أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 30 أذار 2013

النظام يتعهد الدفاع عن دمشق «حتى اللحظة الأخيرة»

لندن، دمشق، دبي – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

اعترف النظام السوري امس بالتقدم الذي تحرزه المعارضة في قلب العاصمة دمشق التي باتت احياؤها هدفاً يومياًً للغارات والعمليات العسكرية. واعتبر تكرار سقوط قذائف الهاون على مناطق مختلفة في دمشق تصعيدا من المعارضة «الى اقصى الحدود».

وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان اطلاق «الارهابيين» قذائف الهاون على دمشق «هو تنفيذ لامر خارجي بتصعيد ارهابي الى اقصى الحدود»، مشددا على وجود قرار «حاسم ونهائي… بالدفاع عن البلاد حتى اللحظة الاخيرة».

وردت ايران بعنف على قرار قطر فتح سفارة لـ «الائتلاف الوطني» في الدوحة. وقال نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ان «من مصلحة قطر أن تكف عن الإجراءات المتسرعة وتصعيد سفك الدماء ضد الشعب السوري».

وحمل قائد «المجلس العسكري للثورة في دمشق» العقيد بكور السليم النظام مسؤولية «الضربات العشوائية» التي تتعرض لها دمشق منذ ايام. وقال، في بيان وزع على شبكات التواصل الاجتماعي يوم امس، انه حتى مع اعلان النظام العاصمة السورية «منطقة عسكرية، فاننا لم ولن نستهدف فيها سوى معاقل الامن ذات الاهداف المحققة».

وسيطر مقاتلو المعارضة امس على بلدة داعل في جنوب البلاد، وهكذا باتت مدينة درعا «شبه معزولة» عن دمشق اذ ان داعل تقع على الطريق القديم الذي يربط درعا بالعاصمة. وبث معارضون شريط فيديو يتضمن سيطرة مقاتلي «كتيبة صقر قريش» بقيادة الشيخ انس الجاموس، احدى كتائب «لواء فجر الاسلام» على مدرعات وحافلات عسكرية. وافادت مصادر المعارضة ان «عملية تحرير» داعل بدأت فجر اول من امس (الخميس) عبر شن هجمات على حواجز عسكرية في المدينة، الامر الذي قابلته قوات النظام بقصف بصواريخ ومدفعية ثقيلة وغارت جوية.

واسفرت العمليات عن السيطرة على ثلاثة حواجز عسكرية، هي: حاجز العميد، وهو أكبر حواجز المنطقة ويعد ثكنة عسكرية لما فيه من عتاد واسلحة، وحاجز الدوار الكبير، وحاجز الدوار الجنوبي. واعتبر مقاتلو المعارضة ذلك من»الإنجازات العسكرية الهامة للجيش الحر، لأنه يسمح بالسيطرة على مناطق أوسع تفتح المجال أمامه للزحف ومتابعة حصار درعا، كما يسمح له بالتحرك لتحرير بقية المحافظة»، علما ان داعل تقع بين بلدات كبرى هي طفس وشيخ مسكين وخربة غزالة وان المعارضة سيطرت في الايام السابقة على قرى كثيرة في حوران وسيطرت على شريط حدودي بطول 25 كيلومترا يمتد من الحدود الاردنية حتى الجزء السوري من الجولان، في مقابل بقاء المدن الكبرى وقلب المحافظة تحت سيطرة النظام في المنطقة الواقعة بين دمشق والحدود الاردنية. وكان عضو مجلس الشعب عن درعا وليد الزعبي ذكر قبل يومين ان مقاتلي المعارضة باتوا يسيطرون على اجزاء واسعة من المحافظة.

وفي شمال البلاد الذي يسيطر المقاتلون المعارضون على اجزاء واسعة منه، افاد المرصد السوري عن «استشهاد تسعة مواطنين على الاقل بينهم أربع نساء وطفلان إثر قصف بصاروخ ارض – ارض على بلدة حريتان» شمال غربي مدينة حلب. وذكرت «الهيئة العامة للثورة السورية» ان الضحايا قضوا «جراء سقوط صاروخ سكود»، وان «عملية البحث عن ناجين او شهداء تحت الانقاض مستمرة». ويتهم مقاتلو المعارضة جيش النظام باستخدام هذا النوع من الصواريخ الثقيلة في استهداف مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، وهو ما تنفيه دمشق.

وفي محافظة الرقة، ذكر المرصد السوري ان اشتباكات عنيفة دارت في محيط الفرقة 17 قرب مدينة الرقة في محاولة جديدة لاقتحام المقر الذي يعد احد اهم معاقل القوات النظامية المتبقية في المحافظة، تزامنا مع غارات جوية في محيطه، بحسب المرصد.

ويسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة من محافظة الرقة. كما سيطروا في السادس من آذار (مارس) الجاري على مدينة الرقة، وهي اول مركز محافظة يخرج عن سيطرة النظام.

وفي جمعة «وبشر الصابرين» بالنصر، خرجت تظاهرات امس في مدن سورية عدة. ورفع متظاهرون في حلب لافتات كتب فيها «لا يعنينا تمثيلنا بكرسي نجلس عليه… وانما نريد وقف شلال الدماء في سورية»، في اشارة الى قرار القمة العربية في الدوحة.

من جهة اخرى اتهمت إيران قطر امس «بتصعيد سفك الدماء» في سورية بعد السماح لـ «الائتلاف» السوري بفتح أول سفارة له في الدوحة. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ان «من مصلحة قطر أن تكف عن الإجراءات المتسرعة وتصعيد سفك الدماء ضد الشعب السوري.» واضاف ان «الشعب السوري الواعي والمقاوم لن يسمح إطلاقا للآخرين أن يتخذوا القرار بشأن مصير بلاده.»

12 ألف سورية تزوجن رجالاً مصريين..خلال عام واحد

مصر – يو بي أي

أعلن المجلس القومي للمرأة في مصر أن ” 12 ألف حالة زواج تمت خلال عام واحد بين لاجئات سوريات ومصريين”، معتبراً “أن تلك الزيجات تمثِّل حالات اتجار بالبشر”.

وقال المجلس، في بيان صحافي “إن عدد الزيجات بين لاجئات سوريات وشباب مصري بلغ 12 ألف حالة زواج خلال عام واحد”، مجدِّداً إدانته ورفضه الشديدين لظاهرة زواج اللاجئات السوريات من المصريين.

وأشار إلى أنه طالع ما نشرته المواقع الإلكترونية بشأن المذكرة التى تقدم بها الاتحاد العالمي للمرأة المصرية في أوروبا إلى الرئيس المصري محمد مرسي وطالب خلالها “بالتدخل الفوري لوقف زواج السوريات الموجودات كضيوف بمصر من الشباب المصري مقابل 500 جنيه للزوجة، وانتشار ذلك بمدن 6 أكتوبر، والقاهرة الجديدة، والعاشر من رمضان، ومحافظات الإسكندرية، والدقهلية، والغربية، وقنا”.

وأضاف المجلس أنه أرسل خطابين إلى وزيري الداخلية اللواء محمد إبراهيم، والعدل المستشار أحمد مكّي، طلب خلالهما مساندة الوزارتين لوقف ظاهرة زواج المصريين من اللاجئات السوريات، وعدم استغلال ظروفهن المعيشية السيئة”.

وتشير تقديرات غير رسمية الى أن “عدد السوريين المقيمين في مصر منذ اندلاع الاحتجاجات وأعمال العنف المسلح في بلادهم منذ 15 آذار/مارس 2011 بلغ ما بين 60 و70 ألفاً”، غير أن أحدث إحصائية أصدرها، يوم الأربعاء الفائت، مكتب المفوضية العُليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في مصر، ذكرت أن “العدد بلغ 20,0265 شخصاً، من بينهم 5833 شخصاً تم تسجيلهم خلال شباط/فبراير الفائت فقط”.

سورية: مسلحون معارضون يقتلون إمام مسجد في حلب

بيروت – أ ف ب

قتل مقاتلون سوريون معارضون إمام مسجد حي في مدينة حلب، تقطنه غالبية موالية للنظام ويشهد منذ ساعات اشتباكات عنيفة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل إعلام سورية رسمية.

وذكر المرصد أن “إمام مسجد موال للنظام قتل بعد أسره من الكتائب المقاتلة في حي الشيخ مقصود شرقي الواقع في شمال المدينة”، ناقلاً عن مصادر في الحي أن الشيخ “سحل بعد قتله”.

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” أن “مجموعة إرهابية اغتالت ليل أمس الشيخ حسن سيف الدين إمام جامع الحسن في منطقة الشيخ مقصود”، مشيرة إلى أن “الإرهابيين قاموا بالتنكيل بجثة الشيخ سيف الدين بعد اغتياله”.

ويستخدم النظام السوري عبارة “إرهابيين” للإشارة إلى مقاتلي المعارضة.

                      درعا باتت “شبه معزولة” عن دمشق

والابرهيمي لا يرى نهاية سريعة للحرب

    و ص ف، رويترز، أ ش أ، ي ب أ

مع اشتداد القتال في أكثر من منطقة سورية، استبعد الممثل المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي، نهاية سريعة للحرب في هذا البلد، ورأى أن تسليح جماعات المعارضة السورية ليس هو الحل، داعياً المجتمع الدولي إلى زيادة الضغوط الديبلوماسية على النظام السوري.

وصرح في مقابلة مع القناة الرابعة للتلفزيون البريطاني، مساء الخميس، بإن الوضع في سوريا “سيىء للغاية ويزداد سوءاً، والكارثة الإنسانية المتفاقمة تخرج عن نطاق السيطرة مع فرار آلاف السوريين من القتال الدائر بين القوات الموالية للحكومة والمعارضة لها”. وأضاف أنه “لم ير أي تحسّن، ويعتقد أن طرفي النزاع لا يزالان يعتقدان أن الانتصار العسكري ممكن مما جعل حدة القتال تزداد وتتوسّع”، لكنهما “غير قادرين في الوقت الحاضر على حل المشكلة بنفسهما”.

واعتبر أن تسليح المعارضة السورية “ليس الطريق لإنهاء النزاع”، لأنه سيؤدي إلى “ضخ المزيد من الأسلحة للحكومة ولن يحل المشكلة”.

 ووجّه آماله وما وصفه بـ “انتقاده المهذّب” الى المجتمع الدولي وأعضاء مجلس الأمن، ولا سيّما منهم الصين وروسيا والولايات المتحدة، لاعتقاده أن هذه الجهات “يجب أن تتحدث بعضها الى البعض بسرعة أكبر وربما اتخذت بعض القرارات من خلال الذهاب إلى مجلس الأمن والتواصل مع الأطراف المعنيين بالأزمة السورية ومع دول المنطقة بقوة أكبر مما فعلت حتى الآن”.

 وفيما أشاد بـ”كرم المجتمع الدولي” حين تعهّد التبرع بـ1,5 مليار دولار في كانون الثاني لمساعدة السوريين المتضررين من الحرب في بلادهم، لاحظ أن هذا المبلغ “سيكون ضرورياً كل ستة أشهر ما لم يتحسّن الوضع في سوريا”.

 واقر بأن الأمم المتحدة “ليست في وضع يمكّنها من توفير الحماية الأمنية للاجئين السوريين لافتقارها إلى قوة من الشرطة أو الجيش، كما أنها غير قادرة على توفير الأمن داخل مخيمات اللاجئين لعدم امتلاكها الوسائل المطلوبة لذلك”. وأشار إلى أن “الأمن داخل المخيمات متروك للاجئين، وخارج المخيمات مسؤولية البلد المضيف”.

  واستبعد “حصول معجزات في وقت قريب”، مؤكداً انه لم يجرِ أي اتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد منذ نهاية كانون الأول 2012”.

 معاذ الخطيب

في واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند بان رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد معاذ الخطيب الذي قدم استقالته فجأة، سيواصل ولايته المحددة بستة اشهر على رأس الائتلاف. وقالت: “نفهم انه يقول الآن انه سيتحمل مسؤولياته. لقد عين رئيسا لستة اشهر”. واضافت ان الخطيب يجري الآن محادثات مع رئيس الحكومة الموقتة المنتخب غسان “هيتو ويواصل عدد من أعضاء المعارضة الحوار في ما بينهم في شأن الطريقة المثلى للتقدم… نؤكد لهم جميعاً ضرورة ان يبقوا موحدين وفاعلين ومركزين على الهدف وهو مساعدة الشعب السوري… على تحقيق تطلعاته في المستقبل”. وخلصت ان “المهم لنا هو مواصلة العمل معا من اجل مستقبل أفضل لسوريا”.

درعا

 ميدانياً، باتت مدينة درعا بجنوب سوريا “شبه معزولة” عن دمشق بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على بلدة داعل الواقعة على طريق يربطهما. واعتبر النظام السوري تكرار سقوط قذائف هاون على العاصمة تصعيداً ارهابياً “الى أقصى الحدود”.

واشنطن تحذر «الجيش الحر» من المتشددين .. وطهران تنتقد «مسرحية قطر»

درعا معزولة عن دمشق والإبراهيمي لا يرى حلاً بالسلاح

أعلن المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أنه لا يرى نهاية قريبة للحرب الأهلية العنيفة في سوريا، وان تسليح المعارضة ليس حلا للأزمة، داعياً المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغوط الديبلوماسية على طرفي النزاع.

وبينما حذرت واشنطن «الجيش السوري الحر من الارتباط بأي تنظيمات متشددة»، اعتبرت موسكو أن الدعم الخارجي، بالسلاح والمال، «للإرهابيين يمثل تهديدا لأمن سوريا ودول الجوار»، في حين جددت باريس القول انها تريد ضمانات كافية قبل تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، والتأكد من أنها لن تقع في أيدي النظام السوري أو الجماعات المتشددة.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «باتت مدينة درعا جنوب سوريا شبه معزولة عن دمشق بعد سيطرة المسلحين على بلدة داعل الواقعة على طريق يربط بينهما»، بينما تواصلت الاشتباكات وأعمال العنف في ريف دمشق ومناطق مختلفة من سوريا. (تفاصيل ص 13).

وقال الإبراهيمي، في مقابلة مع القناة البريطانية الرابعة بثت أمس، «لا أتوقع حدوث معجزات في القريب العاجل. الوضع الميداني في سوريا سيئ جداً ويزداد سوءا دائماً».

وأعلن أنه لم تكن له اتصالات بالرئيس السوري بشار الأسد منذ نهاية كانون الأول الماضي. وقال «لم أر ولا أرى أي تحسن للوضع. وأظن أن كلا منهما (السلطة والمعارضة) ما زال يعتقد بإمكان النصر العسكري لطرفه، ولذلك فإن حدة القتال تزداد ورقعته تتوسع».

وشدد على أنه من الواضح أن الأطراف السورية في الوقت الراهن غير قادرة على حل المشكلة بنفسها. وأعلن أن «انتقاده في هذا الصدد موجّه إلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي وبالدرجة الأولى إلى الصين وروسيا والولايات المتحدة». وقال «أعتقد أنه يجب عليهم التحدث مع بعضهم البعض بشكل أكثر إلحاحا، وأن يمرروا بعض القرارات عبر مجلس الأمن، بالإضافة إلى تحدثهم إلى الأطراف ودول المنطقة بلهجة أشد بكثير مما كانت عليه قبل ذلك».

وحول دعوة باريس ولندن إلى رفع الحظر الأوروبي المفروض على تصدير الأسلحة إلى سوريا، قال الإبراهيمي ان «تسليح المعارضة ليس طريقة لإنهاء النزاع». وأضاف «توريد مزيد من

الأسلحة إلى المعارضة سيؤدي إلى زيادة تدفق الأسلحة للحكومة، وهذا لن يحل المشكلة».

وبعد أن أشاد «بكرم المجتمع الدولي» حين تعهّد بالتبرع ب1,5 مليار دولار في كانون الثاني الماضي لمساعدة السوريين المتضررين جراء الحرب في بلادهم، اعتبر أن هذا المبلغ «سيكون ضروريا كل 6 أشهر ما لم يتحسن الوضع في سوريا». وقال «لا اعتقد أن المجتمع الدولي سيكون قادرا على توفير 1,5 مليار دولار كل 6 أشهر للسوريين، ما يعني أن هناك حاجة ملحة للقيام بعمل حقيقي من قبل جميع الأطراف للسيطرة على الوضع داخل سوريا، ووضع نهاية للصراع الدائر فيها».

ودان المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش قصف كلية الهندسة المعمارية لجامعة دمشق. وقال إن «تصاعد النشاط الإرهابي للقوى المعارضة للحكومة في سوريا من جهة، والدعم الخارجي المتنامي لهذه القوى من جهة أخرى، بما في ذلك عبر تزويدها بالمال والسلاح، يمثلان تهديدا ليس لأمن سوريا فحسب بل لأمن الدول المجاورة لها أيضا». وأضاف «في ظل هذه الظروف لا ينبغي تشجيع المعارضة على مواصلة الصراع المسلح، بل يجب توجيه الحكومة السورية والمعارضة إلى إيجاد حل سياسي عبر المفاوضات والحوار».

وامتنعت واشنطن عن اتهام أي جهة بالقصف الذي استهدف كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق، أمس الأول، وأدى إلى مقتل 10 طلاب وإصابة 29. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «ليست لدينا أي معلومات تتيح لنا التأكد من هوية الجهة المسؤولة» عن قصف الكلية. ودعت القوات السورية والمسلحين إلى «توخي أقصى درجات الحذر من اجل تجنب شن هجمات على المدنيين والتأكد من أن أعمال الطرفين تتفق والقانون الدولي».

وحذرت نولاند «الجيش السوري الحر من الارتباط بأي تنظيمات متشددة». وقالت «يتعين على هذا التنظيم أن يكون قلقا للغاية من أي دعم قد يحصل عليه من جهات ليست مصلحة الشعب السوري في صلب اهتماماتها».

ولم تستبعد نولاند فرض منطقة حظر جوي على سوريا. وقالت «نحن ندرس كافة الخيارات من أجل مساندة التسوية السلمية للنزاع في سوريا، ومدى إمكان هذه الإجراءات، وهل سيكون بإمكانها إنقاذ حياة الناس».

وكررت وزارة الخارجية الفرنسية ما كان أعلنه الرئيس فرنسوا هولاند بأنها تريد ضمانات كافية قبل تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، للتأكد من أنها لن تقع في أيدي النظام السوري أو الجماعات المتشددة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ان «أهداف فرنسا لم تتغير بالنسبة إلى الأزمة السورية، وترتكز على انه لا يمكن التوصل إلى حل للأزمة إلا عبر الحل السياسي، لكنه الآن بعيد المنال».

وأشار إلى «ما أكده وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مؤخرا من ضرورة وجود ضمانات من أن تلك الأسلحة لن تستخدم ضد من يقدمونها، وأن هذه المسألة لم تحسم بعد».

وانتقدت طهران افتتاح «الائتلاف سفارة» في الدوحة. وقال نائب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ان «خطوة قطر المسرحية منح سفارة سوريا لمجموعة لا تتمتع بأصوات الشعب متسرعة وغير معقولة». وأضاف «الشعب السوري الواعي والمقاوم لن يسمح إطلاقا للآخرين بأن يتخذوا القرار بشأن مصير بلاده».

وتابع «من مصلحة قطر التوقف عن التصرف بهذا التسرع وعن إراقة مزيد من دماء الشعب السوري». وكرر دعم طهران للنظام السوري و«شدد على أهمية (إجراء) حوار وطني كأفضل وسيلة سياسية» لتسوية النزاع، مضيفا ان «الشعب السوري يؤدي دورا قويا في محور المقاومة ولن يستسلم».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

امريكا تعتقل جنديا سابقا قاتل مع ‘النصرة’ في سورية

النظام: قصف دمشق بالهاون تصعيد ‘الى اقصى الحدود’

فرنسا تتراجع عن تسليح المعارضة لمنع وصولها للجهاديين

دمشق ـ بيروت ـ وكالات: باتت مدينة درعا جنوب سورية ‘شبه معزولة’ عن دمشق بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على بلدة واقعة على طريق يربط بينهما، في حين اعتبر النظام السوري تكرار سقوط قذائف الهاون على العاصمة تصعيدا ‘الى اقصى الحدود’.

وفي واشنطن، اعلنت وزارة العدل الامريكية ان جنديا سابقا في الجيش الامريكي اعتقل بتهمة التآمر بعدما قاتل في سورية في صفوف ‘جبهة النصرة’ الاسلامية المدرجة على لائحة المنظمات الارهابية.

وقالت الوزارة إن الجندي الذي خدم في صفوف الجيش الأمريكي من عام 2000 حتى عام 2003، اتهم بالتآمر لاستخدام قاذفة صواريخ مضادة للدروع (آر بي جي) خارج الولايات المتحدة بعدما قاتل في صفوف جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم ‘القاعدة’ في سورية.

وأوضحت وثائق المحكمة ان هارون اعترف لعملاء (أف بي آي) في مقابلات طوعية في السفارة الأمريكية في اسطنبول الإثنين إنه قاتل مع النصرة لمدة 25 يوماً وشارك في 7 إلى 10 معارك مع فرقة ‘آر بي جي’ وأنه استخدم هذا السلاح على الأقل مرة. ومثل هارون الخميس أمام محكمة فدرالية في الإسكندرية في فرجينيا حيث واجه الاتهام.

وتثير المجموعات الاسلامية مخاوف الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية.

واتى الاعلان الامريكي يوم قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه ‘لا يمكن ان يحصل تصدير للاسلحة بعد انتهاء الحظر (الاوروبي) في ايار (مايو)’ في غياب ‘قناعة تامة’ بان هذه الاسلحة لن تصل الى اشخاص على صلة بتنظيم ‘ارهابي’، مؤكدا ان اقتناعا كهذا غير متوافر ‘في الوقت الراهن’.

وكانت باريس ولندن اعلنتا في 14 آذار (مارس) عزمهما على تسليح المعارضة السورية حتى من دون موافقة الاتحاد الاوروبي، وهو موقف ما زال موضع تباين بين الدول الاعضاء.

وفي مقابلة مع قناة ‘فرانس 2’ العامة قال هولاند ردا على سؤال عما اذا كان يعتقد بوجود خطر في ان تقع مثل هذه الاسلحة في ايدي جماعات ارهابية، ‘لا يمكن ان يحصل تصدير للاسلحة بعد انتهاء الحظر (الاوروبي المفروض على ارسال اسلحة الى سورية) في ايار (مايو)، اذا لم تكن هناك قناعة تامة بان هذه الاسلحة سيستخدمها معارضون شرعيون وليس لهم اي صلة باي تنظيم ارهابي’.

واضاف ‘في الوقت الراهن، هذه القناعة التامة ليست متوفرة لدينا. لن نقوم بهذا الامر طالما اننا غير واثقين تماما من ان المعارضة لديها السيطرة التامة على الوضع’.

وتابع الرئيس الفرنسي ‘اليوم هناك حظر ونحن نحترمه’، مؤكدا ان هذا الحظر ‘ينتهكه الروس الذين يرسلون اسلحة الى (الرئيس السوري) بشار الاسد، وهذه مشكلة’.

وقال هولاند منذ اندلاع النزاع في سورية قبل عامين ‘سقط حوالى 100 الف قتيل في سورية، مئة الف، في ظل حرب اهلية تنحو نحو الراديكالية ومتشددين يغتنمون هذه الفرصة لتوجيه ضربات الى الاسد وفي الوقت نفسه لتسجيل نقاط تصب في صالحهم لاحقا’.

واكد ان المعارضة السورية ‘انقسمت على نفسها بعض الشيء في الايام الاخيرة’، في اشارة الى اعلان رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب استقالته. مضيفا ‘لا يمكن ترك شعب يذبح من دون ان نتحرك’.

في غضون ذلك قال رئيس ‘الحكومة السورية المؤقتة’ غسان هيتو، إن ‘الجيش السوري الحر’ هو الذي سيسمي وزير الدفاع في الحكومة الجاري تشكيلها لإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وصرح هيتو في مقابلة مع وكالة أنباء (الأناضول) مساء الخميس، إن الجيش الحر هو الذي سيسمي وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة، قائلاً إن دور وزارة الدفاع سيكون جمع كافة الكتائب التي تقاتل قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد تحت رايتها، وتسليم السلاح وتوزيعه حال وصوله إلى الأراضي السورية.

وأضاف أن دور الوزارة سيقوم أيضاً على ضبط عملية وصول المقاتلين غير السوريين الساعين للانضمام إلى الكتائب التي تقاتل نظام الأسد.

وأوضح هيتو أنها ستكون حكومة ‘تكنوقراط’ تعتمد على الكفاءات، وتتكون من 10 حقائب وزارية خدمية، لم يتم تسمية أي منها حتى الآن، في انتظار ترشيحات ‘القوى والشخصيات الوطنية’.

وستخضع الحكومة لإشراف ومراقبة ‘الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة’ الذي قال هيتو إنه يمثل ‘الهيئة التشريعية’ في هذه المرحلة.

وأشار إلى أن مكاتب وزارات الحكومة لن تكون في مكان واحد بل سيتم توزيعها في الأماكن التي تسيطر عليها المعارضة، والتي قال إن مساحتها تبلغ 100 ألف كيلومتر مربع.

ميدانيا، استمرت اعمال العنف على وتيرتها التصعيدية لا سيما في محافظة حلب (شمال) حيث سقط صاروخ ارض ارض، بينما تشهد المدينة اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين ومسلحين من اللجان الشعبية الكردية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلي المعارضة سيطروا ‘على بلدة داعل بعد تدمير حواجز القوات النظامية الثلاثة عند مداخل البلدة وفي محيطها’، موضحا ان البلدة الواقعة على طريق دمشق درعا القديم باتت ‘خارجة عن سيطرة النظام في شكل كامل’.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان ‘مدينة درعا باتت شبه معزولة عن دمشق’ نظرا الى قطع طرق عدة بينهما.

واوضح ان ما جرى ‘مرحلة من مراحل الاطباق على درعا’ وعزلها عن محيطها وعن دمشق.

وتأتي السيطرة على البلدة غداة قول عضو مجلس الشعب السوري عن درعا وليد الزعبي ان مقاتلي المعارضة باتوا يسيطرون على اجزاء واسعة من المحافظة.

سلاح وفير وسياسة ضائعة

صحف عبرية

فروع الثورة في سوريا وصلت هذا الاسبوع حتى تونس. الوزير التونسي للشؤون الدينية، نور الدين الحامدي، حذر بنبرة حادة من الانصات الى الفتوى التي نشرها فقيه سعودي هام، هو محمد العريفي يدعو فيها النساء المسلمات الى الانضمام الى مقاتلي الجيش السوري الحر كعشيقات، وليس أقل.

‘زواج الجهاد’، هكذا يسمى تجنيد النساء من أجل المقاتلين، والذي يخصص فيه للنساء دور هام: توفير الخدمات الجنسية ‘للرجال العزاب الذين ليست لهم فرصة للزواج او للرجال المتزوجين الذين بسبب المعارك لا يمكنهم أن يمارسوا الجنس مع زوجاتهم’.

وقد خرجت الصرخة بالذات من تونس لانه اشتكت هناك بعض العائلات من أن بناتهم سافرن الى سوريا لاداء الفريضة. ومع أن العريفي نفى أن يكون نشر فتوى كهذه، ولكن القصة جعلت لها جناحين واصبحت احدى الاساطير التي ترافق الثورة السورية.

قد يكون الجيش السوري بحاجة الى ‘المتعة’ ولكن ليس من النوع الذي يعرضه العريفي ولا الفتوى التي تسمح للمقاتلين بعقد ‘زواج مؤقت’. وتجدر الاشارة الى أنه حسب الفتوى موضع الحديث يمكن للمقاتل أن ‘يطلق’ الزوجة المؤقتة وان ينقلها الى رفيقه.

قصص تبعث على الصدمة عن اعمال اغتصاب يقوم بها جنود ورجال الميليشيات تملأ تقارير نشطاء حقوق الانسان ومواقع الانترنت والشهادات التي فيها لا بد ستستخدم لاحقا وقودا لحملة تصفية الحسابات.

ولكن المطلب الاساسي لرئيس أركان الجيش السوري الحر، سليم ادريس، ليس النساء، بل ذخيرة اخرى من النوع الذي يمكن أن يحسم المعركة امام جيش النظام.

الجامعة العربية التي انعقدت هذا الاسبوع في الدوحة عاصمة قطر قررت بان تكون كل دولة من الان فصاعدا حرة في أن تورد السلاح لقوات الثورة. وهذه هي المرة الاولى التي يتخذ فيها قرار عملي، جارف وعلني، لتوريد السلاح للقوات المقاتلة. ولكنه بالاجمال يؤكد الوضع القائم.

حسب بحث نشرته هذا الاسبوع ‘نيويورك تايمز’ فما لا يقل عن 160 رحلة جوية نقل فيها سلاح الى الجيش السوري الحر تمت منذ بداية 2012. ارسالية السلاح هذه، التي اشترى بعضها في كرواتيا وبعضها في دول اخرى، نفذتها طائرات سعودية، قطرية واردنية، هبطت في المطار في اسطنبول ومن هناك نقلت عبر الحدود الى سوريا.

وحسب هذا التقرير، فان السي.اي.ايه هي شريك في تخطيط الارساليات، العثور على مصادر لشراء السلاح ورسم خريطة للقوات التي يجدر تسليحها. والجميع بالطبع ينفي كل تدخل في ارسال السلاح الى المقاتلين، ولكن لا خلاف في أن نوعية السلاح الذي وضع مؤخرا تحت تصرف قوات الجيش الحر صواريخ متطورة مضادة للطائرات، المعدات الالكترونية الحديثة المعدة لجمع المعلومات الاستخبارية وكميات الذخيرة يدل على تخطيط لوجستي واسع النطاق لا يمكن أن تقوم به القوات المحلية وحدها. وتذكر بعض مواقع الانترنت للمعارضة اسرائيل كمصدر آخر لتوريد السلاح.

ومع ذلك، فان عمليات توريد السلاح بعيدة عن أن تكون ضمن تخطيط أعلى يخضع لرقابة موحدة. لكل واحدة من موردات السلاح السعودية، الاردن، قطر او تركيا ـ يوجد ‘زبائن’ خاصون بها، بواسطتهم تأمل كل دولة في أن تكسب قدرا من النفوذ في الفترة التي ستلي سقوط بشار الاسد.

وحسب تقارير لمحافل المعارضة، فان قطر تفضل تسليح الكتائب المقربة من الاخوان المسلمين، منظمات ومتبرعين خاصين في دول الخليج يمولون المنظمات الاسلامية المتطرفة، والسعودية تساعد القوى العلمانية والمنظمات الاسلامية الخاضعة لتأثيرها، ولكن ليس ‘جبهة النصرة’ المتماثلة مع القاعدة. تركيا هي الاخرى تساعد بالاساس كتائب الاخوان المسلمين، اما الاردن فيغض النظر عن تهريب السلاح لمحافل المعارضة في درعا القريبة من الحدود الاردنية.

من الجهة الاخرى تواصل ايران، العراق وروسيا تسليم وتمويل النظام السوري ومنظمات المعارضة الكردية التي اقامت قوة قتالية خاصة بها لا تنسق مع الجيش السوري الحر، فيمولها ويدربها الحكم الذاتي للاقليم الكردي في العراق.

جملة المصالح التي توجه توريد السلاح تجد تعبيرها ايضا في دعم الحركات السياسية والايديولوجية التي تتشكل منها المعارضة المدنية. فعندما انتخب قبل اسبوعين غسان هيتو في منصب رئيس الحكومة المؤقتة، أعلن اعضاء في قيادة المعارضة عن استقالتهم أو عن تجميد عضويتهم. ‘هيتو هو رئيس وزراء بتكليف من قطر’، اعلن اعضاء في المعارضة، ‘تعيينه يأتي لدق اسفين في عيني السعودية، التي تؤيد معاذ الخطيب (رئيس الائتلاف الوطني الذي يجمع كل حركات المعارضة)، وجعل قطر صاحبة النفوذ’.

لقد أعلن الخطيب عن استقالته من منصب الرئيس، ولكن هذا الاسبوع أعلن بانه مستعد لان يتراجع عن استقالته شريطة توسيع قاعدة تمثيل مزيد من الحركات في سوريا في اطار الائتلاف. ومع أن الخطيب يتحدث عن تمثيل النساء والعلويين، ولكن اساس نيته تتجه الى اضعاف قوة الاخوان المسلمين الذين ضغطوا على انتخاب هيتو.

في أعقاب تعيين هيتو- الذي احرج السعودية، التي تعارض في هذه المرحلة اقامة حكومة مؤقتة أعلن رئيس اركان الجيش السوري الحر بان ‘ولاء الجيش الحر للحكومة الجديدة سيكون منوطا بتركيبتها’. اصابع السعودية التي تمول عمل الجيش، واضحة جيدا في هذا التصريح.

كما أن السعودية ضغطت كيف يكون الخطيب، وليس هيتو هو الذي يلقي الكلمة امام مؤتمر القمة العربية بصفته الممثل المعروف للمعارضة. وسيكون تشكيل الحكومة المؤقتة التحدي الاقسى لهيتو الذي كمواطن امريكي، يعيش منذ أكثر من 30 سنة خارج سوريا، لا توجد له خلفية جماهيرية داعمة. ويضاف الى ذلك ايضا الصعوبة في تمويل عمل مثل هذه الحكومة، اذا ما تشكلت، وذلك لانه حسب تقديرات المعارضة سيكون مطلوبا نحو نصف مليار دولار في الشهر لادارة المناطق التي توجد تحت سيطرة قوات الثورة. مثل هذه المبالغ ستستدعي تنسيقا بين الدول العربية المانحة وذلك لان المساعدات الامريكية، التي تبلغ الان 60 مليون دولار، هي قطرة في بحر.

الخلاف بين السعودية والولايات المتحدة من جهة وبين قطر وتركيا من جهة اخرى لا يتعلق فقط بتعيين هيتو، بل يعكس فهما استراتيجيا مختلفا. في هذه المرحلة تؤيد السعودية والولايات المتحدة، الى جانب معاذ الخطيب، المحادثات بين المعارضة والنظام، بينما قطر وهيتو يعارضان بشدة كل اتصال مع ممثلي الاسد. هذه الفوارق تنبع من المسعى الامريكي لمنع تحول سوريا الى عراق ثانٍ مثلما حصل بعد سقوط صدام في العراق. واشنطن، التي في المرحلة الاولى بعد حرب الخليج أيدت حل جيش صدام وتطهير الادارة من كل نشطاء حزب البعث، وجدت نفسها في غضون وقت قصير دون قوى محلية يمكنها أن تقدم الخدمات الحيوية او تساعد الجيش الامريكي في الحفاظ على القانون والنظام. مرت سنوات وعشرات الاف القتلى الى أن اصلح هذا الخطأ الجسيم. ولمنع وضع مشابه في سوريا تجتهد الولايات المتحد والسعودية لاقناع قيادة المعارضة بتقريب ابناء الاقلية العلوية والضمان للضباط العلويين الذين يعلنون عن معارضتهم للنظام بانه لن يحصل لهم اي شر حين يسقط النظام.

ومع أنه من المشكوك فيه أن يؤثر هذا الضغط على استعداد الجيش السوري الحر لان يدمج فيه الجيش السوري الذي سيبقى بعد سقوط الاسد أو يمنع معركة فتاكة لتصفية الحسابات والحرب الاهلية، ولكن قيادة سورية جديدة تعترف بهذه الحاجة هي حيوية لتقليل حجوم الكارثة المتوقعة.

تسفي بارئيل

هآرتس – 29/3/2013

اوباما سيجني ثمار عودة العلاقات التركية ـ الاسرائيلية في سورية

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’: قصة الاعتذار الاسرائيلي لتركيا بدأت في مطار بن غوريون، عندما كان الرئيس الامريكي باراك اوباما يغادر اسرائيل في طريقه للاردن حيث وافق بنيامين نتنياهو بعد ضغوط على الاتصال برئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان، في مكالمة تم ترتيبها مقدما بين دبلوماسيي الدول الثلاث، وقرأ نتنياهو الاعتذار عن مقتل تسعة من الاتراك الذين كانوا على سفينة ‘مافي مرمرة’ في شهر ايار (مايو) عام 2010 ووعد بتعويض عائلات الضحايا وتخفيف الحصار على غزة.

واستمرت المكالمة نصف ساعة تحدث فيها اوباما بشكل قصير مع اردوغان وقال انه سيتواصل معه لاحقا. وكان جون كيري وزير الخارجية الامريكي قد فتح الموضوع مع اردوغان اثناء زيارته لانقرة الشهر الماضي، حيث كانت واشنطن حريصة على اغلاق الملف واعادة العلاقات بين البلدين.

مثلث استراتيجي

وقد انهت هذه المكالمة ازمة دبلوماسية عمرها ثلاثة اعوام واعادت الوئام للمثلث المهم في الشرق الاوسط ضلعاه في المنطقة تركيا واسرائيل وتمثل الضلع الاخر امريكا التي تريد ان تظل تركيا واسرائيل في صف واحد. لكن اردوغان لم يحقق انتصارا على اسرائيل بل حقق انتصارا في داخل بيته عندما طلب عبدالله اوجلان، الزعيم الكردي وقائد حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) من اتباعه وقف القتال وانهاء حرب مع الدولة التركية عمرها 29 عاما ونقل الحرب الى الساحة السياسية والتمثيل الديمقراطي. ومن هنا اكد اردوغان مقولة الدولة التركية الحديثة التي اقام مصطفى كمال اتاتورك دعائم الدولة التركية الحديثة عليها ‘سلام في البيت سلام في العالم’.

وستجني الولايات المتحدة ثمار الانجاز الدبلوماسي في سورية خاصة ان كلتا الدولتين، تركيا واسرائيل لديهما مصلحة فيما ستنتج عنها الحرب الدائرة منذ اكثر من عامين وادت الى مقتل اكثر من 70 الف سوري وتشريد الملايين.

اكراد سورية

وفي الوقت الذي تنخرط فيه تركيا وبشكل واضح في الحرب من خلال دعمها المعارضة السورية وتسهيل مرور السلاح اليهم واستضافة مئات الالاف من المهجرين السوريين في مخيمات في جنوب البلاد فاسرائيل تقف متفرجة حيث تخشى من اظهار موقف مؤيد للانتفاضة حتى لا يؤثر على المعارضة وفي الوقت نفسه فهي تراقب بحذر وجدية التحركات العسكرية السورية ونقل الاسلحة الكيماوية التي تخشى من وقوعها في يد حزب الله او الجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة.

واغارت طائراتها على قافلة عسكرية في شهر كانون الثاني (يناير) كانت محملة بصواريخ في طريقها الى حزب الله حسبما افادت معظم التقارير. ويرى تقرير مطول في مجلة ‘تايم’ عن اللحظة الجديدة لاردوغان ان انقرة قد تكون الرابح في الازمة السورية وما حققه في الداخل والخارج يعطي تركيا دورا مهما ومؤثرا في المنطقة. فالاتفاق مع اوجلان سيترك اثاره على سورية التي حاولت ان تستخدم الورقة الكردية ضد غريمتها التركية، وفي بداية الازمة انسحب الجيش السوري من خمس بلدات في شرق سورية حيث تعيش الغالبية الكردية فيما فهم منه تلويحا بفتح الباب امام مقاتلي حزب العمال لتوجيه ضربات لتركيا. ولكن اردوغان الذي يعيش في بلده نصف اكراد العالم تقريبا (30 مليونا) يمكنه الآن وحالة تماسك الاتفاق مع اوجلان واستمر ان يؤثر على ما يجري لاكراد سورية، خاصة انه اقام علاقات قوية مع حكومة كردستان الاقليمية في شمال العراق.

وتشير المجلة الى ان اكراد العراق لديهم تاريخ وعلاقات مع اسرائيل ومن هنا فما فعله اوباما في مدرج مطار بن غوريون انه اغلق الحلقة وان لم يحكم اغلاقها خاصة ان اردوغان داعم ومتحمس للفلسطينيين وله علاقات مع حركة حماس التي تحكم غزة، فقد اعلن اردوغان بعد يوم من الاعتذار الاسرائيلي عن رغبته في زيارة غزة مع ان واشنطن تأمل ان لا يقوم بها وحاولت ثنيه عنها. ويعتقد الاتراك ان الاعتذار فتح الباب امام التحرك فهم يرون امكانية لاستئناف محادثات السلام بين الطرفين ويقولون ان اقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل ليس مستحيلا.

اثار الازمة الاقليمية

وفي الوقت الحالي فما يقلق الدول الاقليمية هي سورية التي تهدد حربها الاهلية بالانتشار خارج الحدود، وقد اظهرت المواجهات بين الشرطة التركية واللاجئين السوريين الذين تظاهروا احتجاجا على ظروفهم المزرية ومقتل طفلة عمرها 7 اعوام بعد حريق في خيمة، وتهديد الحكومة التركية بمحاكمة 130 ممن شاركوا فيها الاثر المتفجر للازمة السورية. ومع ان الحكومة التركية نفت خططا او تراجعت عن خطوات تجبر فيها عددا من المسؤولين عن الشغب العودة الى بلادهم الا ان مفوضية الامم المتحدة عبرت عن مخاوفها وقالت ان اجبار اللاجئين يعتبر خرقا للقانون الدولي. ويلخص العنف في المخيمات الامكانية التي تحملها الازمة السورية لتشويش السلام الاجتماعي في الدول المضيفة.

بالمقابل فاسرائيل التي لا تزال في حالة حرب مع سورية لم تستقبل ايا من اللاجئين السوريين مع انها عالجت بعض الجرحى في المواجهات بين الجيش والمقاتلين، لكن هدوء الجبهة مع سورية يثير القلق بعد انتقال الحرب الى هضبة الجولان والمناطق المحيطة بها. ولم تقلق اسرائيل فقط بل قوات حفظ السلام الدولية التي عبر الامين للامم المتحدة، كوفي عنان عن مخاوفه من الاعتداءات التي تعرضوا لها من المقاتلين الذين اتخذوا منها ملجأ امنا. وقال مسؤول اسرائيلي يوم الخميس انها الجيش عزز من وجود الطواقم الطبية لمساعدة الجرحى الذين يطلبون العلاج. وفي يوم الاربعاء استقبلت هذه الفرق عددا من الجرحى عند خط الفصل وقدمت العلاج لهم قبل ان تعيدهم الى داخل الحدود السورية باستثناء اثنين نقلا الى مستشفى نهاريان شمال اسرائيل حيث اصيبا بجراح خطيرة، ومات احدهما فور وصوله المستشفى، حيث اعيدت جثته يوم الخميس.

جهادي من الجيش الامريكي

واهتمت الصحافة الامريكية بقصة اريك هارون (30 عاما)، الجندي السابق في الجيش الامريكي والذي تفاخر على الانترنت بقتاله الحكومة السورية. وقد اعتقل محققون في مكتب التحقيقات الفدرالية (اف بي اي) اريك يوم الاربعاء بعد وصوله الى مطار دالاس من مكان لم يحدد. وهارون المعروف بـ ‘الامريكي’ متهم بالقتال في صفوف جماعة لها علاقة بتنظيم القاعدة، وهي جبهة النصرة التي صنفتها الولايات المتحدة نهاية العام الماضي كمنظمة ارهابية.

وذلك حسب شهادة مكتوبة اخذها منه مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) في الكسندريا، وفيها قال انه قاتل الى جانب المقاتلين السوريين وساعد في اسقاط مروحية بقذائف الار بي جي. وجاء اتهام هارون لان القانون الامريكي يحظر على اي مواطن امريكي التعامل مع منظمة ارهابية. ويعتبر صعود جبهة النصرة واحدا من الاسباب التي تمنع الادارة الامريكية من تسليح المعارضة السورية. وكان اريك قد ظهر في فيديو نشر على الانترنت وهو يعتمر الكوفية ويجلس مع مجموعة من المسلحين وتحدث امام الكاميرا قائلا ‘بشار الاسد ايامك معدودة، اي مكان ستذهب اليه سنعثر عليك ونقتلك’.

وقال في تصريحات لشبكة ‘فوكس نيوز’، ‘اكره بشار الاسد، واكره ايران، انا مقاتل من اجل الحرية’. وبعد ذلك كتب على حسابه في فيسبوك انه ساعد في اسقاط طائرة مروحية وارفق مع الخبر شريط الفيديو الذي يظهر حطام الطائرة حيث كتب تحته ‘اسقطت ونهب كل ما فيها من الاسلحة والمعلومات الامنية’. وبحسب الشهادة فقد ظهر اريك وهو يحتفل بسقوط الطائرة مع بقية المقاتلين في سيارات الجيب وهم يلوحون باسلحتهم. كما ووضع هارون على صفحته في فيسبوك صورا له وهو يحمل الاسلحة والقنابل. وكان اريك قد خدم في الجيش الامريكي في الفترة ما بين 2000 2003 وسرح منه بعد حادث سيارة. وقد خرج اريك من الحادث بقطعة بلاتينيوم ركبت في رأسه بسبب الاصابة الا ان والده داريل هارون قال لمحطة ‘فوكس نيوز’ ان العائلة كانت تعرف عن رحلة ابنها لسورية ‘الذي يحب ذلك المكان من العالم’ـ ومع ان العائلة عبرت عن حيرتها لذهاب ابنها الى هناك الا ان اريك قال ان المقاتلين يحبونه ويعاملونه كبطل. وكان الاب يتوقع رسالة تخبره ان ابنه قتل في الميدان لكن الرسالة جاءت من الشرطة الامريكية تخبره باعتقال ابنه. وبحسب الشهادة الخطية فقد سافر اريك الى تركيا وعبر منها الى سورية، حيث وصل الى هناك في 7 كانون الثاني (يناير)، حيث قضى شهرا قاتل مع جبهة النصرة وشارك في 7-10 معارك. وقد اثار تفاخر اريك الى اهتمام اعلامي به حيث قابله الاف بي اي ثلاث مرات وحقق معه في القنصلية الامريكية في اسطنبول، وفيها اخبرهم انه دخل لسورية للقتال الى جانب الجيش السوري الحر.

وفي المقابلة الاخيرة معه اعترف انه قام باطلاق ار بي جيه على مروحية سورية وقاتل الى جانب الجبهة. ويقول خبراء في مكافحة الارهاب ان المحققين الفدراليين بامكانهم تبرير اعتقال اريك لان القاعدة تمثل خطرا مع ان الولايات المتحدة والدول الغربية تدعم جماعات داخل المعارضة السورية، فبحسب باحث فمصالح الادارة الامريكية تقوم على التخلص من نظام الاسد وفي الوقت نفسه تقوم على مواصلة تدمير القاعدة وشركائها.

فات وقت التدخل العسكري

ويتوقع مراقبون ان تؤكد جبهة النصرة قوتها وتأثيرها في مرحلة ما بعد الاسد، مما دعا المعلق في صحيفة ‘التايمز’ البريطانية، امير طاهري التحذير من وقوع سورية بيد الجهاديين ففي مقاله ‘اوباما يقدم سورية للجهاديين’، شرح فيه وضع سورية التي يقتل فيها كل يوم اكثر من مئة شخص، ويجبر الالاف على الرحيل، حيث يواصل الاسد وجيشه حربه القمعية التي تلقى تمويلا من ايران وروسيا وفنزويلا وحزب الله. ويتحدث الكاتب عن انهيار مؤسسات الدولة واغلاق ثلث الجامعات والمدارس ومؤسسات الدولة ابوابها، فيما توقفت الخدمات الرئيسية عن معظم المدن. ويقول طاهري ان ادارة الرئيس اوباما ترفض تسليح المعارضة لخشيتها من وقوع الاسلحة بيد الجهاديين لكن الجهاديين لديهم ما يكفي من الاسلحة، التي تحصل عليها من الدول النفطية الثرية.

ويدعو طاهري واشنطن ان لا تترك سورية لدول الخليج كي تقرر مصيرها، لانه لن تظهر ديمقراطية في سورية على غرار الديمقراطية الغربية حالة ظلت هذه الدول تمارس تأثيرها على الساحة السورية. وترفض الولايات المتحدة وحلف الناتو التدخل العسكري المباشر في سورية مع ان سي اي ايه ساعدت في نقل اسلحة وشرائها لجماعات معتدلة داخل المعارضة السورية ونقلت عبر تركيا والاردن. وعلى الرغم من المطالب المتكررة للناتو ودول الغرب مساعدة المعارضة وانشاء مناطق حظر جوي ومعابر آمنة الا ان المبعوث السابق للامم المتحدة لسورية كوفي عنان يعتقد ان الغرب قد تأخر كثيرا للتدخل في سورية. وقال في محاضرة في معهد الخريجين في جنيف، انه ‘قد فات الاوان على التدخل العسكري في سورية’.

وقال ان ‘عسكرة جديدة للنزاع، لا اعتقد ان هذه هي الطريقة لن تضر بالشعب السوري، الذي ينتظر وقف القتل، وتجد اناسا بعيدين عن سورية راغبين بشدة لحمل السلاح’. وعلى الرغم من لهجته المتشائمة حول امكانية تنازل الاطراف والتفاوض من اجل حل سلمي الا انه يعتقد ان التفاوض هو الطريق الاسلم مؤكدا انه ‘مهما تأخرنا فعلينا العثور على ماء لسكبها على النار وليس العكس’.

جاء هذا في الوقت الذي صعدت فيه روسيا لهجتها ضد الجامعة العربية بعد منحها مقعد سورية للاسد وانتقادات فيتالي تشيركن سفير موسكو في الامم المتحدة، حيث قال ان محاولات المعارضة للحصول على مقعد سورية في نيويورك ستبوء بالفشل. واعتبر تشيركن ان الخطوة العربية قد ادت لفرض جماعة من الخارج لا وجود لها على الارض، وان الجامعة العربية اخرجت نفسها من الجهود الدبلوماسية. في اشارة لمهمة الاخضر الابراهيمي.

الحرب الاهلية السورية تثير مخاوف الأردن وإسرائيل

تل أبيب ـ عمان ـ د ب أ: صعدت الحرب الأهلية السورية المخاوف الامنية على الحدود مع الاردن واسرائيل ، خشية اقتراب عناصر جهادية وقوات معارضة منهما.

ويذكر أن القوات الإسرائيلية المتمركزة عند هضبة الجولان تبادلت اطلاق النار مع مسلحين عند الحدود الاسبوع الماضي، بعد ساعات من سيطرة الجيش السوري الحر على المنطقة من ناحية الحدود السورية.

وتعهدت قوات إسلامية مرافقة للجيش السوري الحر، مثل جماعة’جبهة النصرة’، بالتحول الى الدولة اليهودية بعد الإطاحة بنظام الرئيس السوري الحالي بشار الأسد.

وقال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد والباحث في معهد دراسات الأمن القومي ومقره تل أبيب شلومو بروم: ‘تعتبر مثل هذه الجماعات عدائية تجاه إسرائيل بنفس مقدار عدائها تجاه النظام السوري الحالي’. وأضاف بروم: ‘ لذلك هناك احتمالية من قيام تلك الجماعات بالعمل ضد إسرائيل أيضا، لذلك يتوجب على إسرائيل أن

تأخذ الاجراءات الاحترازية’. وعلى الرغم من هذا قلل الليفتنانت جنرال بيني جانتز، رئيس الأركان العامة الإسرائيلية،من اهمية حادث الحدود، حيث أشار إلى إن إسرائيل عززت الاجراءات الامنية هناك وسط الفراغ الامني الناشئ على الجانب المقابل.

وسيطرت قوات الجيش السوري الحر على 30 كيلومترا من الحدود السورية الجنوبية مع الأردن وهضبة الجولان، والتي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.

وقال بروم إن قوات الدفاع الإسرائيلية تقوم بانشاء حاجز أمني جديد واحلال قوات الاحتياط والتي عادة ما تقوم هناك بدوريات بقوات عادية.

وقال بروم لوكالة الأنباء الألمانية ‘إن الهدف الأساسي هو محاولة التعرف وردع أي شخص يحاول اثارة مشاكل في الجانب الإسرائيلي، ويتم ذلك عن طريق رد فعل سريع على أي استفزاز’.

وقام الجيش الأردني أيضا بتعبئة قواته كرد فعل لتقدم قوات المعارضة السورية، حيث يعتقد الآن انهم قاموا بالسيطرة على حوالي 90 في المئة من الحدود السورية الاردنية البالغ طولها370 كيلومترا.

وتقول قوات الأمن الأردنية إن هناك ‘خطة طوارئ’ حدودية يتم تطويرها وسط مخاوف من تدفق المزيد من أللاجئين السوريين والذين وصل عددهم الآن في البلاد الى 460 ألف لاجئ.

وتشعر الأردن أيضا ، كما هو الحال بالنسبة لاسرائيل، بالقلق ازاء تهديد الجهاديين.

وقال محمد أبو رومان، باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية في الأردن: ‘يجب على صناع القرار مواجهة الاحتمالات الحقيقية والتعامل معهم(الجهاديين) باعتبارهم عنصرا فعالا على الأرض’.

وعلى الرغم من تزايد المخاوف في إسرائيل والأردن من قوات المعارضة السورية على حدودهما، من غير المحتمل أن تقوم إسرائيل أو الأردن بتحركات دراماتيكية في سياسات الأمن الخاصة بها أو أن تتدخل في الصراع الدائر في سورية.

وتقاوم الحكومة الأردنية حاليا الضغط من المشرعين وسكان القرى الشمالية والذين يطالبون بالإغلاق الكامل للحدود مع سورية.

إيران تتحضر لأي سيناريو محتمل بعد سقوط الأسد

أشرف أبو جلالة

تستمر طهران في دعم نظام الرئيس بشار الأسد عسكريًا ليصمد في مواجهة محاولات الإطاحة به من جانب المعارضة المسلحة، إلا أنها بدأت تقوم ببعض التحضيرات الخاصة بسيناريوهات ما بعد سقوط الأسد.

اعتبرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية أن التذمّر الإيراني من قرار جامعة الدول العربية بمنح منصب سوريا الشاغر للمعارضة في القمة، التي استضافتها الدوحة أخيرًا، هو الجانب الدبلوماسي من الحرب الميدانية المشتعلة في سوريا بالوكالة، في وقت يتلقى فيه الطرفان أسلحة من قوى خارجية خلال الأشهر الأخيرة.

يكفي ما قاله في هذا الخصوص الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأمم المتحدة لدى سوريا، حيث أوضح أن “الصراع السوري بات ساحةً للقوى الإقليمية المتنافسة”.

الأسد صامد

ومع تواصل المكاسب، التي يحققها الثوار على صعيد الأراضي التي يسيطرون عليها، وكذلك قواعد النظام العسكرية والمعدات، بدأ يتكهن عدد قليل من المحللين بأن نظام الأسد سيصمد في هيئته الحالية، أو أن الرئيس سيعيش حين ينتهي الصراع.

ورغم الدعم الشعبي الواضح في إيران لنظام الأسد، إلا أن الصحيفة أكدت من جانبها أن الجمهورية الإسلامية بدأت تتهيأ هي الأخرى لمرحلة ما بعد الرئيس بشار.

ومضت تنقل في هذا الإطار عن مهدي خلجي المتخصص في الشأن الإيراني لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى قوله: ” تسلك إيران نهجاً ناجحاً حتى الآن، فمن دون الأموال والمساعدة الاستراتيجية التي تقدمها إيران إلى دمشق، لكان الأسد قد انهار منذ فترة طويلة. لكن من منظور سياسي، أرى أن لدى الإيرانيين خطة بديلة.. لذلك حتى إن سقط الأسد، فإن إيران ستنجح إلى حد ما في المحافظة على مصالحها”.

ثم أشارت الصحيفة إلى أن تلك الخطة البديلة ربما تتوقف على إحدى الميليشيات الداعمة للنظام، التي ساعدت إيران على إنشائها، ويطلق عليها “الجيش الشعبي”. ويمكن لها أن تحمي علويي سوريا، إن هبطت إلى جزء فقط من البلاد في شمال غرب سوريا على طول الساحل المؤدي إلى الحدود مع لبنان. ويحتمل ألا يحظى أي جانب بميزة حاسمة.

الجيش الشعبي

نُقِل عن قائد الحرس الثوري الإيراني تأكيده أن الجيش الشعبي، وهو عبارة عن مزيج بين مجموعات شيعية وعلوية، صُمِّم على غرار ميليشيا الباسيج الأيديولوجية في إيران، التي تعد أكبر قوة تطوعية، يتم استخدامها في قمع اضطرابات الشارع.

لكن خطة إيران البديلة مع الميليشيا المؤيدة للنظام تعني أنه إذا تمت الإطاحة بالأسد، فإنه سيكون لا يزال بمقدور إيران أ تحافظ على علاقاتها المباشرة بالجماعات المسلحة.

خط مفتوح مع المسلحين

هنا عاود خلجي ليقول: “ومن خلال مساعدة تلك الجماعات، سوف تتأكد إيران من أن بعض أجزاء سوريا يمكن استخدامها كجسر لبلوغ لبنان والأراضي الفلسطينية”.

ثم مضت الصحيفة تنقل عن رئيس المعارضة السورية الشيخ معاذ الخطيب، بعدما شغل منصب بلاده في القمة العربية الأخيرة في الدوحة قوله: “نحن نطلب كل أنواع الدعم من أصدقائنا وأشقائنا، بما في ذلك حقنا الكامل في الدفاع عن أنفسنا”. وفي مقابل ما تتحصل عليه المعارضة، تكثف إيران هي الأخرى بشكل كبير من الدعم العسكري، الذي تمنحه للأسد، وفقاً لتقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء في منتصف الشهر الجاري.

وقال كينيث كاتزمان، وهو محلل لدى خدمة الأبحاث التابعة للكونغرس في واشنطن: “لن تلعب أي من تلك الأسلحة التي تمنحها إيران لسوريا أي دور حاسم في هذا الصراع، وسيخسر الأسد في الأخير. وأتصور أن النتيجة لن تتغير إلا بأشياء باهظة الثمن”.

ونوهت الصحيفة كذلك بحقيقة بدء تراجع المخزون العسكري لبشار بشكل بطيء، في وقت يتم فيه إسقاط الطائرات والمروحيات، وفي وقت يتم فيه اختطاف كثير من الدبابات، بينما يستولي الثوار على بعضها، ويستخدمونها ضد القوات الحكومية.

http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/802322.html

«الجيش الحر» يسيطر على بلدة داعل ويعزل درعا عن دمشق

الزعبي يصف قصف دمشق بـ«أمر عمليات خارجي»

بيروت: «الشرق الأوسط»

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مقاتلي «الجيش الحر»، سيطروا بالكامل على مدينة داعل بمحافظة درعا. وتمتلك المدينة التي تربط دمشق بدرعا قيمة استراتيجية مهمة للنظام السوري فقد كانت، وفق ما أكده ناشطون، مركز إمداد للكثير من الحواجز المتواجدة في البلدات المحيطة. وبعد سيطرة المعارضة على بلدة داعل تصبح محافظة درعا جنوب البلاد «شبه معزولة» عن مواقع الجيش النظامي.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان «أن سيطرة المقاتلين على داعل أدت إلى قطع الطريق القديم، في حين أن الأوتوستراد الدولي «غير آمن» نظرا لمروره قرب بلدة خربة غزالة الواقعة خارج سيطرة النظام، كما أن الطريق بين مدينتي نوى ودرعا «مقطوع». وأشار «المرصد» إلى اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من «الجيش الحر» هاجموا كتيبة نظامية قرب بلدة المليحة الشرقية بدرعا، كما تحدثت مصادر المعارضة عن قصف براجمات الصواريخ والمدفعية من كتائب النظام على محيط المسجد العمري ومبنى البريد بدرعا البلد وعلى مدينة طفس.

وخرج السوريون أمس مجددا للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في جمعة أطلق عليها اسم «وبشر الصابرين» في إشارة إلى صبر السوريين على كل ما يعانونه من قتل وتدمير وتشريد.

وطغى حدث حصول الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة على مقعد سوريا في الجامعة العربية على شعارات المتظاهرين، إذ أنشد متظاهرو دوما في الريف الدمشقي «أخذنا مقعد الجامعة وجاي الدور على مقعد بشار» بينما رفع متظاهرو الوعر في محافظة حمص (وسط) لافتات كُتب عليها أن «مقعدنا (في الأمم المتحدة) حق لنا، لأن نظام الطاغية بشار فقد شرعيته».

وتوجه متظاهرو إدلب وحلب (شمال) ومناطق أخرى برسائل إلى رئيس الائتلاف معاذ الخطيب تطالبه بالعدول عن استقالته وكشف ما يجري في الغرف المغلقة. كما وجه متظاهرون آخرون سهام غضبهم إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وسياسته المترددة حيال تسليح المعارضة، رافعين لافتة «أيها الفرنسي لماذا تصر على تذكيرنا بأنك محتل سابق ولست صديقا حاليا».

أما على الصعيد العسكري، فأفاد ناشطون أمس أن الجيش الحر استخدم مضادات الطيران ضد الطائرات الحربية المغيرة على مخيم خان الشيح في ريف دمشق (جنوب غرب)، كما أكدوا مقتل طيار إثر إسقاط طائرته في سرجة بمحافظة إدلب.

وواصلت القوات النظامية عملياتها العسكرية ضد مناطق الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وسقط عدد كبير من الجرحى والقتلى جراء قصف قوات النظام لبلدة العتيبة بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ.

كما قصفت مدفعيات النظام مدينة المعضمية وداريا (غرب) في ريف دمشق.

وفي منطقة القلمون أغارت طائرات قوات النظام على مزارع مدينة النبك، وقامت بقصفها وذلك بعد تمكن «الحر» من السيطرة على مستودعات الذخيرة في الفوج 413 القريب من مطار الناصرية العسكري. من جهتها ردت المعارضة السورية على تصريحات لوزير الإعلام السوري عمران الزعبي ربط فيها بين تسلم «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» مقعد سوريا في الجامعة العربية وارتفاع وتيرة العنف في دمشق، متهما من سماهم بـ«الإرهابيين» باستهداف الجامعات والمستشفيات والمدارس والأحياء السكنية في العاصمة بأمر «عمليات خارجي».

وقال هيثم المالح، رئيس مجلس أمناء «الائتلاف الوطني السوري المعارض» لـ«الشرق الأوسط» إن «مقاتلي المعارضة في دمشق يدافعون عن الناس ولا يمكن أن يستهدفوا المدنيين»، متهما النظام السوري بـ«تدمير سوريا». وأشار المالح إلى أن «تسلم المعارضة لمقعد سوريا في الجامعة العربية هو قرار سياسي مرتبط بنزع الشرعية عن نظام بشار الأسد». وأوضح هشام مروة، عضو «الائتلاف الوطني» والمجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط» أن «كلية العمارة التي تم استهدافها أول من أمس وجاءت تصريحات الوزير للتعليق عليها، معروفة بمواقفها المساندة للثورة»، متسائلا: «كيف يمكن أن تقصف المعارضة قطاعا دراسيا مدنيا مواليا لها؟».

وقال مروة إن «المنطقة التي تقع فيها الكلية تعتبر منطقة أمنية يتواجد فيها عناصر من الحرس الجمهوري والوحدات الخاصة، ما يعني أن اختراقها من جانب الجيش الحر أمر مستحيل»، مشيرا إلى أن «النظام السوري يقوم بسلسلة عمليات داخل دمشق لاستهداف المدنيين، موجها بذلك رسالة إلى أهالي الشام بألا خطوط حمراء لديه ويستطيع أن يقتل الناس في الجامعات والمساجد في حال تحركوا ضده».

ونفى مروة أن «يكون لقطر أو تركيا، بحسب ما أوحى الزعبي، أي علاقة بسير المعارك على الأرض»، مؤكدا أن «القرار الميداني كما القرار السياسي هو وطني بامتياز يخضع لحسابات المعركة الهادفة لإسقاط نظام الأسد».

وكان التلفزيون الرسمي السوري قد بث تصريحات للزعبي، أشار فيها إلى أن «تكرار عمليات إطلاق قذائف الهاون على أحياء متفرقة في وسط العاصمة السورية يأتي بأمر خارجي»، متهما «قطر وتركيا وبعض أجهزة الاستخبارات العربية والغربية بأنها ترمي اليوم بكل ثقلها ورهاناتها، في محاولة أخيرة ويائسة لتفكيك وإسقاط الدولة السورية». وقال الزعبي: «الأمر الخارجي يأتي بالتوازي مع إعطاء الجامعة العربية للمعارضة»، مشددا على وجود «قرار حاسم ونهائي لجيشنا وشعبنا وقيادتنا بالدفاع عن البلاد حتى اللحظة الأخيرة بعد قيام الإرهابيين بمهاجمة وسط العاصمة للإيحاء بأنهم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أهداف عدوانهم على سوريا».

وجاءت تصريحات الوزير السوري بعد يوم على سقوط عدة قذائف هاون على مبنى كلية الهندسة المعمارية وسط دمشق، ما أدى إلى مقتل 15 طالبا. وتبادل الطرفان، أي المعارضة والنظام، الاتهامات بشأن هذا الحادث.

وفي شرق سوريا، تحدثت شبكة شام المعارضة عن اشتباكات عنيفة في دير الزور داخل حي الصناعة بين الجيش الحر والقوات النظامية، كما أفادت عن اشتباكات عنيفة بالفرقة رقم 17 ومحيطها شمال مدينة الرقة، بالتزامن مع قصف عنيف من الطيران الحربي.

وفي العاصمة دمشق، أفاد ناشطون أن الجيش النظامي قصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات منطقتي القابون وجوبر وأحياء دمشق الجنوبية، تزامنا مع قصف جوي على محطة الحافلات الرئيسية التي سيطر عليها «الجيش الحر» في منطقة البرامكة.

وفي ريف دمشق، أشارت «لجان التنسيق» إلى اشتباكات عنيفة في بلدات الذيابية والبحدلية بالتزامن مع قصف عنيف بمختلف الأسلحة الثقيلة على الذيابية والبحدلية ومخيم الحسنية وسقوط أكثر من مائة قذيفة خلال ثلاث ساعات.

فرنسا تريد «ضمانات مطلقة» غير متوافرة اليوم لتسليح المعارضة السورية

انقسامات المعارضة السياسية وتعثر تنظيم القوى العسكرية يفسران «تريث» باريس

باريس: ميشال أبو نجم

هل تراجعت باريس عن سعيها لتسليح المعارضة السورية ورغبتها في حمل الاتحاد الأوروبي على رفع الحظر المفروض منه على إرسال السلاح إلى المعارضة «في أسرع وقت»، وفق تعبير الرئيس فرنسوا هولاند قبل أسبوعين بمناسبة القمة الأوروبية في بروكسل.

السؤال طرح بقوة بعد تصريحات الرئيس الفرنسي التلفزيونية ليل الخميس – الجمعة، والتي جزم فيها بشكل قاطع بأنه «لن يكون هناك تسليم أسلحة عقب انتهاء فترة الحظر» الأوروبي نهاية مايو (أيار) المقبل «إذا لم تتوافر قناعة تامة بأن هذه الأسلحة سيستخدمها معارضون شرعيون وليست لهم أية صلة بأي تنظيم إرهابي». وبحسب هولاند فإن هذه القناعة «غير متوفرة الآن»، ولذا فإن باريس لن تقدم على تسليح المعارضة السورية «ما دمنا غير واثقين من أن المعارضة لديها السيطرة التامة على الوضع». وبحسب مصادر فرنسية رسمية فإن «الجملة الأخيرة تعني أن توفر المعارضة السورية المسلحة»، والمقصود بها هنا الجيش السوري الحر ورئيس أركانه اللواء سليم إدريس «الضمانات الكافية بأن السلاح لن يذهب إلى جبهة النصرة وأخواتها».

ويأتي الموقف الفرنسي الجديد على خلفية استمرار المعارضة لخطوة من هذا النوع داخل صفوف الاتحاد الأوروبي رغم الجهود التي تبذلها الدبلوماسية الفرنسية، بدعم بريطاني، كما حصل الأسبوع الماضي خلال اجتماعات اليومين لوزراء الخارجية الأوروبيين في دبلن. وبحسب مصادر دبلوماسية رافقت مناقشات دبلن، فإن المعارضين الأوروبيين لجأوا إلى حجتين رئيسيتين: الأولى هي مصير السلاح الذي قد يعطى إلى المعارضة السورية خصوصا أن ما تطلبه هو صواريخ مضادة للطائرات بالدرجة الأولى والأخرى مضادة للدروع، والثانية هي التخوف من أن تؤدي الخطوة الأوروبية إلى استثارة موسكو وإيران والصين وغيرها ودفعها إلى مد النظام بأسلحة أكثر فتكا وبالتالي القضاء على أي فرصة لحل سياسي.

لكن كل ذلك كان معروفا ولا يفسر الخطوة التراجعية لهولاند الذي دأب، منذ وصوله إلى قصر الإليزيه في الربيع الماضي، على أن يكون سباقا في دعم الانتفاضة السورية على نظام الرئيس الأسد، إن بالإسراع بالاعتراف بالتحالف الوطني «ممثلا شرعيا وحيدا» للشعب السوري، أو بالدفع نحو تشكيل حكومة سورية، أو بالدعوة لرفع الحظر الأوروبي على السلاح.

واللافت أيضا، بحسب المصادر المشار إليها، أن الخطوة الفرنسية تأتي بعد «تحولين مهمين»، الأول، إفساح القمة العربية رسميا ولمن يرغب من البلدان العربية في توفير السلاح للمعارضة، الأمر الذي يعد غطاء شرعيا لاحقا لما كانت قد بدأته عدة أطراف عربية من التسليح عبر البوابتين الأردنية والتركية. والثاني، إعلان وزير الخارجية الأميركية جون كيري مؤخرا أن بلاده «لم تعد تعارض» تسليح هذه المعارضة. ويوم الأربعاء، عرج كيري على باريس في رحلة العودة من الشرق الأوسط إلى بلاده واجتمع مع نظيره لوران فابيوس، وكان هذا الموضوع على رأس ما تناولاه من ملفات. وقد سبق للوزير فابيوس، في محاضرة ألقاها في جامعة السوربون، أن تحدث عن «ضمانات مطلقة» من المعارضة لجهة أن السلاح لن يستخدم يوما ما ضد الأطراف التي قدمته لها.

واللافت للنظر أن مصدرا فرنسيا كان قد أكد في لقاء صحافي ضيق الأسبوع الماضي، أن باريس «لديها الضمانات الصلبة والكافية» التي تطمئنها إلى أن السلاح الذي ستعطيه للمعارضة «لن يصل إلى الأيدي الخطأ». وتحدث عسكريون عن إمكانية تعطيل الصواريخ التي قد تصل خطأ إلى أيدي المنظمات الجهادية إلكترونيا.

الواقع أن الرئيس هولاند أماط بنفسه اللثام عن الدوافع التي تبرر التردد الفرنسي حين تحدث عن انقسامات المعارضة «في الأيام الأخيرة». وبدورها، قالت الخارجية أمس، في إطار مؤتمرها الصحافي الإلكتروني، ردا على وكالة الصحافة الفرنسية و«الشرق الأوسط»، إن «الحصول على هذه الضمانات أمر بالغ التعقيد بالنظر للتطورات (العسكرية) الميدانية والصعوبات التي تواجه المعارضة السورية لتوحيد (صفوفها)». وكانت باريس تشير بذلك إلى الخلافات التي رافقت انتخاب غسان هيتو رئيسا للحكومة المؤقتة، ولانسحاب بعض الشخصيات المستقلة، ثم إلى استقالة رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب قبل أن يعود إلى تأكيد استمراره في مهمته حتى نهاية انتدابه في مايو (أيار) المقبل، وأخيرا إلى سحب الجيش السوري الحر اعترافه برئيس الحكومة المؤقتة بعد أن كان قد أعلن قبوله به.

والحال أن باريس ما فتئت تدفع إلى توحيد المعارضة وتعمل على تدعيم الجيش السوري الحر ممثلا برئيس أركانه. وشرحت مصادر فرنسية تصورها «النظري» لذلك بحيث تكون هناك سلطة سياسية تتعاون مع جهاز عسكري هرمي البنية يكون مسؤولا عن التخطيط وعما تقوم به كتائبه ميدانيا، خصوصا الجهة التي تسلم إليها السلاح المتطور الذي سيعهد به إلى العناصر التي اختيرت من بين صفوفه لتشكل والتي تلقت تدريبا تقنيا على استخدام الأسلحة العتيدة. لكن الخصومات والانقسامات داخل المعارضة بشقيها السياسي والعسكري «نسفت» التصورات الفرنسية ودفعت باريس إلى الموقف «المتريث» الذي عبر عنه الرئيس هولاند.

ولذا، فإن موقف باريس اليوم يقوم، وفق أقوال هولاند وفابيوس وتصريحات الخارجية أمس، على احترام الحظر الأوروبي حتى نهايته، مما يعني أن شهري أبريل (نيسان) ومايو لن يشهدا رسميا تدفق أي سلاح أوروبي على المعارضة. وما سيصلها هو ما سمح به قرار 28 فبراير (شباط) الماضي القاضي بتسليمها معدات «غير قاتلة» من جهة ومساعدة «تقنية» لتسهيل استخدامها من جهة أخرى. وتعمل باريس، بحسب مصدر رسمي، وفق «تفسير موسع» لمعنى المساعدة التقنية.

وسيعود الملف مجددا إلى طاولة البحث لدى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم 22 أبريل، فيما يعمد ممثلون عن الدول الـ27 حاليا إلى دراسة «الجوانب الفنية» للمسألة، وسيرفعون خلاصات أعمالهم للوزراء. أما القرار النهائي فلن يحل قبل 28 مايو، حيث سيكون على الأوروبيين أن يصلوا إلى قرار يتبنى أحد المخارج الثلاثة التالية: إما الإبقاء على الحظر كما قرر في اجتماع نهاية فبراير، أو رفعه، أو تعديله عن طريق زيادة فقرة تتيح تزويد المعارضة بـ«الوسائل التي تمكنها من الدفاع عن نفسها»، مما يعني فتح الباب أمام تسليحها.

وكان هولاند قد هدد «مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون» بـ«إجراءات أحادية» إذا عجز الأوروبيون عن الاتفاق على رفع الحظر. وبأي حال، ما زالت باريس تؤكد أنها تريد حلا سياسيا، وأن هذا الحل لن يكون ممكنا طالما بقي السلاح يتدفق على النظام فيما المعارضة محرومة منه، مما يعني استمرار اختلال التوازن الميداني وحرمان المعارضة من حماية مناطقها.

قرار من الأمن العام اللبناني يمنع دخول سوريين بجوازات ممهورة من «الجيش الحر»

بعد توقيف صحافي سوري 8 ساعات في مطار بيروت

بيروت: نذير رضا

كشف رئيس «المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان» نبيل حلبي أن المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أبلغه أن السلطات اللبنانية لا تستقبل وافدين إلى بيروت جوازات سفرهم ممهورة بختم الجيش السوري الحر على المعابر السورية الحدودية مع تركيا.

وجاء هذا الإعلان بعيد ضجة أثارها توقيف مراسل قناة «العربية» في سوريا محمد دغمش في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قبل أيام لمدة ثماني ساعات، على خلفية قرار السلطات اللبنانية بـ«منع دخول أي مواطن سوري دخل سابقا عبر منافذ المعارضة إلى لبنان»، بحسب ما أفاد دغمش، رغم أن مصادر الأمن العام أكدت أن احتجازه جاء على ضوء تعبيره عن رفضه انتظار الإجراءات الروتينية التي تتخذ في مثل هذه الحالات مع أي مواطن عربي يصل إلى المطار من دون سمة دخول مسبقة، وتهجمه على المعنيين.

وقال حلبي لـ«الشرق الأوسط» إن توقيف دغمش جاء على خلفية قرار الأمن العام، مشيرا إلى أن السماح له بالدخول إلى الأراضي اللبنانية «تم بطلب من وزير الداخلية» في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل. وأكد أن حالة دغمش ليست الوحيدة، إذ «واجه سوريون آخرون هذا القرار قبله».

وقال حلبي: «راجعت مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم بخصوص بعض السوريين القادمين من حلب، واضطروا للعبور على حواجز قوى الأمر الواقع على المعابر الشمالية، أي الجيش الحر، لكن اللواء إبراهيم أكد لي أن السلطات اللبنانية اتخذت قرارا بمنع دخول أشخاص تحمل جوازات سفرهم ختم الجيش الحر»، مشددا على أن هذا القرار «غير إنساني وغير قانوني وغير مبرر».

وأوضح أنه «في القانون الدولي، لا يحق للأمن العام الرجوع لختم (الحر) طالما أن ختمين تركيين وقعا على جواز السفر، الأول لدخول الشخص الأراضي التركية، والثاني لخروجه منها، وبالتالي فإن هذا الإجراء مخالف للقانون الدولي». وأضاف: «الجيش الحر، بحسب القانون الدولي، يعتبر تشكيلا عسكريا غير نظامي، لكن كونه قوة أمر واقع، فإن القانون الدولي يفرض عليه واجبات، ويمنحه حق إدارة المناطق التي يسيطر عليها، وبالتالي يصبح ختم (الحر) معترفا به دوليا».

ورأى حلبي أن هذا الإجراء غير إنساني بحق السوريين لأن «المواطن المدني السوري لا علاقة له بما جرى، ويمتلك الحق بالدخول إلى أي بلد»، مشيرا إلى أنه «بموجب هذا القرار، يتشابه وضع الممهورة جوازاتهم من الجيش الحر بأولئك الممهورة جوازاتهم بأختام إسرائيلية»، في إشارة إلى القانون اللبناني الذي يمنع دخول أجانب ممهورة جوازات سفرهم بأختام السلطات الإسرائيلية على المعابر الجوية والبرية، بموجب قانون المقاطعة للعدو الإسرائيلي.

وعن كيفية دخول لبنانيين إلى شمال سوريا من الأراضي التركية عبر معابر يسيطر عليها الجيش الحر، قال حلبي إن «الحر» لا يضع ختمه على جوازاتهم، بناء على طلبهم، «لكون اللبنانيين يتمتعون بخصوصية قانونية معينة.. وأنا واحد منهم».

بن حلي: إعطاء مقعد سوريا لـ«الائتلاف» لا يمنع الحل السياسي

قال لـ «الشرق الأوسط» إن الإبراهيمي يستكمل مهامه كمبعوث مشترك.. وعلى مجلس الأمن وضع حد للأزمة

الدوحة: سوسن أبو حسين

حذر نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي من الانهيار الكامل للدولة السورية إذا لم يتم تحرك سريع لإنقاذها، وقال في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» على الطائرة من الدوحة إلى القاهرة، إن الموضوع السوري أولوية مطلقة للجميع، وأكد أن القمة العربية شددت على الحل السلمي وتتمسك به، ورفض الاتفاق مع وجهة النظر القائلة إن وصول المعارضة لمقعد سوريا يقضي على فرص الحل السياسي كما رفض مواقف بعض الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي تنتقد أو تبدي عدم ارتياحها من قرار القمة بإعطاء مقعد سوريا للمعارضة، كما تحدث عن تقييمه لنتائج القمة والتحرك العربي مع الرئاسة لدعم قضايا تتعلق بدول الربيع العربي. وإلى نص الحوار:

* ما هو تقييمكم لنتائج القمة خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية؟ وهل سيكون لإعطاء المقعد للمعارضة تداعيات تؤثر على الحل السلمي؟

– بالنسبة للجامعة العربية ما زال الحل السياسي هو السبيل الوحيد والسليم لمعالجة الأزمة وإنهاء مأساة الشعب السوري، وحتى مع إعطاء مقعد سوريا للمعارضة سوف تستمر جهود الحل السلمي وهذا يتطلب أولا أن تقوم المعارضة بتوسيع دائرة التمثيل والاستيعاب لكل القوى المعارضة، وأن تجسد الواقع داخل سوريا وأن يشارك كل من في الداخل بالائتلاف، والرسالة الثانية حث النظام على التجاوب مع مبادرات الحل السياسي ووقف هذه المأساة التي تؤلم الجميع وأن يكون لديه بدائل وإقدامه على مبادرات للحل. الموقف العربي رغم تحفظ بعض الدول على القرار فإن الجميع يتمسك بإنهاء أزمة الشعب السوري وهذا الأمر واضح في التماسك والحرص على الحل السياسي كحل وحيد لإنهاء الأزمة بكل أبعادها وجوانبها، رابعا إن مجلس الأمن والأمم المتحدة لا بد أن تكون متحركة أكثر لإيجاد عناصر الحل العملي، والمبعوث المشترك الإبراهيمي لا بد أن يعمل بمدخل هذه التطورات.

* هل تستمر مهمة الإبراهيمي بعد القمة وخطوة إعطاء المقعد للمعارضة؟ وهل يتمكن من الحل بالفعل؟

– ما زالت هناك فرص وحلول يمكن أن يعمل الإبراهيمي من خلالها، ولا ينبغي القول إن الوقت انتهى وأغلق الباب على الحل السلمي كما أن موضوع سوريا ليس أزمة داخلية وإنما أصبحت إقليمية ودولية، ولا بد أن يتحمل الجميع مسؤولية الحل السياسي وكذلك لا بد من إيجاد حلول لموضوع النازحين واللاجئين والمشاكل التي تتفاقم يوميا بسبب هذه الأعداد الآخذة في الزيادة إلى دول الجوار بسبب شدة المعارك في الداخل، والموضوع تجاوز النطاق العربي والمسؤولية دولية بامتياز.

* هناك دول دائمة العضوية في مجلس الأمن أبدت انزعاجها من إعطاء مقعد سوريا في الجامعة للمعارضة واعتبروا أن هذه الخطوة معطلة للحل.

– هذه رؤية روسيا وغيرها، لكن ما هو الحل العملي الذي أقدمت عليه هذه الدول؟! الآن السوريون يقدمون التضحيات والمرافق الأساسية والبنية التحتية انهارت. وهل سنبقى على هذه الحالة؟! وهل نستمر في تقديم الاحتجاجات والمبادرات من دون الدخول في تسوية حقيقية؟! أنا أعتقد أن الوقت حان للإقدام على حل عملي بشكل ملزم، وأعتقد أن الأمم المتحدة هي دائما المظلة الكبرى لفرض الحل لشعور أن هناك دولا لها أجندات وتقول إن الوقت ما زال.. وفي الوقت نفسه نشهد المزيد من الدمار والقتل والتشريد والتخريب، هل هذا هو المطلوب؟!

* ماذا أضافت هذه القمة من آليات عمل لحل الأزمات العربية؟

– الأمانة العامة والأمين العام في اتصال دائم مع الدول العربية وهناك محاولات لطرح مبادرات وإيجاد صيغ توافقية والدفع بها، لكن أعتقد أن أهم ما اتسمت به هذه القمة هو أنها أدخلت البعد الشعبي والاهتمام بالمواطن العربي قبل الاهتمام بالمواقف الرسمية ولهذا كان البيان الختامي للقمة عاكسا أولا: فيما يتعلق بالدول التي تعاني الآن بسبب الأحداث والتطورات والتغييرات وإعادة تنظيم الدول كلها كان هناك اهتمام بتجسيد التضامن العربي ومساعدة هذه الدول سواء فيما يتعلق بالضائقة الاقتصادية أو غيرها من دعم مؤسسات الدولة وصولا إلى الاستقرار المنشود، كما اهتمت القمة بالمواطن العربي باعتباره العنصر الرئيس لهذه القمة سواء من خلال مجلس حقوق الإنسان العربي والتنمية وما يمكن أن تقوم به الدول العربية بالنسبة للمواطن العربي، والموافقة على إنشاء محكمة لحقوق الإنسان العربي يمكن أن يلجأ إليها عندما لا تنصفه القوانين الوطنية، نجد أن هذا عامل جديد. والهوية العربية والطلب من الدول دعم جهودها لرفع مستوى المعيشة للمواطن العربي وإشعاره بالاعتزاز والانتماء بهويته وفتح مجال المستقبل أمامه، وأعني أن هذه القمة طلبت من أعضائها فتح باب الأمل للشباب وإعطاءهم مواقع قيادية وإشراكهم في مؤسسات المجتمع المدني، وهناك اجتماع مقبل تحت رئاسة القمة لمنظمات المجتمع المدني وتم تفعيلها في هذا المجال، بالإضافة إلى قضية فلسطين حيث كانت دائما محورا أساسيا، أولا من خلال صندوق القدس وعقد قمة عربية مصغرة برئاسة مصر لتفعيل المصالحة وكذلك قيام وفد عربي مكون من لجنة مبادرة السلام العربية لزيارة واشنطن قبل نهاية شهر أبريل (نيسان) لتصحيح مسار السلام، وهناك أيضا اهتمام بكل القضايا العربية وليس سوريا فقط ولدينا خلال أيام انعقاد مؤتمر دولي للدول المانحة لدعم دارفور هنا في الدوحة، وكذلك دعم الصومال بعد التأكيد على دخوله في مرحلة مبشرة للخروج من أزمته التي طالت وكيفية مساعدته، وموضوع ليبيا وحاجتها للدعم العربي سواء فيما يتعلق بالنواحي الأمنية أو الأموال المهربة والمرافق الأساسية للدولة.

* أين دور الجامعة في دعم الوفاق في العراق ومحاولة لعب دور الوسيط النزيه بين القوى السياسية المختلفة كما كان في السابق؟ هل لديكم استعداد للمساهمة في حل الأزمة العميقة التي يمر بها العراق حاليا؟

– أعتقد أن هذه القمة العربية طرحت عددا من المبادرات العملية التي يجب تنفيذها والأمانة العامة ستكون ملتزمة مع الدول الأعضاء والرئاسة بتنفيذ هذه المبادرات سواء فيما يتعلق بالحالة التي تعيشها ليبيا أو فيما يتعلق بتنفيذ المبادرة الخليجية في اليمن، سيكون هناك دور عربي فاعل بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وكذلك مؤتمر الدول المانحة الذي يركز على إعادة الإعمار في دارفور وهو مؤتمر في غاية الأهمية لأنه سيضع اللمسات الأخيرة لإغلاق هذا الملف، وكذلك التعاون مع المنظمات الإقليمية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي فيما يساعد ويساهم الجامعة العربية على تنفيذ الالتزامات. وأقول هناك التزامات في هذه القمة من قبل الدول الأعضاء كما أن الجامعة العربية دخلت في مرحلة جديدة، وهي لا بد أن تواكب وتتفاعل وتترجم ما يحدث على الساحة الوطنية لكل دولة عضو من خلال العمل العربي المشترك في المنطقة.

* كيف ترون ما طرحه الرئيس المصري محمد مرسي مؤخرا بالدعوة لعقد قمة مصغرة لبحث الأزمة في سوريا ووضع حلول سريعة للانتهاء منها؟ هل نحن في حاجة لعقد مثل هذه القمم كنوع من تنشيط آلية العمل العربي المشترك؟

– نحتاج لعمل مكثف لحل الأزمة السورية لأن إعطاء مقعد النظام في الجامعة للمعارضة قد حسم أو حل، بالعكس نحن الآن ما زلنا في حاجة لأفكار مبدعة وسريعة وعملية من قبل الدول العربية لموضوع سوريا وهو إحدى الأولويات المطلقة التي يجب وضعها على أجندة الجميع، سوريا الآن تنهار إذا لم نتحرك بمبادرات وأفكار سواء معارضة أو حكومة للالتقاء على المصلحة الوطنية.

الائتلاف الوطني يسعى للحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة

روسيا تتعهد بإفشال مساعيه

لندن: «الشرق الأوسط»

بعد تمكنها من دخول «المؤسساتية العربية» عبر مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في العاصمة القطرية الدوحة مؤخرا، تتجه أنظار المعارضة السورية إلى مدينة نيويورك في الولايات المتحدة، وبالتحديد إلى الجادة الأولى فيها، إذ تسعى المعارضة السورية لدخول «المؤسساتية الدولية» من خلال الحصول على المقعد السوري في هيئة الأمم المتحدة، الأمر الذي تعهدت موسكو بإفشاله.

وفي هذا الصدد، صرح مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، أمس، بأن بلاده ستعارض بشدة منح مقعد «الجمهورية العربية السورية» للائتلاف الوطني السوري لقوى التغيير المعارض، معللا ذلك بوجود سلطة شرعية منتخبة تمثل السوريين، ومضيفا «لا يمكن أن تعطي مقعدا ببساطة لجماعات معارضة لم تمر بعملية ملائمة لاكتساب الشرعية، يجب أن تكون هناك سلطات شرعية».

وبلغة دبلوماسية لا تخلو من النقد غير المباشر، أكد المندوب الروسي أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة هم «أعضاء مسؤولون»، ويقدرون المؤسسة التي ينتمون إليها، وتاليا فلن يسمحوا بـ«إضعاف موقف الأمم المتحدة» من خلال تجميد أو سحب مقعد سوريا من نظام الرئيس بشار الأسد، والذي وصفه بالسلطة الشرعية، وإعطائه للائتلاف السوري، في إشارة إلى ما قامت به الدول العربية في قمتها في الدوحة مؤخرا.

وكانت روسيا قد انتقدت تلك الخطوة، متهمة الجامعة العربية بالتخلي عن دعم الحل السلمي للصراع الذي دخل عامه الثالث في 15 مارس (آذار) الحالي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس «ننظر بأسف لنتائج القمة العربية في الدوحة؛ المعنى الأساسي للقرارات التي اتخذت هناك هو أن الجامعة العربية ترفض الحل السلمي».

وشغل رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب مقعد سوريا المجمد منذ نوفمبر (تشرين الثاني) يوم الثلاثاء الماضي في القمة العربية التي أيدت تقديم مساعدات عسكرية للمعارضين الذين يقاتلون للإطاحة بنظام الأسد. ودعا الخطيب خلال كلمته إلى مساعدة الدول العربية في مساعي المعارضة لشغل مقعد سوريا في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بدلا من نظام الأسد.

ولن تكون خطوة تسليم الائتلاف المقعد السوري في الأمم المتحدة، إن تحققت، سابقة في تاريخ المنظمة العالمية، إذ سبق أن مُنح المجلس الانتقالي الليبي مقعد دولته إبان الثورة الليبية على نظام العقيد معمر القذافي. وحينئذ لم تجمد الأمم المتحدة عضوية ليبيا، لكن أعضاء البعثة استقالوا بشكل جماعي في 21 فبراير (شباط) 2011، أي بعد 5 أيام من اندلاع الثورة الليبية، بعد أن طالبوا بعقد جلسة لمجلس الأمن لبحث الأمور في ليبيا. وفي 25 فبراير 2011، ألقى رئيس البعثة عبد الرحمن شلقم كلمة أمام مجلس الأمن، أعلن فيها انشقاقه عن نظام القذافي، مكررا عبارة عمر المختار «نحن شعب ننصر أو نموت».

وعلى عكس نظيرتها الليبية، لا تبدو البعثة السورية بنيويورك في طور التصدع أو الضعف، بل على العكس، يجد رئيس البعثة السورية بشار الجعفري في الأمم المتحدة منبرا للدفاع عن نظام الأسد وتفنيد ما تقوله المعارضة السورية. وقال عدة دبلوماسيين بمجلس الأمن الدولي إن الائتلاف الوطني السوري الذي ينشئ مكاتب اتصال في نيويورك وواشنطن سيسعى للحصول على مقعد سوريا بالمنظمة الدولية.

يشار إلى أن الائتلاف الوطني قام بفتح مكتبي تمثيل له في الولايات المتحدة، أحدهما في واشنطن والثاني في نيويورك في فبراير الماضي. ووفقا للمكتب الإعلامي للائتلاف، فإن الهدف من المكتب الأول فتح مزيد من قنوات التواصل مع صناع القرار في واشنطن، بينما يهدف المكتب الثاني إلى تمثيل سوريا في الأمم المتحدة والمؤسسات المتشعبة عنها.

وفي هذا الصدد يقول رئيس مكتب نيويورك البروفسور نجيب الغضبان إن حصول المعارضة على مقعد سوريا بالأمم المتحدة منطقي. ويضيف أستاذ العلوم السياسية بجامعة أركنسو أن «نظام الأسد فقد الشرعية التي تؤهله لتمثيل سوريا في اليوم الذي بدأ فيه حملته المسلحة ضد الشعب السوري والتي أسفرت عن موت ودمار وكارثة إنسانية تتطلب اهتماما فوريا من المجتمع الدولي».

ووفقا لدبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه فإن المعارضة ربما تسعى إلى الحصول على مقعد سوريا في سبتمبر (أيلول) حين يلتقي زعماء العالم في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة. لكن دبلوماسيا عربيا قال لـ«رويترز» إن السعي لمنح مقعد سوريا بالأمم المتحدة للمعارضة قد يتم في وقت أقرب كثيرا.

وفي اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» لاستيضاح حظوظ المعارضة السورية في مساعيها في نيويورك، قالت مصادر داخل الأمم المتحدة إن طلب المعارضة يواجه بعض التعقيدات، ذاك أنه عليه أن يمر عبر «لجنة المسوغات» بالأمم المتحدة التي تعنى بمراجعة أوراق الترشيح، والتفويض، واعتماد السفير وأعضاء بعثته. وتتكون اللجنة من ممثلي تسع دول يعينهم رئيس الجمعية العامة في بداية كل دورة. والأعضاء الحاليون هم روسيا والصين وبيرو وترينيداد وتوباغو والولايات المتحدة وأنجولا والسويد وتايلاند. وتقدم اللجنة تقريرا إلى الجمعية العامة بعد دراسة أوراق طلب كل دولة، حسب إجراءات قبول أوراق واعتماد سفراء الدول الأعضاء. ولا بد من خطاب رسمي من رأس الدولة أو وزارة الخارجية بتفويض أشخاص محددين كممثلين لهذه الدولة في الأمم المتحدة. ولا تتمتع موسكو بحق النقض «الفيتو» في هذه اللجنة أو في الجمعية العامة التي يبلغ عدد أعضائها 193 عضوا.

لكن روسيا تتمتع بحق الفيتو في مجلس الأمن الدولي، وقد استخدمته بالفعل لعرقلة ثلاثة قرارات تندد بما يقوم به نظام الأسد بحق المعارضين لحكمه.

ويشير الغضبان إلى أن ما يزيد على نصف أعضاء الجمعية العامة هم ضمن مجموعة أصدقاء سوريا، وبالتالي فمن المرجح أن يدعموا مطلب المعارضة. ويضيف أن الأمم المتحدة يمكن أن تساعد في ضمان انتقال مستقر في سوريا إلى هيكل دولة سلمي وديمقراطي وشامل من خلال منح مقعد سوريا بالأمم المتحدة للمعارضة السورية.

برلماني بلجيكي: أصبحنا مركزا حيويا لتصدير المقاتلين إلى سوريا

الشرطة البلجيكية تراقب من يطلق اللحية الطويلة ويرتدي جلبابا ويحلق الرأس

بروكسل: عبد الله مصطفى

قال عضو البرلمان البلجيكي دونيس دوكيرم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده أصبحت مركزا حيويا في تصدير المقاتلين الشبان إلى سوريا للقتال هناك، وهناك مجموعات راديكالية تقوم بتجنيدهم، وهذا يمثل مشكلة كبيرة سواء بالنسبة لعائلات هؤلاء الشبان أو بالنسبة للحالة الأمنية أو على الصعيد الاجتماعي حيث يتدرب هؤلاء هناك على القتال وينضمون لجماعات متشددة ويتعلمون كيفية استخدام أسلحة متنوعة وهذا كله يمكن أن يشكل خطرا على أمن بلجيكا بعد عودتهم، وأشار البرلماني الليبرالي إلى أن الأمر لا يقتصر على بلجيكا فحسب فهناك شبان يتم تجنيدهم وتسفيرهم إلى سوريا يحملون جنسيات أخرى من ألمانيا وفرنسا وهولندا وغيرها. وعرفت الساعات القليلة الماضية اجتماعات حكومية وأمنية وبرلمانية وعلى مستويات مختلفة، كلها تعمل لتحقيق هدف واحد هو العمل على منع سفر المزيد من الشبان البلجيكيين إلى سوريا للقتال هناك، بعد أن وصل عددهم حتى الآن إلى ما يقرب من 80 شابا تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 22 عاما ومن عدة مدن معظمها في الجزء الناطق بالفلامنية (الهولندية). وعقدت المجموعة الأمنية التي شكلتها وزيرة الداخلية جويليه ميلكوية لهذا الغرض اجتماعات شارك فيها عناصر من الاستخبارات والشرطة ومركز إدارة الأزمات وشاركت الوزيرة في نقاشات داخل البرلمان البلجيكي حول نفس الملف، كما وجه قائد الشرطة في مدينة أنتويرب رسالة إلى 2600 رجل أمن، حول سبل اكتشاف عناصر راديكالية تخطط للسفر من أجل القتال في سوريا، والرسالة التي نشرتها وسائل الإعلام الجمعة، تتضمن توجيهات بالتركيز خلال المرحلة المقبلة على الشبان الذين يطلقون لحية طويلة بشكل مفاجئ ويلبسون جلبابا طويلا ويحلقون شعر الرأس ويقل ظهورهم في الشارع على غير المعتاد، أو من يحمل معه كتبا أو منشورات راديكالية، وأشار قائد الشرطة سيرغي ميترز إلى أن مثل هذه الأمور هي التي ساهمت في الكشف عن عناصر جماعة تطلق على نفسها اسم «الشريعة لبلجيكا» والتي تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد ووجه البعض من أقارب الشبان أصابع الاتهام إليها بأنها مسؤولة عن تسفيرهم إلى سوريا للقتال هناك. ووصل عدد الذين سافروا من أنتويرب وحدها لـ30 شابا وهناك أنباء عن مقتل اثنين منهم ولكن السلطات الرسمية لم تؤكد هذه الأنباء، وقال البرلماني البلجيكي دونيس دوكيرم، من المجموعة الليبرالية، مستندا إلى شهادات حصل عليها من بعض أفراد الجالية المسلمة في بروكسل: «لقد تم تنظيم مجلس عزاء في بروكسل، وحصلنا على شهادات تفيد بأن الشخص الأول قتل في منتصف الشهر الجاري، كما أن هناك معلومات ثابتة أن الشخص الثاني ذهب إلى سوريا برفقة أربعة أشخاص منذ أسبوعين فقط»، وأوضح دوكيرم أن أحد أبناء الجالية المسلمة في بروكسل أكد له أن أسرة القتيل الثاني تلقت خبر مقتله عبر مكالمة هاتفية من سوريا. وتابع البرلماني البلجيكي في تصريحاته مشيرا إلى أن عمليات التجنيد مستمرة في البلاد، وقال إن لديه معلومات تفيد بأن 10 شبان جدد من بلجيكا قد التحقوا بالقتال في سوريا إلى جانب قوات المعارضة خلال الأسبوعين الماضيين ووجه دوكيرم انتقادات بالتقصير في هذا الملف لوزيرة الداخلية. بدورها، قالت الوزيرة مدافعة عن نفسها أمام اتهامات النائب البرلماني «نحن نتعاون مع عدة بلدان مثل تركيا وفرنسا لملاحقة الشبكات التي تساهم في تجنيد أبنائنا وإرسالهم إلى سوريا»، وأضافت أن قوات الشرطة والإدارات الأمنية والاستخباراتية المختصة تراقب عن كثب كافة الأشخاص «المشكوك بأمرهم» من أجل منعهم من الذهاب إلى سوريا أو تجنيد غيرهم لهذه المهمة.

الائتلاف السوري يستعد لتوسيع دائرته الوطنية بضم قوى وشخصيات عامة

يطمح في انتزاع مقعد منظمة التعاون الإسلامي بعد الجامعة العربية

القاهرة: أدهم سيف الدين

يستعد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لتوسيع قاعدته الشعبية، بضم قوى وطنية وشخصيات عامة، في وقت يطمح فيه لانتزاع مقعد منظمة التعاون الإسلامي، بعد أن مثل رئيسه معاذ الخطيب سوريا رسميا في قمة جامعة الدول العربية بالدوحة قبل أيام.

وتشتكي أطراف في ائتلاف قوى المعارضة من تصارع كتلتين رئيسيتين داخله، لكن قيادات به قالت: إن الائتلاف يسعى في المرحلة المقبلة إلى إعادة الهيكلة، وإنه ينوي في اجتماعاته القادمة توسيع إطار التمثيل الوطني، عبر ضم قوى وأحزاب وشخصيات في البيت الداخلي للمعارضة السورية.

وقال برهان غليون لـ«الشرق الأوسط» عضو الائتلاف رئيس المجلس الوطني سابقا، إنه يعتزم إطلاق مبادرة لإعادة النظر في البنية التنظيمية والمؤسساتية والتمثيلية في الائتلاف.

وتابع: «على الائتلاف إعادة النظر وتحسين وسيلة اتخاذ القرار وآلياته، وإعادة توزيع القوى داخل الائتلاف بإضافة بعض القوى التي لها تمثيل ضعيف وكذلك ضم شخصيات وطنية واعتبارية ونسائية لخلق جو ديمقراطي».

ويرى غليون أن تعدد القوى والكتل داخل الائتلاف يجنب سوريا هيمنة كتلتين داخله، لافتا إلى أن مستقبل البلاد في ظل وجود قطبين يظل رهن توافقها الذي يفتح الباب على هيمنة القطبين على قرارات الائتلاف.

في المقابل، قال موفق نيربيه عضو الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» إن «الرأي لم يستقر بعد على توسيع الائتلاف»، مشيرا إلى أنه «مطلب صحيح وإيجابي»، وأنه يحقق فعالية وزيادة درجة تمثيل الائتلاف على المستوى الشعبي والثوري.

ويعتقد نيربيه أن المعارضة خطت نصف الطريق، لتذليل العقبات التي تواجهها، بعد الحصول على كرسي سوريا في جامعة الدول العربية، وافتتاح سفارة الائتلاف في الدوحة، وتعهد الدول العربية جديا بتسليح المعارضة المسلحة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وبحسب نيربيه يكمن النصف الآخر من الطريق لكسر الحواجز أمام الائتلاف في «إنهاء حالة التردد الشديد في دعم الثورة، والتوقف عن التملق والنفاق لأننا لا نجد دعما على أرض الواقع، وكذلك وقف التناقضات بين الدول العربية والإقليمية والدولية، وتحقيق التوافق داخل صفوف المعارضة».

وتزداد حجم الصعوبات أمام عمل الائتلاف وشرعيته في أعين السوريين، بخاصة بعد تجميد عدة أعضاء عضويتهم داخل الائتلاف، بسبب طريقة انتخاب غسان هيتو لتولي رئاسة الحكومة المؤقتة، وكذلك فيما يخص استقالة رئيس الائتلاف معاذ الخطيب.

من جانبه، يرى هيثم المالح عضو الائتلاف رئيس اللجنة القانونية أن «الائتلاف ليس مغلقا أمام أحد وهناك لجنة العضوية لتقديم الطلبات للائتلاف».

وعما إذا كان الائتلاف يمثل جميع السوريين المعارضين قال المالح لـ«الشرق الأوسط»: «ليس هناك جسم معارض موحد في العالم، ولن يكون هناك كتلة معارضة واحدة، والائتلاف ممثل وحيد للشعب السوري، ومن حيث المبدأ الائتلاف يمكن أن يضم هيئات وشخصيات، وهذا يتوقف على لجنة العضوية والهيئة العامة للائتلاف».

ونوه هيثم المالح إلى أن المسؤوليات على الائتلاف المعارض في المرحلة القادمة تكمن في تسلم باقي السفارات السورية في الدول العربية، ورعاية مصالح الجالية السورية في هذه الدول، كاشفا عن أن الائتلاف السوري يطمح إلى نزع كرسي سوريا بمنظمة مجلس التعاون الإسلامي بعد مقعد الجامعة العربية، وكذلك شغل مقعدها في منظمة الأمم المتحدة.

الإبراهيمي يلتقي مسؤولا إيرانيا بالقاهرة

                                            الخطيب ينفي تحديد موعد لمغادرته منصبه

يبحث المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اليوم في القاهرة الملف السوري مع حسين أمير عبد اللهيان -نائب وزير الخارجية الإيراني- في وقت نفى فيه رئيس الائتلاف الوطني السوري المستقيل أحمد معاذ الخطيب إبلاغه أي جهة عن موعد مغادرته أو بقائه في منصبه.

تحركات الإبراهيمي في القاهرة تأتي بعد استبعاده نهاية سريعة للحرب في سوريا، واعتباره أن تسليح جماعات المعارضة السورية ليس هو الحل للأزمة.

وقال الإبراهيمي في مقابلة مع القناة الرابعة التلفزيونية البريطانية الخميس “إن الوضع في سوريا سيئ للغاية ويزداد سوءا، والكارثة الإنسانية المتفاقمة تخرج عن نطاق السيطرة مع فرار آلاف السوريين من القتال الدائر بين القوات الموالية للحكومة والمعارضة له”.

واعتبر أن تسليح المعارضة السورية ليس الطريق لإنهاء النزاع، لأنه سيؤدي في اعتقاده إلى ضخ المزيد من الأسلحة للحكومة ولن يحل المشكلة.

وكان عبد اللهيان انتقد بدوره ما وصفه بقرار قطر المتسرع وغير المعقول بإفساح المجال أمام المعارضة السورية لتفتح بعثة دبلوماسية في الدوحة، ورأى أن شعب سوريا وحكومتها لن يسمحا للآخرين بتحديد مصير بلدهما، على حد قوله.

وافتتح الخطيب الأربعاء مع وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري خالد العطية “سفارة الائتلاف الوطني السوري” في الحي الدبلوماسي في العاصمة القطرية بينما ظلت السفارة السورية مغلقة.

وكان الخطيب نفى في صفحته على موقع “تويتر” أنه لم يذكر لأية “جهة متى سأبقى أو أغادر”. وأضاف أن ما قاله “أنني سأتابع واجبي في العمل حتى نتناقش في الهيئة العامة” للائتلاف.

ويأتي نفي الخطيب هذا بعدما صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند بأن الخطيب سيواصل ولايته المحددة بستة أشهر على رأس الائتلاف.

وأعلن الخطيب استقالته الأحد الماضي بعد أيام على انتخاب غسان هيتو رئيسا لحكومة مؤقتة، في خطوة اعتبرها بعض قادة المعارضة فرضا عليهم من قبل دول أخرى.

السلاح وتهريبه

وفي لبنان، طالب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي السلطات اللبنانية بالسهر على عدم تهريب السلاح وعدم استخدام أرض لبنان لتمريره إلى سوريا أو اتخاذ مواقع هجوم أو دفاع من أرضه، وطالب الدول المجاورة بتنسيق استقبال النازحين من سوريا.

كما ناشد الراعي “المتنازعين في سوريا الذين يمعنون في هدم منازل المواطنين والمؤسسات وقتل الأبرياء وتهجير السكان، رمي السلاح والمال الذي يمدهم به الخارج الطامح لهدم سوريا وغيرها، والجلوس على طاولة المفاوضات”.

 اشتباكات بدمشق وقصف بحلب وإدلب

                                             قال ناشطون إن بلدة أشرفية الوادي في منطقة وادي بردى غرب دمشق شهدت اشتباكات بين الجيش السوري الحر وقوات الحرس الجمهوري، في حين سقط عشرون قتيلا على الأقل وجُرح عشرات في قصف استهدف بلدة حريتان في ريف حلب، بحسب الهيئة العامة للثورة التي ذكرت أن قوات النظام قصفت البلدة بصواريخ سكود.

وذكر مجلس قيادة الثورة في دمشق أن الجيش الحر استهدف بالقصف كتيبة الدفاع الجوي المكلفة بحماية مطار دمشق الدولي، واشتبك مع بعض وحدات الجيش التي تحاول السيطرة على طريق الإمداد الواصل إلى المطار من الغوطة الشرقية.

ومن جهة أخرى، قصفت قوات النظام بلدة حريتان في ريف حلب بالصواريخ، مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة أكثر من أربعين، فضلا عن تدمير عدد من المنازل، ولا يزال البحث جاريا بين الأنقاض عن مفقودين. ولكثرة المصابين طلب مستشفى المدينة المساعدة من القرى والمدن المحيطة.

يأتي هذا فيما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 120 شخصا بنيران قوات النظام أمس الجمعة، معظمهم في دمشق وريفها وحلب.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن قوات الجيش الحر قامت بإسقاط طائرة حربية كانت تقصف قرية سرجة بإدلب، وأضافت أن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وقوات النظام في السيدة زينب بدمشق، وأوضحت أن الجيش الحر أعلن سيطرته على حقل نفط في المحطة الثانية بتدمر على الحدود مع العراق.

وفي ريف دمشق قصف الطيران الحربي محيط بلدة خان الشيخ وبلدة قارة، وشن قصفا عنيفا بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدن وبلدات الذيابية والعبادة وعدرا والبحدلية ومخيم الحسينية والسيدة زينب ودوما وحرستا وداريا ومعضمية الشام ويلدا وببيلا وبيت سحم والزبداني والعتيبة.

وشهدت المناطق المحيطة بمنطقتيْ السيدة زينب وداريا اشتباكات عنيفة، وتكرر الأمر ببلدات الذيابية والبحدلية وببيلا.

وفي ريف حماة، جددت قوات النظام قصفها لبلدة كفر نبودة مستخدمة المدفعية الثقيلة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة دارت على أطراف البلدة، كما تعرضت بلدة القصابية في جبل شحشبو بريف حماة لقصف من قبل الطيران الحربي السوري.

سيطرة بدرعا

وفي تطور مهم، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الجيش الحر سيطر بالكامل على مدينة داعل بمحافظة درعا.

وقال عضو الهيئة عمر الحوراني للجزيرة إن المدينة كانت مركزا رئيسيا لقوات النظام، وهي تربط بين دمشق ودرعا وفيها الكثير من الحواجز المجهزة بعتاد كبير، وتعتبر أيضا مركز إمداد للكثير من الحواجز بالبلدات المحيطة.

ومن ناحية أخرى، شهد أمس خروج مظاهرات في مناطق سورية مختلفة في جمعة أطلق عليها الناشطون شعار “وبشر الصابرين”، وطالب المتظاهرون في عدد من بلدات ريف دمشق بإسقاط نظام الأسد وبالحفاظ على الوحدة الوطنية، كما دعا المتظاهرون لنصرة الجيش الحر، وطالبوا بتوحيد الصفوف بين المعارضة الداخلية والخارجية.

انتقاد تركيا لترحيلها لاجئين سوريين

                                            انتقدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة العفو الدولية الجمعة قيام تركيا بترحيل لاجئين سوريين إلى بلادهم في أعقاب اشتباكات بأحد المخيمات، وقالت المنظمتان إن ذلك يتعارض مع القانون الدولي.

وقالت وكالة الأنباء التركية في وقت سابق إن السلطات رحلت ستمائة لاجئ سوري من الأراضي التركية كانوا يقيمون في مخيم للاجئين قرب الحدود بعد اشتباكات مع قوات الشرطة العسكرية التركية في احتجاج على ظروف المعيشة بالمخيم. ولكن مراسل الجزيرة عامر لافي قال إن الخارجية التركية نفت أن يكون الأمر ترحيلا، بل هو رحيل اختياري.

وأكدت المفوضية، ومقرها جنيف، مجددا على مبدأ أن الإعادة القسرية تنتهك القانون الدولي، وقالت إنه لا يمكن استخدامها “كعقاب أو رادع”.

وقالت مليسا فليمنغ، كبيرة المتحدثين باسم المفوض السامي-في تعليقات أرسلت لوكالة رويترز بالبريد الإلكتروني- إنه لم تتم دعوة المفوضية خلال عملية إعادة اللاجئين السوريين لمتابعة الإجراءات، وأشارت إلى أن الأشخاص الذين يخضعون لحماية دولية ممن يخالفون قانون الدولة المضيفة يخضعون للقوانين الوطنية والإجراءات القضائية ذات الصلة.

وأضافت مليسا أن العودة إلى بلد المنشأ حتى ولو طوعا تخضع أيضا لمعايير وإجراءات، إذ قد يتعرض الأفراد لخطر عند العودة.

وعاد اللاجئون السوريون إلى مناطق بشمال سوريا يسيطر عليها الثوار، لكن المفوضية الأممية  تقول إنها لا تستطيع دخول المنطقة ولا تعرف ماذا حدث لهم.

من جهتها، اعتبرت العفو الدولية أن ما تردد عن قيام السلطات التركية بإجبار نحو ستمائة لاجئ سوري على العودة إلى بلادهم لمشاركتهم باحتجاجات “يمثل تجاهلاً مشيناً لسلامتهم، إذا ما تأكد”.

وقال باحث الشؤون التركية بالمنظمة أندرو غاردنر -في بيان الليلة الماضية- إن أي إعادة قسرية للاجئين السوريين تمثل “عملاً مؤسفاً وانتهاكاً واضحاً للقانون الدولي والقوانين التركية”.

وشدد غاردنر على ضرورة عدم قيام السلطات التركية بإعادة اللاجئين السوريين قسراً إلى بلادهم في أي ظرف من الظروف، وتعريضهم لخطر الاضطهاد والوقوع ضحايا الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان.

نفي تركي

وكان لاجئان سوريان مازالا بالمخيم ومسؤول أيضا قد أكدوا أنه تم ترحيل اللاجئين السوريين، وقال شهود إنه تم نقل مئات السوريين في حافلات إلى الحدود بعد اندلاع اشتباكات الأربعاء الماضي قذف فيها لاجئون بمخيم سليمان شاه قرب بلدة أكاكالي الشرطة العسكرية بالحجارة والتي ردت بدورها بإطلاق الغاز المدمع ومدفع المياه.

غير أن الخارجية التركية قالت إن 130 شخصا تم تحديد هوياتهم من خلال الكاميرات بوصفهم “ضالعين في الاستفزازات” أعيدوا إلى سوريا طوعا إما لأنهم رفضوا مواجهة المحاكمة أو بسبب “التداعيات التي سيواجهونها من لاجئين آخرين”.

وأضافت الوزارة أن الأنباء التي أفادت بأن هذه المجموعة طردت عبر الحدود “غير صحيحة” مشيرة إلى أن تركيا لا ترد السوريين الراغبين بالقدوم وإليها ولا تجلي الموجودين منهم بتركيا قسرا وفق ما يقتضي منها وضع الحماية المؤقت الذي يتمتع به هؤلاء وإعمالا لمبدأ “الباب المفتوح” و”عدم إعادة اللاجئين قسرا إلى بلدانهم”.

وبشأن الحادث، قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إنها “ستشجع السلطات التركية على تقييم أي مسائل ضمنية ربما تكون أدت إلى الواقعة التي حدثت في المخيم باكاكالي” وأضافت أنه يتم بحث إجراء مراجعة أو تحقيق إن دعت الحاجة.

وتقول المفوضية إنه تم تسجيل أكثر من 1.2 مليون سوري فروا من العنف في بلادهم لاجئين أو ينتظرون تسجيلهم بدول مجاورة وشمال أفريقيا ومنهم 261635 بتركيا يقيم أغلبهم بـ17 مخيما.

وأشارت إلى” المستوى المرتفع للمساعدات والحماية المتوفرة للسوريين الذين تستضيفهم تركيا”.

نساء وأزواجهن ينخرطون في ثورة سوريا

ماجد أبو دياك-حلب

هي قصة استثنائية أبطالها أربع أخوات من بيت آل هاشم انخرطن مع أزواجهن في الثورة السورية، وشاركن فيها بفعالية كبيرة، بينما راح النظام يطارد أخاهن الوحيد الذي حمل السلاح للقتال.

في شارع الثوار بصلاح الدين التقيناهن وأزواجهن، لنكتشف عائلة استثنائية لاقت من ظلم النظام ومطاردته ما لاقت دون أن تلين لأحد منها قناة.

تتلخص حكاية العائلة في خوضها النضال منذ بداية الثورة وإصرار الجميع فيها على المضي في الطريق حتى آخره. لم يسقط لها قتلى ولكن تمت مطاردتها وإحراق بيوتها دون أن تحرق جذوة الإصرار لديها.

هناك عائلات قدمت شهداء مثل عائلة كعكة في تل نصيبين بريف حلب الشمالي، حيث فقدت الأسرة ثلاثة من أبنائها فيما اعتقل اثنان آخران، ولكن والدة المعتقلين رفضت التصوير والحديث معنا خوفا على أبنائها في سجون النظام.

زوجات وأزواجهن بالثورة

ولعائلة آل هاشم قصة أخرى، فمنذ بداية الثورة انخرط أبو مضر (كنية مستعارة) وزوجته في المظاهرات عند مسجد آمنة بحلب، قبل أن يشكل تنسيقية لأهالي صلاح الدين بلغ عدد منتسبيها نحو 700 عضو تولت الدعوة للتجمع في المظاهرات ضد النظام.

وعرض أبو مضر الذي قاد تلك المظاهرات حياته للخطر، حيث ضرب في عام 2011 بسيف من أحد الشبيحة ولكنه نجا بأعجوبة.

أبو مضر -الذي التقيناه عندما كان عائدا من استقبال وفد إغاثي تركي قدم لمساعدة الحي في إعادة بناء ما دمرته قوات النظام- توج مسيرته المعارضة، بعد أن أصبح الآن عضوا وأمينا للسر بمجلس مدينة حلب الذي انتخب مؤخرا في تركيا، كما أنه يتولى قيادة لجنة مجلس حي صلاح الدين.

وعن دور زوجته في المعارضة يقول، إن مجتمعنا يحد من ممارستها للنضال خوفا من الإهانة وهتك العرض، ولكن ذلك لم يمنع من مشاركة زوجته وأخواتها بفاعلية في المعارضة.

وتقول زوجته أم المثنى (كنية مستعارة) إنها وأخواتها الثلاث (وجميعهن مدرسات) شاركن في المظاهرات، ثم عملن في الإغاثة وأخذن دورات في التمريض وداوين الجرحى، وفتحن بيت العائلة قرب جامع الخضر كمستشفى ميداني بموافقة والدتهن.

كما ساهمن في تصنيع المولوتوف وصممن أقنعة لتزويد الثوار بها في صلاح الدين وحييْ الإذاعة والسكري. وتضيف أنه بعد اجتياح الحي من قبل الجيش النظامي في رمضان الماضي خرجنا خوفا من الاعتقال داخل مناطق تابعة للنظام.

أبو مضر.. نضال مستمر

ويقول أبو مضر إنه خرج مع زوجته وأخواتها وأزواجهن لتأمين إقامة لهن في تركيا، ولكن سرعان ما اتصلت به زوجته وأصرت على العودة للمشاركة في الثورة مع أختها أم الأمين وزوجها، بينما بقيت أختان هناك تعملان الآن كمتطوعات في مدرسة للنازحين السوريين في الريحانية بتركيا قرب معبر باب الهوى.

وهنا، ترقرقت الدموع من عينيْ أم المثنى -وهي أم لصبيين- وهي تشرح ظروف الخروج من الحي إلى تركيا تحت ضغط أخيها عليها لتغادره، لأنها لو اعتقلت فسيقوم بتسليم نفسه للنظام لتأمين إطلاقها.

اعتقلت أم المثنى مع زوجها في عام 2012 من قبل النظام في محاولة للضغط عليها للدلالة على أخيها المطارد والذي كان ولا يزال يحمل السلاح ضد النظام، ولكن أفرج عنها وزوجها.

لا قلق

أبو أسامة زوج أم الأمين، لا تختلف قصته في النضال عن عديله، وقد ساهم في افتتاح مدرسة الشهيد عبد القادر شاشو في الحي، ويتولى شخصيا تأمين متطلباتها، كما يخدم الحي عبر عضويته في مجلس حي صلاح الدين.

ويقول إنه ليس قلقا على رزقه، واعتماده على معونات الحي بعد أن كان يمتلك “مخيطته” الخاصة التي دمرت ودمر معها بيته وبيت عديله، إضافة إلى منزل والد زوجته الذي أحرقته قوات النظام بالكامل.

أما أبو مضر ففقد هو الآخر وظيفته في الدولة لأنه أصبح مطلوبا للنظام، وهو لا يزال متفائلا بالمستقبل.

ذهبنا إلى منزل العائلة المحترق مما أثار مشاعر الأختين اللتين رأتاه لأول مرة وقد تحول إلى أطلال، واكتسى السواد من شدة ما أعمل فيه من الحرق، إلا أن الجميع بدا مصرا على استمرار مسيرته.

أنباء عن سفينة تحمل أسلحة إيرانية تتجه إلى سوريا

المعارضة تطالب مصر بوقف السفينة وتفتيشها قبل وصولها إلى طرطوس أو اللاذقية

دبي – قناة العربية –

أفادت معلومات أن سفينة شحن محملة بأسلحة إيرانية تبلغ حمولتها 8500 طن من الأسلحة وصواريخ أرض – أرض، تتجه إلى سوريا.

وحسب المعلومات، فإن الباخرة التي تحمل علم تانزانيا، والتي يملكها سوريون مسجلون في لبنان ولهم علاقات مع حزب الله، يصل خط سفرها إلى تركيا، لكنها ستتظاهر بالتوقف للوقود في سوريا ومن ثمة تفرغ حمولتها هناك.

ويتوقع أن تصل الباخرة إلى قناة السويس صباح السبت، على أن تصل إلى ميناء طرطوس أو اللاذقية بعد30 ساعة.

وكانت مصادر في المعارضة السورية، قد كشفت في وقت مبكر من صباح السبت، عن معلومات تخص إبحار سفينة في المياه الدولية للبحر الأحمر على متنها شحنة من الأسلحة الإيرانية، وترفع علم تنزانيا، ووفقاً لذات المصادر يتوقع عبور السفينة لقناة السويس في غضون 6 ساعات.

وأوضحت المعارضة السورية أن خط سير السفينة متجه صوب تركيا، ولا تنوي الرسو في ميناء طرطوس.

وقال مروان حجو الرفاعي، عضو الائتلاف السوري، خلال مداخلة هاتفية مع قناة “العربية” أن السفينة المحملة بالأسلحة تابعة للنظام السوري، وفق المعلومات الواردة إلينا، وأن وجهتها النهائية هي الأراضي السورية.

وشن الرفاعي هجوماً لاذعاً على النظام الإيراني، قائلاً: لا تتواني طهران عن تقديم الدعم العسكري لبشار الأسد الذي يقتل الحيوان والإنسان.

وحثّ عضو الائتلاف السوري، السلطات المصرية، على اتخاذ إجراءات حاسمة وتفتيش السفينة، وذلك عملاً بمقررات جامعة الدول العربية، التي نصت على الوقوف بجانب الشعب السوري.

وكشف عن وجود اتصالات وخطابات مع النظام المصري للتنسيق معه، للحيلولة دون وصول تلك السفينة إلى سوريا، ولكنه أشار إلى عدم ورود رد حتى الآن من الجانب المصري.

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية معلومات تؤكد أن إيران تزيد من دعمها العسكري والاستخباراتي للقوات الحكومية السورية بشكل مباشر لقمع الاحتجاجات ضد نظام الأسد.

وقالت الصحيفة، نقلا عن 3 مسؤولين أمريكيين مطلعين على تقارير الاستخبارات الواردة من المنطقة، إن إيران زادت من إمداداتها من الأسلحة ومساعدات أخرى للرئيس السوري بشار الأسد.

وذكرت الصحيفة أن المساعدات الإيرانية لدمشق تتزايد، وتركز على وسائل قمع التظاهرات، فيما أسمته الصحيفة “المساعدة القاتلة”.

وتابعت الصحيفة أن تقارير الاستخبارات الأميركية تشير إلى أن مسؤولين إيرانيين يزورون العاصمة دمشق، مشيرة إلى جرح إيراني خلال عمله مع قوات الأمن السورية داخل البلاد.

موفد “العربية” يتجول في الرقة.. المعارضة نجحت في تدارك الفوضى

سكان المدينة أبقوا تمثال الأسد على الأرض وأضافوا إليه “قرون الماعز”

الرقة – العربية نت –

تجول موفد “العربية” في مدينة الرقة التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية مطلع مارس/آذار الجاري، وقال الموفد، جمعة عكاش، إن “مقاتلي المعارضة يحكمون قبضتهم على مداخل ومخارج المدينة، ويخضعون الداخلين إليها للتفتيش لمنع نظام الأسد من اختراق أجواء الحرية التي تتمتع بها المدينة بعد إسقاط هذا التمثال”.

إلى ذلك، أشار إلى أن “المعارضة نجحت في تدارك فوضى انتقال السلطة، وأنها أمنت حماية ً كاملة للمنشآت العامة والخاصة، لكنها تقف أمام تحدي نقل السلطات من العسكر إلى المدنيين”.

وفيما يتعلق بنقل السلطات من العسكر إلى المدنيين نقل عن محمد نبيل فواز، رئيس المجلس المحلي في الرقة قوله: “إن ذلك موضوع تنسيق مع كافة الفصائل الموجودة في الرقة التي كان لها دور في تحرير المدينة، والعمل جار حالياً على ترتيب الأوضاع الأمنية والخدمية”. وفي بعض أحياء وأسواق الرقة، عاد الأهالي وبدأوا بنفض غبار المعارك عن واجهات محالهم التجارية، في المقابل لا تزال أحياء كاملة مهجورة.

وتقدر المعارضة أن أكثر من نصف سكان الرقة ولاجئيها البالغ تعدادهم قبل السيطرة عليها أكثر من مليون غادروا المدينة. ويستخدم النظام سياسة الذراع الطويلة عبر الطائرات والصواريخ لقصف المدينة، ومنعها من التحول إلى عقدة الربط بين المناطق المحررة في شمال وشرق سوريا.

كما أن النظام يحافظ على وجوده في ثلاثة مواقع عسكرية في محافظة الرقة وهي الفرقة 17 ومطار الطبقة العسكري واللواء 93 وهذه المواقع محاصرة من قبل المعارضة المسلحة وتشهد اشتباكات متكررة.

يذكر أن الرقة تكتسب أهمية كبرى كونها أول مركز محافظة يقع في يد المعارضة ويشكل حلقة وصل بين المناطق المحررة التي يمكن أن تعمل فيها الحكومة المؤقتة، هذا إلى جانب أهميتها الاقتصادية إذ تشكل مع باقي محافظات الشمال الحسكة ودير الزور سلة غذاء سوريا، كما تضم المنطقة نحو 70% من نفط سوريا. ولا يزال تمثال الأسد الذي أسقطه الثوار يوم الرابع من مارس ملقى على الأرض في ساحة المدينة الرئيسة مع إضافات ثورية كقرون الماعز و”حمرة الشفايف”.

قصف مطار دمشق.. ومعارك بحلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ذكرت مصادر “سكاي نيوز عربية” أن “الجيش السوري الحر” استهدف السبت مطار دمشق الدولي ما أدى إلى إلحاق أضرار غير معروفة بالمدرج الرئيسي.

وأوضحت المصادر أن صواريخ الجيش الحر أصابات كذلك مركز المطار الرئيسي ومركز الصيانة الذي تحوّل إلى ثكنة عسكرية.

وعلى الصعيد ذاته، قالت شبكة “سانا الثورة” إن “الجيش السوري الحر قصف مطار دمشق الدولي بـ 12 صاروخاً محلي الصنع”.

وفي حلب اشتدت المعارك بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، إذ أعلن ناشطون سيطرة الجيش الحر على حي الشيخ مقصود الاستراتيجي بحلب شمالي البلاد.

كما استمرت الاشتباكات في العاصمة السورية دمشق، حيث شهد حي القابون قصفا بالدبابات على المنطقة الصناعية في الحي.

كما تعرض حي الحجر الأسود لقصف من قبل القوات النظامية، أوقع عدداً من الجرحى. ويأتي ذلك تزامناً مع قصف بالهاون على مخيم اليرموك.

وفي ريف دمشق، دارت اشتباكات على أطراف المتحلق الجنوبي بالقرب من مدينة زملكا بين الجيش السوري الحر والقوات الحكومية، استخدمت خلالها الأسلحة الرشاشة والمتوسطة.

من جانب آخر، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن الجيش الحر أسقط طائرة حربية تابعة للقوات الحكومية فوق دير الزور، كما بث ناشطون مشاهد عبر الإنترنت لحجم الدمار الهائل الذي حلّ بأحياء وشوارع المدينة جراء القصف والاشتباكات.

وفي  محافظة درعا، أعلن الجيش الحر أنه هاجم الكتيبة (49) دفاع جوي في بلدة علما بريف المحافظة، مستخدماً الأسلحة الرشاشة والصاروخية.

وعلى صعيد آخر، انطلقت في العاصمة التركية أنقرة فعاليات مؤتمر “منبر تركمان سوريا” الثاني الذي يستمر ثلاثة أيام، بمشاركة شخصيات من المعارضة السورية، وبحضور رئيس البرلمان التركي جميل تشيتشك، ووزير الخارجية أحمد داود اوغلو، ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان.

وأوضح أردوغان خلال كلمة له أن الاستقرار في المنطقة مهدد بسبب العنف المتصاعد وأن “نضال تركمان سوريا يساهم في إنشاء سوريا الحرة”، على حد قوله.

بدوره قال رئيس المجلس الوطني السوري السابق جورج صبرا إن، التركمان هم من النسيج الوطني السوري ، ولم يكن لهم يوماً أجندات خاصة.

حسناوات سوريات.. “عاملات نظافة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

في ظل الأزمة العنيفة التي تشهدها سوريا منذ عامين، يعاني الكثير من الشبان من البطالة جراء انحسار فرص العمل، ما يدفع الكثير منهم إلى الوقوف في طوابير طويلة أمام دوائر حكومية على أمل الحصول على عقد عمل مؤقت لمدة 3 أشهر.

غير أن عدداً من وسائل الإعلام السورية، سواء الرسمية أو المقربة من السلطات السورية، ترى أن أجواء الفساد والمحسوبية تسيطر على التعامل مع أوضاع هؤلاء الشبان.

ويقول شاب يحاول الحصول على عمل في محافظة اللاذقية إنه أثناء محاولته الحصول على عقد مؤقت في مديرية النظافة باللاذقية سمع “على مدى سنتين كاملتين ذات الموال بأن لا اعتمادات”.

واعتبر الشاب في حديثه لموقع “دام برس” أن “هذا الكلام غير صحيح لأن الاعتمادات تذهب لصالح فتيات توقع لهن عقود نظافة بينما ترتدين ملابس الأميرات ولا تزرن مبنى مديرية النظافة إلا حين تقديم الطلبات، ويستولين بذلك على فرص شباب مستعدين للنزول إلى الشوارع وكنسها وتنظيفها ’عن جد‘ وليس فقط على الورق”.

ومما يفاقم أزمة البطالة في سوريا تسريح أعداد كبير من عمال القطاع الخاص، وذكر موقع “سيريا ستبس” أن تلك الأزمة زادت في الآونة الأخيرة، وتشير تقارير صادرة عن مؤسسة التأمينات الاجتماعية في سوريا إلى أن هناك ما يقرب من 70 ألف عامل تم تسريحهم حتى فبراير 2012.

ونقل الموقع عن مصدر مسؤول في اتحاد عمال دمشق مطالبته بتعديل قانون العمل الجديد، الذي لم يحل مسألة التسريح، رغم أن مناقشات مطولة دارت قبل صدوره.

يذكر أن القطاع الخاص السوري شهد عمليات تسريح عمالة بشكل واسع، لاسيما في قطاع السياحة والمصارف والفنادق ومكاتب السفر وشركات الطيران، ومنح جزءاً كبيراً من العمال إجازات مفتوحة تفضي في نهاية المطاف إلى الفصل النهائي من العمل.

وبلغت نسبة البطالة في سوريا 8.4 في المائة، حسب بيانات للمكتب المركزي للإحصاء في سوريا حول مسح قوة العمل في جميع المحافظات خلال النصف الأول من عام 2010.

غير أن وزير الشؤون الاجتماعية والعمل السوري رضوان الحبيب كشف أن نسبة البطالة في البلاد هي بين 22 و30 في المائة.

وأوضح الوزير في حديث صحفي في نهاية عام 2011 أن الوزارة تبحث عن فرصة العمل للمواطن في أي مكان خصوصاً وأن سوريا فيها 250 ألف وافد إلى سوق العمل سنوياً.

آشتون حذرة تجاه قرار الجامعة العربية بتسليح المعارضة السورية

بروكسل (29 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

بدا الاتحاد الأوروبي حذراً في التعامل مع قرار الجامعة العربية اعطاء الضوء الأخضر لدولها الراغبة بتسليح المعارضة السورية

جاء هذا في بيان صدر عن مكتب الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، التي أكدت أنها تابعت “باهتمام” المناقشات التي دارت حول سورية خلال أعمال القمة العربية التي عقدت في قطر قبل أيام

وعبرت آشتون عن قناعتها بضرورة الحل السياسي في سورية، حيث “أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى الشروع بعملية سياسية من أجل وقف نزف الدماء وتدمير سورية”، حسب قولها

ومضت تقول “يجب علينا تشجيع ودفع كافة الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي”. ووصفت بـ”الشجاعة والإيجابية” رؤية رئيس الائتلاف الوطني المعارض الشيخ معاذ الخطيب بشأن الحوار مع ممثلين عن النظام السوري، ونوهت بأن “الاتحاد الاوروبي رحب مراراً بموقف الخطيب من أجل حل الأزمة بطرق سلمية”، وفق كلامها

وحثت المسؤولة الأوروبية كافة أطراف المعارضة السورية على العمل بصورة موحدة من أجل انتقال ديمقراطي في البلاد.

وكان مصدر مطلع في المجلس الوزاري الأوروبي، أكد أمس لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، أن الاتحاد الأوروبي سيحافظ على موقفه بشأن حظر توريد السلاح إلى سورية، مستبعداً أن تؤدي الجهود التي تبذلها بعض الدول الأعضاء إلى عكس ذلك.

وكان المصدر قد تحفظ على التعليق على قرار جامعة الدول العربية بشأن سلاح المعارضة، مشيراً إلى تمسك الاتحاد بالحل السلمي للأزمة في سورية.

وذكر أن الاتحاد عمل على إجراء تعديلات على نظام الحظر يقضي بتزويد المعارضة بمساعدات “تقنية ومعدات غير فتاكة”، مع الاستمرار في تشجيع التوجه نحو الحوار

جنرال إسرائيلي: قادرون على الصمود في وجه أي هجوم كيماوي سوري

القدس (رويترز) – قال جنرال إسرائيلي يوم الجمعة إن بامكان إسرائيل الصمود في وجه أي هجوم بأسلحة كيماوية من جانب سوريا لكنه أضاف أن إصدار دمشق أوامر بشن مثل هذا الهجوم غير محتمل.

وتتركز المخاوف الدولية على مصير ترسانة الأسلحة الكيماوية التي يتردد أن دمشق تمتلكها. وهددت إسرائيل بشن حرب لمنع الاسلاميين المتشددين أو ميليشيات حزب الله في لبنان المجاور من الحصول على هذه الأسلحة.

وأشار بعض المسؤولين الإسرائيليين أيضا إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه انتفاضة ضد حكمه منذ عامين يمكن أن يشن هجوما كيماويا على إسرائيل في بادرة تحد انتحارية.

لكن الميجر جنرال ايال ايزنبيرج قائد قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل وصف هذا السيناريو بأنه غير محتمل وقال في مقابلة مع صحيفة هاآرتس الاسرائيلية “لا أتوقع حربا كيماوية علينا.”

وأضاف أن هناك “احتمالا مؤكدا” باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد إسرائيل إذا ما وقعت في “الأيدي الخاطئة” لكنه قال “لن يهزم هذا دولة إسرائيل. نعلم كيف نتعامل مع هذا النوع من الأمور ونحن مستعدون له.”

ووفرت الحكومة الإسرائيلية أقنعة غاز لنحو 60 في المئة من مواطنيها يعيش معظمهم في مناطق حضرية يرجح أن تستهدف في أي حرب في المستقبل. وقال ايزنبيرج إنه بدلا من توفير أقنعة مماثلة لباقي سكانها فإن إسرائيل يجب أن تستثمر في تحسين أجهزة الانذار من الغارات الجوية.

ولم تعلن حكومة الأسد صراحة امتلاكها لأسلحة كيماوية لكنها قالت إنها لن تستخدم مثل هذه الترسانة إلا لصد الأعداء من الخارج. ويعتقد أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة أسلحة نووية.

وعبر ايزنبيرج في المقابلة مع هاآرتس عن قلق متزايد من ترسانة حزب الله اللبناني والتي تقول إسرائيل إنها تشمل 60 ألف صاروخ وتزايدت قوتها عما كانت عليه عندما خاض حزب الله حربا ضد إسرائيل عام 2006 .

وظلت الجبهة اللبنانية هادئة في الغالب منذ ذلك الحين لكن إسرائيل تعتقد أن ميليشيات حزب الله قد ترد انتقاما إذا ما شنت إسرائيل هجوما على مواقع نووية ايرانية.

ونقلت هاآرتس عن ايزنبيرج قوله إن هناك خمسة آلاف من بين صواريخ حزب الله تحمل رؤوسا متفجرة تزن بين 300 و880 كيلوجراما ويمكنها الوصول إلى تل ابيب.

وقال “أعد لسيناريو يطلق فيه أكثر من ألف صاروخ وقذيفة على الجبهة الداخلية في كل يوم قتال.”

وأضاف أن الجبهة الداخلية لإسرائيل قد تمنى بخسائر أكبر من جبهات القتال فيها.

ويضم الجيش الاسرائيلي المتطور تكنولوجيا منظومة القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ والتي يمكنها إسقاط معظم الصواريخ التي يطلقها حزب الله والنشطاء الفلسطينيون في قطاع غزة. ونشر الاسرائيليون حتى الان خمسة من منصات الاعتراض ويقولون إنه يجب نشر 13 منصة اعتراض صواريخ لاستكمال تأمين الدفاع عن البلاد.

وقال ايزنبيرج إنه سيوصي في أي حرب بأن تحظى المناطق الصناعية والقواعد العسكرية المهمة في إسرائيل بحماية أفضل ضمن منظومة القبة الحديدية مما تحصل عليه المراكز المدنية.

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

إيران تتهم قطر “بتصعيد سفك الدماء” بعد فتحها سفارة للمعارضة السورية

دبي (رويترز) – اتهمت إيران قطر يوم الجمعة “بتصعيد سفك الدماء” في سوريا لسماحها لائتلاف المعارضة السورية بفتح أول سفارة له في الدوحة.

وافتتح زعيم المعارضة السورية معاذ الخطيب السفارة في قطر يوم الاربعاء. وكانت جامعة الدول العربية قد اعترفت بالائتلاف الوطني السوري المعارض كممثل وحيد لسوريا.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني قوله “من مصلحة قطر أن تكف عن الإجراءات المتسرعة وتصعيد سفك الدماء ضد الشعب السوري.”

وقال “الشعب السوري الواعي والمقاوم لن يسمح إطلاقا للآخرين أن يتخذوا القرار بشأن مصير بلاده.”

وتدعم إيران الرئيس السوري بشار الأسد بقوة في الصراع الذي بدأ قبل عامين وأودى بحياة حوالي 70 ألف شخص حتى الآن.

وفي ضربة للأسد اعطت الجامعة العربية يوم الثلاثاء مقعد سوريا الشاغر في الجامعة للخطيب خلال القمة التي عقدتها بالدوحة. وأيدت الجامعة أيضا تقديم مساعدات عسكرية لقوات المعارضة السورية.

ووصفت طهران قرار الجامعة العربية بأنه “سلوك خطير”. وهي تختلف مع الحكومات الغربية والعربية التي تدعو إلى تخلي الأسد عن السلطة كما تتهم تلك الدول بالتحريض على الإرهاب في سوريا من خلال تسليح المعارضة.

وشددت إيران على أهمية إجراء انتخابات وإصلاحات في سوريا لكنها لا تقبل الاطاحة بالأسد قائلة انه لا يجوز فرض حل للأزمة من الخارج.

ويقول محللون إن خسارة إيران لحليفها السوري من شأنه أن يضعف قدرتها على تهديد خصمها اللدود إسرائيل من خلال حزب الله اللبناني المدعوم من سوريا.

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)

وجه آخر للصراع بين «النصرة» و«الفاروق»

لا يمكن اختصار ما يجري في مناطق القتال في سوريا على المعارك بين الجيش والمعارضة المسلحة. فالأخيرة ليست موحدة، والمعارك التي تدور بين مقاتليها عنيفة، خصوصاً أنها أيديولوجية إلى حد ما، فكل جهة تبحث لإحكام سيطرتها على منطقة معينة والتوسع منها. ومن المعروف أن المعارك بين «كتيبة الفاروق» و«جبهة النصرة» هي الأبرز، وقد نقلت مجلة «التايم» الأميركية أمس الأول تقريراً عن هذا الاقتتال الداخلي عبر قصة الاعتداء على قائد «كتيبة الفاروق» أبو عزام.

«بدأ يوم الأحد (الماضي) عادياً بالنسبة لمحمد الضاهر، المعروف بأبو عزام، وهو قائد كتيبة الفاروق في منطقة الجزيرة في شرقي سوريا والممتدة من الحدود التركية إلى الحدود العراقية، وتجمع ثلاث محافظات الرقة، الحسكة ودير الزور»، تروي الـ«التايم».

شارك القيادي (34 عاماً) في مجموعة اجتماعات في مدينة تل الأبيض على الحدود التركية، ومن ثم توجه لرؤية والدته أم محمد. وبعد السلام، قال لها «حتى لا تسمعي ذلك من أحد آخر، زرعوا عبوة في سيارتي البارحة»، وأضاف «أعلم أني سأموت على يد النظام أو الجبهة»، وكأنه استحضر ما سيحصل له فعلاً بعد عدة ساعات. ثم تساءل «ما هي المناطق التي حرروها؟ إنهم هنا فقط لمحاولة فرض قوانينهم علينا… هددوا بأن يصنفوني على أني كافر، بسبب ذلك».

وهذه ليست المرة الأولى التي يشتبك فيها أبو عزام مع المتشددين الإسلاميين. فقبل تل الأبيض، كان هو المسؤول عن معبر باب الهوى على الحدود التركية، ونشب خلاف حاد وقتها حين أراد أبو محمد العبسي، وهو قائد كتيبة من الجهاديين الأجانب، رفع علم تنظيم «القاعدة» الأسود. إلا أن أبا عبسي قتل في أيلول العام 2012، غالباً على يد «كتيبة الفاروق»، ولم يسكت الجهاديون، بل انتقموا لاحقاً عبر اغتيال خليفة أبو عزام في باب الهوى.

وفي عدة لقاءات مع «التايم»، كان أبو عزام واضحاً في أنه «لن يسمح للإسلاميين المتشددين بسرقة الثورة». يُذكر أن «كتيبة الفاروق» انطلقت من حمص والرستن بعد أشهر من بدء الاحتجاجات في سوريا، وبدأت بالعمل تحت مظلة «الجيش السوري الحر»، وقد شكلت وحدات امتدت من درعا جنوباً إلى الحدود التركية شمالاً.

بعد الغداء عند الوالدة، ذهب أبو منصور، وهو نائب أبو عزام وقريبه، للاطمئنان على عائلته في مدينة أكجاكالي على الجانب التركي. وما هي إلا دقائق بعد وصوله ـ تقريباً عند الساعة الخامسة بعد الظهر ـ حتى وصله خبر إصابة أبو عزام. فقد تلقى الأخير رسالة أن «جبهة النصرة» نصبت حاجزاً في الطريق الرئيسي في تل الأبيض، واعتقلت عدداً من عناصر «الفاروق»، فما كان منه إلا أن حمل سلاحه وترك منزل والدته، وما أن وصل إلى الموقع وخرج من سيارته حتى ألقى عليه عناصر الجبهة قنبلة، أسفرت عن إصابته وآخرين، ونقل الجرحى سريعاً الى أكجاكالي.

توافد مقاتلو «الفاروق» على المستشفى، تلقى أحدهم اتصالاً، وبدأ بالصراخ «لا أحد يفعل شيء قبل أن نحصل على الرجال والسلاح… فليهدأ الرجال، تحدث مع أم محمد (والدة أبو عزام)، وافعلوا ما تقول لكم».

حملت أم محمد الهاتف «الوقت ليس مناسباً لاتخاذ قرارات متهورة، علينا أن نكون أذكياء، اهدأوا، جميعنا غاضبون. الأمر أصبح شخصياً، ولا نريد أن نخسر المزيد من الأرواح».

وبحسب ما تبين في المستشفى، فقد قتل في الاشتباكات مقاتلان من «جبهة النصرة»، إلا أن أبو عزام وحتى اليوم لا يزال على قيد الحياة برعاية أمنية تركية.

ومساء يوم الأحد، جلس اثنان من «كتيبة الفاروق» أمام منزل أبو منصور في الجهة التركية، وقال أحدهم إن الأيام التي مرت جعلته يريد أن ينسى «الثورة»، وأضاف «إذا تحولت إلى هذا الشكل، أن نقاتل بعضنا، فأنا أريد أن أجلس في المنزل وأدعم (الرئيس السوري) بشار (الأسد)».

ولا زالت الاشتباكات مستمرة بين «كتيبة الفاروق» و«جبهة النصرة» في تل الأبيض على الأقل، ولا يبدو أنها ستنتهي قريباً.

ومن المعروف أن «الجهاديين» في سوريا يأتون من كل حدب وصوب، ونقلت صحيفة «وورلد تريبون» الإلكترونية أمس، عن مصادر أسمتها «إسلامية» أن قطر والسعودية مولتا تجنيد مقاتلين من الشيشان، وغالبيتهم من قدامى المقاتلين في الحرب ضد روسيا منذ 15 عاماً، وخبراء تصنيع قنابل.

وبحسب المصادر فإنه «يُنظر إلى الشيشان على أنهم أفضل المقاتلين الجهاديين، وقد تم استخدامهم في عدة حملات».

وفي شباط العام الحالي، نُشر فيديو على الانترنت للقيادي أبو عمر الشيشاني يطلب من رفاقه الانضمام إليه للحرب في سوريا. وقال «لقد فوتنا فرصاً كثيرة، ولكن اليوم صدقاً هناك فرصة لإقامة دولة إسلامية».

ووفقاً لمصادر «وورلد تريبيون»، فإنه إلى حد الآن قاتل حوالي مئة شيشاني في سوريا، ويقال عنهم إنهم الأكثر تنظيماً وجرأة. وقتل 17 منهم في المعارك خارج حلب في شباط العام الحالي.

أما «الجيش السوري الحر» فيحث الإسلاميين على البقاء في منازلهم، ونقلت الصحيفة عن رئيس أركان «الجيش الحر» سليم إدريس قوله «إذا أردتم مساعدتنا، فأرسلوا لنا السلاح أو التمويل، أو حتى ادعوا لنا، ولكن لا يجدر بكم المجيء إلى سوريا».

(«السفير»)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى