أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 04 أذار 2016

«اختراق جنيف» … مناقشة «السِلال» بالتوازي

جنيف، موسكو، لندن – «الحياة»

اختتمت أمس الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف السورية بتحديد جدول لأعمال الجولة المقبلة، بما في ذلك تحديد «السلال» التي ستتم مناقشتها بين الوفود. والاتفاق على هذه السلال يُعتبر بحد ذاته اختراقاً للموفد الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا الذي نجح في ضمان عدم انسحاب أي من الوفود السورية، سواء الحكومي أو وفود المعارضة الثلاثة، من الجلسات التي دامت 8 أيام، على رغم فشله في جمعها إلى طاولة واحدة.

وتزامن اختتام جولة المفاوضات مع هجوم جديد شنته فصائل «درع الفرات» المدعومة من تركيا، على مواقع «مجلس منبج العسكري» في ريف منبج شمال سورية، على رغم تأكيد روسيا صحة نبأ التوصل إلى اتفاق يقضي بنشر قوات حكومية سورية للفصل بين الطرفين. وحتى مساء أمس، لم يصدر رد تركي على الإعلان الروسي ولم يكن واضحاً هل ستلتزم أنقرة وقف هجوم «درع الفرات» في اتجاه منبج بعد نشر القوات السورية في القرى التي تفصل بين ريفي الباب ومنبج. وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي إن قوات الرئيس بشار الأسد ستدخل مناطق سيطرة وحدات الإدارة الذاتية الكردية في منبج اعتباراً من الجمعة (أمس)، مشيرة إلى أن وحدات من الجيش النظامي وصلت فعلاً إلى المنطقة الواقعة جنوب غربي منبج.

سياسياً، انتهت أمس جولة مفاوضات جنيف بين وفود الحكومة السورية و «الهيئة العليا للمفاوضات» ومنصتي القاهرة وموسكو. وعقد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مؤتمراً صحافياً مساء حدد فيه جدول أعمال الجولة الجديدة – المتوقعة في 20 آذار (مارس) الجاري، و «السلال» التي ستتم مناقشتها فيها، والانجازات والاخفاقات التي تحققت في «الجولة الرابعة». وشكر جميع الوفود، مشيراً إلى «اجتماعات بالغة الصعوبة لكنها كانت بناءة» خصوصاً في المرحلة الأخيرة، موضحاً «تحدثنا في الاجراءات والجوهر».

وقال «من الواضح للجميع اننا هنا لمناقشة تطبيق القرار 2254»، مشدداً على ضرورة التوصل إلى «اتفاق إطار»، قائلاً إن «الجميع يدرك أن هذا القرار (قرار مجلس الأمن) يتضمن جدولاً زمنياً» و «امامنا الآن جدول أعمال واضح: اربع سلال. السلة الأولى انشاء في فترة 6 اشهر حوكمة شاملة غير طائفية. السلة الثانية خلال ستة أشهر أيضاً بدء عملية صوغ دستور جديد. السلة الثالثة مناقشة اجراء انتخابات حرة ونزيهة بعد وضع الدستور في غضون 18 شهراً وتحت اشراف الامم المتحدة وتشمل أعضاء من الجالية في المهجر التي يحق لها التصويت. وهناك سلة تمت اضافتها بناء على طلب وفد الحكومة نسميها السلة الرابعة … وتناقش استراتيجية مكافحة الارهاب». وقال: «آستانة وجنيف تُكملان وتعززان بعضهما البعض. ننظر إلى الجهود المبذولة في آستانة… للمحافظة على وقف النار، وتدابير بناء الثقة القصيرة الاجل ومكافحة الارهاب». وأوضح أن وقف النار يعني وقف النار بين الاطراف المتقاتلة. وقال انه سمع اقتراحات من الحكومة تتعلق بمبادلة المعتقلين، قائلاً إن هذا الأمر يمكن أن يناقش في آستانة. وقال إن السلة الرابعة في جنيف ستتناول «استراتيجية مكافحة الارهاب»، في حين أن مفاوضات آستانة ستركز على عمليات مكافحة المنظمات الارهابية وهي تشمل بحسب الامم المتحدة «النصرة وداعش فقط». وقال إن السلال الأربع ستتم مناقشتها بالتوازي. ويشكّل ذلك نكسة لجهود المعارضة لبدء المناقشات بسلة الحكم (الحكم الانتقالي وفق بيان جنيف للعام 2012) قبل الانتقال إلى بند مكافحة الإرهاب الذي تريده أن يتضمن أيضاً مكافحة «إرهاب النظام»، وفق وصفها.

وعلمت «الحياة» أن دي ميستورا سينتقل إلى الولايات المتحدة لإجراء مشاورات مع الإدارة الأميركية على أن يقدّم إيجازاً لمجلس الأمن في نيويورك الأربعاء المقبل عن التقدم الذي تحقق في جنيف.

وحصلت «الحياة» أمس، على نص اقتراحات جديدة قدمها دي ميستورا للأطراف السورية المشاركة في «جنيف» تتضمن 12 مادّة بينها اقتراح «إدارة ذاتية على المستوى المحلي». ويشدد النص الذي أكد صحته دي ميستورا في مؤتمر الصحافي على «سيادة سورية» وعلى أنه «لا يجوز التنازل عن أي جزء من الأراضي الوطنية، ويظل الشعب السوري ملتزماً استعادة الجولان السوري المحتل بالوسائل المشروعة والمتاحة». ويشير إلى أن «الشعب السوري وحده من يقرر مستقبل بلده بالوسائل الديموقراطية من طريق صندوق الاقتراع»، وأن سورية ستكون «دولة ديموقراطية وغير طائفية». ويضيف أن «الدولة تلتزم الوحدة الوطنية والتمثيل العادل وإدارة المحليات في الدولة والإدارة المحلية الذاتية للمحافظات والمحليات». ومعروف أن الأكراد هم الجهة الأساسية التي أقامت إدارة ذاتية في شمال سورية وشمال شرقيها. ويشير البند السابع من الاقتراحات إلى «الحفاظ على القوات المسلحة قوية وموحدة تحمي بشكل حصري الحدود الوطنية وتحفظ شعبها من التهديدات الخارجية، وفقاً للدستور، وعلى أجهزة استخبارات وأمن تركز على صيانة الأمن الوطني وتتصرف وفقاً للقانون» فيما يشدد البند الثامن على «الرفض المطلق للإرهاب والتعصب بجميع أشكاله».

وأكد رئيس وفد «الهيئة العليا» نصر الحريري في مؤتمر صحافي مساء أمس، أنه بالفعل تسلم من دي ميستورا «لا ورقة» تتألف من 12 بنداً، قائلاً إنها مقبولة مبدئياً وتتوافق مع مبادئ المعارضة لكن هناك «ملاحظات» عليها ستُسلّم إلى المبعوث الدولي. وأشار إلى عدم تحقيق تقدم كبير في المفاوضات، على رغم أنها تناولت للمرة الأولى، كما قال، مواضيع تتعلق بالعمق «الانتقالَ السياسي».

وسُئل عن «السلال الأربع» والاتفاق على مناقشتها في شكل متواز، فرفض تحديد إجابة واضحة، قائلاً إن ما ركّز عليه مع دي ميستورا كان الانتقال السياسي وإنه ستتم متابعة مواضيع الجولة المقبلة مع المبعوث الدولي في الفترة التي تفصل عن الجولة المقبلة.

 

مفاوضات جنيف تنتهي بجدول أعمال يحدد «سلال» الجولة المقبلة

لندن، جنيف – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

عقد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا محادثات أمس مع وفد الحكومة السورية ووفود المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف، وسط توقعات بإعلانه جدولاً لأعمال الجولة الجديدة من المفاوضات المتوقع أن تبدأ في 20 آذار (مارس) الجاري بعد انتهاء الجولة الحالية التي دامت 8 أيام.

وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية أن دي ميستورا قدّم مقترحات جديدة للأطراف السورية المشاركة في «جنيف-4» تتضمن 12 مادّة بينها مقترح «إدارة ذاتية على المستوى المحلي». وأضافت أنه ورد في وثيقة المقترحات أن «الشعب السوري فقط هو الجهة المخولة بتقرير مستقبل البلاد، اختيار نظامها السياسي والاقتصادي، والاجتماعي، بطريقة بعيدة من الضغوط الخارجية، ومن خلال الوسائل الديموقراطية وصناديق الاقتراع»، مشدداً على «حماية مبدأ المواطنة في سورية، والتعددية السياسية، وسيادة القانون، والفصل بين السلطات، واستقلال القضاء، والوحدة الوطنية، والاعتراف بالتنوع الثقافي للمجتمع السوري»، وعلى أن «الدولة السورية لن تكون طائفية، بل ديموقراطية تستند إلى أسس ومبادئ الإدارة الشاملة والخاضعة للمساءلة». ولفتت إلى أن دي ميستورا لم يقدّم هذه المرة أي إشارة إلى قرار مجلس الأمن الرقم 2254 (الصادر عام 2015) والمتعلق بوقف النار والتوصل إلى تسوية سياسية و «الذي طالما شكّل مظلة لمحادثات جنيف». ونقلت عن مصادر مشاركة في المحادثات «أن عدم تضمين الوثيقة مسائل من قبيل المرحلة الانتقالية وإعداد دستور جديد»، يندرج في إطار محاولة دي ميستورا «الخروج عن أرضية قرارات مجلس الأمن». لكن الإذاعة التركية قالت إن المبعوث الأممي قدّم في وثيقته «مقاربة جديدة تقترح بحث مسائل التفاوض الثلاث (الحوكمة، الدستور، الانتخابات) في شكل متزامن» بينما كان قرار مجلس الأمن ينص على «تشكيل حكومة انتقالية أولاً، تقوم لاحقاً بتولي بحث مسألتي الدستور والانتخابات».

وكان جهاد مقدسي رئيس وفد «منصة القاهرة» في مفاوضات جنيف أشار أمس، إلى ترجيح اختتام الأمم المتحدة جولة المفاوضات بطرح أجندة. وقال مقدسي للصحافيين بعد اجتماعه مع دي ميستورا إنه سيدع الجهة المضيفة -أي الأمم المتحدة- تعلن ذلك. وأضاف أنه أصبح هناك أجندة تضم «السلات الثلاث» وربما سلة رابعة، بالإضافة إلى إطار زمني في آذار (مارس) الجاري. وتشير كلمة «السلات» إلى الموضوعات التي ستخضع للمناقشة وتشمل وضع دستور جديد وإجراء انتخابات وإصلاح نظام الحكم. وتريد الحكومة السورية إضافة «سلّة رابعة» تتعلق بمكافحة الإرهاب. وقال ديبلوماسيان غربيان إن من المتوقع أن تنتهي محادثات جنيف «بأجندة متفق عليها» وخطة لاستئناف المفاوضات هذا الشهر. وقال ديبلوماسي غربي ثالث إن المعارضة لا تزال تسعى للحصول على تأكيدات بأن الحكومة لن تستخدم الإرهاب ذريعة لإخراج المحادثات عن مسارها.

وفي الواقع لم تكن محادثات السلام السورية في جنيف تعد بتحقيق انفراجة وهي لم تحقق أي انفراجة بالفعل، لكن مع انتهاء أول محادثات تقودها الأمم المتحدة منذ نحو عام لم ينسحب أي من الطرفين بل زعم كل منهما تحقيق مكاسب محدودة. ولم يتمكن دي ميستورا من جمع الطرفين إلى مائدة واحدة، لكنه التقى كل طرف على حدة على مدار ثمانية أيام في محاولة للاتفاق على شكل المحادثات المستقبلية وإبقاء عملية السلام على قيد الحياة. وقدم دي ميستورا للطرفين ورقة عمل في البداية حدد فيها قواعده الأساسية. وقال في الورقة «أتمنى بنهاية هذه الجولة أن نحقق تفاهماً مشتركاً أعمق لكيفية مضينا في الجولات المستقبلية في مناقشة كل قضية»، مشيراً إلى خطته لتقسيم المحادثات إلى ثلاثة موضوعات رئيسية (3 سلال).

وسعى رئيس وفد الحكومة بشار الجعفري إلى إضافة «مكافحة الإرهاب» كموضوع رابع إلى جانب وضع دستور جديد وإجراء انتخابات جديدة وإصلاح نظام الحكم. ويقول الجعفري إن دي ميستورا قبل الطلب، على رغم أن الوسيط الدولي لم يؤكد الأمر.

 

الحريري: محادثات جنيف انتهت من دون نتائج واضحة

جنيف، موسكو، بروكسيل – رويترز، أ ف ب

أعلن وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة مساء اليوم (الجمعة) انتهاء الجولة الحالية من محادثات جنيف السورية بـ«ايجابية» أكثر من السابق بعد تسعة أيام من اجتماعات مكثفة للوفد الحكومي والوفود المعارضة مع مبعوث الأمم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستور.

وقال رئيس وفد المعارضة في جنيف «هذا هو اليوم الأخير للمفاوضات للأسف الاخير»، مضيفاً «رغم اننا نعود من دون نتائج واضحة في يدينا لكن اقول ان هذه المرة كانت ايجابية اكثر» من السابق.

وأعلن  دي ميستورا التوصل الى جدول اعمال «واضح» من اربعة عناوين في ختام جولة المفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف. وقال دي ميستورا بعد لقاءات جمعته بوفد الحكومة السورية ووفود المعارضة الثلاثة «اعتقد ان لدينا امامنا الآن جدول اعمال واضحا»، مشيرا الى انه يتضمن «اربعة عناوين» هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب، سيتم بحثها “في شكل متواز».

وقال دي ميستورا إن هناك جماعتان إرهابيتان فقط بمعايير الأمم المتحدة هما «النصرة وداعش»، مضيفاً أن محادثات آستانة يجب أن تناقش وقف إطلاق النار وإجراءات فورية لبناء الثقة ومكافحة الإرهاب وتوصيل المساعدات.

وأفادت مصادر ديبلوماسية اليوم أن الاتحاد الأوروبي سينظم في حوالى الخامس من نيسان (ابريل) المقبل، مؤتمراً دولياً رفيع المستوى حول سورية بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش.

وأوضحت مصادر عدة أن الموعد المحدد لهذا المؤتمر الذي يعقد على مستوى وزراء الخارجية مع إمكان مشاركة بعض رؤساء الدول سيتأكد في الأيام المقبلة، لكن ديبلوماسيا قال إن الموعد هو «بحدود الخامس من نيسان» المقبل.

من جهته، قال رئيس وفد «منصة موسكو» في محادثات السلام إن وسيط الأمم المتحدة سلم جميع الوفود ورقة تضم 12 مبدأ ستشكل الأساس لجولة ثانية من المفاوضات.

ونقل حمزة منذر عن مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا الذي أعطى المجموعة نسخة من الورقة التي جاءت في صفحة واحدة قوله إن عملية جنيف سوف تستأنف في الأسابيع المقبلة.

وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس وفد «منصة القاهرة» في مفاوضات السلام السورية في جنيف، جهاد مقدسي، أنه أصبح هناك أجندة تضم «السلال الثلاث» وربما سلة رابعة بالإضافة إلى إطار زمني في آذار (مارس).

وتشير كلمة «السلال» إلى الموضوعات التي ستخضع للمناقشة وتشمل وضع دستور جديد وإجراء انتخابات وإصلاح نظام الحكم. وتريد الحكومة السورية إضافة موضوع رابع هو مكافحة الإرهاب.

والتقى وفد الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري صباح اليوم نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومجموعة من المسؤولين الروس. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «الجانبين أعربا عن ارتياحهما لسير المحادثات في جنيف على رغم محاولات البعض إفشاله».

وذكرت مصادر مواكبة للمفاوضات ان دي ميستورا، وبعد اجتماعات رسمية في مقر الأمم المتحدة أمس، واصل محادثاته غير الرسمية مع الأطراف المشاركة حتى وقت متأخر من الليلة الماضية.

في سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن المستشارين العسكريين الروس خططوا لاستعادة الجيش السوري لمدينة تدمر وأشرفوا على ذلك بينما لعبت القوات الخاصة والقوات الجوية الروسية دوراً حاسماً.

وقال الجيش السوري أمس إنه استعاد السيطرة على المدينة التاريخية من قبضة مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) للمرة الثانية في غضون عام بمساعدة من القوات المتحالفة معه.

وذكر اللفتنانت جنرال سيرغي رودسكوي المسؤول الكبير في وزارة الدفاع في إفادة صحافية بموسكو، أن أكثر من 1000 من مقاتلي «الدولة الإسلامية» سقطوا بين قتيل وجريح في عملية تدمر

 

فرار آلاف المدنيين إلى منبج مع تقدّم النظام شمالاً

واشنطن، بيروت – أ ف ب

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (السبت)، بنزوح عشرات آلاف المدنيين خلال أسبوع من الشمال السوري، هرباً من كثافة القصف المدفعي والغارات السورية والروسية المواكبة لهجوم تشنه قوات النظام لطرد المتشددين من ريف حلب الشرقي.

وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن «ثلاثين ألف مدني معظمهم من النساء والأطفال فرّوا منذ السبت الماضي»، وتوجه معظمهم إلى مناطق مدينة منبج وريفها الواقعة تحت سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» التي أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أن النظام وموسكو أرسلتا «قوافل إنسانية» لها.

وقال الناطق باسم «البنتاغون» جيف ديفيس: «نعلم أن هناك قوافل إنسانية يدعمها الروس والنظام السوري متجهة إلى منبج، هذه القوافل تشمل سيارات مصفحة»، مشدداً على أن ما تريده واشنطن في الوقت الراهن أن تسعى «كل الأطراف» الموجودة في شمال سورية إلى «دحر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قبل كل شيء» وليس أن تتقاتل في ما بينها، متجنباً التعليق على الأمر.

وسيطرت «قوات سورية الديموقراطية» على مدينة منبج في آب (أغسطس) 2016 بدعم من مستشارين عسكريين أميركيين بإسناد جوي من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد المتطرفين.

وكانت أنقرة هددت أول من أمس بضرب المقاتلين الأكراد في حال لم ينسحبوا من منبج، ومن شأن إرسال هذه القوافل أن يثني أنقرة عن تنفيذ تهديدها، لأن قيام حرب مفتوحة بين «قوات سورية الديموقراطية» والجيش التركي وكلاهما حليف لواشنطن، يعني تسديد ضربة قاصمة للسياسة الأميركية في المنطقة.

 

باريس تنصح واشنطن بالساحة السورية لمواجهة نفوذ إيران في المنطقة

باريس – رندة تقي الدين

قال مصدر فرنسي رفيع لـ «الحياة»، إن باريس لمست خلال محادثات مسؤولين فرنسيين مع المسؤولين الجدد في مجلس الأمن القومي الأميركي في واشنطن الأسبوع الماضي، إن جميع المسؤولين الأميركيين لديهم هاجس سيطرة إيران على العراق، لأن عدداً من المسؤولين في الإدارة كانوا في العراق وشهدوا ذلك وعندما يفكرون في المنطقة يرون نفوذ إيران أينما كان وهم يريدون مقاومة ذلك وهذا يتناسب مع رؤية رئيسهم دونالد ترامب.

وما تقوله باريس للأميركيين هو أن مقاومة نفوذ إيران يجب أن يتركز على سورية. وما تعنيه باريس في مقاومة نفوذ إيران في سورية هو زيادة الإمكانات العسكرية لمكافحة «داعش». فعندما كان يجري البحث في الملف السوري منذ ستة أشهر كان الحديث عن مسار للحل السياسي لجهة مرحلة انتقالية ودستور وانتخابات. ومن جهة أخرى كان حول مكافحة «داعش». وعندما يصل الحديث إلى ماذا ينبغي القيام به في الرقة تصبح القضية سياسية، وباريس تنصح الأميركيين بوضع إمكانات عسكرية معززة لتحرير الرقة وبعد ذلك ربما دير الزور وبعد ذلك ينبغي التحرك سياسياً بقوة مع العرب والأوروبيين كي يتم وضع إدارة عربية سنية محلية في كل هذه المنطقة تكون بمثابة فرملة لإيران. والإدارة الأميركية مدركة للتشييع الذي يتم حالياً في سورية أكثر مما كانت الإدارة مدركة ذلك في عهد أوباما، وهو ما تراه الإدارة الفرنسية إيجابياً بالنسبة إلى إدارة ترامب حول سورية، إذ إن أوباما لم يكن مزعوجاً من وجود إيران في سورية. وتشير باريس إلى أن الإدارة الأميركية مستاءة من نفوذ إيران في لبنان عبر «حزب الله». وتريد باريس أن يركز الأميركيون على إيران في سورية وليس في لبنان والعراق حيث الوضع هش. فالولايات المتحدة تريد تشديد العقوبات المالية على لبنان وهذا ما يحمل خطر زعزعة الاستقرار المصرفي فيه. وباريس تحذر من هذه الخطورة. وقال مسؤولون فرنسيون إنهم سيطلبون الاستماع إلى حاكم البنك المركزي رياض سلامة. كما نصحت باريس واشنطن بالاستماع لرأيه لأنه الرأي الصائب، كما قال المسؤول.

وتابع أن وزارة الدفاع الأميركية سلمت البيت الأبيض يوم الإثنين تقريراً حول «داعش» لم تكشف بعد عنه الإدارة الأميركية، لكن باريس تتوقع أن تؤكد الولايات المتحدة رغبتها في تحرير الرقة من «داعش» بالاعتماد على الأكراد ولكن مع تدريب أسرع لقوات عربية تشارك في ذلك. وتؤيد باريس العمل مع الأكراد، لأن هذا الخيار هو الأسرع والبديل أسوأ وهو العمل مع الأتراك، ما يعني الانتظار بعد سنة، أو أن الولايات المتحدة تقاتل وحدها وباريس لا ترغب في مثل هذا الاحتمال.

وقال المصدر إن تحرير الرقة يتطلب عدد قوات أكبر وليس هناك ما يكفي حالياً، ولو أن القوات بدأت تحيط بالرقة. وأيضاً يجب أن يكون لدينا فكرة عما سيحصل بعد تحرير الرقة ومن سيتولى إدارتها بعد ذلك. وقال المصدر إن تحرير الرقة يعتمد على ما سيقرره الرئيس الأميركي فالخيار القصير المدى قد يكون التحرير في الربيع، أما الطويل المدى فسيكون في غضون سنة.

 

صراع نفوذ إيراني – تركي بأدوات كردية

بغداد – «الحياة»

شهدت بلدة تابعة لسنجار في العراق أمس، اشتباكات عنيفة بين فصيلين كرديين، هما «وحدات حماية سنجار» المدعومة من حزب العمال الكردستاني (التركي) والتي لها علاقات وثيقة مع إيران و «الحشد الشعبي»، ومن الجهة المقابلة قوات البيشمركة السورية التي دربها الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، وترتبط بعلاقات وثيقة مع تركيا (للمزيد).

وقالت مصادر كردية لـ «الحياة» إن بلدة سنجار الإيزيدية، التي شهدت أكبر المجازر عندما هاجمها تنظيم «داعش» قبل عامين، قد تتحوّل الآن إلى واحدة من بؤر الصراع الإقليمي في مرحلة ما بعد هزيمة «داعش».

ووفق المصادر، فإن قوات البيشمركة السورية، التي تُقدر بنحو أربعة آلاف عنصر، انتشرت قرب سنجار فيما بدت أنها مناورة للحصول على منفذ باتجاه الأراضي السورية، لكنها جوبهت برفض وحدات حزب العمال الكردستاني، المكوّنة أساساً من عناصر إيزيديين عراقيين تقودهم نخب من قوات حزب العمال الكردستاني، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من الجانبين.

وتأتي هذه الأحداث بعد يوم واحد من سيطرة قوة من البيشمركة الكردية التابعة لحزب «الاتحاد الوطني» بزعامة جلال طالباني على حقول نفطية في كركوك كانت تسيطر عليها قوات كردية تابعة للحزب «الديموقراطي الكردستاني». وقالت المصادر إن مظاهر الصراع بين القطبين الكرديين في أربيل (بارزاني) والسليمانية (طالباني) بدأت تتخذ مظاهر أكثر حدة، فيما يتطور أكثر دور كلٍ من إيران وتركيا في إدارة هذا الصراع الكردي- الكردي، مشيرين إلى خطة لمد أنبوب نفط من كركوك إلى إيران في مواجهة أنبوب النفط التركي.

وأضافت المصادر أن اشتباكات سنجار تبدو أكثر تعقيداً، إذ تبرز فيها الرغبة التركية بطرد عناصر حزب العمال من معاقلهم التي توسعت بعد احتلال تنظيم «داعش» سنجار ثم تحوّل عناصر الحزب إلى طرف في حماية أهالي المنطقة بعد انسحاب قوات البيشمركة منها عام 2014، وذلك في مقابل نمو علاقة وثيقة بين وحدات حزب العمال وبعض فصائل «الحشد الشعبي» العراقية المرتبطة بإيران والتي تحرص على تكريس نفوذها في جوار الحدود التركية في العراق وسورية عبر أذرع عسكرية ومناطق نفوذ.

وينقسم الإيزيديون بين طرفي الصراع، إذ اتهمت النائب الإيزيدية الشهيرة فيان دخيل، حزبَ العمال بأنه أساس المشكلة، وقالت في بيان إن «المشكلة الرئيسة هي تواجد حزب العمال الكردستاني في أرض تتبع الدولة العراقية الاتحادية» وهو ما ينسجم مع موقف حزب بارزاني. وفي المقابل، اعتبر المتحدث باسم الأب الروحي للإيزيديين هادي بابا شيخ، أن «مدينة سنجار عراقية قبل أن تكون كردية»، وقال في تصريحات إن «حماية الحدود العراقية- السورية من صلاحية الجيش العراقي فقط».

إلى ذلك، أفادت وكالة «فرانس برس» بأن امرأتين وخمسة أطفال نقلوا إلى المستشفى قرب مدينة الموصل خلال اليومين الأخيرين لإصابتهم بجروح ناجمة عن أسلحة كيماوية، وفق ما نقل بيان للجنة الدولية للصليب الأحمر. وقال البيان الصادر عن المدير الإقليمي للجنة الصليب الأحمر روبرت مارديني: «استقبل مستشفى روزاوه خلال اليومين الماضيين امرأتين وخمسة أطفال ظهرت عليهم آثار تقرحات مطابقة لأعراض التعرض لعناصر كيماوية». وأضاف: «إن استخدام هذه الأسلحة محرم تماماً بموجب القانون الإنساني الدولي. ونحن قلقون جداً لما رآه زملاؤنا وندين بشدة أي استخدام للأسلحة الكيماوية من أي جهة وفي أي مكان»، من دون الإشارة إلى مكان إصابة الضحايا. وتقع مستشفى روزاوه على مقربة من مدينة الموصل.

 

دو ميستورا أعلن التوصل إلى جدول أعمال “واضح” في جنيف 4

المصدر: (و ص ف، رويترز)

أعلن المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا أمس التوصل الى جدول أعمال “واضح” من أربعة عناوين في ختام جولة المفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف، على ان يدعو الى جولة جديدة هذا الشهر.

وقال بعد لقاءات جمعته مع وفد الحكومة السورية ووفود المعارضة الثلاثة :”اعتقد ان لدينا أمامنا الآن جدول أعمال واضحاً”، مضيفاً انه يتضمن “اربعة عناوين” هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب، سيبحث فيها “في شكل متواز”.

وأفاد ان موضوع مكافحة الارهاب أضيف بطلب من الحكومة السورية، وان المفاوضات في جنيف ستتناول “استراتيجية مكافحة الارهاب”، في حين ستتركز محادثات استانا على مكافحة الارهاب عملياً انطلاقاً من وقف النار الذي سيسمح بالتركيز على التصدي للمنظمات الارهابية.

الى ان قال: “اعتزم دعوة الاطراف السوريين الى جولة خامسة هنا في اذار”، كاشفاً انه سيتوجه الى نيويورك الاسبوع المقبل.

واتسمت جولة المفاوضات الحالية بين الحكومة والمعارضة السوريتين والتي بدأت في 23 شباط كما سابقاتها بخلاف كبير على الاولويات بين الطرفين.

واصرت المعارضة على تناول موضوع الانتقال السياسي أولاً، وهو الاهم في نظرها تمهيداً لايجاد حل سياسي لنزاع مستمر منذ نحو ست سنوات تسبب بمقتل أكثر من 310 آلاف شخص.

وفي المقابل، طالبت الحكومة منذ البداية باضافة مكافحة الارهاب الى العناوين الثلاثة، الامر الذي اعتبره وفد الهيئة العليا للمفاوضات، التي تضم أطيافاً واسعة من المعارضة السياسية والعسكرية، “مماطلة” من النظام لعدم الخوض في الانتقال السياسي.

وعلى رغم ذلك، قال رئيس وفد الهيئة العليا التفاوضي نصر الحريري بعد اعلانه انتهاء المفاوضات الجمعة: “على رغم اننا نعود بدون نتائج واضحة في يدينا ولكن أقول إن هذه المرة كانت ايجابية أكثر” من السابق. هذه المرة الاولى التي ندخل فيها بعمق مقبول لنقاش مستقبل سوريا، لنقاش الانتقال السياسي في سوريا”.

ولم ينجح المبعوث الدولي في عقد جلسة تفاوض مباشرة واحدة. ولم تلتق الوفود وجهاً لوجه الا في الجلسة الافتتاحية التي اقتصرت على كلمة القاها دو ميستورا وقال فيها انه لا يتوقع اختراقاً ولا معجزات.

وفي المؤتمر الصحافي الختامي قال: “هدفنا يبقى المفاوضات المباشرة … ولكن في بعض الاحيان تكون المفاوضات غير المباشرة اكثر فاعلية”.

الاميركيون يراقبون

ميدانياً، يراقب جنود اميركيون ينتشرون في محيط مدينة منبج بشمال سوريا من بعد المعارك المستمرة لليوم الثالث بين فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن من جهة، وفصائل معارضة تدعمها أنقرة من جهة أخرى.

ويتصدى “مجلس منبج العسكري” المنضوي في صفوف “قوات سوريا الديموقراطية” منذ الاربعاء لهجوم بدأته القوات التركية والفصائل المعارضة القريبة منها في اتجاه مناطق سيطرته، انطلاقاً من مدينة الباب التي سيطرت عليها قبل اسبوع اثر طرد الجهاديين منها.

وشاهد مراسل ل”وكالة الصحافة الفرنسية” جنوداً أميركيين داخل آليات عسكرية من طراز “همفي” لدى قيامها بدوريات في المنطقة الواقعة شمال مدينة منبج، وقت تخوض قوات “مجلس منبج العسكري” على مسافة عشرات الكيلومترات، معارك عنيفة مع القوات التركية وفصائل “درع الفرات” في المنطقة الواقعة غرب مدينة منبج.

 

الحكومة السورية: الاتفاق على جدول أعمال الجولة القادمة من المحادثات

جنيف – رويترز – قال بشار الجعفري كبير مفاوضي الحكومة السورية السبت، إن الشيء الوحيد الذي تحقق في جولة المحادثات التي دامت عشرة أيام في جنيف هو الاتفاق على جدول أعمال وإن الحكومة السورية تريد التفاوض مع وفد موحد للمعارضة.

 

وفي أول تصريحات له منذ اختتام المحادثات الجمعة قال الجعفري وهو سفير سوريا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، إن الملفات الأربعة في جدول الأعمال المتفق عليه عبر وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا متساوية وتشمل محاربة الإرهاب.

 

وقال الجعفري إن دمشق ما زالت تبحث ما إذا كانت ستعود للجولة القادمة من المحادثات التي تجرى في وقت لاحق من الشهر الجاري في جنيف.

 

النظام السوري يقتل 10 مدنيين بقصف سوق مواشي بريف حماة

حماة – الأناضول – قُتل 10 مدنيين، وأصيب 20 بجروح، السبت، جراء قصف لقوات النظام السوري، على قرية عقربات بريف محافظة حماة وسط البلاد.

 

وقال خالد حمص، عضو تنسيقية المركز الإعلامي لمدينتي حماة وحمص، إن طائرات حربية للنظام، قصفت سوقاً للمواشي في القرية.

 

وأكد حمص، أن القصف أسفر عن مقتل 10 مدنيين، وإصابة 20 آخرين بجروح، موضحاً أن قوات النظام تقصف باستمرار مواقع المعارضة في كلا المدينتين.

 

نزوح عشرات آلاف المدنيين مع تقدم قوات النظام في شمال سوريا

بيروت – أ ف ب – نزح عشرات آلاف المدنيين منذ أسبوع، مع تقدم قوات النظام على حساب الجهاديين في ريف حلب الشرقي بشمال سوريا، هرباً من كثافة القصف المدفعي والغارات السورية والروسية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، “نزح اكثر من ثلاثين الف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، من ريف حلب الشرقي منذ السبت الماضي مع سيطرة قوات النظام على قرى بأيدي الجهاديين، جراء القصف المدفعي والغارات السورية والروسية الكثيفة المواكبة للهجوم”.

 

«قوات الحماية الكردية» تسلم منبج للنظام السوري برعاية روسية

وزير الدفاع التركي: على واشنطن أن تفي بتعهدها بانسحاب «ب ي د» من غرب الفرات

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي أن وحدات من القوات السورية الحكومية ستدخل المناطق التي تسيطر عليها «قوات الحماية الكردية» بدءا من أمس الجمعة.

وأكد رئيس المديرية العامة للعمليات في هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي، الجمعة، أن وحدات الجيش السوري وصلت إلى المنطقة الواقعة جنوب غرب مدينة منبج التي تسيطر عليها وحدات الحماية الكردية.

وقال: «وفقا للاتفاقات التي تم التوصل إليها بمساعدة من قيادة القوات الروسية في سوريا، سيتم إدخال وحدات من القوات المسلحة التابعة للجمهورية العربية السورية بدءا من يوم 3 آذار/ مارس، إلى الأراضي التي تسيطر عليها وحدات الحماية الكردية».

يشار إلى أن مجلس منبج العسكري كان قد أعلن الخميس، عن اتفاقه مع الجانب الروسي حول تسليم القرى الغربية في ريف منبج لقوات حرس الحدود التابعة للحكومة السورية. فيما نفى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في وقت لاحق وجود اتفاق مع موسكو حول تسليم قرى خاضعة لسيطرة قوات المعارضة إلى الجيش السوري.

جاء ذلك فيما دعا وزير الدفاع التركي، فكري إيشيق، الولايات المتحدة الأمريكية ودول التحالف، للالتزام بتعهداتها بانسحاب عناصر الحماية الكردية «ب ي د» الامتداد السوري لمنظمة «بي كا كا» الإرهابية من المناطق غرب نهر الفرات شمالي سوريا.

وقال إيشيق في تصريحات صحافية، أمس الجمعة، في ولاية باليكسير (غرب): «ننتظر بشكل قاطع انسحاب عناصر «ب ي د» و « بي كا كا» من غرب نهر الفرات، وهذا ما تعهدت به أمريكا لتركيا، وننتظر تنفيذ هذا التعهد بأقرب وقت».

وأكد إيشيق أن أولوية تركيا بعد تطهير مدينة الباب، شرقي حلب، من إرهابيي داعش، ستكون مدينة منبج (شرق).

وأشار الوزير التركي إلى أن تنظيم «الدولة ـ داعش» والـ «ب ي د» سلما بعض المناطق للنظام السوري، مبينا أن هذا الأمر يؤكد صحة وجهة النظر التركية بالتنسيق المشترك بين داعش و» ب ي د» مع النظام.

تجدر الإشارة أنّ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أعلن، أمس الأول، أن القوات التركية ستقصف مواقع تنظيم «ي ب ك»، الذراع العسكرية لتنظيم «ب ي د» حال لم تنسحب من مدينة منبج.

إلى ذلك أعلن رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات من المعارضة السورية انتهاء مفاوضات جنيف 4 أمس الجمعة، مؤكدا أنها انتهت دون نتائج واضحة لكنها بحثت قضايا الانتقال السياسي

وقال الحريري خلال مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في جنيف إن «هذه أول مرة ندخل فيها بعمق مقبول لنقاش مستقبل الانتقال السياسي في سوريا».

وأضاف «مستعدون للانخراط بأي وقت في هذه المفاوضات حتى نعود لبلدنا سوريا».

وقال «في بلدي الحبيب سوريا إرهاب أسود جلبه النظام السوري لتشويه صورة الثورة السورية». وأكد الحريري أن «الميليشيات الطائفية الموالية للنظام تمارس جرائم تنظيم داعش نفسها».

واعتبر الحريري أن «مقاتلينا من الجيش الحر هم الذين نعتمد عليهم لمحاربة الإرهاب».

وأوضح أن المبعوث الدولي لسوريا «ستافان دي ميستورا طرح ورقة من 12 بنداً عن المبادئ الأساسية العامة للحل في سوريا، وهي مقبولة ومستقاة مما قدمناه العام الماضي، وكثير من البنود موجود في القرارات الدولية، ولدينا بعض الملاحظات لإغناء ورقة المبادئ».

وقال إن «عدد الضحايا وصل إلى 400 ألف، وفي يوم تقرير العفو الدولية أضيف للعدد 13 ألفاً شنقوا في سجون الأسد».

وأكد أن ورقة دي ميستورا تثبت أن الشعب السوري وحده يحدد مصيره بالطرق الديمقراطية، مشيراً إلى أنه لا تنازل عن أي جزء من أراضي سوريا.

وتحدثت الورقة بحسب الحريري عن تمثيل عادل للمجتمعات المحلية في إدارة الدولة السورية.

وذكر «ناقشنا القضايا الهامة في قرار 2254، وأكثر ما تم نقاشه هو الانتقال السياسي لأنه يشكل أولوية للانتقال لبقية الخطوات».

كما أكدت ورقة دي ميستورا «إدخال إصلاحات وضمان سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان»، وكذلك «حماية حق اللاجئين والنازحين في العودة إذا رغبوا في ذلك».

وهي الورقة التي تتكون من 12 بندا وأشارت «القدس العربي» اليها في عددها ليوم الخميس الماضي.

 

الشرطة الإيرانية تعتقل قائد ميليشيا «زينبيون» التي تقاتل في سوريا

لندن ـ «القدس العربي» من محمد المذحجي: اعتقلت الشرطة الإيرانية قائد ميليشيات «زينبيون»، سيد عباس موسوي، التي تضم المقاتلين الشيعة الباكستانيين للقتال في سوريا، وأحد رفاقه في مدينة قُم.

وأفاد موقع «قُم نيوز» نقلاً عن قناة «زينبيون» على شبكة «تلغرام» للتواصل الاجتماعي التابعة للحرس الثوري، أنه في خطوة غريبة بادرت قوات الشرطة الإيرانية إلى اعتقال سيد عباس موسوي وأحد رفاقه بحجة انتهاء تاريخ صلاحية جوازهما، وأنها نقلتهما إلى معتقل المهاجرين والمواطنين الأجانب في مدينة قُم.

وكتب الموقع أنه وعلى الرغم من أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أمر بتشكيل ميليشيات «فاطميون» و»زينبيون» من المهاجرين والمتطوعين الشيعة من أفغانستان وباكستان، لكنهم تفاجأوا حينما سمعوا أنه تم اعتقال قائد ميليشيات «زينبيون».

وأضاف التقرير أن الشرطة اتخذت من موضوع جواز السفر حجة لاعتقالهما، بينما منذ السنوات الماضية تم تسليم جوازات السفر لهؤلاء المقاتلين وأفراد أسرهم إلى الجهات المعنية، وأن هذه الجهات كانت تقدم على تمديد جوازات سفرهم، وأن هذا الأمر ليس جديداً.

واعتبر موقع «قُم نيوز» خطـــوة الشرطة الإيرانية مسيئة لأولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل «محور المقاومة»، وقال متسائلاً «لماذا توجد نظرة أمنية سلبية ضد هؤلاء المجاهدين؟ وهل يريد البعض أن يوظف هؤلاء للحرب فقط؟ ويريد أن يستخدمهم كجنود فقط؟ أين ذهبت خطط الثورة الإسلامية لإنشاء جبهة عالمية لنصرة المستضعفين؟».

وأعرب عن أسفه إزاء التصرفات غير اللائقة بحق المجاهدين الباكستانيين والأفغان، مضيفاً أنها تضعف ميليشيات «حماة الضريح»(التسمية الإيرانية للمقاتلين الذين يحاربون لصالح طهران في العراق وسوريا بحجة الدفاع عن الأماكن المقدسة للشيعة)، وأنها تزرع اليأس في قلوبهم وقلوب أسرهم.

وأفاد الموقع نقلاً عن عوائل المقاتلين الأفغان والباكستانيين بأنهم يطالبون السلطات الإيرانية بالتوضيح حول ما حصل لقائد ميليشيات «زينبيون» والإفراج الفوري عنه.

 

انحياز أمريكي – روسي للمشروع الكردي ضد الدور التركي في الشمال السوري

عبدالله العمري

إسطنبول ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر في المعارضة السورية المسلحة عن وصول عشرات الجنود الأمريكيين وآليات مدرعة عدة قرب مدينة منبج الأسبوع الجاري، ونشروا قواتهم عند مدخل المدينة الرئيسي.

وقال ضابط في «الجيش السوري الحر» متحدثا لـ «القدس العربي» ان المجلس العسكري لمدينة منبج الذي تسيطر عليه «قوات سوريا الديمقراطية»، «قد نسقت مع ممثلين عن النظام لربط مناطق سيطرتهم شرق نهر الفرات مع غرب النهر، واكتساب حماية روسية عن طريق قوات النظام ضد أي هجمات محتملة.

واضاف، ان هذه الخطوة «تأتي لقطع الطريق على تقدم قوات درع الفرات باتجاه منبج بعد ان هددت تركيا بأن قوات درع الفرات ستتجه إلى المدينة». ورأى الضابط في «الخطوة الأمريكية» رسالة واضحة لكل من تركيا وقوات درع الفرات بعدم الاقتراب من منبج أو الهجوم عليها.

وأشار إلى احتمالات «وقوع صدامات خلال الأيام المقبلة بين قوات درع الفرات وقوات سوريا الديمقراطية في مناطق أخرى بعيدة عن منبج التي تتواجد فيها قوات أمريكية»، مستنداً إلى «معلومات عن مقترحات تناقشها قيادات درع الفرات»، حسب قوله. واوضح، ان «تركيا واجهت التصعيد الأمريكي بدفع المزيد من القوات التركية إلى مدينة الباب خلال ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء».

كما كشف الضابط في «الجيش السوري الحر»، «ان تركيا اوعزت للفصائل الحليفة لها بتخفيف تواجدها في مناطق الريف الشمالي وبلدات جرابلس والراعي واعزاز وسحب الفائض لتعزيز القوات الموجودة في مدينة الباب».

وقال ان دفع المزيد من القوات وتحشيدها في مدينة الباب سيكون «لتعزيز الدفاعات على خطوط التماس مع قوات سورية الديمقراطية وقوات النظام في محيط مدينة الباب والمناطق المجاورة».

وأشار إلى ان هذه التعزيزات «لا علاقة لها بالتصريحات التركية بالاتجاه نحو مدينة منبج بعد ان نجحت قوات درع الفرات في تحرير مدينة الباب»، حسب قوله. وأوضح ان قوات درع الفرات والقوات التركية في مدينة الباب «لا تقوم بالتنسيق مع قوات النظام، لكن هذه القوات ملزمة بتحقيق أهدافها المتفق عليها».

من جهة اخرى، كشف المصدر ان القوات الأمريكية «منذ الساعات الأولى لوصولها قرب منبج بدأت بتسيير دوريات مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية على الطريق الواصل بين مدينتي منبج والباب والذي يبلغ طوله حوالي خمسين كيلومتراً»، على حد قوله.

وخلص الضابط في «الجيش السوري الحر» إلى ان «القوات الأمريكية أبلغت بشكل واضح كلاً من القوات التركية وقوات درع الفرات بان مدينة منبج خط أحمر، وان تحرير مدينة الباب هو الهدف المتفق عليه مسبقاً والذي بموجب هذا الاتفاق ساهم طيران التحالف الدولي بدعم تلك القوات في معركة الباب بتنفيذ ضربات جوية وتقديم المعلومات الاستخباراتية والاستشارات العسكرية».

 

النظام السوري وروسيا يرسلان تعزيزات للمليشيات الكردية في منبج

عمار الحلبي

أكّدت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، ومصادر ميدانية، أن النظام السوري وروسيا أرسلا مصفّحات عسكرية إلى مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” في مدينة منبج في ريف حلب الشمالي.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جيف ديفيس: “نعلم أن هناك قوافل إنسانية يدعمها الروس والنظام السوري متجهة إلى منبج، لكن هذه القوافل تشتمل على سيارات مصفحة”.

 

ورفض المتحدث الأميركي التعليق على هذه الخطوة، مشدّداً على أن ما تريده واشنطن في الوقت الراهن هو أن تعمل كل الأطراف الموجودة في شمال سورية على “دحر تنظيم الدولة الإسلامية قبل كل شيء”، وليس أن تتقاتل فيما بينها.

 

في سياقٍ آخر، أكّدت مصادر ميدانية من الريف الغربي لمدينة منبج لـ “العربي الجديد” أن مساعداتٍ كثيرة وصلت إلى المليشيات الكردية في مدينة منبج، مشيرةً إلى أنّ من بينها معدّات تلزم خلال العمليات العسكرية دون أن تتمكّن من تحديد نوع هذه المعدّات.

 

وأعلنت مليشيات “الوحدات الكردية” عن تسليم القرى الغربية لمدينة منبج، المتاخمة لمناطق سيطرة “درع الفرات”، لنظام الأسد، وذلك بهدف منع المعارضة السورية من إجراء عمل عسكري ضد مناطقها في منبج.

 

وتحالفت الوحدات الكردية مع النظام ضد المعارضة السورية في عدّة مناطق، أبرزها في مدينة حلب، حيث شاركت مع النظام في الهجوم على أحياء المعارضة، وسلّمته تلك الأحياء لاحقاً.

 

وتبعد منبج نحو 30 كلم عن الحدود السورية التركية، وكانت “قوات سورية الديمقراطية” قد طردت تنظيم “داعش” من هذه المدينة في أغسطس/آب من عام 2016 بدعم من مستشارين عسكريين أميركيين، وإسناد جوي من طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد “داعش”.

 

وتعتبر القوافل التي تم إرسالها، بما فيها العربات المصفّحة، دليلاً واضحاً على تحالف النظام السوري مع المليشيات الكرديّة، والتي تحالفت أصلاً مع الولايات المتحدة في المنطقة.​

 

أداء الوفد السوري المعارض: قطيعة مع ضعف الجولات السابقة

جنيف ــ باسم دباغ

بدت هذه الجولة من المفاوضات السورية في جنيف، مختلفة تماماً عن سابقاتها، لناحية الأداء الإعلامي التكتيكي السياسي لوفد المعارضة السورية، الذي أظهر نجاحاً لافتاً، تُرجم بملاحظة رمزية، لكنها معبرة، بكيفية تحول فندق “كراون بلازا”، الذي يقيم فيه وفد الهيئة العليا للمفاوضات، إلى محج يقصده جميع الصحافيين العرب والأجانب، إضافة إلى الدبلوماسيين، مقارنة بمكان إقامة وفد النظام، الذي بدا مرتبكاً في جنيف.

وربما يكون السبب في أداء المعارضة، الذي يجمع كثيرون أنه كان ناجحاً، ثلاثي الأبعاد: فمن جهة ظهرت مكونات الوفد المفاوض، بقيادته الجديدة، أكثر تفاهماً عن غيرها، وأكثر خبرة بعد تجارب الماضي. ثم ظهر كأن فئة البيروقراطيين السوريين المنشقين عن النظام، الذي رافقوا وفد المعارضة، أدّت دوراً هاماً في تقديم النصائح من خلفية معرفتها الدقيقة بآليات تفكير وعمل النظام والمتحدثين باسمه. وأخيراً، غالبية الظنّ أن التنسيق المسبق بين أعضاء الوفد المفاوض، قبل توجههم إلى سويسرا، وما قيل عن ورش عمل ضيقة نظموها قبل الذهاب إلى جنيف، والاتفاق على حصر الناطقين باسم المعارضة بعدد قليل من الأشخاص لتجنب التضارب والفوضى والتناقض، أدت مفعولها في كيفية التواصل مع الإعلاميين.

وتدارك الوفد المعارض الانطباع الأول الذي ظهر بسلوك رئيسه نصر الحريري، إثر اللقاء الأول الذي جمعه مع المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، بخروجه من مقر الأمم المتحدة بطريقة أوحت بالغضب، ومن دون إقامة أي مؤتمر صحافي. وعلمت “العربي الجديد” من مصادر داخل المعارضة السورية، أنه بعد هذه الواقعة تم التوافق سريعاً على استراتيجية جديدة، سواء مع المبعوث الأممي أو حتى إزاء الدول الداعمة للمعارضة ومبعوثيها المنتشرين في أروقة الفندق. وبحسب الاستراتيجية الجديدة، فقد تم التوافق على إفساح الفرصة للمبعوث وللدول الداعمة لبذل جهودها، والابتعاد عن الردود الانفعالية غير المدروسة التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية، فكان القرار يقوم على وصف جميع اللقاءات بأنها “لقاءات إيجابية” من دون الخوض في التفاصيل، واعتماد لغة مهادنة مع الجميع، باستثناء إيران والنظام، وتجنب المهاترات الجانبية، فيما بدت استراتيجية ذكية أربكت وفد نظام بشار الأسد، ورئيسه بشار الجعفري، الذي استمر بخطابه الهستيري والعنيف، الذي لا يوحي بالقوة أو الحزم بقدر ما يوحي بالضعف والارتباك، الأمر الذي بدا واضحاً، في وقت لاحق، بعد أن اعتذر الجعفري عن ثلاثة مؤتمرات صحافية متتالية في مبنى الأمم المتحدة.

كما تم التوافق أيضاً على إدارة المفاوضات بسرية من دون منح حتى مبعوثي الدول الداعمة إلا بعض التفاصيل عن الاجتماعات، بما يتناسب مع خطط المعارضة، كي لا تعمد هذه الدول إلى اتخاذ إجراءات ضمن حساباتها الخاصة، قد تؤدي إلى الضرر باستراتيجيات المعارضة. ومع أن الإعلاميين الموالين للنظام تجنبوا القدوم إلى “كراون بلازا”، إلا أن رئيس الوفد المعارض، نصر الحريري، كان أكثر إيجابية في التعامل معهم. وعلى عكس أداء المعارضة في الجولات السابقة في جنيف أو أستانة، لم يكن مزاج المعارضين عدائياً ضد الإعلام الموالي. وأكثر من ذلك، ابتعد عن الاستراتيجيات السياسية الخائبة، بتقديم التطمينات التي لا توحي للطرف الآخر إلا بفداحة التهديد. وكانت توجيهات نصر الحريري، ومن خلفه الوفد المعارض، واضحة بالسماح للصحافيين الموالين للنظام بطرح الأسئلة، التي قوبلت بخطاب وطني سوري يدعو “للانتقال السياسي لتحقيق السلام وإنهاء الحرب التي أرهقت الجميع”، انطلاقاً من أن المعارضة هي “أم الصبي” لناحية محاربة الإرهاب متعدد المنابع، أكان “داعشياً” أم إيرانياً أو أسدياً. ورغم أن البعض من أوساط المعارضة لم يعجب كثيراً بالعاطفة التي قابل بها الحريري سؤال صحافي موال للنظام، الأربعاء الماضي، إلا أن الحريري نجح خلال رده، ربما، بخط خطاب سياسي مختلف تمكن من قلب الطاولة على النظام، فقدم معارضة منهمكة بالبحث عن مصلحة الشعب السوري كله، وبالتركيز على رؤية المستقبل ما بعد الحرب وخطط الإعمار، بدل أسطوانة الإرهاب التي لا يكل منها النظام الذي يمارس إرهاب دولة أنهك جميع السوريين.

وفي رده على ادعاء الإعلامي الموالي بوجود نوايا للمعارضة للضغط لإخراج “جبهة النصرة” من قائمة التنظيمات الإرهابية، قال الحريري “لو كنا نستطيع تغيير قرارات مجلس الأمن، لكننا وضعنا على لائحة الإرهاب، إضافة إلى تنظيم القاعدة ومن ينتمي إليه، العديد من المليشيات الإرهابية التي تقاتل في سورية، وعلى رأسها إرهاب الدولة، إرهاب بشار الأسد، الذي قتل حتى هذه اللحظة أكثر من 400 ألف بحسب الأمم المتحدة. لكن أنا وأنت سنعود إلى سورية، فكيف ستشرح لزوجتك لماذا قتل مليون سوري على يد إرهاب بشار الأسد والمليشيات الإيرانية التي تقاتل تحت عبارات طائفية وأسماء طائفية وعلى يد داعش والقاعدة وكل من شابههم؟ فإذا كان هناك رئيس يفكر بمصير شعبه ليترك حرية الانتقال (السياسي) لهذا الشعب، وسترى أنه لن يكون هناك وجود لأي شخص لا ينتمي للأجندة الوطنية… توقعت أن تسألني عن الانتقال السياسي وخططنا لمستقبل سورية، ولكن للأسف تسألون دائماً عن الإرهاب”.

ولعب البيروقراطيون المنشقون، الذين رافقوا الوفد، دورهم من الصفوف الخلفية، من دون محاولة لعب دور سياسي ظاهر. وبعد انتهاء كل اجتماع سياسي بين مختلف الأطراف في وفد الهيئة العليا للمفاوضات، كانت تحصل لقاءات جانبية بين الوفد المفاوض والبيروقراطيين، الذين كانوا يقومون بتقديم اقتراحاتهم وآرائهم، ليبقى القرار النهائي للساسة. غير أن ضعفاً إعلامياً ظهر في قلة استثمار الكثير من الأحداث الهامة التي رافقت الجولة بما فيه الكفاية، سواء “الفيتو” الروسي على قرار العقوبات على النظام لاستخدامه السلاح الكيماوي، أو حصول الفيلم الوثائقي “الخوذ البيضاء” على جائزة الأوسكار، بينما تبقى حسابات الوفد المعارض على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء “تويتر” أو “فيسبوك”، خاملة، وأحياناً بإدارة ذاتية من دون وجود مكاتب تشرف عليها، رغم الأهمية الكبيرة التي بدأت تكتسبها وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، كوسيلة تؤمن للسياسي إيصال رسالته بشكل سريع مع تجنب أسئلة الصحافيين.

 

النظام ينتزع ملف “مكافحة الإرهاب” من “جنيف-4

أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الجمعة، التوصل إلى جدول أعمال “واضح” مؤلف من 4 عناوين، في ختام جولة المفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف، على أن يدعو إلى جولة جديدة هذا الشهر.

 

دي ميستورا، وبعد لقاءات جمعته بوفد الحكومة السورية ووفود المعارضة الثلاثة، قال إن المحادثات توصلت إلى”جدول أعمال واضح”، مشيراً إلى انه يتضمن “أربعة عناوين” هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب، سيتم بحثها “في شكل متواز” في الجولة المقبلة.

 

وهذا أول اعتراف رسمي من الأمم المتحدة، والأطراف المشاركة في المفاوضات، بقبول إدراج ملف “مكافحة الإرهاب” كبند رابع إلى السلال التي أعلنها دي ميستورا لخطة المفاوضات.

 

وأوضح المبعوث الأممي أن موضوع مكافحة الإرهاب تمت إضافته بطلب من الحكومة السورية، وإن المفاوضات في جنيف ستتناول “استراتيجية مكافحة الإرهاب”، في حين ستركز محادثات استانة المرتقبة على مكافحة الإرهاب “في شكل عملي”، انطلاقاً من وقف إطلاق النار. وأشار دي ميستورا إلى أنه يعتزم دعوة الأطراف السوريين إلى جولة خامسة في جنيف خلال شهر آذار/مارس الجاري.

 

من جهته، قال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السوري، نصر الحريري، بعد إعلانه انتهاء المفاوضات، إنه “رغم إننا نعود بدون نتائج واضحة في يدينا لكن أقول ان هذه المرة كانت إيجابية أكثر” من السابق. وأضاف “هذه المرة الأولى التي ندخل فيها بعمق مقبول لنقاش مستقبل سوريا، لنقاش الانتقال السياسي في سوريا”.

 

دي ميستورا يغفل ذكر الانتقال السياسي كحل الصراع السوري

جنيف – مع اقتراب نهاية مباحثات جنيف 4، قدّم المبعوث الأممي الخاص ستيفان دي ميستورا الجمعة مقترحات جديدة للأطراف السورية المشاركة فيها، تتضمن 12 مادّة بينها مقترح “إدارة ذاتية”، مع إغفال مسألة الانتقال السياسي، التي تصر المعارضة على إدراجها كبند رئيسي في المباحثات مع النظام.

 

وتتضمن المقترحات الجديدة، أفكارا وآراء حول المحادثات الجارية منذ الخميس الماضي، في مدينة جنيف بسويسرا.

 

وورد في وثيقة المقترحات أن “الشعب السوري فقط هو الجهة المخولة بتقرير مستقبل البلاد، واختيار نظامها السياسي والاقتصادي، والاجتماعي، بطريقة بعيدة عن الضغوط الخارجية، ومن خلال الوسائل الديمقراطية وصناديق الاقتراع”.

 

وأكّد المبعوث الأممي في وثيقته “حماية مبدأ المواطنة في سوريا، والتعددية السياسية، وسيادة القانون، والفصل بين السلطات، واستقلال القضاء، والوحدة الوطنية، والاعتراف بالتنوع الثقافي للمجتمع السوري”، مشددا على أن “الدولة السورية لن تكون طائفية، بل ديمقراطية تستند إلى أسس ومبادئ الإدارة الشاملة والخاضعة للمساءلة”.

 

ولم يقدم دي ميستورا، هذه المرة، أي إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الصادر بتاريخ 18 ديسمبر 2015 والمتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية، والذي طالما شكّل مظلة لمحادثات جنيف والمباحثات بين أطراف الأزمة.

 

ويطالب القرار رقم 2254 جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن شن أي هجمات ضد أهداف مدنية، ويحث جميع الدول الأعضاء (في مجلس الأمن) على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار، ويطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية أوائل يناير 2016، باستثناء تنظيمي داعش والنصرة، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، في غضون 18 شهرا، بهدف إجراء تحول سياسي.

 

ورأت مصادر مشاركة في المحادثات أن عدم تضمين الوثيقة مسائل من قبيل المرحلة الانتقالية وإعداد دستور جديد، يندرج في إطار رؤية دي ميستورا لـ “الخروج عن أرضية قرارات مجلس الأمن”.

 

كما قدّم المبعوث الأممي في وثيقته مقاربة جديدة تقترح بحث مسائل التفاوض الثلاث (الحوكمة، الدستور، الانتخابات) بشكل متزامن، في وقت كان قرار مجلس الأمن ينص على تشكيل حكومة انتقالية أولا، تقوم لاحقا بتولي بحث مسألتي الدستور والانتخابات.

 

ووردت في الوثيقة عبارة أن الدولة السورية هي “دولة ملتزمة بالحفاظ على الوحدة الوطنية، والتمثيل العادل للمكونات المحلية، وممارسة الإدارة الذاتية على مستوى البلاد والمنطقة والمستوى المحلي”.

 

ومع ذلك، فإن الوثيقة لا تشرح المقصود بعبارة “المكونات المحلية”، فيما استخدمت عبارة “الإدارة الذاتية على المستوى المحلي”، بدلا من عبارة “الإدارة الذاتية”. وفي أواخر يناير، اقترحت روسيا مشروع دستور جديد لسوريا، يسقط كلمة “العربية” من اسم سوريا، ويجعل تغيير حدود الدولة ممكنا عبر استفتاء عام.

 

معارك بدمشق وضحايا لغارات بحماة وحمص وإدلب  

تجددت المواجهات بين المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري في محيط العاصمة دمشق، كما ارتفع عدد القتلى في حي الوعر بحمص إلى أربعة إثر الغارات الجوية، بينما سقط 17 قتيلا في غارات روسية بريفي حماة وإدلب.

وقال مراسل الجزيرة إن النظام يقصف أحياء تشرين وبرزة والقابون شمال شرقي دمشق بدعم من حزب الله اللبناني، ويحاول اقتحامها بشكل عنيف، مما أسفر عن دمار بمنازل المدنيين وحركة نزوح في صفوف الأهالي.

 

كما واصلت طائرات النظام والمدفعية قصفها على حي الوعر المحاصر بحمص، مما أدى إلى سقوط أربعة قتلى و37 جريحا من المدنيين.

 

وأكد مراسل الجزيرة جلال سليمان أن الطائرات استهدفت الأحياء السكنية والملاجئ التي يتحصن فيها المدنيون، حيث يواصل النظام منذ نحو أسبوع التصعيد والضغط على سكان الحي لإخراج مقاتلي المعارضة المسلحة من آخر المناطق التي يتحصنون فيها بمدينة حمص.

 

وقال مراسل الجزيرة إن سبعة مدنيين قتلوا وأصيب آخرون بجروح جراء غارات شنها الطيران الروسي على الأحياء السكنية في بلدة الدانا التي تسيطر عليها المعارضة بريف إدلب، مضيفا أن عددا من المصابين ما زالوا عالقين تحت الأنقاض حيث تستمر عمليات الدفاع المدني لإنقاذهم.

 

وفي سياق متصل، قال مراسل الجزيرة إن قصفا آخر للطيران الروسي استهدف سوقا لبيع الماشية في بلدة عقيربات بريف حماة الشرقي، مما أدى إلى مقتل عشرة مدنيين وإصابة آخرين.

كما طال القصف الروسي حي الراشدين وجمعية الصحفيين غربي حلب، وبلدتي حيان وعنجارة بريفها الشمالي، والمنصورة وبشنطرة بريفها الغربي.

 

معارك

وقالت هيئة تحرير الشام إنها صدت هجوما للنظام والمليشيات الإيرانية على جبهات الراشدين الشمالية وجبل معارة وشويحنة والجزيرة غربي مدينة حلب، وقتلت وأسرت عددا من العناصر.

 

من جهة أخرى، قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية إن التنظيم قتل عناصر تابعين لقوات سوريا الديمقراطية، وذلك في هجوم شنه على قرية “السويدية كبيرة” بالقرب من سد الفرات بريف الرقة الغربي.

 

وأفادت مصادر للجزيرة أن طائرات التحالف الدولي استهدفت مواقع لتنظيم الدولة في مدينة الطبقة وطريق الرقة حلب الدولي ومطار الطبقة العسكري في ريف الرقة الغربي، دون معرفة حجم الخسائر البشرية أو المادية جراء هذا القصف الذي جاء بالتزامن مع معارك بين تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية.

 

وقال مصدر عسكري بقوات النظام إن تلك القوات تقدمت مسافة ستة كيلومترات شرق مدينة تدمر، وبدأت عملية قصف تمهيدي على منطقة الصوامع آخر المواقع التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

تفاؤل محدود للمعارضة والنظام بختام مفاوضات جنيف  

اعتبر رئيس وفد النظام السوري إلى مفاوضات جنيف بشار الجعفري أن أهم إنجاز لـ مفاوضات جنيف هو الاتفاق على جدول أعمال، مؤكدا أنه تم تركيز النقاش على موضوع الإرهاب. بينما قال رئيس وفد المعارضة نصر الحريري إنهم قبلوا مبدئيا ورقة قدمها المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا.

ومع اختتام جولة المفاوضات، قال الجعفري للصحفيين اليوم السبت إن أهم إنجاز تحقق هذه المرة هو الاتفاق على جدول أعمال عقلاني مؤلف من أربع نقاط، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة “الإرهاب”.

 

وأضاف الجعفري: “النقطة الأخيرة (الإرهاب) تم إدراجها بناء على طلبنا وحظيت بدعم من كل الأطراف المشاركة باستثناء وفد الرياض (الهيئة العليا للمفاوضات). الموضوع الذي ركزنا عليه بنسبة 80% هو مكافحة الإرهاب، لم ننه النقاش حوله، سنستمر في إشباع الموضوع في المحادثات لاحقا”.

 

وتابع أن النظام يريد وفدا موحدا للمعارضة، وقال “المطلوب أن يكون لدينا شريك وطني وليس قطريا أو سعوديا أو فرنسيا أو تركيا”.

 

في المقابل، قال الحريري للصحفيين إن دي ميستورا اقترح ورقة تضم 12 بندا بشأن المبادئ الأساسية العامة، وهي خاصة بالفترة الانتقالية ومستقبل سوريا، مضيفا “هذه البنود بشكل عام مقبولة بصفة مبدئية”.

وأضاف الحريري أن مفاوضات جنيف انتهت دون نتائج واضحة، لكنها بحثت قضايا متعلقة بـ الانتقال السياسي بقدر مقبول من التعمق للمرة الأولى.

 

وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط إن “الأولوية للانتقال السياسي. الإرهاب عندما يطرحه النظام فهي مماطلة، ونحن الذين نحارب إرهاب داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وبراميل النظام والمليشيات الأجنبية الإرهابية”.

 

وفي مؤتمر صحفي مساء الجمعة، أعلن دي ميستورا أنه يعتزم دعوة الأطراف السورية إلى جولة خامسة في مارس/آذار الجاري، مضيفا “أعتقد أن أمامنا الآن جدول أعمال واضحا” يتضمن أربعة عناوين وسيتم بحثها بشكل متواز، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة “الإرهاب”.

 

ومن المفترض أن تعقد جولة ثالثة من محادثات أستانا برعاية روسية تركية إيرانية، بين النظام السوري وفصائل المعارضة في وقت قريب لتثبيت وقف إطلاق النار الساري برغم الخروقات منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

حي تشرين الدمشقي.. صمود بوجه وحشية النظام  

سلافة جبور-دمشق

 

لم تترك صواريخ وطائرات النظام السوري خياراً لـ أبو صلاح وعائلته سوى النزوح من حي تشرين الدمشقي إلى حي برزة هربا من الموت المحتّم.

 

ورغم ألمه لدمار كامل ممتلكاته من منزل ومحل لبيع العطورات، لا يتوقف الرجل خلال حديثه للجزيرة نت عن حمد الله على سلامته وسلامة زوجته وأطفاله الثلاثة، وشكر من استضافوه في منزلهم.

ويتخوف أبو صلاح من الأيام القادمة، لا سيما بعد أن اضطر للنزوح للمرة الثانية خلال سنوات الحرب، ما كرس لديه القلق من مصير مجهول.

 

حال أسرة أبو صلاح وأسرته كحال آلاف العائلات التي كانت تقطن حي تشرين شرق العاصمة دمشق، والتي اضطرها تصعيد النظام غير المسبوق إلى الهرب بحثا عن أمان محتمل في أحياء مجاورة لم يطلها القصف بعد.

 

ففي الـ 18 من فبراير/شباط الماضي استيقظ سكان الحي على عشرات الصواريخ والقذائف تنهال عليهم بشكل مفاجئ، لتبدأ رحلة تشردهم ونزوحهم من جديد.

 

ويتبع حي تشرين الواقع بين أحياء القابون وبرزة وحرستا الغربية، إداريا حي القابون، وكان يتميز بالكثافة الكبيرة لسكانه، وعشوائية وفقر حال منازله.

 

ومع خروج كامل المنطقة عن سيطرة قوات النظام أواخر عام 2012، تعرضت لحملة عسكرية عنيفة انتهت باتفاق للتهدئة بداية عام 2014.

 

وتحول الحي إلى مأوى لنحو 35 ألف نسمة، معظمهم من النازحين من مناطق أخرى مشتعلة في ريف العاصمة، وذلك وفق تقديرات ناشطين داخل الحي.

 

وسمحت التهدئة النسبية في المنطقة لأهالي الحي بجمع بعض ما تركته الحرب لهم، فعملوا في مهن بسيطة كالحدادة والمطاعم الشعبية والمحال الصغيرة، لتأمين قوت عائلاتهم وأطفالهم، رغم الحصار الجزئي المفروض عليهم. لكن الهدنة أبت أن تستمر، وعادت الحرب بأبشع صورها.

 

ويقول الناشط الإعلامي ستار الدمشقي للجزيرة نت إن مئات الصواريخ والقذائف سقطت على هذا الفقير خلال الأسبوعين الماضيين مخلفة 32 قتيلا وتسعين مصابا من المدنيين إضافة لدمار أكثر من ثلاثة أرباع ممتلكات ومنازل السكان، مما دفع معظمهم للنزوح باتجاه أحياء برزة والقابون وحتى غوطة دمشق الشرقية.

 

ويؤكد الدمشقي تعمد النظام استهداف الأحياء السكنية والسوق الشعبية بغارات الطيران وراجمات الصواريخ “حيث لم تسجل حتى الآن أي حالة إصابة أو وفاة لمقاتلي المعارضة أثناء القصف”.

واستكمل النظام حملته العسكرية باشتباكات لمحاولة اقتحام الحي من جهة بساتين برزة، لكن تصدي المقاتلين وأبناء الحي له حال دون ذلك حتى الآن.

 

وينوّه الناشط الإعلامي لأهمية حي تشرين الإستراتيجية، حيث يشكل نقطة وصل بين أحياء برزة والقابون وحرستا الغربية، وهو ما يفسر محاولات النظام الحثيثة لفصل هذه المناطق عن بعضها عن طريق بسط السيطرة على حي تشرين ومن ثم مهاجمة كل حي على حدة.

 

ويرى الدمشقي أن القصف المكثف الذي تتعرض له المنطقة لا يستهدف مقاتلي المعارضة بشكل مباشر، وإنما يسعى النظام عن طريقه لتدمير أكبر قدر ممكن من الأبنية، مما قد يساعده في إحباط معنويات معارضيه بحرمانهم من منازلهم وممتلكاتهم.

 

غير أن مقاتلي الحي -وفق الدمشقي- ما زالوا مصرّين على البقاء في أرضهم التي ولدوا وترعرعوا فيها، ويستعدون لمواجهة مصيرهم المشترك والدفاع عن أنفسهم حتى الرمق الأخير.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

جنيف 4.. غلة من أربع سلال  

تمكنت الأطراف التي شاركت في الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف بشأن الأزمة السورية -بعد محادثات وصفت بالصعبة- من التوصل إلى اتفاق على جدول أعمال يتكون من أربع “سلال”، تشمل بند مكافحة الإرهاب الذي طالب به وفد النظام السوري. في المقابل أكدت المعارضة السورية أنها المرة الأولى التي يناقش فيها مستقبل الانتقال السياسي في البلاد بشكل معمق.

 

وبدأت الجولة الرابعة من المفاوضات برعاية الأمم المتحدة يوم 23 فبراير/شباط 2017 في مقر المنظمة الأممية بمدينة جنيف السويسرية، وانتهت يوم 3 مارس/آذار 2017، وحضرها وفدا النظام والمعارضة السوريين.

وجاءت جنيف 4 عقب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا أواخر ديسمبر/كانون الأول 2016، وجولتين من المفاوضات بين النظام والمعارضة المسلحة في أستانا برعاية روسيا وتركيا بصفتهما ضامنتين.

 

وتحدث المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا في مؤتمر صحفي عن محادثات مكثفة في جنيف واجهتها صعوبات، لكنه أشار إلى أنه تم تحقيق بعض التقدم مقارنة بالجولات السابقة، مما دفعه للتفكير بدعوة وفدي النظام والمعارضة لجولة جديدة من المفاوضات.

 

وبحسب رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري، فإنها المرة الأولى التي يناقَش فيها مستقبل الانتقال السياسي في سوريا بشكل معمق، رغم عودة الوفد دون نتائج ملموسة من الجولة الرابعة.

 

وتتمثل السلال الأربع التي كشف عنها دي ميستورا في  المؤتمر الختامي لجنيف 4 فيما يأتي:

 

– السلة الأولى: القضايا الخاصة بإنشاء حكم غير طائفي يضم الجميع، مع الأمل في الاتفاق على ذلك خلال ستة أشهر.

 

– السلة الثانية: القضايا المتعلقة بوضع جدول زمني لمسودة دستور جديد، مع الأمل في أن تتحقق في ستة أشهر.

 

– السلة الثالثة: كل ما يتعلق بإجراء انتخابات حرة ونزيهة بعد وضع دستور، وذلك خلال 18 شهرا، تحت إشراف الأمم المتحدة، وتشمل السوريين خارج بلادهم.

 

– السلة الرابعة: إستراتيجية مكافحة الإرهاب والحوكمة الأمنية، وبناء إجراءات للثقة المتوسطة الأمد.

الانتقال السياسي

وهدفت مفاوضات جنيف -بحسب المبعوث الدولي- إلى تنفيذ القرار الدولي 2254 الذي يحدد عملية انتقال سياسي تتضمن صياغة دستور جديد لسوريا، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، ونظام حكم يتسم بالشفافية ويخضع للمساءلة.

 

وقال دي ميستورا إنه يتوقع أن تمضي الأطراف المتفاوضة في وضع اتفاق إطاري يفضي إلى تنفيذ القرار الدولي المذكور.

 

وظل وفد النظام السوري في كل مرة يتمسك بإدراج بند محاربة الإرهاب في جدول الأعمال، دون الخوض في جوهر العملية السياسية، مستفيدا من موقف داعميه روسيا وإيران، في حين تصرّ المعارضة على أن يكون الانتقال السياسي في صدارة الأولويات.

 

وبحسب رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري، فإن المعارضة ركزت على مسألة الانتقال السياسي لكونه “أهم أهداف وطموحات الشعب السوري الذي بذل من أجله ثمنا غاليا ونفيسا”، و”هو المفتاح الذي يمكن أن يوصلنا إلى سوريا آمنة ومستقرة، وهو الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله مكافحة الإرهاب في سوريا والمنطقة”.

 

وأكد الحريري في تصريحات سابقة أن النظام وافق على بحث الانتقال السياسي بضغط روسي، مع العلم أن وفد الهيئة العليا للمفاوضات التقى على هامش مفاوضات جنيف غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، حيث طالب الوفد روسيا بفرض قبول العملية السياسية على النظام.

 

وقال يحيى قضماني نائب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة، إن لقاء غاتيلوف كان صريحا، وإنهم وضعوا الروس أمام مسؤولياتهم بشأن عدة قضايا، أهمها دعمهم لمؤتمر جنيف، وتأكيدهم على عملية الانتقال السياسي.

وفي ما يتعلق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان دائما نقطة خلاف بين الأطراف السورية، قالت عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف بسمة قضماني لوكالة الصحافة الفرنسية إن المرحلة الانتقالية “تعني انتقال السلطات إلى هيئة الحكم الانتقالي، وفي تلك اللحظة ليس هناك دور لبشار الأسد”.

 

يشار إلى أن الثورة السورية انطلقت من احتجاجات شعبية عفوية سلمية في مناطق سورية عام 2011، تطالب بالحرية والكرامة ووضع حد للقمع والفساد والدكتاتورية، وسرعان ما عمت معظم مناطق البلاد.

 

وقمع نظام الرئيس بشار الأسد بالسلاح المظاهرات السلمية، فسقط مئات الآلاف من الضحايا، وتشرد الملايين نزوحا في الداخل السوري ولجوءا في مختلف بقاع العالم، وتحولت سوريا إلى أزمة دولية وساحة للصراع بين القوى الإقليمية والدولية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

سوريا.. احتدام صراع متعدد الأطراف على منبج

دبي – قناة العربية

يحتدم الصراع متعدد الأطراف على مدينة #منبج شمال سوريا، وأفاد المرصد السوري بتجدد الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات درع الفرات المدعومة من تركيا.

وتركزت المعارك في منطقة جب الحمير، في ريف منبج الغربي بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث تمكنت خلالها #قوات_سوريا_الديمقراطية من تحقيق تقدم في المنطقة مع ارتفاع وتيرة التوتر في المنطقة القريبة من الحدود مع #تركيا والتي تتواجد فيها قوات أميركية.

ومن داخل آليات عسكرية من طراز هامفي يراقب الجنود الأميركيون المعارك الدائرة بين حلفائهم في مدينة منبج شمال سوريا.

وكان يعتقد أن الدوريات الأميركية المنتشرة في محيط منبج ستقطع الطريق أمام أي مواجهة محتملة بين قوات #درع_الفرات المدعومة من أنقرة وأكراد ممثلين بقوات سوريا الديمقراطية المدعومين من واشنطن.

شاهد أيضاً: درع الفرات على مشارف منبج

لكن ذلك لم يحدث، واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين على بعد 10 كلم من مناطق انتشار القوات الأميركية.

ووصل الصراع على منبج إلى ذروته عندما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التوصل لاتفاق مع #روسيا لتسليم هذه المنطقة إلى قوات النظام السوري، وذلك لعزل مناطقها عن المناطق التي تسيطر عليها القوات المدعومة من تركيا.

لكن المتحدث باسم البنتاغون نفى أن تكون واشنطن على علم به أو جزءاً منه، مشيراً إلى أن موسكو أبلغت #التحالف فقط بشأن تحرك قوافل تحمل مساعدات إنسانية ومصحوبة بعربات عسكرية روسية إلى منبج من خلال الخط المخصص لتفادي الاشتباك.

ومع ارتفاع وتيرة التوتر في المنطقة، استقدمت تركيا تعزيزات عسكرية تضمنت دبابات وناقلات أفراد مدرعة قرب الحدود مع سوريا.

 

الجعفري: نريد التفاوض مع وفد موحد للمعارضة في جنيف

دبي – قناة العربية

كشف رئيس وفد #النظام_السوري إلى #جنيف بشار الجعفري، أن مكافحة #الإرهاب أصبحت بنداً على جدول أعمال المحادثات التي اختتمت جولتها الرابعة السبت.

وقال الجعفري، في مؤتمر صحافي، إن وفد النظام اقترح #تعديلات على #مقترحات المبعوث الأممي ستيفان #دي_ميستورا ، معلناً أن الوفد أبلغ دي ميستورا بموافقته على جدول أعمال الجولة القادمة من محادثات جنيف، مضيفاً أن النظام يريد التفاوض مع وفد موحد للمعارضة.

 

نزوح آلاف المدنيين مع تقدم قوات النظام شمال سوريا

بيروت – فرانس برس

نزح عشرات آلاف المدنيين منذ أسبوع مع تقدم #قوات_النظام على حساب تنظيم #داعش في ريف #حلب الشرقي بشمال #سوريا، هرباً من كثافة #القصف_المدفعي و #غارات النظام وروسيا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس: “نزح أكثر من 30 ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، من ريف حلب الشرقي منذ السبت الماضي مع سيطرة قوات النظام على قرى بأيدي الإرهابيين، جراء القصف المدفعي وغارات النظام وروسيا الكثيفة المواكبة للهجوم”.

وتوجه معظم النازحين، بحسب المرصد، إلى مناطق مدينة #منبج وريفها الواقعة تحت سيطرة قوات #سوريا_الديموقراطية.

وتشن قوات النظام، بدعم روسي، هجوماً في ريف حلب الشرقي منذ منتصف كانون الثاني/يناير وتمكنت من السيطرة على أكثر من 90 قرية وبلدة تحت سيطرة “داعش” في ريف حلب الشرقي.

ومني المتطرفون بخسارة ميدانية بارزة قبل أكثر من أسبوع مع طردهم من مدينة #الباب، أبرز معاقلهم في محافظة حلب، والتي سيطرت عليها القوات التركية والفصائل المعارضة القريبة منها في حملة ” #درع_الفرات ” التي بدأت في آب/أغسطس الماضي.

ورغم خسائره، لا يزال التنظيم يحتفظ بسيطرته على مساحات واسعة في ريف حلب الشرقي.

وأوضح عبد الرحمن أن المناطق التي يسيطر عليها “داعش” عبارة بغالبيتها عن قرى وبلدات صغيرة وأراض فارغة، ومن أبرزها بلدتا دير حافر والخفسة.

وتضم بلدة الخفسة، الواقعة غرب نهر الفرات، محطة لضخ المياه تغذي بشكل رئيسي مدينة حلب التي تعاني منذ نحو 50 يوماً من انقطاع المياه جراء تحكم التنظيم بالمضخة، وفق المرصد.

ويخوض الإرهابيون في ريف حلب الشرقي حالياً #معارك على ثلاث جبهات، ضد قوات النظام وحلفائها، وضد قوات سوريا الديموقراطية التي تسيطر على مدينة منبج وريفها، وكذلك ضد قوات “درع الفرات” الموجودة في مدينة الباب ومحيطها.

واندلعت، منذ الأربعاء، معارك عنيفة بين سوريا الديموقراطية ودرع الفرات، التي تحاول التقدم من الباب إلى منبج، في إطار هجومها الهادف للوصول إلى #الرقة (شمال)، أبرز معقل لـ”داعش” في سوريا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى