أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 28 نيسان 2012

جمعة «اقترب النصر»: مئات التظاهرات ومسلسل تفجيرات

نيويورك – راغدة درغام؛ واشنطن – جويس كرم

دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – هزت سلسلة انفجارات وسط العاصمة السورية دمشق امس، فيما تظاهر عشرات الآلاف في عدد من المدن تلبية لدعوة «اتحاد تنسيقيات الثورة» للتظاهر تحت شعار «أتى امر الله فلا تستعجلوه… صبراً سورية اقترب النصر». ولم تمنع اعمال القمع والقصف التي تعرضت لها هذه المدن سكانها من الخروج في تظاهرات حاشدة مطالبين بسقوط النظام. وترافق ذلك مع اتهامات دولية وأوروبية لدمشق بعدم احترام التزاماتها لجهة سحب آلياتها العسكرية وقواتها من الاماكن السكنية تطبيقاً لخطة المبعوث الخاص كوفي أنان التي وافق عليها النظام والمعارضة.

ووقع أكبر الانفجارات في دمشق في حي الميدان، وقالت وكالة الانباء الرسمية «سانا»، إن انتحارياً «إرهابياً» نفذه وأسفر عن مقتل تسعة اشخاص وأوقع ثلاثين جريحاً. وبث التلفزيون السوري صوراً لمكان الانفجار تحت جسر في حي الميدان امام مسجد زين العابدين الذي يخرج منه المصلون عادة بعد صلاة الجمعة في تظاهرات معادية للنظام، وكان هذا الحي شهد انفجاراً سابقاً في 6 كانون الثاني (يناير) الماضي أدى الى سقوط 26 قتيلاً. وبدت في الصور التي بثها التلفزيون آثار دماء وأشلاء بشرية للضحايا وحافلة صغيرة تعرض زجاجها للكسر.

كما انفجرت سيارة اخرى امس في حي الصناعة الواقع على اطراف العاصمة السورية، قرب شركة النقل الداخلي الحكومية، وهي شركة تقوم باصاتها بنقل قوات الأمن إلى مواقع المواجهات والتظاهرات.

وفي حلب، خرج آلاف الأشخاص في تظاهرات عدة جابت شوارع المدينة، وراوحت أعداد المشاركين فيها بين المئات والآلاف، وسُجلت اكبر التظاهرات في حيي الشعار ومساكن هنانو. وفي حماة، التي كانت في الايام الاخيرة مسرحاً لعمليات عسكرية أسفرت عن مقتل وجرح عشرات الأشخاص، خرجت تظاهرات في مختلف أحيائها، لاسيما حي المشاع، الذي تعرض لقصف من القوات النظامية قبل يومين أسفر عن مقتل وجرح العشرات. وأظهر احد مقاطع الفيديو التي بثها ناشطون، متظاهرين في حي الملعب في حماة وهم يحملون لافتة كتب عليها «فقط في سورية لجنة المراقبين عون للظالمين».

وفي الزبداني قرب دمشق، خرجت تظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة نادت بإسقاط النظام وهتفت للمدن المحاصرة، وقال ناشطون ان حجم التظاهرات كان مفاجئاً «رغم الانتشار الكثيف للأمن في الشوارع وتقطيع الأوصال بين أحياء الزبداني وانتشار حواجز الجيش في كل مكان».

وفي دير الزور خرجت تظاهرات حاشدة في أحياء الجبيلة والحميدية وحي المطار، كما خرجت تظاهرة حاشدة وسط مدينة الدرباسية وأخرى في عامودا ذات الغالبية الكردية والتابعة لمدينة الحسكة، الى جانب تظاهرات في عدة أحياء من مدينة القامشلي والبوكمال.

في هذا الوقت تابع المراقبون الدوليون جولاتهم الميدانية امس، وقاموا بزيارة مدينة إدلب برفقة عدد من سيارات قوات الامن والتقوا المحافظ، كما زار وفد آخر أحياء حمص القديمة ومنطقة المطاحن. ويتواجد اثنان من المراقبين بصورة دائمة في كل من حمص وحماة ودرعا.

وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، أعلنت في تقرير امس أن اكثر من 65 ألف سوري فروا من بلادهم منذ بدء الحركة الاحتجاجية قبل 14 شهراً، وتوجه معظمهم الى تركيا ولبنان. وذكر التقرير أن عدد اللاجئين في الدول المجاورة لسورية وصل الى 65070 بينهم نحو 50 ألفاً سجلوا بياناتهم لدى الامم المتحدة. وأوضح ان هناك نحو 24 ألف لاجئ في تركيا، ونحو 22 ألفاً في لبنان، وحوالى 16 الفاً في الأردن، وأكثر من ثلاثة آلاف في العراق.

وفي بيروت، قالت مصادر أمنية لـ «الحياة»، إن القوات البحرية في الجيش اللبناني والبحرية التابعة لقوات الأمم المتحدة (يونيفيل) أوقفت سفينة تحمل اسم «لطف الله-2»، بعد اشتباهها بأنها تحمل أسلحة رشاشة ومدافع تردّد انها قادمة من مرفأ الإسكندرية الى مرفأ طرابلس.

وإذ ذكرت محطات تلفزة أن الجيش اقتاد السفينة الى الشاطئ اللبناني وعمد الى تفتيشها، قال مصدر أمني لـ «الحياة»، إن السفينة تحمل أسلحة، لكن اعلان الكميات ونوع الأسلحة يتطلب استكمال التحقيقات وبعدها يصدر بيان تفصيلي في هذا الشأن.

وأشارت وسائل إعلامية الى أن الأسلحة قد تكون منقولة لصالح المجموعات المسلحة في سورية، وأن السفينة اقتيدت الى أحد المرافئ وهي في المياه الإقليمية شمال لبنان.

وذكر «تلفزيون لبنان» الرسمي، أن صاحب الباخرة، التي كانت قادمة من ليبيا (على أنها تحمل محركات وزيوتاً) عبر الإسكندرية، هو سوري الجنسية يدعى محمد خفاجة، وان الوكيل البحري هو أحمد برنار، وتم توقيفه أيضاً بعدما تردد ان في الباخرة حمولة أسلحة الى سورية.

وأصيبت اللبنانيتان ندى وخولة الأطرش بطلقات نارية ليل أول من أمس فيما كانتا في حافلة في منطقة مشاريع القاع في البقاع اللبناني على الحدود مع سورية. وذكرت المعلومات ان الرصاص جاء من الجهة السورية للحدود. وجرت في عدد من المناطق في لبنان تظاهرات تضامن مع الثورة السورية بعد صلاة الجمعة.

وفي نيويورك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن الحكومة السورية الآن هي في «موقع المنتهِك لقرارين لمجلس الأمن أقرّا خطة سلام دولية». وقال بان إن على النظام السوري «أن يطبق التزاماته فوراً بموجب القرارين وتطبيق خطة المبعوث المشترك كوفي أنان كاملة، بما فيها الانتقال السياسي». وقال إنه «ما لم يفعل النظام ذلك ولم يتمكن أنان من تحقيق تقدم، فإننا سنعود الى مجلس الأمن لمناقشة عمل فوري وقوي». وأضاف: «سنواصل حث المعارضة على التقيد بوقف النار والعمل مع المبعوث الخاص على التوصل الى حل سياسي».

وتفاوتت ردود الأفعال في مجلس الأمن حول قرار جامعة الدول العربية في اجتماعها الخميس. وأشار أعضاء في المجلس الى أنهم «لا يعرفون ماذا يريد العرب بالتحديد باستثناء تأكيدهم على أن أنان هو مبعوث مشترك، وعلى قرار جامعة الدول العربية في ٢٢ كانون الثاني (يناير)». وأضافت مصادر المجلس: «ماذا قصدت جامعة الدول العربية بالطلب من مجلس الأمن حماية المدنيين؟ وهل يريدون ممرات آمنة؟». ولفتت الى أن «ثمة لغطاً حول ما اذا كانت جامعة الدول العربية تريد من مجلس الأمن تبني قرار تحت الفصل السابع لحماية المدنيين في سورية».

وأثار أعضاء في مجلس الأمن مسألة الموازنة التي تقدم بها أنان لمهمته للعام ٢٠١٢ والتي ناهزت ٨ ملايين دولار، وطرحت تساؤلات عما إذا كانت الأمم المتحدة هي الجهة الوحيدة التي ستمول المهمة أم بالمشاركة مع جامعة الدول العربية، باعتبار أن أنان مبعوث مشترك. ولفتت مصادر مجلس الأمن الى «مآخذ على المبعوث الخاص، لأنه يتصرف باستقلالية مفرطة»، باعتبار أن ولايته تستند الى قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة وليس مجلس الأمن.

وبدأت طليعة بعثة المراقبين الدوليين في سورية بتوجيه التقارير الى الأمم المتحدة والتي وصفها بان كي مون بأنها «تثير التخوف البالغ»، فيما تستعد الدفعة الأولى من البعثة المعززة «أنسميس» للوصول الى سورية بحلول الإثنين، وفق ما قال المتحدث باسم بان كي مون، برفقة قائد البعثة النروجي روبرت مود الموجود في جنيف اليوم استعداداً للانتقال الى دمشق. وقالت مصادر في مجلس الأمن إن مود سيعمل على التوصل مع الحكومة السورية الى توقيع اتفاق بروتوكول نهائي على نشر كامل عديد بعثة «أنسميس» عملاً بالقرار ٢٠٤٣. وأضافت أنه سيعمل على «حل القضايا التي لا تزال عالقة مع الجانب السوري في ما يتعلق بالقدرات الجوية لبعثة أنسميس وما إذا كانت ستتولى الحكومة السورية تقديمها، ما يرتبط برفض دمشق مشاركة عدد من الجنسيات في البعثة».

وحذر بان كي مون من عدم تأمين «الظروف المناسبة في سورية لكي تعمل بعثة المراقبين الدولية بفعالية فوراً». وطلب من الحكومة السورية أن «تنفذ التزاماتها المتعلقة بسحب جنودها من المراكز السكنية الى الثكنات فوراً ووقف استخدام السلاح الثقيل». وأعرب عن «تخوفه البالغ حيال استمرار وجود السلاح الثقيل والأعتدة العسكرية والجنود في المراكز السكنية بحسب ما أفاد المراقبون». وشدد بان على أن ذلك «يتعارض مع التزامات الحكومة السورية». ودعا الأطراف كافة، وخصوصاً الحكومة السورية، الى وقف العنف وتأمين الظروف المواتية لنشر بعثة المراقبين لتأدية عملهم بفعالية.

وأعلن بان أنه عين الجنرال روبرت مود النروجي الجنسية قائداً لبعثة المراقبين في سورية «أنسميس» اعتباراً من أمس الأول الجمعة. وقبل توليه منصبه، كان مود مفتشاً عاماً لشؤون قدامي المحاربين في الجيش النروجي منذ العام ٢٠١١. وقبل ذلك كان قائد منظمة مراقبة الهدنة بين إسرائيل والدول العربية منذ العام ٢٠٠٩. كما أنه تولى مناصب قيادية رفيعة في عدد من بعثات الأمم حفظ السلام في لبنان (اليونيفيل) وكوسوفو (كفور). وتخرج مود المولود في النروج عام ١٩٥٨، بشهادة ماجستير في الدراسات العسكرية من جامعة البحرية الأميركية في الولايات المتحدة وشارك في عدد من المعاهد العسكرية، بينها كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو.

وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الابيض جون ايرنست ان الولايات المتحدة تشعر بالإحباط لعدم وفاء دمشق بتعهداتها بالالتزام بخطة السلام التي تحظى بتأييد الأمم المتحدة، مضيفاً ان واشطن ستكثف الضغوط على الرئيس السوري بشار الاسد.

وأكد مسؤولان في الادارة ألأميركية، أن خطة المبعوث الدولي كوفي أنان «تفشل»، وأنه في حال تقدمت تركيا بطلب من حلف شمال الأطلسي لإقامة منطقة عازلة، فإن الحلف مجبر على درس المسألة. وقال كل من نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية كاثلين هيكس، والمسؤول الأعلى في مجلس الأمن القومي ديريك شالوت خلال جلسة استماع أمام الكونغرس مساء اول امس الخميس، أن أنان نفسه قلق جداً حول خطته». وأقر شالوت بأن «نسبة العنف في ارتفاع»، وأن انتهاكات النظام مجحفة ومستمرة للمهة خبراء الأدلة الجنائية يبحثون مخلفات تفجير في حي الميدان بدمشق. (ا ف ب).jpg الدولية.

وأمام أسئلة السناتور الجمهوري جون ماكين الذي انتقد داء ادارة أوباما وعدم اتخاذها دوراً قيادياً في الملف السوري، اعتبرت هيكس أن «الولايات المتحدة تقود ديبلوماسياً»، ونوهت بمجموعة «أصدقاء سورية»، قبل أن يقاطعها ماكين بالقول: «نحن لا نقود أصدقاء سورية، على الأقل بالنسبة إليهم، كوني اجتمعت بهم». وقالت هيكس أن البنتاغون يخطط لاحتمال طلب الولايات المتحدة المشاركة في مهمة انشاء مناطق عازلة على الحدود التركية-السورية، مشيرة الى «أننا نقوم بالكثير من التخطيط لسيناريوهات واسعة النطاق، بينها قدرتنا على مساعدة حلفائنا وشركائنا على الحدود». غير أن شالوت أوضح أن «تركيا لم تطلب البحث داخل الناتو بعدُ حول انشاء مناطق آمنة داخل سورية، والذي يتطلب دعماً عسكريا». وأضاف أنه «في حال طلبت تركيا هذا الأمر، فإن الناتو مجبر على بحث المسألة».

سلسلة انفجارات تهز سورية … و11 قتيلاً في تفجيرين في دمشق

دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – هزت سلسلة انفجارات سورية امس، استهدفت خصوصاً العاصمة دمشق، التي سقط فيها ما لا يقل عن 11 شخصاً على الأقل، كما انفجرت عبوتان ناسفتان في طرطوس أسفرتا عن سقوط جرحى، فيما تم تفكيك عبوات ناسفة في حلب ودير الزور بحسب ما اعلنت السلطات السورية امس. واتهم النظام السوري «المجموعات الإرهابية المسلحة»، بالوقوف وراء التفجيرات، فيما قال ناشطون ومعارضون ان النظام يشن الهجمات كي يدعم روايته الرسمية بأنه يواجه «ارهابيين»، معربين عن دهشتهم لكون التفجيرات وقعت في اماكن معروف انها معارِضة للنظام وتخرج فيها تظاهرات دورية مناوئة للسلطات. ولم يصدر تعليق فوري من قبل بعثة المراقبين في سورية.

وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بوقوع تفجير عبوات ناسفة في مناطق عدة في البلاد، اضافة الى «تفجير ارهابي انتحاري» في حي الميدان في دمشق ادى الى سقوط تسعة اشخاص وعشرات الجرحى.

واوضحت ان «تفجيراً إرهابياً انتحارياً وقع امس قرب جامع زين العابدين ومدرسة عائشة الصديقة في حي الميدان في دمشق، اذ افادت المعلومات الاولية بوقوع 9 شهداء وعشرات الجرحى من المدنيين وقوات حفظ النظام، إضافة إلى أشلاء في محفظتين طبيتين» يعتقد انهما للمنفذين.

وبث التلفزيون السوري صوراً لأشلاء الضحايا والجرحي في مكان التفجير.

وتابعت الوكالة الرسمية أن «المجموعات الإرهابية المسلحة واصلت أعمالها الإجرامية وعمليات القتل والخطف وتفجير العبوات الناسفة والاعتداء على المدنيين وقوات حفظ النظام والممتلكات العامة والخاصة، اذ انفجرت عبوة ناسفة زرعتها إحدى المجموعات الإرهابية المسلحة في سيارة شرطة يقودها المهندس ايمن شوحة الذي كان برفقة والديه صباح امس، في منطقة الزاهرة الجديدة شرق الميدان». ونقلت عن مصدر في شرطة دمشق، أن «العبوة كانت ملصقة في أسفل السيارة من جهة اليسار ما اسفر عن اصابة والد المهندس شوحة ووالدته».

وتابعت «سانا»: «أصيب مدنيان بجروح في انفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة على اوتوستراد العدوي في دمشق». ونقل مراسل الوكالة عن مصدر في شرطة المحافظة قوله إن «الانفجار الذي وقع بالقرب من الطريق المؤدي إلى كلية الزراعة أدى إلى إصابة المواطنين أديب كامل وسعيد محمد مسلماني وإلحاق أضرار مادية بالسيارات المارة في المكان».

كما اشارت (سانا) الى ان «عبوة ناسفة انفجرت فجر امس، زرعتها المجموعات الارهابية المسلحة بجانب عمود انارة في منطقة القابون» في العاصمة السورية، وان «الاضرار الناجمة من الانفجار اقتصرت على الماديات حيث سقط العمود واقتلع جزءاً من المنصف الحديدي بين شارعين».

وتابعت الوكالة ان «خمسة عناصر من قوات حفظ النظام أصيبوا بانفجار عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة ارهابية مسلحة بين الكورنيش البحري وتل نفوس في حي القبيات في طرطوس في شمال غربي البلاد». ونقل مراسل «سانا» عن مصدر في محافظة طرطوس قوله ان «الانفجار أدى إلى اصابة العناصر أحمد محمود وأدهم حمود وأديب مجر وبراء علي ونبيل غانم. وفككت وحدات الهندسة عبوة ناسفة ثالثة كانت مزروعة بالقرب من منطقة الانفجار».

وأشارت «سانا» الى ان «الجهات المختصة فككت عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة ارهابية مسلحة في الحديقة المجاورة لدوار المدلجي في مدينة دير الزور (شمال شرق)». ونقل مراسل «سانا» عن مصدر في المحافظة قوله ان وزن العبوة الأولى 20 كغ والثانية 30 كغ كانتا معدتين للتفجير من بُعد.

وفي حلب في شمال سورية، قالت الوكالة ان «وحدات الهندسة فككت الليلة الماضية عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعات ارهابية مسلحة في المدينة».

وعن التفجير في حى الميدان في دمشق، قال ناشطون ان المنطقة عادةً ما يتجمع فيها متظاهرون مناهضون للنظام، متحدثين عن بقع من الدماء وأشلاء لجثث متناثرة على الأرض، بينما كانت سيارات الإسعاف تهرع إلى موقع الانفجار.

وافاد النشطاء أن الانفجار وقع مع خروج المصلين من جامع زين العابدين. وقال ناشط يعيش في حي الميدان واسمه مار رام لرويترز: «سمعت دوي انفجار كبير… شعرت أنني أهتز وأعتقد أن الجميع في دمشق سمعوه بالتأكيد».

وأضاف: «نسمع الكثير من الانفجارات في دمشق في الآونة الاخيرة… يبدو أن (المعارضين) وقوات الأسد بدأوا في الاشتباك داخل دمشق أيضاً».

وقالت قناة الإخبارية السورية إن مراسليها سمعوا إطلاق نيران اثناء تصوير الأضرار الناجمة عن الانفجار. وعرضت لقطة لشخص يرتدي ملابس الجيش محمولاً من موقع الانفجار واشلاء متناثرة في الشارع. وقال نشطاء إن الانفجار استهدف حافلة بها أفراد ميليشيا موالية للنظام نقلوا إلى المنطقة لإخماد احتجاجات المعارضين. وقال رام: «أعتقد أنه (التفجير) من تدبير النظام، لأنه وقع بالقرب من مسجد والناس يخرجون للاحتجاج يوم الجمعة وهم يريدون أن يخيفوهم». وأضاف: «لكن للأمانة قد يكون الانفجار من عمل الجيش السوري الحر في إطار محاولته لاستهداف قوات الامن أو سيارة دورية. لا يريدون أن يعتقد النظام أن دمشق مدينته وأنه يمكنه أن يكون مرتاحاً ومحصناً هنا».

وقال ناشط آخر إنه كان في طريقه إلى جامع زين العابدين عندما سمع دوي الانفجار.

وأضاف: «كان عالياً، ثم مرت سيارات الإسعاف بسرعة من أمامنا… استطعت أن أرى أشلاء على الأرض وتحطمت واجهة مطعم. وكان الناس يصرخون».

وافاد ناشطون على صفحة «الثورة السورية ضد (الرئيس السوري) بشار الاسد 2011» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أن «الحصيلة الأولية تشير الى وقوع ضحايا بعد انفجار سيارة في حي الصناعة الدمشقي»، مشيرين الى ان «سيارات الاسعاف تهرع الى المكان فيما تقيم عصابات الأمن حواجز في المنطقة، وتمنع دخول وخروج أي شخص».

وأوضح الناشطون ان التفجير «حصل بجانب شركة النقل الداخلي الحكومية».

ووزع ناشطون من حي الميدان الدمشقي صورة على الانترنت للسيارة المنفجرة، تظهر إصابتها بأضرار متوسطة.

وبث التلفزيون الرسمي صوراً لمكان الانفجار تحت جسر الميدان، الذي شهد انفجاراً سابقاً في السادس من كانون الثاني (يناير) وأوقع 26 قتيلاً.

وبدت في الصور آثار دماء وأشلاء بشرية للضحايا وحافلة صغيرة تعرّض زجاجها للكسر.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان، أن انفجاراً «هز المنطقة الصناعية بدمشق»، مشيراً الى وقوع الانفجار «قرب شركة النقل الداخلي الحكومية».

-وكانت عبوة ناسفة انفجرت في سيارة في وسط العاصمة السورية الثلثاء ما اسفر عن اصابة ثلاثة اشخاص بجروح، بحسب ما ذكرت قناة «الإخبارية» السورية.

وتسببت قنبلة انفجرت على بُعد امتار من المكان في بداية نيسان (ابريل) بإصابات وأضرار مادية. ووقعت تفجيرات عدة في دمشق خلال الاشهر الاخيرة، كان آخرَها انفجاران قويان وقعا قرب مركزين امنيين في دمشق في 18 اذار (مارس) الماضي، ما اسفر عن مقتل 27 شخصاً وجرح 140 آخرين، وفق وزارة الداخلية. وتنسب السلطات السورية الاضطرابات التي تعيشها البلاد الى «مجموعات ارهابية مسلحة» تتهمها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في اطار «مؤامرة» يدعمها الخارج.

ناشطات سوريات يطلبن من فرنسا «آلية» لحماية المدنيين

باريس – رندة تقي الدين

قالت الناشطة السورية ريما فليحان في تصريحات إلى «الحياة» بعد لقائها وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه مع الناشطتين سمر يزبك وسهير أتاسي، إن الناشطات «تحدثن مع الوزير الفرنسي حول الخيارات اذا فشلت خطة (المبعوث الاممي كوفي) أنان وطالبن بضرورة حماية المدنيين، وقلنا له إن خيارنا الاول سلمي، ولكن في حال فشل هذا الخيار لا يمكن ان يستمر حمام الدماء في سورية».

وتابعت فليحان: «لذلك طالبنا بايجاد آلية لحماية المدنيين، وقلنا بشكل واضح اننا لا نريد سيناريو على الطريقة العراقية. وقد تطرقنا الى موضوع انشاء منطقة آمنة وممرات انسانية». وعن مكان هذه الممرات الآمنة، قالت: «ينبغي ان تكون في المناطق المنكوبة، ولكن خيارنا الأول الآن هو الضغط على النظام لوقف إطلاق النار وإيجاد آلية سلمية لنقل السلطة، وفي حال استمر النظام في القتل ينبغي أن تكون آلية اخرى».وعن المعارضة ضد النظام السوري، قالت: «عدد كبير من جميع الطوائف اصبح ضده، وعددهم أكبر بكثير من الذين مازالوا يؤيدونه، حتى الدروز والاقليات. ربما هناك صامتون، لكن هذا لا يعني انهم يؤيدون النظام، انهم خائفون من ردة فعل النظام او من المستقبل».

وعن التفجير الذي حدث في حي الميدان في دمشق امس، قالت الناشطة السورية: «الميدان منطقة ساخنة من حيث التظاهرات… واهالي الميدان كلهم ضد النظام. على فرض ان المعارضة المسلحة وراء التفجير، فلماذا لم تقم بالتفجير في منطقة موالية للنظام؟ هذا من باب المنطق. من ارتكب هذا التفجير هو جهة تريد ان ترعب المنطقة كي لا تخرج التظاهرات فيها، والنظام منذ البداية نهج هذه السلوك».

4 انفجارات هزّت دمشق وتمركز مراقبين في درعا

واشنطن تعتزم زيادة الضغوط على الأسد

    واشنطن – هشام ملحم / العواصم الاخرى – الوكالات

خروج عشرات الآلاف في تظاهرات الجمعة في أنحاء سوريا

موسكو تحمّل المعارضة السورية مسؤولية الاستفزازات والتفجيرات

في خرق جديد للهدنة الهشة في سوريا، فجر انتحاري كان يحمل حزاماً ناسفاً نفسه قرب مسجد زين العابدين في حي الميدان بوسط دمشق مما أوقع تسعة قتلى و26 جريحاً. ونسبت السلطات التفجير الى  “المجموعات الإرهابية التكفيرية”. وتحدثت وسائل إعلام حكومية سورية عن ثلاثة انفجارات أخرى اصغر في دمشق أصيب فيها أربعة اشخاص. وقالت إن خمسة من رجال الشرطة أصيبوا في انفجارين بمدينة طرطوس الساحلية.

وعلى غرار كل يوم جمعة منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الرئيس بشار الاسد قبل 13 شهراً، تظاهر عشرات الآلاف من الاشخاص في مدن وبلدات سورية. وواصل المراقبون الدوليون الذين سيصل عددهم بحلول نهاية نيسان الى 30 مراقباً جولاتهم الميدانية. وتمركز اثنان منهم بصفة دائمة في مدينة درعا بعدما كان اربعة اخرون تمركزوا في الايام الاخيرة في مدينتي حمص وحماه.

وعيّن الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون الجنرال النروجي روبرت مود (54 سنة) على راس مهمة المراقبين الدوليين في سوريا. وسيقود مود، الذي هو في طريقه الى دمشق، فريقاً من 300 عسكري غير مسلحين سمح مجلس الامن السبت الماضي بنشرهم لفترة اولية ثلاثة اشهر لمراقبة وقف النار الذي دخل حيز التنفيذ في 12 نيسان.

وسبق لمود ان تولى بين عامي 2009 و2011  رئاسة هيئة الامم المتحدة المكلفة مراقبة الهدنة في الشرق الاوسط. وخدم مرتين داخل قوة حفظ السلام في كوسوفو في 1991، 2000 و2002 قبل ان يصير رئيسا لهيئة اركان الجيش النروجي في 2005. وخدم ايضاً داخل الوحدة النروجية في القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان “اليونيفيل” في 1989- 1990. وهو متأهل واب لولد واحد.

الموقف الأميركي

وفي واشنطن، أبدت الادارة الاميركية مجدداً استياءها من دمشق، لإخفاقها في تنفيذ خطة المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان، وتعهدت مواصلة الضغط على نظام الرئيس الاسد وتحميله مسؤولية هذا الاخفاق. وكرر نائب الناطق باسم البيت الابيض جوشوا ايرنست “ادانة قتل المدنيين”، كما اعرب عن قلق البيت الابيض من احتمال ان تؤدي الازمة السورية الى اضطرابات في انحاء المنطقة. واضاف: “نعتزم زيادة الضغوط الدولية على نظام الاسد وحضهم بأقوى لهجة ممكنة على تنفيذ تعهداتهم بالنسبة الى خطة انان”.

الى ذلك، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند بأن سوريا لم تنفّذ خطة انان حتى الآن، وان حكومتها تحض الامم المتحدة على بذل كل ما في وسعها للتعجيل في ارسال المراقبين الى سوريا، مكررة ان للمراقبين دوراً حيوياً في رصد ما يحدث على الارض في سوريا والافساح في المجال للسوريين ليعبروا عن انفسهم سلمياً. واتهمت نظام الاسد بأنه يقوم بالقسط الاكبر من انتهاك وقف النار اذ يواصل القصف المدفعي والهجمات واعتقال المعارضين فور مغادرة المراقبين المناطق التي يعاينونها. لكنها قالت ان الناشطين والمعارضين يدافعون عن انفسهم، مشيرة الى احتمال استغلال البعض الاضطرابات، مع اصرارها على “وضع المسؤولية امام باب الاسد لانه لم يوقف مدافعه، ولهذا لا سلام في سوريا”. واكدت ان الولايات المتحدة تراقب ما يحدث على الارض من خلال الاستطلاع الجوي، كما ان واشنطن تواصل اتصالاتها مع الاطراف الذين كان السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد على اتصال بهم في السابق.

واشارت الى ان الامم المتحدة تواصل عملية اختيار المراقبين، ولكن العملية بطيئة لاكثر من سبب، منها صعوبة العثور على الافراد المؤهلين، وكذلك محاولات نظام الاسد عرقلة اختيار مراقبين من بعض الدول المعينة. واملت في زيادة عدد المراقبين الى مئة خلال شهر. وذكّرت بأن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون “قالت بوضوح انه اذا فشلت الخطة نهائياً فإننا سنعود الى الامم المتحدة”.

الموقف الروسي

وعلى نقيض المواقف الغربية، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اعتقاده أن الغرب أدرك أخيراً أنه من المستحيل حل الأزمة السورية في حال تجاهل الموقفين الروسي والصيني.

ورأى أن “الجماعات الاسلامية المتطرفة البعيدة عن الدين التي تستخدم العنف لتحقيق اهدافها تحول دون تسوية الازمة السورية”، مشيراً إلى أنه “كانت هناك انظمة علمانية في الكثير من الدول العربية قبل “الربيع العربي”،  وفي الوقت الحاضر تحل محلها احزاب اسلامية. وانا لا أرى في ذلك اي شيء خطير. ولكن هناك مسألة اخرى، اذ تحاول الجماعات الاسلامية استغلال الاسلام لتحقيق اهدافها بوسائل اخرى، بما في ذلك استخدام العنف”.

وأكد لافروف أن هذا الامر يحول دون تسوية الازمة في سوريا، ذلك أن “الهدنة لم تترسخ بعد نهائياً، وأحد اسباب ذلك هو أن المعارضة السورية تحاول القيام باستفزازات وتفجيرات وعمليات إرهابية وإطلاق النار على أفراد القوات الحكومية والمباني الحكومية لغرض احباط خطة  انان واثارة غضب المجتمع الدولي وتحريضه على التدخل الخارجي”.

وشدد على ضرورة أن يعمل الجميع بنزاهة وشفافية، وقال: “نحن لأسباب مفهومة نتعاون مع الحكومة السورية بشكل أساسي ونحاول إقناعها بأن تتمسك على نحو صارم بالتزاماتها وفقا لخطة انان”.

وجدد معارضة موسكو فرض أي عقوبات على سوريا قائلاً: “ان ذلك ليس خيارا روسيا “، واوضح أن موسكو تؤيد العقوبات في بعض الاحيان حين يتوصل جميع اعضاء مجلس الامن الى الاستنتاج انه من الضروري اتخاذ اجراءات معينة ينص عليها ميثاق الامم المتحدة للتأثير على بلد ما كي يحس بارادة المجتمع الدولي ويغير سلوكه.

راسموسن

وفي روما، جدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن  في مؤتمر صحافي بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، أنه لا نية لدى الحلف للتدخل في سوريا.

وقال :”أبلغ وزير الخارجية التركي (احمد داود) اوغلو  زملاءه (خلال اجتماع وزاء الخارجية للحلف الأسبوع الماضي) عن الوضع في سوريا وعلى الحدود بين البلدين، ومن ثم فإننا نراقب الوضع”.

منظمة العفو

ونددت منظمة العفو الدولية التي تتخذ لندن مقراً لها باستمرار اعمال العنف في سوريا متحدثة عن حصيلة من 362 قتيلا على الاقل منذ بداية مهمة المراقبين الدوليين في 16 من نيسان.

ضبط حمولة أسلحة للمعارضة السورية على متن باخرة اوقفت في لبنان

سلعاتا- (ا ف ب): صادر الجيش اللبناني حمولة ثلاثة مستوعبات من الأسلحة كانت على متن باخرة قادمة من ليبيا ومخصصة للمعارضة السورية، تم اعتراضها وسوقها إلى مرفأ سلعاتا في شمال لبنان، بحسب ما افاد مصدر أمني وكالة فرانس برس السبت.

وأوضح المصدر أن الأسلحة تشمل “رشاشات ثقيلة ومتوسطة وقذائف مدفعية وقذائف وقاذفات ار بي جي وكميات من ال تي ان تي وذخائر”.

وقال مصدر أمني آخر إن الباخرة التي كانت ترفع علم سيراليون حصلت قبل توقيفها ليل الخميس الجمعة على اذن بدخول مرفأ طرابلس في الشمال (18 كيلومترا من سلعاتا).

الا أن الأجهزة الامنية اللبنانية كانت رصدتها قبل أربعة أيام وشككت بحمولتها، فاعترضها سلاح البحرية قبل توقفها في المرفأ واقتادها الى مرفأ سلعاتا حيث قام الجيش بتفتيشها.

واوضح المصدر ان الباخرة (لطف الله-2) كانت انطلقت من ليبيا متجهة إلى لبنان مرورا بمرفأ الاسكندرية في مصر.

وتؤكد السلطات السورية وتقارير أمنية لبنانية ان كميات من السلاح تهرب الى المعارضة السورية المسلحة عبر الحدود اللبنانية التي تنتشر عليها معابر غير شرعية.

واستقدم الجيش ليل الجمعة السبت ثلاث شاحنات حملت صباح السبت بمستوعبات الاسلحة، بحسب المصدر.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس الشاحنات الثلاث تخرج من المرفأ بمواكبة من ثماني سيارات عسكرية رباعية الدفع ومروحية، وقد سلك الموكب الطريق في اتجاه بيروت.

وافادت شاهدة تسكن بالقرب من المكان أن الباخرة غادرت المرفأ صباحا بمواكبة الجيش اللبناني إلى جهة مجهولة.

وقال المصدر الامني انه تم نقل قبطان الباخرة وافراد الطاقم الى مركز استخبارات الجيش في طرابلس للتحقيق معهم.

واشنطن على استعداد للعودة إلى مجلس الأمن اذا فشلت خطة السلام في سوريا

واشنطن- (ا ف ب): حذرت الولايات المتحدة الجمعة من انها على استعداد للعودة إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ عقوبات ضد سوريا اذا افشلت دمشق خطة السلام.

وخطة السلام التي تفاوض بشأنها المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي انان مع نظام الرئيس بشار الأسد تنص على انسحاب القوات والاسلحة الثقيلة من مدن البلاد ووقف لاطلاق النار بين القوات الحكومية والمعارضة بهدف التوصل الى حل سياسي للنزاع المستمر منذ اكثر من عام.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية للصحافيين ان الخطة “تفشل في التوصل الى اهدافها لان الاسد لا يحترم نصف التزاماته في الاتفاق”.

واضافت ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون “قالت بوضوح انه اذا فشلت الخطة نهائيا فاننا سنعود الى الامم المتحدة”.

واكدت المتحدثة ان الولايات المتحدة كانت عبرت عدة مرات عن خشيتها من ان يستغل النظام السوري وقف اطلاق النار الساري رسميا منذ 12 نيسان/ ابريل، لمهاجمة المعارضة وانها على استعداد للعمل على انهاء مهمة المراقبين الدوليين قبل انتهاء فترتها الاولية التي تدوم 90 يوما.

وقالت “بشان فترة التسعين يوما فهي تقدير وضعته الامم المتحدة قبل تقييم المهمة مجددا، لكن من الممكن تماما ان نضطر الى استخلاص الدروس قبل نهاية هذه الفترة”.

وأيدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون خطة انان للسلام، وكذلك روسيا حليف سوريا، لكنها اشارت منذ البداية الى شكوك لجهة فرص نجاحها.

وفي الوقت الذي قتل فيها 11 شخصا وجرح 28 الجمعة في اعتداء انتحاري بسيارة مفخخة بوسط دمشق، قالت نولاند ان الولايات المتحدة ترى ان “الخروقات الاساسية لوقف اطلاق النار تاتي من قوات النظام”.

تفجير انتحاري في حي الميدان في دمشق يقتل تسعة واتهامات دولية واوروبية لسورية بعدم احترام التزاماتها

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: قالت وزارة الداخلية السورية ان تسعة أشخاص قتلوا بينهم أفراد من قوات الامن في تفجير انتحاري قرب مسجد في دمشق الجمعة فيما يمثل ضربة جديدة لوقف اطلاق النار الهش الذي تدعمه الامم المتحدة بين الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة المسلحة التي تسعى إلى الاطاحة به.

جاء ذلك فيما خرج عشرات الالاف للتظاهر في عدد من المدن للمطالبة باسقاط النظام وسط اتهامات دولية واوروبية لدمشق بعدم احترام التزاماتها لجهة سحب آلياتها العسكرية تطبيقا لخطة المبعوث الخاص كوفي عنان التي وافق عليها النظام والمعارضة.

وافادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان انفجارا ‘ارهابيا نفذه انتحاري في حي الميدان وسط العاصمة السورية’ اسفر عن مقتل تسعة وعشرات الجرحى اضافة الى اشلاء في محفظتين طبيتين.

وبث التلفزيون صورا لمكان الانفجار تحت جسر في حي الميدان، الذي شهد انفجارا سابقا في السادس من كانون الثاني (يناير) واوقع 26 قتيلا.

وبدت في الصور اثار دماء واشلاء بشرية للضحايا وحافلة صغيرة تعرض زجاجها للكسر.

وقال ناشط مناهض للأسد لرويترز عبر الهاتف ‘كنا نحاول الذهاب لأداء الصلاة بالمنطقة لكنهم منعونا عند نقطة تفتيش. الأمن لم يسمح لنا بالذهاب لأن هناك احتجاجات دائما’.

وأضاف ‘بعد ذلك سمعنا دوي الانفجار. كان عاليا ثم مرت سيارات الاسعاف بسرعة من أمامنا.. رأيت أشلاء على الأرض وتحطمت واجهة مطعم. وكان الناس يصرخون’.

وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان ‘أقدم إرهابي انتحاري يحمل حزاما ناسفا على تفجير نفسه في الشارع العام بالقرب من مسجد زين العابدين بحي الميدان وسط دمشق وبالتزامن مع خروج المصلين من المسجد’.

كما انفجرت سيارة اخرى في وقت سابق الجمعة في حي الصناعة الواقع على اطراف العاصمة السورية، حسبما افادت مصادر متقاطعة.

وفي دمشق ايضا، اصيب مدنيان صادف وجودهما اثناء انفجار عبوة ناسفة بالقرب من كلية الزراعة، بحسب الوكالة.

يأتي ذلك فيما تظاهر عشرات الاف من الاشخاص في سورية الجمعة للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، بحسب ما افاد ناشطون واظهرت مقاطع بثت على الانترنت.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان ‘عشرات الالاف من الاشخاص تظاهروا الجمعة في اكثر المناطق السورية’.

في حلب (شمال) خرج الاف الاشخاص في تظاهرات عدة جابت شوارع المدينة، وتراوحت اعداد المشاركين فيها بين المئات والالاف، وسجلت اكبر التظاهرات في حيي الشعار ومساكن هنانو بحسب ما افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال مع فرانس برس.

سياسيا، اتهم الاتحاد الاوروبي الجمعة النظام السوري بعدم احترام التزاماته المنصوص عليها في خطة المبعوث كوفي عنان خصوصا لجهة سحب القوات والاسلحة الثقيلة من المدن.

وقال المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون امام الصحافيين ‘نحن قلقون جدا لاستمرار العنف بالرغم من وقف اطلاق النار الذي وافق عليه النظام السوري، ومن الواضح ان النظام السوري لم يف بالتزاماته’.

كما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دمشق الى احترام وعودها بسحب قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن ‘بدون تأخير’.

وذكر بان كي مون من جهة اخرى ‘كافة الاطراف ولا سيما الحكومة السورية، بضرورة ان تضمن الاحترام الفوري لشروط عمل فعال لبعثة المراقبين الدوليين بما في ذلك وقف العنف المسلح’.

وقال المعارض والناشط السياسي وليد البني المقيم في القاهرة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ‘من الواضح ان النظام لا يستطيع تطبيق خطة عنان التي تسمح بالتظاهر السلمي، ما يعني ان ملايين من الناس ستخرج الى الشارع وسيسقط النظام’.

واضاف ‘ما يجري الآن على الارض من (حيث استمرار العنف) متوقع تماما’ مشيرا الى انه ‘من السذاجة الاعتقاد ان النظام سيطبق هذه الخطة’.

وتابع المراقبون الدوليون جولاتهم الميدانية الجمعة، الذي يشهد عادة تظاهرات معارضة منذ اندلاع الاحتجاجات حيث ذكرت الوكالة ان وفد من المراقبين الدوليين قام بزيارة مدينة ادلب والتقى المحافظ، كما زار وفد اخر احياء حمص القديمة ومنطقة المطاحن، دون المزيد من التفاصيل.

وكان فريق المراقبين قرر يوم الجمعة الماضي عدم القيام بجولات ميدانية ‘لتجنب ان يؤدي وجودنا الى تصعيد’، بحسب ما قال يومها رئيس الوفد الكولونيل احمد حميش.

واكد احمد فوزي الناطق باسم موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الجمعة ان حوالى 15 مراقبا من الفريق الطليعي للامم المتحدة سيصلون قبل نهاية نيسان (ابريل) الى هذا البلد لمراقبة وقف اطلاق النار.

وطالب الاخوان المسلمون الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ‘أن يقرن اعلانه عن امتناع حكومة (الرئيس السوري بشار) الاسد عن الالتزام بعملية السلام، باعتبار خطة السيد كوفي عنان منتهية (..) في الوقت الذي يسقط فيه يوميا على ايدي العصابات المارقة عشرات الابرياء’.

كما طالب البيان بان كي مون ايضا ‘بتجميد عضوية سورية في المنظمة الدولية الى حين قيام حكومة معبرة عن ارادة الشعب السوري’ داعيا المجتمع الدولي الى ‘اسقاط اي صفة تمثيلية لبشار الاسد وحكومته ومعاملتهم على انهم مجموعة مارقة اختطفت الدولة والمجتمع في سورية’.

واعتبر البيان ان ‘تمادي المجتمع الدولي في الصمت على جرائم هذه العصابة المارقة، وإعطاءها المهلة تلو المهلة (..) نوع من المشاركة في جرائم التطهير والابادة التي ترتكب بحق الشعب السوري’ .

اشتباكات عنيفة في سوريا بين الجيش النظامي ومنشقين

أ. ف. ب.

دمشق: وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في ريف دمشق واللاذقية السبت، في اليوم الذي يفترض ان يصل فيه الجنرال النروجي روبرت مود الذي عينه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على راس بعثة المراقبين الدوليين، الى دمشق.

في هذا الوقت، اعلن الجيش اللبناني ضبط باخرة سلاح قادمة من ليبيا ومخصصة للمعارضة السورية وعلى متنها رشاشات ثقيلة وقاذفات وقذائف ار بي جي وقذائف مدفعية وكمية من المتفجرات وذخائر.

وتؤكد السلطات السورية وتقارير امنية لبنانية ان كميات من السلاح تهرب الى المعارضة السورية المسلحة عبر الحدود اللبنانية التي تنتشر عليها معابر غير شرعية.

وقتل عشرة مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في ريف دمشق السبت، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار ايضا الى اشتباكات فجرا بين منشقين والقوات النظامية بالقرب من القصر الرئاسي في اللاذقية (غرب).

واوضحت الناشطة سيما نصار من اللاذقية في بريد الكتروني ان “مجموعة من الضباط والمجندين انشقت عن الجيش في قطعة عسكرية قرب القصر الجمهوري في قرية برج اسلام بعتادها واسلحتها، وان امرها انكشف عند خروجها من القطعة، فحصلت اشتباكات كبيرة بالأسلحة المتوسطة” بين الطرفين.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) من جهتها، ان “وحدة عسكرية متمركزة قبالة البحر شمال الاذقية تصدت لمحاولة تسلل مجموعة ارهابية مسلحة من البحر” واشتبكت معها و”اجبرتها على الفرار” بعد مقتل وجرح عدد من افراد الوحدة العسكرية والمجموعة.

من جهة ثانية، افادت الوكالة ان “مجموعة ارهابية مسلحة هاجمت فجر اليوم قوات حفظ النظام في منطقة عفرين (ريف حلب)”، وحصل اشتباك اسفر عن مقتل ثلاثة عناصر و”ارهابيين” اثنين.

وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 19 شخصا في اعمال عنف في سوريا الجمعة، بينهم اثنان في عملية تفجير في حي الميدان في دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فيما قالت السلطات انه من تنفيذ “انتحاري” وتسبب بمقتل شخصين. ووقعت عمليات تفجير اخرى في مناطق اخرى اوقعت عددا من الجرحى.

واستنكر المجلس الوطني السوري المعارض في بيان “هذا الفعل الاجرامي الذي يسعى لمزيد من زعزعة الأمن والاستقرار في بلدنا ويسعى لارهاب شعبنا بأبشع صور الإرهاب والترويع، كما يهدف لإفشال الخطة الدولية التي لم ينفذ منها اي بند حتى الآن، وفرض شروط تحرك شديدة الخطورة والتعقيد على المراقبين الدوليين”.

وطالب “بفتح تحقيق دولي عاجل لكشف المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي”، مؤكدا ان “أصابع النظام القاتل تقف وراء هذه الجرائم”.

وحمل “المجتمع الدولي مسؤولية اتخاذ موقف حاسم يردع النظام”، مشددا على ضرورة اتخاذ “خطوات اضافية من مجلس الأمن الدولي” لفرض احترام خطة انان.

وقتل 362 شخصا على الاقل في سوريا منذ وصول طليعة بعثة المراقبين الدوليين المكلفة من مجلس الامن مراقبة وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في الثاني عشر من نيسان/ابريل والذي يشهد خروقات يومية.

ويتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بخرق وقف النار.

ويوجد حاليا 15 مراقبا في دمشق، بينهم اثنان استقرا في حمص (وسط)، واثنان في حماة (وسط)، واثنان في درعا (جنوب). وقد استقر اثنان في ادلب (شمال غرب) اعتبارا من امس الجمعة، بحسب ما ذكر المسؤول في الامم المتحدة نيراج سينغ لوكالة فرانس برس السبت.

واشار سينغ الى ان “المراقبين الآخرين سيتابعون مهمتهم انطلاقا من دمشق”. وذكرت قناة “الاخبارية” السورية التلفزيونية ان فريق المراقبين زار طرطوس على الساحل (غرب).

ولم تشهد طرطوس اي حوادث تذكر منذ بدء الاضطرابات في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011 التي تسببت حتى الآن بمقتل اكثر من احد عشر الف شخص بحسب المرصد السوري.

ويفترض ان يصل الى دمشق اليوم رئيس بعثة المراقبين التي اقر مجلس الامن الدولي رفع عديدها الى ثلاثمة سينتشرون تباعا على الاراضي السورية للتحقق من وقف اعمال العنف.

واتهمت صحيفة سورية صادرة السبت الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ب”تشجيع الارهابيين”، واخرى الموفد الدولي الخاص كوفي انان بعدم الوفاء بوعوده.

وكتبت صحيفة “الثورة” الرسمية “يستطيع السيد كوفي انان ان يفاخر بتقارير مراقبيه، وبامكان بان كي مون ان يقول ما يشاء، ان يركب الاتهامات كيفما طلب منه.. لكن هل احترم ومعه أنان وعودهما ووفيا بالتزاماتهما؟”.

واضافت “لماذا لم يطلبا سحب هؤلاء الارهابيين؟ لماذا لم يشيرا الى وجودهم.. الى دورهم.. الى الداعمين لهم.. الى مموليهم.. والى القتلة الذين صنعوهم وسمحوا لهم بالتسلل الى شوارعنا، وبالوجود بيننا؟”.

وكتبت صحيفة “تشرين” الحكومية في افتتاحيتها “أن يتجنب مثلا الامين العام للامم المتحدة مؤخرا الحديث عن انتهاكات المجموعات المسلحة ويركز تصويبه المفضوح على سورية كما هي العادة، فهو كمن يشجع هذه المجموعات على الاستمرار بارتكاب المزيد من الجرائم والأعمال الارهابية”.

ووصفت دمشق السبت تصريحات المسؤولين الاتراك حول مسؤولية حلف شمال الاطلسي في حماية حدودهم والتلويح باقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين، بانها “استفزازية” و”منافية” لخطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان.

وعبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الجمعة عن “القلق البالغ ازاء العنف المستمر في سوريا، ما يمثل انتهاكا لوقف اطلاق النار”.

وكررت دعوة “كل الافرقاء الى الوقف الفوري لاي شكل من اشكال العنف”.

وحذرت الولايات المتحدة الجمعة من انها على استعداد للعودة الى مجلس الامن لاتخاذ عقوبات ضد سوريا اذا افشلت دمشق خطة السلام، مشيرة الى ان “الاسد لا يحترم نصف التزاماته في الاتفاق”.

المجلس الوطني: تفجيرات دمشق أسلوب آخر لترويع الشعب

ملهم الحمصي من دمشق

مع قرب نشر المزيد من المراقبين الأمميين (30) مراقباً يوم الاثنين، تصاعدت حدة التفجيرات التي طالت عدة مدن سورية هذه المرة، وضربت بقوة في دمشق العاصمة، مستعيدة ذاكرة الأحداث لدورة العنف، والتي تصاعدت فيها التفجيرات حينها مع قرب وصول المراقبين العرب ضمن خطة الجامعة العربية.

المجلس الوطني السوري وفي بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه، اعتبر أن النظام السوري “لم يكتف بمسلسل الإجرام الذي تمارسه عصاباته ضد الشعب السوري، من قتل واغتصاب وتدمير وتهجير في مختلف المحافظات والمدن، فعاد لأسلوب التفجيرات التي تحصد أرواح السوريين دون تمييز، ويصعب على المراقبين الدوليين حماية المواطنين منها. سلسلة تفجيرات طالت كل من العاصمة دمشق وبانياس سقط فيها عشرات الشهداء وعدد أكبر من الجرحى”.

وأكد البيان أن المجلس الوطني السوري “يستنكر هذا الفعل الإجرامي الذي يسعى لمزيد من زعزعة الأمن والإستقرار في بلدنا، ويسعى لإرهاب شعبنا بأبشع صور الإرهاب والترويع، كما يهدف لإفشال الخطة الدولية التي لم ينفذ منها أي بند حتى الآن، وفرض شروط تحرك شديدة الخطورة والتعقيد على المراقبين الدوليين، والإرتقاء إلى مرحلة متقدمة في سياسية التضليل والخداع”.

كما طالب المجلس الوطني السوري “بفتح تحقيق دولي عاجل لكشف المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي. إننا على يقين بأن أصابع النظام القاتل تقف وراء هذه الجرائم، فمرة أخرى تتم هذه الجرائم في توقيت وظروف وأساليب تعود النظام على استخدامها، ومرة أخرى يكون تلفزيون النظام وكل أدوات تسويق الجريمة حاضرين في موقع الحدث حال وقوعه”.

وأوضح البيان أن هذه الجرائم الإرهابية “لن تثني الشعب السوري البطل عن مضيه حتى النهاية في طريق انتزاع حريته واسقاط هذا النظام المجرم، ولن تحقق ماسبق وكشف عن أن النظام يعد لمثل هذه الجرائم من أجل وضع الشعب السوري أمام خيار صعب بين الأمن والحرية”.

كما حمل المجلس المجتمع الدولي “مسؤولية إتخاذ موقف حسام يردع هذا النظام، ويضرب على يده التي تعبث بأمن وإستقرار سورية والمنطقة، ويفهمه بأنه لا يتمتع برخصة ولا مهلة للقتل، وأن المبادرة الدولية – خطة كوفي عنان لا تمنع، بل هي تحتاج لاتخاذ خطوات إضافية من مجلس الأمن الدولي لفرض احترامها وتنفيذها من قبل النظام الغاشم”.

15 مراقبا للأمم المتحدة حاليا لمراقبة تطبيق وقف إطلاق النار

منذ بداية مهمة المراقبين… عنف سوريا يحصد 362 قتيلا

أ. ف. ب.

رغم أنّ وقف إطلاق النار دخل رسميا حيز التطبيق منذ بداية مهمة المراقبين الدوليين في 16 من نيسان/ابريل، فإنّ حصيلة الضحايا التي تتحدث عنها منظمة العفو الدولية بلغت 362 قتيلا منذ ذلك التاريخ. من جانبها، حذرت واشنطن من انها على استعداد للعودة الى مجلس الامن لاتخاذ عقوبات ضد سوريا.

العنف في سوريا متواصل رغم وجود مراقبين أمميين على الأرض

بيروت: نددت منظمة العفو الدولية الجمعة باستمرار أعمال العنف في سوريا على الرغم من وقف لإطلاق النار دخل رسميا حيز التطبيق، متحدثة عن حصيلة من 362 قتيلا على الاقل منذ بداية مهمة المراقبين الدوليين في 16 من نيسان/ابريل.

وذكرت المنظمة في بيان انها “تلقت اسماء 362 شخصا اعلن مقتلهم منذ أن بدأ مراقبو الأمم المتحدة عملهم في سوريا في 16 نيسان/ابريل”، وندد البيان ايضا بتكثيف اعمال العنف في المدن التي زارها المراقبون للتو.

ويوجد حاليا في سوريا نحو 15 مراقبا للأمم المتحدة لمراقبة تطبيق وقف اطلاق النار الذي دخل رسميا حيز التطبيق في 12 نيسان/ابريل وفقا لخطة الموفد الدولي كوفي انان، لكنه يتعرض للخرق باستمرار.

وبحسب قرار تم تبنيه الاسبوع الماضي، سيتم توسيع هذه المهمة ليصل عديدها الى 300 مراقب غير مسلحين.لكن انتشارهم سيتطلب وقتا. واعلنت الامم المتحدة في الوقت الراهن ان نحو مئة مراقب سيصلون الى سوريا من الان وحتى شهر.

واعلنت آن هاريسون المسؤولة عن الشرق الاوسط في منظمة العفو الدولية في البيان ان “ما ظهر مؤخرا من اعمال عنف تندلع مباشرة اثر زيارة مراقبين، يدل على ضرورة نشر بعثة مراقبين اكثر اهمية بسرعة”.

واضافت ان “على الامم المتحدة ان تتصرف بسرعة لكي يكون لها بحسب ما تسمح الظروف، وجود دائم واكثر اهمية لمراقبين للتحقق من ان كل اوجه خطة كوفي انان يتم احترامها”.

إلى ذلك، حذرت الولايات المتحدة الجمعة من انها على استعداد للعودة الى مجلس الامن الدولي لاتخاذ عقوبات ضد سوريا اذا أفشلت دمشق خطة السلام.

وخطة السلام التي تفاوض بشأنها المبعوث الدولي الى سوريا كوفي انان مع نظام الرئيس بشار الاسد، تنص على انسحاب القوات والاسلحة الثقيلة من مدن البلاد ووقف لإطلاق النار بين القوات الحكومية والمعارضة بهدف التوصل الى حل سياسي للنزاع المستمر منذ اكثر من عام.

وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية للصحافيين ان الخطة “تفشل في التوصل الى اهدافها لان الاسد لا يحترم نصف التزاماته في الاتفاق”.

واضافت ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون “قالت بوضوح إنه اذا فشلت الخطة نهائيا فاننا سنعود الى الامم المتحدة”.

واكدت المتحدثة ان الولايات المتحدة كانت عبرت عدة مرات عن خشيتها من ان يستغل النظام السوري وقف إطلاق النار الساري رسميا منذ 12 نيسان/ابريل، لمهاجمة المعارضة وانها على استعداد للعمل على انهاء مهمة المراقبين الدوليين قبل انتهاء فترتها الاولية التي تدوم 90 يوما.

وقالت “بشأن فترة التسعين يوما فهي تقدير وضعته الامم المتحدة قبل تقييم المهمة مجددا، لكن من الممكن تماما ان نضطر الى استخلاص الدروس قبل نهاية هذه الفترة”.

وأيّدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون خطة أنان للسلام، وكذلك روسيا حليف سوريا، لكنها اشارت منذ البداية الى شكوك لجهة فرص نجاحها.

وفي الوقت الذي قتل فيها 11 شخصا وجرح 28 الجمعة في اعتداء انتحاري بسيارة مفخخة في وسط دمشق، قالت نولاند ان الولايات المتحدة ترى ان “الخروقات الاساسية لوقف إطلاق النار تأتي من قوات النظام”.

عشرات الآلاف يتحدون الأسد مجددا.. وواشنطن: صبرنا نفد

واشنطن: هبة القدسي بيروت: بولا أسطيح ويوسف دياب لندن: نادية التركي

* خطط اقتصادية لما بعد الأسد في برلين بمشاركة 27 دولة * انفجار يهز قلب دمشق.. وعشرات القتلى والجرحى.. والمعارضة تتهم النظام

* تحدى عشرات الآلاف من السوريين، أمس، الرئيس السوري بشار الأسد، ليخرجوا في جمعة «أتى أمر الله فلا تستعجلوه» لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية «من تبقى من المدنيين». ووجهت المظاهرات بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع مع شن حملات اعتقال عشوائية. من جهتها, أدانت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، أعمال العنف التي وقعت في مدينة حماه ورفض الحكومة السورية الالتزام بتعهداتها وقيامها بالاستخدام المكثف للأسلحة الثقيلة في حماه، والتي تقتل أعدادا كبيرة من المدنيين كل يوم. وقالت رايس إن «صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد». وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون إرنست، إن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل لأن دمشق فشلت في الارتقاء إلى مستوى الوعود التي قطعتها للاستجابة لخطة السلام.

ومن جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن قلقه العميق من استمرار وجود أسلحة ثقيلة في المدن السورية, قائلا إن الوضع فيها غير محتمل. ودعا النظام إلى احترام تعهداته. كما عين بان كي مون الجنرال النرويجي روبرت موود على رأس مهمة المراقبين الدوليين في سوريا، بحسب ما أعلن أمس مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة.

وفي غضون ذلك, دعت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا الأمم المتحدة إلى إعلان فشل خطة أنان واعتبارها منتهية، مطالبة بتجميد عضوية سوريا في المنظمة الدولية. وفي الوقت الذي عمت فيه المظاهرات كل المدن السورية هز انفجار قوي وسط العاصمة دمشق، أوقع عشرات القتلى والجرحى، ووجهت المعارضة السورية أصابع الاتهام نحو النظام.

إلى ذلك، عقدت27 دولة، وثلاث منظمات دولية الاجتماع الثاني «لتنمية وإنعاش الاقتصاد السوري» بعد الثورة, في برلين أمس، حيث طرحت خططا اقتصادية لسوريا ما بعد الأسد.

انفجار يهز قلب دمشق.. وعشرات الآلاف يتظاهرون في جمعة «أتى أمر الله فلا تستعجلوه»

المتظاهرون طالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لحماية من تبقى من السوريين

بيروت: يوسف دياب وبولا أسطيح

في أول جمعة يختبر فيه المراقبون الدوليون نبض الشارع السوري، هزّ أكثر من انفجار العاصمة دمشق وبالتحديد حي الميدان وحي الصناعة كما مدينة بانياس الساحلية، في وقت خرج فيه آلاف السوريين في مظاهرات في مختلف المناطق والمحافظات في يوم جمعة «أتى أمر الله فلا تستعجلوه».

وهز قبل ظهر أمس انفجار قوي وسط العاصمة السورية دمشق، أوقع عددا كبيرا من الضحايا بين قتيل وجريح. وأفاد التلفزيون السوري الرسمي أن «الانفجار الذي وقع في حي الميدان قرب جامع الإمام زين العابدين في وسط العاصمة السورية، نفذه إرهابي بعملية انتحارية وأوقع 11 قتيلا، اثنان منهم أشلاء و28 جريحا، من المدنيين وقوات حفظ النظام». وهذا الانفجار هو الثاني الذي يستهدف نفس المنطقة منذ نحو 4 أشهر، حيث ضرب انفجار سابق الموقع في السادس من يناير (كانون الثاني) الماضي.

وذكر التلفزيون السوري أن فريقه الإعلامي «تعرض لإطلاق نار خلال تصوير مكان الانفجار الذي وقع بجانب جامع زين العابدين في حي الميدان». كذلك أفادت الإخبارية السورية عن «وقوع انفجار آخر تحت جسر كلية الزراعة في منطقة العدوي الواقعة في أطراف العاصمة دمشق». وفي وقت لم تفد عن وقوع إصابات. أعلنت «الهيئة العامة للثورة السورية»، أن «سيارة مفخخة انفجرت صباحا بحي الصناعة بدمشق موقعة ضحايا»، بينما ذكرت شبكة «شام» (المعارضة) أن «الانفجار أوقع قتلى وجرحى، وأن سيارات الإسعاف هرعت إلى المنطقة بعدما طوقتها قوى الأمن».

وكانت المعارضة السورية تحدثت عن «إجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات الأمن السورية، حيث أقفلت الطرق الرئيسية وأقامت الحواجز، لمنع وصول المتظاهرين إلى نقاط تجمّع محددة في وسط العاصمة بهدف تنظيم مظاهرة ضخمة بوجود المراقبين، وتؤدي إلى إحراج هذا النظام».

وأفاد ناشطون عن وقوع انفجار كبير قرب جامع الفرقان في مدينة بانياس الساحلية، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن انفجار عبوة ناسفة أسفرت عن إصابة ثلاثة من عناصر الأمن.

أوضح عضو المكتب السياسي في «المجلس الوطني السوري» أحمد رمضان، أن «النظام السوري علم أن الناشطين والثوار سيستفيدون من وجود المراقبين، ويحاولون إقامة نقاط ارتكاز لهم داخل مدينتي دمشق وحلب بهدف انطلاق مظاهرات ضخمة في المدينتين». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «قوات هذا النظام وضعت مخططا يقوم على منع وصول المتظاهرين إلى هذه المراكز، فكان التفجير الذي وقع في حي الميدان وسط دمشق، والذي حمل رسالة مزدوجة، الأولى موجهة إلى الثوار بعدم التجمع تحسبا لتفجيرات قد تقع في أي وقت، والثانية موجهة إلى المراقبين الدوليين، تحذرهم من أن حياتهم ستكون في خطر إذا فكروا الدخول إلى أي منطقة تشهد مظاهرات وتحركات شعبية».

وقال رمضان «نحن في حرب مع هذا النظام حول سيناريوهات السيطرة على الأرض، وسبق لنا أن أطلعنا المراقبين على مخططات النظام السوري التضليلية، وما يقوم به يوميا من أجل إفشال مهمتهم، ومنها رسائل التفجيرات، وخداعهم عبر تحويل رجال الأمن إلى رجال شرطة، وتشكيل فرق موت تتولى قتل وإعدام الناس، وهو نفس الأسلوب الذي سبق لإسرائيل أن استخدمته مع الناشطين الفلسطينيين، من أجل أن لا يتحمّل هذا النظام (السوري) مسؤولية هذه الجرائم والمجازر أمام المراقبين والمجتمع الدولي». مؤكدا أن «التفجيرات التي تحصل بين وقت وآخر هي من إعداد وتنفيذ قوات النظام التي تلصق المتفجرات بسيارات عادية تقلّ ركابا مدنيين وتفجرها عن بعد، وهو ما قاموا به اليوم (أمس) حيث ذهب الضحايا من المدنيين الأبرياء».

وأضاف «الدليل على تنفيذ الأمن السوري لتفجير حي الميدان، هو وجود سيارات الإسعاف في نفس المنطقة قبل وقوع الانفجار، ووجود أعداد كبيرة من عناصر الأمن قرب المكان، ووصول هؤلاء الأمنيين قبل المدنيين إلى حيث وقع التفجير ومنعهم الناس من الاقتراب». وشدد رمضان على أن «هذه الرسائل الأمنية الخطيرة التي ترسل عبر السيارات المدنية، هي من صنع هذا النظام وأدواته الأمنية وهو وحده من يتحمّل مسؤوليتها». وتظاهر عشرات الآلاف من السوريين يوم أمس في جمعة «أتى أمر الله فلا تستعجلوه» لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية «من تبقى من المدنيين» والتدخل لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بحسب لافتات رفعها متظاهرون في أكثر من منطقة، وقال ناشطون إن شخصا قتل وأصيب ثلاثة آخرون برصاص قوات الأمن لدى تفريق مظاهرة خرجت في حي الصاخور في مدينة حلب – شمال – كما قتل ثلاثة من عناصر الأمن إثر استهداف سيارتهم في منطقة الأنصاري بحلب التي شهدت مظاهرات حاشدة تعد الأكبر منذ بدء الثورة لا سيما في حيي الشعار ومساكن هنانو، وتمت مواجهة المظاهرات بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع مع شن حملات اعتقال عشوائية. وقالت الهيئة العامة إن ثلاثة قتلى سقطوا برصاص قوات الأمن وجيش النظام، أحدهم في بابا عمرو بمدينة حمص واثنان في مدينة دوما بريف دمشق يعمل أحدهما بمنظمة يونيسيف التابعة للأمم المتحدة ويدعى طلال عبد الوهاب حمزة وقتل برصاص قناص. كما أفادت الهيئة العامة للثورة عن وقوع انفجار ضخم أمام مسجد الصحابة في بلدة الصنمين بدرعا تبعه إطلاق نار كثيف من الحواجز الأمنية. وفي حلب، أفادت الهيئة عن سقوط إصابات بينهم نساء وأطفال جراء قصف قوات النظام لبلدتي حيان وبيانون بريف حلب، كما أفاد ناشطون بسقوط قتيل وجرحى في إطلاق نار كثيف بحي الصاخور بمدينة حلب.

وقال عضو اتحاد تنسيقات الثورة محمد الحلبي إن مدينة حلب شهدت مظاهرات في عدة أحياء جوبهت جميعها بإطلاق الرصاص والغاز المدمع على المتظاهرين، مشيرا إلى اعتقال أكثر من أربعين شخصا منذ ما بعد صلاة الجمعة.

وفي محافظة إدلب، ودائما بحسب الهيئة العامة للثورة، أطلقت قوات النظام الرصاص والغاز المدمع على المتظاهرين أمام عدة مساجد أثناء خروجهم للتظاهر، كما شنت قوات الأمن حملة دهم واعتقالات في حيين بمدينة اللاذقية وعدة أحياء بمدينة جبلة الساحليتين على البحر الأبيض المتوسط.

وبالتزامن، تحدث ناشطون عن أن قوات الأمن أحرقت الملعب الكروي في مدينة حمص وبالتحديد في حي دير بعلبة، وقالوا إن القناصة أطلقوا الرصاص بغزارة وبشكل عشوائي في حي الغوطة، في حين تعرضت منطقة الحولة بريف حمص لقصف بالرشاشات الثقيلة والهاون بشكل عشوائي لمنع الناس من الخروج لصلاة الجمعة.

وقالت لجان التنسيق المحلية إنه وفي دير الزور، شنت قوات الأمن حملة اعتقالات عشوائية وإطلاق رصاص لمنع وصول المتظاهرين للساحات بعد مظاهرات عمّت الأحياء.

ومن دوما، في ريف دمشق تحدث عضو مجلس قيادة الثورة محمد دوماني لـ«الشرق الأوسط» عن أن «قوات الأمن حاصرت يوم أمس معظم المساجد في المدينة وبالتحديد قطنا ومعضمية الشام والكسوة منعا لخروج المظاهرات»، لافتا إلى أنّها «أطلقت النار بشكل مباشر وكثيف على المنازل والمارة في زملكا، في وقت خرجت فيه المظاهرات في عربين والسيدة زينب وبيت سحم، كما في حرستا وداريا وقارة ووادي بردى والهامة ومعربا والتل والزبداني ويبرود والضمير والمقيليبة وعربين».

وعن تفاصيل المظاهرات التي عمّت أنحاء سوريا أمس، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «عشرات الآلاف من الأشخاص تظاهروا يوم أمس الجمعة في أكثر المناطق السورية». وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي إن آلاف الأشخاص خرجوا في مظاهرات عدة جابت شوارع المدينة، وتراوحت أعداد المشاركين فيها بين المئات والآلاف، وسجلت أكبر المظاهرات في حيي الشعار ومساكن هنانو، وأكّد الحلبي أن «أغلب المظاهرات ووجهت بإطلاق رصاص على وقنابل مسيلة للدموع واعتقالات عشوائية».

وفي الريف الحلبي، «عمت المظاهرات أغلب المدن والقرى» بحسب الحلبي.

وقال المرصد إن مواطنا قتل وجرح ثلاثة آخرون برصاص قوات الأمن التي أطلقت النار لتفريق المتظاهرين في حي الصاخور في حلب كما قتل ثلاثة من عناصر الأمن إثر استهداف سيارتهم من قبل مسلحين مجهولين في حي الأنصاري حلب. وفي حماه التي شهدت أسبوعا داميا، خرجت وبحسب الناشطين، مظاهرات في أحياء المدينة، لا سيما حي المشاع الذي تعرض لقصف من القوات النظامية قبل يومين أسفر عن مقتل وجرح العشرات. كما خرجت مظاهرات في مختلف بلدات وقرى الريف، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في حماه. وأظهر أحد مقاطع الفيديو التي بثها ناشطون متظاهرين في حي الملعب في حماه وهم يحملون لافتة كتب عليها «فقط في سوريا لجنة المراقبين عون للظالمين».

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن «استشهاد مواطن في قرية دف الشوك إثر إطلاق النار من قبل القوات النظامية السورية على متظاهرين». وأفاد عضو لجان التنسيق المحلية في الزبداني محمد فارس عن خروج «مظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة تنادي بإسقاط النظام وتهتف للمدن المحاصرة والمعرضة للحملات الأمنية الشديد» مشيرا إلى أن ذلك جاء «رغم انتشار الأمن الكثيف في الشوارع وتقطيع الأوصال بين أحياء الزبداني وانتشار حواجز الجيش في كل مكان».

وفي بيت سحم، بيّن شريط فيديو مظاهرة عبر فيها المشاركون عن تضامنهم مع المدن المنكوبة حيث أظهرت لافتة «اقصفونا واتركوا حمص ودوما» وثانية «أيها المراقبون الدوليون كفاكم متاجرة بدماء شعبنا».

وأفادت اللجان في دمشق عن «خروج مظاهرة حاشدة من جامع السيد أحمد في القدم، أطلق الأمن النار باتجاهها كما شن حملة اعتقالات عشوائية». كما خرجت مظاهرة قبل صلاة الجمعة قرب جامع الفاتح في منطقة اللوان في حي كفرسوسة تهتف للمدن المنكوبة. وفي شرق البلاد، أظهرت عدة شرائط فيديو بثها ناشطون على موقع «يوتيوب» عشرات المتظاهرين في عدد من أحياء مدينة دير الزور منها الجبيلة والحميدية وحي المطار. كما أفادت اللجان عن خروج مظاهرة حاشدة انطلقت وسط مدينة الدرباسية وأخرى في عامودا ذات الغالبية الكردية والتابعة لمدينة الحسكة «تطالب بإسقاط النظام». كما خرجت عدة مظاهرات في عدة أحياء من مدينة القامشلي والبوكمال. وفي ريف إدلب (شمال غرب)، بيّن شريط مظاهرة جرت في جسر الشغور غلب الفتيان على مشاركيها وهم يهتفون «لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله، لا إله إلا الله والأسد عدو الله». كما خرج عشرات المتظاهرين تتبعهم مظاهرة نسائية في حاس منددة بالموقف العربي وهم يحملون لافتات كتب عليها «كلهم يا سوريا باعوكي كلام والشعب يريد إسقاط النظام» و«خذلتونا يا عرب».

كما بينت إحدى اللافتات تحذيرا كتب عليه «تحذير.. أي بروتوكول جديد يؤدي إلى انقراض الشعب السوري» ولافتة ثانية كتب عليها بالانجليزية «يا لجنة أنان نرجو عدم زيارتنا لقد أصبحت مصدر قتلنا». وفي شمال البلاد، أفادت لجان التنسيق عن خروج مظاهرة من مسجد عثمان بن عفان في الرقة قامت قوات الأمن والشبيحة بتفريقها.

وكانت لجان التنسيق المحلية قد تحدثت عن توثيق 462 حالة قتل منذ بدء مهمة المراقبين يوم 16 أبريل (نيسان) الجاري، بينهم 34 طفلا.

وتقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن مختلف المدن والمحافظات شهدت ما لا يقل عن 112 خرقا لخطة المبعوث الدولي العربي المشترك إلى سوريا كوفي أنان بإطلاق نار مباشر وقصف مدفعي من قبل قوات الجيش الحكومي على المتظاهرين السلميين، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى واعتقال مئات الأشخاص.

المعارضة السورية تتحدث عن اكتشاف سجون أمنية سرية

طيارة لـ«الشرق الأوسط»: إنها معتقلات أمنية لا تخضع لسلطة القضاء

بيروت: يوسف دياب

أعلنت المعارضة السورية عن «اكتشاف عدد من السجون والمعتقلات الجديدة السرية في سوريا، التي يستخدمها النظام لزج معتقلي المعارضة فيها». وفي هذا الإطار، لفت عضو «المجلس الوطني السوري» نجاتي طيارة، إلى أن «هناك العديد من المعتقلات والسجون الأمنية تكتشف كل فترة، وهي خارج السجون المدنية الرئيسية». وأوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه السجون المكتشفة حديثا هي عبارة عن معتقلات أمنية لأنها غير مسجلة في قيود وزارة الداخلية ولا يستطيع القضاة والمحامون أو أي شخص المراجعة فيها»، مشيرا إلى أن «هذه الأمور الخطيرة عرفنا بها من خلال أشخاص كانوا معتقلين ونزلاء هذه المعتقلات قبل الإفراج عنهم».

وعدد طيارة بعض هذه المعتقلات والسجون السرية، ومنها «معتقل فرع الأمن 251 التابع للأمن العسكري والمخابرات الجوية والذي يقع تحت مطار دمشق القديم المعروف حاليا بمطار المزة، وسجن آخر يقع تحت الثكنة العسكرية القريبة من مطار دمشق الدولي، ومعتقل الضمير القريب من مطار الضمير العسكري في ريف دمشق، وكذلك اكتشفنا حديثا وجود أكثر من 400 معتقل داخل شعبة حزب (البعث) في منطقة الحميدية في حمص». وقال «في اليوم الذي أعلن فيه عن إلغاء حالة الطوارئ في سوريا في 19 أبريل (نيسان) من العام الماضي، أصدر (الرئيس السوري) بشار الأسد مرسوما قضى بتعديل صلاحيات الشرطة العدلية التي كان يحق لها أن تعتقل أي شخص وتحتجزه لديها لمدة 72 ساعة، أي ثلاثة أيام، على أن تحيله بعدها حكما على النيابة العامة، وهذا المرسوم الجديد مدد مهلة الاحتجاز المعطاة للشرطة العدلية من ثلاثة أيام إلى شهرين قابلة للتجديد لشهرين آخرين من دون أي مذكرة قضائية، وقد سارع مجلس الشعب السوري (البطل) إلى إقرار هذا المرسوم وتحويله إلى قانون في غضون ساعات قليلة، وهو ما شرع للأمن هذه الاعتقالات التعسفية».

إلى ذلك، أعلن مصدر قيادي في المعارضة السورية، أنه «منذ بدء بعثة مراقبي جامعة الدول العربية أنشأ النظام السوري سجونا ومعتقلات بديلة من أجل نقل المعتقلين إليها لتضليل المراقبين». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أبلغنا المراقبين بعمليات الاحتيال التي يقوم بها النظام السوري، فإذا قرر المراقبون زيارة منطقة فيها أحد السجون يعمل على نقل المعتقلين منه وإخفائهم في هذه المعتقلات الجديدة، وخصوصا المعتقلين الذين لا يعترف بوجودهم لديه والذين نعتبرهم مفقودين»، مشيرا إلى أن بعض هذه السجون تقع داخل ثكنات الجيش النظامي. وأكد القيادي المذكور أن «هذه السجون ليست في منطقة واحدة، فهناك سجون سرية في ضواحي دمشق وأخرى في ضواحي حلب وحماه وفي مناطق قريبة من تدمر، لأن النظام يحاول الابتعاد عن المناطق المأهولة باتجاه المناطق الصحراوية البعيدة عن الناس والتي تقع داخل الثكنات العسكرية أو بالقرب منها، بحيث إذا حاول المراقبون الاقتراب منها يعرفهم أنها منطقة معسكرات ممنوع الدخول إليها أو الاقتراب منها».

الجيش السوري الحر: لم نسمع عن وجود مقاتلين عرب أو أجانب في منطقتنا

قال إن هذه دعاية يروجها النظام لربط الثورة بـ«القاعدة»

لندن: «الشرق الأوسط»

نفى الجيش السوري الحر وجود أي مقاتلين عرب أو أجانب في المناطق التي يوجد فيها الجيش، مؤكدا أن مثل هذا الحديث دعاية يروجها النظام.

وقال بيان ورد إلى «الشرق الأوسط» من الجيش السوري الحر – المكتب الإعلامي لكتائب الفاروق، توضيحا لما نشر يوم الاثنين الماضي تحت عنوان «عائلات تونسية تطالب بجثث 3 قتلوا في مواجهات مع النظام السوري»، أنه «لا علم ولا علاقة للجيش بهذه القضية مطلقا، ولا نعرف ولم نسمع بوجود مقاتلين عرب أو أجانب في المناطق التي نواجه فيها عصابات الأسد».

وأضاف البيان «نعتقد أن الحديث عن وجود مقاتلين أجانب في سوريا هو جزء من الدعاية التي يروجها النظام لإظهار وجود عناصر من (القاعدة) في صفوف الثوار، وهو أمر نفيناه مرارا، وكررنا الطلب بعدم تدخل أي مقاتل أو تنظيم غير سوري في مواجهتنا مع الأسد وشبيحته».

البيت الأبيض: دمشق فشلت في تنفيذ وعودها

بان كي مون: الوضع في سوريا غير محتمل.. ورايس: صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد

واشنطن: هبة القدسي

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه العميق من استمرار وجود قوات عسكرية وأسلحة ثقيلة في المدن السورية، ودعا النظام السوري إلى احترام تعهداته وسحب القوات العسكرية من المدن دون تأخير، وقال مون: «الحكومة السورية لم تحترم وعودها بسحب القوات والأسلحة الثقيلة من المدن ويتعين عليها أن تفعل ذلك من دون تأخير». وأضاف مون في تصريحاته في مدينة نيودلهي الهندية أمس «أن عددا كبيرا من السوريين قتلوا، والوضع أصبح غير محتمل، ويجب أن يتوقف فورا»، مشيرا إلى تقارير عن استمرار العنف والقتل والاشتباكات المسلحة والقصف المدفعي والانفجارات في عدة مناطق سكنية في سوريا.

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن مراقبي الأمم المتحدة أكدوا وجود تلك القوات والأسلحة الثقيلة على الأرض مما يتعارض مع التعهدات التي قطعتها دمشق. وشدد مون على ضرورة أن يحترم نظام بشار الأسد تعهداته دون تأخير، مطالبا كافة الأطراف، وبشكل خاص الحكومة السورية، بضرورة ضمان الاحترام الفوري لشروط عمل بعثة المراقبين الدوليين بما في ذلك وقف العنف المسلح.

وقال البيان: «إن تمادي المجتمع الدولي في الصمت عن جرائم هذه العصابة المراقة وإعطاءها مهلة تلو الأخرى هو نوع من المشاركة في جرائم التطهير والإبادة التي ترتكب بحق الشعب السوري».

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون إرنست إن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل أن دمشق فشلت في الارتقاء إلى مستوى الوعود التي قطعتها للاستجابة لخطة السلام المدعومة من الأمم المتحدة. وقال إرنست للصحافيين على متن طائرة الرئاسة أمس: «إن الولايات المتحدة تعتزم مواصلة الضغط الدولي ضد نظام الأسد وتشجيعه بأقوى العبارات الممكنة للارتقاء إلى مستوى الالتزامات والتعهدات التي قطعها على نفسه في إطار خطة كوفي أنان».

وفي جنيف، أشار أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان أن عدد المراقبين التابعين للأمم المتحدة سيرتفع إلى 30 مراقبا بحلول يوم الاثنين.

وقال المتحدث باسم فريق المراقبين الدوليين نيراج سينع لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن فريق المراقبين الموجود في دمشق قام يوم الجمعة بجولات في مناطق كثيرة». وأضاف: «إن مراقبين اثنين استقرا في درعا جنوب سوريا بينما استقر مراقبان في حماه وآخران في حمص وسط البلاد في الأيام الماضية». وكان فريق المراقبين قرر الجمعة الماضية عدم القيام بجولات ميدانية لتجنب أن يؤدي وجودهم إلى تصعيد العنف بحسب تصريحات رئيس الوفد أحمد حميش. فيما أدانت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أعمال العنف التي وقعت في مدينة حماه ورفض الحكومة السورية الالتزام بتعهداتها وقيامها بالاستخدام المكثف للأسلحة الثقيلة في حماه التي تقتل أعدادا كبيرة من المدنيين كل يوم، وشددت أنه بتعين على مجلس الأمن الاستعداد لتبني عقوبات ضد الحكومة السورية إذا منعت دمشق مراقبي المنظمة من القيام بعملهم.

وقالت رايس «هذا دليل أن الحكومة السورية تقدم وعودا وتخرقها بسرعة، وهو يلقي مزيدا من الشك على استعداد الحكومة السورية لتنفيذ خطة أنان».

وأكدت رايس تشكك الولايات المتحدة منذ البداية في استعداد نظام الأسد لتنفيذ التزاماته، وتنفيذ خطة أنان وقالت: «كنا واقعيين جدا في اتخاذ قرار لزيادة بعثة المراقبين، على أمل أن يحقق وجود المراقبين قدرا من الأمن في الأماكن التي يتواجدون فيها، ونريد أن نرى إلى أي مدى هم قادرون على التحرك بحرية والي أي مدى يساهم وجودهم في تحسين الأوضاع».

وأضافت رايس «أن صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد، وسنراقب بعناية فائقة إذا كان وجود بعثة المراقبة يحقق الأثر الذي نأمله أم لا» وأضافت: «إذا لم يتحقق ذلك، فإننا على استعداد قوي للعودة إلى مجلس الأمن خلال 90 يوما لمناقشة الضغوط التي يجب تطبيقها، وقد تحدثت عن أهمية أن يقوم مجلس الأمن بالتحضير لفرض عقوبات في حالة ما إذا استمر نظام الأسد في انتهاك كل التزام يتعهد به».

من جانبها، لمحت وزيرة الخارجية الأميركية إلى الوضع المعقد في سوريا وضرورة تنسيق العمل مع الشركاء الدوليين في تحمل المسؤولية وقالت في خطابها أمام مركز وودرو ولسون مساء أول من أمس: «نحن نرى سوريا تحاول كبح جماح القمع الوحشي الرهيب على حياة الأبرياء، ولكن الوضع معقد ويتطلب الربيع العربي استجابة متعددة الأوجه، وتزاوج لكافة الطرق القديمة واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية وتشجيع الشركاء على العمل معنا لأن أميركا لديها العزيمة والقدرة والمراد على القيام بذلك». وأضافت: «هذا لا يعني أن نذهب وحدنا، فإن أميركا لا تستطيع ولا يجب أن تتحمل كل العبء وحدها، وكما شاهدنا في ليبيا، كان الأوروبيون وحلف شمال الأطلسي هم الملاذ الأول إضافة إلى شركاء جدد من الدول العربية التي ساعدت في الهجمات البحرية وأحدثت تغييرا».

ومن جهته، اتهم الاتحاد الأوروبي النظام السوري أمس بعدم احترام التزاماته المنصوص عليها في خطة المبعوث الأممي كوفي أنان، خصوصا لجهة سحب القوات والأسلحة الثقيلة من المدن. وقال المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمام الصحافيين: «نحن قلقون جدا لاستمرار العنف على الرغم من وقف إطلاق النار الذي وافق عليه النظام السوري، ومن الواضح أن النظام السوري لم يف بالتزاماته». وأضاف المتحدث مايكل مان: «وعدوا بسحب قواتهم من المدن، والحال ليست كذلك». وتابع «نأمل أن يتغير الوضع على الأرض مع وجود المراقبين، ونحن مستعدون لدعم هذه البعثة تقنيا».

«الإخوان المسلمون» في سوريا تدعو الأمم المتحدة إلى إعلان فشل خطة أنان واعتبارها منتهية

طيفور لـ«الشرق الأوسط»: إعلان فشل مهمة أنان معناه أن الحل السلمي لم يعد مطروحا

بيروت: بولا أسطيح

دعت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا الأمم المتحدة إلى إعلان فشل خطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان واعتبارها منتهية، مطالبة بتجميد عضوية سوريا في المنظمة الدولية «إلى حين قيام حكومة معبرة عن إرادة الشعب السوري في ظل استمرار خروقات وقف إطلاق النار».

وطالبت الجماعة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـ«أن يقرن إعلانه بامتناع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد عن الالتزام بعملية السلام، باعتبار خطة السيد كوفي أنان منتهية، في الوقت الذي يسقط فيه يوميا على أيدي العصابات المارقة عشرات الأبرياء»، داعية المجتمع الدولي إلى «إسقاط أي صفة تمثيلية لبشار الأسد وحكومته، ومعاملتهم على أنهم مجموعة مارقة اختطفت الدولة والمجتمع في سوريا».

واعتبر البيان الذي صدر يوم أمس عن الجماعة أن «تمادي المجتمع الدولي في الصمت على جرائم هذه العصابة المارقة، وإعطائها المهلة تلو المهلة، نوع من المشاركة في جرائم التطهير والإبادة التي ترتكب بحق الشعب السوري».

وأوضح فاروق طيفور، نائب المراقب العام لـ«الإخوان المسلمين» في سوريا وعضو المجلس الوطني السوري، أن «قوى المعارضة وافقت على خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان على أساس أن يتم تنفيذ بنودها لا أن تكون بمثابة مهلة لإمعان النظام بتصفية السوريين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الخطة انعكست سلبا علينا وأتت بمثابة بلاء على شعبنا باعتبار أنه لم يتم تنفيذ أي من بنودها، فلم تسحب قوات الأمن من الشوارع، ولم يتوقف القتل ولا تم الإفراج عن المعتقلين». وشدد طيفور على أن «فشل المبادرة العربية ومن بعدها مبادرة أنان، يؤكد أن الحل السلمي لم يعد مطروحا على الطاولة أو واردا»، داعيا المجتمع الدولي «لاتخاذ إجراءات صارمة تحت البند السابع»، وأضاف: «هي مسؤوليتنا جميعا بوضع حد لآلة القتل التي أسقطت 400 شهيد منذ الإعلان عن خطة أنان»، واصفا نتائج هذه الخطة بـ«الكارثية» وليس آخرها مجازر حماه.

وعما إذا كان المجلس الوطني السوري بصدد اتخاذ موقف مماثل لموقف الجماعة بما خص دعوة مجلس الأمن لاعتبار خطة أنان منتهية، لفت طيفور إلى أن «موقف المجلس الوطني لم ينضج بعد إلى هذه الدرجة رغم إعلان عدد من أعضائه فشل خطة أنان رسميا»، وأضاف: «مواقف فرنسا والولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى تتجه كلها للإعلان رسميا عن فشل هذه المبادرة بانتظار الإعلان عن ذلك رسميا من خلال مجلس الأمن».

يذكر أن خطة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا كوفي أنان لحل الأزمة تتضمن 6 نقاط، تقول قوى المعارضة إن النظام السوري اختصرها ببند واحد هو موضوع الموافقة على إرسال المراقبين الدوليين. وفي البنود الـ6 للخطة: أولا الالتزام بعملية سياسية شاملة، ثانيا وقف جميع عمليات القتال، من خلال الالتزام بوقف جميع أعمال العنف المسلح، بما في ذلك وقف استخدام الأسلحة الثقيلة، وسحب القوات، ووقف تحركات القوات باتجاه المناطق المأهولة بالسكان وذلك بإشراف الأمم المتحدة (إرسال مراقبين دوليين إلى سوريا). ثالثا الالتزام بهدنة لإدخال المساعدات الإنسانية من خلال الاتفاق على تطبيق هدنة يومية لمدة ساعتين للسماح بإحضار المساعدات من جميع المناطق المتضررة من القتال. رابعا الإفراج عن جميع من تم اعتقالهم تعسفيا، من خلال الاتفاق على الإفراج عن جميع من جرى اعتقالهم تعسفيا بمن فيهم المعتقلون لقيامهم بنشاطات سياسية سلمية. خامسا ضمان حرية الحركة للصحافيين، من خلال الاتفاق على ضمان حرية الحركة للصحافيين في جميع أنحاء البلاد وتبني سياسة لا تقوم على التمييز بشأن منحهم تأشيرات لدخول البلاد. وسادسا ضمان الحق في التظاهر من خلال الاتفاق على حرية تكوين المؤسسات وحق التظاهر بشكل سلمي على أنها حقوق مضمونة قانونيا.

بان كي مون يعين روبرت مود رئيسا للمراقبين في سوريا

جنرال نرويجي هادئ يواجه مهمة محكوما عليها بالفشل

الجنرال روبرت مود

لندن: «الشرق الأوسط»

عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجنرال النرويجي روبرت مود على رأس مهمة المراقبين الدوليين في سوريا، بحسب ما أعلن أمس مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة.

والجنرال النرويجي روبرت مود ذو الشعر الأشقر الذي يقود مهمة مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا يبدو القائد الهادئ الذي سيستخدم صورة الحياد للتغلب على ما وصفها «بالريبة العميقة».

ومود مخضرم في مراقبة هدنات صعبة في الشرق الأوسط ويعرف سوريا جيدا. والجنرال البالغ من العمر 54 عاما والذي يبدو صارما يزن كلماته بدقة ويصغي للآخرين باهتمام.

وقد تكون مهمته محكوما عليها بالفشل نظرا لغياب الثقة في سوريا. لكن ربما تكون أمامه فرصة لتحقيق أكثر مما حققه الفريق السوداني محمد الدابي الذي انسحب من مهمة فاشلة للجامعة العربية في فبراير (شباط) بعدما عوقته إخفاقات دبلوماسية فضلا عن ضعف سجل بلاده بشأن حقوق الإنسان.

وقال كيل انجي بيرجا الباحث في المعهد النرويجي للدراسات الدفاعية والذي عمل مع مود «إنه شديد الصرامة والوضوح في تصريحاته.. من الصعب للغاية أن يسيء المرء فهمه».

وأضاف بيرجا «يتمتع بمهارات دبلوماسية رائعة وهو أمر غير معتاد بالنسبة لجنرال. يمتلك القدرة على التحدث بأسلوب كل الأطراف».

وزار مود دمشق في وقت سابق هذا الشهر للتفاوض مع الحكومة بشأن نشر الفريق الطليعي من المراقبين.

واختبر مود مهاراته بالعمل مع القوات متعددة الجنسيات في كوسوفو وهو أيضا جزء من تقليد نرويجي بالمشاركة في حفظ السلام بالشرق الأوسط. وتحرص النرويج على أن ينظر إليها وكذلك إلى جنرالاتها على أنهم فوق الشبهات فيما يتعلق بالدبلوماسية.

وقال بول روجرز أستاذ دراسات السلام بجامعة برادفورد البريطانية «التجربة في البلقان مفيدة للغاية نظرا لتعقد الوضع هناك». و«تتمتع النرويج بسمعة كدولة تكرس نفسها للسلام. ولذلك فالنرويجي يأتي مصحوبا بمصداقية إضافية».

وترأس مود منظمة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنات – التي تراقب عمليات وقف إطلاق النار بالشرق الأوسط – من 2009 حتى 2011 وهو ما أتاح له زيارة دمشق دائما ويقال إنه يتمتع بالفعل باتصالات طيبة مع ضباط الجيش السوري.

وقال لـ«رويترز» في مقابلة بعد فترة قصيرة من تعيينه بمنصبه الجديد «وقعت في حب دمشق في 2009. لم يقابلني أحد قط بمثل هذا الدفء».

وتحدث بشأن كيف كان بإمكانه أن يتمشى في «الأزقة المظلمة» في دمشق بصحبة زوجته وابنه ويشعر بالترحاب والأمان.

وقال لصحيفة «ديلي ستار» اللبنانية في 2009 إن فلسفته في ذلك الوقت كمراقب تابع للأمم المتحدة أنه «لا يأتي المرء مثل فيل في بيت من زجاج ويملي عليهم ما يفعلونه. هذا لا يجدي».

غير أن مهمته الجديدة ستكون اختبارا كبيرا له. ففي حين أن من المزمع نشر 300 مراقب لم يتم حتى الآن نشر سوى بضعة مراقبين عزل.

وقال البريجادير البريطاني المتقاعد بن باري الخبير بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية «سيكون منصبا ينطوي على تحديات هائلة. لا يوضح قرار مجلس الأمن مسؤولية السوريين في تسهيل وصول المراقبين. لا نعلم قدر المرونة التي ستتاح له».

وانضم مود الذي ينحدر من بلدة كراجيرو الصغيرة على الساحل الجنوبي للنرويج إلى الجيش في 1979 وتولى منصب رئيس الأركان من 2005 حتى 2009. وحصل على درجات علمية من كليات عسكرية نرويجية وأميركية.

وأبلغ الصحيفة اللبنانية أيضا أنه عمل ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان في الثمانينات عندما انزلقت الدولة إلى أتون الحرب الأهلية.

وقال عنه ضابط أوروبي يعرفه «إنه قائد صارم وقليل الكلام يتمتع بخلفية جيدة من منطقة البلقان رغم أن تجربته القتالية التقليدية ستكون محدودة. وفيما يتعلق بالتفاوض مع السلطات السورية لن يكون لينا. سيكون قويا ومحددا وغير مشوش».

وقال مود عندما تلقى اتصالا هاتفيا يطلب منه قيادة فريق التقييم «كان من السهل الموافقة».

وأضاف بشأن مهمته وخطة السلام التي أعدها المبعوث الدولي كوفي عنان «إنها جديرة ببذل جهد من أجلها. يستحق الشعب السوري أن ينال فرصة».

15 مراقبا إضافيا إلى سوريا الاثنين والناشطون يعتبرون وجودهم «نقمة»

عضو المجلس الأعلى للثورة: المجتمع الدولي اختصر مبادرة أنان ببعثة المراقبين

بيروت: كارولين عاكوم

في وقت لا تزال فيه المعارضة السورية تعلن استياءها من مهمة بعثة المراقبين الدوليين التي استقر اثنان منها في درعا واثنان في حمص وآخران في حماه، ومن تطبيق بنود مبادرة أنان بشكل عام، أعلن الناطق باسم موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، أحمد فوزي، أنه من المتوقع نشر 15 مراقبا دوليا إضافيا لوقف إطلاق النار من بين الفريق الطليعي المكون من 30 مراقبا في سوريا بحلول يوم الاثنين، وأن كل الجهود جارية من أجل النشر الكامل للبعثة وقوامها 300 مراقب.

وقال فوزي لوكالة «رويترز»: «نتوقع أن يكون الـ30 مراقبا على الأرض في نهاية أبريل (نيسان)، يوم الاثنين»، لافتا إلى أنها عملية كاملة وهم ينتشرون بسرعة مذهلة.

وتابع فوزي أن الاتصال بالدول الأعضاء والحصول على موافقتها لنقل قوات من بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في المنطقة، يستغرق وقتا، مؤكدا أن ذلك «لا يحدث بين ليلة وضحاها، نحن نعمل بكل مجهودنا».

وفي تعليقه على عمل هذه البعثة، أكد عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية، ياسر النجار، أن المعارضة كانت مرحبة في البداية بخطة أنان ثم دخول المراقبين، لكن ما ظهر منها إلى اليوم يعكس فشل هذه المبادرة وتحول وجود المراقبين إلى نقمة على المواطنين والناشطين بشكل خاص، وبالتالي فإن زيادة عدد المراقبين إلى 30، ثم إلى 100 لا يمكن التعويل عليه. ويضيف «النظام لم ولن يهمه وجود المراقبين أو عدمه، وصرنا نعلم أن كل منطقة سيزورها المراقبون ستعاقب في اليوم التالي بالقصف والمداهمات والاعتقالات وقتل أبنائها، وهذا ما حصل في الخالدية ودوما»، لافتا إلى أن زيارة المراقبين إلى المناطق السورية والتي تكون بمرافقة قوات النظام تقتصر على أطراف المناطق، وفي حال أصر المراقبون على الدخول يتولون عندها الناشطون المهمة لإرشادهم إلى المناطق الساخنة وما تتعرض له من استهداف، ليكون في ما بعد مصير هؤلاء الشباب الاعتقال والإعدام.

وفي حين سأل النجار «كيف يمكن لـ300 مراقب، إذا اكتمل عدد البعثة، أن يراقبوا كل المناطق السورية؟! وخير دليل على ذلك أنه أمس في جمعة (أتى أمر الله فلا تستعجلوه)، وصلت نقاط التظاهر إلى 700 نقطة، وبالتالي كيف يمكن أمام هذه التحركات أن يتمكن هذا العدد المحدود من المراقبين أن ينتشر في كل هذه النقاط؟!»، اعتبر أن المجتمع الدولي اختصر مبادرة أنان بعمل بعثة المراقبين ونسي البنود الأخرى، وأهمها السماح بالتظاهر وزيارة السجون ودخول الصحافيين، وها هو النظام اليوم يتدخل لتحديد جنسية المراقبين. وقال النجار «نحن كمجلس أعلى لقيادة الثورة نعتبر أن خطة أنان تفتقد الإلزام، أي فرض تطبيقها على بشار الأسد، وذلك لن يكون إلا من خلال اتخاذ قرار في مجلس الأمن تحت الفصل السابع».

المجلس الوطني السوري يؤكد دعوته المجتمع العربي والدولي لاتخاذ قرار تحت «الفصل السابع»

جبر الشوفي لـ«الشرق الأوسط»: قرارات وزراء الخارجية العرب هي الفرصة الأخيرة للنظام قبل إحالة الملف إلى مجلس الأمن

بيروت: كارولين عاكوم

اعتبر عضو المجلس الوطني السوري جبر الشوفي أن قرارات اجتماع وزراء الخارجية العرب هي الفرصة الأخيرة للنظام السوري لتنفيذ خطة أنان، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن للمجتمع العربي والدولي تجاهل ما تشهده سوريا من جرائم وانتهاكات، فها قد مر شهر ونصف الشهر على المبادرة وإلى اليوم لم يتحقق منها أي بند، ونحن على يقين أن المجتمع الدولي بدأ ينظر بقلق إلى الوضع السوري وينظر إلى اتخاذ خطوة مهمة في هذا الإطار»، لافتا إلى أن أمين عام جامعة الدول العربية أمين العربي أكد لأعضاء المجلس الوطني خلال الاجتماع الأخير الذي جمعهم، أنه إذا لم يتم تقيد النظام السوري بالخطة فعندها سيتم إعادة الملف إلى المربع الأول، أي مجلس الأمن. وفي حين رأى أن القرارات التي صدرت بعد اجتماع وزراء الخارجية في ما يتعلق بالتأكيد على دعمهم خطة أنان وطلب زيادة عدد المراقبين، تصب في هذا الاتجاه، اعتبر أنه يبدو واضحا للعلن أن مهمة المراقبين قد أفشلت رغم طلب زيادة عددهم، لأن المشكلة لا تكمن فقط بالعدد إنما بطريقة عملهم وما يتطلبه من معدات، إضافة إلى حرية تنقلاتهم وحمايتهم.

وأكد الشوفي أن خطوة إعادة الملف إلى مجلس الأمن لن تكون بعيدة، وقال «ندعو إلى حماية الشعب السوري بكل الوسائل، ولا بد من اتخاذ إجراء سريع لوقف حمام الدم، وإذا حال الفيتو الروسي أو الصيني دون اتخاذ قرار تحت الفصل السابع في مجلس الأمن، فندعو الدول من خارج المجلس أن تتخذ أي إجراء في هذا الإطار، لأن بنية الدولة السورية معرضة للفوضى إذا لم يتدارك الأمر قبل فوات الأوان، وهذا الأمر لن يخدم أي دولة».

من ناحيته، أكد عضو المجلس الوطني السوري محيي الدين اللاذقاني، أن الشعب السوري ليس أمامه سوى مقاومة استبداد نظام الأسد حتى يتحقق لهم الحرية.

وأضاف اللاذقاني أن مجلس الأمن يدرك جيدا أن خطة المبعوث الدولي كوفي أنان لن تسير للأمام بأي حال من الأحول ولن تحقق الهدف المرجو منها، مشيرا إلى أن اجتماعات المجلس لبحث مبادرة أنان لن تجدي في ظل قرار «فيتو» روسي باعتراض آخر أو الالتزام بتقرير أنان والتصديق على أن المنطقة غير آمنة والاعتذار عن عدم إرسال المراقبين الدوليين.

واعتبر أنه في كل الأحوال لم يعد هناك أي خيارات أخرى أمام الشعب السوري سوى المقاومة ضد نظام استبدادي قمعي ودموي. وأوضح أنه حين لا يلتزم مجلس الأمن بتعهداته التي وعد بها، ولا يقفز إلى الفصل السابع بخطة المبعوث الدولي، عندئذ لا يمكن لأحد أن يلوم السوريين في أي اتجاه ساروا فيه، ولفت إلى أن الخيارات أمام مجلس الأمن محدودة، وربما قد يعمد الأميركيون ومعهم الدول الغربية إلى التصعيد لدفع روسيا والصين إلى عدم استخدام «الفيتو» لأنه لا يوجد هناك نية لتدخل عسكري خارجي.

وكان وزراء الخارجية العرب قد أكدوا بعد اجتماعهم أول من أمس، دعمهم لمهمة المبعوث الدولي – العربي المشترك إلى سوريا كوفي أنان، وذلك وفق إطار زمني محدد، مع مطالبة الحكومة السورية بالتنفيذ الكامل والشامل والفوري للخطة والتزاماتها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2042» ونقاطه الست، كما دعوا مجلس الأمن إلى تسريع نشر المراقبين في الأراضي السورية. وطالب المجتمعون الحكومة السورية بتسهيل عملية الانتشار لفريق المراقبين والسماح لهم بالتنقل والوصول إلى مختلف الأماكن وفي الوقت الذي يحدده فريق المراقبين، مع عدم فرض أي شروط أو مبررات من قبل الحكومة لإعاقة عملهم، وكذلك ضمان عدم معاقبة أو الضغط على أي شخص أو مجموعة بأي شكل من الأشكال بسبب اتصالهم مع المراقبين أو تقديم شهادات أو معلومات لهم.

في الوقت نفسه، أدان القرار العربي استمرار عمليات العنف والقتل التي تستهدف المدنيين السوريين، ودعا جميع الأطراف إلى التقيد بوقف جميع أعمال العنف المسلح وانتهاك حقوق الإنسان، والتأكيد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مستحقيها دون عوائق أو تلكؤ، والتعاون الكامل مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتحقيق ذلك، والتعاون الوثيق مع المبعوث المشترك لإنجاح مهمته بنقاطها الست.

وشدد القرار على ضرورة المساءلة الجنائية لجميع المتورطين في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني وعدم إفلاتهم من العقاب. كما أكد على ضرورة مواصلة الجهود العربية والدولية من أجل إيصال المساعدات العاجلة إلى المتضررين من الشعب السوري، بالتنسيق مع المنظمات العربية والدولية ومنظمات المجتمع الدولي الإقليمية والدولية العاملة في المجال الإغاثي.

وكلف الوزراء العرب الأمانة العامة للجامعة والمجالس الوزارية ذات الصلة بتقديم الدعم الاجتماعي والنفسي للمتضررين السوريين، خاصة الفتيات والنساء والأطفال في سوريا وفي مخيمات اللاجئين بدول الجوار، وذلك بالتعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني العربية والدولية ذات الصلة.

وحث القرار الدول العربية على الالتزام بقرارات مجلس الجامعة على جميع المستويات، الخاصة بإجراءات مقاطعة النظام السوري وموافاة الأمانة العامة للجامعة بذلك.

العربي: يجب ألا نتحدث عن فشل في سوريا الآن.. ولا توجد عصا سحرية

لجنة ثلاثية لحل أزمة السودان تتكون من الأمين العام ووزيري خارجية قطر والكويت

القاهرة: سوسن أبو حسين

أبدى الشيخ خالد الصباح، وزير الخارجية الكويتي، رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، تفاؤلهما بنجاح مهمة المبعوث الدولي والعربي المشترك في سوريا كوفي أنان، في الوصول لحل للأزمة في سوريا، رغم عدم توقف إطلاق النار.

وقال الصباح ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساء أول من أمس، عن احتمالات فشل مهمة المبعوث المشترك كوفي أنان ومناقشة البدائل «نحن متفائلون بنجاح مهمة أنان، وخصوصا أنه صدر قراران من مجلس الأمن بالإجماع بعد توليه المهمة رقمي (2042 و2043)، يخدمان تطلعات الشعب السوري».

وعلق الدكتور نبيل العربي، على نفس السؤال قائلا «عندما تبدأ أي مهمة لا نتحدث عن فشل، فعندما نأتي بمهندس لبناء منزل لا نتحدث معه متى سينهار»، مضيفا «لا توجد عصا سحرية، وإنما هناك إصرار وفقا لنص القرار على وقف فوري للقتل وحماية المدنين ومن ثم لا نتحدث عن فشل».

وحول مهمة اللجنة الثلاثية للسودان وممن ستكون، قال الشيخ خالد الصباح «هي لشرح الموقف للعالم واحتواء تطورات الأزمة ونزع فتيلها، وتتكون من الأمين العام للجامعة العربية ووزراء خارجية رئيسي الدورة الحالية والسابقة، وهما قطر والكويت». وكان وزراء الخارجية العرب قد اختتموا أعمال اجتماعهم بالجامعة العربية في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، وأعلن الشيخ خالد الصباح، وزير الخارجية الكويتي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي نتائج الاجتماعات المغلقة التي دامت لأكثر من خمس ساعات.

وأوضح الصباح، أنه تم الاتفاق على عدة قرارات، بالنسبة للسودان، وهي إدانة العدوان على السودان، والتأكيد على حقه في الدفاع عن سيادته وسلامة ووحدة أراضيه، والإعراب عن التضامن الكامل معه في مواجهة أي اعتداء، ومطالبة جنوب السودان بالكف عن دعم وإيواء حركات التمرد من دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وتشكيل لجنة ثلاثية لزيارة السودان للاطلاع على الموقف برمته.

أما العربي فتحدث عن الأزمة السورية، وقال إن الجامعة مشغولة منذ الصيف الماضي بهذا الملف، مؤكدا استمرار العمل لوقف العنف والقتل، والاتفاق لاجتماع مع المعارضة السورية يومي 16 و17 الشهر المقبل، مشيرا إلى الطلب من العضو العربي في مجلس الأمن وهو مغربي، خلال الاجتماع المقبل للمجلس يوم 5 مايو (أيار) المقبل، ضرورة التأكيد على تحقيق تطلعات الشعب السوري ووقف القتل، والتأكيد على مهمة المبعوث المشترك والتزام الحكومة السورية بما ورد في مهمة أنان وعدم الاعتراض على هوية المراقبين العسكريين.

السوريون يضعون 3 خطط اقتصادية لما بعد سقوط الأسد

اجتماع دولي لـ«تنمية وإنعاش الاقتصاد السوري» بعد الثورة بحضور 27 دولة

لندن: نادية التركي

بحضور 27 دولة، وثلاث منظمات دولية عقد الاجتماع الثاني لفريق عمل «تنمية وإنعاش الاقتصاد السوري» بعد الثورة، في ألمانيا يوم 26 أبريل (نيسان)، حيث طرحت الخطط الاقتصادية اللازمة من لحظة سقوط النظام إلى ستة أشهر والخطة الثانية تغطي سنتين والثالثة خمس سنوات، ويعد هذا الاجتماع الأول للمجموعة بعد أن حصلت على تفويض من 83 دولة من أصدقاء الشعب السوري في مؤتمر إسطنبول، والذي جاء بعد جهود مضنية على مدى شهور من قبل المدير التنفيذي للمكتب الاقتصادي في المجلس الوطني السوري الدكتور أسامة قاضي وفريق عمله من الخبراء ورجال الأعمال.

وترأست اجتماع برلين كل من ألمانيا والإمارات العربية المتحدة، وحضر الوفد السوري، برئاسة الدكتور أسامة قاضي برفقة إبراهيم ميرو وماريا الشطي، بحضور سفراء السعودية وقطر والأردن وتونس والمغرب ومصر ومندوب جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، فضلا عن الدول الصناعية بما فيها اليابان وتمثيل أميركي رفيع من الخارجية. وعدت بعض الدول بتقديم الخبرات اللازمة لمرحلة الستة أشهر الأولى، وعلى رأسها المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، كما وعدت ألمانيا واليابان وإيطاليا بدعم المشروع بالخبرات في مجال رسم السياسات الاقتصادية، وقد كانت نوعية وكمّ وفد الخبراء الاقتصاديين الألمان كبيرا، كما أخذت الإمارات العربية المتحدة وجامعة الدول العربية على عاتقهما دعم المشروع بالخبرات اللازمة الخاصة بحشد رجال الأعمال ليكونوا جزءا من صنع القرار في صياغة المشروع.

وقد صرح الدكتور قاضي بأن «المشروع ما زال في مراحله الأولى، وإن اللقاء كان ناجحا بكل المعايير فقد وضع المجتمع الدولي مسؤوليته التاريخية في دعم الثورة السورية وبناء اقتصاد سوري قوي بعد سقوط النظام يعوض الشعب السوري الجبار عما لاقاه على أيدي النظام، ونطمئن الجميع بأن الدراسة والتصور المستقبلي لاقتصاد سوريا سيحافظ على مؤسسات الدولة، وربما استبدال فقط بعض القيادات الإدارية غير ذات الكفاءة أو غير النزيهة، ولكن هناك 1.3 مليون موظف في القطاع العام سيبقون في أماكنهم دون أن يتضرروا، وأي إصلاحات اقتصادية مشروطة بعدم خلق كوارث اجتماعية، فكل عامل لدينا يعيل أسرة من 4 إلى 5 أشخاص، فحماية الأسر السورية الكريمة التي على أكتافها قامت الثورة المباركة أمر حيوي» وعن الرسائل من وراء انعقاد المؤتمر أجاب قائلا: «إن هذا المؤتمر يرسل رسالتين لا لبس فيهما؛ الأولى أن المجتمع الدولي وبموافقة 83 دولة حسمت أمرها في مسألة سقوط النظام ولاشرعيته، وبدأوا جديّا بالتخطيط اقتصاديا لمرحلة ما بعد السقوط يوما بيوم، والثانية وهي رسالة لرجال الأعمال السوريين الذين لم يحسموا أمرهم بعد؛ فإذا أرادوا أن يكون لهم موطئ قدم في اقتصاد سوريا المقبل الواعد بحول الله، الذي تسانده أعظم قوى الأرض فعليهم أن يحسموا أمرهم اليوم، لأن الثورة لا تنسى أصدقاءها، والثورة كما تحتاج لدعمهم (بصمت) ستحتاجهم لبناء اقتصاد قوي صاعد مستقبلا».

وعن دور رجال الأعمال الذين تورطوا بالفساد قال الدكتور القاضي: «إن من أسس العدالة الانتقالية التي تبنتها الثورة السورية والمجلس الوطني السوري مبنية على السماحة والمصارحة، والصفح المدني، وأن هناك الكثير من الوسائل الإبداعية التي تضمن لرجال الأعمال عدم التعرض لثرواتهم واستثماراتهم، من مثل التفاهم على حجم التهرب الضريبي السابق والاتفاق مع لجنة المصارحة والمسامحة في وزارة المالية على حجم وطريقة دفعها، ومن ثم استصدار (شهادة ميلاد ضريبية) لهم للاستمرار باستثماراتهم على أن يبدأوا بدفع الضرائب بعد الثورة»، وأكد الدكتور القاضي أن رجال الأعمال السوريين غير المتورطين بالدم السوري «هم إخوتنا ودعمهم واجبنا، ونتفهم أنهم كانوا ضحايا ابتزاز ماكينة النظام السابق الاقتصادية، ونلتمس لهم كل عذر ممكن، ومهمتنا تسوية أوضاعهم بكل الاحترام والتقدير».

وسيكون الاجتماع المقبل في أبوظبي في شهر مايو (أيار) المقبل من أجل التأكيد على دعم المكتب الاقتصادي في المجلس الوطني بالقيام بالدراسات اللازمة للمشروع في كل القطاعات الاقتصادية في سوريا، وقد تمنى الدكتور القاضي من الخبراء السوريين في مجال الاقتصاد وكبار رجال الأعمال التواصل معه حتى يساهموا في المشروع الوطني السوري، الذي يصر على أن تكون كلها خبرات سوريا داخل وخارج سوريا، لأنه على حد تعبيره: «هذا مشروع وطني بامتياز مدعوم بالخبرات الدولية التي يحتاجها الخبراء السوريون؛ فدول العالم مستعدة لتقديم الاستشارات اللازمة، والمهمة ليست صعبة على الأدمغة السورية الجبارة في كل العالم، ونحتاج من أجل وضع تصورات وخطط عملية لما بعد سقوط النظام إلى خبرات مشهود لها بالكفاءة الأكاديمية والخبرة العملية في مجال الصناعة والزراعة والغذاء والسياسة المالية والبنكية والضريبية، والعمل وتطوير المهارات الفنية والتعليمية، والنفط، والمعادن والطاقة، والماء، وإدارة القطاع العام، والأمن الاقتصادي، والبنية التحتية وخبراء في الإغاثة، وخبراء في مجال الإحصاء»، والمهمة الأصعب ستأتي فور الانتهاء من الدراسات هي «مرحلة التفاهم مع الدول المانحة على تبني الدعم المادي والفني لها فور سقوط النظام، وقد أخذ الاتحاد الأوروبي على عاتقه مهمة التنسيق وإقناع الدول المانحة».

وبدأ المشروع بتجميع معلومات عن الخبرات السورية. التي ستحتاجها سوريا بعد سقوط النظام بمن فيهم الخبرات التي هي على رأس عملها في الحكومة السورية، وفي الأجهزة البيروقراطية التي لم توضع في مكانها الصحيح، ولم يستفد من خبراتها بسبب الفساد والمحسوبيات على مدار خمسة عقود من ظلم حكم الأجهزة الأمنية وحزب البعث وفساد وتسلط رأس السلطة وعائلته والحلقة الضيقة حوله.

وحول مدى تأثير الاقتصاد على وضع النظام السوري قال رئيس الوفد السوري لـ«الشرق الأوسط» إن «العقوبات الاقتصادية شرط لازم لكنها غير كافية» معتبرا أنها «ضرورة حيوية لتضييق الخناق, لكن لا يمكنها وحدها أن تسقط النظام», وأضاف: «تكون فعالة مع نظام مدني وليس عسكريا, كما أن العقوبات على سوريا لا تطبق بالشكل المطلوب, وهناك خروقات من طرف الدول العربية وبعض الدول الغربية, لذلك تفقد تأثيرها, ولان الجامعة العربية لم تلزم الدول بتطبيق العقوبات فبعض القوى لا تلتزم بها».

ودعا القاضي الذي اتصلت به «الشرق الأوسط» هاتفيا، أمس، دول العالم لأن تكون مسألة مراقبة تطبيق سوريا للعقوبات الاقتصادية جزءا من ملفات كوفي أنان، من خلال مطالبة المجتمع الدولي بالالتزام بها, وخاصة العقوبات العربية. وأن تكوّن الجامعة العربية لجنة لمراقبة تطبيق العقوبات وتقدم تقريرا شهريا للجامعة، وإلا «فما فائدة إصدار قرارات وعدم التأكد من أنها تطبق». وطالب القاضي الدول العربية التي تتحفظ على التصريح بحجم أموال «الفاسدين» من السوريين الذي تلطخت أيديهم بدماء الشعب, بإعطاء كشوفات عن حساباتهم وأموالهم.

كما أكد قاضي على أن هذا الاجتماع هو رد على التساؤلات المطروحة حول مدى جاهزية السوريين لما بعد الأسد, وقال: «نعم، جاهزون لما بعد سقوط النظام». وحول ما تتداوله تقارير الخبراء مؤخرا عن قرب نفاد السيولة المالية في سوريا، قال القاضي: «لدي معلومات خاصة بأن وزير الاقتصاد السوري يبحث عن أسباب اختفاء الليرة من المصرف المركزي السوري».

وأضاف: «أما تفسيري الشخصي فهو أن الفاسدين يجمعون أموالهم بشكل سيولة ويضعوها في مخازن لتهريبها واستبدالها, لأنه لا ثقة لهم بالمصارف العامة أو الخاصة خاصة أنها بالمليارات, وتنتشر هذه الظاهرة في سوريا خاصة أن المقربين من النظام أحسوا أنه يفقد سيطرته على البنوك, وهم غير واثقين به».

«مراسلون بلا حدود» و «رابطة الصحافيين السوريين» تبديان قلقهما حيال وضع الصحافيين المحتجزين

عيسو لـ«الشرق الأوسط»: استمرار اعتقالهم خرق فاضح لمعايير حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية

بيروت: ليال أبو رحال

أعربت منظمة «مراسلون بلا حدود» أمس عن قلقها إزاء مصير الناشطة يارا ميشيل شماس التي تواجه اتهامات تصل عقوبتها إلى الإعدام، بحسب ما جاء في بيان للمنظمة التي طالبت السلطات السورية بالإفراج عن الصحافيين والناشطين وفقا لخطة المبعوث الدولي كوفي أنان.

وأعربت المنظمة في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه عن «بالغ قلقها إزاء مصير يارا ميشيل شماس (21 عاما) التي اعتقلتها القوى الأمنية السورية (…) وتوجيه 9 اتهامات ضدها، قد تواجه بسبب أحدها عقوبة الإعدام».

فيما أبدت «رابطة الصحافيين السوريين» قلقها البالغ حيال ظروف الاعتقال التعسفي لرئيس «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» مازن درويش وزملائه المعتقلين حسين غرير وهاني زيتاتي ومنصور حميد وعبد الرحمن الحمادة. ودعت «السلطات السورية إلى الإفراج الفوري عن درويش ورفاقه»، مطالبة «المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصليب الأحمر الدولي بالتدخل لزيارة المعتقلين والكشف عن مصيرهم والاطمئنان عن أوضاعهم»، وذلك على خلفية «ورود أنباء عن استخدام التعذيب على نطاق واسع وممنهج على درويش ورفاقه المعتقلين في فرع المخابرات الجوية في دمشق».

وحملت الرابطة، التي تأسست في فبراير (شباط) الماضي وتضم أكثر من مائة صحافي وإعلامي سوري معارضين، النظام السوري «مسؤولية أي أذى جسدي أو تدهور في صحة درويش وزملائه بسبب المعاملة اللاإنسانية»، مشيرة إلى أن «السلطات تستمر وفقا لمصادر موثوق بها في سوريا باعتقال كل درويش وغرير في الحجز الانفرادي منذ توقيفهم في السادس من فبراير الماضي، وسط أنباء تؤكد تدهور الوضع الصحي لهما مؤخرا».

وأوضح عضو رابطة الصحافيين السوريين الصحافي والناشط الحقوقي محيي الدين عيسو لـ«الشرق الأوسط» أمس، أنه «حتى هذه اللحظة لم تفصح السلطات السورية عن مكان احتجاز درويش وزملائه المعتقلين منذ أكثر من سبعين يوما، وهذا يعد انتهاكا صارخا للمرسوم رقم 161 لعام 2011، والذي قضى برفع حالة الطوارئ في سوريا»، لافتا إلى أنه «يعد كذلك انتهاكا للمادة 17 المعدلة من أصول المحاكمات الجزائية في سوريا، والذي يقضي بضرورة عدم إبقاء الموقوف في التحقيق أكثر من ستين يوما». وقال عيسو، إن «استمرار اعتقال درويش ورفاقه يشكل خرقا فاضحا لمعايير حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية التي وقعت وصادقت عليها سوريا».

واشنطن تكثف الجهود ضد الأسد وباريس ولندن لا تستبعدان الفصل السابع

تظاهرات حاشدة في “جمعة أتى أمر الله” والمعارضة تتّهم النظام بتفجيرَي دمشق

                                   عمّت مختلف المناطق السورية تظاهرات حاشدة في “جمعة أتى أمر الله فلا تستعجلوه” أمس، مطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد، فيما سجل تفجيران في حيي الميدان والصناعة في العاصمة السورية قالت المعارضة إنهما من تدبير السلطات.

وفي المواقف السياسية، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستكثف الجهود ضد سلطات دمشق، معتبرة أن الرئيس السوري أخفق في الوفاء بتعهداته في إطار خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان.

ولم تستبعد فرنسا وبريطانيا اللجوء الى الفصل السابع في مجلس الأمن الدولي، فيما انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة العنف الذي تمارسه قوات الأسد، متهماً النظام السوري “بالاستمرار في قتل المدنيين بلا رحمة وبضرب المناطق السكنية بالقنابل”.

في سوريا وفيما خرج عشرات الآلاف للتظاهر في عدد من المدن السورية للمطالبة بإسقاط الأسد في “جمعة أتى أمر الله فلا تستعجلوه”، سقط أمس 21 شهيداً برصاص الأمن السوري واتهمت المعارضة سلطات دمشق بتدبير تفجيرين في دمشق أحدهما في حي الصناعة حيث لم يصب سوى سائق حافلة، والآخر قرب مسجد زين العابدين في حي الميدان حيث سقط عشرة قتلى وعدد من الجرحى حسب مصادر معارضة.

وأكد المعارض السوري وليد البني في حديث لتلفزيون “المستقبل” أن “التفجيرات التي تحدث يوم الجمعة وآخرها تفجير امس في حي الميدان في وقت يتظاهر فيه السوريون، من صنع النظام السوري، والعالم كله يدرك ذلك، إذ لا يمكن أن يفجر الناس أنفسهم بمن يتظاهر معهم وفي أحياء وشوارع هي مؤيدة للثورة السورية”.

وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان انفجارا “ارهابيا” نفذه انتحاري أمس، في حي الميدان وسط العاصمة السورية اسفر عن “مقتل تسعة شهداء وعشرات الجرحى اضافة الى اشلاء في محفظتين طبيتين”.

وتظاهر عشرات الآلاف في سوريا أمس للمطالبة بإسقاط الاسد حسبما افاد ناشطون واظهرت مقاطع بثت على الانترنت.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان “عشرات الآلاف من الاشخاص تظاهروا اليوم (أمس) الجمعة في اكثر المناطق السورية”.

في حلب (شمال) خرج الاف الاشخاص في تظاهرات عدة جابت شوارع المدينة، وراوحت اعداد المشاركين بين المئات والالاف، وسجلت اكبر التظاهرات في حيي الشعار ومساكن هنانو بحسب ما افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي.

وفي الريف الحلبي الذي تجدّدت فيه قبل ايام العمليات العسكرية لقوات النظام، “عمت التظاهرات أغلب المدن والقرى” بحسب الحلبي. وقال المرصد ان مواطنا قتل وجرح ثلاثة آخرون برصاص قوات الأمن التي اطلقت النار لتفريق المتظاهرين في حي الصاخور في حلب كما قتل ثلاثة من عناصر الامن اثر استهداف سيارتهم من قبل مسلحين مجهولين في حي الانصاري حلب.

وفي حماة (وسط) التي كانت في الايام الاخيرة مسرحاً لعمليات عسكرية اسفرت عن مقتل وجرح عشرات الاشخاص، خرجت تظاهرات في احياء المدينة ولا سيما حي المشاع الذي تعرض لقصف من قوات النظام قبل يومين اسفر عن مقتل وجرح العشرات.

كما خرجت تظاهرات في مختلف بلدات وقرى الريف، حسبما افاد المكتب الاعلامي لمجلس الثورة في حماة.

واظهر احد مقاطع الفيديو التي بثها ناشطون متظاهرين في حي الملعب في حماة وهم يحملون لافتة كتب عليها “فقط في سوريا لجنة المراقبين عون للظالمين”. وفي ريف دمشق، افاد المرصد عن “استشهاد مواطن في قرية دف الشوك اثر اطلاق النار من قبل القوات النظامية السورية على متظاهرين”.

وافاد عضو لجان التنسيق المحلية في الزبداني محمد فارس عن خروج “مظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة تنادي بإسقاط النظام وتهتف للمدن المحاصرة والمعرضة للحملات الأمنية الشديد”. وفي بيت سحم، بين شريط فيديو مظاهرة عبر فيها المشاركون عن تضامنهم مع المدن المنكوبة حيث اظهرت لافتة “اقصفونا واتركوا حمص ودوما” وثانية “ايها المراقبين الدوليين كفاكم متاجرة بدماء شعبنا”.

وفي شرق البلاد، اظهرت عدة شرائط فيديو بثها ناشطون على موقع اليوتوب عشرات المتظاهرين في عدد من احياء مدينة دير الزور منها الجبيلة والحميدية وحي المطار، كما افادت اللجان عن خروج مظاهرة حاشدة انطلقت وسط مدينة الدرباسية واخرى في عامودا ذات الغالبية الكردية والتابعة لمدينة الحسكة “تطالب بإسقاط النظام”.

وفي ريف ادلب (شمال غرب)، بين شريط مظاهرة جرت في جسر الشغور غلب الفتيان على مشاركيها كما خرج عشرات المتظاهرين تتبعهم مظاهرة نسائية في حاس وهم يحملون لافتات كتب عليها “كلهم يا سوريا باعوكي كلام والشعب يريد اسقاط النظام” و “خذلتونا يا عرب”.

وفي شمال البلاد، افادت لجان التنسيق عن خروج مظاهرة من مسجد عثمان بن عفان في الرقة قامت قوات الأمن والشبيحة بتفريقها.

وتابع المراقبون الدوليون جولاتهم الميدانية أمس الجمعة الذي يشهد كل يوم جمعة تظاهرات معارضة منذ اندلاع الاحتجاجات وقام وفد من المراقبين الدوليين بزيارة مدينة ادلب والتقى المحافظ كما زار وفد اخر احياء حمص القديمة ومنطقة المطاحن، دون المزيد من التفاصيل.

وندّدت منظمة العفو الدولية أمس باستمرار أعمال العنف في سوريا على الرغم من وقف لاطلاق النار دخل رسميا حيز التطبيق، متحدثة عن حصيلة من 362 شهيدا على الاقل منذ بداية مهمة المراقبين الدوليين في 16 من نيسان (ابريل) الجاري.

وذكرت المنظمة في بيان انها “تلقت اسماء 362 شخصا اعلن مقتلهم منذ ان بدأ مراقبو الامم المتحدة عملهم في سوريا في 16 نيسان (ابريل) الجاري”، وندد البيان ايضا بتكثيف اعمال العنف في المدن التي زارها المراقبون للتوّ.

وقالت لجان التنسيق المحلية ان العدد هو 816 شهيداً.

سياسياً، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون إرنست أمس، إن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل وإحباط لإخفاق نظام الأسد في الوفاء بتعهداته في إطار خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان.

وقال إرنست في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض “خاب أملنا من إخفاق نظام الأسد في الوفاء بوعوده التي قطعها في إطار هذه الخطة” في إشارة إلى خطة أنان. وأضاف “ننوي تكثيف الضغوط على نظام الأسد وتشجيعه بأقوى العبارات الممكنة على القيام بواجباته والتزاماته التي قطعها في إطار خطة أنان”.

وأعرب المتحدث عن “إحباط” الإدارة الأميركية من عدم وفاء النظام السوري بالتزاماته بموجب خطة أنان، مضيفاً أن “إخفاقهم في ذلك لا جدل حوله”.

وحذرت الولايات المتحدة أمس من انها على استعداد للعودة الى مجلس الامن الدولي لاتخاذ عقوبات ضد سوريا اذا افشلت دمشق خطة السلام. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان الخطة “تفشل في التوصل الى اهدافها لان الاسد لا يحترم نصف التزاماته في الاتفاق”. واضافت ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون “قالت بوضوح انه اذا فشلت الخطة نهائيا فإننا سنعود الى الامم المتحدة”.

وفي باريس قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو امس رداً على سؤال ما اذا كانت فرنسا تعني ضرورة اللجوء الى القوة مع النظام السوري “لدينا هدف واحد هو وقف العنف، لتحقيق هذا الهدف هناك وسيلة هي خطة كوفي انان بنقاطها الست التي يدعي النظام السوري انه وافق عليها. نجاح هذه الخطوة هو اليوم اولويتنا وفرنسا تقدم كل الدعم لموفد الامم المتحدة والجامعة العربية من اجل الوصول الى الهدف”.

واضاف “في مواجهة البروباغاندا المشينة حول الارهاب التي يقوم بها النظام، فإن انتشار بعثة المراقبين الدوليين سيسمح بالتحقق من تنفيذ البنود الستة الواردة في خطة انان بدءا بوقف العنف وسحب القوات السورية ومعداتها الثقيلة التي لا تزال منتشرة في الاماكن السكنية”.

وتابع فاليرو “عندها سيكون المجتمع الدولي على علم تام بأي انتهاك من قبل سوريا لالتزاماتها. تحقيقا لهذه الغاية، فرنسا تحافظ على اتصال وثيق بالأمانة العامة للأمم المتحدة. إذا تم منع المراقبين من اداء مهمتهم، أو إذا استمر نظام دمشق في عدم الوفاء بالتزاماته، عندها بعثة المراقبة يجب أن تبلغ مجلس الأمن الذي بدوره سوف يستخلص الاستنتاجات الضرورية. كما ذكر الوزير آلان جوبيه، فرنسا تدعو لاستصدار قرار بموجب الفصل السابع. رسالتنا الى النظام السوري واضحة لا لبس فيها: لا يوجد بديل عن وضع حد للعنف والقمع والالتزام بعملية سياسية”.

وتعليقاً على اعلان نوفل الدواليبي ما اسماه “الحكومة الانتقالية الوطنية السورية” وعما اذا كانت فرنسا تدعم هذا الاعلان، قال فاليرو “فرنسا تدعم بشكل كامل جهود توحيد المعارضة، وان تبني المعارضة نفسها حول المجلس الوطني السوري بحسب البيانات الختامية التي صدرت عن مجموعة اصدقاء الشعب السوري في مؤتمري تونس واسطنبول”.

وفي لندن دعا وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألستير بيرت النظام السوري أمس، إلى تنفيذ خطة كوفي أنان بصورة عاجلة، وحذّره من العودة إلى مجلس الأمن لاتخاذ “إجراءات صارمة” وفورية في حال لم يفعل.

وقال بيرت إن “المملكة المتحدة قلقة للغاية من جرّاء العنف الذي يستحق الشجب ويرتكبه نظام الأسد في سوريا ولا يزال مستمراً بمستويات غير مقبولة على الرغم من وقف إطلاق النار وشمل النساء والأطفال من بين الذين فقدوا حياتهم”. وأضاف أن “مراقبي الأمم المتحدة أفادوا باستمرار وجود الأسلحة الثقيلة والجنود في المدن السورية وتعرّض الناس الذين يتحدثون لهم لعقاب النظام، وصارت دوامة العنف في سوريا مقلقة للغاية وكانت هناك تقارير اليوم عن تفجير انتحاري في دمشق”.

وأشار الى أن “الحكومة السورية وكما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) هي الآن في انتهاك لخطة السلام والتي تم الاتفاق عليها بالإجماع في اثنين من قرارات مجلس الأمن الدولي، ويتعيّن عليها احترام التزاماتها بموجب هذين القرارين، فضلاً عن تنفيذ خطة أنان بكامل نقاطها الست، بما في ذلك التحول السياسي”.

وحذر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا النظام السوري من “العودة إلى مجلس الأمن الدولي لمناقشة اتخاذ اجراءات فورية وصارمة في حال لم ينفذ تلك الالتزامات”.

وقال “سنستمر في حثّ المعارضة السورية على الاتزام بوقف إطلاق النار وعلى العمل أيضاً مع المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان بشأن عملية التحول السياسي في بلادها”.

ومن نيودلهي أكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان استمرار عدوان النظام السوري على المدنيين لم يعد أمرا مقبولا، مطالبا الحكومة السورية “بوقف هذا العنف على الفور وممارسة أقصى درجات ضبط النفس وهذا كان مضمون رسالتي إلى الرئيس (السوري) بشار الأسد”.

وأعرب بان كي مون عن قلقه الشديد “من استمرار قتل المدنيين في سوريا بلا رحمة وقيام قوات النظام بضرب المناطق السكنية بالقنابل وذلك بالرغم من تكرار وعود حكومة بشار الأسد”، مضيفا أن المراقبين العسكريين أكدوا استخدام الأسلحة الثقيلة في ضرب المناطق السكنية وهذا يعد تناقضا كبيرا لما وعدت به الحكومة السورية.

ودعا بان كي مون الحكومة السورية الى “الالتزام بقرارات مجلس الأمن الداعية لوقف القتال ثم الانخراط في حوار سياسي للتوصل إلى حل يرضي طموحات وآمال الشعب السوري”، مشيرا إلى أن “الشعب السوري يعاني من العنف والقتل وينتظر الحل منذ فترة طويلة.. وأن الوضع وصل إلى مرحلة لا يمكن التسامح معها”.

وأكد أنه هو وكوفي أنان يعملان على الإسراع بنشر بعثة المراقبين الدوليين التي تبلغ 300 مراقب، منبها إلى أن وقف العنف سيساعد الأمم المتحدة ووكالاتها على تقديم المساعدات الإنسانية، حيث نزح نحو عشرات الآلاف إلى تركيا والعراق وتأثر نحو مليون شخص على الأقل من هذا النزاع.

وعين بان كي مون أمس الجنرال النروجي روبرت مود على رأس مهمة المراقبين الدوليين في سوريا.

وأكد احمد فوزي الناطق باسم موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا أمس ان نحو 15 مراقبا من الفريق الطليعي للامم المتحدة سيصلون قبل نهاية نيسان (ابريل) الجاري لمراقبة وقف اطلاق النار.

ودعت جماعة الاخوان المسلمين السورية الامم المتحدة الى اعلان فشل خطة المبعوث الدولي كوفي انان.

وطالب الاخوان المسلمون الامين العام للامم المتحدة أمس “أن يقرن اعلانه عن امتناع حكومة الاسد عن الالتزام بعملية السلام، باعتبار خطة السيد كوفي انان منتهية(..) في الوقت الذي يسقط فيه يوميا على ايدي العصابات المارقة عشرات الابرياء”.

كما طالب البيان بان كي مون ايضا “بتجميد عضوية سوريا في المنظمة الدولية الى حين قيام حكومة معبرة عن ارادة الشعب السوري”، داعيا المجتمع الدولي الى “اسقاط اي صفة تمثيلية لبشار الاسد وحكومته ومعاملتهم على انهم مجموعة مارقة اختطفت الدولة والمجتمع في سوريا”.

واعتبر البيان ان “تمادي المجتمع الدولي في الصمت على جرائم هذه العصابة المارقة، وإعطائها المهلة تلو المهلة(..) نوع من المشاركة في جرائم التطهير والابادة التي ترتكب بحق الشعب السوري” .

واتهم الاتحاد الاوروبي النظام السوري أمس بعدم احترام التزاماته المنصوص عليها في خطة المبعوث كوفي انان خصوصا لجهة سحب القوات والاسلحة الثقيلة من المدن.

وقال المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون امام الصحافيين “نحن قلقون جدا لاستمرار العنف بالرغم من وقف اطلاق النار الذي وافق عليه النظام السوري، ومن الواضح ان النظام السوري لم يف بالتزاماته”.

وأعربت منظمة مراسلون بلا حدود أمس عن قلقها ازاء مصير الناشطة يارا ميشيل شماس التي تواجه اتهامات تصل عقوبتها الى الاعدام حسبما جاء في بيان للمنظمة التي طالبت السلطات السورية بالافراج عن الصحافيين والناشطين وفقاً لخطة انان.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، أ ش أ، “المستقبل”)

سوريا: التصريحات التركية منافية لخطة أنان

اعتبرت دمشق، اليوم، أن تصريحات المسؤولين الأتراك بشأن مسؤولية حلف شمال الأطلسي في حماية حدودهم والتلويح باقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين، «استفزازية، ومنافية لخطة الموفد الدولي الخاص كوفي أنان»، بعدما أعرب الإتحاد الأوروبي، مساء أمس، عن «بالغ قلقه» إزاء استمرار أعمال العنف في سوريا.

وصفت دمشق، اليوم، تصريحات المسؤولين الأتراك بشأن مسؤولية حلف شمال الأطلسي في حماية حدودهم والتلويح باقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين، بأنها «استفزازية ومنافية لخطة الموفد الدولي الخاص كوفي أنان».

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين، جهاد مقدسي، في بيان، أنه «ما زال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود اوغلو يدليان بتصريحات استفزازية تهدف لتأزيم الوضع في سوريا وضرب العلاقات الثنائية بشكل ممنهج»، مضيفاً: «هذه التصريحات تتنافي في الوقت ذاته مع خطة أنان.

وأكد البيان أنه من «المثير للقلق أن يقوم أردوغان بالتهديد باستجلاب حلف الناتو لحماية حدوده مع سوريا، الامر الذي لا يتطلب أكثر من الالتزام الحقيقي ببنود خطة انان والتمسك بسياسات حسن الجوار»، مشيراً إلى أن أردوغان «ابتعد تماما عن هذه السياسة، بممارسته سياسة غض الطرف والتأزيم واستضافة مجموعات مسلحة لا تؤمن بالعملية السياسية».

وشدد مقدسي على أنه «عوضا عن المتاجرة بأعداد السوريين المتضررين من الاعمال المسلحة والمتواجدين على الأرض التركية، نذكر اننا لا نريد لأحد ان يتباكى على مصير أي سوري، فأبواب بلادهم مفتوحة لهم للعودة بكامل الضمانات اللازمة»، لافتاً إلى أن «إعادة اعمار الاضرار جارية»، وطالبا من تركيا «بذل المساعي الحميدة للمساعدة لإعادتهم و نحن جاهزون للتعاون مع الهلال الأحمر التركي لتحقيق هذا الهدف».

وفي سياق، أعرب الإتحاد الأوروبي، مساء أمس، عن «بالغ قلقه» إزاء استمرار اعمال العنف في سوريا، حيث «من الواضح ان الحكومة لا تحترم التزاماتها»، بسحب قواتها من المدن.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاثرين آشتون، في بيان «لدي قلق بالغ ازاء العنف المستمر في سوريا، ما يمثل انتهاكا لوقف اطلاق النار الذي كان من المفترض دخوله حيز التنفيذ في 12 نيسان/ابريل وعلى رغم وجود مراقبي الامم المتحدة»، مجددةً دعوة «كل الأفرقاء إلى الوقف الفوري لأي شكل من أشكال العنف»، والحكومة الى «احترام بنود خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي انان لانهاء الازمة»، ومضيفةً أنه «من الواضح ان الحكومة السورية لا تحترم واجباتها ولا تنفذ التزاماتها بسحب قواتها والاسلحة الثقيلة من المراكز المدنية».

إلى ذلك، أبدت آشتون «قلقها الشديد حيال المعلومات بشان الارتفاع الكبير لعدد المعتقلين منذ اتفاق وقف اطلاق النار»، مؤكدة ان على الحكومة اطلاق سراح المعتقلين والسماح للصحافيين بالتنقل وبوصول المساعدات الى الضحايا وتوفير حرية التظاهر.

(أ ف ب، يو بي آي)

انفجارات واقتحامات بدمشق وقتلى بريفها

قال ناشطون إن 13 شخصا على الأقل قتلوا بنيران الأمن السوري، وسقط عدد من الجرحى إثر إطلاق قوات الجيش السوري النار عشوائيا في منطقه بخعه بالقلمون بريف دمشق التي حوصر فيه منشقون عن الجيش مع مدنيين.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم ثلاثة قتلى في الرقة وحمص وإدلب بينهم رجل مسن وجد مذبوحا.

بدوره قال المركز الإعلامي السوري إن اشتباكات دارت فجر اليوم قرب القصر الرئاسي  في مدينة اللاذقية شمال سوريا, بين جنود الجيش النظامي ونحو 30 ضابطا وجنديا منشقين عن كتيبة الدفاع الجوي.

كما أشارت لجان التنسيق المحلية في سوريا إلى سماع دوي انفجارات ضخمة في مناطق المزة وكفر سوسة وركن الدين والصالحية والقابون وبرزة في دمشق، وتتعرض المنطقتان الأخيرتان لاقتحامات من قبل قوات النظام، وشنت فيهما حملات دهم واعتقال.

ويأتي استمرار أعمال العنف من قبل النظام بينما جدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن الجمعة القول بأنه لا نية لدى الحلف للتدخل في سوريا. ومن جهته عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الجنرال النرويجي روبرت مود على رأس مهمة المراقبة الدولية في سوريا. وأدانت أميركا وأوروبا نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي “لم يحترم تعهداته المنصوص عليها في خطة أنان”.

وكانت الهيئة العامة للثورة قد ذكرت في وقت سابق أن ما لا يقل عن 21 شخصا قتلوا أمس في مظاهرات أطلق عليها ناشطون “أتى أمر الله فلا تستعجلوه”.

وقد بث ناشطون سوريون على مواقع الإنترنت صورا لمظاهرات في عدة مناطق من دمشق في أحياء القابون وجوبر والمزة والتضامن ونهر عيشة والقدم وكفر سوسة، رددت شعارات تنادي بالحرية وبإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، كما طالبوا المجتمع الدولي بحماية المدنيين.

وشهدت مدن وبلدات الجغرافيا السورية مظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط النظام وتندد بالمهل الممنوحة له “لقتل الشعب السوري”.

مصادرة أسلحة

من جهته أفاد التلفزيون السوري بمقتل 11 شخصا وجرح 28 من المدنيين وقوات حفظ النظام في تفجير وصفه بالإرهابي وقع قرب مسجد زين العابدين في حي الميدان بدمشق.

 لكن الهيئة العامة للثورة السورية حملت النظام مسؤولية التفجير الذي قالت إنه أوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى عقب خروج المصلين من مسجد زين العابدين، وأشارت إلى أنه ناجم عن حافلة مفخخة. وأوضحت أن قوات الأمن و”الشبيحة” أطلقت النار عشوائيا على المتظاهرين قرب المسجد عقب الانفجار.

في الأثناء صادر الجيش اللبناني حمولة ثلاثة مستوعبات من الأسلحة كانت على متن باخرة قادمة من ليبيا ومخصصة للمعارضة السورية، حسب ما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس اليوم السبت.

وأوضح المصدر أن الأسلحة تشمل رشاشات ثقيلة ومتوسطة وقذائف مدفعية وقذائف وقاذفات آر بي جي وكميات من إل تي إن تي وذخائر.

وقال مصدر أمني آخر إن الباخرة التي كانت ترفع علم سيراليون حصلت قبل توقيفها ليل الخميس الجمعة على إذن بدخول مرفأ طرابلس في شمال لبنان.

غير أن الأجهزة الأمنية اللبنانية كانت رصدتها قبل أربعة أيام وشككت بحمولتها، فاعترضها سلاح البحرية قبل توقفها في المرفأ واقتادها إلى مرفأ سلعاتا حيث قام الجيش بتفتيشها.

وأوضح المصدر أن الباخرة “لطف الله-2” كانت انطلقت من ليبيا متجهة إلى لبنان مرورا بمرفأ الإسكندرية في مصر.

وتؤكد السلطات السورية وتقارير أمنية لبنانية أن كميات من السلاح تهرب إلى المعارضة السورية المسلحة عبر الحدود اللبنانية.

منشقون بالأردن

في غضون ذلك ذكرت صحيفة أردنية اليوم السبت أن 360 منشقا عن الجيش السوري لجؤوا إلى المملكة ووضعوا في مخيم بمحافظة المفرق بشمال شرق البلاد.

ونقلت صحيفة العرب عن مصادر مطلعة لم تسمها أن هؤلاء المنشقين وضعوا في مخيم خاص بهم بمنطقة منشية العليان في المفرق، وجهزت متطلبات الخدمة الصحية والسكن فيه من خلال التنسيق مع المنظمات الدولية والإنسانية.

وأشارت المصادر إلى أن الحدود الأردنية السورية تشهد حركة نزوح للاجئين سوريين تزداد مساء كل جمعة من خلال التوجه إلى محافظة المفرق.

وأوضحت أن أعداد الأسر السورية التي تقيم في محافظة المفرق وصل حتى أمس الجمعة إلى 1500 أسرة.

الناتو يستبعد مجددا التدخل في سوريا

                                   جدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن الجمعة القول بأنه لا نية لدى الحلف للتدخل في سوريا. ومن جهة أخرى عيّن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الجنرال النرويجي روبرت مود على رأس مهمة المراقبة الدولية في سوريا. ودوليا أدانت أميركا وأوروبا نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي “لم يحترم تعهداته المنصوص عليها في خطة أنان”.

ونقلت وكالة أنسا الإيطالية عن راسموسن قوله في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي في روما “نعتقد بأن الطريق الصحيح هو المضي قدماً والسعي إلى حل سياسي سلمي”، مضيفاً “بالطبع نراقب الوضع عن كثب”.

وأشار راسموسن إلى أن عضواً في حلف الناتو -هو تركيا- له حدود مع سوريا، موضحا أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قد أبلغ زملاءه (خلال اجتماع وزاء خارجية الناتو الأسبوع الماضي) عن الوضع في سوريا وعلى الحدود بين البلدين، و”من ثم فإننا نراقب الوضع”.

وجدد الأمين العام للناتو سياسة الحلف تجاه الوضع السوري، فقال “ليست لدينا أية نية للتدخل مباشرة في القضية السورية”، مضيفا “نعتقد بأن هناك حلولاً أخرى أكثر ملاءمة”.

رئيس المهمة

وفي وقت سابق أمس، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجنرال النرويجي روبرت مود على رأس مهمة المراقبة الدولية في سوريا. وجاءت هذه الخطوة في ظل تصاعد التنديد الدولي بالخروقات التي يقوم بها النظام السوري لخطة أنان.

وأعلن المتحدث المساعد باسم الأمم المتحدة إدواردو ديل بيوي الجمعة أن بان عيّن الجنرال مود على رأس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا.

وسيقود الجنرال فريقًا من 300 مراقب سمح مجلس الأمن الدولي السبت الماضي بنشرهم لفترة أولية من ثلاثة أشهر لمراقبة وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ رسميا يوم 12 أبريل/نيسان الجاري.

يتمتع روبرت مود (54 عاما) -حسب المراقبين- بخبرة طويلة في القيادة، وبمعرفة واسعة في عمليات حفظ السلام، بما في ذلك ضمن إطار الأمم المتحدة.

وكان الجنرال مود قد ترأس هيئة الأمم المتحدة المكلفة مراقبة الهدنة في الشرق الأوسط بين عامي 2009 و2011، وخدم مرتين داخل قوة حفظ السلام في كوسوفو بين عامي 1991 و2000 وعام 2002، قبل أن يصبح رئيسا لهيئة أركان الجيش النرويجي عام 2005.

كما خدم أيضا داخل الوحدة النرويجية في قوة حفظ السلام المؤقتة في لبنان (يونيفيل) عامي 1989 و1990.

خيبة أمل

من جانب آخر، أعلن البيت الأبيض في بيان له الجمعة أنه يشعر بخيبة الأمل لفشل النظام السوري في الوفاء بتعهداته ضمن خطة أنان.

وجاء في البيان كذلك أن الولايات المتحدة ستواصل حشد الضغط الدولي ضد الرئيس الأسد إذا فشلت مهمة المراقبين الدوليين.

من جهته عبر الاتحاد الأوروبي الجمعة عن “قلقه العميق” إزاء استمرار العنف من قبل النظام السوري رغم اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميكائيل مان الناطق باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون “من الواضح أن نظام الأسد لا يحترم تعهداته المنصوص عليها في خطة أنان.. لقد وعدوا بسحب أسلحتهم الثقيلة من المدن ولم يحدث شيء من ذلك.. نتمنى أن يغير حضور المراقبين الدوليين الوضع على الأرض ونحن مستعدون لدعم مهمتهم تقنيا”.

في سياق متصل، دعت جماعة الإخوان المسلمين السورية الأمم المتحدة إلى إعلان فشل خطة أنان، وطالبت بتجميد عضوية سوريا في المنظمة الدولية في ظل استمرار خروقات اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب بيان للجماعة.

وطالبت الجماعة في بيانها الأمين العام الأممي “أن يقرن إعلانه عن امتناع حكومة الرئيس بشار الأسد عن الالتزام بعملية السلام، باعتبار خطة السيد كوفي أنان منتهية.. في الوقت الذي يسقط فيه يوميا على أيدي العصابات المارقة عشرات الأبرياء”.

كما طالب البيان بان “بتجميد عضوية سوريا في الأمم المتحدة إلى حين قيام حكومة معبرة عن إرادة الشعب السوري”، داعيا المجتمع الدولي إلى “إسقاط أي صفة تمثيلية لبشار الأسد وحكومته ومعاملتهم على أنهم مجموعة مارقة اختطفت الدولة والمجتمع في سوريا”.

الامتثال للتعهدات

يذكر أن بان طالب بدوره الخميس الحكومة السورية بالامتثال لتعهداتها “دون تأخير”، واتهمها بعدم الوفاء بوعودها بسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المدن وفق خطة أنان التي تعهدت بتطبيقها.

كما أكد وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم بالقاهرة الخميس الدعم الكامل لمهمة أنان، وكشف الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن جهود تبذل لتوحيد المعارضة السورية.

وفوض المجلس الوزاري تكليف المغرب -العضو العربي في مجلس الأمن الدولي- بالطلب من مجلس الأمن حماية المدنيين بشكل فوري طبقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وكذلك بدء العملية السياسية وفقا لخطة الجامعة العربية الصادرة يوم 22 يناير/كانون الثاني الماضي.

وسيطالب المندوبُ بإبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم، مع إبقاء مجلس الجامعة العربية في حالة انعقاد دائم أيضا لمتابعة التطورات.

انشقاق 30 عسكرياً قرب القصر الجمهوري في اللاذقية

قوات النظام تطلق النار والقنابل المسيلة للدموع على تظاهرات مسائية لتفريقها

العربية.نت

أفاد المركز الإعلامي السوري بأن انشقاقات كبيرة حصلت في الوحدات العسكرية القريبة من القصر الجمهوري في اللاذقية، حيث سمع دوي انفجارات كبيرة.

وقالت الناطقة باسم المركز سيما ملكي إن نحو ثلاثين عسكرياً انشقوا عن كتيبة الدفاع قرب القصر الجمهوري في اللاذقية، وأضافت أن هؤلاء انشقوا سابقاً، لكن لم يعلن عن ذلك إلا الآن.

ومن جهتها أفادت لجان التنسيق بإطلاق نار من الحواجز الأمنية ومن القناصة المتمركزين على مجمع الخدمات ومشفى تشرين في برزة بدمشق.

كما سُمع دوّي 3 انفجارات ضخمة في المعضمية بريف دمشق، من جهة المزارع تلاها أصوات إطلاق نار، كما وقعت انفجارات عدة في داريا بريف دمشق.

وتحدثت لجان التنسيق عن سماع أصوات إطلاق نار كثيف في حي الكرامة في حماة، التي شهدت معظم أحيائها تظاهرات مسائية تطالب بإسقاط النظام.

كما قامت قوات الأمن بتفريق تظاهرة بالقوة انطلقت في ضاحية أبي الفداء في حماة، وفي حلب هاجمت قوات النظام المتظاهرين في حي بستان القصر وأطلقت النار والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.

أما في البوكمال بدير الزور فسجل إطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن لتفريق متظاهرين في قرية السوسة

واشنطن تهدد الأسد بالعودة إلى مجلس الأمن

الخارجية قالت إن خطة عنان تفشل لأن الأسد لا يحترم نصف التزاماته

العربية.نت

هددت الولايات المتحدة دمشق بالعودة إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ عقوبات ضدها، إذا أفشلت خطةَ السلام. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إن الخطة تفشل في التوصل الى أهدافها لأن الأسد لا يحترم نصف التزاماته في الاتفاق.

كما أكدت أن الولايات المتحدة كانت عبرت عدة مرات عن خشيتها من أن يستغل النظام السوري وقف اطلاق النار الساري رسميا منذ 12 نيسان/أبريل، لمهاجمة المعارضة وأنها على استعداد للعمل على انهاء مهمة المراقبين الدوليين قبل انتهاء فترتها الاولية التي تدوم 90 يوما.

وقالت نولاند إن فترة التسعين يوما التي وضعت لتقييم مهمة المراقبين هي تقدير من الأمم المتحدة وإنه قد يتم “استخلاص الدروس” قبل نهاية هذه الفترة.

سوريا: اشتباكات بين منشقين والجيش وقوات حكومية تتعرض لهجوم من البحر

أفادت الأنباء الواردة من سوريا بوقوع اشتباكات بين منشقين والقوات الحكومية في الوقت الذي أعلنت وسائل الإعلام الرسمية أن قوات الأمن تصدت لهجوم قبالة البحر شمالي اللاذقية شنه ” مسلحون باستخدام زوراق مطاطية”.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا بمقتل أن عشرة جنود مشنقين قتلوا السبت في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في ريف دمشق.

وأوضح المرصد أن ” عشرة أفراد على الأقل من المجموعات المسلحة المنشقة قتلوا اثر اشتباكات دائرة مع القوات النظامية السورية في ريف دمشق”.

كما تحدث المرصد عن ” اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في قرية برج إسلام في

محافظة اللاذقية التي يقع فيها القصر الرئاسي”.

زوارق مطاطية

من جانبها قالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) إن وحدة عسكرية متمركزة قبالة البحر شمالي اللاذقية تصدت لمحاولة “تسلل مجموعة ارهابية مسلحة من البحر”.

ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي لم تكشف عن هويته قوله ” إن عناصر الوحدة اشتبكت مع المجموعة الارهابية التى كانت تستقل زوارق مطاطية وتمكنوا من صد محاولة التسلل واجبار افراد المجموعة الارهابية على الفرار”.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل وإصابة العديد من الجانبين.

كما أفادت الوكالة أن “مجموعة ارهابية مسلحة هاجمت فجر السبت قوات حفظ النظام في منطقة عفرين بريف حلب فاشتبكت معها الجهات المختصة ما أسفر عن مقتل 3 جنود وإصابة اثنين اخرين ومقتل اثنين من الارهابيين”.

تهريب

في هذه الأثناء، أعلن مصدر أمني لبناني أن الجيش صادر حمولة ثلاثة حاويات محملة بالأسلحة كانت على متن باخرة اعترضتها قوات خفر السواحل واقتادتها إلى مرفأ سلعاتا في شمال لبنان.

وأوضح المصدر أن الأسلحة تشمل “رشاشات ثقيلة ومتوسطة وقذائف مدفعية وقذائف وقاذفات ار بي جي وكميات من ال تي ان تي وذخائر”.

وتقول الحكومة السورية إن أسلحة تنقل سرا من لبنان لمساعدة المعارضين السوريين الذين يريدون الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

يواجه الجنرال النرويجي روبرت مود مهمة شاقة

من ناحية أخرى يتوجه الجنرال النرويجي روبرت مود السبت إلى دمشق لبدء مهمة قيادة فريق المراقبين الدوليين في سوريا.

وقال دبلوماسيون إن مود كان في طريقه إلى سوريا عندما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن نبأ توليه قيادة فريق المراقبين.

وكان المتحدث باسم كوفي عنان قد صرح بأنه من المتوقع نشر 15 مراقبا دوليا إضافيا من بين الفريق الطليعي المكون من 30 مراقبا بحلول الاثنين القادم.

وقال المتحدث أحمد فوزي “نتوقع أن يكون الثلاثون مراقبا على الأرض بنهاية أبريل/نيسان”.

وكان مجلس الأمن قد وافق السبت الماضي على إرسال 300 مراقب عسكري غير مسلح إلى سوريا لمدة ثلاثة أشهر.

سوريا: قلق دولي من استمرار العنف ورئيس بعثة المراقبين يتوجه اليوم إلى دمشق

أثار استمرار أعمال العنف في سوريا بالرغم من اتفاق وقف النار قلق دول الغرب التي ترى أن الحكومة السورية لم تلتزم بخطة السلام التي تحظى بتأييد الأمم المتحدة.

وأعرب الاتحاد الاوروبي عن “بالغ قلقه” ازاء استمرار اعمال العنف في سوريا واتهم الحكومة السورية بأنها “لا تحترم التزاماتها” بسحب قواتها من المدن.

وقالت منسقة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون ” أشعر بقلق بالغ ازاء العنف المستمر في سوريا ما يمثل انتهاكا لوقف اطلاق النار على الرغم من وجود مراقبي الامم المتحدة”.

وكررت آشتون دعوتها لكافة الأطراف بضرورة “الوقف الفوري لأي شكل من أشكال العنف” كما دعت الحكومة إلى احترام بنود خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لانهاء الأزمة.

واضافت آشتون “من الواضح أن الحكومة السورية لا تحترم واجباتها ولا تنفذ التزاماتها بسحب قواتها والاسلحة الثقيلة من المراكز المدنية”.

أما الولايات المتحدة فقد أعلنت أنها تشعر بالاحباط لعدم وفاء دمشق بتعهداتها بالالتزام بخطة السلام مؤكدة أنها ستكثف من ضغوطها على الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون ايرنست “نعتزم الاستمرار في تكثيف الضغوط الدولية على نظام الاسد وتشجيعه بأقوى التعبيرات الممكنة على الوفاء بالتعهدات والالتزامات التي قدموها فيما يتعلق بخطة كوفي عنان”.

اشتباكات

في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا بمقتل عشرة جنود مشنقين في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في ريف دمشق السبت.

وقال المرصد إن اشتباكات أخرى وعت فجر السبت بالقرب من القصر الرئاسي في محافظة اللاذقية غربي سوريا.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية المعارضة قد أعلنت مقتل سبعة عشر شخصاً الجمعة برصاص قوات الأمن والجيش في عدة مدن سورية.

يواجه الجنرال النرويجي روبرت مود مهمة شاقة

من ناحية أخرى يتوجه الجنرال النرويجي روبرت مود السبت إلى دمشق لبدء مهمة قيادة فريق المراقبين الدوليين في سوريا.

وقال دبلوماسيون إن مود كان في طريقه إلى سوريا عندما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن نبأ توليه قيادة فريق المراقبين.

وكان المتحدث باسم كوفي عنان قد صرح بأنه من المتوقع نشر 15 مراقبا دوليا إضافيا من بين الفريق الطليعي المكون من 30 مراقبا بحلول الاثنين القادم.

وقال المتحدث أحمد فوزي “نتوقع أن يكون الثلاثون مراقبا على الأرض بنهاية أبريل/نيسان”.

وكان مجلس الأمن قد وافق السبت الماضي على إرسال 300 مراقب عسكري غير مسلح إلى سوريا لمدة ثلاثة أشهر.

تهريب

في هذه الأثناء، أعلن مصدر أمني لبناني أن الجيش صادر حمولة ثلاثة حاويات محملة بالأسلحة كانت على متن باخرة اعترضتها قوات خفر السواحل واقتادتها إلى مرفأ سلعاتا في شمال لبنان.

وأوضح المصدر أن الأسلحة تشمل “رشاشات ثقيلة ومتوسطة وقذائف مدفعية وقذائف وقاذفات ار بي جي وكميات من ال تي ان تي وذخائر”.

وتقول الحكومة السورية إن أسلحة تنقل سرا من لبنان لمساعدة المعارضين السوريين الذين يريدون الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

إدانة

ويأتي هذا في الوقت الذي أدانت إيران الانفجار الذي وقع في دمشق الجمعة وأسفر عن مقتل 11 شخصا واتهمت جهات خارجية بتسليح المعارضة السورية.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني في بيان إن ” بلاده تدين العمل الإرهابي الذي أدى إلى مقتل وإصابة المدنيين السوريين كما تدين بلاده التدخل الأجنبي في الشأن السوري”.

واتهمت طهران الأطراف الخارجية بـ” المسؤولية عن مقتل الأبرياء في سوريا عن طريق دعم وتسليح المعارضة السورية”.

اعتراض سفينة محمّلة بالأسلحة في مياه لبنان الإقليمية

بحرية الجيش اللبناني أجبرت الباخرة على التوجّه الى مرفأ سلعاتا في شمال بيروت

أوقفت البحرية اللبنانية، عصر الجمعة، سفينة محمّلة بالأسلحة كانت تبحر في المياه الإقليمية اللبنانية.

وقالت مصادر أمنية لبنانية، إن بحرية الجيش اللبناني أوقفت سفينة محمّلة بالأسلحة قادمة من ليبيا عبر مصر الى مرفأ طرابلس في شمال لبنان، وأجبرتها على التوجّه الى مرفأ في شمال بيروت حيث تقوم بتفتيشها.

وقالت المصادر، إن الباخرة تدعى “لطف الله 2″، مشيرة الى أن 3 مستوعبات كانت على متنها.

وأوضحت المصادر أن بحرية الجيش اللبناني أجبرت الباخرة على التوجّه الى مرفأ سلعاتا في شمال بيروت.

وأشارت الى أن أي تفاصيل أخرى حول الأسلحة والجهة التي كانت ستتسلمها لن يكشف عنها قبل انتهاء التحقيقات.

ولم تشر المصادر الى تفاصيل أخرى حول وجهة الأسلحة والجهة التي تقف خلف إرسالها، لكن الأمن اللبناني سبق أن اعتقل مجموعات كانت تهرّب الأسلحة عبر الحدود اللبنانية الى المسلّحين داخل سوريا.

جنرال نرويجي هاديء يواجه مهمة شاقة في رئاسة المراقبين في سوريا

اوسلو (رويترز) – الجنرال النرويجي روبرت مود ذو الشعر الاشقر الذي يقود مهمة مراقبة وقف اطلاق النار في سوريا يبدو القائد الهاديء الذي سيستخدم صورة الحياد للتغلب على ما وصفها “بالريبة العميقة”.

ومود مخضرم في مراقبة هدنات صعبة في الشرق الاوسط ويعلم سوريا جيدا. والجنرال البالغ من العمر 54 عاما والذي يبدو صارما يزن كلماته بدقة ويصغي للاخرين باهتمام.

وقد تكون مهمته محكوم عليها بالفشل نظرا لغياب الثقة في سوريا. لكن ربما تكون أمامه فرصة لتحقيق أكثر مما حققه الفريق السوداني محمد الدابي الذي انسحب من مهمة فاشلة للجامعة العربية في فبراير شباط بعدما عوقته اخفاقات دبلوماسية فضلا عن ضعف سجل بلاده بشأن حقوق الانسان.

وقال كيل انجي بيرجا الباحث في المعهد النرويجي للدراسات الدفاعية والذي عمل مع مود “انه شديد الصرامة والوضوح في تصريحاته.. من الصعب للغاية أن يسيء المرء فهمه.”

واضاف بيرجا “يتمتع بمهارات دبلوماسية رائعة وهو أمر غير معتاد بالنسبة لجنرال. يمتلك القدرة على التحدث بأسلوب كل الاطراف.”

وزار مود دمشق في وقت سابق هذا الشهر للتفاوض مع الحكومة بشأن نشر الفريق الطليعي من المراقبين.

واختبر مود مهاراته بالعمل مع القوات متعددة الجنسيات في كوسوفو وهو أيضا جزء من تقليد نرويجي بالمشاركة في حفظ السلام بالشرق الاوسط.

وتحرص النرويج على أن ينظر اليها وكذلك الى جنرالاتها على أنهم فوق الشبهات فيما يتعلق بالدبلوماسية.

وقال بول روجرز استاذ دراسات السلام بجامعة برادفورد البريطانية “التجربة في البلقان مفيدة للغاية نظرا لتعقد الوضع هناك.

“وتتمتع النرويج بسمعة كدولة تكرس نفسها للسلام. ولذلك فالنرويجي يأتي مصحوبا بمصداقية اضافية.”

ورأس مود منظمة الامم المتحدة لمراقبة الهدنات – التي تراقب عمليات وقف اطلاق النار بالشرق الاوسط – من 2009 حتى 2011 وهو ما أتاح له زيارة دمشق دائما ويقال انه يتمتع بالفعل باتصالات طيبة مع ضباط الجيش السوري.

وقال لرويترز في مقابلة بعد فترة قصيرة من تعيينه بمنصبه الجديد “وقعت في حب دمشق في 2009. لم يقابلني أحد قط بمثل هذا الدفء.”

وتحدث بشأن كيف كان بامكانه أن يتمشى في “الازقة المظلمة” في دمشق بصحبة زوجته وابنه ويشعر بالترحاب والامان.

وقال لصحيفة ديلي ستار اللبنانية في 2009 ان فلسفته في ذلك الوقت كمراقب تابع للامم المتحدة أنه “لا يأتي المرء مثل فيل في بيت من زجاج ويملي عليهم ما يفعلونه. هذا لا يجدي.”

غير أن مهمته الجديدة ستكون اختبارا كبيرا له. ففي حين أن من المزمع نشر 300 مراقب لم يتم حتى الان نشر سوى بضعة مراقبين عزل يعتمدون الى حد كبير على السلطات السورية في تأمينهم.

وتقول مصادر بالمعارضة وسكان ان القصف يزيد من جانب القوات الحكومية على السكان المحليين بمجرد خروج المراقبين من أي منطقة.

وقال البريجادير البريطاني المتقاعد بن باري الخبير بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية “سيكون منصبا ينطوي على تحديات هائلة.

“لا يوضح قرار مجلس الامن مسؤولية السوريين في تسهيل وصول المراقبين (الى المناطق المضطربة). لا نعلم قدر المرونة التي ستتاح له.”

وانضم مود الذي ينحدر من بلدة كراجيرو الصغيرة على الساحل الجنوبي للنرويج الى الجيش في 1979 وتولى منصب رئيس الاركان من 2005 حتى 2009. وحصل على درجات علمية من كليات عسكرية نرويجية وامريكية.

وأبلغ الصحيفة اللبنانية ايضا أنه عمل ضمن قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في لبنان في الثمانينات عندما انزلقت الدولة الى اتون الحرب الاهلية.

وقال عنه ضابط أوروبي يعرفه “انه قائد صارم وقليل الكلام يتمتع بخلفية جيدة من منطقة البلقان رغم أن تجربته القتالية التقليدية ستكون محدودة.

“فيما يتعلق بالتفاوض مع السلطات السورية لن يكون لين العريكة. سيكون قويا ومحددا وغير مشوش.”

وقال مود عندما تلقى اتصالا هاتفيا يطلب منه قيادة فريق التقييم “كان من السهل الموافقة.”

واضاف بشأن مهمته وخطة السلام التي أعدها المبعوث الدولي كوفي عنان “انها جديرة ببذل جهد من أجلها . يستحق الشعب السوري أن ينال فرصة.”

لكن المهمة محفوفة بمخاطر هائلة ايضا.

وقال روجرز “تلك الظروف هي الى حد كبير أصعب ظروف يمكن أن يتوقعها المرء… انها مرحلة محفوفة بمخاطر شديدة في حياة مود المهنية.”

(اعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير احمد حسن)

بالاز كوراني

مسلحون يهاجمون وحدة عسكرية سورية من البحر وسقوط عدة قتلى

بيروت (رويترز) – قالت الوكالة العربية السورية للانباء يوم السبت ان مسلحين يستقلون زوارق مطاطية هاجموا وحدة عسكرية سورية على ساحل البحر المتوسط وان عددا من القتلى سقط من الجانبين بعد معركة بالاسلحة النارية.

وهذا أول هجوم من البحر في الانتفاضة التي بدأت قبل 13 شهرا ضد الرئيس بشار الاسد.

وأبرز الهجوم بالاضافة الى مقتل 15 شخصا على الاقل في اعمال عنف في منطقتين بالقرب من العاصمة دمشق مدى تردي الاوضاع بشأن اتفاق وقف اطلاق النار الذي توسطت فيه الامم المتحدة وبدأ سريانه قبل اسبوعين.

وقالت الوكالة السورية ان عددا من المسلحين والجنود قتلوا في المعركة التي اعقبت الهجوم الساحلي قرب ميناء اللاذقية على بعد 35 كيلومترا جنوبي الحدود التركية.

وقالت الوكالة “الاشتباك مع المجموعة الارهابية اسفر عن استشهاد وجرح عدد من افراد الوحدة العسكرية فيما لم تتم معرفة واحصاء عدد القتلى من المجموعة الارهابية نظرا لمهاجمتها للوحدة العسكرية من البحر ليلا.”

ولم تذكر الوكالة جنسيات المهاجمين.

وتتهم الحكومة السورية باستمرار تركيا التي تستضيف قيادة الجيش السوري الحر المعارض بالسماح بتدفق الاسلحة والاموال الى المعارضين الذين يقاتلون للاطاحة بالاسد.

وقالت مصادر امنية ان السلطات اللبنانية عثرت على أسلحة من بينها مقذوفات صاروخية وبنادق على متن سفينة تم ملاحقتها في البحر المتوسط ربما تكون تحاول نقل أسلحة الى المعارضة السورية.

وقال ناشطون انه في قرية شمالي دمشق لجأ اليها منشقون على الجيش قتلت القوات السورية عشرة اشخاص على الاقل.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا انه في مساء الجمعة قتل خمسة من قوات الامن في انفجار استهدف عربتين قرب دمشق. واضاف ان خمسة من افراد قوات الامن لقوا حتفهم خلال مساء الجمعة في انفجار قرب دمشق.

وتقول الامم المتحدة ان القوات السورية قتلت 9000 شخص منذ بدء الانتفاضة. وتنحي السلطات السورية باللوم على متشددين مدعومين من الخارج في العنف وتقول ان 2600 من أفراد الجيش والشرطة قتلوا.

وحظرت السلطات السورية على معظم وسائل الاعلام المستقلة دخول سوريا مما يجعل من الصعب التحقق من الاحداث على الارض.

وأدى اتفاق وقف اطلاق النار الذي بدأ سريانه يوم 12 ابريل نيسان بترتيب من كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى تراجع أعمال القتل اليومية بدرجة طفيفة فقط مع تبادل الجانبين الاتهامات بخرق الهدنة.

ويوم الجمعة قتل مفجر انتحاري تسعة اشخاص بينهم ضباط امن في مسجد بدمشق.

ولم يعلن أحد على الفور المسؤولية عن الهجوم. وكان الانفجار قريبا من موقع تفجير انتحاري في السادس من يناير كانون الثاني أعلنت المسؤولية عنه في وقت لاحق جماعة لم تكن معروفة من قبل تطلق على نفسها جبهة النصرة.

وكان الهجوم الانتحاري الاخير أحد خمسة انفجارات تصيب العاصمة يوم الجمعة مما ادى الى الاعتقاد بأن المسلحين ربما غيروا تكتيكاتهم وبدأوا حملة تفجيرات موجهة الى مقر سلطة الاسد.

وقال نشط مقره العاصمة يستخدم اسم مار رام “هذا العمل يتسارع ويبدو ان (المعارضين) وقوات الاسد بدأوا يخوضون قتالا في دمشق أيضا.”

واتهم الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الخميس سوريا بعدم الوفاء بوعودها بسحب اسلحتها الثقيلة وقواتها من البلدات والمدن وقال انه “منزعج بشدة لتقارير عن استمرار العنف والقتل في سوريا.”

وردت وسائل الاعلام الحكومية السورية قائلة ان بان والمجتمع الدولي يؤججان الصراع بتجاهلهما “للجرائم والاعمال الارهابية” التي تقوم بها المعارضة المسلحة المناوئة للاسد.

وقالت صحيفة تشرين السورية الموالية للاسد في مقال “أن يتجنب مثلا الامين العام للامم المتحدة مؤخرا الحديث عن انتهاكات المجموعات المسلحة ويركز تصويبه المفضوح على سورية كما هي العادة فهو كمن يشجع هذه المجموعات على الاستمرار بارتكاب المزيد من الجرائم والاعمال الارهابية التي يدفع ثمنها في نهاية المطاف المواطن السوري من حياته ودمه وأمنه.”

بينما قالت روسيا وهي واحدة من اكبر الحلفاء الباقين للحكومة السورية يوم الجمعة ان المعارضة المسلحة تتحمل اللوم الاكبر في الانتهاكات لوقف اطلاق النار واتهمتها بأنها تسعى الى التدخل الاجنبي في سوريا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف “هذه الهدنة لم تكتمل بما يرجع في معظمه الى ان جماعات المعارضة المسلحة تحاول خلق استفزازات – تفجيرات واعمال ارهابية واطلاق نار على القوات الحكومية والبنايات الادارية.”

وقال مسؤولون من الامم المتحدة ان الفريق الطليعي المكون من 30 مراقبا سيكون هناك بالكامل يوم الاثنين من بين بعثة تضم 300 مراقب تزمع المنظمة نشرهم في البلدات المناهضة للاسد مثل ادلب وحماة وحمص ودرعا.

وتقول فرنسا انه اذا لم تنسحب قوات الاسد من المراكز السكنية فسوف تسعى لاصدار قرار من مجلس الامن بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة في خطوة دبلوماسية يمكن أن تؤدي الى اجراءات تتراوح بين العقوبات الاقتصادية والتدخل العسكري.

وقالت روسيا والصين انهما ستستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار يسعى لاجازة عمل عسكري على غرار ما حدث في ليبيا وتعارضان أيضا فكرة فرض العقوبات.

(اعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير نبيل عدلي)

من اد كروبلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى