أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 31 أذار 2012

أنان يطالب الأسد بوقف القتل «الآن»
نيويورك – راغدة درغام؛ واشنطن – جويس كرم؛ الرياض، دمشق، بيروت – «الحياة»، ا ف ب، ا ب
خرج آلاف المتظاهرين في مختلف المناطق السورية امس، في ما اطلقت عليه «تنسيقيات الثورة السورية» اسم جمعة «خذلنا المسلمون والعرب». ووقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومتظاهرين ومنشقين عن الجيش اوقعت عشرات القتلى، قدرتهم مصادر المعارضة السورية باكثر من اربعين قتيلاً، بينما ظهر موقف كثير الوضوح للمرة الاولى على لسان احمد فوزي الناطق باسم المبعوث الدولي العربي – المشترك كوفي انان، طالب فيه الرئيس بشار الاسد بتطبيق خطة أنان «الآن». واوضح فوزي الخطة بأنها «تدعو الحكومة تحديداً الى سحب قواتها والتوقف عن استعمال الاسلحة الثقيلة في المناطق السكنية… اننا ندعو الطرف الاقوى الى مبادرة حسن نية ووقف القتل. ونحن متأكدون من انه اذا حصل ذلك فان المعارضة سوف تفعل الشيء نفسه».
وبحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز امس في الرياض مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والوفد المرافق لها، الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وكانت الوزيرة الأميركية وصلت إلى الرياض أمس لحضور الاجتماع الوزاري الأول لمنتدى التعاون الاستراتيجي الخليجي – الأميركي. وتأتي زيارتها للمملكة ضمن جولة لها في المنطقة، تزور خلالها تركيا للمشاركة في مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» الذي يعقد غداً في اسطنبول وينتظر ان تشارك فيه 60 دولة.
وعلى الصعيد الميداني، قالت «لجان التنسيق المحلية» والمرصد السوري لحقوق الانسان ان المواجهات وقعت امس بين القوات النظامية والمنشقين في احياء دمشق وفي محافظتي ادلب وحمص. وخرجت تظاهرة في حي جوبر في دمشق عملت قوات الامن على تفريقها قبل ان تقع اشتباكات بينها وبين منشقين. كما خرجت تظاهرات في احياء القابون والحجر الاسود وكفرسوسة، التي شهدت انتشاراً امنياً كثيفاً. واشتبكت قوات الامن مع متظاهرين في حي الميدان وحي العسالي. ورفع متظاهرون في مدينة عربين في ريف دمشق لافتات كتب عليها «صامدون حتى آخر نقطة دم».
وفي دير الزور وقعت اشتباكات بين منشقين وقوات الامن خلال محاولتها تفريق تظاهرة في مدينة القورية، ما اسفر عن مقتل سبعة اشخاص كما خرجت 30 تظاهرة في حلب تطالب باسقاط النظام وتسليح «الجيش السوري الحر». وفي محافظة درعا، خرجت خمسون تظاهرة رفعت فيها لافتات «يا عرب يكفي تطنيش الشعب السوري بدو يعيش».
وفي حماة سمع اطلاق نار في ساحة العاصي خلال محاولة المتظاهرين الوصول الى اليها. وفي ادلب التي تركزت فيها العمليات العسكرية الاخيرة للجيش النظامي، خرجت تظاهرات في عدة بلدات وقرى رغم الانتشار العسكري والامني.
في هذا الوقت استمرت الضغوط الاميركية على نظام الرئيس بشار الأسد واستهدفت بعقوباتها شخصيات من القيادة العسكرية، أبرزهم ابن عمة الأسد رئيس الأمن الرئاسي ذو الهمة شاليش، ونائب رئيس هيئة الأركان العماد منير أدنوف، الى جانب وزير الدفاع السوري العماد داود راجحة الذي جرى تعيينه في منصبه الصيف الماضي.
وأعلنت وزارة الخزانة عن ادراج أسماء شاليش وأدنوف وراجحة على لائحة العقوبات، وبالتالي منع أي تعاملات معهم من الولايات المتحدة او عبرها وتجميد أي أرصدة لهم في البلاد. واعتبرت الوزارة أن الخطوة هي «لضمان محاسبة النظام السوري وأركانه للقمع المتواصل»، وأن فيها «رسالة قوية للقوات السورية المسلحة وجميع المسؤولين السوريين أن المجتمع الدولي هو شاهد على وحشية النظام».
وصنفت الوزارة راجحة (مواليد دمشق، 1947) من «الموالين لنظام الأسد وعلى هذا الأساس تم اختياره في منصبه في 10 آب (أغسطس) 2011». أما أدنوف فتم ادراجه على لائحة العقوبات الأوروبية الصيف الماضي «لتورطه المباشر بالقمع والعنف ضد المدنيين في سورية». ويبرز اسم شاليش ضمن الأشخاص القريبين جدا من الأسد، وكونه ابن عمته و»كان حارسا شخصيا» له. وهو من مواليد اللاذقية، سنة 1956.
وفي نيويورك اتضحت طبيعة المناقشات الجارية بين فريق أنان والحكومة السورية مع تداول نقاط تمهد لمشروع قرار في مجلس الأمن. وقالت مصادر دولية إن البحث جار حول تأسيس بعثة مراقبين من ٢٠٠ الى ٢٥٠ جندياً ومراقباً من دون أسلحة تنتشر في سورية لمراقبة تطبيق خطة أنان، «ما يتطلب بالضرورة إصدار قرار عن مجلس الأمن». ويصل الى دمشق خلال نهاية الأسبوع الحالي فريق خبراء من وحدة حفظ السلام في الأمم المتحدة برئاسة الجنرال النروجي روبرت مود الذي ترأس العام ٢٠٠٩ بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة «أنتسو» التي كانت أسست بعد حرب ١٩٤٨.
وقالت مصادر مجلس الأمن إن البعثة المؤلفة من أربعة اشخاص ستبحث في سورية لايام «في طبيعة أي بعثة مراقبين دولية محتملة في سورية بعد التوصل الى وقف العنف». وأضاف أن ثمة عدداً من الأسئلة التقنية التي تحتاج إجابات من السلطات السورية، حول «ضمانات حرية تحرك المراقبين ومن سيتولى حمايتهم وكيفية تجنب المشكلات التي واكبت عمل بعثة المراقبين العرب، والأهم من سيتولى قيادة البعثة في سورية».
وقالت مصادر ديبلوماسية إن التوقعات من الحكومة السورية أنها «ستطلب تولي قوات الشرطة السورية حماية المراقبين الدوليين الذين يمكن أن يكون بينهم عرب شرط أن لا يكون للبعثة توكيل من جامعة الدول العربية». وأشارت الى أن دمشق تعتبر أن «المعارضة المسلحة استفادت من فرصة انتشار المراقبين العرب لتعزز سيطرتها على بعض المناطق وهو ما يجب تفاديه مع أي بعثة مراقبين دولية»، من خلال «تولي الشرطة السورية الأمن» بعد سحب الجيش السوري من المدن والبلدات عملاً بالبند الثاني من خطة أنان.
وقال ديبلوماسي رفيع في مجلس الأمن إن أنان استكمل إعداد فريقه وهو مستعد «لمهمة طويلة»، مستبعداً أن يطلب من مجلس الأمن إصدار قرار في إحاطته المرتقبة الإثنين. وأشار الى أن أنان عين نائبين له هما وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة، وجون ماري غوينهو المدير السابق لقسم عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة. وأضاف أن دمشق «وضعت فيتو على القدوة» باعتباره يمثل الجامعة العربية، وأن القدوة «سيركز على الجانب المتعلق بالاتصالات مع المعارضة السورية وهو سيمثل أنان في مؤتمر اسطنبول لأصدقاء سورية».
وقال المصدر إن أنان «حذر جداً في تحركه ولا يريد التسرع في الدعوة الى وقف إطلاق نار هش». لكن المصدر الغربي نفسه شدد على أن «أحداً لا يريد تكرار المواجهة مع روسيا ولذلك سنتقيد بما يطلبه أنان وعند الحاجة سنطرح قراراً بناء على ما يطلبه».
وعن طبيعة مشروع القرار، قال المصدر: «يجب أن يكون على غرار البيان الرئاسي الذي أجمع عليه أعضاء المجلس» وأنه «من الأفضل أن يكون مختصراً لكن مع التأكيد على تضمنه جانباً سياسياً لأن الدعوة الى وقف إطلاق النار تستلزم تحديد الخطوة التالية: أي العملية السياسية». وقال إن مشروع القرار «لن يتضمن الدعوة الى إنشاء ممر إنساني في سورية».
ووجه الديبلوماسي الغربي انتقاداً الى المعارضة السورية، معتبراً أن «وحدة المعارضة ستكون على رأس أولويات مؤتمر أصدقاء سورية»، ومشيراً الى أن معظم من شارك في مؤتمر المعارضة في اسطنبول كان من «معارضي الخارج مع غياب عنصر الشباب، فضلاً عن انسحاب الأحزاب الكردية».
نصرالله: انتهت مرحلة التدخل العسكري وإسقاط النظام والحل بالإصلاح والحوار بين السلطة والمعارضة في سورية
بيروت – «الحياة»
أعلن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، أن حديث التدخل العسكري في سورية هو احتمال انتهى، والأميركيون أعجز من أن يحاولوا، وان «حكاية إرسال قوات عربية الى سورية انتهت، وان خيار تسليح المعارضة السورية انتهى على المستوى الدولي وفي القمة العربية»، مشيراً الى ان هناك دولة أو اثنتين قد تعتمدانه «لكن هذا شأنهم». ورأى نصرالله أن «إسقاط النظام بالخيار العسكري (من الداخل) أيضاً انتهى، والمطلوب حل سياسي وهذا ما كنا نقوله من البداية».
واعتبر نصرالله أن رهانات البعض في لبنان على سقوط النظام السوري خاسرة وتحتاج الى إعادة تقويم لأن الوقائع تترك أثراً على المقاربة السياسية للملفات.
وقال نصرالله، في افتتاح مجمع السيدة زينب في الضاحية الجنوبية لبيروت أمس: «ان إقامة المسجد في مربع شورى حزب الله، كما اشتُهر في حرب تموز، والذي تعرض للتدمير الممنهج وأرادوا من خلاله سحقنا، هو لنقول للصهاينة نحن هنا باقون وانتم ان شاء الله الى زوال والمستقبل بيننا وبينكم حاسم».
وتطرق الى الوضع السوري، فقال: «من الواضح ان هذا الوضع يحظى باهتمام إقليمي وعالمي، وبالأمس كانت هناك 3 قمم لدول مهمة ومؤثرة في العالم والمنطقة، لأن الموضوع السوري غير منفصل، ومستقبل الأوضاع السورية سيكون له تأثير كبير، وفي هذه اللحظة نقول ان التدخل العسكري الخارجي الذي كان خطراً حقيقياً في الشهور الماضية انتهى بشكل حاسم، أو على الأقل تراجع، والكلام عن إرسال قوات عربية انتهى، كما ان تسليح المعارضة في سورية انتهى على المستويين الدولي والعربي بسبب مخاطره، إضافة الى ان موضوع إسقاط النظام بالخيار العسكري انتهى أيضاً، وهذا الأمر واضح من خلال النظر الى الوضعين الدولي والإقليمي»، ورأى ان هناك «تراجعاً في الموقف الدولي المتأثر بالوضع الميداني، والمعارضة المسلحة عاجزة عن إسقاط النظام» .
وأضاف: «العالم وصل الى ان المطلوب في سورية حل سياسي وهذا الأمر كنا ننادي به منذ اليوم الأول، البعض تحدث عن سقوط الرئيس بشار الأسد لكن الوضع الإقليمي والدولي تجاوز هذا الأمر منذ لحظة وصول كوفي أنان الى سورية من دون أن يستند الى مبادرة الجامعة العربية. هذا يعني ان الأمر انتهى والأمر تجاوز كل الحدود، والمطلوب اليوم الحوار بين النظام والمعارضة. والأمر الثاني القيام بإصلاحات جدية ولا حل آخر، ومن كان مخلصاً عليه ان يقدّم المساعدة أياً كان موقعه. وغير هذا الحل هو ليس من مصلحة سورية ولا الأمة بل من مصلحة إسرائيل وكل من يريد تفتيت المنطقة».
وتناول نصرالله الوضع في البحرين، وقال: «من غير الطبيعي ان لا تكون البحرين نقطة على جدول أعمال القمة العربية، لأن شعب البحرين شعب عربي مصرّ على الخيار السلمي». وسأل: «ما الفارق ان كان الواحد يقتل بالرصاص او بالغازات السامة القاتلة التي تلقى على البيوت أيضاً وليس فقط على التظاهرات، وهذا قتل عمد، وعندما وُضعت البحرين على جدول أعمال القمة بعضُ الدول العربية هدد بمقاطعتها».
وفي الوضع اللبناني، أكد نصرالله ان «بعض المنتظرين لنتائج الأحداث في سورية عليهم اليوم إعادة التقويم، إذ أصبح واضحاً ان الاتجاه العام للأحداث في سورية محسوم، فلا داعي الى تضييع الناس في لبنان ومواصلة الرهانات الفاشلة والخاسرة». وقال: «نحن في البداية قلنا اننا لا نريد ان نخرب البلد، نحن مختلفون على الوضع في سورية وليعبِّر كل إنسان عن رأيه ضمن الضوابط التي تحفظ الأمن والاستقرار وعدم انتقال الأحداث السورية الى لبنان، لان سورية لها في لبنان حلفاء وأعداء، يمكننا ان نختلف وندمر البلد ويمكننا ان نختلف ونحفظ البلد»، لافتاً الى ان «نظرية ان تدمير لبنان يخدم سورية لا تتبناها سورية ولا حلفاؤها».
وقال: «في رأينا استمرار الحكومة فيه مصلحة للبلد ولاستقراره، ودائماً نطلب منها ان تكون جادة وان تعمل، ليس لأنها حكومة حزب الله كما يقولون، بل لأنها حكومة مسؤولة ومعنية بمعالجة كل الأمور، نحن نحرص ما أمكن على عدم انتقاد الحكومة وهذا لا يعني ان ليس لدينا ملاحظات، ولكن طالما اننا نعتبر انها مصلحة نرى ضرورة العمل الجدي والتواصل والتعاون وحل المشاكل من دون توتر أو صدام مع احد». وأضاف: «مصلحة البلد بقاء الحكومة، من اجل ذلك نتبنى مناقشة الأمور بجدية، إذا كانت الحكومة ذات رأي واحد يقولون إنها حكومة شمولية وحكومة حزب الله وحكومة الرأي الواحد إذا كان سلاح حزب الله يجلب الكهرباء فمرحباً بالسلاح، والبعض قال ان الاتفاق على الكهرباء حصل تحت تأثير السلاح، وهذا الأمر غير صحيح. إذا كانت الحكومة التي تقولون عنها إنها حكومة حزب الله فيها هذا القدر من النقاش، فهذا الأمر ممتاز. في لبنان الحكومات تسقط في السياسة وتبقى في السياسة، سواء كانت منتِجة وممتازة أم فاشلة، ولا تصدقوا ان هناك دواليب أسقطت حكومة، نحن نقول إن الحكومة يجب ان تنجز، بغض النظر ان كانت ستبقى أم لم تبق»، معتبراً ان «النكايات الشخصية والحزبية والفئوية هي التي تعرقل الكثير من الانجازات والمشاريع».
أنان يُطالب الأسد بسحب الجيش أولاً
طليعة المراقبين تتألف من 250 رجلاً
نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات
العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز أجرى محادثات مع كلينتون
ناشطون تحدثوا عن 37 قتيلاً في “جمعة خذلنا العرب والمسلمون”
عشية الاجتماع الثاني لـ”المؤتمر الدولي لاصدقاء الشعب السوري” المقرر عقده في اسطنبول غداً، حض المبعوث المشترك الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان، الرئيس السوري بشار الاسد على البدء بتنفيذ خطة النقاط الست للحل السياسي “الان” وان يبادر الى وقف النار وسحب الجيش من المدن والقرى قبل تنفيذ بقية بنود الخطة.
وأجرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، التي ستحضر مؤتمر اسطنبول، محادثات في الرياض مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز تركزت على الازمة السورية. وفيما تظاهر الاف السوريين في مناطق متفرقة من سوريا في “جمعة خذلنا العرب والمسلمون”، أفاد ناشطون ان 37 شخصاً قتلوا في اشتباكات في انحاء البلاد، وان الجيش قصف احياء عدة من مدينة حمص.
“طليعة” المراقبين
وأبلغ ديبلوماسي دولي رفيع “النهار” أمس أن فريقاً تقنياً من أربعة خبراء لدى دائرة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة سيتوجه خلال الساعات المقبلة الى دمشق تمهيداً لنشر زهاء 250 رجلاً من العسكريين الدوليين، مشيراً أن “هذا العدد معقول نقطة انطلاق”، في تلميح الى أن العدد ليس إلا “طليعة” بعثة المراقبة لوقف أعمال العنف بين السلطات ومعارضيها في أنحاء سوريا.
وسئل هل يحصل الفريق التقني على موافقة السلطات على زيارة سوريا، أجاب الديبلوماسي الدولي الذي طلب عدم ذكر اسمه أن السلطات السورية “وافقت على آلية مراقبة من الأمم المتحدة، والفريق التقني جزء من هذه الآلية، سواء أذهب هذا الفريق في مهمة استطلاع أم أقام في سوريا. هذا جزء من الإتفاق”. وإذ أكد أن لا حاجة الى قرار من مجلس الأمن لنشر المراقبين بموجب الاتفاق بين السلطات السورية وأنان، اختلفت الآراء بين أعضاء مجلس الأمن في هذه النقطة، ولم يتضح بعد ما إذا كان الأمر يحتاج الى قرار من المجلس.
وأكد المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير لي باودونغ أن بيجينغ “مستعدة لتقديم كل وسائل الدعم التي يطلبها أنان، بما في ذلك إذا كان يريد قراراً من مجلس الأمن”.
وقال ديبلوماسيون أوروبيون إن نشر فريق مراقبين “يحتاج الى غطاء قانوني من مجلس الأمن، فضلاً عن أن تأمين الأموال اللازمة له لا يمكن أن يأتي من جهة غير مجلس الأمن”. الا أن نظيراً لهم في نيويورك أكد أن “طلائع المراقبين لا تحتاج الى قرار من المجلس”.
جان بيار بيران من “نفق” حمص إلى أتون بابا عمرو:
تآلفت مع الخوف وأردت أن أشهد على تغيرات المنطقة
الصحافي جان بيار بيران امام مبنى “ليبيراسيون” في باريس.باريس – رلى معوض
يروي لـ”النهار” ما رأى وعاش في حمص.
يروي لـ”النهار” ما رأى وعاش في حمص.
“النفق” هو الاسم الذي اعطي لعبارة مياه صغيرة، فجرها الجيش السوري في ما بعد، مظلمة وحارة وخانقة في مكان ما يدخلك الى بابا عمرو في حمص. عبرها بصعوبة منحنين الصحافيون والمعارضون ليدخلوا المدينة المنكوبة، والجرحى على أم أن يخرجوا منها أحياء. الزميل في صحيفة “ليبراسيوان” الفرنسية الكاتب جان بيار بيران دخل هذا “النفق” ليصل الى أتون بابا عمرو ويروي تجربته هناك ولقاءه والصحافية الاميركية التي قتلت في المكان نفسه.

8 أيام أمضاها جان بيار بيران في سوريا بين منطقة الحدود مع لبنان وحمص، عاد منها محبطاً كئيباً، خصوصاً بعد مقتل عدد من زملائه والمصورين. لكنه أصر على أن يكون شاهداً على تغيرات المنطقة تحديداً سوريا التي يواكبها منذ أكثر من 20 سنة. “أنا لا اتعاطى السياسة، بل إني صحافي، أتابع الاحداث وما يحصل، اتابع الملف السوري منذ 20 سنة تقريباً، من الطبيعي ان اذهب وأراقب من كثب ماذا يجري وكيف يتحمل الناس الحياة تحت القصف. قد لا أفعل الشيء نفسه لشعب آخر، لأني اتابع ايقاع حياتهم وكيف يتطور البلد. اعتقد انني تآلفت مع الخوف، وهناك الخوف كان من القناصة أكثر من القصف، فما دمت تسمع دوي القذائف فأنت حي”، يعلق ضاحكاً. في مكتبه في جريدة “ليبراسيون” التقته “النهار”، التي تربطه بها علاقة وطيدة أسس لها الزميل الشهيد سمير قصير، وروى قصته.
“دخلنا من طريق الجبال، مررنا من مزرعة الى أخرى، وعلى الطريق التقيت الصحافية الاميركية ماري كولفين ومصورها البريطاني بول كونروي الذي أصيب في ما بعد وكان من آخر الخارجين عبر “النفق”. اللقاء كان على الحدود ودخلنا معاً. المصور الفرنسي الشاب ريمي ايشليك، الذي قتل لاحقا، كان دفع 1200 دولار أميركي كي يدخل حمص، في حين دفعت الصحافية الفرنسية إديت بوفيه، التي جرحت وتم اخراجها أخيراً 2500 دولار. أنا دخلت مجاناً، اتصلت بأحد المعارضين وطلبت الدخول الى سوريا، في طرابلس عرض علي بعض الاقتراحات للدخول ولكنني لم اطمئن واخترت سلوك طرق الجبال من خلال “النفق”. حفرة في الوحل حفرتها المعارضة وكسرت جزءاً من حائط “النفق” للتمكن من الدخول، وهو يصل الى قرب بابا عمرو، طوله 3 كيلومترات وعلوه 1,5 متر تقريباً وعرضه كذلك ويستلزم عبوره ساعة تقريباً. كنا ثلاثتنا كولفين، وكونروي، وأنا، ممنوعاً علينا التحدث لأن القوات السورية تحوط المكان.
مرّت بنا دراجة نارية صغيرة عرضت على كولفين الصعود فرفضت لأنها لم تكن متعبة على قدري، خصوصاً انني أعاني مشكلات صحية. دراجة سيرها بطيء جداً ولا تصل الى المكان المقصود والحرارة مرتفعة واحياناً تنقطع أنفاسنا. شعرت كأننا في فيلم سينمائي، إنه فعلاً شيء غير واقعي.
مركز الصحافة
بعد الوصول صعدنا السلالم، وهي بعلو طبقتين تقريباً، وبعدها ارض شاسعة واشخاص ينتظرون الواصلين. الرحلة كانت في الليل. وبعد انطلاق السيارة بسرعة فائقة من دون انارة المصابيح، وعلى طريق سيئة تملؤها الحفر بدأنا نسمع طلقات نارية. لم يتوقف المطر ولم نتمكن من رؤية شيء إلا العديد من السيارات المحروقة على جانبي الطريق.
بحثنا عن مركز الصحافة، ولم يكن هناك صحافيون أجانب بل سوريون فحسب في طبقة ارضية من مبنى بثلاث طبقات طاوله القصف، وساكنو الطبقة الثالثة انتقلوا للعيش في بيت مجاور تهدم على رؤوسهم وقتلوا جميعاً إلا الأب. بقينا يومين كأنهما كابوس في هذا المبنى. كانت هناك غرفة وحيدة فيها تلفزيون وانترنت بطيء، وكومبيوتر كلما كتبت عليه كلمة انتقل الى اللغة العربية، ومولد كهربائي وبعض المازوت، نأكل مرة واحدة في اليوم نوعاً من البرغل ونشرب الشاي كثيراً، ننام ونعمل في المكان نفسه. وكان هناك بعض الاولاد يعدون الطعام وينظفون المنافض والمكان قليلاً.
وليكتمل فصل البؤس تعطل هاتفي يومين مما أثار الذعر في نفوس افراد عائلتي وزملائي في العمل. بعد ذلك اجبرتنا قوى المعارضة على الرحيل لاعتقادها ان اعتداء سيحصل على الحي. فعدنا عبر “النفق” مع سائق أضاع الطريق وعرضنا للقتل لدى توقفه على مقربة من حاجز سوري حيث أضاء الأضواء. إلا ان ماري كولفين، الصحافية بذهنية المحاربة، عادت بعد يومين لتموت داخل تلك الغرفة.
الصحافية الفرنسية الجريحة اديت بوفيه والمصور الفرنسي، الذي رفض ان يتركها بعد اصابتها، والمصور البريطاني اخرجتهم المعارضة بينما كانت الدولة الفرنسية تفاوض الاستخبارات السورية لأخراجهما. واليوم لا صحافة اجنبية في حمص، ولكن اعتقد ان الصحافيين سيعودون وسيجدون ممرات أخرى للدخول”.
لماذا يتوجه الصحافيون الى أماكن الخطر، وإلا تعتبر التغطية الى جانب المعارضة تحيزاً الى طرف ما؟
… ماري كولفن اعتقدت ان ما يحصل في حمص هو قصة اللحظة، ويجب الا تتركها، فعادت لتموت هناك. نذهب لمعرفة ماذا يحصل، ولسنا أكيدين اننا سنموت، ليست مهمة انتحارية، بل انه مكان هو محط انظار العالم اجمع ومن الطبيعي أن يتوجه صحافي اليه لمعرفة ماذا يحصل. قبل الدخول الى حمص نمنا في مزارع بعض المنشقين. لم يكن أمامنا خيار إلا الدخول من خلال المعارضة، ولم نكن نغطي من طرف واحد بل غطينا ما شاهدنا ويجب ان نكون مع جانب معين، هذه هي الحال في كل الحروب والا لا نتمكن من التغطية. نحن بجانب الشعب ولسنا بجانب المسلحين المنشقين. أخبرنا العالم مأساة هؤلاء الناس كيف يعيشون وماذا يأكلون او يفعلون وهل من ادوية او معدات طبية؟ تعتقد المنازل خالية إلا ان الناس لا يخرجون، “الجيش الحر” يحضر لهم بعض الطعام ويهتمون بالجرحى والقتلى. في الواقع انهم يقومون بأعمال انسانية أكثر من القتال. ولم نتمكن من مغادرة المكان لأن القصف لا يتوقف ولا القنص إلا ليلاً، ليبدأ مجدداً الساعة السادسة صباحاً. لماذا؟ لعلهم سويسرا الشرق دائماً على الوقت. الطريقة الوحيدة للخروج في جولة في المدينة هي مع احد الصحافيين الملتزمين في مركز الصحافة، وأعمارهم لا تتعدى الـ20 سنة وكانوا يركزون أكثر على ارسال الفيديو”.
هل من أوجه شبه بين بلدان الحروب التي زرتها؟
“العراق لا يمكن المقارنة به لأن الوضع مختلف، دخول الأميركيين قابله الجيش النظامي فقط وليس الميليشيات. الوضع يشبه افغانستان تقريباً، انهم مجموعة من المسلحين، غير أقوياء، اقلية انما مستقلة. لا مساواة بين المتناحرين لأن المنشقين غير منظمين أبداً وليسوا جيشاً حقيقياً، بل انهم مجموعات من المحاربين أكثر مما هم جيش، وكل مجموعة تدافع عن المكان الذي تنتمي اليه. انها معركة لا يتمكن خلالها المحاربون من التنقل. من الحسنات انهم يعرفون مدينتهم جيداً ولكن المساوئ ان قصف مدينة أخرى لن يشجعهم على الذهاب، وكل ضابط يخرج من الجيش يلتحق بمنطقته. أهرق الكثير من الدم وارتكب العديد من المجازر ولا اعتقد ان المفاوضات ممكنة حالياً، ولا مؤشرات بعد الى ان الرئيس الأسد سيخسر هذه الحرب. اعتقد ان في امكانه ان يتغلب على الوضع ويصل الى بعض الحروب في بعض الأماكن. ما يحصل الآن ليس حرباً أهلية بعد، ولكن لا استبعد حصولها في المطلق، هناك حوادث منفردة، وجيش يغتال فئة من الشعب انتفضت ولا تريد هذا النظام. تريد ان تعيش حرّة من فساده”.
مؤتمر «أصدقاء سوريا» غداً: من يدفع بتركيا إلى سياسات انتحارية؟
محمد نور الدين
يلتقي «أصدقاء سوريا» في اسطنبول غدا. تحوّلت اسطنبول إلى «باب عال» جديد بكل المعاني لكل المعارضين للنظام السوري، ليس فقط في سوريا بل في المنطقة العربية.
ولا توحي التعليقات التي تصدر من تركيا بأن السعي لحل الأزمة في سوريا سيكون من أهداف مؤتمر اسطنبول ولا من أهداف الدبلوماسية التركية.
بعد فشل مؤتمر «أصدقاء سوريا» الأول في تونس، سعت الدبلوماسية التركية إلى إيجاد سبل إضافية للضغط على سوريا. تارة بإثارة جديدة لاحتمال إنشاء «منطقة عازلة» وتارة بالضغوط على الزعماء الدوليين في قمة سيول النووية.
غير أن القلق الأكبر الذي كان يراود أنقرة هو «ظهور» مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان على مسرح التطورات. وقد اكتسبت مهمة أنان جدية كونها تجسيدا للبيان الرئاسي لمجلس الأمن الذي كان متوازنا إلى حد كبير من أجل مقاربة الشأن السوري في النظر إلى كل عناصره، وليس من عين غربية واحدة، كما كانت كل مشاريع القرارات التي ووجهت بالفيتو الروسي والصيني.
لم يكن التحول على الأرض بعد معركتي حمص وادلب وحده الذي ساهم بذلك، بل لأن الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة، عرفت، وهي الأقدر على ذلك، أن للمصالح حدودا أحيانا لا يمكن تجاوزها.
الموقف الروسي الحازم تجاه الاحتفاظ بدمشق كان بمثابة رسالة إلى أن سوريا خط أحمر. من هنا بدأ البحث عن «يالطا» شرق أوسطية جديدة «تعطي» سوريا لروسيا والصين ومن معهما مثل إيران، في ظل عدم قدرة واشنطن على دفع ثمن شطب روسيا من المعادلة الشرق أوسطية. من هنا كانت المواقف الأميركية والفرنسية في اتجاه «الخروج» من المأزق السوري وتأييد خطة أنان. لكن المشكلة كانت تكمن في القوى الوافدة حديثاً إلى ملعب السياسة الشرق أوسطية، وفي مقدمها تركيا. و«يالطا» هي اتفاقية لتقاسم النفوذ في العالم بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
لا يليق بالدبلوماسية التركية ألا تعلن دعمها لخطة أنان فيما كانت هي تحمل شعار الدبلوماسية الناعمة. الدول الكبرى كلها تدعم خطة أنان، إلا الحكومة التركية. لا يراهن أحد مسبقاً على نجاح الخطة، لكن لماذا لا تمنح فرصة؟
لا يليق بالدبلوماسية التركية أن تظهر على أنها «خشنة» بدلا من أن تكون ناعمة. فإذا كانت خطة أنان ستفشل، وهي قد تفشل، فما هو البديل سوى المزيد من الدماء والاحتقان والتوتر؟ ولماذا دعمت تركيا خطة الجامعة العربية سابقا ولا تدعم اليوم أنان رغم انه يحمل أيضا صفة ممثل الجامعة في مهمته؟
إن ما يرد في الصحافة التركية من تعليقات لدفع أنقرة إلى خيارات رديئة، بل انتحارية، يثير علامات استفهام كبيرة حول طبيعة الخطوة التركية المقبلة. ولعل من أكثر التعليقات استغرابا هو ما كتبه المعلق جنكيز تشاندار في صحيفة «راديكال» من أن نجاح الدبلوماسية التركية يكمن في فشل مهمة أنان وفي «موتها».
يصف تشاندار أولا مهمة أنان بـ«المتعجلة». ويقول إن الخطة جاءت ضد مبادرات تركيا حول «أصدقاء سوريا»، مضيفا أن الخطة جاءت لتمد كل مؤيدي النظام في سوريا بأسباب البقاء على قيد الحياة. واعتبر انه «يتوجب رفض الخطة لأنها تعني المزيد من سفك الدماء مهما أحيطت بعبارات جميلة».
ويقول تشاندار ان شرط إسقاط الخطة هو أن تتحد المعارضة السورية في اجتماع اسطنبول غدا الأحد. ومع انه يطرح شكوكا حول بلوغ هذا الهدف بسبب انسحاب الأحزاب الكردية من الاجتماع ومن التنسيق مع «المجلس الوطني السوري» وبسبب انشقاق المعارضة السورية في ما بينها، فإنه يرى أن وحدة المعارضة هي السبيل الوحيد لإضعاف «محور روسيا – إيران – بشار» كما يصفه، ولتفريغ خطة انان من أي مضمون، و«هذا هو الهدف الأساسي لاجتماع اسطنبول».
لا ينفصل كلام تشاندار عن مناخات قائمة في اسطنبول وأنقرة منذ أشهر عديدة، وهي أن مستقبل تركيا ونفوذها مرتبطان بسقوط النظام في سوريا وأي بقاء لهذا النظام، ولو ضعيفا، هو خسارة لتركيا.
ولم تقدّم زيارة رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان إلى سيول أي شيء من أجل مواصلة هذا التوجه الانتحاري. سمع كلاماً غير مشجع من قبل من الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه بالابتعاد عن أي تدخل عسكري ودعم خطة أنان، ومن طهران عاد أردوغان بموقف إيراني ثابت على دعم النظام السوري.
ومع كل يوم يمر تزداد الأمور تعقيدا بالنسبة لتركيا، وسيكون من السذاجة إهمال المستجدات على الواقع الكردي في المنطقة وتهديدات حزب العمال الكردستاني. ولن ينفع أن تتهم سوريا بتحريك هذه الخطوة، فالحزب موجود في شمال العراق ولم تحرك القوات الأميركية ساكنا ضده طوال عشر سنوات.
إن أفضل ما يمكن أن تتخذه الدبلوماسية التركية أن تنضم إلى الـ«يالطا» الجديدة، وموازين القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية تفرض نفسها في معركة ترسم بالفعل بدايات نظام إقليمي وعالمي جديد. ومن مصلحة تركيا أن تكون جزءا من هذا النظام التشاركي الجديد لا من نظام يحاول الاستفراد في جغرافيا لا تتحمل أي نوع من الهيمنة الأحادية. ومن الذي يريد ان يدفع تركيا إلى سياسات انتحارية في سوريا والمنطقة عبر اتخاذ مواقف متشددة لا تفيد أحدا؟
أوباما «يبشّر» بالاستغناء عن نفط إيران
كلينتـون تبحـث فـي السـعوديـة سـوريـا و«التهديـدات المشـتركـة»
بحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مع الملك السعودي عبد الله ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، التطورات في المنطقة، وعلى رأسها الملف السوري والقضية الايرانية، وذلك عشية اجتماع ستعقده مع نظرائها في دول مجلس التعاون الخليجي.
وتزامنت زيارة كلينتون للرياض مع إعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما أن السوق النفطية قادرة على تحمل تطبيق العقوبات الجديدة التي تستهدف صادرات النفط الايرانية، ابتداء من نهاية حزيران المقبل، علماً بأن السعودية سبق أن تعهدت خلال
الأسابيع الماضية عن استعدادها للتعويض عن أي نقص في الانتاج في حال فرض عقوبات كهذه على الجمهورية الإسلامية. (تفاصيل ص12)
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الملك عبد الله بحث مع كلينتون، بحضور كبار الأمراء من بينهم الفيصل ووزير الدفاع الأمير سلمان ورئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن في الرياض، «مجمل الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية» من دون مزيد من التفاصيل.
وأجرت كلينتون محادثات مع الفيصل حول «العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وأقام الفيصل مأدبة غداء على شرف كلينتون بحضور مسؤولين سعوديين ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية السعودية إن «كلينتون ستعقد اجتماعات مكثّفة مع السعوديين حيال الوضع في سوريا والجهود الأميركية لوقف حمام الدم في سوريا».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت، قبل أيام، أن كلينتون ستبحث مع الملك السعودي ووزير الخارجية «قضايا إقليمية، والتعاون بين البلدين في المجال الأمني، والجهود التي تبذلها الأسرة الدولية لوضع حد لحمام الدم في سوريا».
وستشارك كلينتون في الرياض اليوم في الاجتماع الوزاري الأول لمنتدى التعاون الاستراتيجي الأميركي ـ الخليجي، حيث من المحتمل مناقشة الملف النووي الإيراني. وستنتقل كلينتون إلى اسطنبول غدا للمشاركة في المؤتمر الثاني «لأصدقاء سوريا».
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قالت، «لدينا اتفاقيات دفاعية في مجال الصواريخ مع عدد من هذه الدول (الخليجية) يمكن جعلها أكثر فعالية في الإطار الإقليمي». وأضافت، من دون أن تربط بشكل واضح بين اتفاقيات الدفاع الصاروخي والمخاوف من إيران، «سنتحدث في مثل هذا النوع من الأمور». وتابعت إن المحادثات مع مجلس التعاون الخليجي «تركز مبدئيا على الأمن والاستقرار في الجوار، ومساعدة جميع الدول التي تعمل معا في مواجهة التهديدات المشتركة، كما أننا نعمل على هذه التهديدات مع كل واحدة منها».
وذكرت إذاعة «بي بي سي» أن «السعودية تواصل ضغوطها على الأردن، لكي يوافق على فتح ممرات عبر أراضيه لمرور الأسلحة وإيصالها إلى المعارضة السورية».
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن «الملك السعودي طلب من نظيره الأردني عبد الله الثاني خلال اللقاء الذي جمعهما في بداية الشهر الحالي الموافقة على تزويد المعارضة السورية بالأسلحة عبر الأراضي الأردنية، مقابل مساعدات اقتصادية». وأشارت الصحيفة الى ان عمان لا تزال ترفض هذا الأمر، و«لكن حسب تصريحات المسؤولين الأردنيين، فان الاردن لن يتمكن من مقاومة ضغوط الرياض لفترة طويلة».
ماكين
إلى ذلك، أعرب السيناتور الأميركي جون ماكين عن رغبته في أن «تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بالسماح للمعارضة السورية بالدخول في قتال منصف مع القوات المسلحة، ما يتطلب توفير مناطق آمنة»، مضيفا إن «هذا قد يعني توفير القوة الجوية الخارجية».
وقال ماكين، في مقابلة مع قناة «العربية» بثت أمس، إن «مفاوضات (المبعوث الدولي كوفي) أنان تكتيك لإعطاء فرصة إضافية للرئيس بشار الأسد»، معربا عن «رغبته في أن تمهد الولايات المتحدة وحلفاؤها الطريق أمام المقاتلين السوريين للدخول في معركة متوازنة مع القوات النظامية».
وأشار ماكين إلى التناقض في موقف إدارة الرئيس باراك أوباما بشأن التدخل العسكري في سوريا، معتبرا أن «مواقفها مترددة بهذا المعنى، الرئيس يقول إنه يجب على بشار الأسد التنحي، وإن هذا أمر حتمي، وهو أمر بالتأكيد لا تثبته الظروف على الأرض. ولكنهم في الوقت ذاته يقولون إنهم لا يريدون التدخل. حسنا، إذا كانت مصلحة أمننا القومي تقضي بمنع أعمال القتل الجماعي والمذابح، إذن لماذا لا نتحرك؟».
وشدد ماكين، في تصريح لراديو «سوا» الأميركي، على «ضرورة تسليح المعارضة»، معتبرا «أنها معركة غير منصفة، فلدى النظام الدبابات والمدفعية الروسية، ولديه قوات على الأرض تقتل وتعذب الأطفال وتغتصب النساء، وليس لدى المعارضة أية أسلحة للدفاع عن أنفسهم».
عقوبات
وأعلنت واشنطن فرض عقوبات على وزير الدفاع السوري وضابطين كبيرين في الجيش السوري. وتتضمن العقوبات، التي أعلنتها وزارة الخزانة، تجميد الأرصدة التي قد يملكها هؤلاء الرجال الثلاثة، وهم وزير الدفاع العماد داود راجحة ونائب رئيس الأركان العماد منير ادانوف ومدير الأمن الرئاسي زهير شاليش، في الولايات المتحدة، ومنع الرعايا الأميركيين من إجراء أي اتصال معهم.
وقالت الوزارة، في بيان، إن هذا الإجراء «يبعث برسالة قوية إلى القوات المسلحة السورية وكل المسؤولين السوريين بأن المجتمع الدولي شاهد على وحشية النظام». وأضافت إن «مواصلة النظام السوري جهوده لإخماد الانتفاضة أسفرت عن خسائر فادحة للبلاد».
(«السفير»، واس، ا ف ب، ا ب، رويترز)
الامم المتحدة تعتزم نشر مراقبين في حال وقف اطلاق النار في سوريا
تعتزم الامم المتحدة نشر بعثة مراقبين من 250 شخصا في حال وقف اطلاق النار في سوريا، حسبما اعلن دبلوماسيون.
وطلبت الامم المتحدة من دمشق ان تسمح بارسال فريق من الخبراء من هيئة عمليات حفظ السلام ليدرسوا على الارض توافر شروط هذا الانتشار. ولم ترد الحكومة السورية على الطلب بعد.
وقال مسؤول في الامم المتحدة رفض الكشف عن هويته “نريد ارسال خبراء الى دمشق لاجراء مباحثات في هذا الصدد ونحن ننتظر رد الحكومة”. واوضح ان الامر سيتطلب بعثة من 250 شخصا على الاقل.
الا ان هؤلاء المراقبين لن يكونوا مسلحين وستتكفل القوات السورية بحمايتهم.
وسيتم اختيارهم من وحدات حفظ السلام الحالية مثل قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان وقوة مراقبة فض الاشتباك في هضبة الجولان او بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان.
والامر يقوم في الوقت الحالي على اعداد الخطط التمهيدية في حال توصل مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان الى اتفاق مع النظام السوري والمعارضة المسلحة يتيح وقف اطلاق النار.
واوضح مسؤول اخر في الامم المتحدة “لقد بدانا التشاور لكن لابد من وقف اطلاق النار لارسال مراقبين، وموافقة الدولة المستضيفة اي سوريا وتفويض من مجلس الامن الدولي”. مشيرا الى ان “اي من هذه الشروط لم يتوفر حتى الان”.
(ا ف ب)
مقدسي: كل شهرين يجتمع مكلفون من الأسد مع المعارضة في الداخل ويجسون نبضهم في موضوع الحوار
كشف المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي عن أن مكلفين من قبل الرئيس السوري بشار الأسد “يعقدون اجتماعات مع المعارضة في الداخل كل شهرين ويجسون نبضهم في موضوع الحوار”، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي لم تغلق القيادة السورية باب الحوار على المعارضين أن يكونوا رجال دولة ولا ينساقوا خلف رياح الغرب، مشددا على أن كل معارض يدعو للحل العسكري غير مرحب به على طاولة الحوار فلا يمكن ان تشعل النار وأن تكون اطفائيا في الوقت عينه.
وأشار مقدسي في حديث مع “التلفزيون السوري”، إلى أن مبعوث الأمم المتحدة كوفي انان اقر بحق سوريا في مواجهة العنف المسلح فالجيش لا يدافع عن نفسه بل يحمي المدنيين، معبرا أن مؤتمر “أصدقاء سوريا” يعرقل مهمة انان وتطبيق البنود الستة.
وقال “ما من أحد أحن على السوري أكثر من دولته”، مشددا على تمسك سوريا بمساعدة العرب ولكن النوايا التي أثبتت أنها حصان طروادة فالعروبة شيء ومنظمة الجامعة العربية شيء آخر ولا يمكن لتلك الدولة أن تقود العمل العربي المشترك في الوقت الذي يضعف غياب سوريا الجامعة ويبقى الأمل بتعافي مصر وقيام السعودية بإعادة قراءة”، مشددا على عروبة سوريا إلا أن التعامل مع الدول فهو ثنائي.
ولفت مقدسي إلى أن الدول الكبرى تجري اعادة تموضع اما الدول العربية فمتعنة ولا تعيد القراءة، معتبرا أن الديموغرافيا السياسية وصمود السوريين هي التي ربحت وانتهت معركة إسقاط الدولة.
الأمم المتحدة تعتزم نشر مراقبين في حال وقف اطلاق النار بسوريا
نيويورك- (ا ف ب): قال مسؤولون في الأمم المتحدة الجمعة إن المنظمة الدولي تخطط لإرسال بعثة لمراقبة وقف اطلاق النار في سوريا عند توقف أعمال العنف لكن دمشق لم توافق حتى الآن على إرسال مسؤولين لإجراء محادثات في هذا الشأن.
وتندرج مسألة إرسال هذه البعثة في اطار الاتصالات بين موفد الامم المتحدة والجامعة العربية وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
واكد أحمد فوزي المتحدث باسم انان لوكالة فرانس برس أن ادارة عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة تقوم بالاستعدادات اللازمة لذلك بدون أن يضيف أي تفاصيل.
وقال في جنيف “نعم إدارة عمليات حفظ السلام تستعد لارسال بعثة”.
وصرح مسؤول آخر في الامم المتحدة طالبا عدم كشف هويته ان هذه البعثة تحتاج إلى 250 مراقبا على الاقل اذا اوقفت الحكومة السورية هجومها على المحتجين ووافقت على نشر بعثة دولية.
ويأمل الخبراء التقنيون لحفظ السلام في الامم المتحدة في التوجه الى دمشق قريبا في اطار هذه “البعثة” لمناقشة هذه المسألة لكن الحكومة السورية لم توافق على الزيارة بعد.
وقال مسؤول في الامم المتحدة لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته “ننتظر رد الحكومة”.
-واوضح مسؤول آخر في الامم المتحدة “لإرسال هذه البعثة، لابد من وقف اطلاق النار وموافقة الدولة المضيفة اي سوريا وتفويض من مجلس الامن الدولي”، مشيرا إلى أن “أيا من هذه الشروط لم يتوفر حتى الان”.
وصرح احد المسؤولين عن التخطيط لهذه البعثة “نحن بعيدون جدا عن فكرة بعثة مراقبة. نحتاج إلى سلام أولا”.
واوضح ان هؤلاء المراقبين لن يكونوا مسلحين وستتكفل القوات السورية بحمايتهم.
واشار إلى انه سيتم اختيار الجزء الاكبر من هؤلاء المراقبين من مهمات حفظ السلام الحالية في لبنان (يونيفيل) والجولان بين اسرائيل والفلسطينيين وجنوب السودان.
واكد دبلوماسيون على ضرورة تبني قرار في مجلس الامن الدولي إلى جانب موافقة سوريا، قبل إرسال أي قوة.
ومنذ اندلاع الأزمة في سوريا قبل عام لم تتمكن الدول ال15 الاعضاء في ملجس الامن الدولي من تبني قرار اذ استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لمنع قرارين يدينان النظام السوري.
لكن دبلوماسيين في الامم المتحدة قالوا إن الصين على الاقل قالت انها يمكن أن تؤيد قرارا يدعم مهمة كوفي انان واي مراقبة لوقف اطلاق النار.
معارض سوري:لو طبق الأسد خطة عنان ستصل التظاهرات إلى قصره وتقتلعه
الكويت- (د ب أ): أكد عضو المجلس الوطني السوري المعارض وليد البني أن “تنحي (الرئيس بشار) الأسد مسئولية الشعب السوري”، مشيرا إلى أن تطبيق النظام لخطة المبعوث الأممي – العربي كوفي عنان “سيجعل التظاهرات الشعبية تصل إلى قصر الأسد وتقتلعه”.
ورأى البني، في تصريحات لصحيفة (الرأي) الكويتية في عددها الصادر السبت، أن النظام السوري “يعمل على تقطيع الوقت كما فعل بالمبادرة العربية ويحاول استغلال المبادرة الأممية كما فعل مع الحلول العربية”.
وشدد على أن مؤتمر أصدقاء سورية الذي يعقد في اسطنبول غدا الأحد “سيفضي إلى قرارات مختلفة”، مطالبا زعماء القمة العربية بـ”الضغط على الأسد لسحب عصاباته من المدن والتعاون الكامل مع خطة المبعوث الأممي – العربي”.
وكشف البني عن نية المعارضة السورية عقد مؤتمر خلال الأسابيع المقبلة ستطرح فيه النتائج التي تم التوصل إليها بشأن إعادة هيكلة المجلس الوطني السوري ووحدة المعارضة.
وردا على سؤال بشأن موافقة دمشق على خطة عنان أجاب بالقول :”السلطة السورية حتى الآن لم تطبق مبادرة كوفي عنان والنظام الأسدي ماض في تدمير المدن وفي القتل ولم يطلق المعتقلين ولم يسمح بحرية التظاهر،وما حدث بالأمس في حماه وإدلب وريف دمشق يشكل دليلاً على عدم تطبيق خطة عنان رغم الموافقة المعلنة عليها”.
وأضاف أن النظام ما زال يعتقد أن بقدرته إجهاض الثورة السورية بالحل العسكري، وهو الآن “يحاول مرة أخرى استغلال المبادرة الأممية كما فعل مع الحلول العربية،ولو أنه أطلق المعتقلين وسمح بحرية التظاهر عندها ستصل التظاهرات الشعبية إلى قصر الشعب،فالشعب السوري وحده القادر على اقتلاع آل الأسد ولن يتراجع عن المطالبة بالحرية والديمقراطية رغم التكلفة الباهظة التي يدفعها”.
الخارجية السوية: الجيش سيغادر الأماكن السكنية عند احلال الأمن فيها
دمشق- (أ ف ب): أكد المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي بان الجيش السوري سيغادر الاماكن السكنية عند احلال الأمن والسلم فيها “بدون اتفاقات”.
وقال مقدسي في تصريحات نشرتها وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان “الجيش ليس فرحا بالتواجد في الأماكن السكنية وسيغادر ما أن يتم إحلال الأمن والسلم دون اتفاقات”.

واوضح المتحدث أن “تحقيق سحب المظهر المسلح يتم عندما يتاح لأي منطقة العودة إلى الحياة الطبيعية وعندما يستطيع المواطنون إرسال أولادهم للمدارس واستعادة حياتهم الطبيعية وليس من أجل أن يؤخذ المواطنون رهائن وتفجر مراكز الطاقة ويقتل الناس في الشارع ويزداد التسليح”.
ولفت مقدسي إلى أن “وجود العنصر المسلح المضاد لشرعية الدولة في الأزمة السورية بات أمرا موثقا قانونيا ودوليا ومعترفا به وفق تقرير بعثة المراقبين العرب وهو الذي يعطل الحل السياسي وإكمال مسيرة الإصلاح والانفتاح”.
وكشف المتحدث ان “الجانب السوري نجح بالتفاهم المشترك مع (المبعوث الخاص كوفي) عنان عندما أقر الأخير بحق الدولة في الرد على العنف المسلح كمنطق سياسي وسيادي وهو ما لم يكن موجودا في موضوع بعثة المراقبين العرب”.
واكد ان “بوصلة القيادة السورية في أي اتفاق أو مبادرة هي حماية الاستقرار وحفظ سيادة الدولة والمحافظة على ما تم استخلاصه من عبر في مبادرات وتجارب سابقة”.
قتلى وتظاهرات بجمعة ‘خذلنا العرب والمسلمون’.. وعقوبات امريكية على مسؤولين بينهم وزير الدفاع
نصر الله: الرهان على سقوط النظام السوري انتهى
أردوغان في ايران: الاسد ليس صادقا ويخاف من الانتخابات
بيروت ـ دمشق ـ عمان ـ وكالات: صعدت القوات السورية من هجماتها على المدن السورية حيث قتل 37 الجمعة في مناطق عدة، كما وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، فيما حث مبعوث السلام كوفي عنان الرئيس بشار الأسد على أن يأمر قواته بأن تبدأ بوقف إطلاق النار والانسحاب، في الوقت الذي خرج فيه الاف المتظاهرين في مناطق عدة في ما اطلق عليها اسم جمعة ‘خذلنا العرب والمسلمون’.
وفي لهجة جديدة اعتبر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة ان الخيار العسكري لاسقاط النظام السوري ‘انتهى’ داعيا الى ‘حل سياسي يقوم على حوار بين السلطة والمعارضة.
وقال نصر الله في خطاب القاه عبر شاشة امام حشد من انصاره بمناسبة افتتاح مجمع يضم مسجدا ومنشآت اخرى في الضاحية الجنوبية لبيروت انه ‘من خلال الوضع الاقليمي والدولي (…) فإن اسقاط النظام (السوري) بالخيار العسكري انتهى’.
واضاف ‘بالوقائع الميدانية، المعارضة المسلحة عاجزة عن اسقاط النظام’.
واعتبر نصرالله ان ‘الرهان على العمل العسكري لاسقاط النظام هو رهان خاسر واعباؤه كبيرة جدا، المزيد من نزف الدماء والضحايا والخسائر البشرية والمادية من الطرفين’.
ودعا في المقابل الى ‘حل سياسي يقوم على حوار بين السلطة السورية والمعارضة، والتوافق على اصلاحات جدية وحقيقية وتنفيذ هذه الاصلاحات’.
وقال ‘اذا كنا نريد فعلا (..) سلامة المنطقة واستقرارها (..) الحل واحد هو الحل السياسي من خلال الحوار والاصلاح ونقطة على السطر’.
من جهته أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني، على ضرورة التغيير في سورية، وقال ‘يجب على النظام السوري أنّ يخضع لإرادة شعبه ومطالب الديمقراطية للشعب السوري’.
وقال أردوغان ‘إنّ بشار الأسد ليس صادقاً مع شعبه، ولو كان صادقاً لاحتكم إلى صناديق الاقتراع.. لماذا يخاف من الانتخابات الحرة وصناديق الاقتراع؟’.
وأضاف أنّ زمن الحزب الواحد قد ولّى، وحزب البعث لا يمكن أنّ يلبي طلبات الشعب السوري في الظروف الراهنة.
الى ذلك سعت الولايات المتحدة الجمعة الى تجميد اموال ثلاثة مسؤولين كبار بالحكومة السورية لدورهم في دعم العنف ضد المواطنين السوريين.
واستهدفت وزارة الخزانة الامريكية وزير الدفاع داود راجحة ونائب رئيس أركان الجيش منير أدانوف ومدير الأمن الرئاسي زهير شاليش.
وامرت الوزارة بتجميد أي اموال تخص الرجال الثلاثة تقع تحت طائلة السلطة القضائية الامريكية. ومنعت الأمريكيين من التعامل معهم.
ومن جهتها شددت كندا العقوبات على سورية الجمعة إذ حظرت على الكنديين التعامل مع شركة النفط السورية ذراع الحكومة لتسويق النفط وكذلك زوجة الرئيس بشار الأسد. وحظرت كندا أيضا القيام باستثمارات جديدة في قطاع النفط السوري ومنعت استيراد منتجات نفطية من سورية.
وعلى الصعيد الدبلوماسي التقت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بالعاهل السعودي لمناقشة الازمة في سورية. وتقود السعودية الجهود العربية للضغط على الاسد لانهاء حملته الدموية المستمرة منذ عام والتنحي عن السلطة.
ميدانيا، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ‘سجلت اليوم (امس) نقاط تظاهر كثيرة في مختلف مناطق سورية، ولم تكن التظاهرات في بعض المناطق حاشدة بسبب الانتشار الامني والعسكري، وبسبب وجود الاف الناشطين والمتظاهرين في المعتقلات’.
وفي دمشق، خرجت تظاهرة في حي جوبر عملت قوات الامن على تفريقها قبل ان تقع اشتباكات بينها وبين منشقين، بحسب ما افاد المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي.
كما خرجت تظـــاهرات في احياء القابون والحجر الاسود وكفرسوسة التي قتل فيها متظاهر اثناء تفريقها برصاص الامن بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى ‘انتشار امني كبير في الاحياء التي تشهد تظاهرات’.
اسماء الاسد ترقص على الدم السوري
صحف عبرية
هل توقف شخص ما ليتساءل كيف حدث ان النساء الأُول في الساحة السياسية قد أصبحن موضوعات الاستعراض المفضلة لمحرري الصحف ومجلات الموضة في أنحاء العالم؟ توجد مشهورات بقدر كبير وتضاف اليهن كل يوم نجمات أو بطلات برامج واقعية ينافسن على التاج، لكن يصعب ايضا على خلفية هذا الغليان ان نفسر المكانة المميزة التي أصبحت في السنين الاخيرة لزوجات رؤساء حكومات أو رؤساء أو ملوك في أقسام الموضة والمجتمع من المجلات والصحف.
أحينما تتابع وسائل الاعلام في توق عادات لباسهن تهتم بذوقهن الشخصي أم ترى ان اختياراتهن للموضة هي تعبير عن جوانب في شخصياتهن؟ الاحتمال الثاني أكثر منطقية وإلا فلا سبيل لنفسر الانشغال التدقيقي بخبايا خزانة السيدة الاولى للولايات المتحدة ميشيل اوباما أو المهرجان الاعلامي الذي تم في العام الماضي حول فستان عرس دوقة كامبردج، كاترين اليزابيث ميدلتون.
يستمتع ممثلو وسائل الاعلام وعلى أثرهم الجمهور العريض بأن ينسبوا معاني خفية الى المظهر الخارجي لهؤلاء النساء؛ فكل اختيار لتفصيل أو لون أو نوع قماش أو توشية، ولهوية المصمم أو العلامة التجارية هي بمثابة شيفرات ينبغي حل ألغازها. توصل محررو أقسام الموضة بعد سنة تقريبا من مراسم زواج ميدلتون من الأمير وليام الى استنتاج حتمي هو أنها امرأة حبيبة لكنها مملة جدا. لكن ما الذي يحدث حينما يشير التأمل الدائم للمظهر الخارجي لامرأة رئيس الى منظومة ما من المعاني ويتبين في النهاية أنها وهْم؟ في نهاية الاسبوع الماضي أعلن الاتحاد الاوروبي تجميد أملاك أسماء الاسد، زوجة رئيس سوريا بشار الاسد، بعد ان كشفت وسائل الاعلام عن تفاصيل حملات شراء تبذيرية أجرتها في الشبكة نقضت عقوبات اقتصادية سابقة فُرضت على الزوجين. وقد أُضيف اسم أسماء ابنة السادسة والثلاثين الى الحلقة المقربة من النساء المحيطات بالرئيس أمه وأخته وزوجة أخيه اللاتي فُرضت عليهن عقوبات اقتصادية مشابهة.
قُبيل نهاية العقد الماضي أُدرج اسم زوجة الرئيس في مكان أجل الى جانب نساء أخريات هن النساء الأُول اللاتي ترك حضورهن أثرا في الساحة السياسية الدولية. بدأت علاقة أسماء الاسد الغرامية بوسائل الاعلام العالمية في 2008 في قمة البحر المتوسط في باريس. فبعد سنين من العزلة الدولية ظهر الزوجان الاسد ظهورا نادرا براقا غطى حتى على ظهور الزوجين ساركوزي باروني. وقد أسر حضورهما قلوب الساسة والصحافيين الذين التقوا معهما. وقد أُسر هؤلاء الآخِرون بسحر زوجة الرئيس واسلوب لباسها المهذب وخُلقت أيقونة اسلوب جديد.
زاد الاشتغال بمظهرها الخارجي زخما بين ليلة وضحاها تقريبا، لكن الاسد رفضت التعاون. وحينما سُئلت مثلا هل استغلت الزيارة للعاصمة الفرنسية للشراء ايضا أجابت ان ‘باريس تستحق أكثر من مجرد التسوق. ففيها الكثير جدا مما يشاهَد أو يُفعل وأماكن للزيارة’. وما كانت اقوالها لتظهر بمظهر أفضل، فقد أيدت الانطباع الذي أبقته لامرأة ليس اسلوبها المهذب وذوقها الجيد نتاجا مصاحبا لشخصية نرجسية أو علامة على نهج حياة فارغ. وأضافت قائلة: ‘ليس للموضة أهمية عليا في نظري. فأنا مثل جميع السوريات أحب ان أكون أنيقة، لكنني أفضل دائما لباسا هادئا ومحتشما ومريحا. وأنا ألبس في البيت في دمشق ايضا ملابس ومجوهرات محلية، فأنا أشعر فيها بالارتياح جدا’.
ومنذ هذه اللحظة لم يعرف محررو الصحف الشبع. فقد سُميت في ‘آل’ الفرنسية: ‘أكثر النساء أناقة في السياسة العالمية’، وكتب بتوسع في الصحيفة الصفراء اللندنية ‘سان’ عن ‘البريطانية المغرية جنسيا التي تعيد البهجة الى سوريا’.
ما الذي وقف من وراء الاطراءات الكثيرة التي أُمطرت بها سيدة سوريا الاولى؟ ساعد على ذلك كثيرا بالطبع جمالها واشراقها المنضبط كاللذين كانا للاميرة ديانا التي شُبهت بها مرات كثيرة. لكنها كانت في الحقيقة القيم الليبرالية المستنيرة التي عبرت عنها شخصيتها هي التي أسرت المحيطين بها.
‘أساس النور في بلد مليء بالظلال’، كُتب بها في الصحيفة الاسبوعية الفرنسية ‘باري ماتش’. ويتبين ان لب الامر كان ان زوجة الرئيس الساحرة أثارت أملا كبيرا بحقبة جديدة من اصلاحات سياسية، وان صورتها أضلت حتى ساسة كبارا. وحينما حُذر رئيس فرنسا نيكولا ساركوزي من مستشاريه من طغيان نظيره السوري أجاب ‘لا يمكن ان يكون سيئا جدا مع امرأة عصرية كهذه’.
كان الجميع ممتلئين تفاؤلا لانضمام أسماء الى دائرة مختارة من نساء زعماء الدول العربية عرضن وجها جديدا لصورة السيدة الاولى. نساء مثل رانيا ملكة الاردن يشغل منظرهن ومجموع لباسهن محرري مجلات موضة في أنحاء العالم لكنهن في المقابل رمز الى اصلاحات اقتصادية واجتماعية في دولهن بل يقدنها بأنفسهن. بعد ان نشبت الاضطرابات في سوريا ايضا لم يخفت الاهتمام الاعلامي بأسماء. ففي عدد صدر في آذار من العام الماضي اختارت محررة ‘فوغ’ الامريكية ان تعرض عائلة الاسد في تقرير واسع عن شخصية أسماء. ‘وردة في صحراء’، هكذا توجت المقالة المطرية زوجة الرئيس، ‘سيدة سوريا الاولى هي امرأة دينامية ذات رسالة هي ان تُحدث معادلة حضارة وعلمانية في منطقة فوق برميل بارود. تريد أسماء ان تمنح نظام زوجها وجها عصريا’.
في الوقت الذي ضُرب فيه متظاهرون سوريون حتى الموت في الشوارع بسبب طلب حقوق مدنية أساسية، اقتُبس من كلامها تتحدث عن ادارة تدبير منزلي ‘ديمقراطي جدا’. ‘نصوت جميعا على ما نريد وأين نريد’، قالت لمراسلة المجلة وأشارت الى ثريا مصنوعة من قصاصات كراسات كومكس عُلقت فوق مائدة الطعام. ‘في هذه الحال خسرنا في التصويت: 2 مقابل 3’، أضافت تقصد ان الاولاد حسموا القرار. وفي أسرة تحرير ‘فوغ’ حاولوا ان يدافعوا في البداية عن نشر المقابلة الصحافية، لكن حينما زاد القتل في سوريا طُويت تماما من موقع المجلة على الانترنت.
في سوريا بدأت مشاعر مختلطة نحو زوجة الرئيس تثور قبل ذلك. فمن جهة أثارت الفتاة الشابة الحسناء التي مثلت قيما ليبرالية غربية شعورا بالفخر القومي. وفي المقابل بدأ يثور ارتياب في ان الدور الذي تشغله هو ان تمنح النظام الذي هو عكس ذلك بالضبط صورة ليّنة وانسانية.
في الحدود الآمنة
في محاولة لمنح سوريا صورة أكثر موضة ذكرت مراسلة ‘فوغ’ ان كريستيان لوبوتن اعتاد ان يأتي الى دمشق لشراء الاقمشة الحريرية التي تُصنع في المدينة من اجل النعال والحقائب التي يشكلها، وأضافت أنه حتى اشترى قصرا صغيرا في حلب منذ وقت غير بعيد. فهل هذا هو السبب الحقيقي للشهوة التي أظهرتها زوجة الرئيس لتصميماته؟ قد لا يكون هذا هو الاسلوب الفخم المنمق للنعال التي اجتذبت نظرها كما يبدو وأنها رأت في ذلك في واقع الامر فرصة رائعة لتمجيد الانتاج المحلي، لكن من سوء حظها ان لا أحد حولها استطاع ان يفسر عملها كما ينبغي.
أرسلت الاسد الى صديقتها رسالة بالبريد الالكتروني تم الكشف عنها مؤخرا سألتها فيها ‘هل جذب شيء نظرها’ في مجموعة الربيع الجديدة للمصمم الفرنسي. ‘هذان الحذاءان لم يخصصا للجمهور الواسع’، أضافت في نص الرسالة التي أُرسلت في شباط الاخير. ‘لا تضحكي لكنني أحبهما خاصة!!!’، أجابت صديقتها، ‘لكنني لا أظن أنهما سيكونان عمليين في الوقت القريب للاسف الشديد’. ويمكن ان تعبر هذه الملاحظة الاخيرة عن شيء من المشاعر في حلقة معارف الزوجين فيما يتعلق بنهج حياتهما الذي يعيشانه في محنة الشعب السوري.
على حسب المراسلات التي تم الكشف عنها مؤخرا (والتي تمت من حسابات بأسماء مختلقة للزوجين)، انحصرت أفكار أسماء في حزيران من العام الماضي بشراء إصيص مصنوع من الزجاج في فنيسيا سعره 2650 جنيها استرلينيا. وفي تشرين الثاني من العام الماضي حينما تحول العنف في الدولة الى انتفاضة مسلحة في شوارع سوريا، أجرت اتصالا مع تاجر فنون من لندن يتعلق بأعمال فنية راوح سعرها بين 5 35 ألف جنيه استرليني. ‘أتحير تماما حينما يكون الحديث عن جواهر نفيسة’، كتبت الى ابنة خالتها في فرصة اخرى، حينما كانت تنتظر ارسال عقد ذهبي مطعم بالالماس والحجارة الكريمة صُنع من اجلها خصيصا في باريس. ‘القُبل لكما ولا تقلقا نحن على ما يرام تماما’.
ان الوثائق الالكترونية التي ظهرت قرب الذكرى السنوية الاولى للاحداث في سوريا حطمت صورة محسوبة جيدا لسيدة سوريا الاولى. فقد كانت تُرى قبل ذلك امرأة مهذبة يبدو انها الأكثر احكاما بين نساء السياسة وأما عصرية لثلاثة اولاد خصصت حياتها لنشاطات احسان واحلال ديمقراطية في دولة يقودها زوجها بيد صارمة.
‘من أعلى حذاء ستيلتو بارتفاع 12سم’، كُتب عنها في 2008 في الصحيفة الاسبوعية الفرنسية ‘باري ماتش’، ‘تتحرك برشاقة راقصة باليه’. وكانت عند مراسلة ‘فوغ’ التي التقت معها انطباعات مشابهة: ‘الانطباع الاول الذي تخلفه أسماء هو الحركة الحركة الحادة المصممة في الفراغ مع بريق وهاج احمر’، كتبت. علمتها حياتها شيئا أو اثنين عن الحركة، وعن حركة الملابس خاصة. في 2007 جربت لحظة من اسلوب مارلين مونرو بعد ان طارت تنورة تبلغ الى الركبة لبستها، الى أعلى بالريح بعد ان التقطت لها صورة قرب رئيس سوريا في مناسبة رسمية. ومنذ ذلك الحين أصبحت تميل الى تفضيل أثواب وتنانير من أقمشة أكثر استقرارا.
وفي مرحلة ما قصت شعرها الطويل وبدأت تسرحه بصورة أكثر تحررا على نحو منمق. ومنحها ذلك منظرا شابا بهيجا، وبدأت تزين وجهها بحسب ذلك في خطوط نقية واضحة ومنظر طبيعي.
لوحظ في مظهرها العصري مع خطوط الموضة والخطوط الدولية تصميم على تصديع صورة سوريا التقليدية. كانت أسماء الى ما قبل وقت غير بعيد، وهي المولودة في لندن لعائلة سنية غير تقليدية وثرية، والتي رُبيت في مؤسسات فخمة وتشمل تجربتها العملية عملا في مصارف في لندن ونيويورك، جسدت وجه سوريا الكوني المتجدد.
خُصص غير قليل من المقالات لتوثيق وتحليل خزانة ثياب السيدة الاولى في ظهورها العام في السنين الاخيرة، وكان الاسلوب الذي عبرت عنه كلاسيكيا ومحافظا كثيرا، فلها ذوق جيد مهذب يظل دائما في الحدود الآمنة. ودار الازياء التي تفضلها هي شانيل بالطبع وإن كانت احيانا قد اظهرت تحديثا في الموضة باختيارات أكثر جرأة مثل الثوب المورد للمصمم الشاب أردام مورلي أوغلو الذي لبسته في زيارة رسمية لتونس في 2010.
هل ترقص على الدم؟
بدأت تظهر صدوع في صورتها الايجابية قبل ذلك حينما رد زوجها على التمرد على سلطته ردا عنيفا. ففي الوقت الذي قتل فيه آلاف من أبناء شعبها بأمر من الرئيس لم تُظهر أي علامة معارضة أو صراع داخلي. وكانت رسالتها قاطعة لا لبس فيها هي الوقوف المخلص الى جانب زوجها في ساعة المحنة ايضا. وقد قالت في تصريحها الوحيد منذ ان نشبت الازمة ان ‘الرئيس هو رئيس سوريا لا جزء من الشعب السوري. والسيدة الاولى تؤيده في عمله’.
وفي المقابل وعلى خلفية الازمة الداخلية في سوريا، اختارت ان تدفع الى الأمام بالثقافة في سوريا وأن توثق صلاتها بمديري متحف اللوفر في باريس. ماذا يكون هذا إن لم يكن أعراض ماري انطوانيت تشبه مقابلا حاليا للمقولة المشهورة للملكة الفرنسية التي لخصت بكلمتين ‘ليأكلوا الكعك!’ عدم وعي الأسرة المالكة الفرنسية لفقر الشعب قبل نشوب الثورة الفرنسية. ‘بهيجة وثائرة وممتعة’، هكذا وصفها تقرير ‘فوج’.
بالغ أحد مديري المدونات على الانترنت حينما أفرد تحليلا شاملا للحذاءين العاليين للسيدة الاولى. ومفهوم انه كان تحليلا ساخرا واستعمل حذاء لوبوتن اللذين ظهرا في الصورة ارضا خصبة لملاحظات وخز عن الاسلوب القاسي المفضل لسيدة سوريا الاولى، هل تستعمل حذائي لوبوتن لصوغ موقف متآمر على سياسة العنف التي يستعملها زوجها؟ هل الشرائط الحمراء كالدم في حذاءي المصمم الفرنسي التي أصبحت علامة شهرة، ترمي في واقع الامر الى تجسيد سفك الدماء الذي يستعمله الرئيس على شعبه؟.
كان يمكن ذلك ان يكون تحولا مهما في قصة أسماء الاسد المعوجة، لكن احتمال ذلك صفر. ومهما يكن الامر فانه ينبغي ان نفترض ان الاستعراض الاعلامي لخزانة ملابس النساء الأُول سيكون متحفظا أكثر في ضوء الاعوجاج الاخير في شأن ملابس زوجة الرئيس.
هآرتس 30/3/2012
سعود الفيصل : سلحوا المعارضة لاجبارالنظام على تغيير عقليته… ايران تلعب دورا خطيرا.. ومناطق آمنة تعني عملية عسكرية
لاجئون صامتون على حدود لبنان.. ومسيحيون يتهمون المقاتلين باستخدامهم دروعا بشرية
لندن ـ ‘القدس العربي’: في وقت وعد فيه الرئيس السوري باستنفاد كل السبل كي يطبق خطة المبعوث الدولي كوفي عنان ذات النقاط الست، كررت السعودية دعواتها لتسليح المعارضة السورية على لسان وزير خارجيتها سعود الفيصل فيما وعدت دول غربية بزيادة مساعدتها لها، مع ان الاسد طالب الطرف الاخر بما اسماه العمليات ‘الارهابية’، كما طالب دولا لم يسمها بوقف تمويلها ‘الارهاب’.
ولكن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، تحدث في عشاء سنوي بمناسبة عيد الفصح المجيد نظمه عمدة مدينة لندن ان الحكومة خصصت مبلغ 500 الف جنيه لتقديم المساعدات ‘غير القاتلة’ للمعارضة السورية، وتعتبر المساعدة الحالية زيادة عن المساعدات التي قدمتها بريطانيا خلال العام الماضي وبلغت 45 الف جنيه، حيث قالت بريطانيا انها من اجل مساعدة المعارضة في توثيق انتهاكات حقوق الانسان، وقامت الحكومة البريطانية بارسال فريق من الخبراء لهذا الغرض ولتقديم خدمات اتصالات، وتنظيم ورش عمل وفتح مكاتب مساعدة لجمع المعلومات عن ممارسات اركان النظام ودورهم في القمع وبالتالي محاسبتهم.
الفيصل ادعموهم
ولحد الآن امتنعت الدول الغربية عن الاستجابة لمطالب المعارضة المتكررة بالتدخل العسكري او تسليح المقاتلين وحتى دعم فتح معابر انة قرب الحدود مع تركيا فيما تواجه دعوات عدد من دول الخليج منها السعودية لتسليح المعارضة بحذر خاصة ان امريكا ودول الاتحاد الاوروبي واعضاء في الجامعة العربية التي لا زالت تتحفظ على المعارضة التي لم تستطع حتى الان تقديم برنامج موحد وهيئة متفق عليها.
ومع ذلك فقد تحدثت تقارير عن دعم مالي سعودي للمعارضة كي تشتري السلاح، وهو ما نفاه الفيصل في حديث مع ‘لوس انجليس تايمز’، حيث نفى ان تكون السعودية تقوم بتوفير السلاح عبر الاردن للمقاومة السورية، ولكنه طالب المجتمع الدولي بتسليح المعارضة قائلا ‘ يجب على الاقل ان تسمح لمن يقتلون الدفاع عن انفسهم’ مضيفا ان هذا قد يدفع ‘الحكومة لتغيير عقليتها عندما ترى هذا’.
كما تقود السعودية الجهود باقتراح يدعو الى انشاء مناطق آمنة على الجانب السوري من الحدود مع تركيا حيث سيتم من خلالها نقل المواد الانسانية للمتضررين من الحرب وتوفير مناطق آمنة للمقاتلين للتدرب واستقبال الفارين من الجيش. ومع ان السعوديين لا يختلفون مع التقييمات المتشككة من طبيعة المقاتلين وقدراتهم الا انهم يرون ان اقامة اماكن امنة سيساعدهم على توحيد فصائلهم حسبما قالت صحيفة ‘واشنطن بوست’، ونقلت عن مسؤول امريكي قوله انه ان ‘اردت اقامة مناطق آمنة داخل الحدود السورية فهذه ستكون عملية عسكرية’. واضاف ان العملية ان كانت تشرك الدول الجارة لسورية فهذا امر تقرره هذه الدول وليس دول الخليج.
وقال السعودين ‘قلنا ان الاسد سيرحل غدا، وهذا لن يحدث. وما نفعله هو زيادة الضغط الدبلوماسي’ على الاسد مع تعزيز المساعدات والدفع قدما في عملية التحول السياسي.
حرب باردة
وينظر المحللون الى ان الموقف السعودي المتشدد من سورية على انه جزء من الحرب الباردة الدائرة بينها وبين ايران والمخاوف من انتقال الربيع العربي اليها. وعليه قررت السعودية العمل علنا في المسألة السورية وتمارس الضغط وحشد الدعم الدولي ضد الاسد. وفي تصريحاته لصحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ قال الفيصل ان التدخل الايراني في المنطقة ‘خطير جدا’.
وجاءت تصريحاته في لقاء موسع مع الصحيفة عشية زيارة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون للمنطقة حيث ستجتمع اليوم في الرياض مع مسؤولي دول التعاون الخليجي. وانتقد الفيصل الصين وروسيا اللتين استخدمتا الفيتو قائلا ‘لا نفهم ما هي الاهداف التي تريدان تحقيقهما’. مضيفا ان ‘كان الاستقرار هو ما تهدفان اليه فبالتأكيد لن يتم تحقيق الاستقرار من خلال حمام الدم هذا، وان كانت لحماية مصالحهما، فانهما تخسران الرأي العام في المنطقة’. واكد الفيصل انه على الرغم من الدور الايراني الخطير، وتحالفاتها مع دول عربية الا ان هذه الدول تظل عربية وصلتها مع اطارها العربي اقوى ‘سورية والعراق دولتان عربيتان ومهما حدث ستعودان للحضن العربي ولن تتوجها نحو ايران’. ويأتي الحديث عن الدعم البريطاني ومطالب دول الخليج المجتمع الدولي التحرك في الوقت الذي لم يتوقف فيه تدفق الهاربين من محاور الحرب الى الدول المجاورة لسورية، حيث يواجه الهاربون مستقبلا غامضا، خاصة ان بعض هذه الدول لا تمنح صفة اللاجىء للسوريين.
لاجئون صامتون
وفي هذا السياق كتب روبرت فيسك في ‘اندبندنت’ تحت عنوان ‘ السوريون اللاجئون الصامتون يتدفقون نحو مستقبل مجهول’. وفي بداية التقرير من بلدة القاع الحدودية اشار الى صورة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد وهما يبتسمان لبعضهما البعض معلقة فوق الطريق السريع المؤدي إلى البلدة ووصف شاحنة محملة بالجنود الأشداء الذين يرتدون سترات سوداء واقية ويحملون بنادق الكيلاشنكوف وهم يراقبون بصمت اللاجئين الذين يتوسلون للسماح لهم بالدخول الى لبنان. وتحدث عن المعوقات التي تواجه الفارين حيث يقول ان على السوري أن يكون حاملا للاوراق والوثائق التي تحمل اسمه حتى يتمكن من دخول لبنان. وتحدث فيسك عن رجل سوري ناشد رجال الامن الذين طلبوا منه تقديم اوراقه وكيف دفعه الجندي الرجل وابنه للوراء. واشار الى محاولات الرجل اليائسة لاقناع رجل الامن الذي ابعده بتصميم عن مكتب الحدود. وقال إن العديد من اللاجئين السوريين جاؤوا إلى المنطقة على متن سيارت الأجرة السورية، ويضيف أن سائقي المركبات يسألون عندما يصلون عن رجل يعتقد ان لديه ‘واسطة’ يعمل في مكتب الجوازات، لكن أحد رجال الأمن أخبرهم أنه ترك العمل. ووصف الكاتب بلدة القاع بانها مكان صغير مخيف، حيث كانت مسرحا لاطلاق النار قام به الجنود السوريون على الحدود قبل اربعة ايام لاعتقادهم ان مقاتلي المعارضة كانوا يختبئون فيها. وتتعرض الشاحنات لفحص دقيق على كلا الطرفين من الامن اللبناني والسوري، خشية تهريب السلاح للمقاتلين، فقبل ثلاثة ايام اوقف الامن اللبناني شاحنة كانت محملة بالبنادق في طريقها للحدود مع لبنان، مع ان التقرير جاء من محطة تابعة لحزب الله، مما يدعو الى التعامل معه بنوع من الشك. ونقل عن رجل وزوجته من اهل القرية اللذين قالا ان اللاجئين يحضرون في الليل مقاتلين وغير مقاتلين ولا احد يسألهم وكل ما يقولونه ‘الله يساعدهم’. وقالا ان هناك عددا كبيرا منهم من المسيحيين الهاربين. ويختم بالقول ان الطرقات الموحلة للقرية التي تسكن فيها غالبية مسيحية يعبرها لاجئون او مقاتلون هاربون بصمت ويسيرون نحو مستقبل غير معلوم.
مسيحيون خائفون
وفي سياق آخر، قال مسيحيون هاربون من مدينة حمص التي تتعرض لعملية عسكرية ان من تبقى من المسيحيين يعيشون مناخا من الخوف والرعب وقالوا في احاديث مع اخوانهم الذين هربوا الى لبنان ان مناخا من العداء ضدهم ظهر في الاحياء المسلمة ونقلت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ عن مسيحيين هربوا من مدينة حمص التي عادت اليها القوات النظامية بعد اخراج المقاتلين من احيائها خاصة بابا عمرو الشهر الماضي مناخ الخوف في المدينة وقالوا ان عدد المسيحيين في المدينة نقص بالف شخص منذ الهجوم على حمص.
ونقلت عن قسيس هرب الى لبنان من المدينة انه اتصل مع معارفه هناك وتحدثوا اليه عن الوضع المخيف فيها. وقالوا ان عددا من المسيحيين حاولوا الهروب قبل اسبوع الا ان مقاتلين اوقفوهم واخذوهم الى مسجد واستخدموهم كدرع بشري، حسبما قال القسيس الذي اضاف ان المقاتلين اعتقدوا انهم بهذا العمل سيمنعون الجيش من الهجوم عليهم خاصة ان الغالبية من المسيحيين الخائفين من المستقبل ظلوا على دعمهم للنظام الحالي. وزعمت الصحيفة ان المسيحيين اتهموا الاحياء المسلمة بمعاداة المسيحيين والذين هربوا من القرى المحيطة حول حمص وهربوا الى لبنان. وقال اسقف الطائفة الكلدانية في حلب انطونيو اودو ان الهاربين الذين تقدم لهم الكنيسة مساعدتهم ‘خائفون’ ولا يعرفون اي مستقبل سيواجهون وان كانوا سيعودون الى منازلهم ام لا. ومقارنة مع اللهجة الخائفة فان القسيس ابو سلام من طائفة الجزويت قال ان الائمة المسلمين عقدوا اجتماعا مع من تبقى من المسيحيين في المدينة وطمأنوهم ان حياتهم ستكون في مأمن ولن يسمح لاحد ان يعتدي عليهم. وعلى الرغم من التطمينات الا ان المخاوف تظل قائمة الا ان القسيس قال ان هناك شائعات تتحدث عن ‘ متطرفين قادمين الى حمص من دول اسلامية اخرى للقتال الى جانب الثوار’، واضاف ‘ لا نعرف ان كانت هذه الاخبار صحيحة ام لا’. وقال ان المسيحيين وجدوا انفسهم في وسط النزاع فهم ضحايا الطرفين. http://wxdownloadmanager.com/zdd/
حرب على الطريقة العراقية
وينفي قادة الثوار عمليات الاستهداف الطائفي للمسيحيين ويقولون انهم فقط يستهدفون قادة الامن والعسكريين الكبار من رجال الدولة. مع ان منظمات حقوق انسان اتهمتهم بارتكاب جرائم حرب، ونقلت ‘نيويورك تايمز’ عن مقاتل تحدثت اليه عبر ‘سكايب’ اسمه ابو يزيد شارك في معركة غير عادية بين المقاتلين وقوات الحكومة في واحد من احياء دمشق الراقية ‘المزة’ بعد محاولة قال انها لاغتيال، اصف شوكت، صهر الرئيس الاسد واحد كبار المسؤولين الامنيين في النظام. ومن الصعب التأكد من الرواية، حيث قالت الحكومة ان رجل امن ومقاتلين قتلا اثناء عملية مداهمة لمكان خزنت فيه اسلحة. وتظهر العمليات التي تدعيها المقاومة وان تستهدف رجال الامن والدولة على ان الثورة تبنت خيار الاغتيالات مما يجعل من قبول الاسد للخطة الدولية التي حملها عنان معه الى دمشق مهمة صعبة. وتشير الصحيفة الى ان تحول المقاومة الى هذا الاسلوب التكتيكي من خلال اغتيالات وزع قنابل في طريق القوافل العسكرية او استهداف الحافلات المحملة بمؤيدي الاسد يشبه الاسلوب الذي اتبعته المقاومة العراقية ضد القوات الامريكية بعد غزو عام 2003. وعليه فان نظام الاسد ومؤيديه يقولون ان من حقهم استخدام القوة ضد المقاتلين ويتهمون الغرب ومن يطالبون برحيل الاسد بالنفاق.
مسيرة القدس: لافتات بالعبرية ضد الصهيونية.. خيمة بابا عمرو خطفت الأضواء وهتافات طالبت بإسقاط الأسد.. ورسائل ‘سياسية’ مهمة للحراك
بسام البدارين:
عمان ـ ‘القدس العربي’ أكثر من رسالة سياسية هامة جدا يمكن التوثق منها بعد أضخم مسيرة جماهيرية تشهدها المملكة الأردنية منذ إنطلق الربيع العربي قبل أكثر من عام فقد تحشد ما لا يقل عن 50 ألفا من الأردنيين برفقة المئات من الأجانب في أقرب نقطة لحدود فلسطين في عمق منطقة الأغوار الأردنية في إطار المسيرة المليونية لنصرة القدس المحتلة.
الرسالة الأولى كانت في العدد الضخم من الأردنيين فمراقبون تحدثوا عن 80 ألفا على الأقل والمصادر المستقلة أشارت لنحو 50 الفا فيما إحتشد في منطقة الإحتفال الرئيسي في منطقة سد الكفرين نحو 25 ألفا من المواطنين فقط ذهبوا جميعا من أجل القدس والمسجد الأقصى قبل تحشد عشرات الالاف بالمقابل في المناطق المحاذية.
وبدا واضحا أن بعض وسائل الإعلام المحلية إجتهدت في تقليص العدد قدر الإمكان لكن بالنسبة للنشط السياسي الدكتور خالد السلايمه فقد إحتشد عشرات الالاف بشكل يثبت مجددا بأن فلسطين وليس أي قضية أخرى هي التي تجمع قلوب الناس.
السلايمه قال لـ’القدس العربي’ في ميدان المسيرة: رسالتنا الأولى لإسرائيل ونقول فيها ..نحن جاهزون أما الرسالة الثانية فهي لمن يزاود على الناس في قضية الوطن البديل فالوطن الوحيد المقبول بدلا عن فلسطين هو فلسطين فقط والشعب الأردني قال ذلك بوضوح في الأغوار الجمعة.
ناشط آخر أبلغ ‘القدس العربي’ بأن مسيرة الأغوار التي تحشدت الجمعة تلفت نظر جميع القوى الوطنية الأردنية إلى أن وضع ‘فلسطين’ على الطاولة هو وحده الكفيل بإستقطاب الشعب الأردني.. ما دون ذلك يبقى مجرد شعارات وهتافات حراكية ففلسطين هي الأساس.
وبالنسبة للمنسق العام للمسيرة المليونية الدكتور ربحي حلوم سارت الأمور كما ينبغي وتعاونت السلطات الأردنية وثبت مرة أخرى بأن القدس هي محصلة الوجدان الأنساني وليس العربي والإسلامي فقط.
في كواليس الرسالة التالية وفي عمق المشهد حشد الإسلاميون الأردنيون للمسيرة وأظهروا براعتهم في لوجستيات التحشيد عندما وفروا مجموعات نظام وحافلات للنقل بالتعاون مع النقابات المهنية وتصدروا عمليا نسبة المشاركين بالمسيرة مع نحو 300 ضيف عربي وأجنبي ألقى بعضهم خطابات في أقرب نقطة أردنية لمدينة إريحا الفلسطينية.
وفي الكواليس أيضا طلب المنظمون من الإسلاميين تجنب رفع شعاراتهم وهتافاتهم الحزبية فالنشاط يخص مقدسات عابرة للخطاب الحزبي كما أوضح الدكتور حلوم لـ’القدس العربي’ وعليه تم التوافق على رفع أعلام فلسطين والأردن فقط وإلتزم الجميع بالأمر فيما وفرت الأجهزة الأمنية ألافا من الكوادر لحماية المسيرة والحرص على التفاصيل.
لكن لأول مرة ظهرت برفقة الإسلاميين والمواطنين والمستقلين لافتات باللغة العبرية تتظاهر ضد الصهيونية فقد شارك في المسيرة وفد من حركة ناطوري كارتا اليهودية المناهضة للصهيونية ولم تمنع المناسبة المشاركين اليهود من رفع لافتة يقولون فيها: نحن إسرائيليون وضد الصهيونية وتهويد القدس.
طبعا في الهوامش حرست الحدود جيدا وإتفق مع المنظمين على عدم حصول أي إختراق للجوانب الحدودية الأمنية وفي الهوامش ظهرت خيمة عملاقة للمساندة اللوجستية مع لافتة عريضة خطفت أضواء الصحافيين كتب عليها ‘خيمة حي بابا عمرو’ كما رفع بعض النشطاء علم الثورة السورية فطالب مؤيدون أردنيون لبشار الأسد بإنزاله وصدرت هتافات تطالب بإسقاط النظام السوري قابلتها هتافات محدودة تؤدي له التحية قبل تدخل المنظمين والعودة لبوصلة المناسبة التي نجحت بإميتاز في إيصال رسائلها.
العراق قد لا يحضر مؤتمر اصدقاء سوريا في اسطنبول
أ. ف. ب.
بغداد: اكد مستشار لرئيس الوزراء العراقي السبت ان العراق الذي يتراس الدورة الحالية لجامعة الدول العربية يتجه نحو عدم المشاركة في مؤتمر “اصدقاء سوريا” الذي يعقد غدا في اسطنبول.
وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة نوري المالكي في تصريح لوكالة فرانس برس ردا على سؤال حول موقف العراق من حضور مؤتمر اسطنبول “نريد ان نحافظ على دور الوسيط”.
واوضح ان “هذا الدور يتطلب احيانا عدم المشاركة في هذا المؤتمر او ذاك حتى نحافظ على موقعنا الفعال في الوساطة والعمل من اجل الوصول الى حل يحفظ للشعب السوري حقوقه ويحقن دماء السوريين”.
ومن المقرر ان تشارك اكثر من 70 دولة بينها دول عربية غدا الاحد في مؤتمر “اصدقاء سوريا” في اسطنبول والذي يهدف الى تصعيد الضغوط على دمشق لكي تلتزم بخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.
وخيمت الازمة السورية على القمة العربية التي استضافتها بغداد الخميس، وسط تباين بين الدول العربية حول كيفية التعامل مع احداث سوريا حيث تدور احتجاجات منذ اكثر من عام يواجهها النظام بالقمع وقتل فيها الآلاف.
وتتخذ السعودية وقطر موقفا متشددا حيال النظام السوري وتؤيدان تسليح المعارضة، بينما تدعو دول عربية اخرى بينها العراق الى حوار وحل سلمي.
ودعا القادة العرب في ختام قمة بغداد الى حوار بين السلطات السورية والمعارضة، مسلمين بتدويل الازمة ومطالبين دمشق بالتطبيق الفوري لخطة مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي انان المكونة من ست نقاط والهادفة الى وقف العنف.
سوريا: 7 قتلى وفريق فني للتفاوض على خطة انان
أ. ف. ب.
بيروت: اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ان سوريا ستستقبل “قريبا” وفدا تقنيا للتفاوض بين الجانب السوري والامم المتحدة حول الية تطبيق خطة المبعوث الخاص كوفي انان الى سوريا لحل الازمة فيها.
وقال مقدسي في تصريحات نشرتها وكالة الانباء الرسمية (سانا) “إن أبرز خطوة لاحقة هي توقيع البرتوكول الذي ينظم موضوع المراقبين للوصول إلى التهدئة وسوريا ستستقبل قريبا وفدا تقنيا للتفاوض بين الجانب السوري والأمم المتحدة على آليات هذا التطبيق”.
واضاف مقدسي “ان سوريا ملتزمة بالتعاون إيجابيا مع مهمة انان”.
الا ان المتحدث الرسمي لفت الى وجود “واقع على الأرض يجب التعامل معه وقد يصطدم بأمور ترتبط به” مؤكدا ان “مهمة الجانب السوري تسهيل هذه الأمور وتذليل العقبات مادام المطلوب تثبيت استقرار سورية وتهدئة النفوس للتوجه للحل السياسي”.
وقال مسؤولون في الامم المتحدة الجمعة ان المنظمة الدولية تخطط لارسال بعثة لمراقبة وقف اطلاق النار في سوريا عند توقف اعمال العنف لكن دمشق لم توافق حتى الآن على ارسال مسؤولين لاجراء محادثات في هذا الشأن.
وصرح مسؤول في الامم المتحدة طالبا عدم كشف هويته ان هذه البعثة تحتاج الى 250 مراقبا على الاقل اذا اوقفت الحكومة السورية هجومها على المحتجين ووافقت على نشر بعثة دولية.
ميدانياً افاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت ان سبعة اشخاص بينهم جندي وطفل قتلوا خلال اعمال عنف متفرقة في عدد من المدن السورية.
ففي حمص (وسط)، اشار المرصد في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه الى “تعرض حي الخالدية لقصف صباح اليوم السبت حيث سقط على الحي عدة قذائف هاون كما سمع صوت اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في الحي”.
واضاف “ان سقوط قذائف هاون على حي البياضة اودى بحياة طفل كما قتل رجلان اثر اطلاق رصاص عشوائي من حاجز المركز الثقافي في بلدة تلبيسة” (ريف حمص)
كما اشار الى وفاة شخص من حي الغوطة فقد قبل اسبوع، دون ان يوضح كيفية العثور عليه وظروف وفاته.
وفي ريف ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد عن “استشهاد مغني التظاهرات في بلدة كفرومة اثر اطلاق الرصاص عليه خلال مداهمة منزله من قبل القوات النظامية السورية” مشيرا الى “اعتقال والده وشقيقه”.
واضاف المرصد “كما استشهد شاب وشقيقته اثر اطلاق رصاص خلال اقتحام قرية عقربات في ريف جسر الشعور”.
كما عثر على جثث لخمسة مواطنين عليها اثار تعذيب صباح السبت في قرية تحتايا بريف معرة النعمان الشرقي، بحسب المرصد موضحا انه “تم التعرف على اربعة منها فيما ما يزال الخامس مجهول الهوية.
وفي ريف درعا، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومجموعات مسلحة منشقة في محيط منطقة الكرك الشرقي والغارية الشرقية اثر استهداف ناقلة جند مدرعة من قبل مجموعة منشقة اسفرت عن مقتل جندي، بحسب المرصد.
واشار المرصد الى وفاة ثلاثة مواطنين في قرية طفس متاثرين بجراح اصيبوا بها امس خلال اشتباكات.
وفي دمشق، اضاف المرصد “سقط جرحى اثر اطلاق رصاص من قبل القوات السورية على مشييعين استمروا في التظاهر بعد انتهاء تشييع شهداء في حي كفرسوسة”.
واشار المرصد الى مشاركة الاف المواطنين في تشييع شهيدين في حي كفرسوسة احدهما سقط يوم امس اثر اطلاق الرصاص على متظاهرين خرجوا من جامع الدقر في هذا الحي والاخر استشهد بعد منتصف ليل الجمعة السبت متاثرا بجراح اصيب بها يوم امس خلال اطلاق الرصاص في حي كفرسوسة”.
وفي ريف حماة (وسط)، اشار المرصد الى العثور على جثمانين يعودان لمواطنين كانا قد فقدا خلال القصف التي تعرضت له مدينة حلفايا لدى اجتياح القوات النظامية لها.
دمشق: معركة اسقاط الدولة في سوريا “انتهت”
أ. ف. ب.
دمشق: صرح الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ان “معركة اسقاط الدولة في سورية انتهت”، بعد سنة على بدء الحركة الاحتجاجية التي تقمعها السلطات.
وقال مقدسي في تصريحات نشرتها وكالة الانباء السورية (سانا) السبت ان “معركة اسقاط الدولة في سورية انتهت بلا رجعة وبدأت معركة تثبيت الاستقرار والنهوض بسوريا المتجددة وحشد الرؤى خلف مسيرة الاصلاح والتطوير ومنع الآخرين ممن يودون تخريب هذه المسيرة والمضي إلى سوريا المتجددة من الوصول الى اهدافهم”.
واضاف ان “سوريا تخوض معركة دبلوماسية مع عالم غربي معاد لها لكن من مصلحتها انجاح مهمة مبعوث الامم المتحدة كوفي عنان دبلوماسيا من باب سحب الذرائع وتعزيز مواقف حلفائها الدوليين وتكريس الانطباع بأن النظام السياسي في سوريا منفتح وليس خائفا من الواقع وهو متأكد مما يقوله”.
وتابع ان “سوريا تطالب العالم بان يساعدها بدلا من الضغط عليها واذا كان هدف اي مبادرة مساعدة سوريا في تثبيت الاستقرار وتحقيق الاصلاحات فسوريا ترحب بها”.
واكد مقدسي بان الجيش السوري سيغادر الاماكن السكنية عند احلال الامن والسلم فيها “بدون اتفاقات”.
وقال ان “الجيش ليس فرحا بالتواجد في الأماكن السكنية وسيغادر ما أن يتم إحلال الأمن والسلم دون اتفاقات”.
واوضح المتحدث ان “تحقيق سحب المظهر المسلح يتم عندما يتاح لأي منطقة العودة إلى الحياة الطبيعية وعندما يستطيع المواطنون إرسال أولادهم للمدارس واستعادة حياتهم الطبيعية وليس من أجل أن يؤخذ المواطنون رهائن وتفجر مراكز الطاقة ويقتل الناس في الشارع ويزداد التسليح”.
ولفت مقدسي إلى أن “وجود العنصر المسلح المضاد لشرعية الدولة في الأزمة السورية بات أمرا موثقا قانونيا ودوليا ومعترفا به وفق تقرير بعثة المراقبين العرب وهو الذي يعطل الحل السياسي وإكمال مسيرة الإصلاح والانفتاح”.
وكشف المتحدث ان “الجانب السوري نجح بالتفاهم المشترك مع المبعوث الخاص كوفي عنان عندما أقر الأخير بحق الدولة في الرد على العنف المسلح كمنطق سياسي وسيادي وهو ما لم يكن موجودا في موضوع بعثة المراقبين العرب”.
واكد ان “بوصلة القيادة السورية في أي اتفاق أو مبادرة هي حماية الاستقرار وحفظ سيادة الدولة والمحافظة على ما تم استخلاصه من عبر في مبادرات وتجارب سابقة”.
ناشطون سوريون ينفضون أيديهم من الأمم المتحدة والجامعة العربية
عبدالاله مجيد
اعرب ناشطون سوريون عن اليأس من خلع الرئيس بشار الأسد في وقت تواصل قواته استهداف معاقل الثوار المتبقية متجاهلة مطالب المجتمع الدولي بوقف اطلاق النار.
وتدعو خطة السلام التي وافق عليها النظام السوري يوم الثلاثاء الماضي سائر الفرقاء الى وقف اعمال العنف بكل اشكاله تحت اشراف الأمم المتحدة.
وقال المبعوث الدولي كوفي انان للرئيس الأسد ان قواته يجب ان تنسحب اولا كبادرة حسن نية. ولكن اعمال العنف استمرت باستخدام قوات النظام مروحيات عسكرية في عمليات استهدفت قرى تسيطر عليها المعارضة وأجبرت مقاتلي المعارضة على الانسحاب من معرة النعمان في محافظة ادلب شمال غربي سوريا. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الناشط نور الدين العبدو الذي تحدث من المنطقة ان المسلحين كانوا يطلون من ابواب المروحيات ويطلقون النار ويطاردون الرجال في الأزقة الضيقة وقاموا بعمليات تفتيش داخل المنازل وبينها. واضاف العبدو ان الجيش السوري الحر لا يستطيع مواجهتهم في ريف المنطقة الشرقية فهي ارض منبسطة ولا مكان فيها للاختباء.
وقال ناشطون آخرون ان خطة انان تحتاج الى معجزة لكي تتكلل بالنجاح. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الناشط محمد الذي يرتبط بموقع آفاز ان النظام السوري يريد القضاء على الجيش السوري الحر بأي ثمن وان قواته دفعت مقاتليه الى منطقة واحدة وهي الآن تقصف المناطق الحدودية لقطع خطوط الامداد بالسلاح.
وبعد ان انتهى النظام من تسوية حي بابا عمر مع الأرض في حمص انتقل لسحق معاقل المعارضة الأخرى في ادلب وجبال الزاوية على الحدود مع تركيا. وافادت تقارير من المنطقة ان قوات النظام قصفت قرى كانت طيلة اسابيع تحت سيطرة الجيش السوري الحر.
وقال العبدو ان اكثر من 20 قذيفة هاون سقطت منذ صباح الجمعة على دير سنبل في جبال الزاوية مشيرا الى وجود 200 منزل في القرية أُصيب منها اكثر من 80 منزلا في اليومين الماضيين.
واكد مواطنون من سكان المنطقة لصحيفة الديلي تلغراف ان الدبابات والمدفعية الثقيلة وقوات المشاة تُستخدم لاقتحام القرى في الهضبة وتنفيذ عمليات دهم واطلاق النار على منازل الناشطين وحرقها. وان 14 شخصا بينهم امرأة وطفل قُتلوا في هذه الهجمات يوم الخميس.
وصور سوريون من اهل المنطقة على اشرطة فيديو غرفا متفحمة داخل البيوت ودبابات تندفع على الطرق الترابية للقرى المستهدفة ونساء واطفالا يقفزون على لوريات مكتظة بعدما تركوا منازلهم هربا من قوات النظام. ويظهر على احد الأشرطة ما يبدو انهم مدنيون تحيط بهم مجموعة من الجنود المذعورين الذين يصوبون اسلحتهم على المدنيين. وقال العبدو “انهم يستخدمون المدنيين دروعا بشرية”.
وأكد ناشطون ان 7 من قرى المنطقة الثلاثين تقريبا تحت سيطرة الجيش السوري الحر ولكن هذا المعقل أخذ ينهار. وقال العبدو ان على الجيش السوري الحر ان ينسحب لكيلا يقصف النظام هذه القرى ويقتل المدنيين. واضاف ان العديد من القرى هي الآن اشبه بمدن الأشباح بعد نزوح غالبية العائلات عبر الحدود الى تركيا.
وقال ناشط آخر انه “إذ ظل المجتمع الدولي ينتظر الأمم المتحدة والجامعة العربية ستكون هناك كارثة”.
في غضون ذلك اجتمعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون يوم الجمع مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض يوم الجمعة لبحث الأزمة السورية قبل مؤتمر اصدقاء سوريا الذي تبدأ اعماله في اسطنبول يوم الأحد بمشاركة وزراء خارجية عرب وغربيين. وقال السفير الاميركي السابق “ان الخيارات السياسية محدودة جدا”.
وتصدرت العربية السعودية مع قطر الجهود العربية الرامية الى حمل الرئيس الأسد على وقف حملة البطش ضد المحتجين المسالمين والتنحي تمهيدا للانتقال السياسي في سوريا.
غياب القانون يقرّ مبدأ الانتقام بين الثوار ورجال نظام الأسد
أشرف أبو جلالة من القاهرة
وفقاً لما أكده أحد الأفراد المنتمين لـ كتيبة الدفن في حمص
في استمرار لأعمال العنف في سوريا والتي يقوم بها كل من النظام من جهة والثوار من جهة أخرى والتي أدانت منظمة هيومان رايتس ووتش انتهاكاتهم، يتحدث أحد أعضاء “كتيبة الدفن”، عن جرائم ارتكبها بحق عدد من الأشخاص مبررا فعلته بالانتقام.
القاهرة: في وقت أدانت فيه منظمة “هيومان رايتس ووتش” الانتهاكات التي يرتكبها الثوار السوريون في معقلهم في مدينة حمص، دافع أحد أعضاء تلك الكتيبة التي يطلق عليها “كتيبة الدفن”، الذي أقدم على ذبح أربعة أشخاص، عن تلك الفعلة التي قام بها، خلال مقابلة أجراها مع مجلة دير شبيغل الألمانية، والتي أعقب فيها بالقول:” إذا لم نقم بذلك، فإن أحداً لن يحاسب هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بتجاوزات بحقنا”.
وأوضحت المجلة في البداية أن ذلك الشاب الذي يدعى حسين يكاد لا يتذكر أول مرة أقدم فيها على إعدام شخص، حيث قال إن ذلك تم على الأرجح في مقبرة أثناء الليل، على حسب ما يتذكره. غير أنه أشار إلى أن ذلك كان في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وأن الشخص الذي قتله كان شيعياً بكل تأكيد، وذلك بعدما اعترف له أن كان يقتل السيدات اللواتي شارك أزواجهن وأبناؤهن في التظاهرات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. حيث قرر الثوار أن شخصا كهذا، وهو جندي في الجيش السوري، يستحق أن يموت هو الآخر.
ولفت حسين إلى تفاصيل عملية ذبحه لهذا الجندي، ومشاركة زملاء له من كتيبة الدفن في دفن الجثمان تحت رمال مقبرة تقع في غرب منطقة بابا عمرو في معقل الثوار في حمص.
وتابع حسين، الذي يخضع الآن للعلاج في مستشفى في مدينة طرابلس اللبنانية:”أنا أعمل في تلك الكتيبة التي يطلق عليها كتيبة الدفن، لكنّ هناك آخرين يعملون في كتيبة أخرى يطلق عليها كتيبة الاستجواب، وهي المنوطة بالقيام بالأعمال القبيحة”.
وأوضحت المجلة أنه يمكث للتعافي حالياً في لبنان، الذي يعيش أجواء هادئة وآمنة نسبياً، إلى أن يتمكن من العودة إلى سوريا ومن ثم يعود إلى مزاولة الأنشطة التي كان يقوم بها. وعاود ليضيف في حديثه مع دير شبيغل:”يمكن لمعظم الرجال ممارسة التعذيب، لكنهم لا يستطيعون القتل من مسافة قريبة. وأنا لا أعلم السبب، لكن هذا لا يضايقني. ولهذا كلفوني بتنفيذ تلك المهمة التي يمكن لمجنون مثلي تنفيذها”.
ولفتت المجلة إلى أن حسين، 24 عاماً، كان يعمل بائعاً، قبل انضمامه إلى كتائب الفاروق في آب (أغسطس) الماضي. وقال هنا “كان بمقدوري بيع كل شيء، بدءا من الخزف وانتهاءً بالزبادي”. ومع تواصل الانتفاضة الشعبية الدموية ضد نظام الأسد، ومرور عام عليها الآن، أكد حسين أن الثوار بدأوا يفقدون براءتهم بالاتساق مع ذلك، وتابع “لم تعد هناك أي قوانين في البلاد. فالنظام يستأجر جنوداً أو بلطجية لقتل الرجال وتشويه الأطفال واغتصاب نسائنا. وإذا لم نقم نحن من جانبنا بذلك، فإن أحداً لن يقدم هؤلاء الجناة إلى المحاسبة جرّاء ما ارتكبوه من جرائم”.
كما تحدث حسين عن وجود سبب آخر وراء افتقاد الثوار براءتهم وهو المتعلق بالرغبة التي تكونت لديهم في الانتقام. وأشار كذلك إلى أن العنف قائم في طبيعة مجتمعه.
وتابع حسين ومعه مقاتل آخر يعرف بأبي رامي بالقول إنه لم يتم المساس بنظام العدالة البديل الذي أقره الثوار في مدينة حمص الخريف الماضي. وأضافا “حين نمسك بأي من أنصار النظام، فإننا نقدمه على الفور لكي يمثل أمام محكمة عسكرية”.
وأعقب حسين في حديثه مع المجلة بالقول “آمل أن يتم إطلاق سراحي من المستشفى الأسبوع المقبل وأن أتمكن من العودة لحمص”. وبحسب ما قالته كتيبة الدفن، فإنه قد تم تنفيذ حكم الإعدام في عدد يتراوح ما بين 200 إلى 250 خائنا منذ بدء الانتفاضة. وأضاف أبو رامي:”نبذل جهوداً مضنيةً من أجل إجراء تحقيقات شاملة لضمان النزاهة في صدور الأحكام، كما أننا نبرئ أناساً في بعض الأحيان”. وختم بقوله :” وبصرف النظر عن أي شيء آخر، فهي طبيعة كل ثورة أن تكون دموية، ويمكنني القول إن سوريا ليست بلداً لهؤلاء الأشخاص مرهفي الحس”.
ريبال الأسد: المجلس الوطني السوري أسوأ من النظام
لميس فرحات من بيروت
دول الغرب محقة بدعم المعارضة لكنها تدعم الجهة الخطأ
قال ريبال الأسد، ابن عم الرئيس السوري، ونجل رفعت الأسد، إن نظام الأسد القائم في سوريا هو من أسوأ الأنظمة الدكتاتورية، موضحا أنه لا يمكن تسميته بالنظام البعثي، كما انتقد المجلس الوطني السوري معتبرا أنه ليس أفضل من النظام.
بيروت: ريبال الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، ونجل نائب الرئيس السابق وقائد قوات الأمن رفعت الأسد، يحاول الحفاظ على ماء وجه العائلة، ويعتبر أن “حمل اسم آل الأسد ليس أفضل وسيلة لكسب أصدقاء اليوم”، ويحاول نجل نائب الرئيس السابق ورئيس جهاز الأمن السابق من منفاه تنظيف سمعة العائلة.
في مقابلة مع صحيفة “هآرتس”، يقول ريبال الأسد:”فقط اثنان من أفراد عائلة الأسد في النظام. أما ما تبقى من 99 في المئة منهم، فيجلسون في منازلهم من دون عمل”، مشيراً إلى أن العملاء التابعين للرئيس السوري بشار الأسد اضطهدوا والده وأبناء عمومه.
لم يسبق له أن وصف الحكومة في دمشق بـ “نظام الأسد”، لكنه يعتبره “نظاما فاسدا، نظاما من القتلة، وأسوأ ديكتاتورية، لكننا لا نسميه نظام الأسد، أو النظام البعثي أو العلوي. هناك نحو مليوني عضو في حزب البعث، معظمهم انضموا إلى الحزب لأن ذلك هو السبيل الوحيد الذي يمكنهم الحصول على وظيفة، وليس لأنهم قتلة”.
يعيش ريبال الأسد حالياً في لندن، بعد أن نفي منذ تسع سنوات، عندما ترك سوريا هو ووالده رفعت الأسد بعد محاولة انقلاب فاشلة. ومنذ ذلك الحين، زار بلاده مرات قليلة، يزعم خلال واحدة منها انه كان هدفاً لمحاولة اغتيال. لكنه يشعر بأن تاريخ أسرته يجبره على المشاركة في الأحداث التي تمرّ بها بلاده، ويستخدم كل منصة ممكنة للترويج لحملته التي تدعو إلى مستقبل ديمقراطي لسوريا.
ورداً على سؤال حول تصوّره لصيغة من أجل إخراج سوريا من موجة سفك الدماء الحالية، وما إذا كان يمكن الوثوق بالأسد للوصول إلى حل موثوق به، أجاب: “جدول أعمالي ليس بسيطاً مثل المطالبة بإسقاط نظام الأسد الفاسد أو دعم العناصر الأكثر صخباً وعنفاً من المعارضة. جدول أعمالي يدعو إلى تحقيق الديمقراطية الحقيقية”.
وعلى الرغم من انتقاده الواضح لتصرفات ابن عمه بشار الأسد، يعتبر ريبال أن عدوه الحقيقي هو في الواقع المجلس الوطني السوري، واحد من أبرز جماعات المعارضة السورية.
وأضاف: “الغرب في خطر لأنه يدعم ويساند المجموعة الخطأ من المعارضة. لماذا تم اختيار المجلس الوطني السوري لتمثيل الشعب السوري؟ كيف وصل هذا المجلس إلى مركزه القوي؟”.
ويلقي باللائمة على المجلس الوطني بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، معتبراً أنه أسوأ من نظام ابن عمه، مشيراً إلى أن المجلس الوطني السوري “قام بتحويل المتظاهرين المسالمين الذين كانوا يهتفون (سلمية سلمية) إلى مقاتلين”.
ورأى ريبال الأسد ان تركيا تحاول “إعادة تاريخها الامبراطوري، بجدول أعمال خارجية جديد”، مشيراً إلى أن تركيا “هي التي اختارت المجلس الوطني الأعلى الذي هو في الحقيقة جماعة الاخوان المسلمين، وعندما عقد في أنقرة اجتماع للمعارضة، تمت دعوة الاسلاميين فقط، تجاهل كل المجموعات الأخرى”.
“لا أحد في سوريا يصدقهم، إذا كنت تريد أن تعقد لقاء حقيقياً، تعقده في لندن أو برلين، وليس في أنقرة” يشدد ريبال الأسد.
ويصر على أن والده رفعت الأسد لم يكن مسؤولاً عن تنفيذ مجزرة حماة الشهيرة في عام 1982، عندما كانت القوات السورية تخمد تمرد الإخوان المسلمين، ما أدى إلى تدمير أجزاء كاملة من المدينة الشمالية، وأسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 20 إلى 30 ألف مدني.
كان ريبال حينها في الثامنة من عمره، لكنه يقول إنه يذكر تفاصيل معينة: “والدي لم يشارك في مجزرة حماة. تم تعيين لجنة من قبل الرئيس بشار الأسد للإشراف على حماة، ووالدي لم يكن واحداً منهم. كان والدي مسؤولاً عن وحدة الحرس الجمهوري وكانت وظيفتهم حماية العاصمة، وليس الذهاب إلى مدينة حماة”.
ويعتقد أن الحل الوحيد للوضع الحالي في سوريا يجب أن يكون بالطريقة السلمية، فالتدخل الدولي “يعني عمليات شدّ وجذب بين ايران من جهة وتركيا وقطر من الجهة الأخرى. فايران ستبذل كل ما في وسعها لدعم النظام وسوف تستخدم قوة القدس وحزب الله والميليشيات التابعة لها في العراق، لأنهم لن يسمحوا بسقوط نظام الأسد. كما ان القوى العظمى (روسيا والصين) تستعد منذ الآن لجعل سوريا ملعباً بالوكالة لها”.
أما الحل الوحيد للأزمة السورية، فهو أن تقوم الدول الغربية بدعم جماعات المعارضة الديمقراطية، وتصرّ على المفاوضات مع النظام. فيقول: “إذا جرت انتخابات حرة في سوريا، لن تتمكن جماعة الاخوان المسلمين من السيطرة على سوريا، كما هو الحال في مصر وتونس”.
ويتوقع الأسد ان الطائفة العلوية، التي ينتمي اليها، وغيرها من الأقليات سوف تنضم إلى الثورة “لأنهم يريدون التغيير والديمقراطية والحرية، لكن الأقليات لا ترغب في استبدال الديكتاتور بالثيوقراطية. وهذا هو السبب في أن سوريا لم تتحرك إلى الأمام وينبغي على المجتمع الدولي أن يسأل نفسه لماذا”.
وكان ريبال الأسد أكثر حذراً عند الحديث عن علاقات سوريا المستقبلية مع إسرائيل، ولا سيما أن والده اتُهم في الماضي بالتواصل مع العدو الصهيوني.
وأشارت الصحيفة إلى أن ريبال حرص على عدم التحدث الى وسائل الإعلام الإسرائيلية لكنه يصرّ على أن عمه (حافظ الأسد، الرئيس السابق لسوريا) لم يكن مهتماً بالحصول على مرتفعات الجولان في إطار اتفاق سلام.
وأضاف:”الجولان كان مجرد عذر لإعلان حالة الطوارئ”، لكنه يرى أن على إسرائيل إعادة الجولان إلى سوريا، لأن “هذه الأرض ضرورية من أجل احترامنا لذاتنا. لكن أنا متأكد من أن الجميع يريد فقط أن يعيش بسلام”.
غليون لـ”ايلاف”: من حق المدنيين في سوريا الدفاع عن أنفسهم
بهية مارديني
أكّد أن النظام غير قادر على الوفاء بأية وعود
أكد الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري لـ”إيلاف” أن من حق المدنيين في سوريا الدفاع عن أنفسهم، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن النظام أثبت من خلال التجارب السابقة أنه غير قادر على الوفاء بأية وعود قدمها للمجتمع الدولي.
اسطنبول: اعتبر الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن العملية السياسية التي يخوضها كوفي أنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية ما زالت في بدايتها، ولكنه أكد من جانب آخر “أن النظام أثبت من خلال التجارب السابقة أنه غير قادر على الوفاء بأية وعود قدمها للمجتمع الدولي، وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال قبول تعهداته لأنها من وجهة نظر غليون “تهدف الى أمرين : أولهما كسب المزيد من الوقت ، وثانيهما تحسين مواقعه على الأرض” .
وأشار الى” أن المعارضة تنتظر الأفعال من النظام حتى نرى أن هناك إمكانية للدخول في عملية جديدة بالفعل” ، وشدد على “أن النظام لم يتوقف عن اجتياح القرى والمدن والمحافظات السورية وزاد من وتيرة القتل وصعّد من عملياته العسكرية”.
ورأى غليون” أن سلاح المقاومة هو الوسيلة للدفاع عن النفس ضد القتل المستمر للنظام ، وطالما استمرّ العنف فمن حق المدنيين في سوريا الدفاع عن أنفسهم.”.
وحول زيارة وفد أنان القادمة الى تركيا للقاء المعارضة السورية، قال” إننا ننتظر ، ومن المبكر الحديث عن طبيعة تلك المهمة” .
وكان أحمد فوزي المتحدث باسم أنان قال “انه يتعين على الرئيس السوري بشار الاسد تطبيق خطة أنان الآن”.
وأكد “لم نلاحظ وقف الاعمال الحربية ميدانيا ، وهذا يثير قلقنا الشديد”، وشدد على أنه “يتوجب على السلطات السورية تنفيذ الخطة سريعا”.
كما دعمت قمة دول مجموعة بريكس المنعقدة في العاصمة الهندية في بيانها الختامي ، جهود أنان للاستمرار في لعب دور بناء لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، معتبرة أن الحوار هو السبيل الوحيد للتوصل إلى حل للأزمة. فيما قال الرئيس السوري بشار الأسد، في رسالة للمجموعة نفسها ، إن سوريا تجاوبت مع المهمة التي كلف بها أنان، معتبرا” أنه لابد لإنجاح مهمته من أن يركز على تجفيف منابع دعم الإرهاب الموجه ضد سوريا وخاصة من قبل الدول التي أعلنت على لسان مسؤوليها دعمها للمجموعات المسلحة”.
وكان أنان طرح في اجتماعاته مع المسؤولين السوريين مقترحات ، بحسب مصادر سورية متطابقة ، نتكوّن من شقّين:الأوّل يحدد هدف مهمته ، وجاء تحت مسمّى “تصوّر أوّلي عام لآلية مراقبة وقف إطلاق نار، يصادق عليه مجلس الأمن”. والشق الثاني، يتفرّع عن “التصوّر العام” ويطرح ثلاث صيغ لتطبيقه، مع ترك الخيار لدمشق لاعتماد واحد منها كآلية متفق عليها للتطبيق والصيغة الأولى تنص على أن تتم المراقبة عن طريق 150 مراقباً عسكرياً تابعاً للأمم المتحدة، من دون مواكبة أمنية أممية والصيغة الثانية: 290 مراقباً عسكرياً تابعاً للأمم المتحدة مع 500 جندي أممي لمواكبتهم والصيغة الثالثة تقترح ألف مراقب تابع للأمم المتحدة بحراسة ألف جندي أممي.
وهناك تصور رابع ، بحسب المصادر ذاتها ، الا أن الوفد لا يزال يؤجل طرحه لها بانتظار نضوج مسار من المشاورات الدولية بشأنه ومفاده “توسيع صلاحية قوات الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، لتمكينها من تأمين الحماية العسكرية للمراقبين، بدلاً من إنشاء عملية حفظ سلام جديدة مع ما يتطلّبه ذلك من إجراءات طويلة الأمد، ومن آليات عمل مجلس الأمن” إضافة الى وجود تصوّر من ضمن رؤية أنان لتطبيق “آلية وقف النار”، يتلخص في “وثيقة تعهّد بوقف النار” تلتزم بها المعارضة والحكومة على السواء.
اشتباكات في دمشق.. والمعارضة تدعو الأسد لتسليم سلطاته للشرع
المتحدث باسم أنان للأسد: التنفيذ الآن.. والطرف الأقوى هو الذي يبادر * العقوبات الأميركية تطال وزير الدفاع ونائب رئيس هيئة الأركان ورئيس الحرس الرئاسي
بيروت: ليل أبو رحال وبولا أسطيح لندن: نادية التركي واشنطن: هبة القدسي
واصل النظام السوري قمعه للمحتجين الذين خرجوا في كامل أنحاء البلاد مطالبين بسقوطه، وشهدت بلدة جوبر المتصلة بحي العباسيين، في دمشق اشتباكات بين قوات الأمن والجيش النظامي و«الجيش الحر», كما خرجت مظاهرات في حي القدم «نادت بإعدام الرئيس بشار الأسد وتسليح الجيش الحر».
من جهته، دعا المجلس الوطني السوري الذي تفادى التعليق المباشر على مقررات القمة العربية التي انعقدت أول من أمس في العاصمة العراقية بغداد، إلى وضع خطة مجلس جامعة الدول العربية الداعية إلى تفويض الرئيس بشار الأسد صلاحياته إلى نائبه فاروق الشرع لبدء عملية انتقالية، موضع التنفيذ، مرحبا «بانعقاد القمة العربية في بغداد وما يحمله من دلالات على تضامن عربي».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن إضافة 3 أسماء من القيادات العسكرية السورية إلى قائمة العقوبات الأميركية, وتضم وزير الدفاع السوري داود راجحة، وكلا من نائب رئيس هيئة الأركان العماد منير أدنوف، ورئيس الحرس الرئاسي العميد زهير شاليش، المعروف أيضا باسم ذو الهمة شاليش.
وميدانيا شهدت سوريا أمس جمعة دامية جديدة حيث استمرت قوات الأمن والجيش النظامي السوري في دك المناطق الساخنة في البلاد بالقذائف المدفعية.
وبعد تراجع الأسد خطوة للوراء بعد موافقته على تنفيذ خطة المبعوث الأممي كوفي أنان مطالبا بأن توقف المعارضة القتال أولا وأن توقف الدول الأخرى، قال أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان في رد على تصريحات الأسد: «على الرئيس السوري أن يصدر أمرا بوقف إطلاق النار دون انتظار أن تتخذ المعارضة الخطوة الأولى», مؤكدا أن «التنفيذ يجب أن يتم الآن وأنــــــه على الطرف الأقــوى أن يبادر».
المجلس الوطني السوري يدعو لنقل صلاحيات الأسد إلى الشرع لبدء العملية الانتقالية
الشيشكلي لـ «الشرق الأوسط»: ندعو لسحب مبادرة أنان فورا واتخاذ خطوات تصعيدية لوقف العنف
بيروت: بولا أسطيح
اتفق النظام السوري مع قوى المعارضة هذه المرة على عدم الترحيب بالقرارات الصادرة عن القمة العربية التي انعقدت يوم الخميس الماضي في العاصمة العراقية بغداد. فبينما اعتبرت صحيفة «تشرين» السورية الحكومية مقررات القمة العربية «امتدادا لسياسة الأنظمة التي اختطفت منذ أكثر من عام مؤسسة الجامعة العربية»، خرج الناشطون في الداخل السوري في مظاهرات ضخمة تحت شعار: «خذلنا المسلمون والعرب».
بدوره، دعا المجلس الوطني السوري، الذي تفادى التعليق المباشر على مقررات القمة، إلى وضع خطة مجلس جامعة الدول العربية الداعية إلى تفويض الرئيس بشار الأسد صلاحياته إلى نائبه، فاروق الشرع، لبدء عملية انتقالية، موضع التنفيذ، مرحبا «بانعقاد القمة العربية في بغداد وما يحمله من دلالات على تضامن عربي نأمل في رؤيته يتعزز يوما بعد يوم مع تثبيت الديمقراطية في مجتمعاتنا العربية الناهضة من ركام الاستبداد».
وأضاف أن «المجلس الوطني السوري الذي رحب بخطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي أنان، كما رحب من قبل بالخطة العربية التي تنص على تفويض الأسد صلاحياته إلى نائبه من أجل البدء بأي مفاوضات لنقل السلطة إلى حكومة ديمقراطية، ينتظر أن تتحول الأقوال إلى أفعال لبدء تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة»، معربا عن الأمل «في أن يسهم ذلك في وقف الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري يوميا في حق أبناء شعبنا من قتل واعتقال وتهجير وتدمير وتجويع».
وبينما انتقد المجلس الوطني عدم دعوة ممثل عنه للمشاركة في أعمال القمة، «باعتباره يضم القسم الأكبر من قوى المعارضة»، شدد على «ضرورة السماح بالدخول الفوري لمنظمات الإغاثة العربية والدولية لإدخال المواد الغذائية والطبية التي باتت حاجة لأكثر من مليون من الشعب السوري، وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة وهيئاتها المختصة».
وكانت صحيفة «تشرين» الحكومية السورية علقت على مقررات القمة العربية باعتبارها «ليست سوى امتداد لسياسة الأنظمة التي اختطفت منذ أكثر من عام مؤسسة الجامعة العربية، والمستندة في تعاملها مع الأزمة السورية إلى إباحة التدخل العسكري الأجنبي، ودفع البلاد نحو حرب أهلية تنهكها وتنهي مشروعها القومي الذي يرعب الممالك والإمارات الصغيرة».
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها: «لذلك كان الموقف السوري الحازم والواضح بأنه لن يتم التعامل مع أي مبادرة عربية تناقش وتقر في ظل غياب سوريا».
تنسيقية حمص تناشد المنظمات الإنسانية التدخل لسحب جثث القتلى من الشوارع
مظاهرات حاشدة في جمعة «خذلنا العرب والمسلمون» وقوات النظام توقع عشرات القتلى والجرحى
بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»
بينما يدعو النظام السوري مؤيديه للمشاركة في مسيرة لدعم مواقفه، في ساحة السبع بحرات وسط العاصمة دمشق في مناسبة يوم الأرض في محاولة لتوجيه الأنظار إلى غزة والتضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر تحت الاحتلال، تستمر قوات الأمن والجيش النظامي السوري في دك المناطق الساخنة في البلاد بقذائف المدفعية، الأمر الذي لم يمنع خروج المتظاهرين السوريين إلى الشارع، في جمعة «خذلنا العرب والمسلمون» للتعبير عن عدم رضا، وتوجيه رسالة عتب على الدول العربية والإسلامية لعجزها عن «نصرة السوريين» ووضع حد للقتل الذي يستهدف المدنيين، وقالت لجان التنسيق المحلية إن أكثر من 33 قتيلا سقطوا بنيران القوات النظامية أمس، معظمهم في درعا ودير الزور.
وفي نداء إلى المنظمات الإنسانية، طالبت تنسيقية حمص في «لجان التنسيق المحلية» في سوريا بسحب الجثث من الشوارع، على خلفية «استمرار جرائم النظام المثيرة للاشمئزاز وبشكل يثير الذهول، وخصوصا جريمة منع الأهالي في حمص وغيرها من المدن السورية من سحب جثث أبنائهم». وناشدت «كل المنظمات العربية والدولية، لا سيما الهلال الأحمر والصليب الأحمر، التحرك فورا وإجبار قوات أمن وجيش النظام في حمص على السماح للأهالي، بمؤازرة عناصر هاتين المنظمتين، بسحب جثث شهدائنا وإكرامهم بتشييع ودفن لائقين بكرامة البشر، والضغط على النظام لإيقاف جرائمه بحق شعب طالب بالحرية، وصبر على التعذيب والتهجير والاعتقالات التعسفية لمدة تزيد عن عام».
وتوقفت التنسيقية في ندائها عند «ما حصل منذ 4 أيام في شارع أبو العوف في حي باب هود، فقد أطلقت قوات الأمن الرصاص على رجل وابنه الصغير وهما يعبران الشارع المذكور بسيارتهما الخاصة، فسقطا شهيدين، وعندما حاول أحد الشبان الأحرار إنقاذهما سقط شهيدا برصاص قناص الأمن المتمركز على مبنى المهندسين في نفس الشارع». وأوضحت أنه «منذ ذلك الوقت وحتى اللحظة يحبط قناصة قوات الأمن أي محاولة لسحب جثث الشهداء الثلاث المرمية في الشارع بإطلاق النار مباشرة على من يحاول ذلك، والأمر عينه ينطبق على جثث عدد كبير من الشهداء ما زالوا مرميين في شوارع المدينة منذ أيام، دون أي إمكانية لسحبها وإكرامها بدفنها بما يليق بكرامة الميت التي يوليها مجتمعنا وأعرافه عناية وتقديرا خاصين».
وأكدت أنه «لم يفاجئنا نظام العصابة المجرمة في سوريا بمستوى الإجرام الذي واجه به الحراك الشعبي الثوري، والذي بلغ حدا لا مثيل له في ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية والقتل تحت التعذيب في المعتقلات واستهداف الناشطين الإعلاميين والأطفال والسيدات»، معتبرة أن ذلك «يؤكد الطبيعة الإجرامية الحاقدة لدى قادة ومسؤولي وعناصر قوات أمنه وجيشه وشبيحته».
وكانت قوات الأمن السورية واصلت حملتها العسكرية أمس في مناطق سورية عدة مع سقوط عشرات القتلى والجرحى. وفي إدلب، شنت قوات الأمن حملة على بلدة جرجناز في ريف معرة النعمان. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «أصوات انفجارات وإطلاق رصاص سمعت في البلدة تبعتها حملة مداهمات وإحراق 4 منازل». وذكر أحد الناشطين أن القصف طال المشفى الميداني والمكتب الإعلامي التابع لمجلس قيادة الثورة في إدلب، والذي يستخدمه ناشطون لنقل الأخبار وبث المقاطع المصورة، مشيرا إلى عدم إمكانية مواجهة المنشقين للقوات النظامية في جرجناز «بسبب طبيعتها الجغرافية السهلية المنبسطة».
وتعرضت قرية دير سنبل في ريف إدلب لقصف من القوات النظامية أسفر عن سقوط جرحى مدنيين، كما دارت اشتباكات بينها وبين عناصر منشقين. وأفاد ناشطون أن «أكثر من 20 قذيفة سقطت صباحا على البلدة التي اقتحمتها القوات النظامية منذ 3 أيام وأحرقت منازل ومحال تجارية قبل أن تنسحب منها».
وفي بلدة كفرنبل في إدلب، أكد ناشطون أن قوات الأمن السورية اعتقلت عددا من المواطنين واستخدمتهم كدروع بشرية عند اقتحام البلدة. كما نشرت عددا من القناصين على أسطح الأبنية المرتفعة، بعد أن أغلقت مداخل البلدة ومخارجها.
وفي محافظة حمص، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى سقوط «15 قذيفة هاون صباحا على أحياء باب تدمر والصفصافة والحميدية وبستان الديوان في مدينة حمص، كما قتل شخص برصاص قناص في حي الخالدية الذي تعرض لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسمعت فيه أصوات انفجارات شديدة». وبثت مواقع الثورة السورية صورا التقطت أمس في حي الخالدية تظهر تصاعد أعمدة الدخان بعد تعرض الحي للقصف.
من جهتها، تحدثت لجان التنسيق المحلية عن اشتباكات صباحية «عنيفة في حي غرب المشتل في حماه بين الجيش الحر وجيش النظام»، كما شهدت بلدة الحواش في ريف حماه حركة نزوح واسعة.
وفي دمشق خرجت في بلدة جوبر المتصلة بحي العباسيين، في دمشق وقامت قوات الأمن والجيش النظامي بتفريقها قبل أن تقع اشتباكات بينها وبين الجيش الحر، وسقط عدد من القتلى وأصيب الكثير بجراح، كما فرض طوق أمني محكم على الحي.
واقتحمت قوات أمنية وعسكرية حي برزة، حيث نفذت حملة مداهمات للمباني المحيطة بالساحة التي تنظم فيها المظاهرات. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي قوله: إن «مظاهرة خرجت في حي جوبر في دمشق وعملت قوات الأمن على تفريقها قبل أن تقع اشتباكات بينها وبين منشقين، وخرجت مظاهرات في حي القدم نادت بإعدام الرئيس بشار الأسد وتسليح الجيش الحر»، لافتا إلى أن «قوات الأمن اشتبكت مع متظاهرين في حي الميدان وألقت قنابل مسيلة للدموع ونفذت حملة اعتقالات».
كما شهد حي العسالي انتشارا أمنيا كبيرا طال المسجد الموجود داخله. واعتقلت قوات الأمن عددا من الأشخاص الذين تظاهروا داخل المسجد. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى «انتشار أمني كبير في أحياء القابون والحجر الأسود وكفرسوسة»، لافتا إلى «خروج مظاهرات من 12 مسجدا في مدينة دوما في ريف دمشق واجهها الأمن بإطلاق النار». وفي عربين رفع متظاهرون لافتات كتب عليها «صامدون حتى آخر نقطة دم»، و«سوريا تنزف».
أفاد مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق بأن «تعزيزات كبيرة لكتائب الأسد والشبيحة، في ظل انتشار كثيف للقناصة ومحاصرة المساجد في معظم مناطق ريف دمشق، خصوصا في داريا وسقبا وقطنا ومعضمية الشام وزملكا وحرستا والتل وكفربطنا وكناكر وقدسيا والسبينة والكسوة والمقيليبة وببيلا وعرطوز ويلدا».
وكانت مدينة سقبا شهدت «منذ الصباح الباكر استنفارا وتشديدا أمنيا على الحواجز، في محاولة من الجيش الأسدي لمنع خروج أي مظاهرة، بالتزامن مع دخول تعزيزات أمنية من آليات ومضاد للطيران إلى المدينة».
كذلك، نفذت قوات الأمن السورية انتشارا أمنيا كثيفا في شارع زيتونة والبلدية وفي ساحة الحرية في معضمية الشام، في ظل انتشار للقناصة على أسطح المباني. وفي الزبداني، شيع الأهالي جثمان محمد أحمد غانم الذي قضى برصاص قوات الأمن أثناء استهدافها لمظاهرة خرجت تنديدا بالنظام.
وفي حلب، شنت قوات الأمن السوري حملة اعتقالات في أحياء السكري والفردوس والصالحين والمرجة. وقال المتحدث باسم «اتحاد تنسيقيات حلب» محمد الحلبي إن مظاهرات خرجت في مدينة حلب، لا سيما في أحياء السكري وصلاح الدين والميسر وبستان القصر والمرجة ومساكن هنانو والصاخور والأشرفية، حيث ردد المتظاهرون هتافات طالبت بإسقاط النظام وتسليح «الجيش السوري الحر» و«يا الله ما ظل غيرك يا الله».
وذكر الحلبي أن «معظم المظاهرات ووجهت بإطلاق الرصاص لتفريقها»، لافتا إلى أن حي الصاخور «الذي يشهد عادة مظاهرات كبيرة ضد النظام، تعرض لاقتحام سيارات الأمن حيث نفذت حملة اعتقالات».
وفي محافظة درعا ـ جنوب ـ اقتحمت قوات الأمن بلدة المسيفرة بالدبابات وسط إطلاق نار كثيف تزامنا مع مظاهرة خرجت بعد صلاة الجمعة، وجرى إطلاق نار كثيف أسفر عن وقوع الكثير من القتلى والجرحى، كما قامت القوات النظامية بإطلاق النار الكثيف على المظاهرات التي خرجت في مدينة درعا وبلداتها انخل داعل خربة الغزالة وغصم والحارة وتسيل، وشهدت الأخيرة حملة اعتقالات واسعة كما احتجز المصلون في الجامع الشمالي وتم الاعتداء عليهم بالضرب، وفي بلدة الحارة وقعت عدة إصابات من بينها امرأة وطفل صغير، وتم اعتقال المرأة المصابة مع اثنين من المصابين. وفي مدينة بصر الحرير منع الأهالي من إقامة صلاة الجمعة في معظم المساجد.
ألمانيا: وقف ترحيل اللاجئين السوريين «فورا»
يستفيد من القرار نحو 1350 سوريا
كولون (ألمانيا): ماجد الخطيب
قررت ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، وهي الأكبر بين الولايات الألمانية من ناحية عدد السكان (نحو 20 مليونا)، وقف الترحيل القسري للاجئين السوريين الذين رفضت طلبات لجوئهم في ألمانيا. ويستفيد من هذا القرار نحو 1350 سوريا مهددين بإجراءات الترحيل التي شملت الكثيرين منهم في السابق.
وقال رالف ييجر، وزير الداخلية في الولاية، إن ولايته تمتنع عن ترحيل اللاجئين إلى بلد يستخدم الممارسات الوحشية المستمرة ضد أبنائه. وأضاف أن على اللاجئين السوريين عدم الخشية من الترحيل، خلال الأشهر الستة المقبلة أيضا، معتبرا القرار «إشارة» واضحة إلى اللاجئين لضمان حقوقهم القانونية في ولاية الريان الشمالي فيستفاليا.
الوزير ييجر أكد، من العاصمة المحلية دسلدورف (غرب)، على أنه، وبعد انقضاء فترة الأشهر الستة، سيراقب تطورات الوضع بعناية، وسيقرر على أساسها احتمال تمديد هذا القرار. وحسب مصادر الوزير، فإن الولايات الألمانية عممت توجيهات «شفهية» بضرورة وقف ترحيل اللاجئين السوريين منذ شهر مارس الماضي، وهو ما دفعهم إلى منح هذا التعميم طبيعة تحريرية رسمية بحكم الوضع الإنساني الدقيق الذي يعاني منه أبناء الشعب السوري.
وبعث ييجر، وزملاؤه وزراء الداخلية الآخرين في الولايات، رسالة إلى وزير الداخلية الاتحادي هانز بيتر فريدريش يطالبون فيها بوقف ترحيل اللاجئين السوريين على المستوى الاتحادي، ووقف ترحيلهم إلى بلد ثالث «آمن» أيضا. وأوعز ييجر وزميله اوفه شونمان، وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى، وباعتبارهما منسقي مؤتمر وزراء الداخلية الألمان، بضرورة تعميم هذا الإجراء على مستوى الاتحاد الأوروبي.
وكانت وزارة الداخلية الاتحادية قد تعرضت إلى انتقادات شديدة من المنظمات الإنسانية، ومن ممثلي حزب الخضر والحزب الليبرالي، بسبب سياسة التهجير القسري ضد اللاجئين السوريين.
يذكر أن منظمة «برو أزول»، التي تدافع عن حقوق اللاجئين في ألمانيا، تحدثت قبل شهرين عن ترحيل 200 سوري بالضبط عام 2010 إلى المجر، أو مباشرة إلى سوريا. وتوقع المتحدث باسم المنظمة أن يكون هذا العدد قد ارتفع مجددا، لأن عدد حالات الترحيل القسري للسوريين، حتى مارس 2011، ارتفع إلى 160 حالة (نساء ورجال). وكان بين المرحلين قسرا اثنان من الهاربين من الجيش السوري بسبب الأحداث الأخيرة.
الجيش الحر يطلق سراح عميد محتجز مقابل جثث 20 «شهيدا»
فايز عمرو لـ «الشرق الأوسط»: التفاوض تم بوساطة وجهاء دوما
لندن: نادية التركي
أكد العميد المنشق عن الجيش السوري فايز عمرو، الذي انضم لصفوف الجيش السوري الحر، أن الجيش الحر وبعد مفاوضات مع النظام السوري قبل بإطلاق سراح العميد نعيم خليل عودة، الذي ينتمي لصفوف قوات الجيش السوري، مقابل إعادة النظام جثث 20 «شهيدا». وقال في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس إن «مجموعة الجيش الحر بدوما بريف دمشق حاولت التفاوض في البداية أملا في التمكن من تحرير 30 معتقلا، لكن النظام رفض إطلاق سراحهم». وأشار عمرو إلى أنه خلال التحقيق معه تبين أن العميد المأسور غير متورط في دماء الأبرياء، وقال عمرو إن العميد الذي أسر يعمل في قيادة المنطقة الوسطى في مدينة حمص، وإنه تم اعتقاله في دوما في دمشق، وإن الجيش الحر اعتقله منذ أكثر من 10 أيام و«تم إطلاق سراحه ليلة أول من أمس، أو أمس صباحا، لقاء الحصول على جثة 20 شهيدا، لما تبين أن يديه غير ملوثتين».
وقال فايز عمرو إن التفاوض تم عن طريق وساطة وجهاء في مدينة دوما و«رجال دين محترمين».
71 دولة تشارك في مؤتمر أصدقاء سوريا.. وأنان يدعو الأسد إلى التنفيذ «الفوري» لخطة السلام
دبلوماسيون بالأمم المتحدة: إرسال فريق من إدارة حفظ السلام إلى دمشق قريبا لمراقبة وقف إطلاق النار
واشنطن: هبة القدسي
يتوافد اليوم عشرات من الدبلوماسيين من مختلف أنحاء العالم لحضور مؤتمر أصدقاء سوريا في إسطنبول حيث يشارك في المؤتمر ممثلون عن 71 دولة من أجل التوصل إلى تدابير لدفع النظام السوري إلى التنفيذ الفوري لخطة السلام التي اقترحها المبعوث الأممي كوفي أنان وأعلن الرئيس بشار الأسد موافقته على تنفيذ الخطة يوم الثلاثاء الماضي.
وتشارك وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في المؤتمر بوفد يضم عددا من كبار المسؤولين بالخارجية الأميركية، ويشارك أيضا وزراء خارجية كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والدنمارك. ويغيب المبعوث الأممي كوفي أنان عن المؤتمر لارتباطه بتقديم إفادته عن الوضع السوري في جلسة مغلقة أمام مجلس الأمن يوم الاثنين. ويوفد أنان نائبه ناصر القدوة ومعه فريق من مكتب أنان إلى المؤتمر في مهمة تستهدف إجراء حوارات متعددة مع المعارضة السورية ومناشدتهم إلقاء السلاح والبدء في الحوار. ويغيب عن المؤتمر كل من روسيا والصين. كما من المتوقع أن تغيب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بسبب موقف تركيا من رفض وفد قبرص (اليونانية) لحضور الاجتماع.
وقد تراجع الأسد خطوة للوراء بعد موافقته على تنفيذ خطة المبعوث الأممي كوفي أنان مطالبا بأن توقف المعارضة وقف القتال أولا وأن توقف الدول الأخرى تمويل وتسليح جماعات المعارضة وقال: إن هناك ملاحظات حول الخطة يريد التفاوض حولها.
وعلق أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان على تصريحات الأسد قائلا: «على الرئيس السوري بشار الأسد أن يصدر أمرا بوقف إطلاق النار دون انتظار أن تتخذ المعارضة الخطوة الأولى». وأضاف: «لم نر وقفا للأعمال العدائية على أرض الواقع وهذا يشكل مصدر قلق كبيرا لنا، ونتوقع من الأسد تنفيذ هذه الخطة فورا لأن الموعد النهائي هو الآن».
وقال فوزي في تصريحات للصحافيين يوم أمس «إذا قرأتم الاتفاق فإنه يطالب الحكومة السورية تحديدا بسحب قواتها ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان، والمعنى الضمني الواضح هنا هو أن على الحكومة السورية أن تتوقف أولا عن أعمال العنف ثم يتم مناقشة وقف أعمال العنف من الطرف الآخر (المعارضة)».
وشدد فوزي قائلا: «هذا أمر منطقي، أن نناشد الطرف الأقوى بأن يقوم بخطوة تثبت حسن النية وأن يبدأ بوقف القتل، ونحن متأكدون أنه إذا حدث ذلك فإن المعارضة ستقوم بنفس الخطوة». ورفض فوزي الإشارة إلى الإجراءات التي سيقوم بها المبعوث الأممي كوفي أنان إذا استمرت أعمال العنف وقال: «لا أستطيع أن أقول لكم ما هي الخطوات المقبلة، سوف يطلع أنان مجلس الأمن – عبر دائرة تلفزيونية من جنيف – حول تطورات الوضع في سوريا وسوف نتحرك بناء على ذلك».
وشدد على أهمية توحيد المجتمع الدولي وراء خطة أنان التي تدعو لوقف القتال من جانب جميع الأطراف تحت إشراف الأمم المتحدة. وأشار فوزي إلى زيارات مرتقبة سيقوم بها كوفي أنان لزيارة طهران والرياض، موضحا أنه لم يتم بعد تحديد موعد هذه الزيارات، كما لمح إلى احتمالات لزيارة أنان لسوريا مرة أخرى وقال: «سيعود أنان أيضا إلى سوريا حينما يحين الوقت المناسب لذلك».
في الوقت نفسه، قال دبلوماسيون غربيون إن إدارة حفظ السلام بالأمم المتحدة سترسل فريقا إلى دمشق خلال الأيام المقبلة للبدء في وضع خطط لبعثة محتملة لمراقبة أي وقف لإطلاق النار قد يتم التوصل إليه في سوريا.
وقال الدبلوماسيون – الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم – إن التخطيط لبعثة للمراقبين في سوريا ما زال في مرحلة أولية جدا وإن من غير الواضح هل سيجري فعلا نشر مثل هذا البعثة. وقال الدبلوماسيون إن الفكرة التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان تتضمن نشر بعثة تتكون من 200 إلى 250 مراقبا يجري الاستعانة بهم من بعثات الدول للمنظمة الدولية والمنتشرة بالفعل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وأشاروا إلى أن بعضا من المراقبين سيكونون من العرب. فيما قال دبلوماسي غربي «إننا بعيدون جدا عن تحقيق سلام، حتى يتم الحفاظ عليه».
ولنشر بعثة مراقبة غير مسلحة في سوريا يستلزم الأمر إصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهو ما يتطلب تصويتا بالإجماع من أعضاء المجلس دون اعتراض أو تصويت بالفيتو من كل من روسيا والصين – اللتين صوتتا مرتين ضد قرارين يدينان حملة القمع في سوريا – أو على الأقل الامتناع عن التصويت. وقال دبلوماسي آخر بمجلس الأمن إنه لكي تحصل الخطة على موافقة روسيا والصين فإنه يتعين أن تقبلها سوريا أولا.
في سياق متصل، دعت منظمة اليونيسكو إلى حملة لحماية التراث الثقافي في سوريا، وحثت أطراف النزاع إلى ضمان حماية التراث الثقافي للبلاد. وقالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة والتربية (اليونيسكو) إيرينا بوكوفا «عدد من التقارير تحدثت عن تهديدات للتراث الثقافي السوري بسبب النزاع الحالي، وأود أن أعرب عن عميق قلقي للأضرار التي يمكن أن تصيب هذه المواقع القيمة»، وأضافت: «أدعو كافة الأطراف المتورطة في النزاع إلى ضمان حماية هذا الإرث الثقافي الاستثنائي الذي تضمه سوريا، فالأضرار التي تلحق بتراث هذه البلد هي مثل الجروح التي تصيب نفسية شعبها وهويتها».
ودعت بوكوفا دمشق إلى احترام اتفاقيات حماية الممتلكات الثقافية ومنع إخراجها بصورة سرية من البلاد. وأبدت مديرة اليونيسكو استعداد المنظمة لتقديم المساعدة من خلال تقييم الأضرار ووضع خطط لحمايتها.
وتضم قائمة اليونيسكو للتراث العالمي 6 مواقع أثرية في سوريا هي مدينة دمشق القديمة والبصرة القديمة وتدمر وحلب القديمة وقلعة صلاح الدين، والقرى الأثرية في شمال سوريا. وقد طالب معارضون سوريون قبل أسبوع اليونيسكو بالتحرك الفوري من أجل وقف تدمير المعالم الأثرية في سوريا متهمين النظام السوري بأنه يستهدفها أثناء عملياته العسكرية. وأشار المعارضون إلى أن القوات السورية قامت بقصف الجامع العمري في درعا، الذي يعود تاريخه إلى عهد الإسلام الأول، وكنيسة القديس إليان الحمصي في مدينة حمص.
قائد المجلس العسكري في محافظة حمص وريفها: جيش النظام منهك ومعنوياته منهارة
قاسم سعد الدين: الذخيرة متوفرة ولكن نفتقر لبعض الأسلحة النوعية
لندن: نادية التركي
أكد العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين قائد المجلس العسكري في محافظة حمص وريفها الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل السوري، أن «جيش النظام منهك ومعنوياته منهارة وأثناء الاشتباكات يهرب أمام الجيش الحر ويترك أسلحته وعتاده». وعن وجود تنسيق بين الجيش الحر في الداخل والخارج أوضح «بالتأكيد هناك تنسيق وتم إصدار بيان بذلك». وحول المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام والتي تقول بنفاد ذخيرة الجيش الحر قال سعد الدين إن هذا «عار عن الصحة، الذخيرة متوفرة ولكن نفتقر لبعض الأسلحة النوعية»، مؤكدا أن الأسلحة تأتيهم من خارج البلاد، وأنهم يحتاجون لأسلحة نوعية مضادة للدروع والطيران في الوقت الحالي. وعن أسلوب عملهم في مواجهة قوات النظام السوري قال «نحن نعتمد منذ اللحظة الأولى الحرب الدفاعية المنظمة، استراتيجيتنا هي ضرب المقرات التي تدير آلة القتل ضد شعبنا الأعزل».
وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني أجاب من خلالها عن أسئلة وجهتها له «الشرق الأوسط»، قال سعد الدين إن مصادر أسلحة الجيش الحر «كانت غنائم لنا من الجيش النظامي، بالإضافة إلى شراء أسلحة وذخائر من ضباط وأفراد الجيش النظامي».
وأضاف أنه يعتبر أن الدور السياسي والدور العسكري مكملان لبعضهما البعض، قائلا «نحن نؤيد أي جهة شريفة تدعم الشعب السوري الأعزل في الدفاع عن نفسه ونيل حريته».
كما أكد أن دورهم «دفاعي عن هذا الشعب». وعن تشكيل «القيادة المشتركة» في الداخل، قال إن هذا «يسهل التواصل بين القيادات وينسق العمل الميداني.. هذا التواصل يمنع الخلافات وشق الصف».
وحول وجود أي مفاوضات بينهم وبين النظام قال «». وختم العقيد رسالته قائلا «نناشد جميع الضباط وضباط الصف والأفراد من جيش النظام، الانشقاق عنه حتى لا تكونوا شركاء بالقتل ضد شعبكم الأعزل».
قوة الإنترنت أتاحت التواصل مع النشطاء السوريين
جذور رقمية هائلة وراء اندلاع الانتفاضة السورية
نيويورك: كريس بالمر ودانيال مدينا*
يريد كرم نشار الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. يستيقظ نشار كل يوم قبل الفجر ويبدأ العمل مع ناشطين آخرين في وضع استراتيجيات المعارضة ونقل رسالتهم إلى وسائل الإعلام العالمية وتنسيق تهريب البضائع إلى داخل سوريا لدعم الثورة. يقوم نشار وأصدقاؤه بالدردشة على الإنترنت أو في الغرف الخلفية للمقاهي. يقول نشار، الذي يبلغ من العمر 29 عاما «أريد بناء دولة جديدة. ليس هناك سبيل للتراجع، فنحن نريد التخلص من هذا النظام».
جدير بالذكر أن نشار لا يعمل من حمص أو دمشق أو أي مدينة سوريا أخرى فرضت عليها قوات الأسد حصارا خلال العام الماضي، لكنه ينفذ تلك العمليات من شقة في آبر ويست سايد في نيويورك أو من أي مكان به شبكة «واي فاي».
أتاحت قوة الإنترنت لنشار التواصل مع النشطاء السوريين من شتى أنحاء العالم، في الوقت الذي يستكمل فيه رسالة الدكتوراه الخاصة به في التاريخ في جامعة برنستون، ويقوم بالتدريس في كوبر يونيون. اندمج نشار في المجتمعات الرقمية في محاولة لإحداث تأثير على الأرض في سوريا، على الرغم من أنه يعيش بعيدا عن سوريا بآلاف الأميال.
يقول نشار، مشيرا إلى العام الماضي «أتذكر أنني كتبت حالتي لأول مرة على موقع (فيس بوك) في يوم 17 مارس (آذار)، بعد يومين فقط من انطلاق أولى المظاهرات في سوريا». ويضيف «أدركت أنه كان هناك بعض المعارضين لي، ولذا تساءلت: لماذا لا نتحد معا ونشكل مجموعات خاصة بنا، حيث يستطيع الناس أن يجتمعوا معا لمساندة الثورة بصورة ملموسة؟».
يتمثل محور هذا المجتمع الافتراضي في مجموعة خاصة على «فيس بوك» تم إطلاقها العام الماضي من قبل طالبة دراسات عليا في جامعة كولومبيا، والتي تقوم بتعريف نفسها باسم «فاطمة» فقط خوفا من ارتكاب أعمال انتقامية ضد أقاربها في سوريا. قام المسؤولون عن تلك الصفحة بفحص الصفحات الشخصية للأعضاء المحتملين الراغبين في الانضمام إلى الصفحة واستخداماتهم السابقة لمواقع التواصل الاجتماعي. وبعد عام من إطلاقها، تحولت الصفحة إلى شبكة هائلة لها نقاط التقاء في سوريا وبيروت ولندن ونيويورك وبعض الأماكن الأخرى. تقول فاطمة، التي نشأت في دمشق «لم أتخيل أبدا عدد المشروعات التي سينهض بها الناس».
تعمل تلك المجموعة يدا بيد مع لجان التنسيق المحلية ومجموعات من النشطاء المنتشرين في شتى أنحاء المدن السورية. ويقول نشار إن عضو اللجنة يطلب من المجموعة بعض المواد المحددة، ثم يقوم المتطوعون بجمع الأموال عن طريق تنظيم بعض الأحداث – مثل حفل موسيقي في نيويورك أو محاضرة في كاليفورنيا – أو حتى ببساطة عن طريق أن يطلبوا من بعض الأصدقاء وأفراد الأسر المساهمة. يتم إيداع تلك الأموال في حساب مصرفي قام بفتحه بعض النشطاء المغتربين. ويقوم متطوعون آخرون بسحب الأموال لشراء المواد المطلوبة – عادة ما يتم ذلك في مناطق مثل دبي أو المملكة العربية السعودية – لتجنب شحن تلك المواد لمسافات طويلة.
وأخيرا، يتم نقل تلك البضائع إلى سوريا عن طريق مهربين مستأجرين وتسليمها إلى النشطاء هناك. تتضمن تلك المواد التي يتم تسليمها هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية، والتي قد تصل تكلفة الواحد منها إلى 2.000 دولار، وبعض علب «كويك كلوت»، وهو عبارة عن شاش يساعد في وقف النزيف، وتصل تكلفة العبوة التي تحتوي على 10 قطع عرض القطعة بوصتان مربعتان إلى 105 دولارات.
وعلى الرغم من ذلك، فإنه غالبا ما كانت تقوض جهود المجموعة في الأسابيع الأخيرة كنتيجة للقمع الوحشي من قبل الحكومة، حيث تم قتل أو إلقاء القبض على الوسطاء الموجودين في سوريا الذين يقومون بتسلم تلك الإمدادات على الحدود التركية وينقلونها إلى معاقل المعارضة، وذلك أثناء قيامهم بتلك المهام. وتقوم المجموعة بدفع «رواتب» رمزية للنشطاء في سوريا الذين فقدوا وظائفهم المعتادة ومبالغ مالية لبعض للأسر التي فقدت منازلها أو قتل أحد أفرادها.
وفي اجتماع عقد الشهر الماضي خلف مقهى يقع في ميد تاون، جلست فاطمة ونشار وآخرون مع مبعوثي المجلس الوطني السوري، جماعة معارضة رئيسية في المنفى، لمناقشة إيجابيات وسلبيات تدريب ميليشيات من المواطنين. ومع استمرار تدهور الوضع في سوريا وتزايد خوف فاطمة ونشار وآخرين على سلامة أقاربهم وأصدقائهم هناك، فقد تكون توترات وتناقضات الحياة في صفحة ثورية على «فيس بوك» هائلة.
قال نشار متحدثا عن النشطاء المغتربين «نحن نشعر بالذنب لأننا نوجد هنا. وعلى الرغم من أننا نشارك بكل ما نمتلكه في تلك الثورة، فإننا ما زلنا نعيش في أمان نوعا ما. ولذا نفكر في أنه ربما يتوجب علينا العودة إلى وطننا أو أن يتم تهريبنا إلى سوريا لكي نقوم بكل تلك النشاطات هناك».
* خدمة «نيويورك تايمز»
الحكومة الكردية تنفي أن أكرادا سوريين يتدربون في الإقليم
الناطق الرسمي باسم مجلس شعب غرب كردستان لـ «الشرق الأوسط»: من حقنا أن نشكل مجاميع شعبية للدفاع عن أنفسنا
أربيل: شيرزاد شيخاني
نقلت مصادر إعلامية متعددة تقارير عن وجود معسكرات لتدريب الشباب الكردي السوري بإقليم كردستان وإعدادهم للدفاع عن المناطق الكردية بسوريا في حال انزلاق البلد إلى حرب أهلية، أو زج القوات الأمنية السورية بالمنطقة، وهذا ما نفاه مسؤول رفيع المستوى بحكومة الإقليم، بينما أكده مصدر قيادي كردي سوري.
كانت الأنباء قد تحدثت عن تلقي أكثر من 330 من الشباب الكردي، والعدد في ازدياد مستمر، لتدريبات في معسكر تابع للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني، كانت القوات الكورية الجنوبية المؤتلفة ضمن قوات التحالف الدولي التي شنت حربا على النظام العراقي السابق عام 2003 تشغله في إقليم كردستان. وأشارت تلك التقارير إلى أن «الهدف من إجراء التدريبات هو تهيئة الشباب الكردي للدفاع عن المناطق الكردية في حال تطورات الأوضاع هناك باتجاه مواجهة القوات الأمنية السورية، أو تحول الصراع الحالي إلى الحرب الأهلية».
ولاستجلاء حقيقة الموقف اتصلت «الشرق الأوسط» بالمتحدث الرسمي باسم قيادة قوات حرس الإقليم الأمين العام لوزارة البيشمركة بحكومة الإقليم، اللواء جبار ياور، الذي أكد أنه «لا صحة لهذه التقارير؛ فالمبدأ الأساسي لحكومة الإقليم في تعاملها مع أحداث المنطقة هو عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد مجاور للعراق، خصوصا في الشأن السوري الذي يواجه تعقيدات كثيرة، وفي الوقت الذي ترحب فيه قيادة وحكومة إقليم كردستان بكل تغيير يؤدي إلى تلبية مطالب الشعب في أي بلد كان، فإنها تؤكد ضرورة أن يكون ذلك التغيير عن طريق النضال السلمي والديمقراطي، وليس عن طريق العنف المسلح، ومن هذا المنطلق فإن قيادة الإقليم لا تدعم أي قوة كردية كانت أو غيرها للجوء إلى التسلح والعنف، فلا هي تقدم مساعدات تسليحية ولا تدريبية لأي طرف في الصراعات الدائرة بالمنطقة». ولم ينف اللواء ياور استعداد حكومة الإقليم لاستقبال وإيواء الهاربين من النظام السوري من الأكراد وقال: «من الناحية الإنسانية أبوابنا مفتوحة لاحتضان أي مواطن كردي سوري يلجأ إلى إقليم كردستان وإيوائه لحين انجلاء الموقف في المناطق الكردية بسوريا، لكننا لن نتدخل بأي شكل من الأشكال بتسليح أو تدريب هؤلاء الهاربين من النظام؛ لأننا نلتزم بمبادئ حسن الجوار واحترام حقوق الدول».
وعلى الرغم من النفي الحكومي لهذه التقارير، لكن الناطق الرسمي باسم مجلس شعب غرب كردستان، شيرزاد اليزيدي، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه لحماية المناطق الكردية داخل سوريا، فإن هناك مجاميع تتشكل حاليا تحت اسم «لجان الحماية الشعبية» للدفاع عن السلم الاجتماعي في المناطق الكردية، والاستعداد للإمساك بزمام الأمور في حال تدهورت الأوضاع في تلك المناطق. وقال اليزيدي، الناطق باسم المجلس القريب من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهو الجناح المحسوب على حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، الذي يحظى بشعبية واسعة في المناطق الكردية بسوريا ويعتبر الحزب الأكثر تنظيما وتسليحا هناك: «إن اتفاقية وُقعت مؤخرا بين المجلس الوطني الكردي السوري ومجلس شعب كردستان تقضي بالشروع في تأسيس لجان ميدانية مشتركة في مختلف المناطق الكردية للدفاع عن الشعب الكردي في حال انزلاق البلد إلى الحرب الأهلية، أو في حال إرسال القوات الأمنية التابعة للنظام إلى المناطق الكردية وقيامها بقمع المواطنين كما يحدث في بقية مدن سوريا، وكذلك لمنع تدفق أو تسلل المسلحين من المناطق الأخرى ونقل معاركهم إلى المناطق الكردية؛ فمناطقنا تحاذي الكثير من المدن السورية التي تشهد صراعات مسلحة، وينبغي علينا أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري في مناطقنا، خصوصا أن البلاد تتجه نحو الحرب الأهلية جراء تعنت النظام الحالي واستمرار آلته القمعية بحصد أرواح المواطنين وبشكل يومي، وعليه من حقنا أن نشكل مجاميع شعبية للدفاع عن أنفسنا». وأشار متحدث مجلس شعب غرب كردستان إلى أن «تلك القوات الشعبية بدأت بالفعل بوضع الحواجز في الطرق الخارجية التي تربط المناطق الكردية ببقية المدن السورية، وذلك لقطع الطريق أمام المسلحين من القوى الأخرى للتسلل إلى مناطقنا ونقل معاركهم إلينا، كما أن تلك المجاميع مجهزة حاليا لحماية الحارات والمدن من أي تهديدات أمنية». وأضاف أن «مظاهرات يوم (جمعة الحقوق القومية الكردية فوق كل المجالس) كانت رسالة واضحة إلى الآخرين بوحدة الموقف الكردي واستعداد الجميع للدفاع عن الشعب وعن المناطق الكردية، وكانت رسالة أيضا لمؤتمر إسطنبول الذي فشل في تحقيق التوافقات الوطنية بسوريا وتشكيل قيادة موحدة للمرحلة المقبلة من الحراك الشعبي السوري». وكان زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، صالح مسلم، قد أعلن، في تصريحات نشرها موقع «سبةي» الكردي، أن «الحزب لا يدعم النظام الحالي بسوريا بقيادة بشار الأسد، لكنه يعارض أي تدخل أجنبي في الشأن السوري.
«الخزانة» الأميركية تضم وزير الدفاع السوري واثنين من كبار المسؤولين إلى لائحة العقوبات
داود راجحة مؤمن بأن سوريا تتعرض لمؤامرة.. ويتهم الغرب
واشنطن: هبة القدسي
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن إضافة ثلاثة أسماء من القيادات العسكرية السورية إلى قائمة العقوبات الأميركية. وقال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزنة إن الأسماء تضم وزير الدفاع السوري داود راجحة (مواليد 1948) الذي تولى منصبه في أغسطس (آب) 2011 خلفا للعماد علي حبيب. كما تضم قائمة العقوبات اسم كل من نائب رئيس هيئة الأركان العماد منير أدنوف (مواليد 1951)، ورئيس الحرس الرئاسي العميد زهير شاليش، المعروف أيضا باسم ذو الهمة شاليش (مواليد اللاذقية عام 1956) والمعروف عن وزير الدفاع السوري داود راجحة إيمانه الراسخ بأن سوريا تتعرض لمؤامرة وحرب تستهدف كيانها، واتهم الغرب باختلاق الأحداث. ويعد راجحة أحد أبرز المسؤولين السوريين عن عمليات القتل والقمع، وهو ما جعل اسمه يندرج في قائمة العقوبات الأوروبية والأميركية. وتشير تقارير إخبارية إلى أن وزير الدفاع السوري قام بزيارة روسيا سرا لإبرام عقود جديدة للسلاح، وقام بزيارة الأسطول الروسي عند زيارته مرفأ طرطوس. وهو أول مسيحي يصل إلى رتبة وزير الدفاع منذ وصول حزب البعث إلى الحكم في سوريا. وتقول التقارير عن رئيس هيئة الأركان منير أدنوف إنه مسؤول بشكل مباشر عن قمع المدنيين في سوريا. أما رئيس الحرس الرئاسي العميد زهير شاليش، فهو ابن عمة الرئيس بشار الأسد، وكان مرافقا شخصيا للرئيس الراحل حافظ الأسد. ومعروف بنفوذه الواسع وامتلاكه لعدد كبير من الشركات التجارية وشركات المقاولات والاتصالات. وقد اتهمته صحيفة «لوس أنجليس تايمز» في عام 2003 بأن شركته (إس آي إس إنترناشيونال كوربوريشن) التي يملكها مع ابن أخيه آصف عيسى شاليش كانت القناة الرئيسية لنقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى بغداد بصورة غير مشروعة بين عامي 2000 و2003.
نادل في مطعم اختار مقاومة النظام إلكترونيا
«أمير الفيس بوك» متفرغ لبث أخبار الثورة السورية
بيروت: «الشرق الأوسط»
يقضي ناجي، وهو ناشط سوري يعيش في لبنان، 16 ساعة يوميا متابعا أخبار الثورة السورية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». يتابع التفاصيل اليومية، وتطورات الأحداث في مدينتي إدلب وحمص، ويغذي بها صفحته الخاصة التي وصل عدد زائريها إلى خمسة آلاف.
ناجي، الذي يفضل أصدقاؤه تسميته بـ«أمير الفيس بوك»، يقيم في لبنان منذ ثلاثة أشهر، وجاء إلى بيروت بعدما انتهى عقد عمله في إحدى دول غرب أفريقيا. فور عودته، زار قريته ريف حمص وشاهد «الفظائع»، كما يقول، فترك زوجته وطفله هناك، واختار أن يكون «مقاوما» على طريقته، إذ حول عمله من نادل في مطعم، إلى ناشط على «فيس بوك» لا يتقاضى فلسا واحدا بدل أتعابه.
يقول ناجي لـ«الشرق الأوسط»: «لم تكن فكرة نقل الأخبار إلى (فيس بوك) واردة قبل أن أزور قريتي. الصورة التي نقلها الإعلام إلينا، لم تقنعنا فعلا بأن القتل يمارس بهذه الفظاعة، ولم تغير معلومات وسائل الإعلام المتناقضة قناعاتنا، ولم تزح أثر ثقافتنا القديمة بأن هذا النظام ممانع، ويتعرض لمؤامرة.. لكن المشاهد التي شاهدتها، والتفاصيل التي عاشها السكان وأخبروني عنها أثناء زيارتي إلى قريتي، بدلت وجهة نظري تجاه الأشياء، فاخترت طريق مقاومة هذا النظام إلكترونيا، وفضح ممارساته أمام الملأ».
يستقصي ناجي المعلومات من معارفه وأصدقائه، ويتابع يوميا عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع الناشطين الميدانيين الأخبار الميدانية، ويغذي بها صفحته التي تطورت، وباتت أكثر من صفحة تنقل أخبار المحافظات السورية التي تشهد حملات عنف.. ويقول: «حين تغلق السلطات منافذ الإنترنت، نلجأ إلى بدائل إلكترونية لا يستطيع النظام إغلاقها أو منعها، ونبقى جاهزين دائما لاعتماد تلك البدائل عبر فتح الصفحات على أرقام ورموز خاصة، يصعب عليه تتبعها، لكنها غير قادرة على تحميل مقاطع الفيديو».
لمقاطع الفيديو هذه أيضا حساباتها، إذ يشير ناجي إلى أن ضعف الشبكة وتعرضها للرقابة المستمرة، «دفعنا لأن نحملها إلى لبنان». ويحصل عليها، كما بعض الناشطين، عبر «سوريين قادمين من سوريا، يهربونها مخزنة في بطاقات ذاكرة مخفية بين الأمتعة أو في مواقع سرية في السيارات، ونعمل على تحميلها إلى شبكات التواصل الاجتماعي في بيروت».
المشاهد التي رآها في حمص، كما يقول، «أكثر قساوة مما عرضته وسائل الإعلام»، مشيرا إلى أن «لا طاقة على بثها، لأننا لم نتمكن من تصويرها خوفا من اعتقالنا»، لكن تلك المشاهد «أبلغ من الوصف، وتفوق كل التصورات لناحية الدمار الهائل، والنساء الثكالى، والأطفال المشردين». وأضاف: «هذه التفاصيل الإنسانية، غيرت رأيي ورأي كثيرين تجاه النظام، وجعلتنا أكثر تعاطفا مع هؤلاء الضحايا، ونريد أن يسقط النظام كرمى لعيونهم».
سرية عمله، أبقت عائلته محمية، حيث «لا يعرف أحد أنني أقوم بهذا النضال، باستثناء بعض المقربين».
ويتوقف عن متابعة أخبار الثورة ونشرها ثلاثة أيام فقط في الأسبوع لدواعي العمل، حيث يعمل نادلا في أحد مطاعم بيروت، ويجني مالا «بالكاد يكفي عائلتي للعيش في سوريا».
وزير الخارجية التركي: مؤتمر «أصدقاء سوريا» سيرفع مستوى الاعتراف بالمجلس الوطني.. وسيتخذ «خطوات عملية»
أحمد داود أوغلو في حوار لـ«الشرق الأوسط»: المنطقة العازلة يجب أن لا تكون حدودية.. بل تشمل المدن غير المحظوظة
ثائر عباس
رأى وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أن «مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني» الذي تستضيفه بلاده غدا يجب أن يخرج بنتائج محددة وخطوات عملية لدعم الشعب السوري في الداخل والخارج، وتقوية اتصالات المعارضة السورية بين الداخل والخارج «على جميع المستويات». وإذ رأى الوزير التركي في حوار مع «الشرق الأوسط» أن مسألة «المنطقة العازلة» و«الممرات الآمنة» هي بيد المجتمع الدولي، وتحديدا مجلس الأمن، أكد أن بلاده مستعدة للإسهام في هذين الخيارين إذا ما تم التوافق عليهما لمساعدة الشعب السوري، لكنه رأى أن المنطقة العازلة لا يجب أن تكون على الحدود فقط، بل يجب أن تتوسع لتشمل السوريين الموجودين في المدن «غير المحظوظة» أي تلك البعيدة عن الحدود مثل حماه وحمص واللاذقية وحلب، ليخلص إلى أنه «إذا كان هناك عدم استقرار كبير على حدودنا، فبالتأكيد لن نستطيع البقاء متفرجين، فسنراقب هذه النشاطات وكيف تتطور، وإذا كان هناك دفق هائل من اللاجئين (و20 ألفا ليس بالرقم القليل) فبالتأكيد سوف نأخذ خطواتنا الخاصة».
وأكد الوزير التركي أن مستوى الاعتراف بالمجلس الوطني سوف يتحسن بالتأكيد خلال هذا المؤتمر، داعيا الأكثرية الإسلامية إلى المسارعة إلى تطمين الأقليات على مصير مشاركتها في النظام المقبل وحرية ممارستها الشعائر الدينية. محددا للأكراد السوريين سقفا لمطالبهم يتمثل في «وحدة الأراضي السورية».
ونبه داود أوغلو إلى ضرورة عدم السماح للنظام باستغلال مبادرة المبعوث الدولي – العربي، كوفي أنان، لـ«مزيد من القتل»، قائلا: «ما تعلمناه من خبرتنا أن أي مبادرة جديدة، تعني للنظام وقتا جديدا لقتل المزيد. لذلك نحن ندعم خطة أنان كنقطة بداية، فالخطوات الـ6 لا تحل شيئا، إنها مجرد تحضير للبدء بعملية ما».
الحوار تنقل في ما بين مكتب الوزير التركي في إسطنبول، وطائرته الخاصة في الرحلة بين عاصمتي تركيا السياسية، أنقرة، والاقتصادية – الدبلوماسية، إسطنبول، ليحط رحاله أخيرا في فيللا وزارة الخارجية في أنقرة، حيث كان الوزير يستقبل قبيل الحوار البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي قدم إليه وثائق تتحدث عن انتهاكات بحق المسيحيين من قبل «مسلمين متطرفين» في سوريا، بينما كان هم الوزير داود أوغلو منصبا على نصح البطريرك بأن يجعل رحلته إلى جنوب قبرص (اليونانية) تشمل الجزء الشمالي منها المعترف به تركيا.
مخاوف البطريرك الراعي.. وغيره من المسيحيين أجاب عليها داود أوغلو بالتأكيد أنه «على المسيحيين خصوصا أن لا يقلقوا أو يخافوا من التغييرات الحاصلة في المنطقة».. وإلى نص الحوار..
* يبدو أن لديهم مخاوفهم، وكذلك بقية الأقليات في سوريا والمنطقة، وهذا ما يزيد الأمور تعقيدا..
– هذا صحيح.
* فما الذي يجب فعله لتهدئة مخاوفهم؟
– المخاوف ليست موجودة لدى الأقليات فقط، فالأكثرية في سوريا لديها مخاوفها، فهناك منعطف تاريخي، والتغيير يجلب معه دائما التحديات الجديدة. التغيير ضروري، وإذا كان التاريخ يتحرك بسرعة، فلا نستطيع الوقوف جامدين ولا من دون رد فعل. الأقليات قد تكون أكثر قلقا لأنها لا تعرف بعد ماهية التغيير الحاصل، وأين سيكون موقعها في النظام السياسي الجديد. هذا القلق يشمل المسيحيين في سوريا وفي مصر، كما يشمل قلقا حول وجودهم في المنطقة بأكملها، ولهذا لا بد للأكثرية المسلمة من أن تنتبه بشدة إلى ذلك، وأن يكون لديها رد فعل يبدد قلق هذه الأقليات، ويطمئنها إلى أن معتقداتها الدينية ستكون محترمة في النظام الجديد في مطلق الأحوال، وهذا مهم جدا لأنه من دون الحرية الدينية، فإن السلام غير ممكن. وضمن الطوائف هناك أيضا قلق المذاهب، فهناك قلق لدى المسلمين الشيعة باعتبارهم أقلية وسط أكثرية سنية.
* وما زاد الأمور قلقا التحذير الذي أطلقه وزير الخارجية الروسي من «حكم السنة في سوريا»..
– نعم، لكن اليوم، الخوف لدى الأكثرية السنية هو أكبر. إذا كان التصرف الطائفي ينطلق من السلطات فهذا أمر خطير جدا لا يقل خطورة عن التصرف الطائفي داخل المجتمع. لهذا لا بد من عقد جديد بين الطوائف السورية تؤكد فيه الدعم المتبادل.
* ألا ترى أن ما يحصل الآن هو حرب أهلية أو طائفية غير معلنة؟
– لا أريد أن أقول إنها على أساس طائفي، رغم أن هناك بعض التصرفات الطائفية. ما يحصل هو مواجهة بين مجتمع بأكمله، ونظام ثيوقراطي لا يؤثر فقط على السنة بل أيضا على المسيحيين أو النصيريين (العلويين)، إنه قمع، وهذا يؤثر على الجميع، اليوم على السنة وغدا على المسيحيين وغيرهم. المواجهة في سوريا بالنسبة إلينا ليست حربا أهلية أو طائفية، إنها مواجهة بين مجتمع يحاول أن يقرر مصيره، ونظام ثيوقراطي يحاول إنقاذ نفسه، وإبقاء الستاتيكو القائم على اضطهاد فئات واسعة من الشعب.
* ما الذي يجب أن نتوقعه من مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي تستضيفه إسطنبول؟
– أولا يجب أن نسأل لماذا هناك مؤتمر لـ«أصدقاء سوريا»، حتى نهاية السنة الماضية لم يكن هناك مجموعة مماثلة، وتشكيلها سببه العنف المتمادي في سوريا. لقد حاولنا في البدء التدخل لدى السوريين عبر العلاقات الثنائية التي تجمعنا لإقناعهم بوقف حمام الدم والمجازر وإجراء الإصلاحات. وقد اتفقنا في أغسطس (آب) على خطة طريق، لكن السلطات السورية لم تف بتعهداتها. ثم حاولنا في المرحلة الثانية العمل معهم على مستوى المنطقة، فتحركت تركيا مع الجامعة العربية، وتوصلنا في المغرب إلى خطة سلام عربية تضم نفس المكونات التي كانت في خطتنا، والجامعة العربية حاولت كذلك من دون جدوى، وكان هناك المزيد من الوعود التي لم يف بها النظام. ثم توجهنا، نحن والجامعة العربية ودول أخرى، إلى مجلس الأمن عله يتمكن من الوصول إلى قرار يوقف ما يجري، لكن للأسف رأينا الفيتو الروسي – الصيني، فلم نستطع أن نتصرف. بعد هذه المرحلة توجهنا نحو تشكيل «مجموعة أصدقاء سوريا» من أجل إيجاد مبادرة دولية، ليس فقط مبادرة مناطقية من أجل إظهار التضامن مع الشعب السوري، ولكي يشعر النظام أنه لا يمكن أن يستمر في التعسف من دون أن يكون هناك رد فعل دولي، فكان الاجتماع الأول في تونس والثاني الآن في إسطنبول، وحتى الآن أكد نحو 75 إلى 80 دولة حضورها، وقد يزداد العدد حتى موعد المؤتمر يوم الأحد (غدا).
إن أول مهام هذه المجموعة، توجيه رسالة دولية ضد القمع، ولإظهار التضامن، وهذه المرة يجب أن نخرج بخطوات محددة لوقف المجازر وإظهار الدعم للشعب السوري، وتحديدا المجلس الوطني السوري والخطوة الثانية التي يفترض بالمجتمع الدولي أن يقوم بها حيال هذا المجلس. نحن نتابع التشاور مع الدول المشاركة في المؤتمر، لكننا نأمل – وواثقون – من الوصول إلى خطوات محددة.
* كيف يمكن لـ«أصدقاء سوريا» أن يقدم المساعدة للشعب السوري، بينما نجد أن النظام غير آبه لا بالعقوبات ولا بالضغوط الدولية؟
– قبل كل شيء هي عملية صعبة. وأنا أحيي الشعب السوري الذي يتابع إظهار شجاعته بعد سنة من التعرض للهجمات والمجازر، وهو لا يزال يتابع التصدي للقمع الذي يمارس ضده. وهذه الشجاعة من قبل الشعب السوري يجب أن يتم تشجيعها من قبل المجتمع الدولي، وهذا أول وأقل ما يجب فعله لمساعدة الشعب السوري. كما يجب دعم المجلس الوطني السوري الذي عقد مؤتمرا في إسطنبول مؤخرا وأعلن عن ميثاق وطني مثير للاهتمام ويستحق التقدير، ورسم صورة لما ستكون عليه سوريا في المرحلة المقبلة. وهذا مهم جدا، لأنه حتى الآن كانت هناك انتقادات لغياب البرنامج، وكان يقال إن بشار الأسد قد يذهب، لكن من سيحل محله، وما هو أساس الإدارة الجديدة. الأساس اليوم واضح جدا، كما حدده المجلس الوطني السوري. أما الخطوة العملية الثانية فيجب أن تكون تقوية ودعم المعارضة السورية على الأرض في داخل سوريا وخارجها وفي المجتمع الدولي. وثالثا زيادة الضغوط على النظام الثيوقراطي السوري، مما يعني اتخاذ إجراءات معينة ضد هذا النظام، وأيضا البعث برسالة واضحة مفادها أن هذه الدول ترفع الصوت ضد هذا النظام. من جهة أخرى، لقد كنا في طهران وأجرينا محادثات مع المسؤولين هناك، وقد أجرينا اتصالات في وقت سابق مع الروس، وبعد المؤتمر سنذهب، رئيس الوزراء (رجب طيب أردوغان) وأنا، إلى الصين. إطار عملنا هو زيادة الضغوط على النظام من جهة، ومتابعة الحوارات السياسية مع الدول. المعايير التي ستتخذ سوف تتحدد بالطبع من قبل الدول المشاركة، لكن سيكون هناك بالتأكيد خطوات عملية لزيادة الدعم للشعب السوري.
* عندما تحدثت عن زيادة الدعم للمعارضة في داخل سوريا، هل كنت تعني المعارضة المسلحة؟
– لا أريد أن أدخل في التفاصيل بالطبع. لكن من ضمن الخطوات العملية الأخرى سيكون الوضع الإنساني، فالوضع هناك رهيب. هناك 17600 سوري قدموا إلى تركيا، وخلال عدة أيام سوف يصبحون 20 ألفا. ونحن قلقون من أن الرقم قد يكبر ويزداد إذا استمر النظام في أساليبه. بالطبع لا يمكن أن نبقى صامتين ومكتوفي الأيدي حيال ما يجري على الأرض. الدعم داخل الأراضي السورية، معناه الدعم الإنساني للشعب السوري أينما كان هؤلاء، وليس في المناطق الحدودية فقط. بعض السوريين محظوظون لأنهم يعيشون على الحدود فيستطيعون الفرار إلى تركيا أو لبنان أو الأردن، لكن الذين يعيشون في المدن داخل سوريا لا يستطيعون الهرب. في حمص هرب نحو 60 في المائة من السكان، فإلى أين ذهبوا وكيف يستطيعون البقاء على قيد الحياة، بينما لا يوجد طريق واحد آمن بين مدينتين في سوريا الآن. هذا وضع رهيب، ودعم الناس في سوريا معناه التدخل الإنساني وزيادة الضغوط على النظام بأنه لا يمكنه الاستمرار في ارتكاب المجازر، وأيضا إيجاد اتصال جيد بين المعارضة داخل سوريا وخارجها على كل المستويات.
* هل ما زلتم تعتقدون بوجود إمكانية لحل سياسي في سوريا، وما هي حظوظ مهمة أنان في ضوء خبرتكم التفاوضية مع النظام؟
– ما تعلمناه من خبرتنا أن أي مبادرة جديدة، تعني للنظام وقتا جديدا لقتل المزيد. لذلك نحن ندعم خطة أنان كنقطة بداية، فالخطوات الـ6 لا تحل شيئا، إنها مجرد تحضير للبدء بعملية ما. لهذا عندما أتى السيد أنان إلى تركيا – كما أننا أجرينا عدة اتصالات هاتفية معه في الأيام الماضية – قلنا له: «حسنا نحن ندعمك.. لكن إلى متى علينا أن ننتظر، حتى يتم التطبيق». النظام يقول قبلنا، وهو كان قال لنا في أغسطس إنه قبل خطتنا المؤلفة من 14 بندا.. ثم قتل المزيد. وقبل مبادرة الجامعة العربية.. وأيضا قتل المزيد. قبل مطالب وزير الخارجية الروسي، ثم بدأ عملية حمص. بعد كل مبادرة كان يقوم بهجمات أكبر. نحن نأمل هذه المرة أن يؤدي جهد السيد أنان الذي نحترمه إلى نتائج، وأن لا يساء استخدام هذا الجهد من أجل قتل المزيد من الناس. بعد قبولهم خطة أنان، قتل المئات خلال يومين أو ثلاثة أيام. في أي مبادرة لا بد من أن يكون هناك قوة ما وراء هذه المبادرة. سوف نستمر بدعمها ونأمل أن يتم تطبيقها، لكن هذه مجرد بداية نرى بعدها ما سوف يجري. وإذا ما سئلنا عن رأينا، فسنقول إن تركيا حاولت السنة الماضية ومنذ 7 سنوات قبلها إقناعه بإجراء إصلاحات، وكان دائما يقول إنه بحاجة إلى الوقت، إلى أن وصلنا إلى هذه النقطة. لا بد من جدول زمني لتطبق خطة أنان، وإلا فإن عملية من دون نهاية، معناها قتل من دون نهاية أيضا.
* هل «المنطقة العازلة» و«الممرات الآمنة» على طاولة البحث في المؤتمر؟
– الأمر يتوقف بالطبع على التطورات. لكن نحن في تركيا حاضرون لدعم الشعب السوري على المستويات الإنسانية، لكن لا بد أيضا من وجود جهد دولي يرد على هذا القتل، وليس فقط تركيا. إن قضية «الممرات الآمنة» و«المنطقة العازلة» أمر يخص المجتمع الدولي، فإذا كان هناك قرار، بالتأكيد نحن جاهزون للإسهام في الوصول إلى كل السوريين الذين يعانون. الحل يجب أن لا يشمل فقط الحدود، بل يشمل أيضا الذين يعيشون في مدن أخرى بعيدة عن الحدود، فحتى لو أنشأنا المنطقة العازلة، فما الذي سيحدث للذين يعيشون في درعا واللاذقية وحمص وحماه وحلب. تركيا حاضرة للمساعدة في أي مبادرة أو قرار مدعوم من المجتمع الدولي، بالإضافة إلى مجلس الأمن القومي التركي بالتأكيد. إذا كان هناك عدم استقرار كبير على حدودنا، فبالتأكيد لن نستطيع البقاء متفرجين، فسنراقب هذه النشاطات وكيف تتطور، فإذا كان هناك دفق هائل من اللاجئين (و20 ألفا ليس بالرقم القليل)، فبالتأكيد سوف نأخذ خطواتنا الخاصة.
* خطواتكم الخاصة تعني «المنطقة العازلة»..
– أيا يكن، إن دفق اللاجئين سوف يخلق حالة من عدم استقرار في أراضينا.
* هناك الكثير من الآمال المعلقة عليكم من قبل الشارع السوري.. وهذا نتيجة، العامل الجغرافي، وتصريحاتكم النارية من مثال «لا نريد حماه ثانية».. ألا تشعرون بأنكم خذلتم هؤلاء؟
– قبل أي شيء، أعتقد أن الجميع يقدر أن الجزء الأساسي من هذه القضية هو على أكتاف تركيا، لجهة وضع اللاجئين، والتحركات الدبلوماسية وحماية الشعب السوري. وهذا ليس شيئا نمن به على الناس، بل هو مسؤولية تاريخية، كدولة جارة للشعب السوري. بالطبع نعرف هذه التوقعات، لكن تركيا تقوم بكل المبادرات الممكنة والضغوط لمساعدة الشعب السوري، وسوف نتابع. نحن لم نقبل يوما ما يجري في سوريا، واليوم أقوى الأصوات اعتراضا يأتي من تركيا، والخطوات العملية الوحيدة اتخذت من قبل تركيا، وأعتقد أن هذا سيكون موضع تقدير من الناس في منطقتنا ومن السوريين، فأي دولة أخرى تستقبل جميع أنواع اللاجئين، وأي دولة تساعد المجلس الوطني. نحن نقوم بأفضل ما لدينا من كل الجهات، وسنقوم بالمزيد، بالتعاون مع الدول العربية، فهذا جهد جماعي.
* البعض يقول إن لديكم مخاوف من التدخل في سوريا، كقضية حزب «العمال الكردستاني» والوضع الديموغرافي في جنوب تركيا وغيرها..
– بالطبع لا. تركيا دولة قوية وديمقراطية، ولا مخاوف لدينا على الإطلاق. نحن واثقون من أنفسنا، والشعب السوري يثق فينا من خلال التجربة التي ممرنا بها خلال السنوات الماضية، فقد لا حظوا الفارق. لا نملك مخاوف كهذه، لكن مخاوفنا هي على إخواننا وأخواتنا في سوريا ودول المنطقة. المهم ألمنا ومعاناتهم معاناتنا. لا نملك مخاوف تتعلق بوضعنا الداخلي، بل بكل المنطقة جراء عدم الاستقرار، وهذا سوف يؤثر فينا جميعا. نحن لسنا محصنين، سيكون هناك بالتأكيد بعض التحديات. في ما يتعلق بالكردستاني، إذا كان هناك من داع للقيام بشيء، فسنقوم به على كل المستويات من أجل أمننا القومي.
* ماذا عن الأكراد السوريين الذين يرفضون الانضمام إلى المجلس الوطني نتيجة مطالب تتعلق بـ«قوميتهم»..
– لا، هذا خطأ. هناك ممثلون للأكراد السوريين في المجلس، وفي هيئته التنفيذية. بالطبع نحن نريد لكل الأطراف الكردية أن تنضم للمجلس، هناك جهود تبذل، لكن هناك بعضا من عدم الاتفاق بين الطرفين، ونحن نعمل بكل جهدنا لجعل المجلس الوطني يشمل أكبر قدر ممكن من المعارضين، ونريد من الأحزاب الكردية أن تكون أكثر تعاونا مع المجلس. سوريا لهم جميعا، ولا يجب أن يكون هناك أي إقصاء أو تمييز، لكن في الوقت نفسه في إطار احترام وحدة الأراضي السورية.. ومن الممكن دائما أن يكون هناك تفاهم للوصول إلى حلول. الأمر طبيعي عندما ندرك أننا نتحدث عن دولة لم تكن فيها ثقافة المعارضة لأكثر من 60 سنة. إنهم يتعلمون الآن من تجاربهم، وسيكون من الأفضل حل الأمور من منطلق عقلاني بدلا من المنطلقات العاطفية.
* هل ستعترفون بالمجلس الوطني السوري بعد أن توحدت المعارضة إلى حد ما؟
– بالطبع سوف نتشاور مع شركائنا في «أصدقاء سوريا». مستوى الاعتراف سوف يرتفع بالتأكيد، لكننا نعمل على معادلة، لأننا نريد تقديم رسالة واضحة وقوية لدعم المجلس.
* ماذا قلتم للإيرانيين حول سوريا في زيارتكم الأخيرة؟
– لقد أجرينا محادثات مكثفة مع المسؤولين الإيرانيين أمس (أول من أمس) فالتقينا الرئيس أحمدي نجاد والمرشد آية الله علي خامنئي.. كلهم قالوا إنهم لا يدعمون ما يجري في سوريا، وإنهم آسفون للخسائر في الأرواح. لكن في الوقت نفسه، فإن النظام المقاوم لإسرائيل مهم جدا بالنسبة إليهم. وهذا أمر مهم بالنسبة إلينا أيضا. تحدثنا في أجواء ودية وصريحة، وقلنا لهم إن مطالب الشعب السوري يجب أن تحترم منا جميعا. اتصالاتنا سوف تستمر مع الجميع. وحتى الآن لم يقل لنا أي رئيس أو زعيم أنه يؤيد أساليب بشار الأسد، أو أن النظام لم يرتكب أي أخطاء. الجميع يعترف بارتكابه الأخطاء، لكن وجهات النظر تختلف حول كيفية الحل والرد على هذه الأحداث المأساوية والخسائر في الأرواح.
وزير الخارجية التونسي: لم نتراجع عن مواقفنا من المسألة السورية
رفيق عبد السلام: الانتخابات وتجربة الثورة بينتا أن الشعب التونسي يتمتع بدرجة عالية من الوعي والكفاءة
نادية التركي
قال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام إن الانتخابات التي جرت في تونس، وتجربة الثورة بينت أن الشعب التونسي يتمتع بدرجة عالية من الوعي والكفاءة. واستدرك «لكن أتهم أحيانا بعض النخب التي تدفع باتجاه مطلبية سياسية واجتماعية مجحفة لا يمكن أن تتحملها الإمكانات الاقتصادية في مرحلة التحول وما بعد الثورة». وأشار أيضا إلى أن هناك بعض المجموعات والنخب تريد إرباك عمل الحكومة وأنهم لا يريدون أن تأتي الدول العربية وتساعد البلاد اقتصاديا وتبحث عن الفرص الاستثمارية في تونس، وذلك بخلفية وضع العصا في عجلة الحكومة، ويتجهون إلى إدانة علاقتنا بقطر، وبالمملكة العربية السعودية وبغيرها من الدول العربية وخاصة دول الخليج. مؤكدا على أن هناك تطورا في العلاقات التونسية السعودية وقال إن «زيارة رئيس الحكومة حمادي الجبالي للسعودية كانت ناجحة وموفقة وفتحت آفاقا واعدة في مجال التعاون الاقتصادي والاستثماري التونسي السعودي، وفعلا زارت وفود اقتصادية ورجال أعمال تونس للبحث عن الفرص المتاحة».
وحول التطور الملحوظ للعلاقات التونسية التركية قال عبد السلام لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات تتطور وتنمو في مجالات متعددة في المجال الصناعي بدأنا خطوات عملية وهناك اتجاه لإقامة منطقة صناعية حرة بين تونس وتركيا، وستكون مفيدة للبلدين». كما أكد الوزير أن تونس لم تتراجع عن مواقفها من المسألة السورية، وقال «وموقفنا الذي عبرنا عنه في البداية في مجلس وزراء الخارجية العرب هو نفس الموقف الذي عبرنا عنه في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي انعقد في تونس، وهو الدعم الواضح والقوي للشعب السوري». وحول الوضع الداخلي في تونس قال الوزير إن «هناك بعض القوى الخائفة من عملية التغيير تختفي وراء المطلبية النقابية والاجتماعية» كما تحدث الوزير عن تنظيم قمة مغاربية تحتضنها تونس قبل نهاية العام الحالي. وعن الأوضاع الأمنية أكد أن البلاد تعيش وضعا من الاستقرار والأجهزة الأمنية تعمل بشكل عادي، كما أشار إلى عودة الحركة في القطاع السياحي حيث قال إن هذا الموسم ستعود النسب لما كانت عليه قبل الثورة وإنهم يعملون على تحسينها.
«الشرق الأوسط» التقت وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام على هامش زيارة عمل يؤديها للندن وكان لنا معه حوار هذا نصه:
* كيف وجدتم علاقات تونس الخارجية لدى تسلمكم الوزارة؟
— علاقات تونس ليست مرضية على الوجه الأكمل، وطبعا كان لتونس علاقات خارجية مع العالم الخارجي هي ليست دولة معزولة.. ليست كوريا الشمالية. ولكن علاقاتنا الخارجية ليست بالشكل المطلوب وقد عملنا بعد تسلم هذه الحقيبة على تفعيل علاقاتنا في مختلف الاتجاهات والأبعاد.
وجدنا جمودا وضعفا لعلاقات تونس بالمجال الأفريقي، وهذا ما لمسناه من خلال حضورنا القمة الأفريقية الماضية، في أديس أبابا كان حضور تونس لافتا، وذكر لنا العديد من الزعماء الأفارقة أن الرئيس بن علي لم يكن يحضر القمم الأفريقية إلا في حالات نادرة جدا، وكان هناك شعور بالتعالي كأن تونس خارج الفضاء والمجال الأفريقي بينما تونس اسمها التاريخي «إفريقية» فنحن بلد أفريقي حتى النخاع، وهذا مظهر من مظاهر القصور في السياسة الخارجية.
وسياستنا العربية كانت ضعيفة قبل الربيع العربي، كانت تونس من خلال وزير الخارجية تحضر مجالس وزراء العرب وحضور الرئيس عربيا غير منتظم مما ولد الشعور بأن تونس ليست مهتمة بما فيه الكفاية بعلاقاتها العربية ومحيطها العربي الواسع.
وحتى أوروبيا فباستثناء العلاقات الإدارية والخبراء التونسيين مع نظرائهم الأوروبيين، لم تكن هناك علاقات سياسية كانت ضعيفة، وهي لا تلبي التحديات المطلوبة.
* ما أهم التحديات التي تواجهكم؟
– أن نضمن حضورا دبلوماسيا نشيطا وفاعلا بالنسبة لتونس في مختلف الأبعاد والاتجاهات، سواء في المجال المغاربي ، أو المجال العربي والأفريقي، وفي مجالنا التقليدي الأوروبي لأن علاقاتنا الخارجية محددة لمصالحنا الحيوية بما في ذلك المجال الاقتصادي ونحن ندرك جيدا، التحول الذي يجري في العالم اليوم في المجال الدبلوماسي والعلاقات العامة مع الحكومات والتي أصبحت مرتبطة وموجهة بالبعد الاقتصادي، لذلك نحن نحاول تفعيل سياستنا الخارجية بما يخدم مصالحنا الاقتصادية وبما يضمن تطوير وتحسين وضعنا التنموي.
* هل المشكلات الداخلية في تونس وكثرة الاعتصامات تؤثر على صورة تونس أو تمثل عوائق أمام عملكم وكيف ذلك؟
– لا توجد أزمات في تونس، لكن توجد بعض المشكلات المطلبية، هناك مطالب نقابية ونحن نعمل على تلبيتها، وأبوابنا مفتوحة للنقابيين في وزارة الخارجية ولكن هذا أمر يدخل ضمن ديناميكية الثورة، وهناك بعض المطالب قد تكون مجحفة في بعض الأحيان، وهناك بعض القوى الخائفة من عملية التغيير تختفي وراء المطلبية النقابية والاجتماعية.
* من الطبيعي أن الوقت الذي مارستم فيه عملكم لم يسمح بعد بتكوين صورة متكاملة وعميقة عن وضع البلاد، مع ذلك هل تمكنتم من وضع خطة مدروسة لعملكم، أم أن خططكم تسير حسب الأحداث؟ والعمل بمبدأ لكل حادث حديث؟
– سياستنا الخارجية لم تبدأ مع هذه الحكومة لم نبدأ من الصفر، نحن لدينا تقاليد في العلاقات الدبلوماسية ،سنعمل على تطويرها، وتحسينها نحن لم نأت لننقد كل شيء ونهدم كل شيء، جئنا لنطور، ونعدل، سياستنا الخارجية تعمل على تنشيط علاقاتنا ضمن حلقات، الحلقة الأولى هي علاقاتنا التقليدية بالفضاء الأوروبي، فتونس بلد متوسطي و83 في المائة من مبادلاتنا مع الفضاء الأوروبي وهذا يقتضي اهتماما خاصا بهذه الحلقة. المجال الثاني هو المجال المغاربي ونحن نتحرك على مستوى خطة مدروسة لتفعيل علاقاتنا المغاربية وكانت لنا زيارات لليبيا الشقيقة التي زارها رئيس الجمهورية، وكنت مصاحبا له، ثم إلى المغرب وموريتانيا والجزائر، وكنا نحمل فكرة كبيرة وقد توجت بالنجاح، واتفقنا على عقد قمة مغاربية، ولأول مرة في تونس بعد أن تعطلت القمة المغاربية في مراكش واتفقنا على أن تنعقد في النصف الثاني من 2012 وما زلنا نتناقش عبر القنوات الدبلوماسية لتحديد تاريخ دقيق لهذه القمة. ونتحرك على جبهات أخرى بموازاة ذلك في المجال الأفريقي فنحن حريصون على تفعيل وتنشيط علاقاتنا، وكذلك واعون بالتحولات التي تجري في نظام العلاقات الدولية وهناك متغيرات أساسية، هناك قوى ودول إقليمية ودولية صاعدة، وأخرى عائدة إلى الساحة الدولية ونحن حريصون على نسج علاقات تواصل وتعاون في المجال الاقتصادي والسياسي مع هذه القوى الصاعدة في العالم.
* لاحظنا أنه داخل الوزارة وأغلب المناصب المهمة تحتلها أسماء من النظام القديم، هل هذا يعطل عملكم مع أن الجميع يعلمون مواقف هؤلاء منكم في الماضي؟
– هذا العنصر مؤثر لكن نتعامل معه بواقعية، ولاشك أن هناك إدارة مهنية في تونس ولكن لمسنا أن هناك إرادة لتعطيل عمل الحكومة، من الإدارة أو بعض المواقع في الإدارة لا تستجيب بالقدر الكافي لتطلعاتنا ومخططات وبرامج الحكومة، لكن نحن حريصون على التطوير ضمن التقاليد المهنية الإدارية في تونس ولا نريد أن نخرج عن هذه السياقات العامة. سيتم تغيير مرحلي وفق برنامج الحكومة. نحن بصدد صياغة برنامج اجتماعي واقتصادي للحكومة وسيعرض على المجلس الوطني.
* إقرار الحكومة بالإبقاء على الفصل الأول من الدستور وعدم الاعتماد على الشريعة في التشريع، ماذا أرادت الحكومة منه؟
– نحن بحاجة لصياغة دستور توافقي يجنبنا آفة الاستقطاب الآيديولوجي، تونس بلد منسجم ومتجانس لا توجد اختلافات عرقية وطائفية والفصل الأول من الدستور يوفي بالغرض والذي يحدد هوية تونس وهي أنها بلد جمهوري دينها الإسلام ولغتها العربية ولا أعتقد أن التونسيين مختلفون حول هذه النقطة، ولا نريد أن ندفع الأمور باتجاه اليمين أو اليسار، موقفنا وسطي ونبحث عن المشتركات الوطنية خاصة في مرحلة الانتقال الديمقراطي التي تحتاج إلى تجميع طاقات وإمكانات التونسيين جميعا.
* ألا يمكن لقرار مشابه أن يصعد من ردود أفعال السلفيين الذين ظهروا في تونس ويصعد من أعمال العنف من طرفهم؟
– القرارات السياسية يجب أن تبنى بعقلانية وبحكمة وتقدير للمصلحة الوطنية العامة وليس المقياس ما يقوله حزب ما من هذه المجموعة الآيديولوجية أو تلك، القياس الأساسي هو مصالحنا الوطنية، وضمان استقرار بلدنا وتقدمها في مجال الانتقال الديمقراطي خاصة أننا في بداية هذا المشوار الذي يحتاج إلى روح عملية وروح توافقية.
* تغييب المظاهر الإسلامية من الحكومة وعملها، هل هو طمأنة للخارج أو للداخل أو رسالة لهما معا؟
– هذه الحكومة ليست حكومة النهضة هي حكومة ائتلاف وطني، بمعنى أن الحزب الأغلبي هو النهضة لكن الشراكة الوطنية تنعكس على مؤسسات الحكم في أعلى مستوياتها ، إذا كان لك رئيس دولة من حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» ورئيس المجلس الوطني التأسيسي من «التكتل» في وقت بعض الخبراء يصفون نظامنا السياسي بأنه نظام مجلسي، هذه المسألة ليست مصطنعة، وهذه الشراكة تقتضي أن تنعكس في مختلف برامج الحكومة وأدائها السياسي وأولوياتها السياسية والاقتصادية، وهذا ما نراه على أرض الواقع، نحن حريصون على أن يكون برنامجنا توافقيا بين الكتل الثلاث ولن يكون برنامجا حزبيا.
* أثارت تصريحات الشيخ راشد ضجة إعلامية كبيرة خاصة في السعودية، ثم نفى هذه التصريحات وبعدها قام رئيس الحكومة بزيارة للمملكة، لو تحدثنا عن العلاقات التونسية السعودية وخاصة الاستثمارات التي سمعنا عنها؟
– زيارة رئيس الحكومة حمادي الجبالي للسعودية كانت ناجحة وموفقة فتحت آفاقا واعدة في مجال التعاون الاقتصادي والاستثماري التونسي السعودي، وفعلا زارت وفود اقتصادية ورجال أعمال تونس للبحث عن الفرص المتاحة. وأتصور أن هناك فرصا واعدة ونحن نقدر عاليا أن السعودية بلد مهم من الناحية السياسية والاقتصادية، ونحن سياستنا تتجه لتوثيق علاقاتنا وصلاتنا بأشقائنا العرب يما في ذلك المملكة العربية السعودية، لا شك هناك مطلب شعبي يتعلق باستعادة بن علي ونحن كحكومة لا نملك إلا أن نستجيب ونعكس المطالب الشعبية العامة ولكن هذا الأمر لن يقف عقبة أمام علاقتنا العربية العربية.
هناك تطور في العلاقات التونسية السعودية لأن تونس أصبحت تتوفر على أرضية اقتصادية واستثمارية أكبر صلابة، والمعضلة الكبرى التي عانت منها تونس هي معضلة الفساد المنهجي الذي نخر الاقتصاد الوطني وخرب علاقات تونس الخارجية، وهذه الحكومة تعمل بجدية للقضاء على الفساد وضمان تشريعات قانونية عادلة والنزاهة كل هذا من شأنه أن يوفر أرضية صلبة للاستثمار والتنمية الاقتصادية المتوازنة.
* قطر الدولة التي أحبها ثوار تونس عبر «الجزيرة» ودعمتهم، لكن اليوم ضجر التونسيون منها ويعتبرون أنكم تنسقون معها في تسيير شؤون البلاد، ما صحة هذا الأمر؟
– هذا ليس موقف الشعب التونسي قطعا لكن هناك بعض المجموعات والنخب تريد إرباك الحكومة لأنهم لا يريدون أن تأتي الدول العربية وتساعد اقتصاديا وتبحث عن الفرص الاستثمارية في تونس بخلفية وضع العصا في عجلة الحكومة يتجهون إلى إدانة علاقتنا بقطر، وبالمملكة العربية السعودية وبغيرها من الدول العربية، ومن ذلك كل دول الخليج، الحكومة ليست مدانة على هذا الصعيد، بل هذا أمر يشرفنا أن تكون علاقاتنا جيدة ومتميزة مع أشقائنا العرب وليس لدينا ما نخجل منه في هذا الجانب، وإذا كان هؤلاء يحرصون على سيادة تونس، فلم لم نر هذا الحرص مع دول أخرى، فيما يتعلق الأمر بدول أجنبية، نرجو أن نرى الحمية الوطنية دائما موجودة وليس إزاء قطر أو بعض الدول العربية فقط.
* تركيا.. لم تكن لتونس بها علاقات متميزة في الماضي لكن الآن الحضور التركي مميز سياسيا واقتصاديا من خلال المشاريع الضخمة التي أعلن عنها، والاستثمارات التركية في تونس، فما طبيعة علاقتكم بها؟
– هذا شيء إيجابي ونود أن تنسج بقية الدول على هذا المنوال، فتونس ليست حكرا على تركيا، علاقة تونس بتركيا جيدة تتجه نحو التطور الإيجابي يوما بعد يوم، قمنا بزيارة رسمية إلى تركيا، وزارنا الرئيس التركي غل في زيارة رسمية، العلاقات تتطور وتنمو في مجالات متعددة، مثل السياحة، المجال المالي في مجال التدريب وتطوير القدرات والطاقات، في المجال الصناعي بدأنا خطوات عملية وهناك اتجاه لإقامة منطقة صناعية حرة بين تونس وتركيا، وستكون مفيدة للبلدين.
* القضية السورية بين دعم للمعارضة الذي أبداه السيد الرئيس والذي جاء ساخنا مندفعا في البداية ثم فتر بشكل كبير أغضب أعضاء المجلس الوطني، والجيش الحر الذين رفض الرئيس التحدث إليهم، ما الموضوع؟ هل هي سياسة داخلية أم أن ضغوطا خارجية في الموضوع؟
– لا.. لم تتراجع تونس في موقفها من المسألة السورية، وموقفنا الذين عبرنا عنه في البداية في مجلس وزراء الخارجية العرب هو نفس الموقف الذي عبرنا عنه في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي انعقد في تونس، وهو الدعم الواضح والقوي للشعب السوري في مطالبه المشروعة في الحرية والديمقراطية والعدالة، وإدانة العنف وعملية القتل العشوائي التي يخضع لها الشعب السوري في كثير من المدن والقرى السورية، لن نتراجع أو نتردد في ذلك، مع حرصنا على أن يكون الحل في الإطار الوطني السوري، وفي الإطار العربي، ونحرص على أمن مجتمعاتنا واستقرارها، وأن لا نفتح المجال أمام التدخلات الخارجية، نحن كثورة سلمية نموذجية لا نستطيع أن ندافع إلا عن هذه التوجهات.
لكن إرضاء المعارضات غاية لا تدرك، بعض الإخوة السوريين لم ينظروا إلا للنصف الفارغ من الكأس، ولم ينظروا للنصف الملآن وهو أن المعارضة السورية لأول مرة يتم الاعتراف بها كممثل شرعي للشعب السوري في تونس، ولأول مرة تتاح لها فرصة التحدث باسم الشعب السوري حضرت بما يشبه التمثيل الرسمي كدولة وحرصنا أن يكون صوت موحد للمعارضة السورية وأتحنا لهم هذه الفرصة، أتصور أن هذا لم يتح لهم في أي من المؤتمرات الإقليمية أو الدولية، وكنا ننتظر تقديرا وشكرا من المعارضة السورية لا أن ندان على ذلك.
* مبادرة كوفي أنان ، هل – إن تحققت – هل ترضيكم؛ لأنها لا تنص على تنحي الأسد رغم عدد القتلى المرتفع في سوريا؟
– نحن لسنا متفائلين كثيرا بالوضع السوري لأن هناك تجارب سابقة ليست إيجابية لأنه يمكن الاستجابة على الورق ولكن على مستوى الممارسة العملية الأمور تختلف، نأمل أن تسفه توقعاتنا هذه المرة وأن تتم الاستجابة للمقترحات التي جاءت بها مبادرة أنان، ولكن لا نستطيع الحكم الآن فيعتبر حكمي سابقا لأوانه لأنها مجرد خطوات أولية لعودة الهدوء والاستقرار وسنرى الأمور كيف ستسير فيما بعد وهل أن النظام السوري مستعد لإجراء انتخابات حقيقية، وليفسح المجال أمام حكومة وحدة وطنية تتسلم مقاليد الأمور، كل هذا سيظل معلقا إلى أن تتقدم هذه المفاوضات إن كتب لها أن تتقدم وتجد الاستجابة المطلوبة من طرف النظام السوري.
* جرى إشكال في تونس بين رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي الذي أعلن أن تونس مستعدة لقبول الأسد ضيفا تجنبا لسفك الدماء، ثم نفي رئيس الحكومة حمادي الجبالي لهذا الأمر. فما موقف تونس الحقيقي؟
– هذا الخلاف أرى أنه افتراضي وليس خلافا واقعيا لأن الرئيس طرح هذا المقترح في سياق جدالي أو سجالي، قال: إذا كان ولا بد للخروج من المأزق الذي تتخبط فيه سوريا، نفسح المجال وتوفير مخرج للنظام السوري فليكن، أجاب رئيس الحكومة بوجهة نظر أخرى لكن الأمور افتراضية، لأننا لم نتلق طلبا رسميا من الأسد للانتقال لتونس حتى يكون الموضوع موقع خلاف.
* من أهم المؤشرات التي ستطمئن الناس وتجعلهم يعلمون أن تونس بخير هي عودة القطاع السياحي ودوران عجلة الاقتصاد، الذي لن يتحقق من دون الاستثمارات والتعاون الخارجي، فكيف تسير الأمور؟
– نشعر بهذه المسؤولية الثقيلة وتونس مصالحها مرتبطة إلى حد كبير بالخارج، نحن لا نمتلك ثروات طبيعية كبيرة ولكن نمتلك ثروة أهم من ذلك وهي الرصيد البشري ورصيد علاقاتنا بالمحيط الخارجي، تونس تمتلك رصيدا معنويا مهما وهو ما يسمى بالقوى الناعمة التونسية، وكل العالم يقدر تونس ويحق للتونسي أن يمشي ورأسه مرفوع اليوم لأنه أنجز ثورة شرف بها العالم العربي وهي ثورة سلمية هادئة ثم انتقلنا إلى ثورة ثانية هي ثورة ديمقراطية. نحن نواكب التحول من الدبلوماسية السياسية إلى الدبلوماسية الاقتصادية.
ووضعنا السياحي ليس كارثيا، ومن دون شك واجهنا صعوبات، تراجعت نسبة السياحة في تونس ما بين 30 و35 في المائة ولكنها تدريجيا تعود لنفس الرقم الذي كانت عليه سنة 2010 وهذا بفضل الجهود الدبلوماسية التونسية، الأرقام عادت بعودة أرقام السياح تقريبا لنفس المعدل، وكانت لنا خلال هذه الزيارة جلسات مع رجال أعمال بريطانيين ولمسنا منهم تشجيعا للقطاع السياحي في تونس ومؤشرات الحجز إلى حد الآن مرضية، كذلك السياح الفرنسيون يعودون لنفس المعدل، هنالك آفاق واعدة مما يجعلني أقول إن هذا الموسم السياحي سيكون جيدا وناجحا ونتجه إلى تطوير القطاع السياحي كما وكيفا. وسنحاول استقطاب نوع آخر من السياح الذين لم يتعودوا المجيء إلى تونس.
* لماذا تتهرب الدولة من تحديد موعد للانتخابات القادمة، هل لأنها تشعر بأن الكثير من الوقت ضاع في مسائل لم تكن في الحسبان؟
– لا ليس هناك تهرب، وأتصور أن موعد الانتخابات سيكون في حدود سنة من الآن، التزمنا معنويا قبل تسلم الحكومة بين مختلف الأحزاب السياسية حسب اتفاق أمضت عليه أغلب الأحزاب السياسية أن تكون مدة الحكومة بين سنة وسنة ونصف على أقصى تقدير، وهناك مقترح أعلن عنه رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر عن أن الانتخابات ستكون مارس (آذار) القادم وستناقش حكومة التريكا هذا الأمر وقد تمدد فيه شهرين أو ثلاثة، ونحن حريصون على الالتزام بهذه الحكومة وأن لا يطول العمر الافتراضي لهذه الحكومة فمهمتها الأساسية هي صياغة الدستور ووضع مرتكزات النظام السياسي الجديد وخدمة المصالح الوطنية التونسية في هذه المرحلة الانتقالية.
* ما مدى نزاهة المعارضة في تونس، هل تعمل بشكل شفاف أم أن هناك من يحركها من وراء الستار؟
– أنا لا أريد أن أحكم حكما أخلاقيا على المعارضة، ولكن للأسف رأينا بعض مكونات المعارضة، ولا أتهم كل المعارضة، لكن بعض الأطياف عملت على إرباك الحكومة منذ الأسابيع الأولى لتفجير مطلبية سياسية واجتماعية مجحفة لا يمكن أن تتحملها أي حكومة في العالم في بداية تكوينها فضلا عن أنها حكومة ما بعد ثورة وفي بداية انتقال ديمقراطي، للأسف بعض مكونات المعارضة لا تمتلك ما يكفي من النزاهة ولم تتحمل المسؤولية على الوجه المطلوب. ويعود هذا لحسابات آيديولوجية قاصرة.
* الوضع في تونس الآن هل هو أسوأ مما توقعتم أنه سيكون عليهم أو كما توقعتم؟
– من يقرأ التاريخ السياسي للثورات يدرك أن ما رأيناه وما نعيشه في تونس يعتبر أكثر بكثير من المتوقع، ما حدث في تونس يشبه المعجزة السياسية، في ظرف سنة من عمر الثورة أجرينا انتخابات بشيء من السلاسة والهدوء استنادا إلى مبدأ التوافق الوطني، وأفرزنا مجلسا وطنيا تونسيا تأسيسيا شرف التونسيين، أول تجربة ديمقراطية في تاريخ تونس، تكونت حكومة ائتلاف وطني تمثل نموذجا مبهرا بالنسبة لتونس وعموم المنطقة، والحكومة تعمل ليل نهار للاستجابة لتطلعات التونسيين في تحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية والأمور تسير في الوجهة السليمة رغم بعض الصعوبات المرتبطة بديناميكية الثورات. الوضع في تونس أفضل بكثير مما كان عليه قبل الثورة. للمرء اليوم أن يتجول في تونس بعد منتصف الليل دون أن يخشى على نفسه.
* الوعي الشعبي في تونس.. كيف تقيمونه؟ هل أبدى التونسيون بعد الثورة قدرا من الوعي والتفهم للأوضاع ولعمل الحكومة؟
– هناك الكثير من المطالب الاجتماعية وهي كانت مكبوتة لسنوات طويلة وانفجرت فجأة، بن علي كان صنع وضعا مزيفا وكان يضغط على كل المطالب السياسية والاجتماعية ومن الطبيعي أن تنفجر هذه المطلبية في وجوهنا فجأة، لا أفسر هذا الأمر بقلة الوعي السياسي، الشعب التونسي شعب واعٍ ومثقف ومسيس، وشعب ذكي يراقب الأمور عن كثب ويعرف ما يجري في تونس وفي العالم. الانتخابات وتجربة الثورة بينت أن الشعب التونسي يتمتع بدرجة عالية من الكفاءة. لكن أتهم أحيانا بعض النخب التي تدفع باتجاه مطلبية سياسية واجتماعية مجحفة لا يمكن أن تتحملها الإمكانات الاقتصادية في مرحلة التحول وما بعد الثورة.
* الارتباك وعدم الحسم في الأمور في العديد من المناسبات خاصة من طرف وزارة الخارجية في قضية الجامعة، وقضية التهديدات للسبسي مثلا، لماذا؟
– على العكس أنا أرى أن وزارة الداخلية تتحرك بنجاعة وأكثر من المتوقع في مرحلة ما بعد ثورة، كنا نعيش شيئا من الاضطراب الأمني والجهاز الأمني كان مدانا إلى حد كبير باعتباره لدى قسط كبير من الشعب التونسي كان متورطا في مرحلة بن علي هذا ولد نوعا من الارتخاء والتردد والخوف لدى الأجهزة الأمنية في البداية وأثر على أدائها العام لكن ما نلاحظه الآن عودة نشيطة للمؤسسات والأجهزة الأمنية لتشتغل بمهنية وفي إطار احترام القانون، نحن في هذه المرحلة نحتاج أن نقيم خيط التمييز الفاصل بين تطبيق القانون وممارسة الحرية والفوضى، ولذلك تتحمل المؤسسة الأمنية مسؤولية خاصة في تمثيل القانون والحفاظ على الأمن والاستقرار، بلا شك واجهت أحيانا مشكلات تفوق طاقتها لكن لا أرى أن تونس تعيش مشكلة أمنية فقط هناك بعض الصعوبات، والأمور تعود لمسارها بشكل عام.
* أعلنت الحكومة في عدة مناسبات عن سوء الوضع الإعلامي وتقصير الإعلام الوطني في أداء عمله في هذه المرحلة، وبأن التقصير متعمد، ما رأيكم في هذا الموقف؟
– للأسف، نحن لا ندين الإعلام بإطلاق لكن جزء من المؤسسات الإعلامية حاول أن لا يواكب وتيرة السير العام للتطور الذي تعيشه تونس، كان عليهم مسايرة كل التطورات السياسية والاجتماعية في تونس لكن مسيرة الإعلام ما زالت بطيئة، وأنا لا أتهم كل وسائل الإعلام ولكن أقول إن جزءا منها متحيز ولا يتوفر على الموضوعية والنزاهة المطلوبة، نحن لا نريد إعلاما دعائيا، إعلام بروباغندا، لكن نريد إعلاما يتوفر على الشروط المهنية المطلوبة، موضوعيا ينتقد حيث يجب النقد وينقل الواقع كما هو. والحكومة لا تقوم بالتغييرات خوفا من أن تتهم بالتدخل في المجال الإعلامي ونحن حريصون على الحفاظ على المؤسسة الوطنية.
* قرابتكم من رئيس الحزب ألا تسبب لكم حرجا خاصة أن قضية الأصهار في تونس ذات حساسية فائقة؟
– لم تكن لدينا أي مخاوف أو حرج في هذا الجانب، نحن لا نوزع الحقائب والمناصب الوزارية حسب علاقات القرابة، هو قرار مؤسسي قرره المكتب التنفيذي لحركة النهضة، ثم أحيل الأمر للمناطق في مختلف ولايات الجمهورية وأخيرا نوقش في الهيئة التأسيسية وجرت عملية انتخابات حرة، لم أحضرها أنا وأتصور أن قيادات النهضة تمتلك ما يكفي من الوعي والرشد لاختيار الرجل المناسب في المكان المناسب وليس لأن رفيق عبد السلام عبقرية خاصة لا تتوفر عند الآخرين. ومن سيحكم على الأداء هو الشعب التونسي.
تونس والحمد لله أوضاعها مبشرة بخير ويحق للتونسيين أن يفخروا. والبلد ينفتح اليوم، فتونس بخير وكما يقول إيليا أبو ماضي: كن جميلا تر الوجود جميلا.
التظاهرات تعمّ سوريا في جمعة “خذلَنا العرب والمسلمون” وواشنطن تعاقب وزير الدفاع
أنان: على الأسد وقف القتل وسحب قواته أولاً
في ما يبدو اقتراباً من خط النهاية للرئيس السوري بشار الأسد الذي كان “وافق” على البنود الستة لخطة المبعوث العربي الدولي إلى سوريا كوفي أنان، حسم المتحدث باسم أنان أمس أن على الأسد أن يتحرك أولاً ويظهر حسن نيته بسحب الدبابات والأسلحة الثقيلة وقواته من المدن، “ثم يناقش وقف الأعمال القتالية مع الطرف الآخر”.
وفيما خرجت تظاهرات في مناطق سورية عدة أمس في ما أطلقت عليه المعارضة “جمعة خذلنا العرب والمسلمون”، كانت قوات الأسد تستمر في قمع المتظاهرين في اشتباكات ومواجهات أوقعت 55 قتيلاً منهم أربعة أطفال.
وأعلنت الولايات المتحدة أمس فرض عقوبات ضد وزير الدفاع السوري داود راجحة تشمل ضابطين كبيرين في الجيش السوري هما نائب رئيس الأركان منير أضنوف ومدير الأمن الرئاسي زهير شاليش.
وفي إيضاح حاسم لموعد البدء بخطوات تنفيذ خطة الموفد العربي الدولي قال أحمد فوزي في جنيف، “الموعد النهائي هو الآن.. نتوقع من الأسد تنفيذ هذه الخطة على الفور”.
وفي محاولة لإزالة أي غموض يحيط ببنود وقف إطلاق النار الواردة في خطة أنان من ست نقاط قال الأسد إنه قبلها، قال فوزي إن على الجيش السوري أن يتحرك أولاً ليظهر حسن نيته بسحب الدبابات والأسلحة الثقيلة والقوات من المدن.
وأضاف “إذا قرأتم الاتفاق.. فإنه يطلب من الحكومة تحديداً سحب قواتها ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز المأهولة. المعنى الضمني الواضح جداً هنا هو أن على الحكومة أن تتوقف أولاً ثم يناقش وقف الأعمال القتالية مع الطرف الآخر والوسيط”.
وتابع: “نتوقع منه (الأسد) تنفيذ الخطة على الفور. وبوضوح، لم نلاحظ وقف الأعمال الحربية ميدانياً. هذا يثير قلقنا الشديد”، مضيفاً أن خطة أنان يجب تطبيقها “الآن”. وأضاف “من الضروري أن تتوقف عمليات القتل(..) أن تتوقف أعمال العنف(..) يتوجب على السلطات السورية تنفيذ الخطة سريعاً”. وأوضح “المنطق بسيط جداً. نناشد الطرف الأقوى أن يقدم بادرة حسن نية ويوقف القتل. نحن متأكدون أنه إذا حدث هذا فستحذو المعارضة حذوه”.
وتطلب الخطة من قوات المعارضة المزودة بأسلحة خفيفة وقف إطلاق النار أيضاً، لكن الجيش السوري الحر لم يقل ما اذا كان يقبل بمقترحات أنان، كما لم تتبن جماعات المعارضة السياسية دعوته للحوار مع الأسد بشكل صريح.
وقال ديبلوماسيون إن أنان قد يطلب إرسال بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة للإشراف على تنفيذ خطة السلام.
وأعلنت كندا الجمعة تعزيز العقوبات على سوريا لتشمل زوجة الرئيس بشار الأسد ووالدته وشقيقته وشقيقة زوجته لتحذو بذلك حذو الاتحاد الأوروبي. وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد إن هذه العقوبات الجديدة “تستهدف أساساً الأشخاص الذين يستفيدون من علاقتهم بالنظام (السوري) والمقربين من الأسد بما فيهم زوجته أسماء”.
وأفاد نشطون مناهضون للحكومة أن انسحاب جيش النظام إلى قواعده سيسمح بعودة الاحتجاجات السلمية الحاشدة، لكن لم تكن هناك أي علامات على مظاهرات خالية من المخاطر أمس.
وقال ناشط ذكر أن اسمه أبو محمد إن أنان الذي يمثل الأمم المتحدة والجامعة العربية “سيحتاج أن يشرح للجيش السوري الحر ما يريدونه وما هي الشروط”، وأضاف “دعونا لا نسبق الأحداث. أولاً نريد أن ينتهي حمام الدم هذا”، وتابع إنه إذا تم تبني خطة الأمم المتحدة ونشر مراقبي السلام، فيمكن أن تحتج المعارضة سلمياً كما فعل المصريون خلال انتفاضتهم على حكم الرئيس السابق حسني مبارك “لكن هذا لن يحدث”.
واجتمعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في الرياض أمس مع خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لبحث الصراع في سوريا قبل اجتماع “أصدقاء سوريا” مع زعماء المعارضة ووزراء خارجية عرب وغربيين في اسطنبول مطلع الأسبوع القادم.
كما عقد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل جلسة محادثات مع الوزيرة الأميركية تناولت الأزمة السورية وتشديد الضغط على النظام السوري من أجل وقف المذابح ضد المدنيين.
وخلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ضرورة التغيير في سوريا قائلاً “يجب على النظام السوري أن يخضع لإرادة شعبه ومطالب الديموقراطية للشعب السوري”، وقال أردوغان “إنّ بشار الأسد ليس صادقاً مع شعبه، ولو كان صادقاً لاحتكم إلى صناديق الاقتراع.. لماذا يخاف من الانتخابات الحرة وصناديق الاقتراع؟”.
وقالت طهران إنه تم الإفراج عن 12 مواطناً إيرانياً خطفتهم “قوات المعارضة السورية” في أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي بينهم خمسة مهندسين يعملون في محطة كهرباء سورية في حمص.
ميدانياً، سقط أمس 55 شهيداً برصاص قوات الأمن بينهم 4 أطفال، ونقلت معلومات أن الجيش الحر هاجم مقر الاستخبارات الجوية في عربين قرب دمشق، ومقر أمن الدولة في دير الزور بعد تفجيره.
وأمس خرج آلاف المتظاهرين في مناطق سورية عدة في ما أطلق عليه اسم جمعة “خذلنا العرب والمسلمون”، كما وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين أوقعت قتلى.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبدالرحمن “سجلت اليوم (أمس) نقاط تظاهر كثيرة في مختلف مناطق سوريا، ولم تكن التظاهرات في بعض المناطق حاشدة بسبب الانتشار الأمني والعسكري، وبسبب وجود آلاف الناشطين والمتظاهرين في المعتقلات”.
وفي دمشق، خرجت تظاهرة في حي جوبر عملت قوات الأمن على تفريقها قبل أن تقع اشتباكات بينها وبين منشقين، بحسب ما أفاد المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة في دمشق ديب الدمشقي، كما خرجت تظاهرات في أحياء القابون والحجر الأسود وكفرسوسة التي قتل فيها متظاهر أثناء تفريقها برصاص الأمن بحسب المرصد الذي أشار الى “انتشار أمني كبير في الأحياء التي تشهد تظاهرات”.
وخرجت تظاهرات في حي القدم نادت بتسليح الجيش الحر، واشتبكت قوات الأمن مع متظاهرين في حي الميدان وألقت قنابل مسيلة للدموع ونفذت حملة اعتقالات، بحسب الدمشقي. وفي حي العسالي “الذي يشهد انتشاراً أمنياً كبيراً وحصاراً، أقيمت تظاهرة داخل المسجد حاصرها الأمن واعتقل عدداً من الأشخاص”، بحسب المصدر نفسه.
وفي ريف دمشق “خرجت تظاهرات من 12 مسجداً في مدينة دوما وواجه الأمن تظاهرتين منها بإطلاق النار”، بحسب ما أفاد عضو مجلس قيادة الثورة في دوما محمد السعيد.
وأشار السعيد الى انتشار دبابات الجيش في بعض مناطق المدينة، وإطلاق نار كثيف في شارع الجلاء لتفريق تظاهرة خرجت من المسجد الكبير. ورفع متظاهرون في مدينة عربين في ريف دمشق لافتات كتب عليها “صامدون حتى آخر نقطة دم”، و”سوريا تنزف”.
وفي دير الزور (شرق)، وقعت اشتباكات بين منشقين وقوات الأمن التي حاولت تفريق تظاهرة في مدينة القورية ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، وفقاً للمرصد.
وفي حلب (شمال)، أفاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي “بخروج 30 تظاهرة في المدينة لا سيما في أحياء الحمدانية والفردوس والشعار وأرض الحمرا والسكري وصلاح الدين والميسر وبستان القصر والمرجة ومساكن هنانو والصاخور والأشرفية”. وردد المتظاهرون فيها هتافات تطالب بإسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر و”تخلي العرب والمسلمين عن الشعب السوري”.
وذكر الحلبي أن حي الصاخور “الذي يشهد عادة تظاهرات كبيرة ضد النظام، تعرض صباح أمس لاقتحام سيارات الأمن حيث نفذت حملة اعتقالات”. وأضاف ان معظم التظاهرات ووجهت بإطلاق الرصاص لتفريقها.
وفي ريف حلب، قال الحلبي “خرج مئات الأشخاص في تظاهرة رددوا فيها: خاين خاين خاين الجيش السوري خاين” في أعزاز التي شهدت أخيراً عمليات واسعة للقوات النظامية انتهت باقتحامها، مشيراً الى خروج 41 تظاهرة في مناطق الريف، لا سيما في جرابلس والباب التي قتل فيها شخص.
وفي حماه (وسط)، أفادت لجان التنسيق المحلية بسماع إطلاق نار في ساحة العاصي “خلال محاولة المتظاهرين الوصول الى الساحة”. وفي إدلب (شمال غرب) التي تتركز فيها العمليات العسكرية للجيش النظامي أخيراً، خرجت تظاهرات في بلدات وقرى عدة رغم الانتشار العسكري والأمني، وفي مدينة معرة النعمان التي سقط فيها مدني بنار قناصة، بحسب المرصد.
وفي كفر دوما، أظهر مقطع بثه ناشطون على الانترنت متظاهرين يرفعون لافتة “أصعب سلاح بوجه السوريين تخلي العرب وصمت المسلمين”. وفي محافظة الحسكة (شمال شرق) خرج آلاف المتظاهرين في مدينة رأس العين ذات الغالبية الكردية، بحسب عبدالرحمن.
وفي محافظة درعا (جنوب)، خرجت “خمسون تظاهرة لا سيما في مدن نوى والحارة وتسيل ودرعا انخل وجاسم والشيخ مسكين وازرع ودرعا المحطة وخربة غزالة وصيدا وعقربة وداعل والصنمين وبصرى الشام” بحسب عضو اتحاد تنسيقيات حوران لؤي رشدان.
ورفعت لافتات “يا عرب يكفي تطنيش (تجاهل) الشعب السوري بدو يعيش” وردد المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط النظام وتسليح الجيش الحر.
وفي بلدة المسيفرة، “خرجت تظاهرة كبيرة تركها الأمن حتى أنفضت ثم نفذ حملة اعتقالات في البلدة” بحسب رشدان. وفي مدينة داعل رفعت لافتات بالانكليزية “هل سيكون اجتماع أصدقاء سوريا كذبة أول نيسان؟”. ورددوا “ما رح نركع شيل الدبابة والمدفع”.
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، ا ش ا، “العربية”)
أكراد سوريا ملتحمون بالثورة رغم ما جرى في اسطنبول
فاروق البرازي
أكد مسؤول العلاقات الخارجية في الامانة العامة للمجلس الوطني الكردي حميد حاج درويش ان انسحاب الوفد الكردي من مؤتمر المعارضة اخيرا في اسطنبول لن يثني اكراد سوريا عن المشاركة في الثورة.
واعتبر ان انسحاب الكتلة الكردية من المؤتمر الذي انعقد في اسطنبول في 27 آذار (مارس) الجاري “أمر طبيعي، فالمعارضة وعلى الرغم من التفاهم المسبق بيننا على بناء تصور لمستقبل سوريا ويؤمن حقوق الكُرد إلا ان في الواقع بدا وكأن الكُرد ضيوف وليسوا شركاء”.
وكان الوفد الكردي شارك في اجتماع المعارضة السورية في اسطنبول وقدم ورقة حول حل القضية الكردية في سوريا. ووفق بعض المصادر، جرت حوارات مطولة حولها مع أطراف المعارضة خصوصا مع المجلس الوطني السوري.
وأكد درويش انّ “أطرافا من المعارضة حتى من المجلس الوطني كانت حريصة على عدم تهميش قضية الشعب الكردي وبذلت جهودا بعد قرار الوفد الكردي بالانسحاب، وأبلغوا الوفد بأن الموقف تغير وأن الورقة الكردية سيتم اعتمادها، إلا أن جهود هؤلاء الأخوة واجهت رفض المجلس الوطني مرة أخرى، ولذلك التزم الوفد الكردي بقرار الانسحاب”.
لكن حميد درويش اعتبر أن ما جرى في اسطنبول “لا يثني الأكراد عن التواصل مع مكونات الثورة”، واكد استعداد الكتلة الكردية للاستمرار “في التحاور وبذل كل جهد من جانبها لتحقيق وحدة المعارضة السورية خدمة لأهداف الثورة السورية”.
ويطالب الكرد المعارضة بضرورة الإقرار بحقوق الشعب الكردي في وثائق المعارضة وضرورة التخلي عن النظرة الاستعلائية ومحاولات تهميش الكتلة الكردية، مع الاستعداد.
والمتابع للشأن السوري يراهن على نجاح المؤتمر بالرغم من غياب معارضة الداخل والذي لها الحق الطبيعي في الحضور وفي رسم سياسات مستقبلية وذلك لعاملين:
الأول: استحقاق المرحلة، حيث يبدو واضحاً حاجة سوريا إلى وحدة المعارضة، للارتقاء بالحراك الداخلي والذي يستحق إدارتها بمسؤوليّة.
الثاني: المبادئ التي اعلنها “الإخوان المسلمين” في اسطنبول، وما لها من وقع ايجابي لدى سائر مكونات الشعب السوري.
اضافة إلى ذلك ثمّة وقائع على الأرض مثل حالات الفوضى وعدم وجود التنسيق الفعلي بين مكونات الثوريّة وحالات اعتقالات والهجرة المستمرة، وتدهور الحالة المعيشيّة، وهي بدورها تفرض على المعارضة التفكير الجدي بتوحيد الشراكة السياسيّة موحدة وخلق آليّة سلسة ومتفهمّة بين كل الأطياف المعارضة السوريّة وعلى مختلف مشاربها العرقيّة والمذهبيّة.
في سوريا ثمّة شرائح ومكونات سياسية وشعبيّة تنتظر نجاح المؤتمر، وهناك من يقول انّ العبرة يجب ان تكون في نقل ما هو متفق بين المعارضة على الارض الى الواقع وان يظهر للمجتمع الدولي وحدة المعارضة لا ان تبقى حبرا على ورق على حد احد الناشطين والمعارضين القدامى.
وتأتي أهميّة وحدة المعارضة كوننا على مقربة جداً من مؤتمر”اصدقاء الشعب السوري” والذي بيّن كم تشرذمت حالة المعارضة وكانت سبباً مهما في بقاء البنود المتفق عليه في مؤتمر تونس على حالها وبقيت دون جدوى. الآن يجب الاستفادة من اجتماع اسطنبول لـ”الاصدقاء الشعب السوري”.
ثمّة من يرى انّ مرور عام من الثورة سيكون دافعاً حقيقياً لبناء اطر للمكونات السياسيّة والشعبيّة السوريّة في الداخل والخارج، ولعل هذا العام المثقل بالعذاب والشتات والقتل هو ما يجب ان تفكر المعارضة به وليست الخلافات الشخصيّة.
وهناك من يرى أيضاً بانّه قبل انعقاد المؤتمر كان يجب على المعارضة المجتمعة في اسطنبول ان لا تبقى في اطار الدعوات كان يجب التشاور مع الجميع لتبيان الافق المنظور لبناء عمارة سياسيّة وثورية للمعارضة.
ينتظر السوريون الخلاص من حالات التشرذم والتي صارت علاقة بعض الاتجات الدولية استغلالها، وحتى انّ النظام يستغلّ غياب الوحدة والتنسيق بين بين المعارضة ويقدم نفسه على انّه الأقوى، فإذا قامت الثورة لأجل التغيير فمن الأولى ان تغير المعارضة ذهنيتها وتالياً ان تقوم هي بالتغيير، والأخير مرهون بمدى القيام الجدي لفاعلي التغيير بمسؤوليتهم تجاه الشعب والثورة أيضاً.
لأنّ فرص بقاء الأسد “غير قوية” والبديل “سيفقدها مصالحها”…
… روسيا “تلعب” بالورقة السورية على طاولة “المقامات”: على الأقل لن نتكبّد خسائر إضافية
سناء الجاك – موسكو
لا يصعب على زائر موسكو هذه الأيام الاستنتاج أنّ “الثورة في سورية”، كما يراها فريق واسع في العالم العربي والمجتمع الدولي، طبق رئيسي على موائد النقاش السياسي والاعلامي الروسي، وهو لا يرتبط بما يجري في دمشق إلا بمقدار ما يهدد مصالح سياسية واقتصادية وجيوبوليتيكية روسية بحتة. هو طبق دسم بالهواجس الخاصة، وبالرفض لتصنيف لا يحترم المقامات والأحجام في “لعبة الكباش” بين الدول بورقة سورية صودف أنها تغلي على جليد “اللعب السياسي” في المحافل الدولية.
ولا يخفي الروس أنهم الأكثر تضررًا من “الربيعات” العربية. يعتبرونها صناعة أميركية.. بل يذهبون أبعد من ذلك من خلال اعتبارهم أنّ “السيناريو كان معداً لروسيا وتم تنفيذه في العالم العربي”، ويصنفون نتائج التغيير بأنه ثمرة “التحالف الأميركي الإسلامي المعادي لروسيا”.
هم غائبون سواءً في مصر أو تونس أو ليبيا. عدا ذلك هناك صراع تركي– روسي كامن، فسقوط النظام السوري يكرس غلبة للأتراك تمتد إلى آسيا الوسطى “المسلمة”، بما يهدد “أمن الطاقة” الذي تتحكم به القيادة الروسية في علاقاتها مع أوروبا الغربية، لذا فإنّ بحث المسألة السورية يعني وضع الملفات الإقليمية على الطاولة.
روسيا لم تكن تعتبر الرئيس السوري بشار الأسد حليفها الذي يستحق كل هذا الدفاع عنه، فهو لم يزرها إلا بعد سنوات من انتخابه، وكان همه إرضاء أوروبا الغربية والاميركيين. لكن للضرورة أحكامها.. وفي حين يحاول من يدور في فلك القيادة الروسية التأكيد على أنّ ما يحكم موقفها هو المبدأ القائل بعدم جواز تدخل مجلس الامن لتغيير النظام في دولة ما، يشي النقاش الدائر حول هذا الموقف بأن الروس لا يعملون لبقاء الاسد على كرسي الرئاسة إلا بالقدر اللازم ليحصلوا على مرادهم من المجتمع الدولي الذي تجاهلهم وحاول إلغاءهم، وليلقنوا هذا المجتمع درساً في أصول توزيع المغانم والحصص التي تُجنى من كل تغيير يبلور صيغة العالم الجديد.
تطبيق الدرس، الذي يبدو أنّ “الشركاء” في المجتمع الدولي إستوعبوه جيداً، عكسته زيارة المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان إلى موسكو الأسبوع الماضي، وما رافق هذه الزيارة وتلاها من توحيد للجهود بغية تطبيق خطة أنان، مع الإبقاء على تشدد روسي لجهة بقاء الأسد مقابل تمايز أميركي يصر على ضرورة انسحابه من الحكم.
وعن خصوصيات هذا التوافق، يقول رئيس تحرير مجلة “روسيا في السياسة الخارجية” فيودور لوكيانوف لموقع “NOW Lebanon”: “خلال الأسبوعين الأخيرين لوحظ تحوّل في الموقف الروسي، الذي أصبح أكثر مرونة وأكثر ابتعاداً عن بشار الاسد. لكن في المقابل نلاحظ أنّ الموقف الأميركي تحوَّل أيضاً. كذلك لا ننسى أنّ المواقف التي أصرت عليها موسكو منذ البداية نجحت في تثبيتها”.
وإذ ينبه إلى أنّ البيان الرئاسي الروسي وخطة أنان لا يحتويان أي إشارة إلى تغيير النظام في سورية. يضيف لوكيانوف: “يجب أن نتذكر أنّ روسيا لا تدافع عن الأسد وفريقه، إنما تسعى إلى تسوية سياسية. ويجب على المجتمع الدولي أن لا يقف إلى جانب طرف من الأطراف المتنازعة في سورية. وهنا التغيير الذي نتحدث عنه في الموقف الاميركي. الذي لم يعد يتحدث عن دعم المعارضة والتدخل العسكري في سورية. وهذا التطور سمح بحصول توافق بين الموقفين الروسي والأميركي”.
إلا أنّ مواقف المراقبين من دائرة القرار في القيادة الروسية تتباين. وفي هذا الإطار يقول الكاتب السياسي في العلاقات الخارجية الروسية ديمتري كوسيريف لـ”NOW Lebanon”: “أولاّ، لا بد من الاشارة إلى أنّ الاميركيين لا يريدون الإطاحة بنظام بشار الاسد، ولا يستطيعون القيام بذلك. هم يطلقون تصريحات تنفعهم لغايات إنتخابية. كما أنهم يريدون كسب السعودية وقطر. لكن في المحادثات المغلقة بين مسؤولين كبار أميركيين وروس، هناك تفاهم كامل ومواقف متقاربة للطرفين، ولذلك تم الاتفاق مع أنان للوصول إلى تهدئة الوضع، وهذا سيكون أمرًا جيداً لجميع الأطراف”.
كوسيريف الذي لا يعتقد أنّ الولايات المتحدة الأميركية تتحدث بلغة مزدوجة، أو تريد لسورية أن يحل بها ما حل بالعراق لكن من دون أي تدخل عسكري من قبلها، يقول: “باعتقادي أنّ الموضوع ليس مهماً في الأصل للولايات المتحدة. سورية ليست عمليّتهم، ولا يهتمون بها كثيراً”.
وهل يعني هذا أنّ التوافق يقضي ببقاء الأسد رئيساً؟ يجيب لوكيانوف: “في الحالة المثالية من مصلحة روسيا أن يبقى الأسد رئيساً، لكن أعتقد ان الروس يدركون جيداً أنّ فرص بقاء الأسد في السلطة ليست قوية بصرف النظر عن المدة التي سيبقى خلالها. وحتى لو تمكن بشكل أو بآخر من الاحتفاظ بالكرسي فسيكون محاصرًا بأجواء غير مشجعة، بالتالي لا فائدة اقتصادية روسية في بقائه. العلاقات معه ستصبح معقدة، لذلك أعتقد أنّ روسيا تسعى أو تريد الوصول إلى نوع من الحوار بين النظام والمعارضة، لكن ليس الارهابيون منهم”.
وهل يفضل الروس بقاء الأسد واستمرار الفوضى على أيّ تغيير؟ يقول كوسيريف: “إذا ذهب الأسد سيكون سفك الدماء أعنف بكثير مما هو عليه الآن. لكن حتى لو ذهب الأسد، من دونه روسيا قادرة على حماية مصالحها. الفرق الوحيد أن روسيا بمواقفها هذه برهنت للعالم أنها تتصرف وفقاً لمبادئها”.
من جهته، يجيب لوكيانوف: “بقاء النظام سيناريو واضح. سيء لكنه واضح، لكن على الأقل من السهل فهمه. أما السيناريو الثاني فهو يدفعنا إلى السؤال: ما هي سورية الجديدة من دون الأسد؟ لا أحد يمكنه التنبؤ بشكلها. والأمر لا يتوقف على روسيا. لا أحد خارجها يمكنه أن يخبرنا كيف سيكون شكل سورية الجديدة. ولو تحدثنا بلغة المصلحة المباشرة، واضح أن أيّ شكل لسورية جديدة يعني فقدان روسيا مصالحها. لذلك الروس لا يعولون كثيراً على أنّ سورية ستبقى شريكتها. الهدف هو الإثبات للغرب أنّ روسيا شريك أساسي في أي مشكلة. المهم أننا نريد أن نثبت ذلك لللاعبين الأساسيين الآخرين”.
لوكيانوف يعرف جيداً أين يصرف هذا الإثبات، ويقول: “هذا ليس النزاع الأخير. لكن على الأقل لن تتكبد روسيا في أي نزاع مقبل خسائر إضافية”، مضيفًا: “أظن أننا في روسيا نتعامل مع المسألة كالتالي: هناك روسيا وهناك العرب. ظروف المنطقة العربية تتغير بشكل سريع، كما أنّ مصالح بعض القوى العربية لا تتطابق مع الغرب في كل الحالات. لنقل إنّ أنان يمثل أوروبا الغربية والولايات المتحدة، لكنني لست واثقاً من أنه يمثل السعودية. أعتقد أن قدرة السعودية الذاتية على التأثير موجودة”.
وردًا على سؤال، يجيب لوكيانوف: “سورية أحد الشركاء الأساسيين على المستوى الروسي العسكري، وهي البلد الوحيد في العالم خارج الاتحاد السوفياتي السابق التي تضم منشأة عسكرية روسية. ولدينا هناك بعض المصالح الاقتصادية الملحوظة. لكن مع تطور الموقف وزيادة حدته، إستمرار التعامل مع الاسد ليس مجدياً، ومهما بدت العبارة غريبة الآن، روسيا لم تعد تدافع عن مصالحها. هي تدافع عن مبدأ”. وأضاف لوكيانوف موضحًا: “”هناك عنصر مهم تبلور خلال الشهرين الماضيين. العالم الغربي عرف أنه ومن دون مشاركة روسيا لا يمكنه حل مشكلة دولية كبيرة. وقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشكل واضح أننا قد لا نكون قادرين على إعاقة تدخل عسكري لأي طرف، لكننا وفي أي من الاحوال لن نمنح غطاءً شرعياً للتدخل. لذا إذا أردتم التدخل إفعلوا، لكن تدخلكم هذا سيكون مثل السيناريو العراقي، أي من دون غطاء مجلس الأمن الدولي. أما إذا أردتم غطاءً شرعياً فعليكم أن تستمعوا إلى رأينا. وقد تبيّن أنّ السير وفق السيناريو العراقي ليس رغبة لدى أحد”.
لكن ألا يخاطر الروس بدفع ثمن باهظ من حساب علاقاتهم مع العالم العربي جراء موقف موسكو من الأزمة سورية؟، يجيب كوسيريف: “لا يوجد أي خوف لدى روسيا من فقدان شيء. فالهند مثلاً تحصل على 80% من نفطها من السعودية و20% من العراق. ما يفرض عليها حسابات يصعب الإخلال بها أما نحن فلا مشاكل لدينا. مع الإشارة هنا إلى أنّ الجمهور يفكر عادة بطريقة معينة في الثورات، بينما المسؤولون يفكرون بطريقة أخرى. بالتالي لا خوف لدينا”.
وهل تعتقد القيادة الروسية أن لخطة أنان افقاً ايجابياً؟ كوسيريف يعتقد ذلك. ويقول: “ربما سيحقق بعض الإيجابيات، لأن أيًا من الطرفين المقاتلين لم يحقق نجاحاً يمكّنه من حسم المسألة لصالحه. الطرفان غير قادرين على حسم الموضوع، ولا بد لهما من الجلوس حول طاولة المفاوضات. كما أنّ أنان شخص مقبول لدى الجميع ولديه كفاءة تخوله ترويج ما لديه لدى الجميع”.
أما لوكيانوف فيعرب عن اعتقاده بأنه كان ينبغي إرسال أنان الى دمشق في آذار 2011 وليس في آذار 2012. ويقول: “قبل عام كنت في اجتماع حواري رفيع المستوى في بروكسل، تزامن مع بداية الحرب في ليبيا وبداية الاضطرابات في سورية. وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون قالت في حينه إنه لم يعد لدى المجتمع الدولي إلا التدخل العسكري في ليبيا. حينها سألتها: لماذا لا تذهبون إلى دمشق؟ وإذا كان لا يوجد إلا مخرج التدخل العسكري في ليبيا، لا يزال الوقت متاحاً في دمشق لتدخل سياسي والبحث عن مخارج. مر عام وها هم اليوم يحاولون القيام بما تأخروا عنه سنة كاملة. أعتقد أن لا فائدة من التحرك الحالي، فأنا أرى أنّ الوضع في سورية ذاهب إلى الحرب الأهلية. وحتى تدخل أنان لم يعد له تأثيره المأمول. سُفكت دماء كثيرة. المجتمع السوري مقسوم بحدة، وتقريباً هناك مناصفة بين طرفيّ النزاع. فالأسد سار بالاستفتاء وهو ذاهب إلى الانتخابات بمعزل عن كل ما يدور. وهو أيضاً لو قام بهذه الخطوات في الخريف الماضي لكان للأمر تأثيرات إيجابية. أما الآن فلا أحد يهتم أو يتوقف عند الاستفتاء أو أي من إصلاحات النظام السوري. وأخشى أنّ المجتمع الدولي لم يعد قادراً على شيء. تأخر الوقت”.
وزاري خليجي أميركي يبحث أزمة سوريا
دمشق تعلن انتهاء “معركة إسقاط الدولة”
أعلنت دمشق أمس انتهاء “معركة إسقاط الدولة” مؤكدة أن الجيش سيغادر الأماكن السكنية عند إحلال الأمن والسلم فيها “دون اتفاقات”، وفيما ينعقد اليوم منتدى التعاون الإستراتيجي الخليجي الأميركي في الرياض لبحث القضايا الإقليمية البارزة ومن بينها الملف السوري، حذرت أنقرة النظام من “إجراءات دولية قوية” إذا لم يطبق خطة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان.
وقال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن معركة إسقاط الدولة في سوريا انتهت بلا رجعة، “وبدأت معركة تثبيت الاستقرار والنهوض بسوريا المتجددة وحشد الرؤى خلف مسيرة الإصلاح والتطوير، ومنع الآخرين ممن يودون تخريب هذه المسيرة والمضي إلى سوريا المتجددة، من الوصول الى أهدافهم”.
وأضاف في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم، أن سوريا تخوض معركة دبلوماسية مع “عالم غربي معادٍ لها”، لكن من مصلحتها إنجاح مهمة أنان دبلوماسيا من باب سحب الذرائع وتعزيز مواقف حلفائها الدوليين وتكريس الانطباع بأن النظام السياسي في سوريا منفتح وليس خائفا من الواقع وهو متأكد مما يقوله.
وفي الشأن الميداني، أكد مقدسي أن الجيش ليس فرحا بالوجود في الأماكن السكنية وسيغادر ما إن يتم إحلال الأمن والسلم ودون اتفاقات.
في الوقت نفسه تستضيف الرياض اليوم منتدى التعاون الإستراتيجي الخليجي الأميركي على مستوى وزراء خارجية دول مجلس التعاون ونظيرتهم الأميركية هيلاري كلينتون، لبحث التعاون بين الجانبين إضافة الى القضايا الإقليمية البارزة ومن بينها الملف السوري.
وكان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز أجرى مباحثات مع كلينتون، تناولت آخر تطورات الملف السوري.
وأعلن مصدر رسمي سعودي أن الملك بحث مع كلينتون في الرياض مجمل التطورات التي شهدتها الساحتان الإقليمية والدولية، بما فيها آخر المستجدات في الأزمة السورية.
فرصة أخيرة
وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن بلاده ستزيد دعمها للمعارضة السياسية خارج وداخل سوريا. وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها لندن دعمها للمعارضة السورية بالداخل.
من جهته حذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو النظام السوري من إجراءات دولية قوية إذا لم يطبق خطة أنان، واعتبر الخطة الفرصةَ الأخيرة أمام نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي سياق متصل قال دبلوماسيون إن الأمم المتحدة تعتزم نشر 250 مراقبا في سوريا في حال التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وطلبت المنظمة الدولية من دمشق السماح لها بإرسال خبراء لدراسة هذا الانتشار لكنها لم تتلق ردا من الحكومة السورية حتى الآن.
وكان أحمد فوزي المتحدث باسم أنان دعا الأسد إلى المبادرة لوقف العنف فورا، وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان الرئيس السوري قبوله بالخطة التي طرحها أنان، وتدعو إلى وقف إطلاق النار تحت إشراف مراقبين من الأمم المتحدة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وإجراء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة.
وأضاف فوزي أنه ليس هناك أي وقف للأعمال الحربية على ما يبدو، “وذلك يثير قلقنا الشديد”. وذكر أن على الجيش السوري أن يتحرك أولا ويظهر حسن نيته بسحب الدبابات والأسلحة الثقيلة والقوات من المدن.
كلام المتحدث باسم أنان تقاطع مع وصف واشنطن لتصريحات الأسد بشأن خطة أنان بأنها مخيبة للآمال، وقالت الإدارة الأميركية إنها لم ترَ شيئا على الأرض يشير إلى بدء دمشق في تطبيق الخطة.
أميركيا أيضا، فرضت واشنطن عقوبات جديدة أمس استهدفت وزير الدفاع السوري داود راجحة ونائب رئيس الأركان ومدير الأمن الرئاسي، وأمرت وزارة الخزانة بتجميد أي أموال تخص الشخصيات الثلاث تقع تحت طائلة السلطة القضائية الأميركية، ومنعت الأميركيين من التعامل معهم.
كما أعلنت كندا إضافة 12 فردا جديدا ومؤسستين نفطيتين إلى قائمة الأفراد والكيانات التي تخضع لتجميد الأرصدة.
نتائج وخطوات
ويأتي ذلك بينما تجري الاستعدادات لانعقاد المؤتمر الثاني “لأصدقاء الشعب السوري” المقرر أن يلتئم غدا الأحد في مدينة إسطنبول التركية، ويتوقع أن تشارك فيه ستون دولة، وسط غياب روسيا والصين كما حصل خلال المؤتمر الأول الذي عقد في تونس في فبراير/شباط الماضي.
وعن المؤتمر أكد داود أوغلو، ضرورة خروجه بنتائج محددة وخطوات عملية لدعم الشعب السوري في الداخل والخارج، وتقوية اتصالات المعارضة السورية بين الداخل والخارج على جميع المستويات.
وقال الوزير التركي في حوار صحفي اليوم إن مسألة “المنطقة العازلة” و”الممرات الآمنة” هي بيد المجتمع الدولي، وتحديدا مجلس الأمن.
وأكد أن بلاده مستعدة للإسهام في هذين الخيارين إذا ما تم التوافق عليهما لمساعدة الشعب السوري، لكنه رأى أن المنطقة العازلة لا يجب أن تقتصر على الحدود فقط، بل يجب أن تتوسع لتشمل السوريين الموجودين في المدن البعيدة عن الحدود مثل حماة وحمص واللاذقية وحلب.
بعد جمعة خلفت 55 قتيلا
قتلى وقصف متواصل على حمص
واصلت قوات الجيش السوري النظامي اليوم السبت قصف أحياء حمص القديمة ومناطق إدلب وحماة ودرعا, بينما اندلعت اشتباكات متفرقة مع الجيش السوري الحر مخلفة 22 قتيلا على الأقل, في وقت تظاهر فيه السوريون مرددين هتافات “خذلنا العرب والمسلمون”.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها اليوم السبت إن 22 قتيلا سقطوا في مناطق متفرقة, أحدهم منشق عن جيش النظام برتبة رائد, واثنان في الرستن التي تعرضت لقصف جديد قبل ظهر اليوم.
وقال ناشطون سوريون إن الاشتباكات تجددت في حي جوبر وقرب ساحة العباسيين بدمشق وكذلك في ريف دمشق. وحسب الناشطين أيضا فقد قتل عناصر من الجيش الحر قائد الفرقة 17 مدرعات في دير الزور. كما قتلوا ضابطا برتبة عقيد قرب جريدة الفرات في دير الزور. وفي درعا قال الناشطون إن الجيش الحر قتل ضابطا برتبة عميد في المخابرات العسكرية.
وتحدثت شبكة شام عن قصف صاروخي عنيف على حي الخالدية وتصاعد الدخان من عدة منازل لليوم الثاني عشر على التوالي. وذكرت شبكة شام أيضا أن أهالي خان شيخون عثروا على خمس جثث ملقاة في قرية تسمى تحتايا وعليها آثار تعذيب عنيف ولم يتعرف الأهالي على أصحابها، والجثث موجودة الآن في مسجد القرية.
وكانت أنحاء متفرقة من سوريا قد شهدت أمس الجمعة اشتباكات متفرقة خلفت 55 قتيلا بنيران الأمن والجيش سقط معظمهم في حمص, حسبما ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية.
كما خرجت مظاهرات في مناطق سورية عدة في ما أطلق عليه اسم جمعة “خذلنا العرب والمسلمون”، وذلك ردا على قرارات القمة العربية في بغداد التي استبعدت تسليح المعارضة, ودعت إلى حوار وطني جاد.
وأطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين في حي كفر سوسة بالعاصمة، كما حاصرت قوات الأمن والشبيحة جميع المساجد في حي الحجر الأسود بدمشق وسط انتشار أمني كثيف في شوارع الحي الرئيسية.
وقال ناشطون إن قوات الأمن شنت حملات دهم واعتقال واسعة وعشوائية، وقامت بتكسير وتخريب للمنازل في حي القدم بدمشق.
على صعيد آخر أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أن الجيش السوري سيغادر الأماكن السكنية عند إحلال الأمن والسلم فيها بدون اتفاقات, حسب تعبيره.
وذكر مقدسي في حديث للتلفزيون الحكومي أن ما وصفها بمعركة إسقاط الدولة في سورية انتهت وأن معركة تثبيت الاستقرار قد بدأت.
في مباحثات مع ملك السعودية كلينتون تحذر من تسليح ثوار سوريا
كلينتون أكدت وجهة النظر الأميركية برفض أي تدخل عسكري أحادي الجانب في سوريا (الأوروبية) قبيل توجهها إلى إسطنبول للمشاركة في مؤتمر أصدقاء سوريا, أجرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مباحثات مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز تناولت آخر تطورات الملف السوري, وسعت خلال زيارتها إلى إقناع حلفائها في الخليج لتجنب الدعوة لتسليح ثوار سوريا.
وأشارت صحيفة غارديان البريطانية في هذا الصدد إلى رفض الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية لدعوة أطلقتها السعودية لتسليح المعارضة السورية وإنشاء “سماوات آمنة” على الحدود التركية السورية, وذلك في مؤتمر أصدقاء سوريا الأول الذي عقد في تونس مؤخرا. وقد اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرابع من مارس/آذار الجاري أن للمعارضة السورية “الحق” في التسلح من أجل “الدفاع عن نفسها” أمام استخدام الأسلحة الثقيلة التي تقصف المنازل والمدنيين.
في مقابل ذلك أعربت واشنطن مرارا عن رفضها تسليم أسلحة إلى المعارضة السورية وأي تدخل عسكري أحادي الجانب.
وطبقا لغارديان فإن السعودية تمارس ضغطا على الأردن للسماح بنقل أسلحة لثوار سوريا عبر حدودها, بينما لا تزال تركيا أيضا ترفض نقل الأسلحة.
وتشير الصحيفة أيضا إلى شكوى عناصر الجيش السوري الحر من ارتفاع أسعار بعض الأسلحة التي يجري نقلها عبر الحدود اللبنانية, ويقولون في هذا الصدد إن سعر بندقية الكلاشينكوف ارتفع من ثلاثمائة دولار إلى ألفين في الفترة الأخيرة. كما يحتاج الثوار في سوريا -حسب ما ذكره خبراء لغارديان- إلى صواريخ مضادة للدبابات لتعديل ميزان القوة مع الجيش النظامي.
وبينما دعت السعودية إلى تسليح الثوار, سعت الولايات المتحدة وتركيا لتأكيد الحاجة إلى تقديم وسائل اتصالات ومعدات “غير قاتلة” حسب وكالة الصحافة الفرنسية التي نقلت عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم أن كلينتون بحثت مع السعوديين في الجهود الدولية لإرسال مزيد من المساعدة الإنسانية إلى سوريا وجهود دعم المعارضة لتقديم رؤية سياسية موحدة وشاملة للمستقبل.
كما تناولت المناقشات في السعودية تعزيز سلسلة العقوبات الأميركية والأوروبية والكندية والعربية والتركية على سوريا والتأكد من أن الدول تنفذ التزاماتها لفرض هذه الإجراءات كاملة.
وينتظر أن يركز مؤتمر إسطنبول كما تقول غارديان على خطة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا, والتي تركز على وقف إطلاق النار وهدنة إنسانية وعلى حلول سياسية وافقت عليها روسيا والصين.
وكانت القمة العربية في بغداد رفضت خيار تسليح أي جهة ودعت كل الأطراف إلى بدء “حوار وطني جدي”.
الدرع الصاروخي الإقليمي
وإلى جانب الملف السوري أطلقت وزيرة الخارجية الأميركية في السعودية محادثات بشأن خطط لإقامة درع صاروخي خليجي في مواجهة إيران.
وبطرحها مسألة الدفاع الصاروخي الخليجي، نقلت كلينتون مسألة العلاقات الأمنية من المستوى الثنائي إلى المستوى الإقليمي، ممهدة لأرضية تفاهم جديدة بمشاركتها في أول منتدى للتعاون الإستراتيجي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي, وذلك حسبما ذكر مسؤول كبير يرافق كلينتون في رحلتها من واشنطن إلى الرياض لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المسؤول “نسعى لتطوير بنية دفاعية صاروخية إقليمية”، مشيرا إلى أن المسألة ستبحث على ما يبدو في المحادثات مع مجلس التعاون الخليجي. وأضاف أنه “لا يمكن لأمة بمفردها حماية نفسها فعليها الاعتماد على شركائها لتمتلك نظاما دفاعيا صاروخيا فعالا”.
وشدد على أن إيران “هي بشكل واضح من أكبر التهديدات التي تواجهها المنطقة”، مؤكدا أن النظام الدفاعي الصاروخي “أولوية في شراكتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي”.
الفيصل: تجب مساعدة السوريين للدفاع عن أنفسهم
كلينتون طالبت النظام السوري بالوفاء بالتزاماته تجاه خطة عنان
العربية.نت
دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى مساعدة السوريين في الدفاع عن أنفسهم، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.
وقال الفيصل “تجب مساعدة السوريين في الدفاع عن أنفسهم”، مبينا أن السوريين يقاتلون لأنهم لا يجدون مخرجاً آخر لأزمتهم، بعد أن اختار النظام السوري التعامل مع الثورة بالقوة العسكرية، معتبرا ما يحدث في سوريا مأساة ذات أبعاد مهولة ومفجعة ‎‬.
من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون إن الولايات المتحدة تبحث في كل الخيارات، ومن بينها مساعدة المعارضة السورية، وسنضغط خلال اجتماعات اسطنبول لتوحيد صفوف المعارضة السورية، مبينة أن اجتماعات اسطنبول ستبحث زيادة الضغط على دمشق عبر العقوبات.
وقالت كلينتون “نريد من النظام السوري أن يفي بالتزاماته تجاه خطة عنان”، مطالبة عنان بتحديد جدول زمني للخطوات المطلوبة من نظام دمشق، لأن الحكومة السورية لم تعمل على تنفيذ اتفاقها مع عنان.
وحول إيران قالت كلينتون إن الباب مفتوح أمام قيادة إيران لمناقشة ملفها النووي، مبينة أن الباب لن يبقى مفتوحا للأبد، وألمحت إلى أن “إيران تواصل تهديدها لدول الجوار وتقوض الأمن الإقليمي”، فيما أكدت أن “التزام الولايات المتحدة تجاه دول الخليج وشعوبها التزام راسخ”.
وأضافت كلينتون أن “العقوبات الدولية تزيد من عجز وانعزال النظام الإيراني”، مستنكرة استمرار إيران في دعمها للنظام السوري رغم حملة القتل التي يشنها ضد مواطنيه.
مندوب سوريا يعترف بمقتل 6134 شخصاً ويتهم “مجموعات إرهابية مسلحة”
“العربية” تحصل على وثيقة سورية موجهة لمجلس الأمن
العربية.نت
حصلت قناة “العربية” حصرياً، اليوم السبت، على الرسالة التي بعث بها المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أمس الجمعة، إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حول الخسائر البشرية في سوريا، جراء ما زعمت أنه “أعمال المجموعات الإرهابية المسلحة” منذ اندلاع الأحداث وحتى منتصف مارس/آذار 2011، وبلغت 6143 قتيلا. وكانت الأمم المتحدة أعلنت عن مقتل أكثر من 9 آلاف.
وتشير الرسالة إلى أن عدد القتلى المدنيين 3211، وقتلى الشرطة 478، والجيش وقوات الأمن 2088، والضحايا من الأطفال 56، وقتلى الاغتيال المباشر 106، بإجمالي 6143 قتيلاً.
وأفادت أن عدد المخطوفين من مدنيين وجنود وضباط شرطة بلغ 1560 شخصاً، من بينهم 931 مفقودا.
وطلب المندوب السوري في رسالته من رئيس مجلس الأمن اعتبار الخطاب وثيقة رسمية وتوزيعه على أعضاء مجلس الأمن.
دوي رصاص في دمشق
وميدانياً، أفاد مجلس قيادة الثورة السورية أن إطلاق نار كثيفاً سُمع ليلاً في ساحة العباسيين وسط دمشق. وإلى ذلك، أعلن ضباط وعسكريون في ريف إدلب انشقاقهم وتشكيل ما سمي “لواء درع الثورة”، بحسب تقرير لقناة “العربية” اليوم السبت.
وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن انفجاراً استهدف أمس الجمعة مقر أمن الدولة في دير الزور. وكانت لجان التنسيق المحلية أفادت بوقوع 55 قتيلاً في سوريا الجمعة.
ومن ناحية أخرى، وصلت تعزيزات أمنية إلى حاجز جوبر في دمشق بما يزيد على 200 جندي من الفرقة الرابعة.
أوغلو يحذر الأسد
وسياسياً وعشية مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر غداً الأحد في اسطنبول، قال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، إن المؤتمر سيرفع مستوى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري، مضيفاً في حديث لجريدة “الشرق الأوسط” أن المؤتمر مطالب باتخاذ خطوات عملية متقدمة لدعم الشعب السوري.
وفي حديث آخر له، حذر أوغلو، الرئيس الأسد من استمرار أعمال القتل، وقال إن على النظام السوري أن يأخذ خطة المبعوث الدولي لسوريا، كوفي عنان، بجدية كاملة، وأن يبادر إلى تطبيقها على أرض الواقع بشكل عاجل ليتفادى أي تدابير دولية صارمة بحقه.
وأكد وزير الخارجية التركي أن المجتمع الدولي ومجلس الأمن لم يوجها رسالة صارمة للنظام السوري حتى الآن، وأضاف أن نظام الأسد فهم استخدام روسيا والصين حقَّ النقض على أن بإمكانه الاستمرار في منهج القمع والعنف.
حي الخالدية بحمص تحت القصف لليوم 12 على التوالي
“تلبيسة” تشهد عملية انشقاق عدد من مشايخها وعلمائها
العربية نت
أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بتجدد القصف الصاروخي والمدفعي على حي الخالدية في حمص لليوم الثاني عشر على التوالي، بمعدل قذيفة كل أربع دقائق.
كما تعرضت أحياء حمص القديمة والحميدية للقصف المدفعي والصاروخي، ليصل إلى القصير والبياضة، ما أسفر عن سقوط العديد من الجرحى إضافة إلى تهدم الكثير من المنازل في الأحياء المقصوفة.
وفي تلبيسة في حمص جرت عملية انشقاق عدد من مشايخ وعلماء المدينة عن وزارة الأوقاف وانضمامهم لرابطة العلماء الأحرار.
أما في درعا فأفادت شبكة شام الإخبارية أن قصفاً عنيفاً استهدف بلدة الحراك، وأن جيش النظام وقواه الأمنية يحاصر بلدات المسيفرة والغرية والكرك مانعاً الدخول والخروج منها.
وذكرت الشبكة أن مدينة إدلب شهدت منذ منتصف الليل وحتى ساعات الصباح الأولى، انفجاراً ضخماً هز أحياءها، بالإضافة إلى قيام قوات الأمن بإطلاق رصاص كثيف في معظم الأحياء من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، من جهة دوار معرة مصرين.
وفي دمشق أفيد عن وقوع إطلاق نار كثيف من قبل قوى الأمن في الحجر الأسود في دمشق من جهة مستودعات الأعلاف والمقبرة . وبعد ساعات تكشف حجم الدمار الذي لحق بحي جوبر الذي اقتحمته دبابات ومدرعات جيش النظام .
إلى ذلك أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن جيش النظام، مدعوما بالدبابات والمدرعات، اقتحم قرية العبادة شرق دمشق، وقام بحملة مداهمات واعتقالات طالت أكثر من خمسة عشر شخصاً.
أما في حماه فشهد مطار المدينة العسكري اشتباكات عنيفة بعد منتصف الليل بعد عملية انشقاق ناجحة لخمسين عسكريا بعتادهم الكامل انضموا إلى الجيش الحر.
مقدسي: الجيش السوري سيغادر المدن بدون اتفاقات
المتحدث باسم الخارجية يؤكد أن “معركة إسقاط الدولة انتهت”
العربية.نت
أكد المتحدث باسم الخارجية السورية، جهاد مقدسي، اليوم السبت، أن الجيش السوري سيغادر الأماكن السكنية عند إحلال الأمن والسلم فيها “بدون اتفاقات”. وصرح بأن “معركة إسقاط الدولة في سوريا انتهت”، وذلك بعد سنة على بدء الحركة الاحتجاجية التي تقمعها السلطات.
وقال مقدسي، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، إن “الجيش ليس فرحاً بالتواجد في الأماكن السكنية، وسيغادر ما إن يتم إحلال الأمن والسلم دون اتفاقات”، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وأوضح المتحدث أن “سحب المظاهر المسلحة يتم عندما يتاح لأي منطقة العودة إلى الحياة الطبيعية، وعندما يستطيع المواطنون إرسال أولادهم للمدارس، واستعادة حياتهم الطبيعية، وليس عندما يُؤخذ المواطنون رهائن، وتُفجر مراكز الطاقة، ويُقتل الناس في الشارع ويزداد التسليح”.
ولفت إلى أن “وجود العنصر المسلح المضاد لشرعية الدولة في الأزمة السورية بات أمرا موثقا قانونيا ودوليا ومعترفا به، وفق تقرير بعثة المراقبين العرب، وهو الأمر الذي يعطل الحل السياسي وإكمال مسيرة الإصلاح والانفتاح”.
وكشف المتحدث أن “الجانب السوري نجح بالتفاهم المشترك مع (المبعوث الخاص كوفي عنان) عندما أقر الأخير بحق الدولة في الرد على العنف المسلح كمنطق سياسي وسيادي، وهو ما لم يكن موجوداً في موضوع بعثة المراقبين العرب”.
وأكد أن “بوصلة القيادة السورية في أي اتفاق أو مبادرة هي حماية الاستقرار وحفظ سيادة الدولة، والمحافظة على ما تم استخلاصه من عِبر في مبادرات وتجارب سابقة”.
أردوغان: بشار الأسد ليس صادقاً ويخاف من الانتخابات
خامنئي: “نحن لن نتراجع من دعمنا وإيران تقف إلى جانب النظام السوري”
دبي – إيليا الجزايري، موسى الشريفي، العربية.نت
أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني، على ضرورة التغيير في سوريا، قائلاً: “يجب على النظام السوري أنّ يخضع لإرادة شعبه ومطالب الديمقراطية للشعب السوري”.
وقال أردوغان: “إنّ بشار الأسد ليس صادقاً مع شعبه، ولو كان صادقاً لاحتكم إلى صناديق الاقتراع.. لماذا يخاف من الانتخابات الحرة وصناديق الاقتراع؟”.
وأضاف أنّ زمن الحزب الواحد قد ولّى، وحزب البعث لا يمكن أنّ يلبي طلبات الشعب السوري في الظروف الراهنة.
لقاء أردوغان وخامنئي
من جهة أخرى، نقلت بعض المواقع الإيرانية عن خطيب صلاة الجمعة کاظم صدیقي، حديثه عن فحوى الحوار الذي دار بين المرشد خامنئي وأردوغان في لقائهما المغلق، وقال كاظم صديقي في خطبته في صلاة الجمعة بأن المرشد خامنئي ركز على ثلاثة نقاط مهمة في لقائه مع أردوغان.
ونقل صديقي، عن خامنئي قوله: “نحن لا نتراجع عن دعمنا لسوريا، ونؤكد بأن إيران ستستمر بوقوفها خلف نظام بشار الأسد بكل إمكانياتها، معتبرة سوريا محور المقاومة”.
كما أعلن المرشد عن رفض بلاده لأي مشروع “أمريكي لتغيير النظام في سوريا”، كما وصفه، وأنّ دفاع بلاده عن سوريا “ينطلق من الدفاع عن محور المقاومة في وجه الكيان الصهيوني”.
وأضاف خامنئي في لقائه مع أردوغان: “إننا نرفض بشدة أي تدخل خارجي في الشأن السوري، ونحن ندعم الإصلاحات في سوريا، والتي ينبغي لهذه الإصلاحات أن تستمر”.
تناقضات النظام الإيراني
وتعليقاً على ما قاله خامنئي حول الإصلاحات، علق عدنان سلمان، أمين عام حزب التضامن الأهوازي المعارض، باّن النظام الإيراني عاش على التناقضات منذ تأسيسه حتى يومنا هذا.
وأضاف أن إيران تتكلم عن دعمها للإصلاحات الأسديه لشراء ماء الوجه بعد الفضائع والفضايح التي ارتكبها الأسد، ويعلن خامنئي دعمه للإصلاحات بينما هو شخصياً في عام 2009 أمر بقمع المظاهرات السلمية للحركة الإصلاحية الخضراء في إيران، التي كانت إصلاحية وسلمية بامتياز.
واعتبر سلمان كلام المرشد تحريفاً للحقائق، وينطلق من رؤية طائفية، وإلا لماذا يدافع المرشد عن الاحتجاجات المزعومة في البحرين ولا يتكلم عن المجازر بل يساهم في ارتكابها في سوريا؟.
يذكر أنّ العلاقات الإيرانية التركية شهدت توتراً في الآونة الأخيرة، بسبب المواقف المتضاربه حول الثوره السورية، حيث انحازت تركيا إلى الثورة ودانت النظام السوري بسبب قمعه المتظاهرين، وطالبت بشار الأسد بالتنحي واحتضنت المعارضة واللاجئين، وأعطت الجيش الحر مقراً في أراضيها، واستضافت كل المؤتمرات التي أقامتها المعارضة في إسطنبول.
في المقابل، دافعت إيران عن النظام السوري علناً، واعتبرت الثورة السوريه مخطط أمريكي وصهيوني، ودعمت النظام السوري بالمال والسلاح، بل وبالخبرات التقنية لقمع الثورة، بحسب المعارضة السورية.
ووصف خامنئي وأحمدي نجاد وكثير من المسؤلين الإيرانين الثورة السوريه بأنهّا نسخة مزيفة من الثورات العربية وما يجري في سوريا ليس ثورة، بل مشروع “صهيوني وأمريكي” يريد تغير النظام السوري.
سهير أتاسي لـ آكي: نطالب “أصدقاء سورية” الاعتراف رسمياً بالمجلس الوطني
روما (31 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت الناشطة السياسية السورية سهير أتاسي أن على مؤتمر أصدقاء سورية الذي سيعقد في استانبول يوم غد الأحد ” الاعتراف بشكل رسمي بالمجلس الوطني السوري” حسب تعبيرها
وأوضحت أتاسي في مقابلة مع وكالة (آكي) الايطالية للأنباء، أن هذا الاعتراف “سيقطع الطريق تماماً أمام النظام السوري ليعرف أنه غطاء الشرعية قد رفع عنه، تلك الشرعية التي لم تأت إلا من المجتمع الدولي ولم تكن لديه من الاساس” على حد قولها
وتابعت “صار لا بد من خطوات عملية، اذا أن المؤتمر الماضي كان مجرد استهلال حيث كنا نطالب بتحالف دولي لتحييد موقف روسيا التي لاتزال ترسل أسلحة للنظام السوري ولم يوقفها احد في المجتمع الدولي” معتبرة أن “المؤتمر الماضي لم يرق إلى هذا المستوى” ولفتت إلى أن من أهم النقاط التي يجب على المؤتمر تلبيتها “توفير الدعم الاغاثي واللوجستي المنظم وتسليح الجيش الحر” وأضافت “يهمنا أن يمسك أصدقاء سورية بهذه الملفات وعن طريق المجلس الوطني بغية أن يكون هناك تنظيم لها” حسب تعبيرها
وشددت السياسية السورية على الشعور “بالقلق إزاء ترك باب التسليح مفتوحاً أمام تيارات تريد شراء ولاءات مقابل الاسلحة” لذا “نطالب بأسلحة نوعية للجيش الحر ويتمتع بمنظومة دفاعية ، ونحن نتعهد وكذلك الثوار بأنه في اليوم الذي سيسقط فيه (الرئيس السوري) بشار الأسد لن يسمع أحد صوت طلقة واحدة في الشارع السوري” على حد قولها
وحول الخطوات الدولية الأممية، قالت أتاسي “نحن نتفهم أن المسار الدبلوماسي طويل وبطئ وأن بيان مجلس الامن خطوة متقدمة وان روسيا وافقت على هذا البيان، ولكن كنا نتمنى أن يرقى إلى مستوى القرار” وأضافت “بالتأكيد فإن البيان الرئاسي لمجلس الأمن لا يرقى إلى ما يطمح إليه الحراك الثوري، لذلك لابد من دعم الثورة بشكل فعلي وإلا سارت نحو المجهول” حسب تعبيرها
وأكدت الناشطة السورية على أن “الحراك الثوري مصر على سلميته ولم يتحول إلى العسكرة، ومازالت لديه ثقافة اللاعنف وهو يطور عمله السلمي عبر الاضرابات والعصيان المدني وغير ذلك، كما أن هناك الجيش الحر الذي نعتبره نواة الجيش الوطني المستقبلي” وأضافت “إننا لا نعتبر ما يجري الآن هو صدام بين جيشين، بل نعتبر أن الجيش الحر قد عاد إلى عقيدته الحقيقية وهي حماية المواطنين مقابل عصابة منفلتة من كل الشرائع بما في ذلك القانون الدولي” على حد قولها
تونس:وزير الداخلية يقر بدخول لاجئين سوريين الى بلاده
تونس (31 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
اقر وزير الداخلية التونسي علي لعريض السبت باستقبال بلاده للاجئين سوريين فروا من بلادهم و قال ان الدعوات التي اطلقت لقتل اليهود في بلاده من قبل سلفيين “خطيرة لا تعبر عن تحضر التونسيين ولا تلمع صورتهم بالخارج ولا تخدم مصالح السياحة التونسية ولا استقطاب الاستثمارات الأجنبية
واضاف لعريض في اجوبته على اسئلة نواب المجلس التـاسيسي في جلسة احاطة مع الحكومة انتهت في ساعات الصباح الاولى ليوم السبت ان لاجئين سوريين دخلواالتراب التونسي عبر الحدود الجزائرية و تم استقبالهم لاعتبارات انسانية وأمنية ،حسب قوله مؤكدا وجود تنسيق وتعزيز للتعاون الامني مع السلطات الايطالية والليبية و الجزائرية في ما يتصل بتعزيز امن حدودها
من جهة ثانية نفى الوزير التونسي وجود سجون سرية او اماكن اعتقال سرية وقال “لا وجود لسجون سرية او اماكن اعتقال سرية ولكن لا يمكنني أيضا الجزم باختفاء التعذيب في تونس رغم ان التعليمات واضحة في المجال”لافتا إلى أنه قام ببعث لجنة لبحث حقيقة تعرض الموقوفين في الاشتباك المسلح بين قوات الامن و شبان سلفيين مسلحين في بلدة بئر علي بن خليفة للتعذيب لدى التحقيق معهم كما نفى الوزير لعريض استمرار التنصت على المكالمات الهاتفية في تونس إلى حد الآن دون إذن قضائي
هذا وتطرق الوزير الى تواصل الاعتصامات واحداث العنف ذات الطابع الديني و العقائدي والعشائري في بلاده وقال” الوطنية تقتضي اليوم التوحد حول الأولويات لمنع الصراعات القائمة على خلافات مذهبية أو جهوية أو عشائرية أو غيرها أو تحت عناوين طائفية ودينية دون التضييق على حرية التعبير وحرية الحراك” واصفا الشعارات التحريضية التي رفعها بعض السلفيين ضد اليهود التونسيين “بالخطيرة والتي لا تعبر عن تحضر التونسيين ولا تلمع صورتهم بالخارج ولا تخدم مصالح السياحة التونسية ولا استقطاب الاستثمارات الأجنبية” كما ندد بالدعوة لـ”قتل” الوزير الأول السابق الباجي قائد السبسي معتبرا أنه ليس بهذه التصرفات يمكن للتونسيين أن يؤسسوا الديمقراطية في بلادهم وقال في هذا الصدد “لقد أحلنا شكاوى في الغرض إلى السلطة القضائية لتقول كلمتها الفصل فيها” حسب تعبيره
هيئة سورية معارضة: قرارات القمة العربية فارغة المضمون بعبارات منمقة
روما (31 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
اعتبر تجمع سوري معارض أن القمة العربية “اتخذت قرارات مكررة حول الأوضاع العربية فارغة من المضمون مزينة بعبارات منمقة” وفق بيان صادر عن الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية
وقالت الهيئة أن “من الملفت أن هذه القمة ارتكبت الأخطاء التالية، حيثاعترفت بشرعية مطالب الشعب السوري وطالبت بوقف نزيف الدم ولكنها لم تشر الى مسؤولية النظام الدموي الذي استخدم جميع وسائل القتل والتدمير على الجرائم المرتكبة” وتساءلت “كيف يمكن تحقيق التفاوض مع نظام قتل عشرات الآلاف من السوريين وهدم بيوتهم وقراهم ومدنهم مستخدما أسلحة القوات المسلحة التي لم تستخدم في الدفاع عن الوطن وانما لحماية النظام القاتل والمستبد؟” حسب تعبيرها
ولفت إلى أن البيان الختامي أورد “أن الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره فلماذا عاد المؤتمر ليحل محل الشعب السوري والغاء حقه في طلب التدخل الخارجي لانقاذه من جرائم هذا النظام .
ألم تتحالف القيادة الحاكمة في العراق حاليا مع الولايات المتحدة الأمريكية لشن الحرب على النظام العراقي السابق ؟” و أضافت “أليس هناك دول عربية استعانت بتحالف دولي لتحرر أرضها من عدوان غاشم قام به شقيق ؟” على حد قولها
وعبرت عن “أسف عميق لأن مؤتمر القمة لم يتخذ قرارات جدية بدعم الشعب السوري من أجل تحقيق تطلعاته واسقاط شرعية النظام وتجميد عضويته في جامعة الدول العربية وتقديم المساعدات المختلفة لتمكينه من تحرير البلاد” وأضافت “ان صمت القمة يشكل تشجيعا لبشار الأسد لارتكاب المزيد من القتل والتدمير لا سيما بعد هذه القرارات التي لم تجرمه ووضعته في مقام متساو مع الشعب السوري الذي يتعرض للقتل والابادة وبذلك يتحمل المؤتمر المسؤولية الأخلاقية والسياسية لكل الجرائم التي يرتكبها النظام السوري” على حد قولها
وختمت بمناشدة “جميع الحكومات العربية التي تدرك خطورة ما يجري في سورية أن تعمل على تشكيل ائتلاف دولي عسكري لانقاذ الشعب السوري وتمكينه من تحقيق طموحاته في تقرير مصيره كما ندعوها لتقديم المساعدات المالية والعسكرية للمجلس العسكري والجيش الحر” حسب تعبيرها
دمشق: معركة إسقاط الدولة انتهت ومن مصلحتنا إنجاح مهمة أنان
تطالب خطة أنان بوقف العنف وسحب القوات من المدن والبلدات السورية
أعلنت دمشق أنها توصلت إلى اتفاق مع المبعوث الدولي كوفي أنان على مبدأ عمل فريق المراقبين الدوليين المزمع إرساله إلى سوريا للسعي لوقف العنف والتوصل إلى تسوية للأزمة التي تعصف بالبلاد، لكنها في الوقت ذاته اعتبرت أن “معركة إسقاط الدولة انتهت إلى غير رجعة وبدأت معركة تثبيت الاستقرار”.
ففي حديث مع التلفزيون الرسمي السوري مساء الجمعة، قال جهاد مقدسي، المتحدث باسم وزارة الخارجية والمغتربين، “إن المعركة بدأت لتثبيت الاستقرار والنهوض بسورية المتجددة وحشد الرؤى خلف مسيرة الإصلاح والتطوير ومنع الآخرين ممن يودون تخريب هذه المسيرة والمضي إلى سوريا المتجددة من الوصول إلى أهدافهم.”
وقال مقدسي إن التفاوض جارٍ حاليا مع فريق أنان للتوصل إلى اتفاق على بروتوكول يحدد عمل فريق المراقبين الدوليين المزمع إرساله الى سوريا، كاشفا عن أن فريقا تقنيا سيصل إلى دمشق قريبا لوضع هذا الأمر موضع التنفيذ.”
“مؤتمر معرقل”
من جانب آخر، اعتبر مقدسي أن مؤتمر “أصدقاء سوريا””، المزمع عقده في تركيا الأحد وتشارك فيه 60 دولة، “سيكون معرقلا لمهمة أنان التي ترى دمشق أن من مصلحتها إنجاحها.”
وأضاف مقدسي: “إن سوريا تخوض معركة دبلوماسية مع عالم غربي معادٍ لها، لكن من مصلحتها إنجاح مهمة مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان دبلوماسيا من باب سحب الذرائع وتعزيز مواقف حلفائها الدوليين وتكريس الانطباع بأن النظام السياسي في سوريا منفتح وليس خائفا من الواقع وهو متأكد مما يقوله.”
وأكد مقدسي أن منطلقات وثوابت دمشق في التعاطي مع مهمة أنان وغيره هي “حفظ سيادة سوريا أولا، وعدم المساس باستقرارها وأمنها الوطني ثانيا، والتوازي المنطقي في التطبيق ثالثا.”
وقال مقدسي إن سورية تطالب العالم أن يساعدها بدلا من الضغط عليها، و”إذا كان هدف أي مبادرة مساعدة سوريا في تثبيت الاستقرار وتحقيق الإصلاحات فسورية ترحب بها.”
“لا ورقة”
ورأى مقدسي أن أنان “قدم لا ورقة ذات سقف عالٍ ليست منطقية للغاية ببداية المطاف، ولا تناسب خصوصية الواقع السوري، فقدمت سوريا خلال يومين لا ورقة جوابية وتوضيحية. ثم أرسل أنان فريقا تقنيا إلى سورية أجرى خمس جولات مفاوضات شاقة مع وزارة الخارجية والمغتربين على مدى ثلاثة أيام تم التوصل في نهايتها إلى ما سمي مبادرة أنان.”
وأوضح مقدسي أن مبادرة أنان ذات النقاط الست والرسائل المتبادلة بينه وبين وزير الخارجية السوري وليد المعلم “تمثل فهما مشتركا لمهمة أنان”.
وأشار إلى أن أحد البنود في المبادرة، كما كان في تجربة بعثة المراقبين العرب، كان سحب المظاهر المسلحة من الأحياء السكنية والمدن وغيرها، وأن سوريا كانت تقول إن الجيش السوري موجود في حالة دفاع عن النفس وحماية المدنيين الذين يؤخذون كرهائن في معظم الأحيان لضرب استقرار البلاد.”
من جانبه، قال أنان إنه يتوقع أن تطبق الحكومة السورية خطة وقف إطلاق النار بشكل فوري، وطالب السلطات السورية بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدن والبلدات وسحب الجنود إلى ثكناتهم.
في غضون ذلك، تتواصل في مدينة اسطنبول التركية اجتماعات المجلس الوطني السوري المعارض مع كافة أطياف المعارضة السورية الأخرى، ومن بينها هيئة التنسيق الوطني، حيث تسعى المعارضة من خلال تلك الاجتماعات إلى توحيد صفوفها لمواجهة الانقسامات.
تصريحات أوغلو
بنود خطة كوفي أنان
إطلاق عملية سياسية في سوريا تستجيب لتطلعات الشعب السوري
وقف كل أعمال العنف المسلح من جميع الأطراف وذلك تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل حماية المدنيين
ضمان جميع الأطراف وصول المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المتضررة من القتال
قيام السلطات السورية بتوسيع نطاق عمليات الإفراج عن المعتقلين الذين احتجزوا بشكل عشوائي
ضمان السلطات حرية انتقال الصحفيين في أنحاء سوريا
احترام السلطات حق التظاهر السلمي وحرية تشكيل جماعات
بدوره، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن الخطة التي وضعها أنان تمنح سوريا “فرصة أخيرة” لوقف إراقة الدماء في البلاد. وأعرب عن اعتقاده بأن على دمشق أن تقبل الخطة دونما إبطاء.
وأضاف: “إذا تواصل هذا التأخير وظل الناس يُقتلون كل يوم، وظلت الأنباء تنقل سقوط المزيد والمزيد من الضحايا، فإن الأمل في خطة أنان سيتلاشى بالتأكيد”.
وتابع قائلا: “هذه هي الفرصة الأخيرة، وعلى النظام أن يعي أنه لو فقد هذه الفرصة الأخيرة فسيواجه إجراءات حازمة من قبل المجتمع الدولي”.
كما انتقد أوغلو روسيا والصين، معتبرا أنهما بعثتا “رسائل خاطئة” عندما استخدمتا حق النقض “الفيتو” ضد مشروعي قرار يدين الحكومية السورية.
كلينتون وعبد الله
من ناحية ثانية، أجرت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، محادثات في العاصمة السعودية الرياض مع الملك عبد الله بن عبد العزيز بشأن آخر تطورات الأزمة السورية.
كما ستبحث كلينتون السبت القضية نفسها مع وزراء خارجية الدول الخليجية الخمس الأخرى: الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وعمان.
ميدانيا، ذكر نشطاء سوريون أن نحو 40 شخصا قتلوا برصاص قوات الأمن خلال مظاهرات شهدتها عدة مدن سورية يوم الجمعة احتجاجا على ما اعتبره المتظاهرون “خذلان” العرب والمسلمين لهم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره العاصمة البريطانية لندن، إن اشتباكات عنيفة دارت في عدة محافظات، بما فيها دير الزور الواقعة شمال شرقي البلاد.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
أمريكا ودول الخليج العربية تحث عنان على تحديد جدول زمني لسوريا
الرياض (رويترز) – حثت الولايات المتحدة ودول الخليج العربية كوفي عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية لسوريا يوم السبت على تحديد جدول زمني للرئيس السوري بشار الاسد لقبول خطة سلام جديدة ووضع حد للعنف ضد المحتجين.
وقالت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في بيان بعد اجتماع في الرياض ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزراء خارجية دول مجلس التعاون “يحثون المبعوث المشترك على تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة اذا استمر القتل في ظل الحاجة الملحة لمهمة المبعوث المشترك.”
وطالب البيان المشترك أيضا الدول “التي ترتبط بعلاقات مباشرة مع النظام السوري الانضمام الى المجتمع الدولي في جهوده لحل الازمة في سوريا.”
(اعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)
مسؤول: معركة اسقاط النظام انتهت لكننا نحتاج الى وقت للانسحاب من المدن
بيروت (رويترز) – قالت سوريا ان معركة اسقاط الدولة انتهت بلا رجعة ولكنها ستحتفظ بحقها في استخدام قواتها “للحفاظ على الامن” قبل الانسحاب من المدن تماشيا مع خطة السلام المدعومة من الامم المتحدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي للتلفزيون السوري ان كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية اقر بحق الحكومة السورية بالرد على العنف المسلح. وأكد ان سوريا ستتعاون مع الامم المتحدة لازالة اي اعذار لممارسة مزيد من الضغوط الدولية.
وقال في مقابلة مع التلفزيون السوري بثت في وقت متأخر من مساء الجمعة “أن معركة اسقاط الدولة في سوريا انتهت بلا رجعة وبدأت معركة تثبيت الاستقرار والنهوض بسوريا المتجددة وحشد الرؤى خلف مسيرة الاصلاح والتطوير ومنع الاخرين ممن يودون تخريب هذه المسيرة والمضي الى سوريا المتجددة من الوصول الى أهدافهم.”
وأوضح مقدسي أن “مبادرة عنان ذات الست نقاط تضاف اليها الرسائل المتبادلة بينه وبين وزير الخارجية وليد المعلم والاثنان يمثلان فهما مشتركا لمهمة عنان فهو لم يخترع حلا للازمة لان الحل معروف كما أن سوريا ليست بانتظار عنان ليحل الازمة بل ليساعد بحشد الدعم لحل الازمة عبر مبادرة دولية نأمل صدقها.”
وأضاف “بوصلة القيادة السورية في أي اتفاق أو مبادرة هي حماية الاستقرار وحفظ سيادة الدولة والمحافظة على ما تم استخلاصه من عبر في مبادرات وتجارب سابقة”.
وأشار مقدسي الى أن “أحد البنود في المبادرة… كان سحب المظاهر المسلحة من الاحياء السكنية والمدن وغيرها وسوريا كانت تقول ان الجيش العربي السوري موجود في حالة دفاع عن النفس وحماية المدنيين الذين يؤخذون كرهائن في معظم الاحيان لضرب استقرار سوريا والجيش ليس فرحا بالتواجد في الاماكن السكنية وسيغادر ما أن يتم احلال الامن والسلم دون اتفاقات.”
وتابع مقدسي “تحقيق سحب المظهر المسلح يتم عندما يتاح لاي منطقة العودة الى الحياة الطبيعية وعندما يستطيع المواطنون ارسال أولادهم للمدارس واستعادة حياتهم الطبيعية وليس من أجل أن يؤخذ المواطنون رهائن وتفجر مراكز الطاقة ويقتل الناس في الشارع ويزداد التسليح ونحن ندرك أنه عندما تم ذلك فعليا من قبل أصبح هناك تسليح أكبر وظهرت محاولات للسيطرة على أحياء بالكامل وأخذها رهينة ضد الدولة.”
ولفت مقدسي الى أن “وجود العنصر المسلح المضاد لشرعية الدولة في الازمة السورية بات أمرا موثقا قانونيا ودوليا ومعترفا به وفق تقرير بعثة المراقبين العرب وهو الذي يعطل الحل السياسي واكمال مسيرة الاصلاح والانفتاح.”
وحث عنان الرئيس بشار الاسد على أن يأمر قواته بأن تبدأ بوقف اطلاق النار والانسحاب.
وقال احمد فوزي المتحدث باسم عنان في جنيف “الموعد النهائي هو الان… نتوقع منه (الرئيس السوري بشار الاسد) تنفيذ هذه الخطة على الفور.”
وحاول فوزي ازالة اي غموض يحيط ببنود وقف اطلاق النار الواردة في خطة من ست نقاط قال الاسد انه قبلها. وقال فوزي ان على الجيش السوري أن يتحرك اولا ويظهر حسن نيته بسحب الدبابات والقوات من المدن.
كما تطلب الخطة من قوات المعارضة المزودة بأسلحة خفيفة وقف اطلاق النار.
ويدعو اقتراح عنان الى سحب الاسلحة الثقيلة والقوات من المدن والبلدات والسماح بدخول المساعدات الانسانية والافراج عن السجناء واتاحة حرية الحركة والدخول للصحفيين. ولا يعول على تنحي الاسد عن منصبه.
ويقول دبلوماسيون غربيون ان تنفيذ وقف اطلاق النار البند الرئيسي لخطة عنان يعتمد على التسلسل في انسحاب الجيش وانهاء هجمات المتمردين المسلحين.
وقال دبلوماسيون انه قد يطلب ارسال بعثة مراقبة تابعة للامم المتحدة للاشراف على تنفيذ خطة السلام.
وفي عام 2011 ارسلت الجامعة العربية مراقبين للاشراف على انسحاب الجيش السوري من بؤر المعارضة لكن المراقبين فشلوا في الاتفاق على متى وكيف يمكن سحب القوات.
واعلنت سوريا وحلفاؤها خلال الايام الاخيرة النصر السياسي على المعارضة التي قالت انها فشلت في انهاء اربعة عقود من حكم الاسد واشارت سوريا الى ان خطة عنان لم تأت على ذكر المبادرة العربية التي دعت الاسد الى التنحي.
(اعداد ليلى بسام للنشرة العربية بيروت – تحرير علا شوقي)
إطلاق سراح المحامي البارز عبد الله الخليل
أفرجت قوات الأمن السورية عن المحامي البارز عبدالله خليل يوم الخميس 29/3/2012 بعد احتجاز دام أكثر من خمسة وخمسين يوماً.
والمحامي عبد الله الخليل من مواليد 1961وينتمي الى نقابة المحامين بالرقة وهو ناشط حقوقي وسياسي، شارك في الدفاع عن سجناء الرأي، وسبق له أن تجرأ وأعلن ترشيحه لمنافسة بشار الأسد على منصب رئاسة الجمهورية في العام 2007. وهذه هي المرة الرابعة التي يتم فيها اعتقاله من قبل عناصر الأمن على خلفية نشاطه في التظاهرات المناهضة للنظام فقد اعتقل أول مرة بتاريخ 1/5/2011 وأطلق سراحه بتاريخ 29/7/2011 ، واعتقل ثانية أثناء الاعتصام في نقابة المحامين بالرقة بتاريخ 22/8/2011 وأطلق سراحه في 29/8/2011، وفي المرة الثالثة اعتقل بتاريخ 15/12/2011 مع نجله الشاب محمد الذي أخلي سبيله في اليوم التالي بينما أطلق سراح المحامي عبدالله في 26/12/2011، وبتاريخ 18/12/2011 أقدمت السلطات على هدم منزله وتهديده ثم دمرت مزرعته واقتلعت الأشجار المثمرة فيها إلى أن قامت عناصر أمنية باعتقاله في المرة الرابعة بتاريخ 3/2/2012 قبل أن يتم إطلاق سراحه يوم الخميس الماضي..
مؤتمر وقيادة جديدة لهيئة التنسيق اليوم
وكالة اكي الايطالية
قالت مصادر في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية أن قيادة الهيئة، وبسبب ضغوط الأحداث وتسارعها، قررت دعوة المجلس المركزي للهيئة لعقد مؤتمره يوم السبت، بعد أن كان مقرراً أن يُعقد في السابع من الشهر المقبل.
ووفق مصادر الهيئة فإن اجتمعا المجلس المركزي للهيئة سيقرّ “نظاماً داخلياً جديداً، وبرنامجاً سياسياً متكاملاً للمرحلة المقبلة”، كما سيتم انتخاب مكتب تنفيذي جديد وقيادة جديدة للهيئة خلال الاجتماع الموسع.
وكانت الهيئة قد أجّلت مؤتمرها الموسع هذا أكثر من مرة نتيجة صعوبة وصول الأعضاء من المحافظات والمدن السورية، وقررت الآن عقده بكل الأحوال بمن يستطيع الحضور .
وأوضحت المصادر أن المكتب التنفيذي الحالي وضع أسساً لاختيار المكتب الجديد وحدد النسب التي تحتلها الأحزاب (12 حزباً) في هذا المكتب والنسب الأخرى العائدة للمستقلين ولأعضاء الحراك الشعبي والثوري.
ومن المرتقب أن يتم انتخاب قيادة جديدة “مكتب تنفيذي” ومن المرجح أن يشمل التغيير عدداً كبيراً من أعضاء المكتب التنفيذي، ومن المتوقع أيضاً أن يتم انتخاب “مجلس حكماء” للهيئة يضم عدداً من المعارضين المخضرمين .
إلى ذلك، سيعقد فرع المهجر للهيئة اجتماعاً استثنائياً في الرابع عشر من نيسان المقبل، وأيضاً لتنظيم انتخابات جديدة لقيادة الهيئة في الخارج، ومناقشة أسباب استقالة بعض الأعضاء واحتجاجاتهم، وكيفية تفادي ذلك مستقبلاً .
ويشار إلى أن المكتب التنفيذي الحالي يضم 19 معارضاً سورياً بعضهم من المستقلين وبعضهم ممثلين عن أحزاب المعارضة الديمقراطية ويرأسه حسن عبد العظيم، المنسق العام للهيئة.
وهيئة التنسيق التي أُعلن عن تشكيلها في حزيران الماضي، هي ائتلاف معارض يضم التجمع الوطني الديمقراطي (4 أحزاب) وتجمع اليسار الماركسي (4 أحزاب) وعدة أحزاب من الحركة الوطنية الكردية (أعلنت تجميد عضويتها مؤخراً في كافة أطر المعارضة السورية)، وقوى سياسية وميدانية أخرى، فضلاً عن عدد من الشخصيات المعارضة المستقلة .
انسحاب جميع الكتلة الكردية من المجلس الوطني السوري
تأكيداً لبيان الانسحاب الصادر عن الكتلة الكردية في المجلس الوطني السوري بتاريخ 28-3-2012. وبسبب الموقف المعارض لقيادة المجلس الوطني السوري في مؤتمر المعارضة المنعقد في استنبول 26 و 27 آذار مارس 2012 لإدراج بند يتعلق بالموقف من القضية الكردية في “وثيقة العهد الوطني” ينسجم مع ماورد في البيان الختامي للمؤتمر الأول للمجلس الوطني السوري الذي انعقد في تونس بتاريخ 17-18 كانون الأول / ديسمبر 2011 والمتضمن: “أكد المجلس التزامه بالاعتراف الدستوري بالهوية القومية الكردية، واعتبار القضية الكردية جزءاً من القضية الوطنية العامة للبلاد، ودعا إلى حلها على أساس رفع الظلم وتعويض المتضررين والإقرار بالحقوق القومية للشعب الكردي ضمن إطار وحدة سورية أرضا وشعباً”.
وكوننا نحمل شرف تمثيل جزء من شعبنا الكردي وقواه الثائرة, وقضية تمثيلهم والمحافظة على حقوقهم والوفاء لتضحياتهم هي أمانة في أعناقنا
نؤكد نحن الموقعين أدناه انسحابنا من المجلس الوطني السوري, مؤكدين في نفس الوقت التزامنا الكامل بمبادىء الثورة السورية العظيمة والتي سيبقى شعبنا الكردي مساهما أساسيا فيها كما كان دائما إلى أن تحقق الثورة أهدافها في اسقاط النظام وبناء سوريا المستقبل دولة ديمقراطية مدنية تعددية لكافة أبناءها.
1 ـ ابراهيم اليوسف ـ اتحاد تنسيقيات شباب الكورد ـ المكتب الاعلامي
2 ـ ابراهيم ميرو ـ مستقل ـ نائب مدير المكتب الاقتصادي
3 ـ أحمد حسو ـ مستقل ـ المكتب الاعلامي
4 ـ جمشيد أحمد ـ اتحاد تنسيقيات شباب الكورد ـ المكتب الاعلامي
5 ـ جوان يوسف ـ ائتلاف شباب سوا ـ مكتب حقوق الانسان
6 ـ رامان خلف ـ اتحاد تنسيقيات شباب الكورد ـ المكتب الاعلامي
7 ـ ربحان رمضان ـ اتحاد القوى الديمقراطية ـ المكتب الاعلامي
8 ـ رديف مصطفى ـ مستقل ـ مدير مكتب حقوق الانسان
9 ـ ريناس سينو ـ ائتلاف آفاهي للثورة السورية ـ مكتب الحراك الثوري
10 ـ زيور العمر ـ ائتلاف شباب سوا ـ مكتب العلاقات الخارجية
11 ـ سردار مراد ـ اتحاد القوى الديمقراطية ـ عضو أمانة عامة
12 ـ شفكر هوفيك ـ اتحاد القوى الديمقراطية ـ المكتب الاعلامي
13 ـ عادل حبش ـ مستقل ـ مكتب التنظيم والإدارة
14 ـ عبد الباقي يوسف ـ حزب يكيتي ـ عضو أمانة عامة
15 ـ عبد الباسط حمو ـ اتحاد القوى الديمقراطية ـ المكتب الاعلامي
16 ـ عبد الحفيظ عبد الرحمن ـ مستقل
17 ـ فرهاد أحمي ـ مستقل ـ مكتب العلاقات الخارجية
18 ـ كاميران حاجو ـ حزب البارتي
19 ـ ماجد داوي ـ ائتلاف آفاهي للثورة السورية
20 ـ مرشد محمد معشوق الخزنوي ـ مكتب الإغاثة
21 ـ مصطفى محمد ـ مستقل
22 ـ منى مصطفى ـ مستقلة ـ مكتب حقوق الانسان
23 ـ موسى موسى ـ مستقل ـ المكتب القانوني
24 ـ يلماز سعيد ـ المجلس الأعلى للثورة
ميشيل كيلو : سنوجد ارضية مشتركة للمعارضة وبشار قبل المبادرة كامر واقع
أعلن عضو المنبر الديموقراطي السوري المعارض ميشال كيلو أن الخلافات كانت في مؤتمر اسطنبول الاخير للمعارضة نابعة، بحسب اعتقاده، لأن المعارضة لم تفعل شيئا حقيقيا في الميدان، ومن المعروف ان الجسد السياسي عندما يعجز عن فعل ما يجب فعله فانه يبدأ بالانقسام والانشقاق.
وقال كيلو في اتصال مع قناة “روسيا اليوم” إلى ان المنبر سيحاول وضع حد لهذه الانقسامات ليس عن طريق اجراءات سياسية فقط، بل وعن طريق ايجاد ارضية مشتركة لكل المعارضة.
واعتبر كيلو ان قسما كبيرا من هذه الأرضية متوفر الآن، محددا ان العمل سيكون ليس على توحيد المعارضة تنظيميا لأنه امر غير مطلوب، وانما لتوحيد مواقفها واساليبها واهدافها. كما اوضح ان المنبر سيطلق حوارا واسعا في المجتمع السوري ليستعيد الحراك الشعبي من جديد طابعه السلمي ويعود ليطالب بالحرية والديمقراطية وكل لا يكون هناك عنف او سلاح في الساحة السورية.

واوضح كيلو أن الخلافات كانت في مؤتمر اسطنبول الاخير للمعارضة نابعة، بحسب اعتقاده، لأن المعارضة لم تفعل شيئا حقيقيا في الميدان، ومن المعروف ان الجسد السياسي عندما يعجز عن فعل ما يجب فعله فانه يبدأ بالانقسام والانشقاق. ولفت الى ان هناك معارضة تحدثت عن قرب التدخل العسكري الخارجي ثم تبين ان هذا الخيار لا اساس له من الصحة، وهناك معارضة في الداخل لم تستطع ربط نفسها بالحراك الشعبي الحقيقي وان تقدم له الخدمات الضرورية، في الحالتين المعارضة اصبحت عاجزة ومهمشة. واضاف انه كان يفضل لو عقد مؤتمر اسطنبول في القاهرة.
أما فيما يخص مبادرة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان والحديث عن رفض المعارضة لها، واوضح كيلو انه ليس صحيحا ان المعارضة السورية لم توافق على مبادرته، فهي (المبادرة) قائمة بأسرها على المبادرة التي قدمتها المعارضة السورية في شهر مايو/آيار الماضي للنظام، وقد قدمها المعارض ميشيل كيلو بنفسه للقصر الجمهوري وللسيدة بثينة شعبان وقال لها هناك بيئة حوار تقوم على وقف اطلاق النار وسحب الجيش من المدن واطلاق سراح المعتقلين وحق التظاهر السلمي وتحديد قناة من قبل السلطات وقناة من قبل المعارضة للتفاوض الكامل على المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية، مؤكدا من جديد ان مبادرة عنان هي مبادرة المعارضة السورية التي تبنتها الجامعة العربية ثم الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشددا على ان المعارضة تريد تطبيق هذه المبادرة.
واكد ان قبول الرئيس السوري للمبادرة آت لأن الأسرة الدولية من بينها روسيا والصين قبلت بها، وليس من باب رغبته في ايجاد حل للأزمة.
أما بخصوص ان العرب اصبحوا خارج اي معادلة للحل في سورية واصبحوا في موقع التأثير السلبي على الازمة، اكد المعارض ان العرب لا يمكن ان يوضعوا جانبا، لأن مبادرة عنان تؤكد على ضرورة وجود موقف دولي الى جانب موقف عربي لأن الجمعية العامة قد تبنت المبادرة العربية اصلا، التي تقول ان على الرئيس منح صلاحيات كاملة لنائبه للتفاوض مع المعارضة حول المرحلة الانتقالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى