ستستهدف منظومات الحرب الالكترونية في هذه الغارات، وتقدر عدد الطلعات الجوية المتوقعة بـ 900 إلى 1200 طلعة. في مقابل ذلك فإن السيناريو المتوقع من محور الممانعة ممثلا ً في إيران وحزب الله هو دخول هذا المحور مباشرة على خط المواجهة في الساعة الأولى لهذا العمل العسكري.. وستدخل المقاومة اللبنانية بإطلاق ما يقارب من 250 صاروخا على على اهداف تم تحديدها مسبقا. وهذه الضربة ستشل القدرة الإسرائيلية، أما ايران فستتكفل بضربات مركزة على مقار قيادة القوات الامريكية في الخليج العربي بمختلف الأسلحة المتطورة التي أجرت طهران مناوراتها وتدريباتها عليها خلال الأشهر الأخيرة.
ياتي ذلك فيما اعلن المتحدث باسم باراك اوباما الجمعة ان الرئيس الامريكي يريد ‘تقييما حاسما’ بشأن لجوء او عدم لجوء النظام السوري الى استخدامه السلاح الكيميائي قبل ان يتخذ قرارا في هذا الصدد.
وقال جاي كارني ‘نعمل على التحقق من وقائع موثوق بها ودقيقة’، مضيفا ان ‘الرئيس يريد وقائع′.
ورفض المتحدث ‘تحديد جدول زمني’ لهذه العملية لان ‘الوقائع هي التي يجب ان يستند اليها هذا التحقيق وليس الموعد’.
وكرر المتحدث ايضا موقف البيت الابيض المتمثل في ان ‘كل الخيارات’ ستكون مطروحة اذا ثبت ان نظام بشار الاسد استخدم اسلحة كيميائية.
من جانبه اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي، ألكسي بوشكوف، الجمعة، أن اتهامات الولايات المتحدة للنظام السوري باستعمال أسلحة كيميائية قد تكون ذريعة لبدء حرب.
ليست سوريا بل ايران
صحف عبرية
تشهد سرعة رد وزير الخارجية الامريكي جون كيري على كلام رئيس قسم البحث في ‘أمان’، الذي زعم ان الادارة السورية استعملت السلاح الكيميائي على خوف في الادارة الامريكية من ألا تكتفي اسرائيل باحراج الرئيس براك اوباما في الموضوع الكيميائي بل ان تستمر في تحدي موقفه ايضا في الشأن الذري الايراني.
تذكرون ان الادارة الامريكية أوضحت ان استعمال الاسد للسلاح الكيميائي سيكون خطا أحمر عند الولايات المتحدة قد يفضي اجتيازه الى تدخل امريكي في الحرب الأهلية الجارية في سوريا. ويشبه اعلان العميد إيتي بارون، الذي قال ان ‘النظام استعمل سلاحا كيميائيا قاتلا’ تحديا اسرائيليا سافرا للرئيس الامريكي: لقد أعلنت ان الولايات المتحدة ستعمل اذا اجتاز الاسد الخط الاحمر الذي رسمته أنت نفسك، وها نحن هؤلاء نأتيك ببرهان على ان الخط قد اجتيز، وسنرى الآن كيف تعمل.
يدركون جيدا في واشنطن ان اسرائيل تُعرض ادارة اوباما لتحدٍ في واقع الامر ستشهد صورة مواجهتها له ايضا على تصميمها على الوفاء بالتزامها العمل على مواجهة برنامج ايران الذري، لأن اسرائيل كانت تستطيع ان تكتفي، كما حدث حقا، بنقل المعلومة عن استعمال السلاح الكيميائي في سوريا الى الولايات المتحدة في المحادثات السرية التي أجراها هنا وزير الدفاع تشاك هيغل، لكنها اختارت ان ترسل ضابط استخبارات كبيرا يعلن ذلك بصوت جهير. ولا يؤمن أحد في الادارة الامريكية بأن العميد بارون أطلق هذا التصريح برأيه الخاص. واذا لم يكن هذا كافيا فقد أضاف بارون ايضا في جواب عن سؤال رئيس ‘أمان’ السابق عاموس يادلين بقوله إن هذا تطور مقلق حظي برد عالمي ‘غير مناسب’.
والرسالة واضحة. إن اسرائيل تتابع العمليات الامريكية في سوريا بعد ان تبين انه تم اجتياز الخط الاحمر الكيميائي. فاذا امتنعت الولايات المتحدة عن العمل فسيصعب علينا ان نؤمن بأن تفي بالتزاماتها ان تمنع ايران من الحصول على السلاح الذري لأن العمل في سوريا أسهل كثيرا وأقل خطرا من وقف تطوير القنبلة الذرية الايرانية.
لم يكشف تصريح رئيس قسم البحث في ‘أمان’ فقط عن اختلاف الآراء بين اسرائيل والولايات المتحدة في قضية السلاح الكيميائي السوري، بل عن القرار الاسرائيلي الذي يحاول تعجيل موعد القرار الامريكي في الشأن الايراني. وكان غاز الاعصاب السارين هو المُشبه فقط أما المُشبه به فهو اليورانيوم المخصب في ايران. إن الوقت يُلح، تشير اسرائيل للولايات المتحدة اشارة خفية، ولن نستطيع الاعتماد عليكم في موضوع حرج جدا بالنسبة لوجودنا. فاذا تبين لنا أنكم غير مستعدين للعمل حتى في مواجهة سوريا فلن يكون مفر من عملية عسكرية لنا في ايران.
عبّر يادلين عن هذا الموقف بصورة واضحة جدا حين قال في نفس الحفل الذي تحدث فيه بارون إنه ‘اجتاز الايرانيون من كل جانب عملي ‘الخط الاحمر’ الذي رسمه نتنياهو في الامم المتحدة’. ووجه وخزة ايضا الى المجتمع الدولي والى الولايات المتحدة في الحقيقة بقوله: ‘يبدو أنه أكثر اهتماما بكف اسرائيل عن الهجوم من اهتمامه بمنع ايران من ان تصبح ذرية’.
إن يادلين هو في الحقيقة ضابط في الخدمة الاحتياطية وليس ممثلا اسرائيليا رسميا، لكن يبدو ان كلامه سيتم تلقيه في واشنطن باعتباره تحرشا اسرائيليا معلنا آخر يرمي الى تحدي اوباما. هذا الى أنه لم يُسمع الى الآن تحفظ ديوان رئيس الوزراء من كلام يادلين.
سارع وزير الخارجية الامريكي الى بيان انه تحدث الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ‘الذي لم يستطع ان يُصدق الكلام الذي قاله الضابط الاسرائيلي’، لكن ‘هذا الضابط’ أخرج المارد من القمقم وتحولت المواجهة بين اسرائيل والولايات المتحدة في الشأن الايراني من تباحث سري الى تشاجر معلن.
رؤوبين بدهتسور
هآرتس 26/4/2013
هذه نهاية محور ايران ـ سوريا ـ حزب الله
صحف عبرية
تقف الاسرة الدولية اليوم أمام عدة قرارات حاسمة مصيرية بسبب تدهور الوضع في سوريا. فالتخوف من تفكك سوريا الى مجموعات على أساس اثني يصبح ملموسا كل يوم. كما يتعاظم أيضا التخوف من استخدام مخزونات السلاح الكيميائي، فقدان الرقابة عليه وتسريب الاسلحة المتطورة الى حزب الله ومحافل ارهابية اخرى.
هذا الاسبوع عادت لتطفو الى السطح مرة اخرى مسألة الاستخدام الذي تم او لم يتم من قبل جيش الاسد للسلاح الكيميائي ضد الثوار. وخلافا للامريكيين، فان موقف اسرائيل يؤيد التقديرات البريطانية والفرنسية بانه تم بالفعل مثل هذا الاستخدام. جانب مقلق آخر هو مشكلة جموع اللاجئين من سوريا الذين يغرقون الاردن وتركيا ولبنان. نحو مليون نسمة هربوا من سوريا، الامر الذي يهدد بتشويش الاستقرار في المنطقة ولا سيما في الاردن الهش.
كنتيجة لذلك، يتعاظم الضغط للتدخل العسكري الخارجي أو على الاقل منح مساعدة عسكرية ذات مغزى للثوار الذين لا ينتمون الى الجماعات الاسلامية المتطرفة. الولايات المتحدة، التي يتواجد 200 جندي لها على الحدود الاردنية السورية، وان كانوا يدربون الثوار وينقلون لهم مساعدات مالية كبيرة، الا ان الولايات المتحدة لا تزال تصر على معارضتها تسليم الثوار أو اي تدخل عسكري أكثر أهمية. اما بريطانيا وفرنسا بالمقابل فتؤيدان عدم استئناف حظر السلاح الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على سوريا (والذي سينتهي مفعوله في ايار)، وتسليح الثوار.
جان دافيد لويت (67 سنة) الذي عمل كمستشار سياسي كبير للرئيس الفرنسي المنصرف نيكولا ساركوزي وجاك شيراك، وكان مشاركا في عملية اتخاذ القرارات في فرنسا في المسائل السياسية والامنية على مدى نحو 20 سنة، يشرح في مقابلة اولى لصحيفة اسرائيلية بان السلاح ضروري للثوار لحسم الصراع ضد الاسد واسقاطه. ‘منذ بدء الثورة في سوريا، قتل نظام الاسد نحو 80 الف نسمة. عندما تفعل ذلك، لا تكون طريق للعودة. لا مستقبل للاسد. وهو لن يبقى في منصبه ضمن أي تسوية سياسية’، يقول لويت. ‘نحن مع حل يتحقق بالمفاوضات التي غايتها الحيوية هي الحفاظ على الحكم المركزي في الدولة، ولكن بدون الاسد. لتحقيق هذا، يجب التأكد بان لدى معارضي الاسد وسائل الانتصار من ناحية عسكرية واسقاط الاسد’.
غير أن اسرائيل تخشى من تسليح جماعات الثوار في سوريا بسلاح متطور من شأنه أن يستخدم ضدها في سيناريو مستقبلي. والتشديد الاسرائيلي هو على أنه اذا ما تقرر بالفعل نقل السلاح الى الثوار فينبغي التأكد من أنها ليست الجماعات الاسلامية المتطرفة والكفيلة بان تصبح شريكا سياسيا للغرب في اليوم التالي لسقوط الاسد.
المشكلة الروسية
وكان لويت انسحب من خدمة الدولة مع خسارة ساركوزي في الانتخابات وهو يعمل اليوم بروفيسور في جامعة Sciences o في باريس، المؤسسة الاعتبارية التي تؤهل النخب السياسية والدبلوماسية في الدولة. وقد جاء في زيارة قصيرة الى اسرائيل للمشاركة في المؤتمر السنوي لمعهد بحوث الامن القومي الذي ينعقد هذا الاسبوع.
ويلغي لويت التخوف من وصول السلاح الى منظمات الارهاب من اوساط الثوار فيقول انه ‘من جهة ايران وروسيا تسلحان جيش الاسد. ومن جهة اخرى السعودية وقطر تزودان بالسلاح منظمات المعارضة الاكثر تطرفا من بين الاخوان المسلمين والسلفيين الذين يقاتلون ضد الاسد. الوحيدون الذين لا يحصلون على السلاح هم أعضاء المعارضة الذين لا ينتمون الى هذه الجماعات’، يقول لويت. ‘ولهذا فان مسألة وجود سلاح هي مسألة سخيفة في دولة مثل سوريا، فيها اليوم الكثير من السلاح لهذا القدر الكبير من الجهات المختلفة’.
وعلى حد قوله، فان تلك الجهات في أوساط الثوار ممن سيتلقون السلاح الغربي قريبون من الغرب في قيمهم الديمقراطية وفي حقوق الانسان. ‘نحن نأمل أن يكونوا هم الذين يكون لهم دور هام في المفاوضات على الحل السياسي في الدولة والحفاظ على وحدة سوريا’. يبدو أن لويت يقصد في حديثه الائتلاف الوطني المعارض الذي يترأسه معاذ الخطيب، ‘الاسلامي المعتدل’، الذي استقال قبل بضعة ايام على خلفية الصراعات والخلافات الداخلية وكذا النبش السياسي من جانب دول مختلفة معنية بالتأثير على هذا الاطار.
لثلاث مرات حاولت الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا اتخاذ قرار في مجلس الامن في الامم المتحدة باغلاق المجال الجوي في سوريا. والمرة تلو الاخرى كانت روسيا، والصين في اعقابها، فرضت الفيتو ومنعت اتخاذ القرار. ففي ذاكرة روسيا تحز الاهانة جراء تأييدها لقرار مشابه في حالة ليبيا. غير أنه في حينه، بدلا من منح المساعدة الانسانية للسكان، فان الطائرات البريطانية والفرنسية حامت في المجال الجوي الليبي وادت الى اسقاط القذافي. اما الان فترفض روسيا المساهمة في قرار مشابه يلغي وجود سوريا كدولة. اما الرئيس الامريكي براك اوباما من جهته فيرفض السماح بعملية عسكرية لا تكون في اطار قرار من الامم المتحدة.
ولا يتأثر لويت كثيرا بموقف روسيا الاشكالي. فهو متأكد من أن روسيا ستغير موقفها وتنتقل الى جانب الثوار حين يتغير ميزان القوى في صالحهم بعد تدهور الوضع بسرعة فتفهم بأن هذا هو السبيل الوحيد لانهاء حكم الاسد.
وماذا سيحصل اذا لم يسلح الثوار؟
الاسد سيبقى الى الابد وسيواصل قتل أبناء شعبه.
مسؤولية استعمارية
ليس هكذا كان الحال دوما. فقد كانت هناك أيام كانت فيها وزارة الخارجية الفرنسية وقصر الاليزيه متفائلين بالاسد الابن. وأنا ولويت نتذكر زيارة لبشار الاسد الى باريس مع نهاية القرن الماضي، حين كان بشار مسؤولا عن الملف اللبناني، وخلف والده حافظ بعد فترة وجيزة من ذلك. ويتذكر لويت شابا عرض نفسه بصفته ‘رجلا حديثا، مفعما بالطموح لاحداث تغييرات واسعة في سوريا’. ولم تمر اشهر كثيرة الى أن تبين، وليس للفرنسيين وحدهم، بان نمط حكم الطغيان في سوريا سيبقى على حاله. ويعترف لويت فيقول: ‘اعتقدنا أنه سيكون مختلفا عن أبيه، ولكن للاسف هذا لم يحصل’.
غير ان الآمال هي شيء والمصالح هي شيء آخر. فسوريا ولبنان كانا على مدى عشرات السنين منطقة نفوذ فرنسية صرفة. وبغض النظر عما احدثه طغيان الاسد في سوريا وتدخله العميق في لبنان من ضيق لشيراك، ما كان بوسع فرنسا أن تسمح لنفسها بالانقطاع عن نفوذها التقليدي. كل هذا حتى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في شباط 2005. ويشير لويت الى أن ‘هذه كانت نهاية الحوار بين شيراك والاسد’.
وعندما انتخب ساركوزي في 2007 رئيسا لفرنسا، دعا لويت للعودة الى القصر ليكون مستشاره الكبير. لبنان في تلك الايام كان في شلل سياسي ولم يكن بوسعه اختيار رئيس، مع تدخل هائل لحزب الله في كل ما يجري. وحاول ساركوزي ما فشل فيه شيرا. فقد أرسل لويت ورئيس طاقمه الى لقاء مع الاسد في دمشق. وناشداه الكف عن التصفيات والسماح بانتخابات حرة للرئاسة في لبنان. وبالفعل انتخب ميشيل سليمان رئيسا للبنان في ايار 2008. في حزيران 2008 جاء ساركوزي في زيارة الى اسرائيل. وفي تلك الايام كانت تركيا تتوسط بين الاسد ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في محاولة لحث تسوية سلمية بين الدولتين. ولاحقا أقام ساركوزي منظمة دول البحر المتوسط. ويستعيد لويت كيف أنه في المؤتمر التأسيسي جلس هو الى جانب اولمرت والاسد وعبدالله وبوتفليقة وسليمان الواحد الى جانب الاخر، في مشهد يبدو خياليا. وأعلن الاسد في حينه لاول مرة بان سوريا تعترف بلبنان كدولة مستقلة وأن الدولتين تتبادلان السفراء.
غير أن في حينه جاءت أحداث الربيع العربي الى سوريا ومرة اخرى تشوشت السياسة الفرنسية حيال سوريا. ويشرح لويت فيقول ان ‘الاسد قرر بان الطريق الوحيد لمواجهة الاحداث هي الهجوم على شعبه. في نظرنا هذا لم يكن مقبولا. عندما يهاجم الزعيم شعبه، فان من مسؤولية الاسرة الدولية وقف المذبحة’.
على مدى سنوات طويلة تمكن لويت من العمل مع ثلاثة وزراء اسرائيليين: مرتين مع نتنياهو ومرة مع باراك ومع اولمرت. ووصفه موظفون اسرائيليون كبار عملوا معه بانه مهني من الدرجة الاولى، دبلوماسي وابداعي وغير جامد. وحتى في لحظات الخلاف بين ساركوزي ونتنياهو حول المسألة الفلسطينية والبناء في المستوطنات، حافظ لويت، وهو ابن لاب يهودي على عطفه لاسرائيل وحاول تخفيض مستوى اللهيب بالتعاون مع نظيره الاسرائيلي عوزي اراد. ومن الجهة الاخرى، في المسألة الايرانية كان ساركوزي اكثر حزما من اوباما واقرب الى مواقف نتنياهو. وفي أثناء المقابلة يمتنع لويت عن الحديث عن تلك الخلافات.
وبالنسبة للخطر على اسرائيل من المنظمات الارهابية التي تقاتل ضد الاسد يحبذ لويت الرد على السؤال بطريقته الهادئة: ‘انتم تسيطرون حاليا في هضبة الجولان. واذا توفر حل سياسي وصعد نظام ديمقراطي يرغب في الشروع في مفاوضات مع اسرائيل، فسيكون من حق الجمهور الاسرائيلي أن يقرر كيف يتصرف’.
وماذا اذا لم يتوفر حل سياسي؟
‘في مثل هذه الحالة، السيناريو المتطرف في سوريا هو يحصل في الصومال. بدون حل، الدولة ستتفكك، والجماعات المختلفة ستواصل القتال الواحدة ضد الاخرى حتى الانهيار التام لكل سلطة وطنية’.
وماذا بالنسبة لحزب الله؟ هل تعتقد أنه ضعف في أعقاب الاحداث في سوريا، وهل قدرته على ضرب اسرائيل بتعليمات من ايران أقل مما كانت في الماضي؟
‘ما يحصل في سوريا اليوم هو في مفهوم معين نهاية محور ايران سوريا حزب الله. يدور الحديث عن تأثير كبير للتطلعات الايرانية. ما نراه اليوم هو منافسة على سوريا بين ايران والشيعة وبين سُنة قطر وتركيا والسعودية. تخميني هو أن الاغلبية السنية في سوريا (التي تعد 70 في المائة من السكان، أ.ب) ستسيطر على الدولة. وحزب الله سيخسر الاسد والنظام العلوي الذي هو عرابه. وسيكون لذلك تأثير على كل المنطقة. ولهذا فان أولوية حزب الله هي عدم القتال ضد اسرائيل، بل مساعدة الاسد، الى جانب ايران، على النجاة. إذ غدا، اذا ما سقط الاسد، فان حزب الله سيخسر هو الاخر. إذن لديهم أيضا بشائر طيبة’.
ايلي بردنشتاين
معاريف- 26/4/2013
رسائل من واشنطن: عمان ضد التورط عسكريا في سورية.. وأمير قطر تجنب لقاء العاهل الأردني رغم تواجدهما في نفس الفندق والمناوشات الحدودية ظهرت مجددا
بسام البدارين
عمان ـ ‘القدس العربي’: تقصدت وسائل الإعلام الرسمي السورية طوال الـ48 ساعة الماضية التوسع في التحدث عن ‘نشاط مفاجئ’ للمسلحين الجهاديين عبر نقطة محددة على الحدود مع الأردن.
وردت وسائل الإعلام الرسمية الأردنية بإظهار التأكيد على رسالة الموقف المعتاد والمتمثلة في أن عمان ليست ولن تكون طرفا في أي سيناريو عسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
هذا التباين في رسائل الإعلام الرسمي أعادت تنشيط العلاقة المأزومة حاليا بين عمان ودمشق وبشكل يعزز الإنطباع بان شيئا ما يتحرك في المنطقة ويعكس حزمة من التوترات حسبما يلاحظ رئيس مجلس الأعيان الأردني المخضرم طاهر المصري.
الملاحظة اللافتة جدا للنظر خلال الساعات القليلة الماضية تمثلت في إعلان وكالة ‘سانا’ السورية الحكومية تعطيل سيرعشر سيارات بسلاح متوسط حاولت التسلل من الأردن فجر الجمعة والإشتباك مع القافلة المسلحة لمن تسميهم دمشق بالإرهابيين الذين يدخلون لتخريب سورية من نقطة حدودية تعتبر عمياء على الحدود.
والحديث هنا عن قافلة بأسلحة متوسطة يوحي ضمنيا أن المسألة لها علاقة بما يتردد عن أسلحة أمريكية وبريطانية سلمت لمعارضين سوريين، حيث تم التركيز على نقطة حدودية محاذية لمدينة المفرق الأردنية تتميز بالوعورة ولم تشهد في الماضي نشاطا للاجئين السوريين. وتشكك تقارير سورية بأنها النقطة وهي ‘ميتة’ بالمعنى الأمني اذي يستخدمه الأمريكيون.
الرواية السورية لما يفترض انه يحصل بمحاذاة مدنية المفرق تحاول لفت النظر لممرات جبلية وعرة كانت تستعمل دوما في التهريب وهي نفسها الممرات التي قالت وكالات أنباء أن قوات المراقبة الأمريكية تقيم فيها بكثافة بل وتتحكم بها.
لكن الرواية الأردنية مختلفة تماما وتشير لإختلاق مثل هذه القصص من قبل إعلام دمشق حسبما قال مسؤول بارز في الحكومة الأردنية ‘للقدس العربي’ بهدف تضخيم مسألة وجود قوات أمريكية في الأردن لأغراض الهجوم العسكري على سورية، وهي قوات يقول الأردنيون انها موجودة أصلا في إطار إستراتيجية دفاعية وليس هجومية.
لذلك طلب رئيس الأركان الأردني الجنرال مشعل الزبن من واشنطن وعلى هامش لقاء عابر مع الوفد الإعلامي المرافق للملك من الصحافة التركيز على العبء الكبير الذي تواجهه القوات المسلحة الأردنية في إستقبال وإحتضان وإطعام وتسكين ومعالجة عشرات الالاف من اللاجئين يوميا.
رسالة الجنرال الزبن واضحة هنا حسبما تشير صحيفة الرأي وتحاول لفت الأنظار لإن التواجد العسكري الأردني في المنطقة الحدودية لأغراض حماية الأمن الوطني أولا ولأغراض إنسانية ثانيا، بالتالي الأجواء ليست أجواء حرب خلافا لما توحي به بعض البيانات الصادرة في عمان.
رغم ذلك تم الإعلان عن إطلاق القوات السورية النارعلى حافلات تضم لاجئين يحاولون الهرب للأردن في نقطة حدودية لا تستقطب بالعادة اللاجئين قرب مدينة الرمثا وتم ترديد روايات لمواطنين أردنيين عن إطلاق النار داخل الأراضي الأردنية وإصابة سيارات لمواطنين أردنيين قبل أن يصدر عن الحكومة نفي رسمي أشار إلى أن إطلاق النار بدأ وإنتهى داخل الأراضي السورية.
المشهد بهذا المعنى وحسب الناشط السياسي محمد خلف الحديد ينتج الإنطباع مجددا بأن ظاهرة المناوشات الحدودية تبرز مجددا بين الأردن وسورية.
لكن إجتهادات كبار المسؤولين الأردنيين، الذين يرافقون الملك عبدلله الثاني في واشنطن، تمركزت قبل كل شيء على تسليط الضوء حصريا على الموقف الذي يفترض أن يكون الملك قد أبلغه للرئيس باراك أوباما مساء الجمعة في لقاء مقرر لمدة 40 دقيقة.
وهو موقف يؤكد بأن عمان لا زالت ضد الخيار العسكري في التعامل مع الملف السوري وأنها لا زالت مصرة على أنها لن تكون طرفا في أي مواجهة عسكرية.
برز ذلك بوضوح في التقرير المطول الذي نشرته الجمعة صحيفة ‘الرأي’ أبرز صحف الدولة الأردنية، حيث تم التركيز على عدم حصول لقاءات بين العاهل الأردني وأمير قطر على الرغم من وجودهما في نفس الفندق في واشنطن وحرص الجانب الأردني على اللقاء ورغم تصادف وجودهما في الكونجرس بنفس الوقت.
إيحاءات ‘الرأي’ واضحة المعالم في هذا السياق وتشير الى ان العرب الذين زاروا واشنطن مؤخرا منقسمون لمعسكرين الأول تقوده قطر ويطالب بالخيار العسكري والثاني تقوده السعودية ويصر على ‘تسوية سياسية’ شاملة تنتهي بتنحي الرئيس السوري.
بوضوح يحاول الأردن أن يقول بمختلف اللغات بأنه ضد التورط في سورية دون أن يمنع الأمر نشطاء الحراك في مدينة أربد ظهر الجمعة لترديد هتافات ضد وجود القوات الأمريكية في الأردن.
المعارضة السورية المسلحة جمعت عينات ‘الكيماوي’… وفريق من ‘وكالة طبية امريكية’ اخذها من مشفى آفرين
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ كانت اللهجة الحذرة واضحة في الرسالة التي وجهتها ادارة اوباما للجنة القوات المسلحة في الكونغرس والتي يترأسها المرشح الرئاسي السابق والنائب الجمهوري جون ماكين حول استخدام النظام السوري للاسلحة الكيماوية، حيث طرحت اسئلة اكثر مما قدمت اجوبة.
لكنها تمثل تحولا في الموقف الامريكي وان لم تتضح بعد ابعاده.
فمع ان الرسالة التي كتبها احد مساعدي الرئيس وهو مايكل رودريغوز، تميل لاتهام النظام اكثر وتحمله المسؤولية باعتباره الطرف الذي يشرف على الاسلحة ويوفر الحماية لها الا ان اللغة التي كتبت فيها تشي برغبة الادارة من عدم تكرار درس العراق.
ففي عام 2003 قللت ادارة جورج بوش من اهمية التحفظات حول قوة الادلة والتقارير التي شككت في قدرات العراق في مجال اسلحة الدمار الشامل، وقررت ان تخوض الحرب بناء عليها.
والان تواجه ادارة اوباما وبعد عشرة اعوام نفس السيناريو وتحاول ان تتجنب الاخطاء، ففي رسالتها للكونغرس اشارت بوضوح الى انه وبناء على المخاطر ‘وما تعلمناه من التجارب السابقة فالتقييمات الاستخباراتية ليست كافية، وفقط معلومات تم التحقق من صحة قوتها هي التي سترشدنا في اتخاذ القرارات وتقوي قيادتنا في المجتمع الدولي’.
ليست دليلا
وتقدم الرسالة تفاصيل عن طبيعة الشكوك التي تساور الادارة وتتعلق بما قالت ان ‘الطريقة التي جمعت فيها العينات’ ليست واضحة، مما يعني ان الادارة الامريكية لم تقم بجمع عينات التراب، او الشعر التي اظهرت اثارا من استخدام الغاز السام، وعليه فهي لا ترى طرفا قام باستخدامها سوى النظام وهو الجهة الوحيدة التي تملك الاسلحة مما يعني انه ‘من المرجح’ ان تكون الحكومة السورية هي التي تقف وراء الهجمات.
وعلى الرغم من ذلك فان السبب الوارد في الرسالة حسب صحيفة ‘الغارديان’ لا يمكن استخدامه كدليل على استخدام النظام لغاز السارين لان معظم الادلة المزيفة في الحالة العراقية جاءت من منشقين احتضنتهم المعارضة العراقية في الخارج والتي كانت تتجاذبها مصالح مختلفة للتخلص من صدام حسين.
وفي الحالة السورية فالادارة الامريكية تعترف انها ‘غير قادرة على تأكيد كيف تعرض المصابون للغاز وتحت اية ظروف’.
وفي رسالة الادارة لماكين هناك عبارة مثيرة للانتباه وتشير الى اختلاف في الرأي بين الوكالات الامنية الامريكية فالادارة تقول انها استطاعت التوصل ‘وبمستويات متفاوته من الثقة’ ان السلاح الكيماوي قد استخدم في سورية.
وعليه فالتفاوت هذا يعكس الخلافات بين 16 وكالة امنية ظهرت مواقفها المختلفة بشكل واضح في الحرب على العراق. وما يطبع الرسالة ويجعلها مختلفة عن عهد بوش ان ادارة اوباما تحيل الموضوع للامم المتحدة كي تقوم بالتحقيق في الاتهامات ودراسة المزاعم المختلفة التي تحيط باستخدام الاسلحة الكيماوية.
مأزق اوباما
وتقول الصحيفة ان الحذر في الرسالة لا يمكن تفسيره فقط بعدم التحقق من الادلة التي جاءت من طرف ثالث، والتي تزول سريعا مع مرور الوقت، ولكن من معضلة اوباما نفسه، والذي رفع سقف المواجهة مع النظام حالة استخدامه السلاح النووي. وتحدث عن خطوط حمراء وتغيير لقواعد اللعبة ولكنه لم يقدم اية اشارة حول كيفية معاقبة الاسد.
ومن هنا فتوجيه ضربة للنظام وتدمير المواقع الكيماوية سيؤدي الى كارثة خاصة ان العوامل السامة ستتسرب وتنتشر في مناطق واسعة، وسيجعل من القوات الخاصة التي سترسل لتأمينها او تدميرها هدفا ليس من النظام ولكن من الجهاديين ايضا.
وهناك خيار اخر وهو اسوأ من الاول، اي انجرار واشنطن لحرب طويلة تضعها في مواجهة مع الروس، حيث تقوم الولايات المتحدة بسلسلة من الهجمات الجوية التي تشل معظم قدرات الدفاع السورية وتضعف من قدرات الجيش السوري.
وتقول الصحيفة انه لا توجد هناك خيارات واضحة ولا خطة طريق، فالعراق علمنا ما لا نفعله في غياب الدليل، ولم يعطنا دروسا حول ما يجب ان نفعله عندما تصبح الادلة وبشكل تدريجي كثيرة.
وتطرح المزاعم البريطانية والفرنسية والاسرائيلية، التي قالت ان لديها ادلة ‘قاطعة’ عن استخدام السلاح الكيماوي في سورية، اسئلة عن طريقة ومستوى الاستخدام، فاذا كان النظام السوري لا يتورع عن استخدام اي سلاح يملكه لقمع الانتفاضة، فلماذا يستخدمه في اطار ضيق، فكما يقول بيتر بيومنت في نفس الصحيفة ‘ فاستخدام الاسلحة الكيماوية من غاز الاعصاب وفي اكس وغاز الخردل، لا يستخدمها من لا ضمير عندهم لقتل تجمعات سكانية كبيرة ولكن كسلاح نفسي، فالغازالسام لا يستخدم بطريقة سرية ولكن بقصد.
وبحسب المحللين العسكريين فاللجوء للسلاح الكيماوي يتم في حالتين الاولى عندما تكون الانظمة تواجه خطر الانهيار، او كما في حالة صدام حسين مع الاكراد في حلبجة عندما اعتقد ان بامكانه التصرف بحصانة من العقاب.
وفي حالة تطبيق ما سبق على سورية نجده ان لا ينطبق على نظام الاسد، فعلى الرغم من التقارير التي تتحدث عن قرب انهيار نظامه وانتشار الحرب الاهلية حتى العاصمة الا ان جيشه لا يزال صامدا وقواته مصممة على مواصلة المعركة. ويرى الكاتب انه يجب اخذ هذه الاعتبارات بعين الاعتبار لان الاتهامات الموجهة اليه خطيرة، فتهديد الولايات المتحدة يعني ان تجاوز الخط الاحمر سيؤدي الى رد لم تحدده الادارة الامريكية.
ويدعو الكاتب الى التحقق من الادلة وعرضها على هيئة عامة، فتاريخ الاتهامات التي وجهت للعراق تدفعنا لعدم التسرع والحكم على الامور بدون ادلة. ويقول الكاتب ‘صحيح ان بريطانيا وفرنسا لديهما عينات من التراب تظهر اثار غاز السارين، والمطلوب ليس عرضهما على الرأي العام والكشف عن الكيفية التي حصلتا فيها على العينات’.
ومن هنا فالحذر الذي قدم فيه وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل معلوماته في محله، خاصة انه قال في الاسبوع الماضي ان الادارة لن تتعجل للتدخل بناء على تقارير استخباراتية. وطالب الكاتب المسؤولين البريطانيين بالكشف عن ادلتهم او ترك الامم المتحدة وفرقها تعمل للتوصل الى النتيجة بنفسها مذكرا اياهم بالعراق.
وذهبت صحيفة ‘اندبندنت’ الى نفس الموقف حيث نقل كيم سينجوبتا عن دبلوماسيين قولهم ان المحللين الامنيين الامريكيين حصلوا على عينات من الشعر والدم من المعارضة المسلحة اثناء تحليلهم في امكانية استخدام النظام للسلاح الكيماوي لكن التحليلات الامريكية لم تقدم دليلا ‘قاطعا’ على الرغم من الاشارات عن استخدام غاز السارين.
ونقل عن دبلوماسي امريكي بارز قوله ‘علينا ان نكون حذرين جدا حول هذا، ويجب ان نتذكر ما حدث في العراق، وهذا ليس اندفاعا لاثبات ان كان النظام السوري قد تجاوز الخط الاحمر ام لا، انه امر يتعلق بالتأكد من المعلومات ونحبذ لو قامت الامم المتحدة بفحوصها الخاصة’.
حان وقت التدخل
ولكن دعاة الحرب لم يتعلموا من دروس عام 2003، فجون ماكين كان ساخرا في تعليقاته حول الرسالة التي تلقاها من البيت الابيض، حيث اتهم الادارة بالتأخر في الرد على الازمة وتسليح المعارضة.
واتخذ من اعتراف الادارة الحذر فرصة للضغط باتجاه تسليح المعارضة التي اكد انها قادرة على حماية المنشآت الكيماوية.
وعبر ماكين عن مخاوفه من ان الرسالة ربما جاءت كمبرر ‘لعدم التدخل الان او في اي وقت’.
ودعت دايان فينشتيان، النائبة الديمقراطية ورئيسة لجنة الامن في الكونغرس الى التدخل حيث قالت ‘من الواضح انه تم تجاوز الخط الاحمر وهناك ضرورة للتحرك لمنع استخدام السلاح الكيماوي على قاعدة اوسع′.
ويرى تقرير في صحيفة ‘التايمز′ ان حقيقة استخدام نظام الاسد للسلاح الكيماوي في اطار محدود هو من اجل اختبار مرونة اوباما وتجنب مجزرة واسعة.
وقالت ان تحقيقا اجرته في مناطق المقاتلين، ومقابلات مع اطباء ومصابين وفحص عينات اظهرت ان غاز الاعصاب قد استخدم قبل اسبوعين حيث اطلق النظام قنبلة على حي الشيخ مقصود في حلب، ونقل عن احد المصابين الذي تحدث اليه عبر مترجم واسمه ياسر يونس كيف شعر وعائلته بضيق تنفس، وعندما حاول انقاذ عائلته ونقلهم للشارع اغمي عليه ليصحو ويجد انهم ماتوا. وبحسب تقرير المستشفى فان يونس واخرون تعرضوا ‘لمادة سامة غير معروفة’.
وتضيف انه وبسبب عدم وجود مختبرات لفحص التراب واخذ عينات فان فريقا ‘ من وكالة طبية امريكية’ جاء الى مستشفى آفرين واخذوا العينات لفصحها في ‘مختبرات امريكية’.
ويربط التقرير دوافع النظام وبين سكان الشيخ مقصود الذي يسكنه الاكراد الذين قرروا الشهر الماضي التخلي عن النظام بعد معركة كبيرة.
وفكرة الهجوم الكيماوي لها اثر نفسي على الاكراد الذين لم ينسوا حلبجة وفر معظم سكان الحي عندما سمعوا بالحادث كما نقلت الصحيفة عن مقاتلة كردية في المنطقة.
العودة لسورية
وفي سياق آخر قالت صحيفة ‘فاينشال تايمز′ ان الاخوان المسلمين السوريين يخططون للعودة الى سورية وفتح اول مكاتب لهم في داخلها، وهذه اول مرة سيعود فيها الاخوان منذ مذبحة حماة عام 1982، ولا تزال الجماعة محظورة في سورية، لكن خروج مناطق واسعة عن سيطرة النظام، والوقائع الجديدة في الداخل تدفع الاخوان على ما يبدو للعودة وبناء قواعد لهم في البلاد.
وتقول الصحيفة ان الخطط مرتبطة بمحاولة الاستفادة من الثورة والتي ترتفع فيها اسهم الاسلاميين. ونقلت عن زعيم الاخوان المسلمين السوريين، رياض الشقفة قوله: ان قرارا اتخذته الجماعة قبل فترة يقضي باعادة احياء البنية التنظيمية للجماعة في المناطق الواقعة تحت سيطرة المقاتلين وطلب من اعضاء الحركة البدء بفتح مكاتب للحزب فيها. ونقل عن الشقفة قوله: ‘ في البداية قلنا ان الوقت هو وقت الثورة وليس الايديولوجية، والان وبسبب وجود عدد كبير من الجماعات في الداخل نشعر اننا بحاجة لاعادة تنظيم انفسنا’. وأكد الشقفة ان الجماعة تأمل بنشر الفكر الاسلامي المعتدل في وقت تزداد فيه معدلات التشدد.
واشارت الصحيفة الى ان القرار يأتي في وقت يثور فيه الجدل حول دور الاخوان في المعارضة وحجم تأثيرهم، كما ان بعض الجماعات والناقدين المعتدلين يخشون من سيطرة الجماعة على المعارضة المنقسمة على نفسها، نظرا لقدراتها التنظيمية والحصول على الدعم المالي. ويرى الشقفة ان ما يثار من اقوال حول دور الجماعة هو مجرد اتهامات تقوم بها جهات ‘خارجية’، وقال ان ‘من يهاجموننا لا يملكون تأثيرا على الارض، وهم شخصيات اعلامية ويرغبون ببناء تأثير لهم على الارض من خلال الهجمات هذه’.
ولم يستبعد الشقفة ان الخوف من الاخوان السوريين نابع من السياق الاقليمي الذي فاز فيه الاسلاميون في حكومات ما بعد الثورة حيث قال: ان ‘حقيقة فوز الاخوان في مصر وتونس اثار مخاوف من الاخوان المسلمين السوريين’.
ومع انه من الصعب تحديد حجم التأثير الاخواني في سورية، خاصة ان الانتماء للحركة يعتبر جريمة يعاقب عليها بالاعدام، الا ان الحركة لديها جماعات مسلحة مرتبطة بها، حيث يقول الشقفة ان هذه الجماعات المسلحة لم تشكلها الحركة ولكن افراد بافكار متعاطفة مع الاخوان، وكانت نتاج اجتماع تم في اسطنبول العام الماضي، وهي الان جزء من المجلس العسكري الثوري الاعلى السوري فهذه ‘ الجماعات المقاتلة تتبع قيادة عسكرية ووافقت على تسليم سلاحها بعد الثورة’.
وعلى خلاف الاتهامات التي تقول ان الحركة تلقى دعما من الاتراك والقطريين يؤكد الشقفة ان الدعم الذي تقدمه في الداخل بما فيه الانساني تموله شخصيات سورية في المنفى بعضها يعمل في الخليج.
وينفي الشقفة ان يكون الاخوان هم الذين يحركون المجلس الوطني السوري، وهو من اوائل التشكيلات التي انشئت بعد اندلاع الثورة في الخارج، وقال ان نسبة تمثيل الاخوان فيه هي 10 بالمئة، مثلها مثل بقية الجماعات الاخرى، مؤكدا ان الاخوان يتبعون الاخرين ولا يقودون.
ولا يعارض الشقفة توسيع العضوية في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية حيث اكد ان هناك ‘جماعة من خارج الائتلاف تريد الدخول فيه، ولهذا يقولون اننا نسيطر عليه وهذا ليس صحيحا’.
ومع ذلك يعترف الشقفة بتنظيم ومرونة الاخوان حيث اكد على الدور الذي لعبته الجماعة في انشاء المجلس الوطني السوري ‘لو لم ندفع باتجاه تشكيل المجلس الوطني السوري لما تشكل لعدم وجود احزاب اخرى، فالاخرون ليسوا منظمين او اقوياء’.
ويقول المسؤولون في الجماعة ان قرار فتح المقرات في سورية جاء بعد صدور الجريدة الرسمية التي تصدر مرتين في الشهر ويوزع منها 10 الاف نسخة في المناطق المحررة.
اشتباكات عنيفة في دمشق وقصف مطار عسكري في إدلب ومحكمة مدنية لمواجهة المحاكم الاسلامية لدى مقاتلي المعارضة المسلحة في حلب
بيروت ـ دمشق ـ حلب ـ وكالات: تدور منذ صباح الجمعة اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية والمجموعات المقاتلة المعارضة في احياء في شمال وجنوب دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وافاد المرصد في بيانات متلاحقة عن اشتباكات في حيي جوبر (شرق) وبرزة (شمال) تترافق مع سقوط قذائف.
و’نفذت الطائرات الحربية غارات جوية على اطراف حيي جوبر والقابون (شمال شرق) ومناطق متاخمة في ريف دمشق، بحسب المرصد الذي اشار الى ‘تصاعد اعمدة الدخان من المناطق التي استهدفها القصف’.
كما نفذ الطيران الحربي غارات على مناطق في الغوطة الشرقية في ريف دمشق حيث تستمر الاشتباكات في مدينة داريا.
وكانت اشتباكات وقعت صباحا في شارع الثلاثين واطراف مخيم اليرموك في جنوب العاصمة بين القوات النظامية ومسلحين من اللجان الشعبية الموالية لها من طرف ومقاتلين معارضين من طرف اخر، بحسب المرصد.
في محافظة ادلب (شمال غرب)، اندلعت اليوم معارك عند اطراف مطار ابو الظهور العسكري، بحسب ما ذكر المرصد الذي اشار الى ‘محاولة من الكتائب المقاتلة اقتحام المطار والسيطرة عليه’.
ويقع المطار على بعد حوالى اربعين كيلومترا الى الشرق من مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون.
وشملت الغارات الجوية اليوم قرى عدة في ريف ادلب واللاذقية (غرب) والرقة (شمال).
في محافظة ديرالزور (شرق)، تدور اشتباكات مع القوات النظامية في محيط مطار ديرالزور العسكري الذي يحاول مسلحو المعارضة التقدم اليه منذ اشهر.
من جهة اخرى أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن مطار ‘أبو الظهور’ العسكري بمحافظة إدلب شمال سورية تعرض لقصف الجمعة من قبل مقاتلي من عدة كتائب مقاتلة.
وذكر المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه أن النيران شوهدت تندلع في حرم المطار العسكري.
وقال إن مناطق في الحي الأول بمدينة ‘الطبفة’ في محافظة الرقة شمال وسط سورية تعرضت صباح الجمعة للقصف من قبل القوات النظامية التي استخدمت طائرة حربية والمدفعية بالقصف.
وأضاف أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة في حي ‘جوبر’ بدمشق.
كما هز انفجار شديد حي ‘الجبيلة’ بمحافظة ديرالزور شرقي سورية صباح الجمعة، وشهد الحي اشتباكات عنيفة طوال يوم الخميس.
وتأتي هذه التطورات غداة يوم دام قتل فيه 130 شخصا على الاقل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية.
الى ذلك انشأ قضاة يسعون للحفاظ على نظام قضائي مدني في مرحلة ما بعد الاسد، محكمة تشكل بديلا للمحاكم الاسلامية في منطقة يسيطر عليها المقاتلون المعارضون في حلب، في مهمة تبدو جسيمة. وتلقى المحاكم الاسلامية التي تصدر احكامها استنادا الى الشريعة الاسلامية، دعما من مجموعة من القوى المسلحة الاسلامية التي يشارك مقاتلوها في ارساء حكم الشريعة.
في المقابل، يواجه قضاة مجلس القضاء الموحد، المؤسسة المنافسة التي تنادي بقضاء مدني، صعوبات تتعلق بضرورة الاستحصال على الموافقة الطوعية على احكامها من جانب الجانبين المعنيين بها.
مع ذلك، يفاخر النائب العام لمجلس القضاء الموحد مروان كعيد، وهو قاض اعلن انشقاقه عن النظام والانضمام الى المعارضة، بتقديمه بديلا عن المحاكم الشرعية.
ولا يبدو كعيد مستعدا لنسيان حالة فتاة صغيرة كانت ترتدي سروال جينز وتم جلبها للمثول امام المحكمة من جانب مقاتلين من الجيش السوري الحر، ابرز قوى المعارضة المسلحة، بتهمة دعم النظام.
وخصص هذا القاضي المحنك ذو الشعر البني جلسة مطولة للاستماع الى اتهامات المقاتلين قبل الانتقال الى اخذ افادات المدعى عليها.
وروت هذه الاخيرة انها اقتربت من احد مقاتلي المعارضة لتعبر له عن دعمها واطلقت امامه دعابة تتعلق بالرئيس بشار الاسد، لكن حصل سوء تفاهم قام على اثره المقاتل المعارض بالادعاء على الشابة. وقالت للقاضي ‘لو كنت حقا ادعم الاسد، لن افعل ذلك بهذه الطريقة المفضوحة’.
ويتذكر القاضي كعيد كيف قام مطولا بالتفكير قبل اطلاق سراحها، في قرار اثار استياء كبيرا في اوساط مقاتلي المعارضة.
واشار كعيد الى انه لم يكن لازما الحكم على الشابة بسبب ملابسها غير المتسترة في مدينة حلب التي ترتدي غالبية نسائها الحجاب.
وتوجه الى المقاتلين قائلا ‘لو كانت تدعم النظام عقائديا وليس عسكريا، هل لدينا الحق في اعتقالها بسبب قناعاتها؟’.
واضاف كعيد ‘علينا الا نسبغ صفة شيطانية على من يحملون رؤية مغايرة لما نراه. علينا ان نكون متسامحين ازاء الافكار المختلفة ودعم التنوع في الاراء’. الا انه اقر بان مقاتلي المعارضة لديهم صعوبة في اعتماد هذا الموقف.
غير ان هذه المحكمة المدنية غالبا ما ينظر اليها على انها ‘نمر من دون مخالب’، حتى في داخل الجيش السوري الحر الذي دعم انشاءها.
بذلك، عمدت نور الحق وهي مديرة احدى مدارس حلب الابتدائية الى تقديم شكوى امام المحاكم الاسلامية القوية في حلب اثر اعتقال زوجها، قائد كتيبة في الجيش السوري الحر، على يد مقاتلين معارضين منشقين بتهمة الاغتصاب.
وقامت المحكمة فورا باستدعاء قائد المقاتلين المعارضين المنشقين والبدء بتحقيق، وفق نور الحق.
وتحظى المحاكم الاسلامية بدعم من الجماعات الاسلامية الاقوى في حلب، بينها جبهة النصرة التي اعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة، واحرار الشام ولواء التوحيد المرتبطة بتيار الاخوان المسلمين.
وسبق ان اصدرت هذه المحاكم الاسلامية احكاما بالجلد الا انها لم تنزل حتى اليوم احكاما بقطع اطراف او الرجم.
الا ان هذا القضاء الاسلامي يثير مخاوف لدى الحاج عثمان وهو طبيب يعالج الجرحى في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، فقبل شهر جرى اعتقال هذا الطبيب على يد شرطيين مرسلين من المحكمة الاسلامية بعد سحبه من مكتبه ملصقا تظهر فيه الشهادتان. وتم اخلاء سبيله في اليوم التالي، الا ان ما يقلقه هو الطريقة التي جرى استدعاؤه من خلالها من دون اي مذكرة توقيف رسمية.
واكد الحاج عثمان ان ‘على السلطة ان تكون مختلفة عن نظام الاسد. لا نريد استبدال نظام ديكتاتوري بنظام ديكتاتوري اخر’.
كذلك واجه القاضي كعيد متاعب مع القضاء الاسلامي، اثر اعتقال القضاة الاسلاميين موظفين في المحاكم المدنية كانوا يريدون استصلاح احد المباني لاقامة محكمة مدنية فيه.
‘لكن في النهاية، كلنا اخوة لان من يقاتل النظام هو صديقي’، بحسب كعيد الذي ابدى في الوقت عينه تشكيكه في امكان الجمع بين النظامين القضائيين.
مسؤول إسرائيلي يشبه نظام الأسد والمعارضة بـ ‘الطاعون والكوليرا’
أشرف الهور
غزة ـ ‘القدس العربي’ أكد مسؤول كبير في حزب ‘الليكود’ الإسرائيلي، أكبر أحزاب الائتلاف الحكومي في تل أبيب، أن الأسرة الدولية ليست متحمسة للتدخل عسكريا في سورية.
وأرجع عضو الكنيست تساحي هنيغبي السبب، بتشبيهه عملية الاختيار بين نظام بشار الأسد والثوار مثل الاختيار بين ‘الطاعون والكوليرا’، وقال انه اختيار بين ‘السيئ والأسوأ’.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن هنيغبي قوله انه من مصلحة إسرائيل أن تركز الأسرة الدولية اهتمامها على الملف النووي الإيراني وألا تتدخل في سورية.
وقال: ‘إذا تأكد لإسرائيل أن دول العالم وفي طليعتها الولايات المتحدة لا تنوي منع إيران من التزود بأسلحة نووية فإنها ستضطر إلى الاعتناء بمصيرها بنفسها’.
وجاءت تصريحات المسؤول الإسرائيلي في أعقاب حثت المعارضة السورية مجلس الأمن الدولي على اتخاذ ‘إجراءات فورية’ ضد نظام الأسد، بعد تقارير أمنية أمريكية ذكرت أن النظام على الأرجح استخدم الأسلحة الكيماوية.
هذا ولم يتدخل بعد المجتمع الدولي حيال ما يجري من قتال في سورية بين قوات المعارضة والنظام، والذي أوقع عشرات الآلاف من القتلى.
وقالت الولايات المتحدة ان استخدام النظام للأسلحة الكيماوية يشكل ‘خط أحمر’، لكن لم يثبت بعد أن استخدم النظام هذه الأسلحة ضد الشعب السوري.
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نداء ملحا إلى النظام السوري للسماح لمفتشي الأمم المتحدة بزيارة سورية، في ظل تقييمات أجهزة الاستخبارات الأمريكية الأخيرة، التي تشير بقدر معيّن من الثقة إلى أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية على نطاق محدود ضد مقاتلي المعارضة.
في الزبداني السورية نظام ومحاكم وسط الفوضى العارمة
لميس فرحات
الحرب في الزبداني السورية طاحنة بين الثوار ودبابات النظام، لكنهم وجدوا الوقت الكافي لتنظيم شؤون المدينة، فأقاموا مجلسًا محليًا ومحاكم تسير على أنظمة ومعايير محددة.
مدينة الزبداني مليئة بالمفاجآت، ففي ظل الحرب السورية المستعرة، أنشأ الثوار مجلسًا في المدينة، ومحاكم وأنظمة قانونية، ومكتب مالية، وحتى صفحة على موقع فايسبوك. جهودهم هذه تعتبر جزءًا من الحكومات المحلية، التي تنتشر في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، والتي أصبحت قوة فاعلة جديدة في الحرب الأهلية السورية.
الزبداني التي تقع بين بساتين الفاكهة كانت مقصدًا للسيّاح، وللسوريين الذين يرغبون في الهرب من حرّ المدينة وصيفها. لكن نيران الحرب جعلت منها أرضًا سوداء، يملؤها الدمار ومُحاصرة تمامًا من قبل دبابات الفرقة الرابعة السورية وعناصر الفرقة 18 التابعتين للجيش السوري، منذ نحو 14 شهرًا.
وبعدما انقطعت طرقات الوصول إلى المدينة، تحوّلت الزبداني إلى ساحة منفردة في الحرب، التي يكافح فيها الناس من أجل البقاء على قيد الحياة، والتكيّف مع أهوال الصراع، الذي لا تبدو نهايته قريبَة. وهي تعتبر رمزًا لإصرار الطرفين المتنازعين على المضي قدمًا في الحرب حتى النهاية.
مجلس محلي
في زمن السلم، كانت الزبداني مسكنًا لنحو 40 ألف مسلم ومسيحي على حد سواء. أما اليوم فلم يبق فيها سوى 3 آلاف من الذين رفضوا الرحيل، أو عجزوا عنه، أو الذين يدافعون عن المدينة.
كل من بقي في المدينة مضطر للاختباء في الأقبية أو في الطبقات الأرضية، لا سيما وأن الطبقات العليا للمباني صارت هدفًا لقصف النظام السوري. يقول أحد السكان إن ثمن الأرض في الزبداني مرتفع، ما دفع أصحاب الممتلكات إلى البناء التصاعدي. لكن حقيقة أن العديد من المباني يرتفع فوق خمس طبقات، جعلها منقذًا للحياة، فالإصابة المباشرة من قذيفة دبابة قادرة على تدمير طبقة واحدة، لذلك ينجو كل من يسكن في الطبقات الأرضية.
مع مرور الوقت، اضطر سكان المدينة للبحث عن طريقة للاستمرار، إنما بشكل مستقل ومعقد. منذ أكثر من عام، اجتمع خمسون ممثلًا عن أسر الزبداني لانتخاب مجلس المدينة، الذي يضم 15 شخصًا. هذا المجلس مسؤول اليوم عن تسليم الأغذية، وتأمين موارد المستشفى تحت الأرض، وإنفاذ القانون والمحاكم وحتى التخلص من الأنقاض ليلًا.
مؤسسات ومعايير
يملك المجلس ميزانية خاصة وصفحة على فايسبوك، حيث يسجل المسؤولون الأموال والدعم الذي يصلهم من السوريين في المنفى، إضافة إلى تقارير عن صرف هذه الأموال.
في الطبقة السفلية من أحد المباني، يقبع حارسان واثنان من اللصوص في غرفة علقت على حائطها لائحة تعليمات تضع معايير لكل ما هو مطلوب أو ممنوع. مثلًا: “يمنع على أي عضو من أعضاء المحكمة الاعتداء جسديًا أو لفظيًا على المعتقلين، ويمنع على أي أحد اتخاذ قرارات من دون إذن”.
مديرالسجن ورئيس لجنة العدل، الأول مزارع والثاني محام، وصفا النظام الجديد للقانون بأنه أقل ما يمكن اعتماده في ظل الظروف العبثية. ويقول المحام إنه يحتفظ بملفات عن كل دعوى، مشيرًا إلى أن المحكمة تعمل على صنع زيّ رسمي للشرطة وبطاقات تعريف.
وأضاف أن سكان المدينة في الوقت الراهن سعداء لمجرد البقاء على قيد الحياة حتى اليوم التالي. وقال: “لهذا السبب نحن بحاجة إلى مؤسسات وقواعد، وليس مجرد مجموعة من الناس”.
قوة ثالثة
يجلس محاسب المجلس أمام جهاز الكمبيوتر في قبو منزله، حيث يسجل جداول البيانات وملفات مع إيصالات تفند التبرعات، التي يقوم المجلس بتوزيعها على نحو 20 ألف شخص.
هذا المحاسب مسؤول عن أهم مهمة للمجلس، أي الإدارة المالية والمساعدات الإنسانية للسكان واللاجئين في القرى المجاورة.
وتم انتخاب نحو 150 وسيطًا من العشائر لحماية عملية توزيع التبرعات، فتحصل كل عائلة على ثلاثة آلاف ليرة سورية كل شهر أو شهرين. وعلى الرغم من أن ذلك ليس بالكثير، إلا أنه كاف لتشعر هذه العائلات بأن ثمة من يقف بجانبها.
خلال العام الماضي، نشأت هذه الأنواع من المجالس في كل مكان في سوريا،حيث فقدت الحكومة السيطرة. لكن نقاط قوتها هي أيضًا نقطة ضعفها، إذ تقسم البلاد إلى مئات من مناطق الحكم الذاتي. وبين الثوار الذين يقاتلون على الأرض والمعارضة المحتجزة في المنفى، تنمو هذه المجالس لتصبح القوة الثالثة في المعادلة.
مستشفى ميداني
وفي الزبداني مستشفى من أربع طبقات، سرعان ما تحوّل إلى طبقتين، بعدما استهدفه القصف الحكومي. وقال شاعر شاريتا، وهو أحد الأطباء، إنهم سيضطرون لنقل المستشفى بسبب الدمار الذي لحق بالمبنى، “لكن إلى أين سنذهب؟، إنها المرة الثالثة التي ننتقل فيها”.
هناك سبعة أطباء، بما في ذلك طبيب أعصاب، في مستشفى الزبداني. وأي شخص مصاب بجروح بليغة يضطر للانتقال سيرًا على الأقدام أو محمولًا عبرالحدود لتلقي العلاج في لبنان. لكن الكثير منهم لا يبقى على قيد الحياة بعد هذه المسيرة الشاقة والمحفوفة بالمخاطر.
وقف نار
يعترف الثوار في المدينة بأنهم غير قادرين على كسب الحرب ضد الدبابات، فقوات النظام تتمركز في الجبال، بينما هم يختبئون بين الأشجار في البساتين.
وحاول الثوار كسب بعض التقدم على الجيش من خلال تثبيت الكاميرات التي تنقل ما يحدث إلى غرفة التحكم في موقع تحت الأرض في المدينة.
وبالرغم من أن أمن الدولة هو في الواقع جزء من نظام الحكم، إلا أنه مصدر استقرار لمدينة الزبداني. فيقول قادة الثوار في المدينة إن وجودهم يمنع القوات الحكومية من قصفهم باستمرار.
وقال أحد قادة الثوار في المدينة: “هؤلاء الجنود لم يعتقلوا أو يقتلوا المتظاهرين، كما إنهم لم ينشقوا عن الجيش. نحن لا نؤذيهم، ولا يؤذوننا، لكن طالما أنهم هنا، فإن النظام لن يطلق علينا صواريخ سكود أو الغازات السامة”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/808232.html
«الحر» يسيطر على أجزاء من طريق «حمص طرطوس» و«تقدم نوعي» لمقاتليه في درعا
شعارات مناهضة لإيران وحزب الله في جمعة «حماية الأكثرية»
بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»
شهدت العاصمة السورية أمس اشتباكات، هي الأعنف بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بين القوات النظامية السورية وكتائب الجيش السوري الحرّ في أحياء في شمال وجنوب دمشق. إلى ذلك أفادت لجان التنسيق المحلية أن «الجيش السوري الحر» تمكن أمس من السيطرة على أجزاء رئيسة من الطريق الدولي الواصل بين حمص وطرطوس بما يسمح بقطع الإمدادات الخاصة بالجيش النظامي بين المدينتين. وأشار العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «السيطرة على هذا الطريق ستقلب موازين المعركة في حمص لصالح المعارضة». ونفى العقيد سعد الدين المعلومات التي تقول إن الجيش الحر يتراجع على الصعيد الميداني، موضحا أن «مقاتلي الجيش الحر تمكنوا أمس بالإضافة إلى سيطرتهم على طريق حمص – طرطوس، ومن اقتحام النقطة 62 العسكرية على الحدود السورية مع الأردن، ما يعتبر تقدما نوعيا في مسار معركة الجبهة الجنوبية».
ونتيجة للاشتباكات العنيفة التي تشهدها محافظة اللاذقية بين مقاتلي الجيش الحر والقوات النظامية، شهدت القرى الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد حركة نزوح كثيفة لا سيما قرية «الجوزة» التي تقطنها غالبية مرشدية، بحسب ما أفاد ناشطون. بدوها الهيئة العامة للثورة السورية قالت إن «الحر» استهدف مواقع للنظام في قمة النبي يونس، وأفادت بأن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على قرية الناجية وناحية ربيعة، وهو ما أدى لاندلاع حريق ضخم في منطقة سد بلوران. وخرج السوريون أمس في مظاهرات بعدة مناطق وقرى في جمعة أطلقوا عليها اسم «حماية الأكثرية» للتنديد بأعمال القصف والقتل التي يتعرض لها غالبية الشعب السوري. وطغت الشعارات المعادية لحزب الله اللبناني وإيران على غالبية المظاهرات التي خرجت في سوريا أمس، إذ أدان المتظاهرون التدخل الإيراني في سوريا، وتوعدوا حزب الله بأن تكون مدينة القصير في ريف حمص الجنوبي «مقبرته». وفي المقابل أشاد المتظاهرون بموقف الشيخ اللبناني أحمد الأسير الذي أعلن الجهاد لنصرة أهل القصير من السنة، وارتفعت لافتات في أكثر من منطقة تشكر الأسير لنصرة السنة السوريين.
وأوضح عضو الائتلاف المعارض والمجلس الوطني سمير نشار لـ«الشرق الأوسط» أن إطلاق «حماية الأكثرية» على هذه الجمعة جاء «للفت انتباه المجتمع الدولي الذي صدّع رؤوسنا بالحديث عن حماية الأقليات فيما الواقع على الأرض يشير إلى أن الأكثرية، وتحديدا السنية تتعرض للإبادة، إذ يقتل أطفالها وتدمر بيوتها من دون أن يتحرك المجتمع الدولي لفعل أي شيء». إلى ذلك، قالت لجان التنسيق إن الجيش الحر وصل إلى مشارف مطار أبو الظهور العسكري في إدلب. ويقع المطار على بعد حوالي 40 كيلومترا إلى الشرق من مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها الجيش الحر. وقالت «شبكة شام» إن القوات النظامية قصفت براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدينة معرة مصرين وبلدة حاس بريف المحافظة. وفي العاصمة دمشق، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة وقعت في حي برزة بين مقاتلين من الجيش الحر والقوات النظامية وعناصر اللجان الشعبية الموالية لها، جاءوا من حي عش الورور الذي تقطنه غالبية من الطائفة العلوية». وقال ناشطون إن «ليلة عنيفة عاشها حي برزة أول من أمس بعد أن قامت قوات النظام باستهدافه بعشرات من صواريخ (أرض، أرض) في محاولة منها لاقتحامه». ومع ساعات الفجر الأولى من يوم أمس عاودت قوات النظام قصفها للحي بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، ما أدى لدمار كبير في الحي واندلاع الحرائق في منازل المدنيين، وفقا للصور التي رفعها الناشطون على موقع (يوتيوب). ترافق ذلك مع قصف بالمدفعية الثقيلة على مناطق عين ترما وزملكا والمعضمية وداريا في ريف دمشق وألحق القصف على داريا أضرارا كبيرة بالمباني السكنية وأدى إلى احتراق بعضها، بحسب ما ذكرت شبكة شام المعارضة. كما شهد حي جوبر، شرق العاصمة، المتصل بحي العباسيين قصفا جويا عنيف أمس الجمعة، وشوهدت ألسنة النيران تندلع من المناطق السكنية وأعمدة دخان كثيفة تتصاعد من منطقة الكراجات ومحيط مبنى المعلمين على أطراف حي العباسيين. ووفقا لناشطي الثورة، تمكن مقاتلو الجيش الحر من تفجير دبابة لقوات النظام وإعطاب أخرى لدى صد محاولة قوات النظام اقتحام بلدة جوبر من جهة الكراجات. وفي درعا، أفاد المركز الإعلامي السوري بأن القوات النظامية قصفت بلدات أم المياذن وغباغب والمناعية بريف درعا، كما قصف الطيران الحربي مدينة الحراك، في حين شهد حي طريق السد في بلدة خربة غزالة بدرعا اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية، وقالت «شبكة شام» إن عدة أشخاص أصيبوا نتيجة قصف الطيران الحربي التابع للقوات النظامية على أطراف حي طريق السد ومدرسة التمريض.
أوباما يحذر الأسد ودمشق تقترح تحقيقا روسياً
تحقيق أممي من الخارج بكيميائي سوريا
أعلنت الأمم المتحدة أمس الجمعة أن فريقها المكلف بالتحقيق في استخدام أسلحة كيميائية بسوريا بدأ العمل من الخارج جمع معلومات وبيانات تفيد تحقيقاته. وفي السياق، وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بإجراء “تحقيق قوي” في احتمال استخدام دمشق للأسلحة الكيميائية، مجددا تحذيره من استخدام تلك الأسلحة.
وأوضحت المنظمة الأممية أن محققيها بدؤوا العمل من الخارج بسبب استمرار دمشق في رفض السماح لهم بدخول أراضيهم.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن الأمين العام بان كي مون بعث رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد يوم الخميس يطالبه فيها بالسماح لفريق المحققين بالدخول إلى سوريا والعمل فيها “بحرية ودون عوائق”.
وأضاف المتحدث أن “الأمين العام يطلب بإلحاح من الحكومة السورية إعطاء جواب سريع وإيجابي بما يتيح للبعثة العمل في سوريا”.
وأوضح نيسيركي أن العالم السويدي أكي سيلستروم -الذي عينه الأمين العام الأممي في نهاية مارس/آذار الماضي- على رأس لجنة التحقيق سيصل الاثنين إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك لإجراء مشاورات مع مسؤولين في المنظمة الدولية.
وبحسب دبلوماسيين، فقد سبق لرئيس فريق المحققين أن زار لندن للتحقق من المعلومات الاستخبارية الغربية التي أكدت استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية. وكانت فرنسا وبريطانيا طلبتا من الأمم المتحدة التحقق من الاتهامات التي وجهتها المعارضة السورية إلى نظام الأسد باستخدام سلاح كيميائي في حمص (وسط) وقرب كل من حلب (شمال) والعاصمة دمشق.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة أن المحققين ينتظرون حاليا في قبرص، وقد بدؤوا “جمع وتحليل مؤشرات ومعلومات متوفرة خارج” سوريا بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية.
أوباما يحذر
ومن جانبه، حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره السوري الجمعة من أن أي استخدام للأسلحة الكيمائية في النزاع الدائر بسوريا سيكون من شأنه “تغيير قواعد اللعبة”، لكنه قال إن تقييمات المخابرات بشأن استخدام مثل هذه الأسلحة ما زالت مبدئية.
ووعد أوباما -في حديث للصحفيين قبل اجتماعه في البيت الأبيض مع الملك الأردني الملك عبد الله الثاني- بإجراء “تحقيق قوي جدا”، والتشاور مع شركائه بالمنطقة والمجتمع الدولي والأمم المتحدة للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية “بأسرع وقت وأكبر قدر من الفاعلية”.
وأضاف أوباما -الذي كان يتحدث للمرة الأولى عن هذا الملف منذ كشفت إدارته الخميس أن لديها اعتقادا بأن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية- “هناك أسئلة عديدة حول كيفية استخدام هذه الأسلحة ومتى حصل ذلك وأين؟”.
مواقف أوروبية
وبدوره، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون الجمعة أن “الأدلة المتزايدة على استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية تصعيد خطير وجريمة حرب”.
وفي باريس، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن على دمشق السماح لبعثة للأمم المتحدة بالتحقق في استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية “دون أي مجال للتهرب”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو -في مؤتمر صحفي- إن “على النظام السوري أن يلبي مطالب المجتمع الدولي التي عبر عنها بشكل واضح. ينبغي ألا ندع له أي مجال للتهرب لأن هذا الموضوع بالغ الخطورة”.
رد سوري
وفي المقابل، اقترحت الحكومة السورية أن يقوم خبراء روس بالتحقيق في مزاعم بشأن استخدام السلاح الكيميائي في البلاد.
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن دمشق تقترح أن يقوم الخبراء الروس بإجراء التحقيقات في هذا الشأن، نافيا أن تكون حكومة بلاده قد قامت باستعمال تلك الأسلحة ضد مسلحي المعارضة.
وأوضح الزعبي -في تصريح لقناة “روسيا اليوم” بُث الجمعة- أن “الحكومة السورية حتى في حال امتلاكها للسلاح الكيميائي لا يمكن أن تلجأ إليه وتستعمله، ولم ولن تستخدمه على الإطلاق”، وأوضح أن هذا القرار “ليس مجرد قرار سياسي، بل هو قرار أخلاقي وشرعي وإسلامي ومسيحي”.
معارك عنيفة بدمشق والحر يعزز تقدمه
قتل 137 شخصا في مختلف أنحاء سوريا أمس الجمعة على أيدي القوات النظامية تزامنا مع استمرار المعارك العنيفة التي تشهدها العاصمة دمشق منذ أيام. وأعلن الجيش السوري الحر سيطرته على الطريق الواصل بين محافظتيْ حمص وطرطوس الذي يستخدمه جيش النظام لنقل إمداداته.
وأفادت لجان التنسيق المحلية بانفجار عبوة ناسفة مساء أمس قرب البلدية على جسر دمر في العاصمة دمشق، دون أن تفصح عن منفذيه وما أسفر عنه.
كما أكد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية تعرض حي برزة في دمشق لحملة عسكرية عنيفة منذ عدة أيام، موضحا أن القوات النظامية قصفت الحي بصواريخ أرض/أرض لليوم الثاني على التوالي، مما أوقع قتلى وجرحى ودمر عددا من المنازل، وأجبر الأهالي على النزوح.
وأضافت التنسيقيات أن جيش النظام قصف أحياء الحجر الأسود والقابون وجوبر في دمشق، وأكدت تعرض مدن وبلدات عين ترما ويبرود والزبداني بريف دمشق لقصف مدفعي.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المعارك الدائرة حاليا بدمشق هي الأعنف منذ بدء الثورة قبل أكثر من عامين.
قصف “سكود”
أما في ريف الرقة فقد قال ناشطون إن صاروخا من طراز “سكود” سقط على بلدة المنصورة، مؤكدين أن الأضرار كانت مادية ولم تحصل خسائر في الأرواح. وأضافوا أن قوات النظام قصفت مدينة الطبقة بالمدفعية، فيما شهد محيط مطار الطبقة والفرقة 17 اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام، بحسب الناشطين.
وفي ريف اللاذقية، قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام قصفت مناطق عدة، وإنها تركز على منطقتيْ سلمى والناجية وقرى في جبل الأكراد. وأفادت الهيئة بأن الثوار يخوضون معارك عنيفة مع قوات النظام في محيط قمة النبي يونس.
وأضافت الهيئة أن الجيش الحر قصف مواقع تابعة للنظام في ريف اللاذقية.
وفي سياق مواز، قال الجيش السوري الحر إن قوات النظام تواصل قصف المسجد الأموي في حلب بعد تدمير مئذنته. وأضاف قادة في الجيش الحر أنهم اضطروا للسيطرة على المسجد لمنع القناصة من التمركز فيه، ولحمايته من “الانتهاكات والعبث” الذي لحق به أثناء وجود قوات النظام فيه.
سيطرة للحر
ومن جهة أخرى، قالت لجان التنسيق إن الجيش الحر سيطر على أجزاء رئيسية من الطريق بين حمص وطرطوس الساحلية، وهو ما سيمكنه من قطع الإمدادات الخاصة بالجيش النظامي بين المدينتين.
ويواصل الجيش النظامي قصفه بالمدفعية والهاون لقرى الدار الكبيرة والغنطو وبساتين مدينة تدمر في حمص، لكن الصراع يشتد منذ أسابيع في الجهة الغربية المتاخمة للحدود مع لبنان لتأمين الطريق بين العاصمة والمناطق الساحلية ذات الغالبية العلوية، وقد أحرزت قوات النظام مدعومة بعناصر حزب الله بعض التقدم مضيقة الخناق على مدينة القصير.
وفي سياق ذي صلة، وثقت رويترز تشييع أحد قتلى حزب الله في بعلبك بلبنان، ونقلت الوكالة عن مسؤول في الحزب أن هناك خمسة أو ستة قتلى من حزب الله يوميا، رغم إنكار الحزب مشاركته في القتال ضد الثوار السوريين.
الجيش الحر يطلق “بركان حوران” ويستهدف الدبابات بدمشق
بان كي مون راسل بشار الأسد وطالبه بالسماح لفريق المحققين بالدخول والعمل بحرية
نيويورك – فرانس برس –
أعلن المركز الإعلامي السوري أن الجيش الحر بدأ اليوم عملية “بركان حوران” بهدف تحرير عدد من القطع العسكرية في درعا جنوب البلاد. وتأتي العملية بالتزامن مع استهداف الجيش الحر لدبابات جيش النظام المتمركزة في دمشق وريفها. فيما يواصل جيش النظام حملته العسكرية على منطقة برزة الدمشقية لليوم الثالث.
إلى ذلك، شهدت مناطق عدة في العاصمة السورية دمشق معارك عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام، فيما استمرت الاشتباكات بين الطرفين في العتيبة في الغوطة الشرقية. وفي نفس السياق، أعلن ناشطون أن الجيش الحر استهدف مدينة القرداحة في محافظة اللاذقية بصواريخ غراد للمرة الثالثة خلال يومين.
الأمم المتحدة تجمع أدلة عن “الكيماوي”
أما على الصعيد السياسي، فقد أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن محققيها المكلفين بالتحقق فيما إذا جرى استخدام أسلحة كيماوية في النزاع السوري بدأوا العمل من الخارج على جمع معلومات وبيانات تفيد تحقيقاتهم، وذلك بسبب استمرار دمشق في رفض السماح لهم بدخول أراضيها.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، مارتن نيسيركي، إن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أرسل الخميس رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد يطالبه فيها بالسماح لفريق المحققين بالدخول إلى سوريا والعمل فيها “بحرية ودون عوائق”. وأضاف أن “الأمين العام يطلب بإلحاح من الحكومة السورية إعطاء جواب سريع وإيجابي بما يتيح للبعثة العمل في سوريا”.
وأوضح أن العالم السويدي آكي سيلستروم الذي عينه الأمين العام في نهاية آذار/مارس على رأس لجنة التحقيق هذه، سيصل الاثنين إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك لإجراء مشاورات مع مسؤولين في المنظمة الدولية.
وبحسب دبلوماسيين، فقد سبق لرئيس فريق المحققين أن زار لندن للتحقق من المعلومات الاستخبارية الغربية التي أكدت استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. وكانت فرنسا وبريطانيا طلبتا من الأمم المتحدة التحقق من الاتهامات التي وجهتها المعارضة السورية إلى نظام الأسد باستخدام سلاح كيمياوي في حمص (وسط) وقرب كل من حلب (شمال) والعاصمة دمشق. بالمقابل اتهمت دمشق في 19 آذار/مارس مقاتلي المعارضة باستخدام السلاح الكيماوي قرب حلب.
كما أوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة أن المحققين ينتظرون حالياً في قبرص وقد بدأوا في “جمع وتحليل مؤشرات ومعلومات متوافرة خارج” سوريا بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيماوية. وبحسب دبلوماسيين فإن الغربيين سلموا الأمم المتحدة إفادات لأشخاص فروا من سوريا يؤكدون استخدام السلاح الكيماوي فيها. وأكد نيسيركي أنه بانتظار الحصول على الضوء الأخضر من دمشق للدخول إلى سوريا فإن المحققين “سيواصلون أنشطتهم هذه خارج (سوريا) وقد يزورون العواصم المعنية”.
أوباما يعد بتحقيق قوي
من جهته، وعد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الجمعة، بإجراء “تحقيق قوي” حول احتمال استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، وجدد تحذير دمشق من استخدام تلك الأسلحة، الأمر الذي من شأنه أن يغير “قواعد اللعبة”، كما قال.
والخميس وللمرة الأولى، أعلنت واشنطن أنه من المرجح أن يكون النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية ضد قوات المعارضة، مؤكدة في الوقت نفسه أنها ليست على وشك التدخل عسكرياً في سوريا، في إشارة واضحة إلى عدم رغبتها بتكرار تجربة العراق حيث لم يجد الجنود الأميركيون بتاتاً بعد سقوط صدام حسين، أي أثر لأسلحة دمار شامل.
وإذا كانت إسرائيل ذهبت إلى حد دعوة الولايات المتحدة إلى التدخل عسكرياً بهدف “السيطرة على ترسانات الأسلحة الكيماوية في سوريا”، فإن الاتحاد الأوروبي وفرنسا حضا الجمعة بدورهما دمشق على السماح للمحققين الدوليين بالعمل، الأمر الذي كان دعا إليه بان كي مون الخميس.
هتلر الذي اخترع “السارين” رفض استخدامه ضد الأعداء
الغاز الذي صنعوه للقضاء على المجاعات في العالم فتك مرتين بالمدنيين السوريين
لندن – كمال قبيسي –
لو كان في غاز “السارين” غريزة الإحساس بالأشياء، كما الحيوان وبني البشر، لاحمرّ خجلاً مما فعلوه به في سوريا، فحتى ألمانيا التي اخترعته زمن أدولف هتلر، رفضت بأمر صارم ومكتوب من “الفوهرر” نفسه، أن تكون أول من يستخدمه ضد أعدائها، وهو ما تذكره مصادر عدة عن الغاز الذي استمد اسمه من الحروف الأولى لأسماء من توصلوا إلى تركيبته في 1938 كخليفة لسلفه “تابون” الذي تنشق هتلر بعضا منه حين كان جندياً في الحرب العالمية الأولى.
الغاز، المعروف باسم GB علمياً، سائل لا لون له ولا رائحة، واستخدمه جيش النظام ضد السوريين في مناسبتين من 3 على الأقل، والثالثة كانت لغاز السيانيد في 13 أبريل/نيسان الجاري في حي الشيخ مقصود بحلب، وهو ممنوع على أي كان إنتاجه واستخدامه منذ 1993 بموجب معاهدة دولية أقروها. مع ذلك، فبعد عامين شهد العالم ما كاد يحدث كارثة وطنية في اليابان، حين قام عناصر من “طائفة أوم” المعروفة باسم “أوم شنريكيو” برش كمية قليلة منه داخل 5 قطارات تحت أرضية في طوكيو.
في ذلك الهجوم الإرهابي قضى 13 وتشوّه 54 وألمت إصابات خفيفة بأكثر من 1000 آخرين، وكان ما حدث ثاني استخدام سمومي للغاز القاتل بعد أن قام قاصف الأكراد في 1988 بالسارين في حلبجة باستخدامه، وهو الرئيس العراقي الراحل شنقا صدام حسين، فقضى أكثر من 4000 وتشوهت أجسام 7 آلاف آخرين على الأقل، طبقا لإحصاءات باتت مؤكدة تقريباً، وهو جريمة حرب بكل المقاييس.
ملليغرام، أي 0.02 % من نقطة، يقتل الإنسان
السارين، الأشد فتكاً 500 مرة من السيانيد القاتل أيضا، اخترعه فريق من علماء ألمانيا النازية بقيادة الطبيب الشهير غيرهارد شرودر وزملاؤه: أوتو أمبروس ورويديغر وفان در ليند، في مركز للأبحاث كان ناشطاً في ثلاثينيات القرن الماضي للتوصل لأسمدة وكيماويات “تهدف إلى القضاء على الجوع في العالم” عبر تخصيب الحيوان ليتوالد أكثر، وكذلك ليتضخم الزرع والنبات، بحيث تصبح حبة البطاطا بحجم البطيخة وحبة الأرز بحجم التمرة والعدس كما العنب، لكنهم حولوه بدلاً من ذلك إلى قاتل للبشر في أيدي من اشتروه وأنتجوه.
والسارين الذي يتحول إلى بخار عند انفجاره، قاتل فوري للإنسان إذا ما دخل جسمه عبر التنشق إلى الرئة “ولو بمقدار ملليغرام واحد، أي 0.02 % من حجم نقطة سائل عادية”، بحسب ما راجعت “العربية.نت” مما كتبه كثيرون عن الغاز الذي يؤكدون أنه إذا ما تسربت 3 غرامات منه فقط إلى غرفة بحجم متوسط، فإن نصف من فيها سيصبحون جثثا في أقل من دقيقة.
ويكتبون أن قطرة صغيرة من “السارين” على الجلد تسبب التعرق ونفض منفلت بالعضلات. أما التعرض لجرعات فيحدث في الإنسان غشاوة بالبصر وصعوبة بالتنفس مع تعرّق شديد وتقيؤ وإسهال وغيبوبة، ولا يعد الكائن الحي يعي ما حوله، ثم يصبح مشلولا وجهازه التنفسي يفشل تماما فيسقط قتيلا في الحال.
المخزون السوري: حشوات في الصواريخ والقذائف
التقارير الغربية المحايدة عن التسلح غير التقليدي تشير إلى امتلاك سوريا لاحتياطي كبير من السارين، يقدرونه بين 800 إلى 1100 طن، وقد يكون الأكبر في الشرق الأوسط، وبعضه تم تحويله إلى ما معدله 150 حشوة في صواريخ سكود، كما تم خلطه مع غاز “في أكس” الفاتك بالأعصاب، بحسب تقرير بريطاني اطلعت “العربية.نت” على ملخص عنه، ويشير إلى أن سوريا أنتجت كميات كبيرة وأدخلت الغاز في قنابل جوية وحشوات صواريخ أرض- أرض، كما وبقذائف مدفعية، وبما لا تعلمه إلا الاستخبارات المهمة، وأهمها “سي.آي.أيه” الأميركية.
وكانت الولايات المتحدة اعترفت في اليومين الماضيين باستخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي ضد المعارضة، وغاز السارين بشكل خاص، من دون أن تلوح في الأفق إمكانية تحرك قريب لمعاقبة نظام دمشق على تخطي “الخطوط الحمر” التي كانت واشنطن تحدثت عنها، لأن الولايات المتحدة ما زالت تجمع أدلة تعزز نتائج توصلت إليها الاستخبارات، وبموجبها تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أوباما بإجراء “تحقيق قوي” ووجه تحذيراً للأسد بأن استخدامه للكيماوي سيغيّر قواعد اللعبة.
كما أن الأوساط الدولية اعتبرت أن روسيا ستكون شريكة في جريمة إبادة واسعة النطاق في سوريا يعد لها النظام إذا استمرت بدعمها لما وصفوه بأنه نظام لا يتوانى عن استخدام أبشع الوسائل لقمع شعبه، قائلين إن التعامل مع خطر داهم كاستخدام أسلحة دمار شامل لإبادة المدنيين، لا يكون بعد استخدامها، وإنما عند ثبوت توفر السلاح وتوفر الإرادة لاستخدامه، وهما أمران باتا ثابتين على وجه اليقين.
الأسد يستصغر الشرر ويستخف بالخطوط الحمراء
كما أعلنت الأمم المتحدة، طبقاً للوكالات اليوم السبت، أن محققيها المكلفين بالتأكد مما إذا تم فعلا استخدام أسلحة كيماوية في سوريا “بدأوا العمل من الخارج على جمع معلومات وبيانات تفيد تحقيقاتهم”، بسبب استمرار دمشق في رفض السماح لهم بدخول أراضيها، وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركي، إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “بعث برسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد يطالبه فيها بالسماح لفريق المحققين بالدخول إلى سوريا والعمل فيها من دون عوائق، “وبإعطاء جواب سريع وإيجابي بما يتيح للبعثة العمل في سوريا”.
كذلك فإن العالم السويدي، آكي سيلستروم، الذي تم تعيينه في مارس/آذار الماضي رئيسا للجنة التحقيق، سيصل الاثنين إلى نيويورك لإجراء مشاورات مع مسؤولين بالمنظمة الدولية وسط شبه تأكيد من الخارجية الأميركية عن حالتين استخدم فيهما النظام السارين، بينما تحدث مسؤولون بريطانيون عن 3 حالات بأماكن متفرقة، ولو على نطاق “محدود ولكن متزايد” وفق تعبير رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، ربما لاختبار تجاوز “الخط الأحمر” الذي رسمه أوباما العام الماضي، إذا لم يكن للاستخفاف به واستصغار شرر بدأ يلوح في الأفق بحتمية التدخل العسكري.
النظام السوري ينفي
أما سوريا فتنفي، وتقول إن “المسلحين” هم من يستخدم السلاح الكيماوي ويأتون به من تركيا، بحسب ما نقلت وكالة “سانا” الرسمية للأنباء عن لسان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي اليوم السبت.
وأشار الزعبي إلى “أن السلاح الكيماوي الذي استخدمه الإرهابيون في خان العسل بريف حلب وصل على الأرجح من تركيا” زاعماً أن الادعاءات الغربية بشأن استخدام الجيش السوري لأسلحة كيماوية في مواقع أخرى “لا تتمتع بأي مصداقية”، مضيفاً تأييد سوريا لقيام خبراء روس بالتحقيق.
صور قتلى حزب الله بسوريا تنتشر في الهرمل اللبنانية
المعارضة السورية تهدد باستهداف مدينة بعلبك اللبنانية معقل حزب الله
دبي – مصطفي الخطيب –
تنتشر في بلدة الهرمل اللبنانية الحدودية صور قتلى عناصر حزب الله اللبناني الذين سقطوا خلال المعارك ضد المعارضة في مناطق سورية عدة، وتتعرض البلدة لقصف المعارضة السورية لكونها أحد معاقل حزب الله في المنطقة الحدودية.
ويأتي قصف بلدة الهرمل بين الحين والآخر رداً على تدخل الحزب وقتاله إلى جانب النظام في ريف القصير القريب، ومناطق أخرى، فهي أضحت هدفا لنيران المعارضة السورية كونها تتبع لحزب الله. فالحزب الذي يعلن على الدوام أنه لا يقاتل مع النظام في سوريا، يثير تورطه المتزايد في المستنقع السوري غضب الكثير من اللبنانيين.
في حين تؤكد مصادر المعارضة السورية، التي تقول إن مقاتلي الحزب وصلوا إلى مناطق الشمال في حلب وإدلب، تورطه وانغماسه في الأزمة السورية. ويبدو أن الانزلاق اللبناني في المستنقع السوري يزداد بازدياد عمر الثورة في سوريا. فبعد الهرمل، تهدد المعارضة السورية بضرب مدينة بعلبك اللبنانية القريبة (نحو 12 كيلو مترا)، والتي أضحت ثكنة عسكرية وموقع انطلاق لمقاتلي حزب الله نحو الأراضي السورية.
دمشق: “إرهابيون” استخدموا أسلحة كيماوية
عمران الزعبي , الأزمة السورية , الأسلحة الكيماوية , تركيا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي “إرهابيين” باستخدام سلاح كيماوي في خان العسل بريف حلب، مشيرا إلى أن هذا السلاح “وصل على الأرجح من تركيا”.
وقال الزعبي في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السورية السبت إن “الادعاءات الأميركية الغربية بشأن استخدام الجيش السوري لأسلحة كيماوية في مواقع أخرى لا تتمتع بأي مصداقية”.
ويعقد فريق التحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في سوريا التابع للأمم المتحدة، اجتماعا في نيويورك الاثنين المقبل، مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبحث المسألة، حسبما قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام مارتن نسيركي.
وأضاف نسيركي، أن بان سيعقد مؤتمرا صحفيا الاثنين المقبل، لكنه لم يكشف عن تفاصيل الرسالة التي يود الأمين العام نقلها إلى الصحفيين.
وأكد مارتن نسيركي، أن الأمين العام جدد طلبه للسلطات السورية بالسماح الفوري لفريق التحقيق بأداء مهمته داخل الأراضي السورية، مشيرا إلى أن الاتصالات مع السلطات السورية ما تزال قائمة بهذا الخصوص.
ومن جهة أخرى، قالت مصادر محلية في مدينة البوكمال السورية القريبة من الحدود مع العراق، لـ”سكاي نيوز عربية” إن المدينة تعرضت الجمعة لغارة شنتها طائرات سورية مقاتلة من طراز “ميغ” خلفت عددا من القتلى والجرحى، وأحدثت دمارا بالمدينة.
وأضافت المصادر أن “الطائرات قصفت أيضا مدينة العشارة (على بعد 60 كيلومترا إلى الشرق من مدينة دير الزور) وتسببت بسقوط عدد من الضحايا”.
يشار إلى أن ريفي محافظة دير الزور الغربي والشرقي باتا خارج سيطرة القوات الحكومية منذ عدة أشهر، وبقي تواجد القوات الحكومية في بعض المناطق ضمن المدينة ومنها المطار الذي يتم استهداف بعض أحياء المدينة من خلاله.
ويشكل المطار هدفا دائما لهجمات الجيش السوري الحر.
أوباما: لو ثبت استخدام أسلحة كيماوية في سوريا سوف” تتغير قواعد اللعبة“
الحكومة والمعارضة في سوريا تتبادلات الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.
تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإجراء “تحقيقات نشطة” في تقارير أفادت باستخدام أسلحة كيماوية في سوريا، محذرا من أن ذلك “سيغير قواعد اللعبة” بالنسبة للسياسة الأمريكية لو ثبت استخدام هذه الأسلحة.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس الأمريكي بملك الأردن عبدالله الثاني في البيت الأبيض الجمعه.
وقال أوباما إن “هناك أدلة على استخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين في سوريا طبقا لعملية تقييم أولية استندت إلى معلومات تم جمعها بواسطة أجهزتنا الاستخباراتية”.
وأضاف “لدينا درجات متفاوتة من الثقة بشأن استخدام هذه الأسلحة فعليا لكن لدينا أيضا عدد من التساؤلات حول الكيفية والمكان والزمان الذي استخدمت فيه”.
لكن مسئوولين سوريين نفوا هذه المزاعم.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن وزير الإعلام عمران الزعبي قوله إن الاتهامات الغربية لا تتمتع بأي قدر من المصداقية.
“غير مُحكم”
و شدد أوباما على أنه مازالت هناك حاجة لمزيد من الأدلة وهو ما يتطلب اجراء تحقيقات نشطة في ذلك مضيفا أن ذلك سيكون تغييرا لقواعد اللعبه.
وتابع “من المروع استخدام قذائف الهاون ضد المدنيين وقتلهم بلا تمييز لكن وجود احتمال لاستخدام اسلحة دمار شامل يعد تخطيا لخط احمر جديد في إطار الأعراف والقوانين الدولية”.
وقال “يتعين علينا، ليس الولايات المتحدة فقط بل العالم أجمع، التسليم بأن استخدام مثل هذه الاسلحة بشكل منهجي ضد المدنيين يعد أمرا غير مقبول أو غير مسموح به”.
وتتبادل الحكومة والمعارضة المسلحة في سوريا الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين.
وذكر المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني أنه ليس هناك جدولا زمنيا للتحقق من ذلك مشيرا إلى أن الأدلة “غير محكمة” مشددا على أن كافة الخيارات “مازالت مطروحة”.
يذكر أن المجتمع الدولي قد يتحرك في اتجاه تسليح المعارضة لكن هناك مخاوف من وقوع الاسلحة في أيدي “عناصر متشددة” أو فرض منطقة حظر جوي وهو ما قد يتطلب عملية عسكرية كبيرة مسبقة في سوريا.
وقال ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني لبي بي سي في وقت سابق الجمعه إنه يبدو أن ثمة “جريمة حرب” تم ارتكابها في سوريا.
كانت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية أشارتا إلى وجود أدلة على استخدام أسلحة من هذا النوع مثل غاز الأعصاب (السارين).
ووفقا للأمم المتحدة، فقد لقي نحو 70.000 شخص مصرعهم منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد عام 2011.
BBC © 2013
“نداء عاجل” لسوريا للسماح بدخول فريق دولي للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية
الحكومة والمعارضة المسلحة في سوريا يتبادلان الاتهامات باستخدام أسلحة كيميائية.
وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ما وصف بنداء عاجل إلى الحكومة السورية بالسماح بدخول فريق دولي سوريا للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيمائية في الصراع الدائر في البلاد.
وقالت الحكومة السورية إنها مستعدة لاستقبال فريق التحقيق شريطة إن يقتصر عمله على منطقة خان العسل، قرب حلب.
وجاء نداء بان بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة أن لديها “بعض الثقة” في أنه ربما يكون الجيش السوري قد استخدم أسلحة كيماوية محظورة ضد معارضيه المسلحين والمدنيين.
وقال مارتن نيسيركي، المتحدث باسم بان في بيان رسمي الخميس إن “بعثة التحقيق جاهزة للانتشار في غضون 24 إلى 48 ساعة”.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة لاتزال تنتظر موافقة دمشق على دخول المحققين الأراضي السورية.
معلومات ليست كافية
وأضاف نيسيركي أن الأمين العام “يأخذ على محمل الجد التقييم” الذي أجراه البيت الابيض بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية المحتمل في سوريا .
وكشف المتحدث أن مسؤولين من الأمم المتحدة “كانوا على اتصال مع السلطات الأمريكية في ما خص آخر التطورات” في هذه القضية.
وقالت الإدارة الأمريكية للمرة الأولى الخميس إن الجيش السوري ربما استخدم أسلحة كيميائية في النزاع الدائر بينه وبين مقاتلي المعارضة.
غير أنها أقرت بأن معلوماتها الاستخبارية ليست كافية للجزم بهذا الشأن.
كانت الأمم المتحدة قد كلفت في 26 آذار/ مارس الماضي العالم السويدي البروفسور اكي سيلستروم بقيادة فريق خبراء للتحقق مما إذا كان تم استخدام الأسلحة كيميائية من جانب الحكومة أو المعارضة في سوريا.
ويتبادل الطرفان الاتهامات باستخدام هذه الأسلحة.
واتهم فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، الأمم المتحدة بأنها هى التي عرقلت مهمة المحققين.
“نار الإرهاب”
وقال في مقابلة مع وكالة رويترز إن دمشق “أعطت موافقتها الأولية للأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في منطقة خان العسل قرب حلب لكن الأمور تعقدت عندما أرادت المنظمة الدولية توسيع نطاق التحقيق ليشمل مزاعم أخرى”.
وقال “نحن مستعدون لاستقبال الفريق فورا للتحقيق في حالة حلب وتوفير جميع خدمات الدعم والمساعدة والحماية اللازمة وتتحمل الأمانة العامة للأمم المتحدة المسؤولية إذا لم يصل هذا الوفد إلى سوريا.”
واتهم المقداد، سفير سوريا السابق لدى الأمم المتحدة ، بريطانيا وفرنسا بمحاولة تعقيد تحقيق الأمم المتحدة للحيلولة دون ظهور أدلة على استخدام المعارضين لقذائف كيماوية لكنه لم يقدم دليلا على هذه المزاعم”.
وحذر المسؤول السوري من أن دعم واشنطن للمعارضة المسلحة قد يؤدي إلى مزيد من الهجمات على الأراضي الأمريكية مثل هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.
وقال إن المقاتلين الإسلاميين سينشرون “نار الإرهاب” في أنحاء العالم.
ميدانيا قالت مصادر المعارضة في سورية إن أكثر من مئة شخص قتلوا الخميس أغلبهم في دمشق وريفها وحماة.
وقالت المصادر إن الطيران الحربي قصف مناطق في اللاذقية وريفها. الاردن يدعو مجلس الامن للتدخل لتخفيف عبء اللاجئين السوريين.
BBC © 2013