أحداث السبت 01 تموز 2017
تحقيق دولي يؤكد استخدام السارين في خان شيخون
لندن، موسكو، باريس، أمستردام – «الحياة»
أثبت تحقيق دولي أن غاز السارين استخدم في الهجوم على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب السورية، في وقت شهدت مناطق عدة من سورية اشتباكات عنيفة وغارات جوية شملت الرقة ودرعا ودير الزور. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن عناصر تنظيم «داعش» انسحبوا من المنطقة الأخيرة تحت سيطرتهم في محافظة حلب، بعدما استعادت القوات النظامية السيطرة على طريق أثريا- الرصافة ومناطق شرق خناصر. وذكر أن عناصر «داعش» في الرقة باتوا محاصرين بالكامل داخل المدينة بعد ما تمكنت «قوات سورية الديموقراطية» التي تدعمها الولايات المتحدة من إغلاق آخر طريق للمتشددين للخروج من الجنوب
وجاء في تقرير فريق لتقصي الحقائق اطلعت عليه «رويترز»، أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أكدت استخدام غاز السارين المحظور في هجوم راح ضحيته عشرات في بلدة خان شيخون شمال سورية في نيسان (أبريل) الماضي.
وبعد إجراء مقابلات مع شهود وفحص عينات خلصت بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة إلى أن «عدداً كبيراً من الناس الذين مات بعضهم تعرضوا للسارين أو مادة تشبهه».
وجاء في ملخص للتقرير: «إن بعثة تقصي الحقائق خلصت إلى أن هذا لا يمكن أن يكون سوى استخدام للسارين كسلاح كيماوي».
ودفع هجوم خان شيخون الولايات المتحدة إلى شن هجوم صاروخي على قاعدة جوية سورية قالت واشنطن إنها استخدمت في شن الهجوم.
وقالت نيكي هايلي سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة في بيان الخميس: «الآن وبعد أن علمنا هذه الحقيقة الدامغة فإننا نتطلع إلى إجراء تحقيق مستقل للتأكد من المسؤولين تحديداً عن هذه الهجمات الوحشية حتى يمكننا تحقيق العدالة للضحايا». وأضافت أن «تحقيقاً مشتركاً بين الأمم المتحدة والمنظمة، يعرف باسم آلية التحقيق المشتركة، يمكنه الآن فحص الواقعة لمعرفة المسؤول».
ولم تتمكن بعثة تقصي الحقائق من زيارة موقع الهجوم ذاته بسبب مخاوف أمنية، وأفادت تقارير بأن رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قرر ألا تحاول البعثة الذهاب إلى هناك.
وفيما سارع وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أمس إلى القول إنه «لا شك على الإطلاق» في أن حكومة الرئيس بشار الأسد مسؤولة عن استخدام أسلحة كيماوية، قلل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أهمية النتائج التي خلص إليها تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وشدد على أن «المحققين لا يعرفون كيف وصل غاز السارين إلى البلدة».
ولفت لافروف إلى أن المنظمة «ليست واثقة من أن السارين تم إسقاطه من طائرات في قنابل»، ما يعني «عدم وجود إثباتات على تورط النظام بعد مرور شهور من المساعي لتأجيج الأجواء».
واعتبرت الخارجية الفرنسية أن نتائج التقرير «لا تقبل الجدل»، ودعت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وأعضاءها إلى التنديد بأشد العبارات الممكنة «بهذا الانتهاك غير المقبول لنظام حظر الانتشار».
وأعلن الكرملين في بيان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان أزمة سورية في اتصال هاتفي أمس. ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن الكرملين، أن الرئيس بوتين ونظيره التركي ربما يجتمعان على هامش قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في هامبورغ بألمانيا في السابع والثامن من تموز (يوليو). وقالت الحكومة الألمانية إنها ترحب بالرئيس أردوغان بصفته ضيفاً مهماً على القمة.
وجاء الاتصال الهاتفي بين أردوغان وبوتين في وقت أعلن مسؤول كبير في «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية في بيان، أن الوحدات تستهدف السيطرة على منطقة بين أعزاز وجرابلس في شمال سورية من يد جماعات في المعارضة المسلحة تدعمها تركيا.
ونشر مسؤول من «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة البيان على شبكة للتواصل الاجتماعي.
ولم يحدد القيادي سيبان حمو جدولاً زمنياً أو تفاصيل لخطة السيطرة على المنطقة الخاضعة لسيطرة مقاتلين من المعارضة تدعمهم تركيا منذ الخريف الماضي بعد أن طردوا تنظيم «داعش» منها. وقال حمو إنه يعتبر تركيا قوة احتلال هناك.
وقام ناصر حاج منصور، وهو مسؤول كبير في «قوات سورية الديموقراطية» التي تشكل «الوحدات» مكوناً أساسياً فيها، بتوزيع تصريحات حمو التي جاءت في بيان لصحيفة كردية.
اشتباكات عنيفة في الرقة بعد هجوم مضاد لـ «داعش»
بيروت – رويترز
قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) استعاد السيطرة على غالبية حي الصناعة في مدينة الرقة السورية اليوم (الجمعة)، لكن التحالف الذي يقاتل التنظيم نفى ذلك على رغم اعترافه بشن المتشددين هجوماً مضاداً في شرق المدينة.
وهذا الهجوم هو أول محاولة ثابتة من جانب تنظيم «الدولة الإسلامية» للتصدي للتقدم البطيء لـ «قوات سورية الديموقراطية» في الرقة.
وكانت هذه القوات، وهي تحالف من مجموعات مسلحة عربية وكردية مدعوم من الولايات المتحدة، سيطرت على حي الصناعة هذا الشهر في ما يمثل أكبر مكاسبها حتى الآن في الرقة وهي المعقل الرئيس للتنظيم في البلاد.
وقالت «قوات سورية الديموقراطية» اليوم، إن اشتباكات عنيفة دارت منذ مساء أمس في شرق الرقة الذي يقع فيه حي الصناعة في مناطق الروضة والنهضة والدرعية. لكن «المرصد السوري» قال إن التنظيم استعاد السيطرة على غالبية حي الصناعة في قتال عنيف.
واعترفت «قوات سورية الديموقراطية» على حسابها على موقع للتواصل الاجتماعي بوقوع اشتباكات عنيفة، لكنها أضافت أن حي الصناعة بأكمله لا يزال تحت سيطرتها وأنها تمكنت من صد الهجوم.
وقال «المرصد» أمس إن «قوات سورية الديموقراطية» تمكنت من السيطرة على آخر منطقة بمحاذاة الضفة الجنوبية لنهر الفرات المواجهة للرقة بما يعني محاصرة «داعش» بالكامل داخل المدينة.
والمدينة معزولة فعلياً منذ أيار (مايو) بسبب تدمير كل الجسور وضرب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للقوارب التي تعبر النهر.
وقال مستشار «قوات سورية الديموقراطية» ناصر حاج منصور أمس، إن استعادة السيطرة على المدينة قد تستغرق أكثر من شهر أو شهر ونصف الشهر. وثبت من قبل أن تقديرات القوات للوقت الذي قد تستغرقه المعارك مع التنظيم تتسم بالتفاؤل.
وبخلاف الرقة لا يزال تنظيم «الدولة الإسلامية» مسيطراً على معظم جزء من وادي الفرات يمتد لمسافة 200 كيلومتر حتى الحدود مع العراق. وتسيطر قوات النظام السوري على جيب كبير في دير الزور أكبر مدينة في المنطقة ويتقدم ببطء من جهة مدينة تدمر.
الطائرات السورية تصعّد غاراتها على درعا وريفها
لندن – «الحياة»
صعّدت الطائرات الحربية والمروحية قصفها صباح أمس مناطق في مدينة درعا وريفها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان نفذّت الطائرات الحربية ما لا يقل عن 10 غارات مستهدفة أحياء درعا البلد وأماكن أخرى في مدينة درعا. ودارت بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، اشتباكات بين القوات النظامية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى في محور حي الحويقة ودوار البانوراما بمدخل مدينة دير الزور الجنوبي، ومحيط حي البغيلية في شمال غرب المدينة. وترافقت الاشتباكات مع قصف مكثف من جانب القوات النظامية على مناطق الاشتباك.
وشملت الاشتباكات في محافظة درعا مناطق في محيط بلدة خراب الشحم وبلدات صيدا والنعيمة واليادودة في ريفي درعا الشرقي والشمالي الغربي. كما استهدفت الطائرات الحربية بعدد من الضربات مناطق قرب بلدة مزيريب وأماكن في منطقة معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وسط قصف لقوات النظام على مناطق في بلدة داعل الواقعة بالقطاع الأوسط من ريف درعا، ما تسبب في أضرار ودمار في ممتلكات مواطنين، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن.
جاء هذا التصاعد في القصف صباح أمس عقب تصعيد للقصف الجوي والصاروخي أمس على مناطق في المحافظة، حيث وثق «المرصد السوري» إلقاء مروحيات القوات النظامية ما لا يقل عن 42 برميلاً متفجراً على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، بالتزامن مع ضربات صاروخية طاولت المدينة. وألقت مروحيات النظام 10 براميل على الأقل أمس على مناطق في جمرك نصيب الحدودي مع الأردن.
وكانت الطائرات الحربية استهدفت بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، أماكن في جباب حمد في منطقة اللجاة، بريف درعا الشمالي الشرقي، ترافق مع سقوط صواريخ عدة يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، على المناطق ذاتها.
دير الزور
وفي محافظة دير الزور، قصفت الطائرات الحربية، بعد منتصف ليل الخميس، مناطق في قرية الجرذي بريف دير الزور الشرقي، ولم ترد أنباء عن إصابات. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر ليل أول من أمس أن طائرات حربية لم يعلم هل هي للتحالف الدولي، استهدفت رتلاً لتنظيم «داعش» في محيط حقل كونيكو للغاز، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 عنصراً من التنظيم، إضافة إلى إعطاب وتدمير آليات له.
وكان «المرصد السوري» نشر أول من أمس أنه ارتفع إلى 8 على الأقل، بينهم طفل، عدد القتلى نتيجة قصف طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف على بلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي.
وارتفع إلى 3 عدد القتلى الذين قضوا في القصف فجر أمس من طائرات التحالف الدولي على بلدة الطوب، بينما أبلغت مصادر موثوقة «المرصد السوري» بأن طفلة استشهدت نتيجة إصابتها بإطلاق نار على بلدة محكان بالرشاشات الثقيلة، في حين هز انفجار بلدة بقرص نجم عن انفجار في منزل يتخذه تنظيم «داعش» مستودعاً للأسلحة، ما تسبب في دمار في المنزل.
ووردت معلومات عن خسائر بشرية نتيجة الانفجار. وأكدت مصادر موثوقة لـ «المرصد السوري» أن تنظيم «داعش» فرض طوقاً أمنياً في مكان الانفجار الذي لم ترد معلومات عن سببه أو حجم الخسائر التي أسفر عنها.
وفي محافظة إدلب، قصفت القوات النظامية بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، مناطق في بلدة بعربو بريف إدلب الجنوبي قرب بلدة ترملا وفق ما أورد «المرصد السوري». ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية.
اشتباكات عنيفة في الرقة بعد هجوم مضاد لـ «داعش»
بيروت – رويترز – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تنظيم «داعش» استعاد السيطرة على معظم حي الصناعة في مدينة الرقة السورية أمس، لكن التحالف الذي يقاتل التنظيم نفى ذلك على رغم اعترافه بشن المتشددين هجوماً مضاداً في شرق المدينة.
وهذا الهجوم هو أول محاولة ثابتة من جانب «داعش» للتصدي للتقدم البطيء لـ «قوات سورية الديموقراطية» في الرقة.
وكانت «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف من مجموعات مسلحة عربية وكردية مدعوم من الولايات المتحدة، سيطرت على حي الصناعة هذا الشهر في ما يمثل أكبر مكاسبها حتى الآن في الرقة وهي المعقل الرئيسي لـ «داعش» في البلاد.
وقالت «قوات سورية الديموقراطية» أمس، إن اشتباكات عنيفة دارت منذ مساء الخميس في شرق الرقة الذي يقع فيه حي الصناعة في مناطق الروضة والنهضة والدرعية. لكن «المرصد السوري» قال، إن تنظيم «داعش» استعاد السيطرة على معظم حي الصناعة في قتال عنيف.
واعترفت «قوات سورية الديموقراطية» على حسابها على موقع للتواصل الاجتماعي بوقوع اشتباكات عنيفة، لكنها أضافت أن حي الصناعة بأكمله لا يزال تحت سيطرتها وأنها تمكنت من صد الهجوم.
وقال «المرصد» أول من أمس، إن «قوات سورية الديموقراطية» تمكنت من السيطرة على آخر منطقة بمحاذاة الضفة الجنوبية لنهر الفرات المواجهة للرقة، ما يعني محاصرة الدولة الإسلامية بالكامل داخل المدينة.
والمدينة معزولة فعليا منذ أيار (مايو) بسبب تدمير كل الجسور وضرب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للقوارب التي تعبر النهر.
وقال ناصر حاج منصور مستشار «قوات سورية الديموقراطية» لـ «رويترز» الخميس، إن استعادة السيطرة على المدينة قد تستغرق أكثر من شهر أو شهر ونصف. وثبت من قبل أن تقديرات «قوات سورية الديموقراطية» للوقت الذي قد تستغرقه المعارك مع «داعش» تتسم بالتفاؤل. وبخلاف الرقة ما زال تنظيم «داعش» مسيطراً على معظم جزء من وادي الفرات يمتد لمسافة 200 كيلومتر حتى الحدود مع العراق. ويسيطر الجيش السوري النظامي على جيب كبير في دير الزور أكبر مدينة في المنطقة ويتقدم ببطء من جهة مدينة تدمر.
«المرصد»: الغارات الروسية قتلت 5300 مدني
لندن – “الحياة” – يستمر سلاح الجو الروسي بتنفيذ ضرباته على المناطق السورية للشهر الـ21 على التوالي، منذ بدء ضرباته في 30 أيلول (سبتمبر) 2015، وحتى يوم أمس. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان انه تمكن من توثيق مقتل 12249 مواطناً مدنياً وعناصر من الفصائل الإسلامية والمقاتلة و «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وتنظيم «داعش»، ممن قضوا في آلاف الضربات الجوية التي استهدفت محافظات سورية عدة.
ووثق «المرصد السوري» مقتل 43 شخصاً على الأقل بينهم 11 طفلاً و5 مواطنات خلال الفترة بين 30 أيار (مايو) و20 حزيران من هذا العام جراء ضربات جوية روسية.
وتوزع المجموع العام للخسائر البشرية خلال 21 شهراً من القصف الروسي على الشكل التالي: 1286 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و737 مواطنة فوق سن الثامنة عشرة، و3214 رجلاً وفتى، إضافة الى 3527 عنصراً من تنظيم «داعش»، و3485 عنصراً من الفصائل المقاتلة والإسلامية و «جبهة فتح الشام» و «الحزب الإسلامي التركستاني» ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.
يذك أن روسيا استخدمت خلال ضرباتها الجوية مادة «ثيرمايت» التي تتألف من بودرة الألومنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية. وتوجد هذه المادة داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، يبلغ عددها ما بين 50 و110 قنيبلات، محشوة بمادة «ثيرمايت» التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 الى 30 متراً.
وقال «المرصد السوري» انه وثق تلك الخسائر في الأرواح نتيجة القصف الروسي الجوي على رغم استمرار روسيا في نفي التسبب بأي خسائر في صفوف المدنيين السوريين جراء غاراتها.
نصف مليون سوري عادوا إلى ديارهم هذا العام
جنيف – رويترز – قالت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين اليوم الجمعة إن نصف مليون نازح سوري تقريباً عادوا إلى ديارهم هذا العام، بينهم 440 ألفاً من الداخل، بينما عاد أكثر من 31 ألفاً من دول الجوار.
وأضافت أنهم بمعظمهم عادوا إلى حلب وحماة وحمص ودمشق، بدافع من قناعتهم بحدوث تحسن أمني في أجزاء من البلاد.
وذكر أندريه ماهسيتش الناطق باسم المفوضية في إفادة صحافية في جنيف: «هذا اتجاه مهم وهذا عدد كبير».
وتابع: «معظم هؤلاء يعودون لتفقد ممتلكاتهم ولمعرفة أخبار ذويهم… لديهم تصوراتهم عن الوضع الأمني وعن تحسن حقيقي أو متصور في المناطق التي يعودون إليها».
عملية استباقية نوعية للجيش في عرسال: مداهمة مسلحين سوريين يعدون لتفجيرات
بيروت – «الحياة»
كشفت العملية المباغتة التي نفذها الفوج المجوقل في الجيش اللبناني في ساعات الصباح الأولى أمس، في مخيمين للاجئين السوريين في بلدة عرسال الحدودية عن حجم الاختراق الحاصل للمدنيين السوريين من قبل مسلحين إرهابيين، وهي جنبت لبنان في الوقت نفسه اعتداءات إرهابية كان يجري الإعداد لها في الخفاء.
واذا كانت الأجهزة الأمنية تقر بمعرفتها أن أحد المخيمين اللذين داهمتهما يحتمي فيه مسلحون من تنظيم «داعش» (مخيم القارية) والمخيم الثاني (النوَر) يحتمي فيه مسلحون من «جبهة النصرة»، فإن ما فاجأ القوة المداهمة إصرار مسلحين مطلوبين على تفجير انفسهم ولو كلف الأمر قتل عائلاتهم. وعلمت «الحياة» من مصادر أمنية مواكبة لعملية المداهمة التي حصلت أن مفاوضات حصلت مع انتحاريين واستمرت لدقائق بأن يترك الانتحاري العائلات الموجودة حوله تغادر المكان إذا أصر على تفجير نفسه فنجحت مع بعضهم وفشلت مع آخرين. وأدت التفجيرات الانتحارية الى مقتل خمسة لاجئين واصابة 4 لاجئين سوريين بجروح ونقلوا الى مستشفى الرحمة.
وكانت قوة من الفوج المجوقل داهمت في الخامسة والنصف صباحاً مخيم النوَر (نسبة الى قاطنيه وهم من النوَر الرحل) ويقع شرق عرسال بناء على معلومات أمنية توافرت عن تحضير أحزمة ناسفة داخل خيم معينة لتفجيرها في مواقع لم يكشف عنها، وأن الذين يعدون هذه الأحزمة يتخذون من المدنيين غطاء لعملهم. وقالت المصادر إن القوة لم تتوقع أن يقدم أحد الموجودين في الخيمة على تفجير نفسه بحزام ناسف كان يزنر نفسه به ما أدى الى مقتل طفلة هي من أقاربه. وتحول جسد الانتحاري أشلاء وأصيب 3 عسكريين بجروح خطرة.
وقالت المصادر إن التفجيرات الانتحارية حصلت تدريجاً، 3 منها في مخيم النوَر وتفجير واحد في مخيم قارية ما أدى الى إصابة 4 عسكريين آخرين خلال المداهمة نتيجة رمي قنبلة يدوية باتجاههم. وأشارت الى أن انتحاريين اثنين فاوضتهما القوة المداهمة لترك عائلتيهما تخرجان من الخيمة إذا أصرا على تفجير نفسيهما، لافتة الى أن أحد الانتحاريين كان يحمل الحزام الناسف بيده لحظة تفجيره. وتوزع جرحى الجيش على 4 مستشفيات، 3 منها في بيروت وواحدة في البقاع.
وذكرت المصادر الأمنية أنها كانت تعلم بوجود أسلحة فردية داخل مخيمات للاجئين السوريين في عرسال، لكنها لم تكن تتوقع وجود مواد تصنع منها المواد التفجيرية (نترات أمونيوم)، لافتة الى أن المسلحين الانتحاريين بدا أنهم فوجئوا بالمداهمات وأصابهم الإرتباك نظراً الى أن المخيم كان مطوقاً من الجيش فأصروا على تفجير أنفسهم.
وتبين خلال المداهمة وجود عبوات ناسفة معدة للتفجير فتم تفجيرها في أماكنها من قبل خبير عسكري إضافة الى قيام سلاح الهندسة في الجيش بتفجير عبوات أخرى مزروعة على شكل شبكة.
واستمرت العملية الأمنية حتى السابعة صباحاً وبلغ عدد الموقوفين لدى قوة الجبش 337 موقوفاً بينهم مسنون وفتية وأشارت المصادر الأمنية الى أن بينهم 30 مطلوباً بتهم ارهابية والتعدي على الجيش. ويتوقع اخلاء سراح من لا علاقة له بأي أمر أمني. ومن خلال الكشف على جثث الانتحاريين التي نقلها الجيش للتعرف الى اصحابها، تمكن من معرفة هوية أثنين: عبد الله الزراعي وهو مطلوب للأجهزة الأمنية وملقب باسم «أبو عبيدة الشامي» والثاني هو السوري خلدون حلواني.
وأشارت المصادر الى أن مداهمة أمس، كانت نتيجة تقاطع معلومات على خلفية توقيفات سابقة، عن عمليات تفجير ستحصل قريباً.
وحرص «اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية» على تأكيد أن الاتحاد كان يتجنب «مخيم النوَر في عمله الإغاثي تماماً لعلمنا بوجود عناصر مشبوهة فيه». وطالب الاتحاد في بيان «الأجهزة الأمنية بترك من اعتقل ممن ليس عليه أي تهمة موثقة لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى وأن تراعى قواعد المعاملة الانسانية في التحقيق معهم».
قيادة الجيش
وكانت قيادة الجيش – مديرية التوجيه أوضحت ما حصل على الشكل الآتي: «فجر اليوم (أمس) وأثناء قيام قوّة من الجيش بتفتيش مخيم النور العائد للنازحين السوريين في بلدة عرسال، أقدم انتحاري على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف أمام إحدى الدوريات المداهمة ما أدّى إلى مقتله وإصابة ثلاثة عسكريين بجروح غير خطرة. وفي وقت لاحق أقدم ثلاثة انتحاريين آخرين على تفجير أنفسهم من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، كما فجّر الإرهابيون عبوة ناسفة، فيما ضبطت قوى الجيش أربع عبوات ناسفة معدّة للتفجير، عمل الخبير العسكري على تفجيرها فوراً في أمكنتها».
وأضافت: «وخلال قيام قوّة أخرى من الجيش بعملية تفتيش في مخيم القارية التابع للنازحين السوريين في المنطقة نفسها، أقدم أحد الإرهابيين على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، كما أقدم إرهابي آخر على رمي قنبلة يدوية باتجاه إحدى الدوريات ما أدّى إلى إصابة أربعة عسكريين بجروح طفيفة».
وأشار في بيان لاحق الى «أن أحد الانتحاريين أقدم على تفجير نفسه وسط أفراد عائلة نازحة ما أدى الى وفاة فتاة تنتمي الى هذه العائلة».
وأشار مصدر أمني الى «الحياة» أن والد الطفلة أقام لها عزاء وجرى دفنها.
ردود منوة بإنجاز الجيش
وأثارت عملية الجيش ردود فعل إيجابية على المستوى السياسي، فأثنى وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني «على الجهود الجبارة التي يقوم بها الجيش ودوره الوطني في الحفاظ على الأمن»، معتبراً أن ما قام به في منطقة عرسال «جنب البلاد عملاً تخريبياً وإجرامياً كان سيطاول الأبرياء من المواطنين العزل». وثمن «الدور الطليعي الذي يؤديه ضباط وأفراد المؤسسة العسكرية في الدفاع عن الوطن وحمايته من الأخطار المحدقة بوطننا»، مؤكداً أن «الالتفاف الوطني والشعبي حول الجيش الذي هو ضمانة لبنان».
وهنأ رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان الجيش على «العملية النوعية التي نفذها في عرسال في إنجاز استباقي أثبت قدرة الجيش العالية على ردع العدوان التكفيري بما يكشف حال التأهب والجاهزية التي يتمتع بها جيشنا الوطني وسهره على حفظ الأمن وتجنيب الوطن جرائم ومجازر العصابات التكفيرية لو حصلت لا سمح الله لأدخلتنا في كوارث لا تحمد عقباها».
وهنأ «حزب الله» الجيش «قيادة وضباطاً وجنوداً، على العملية الناجحة التي نفذها أبطاله في منطقة جرود عرسال، وأسفرت عن إلقاء القبض على عدد كبير من الإرهابيين المتسترين باللاجئين السوريين في تلك المنطقة»، معلناً «تضامنه مع الجنود الجرحى». ورأى أنها تأتي استكمالاً للجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية اللبنانية للتعامل مع التهديد الإرهابي والقضاء على المجموعات الإرهابية المتغلغلة في العديد من الأماكن، كما تتكامل مع عمليات المقاومين على الحدود الشرقية لمنع الإرهابيين من التغلغل في الأراضي اللبنانية وطردهم منها». ودعا إلى «توحيد الجهود وتنسيقها أكثر لسدّ كل الثغرات التي يمكن أن يتسرب منها الإرهابيون، ولحماية لبنان وأهله من الأخطار الكبيرة التي تستهدفه».
الأمم المتحدة تحذر من حملات انتقام وتهجير
بغداد – «الحياة»
خيمت على الانتصار الرمزي الذي حققه الجيش العراقي في الموصل معاناة عشرات آلاف النازحين الذين دمرت منازلهم وفقدوا أقاربهم وأعمالهم، فضلاً عن مأساة النازحين الذين يعيشون في المخيمات، وقدرت الحكومة العراقية عددهم بنحو مليون شخص. وحذرت الأمم المتحدة بغداد من لجوء عشائر فقدت أبناءها إلى عمليات انتقام من عائلات انتمى بعض أفرادها إلى التنظيم «الإرهابي» (للمزيد).
وفيما واصلت القوات العراقية تقدمها واستعادت أحياء أخرى للوصول إلى نهر دجلة، أعلن «داعش» أن الجيش «انهار وقتل من عناصره أكثر من 300 عسكري». وأكدت صحيفة «النبأ» التي يصدرها، أن «معركة الموصل من أهم معارك الإسلام ودروسها ستطبق في ساحات أخرى بإذن الله».
وقال القائد في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء معن السعدي، إن «عناصر داعش المتبقين وعددهم نحو 200 إرهابي يتمركزون في مجموعة مبانٍ مطلة على دجلة، وسيستغرق تحرير المنطقة بين أربعة وخمسة أيام من القتال».
إلى ذلك، قال قائد العمليات الفريق عبد الأمير رشيد يار الله، إن «قوات مكافحة الإرهاب حررت سوق الشعارين ومنطقة النبي جرجس ومنطقة عبد خوب في الموصل القديمة».
وأفاد قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالغني الأسدي، بأن «النصر النهائي في الموصل سيعلن خلال الأيام القليلة المقبلة»، وأوضح أن «عدد عناصر الإرهابيين المتبقين يراوح بين 200 و300». وأعلن الناطق باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن «رئيس الوزراء قائد القوات المسلحة حيدر العبادي سيعلن بيان النصر قريباً جداً»، ودعا العراقيين إلى «التحضير للاحتفالات». وتابع أن المعارك المقبلة «ستكون صعبة، لأن معظم المتشددين أجانب ويتوقع أن يحاربوا حتى الموت، وهم يختبئون بين المدنيين ويستخدمونهم دروعاً بشرية. وقال اللواء معن السعدي إن «السيطرة على معقل الإرهابيين المطل على نهر دجلة سيستغرق بين أربعة وخمسة أيام». وأضاف أن الزحف مستمر حتى منطقة الميدان، والسيطرة عليها تعني وصولنا إلى دجلة وبذلك نكون قسمنا المدينة القديمة قسمين، الجزء الجنوبي والجزء الشمالي، وأحكمنا السيطرة على النهر».
وفر مئات من المدنيين عبر ممرات آمنة أمس في اتجاه مناطق الجيش، معظمهم من النساء والأطفال، وقد أصيب بعضهم بنيران قناصي «داعش»، وقد عانت العائلات التي تم تحريرها أسابيع طويلة وسط ظروف سيئة وصلت إلى حد انقطاع الماء الصالحة للشرب.
ووجه رئيس الحكومة حيدر العبادي أمس «رسالة شكر» إلى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني لدعمه القوات «المحررة».
جاء ذلك فيما حذرت الأمم المتحدة الحكومة أمس من أعمال تهجير تطاول عائلات يشتبه في ارتباطها بـ «داعش». وقال الناطق باسم منظمة حقوق الإنسان روبرت كولفيل، إن «مئات الأسر تلقت رسائل تهديد تحدد لها مهلة لمغادرة الموصل»، وأوضح أن «أعمال الانتقام» قد تندلع في المدينة. وأضاف: «ندعو الحكومة إلى التحرك لوقف مثل هذا التهجير الوشيك أو أي نوع من العقاب الجماعي وتعزيز النظام القضائي الرسمي لتقديم الجناة إلى العدالة»، موضحاً أن «المسؤولية الجنائية من أحد أفراد عائلة ما إلى شخص آخر بريء عمل غير أخلاقي». وزاد: «الكثير من رسائل التهديد التي تطالب الناس بالمغادرة هي نتيجة اتفاقات عشائرية على ترحيل عائلات عناصر داعش من المنطقة».
موسكو تأمل بلقاء «براغماتي» يجمع ترامب وبوتين
موسكو – رائد جبر
أعلنت روسيا أنها تجري اتصالات «عبر قنوات ديبلوماسية» مع الإدارة الأميركية، لوضع ترتيبات أول لقاء يجمع الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ الأسبوع المقبل. وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله بأن تسود «البراغماتية» اللقاء، وبأن «تحدد آفاق التعاون بين موسكو وواشنطن».
وأثار اجتماع وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر في موسكو، مع بوتين ولافروف تكهنات عن «وساطة» يجريها بين الكرملين والبيت الأبيض، لكن الرئاسة الروسية نفت الأمر.
وكان مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض الجنرال هربرت ماكماستر أكد اجتماع ترامب – بوتين في هامبورغ، وإن لم يتحدد بعد جدول أعماله. وأشار إلى أن الرئيس الأميركي «يودّ أن تكون للولايات المتحدة وللغرب بأكمله علاقات بنّاءة أكثر مع روسيا»، مستدركاً أنه «أوضح أيضاً أننا سنفعل ما هو ضروري لمواجهة السلوك المزعزع للاستقرار لروسيا».
ولفت الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى أن التنسيق في شأن لقاء بوتين- ترامب «يتعلّق بموعده ومدته وصيغته». وكانت موسكو تأمل بأن يكون اللقاء الأول بين الرئيسين «كاملاً»، لجهة الترتيبات البروتوكولية، ما يتيح مناقشة الملفات العالقة بين البلدين، بدل أن يكون عابراً على هامش قمة دولية.
وعلى رغم ذلك، أكد لافروف ارتياح بلاده لعقد اللقاء، لافتاً إلى أنها «تأمل بأن يساهم في توضيح آفاق العلاقات الروسية- الأميركية». وشدد على أن «العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تحظى بأهمية خاصة في العالم المعاصر، لأن تسوية عدد ضخم من الملفات الدولية مرتبط بها: بدءاً من ضمان الاستقرار الدولي وصولاً إلى تسوية النزاعات الإقليمية».
وزاد أنه يعوّل على «تغلّب البراغماتية والتصميم على ضمان المصالح الوطنية، بأساليب واقعية وفاعلة لفتح آفاق للتعاون والتنسيق بين البلدين»، لافتاً إلى أن دولاً كثيرة «تتابع بقلق الفتور في العلاقات الروسية- الأميركية، وتدرك أنها باتت رهينة تنافس داخلي في الولايات المتحدة، وهذا الوضع ليس طبيعياً».
واعتبر أن الهدف الأهم الآن يكمن في تجاوز «المرحلة غير الطبيعية» في العلاقات الثنائية، مشيراً إلى أن المكالمات الهاتفية التي جرت بين الرئيسين أظهرت «رغبة متبادلة في تجاوز هذا الوضع والشروع في إبرام اتفاقات في شأن مسائل معينة». وأعرب عن أمله بوقف «مطاردة أشباح» في الولايات المتحدة، في إشارة إلى «محاولات لمراجعة نتائج انتخابات الرئاسة».
وعلى رغم اللهجة المتفائلة للوزير الروسي، شكّكت أوساط ديبلوماسية في أن يُحدث اللقاء المنتظر «اختراقاً» في العلاقات بين واشنطن وموسكو. واعتبر معلقون أن الضغوط الداخلية التي يتعرّض لها ترامب قد تدفعه إلى التشدد.
في المقابل، برزت تكهنات حول «جهود وساطة» يجريها كيسنجر، خصوصاً بعد لقاءين منفصلين مع بوتين ولافروف. وذكّرت وسائل إعلام رسمية روسية بأن كيسنجر (94 سنة) كان التقى ترامب قبل توجهه إلى موسكو، مشيرة إلى احتمال أن يحمل «أفكاراً لتحسين العلاقات وتجاوز ملفات خلافية».
لكن الكرملين أوضح أن لقاء بوتين– كيسنجر كان خاصاً وجاء خلال زيارة الأخير موسكو للمشاركة في مؤتمر «قراءات بريماكوف»، المكرّس لذكرى رئيس الوزراء الروسي الراحل يفغيني بريماكوف. وأكد بيسكوف أن الوزير الأميركي السابق «لم يحاول» فتح قناة خلفية بين الكرملين والبيت الأبيض.
وشدد كيسنجر على ضرورة أن يسير البلدان نحو «رؤية مشتركة للمستقبل»، اعتبر أن «بلورتها ممكنة من خلال عمل مشترك». وزاد أن لدى موسكو وواشنطن «تاريخاً طويلاً وتجربة ضخمة في تجاوز الخلافات، وعليهما أن يستخدما تلك الخبرة الآن»، وتابع: «يتحمّل بلدانا مسؤولية، ولديهما فرصة لتحقيق تقدّم مهم، ليس فقط عبر تحسين علاقاتهما، ولكن من خلال تحسين الوضع في العالم أجمع، بواسطة جهود متضافرة».
ترامب يبحث مع أردوغان الأزمة الخليجية
واشنطن، جنيف – رويترز
تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب هاتفياً مع نظيره التركي طيب أردوغان اليوم (الجمعة)، وناقشا النزاع بين قطر ودول عربية قطعت العلاقات الديبلوماسية وخطوط المواصلات مع الدوحة.
وقال البيت الأبيض في بيان، إن ترامب وأردوغان بحثاً سبل حل النزاع «مع ضمان أن تعمل كل الدول معاً لوقف تمويل الإرهاب ومكافحة الفكر المتطرف».
وفي شأن متصل، قال مسؤول تجاري حضر اجتماعاً لـ «منظمة التجارة العالمية» اليوم، إن البحرين أبلغت المنظمة بأن القيود التجارية التي فرضتها بلاده والسعودية والإمارات على قطر يبررها الأمن القومي.
وقال المسؤول إن ممثل البحرين الذي تحدث بالنيابة عن الدول الثلاث أبلغ مجلس تجارة السلع التابع للمنظمة أن الإجراءات جاءت متسقة مع المادة 11 من الاتفاق العام للتعرفة الجمركية والتجارة، والتي تسمح بكسر القواعد المعتادة لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
ولم تجد «رويترز» إلى الآن أي سابقة في تاريخ «منظمة التجارة العالمية» الذي يمتد إلى 22 عاماً استندت فيها دولة صراحة وبشكل رسمي إلى «الاستثناء المتعلق بالأمن القومي» لاستباق نزاع تجاري محتمل.
ويقول بعض خبراء التجارة إن استخدام الأمن القومي دفاعاً، يهدد بإضعاف «منظمة التجارة العالمية» من خلال إزاحة ما يعد من المحرمات والسماح للدول بالانسلاخ من التزامات التجارة العالمية.
وقال ممثل قطر لدى «منظمة التجارة العالمية» أمس، إن بلاده تبحث جميع السبل القانونية لمواجهة الأزمة بما في ذلك تقديم شكوى إلى المنظمة. وقال إن الدفاع المستند إلى الأمن القومي من الممكن الطعن عليه على أساس الضرورة والتناسب.
واندلعت الأزمة هذا الشهر حينما قطعت الدول الثلاث بجانب مصر العلاقات الديبلوماسية ووسائل النقل مع قطر متهمة إياها بأنها تدعم الإرهاب وخصمهم الإقليمي إيران.
وقالت قطر، التي طلبت مناقشة الموضوع في مجلس تجارة السلع بعد مناقشة مماثلة في مجلس تجارة الخدمات في وقت سابق من هذا الشهر، إن القيود أثرت على قطاعات ذات أهمية تجارية مثل الألمنيوم.
وقال ممثل الإمارات إن هناك اتفاقات ضد تمويل أنشطة تهدد أمن الدول القومي، وحذر من تدخل «منظمة التجارة العالمية» في الموضوع بحسب ما ذكر المسؤول الذي حضر الاجتماع. وقال ممثل مصر أيضاً إن الإجراءات تقع في نطاق «الظروف الاستثنائية» ومن ثم فإنها متوافقة مع قواعد «منظمة التجارة».
وقال ديبلوماسي تجاري من الولايات المتحدة إنه ينبغي على جميع الأطراف أن تبقى منفتحة على التفاوض، وإن بلاده ستواصل دعم جهود الوساطة التي يقوم بها أمير الكويت.
وقال ممثل تركيا في الاجتماع إن بلاده تأمل في حل سريع، مؤكداً «العلاقات الأخوية والقوية الممتدة لمئات السنين» بين الدول الأطراف.
توقيف سوري في اسبانيا يشتبه بأنه قاتل مع تنظيم الدولة في سوريا
(أ ف ب): أعلنت اسبانيا السبت توقيف رجل سوري الأصل يحمل الجنسية الدنماركية في جنوب البلاد للاشتباه بأنه قاتل في صفوف تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا.
واوقف الرجل البالغ من العمر 29 عاما في ملقة بالأندلس في جنوب اسبانيا عشية مسيرة ضخمة في مدريد للمطالبة بحقوق مثليي الجنس والمتحولين جنسيا يتوقع أن يشارك فيها ما بين مليون ومليوني شخص بعد ظهر السبت وأحيطت بتدابير أمنية مشددة، بحسب ما أوضح منظمو تظاهرة “وورلد برايد” والسلطات.
وأفادت وزارة الداخلية في بيان أن الرجل “المولود في سوريا والدنماركي الجنسية قاتل على ما يبدو خلال سنتين على الأقل في بلاده الأصل، في صفوف تنظيم (الدولة الإسلامية)”، مشيرة إلى أن الحرس المدني قام بتوقيفه.
ولم ترد أي تفاصيل حول المعلومات التي أثارت هذه الشبهات ويتحتم الآن على المحققين تحليل التجهيزات التي تم ضبطها لتوضيح “نوايا” المشتبه به في إسبانيا و”الاتصالات التي قد يكون أجراها”، وفق ما جاء في البيان.
وتم توجيه العملية انطلاقا من المحكمة الوطنية المكلفة مسائل الإرهاب.
وكانت إسبانيا اوقفت في 21 حزيران/ يونيو ثلاثة مغاربة في مدريد يشتبه بأن أحدهم من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وراجع كتيبات لتعلم كيفية تنفيذ عمليات إرهابية.
غير أن قائد الشرطة الوطنية في منطقة مدريد خيرمان كاستينيرا أوضح الخميس أمام الصحافيين أنه لدى التدقيق في “وثائقهم والأقراص الصلبة بحثا عن أي إشارة إلى مسيرة (وورلد برايد)، لم نعثر على أي شيء”.
وتابع المسؤول “ليس هناك خطر إرهابي محدد بل تهديد عام”.
وبقيت إسبانيا التي فرضت فيها حال الإنذار من عمليات إرهابية بالدرجة 4 على سلم من خمس درجات، بمنأى حتى الآن عن اعتداءات تنظيم الدولة “داعش” التي استهدفت عواصم أوروبية أخرى مثل لندن وباريس وبروكسل وبرلين.
لكن مدريد شهدت عام 2004 الاعتداءات الإسلامية الأكثر عنفا في أوروبا، وقد أوقعت 191 قتيلا.
عائلة أوكرانية تحصل على اللجوء في ألمانيا على أنها من سورية
برلين – من رند صباغ: استطاع أفراد عائلة من أوكرانيا التحايل على السلطات الألمانية بالحصول على قرار اللجوء بصفتهم سوريين هاربين من الحرب، حيث وصلت هذه الأسرة في أيلول/ سبتمبر 2014 لتتقدم على الفور بطلب اللجوء، لكنها أرفقت في الطلب أنها عائلة سورية، ليتم منح أفرادها قراراً إيجابياً باللجوء من دائرة الهجرة واللاجئين في ألمانيا الاتحادية (BAMF) في آذار/ مارس 2015.
وعلى الرغم من الأوضاع غير المستقرة في أوكرانيا، إلا أن دول الاتحاد الأوروبي لم تمنح أي أولوية للاجئين القادمين من هناك. لكن ما سهل عملية الاحتيال، عدم خضوع أي فرد من أفراد الأسرة لجلسة استماع مباشرة، والاستعاضة عنها بجلسات كتابية، وفرتها الحكومة الألمانية أثناء أزمة اللجوء لتسريع عملية اتخاذ القرارات،
وحسب ما نشرت صحيفة «فيلت» الألمانية يوم الأحد الفائت، فإن القضية تم النظر فيها في مدينة مونستر، لكن الفوضى التي كانت تحيط بتلك الفترة، جعلت حصول العائلة على قرار إيجابي من محكمة نورمبورغ (المسؤولة الرئيسية عن قرارات اللجوء في ألمانيا) أمراً سهلاً، لتتجه الأسرة نحو غرب مونستر للإقامة في واحد من مراكز إيواء اللاجئين، وعلى عكس نظرائهم الآخرين (كما أشارت «فيلت») فإن العائلة الأوكرانية التي لا تتحدث العربية، كان أفرادها يتباهون في محيطهم بسهولة خداعهم للسلطات الألمانية.
بيد أنّ التباهي لم يأت بالنفع على أفراد الأسرة الأوكرانية على ما يبدو، حيث انتقلت قصتهم بالتواتر ضمن منطقة بوركن، وصولاً إلى مسامع السلطات، ومن بينها دائرة الأجانب المسؤولة عنهم، التي سرعان ما قامت بالعمل على سحب اللجوء من أفراد العائلة إثر إحاطتها علماً بما حصل، لكن العائلة الأوكرانية لم تستسلم، وطعنت بالقرار بناءً على حق الثقة أو ما يسمى باحترام التوقيعات القانونية، حيث يرى المحامون أن على القرارات المتخذة من السلطات القانونية ألا تكون سهلة التحول، وبالتالي لا يمكن سحبها بهذا الشكل، وهو ما يجد خلفية قانونية تدعمه طبقاً للتشريعات في ألمانيا الاتحادية.
ومع اقتراب موسم الانتخابات في ألمانيا، فإن هذه الحوادث لا تزال تأخذ صداها لدى الجمهور والإعلام الألماني، ما يفتح الباب لاستخدامها سياسياً في سبيل التشكيك بفاعلية قرار المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في صيف 2015 بفتح الحدود أمام اللاجئين، وتأكيدها إمكانية ألمانيا التعامل مع الوضع، حيث كشفت بداية هذا العام أكثر من قضية احتيال كانت قد حصلت من قبل طالبي لجوء، وذلك بانتحالهم جنسيات مختلفة، وبالتحديد الجنسية السورية، لما يتمتع أصحابها من أولوية في الحصول على الحق في اللجوء، جراء الحرب الجارية في بلادهم، مستغلين الضغط الهائل على المؤسسات الألمانية المعنية، وإمكانية التحايل عليها بسبب تسريع المعاملات وتغيير النظام المتعلق بتقديم اللجوء أكثر من مرة في فترة قصيرة، لكن بعض الحوادث كادت أن تهز الرأي العام الألماني بأسره، وربما كان أهمها قضية الجندي الألماني الذي تم ضبطه في النمسا وهو يخفي مسدساً نارياً في إحدى دورات المياه، حيث ضبطت الشرطة النمساوية وثائق لجوء صادرة من ألمانيا على أنه سوري كانت بحوزته، ليتم الاكتشاف لاحقاً بأن الجندي كانت لديه نية القيام بمجموعة من الاغتيالات السياسية.
سوريا: منظمة «حظر الأسلحة الكيميائية» تؤكد استعمال «السارين»في خان شيخون وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم
تنظيم «الدولة الإسلامية» ينسحب من كامل محافظة حلب والأكراد يوسعون نفوذهم
■ موسكو – لاهاي ـ وكالات: أكّدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن بلدة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب السورية تعرضّت بالفعل لهجوم بغاز السارين يوم 4 نيسان/أبريل الماضي. وفي تقرير نشرته، أمس الجمعة، قالت المنظمة إن الأبحاث والتحاليل أكّدت استخدام غاز السارين في الهجوم الذي تعرضت له خان شيخون قبل شهري، بينما شككت موسكو بمعلومات التقرير، وطالبت فرنسا بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم.
وقال مدير عام المنظمة أحمد أوزومجو، إنه يُدين هذا الهجوم المروع الذي يتعارض مع قواعد اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، داعيًا إلى محاسبة المسؤولين. وأشار في التقرير نفسه إلى أهمية العمل الذي ستقوم به «آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية» بالنسبة لمحاسبة المتورطين.
من جهتها أعلنت الخارجية الروسية الجمعة ان تقرير خبراء المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية الذي أكد استخدام غاز السارين في هجوم خان شيخون في سوريا في 4 نيسان/ابريل استند إلى «بيانات مشكوك بأمرها».
في هذه الأثناء طالبت وزارة الخارجية الفرنسية، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم الكيميائي الذي تعرضت له مدينة خان شيخون، في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا في أبريل/ نيسان الماضي.
من جهة أخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم «الدولة الإسلامية» استعاد السيطرة على أغلب حي الصناعة في مدينة الرقة السورية، أمس الجمعة، لكن التحالف الذي يقاتل التنظيم نفى ذلك على الرغم من اعترافه بشن المتشددين هجوماً مضاداً في شرق المدينة، بينما انسحب تنظيم الدولة في الوقت نفسه من حلب بالكامل. وهذا الهجوم هو أول محاولة ثابتة من جانب «الدولة الإسلامية» للتصدي للتقدم البطيء لقوات سوريا الديمقراطية في الرقة.
وقال مسؤول كبير في وحدات حماية الشعب الكردية السورية في بيان إنها تهدف إلى «تحرير» منطقة بين أعزاز وجرابلس في شمال سوريا يسيطر عليها مقاتلون من المعارضة المسلحة تدعمهم تركيا.
ولم يقدم القيادي سيبان حمو جدولا زمنيا أو تفاصيل خطط للسيطرة على المنطقة الخاضعة لسيطرة مقاتلين من المعارضة تدعمهم تركيا منذ الخريف الماضي بعد أن طردوا تنظيم الدولة الإسلامية منها. وقال حمو إنه يعتبر تركيا قوة احتلال هناك.
وقام ناصر حاج منصور، وهو مسؤول كبير في قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات مكونا أساسيا فيها، بتوزيع تصريحات حمو التي جاءت في بيان إلى صحيفة كردية.
وتسبب التوتر المتزايد بين تركيا وجماعات كردية سورية في نشوب تبادل لإطلاق النار بين مدفعية تركية ومواقع للوحدات قرب أعزاز يوم الثلاثاء.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر من المعارضة المسلحة ومن الأكراد يوم الأربعاء إن أنقرة أرسلت تعزيزات عسكرية جديدة تشمل جنودا ومركبات وعتادا إلى منطقة بين أعزاز وجرابلس يسيطر عليها مقاتلون تدعمهم أنقرة.
وأضاف المرصد أن التعزيزات جزء من استعدادات تركية لمهاجمة مناطق تسيطر عليها وحدات حماية الشعب قرب أعزاز.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا في تركيا منذ ثلاثة عقود.
وانتقدت الحكومة التركية واشنطن بشدة لقرارها تسليح الوحدات في إطار جهود الولايات المتحدة لدعم قوات سوريا الديمقراطية في معركتها لاستعادة مدينة الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية.
وحذر مسؤولون أكراد من أن أي هجوم تركي على مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية أو الوحدات في شمال سوريا قد يربك هجومهم الساعي لهزيمة «الدولة الإسلامية» في الرقة.
أزمة محروقات في الحسكة السورية سببها اتفاق بين النظام والاتحاد الديمقراطي الكردي
حلب – «القدس العربي»: قال ناشطون في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، إن أزمة محروقات تشهدها المحافظة بسبب الاتفاق الذي وقع قبل أيام بين «حزب الاتحاد الديمقراطي» الجناح السياسي لـ»وحدات الحماية الكردية» والنظام السوري يقضي بتوريد مادة النفط الخام إلى مناطق الساحل السوري. وقال الناشط الإعلامي وعضو «شبكة الخابور» فاضل الخضر لـ»القدس العربي»: إن الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «pyd»، أبرمت منذ أيام اتفاقاً مع النظام السوري عبر وسيط يدعى «القاطرجي»، يقضي بتوريد مادة النفط الخام من مناطق سيطرتها إلى مدن الساحل مروراً من منبج وحلب. وأضاف، أن مئات القوافل من الصهاريج المحملة بالنفط الخام، غادرت حقول النفط في مدينتي الرميلان والشدادي في ريف الحسكة باتجاه مدن الساحل، الأمر الذي أدى إلى ضائقة اقتصادية طالت جميع مناحي الحياة في الحسكة ومناطقها، وتسبب في زيادة المعاناة للأهالي. وأشار الخضر إلى أن الاتفاق الذي عقد بين الجانبين انعكس سلباً على الحياة العامة اليومية للأهالي في محافظة الحسكة، بسبب امتناع «الإدارة الذاتية» عن تزويد أصحاب «الحراقات» بمادة النفط، وبالتالي توقف إنتاج مادتي المازوت، والبنزين وفقدانهما من محطات الوقود، ماجعل الأزمة تنعكس أيضاً على غلاء أجور المواصلات، وارتفاع أسعار باقي المواد خصوصاً الغذائية. من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم «التجمع الوطني لقوى الثورة والمعارضة» في الحسكة مضر حماد الأسعد: إن الـ»pyd» أو الإدارة الذاتية الكردية هدفها الرئيسي منذ عام 2012، أن تضع يدها على آبار النفط والغاز في رميلان وتل عدس وكراتشوك والسويدية في منطقة الجزيرة السورية.
وأضاف في لقائه مع «القدس العربي» أن الإدارة الذاتية نجحت من خلال اتفاقها مع النظام السوري على إدارة العمل في المديرية العامة للنفط بالحسكة «رميلان» مقابل حصولها على نسبة 30% من الإنتاج، ولكن بشروط عدة منها الوقوف عسكريا وسياسياً مع النظام، حيث نجحت في قمع أي نشاط ثوري في المناطق التي كانت تحت سيطرتها. وحذر الأسعد من المخاطر التي ستكون عواقبها سيئة جداً بسبب الأموال التي تحصل عليها الإدارة الذاتية الكردية وتدخل خزائن ميليشيا الـ»pyd»، التي تقوم بشراء كميات كبيرة من الاسلحة الثقيلة والمتوسطة، حيث ارتكبت مجازر مروعة في أحياء غويران والنشوة وحوش الأباعر والعزيزية والمفتي في محافظة الحسكة، وفي القامشلي بقرى تل براك، جبل عبد العزيز الاغبيش، عامودا، القحطانية.
يشار إلى أن معظم الحقول النفطية في منطقة الجزيرة السورية تخضع حالياً لسيطرة وحدات حماية الشعب الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بعدما سيطرت على أهم خزانات النفط في مدينة الشدادي جنوب الحسكة في شهر آذار/ مارس لعام 2016، والتي يقع فيها حقل الجبسة الذي يضم نحو 500 بئر نفطية، ويعد ثاني أكبر حقول النفط في المحافظة بعد حقول رميلان، بالإضافة إلى معمل الشدادي للغاز الحر، في حين فقدت قوات النظام سيطرتها على معظم الحقول النفطية في المحافظة منذ عام 2012 لصالح كل من الوحدات الكردية وفصائل الجيش السوري الحر التابعة للمعارضة المسلحة.
«تحرير الشام» تهاجم فصيلاً عسكرياً من الجيش الحر في إدلب وتهدد وجوده
هبة محمد
دمشق – «القدس العربي» : في الوقت الذي تشهد الميليشيات الإيرانية والطائفية التابعة لها حالة من الاندماج والتنسيق العالي مع قوات النظام، إذ أن الأخيرة تقوم بتدريب مرتزقة العالم وتجهزيهم لخوض المعارك ضد فصائل المعارضة المسلحة، بالتزامن مع تقدم ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في الرقة، تقتتل فصائل المعارضة السورية في ما بينها، وسط تشرذم فصائلها بسبب النفوذ والسلطة.
ولم تمض سوى أسابيع قليلة على هجمات «هيئة تحرير الشام» الأخيرة على أحد تشكيلات الجيش السوري الحر في محافظة إدلب شمال سوريا، أسفرت عن إنهاء وجود الفرقة 13 التابعة للجيش الحر، في مطلع شهر حزيران/يونيو الحالي، وذلك بعد مداهمة مقاره العسكرية في مدينة معرة النعمان بريف إدلب عقب مواجهات عنيفة، حتى بدأت «هيئة تحرير الشام» بتحركات جديدة ضد فصيل عسكري جديد.
تشكيل «أبناء الشام» التابع للجيش السوري الحر، أكد عبر بيان رسمي صادر عنه، بأن مقراته العسكرية في مدينة معرة النعمان بريف إدلب وفي غيرها من المناطق، تعرضت مؤخراً لسلسلة اعتداءات من قبل مجموعات عسكرية تابعة لهيئة تحرير الشام. وبيّن «أبناء الشام» في بيانه، أن عصابات ملثمة ادعت انتماءها لهيئة تحرير الشام هاجمت مقراً لسلاح المدفعية التابع له في مدينة معرة النعمان، وأخذت المجموعة المهاجمة مدفع رشاش من طراز 23 ملم مع السيارة المخصصة له، بالإضافة إلى العديد من السيارات التابعة لأبناء الشام.
وأشار البيان إلى أن قيادة هيئة تحرير الشام تابعت القضية، ولكنها لم تفلح في استرداد الأسلحة المصادرة من قبل عناصرها. وحسب مصادر خاصة لـ«القدس العربي»، فإنه في 24 من الشهر الحالي، هاجم ملثمون مقر المدفعية التابعة لأبناء الشام في مدينة معرة النعمان، الأمر الذي دفعهم للدفاع عن مقرهم وقتل أحد عناصر القوات المهاجمة. وأكد البيان، أن القتيل يتبع لمجموعة البشائر التابعة لهيئة تحرير الشام في محافظة إدلب، مشيراً إلى أن حركة أحرار الشام لعبت دور الوسيط عقب الهجوم وسلمت جثة العنصر القتيل لذويه، كما نوّه البيان إلى أن هيئة تحرير الشام متمثلة بمجموعة «البشائر» ما زالت ترسل تهديدات لمجموعة «أبناء الشام» في مناطق عدة، مما قد يأزم الوضع ويطوره إلى مواجهات كما حصل بين هيئة تحرير الشام والعديد من الفصائل المعارضة، الذين قضوا على يد الهيئة. وقال الناشط الإعلامي الملقب «أبو محمد الإدلبي» في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: في الوقت الذي تتقدم الميليشيات الانفصالية في الرقة، وتقصف قوات النظام دير الزور، وتدور معارك طاحنة في درعا تقودها ميليشيات طهران بمساندة السلاح الجوي الروسي، تشهد محافظة ادلب التي تضم أكبر تجمع لفصائل المعارضة المسلحة، انفلاتاً أمنياً، من حيث «القتل والخطف والاعتقالات والتفجيرات» والخلافات بين الفصائل التي كان من الأجدر بها إعداد العدة والتجهيز لأي هجوم محتمل على ادلب.
وزاد الإدلبي، أن المشهد الذي صار طبيعياً في الشمال السوري، هو الاقتتال الفصائلي، فتارة خلافات بين تحرير الشام والفرقة 13 وتارة بين الهيئة وأحرار الشام، وطوراً مع الفيلق وغير ذلك، ومن المؤسف أن كل الفصائل تقاتل بعضها البعض وتتكلم باسم الشعب وتصدر بيانات بأنها تطهر ادلب من المفسدين، «بيد أننا في الحقيقة نقطع أكف بعضنا ونستنزف قواتنا لما فيه مصلحة أعداء السوريين».
سياسيون لـ«القدس العربي»: وثيقة مؤتمر الأقليات السورية تؤسس لتقسيم البلاد إلى كانتونات
عبد الرزاق النبهان
حلب – «القدس العربي» : قال سياسيون سوريون لـ«القدس العربي»: إن الوثيقة التي صدرت عن ورشة عمل الأقليات السورية التي عقدت في العاصمة التركية اسطنبول تفتقر إلى منهجية عملية وتؤسس بشكل مباشر لتقسيم سوريا إلى كانتونات أقلوية من دون مراعاة للتداخل الديموغرافي للشعب السوري.
وحصلت «القدس العربي» على نسخة من الوثيقة التي صدرت من قبل ممثلي الأقليات في سوريا، حيث جاء فيها أن «المشاركين اتفقوا على بند ينص على أن سوريا دولة متعددة الاثنيات واللغات والأديان، وتعترف بالتنوع وبجميع المجموعات السكانية وتحترم حقها في تقريرها مصيرها الثقافي بنفسها، وضمان حماية الأقليات وفق قوانين الحماية الدولية للأقليات».
ويقول رئيس اللجنة الإدارية في «الهيئة السورية للعدالة والإنقاذ الوطني» القاضي المستشار حسين حمادة: إن القوى السياسية والعسكرية في المعارضة لا تزال مرتهنة لمصنعيها وداعميها في الخارج، حيث يطالعنا الآن بعض النخب السورية بلقاء نوعي لبعض الشخصيات التي تدعي تمثيلها لما سمّوه أقليات سوريا يقدمون رؤى للحل الوطني يفتقر إلى منهجية عملية، ويؤسس بشكل مباشر لتقسيم سوريا إلى كانتونات أقلوية من دون مراعاة للتداخل الديمغرافي للشعب السوري.
وأضاف في لقائه مع «القدس العربي»، أن اللافت للانتباه هو بعض شخوص هذا الملتقى الذين عرفنا عنهم الوعي السياسي والانتماء الثوري الوطني، حتى أن بعضهم ممثلون في كيانات سياسية تدعي تمثيلها لقوى الثورة والمعارضة السورية، بينما ما رشح عن هذا الملتقى سابقة تشير إلى ذهنية لاعلاقة لها بأهداف الثورة ومبادئها بل الى موقف متخاذل يساهم بشكل مباشر الى شرعنة تقسيم سوريا إلى كانتونات صغيرة كل منها بمقاس دعاتها، وهذا طرح لم يتجرأ حتى النظام الأسدي المجرم على طرحه.
وأشار حمادة إلى أن «الهيئة السورية للعدالة والإنقاذ الوطني» تلفت الانتباه إلى أن الشأن الوطني لا يعالج إلا بطريقة علنية وليس من خلال السراديب العميقة والغرف الضيقة، بالإضافة إلى طريقة علمية عملية تتولاها شخصيات وطنية غير ملوثة وتكون مؤثرة في وسطها المجتمعي وملمة بشكل كامل بمعنى الدولة الوطنية ومؤسساتها وتماسك مجتمع مع التأكيد على حق المواطنة والمساواة لكل مكونات الشعب السوري ضمن الإطار الوطني.
في حين قال عضو مجموعة العمل من أجل سوريا درويش خليفة، إن ما يحصل من مؤتمرات وورشات عمل تخص المعارضة السورية تعكس واقعها المرير الذي تعيشه في ظل الانقسام الحاصل وضياع البوصلة الوطنية التي يدفع الشعب ثمنه دم في كل لحظة.
وأضاف أن لقاء شخصيات معارضة نحسبها وطنية، في الورشة التي جمعتهم في اسطنبول على طاولة مستديرة ليخرجوا من حالة الجمود السياسي، ولتكوين فكرة لدى الجهة الداعية للورشة لمعرفة ماذا يدور في خاطر مكونات الشعب السوري من غير العرب السنة.
وتساءل خليفة عن آليات تنفيذ مخرجات الورشة وكيف يقبلون بغياب مكون رئيسي يمثل نسبة 80% من الشعب السوري؟
وتابع أن الجميع في الحالة السورية يرمي مظلوميته في حضن المجتمع الدولي، ويحاول تحصيل ما أمكن من حقوق وميزات تضمنها لهم الدول المعنية بالشأن السوري، متناسين المكونين المتصارعين وهما العرب السنّة والعلويون المساندون للنظام.
وأشار إلى استغلال بعض المكونات السورية للتوجه الدولي في دعم الأقليات في حقوقهم، ما يعمق مفهوم القطيعة بالرغم من عدم وجوده، علماً ان هذه المصطلحات دخيلة على المجتمع السوري، لولا ترسيخها من قبل النظام المحتل للسلطة لفرط العقد الاجتماعي السوري.
مخاوف في إدلب من تكرار هجوم خان شيخون الكيميائي
عبسي سميسم، عدنان علي
تعود قضية استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي إلى الضوء مجدداً، مع بروز كلام غربي عن احتمال معاودة استخدام هذا السلاح في الفترة المقبلة، وسط تحذيرات أميركية وغربية للنظام من أن تجاوزه “الخط الأحمر” مجدداً ستكون له عواقب وخيمة. وقد أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تقرير سري، أن “غاز السارين السام استُخدم بالفعل في الهجوم الجوي على بلدة خان شيخون السورية في الرابع من إبريل/ نيسان، ما أدى إلى مقتل 87 شخصاً، بينهم 31 طفلاً”. لكن التقارير والتحذيرات لم تخفف من مخاوف أهل إدلب من احتمال تعرضهم لمجزرة، ذلك أن إدلب صارت التجمع الأكبر الخارج عن سيطرة النظام السوري. ويرصد “العربي الجديد” محاولات اتخاذ أهل إدلب وسكانها عموماً لاحتياطات بدائية، في ظل استمرار تخلي العالم عن الشعب السوري في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، على قاعدة أن “بشار الأسد عدو للشعب السوري وليس عدواً للغرب” على ما أخبرنا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخيراً. وتبدو القدرات المحلية في إدلب في مواجهة احتمال مجزرة كيميائية جديدة، ضئيلة لا بل شبه منعدمة، وتتركز المحاولات حالياً حول التوعية خصوصاً من قبل الدفاع المدني السوري (القبعات البيض) مما يجب فعله في حال التعرض لهجوم كيميائي، ومحاولات اتخاذ إجراءات استباقية للتعامل بالإمكانيات المتوفرة مع هكذا احتمال كارثي.
وقد انعكست التحذيرات الغربية الأخيرة التي كشفت عن نية النظام شن هجوم كيميائي جديد، على سكان مناطق المعارضة السورية، الذين يخشون فعلاً من هجومٍ كارثي كهذا، تحديداً في مناطق عاشت مجازر كيميائية مثل خان شيخون، والتي يجري عناصر الدفاع المدني تدريبات لمواجهة أي هجوم كيميائي جديد عليها.
في هذا الصدد، اعتبر مدير مركز الاستجابة للضربات الكيميائية، محمد كيال، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، أن “المركز الذي تم استحداثه في المدينة عقب الهجوم الكيميائي عليها ما زال صغيراً ويحتاج إلى الدعم والتزود بالمعدات المناسبة”. وأوضح أن “المركز يضمّ عشرة عناصر فقط، وهو يغطي محافظتي إدلب وحماة”، مضيفاً أنه “بعد ما تردّد أخيراً عن إمكانية أن يشن النظام هجمات كيميائية جديدة، فإننا في مدينة خان شيخون وقد فجعنا بهجوم سابق أودى بحياة العشرات، نحاول تحضير أنفسنا لمثل هذه الضربة التي سيكون المدنيون أبرز ضحاياها، لكن إمكاناتنا بسيطة ونحتاج إلى مدّنا بالمعدات اللازمة”. ولفت إلى أن “أهم ما نقوم به في الوقت الحاضر هو نشر التوعية بين الناس حول كيفية التصرف في حال وقوع هجوم كيميائي جديد، وتحديداً ضرورة الابتعاد عن مكان الهجوم إلى مكان بعكس اتجاه الريح”. من جهته، قال أحد عناصر المركز، وهو جمال سلوم، إن “الإجراءات التي نتدرب عليها في حال وقوع هجوم جديد تتمثل في ضرب طوق حول المكان المستهدف، وإسعاف المصابين إلى خارج مكان الضربة، ونصب خيمة بعكس اتجاه الريح لتنظيفهم فيها من مخلفات الكيميائي، وإزالة التلوث عنهم، قبل نقلهم إلى أقرب نقطة طبية لتلقي العلاج”.
وأفاد تقرير سري لخبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، تم توزيعه على أعضاء المنظمة في لاهاي، في ختام تحقيقهم حول هذا الهجوم، بأن “عدداً كبيراً من الأشخاص، بعضهم توفي، تعرّضوا للسارين أو لمنتج من نوع السارين”. وبحسب بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، فإن “الغاز المميت مصدره حفرة ناجمة على الأرجح عن انفجار قنبلة، كذلك فإن خصائص انتشار الغاز لا يمكن أن تتطابق إلا مع استخدام السارين كسلاح كيميائي”.
وستشكل خلاصة هذا التحقيق الذي اعتمد على مقابلات مع شهود عيان وتحليل عيّنات أُخذت من مكان الحادث، أساساً للجنة تحقيق مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ستكون مهمتها تحديد ما إذا كانت قوات النظام السوري هي المسؤولة عن هذا القصف الكيميائي على البلدة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.
وكانت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، أول من علق على مضمون التقرير قائلة: “الآن وقد عرفنا الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، ننتظر إجراء تحقيق مستقل للتأكد من هوية الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات الوحشية، لكي نحقق العدالة من أجل الضحايا”. وتوقعت هالي أن “تتولى آلية التحقيق المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة التحقيق في هذا الموضوع لتحديد الجهة المذنبة”.
وتزامن ذلك مع صدور بيان عن وزارة الخارجية الأميركية اتهم نظام الأسد بأنه “لم يتخلّص بشكل تام من ترسانته الكيميائية”. وأضاف البيان أن “سورية تواصل عدم تنفيذ التزاماتها القانونية في إطار اتفاقية حظر إنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وبشأن التخلص منها. وكذلك في إطار قرار مجلس الأمن رقم 2118 بسبب مواصلة استخدام الأسلحة الكيميائية، وعدم قدرتها على تدمير كامل برنامجها للأسلحة الكيميائية”.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، في تصريحات إعلامية، أنه “لا شك على الإطلاق في أن رئيس النظام السوري بشار الأسد مسؤول عن استخدام أسلحة كيميائية في سورية”. وأضاف أن مسألة “تحديد المسؤولية عن إلقاء السارين ستحال الآن إلى آلية تحقيق مشتركة للتأكد منها”، مشيراً إلى أن بلاده “ستواصل جهودها لفرض عقوبات على المسؤولين عن الهجوم، لأن من يستخدمون أسلحة كيميائية ضد الأبرياء ينبغي محاسبتهم”.
ورداً على الهجوم الكيميائي على خان شيخون، قصفت الولايات المتحدة في السابع من إبريل مطار الشعيرات العسكري بريف حمص الشمالي، الذي انطلق منه الهجوم الكيميائي، بصواريخ “توماهوك”، ما أسفر عن تدمير معظم الطائرات فيه، بحسب المصادر الأميركية، غير أن النظام السوري أعلن استئناف إقلاع الطائرات من المطار بعد ساعات من تعرضه للقصف.
وخلال الأيام الأخيرة، وجّهت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، تحذيرات صارمة للنظام السوري من عواقب شن هجوم كيميائي جديد، قائلة إنها “رصدت نشاطاً مشبوهاً في مطار الشعيرات، يماثل ما كان عليه قبل الهجوم الكيميائي السابق على خان شيخون”.
من جهتها، دانت وزارة الخارجية التابعة للنظام السوري تحذير البيت الأبيض من احتمال أن يشن نظام بشار الأسد هجوماً كيميائياً جديداً على الشعب السوري، واصفة التحذير بأنه “محاولة من واشنطن لاستخدامه ذريعة لعدوان جديد على سورية”.
وذكر مصدر مسؤول في الوزارة، أن “الحملة المضللة التي شنتها الولايات المتحدة، والتي ادّعت فيها وجود نوايا لدى سورية لشن هجوم كيميائي على المواطنين السوريين عارية من الصحة، ولا تستند إلى معطيات أو مبررات”. واعتبر أن “هدفها تبرير عدوان جديد على سورية بذرائع واهية، كما جرى في مطار الشعيرات، وللتستر على الاعتداءات التي يقوم بها التحالف الدولي والذي تسبب بقتل الآلاف من المدنيين السوريين الأبرياء. كما تأتي هذه التهديدات إثر الإنجازات الكبيرة التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في مختلف أنحاء الدولة على المجموعات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة وخارجها”.
بدورها، ذكرت مصادر محلية أن “نظام الأسد نقل طائرات حربية من مطار الشعيرات في ريف حمص إلى مناطق أخرى، تحسباً لأية ضربة جوية أميركية تستهدف المطار”. وأفادت المصادر بأنه “تم نقل أربع طائرات على الأقل خارج مطار الشعيرات مساء الخميس، هبطت اثنتان منها من نوع سوخوي 22 في مطار حماة، في حين هبطت طائرات أخرى في مطار النيرب العسكري”.
وكانت شبكة “سي أن أن” الأميركية ذكرت أن السفن والطائرات الحربية الأميركية وُضِعت في حالة تأهب لتوجيه ضربات محتملة إلى سورية. ونقلت القناة عن مصادر مطلعة قولها إن “واشنطن تراقب قاعدة الشعيرات الجوية السورية منذ تهديد البيت الأبيض الأخير لنظام الأسد بردٍ قاسٍ إذا استخدم السلاح الكيميائي مجدداً”.
حلب بلا “داعش” بعد إطباق حصار الرقة
أحمد حمزة
دخلت معركة طرد مسلحي “داعش” من أبرز معاقلهم في سورية أسبوعها الرابع، وسط استمرار المعارك اليومية التي تخوضها “قوات سورية الديمقراطية” هناك، وقد تحوّل معظمها إلى حرب شوارع بأحياء مدينة الرقة، ما أفقد القوات المهاجمة خاصية الاستفادة من الغطاء الجوي الذي توفره طائرات “التحالف الدولي”. هكذا، بدأ التقدم السريع الذي أحرزته “قوات سورية الديمقراطية” خلال الأسابيع الماضية، يتباطأ، وسط شن مسلحي “داعش” لهجماتٍ خاطفةٍ في اليومين الماضيين، تمكنوا على أثرها من إعادة بسط نفوذهم على حي الصناعة وأجزاء من حي المشلب.
وتزامنت التطورات في الرقة مع استمرار حملة النظام السوري ضد “داعش” بأقصى ريف حلب الجنوبي الشرقي، والتي أفضت أمس الجمعة، إلى إبعاد الخطر الذي كان يشكله التنظيم على طريق إثريا-خناصر الاستراتيجي، وهو أهم طريقٍ دولي يربط مدينة حلب بالمحافظات السورية الواقعة جنوبها.
وأكدت مصادر عسكرية ميدانية لـ”العربي الجديد” أن “تنظيم داعش شنّ منذ مساء الخميس هجماتٍ معاكسة وخاطفة ضد مواقع قوات سورية الديمقراطية شرقي مدينة الرقة، تمكن على إثرها من استعادة عدة مواقع خسرها سابقاً وأهمها حي الصناعة، فضلاً عن شنه هجوماً آخر سيطر بعده على أجزاء من حي المشلب”. وبدأ التنظيم هجماته الأعنف من نوعها منذ انطلاق معركة مدينة الرقة، مطلع شهر يونيو/ حزيران، بتفجيره مساء الخميس ثلاث عربات مفخخة في نقاطٍ تسيطر عليها “قوات سورية الديمقراطية”، ما مكّنه من إبعاد هذه القوات عن حي الصناعة بشكل كامل وأجزاء من حي المشلب. وتبعت ذلك هجمات أخرى لـ”داعش” جنوبي الرقة، في مسعى من مسلحي التنظيم لفك الحصار الكامل الذي بات مفروضاً عليهم من جميع جهات المناطق التي يوجدون فيها داخل أحياء الرقة. وبسطت القوات المهاجمة نفوذها بعدما سيطرت على كسرة فرج، وعلى قرية أخرى تُدعى كسرة عفان جنوبي المدينة، وأحكمت بذلك طوقاً دائرياً حول مدينة الرقة.
وغير بعيدٍ عن الرقة، واصلت قوات النظام حملتها العسكرية جنوب شرقي محافظة حلب، الرامية إلى توسيع مناطق نفوذها قرب حدود محافظة الرقة، ويبدو أنها تمكّنت، ظهر أمس الجمعة، من إبعاد مسلحي التنظيم عن نقاط وجودهم قرب طريق إثريا-خناصر. وكان “داعش” قد شن هجماتٍ عديدة على نقاط النظام العسكرية فيه، ما أدى لإغلاقه مرات عدة. وجاء تقدّم النظام على حساب مسلحي “داعش” في حلب، بدعم جوي روسي كثيف، بينما تساند قوات النظام على الأرض مليشيات “حزب الله” اللبناني و”حركة النجباء العراقية” وما يعرف بـ”قوات البعث”. وذكرت مصادر ميدانية أن تقدم النظام قد أجبر “داعش” على الانسحاب من المواقع المتبقية له في المساحة الصحراوية الواصلة بين بلدتي إثريا وخناصر في ريف حلب الجنوبي الشرقي، مشيرةً إلى أن أعداداً صغيرة من عناصر التنظيم كانت في المنطقة وانسحبت قبل وصول النظام.
وأضافت المصادر أن النظام السوري لم يدخل إلى المنطقة التي انسحب منها عناصر تنظيم “داعش”، ولم تعرف الوجهة التي انسحبوا إليها. وتابعت أن النظام في المحصلة، يكون قد أمّن بشكل كامل طريق إمداده من حماة إلى مدينة حلب من هجمات التنظيم المتكررة. وفقد “داعش” خلال الأشهر القليلة الماضية أبرز وآخر معاقله الكبرى المهمة في ريف حلب الشرقي، وأهمها مدن جرابلس، الراعي، الباب وغيرها بعد عملية “درع الفرات” التي يدعمها الجيش التركي بمشاركة فصائل من “الجيش السوري الحر”. كذلك فقدَ التنظيم في ريف حلب معاقله المهمة مثل منبج على يد “قوات سورية الديمقراطية”، وأخيراً مناطق مسكنة وما حولها جنوبي شرقي حلب على يد قوات النظام المدعومة من الطيران الروسي، ليتلاشى وجود التنظيم في محافظة حلب التي كان يسيطر على أجزاء كبيرة من ريفها الشرقي.
إدلب: “هيئة تحرير الشام” تُصعّدُ ضد تركيا والجيش الحر
أحمد مراد
على وقع التطورات المتلاحقة التي يشهدها الشمال سوريا، والحشود العسكرية التركية قبالة المناطق الكردية المتاخمة لتجمع مخيمات أطمة على الشريط الحدودي، بدأت “هيئة تحرير الشام” تحركاتها الفعلية لترجمة بيانها الرافض للتدخل التركي، محاولة استدراج المهاجرين، بعد انشقاق فصائل عسكرية عنها وانضمامها لـ”أحرار الشام”.
الخطوات التصعيدية ضد التدخل التركي بدأت صباح الجمعة، بمداهمة الهيئة لناحية إحسم وقرية المغارة في جبل الزاوية، لاعتقال مقاتلين شاركوا في عملية “درع الفرات” في ريف حلب الشمالي الشرقي. أحد أبناء قرية المغارة، قال لـ”المدن”، إن القوة التنفيذية التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” اعتقلت 5 أشخاص ينتمون للجيش الحر ممن شاركوا في عمليات “درع الفرات”. القوة التنفيذية اعتقلت والد أحد المقاتلين ويدعى ماهر الخطيب، حتى يسلم ولده نفسه للهيئة.
ولم تعرف الوجهة التي نقل إليها المعتقلون، لكن ناشطين من المنطقة يرجحون وجودهم في سجن العقاب بين بلدتي البارة وكنصفرة، وهو السجن المخصص لمعتقلي الجيش الحر.
وفي ناحية إحسم في جبل الزاوية الواقعة جنوبي مدينة إدلب، قتلت القوة التنفيذية لـ”الهيئة” أحمد صبري طقيقة، واعتقلت شقيقه سامر، بالتهمة ذاتها، وسرعان ما أخلت سبيله بعد علمها بمقتل أخيه على يد عناصرها. وخلال العملية الأمنية اعتقلت “الهيئة” أحد القياديين في “لواء العباس” التابع لـ”أحرار الشام”، والذي يتخذ من ابلين في جبل الزاوية مقراً له، ما أدى لانتشار حواجز “الأحرار” على الطرقات الرئيسية واعتقال عدد من عناصر “الهيئة”.
وتوصل الطرفان بعد ساعات إلى اتفاق بإطلاق سراح جميع المعتقلين، فيما بقي مصير عناصر الجيش الحر مجهولاً.
وبات الانتماء إلى الجيش الحر في جبل الزاوية تهمة يمكن أن يعتقل بسببها الشخص، نظراً لتمويل الفصائل من قبل ما تسميه الهيئة “الغرب الكافر” أو من “تركيا المرتدة” بعد إعلانها التدخل في إدلب، ووجودها كطرف ضامن في مفاوضات أستانة. “الهيئة” كانت تغض النظر عن أولئك المقاتلين نظراً للاحتقان الداخلي ضدها بعد هجومها الأخير في رمضان على مقرات “الفرقة 13” في معرة النعمان، لكنها الآن عادت لاعتقال مناصري تركيا من الجيش الحر، كما كانت اعتقلت في السابق نضال الحاج علي، وهو أحد القياديين السابقين في “ألوية أحفاد الرسول”.
“هيئة تحرير الشام” أوعزت لأئمة المساجد الذين وضعتهم في مساجد المناطق التي تسيطر عليها للحديث في خطبة الجمعة عن تدخل تركيا “الكافرة” في سوريا، ودور “الهيئة” في حماية الثورة السورية ومعارضتها تقسيم سوريا، والمؤامرات التي تحاك ضد أهل الشام، وتحذير المقاتلين من المهاجرين من خطر التدخل التركي الذي يهدف للقضاء عليهم وعلى الجهاد في أرض الشام.
وفي السياق انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض مناطق إدلب التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام” ملصقات موجهة لـ”أردوغان وكلابه”، تحمل عبارات تهديد لـ”المرتدّين”، أي فصائل الجيش الحر المدعومة من تركيا.
ويرى ناشطون من إدلب أن “هيئة تحرير الشام” تحاول بهذه الخطب استدراج من تبقى من المهاجرين للالتحاق بصفوفها، وخاصة “الحزب الإسلامي التركستاني”. وذلك بعد انشقاق بضع فصائل عن “الهيئة” كان آخرها “لواء أجناد الشام” وكتيبة المدفعية التابعة له.
“لواء أجناد الشام” أصدر الجمعة بياناً أعلن مبايعته لأمير “أحرار الشام”، وانفصاله عن “تحرير الشام”، وتعيين “مجلس شورى” جديد للواء، وتعيين “أبو بكر مركزية” قائداً جديداً.
“حركة نور الدين الزنكي” بدورها أزالت راية “هيئة تحرير الشام” من حواجزها المنتشرة في بلدة سرمدا الحدودية، بعد أنباء تشير إلى وجود قائد الحركة “الشيخ توفيق” في تركيا للتنسيق مع القوات التركية في حال دخولها إلى الشمال السوري. “الزنكي” تعتبر أهم الفصائل في “تحرير الشام” بعد “جبهة فتح الشام” و”لواء الحق” و”جبهة أنصار الدين” و”جيش السنة”. وكانت الحركة تحالفت مع “فتح الشام” قبيل تهجير أهالي حلب، وشاركتها في القضاء على “تجمع فاستقم كما أمرت”، وسيطرت على مستودعات ذخيرته آنذاك.
حالة الجفاء بين “تحرير الشام” والفصائل العسكرية المكونة لـ”الهيئة” ازدادت بعدما علّق أبو صالح طحان عمله مع “الهيئة” منذ منتصف شهر حزيران/يونيو. وكان طحان، القائد العسكري السابق في “الأحرار” وعضو “مجلس الشورى” قد انشق عن “الحركة” وانضم إلى أمير “الهيئة” القادم من “الحركة” أيضاً أبو جابر الشيخ.
مصدر في “هيئة تحرير الشام”، قال لـ”المدن”، إن “الهيئة” لا ترفض وجود القوات التركية في إدلب، ولكنها ترفض وجود فصائل الجيش الحر التي ستدخل إدلب تحت الحماية التركية، ومنها “الفرقة 101″ و”لواء سمرقند” الذي يقودها الملازم أول وائل الموسى؛ وهو محسوب على “جبهة ثوار سوريا” التي حاربتها “جبهة النصرة” بمؤازرة “جند الأقصى” نهاية العام 2014، وأدت لزوالها.
وكانت “وكالة إباء” الناطقة باسم “هيئة تحرير الشام” نشرت أخباراً تفيد بتوغل القوات التركية في قرية عين البيضا بالقرب من خربة الجوز في ريف إدلب الغربي، وأن الجرافات التركية المدعومة بقوات عسكرية تجرف بعض التلال وتحرق أشجار المنطقة وتفتح طرقاً عسكرية في محيط القرية الحدودية. كذلك أوضحت مصادر لـ “المدن”، أن القوات التركية نشرت مدرعات عسكرية في الجانب التركي من الحدود بالقرب من بلدة أطمة، وأزالت أجزاء من الجدار الذي أقامته بينها وبين المناطق السورية، تمهيداً لبدء دخول قواتها إلى إدلب بهدف تنظيم اتفاق “خفض التصعيد” المتفق عليه في مؤتمر أستانة، بضمانة تركية روسية إيرانية.
ويعتري الغموض شكل التدخل التركي في إدلب، إذ تتضارب الأنباء بين دخول القوات حتى سهل الغاب في ريف حماة، ضمن اتفاق “خفض التصعيد” ليشمل كافة مناطق إدلب، أو مساندة قواتها ضمن عملية “سيف الفرات” من الطرف الغربي لعفرين، التي أعلن عنها الجمعة. لكن المؤكد أن فصائل الجيش الحر المشاركة في “درع الفرات” ستكون متواجدة تحت مظلة العمليات التركية المقبلة في عفرين وإدلب.
ماذا بعد سيطرة مليشيات النظام على بادية حلب؟
خالد الخطيب
سيطرت مليشيات النظام، الجمعة، على كامل المنطقة الصحراوية الواقعة في مثلث خناصر-إثريا-الرصافة، المتداخلة من حيث التبعية الإدارية لمحافظات حلب والرقة وحماة. ولحلب الحصة الأكبر من جغرافية المنطقة الصحراوية التي سيطرت عليها المليشيات، وهي الممتدة إلى الشرق والشمال والجنوب من بلدة خناصر، والتي تعتبر عقدة مواصلات طريق امداد النظام إلى حلب في منطقة البادية. وبذلك تكون مليشيات النظام قد أنهت وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة حلب بشكل كامل.
واعتمدت مليشيات النظام في هجومها ضد مواقع التنظيم في البادية، سياسة تقطيع الأوصال، وعزل المواقع عالية التحصين التي يتمتع فيها مقاتلو التنظيم بقدرة كبيرة على الدفاع. وهو التكتيك العسكري ذاته الذي اعتمدته منذ بداية العام 2017 في قضم مناطق سيطرة التنظيم في ريف حلب الشرقي وصولاً إلى ريف الرقة الجنوبي الغربي.
مليشيات النظام تمكنت من التوسع جنوبي الطبقة في ريف الرقة، خلال حزيران/يونيو، وسيطرت على عشرات القرى والمرتفعات الجبلية المتناثرة في بادية الرصافة، بالإضافة إلى بسط سيطرتها على عقدة طرق البادية الشمالية قرب الرصافة، ما مكنها من شن هجوم مباغت ضد مواقع التنظيم على طرفي الطريق الرصافة–إثريا من جهة الجنوب الغربي، وهو المحور الرئيسي للتقدم البري. وفي الوقت نفسه هاجمت المليشيات المتمركزة في إثريا مواقع التنظيم على المحور نفسه صعوداً باتجاه الرصافة. والتقى محورا الهجوم في منطقة وادي كوش شمال شرقي إثريا في بادية حماة.
واستقدمت المليشيات تعزيزات إضافية، الأربعاء والخميس، من مليشيات “صقور الصحراء” و”لواء القدس” الفلسطيني التي تمركزت في محور إثريا. واستفادت المليشيات من 100 غارة جوية على الأقل نفذتها مقاتلات النظام وروسيا، في محوري التقدم صعوداً وهبوطاً. وأسفرت العملية عن السيطرة على قرى ومرتفعات ووديان أبو العلوج وحاجز السيرياتل ومحطة الحضاري والزكية ووهيبة صغيرة وكبيرة ومقالع وهيبة ورسم الحميد ومزارع هزاع ورجم العسكر وقصر المتياح ووادي كوش وبير أبو فلاح وسوح العمالة ووادي الصهاريج وبير القهوة وخربة زيدان. وبذلك تمت محاصرة أكثر من 50 قرية ومرتفعاً صحراوياً شمالي محور التقدم الرصافة-إثريا.
وانسحب تنظيم “الدولة” من عشرات القرى التي تم حصارها في ما بعد من قبل المليشيات، وخسر العشرات من عناصره أثناء الانسحاب باتجاه الجنوب. ودمرت المقاتلات الروسية مدرعات ودبابات للتنظيم في منطقة التلال والمرتفعات الجبلية شرقي خناصر.
وبدأت المليشيات فجر السبت، بعمليات تمشيط للمنطقة المعزولة، برفقة كتائب الهندسة التي دربتها القوات الخاصة الروسية في حلب لنزع الألغام وتفكيك المتفجرات من مخلفات التنظيم. ومنعت مليشيات النظام مئات العائلات، والبدو الرحل الذين فروا من مناطق ريف حلب الجنوبي الشرقي التي حاصرتها، من دخول مناطق مسكنة ودير حافر وخناصر التي سيطرت عليها في وقت سابق. ويتخوّفُ المدنيون من أعمال انتقامية قد يتعرضون لها على يد المليشيات كما حصل في ريفي حلب الشرقي والجنوبي، اللذين سلّمهما التنظيم للنظام.
وحققت مليشيات النظام بتقدمها الأخير على حساب التنظيم أهدافاً متعددة، أبرزها تأمين شبه كامل لطريق إمداد النظام القادم من حماة نحو حلب، والقضاء بشكل نهائي على أي وجود للتنظيم في محافظة حلب التي أصبحت حصة النظام فيها الحصة الأكبر متقدمة على المعارضة و”قوات سوريا الديموقراطية”.
ولدى مليشيات النظام خيارات متعددة بعد تأمين المناطق المسيطر عليها حديثاً في البادية الشمالية. والخيار الذي تروج له وسائل الإعلام الموالية هو متابعة العمليات العسكرية باتجاه ديرالزور انطلاقاً من محور الرصافة باتجاه الشرق بمسافة 130 كيلومتراً. ويبدو هذا الخيار صعب التحقيق في الوقت الحالي، فمليشيات النظام لا تستطيع التقدم إلى أن تنتهي معركة الرقة وريفها بشكل كامل. ومعركة ديرالزور من المؤكد أنها ستكون وفق تفاهم روسي أميركي تُقرّرُ فيه الأطراف المشاركة. وفي هذه الحالة ستتوجه مليشيات النظام لتحقيق مزيد من التقدم والسيطرة على حساب التنظيم جنوبي محور الرصافة–إثريا في المنطقة المتداخلة إدارياً بين محافظتي حماة وحمص في البادية السورية.
وتعتبر المنطقة الواقعة شرقي السلمية في ريف حماة من أكثر الجبهات خطورة بالنسبة للنظام، ومن المتوقع أن تباشر المليشيات العمل على هذه المحاور. ولدى مليشيات النظام فرصة للتقدم من مواقعها في قصر المتياح شمال شرقي إثريا على طريق الرصافة باتجاه الجنوب نحو مواقعها في خربة الدبلات، وأبار فروان في ريف حمص الشرقي، مروراً بوادي أردات وصوانات حصية وأبو شديد ووادي حساية وفيج حصوان هركب وسهل اثريا. وتُمكّنها هذه العملية من عزل أكثر من 60 مرتفعاً وقرية يسيطر عليها التنظيم تشكل خطراً على مواقع النظام في ريفي حمص وحماة في منطقة البادية وأهمها ريف تدمر وحقول النفط القريبة.
العميد المنشق أحمد رحال، أكد لـ”المدن”، أن مليشيات النظام تحاول قطع طريق ديرالزور على “قوات سوريا الديموقراطية”، وربما تتابع تقدمها شرقاً. ويتوقف سير العمليات العسكرية على رد فعل التحالف الدولي الذي يدعم “قسد” ويمتلك خطة عسكرية محكمة لما بعد معركة الرقة للسيطرة على الفرات السوري الأدنى. وربما تكون مليشيات النظام أحد أركان المعركة وسيتضح ذلك في نهاية معركة الرقة.
جيش لحد سوري
سامي خليفة
على مدى السنوات الخمس الماضية، عملت إسرائيل بهدوء لإقامة موطئ قدم لها في جنوب سوريا لمنع القوات المدعومة من النظام السوري وحزب الله من السيطرة على المنطقة ولدعم مطالبها بالسيادة على مرتفعات الجولان السورية.
إن ما بدأ كعلاقات مؤقتة مع المقيمين على السور الفاصل مع سوريا، في العام 2012، تحول إلى عملية متكاملة ومتعددة الأوجه لها أبعاد عسكرية ولوجستية وسياسية وإنسانية. كأن تجربة تأسيس جيش لبنان الجنوبي وتدريبه، اتبداءً من العام 1976، تتكرر مرة أخرى بعد 40 عاماً. وهذا ما يستنتجه تحقيق نشره موقع نيوز ديبلي المتخصص بالحرب السورية، والذي أجرى مقابلات مع سكان ومسؤولين في المخابرات السورية وأعضاء في المعارضة السورية.
ووفق الموقع، تستخدم إسرائيل اليوم في سوريا تكتيكاً مماثلاً لإنشاء منطقة مراقبة في جنوب لبنان خلال الحرب الأهلية اللبنانية. ففي العام 2016، أنشأ الجيش الإسرائيلي وحدة اتصال لتحسين التنسيق مع السكان السوريين. وهذا ما يشمل تسهيل السفر عبر الحدود للمقيمين في إسرائيل، والتسليم المنتظم للأغذية والملابس ومعدات البناء والمواد التعليمية. ويمكن اليوم رؤية الحافلات التي تديرها إسرائيل الآتية من جنوب سوريا وخارجها، حيث تنقل السكان من محافظة القنيطرة التي تسيطر عليها المعارضة إلى إسرائيل. ويأتي معظمهم للعلاج الطبي، في مستشفى زيف في صفد، ومستشفى الجليل الغربي في نهاريا أو رامبام في حيفا. بعض المرضى يمكث لبضعة أيام، لشهر أو ما يصل إلى سنة ونصف، وخلال ذلك الوقت يتم إعطاء الفرصة لهم لتعلم العبرية والتكيف مع محيطهم الجديد.
إذا عدنا إلى التجربة اللبنانية، سنرى أن إسرائيل استغلت الفوضى في لبنان عندما اندلعت الحرب الأهلية في العام 1975، وانشأت شبكة خاصة بها من سكان الجنوب، وبصورة علنية، في إطار ما أطلق عليه الإسرائيليون سياسة الجدار الطيب. وقد شغلت إسرائيل بسهولة الفراغ في المنطقة، ووفرت خدمات متنوعة مستفيدة من عجز الحكومة اللبنانية.
عن هذه المرحلة، يقول أبو عبد الله، أحد سكان جنوب لبنان، الذي نشأ تحت الاحتلال الإسرائيلي، في حديث إلى الموقع، إن “إسرائيل عملت على إنشاء شبكة صديقة لها، عسكرية ومدنية، داخل الجنوب”. يضيف أن إسرائيل استغلت المشاعر المضادة للفلسطينيين من السكان المحليين لتثبيت قبضتها. و”راحت ترسل المساعدات الإنسانية والطبية عبر المعبر الحدودي في بوابة فاطمة. ثم أرسلت أسلحة وأسست ميليشيا خاصة بها”.
وكما حصل في لبنان، تقوم منظمات المجتمع المدني الإسرائيلية، مثل أماليا وشيفيت أشيم، بالتنسيق عبر وحدة الاتصال التابعة للجيش الإسرائيلي، بالوصول إلى السكان والمجالس المحلية في نحو 35 قرية، وتوفر لهم خدمات التعليم والمساعدات الطبية والأغذية والملابس. وعن هذا التغلغل الإسرائيلي، يقول قائد في الجبهة الجنوبية المدعومة من الأردن، والذي لديه حضور في المنطقة، إن “الجيش الإسرائيلي يعمل بكثب مع المجتمع المدني على الأرض، وأن جنوده لا يريدون أن يواجهوا مشاكل مع السكان المحليين. لذا، لا يوجد شيء يمكن القيام به”.
تتمثل مهمة منظمة أماليا في إنشاء منطقة آمنة في جنوب سوريا، وتوسيع منطقة عملياتها الحالية إلى نحو 17 قرية، لتشمل القنيطرة وجنوب درعا وجزءاً من السويداء، وبدء مبادرات مثل تدريب أجهزة إنفاذ القانون المحلية وبناء المدارس والمستشفيات.
واستناداً إلى تجربتها في لبنان، فإن استراتيجية إسرائيل للسيطرة على القنيطرة لا تنطوي على ارسال القوات على الأرض، بل تملأ الثغرات في الخدمات الأساسية بما يضمن بقاء السكان معتمدين عليها ووديين نحوها. وهذا ما يؤكده أبو أحمد، عضو مجلس محلي مدني للمعارضة داخل مدينة القنيطرة، بقوله للموقع إن ”هناك رجلاً سورياً يُدعى أبو نضال ينسق مع القوات الإسرائيلية ويسهل نقل السكان إلى المنطقة الحدودية، حيث ينقلهم الجيش الإسرائيلي إلى إسرائيل”.
ويتحدث مصدر استخباراتي حكومي سوري إلى الموقع، رفض الكشف عن هويته، قائلاً إن اسم أبو نضال الحقيقي هو أحمد الصافوري من قرية نفحة في الجولان ومقره الآن في قرية المعلقة. يضيف أن أبو نضال “يستخدم معبرين إلى إسرائيل، أحدهما في المعلبة والآخر في وادي مريع”.
وقد بدأت إسرائيل بالفعل تأسيس ميليشيا تشبه جيش لحد في لبنان. ونقلاً عن مصادر في المعارضة تدعم إسرائيل وتمول اليوم فصيلاً معروفاً باسم فرسان الجولان بقيادة أبو صهيب الجولاني، يعمل في بلدة جباتا الخشب، في القنيطرة، التي تقع في ضمن منطقة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك. ويؤكد مصدر رفيع المستوى في الجبهة الجنوبية أن عددهم اليوم بين 300 و400 مقاتل محلي، ويتلقى هذا الفصيل نحو 50 ألف دولار شهرياً من إسرائيل، وهو يملك أسلحة خفيفة فحسب. لذلك، يتصرف عناصره في الغالب كحراس حدود ودوريات في المنطقة.
ثلاثة انفجارات تهز إدلب.. و”داعش” يخرج من ريف حلب
انفجرت ثلاث عبوات ناسفة في مدينة إدلب، صباح الجمعة، من دون أن تتسبب في سقوط قتلى أو جرحى، لكنها نشرت حالة من التوتر بعد قطع الطرق وإزالة السيارات من محيط جوامع المدينة، بالتزامن مع صلاة الجمعة.
أولى العبوات كانت مزروعة في محيط دوار الكرة، وحاولت فرق الدفاع المدني تفكيكها بطرق بدائية (سكب الماء عليها)، قبل أن يتوقف عمل الفرق بعد وصول نداء عن اكتشاف عبوة أخرى بالقرب من المشفى الوطني. وقبل وصول فرق الدفاع المدني إلى مكان العبوة الثانية انفجرت العبوة الأولى، لتعود الفرق أدراجها بحثاً عن ضحايا أو مصابين. وفي هذه الأثناء انفجرت العبوة الثانية.
ويُرجح أن من زرع العبوات كان يحاول إحداث أكبر أضرار ممكنة، عبر تفجير عبوة أولى صغيرة الحجم، ثم يليها تفجير ثان في مكان يقع على طريق طواقم الإسعاف وفرق القوة التنفيذية المستنفرة.
وشهدت مدينة إدلب انتشاراً أمنياً كثيفاً في محيط الجوامع تحسباً لأي أعمال تخريبية أثناء صلاة الجمعة. وأهم الإجراءات كانت قطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى المساجد بشكل مؤقت، حتى انتهاء الصلاة، وخروج المصلين، مع إخلاء محيط الجوامع من كافة أنواع السيارات والدراجات النارية، بالإضافة إلى فض التجمعات فور انتهاء الصلاة، مع انتشار طواقم الإسعاف وفرق الدفاع المدني.
لكن، بعد انتهاء الصلاة بساعة تقريباً دوى انفجار ثالث ناجم عن عبوة مزروعة على طريق القصور مقابل مبنى فرع الحزب سابقاً.
واللافت أن العبوات الثلاث لم تتسبب بسقوط أي قتيل أو جريح، واقتصرت أضرارها على الممتلكات الخاصة والعامة. ويُرجح ناشطون أن الهدف من هذه التفجيرات هو نشر الفوضى وبث حالة من الخوف بين الأهالي، ما يبعث برسالة عن عجر الهيئات الإدارية والمدنية على ضبط المنطقة وتأمينها.
من جهة ثانية، انسحب تنظيم “الدولة الاسلامية” بالكامل من محافظة حلب، مع تقدم قوات النظام إلى جنوب شرق محافظة حلب، حيث تمكّنت قوات النظام والمليشيات من السيطرة على طريق استراتيجي يربط محافظة حماة بالرقة مروراً عبر حلب.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله، إن الجيش أحكم سيطرته “على كامل المنطقة الممتدة من الرصافة في ريف الرقة الجنوبي حتى بلدة أثريا في ريف حماة الشرقي”، مشيراً إلى استعداد وحدات الجيش لدخول ريف حلب الجنوبي الشرقي “بعد فرار الارهابيين منها”.
وفي جنوب البلاد، شهدت محافظة درعا غارات جوية مكثفة، استهدفت مناطق عديدة، وقال نشطاء إن معظم المدن والبلدات ألغت صلاة الجمعة، خشية أن يتم استهداف المصلين ما قد يوقع عشرات الضحايا.
وقالت وكالة “مسار برس” الإخبارية، إن القصف تركّز على مدن وبلدات داعل وأم المياذن والمزيريب، الأمر الذي أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين، كما استهدفت قوات الأسد بلدتي إبطع واليادودة بقذائف المدفعية.
وفي العاصمة دمشق، شن طيران النظام أكثر من 20 غارة على المباني السكنية في حي جوبر، وتزامن ذلك مع اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والمعارضة على محاور عديدة في الحي، في حين تم الإعلان عن إلغاء صلاة الجمعة في جوبر حفاظاً على أرواح المدنيين من القصف.
وفي ريف دمشق، نفذ الطيران الحربي العديد من الغارات على مدينة زملكا وبلدة عين ترما بالغوطة الشرقية، بحسب “مسار برس”، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات في صفوف المدنيين، بينما هرعت سيارات الدفاع المدني للمنطقة لإسعاف الجرحى.
في غضون ذلك، حذّر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الجمعة، خلال اجتماع لقيادة وزارة الدفاع الروسية، من أن استفزازات التحالف “تؤدي لتوسيع أنشطة الإرهابيين”، وقال إنه “في الوقت الراهن، تقتصر عمليات التحالف على المناطق المتفق عليها في محيط التنف جنوبي سوريا ومناطق شرقي نهر الفرات”.
وأضاف شويغو “نلاحظ أن الشركاء الأمريكيين يعملون داخل هذه الحدود فقط، ولم يتم تسجيل أي خروق حتى الآن”.
وكان وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا بحثا مسألة “تسوية الازمة في سوريا، بما في ذلك نظام وقف إطلاق النار”. ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن الخارجية الروسية قولها، إن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ريكس تيلرسون، بحثا هاتفياً “تثبيت نظام وقف إطلاق النار، لاسيما عن طريق عملية التفاوض في أستانة، إضافة إلى تنشيط الجهود الرامية إلى مكافحة التنظيمات الإرهابية ومنع محاولات استخدام المواد الكيماوية السامة”.
سوريا بعد هزيمة داعش ساحة لصراعات متعددة الجبهات والأطراف/ مايكل جورجي وجون والكوت
يفسر سجلّ المقاتلة الكردية شين إبراهيم في مواجهة المتشددين سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تنطوي على تسليح أمثالها من الأكراد السوريين خلال سعيه للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه يبرز أيضا المخاطر.
علّمها شقيقها كيف تستخدم بندقية كلاشنيكوف حين كان عمرها 15 عاما، وشجعتها والدتها على الكفاح من أجل حصول أكراد سوريا على الحكم الذاتي. وتقول شين إنها قتلت 50 شخصا منذ حملت السلاح في الحرب السورية الدائرة منذ ست سنوات فحاربت تنظيم القاعدة في البداية ثم عبرت إلى العراق لمساعدة الأكراد هناك في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية.
عمر شين الآن 26 عاما وتقود وحدة من 15 امرأة تلاحق التنظيم المتشدد في الرقة معقله الرئيسي، فتجوب شوارع كان يسيطر عليها المتشددون ذات يوم في شاحنة صغيرة بينما تمشط مقاتلات أخريات مباني متهدمة للتأكد من خلوها من أي شراك.
ونجحت قوات سوريا الديمقراطية، التي تتصدرها وحدات حماية الشعب الكردية السورية، في استعادة أجزاء عديدة من البلدة الواقعة في شمال سوريا منذ بدأت حملتها هذا الشهر.
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على المنطقة الصناعية بالرقة في يونيو في أكبر مكسب حتى اليوم في القتال ضد التنظيم في معقله بسوريا.
وقال المرصد السوري إنه إذا تمكن التنظيم من استعادة المنطقة الصناعية ستكون انتكاسة لقوات سوريا الديمقراطية. وأقرت قوات سوريا الديمقراطية في حسابها على موقع للتواصل الاجتماعي بأن المنطقة الصناعية تشهد قتالا شرسا لكنها أكدت أن المنطقة بكاملها لا تزال تحت سيطرتها وإنها أحبطت الهجوم.
أمام التقدم الذي حققته هذه القوات أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن واشنطن قد تسلح قوات سوريا الديمقراطية استعدادا لمعارك قادمة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها ستسترد الأسلحة التي لم تعد هذه القوات في حاجة لها.
واشنطن لا تعرف حجم الأسلحة التي بحوزة وحدات حماية الشعب لأن بعض العرب انضموا إليها بعدما انهزمت جماعاتهم
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه، أن هذه الخطة هي أبرز أركان برنامج لم يكتمل بعد لإعادة الاستقرار لسوريا وضعته إدارة ترامب، لكن الخطر يكمن في أن تثير اضطرابا جديدا في حرب تلعب فيها قوى خارجية أدوارا أكبر من أي وقت مضى.
تركيا غاضبة
أثارت العلاقة بين الولايات المتحدة ووحدات حماية الشعب الكردية غضب تركيا جارة سوريا الشمالية وعضو حلف شمال الأطلسي، التي تقول إن الوحدات امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كل من أنقرة وواشنطن جماعة إرهابية بسبب تمرده على الدولة التركية.
وأرسلت تركيا قوات إلى سوريا لأسباب منها مهاجمة الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى منع وحدات حماية الشعب التي تسيطر على مناطق الأكراد في شمال سوريا، من دخول منطقة يسكنها العرب والتركمان مما يمنحها السيطرة على الحدود بالكامل.
وذكرت جماعات معارضة تدعمها تركيا أن أنقرة أرسلت في الآونة الأخيرة تعزيزات إلى سوريا مما أثار قلق قوات سوريا الديمقراطية من أن تكون تخطط لمهاجمة وحدات حماية الشعب الكردية. وحذرت قوات سوريا الديمقراطية من “احتمال كبير بظهور مواجهات مفتوحة وقوية”.
وأعلن مسؤول بارز بالميليشيات الكردية ناصر حاج منصور، أنهم قرّروا مواجهة الأتراك إذا ما حاولوا تجاوز الخطوط المحددة في المناطق القريبة من حلب، حيث تبادل الجانبان إطلاق النيران.
وقال ناصر إن “هناك إمكانية كبيرة لمواجهات مفتوحة وشرسة بتلك المنطقة”، فيما شدّدت شين إبراهيم وغيرها من المعارضة الكردية المسلحة قائلة إن الأكراد “سيقفون في وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”. وأضافت “تركيا تحاربنا… كل من سيقاتلنا سنقاتله”.
ويقول زعماء أكراد سوريا إنهم يريدون حكما ذاتيا على غرار ما يتمتع به أكراد العراق وليس استقلالا أو تدخلا في شؤون دول الجوار. ويعتبرون التحذيرات التركية بأن أسلحة وحدات حماية الشعب قد تسقط في النهاية في أيدي حزب العمال الكردستاني غير مبررة.
ويؤكد خالد عيسى ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهو الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب، في أوروبا “نحن ضحايا نموذج الدولة القومية وليست لدينا رغبة في إعادة إنتاج هذا النموذج”.
تركيا أرسلت قوات إلى سوريا لأسباب منها مهاجمة الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى منع وحدات حماية الشعب التي تسيطر على مناطق الأكراد في شمال سوريا، من دخول منطقة يسكنها العرب والتركمان مما يمنحها السيطرة على الحدود بالكامل
وتعمل واشنطن على تهدئة التوترات بسبب علاقتها مع وحدات حماية الشعب التي تساندها روسيا أيضا. وقال الميجر جنرال روبرت جونز النائب البريطاني لقائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية “هناك شفافية مطلقة بين تركيا والولايات المتحدة في هذا الموضوع”. لكن إذا ما أخذنا بتعليقات مقاتلي الوحدات، لن يكون نزع سلاحهم بالأمر السهل.
وقالت قناصة توجه سلاحها لمواقع الدولة الإسلامية “لن نلقي أسلحتنا”. وذكرت القناصة التي ذكرت اسمها الأول فقط وهو بركانورين “نحتاجها للدفاع عن أنفسنا”. ووافقتها الرأي مقاتلة أخرى تدعى مريم محمد وقالت “أردوغان هو عدونا الأكبر لا يمكننا تسليم أسلحتنا”. وذكر مسؤول أميركي أن واشنطن لا تعرف على وجه التحديد حجم الأسلحة التي بحوزة وحدات حماية الشعب لأن بعض العرب انضموا إليها بعدما انهزمت جماعاتهم وأخذوا معهم أسلحة كانت واشنطن قد قدمتها لهم. وأضاف المسؤول “الولاءات تتغير كما تتغير خطوط المعركة وأحيانا تتبع مسارها”.
وردا على سؤال عن استعادة الأسلحة قال ماتيس في أول تصريحات علنية له عن المسألة “سنفعل ما بوسعنا”، بينما أكد نوري محمود المتحدث باسم وحدات حماية الشعب أن الهدف هو الدولة الإسلامية قائلا “نحارب تنظيما إرهابيا عالميا”.
نصر ولكن…
أصبح النصر في ميدان المعركة أمرا قريب المنال بعد السيطرة على معظم أجزاء الموصل، أكبر معاقل التنظيم المتشدد بالعراق، لكن المسؤول الأميركي ومسؤولين آخرين أشاروا إلى عقبات تعترض سبيل الاستقرار في سوريا وتعمل الإدارة الأميركية على علاجها.
وقال المسؤولون الثلاثة إن إعادة بناء الرقة ستحتاج المليارات من الدولارات ومستوى غير مسبوق من التسويات بين جماعات تناصب بعضها العداء منذ فترة طويلة. وذكر أحدهم أن القوات الإيرانية التي تساند الرئيس السوري بشار الأسد تترقب أي عراقيل يمكن أن تنتهزها.
ويقود الأكراد الهجوم على الرقة، لكن من المزمع أن تتولى قوة يشكل العرب قوامها الرئيسي حفظ الأمن في المدينة التي يمثل العرب أغلبية سكانها بعد انتهاء الهجوم. وبينما يقاتل الأكراد والعرب جنبا إلى جنب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، من المتوقع أن تحتدم المنافسة على الأرض مع انحسار دائرة التنظيم المتشدد. وقال واحد من المسؤولين الأميركيين “نلقي بأنفسنا في خضم فوضى أخرى لا نفهمها”.
تنظيم الدولة يضرب قرب الحدود العراقية السورية
قالت مصادر عسكرية عراقية في قيادة عمليات الجزيرة والبادية إن نحو 20 شخصا قتلوا أغلبهم من عناصر حرس الحدود العراقي والحشد العشائري، في هجوم واسع شنه تنظيم الدولة الإسلامية واستهدف مواقع لهذه القوات بالقرب من منفذ الوليد على الحدود العراقية السورية.
وأضافت المصادر أن الهجوم وقع شمال الوليد وابتدأ قبل ظهر أمس وتخلله تفجير عدد من السيارات المفخخة التي كان يقودها انتحاريون، تبعه وقوع اشتباكات عنيفة استمرت عدة ساعات واستهدف فيه المهاجمون مواقع لقوات حرس الحدود وعناصر الحشد العشائري، مما تسبب في مقتل أكثر من عشرة من المقاتلين وإصابة نحو عشرين آخرين.
وأوضحت المصادر أن هجوم تنظيم الدولة انتهى بتدخل مروحيات عراقية قصفت مباشرة المهاجمين وتسببت في مقتل ثمانية منهم وتدمير عدد من المركبات التي كانوا يستخدمونها، وإرغام من تبقى منهم على الانسحاب إلى مناطقهم التي قدموا منها في عمق الصحراء.
وفي تطور آخر، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قيادة عمليات الجزيرة في محافظة الأنبار اليوم السبت أن القوات العراقية أحبطت هجوما لتنظيم الدولة قرب سد حديثة الإروائي، وقتلت ثلاثين عنصرا من التنظيم في مناطق تابعة لمحافظة الأنبار غربي العراق.
وقال قائد العمليات اللواء الركن قاسم محمد صالح في بيان صحفي إنه تم صد هجوم لعناصر تنظيم الدولة باتجاه منطقة الصكرة، وتدمير خمس مركبات عسكرية وثلاث دراجات نارية قرب سد حديثة الإروائي على نهر الفرات بين منطقتي حديثة وعانة.
وأوضح أن القوات الأمنية والعسكرية تنفذ يوميا عمليات تعرضية باتجاه مناطق عانة وراوة، فضلا عن قصف بقذائف الهاون والمدفعية بإسناد مباشر من طيران الجيش العراقي وطيران التحالف الدولي باتجاه مقرات تنظيم الدولة ونقاط انتشاره.
وكانت خلية الإعلام الحربي العراقية أعلنت قبل أكثر من أسبوعين أن قوات عراقية كبيرة تمكنت من استعادة معبر الوليد على الحدود مع سوريا، من تنظيم الدولة.
وأوضحت أن العملية كانت تهدف إلى استعادة مناطق تقع على الشريط الحدودي مع سوريا، وهي مناطق واسعة تحيط بالمنفذ كانت تحت سيطرة التنظيم.
وقالت الخلية إن العمليات العسكرية وصلت إلى الحدود العراقية الأردنية.
وكان تنظيم الدولة قد فرض سيطرته على هذه المنطقة الصحراوية الواسعة طيلة ثلاث سنوات، واستخدمها منطلقا لشن العديد من الهجمات على مواقع عسكرية عراقية، تمكن خلالها من إيقاع خسائر كبيرة في صفوفها.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
قصف عنيف على ريف حماة وصد هجمات بريف دمشق
قال مراسل الجزيرة إن قوات النظام استهدفت مدينة كفرزيتا وبلدات أخرى بريف حماة الشمالي بعشرات الصواريخ وقذائف المدفعية.
في غضون ذلك أفاد ناشطون أن كتائب المعارضة تتصدى لمحاولات النظام التقدم على جبهتي الأوتوستراد وحوش الضواهرة في الغوطة الشرقية، وسط غارات على أطراف مدينة زملكا في ريف دمشق.
وأوضح المراسل أن القصف المكثف لكفرزيتا -التي تسيطر عليها فصائل المعارضة- أدى إلى دمار في المدينة.
وفي السياق أشار ناشطون أيضا إلى تعرض اللطامنة والزكاة بريف حماة الشمالي لقصف مدفعي وصاروخي عنيف من قبل قوات النظام الموجودة بالقرب البلدتين، وذلك بالتزامن مع استهداف قوات المعارضة لمواقع النظام داخل بلدة سلحب الموالية مما أدى لوقوع قتلى وجرحى بصفوفهم وفق مصادر مقربة من النظام.
في المقابل قالت وكالة سانا الرسمية إن قوات النظام سيطرت على نقاط وصفتها بالإستراتيجية شرق قرية الشيخ هلال في ريف حماة الشرقي، وذلك بعد معارك مع تنظيم الدولة.
وفي ريف دمشق أفاد ناشطون أن المعارضة تصدت لمحاولات تقدم قوات النظام على جبهتي الأوتوستراد وحوش الضواهرة بالغوطة الشرقية، وأشاروا إلى أن قوات المعارضة أحبطت أيضا محاولة تسلل لقوات النظام على جبهة حوش نصري بالغوطة الشرقية مما أدى لمقتل عدد من المتسللين.
وتأتي هذه المعارك وسط قصف جوي وصاروخي تعرضت له أطراف مدينة زملكا بريف دمشق. كما استهدفت القوات الموالية لنظام بشار الأسد براجمات الصواريخ بلدة بداما في ريف جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا وفق ناشطين.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
إندبندنت: تنظيم الدولة سقط بالعراق واقتربت نهايته بسوريا
أوردت إندبندنت البريطانية أن تنظيم الدولة قد سقط بـ العراق وأنه يتعلق بخيط رفيع في سوريا، إذ أنه وفي اليوم الذي استولى فيه الجيش العراقي على مسجد النوري بالموصل، قطعت القوات الكردية كل الطرق المؤدية إلى الرقة بـ سوريا.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن المعركة لاستعادة الرقة -عاصمة دولة الخلافة والمعقل القوي والأخير للتنظيم بسوريا- قد تكون مثل معركة الموصل طويلة ودموية.
وظل المقاتلون الأكراد والعرب يشددون الحصار ببطء على الرقة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يدعمه غارات التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة.
لا استسلام
وسيشهد آلاف المدنيين بالرقة أسوأ مما شهده المدنيون بالموصل، نظرا لاحتجازهم بمنازلهم خوفا من هروبهم، ولأنه من المرجح تماما أن يستخدم تنظيم الدولة -الذي يواجه حربا لا استسلام فيها- هؤلاء المدنيين المقدر عددهم بمئة ألف شخص دروعا بشرية.
وتوقع أحد كبار مسؤولي “قوات سوريا الديمقراطية” وهو ناصر حاج منصور أن تستغرق معركة استعادة الرقة شهرا أو شهرا ونصف الشهر.
ورغم أن التوقعات السابقة لنفس الجهة في معاركها الأخرى ضد تنظيم الدولة كان يبالغ في تفاؤلها، فإن تحليلات جديدة من “مرصد آي أتش أس ماركيتس للصراع” تتوقع بقوة ألا تشهد دولة الخلافة ذكرى تأسيسها السنوية الرابعة.
وكان تنظيم الدولة قد فقد 60% من أراضيه وأكثر من 80% من دخله منذ أوج قوته أواخر 2014 وأوائل 2015.
ضعف الروح المعنوية
وأشار التقرير إلى أنه يُقال إن الروح المعنوية لمقاتلي تنظيم الدولة قد أصبحت متدنية للغاية عقب سقوط الموصل، مضيفا أنه وبمجرد أن تسقط الرقة فسيكون تنظيم الدولة قد خسر عاصمتيه بكل من العراق وسوريا، دون أن يعني ذلك انتهاء أعمال القتال.
ففي العراق لا يزال التنظيم يحتفظ بجيوب له في الحويجة وتل أعفر والقائم، وفي سوريا لا يزال يحتفظ بسيطرة على أغلب وادي الفرات الذي يبلغ طوله مئتي كيلومتر في سوريا.
ويتوقع محللون أن يتحوّل التنظيم إلى حركة تمرد كاملة على نطاق البلدين (العراق وسوريا) وأن يبدأ هجمات “إرهابية” حول العالم في المستقبل.
وقال الباحث بدراسات الدفاع بكلية لندن للدفاع أندرياس كريغ كنغ إنه من المهم التمييز بين تنظيم الدولة كأيديولوجية عالمية والوجود الملموس لها كمشروع لشبه دولة، وطالما أن الأسباب الجذرية للعنف لا تزال موجودة، وكذلك كل المظالم التي سببت انتعاش التنظيم بالعراق والحرب الأهلية السورية، فإن هذه الأيديولوجيا لن تنهزم.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
الائتلاف السوري يدين مقتل مدنيين والاعتقالات بعرسال
دان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية حملة الاعتداءات الممنهجة التي وقعت أمس الجمعة بحق مخيمات اللاجئين والمهجرين السوريين في منطقة عرسال بلبنان، وقال إن الحملة أسفرت عن مقتل عدد من اللاجئين واعتقال المئات الذين جرى إذلالهم والتعامل معهم كرهائن لدى الجيش اللبناني ومليشيا حزب الله الإرهابي، بحسب وصف بيان الائتلاف.
وحمّل الائتلاف السوري السلطات اللبنانية مسؤولية سلامة اللاجئين السوريين في لبنان، وأكد على ضرورة محاسبة ومعاقبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي تقع بحقهم.
وفي السياق، قال أهالي القصير (في محافظة حمص) المهجّرين إلى منطقة عرسال بلبنان، إن الجيش اللبناني قتل 18 مدنيا لاجئا في مخيم عرسال الحدودي، واعتقل أربعمئة آخرين بتهمة الإرهاب. وطالب أهالي القصير في بيان لهم بضرورة تأمين حماية دولية للسوريين في عرسال تحت إشراف الأمم المتحدة.
كما طالب البيان بتأمين معبر آمن بضمانات دولية لنقل من يرغب من السوريين في عرسال إلى جرابلس بريف حلب أو إدلب، كذلك دعا أهالي القصير إلى مخاطبة الحكومة اللبنانية بعدم تكرار ما جرى بحق المهجرين واللاجئين في عرسال.
واعتقلت السلطات اللبنانية مئات اللاجئين السوريين في منطقة عرسال الحدودية، وتوعدت بتكثيف “العمليات النوعية” للقضاء على “التنظيمات الإرهابية”، وذلك بعد تفجير خمسة انتحاريين أنفسهم أثناء مداهمات للجيش في المنطقة.
وتم توثيق اعتقال 337 شخصا من المخيمات من قبل الجيش اللبناني، بينما ذكر مصدر أمني أن المداهمات أسفرت عن اعتقال 350 شخصا بينهم قياديون في تنظيم الدولة الإسلامية، وأنه سيُطلق سراح من لم تثبت علاقته بالتفجيرات.
وبث ناشطون صورا لعمليات الدهم التي قام بها الجيش اللبناني، حيث ظهر فيها بعض المحتجزين السوريين في ظروف قاسية، وأبدى الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي استياء من آثار التخريب في خيم اللاجئين جراء المداهمات والاشتباكات.
وتفقد قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون قوات الجيش المنتشرة في عرسال، وقال في بيان إن “قرار الجيش بالقضاء على التنظيمات الإرهابية وخلاياها وأفرادها أينما وجدوا على الأراضي اللبنانية، حاسم”، وتعهد بأن المرحلة المقبلة ستشهد تكثيف “العمليات النوعية”.
وفي وقت سابق أمس، أعلن الجيش أن أربعة انتحاريين فجروا أنفسهم أثناء تفتيش مخيم النور بمنطقة عرسال، وأن خامسا فجّر نفسه خلال دهم مخيم القارية، مما تسبب في إصابة سبعة جنود بجراح.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
فصائل جبهة الجنوب بسوريا تقاطع أستانا.. “هدفه التقسيم“
دبي- العربية.نت
قبل أيام قليلة على انعقاد لقاء أستانا المقرر في 4 و5 يوليو، أعلنت فصائل المعارضة السورية في الجبهة الجنوبية بسوريا عدم المشاركة في الجولة المقبلة. وقالت الفصائل في بيان صدر مساء الجمعة، إن الدول الضامنة غير قادرة على إيقاف القتال، فيما تحولت مناطق خفض التوتر إلى مناطق تصعيد.
وأضافت أن النظام استغل فترات الهدن ووقف إطلاق النار للتجهيز وتنفيذ عمليات همجية باتجاه مناطق مختلفة من سوريا، وأشارت إلى أن التسريبات التي تخرج تُظهر أن الغاية من المؤتمر تقسيم سوريا.
يذكر أن وزير الخارجية الكازاخستاني، خيرت عبد الرحمنوف، كان قد أعلن الأسبوع الماضي أن #روسيا و #تركيا و #إيران و #الأردن أكدوا مشاركتهم في لقاء #أستانا المرتقب حول سوريا، كما أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان #دي_ميستورا مشاركته أيضا.
في حين قال وزير كازاخستان إن بلاده ما زالت تنتظر من الدول الضامنة تأكيداً نهائياً حول مشاركة وفد النظام السوري وكذلك فصائل المعارضة المسلحة. وأفاد أنه من المنتظر أن ترسل الولايات المتحدة مندوباً رفيع المستوى يمثلها في اللقاء المرتقب.
يذكر أن الجولة الأخيرة من محادثات أستانا شملت توقيع اتفاق تخفيف التوتر في 4 مناطق. ودعت الوثيقة إلى إنشاء مناطق #تخفيف_التوتر في محافظة #إدلب وإلى الشمال من #حمص وفي ا#لغوطة الشرقية وفي #جنوب_سوريا، بهدف وضع حد فوري للأعمال القتالية وتحسين الحالة الإنسانية، وتهيئة الظروف المواتية للنهوض بالتسوية السياسية للأزمة.
وحدات حماية الشعب الكردية تهدف للسيطرة على منطقة بين أعزاز وجرابلس في سوريا
بيروت (رويترز) – قال مسؤول كبير في وحدات حماية الشعب الكردية السورية في بيان إنها تهدف إلى “تحرير” منطقة بين أعزاز وجرابلس في شمال سوريا يسيطر عليها مقاتلون من المعارضة المسلحة تدعمهم تركيا.
ولم يقدم القيادي سيبان حمو جدولا زمنيا أو تفاصيل خطط للسيطرة على المنطقة الخاضعة لسيطرة مقاتلين من المعارضة تدعمهم تركيا منذ الخريف الماضي بعد أن طردوا تنظيم الدولة الإسلامية منها. وقال حمو إنه يعتبر تركيا قوة احتلال هناك.
وقام ناصر حاج منصور، وهو مسؤول كبير في قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات مكونا أساسيا فيها، بتوزيع تصريحات حمو التي جاءت في بيان إلى صحيفة كردية.
وتسبب التوتر المتزايد بين تركيا وجماعات كردية سورية في نشوب تبادل لإطلاق النار بين مدفعية تركية ومواقع للوحدات قرب أعزاز يوم الثلاثاء.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر من المعارضة المسلحة ومن الأكراد يوم الأربعاء إن أنقرة أرسلت تعزيزات عسكرية جديدة تشمل جنودا ومركبات وعتادا إلى منطقة بين أعزاز وجرابلس يسيطر عليها مقاتلون تدعمهم أنقرة.
وأضاف المرصد أن التعزيزات جزء من استعدادات تركية لمهاجمة مناطق تسيطر عليها وحدات حماية الشعب قرب أعزاز.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا في تركيا منذ ثلاثة عقود.
وانتقدت الحكومة التركية واشنطن بشدة لقرارها تسليح الوحدات في إطار جهود الولايات المتحدة لدعم قوات سوريا الديمقراطية في معركتها لاستعادة مدينة الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية.
وحذر مسؤولون أكراد من أن أي هجوم تركي على مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية أو الوحدات في شمال سوريا قد يربك هجومهم الساعي لهزيمة الدولة الإسلامية في الرقة.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية – تحرير وجدي الالفي)