أحداث السبت 04 تموز 2015
13 فصيلاً يطلقون معركة تحرير حلب وريفها
لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –
حقق مقاتلو المعارضة تقدماً في حلب بعد يوم على تشكيل تحالف من 13 فصيلاً للسيطرة على كامل المدينة فيما توغل «جيش الفتح» من شمال البلاد الى وسطها بالتزامن مع ارسال الجيش التركي آليات وجنود الى الحدود مع سورية.
وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن مقاتلي «غرفة عمليات فتح حلب سيطروا على مبنى البحوث العلمية المجاور لحي الراشدين وحلب الجديدة في مدينة حلب»، بعد احكام قبضتهم على القسم الشمالي لحي الراشدين المتاخم لموقع البحوث العلمية، قوبل ذلك بتكثيف الطيران السوري غاراته على حلب.
وتقع حلب على بعد 50 كيلومتراً إلى الجنوب من الحدود مع تركيا. وتنقسم إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تحت سيطرة المعارضة منذ 2012. وحلب مهمة بالنسبة للنظام وفقدانه السيطرة عليها سيزيد من تقسيم فعلي لسورية بين مناطق غربية لا تزال تحت سيطرته وبقية البلاد التي يسيطر عليها عدد كبير من الجماعات المقاتلة.
وأعلنت الفصائل الخميس اطلاق «غرفة عمليات انصار الشريعة» بهدف «تحرير مدينة حلب وريفها». وقال كريم عبيد من «مركز حلب الإعلامي» ان «الهجوم بدأ باستهداف نقاط تمركز قوات النظام في كتيبة الدفاع (مقر الاستخبارات) بصواريخ محلية الصنع، قبل التسلل الى داخل الكتيبة وخوضهم اشتباكات عنيفة»، لافتاً الى ان «اهمية هذا الحي انه يضم كتيبة للدفاع للجوي وكتيبة مدفعية تتولى القصف باستمرار على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة وقرى وبلدات ريف حلب الشمالي والغربي». وأوضح ان السيطرة على الحي من شأنها ان «تؤمن الطريق الدولي الواصل بين حلب ومدينة غازي عنتاب التركية».
وتستخدم فصائل المعارضة هذا الطريق للتنقل وللإمداد من تركيا الى مناطق سيطرتها في ريف حلب وفي القسم الشرقي من المدينة. كما ان السيطرة على الحي تضع الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام في مرمى نيران المعارضة.
وأعلن «جيش الفتح»، الذي هزم قوات النظام في محافظة ادلب، السيطرة الكاملة على بلدة الشريعة في سهل الغاب بريف حماة الغربي، وأن مقاتليه قصفوا قوات النظام في تل واسط والزيارة وجورين وزيزون في ريف حماة.
وقالت مصادر أمنية إن تركيا نشرت قوات إضافية وعتاداً على امتداد جزء من الحدود مع اشتداد حدة القتال شمال مدينة حلب شمال سورية، فيما اكد رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو ان بلاده لا تنوي شن عملية عسكرية بين ليلة وضحاها في سورية لحماية حدودها.
سياسياً، قالت مصادر لـ «الحياة» ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري طرح في زيارته الأخيرة إلى روسيا تشكيل «مجموعة اتصال» لتوفير مظلة للحل السياسي في سورية وجهود دي ميستورا لعقد مؤتمر «جنيف – ٣» قبل نهاية السنة.
تركيا تحشد نصف قواتها البرية قرب الحدود السورية
أنقرة – يوسف الشريف
تكثف أنقرة يومياً تعزيزاتها على الحدود السورية جنوباً تمهيداً لعملية عسكرية يُخطط لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي السورية. ودفع أردوغان بـ «أوثق معاونيه»، وهو وجدي غونول، لتولي حقيبة الدفاع، بعد فوز وزير الدفاع السابق عصمت يلماز برئاسة البرلمان في انتخابات الأسبوع الماضي.
وسبق لوجدي غونول أن استلم حقيبة الدفاع في حكومة أردوغان، وهو كاتم أسراره وأشد المقربين إليه. وأتى اختياره بالتنسيق مع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، الذي وافق على التعيين على رغم أن غونول ليس نائباً في البرلمان. ورأى مراقبون أن تعيين غونول يزيد الضغط على قائد الأركان الجنرال نجدت أوزال لتنفيذ خطة التوغل في الأراضي السورية التي تتطلب بنظر القيادة العسكرية وجود حكومة تتمتع بغالبية في البرلمان.
في غضون ذلك، أرسل الجيش إلى الحدود التركية – السورية فرقة من قوات النخبة مشكلة من جنود محترفين لا تتم الاستعانة بهم إلا في مهمات خاصة وصعبة. وتحشد تركيا حالياً نحو نصف قواتها البرية على طول الحدود مع سورية، لكن التركيز بدأ على المنطقة القريبة من جرابلس غرب نهر الفرات، وصولاً الى معبر كيليس، حيث يخطط الجيش لإقامة منطقة عازلة بطول 110 كيلومترات وعمق 30 كيلومتراً. ولا تزال أحزاب المعارضة ترفض هذا السيناريو وتتمنى أن يكون مجرد تحذير عسكري تركي لردع مسلحي «الكردستاني» أو «داعش» من دخول المنطقة التي تعتبر خطاً أحمر تركياً.
ورأى محللون عسكريون أتراك أن موازين القوى السياسية في أنقرة غير مهيأة بعد لهذه «المغامرة العسكرية»، وأن الأمر غير ملح طالما أن «داعش» أو «القوات الكردية» لم تعبر مارع غرباً ولم تقطع طرق الإمداد بين تركيا ومسلحي «جيش الفتح» و «النصرة» و «الجيش الحر» الذين يقاتلون في حلب وإدلب وجسر الشغور. لكن الجيش التركي قد يضطر للتدخل في حال تحرك الأكراد أو «داعش» للسيطرة على تلك المنطقة، لأن أنقرة لن تتخلى عن قوات المعارضة السورية التي تقاتل هناك، باعتبارها آخر أوراق القوة المتبقية بيدها في ما يتعلق بالملف السوري.
واعتبر المحللون أن التسريب المتعمد لأخبار وخطط العملية العسكرية، الهدف منه هو عملية «ردع» إعلامية لثني الأكراد أو «داعش» عن التقدم، ولئلا تضطر تركيا إلى تنفيذ تلك الخطوة بما لها من تداعيات إقليمية، خصوصاً مع تردد واشنطن في دعمها. لكن يبدو أن أردوغان مستفيد من جو قرع طبول الحرب في السياسة الداخلية، من أجل فرض شروطه على أي حكومة ائتلافية، بحجة أن البلاد تمر بـ «أجواء حرب».
ولم تمنع هذه الأجواء الرئيس التركي من مواصلة تأمين كل أسباب الرفاهية الشخصية له، إذ افتتح أمس، مسجداً عملاقاً بني داخل قصره الرئاسي الفخم والمثير للجدل في أنقرة.
وأطلق على المسجد الذي له أربع مآذن وتبلغ مساحته 5175 متراً مربعاً، اسم «مسجد شعب بيستيب»، وهو الحي الذي بني فيه مقر الرئاسة في ضواحي العاصمة.
وحضر الافتتاح داود أوغلو ووزير الأوقاف محمد غورماز وعدد من المسؤولين. وأوضح أردوغان أن المبنى كان نتيجة «دمج بين الهندستين المعماريتين العثمانية والسلجوقية»، تماماً كبقية أنحاء القصر.
ايران تربط إبرام اتفاق برفع أميركا العقوبات
فيينا، طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب –
تحدث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس، عن تحقيق «تقدّم كبير» في المفاوضات التي تجريها بلاده مع الدول الست المعنية بملفها النووي، لكنه ربط إبرام اتفاق نهائي برفع الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على طهران.
وفي خطوة لافتة، أرسل الرئيس الإيراني حسن روحاني مدير مكتبه محمد نهاونديان إلى فيينا، في «مهمة خاصة» للمشاركة في المفاوضات. جاء هذا القرار بعد ساعات على زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو طهران، ولقائه روحاني وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني. ولمّح أمانو إلى أن زيارته لم تحقّق اختراقاً في قضية «أبعاد عسكرية محتملة» للبرنامج النووي الإيراني، إذ أشار إلى «حاجة لمزيد من العمل». لكن مسؤولاً إيرانياً أعلن أن بلاده والوكالة الذرية «توصلتا إلى اتفاق لوضع جدول زمني لتسوية المسائل العالقة». (للمزيد)
ظريف الذي التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في فيينا أمس، تحدث عن «تحقيق تقدّم كبير» في المفاوضات، مستدركاً: «لكن تبقى مسائل فنية وبنود يجري صوغها، بحاجة إلى إرادة سياسية من الطرف الآخر».
وأشاد الوزير الإيراني بنظيره الأميركي، قائلاً: «جون رجل واقعي». وزاد: «الصفقة ستنجح أو تفشل، عندما تقرّر الولايات المتحدة رفع العقوبات أو إبقائها». وشدد على أن إيران «اتخذت قراراً استراتيجياً بالتعامل مع الدول الست لتسوية الملف النووي».
في الوقت ذاته، ذكّر عباس عراقجي، نائب ظريف، الدول الست بوجوب «احترام خطوط حمر» وضعتها طهران، وتابع: «من دون ذلك، لن نتوصل إلى اتفاق» نووي.
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن عضو في الوفد النووي الإيراني إن «أي جزء من اتفاق نهائي» محتمل، لن يكون «سرياً»، مؤكداً نشر «كل الوثائق والملاحق»، لكي «يطلع عليها الجميع». وذكّر بنشر «أطراف مفاوضين تفسيراً خاصاً، بدل نصوص مُتفَق عليها». ويشير بذلك إلى نشر واشنطن «ورقة حقائق» بعد إبرام إيران والدول الست اتفاق لوزان في نيسان (أبريل) الماضي، اعتبرت طهران أنها تتضمن مغالطات.
وأفادت «إرنا» بأن نهاونديان توجّه إلى فيينا في «مهمة خاصة»، حيث سيُجري «مشاورات» مع الوفد الإيراني. أما وكالة «فارس» فأفادت بأن نهاونديان «سينضم إلى الوفد الإيراني لتزويده بالاستشارة». ونشر نهاونديان على تطبيق «إنستغرام» صورة لطائرة، وطلب من الإيرانيين الدعاء له.
وكان مسؤول إيراني بارز في فيينا قال إن بلاده ستنضم إلى البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي، وستطبقه موقتاً في بداية تنفيذ اتفاق محتمل، ثم يصادق عليه مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني. ويتيح البروتوكول الإضافي لخبراء الوكالة الذرية إجراء عمليات تفتيش مفاجئة لمنشآت نووية.
ورجّح المسؤول أن توافق طهران أيضاً على نظام لـ «دخول مُنظَّم» إلى مواقع عسكرية يقتصر على حماية أسرار عسكرية وصناعية مشروعة. وذكر أن إيران تتوقع «إلغاء» العقوبات الدولية الرئيسة المفروضة عليها، علماً أن الغرب يتحدث عن تجميدها.
ونقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسي غربي بارز قوله: «نقترب من النهاية. إما أن نتوصل إلى اتفاق وإما لا. الأمر ما زال صعباً جداً».
إسلاميون يشنّون هجومين على حلب وتركيا تحشد تعزيزات على الحدود
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ، روسيا اليوم)
تتواصل المعارك في مدينة حلب في شمال سوريا بين قوات النظام ومجموعات غالبيتها العظمى اسلامية بينها “جبهة النصرة”، بعد هجومين استهدفا مركزين عسكريين استراتيجيين في غرب المدينة التي دمرتها سنوات طويلة من النزاع. ومع اشتداد القتال في حلب ، نشرت تركيا قوات إضافية وعتادا على امتداد جزء من حدودها مع سوريا، لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قال إنه لا خطط فورية لأي تدخل عسكري. ص10
ويشن تجمع من القوى العسكرية يضم “جبهة النصرة” وفصائل مقاتلة غالبيتها اسلامية منذ ليل الخميس هجوما على حي جمعية الزهراء الاستراتيجي في حلب، بينما بدأ تجمع آخر هجوما على مركز البحوث العلمية جنوب جمعية الزهراء. وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، عن تقدم للمقاتلين في المكانين.
وفي ريف دمشق، يشهد المدخل الشرقي لمدينة الزبداني اشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام يدعمها مقاتلو “حزب الله” ومسلحون.
وقال المرصد: “ارتفع إلى 56 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على مناطق في مدينة الزبداني ومحيطها، إضافة الى تنفيذ طائرات النظام الحربية 34 غارة على مناطق في المدينة وأطرافها ومحيطها، كما قصفت قوات النظام بقذائف عدة مناطق في الطريق لتي تصل بلدتي بيت سوى وحمورية بالغوطة الشرقية، مما أدى الى سقوط عدد من الجرحى”.
في غضون ذلك، قتل خطيب مسجد في مدينة التل بريف دمشق جراء انفجار عبوة تحت المنبر خلال صلاة الجمعة.
وأعلن التلفزيون السوري “استشهاد خطيب الجامع الكبير في مدينة التل في ريف دمشق الشيخ سلمان افندي جراء انفجار عبوة ناسفة وضعها ارهابيون تحت منبر المسجد بعد صلاة الجمعة”. وأكد المرصد حصول الحادث.
الى ذلك، أفاد المرصد السوري أن عشرة قتلى على الأقل سقطوا من أفراد “جبهة النصرة” في انفجار استهدف مسجدا في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا . وقال إن الانفجار حصل في مدينة أريحا بينما كان أفراد من “جبهة النصرة” مجتمعين في المسجد للإفطار.
موسكو
وفي ظل احتدام القتال، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان المبادرة الروسية في شأن تشكيل تحالف لمكافحة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) تخص جميع دول الإقليم، بما فيها سوريا جيشا ومعارضة مسلحة إلى الأكراد.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية اللوكسمبورجي جان أسلبورن في موسكو: “اقترح الرئيس الروسي على جميع دول المنطقة توحيد جهودها. وهذا يخص سوريا أيضا، والجيش السوري والمعارضة السورية، بما في ذلك المعارضة المسلحة التي تدعو إلى الحفاظ على سوريا دولة موحدة ذات سيادة وطابع علماني دون أي مظاهر تطرف تضمن حقوقا متساوية لمختلف المكونات الإثنية والطائفية”. وأضاف أن هذه المبادة تخص أيضا أكراد سوريا، ودولا أخرى بما فيها العراق وإيران وتركيا والسعودية. وشدد على أن “روسيا لا تحاول فرض مشاريع على أحد، لكنها ترى أن الخلافات والتناقضات الموجودة بين دول المنطقة تصرف اهتمامها عن المهمة الرئيسية المتمثلة في محاربة الإرهاب”. وخلص الى أن “تصفية الحسابات بين الدول ليست من الأمور ذات الأولوية ويمكن تأجيلها ما دام الوضع يقتضي توحيد جهود الجميع لمحاربة الإرهاب”.
ايران
وفي ما بدا انه استجابة ايرانية للمبادرة الروسية، قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في رسالة بالانكليزية وردت في موقع “يوتيوب” : “نحن جاهزون للتوصل الى اتفاق جيد ومتوازن لفتح آفاق جديدة لمواجهة التحديات المشتركة المهمة”. ورأى ان “التهديد المشترك اليوم هو تصاعد الخطر المستشري للتطرف والهمجية”.
هجوم لمقاتلي المعارضة على مركز عسكري استراتيجي في حلب اشتباكات في الزبداني وأكثر من 20 غارة و44 برميلاً
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)
شنت القوات السورية غارات جوية كثيفة أمس على مواقع مقاتلي المعارضة في مدينة حلب الشمالية وحولها، لصد هجوم كبير قاده الإسلاميون على مناطق في المدينة تخضع لسيطرة قوات الرئيس بشار الأسد.
هاجم تجمع جديد من القوى العسكرية يضم “جبهة النصرة” وفصائل مقاتلة على حي جمعية الزهراء الاستراتيجي في مدينة حلب بشمال سوريا ليل الخميس – الجمعة، وتمكن من السيطرة على نقاط عدة لقوات النظام، وإن يكن التلفزيون السوري الرسمي بث ان الجيش أحبط الهجوم. وكان الهجوم الأعنف لمقاتلي المعارضة في حلب منذ ثلاث سنوات، واستهدف تعزيز نجاحات حققتها أخيراً جماعات، بينها تنظيم “الدولة الإسلامية” ومقاتلون يدعمهم الخصوم الإقليميون للنظام.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقرا له: “شهدت مدينة حلب ليلة نارية جراء الاشتباكات والقصف المتبادل بين قوات النظام والفصائل لم تعرف لها مثيلا منذ دخول مقاتلي المعارضة اليها” صيف 2012.
وكان 13 فصيلاً أعلنت الخميس اطلاق “غرفة عمليات انصار الشريعة” من أجل “تحرير مدينة حلب وريفها”، ومن أبرز مكوناتها “جبهة النصرة” وفصائل مقاتلة، غالبيتها اسلامية بينها “حركة احرار الشام” و”جبهة انصار الدين” و”حركة مجاهدي الإسلام”.
وقال عبد الرحمن: “تمكنت فصائل “غرفة عمليات انصار الشريعة” من التقدم الى اطراف حي جمعية الزهراء حيث مقر فرع المخابرات الجوية، والسيطرة على مبان عدة” في غرب مدينة حلب، و”وقعت معارك عنيفة استمرت طوال الليل حتى ساعات الصباح بين مقاتلي الفصائل وقوات النظام مدعوما من حزب الله اللبناني ومسلحين عند اطراف الحي وعلى محوري الخالدية والاشرفية في شمال وشمال غرب حلب وعند خطوط التماس الفاصلة بين الاحياء الخاضعة لسيطرة النظام وتلك التي تسيطر عليها فصائل المعارضة”.
وأسفرت الاشتباكات بين الجانبين ليلاً، إضافة الى الغارات الجوية التي استهدفت مواقع الفصائل، عن سقوط 35 مقاتلاً معارضاً على الاقل، فيما قتل وجرح العشرات في صفوف قوات النظام من دون توافر حصيلة محددة.
وقتل تسعة مدنيين منذ الخميس جراء سقوط مئات القذائف على احياء خاضعة لسيطرة قوات النظام مصدرها مواقع المعارضة.
وفي المقابل، ذكر التلفزيون السوري ان “الجيش أحبط محاولات تسلل المجموعات الارهابية على محاور عدة في حلب”.
لكن كريم عبيد من “مركز حلب الاعلامي” الذي يضم ناشطين في المدينة قال: “بدأ الهجوم باستهداف نقاط تمركز قوات النظام في كتيبة الدفاع (مقر المخابرات) بصواريخ محلية الصنع، قبل تسلل المقاتلين الى داخل الكتيبة وخوضهم اشتباكات عنيفة استمرت حتى الصباح”، موضحا أن “اهمية هذا الحي انه يضم كتيبة للدفاع للجوي وكتيبة مدفعية تتولى القصف باستمرار على الاحياء السكنية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة وقرى وبلدات ريف حلب الشمالي والغربي”، وأن السيطرة عليه قد “تؤمن الطريق الدولي الذي يصل بين حلب ومدينة غازي عينتاب التركية”.
وتستخدم فصائل المعارضة هذا الطريق للتنقل وللامداد من تركيا الى مناطق سيطرتها في ريف حلب وفي القسم الشرقي من المدينة. الى ذلك، تضع السيطرة على الحي الاحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام، في مرمى نيران المعارضة.
وحاولت فصائل المعارضة خلال السنتين الاخيرتين اقتحام الحي مرات عدة آخرها في نيسان الماضي.
وتشهد المدينة معارك مستمرة منذ اكثر من سنتين، وتسيطر قوات النظام على الاحياء الغربية، فيما تسيطر فصائل المعارضة على الاحياء الشرقية التي تتعرض منذ كانون الاول 2013، لقصف منتظم بالبراميل المتفجرة، والطيران الحربي مما أوقع آلاف القتلى، وأثار تنديدا دوليا.
وخلال السنة الاخيرة، وبعد حيازة الكتائب المعارضة اسلحة اكثر تطورا، باتت الاحياء الغربية هدفاً لقذائفهم وصواريخهم الصغيرة القريبة من صواريخ “غراد”.
الزبداني
وفي ريف دمشق، شهد المدخل الشرقي لمدينة الزبداني اشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام يدعمها مقاتلو “حزب الله” ومسلحون.
وأفاد عبد الرحمن ان “الاشتباكات اندلعت ليلا بعد هجوم لمقاتلي المعارضة على حاجز الشلاح شرق المدينة ومقتل خمسة من عناصره”، وأن “الطيران الحربي التابع للنظام شن اكثر من 20 غارة على المدينة والقى نحو 44 برميلا متفجرا، مما أدى الى مقتل ثلاثة مقاتلين معارضين”.
وتعد مدينة الزبداني واحدة من آخر المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، وخصوصاً بعد العملية المشتركة بين الجيش السوري ومقاتلي “حزب الله “في منطقة القلمون والتي حصلت في حزيران الماضي ونجحت في ابعاد الفصائل المقاتلة عن الحدود اللبنانية.
وكانت الزبداني تشكل قبل بدء النزاع ممرا للتهريب بين البلدين، وهي من أولى المدن التي انتفضت على النظام منتصف آذار 2011، وباتت تحت السيطرة الكاملة لفصائل المعارضة منذ اواخر 2013.
تركيا
في غضون ذلك، صرح رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو بأن بلاده لا تنوي شن عملية عسكرية بين ليلة وضحاها في سوريا لحماية حدودها.
وقال في مقابلة تلفزيونية: “تركيا لن تنتظر حتى الغد في حال وجود تهديد لأمنها الداخلي”، ولكن في ضوء الوضع الحالي “ليس التدخل العسكري الاحادي مطروحا،… لن ننجر ابدا الى مغامرة فليطمئن شعبنا”.
وأكدت مصادر أمنية أن تركيا نشرت قوات إضافية وعتادا على امتداد جزء من حدودها مع سوريا مع اشتداد القتال شمال حلب.
وأثارت أنقرة مسألة إقامة “منطقة آمنة” داخل الأراضي السورية بسبب مخاوف من تقدم الأكراد السوريين ووجود مقاتلي “الدولة الإسلامية”، إلى احتمال تدفق موجة جديدة من اللاجئين الفارين من الصراع.
ونسبت “رويترز” الى مسؤول تركي كبير أن أنقرة غير مرتاحة الى وجود مقاتلي “الدولة الإسلامية” هناك، ولا الى احتمال سيطرة القوات الكردية على الحدود تماما. وقال إن الطريق بين تركيا وحلب مهم، وأنقرة ستتحرك إذا سيطرت القوات الكردية على جرابلس، وهي بلدة سورية غرب نهر الفرات على الجانب الآخر من الحدود من بلدة كاركاميس التركية.وأضاف: “أرسل جنود كثيرون حاليا إلى منطقة الحدود. يوضح هذا إصرار تركيا. لكن هذه ليست قطعا استعدادات لعبور الحدود” إذ لا خطة لدخول سوريا من جانب واحد.
وقال مسؤول تركي آخر إن ثمة مخاوف أيضا من تدفق نحو مليون مهاجر آخرين على تركيا نتيجة للاشتباكات في سوريا، لذلك “ثمة حاجة الى منطقة آمنة على الجانب السوري من الحدود لهذا السبب. نناقش هذا مع شركائنا”.
في غضون ذلك، فجر مسلحون عبوة ناسفة زرعوها في الجامع الكبير في مدينة التل السورية بريف دمشق، مما أدى إلى مقتل إمام الجامع الشيخ سليمان الافندي وإصابة عدد من المصلين.
الطيران السوري يكثف غاراته على الزبداني
انكسار زخم هجوم «النصرة» على حلب
علاء حلبي
تشهد حلب أعنف هجوم منذ ثلاثة أعوام، حيث تقود «جبهة النصرة» مجموعات مسلحة إسلامية في محاولة لاقتحام حي جمعية الزهراء الإستراتيجي، فيما تهاجم مجموعات إسلامية أخرى مركز البحوث العلمية جنوب جمعية الزهراء، فيما تحاول القوات السورية، مدعومة بالمدفعية والطيران، صد الهجمات.
في هذا الوقت، يشهد المدخل الشرقي لمدينة الزبداني اشتباكات بين مجموعات مسلحة والقوات السورية، فيما شنت الطائرات الحربية والطوافات غارات مكثفة على المنطقة، التي تعتبر أحد آخر معاقل المسلحين القريبة من الحدود اللبنانية.
وترأست «جبهة النصرة»، بعد فشل «غرفة عمليات فتح حلب» في إحراز أي تقدم في الهجوم الذي شنته مطلع شهر رمضان، «غرفة عمليات» جديدة لمهاجمة حلب، حملت اسم «أنصار الشريعة»، ضمت 13 فصيلاً «جهادياً»، أبرزهم «حركة أحرار الشام» و «جبهة أنصار الدين».
وأعلنت «غرفة العمليات» الجديدة، في «البيان رقم واحد»، أن هدفها «تحرير مدينة حلب»، الأمر الذي تلاه مباشرة قصف عنيف لأحياء المدينة الخاضعة لسيطرة الحكومة في الجهتين الشمالية الغربية والجنوبية الغربية.
واستهدفت شوارع النيل، الخالدية، الأشرفية، الزهراء بعشرات القذائف قبيل موعد الإفطار أمس الأول، الأمر الذي تسبب بمقتل خمسة مدنيين وإصابة أكثر من 100، في حصيلة أولية، وفق مصدر طبي تحدث إلى «السفير»، وذلك في وقت كان يزور فيه رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي حلب، بعد أن قررت الحكومة تقديم منحة مالية إلى المدينة بقيمة 4 مليارات و 625 مليون ليرة سورية (حوالى 15 مليون دولار).
ولم يكد ضجيج القذائف يهدأ، حتى اندلعت مواجهات عنيفة على محورين. وشن «الجهاديون» هجوماً على جبهة الزهراء – اكثار البذار ومركز «الدفاع الوطني»، وآخر على جبهة الخالدية باتجاه دوار شيحان، لتستمر الاشتباكات لأكثر من ست ساعات، استعملت خلالها شتى أنواع الأسلحة الثقيلة، قبل أن تهدأ وتيرة الاشتباكات، من دون أي تغيير على خريطة السيطرة، وفق تأكيد مصدر ميداني، الأمر الذي دفع الفصائل المهاجمة إلى فتح جبهة جديدة استهدفت هذه المرة حي الأشرفية، حيث اندلعت اشتباكات، تصدت لها قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره.
وتابعت الفصائل «الجهادية» بحثها عن ثغرة لاختراق المدينة، فاختارت هذه المرة جبهة «البحوث العلمية» شمال غرب المدينة، حيث كثفت هجماتها على المقر الذي يشكل نقطة دفاع متقدمة عن المدينة، وبوابة تحمي حي حلب الجديدة، أحد الأحياء المكتظة بالسكان والمهجرين. وقال مصدر ميداني لـ «السفير»، إن المهاجمين استخدموا عدداً كبيراً من الصواريخ الحرارية، وأمطروا المنطقة بمئات القذائف، الأمر الذي أجبر القوات المتواجدة على الانسحاب نحو أبنية خلفية، ما أدى لتقدم الفصائل «الجهادية» وسيطرتها على جزء من مركز البحوث العلمية.
وفي وقت اعتبرت فيه الفصائل المهاجمة السيطرة على جزء من المركز «انتصاراً ونقطة انطلاق نحو تحرير حلب»، أكد مصدر عسكري لـ «السفير» أن «قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره لن تسمح بأي خرق للمدينة وستسترجع هذه النقاط»، مشدداً على أن «مدينة حلب خط أحمر لن يسمح الجيش بتجاوزه»، موضحاً أن «المعارك ما زالت في بدايتها، وقد كلفت المهاجمين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح»، مشدداً على أن «القوات الموجودة على نقاط التماس ستفاجئ المهاجمين». وقال «لا صواريخهم ولا أسلحتهم ستمكنهم من اختراق مدينة شكلت شوكة في حلقهم منذ بداية الحرب. لا خوف على حلب».
ويأتي حديث المصدر العسكري في وقت قام فيه الحلقي بزيارة نقاط عسكرية متقدمة في محيط حلب، الأمر الذي يعطي إشارات كبيرة عن مدى أهمية المدينة وإصرار الحكومة على الدفاع عنها.
وعلى الرغم من تعتيم الفصائل المهاجمة على أرقام قتلاها، إلا أن مصدراً معارضاً أكد أن العدد «كبير جداً»، مشيراً إلى أن المستشفيات في قرى شمال وشمال غرب حلب، ضجت بالقتلى، في حين امتلأت المستشفيات الميدانية بالجرحى، موضحاً أن «بعض الجرحى تم نقلهم إلى المستشفيات التركية».
وعرض التلفزيون السوري عشرات الجثث لمقاتلين مسلحين، قائلاً إن الجيش قتل ما لا يقل عن 100 مسلح في الهجوم المضاد.
وفي ريف دمشق، كثف الجيش السوري استهدافه لمواقع المسلحين في مدينة الزبداني، حيث تعرضت إلى عشرات الغارات الجوية، في وقت ارتفعت فيه وتيرة المعارك على المدخل الشرقي للمدينة.
وقالت مصادر مطلعة، لوكالة «رويترز»، إن «حزب الله» أرسل تعزيزات في الآونة الأخيرة إلى مناطق قريبة من الزبداني. وألقت طوافات الجيش السوري منشورات تطالب الأهالي بالابتعاد «عن مناطق تواجد الإرهابيين».
وقال مصدر عسكري لوكالة «سانا» إن «سلاح الجو نفذ ضربات على أوكار ونقاط تمركز التنظيمات الإرهابية في محيط مدينة الزبداني أسفرت عن مقتل عشرات الإرهابيين وتدمير مستودعي ذخيرة ومعمل لتصنيع القذائف الصاروخية ومدفع عيار 23 ملم وأربع آليات مزودة برشاشات».
وتشكل الزبداني نقطة ارتكاز للفصائل المسلحة، لقربها من لبنان (نحو 10 كيلومترات عن الحدود)، وإطلالها على خط دمشق ـ بيروت، الأمر الذي يجعل سيطرة الجيش السوري وقوات المقاومة عليها «ضربة قاصمة» للفصائل المسلحة، وتأميناً إستراتيجياً على هذا المحور. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ذكر أن المسلحين شنوا هجوماً على احد حواجز الجيش في المنطقة.
وتعد مدينة الزبداني واحدة من آخر المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان الواقعة تحت سيطرة المسلحين، لا سيما بعد العملية المشتركة بين الجيش السوري و»حزب الله» في منطقة القلمون.
تهديدات أردوغان: «عقدة الأسد»!
محمد نور الدين
على قاعدة أنا الغريق فما خوفي من البلل، يتصرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه سوريا. يحشد على الحدود الجنوبية ويهدد بدخول الشمال السوري، ويتسابق مع الوقت الضائع قبل تشكيل الحكومة الجديدة.
ويضغط أردوغان على الجيش لتنفيذ تعليماته بالدخول إلى سوريا وإقامة منطقة عازلة وآمنة، ذلك أن اردوغان أمام مواجهة الحقيقة المرة، وهو انه بعد تشكيل حكومة إئتلافية لن يكون أمامه أي فرصة ليتفرد بالقرار. لذا يسعى لاقتناص الفرصة حتى ذلك الحين، مقحما تركيا في سيناريوهات ومغامرات متعددة الأهداف.
ما هي الذرائع التي تدفع أردوغان إلى التحشيد والتهديد؟
1- العامل الكردي: ليس جديدا أن الهاجس الكردي عقدة الأتراك، سواء في شمال العراق أو في شمال سوريا، أو في داخلها. لكن التجربة العراقية عكست فشل الأتراك في الثبات على الخطوط الحمر التي يرسمونها لأنفسهم، ويريدون لغيرهم أن يلتزم بها. وهي خطوط حمر داخل الدول الأخرى، وتعتبر تدخلا في شأنهم الداخلي.
وبعد أن عارضت أنقرة الفدرالية في العراق انقلبت على خطها الأحمر هذا وعادت لتقيم أفضل العلاقات مع أربيل لا مع بغداد. واليوم يعلو الهيجان محذراً ومنذراً من تقدم قوات الحماية الكردية الموالية إلى «حزب العمال الكردستاني» في شمال سوريا.
وبعد الموقف الشهير لأردوغان في عين العرب (كوباني) السورية، والتبشير بقرب سقوطها فها هو يعلن، بعد سقوط تل أبيض، أن الأكراد أكثر تهديدا لتركيا من «داعش». لقد نجح الأكراد في وصل المناطق التي يسيطرون عليها جغرافيا بعد معركة تل أبيض، وبات الشريط الممتد من الحدود العراقية إلى عين العرب بالكامل تحت سيطرة الأكراد، وطوله ربما يقارب نصف الحدود مع تركيا. ويبقى للأكراد كانتون عفرين إلى أقصى الغرب على الحدود مع لواء الاسكندرون.
ويتخوف الأتراك من سعي الأكراد للسيطرة على المنطقة من عين العرب الى عفرين، وطولها حوالي المئة كيلومتر، ويرون انه إذا حصل ذلك يعني قطع التواصل التركي كلية عن الفضاء العربي. بل يخشون أن يتمكن الأكراد من السيطرة على المنطقة المجاورة للإسكندرون وصولا إلى ساحل البحر المتوسط. لذلك فإن الحركة التركية في احد جوانبها المعلنة تهدف إلى الدخول إلى المنطقة الممتدة من جرابلس إلى حدود عفرين، وإقامة حزام امني هناك بطول مئة كيلومتر وبعمق حوالي 33 كيلومتراً، يمنع استكمال الشريط الكردي. وقد رسم مجلس الأمن القومي في اجتماعه الأخير هذا العامل خطاً احمر.
2- تقدم «داعش»: وفقا للصحافة الموالية لـ «حزب العدالة والتنمية» فإن تركيا تخشى من أن يتمدد تنظيم «داعش»، الذي يسيطر على جزء من المنطقة بين عين العرب وعفرين الى بقية هذه المنطقة فيسيطر على المنطقة الصغيرة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة الأخرى التي تدعمها تركيا مباشرة، مثل «جيش الفتح» و «جبهة النصرة» وغيرهما، وهو ما ينزع من يد أنقرة ورقة مهمة في دعم المعارضة.
وتخشى تركيا في هذه الحال أن تغلق بوابتا العبور الوحيدتان لها الآن إلى قوات المعارضة والى التركمان، وهما تشوبان بك وقرقميش، فينقطع كذلك خط التجارة الوحيد مع الجنوب. بطبيعة الحال إن بقاء المنطقة الفاصلة بين عين العرب وبين عفرين على ما هي عليه الآن، أي مناصفة بين «داعش» وجماعات تركيا المباشرين لا يقلق أنقرة ويخدم مصالحها.
3- الأسد أولاً وأخيراً: إن التحذير والتحشيد والتهديد التركي له بعد آخر لا يقل أهمية عن العامل الكردي، بل ربما، في العمق، يفوقه. يتخوف رجب طيب أردوغان من تمدد الأكراد إلى المنطقة من كوباني إلى عفرين، ويتخوف من أن يسيطر «داعش» على المنطقة التي فيها «الجيش الحر» و «الفتح» و «النصرة»، فتصبح المنطقة بكاملها بيد «داعش». وفي الحالتين ينقطع طريق الإمداد الرئيسي للمعارضة من تركيا. وهذا الطريق يمتد من الحدود التركية مرورا بأعزاز وصولا الى حلب، وهي بيت القصيد.
لكن حتى لو لم تحدث تطورات ميدانية تفضي إلى سيطرة الأكراد أو «داعش» على خط كوباني- عفرين، فإن أردوغان تحديداً يسعى إلى استغلال الوقت الضائع الحالي قبل تشكيل حكومة ائتلافية، مستشعرا أن الفرصة قائمة للدخول في مغامرة لم يستطع أن يترجمها خلال الأربع سنوات الماضية، ويريد الآن أن يحققها، ألا وهي إلحاق ضربة كبيرة بالنظام في سوريا تفضي إلى انهياره وخلع الرئيس السوري بشار الأسد.
أما كيفية توجيه هذه الضربة فمن خلال دخول الجيش التركي إلى تلك المنطقة التي يستهدفها من كوباني إلى عفرين بدباباته ومدافعه وطائراته. وهو ما سيوفر دعماً مباشراً لمسلحي المعارضة ومحاولة الهجوم على حلب والسيطرة عليها، وإحداث تغيير نوعي في الميدان العسكري، بحيث يفتح هذا على انهيار معاقل النظام مدينة تلو أخرى.
ولفت هنا أن مجلس الأمن القومي التركي، في اجتماعه الأخير الاثنين الماضي، قد رسم خطاً احمر ثانياً لإقامة منطقة عازلة وآمنة ودخول الجيش التركي إلى هناك، وهو قيام النظام السوري بمهاجمة المعارضة في أدلب وحصول موجة نزوح كبيرة!. وهو سبب لا يمكن أن يعتبر ذريعة للتدخل، ويحصل منذ بدء الأزمة، ولماذا موجة نزوح جديدة ستكون سببا للتدخل ولم تكن موجات نزوح بلغت المليونين ذريعة من قبل؟. لكنه التعطش المزمن لإشباع الرغبة الأكبر لدى اردوغان منذ بدء الأزمة في سوريا، وهي الإطاحة بالأسد، ليعوض عن كل الإخفاقات التي واجهها حتى الآن. وتحت ذريعة الأكراد أو «داعش» (حليفه في الأساس) يجب ألا يغيب عن الأذهان والحسابات هذا الهدف في إسقاط حلب والنظام السوري، ويجب أن يؤخذ ذلك بكل جدية في ظل إحساس أردوغان أنها الفرصة الأخيرة له قبل تبدل موازين القوى في الداخل التركي واستعداده للدخول في مغامرات على قاعدة «ومن بعدي الطوفان».
4- انتخابات مبكرة: أما الهدف الرابع من وراء هذا التحشيد والتهديد فهو أن أردوغان الآن بمثابة الأسد الجريح داخل قفص، بعدما تلقى هزيمة قاصمة في دفن الانتخابات لأحلامه في إقامة نظام رئاسي.
لكن أردوغان يمكن أن يقبل بوضع كالوضع الحالي، أي أن يكون الحاكم بأمره بقوة الأمر الواقع، في ظل وجود رئيس حكومة تابع له وينفذ تعليماته. لكن هذا متعذر في ظل افتقاد «حزب العدالة والتنمية» للغالبية المطلقة في البرلمان. وهنا يخطط أردوغان للذهاب إلى انتخابات مبكرة، سواء في ظل إفشال احمد داود اوغلو في تشكيل حكومة جديدة أو في ظل حكومة ائتلافية لن تعمر طويلاً. ويراهن أردوغان على إمكانية استعادة نقطتين أو ثلاث نقاط خسرها في الانتخابات ستكون كافية ليحصل الغالبية المطلقة من جديد. وليس أفضل من مغامرة عسكرية في سوريا يستعيد من خلالها بعض الشعبية.
لكن هل الطريق مفتوحة بهذه السهولة أمام أردوغان لينفذ هذه المغامرة، بمعزل عن الذريعة التي سيعلنها للغزو؟
أولاً، يجب القول إن هذه المغامرة دونها حتى الآن موقف رئيس الأركان الحالي نجدت اوزيل، الذي أعرب عن معارضته لهذه العملية العسكرية. وأعلن عبر الصحافة بطريقة غير مباشرة عن أن إقامة منطقة عازلة أو أمنية تواجه مخاطر كثيرة، منها قيام عمليات عسكرية من قبل مجموعات مسلحة كثيرة ضد القوات التركية، ومنها مخاطر انتقال التوتر إلى الداخل التركي. ويقول اوزيل إن الأخذ بالاعتبار المواقف الإقليمية والدولية ضروري. روسيا وإيران تعارضان والنظام سيعتبره عدواناً خارج أي قرار لمجلس الأمن الدولي. كذلك فإن الولايات المتحدة تعارض إقامة هذه المنطقة العازلة. وبالفعل عبرت واشنطن على لسان أكثر من مسؤول أنها لا ترى أي مبرر لإقامة منطقة عازلة.
وفي الواقع، إن الولايات المتحدة إذا كانت جادة في إقامة شريط كردي في شمال سوريا، فإنها لن توافق على أن تدخل تركيا إلى سوريا. وفي حال لم يذعن أردوغان للرغبة الأميركية فإنه سيكون أمام مواجهة صعبة مع واشنطن.
أيضا فإن روسيا وإيران لن تسمحا بأن ينتهك أردوغان السيادة السورية، حتى لا يتحول ذلك إلى سابقة تحذوها دول أخرى، وبالتالي فإنهم سيدفّعون أردوغان ثمناً باهظاً لأي مغامرة بهذا الشأن. ومن أي زاوية نظرنا فإنه لا تتوفر أي ظروف داخلية أو إقليمية أو دولية يمكن أن تسهّل لأردوغان ارتكاب حماقة في سوريا. لكنه في حال «ركب رأسه» كما يقال فإن الثمن الذي سيدفعه من جراء ذلك أثقل بكثير من أي خيار آخر. وليجرّب ذلك!.
المرصد السوري: مقتل مالايقل عن 25 من أعضاء النصرة في انفجار بمسجد في إدلب
بيروت – (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن انفجارا استهدف مسجدا في محافظة إدلب السورية الجمعة أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا من أعضاء جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وذكر المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له أن الانفجار وقع في مدينة أريحا في شمال غرب سوريا بينما كان أفراد من جبهة النصرة مجتمعين في المسجد للإفطار.
وقال المرصد الذي يراقب الحرب إن الانفجار الذي وقع في مسجد سالم في أريحا قتل أيضا قياديا غير سوري في الجماعة المتشددة.
وأعطت مواقع للتواصل الاجتماعي تابعة للمعارضة أرقاما متضاربة للضحايا مع قول بعضها إن أكثر من 40 شخصا قتلوا.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير على الفور. لكن أنصارا لجبهة النصرة ألقوا باللوم على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يحارب جبهة النصرة في عدة مواقع بسوريا.
ويسيطر تحالف لجماعات معارضة يعرف باسم “جيش الفتح” وتمثل جبهة النصرة عضوا رئيسيا به على معظم محافظة ادلب منذ أن سيطر على عاصمة المحافظة في مارس اذار.
والمنطقة متاخمة للحدود التركية وتجاور أيضا محافظة اللاذقية معقل الرئيس بشار الأسد على ساحل البحر المتوسط.
دي ميستورا يلتقي ممثلي المعارضة العسكرية السورية لبحث «المرحلة الانتقالية»
بعد لقاء رئيس «الائتلاف» وقبل تقديم تقريره لـ«الأمين العام»
اسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: عقد ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص للأزمة السورية اجتماعاً ضم عددا من الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة السورية، في مدينة إسطنبول التركية، لبحث آلية الانتقال السياسي في البلاد، وذلك بعد يوم واحد من لقاء مع خالد خوجة رئيس «الائتلاف»، حيث من المقرر أن يقدم دي ميستورا، الاثنين، تقريراً للأمين العام للأمم المتحدة حول النتائج التي توصل إليها حتى الآن.
وأكدت مصادر سورية متعددة أن المبعوث الأممي التقى مساء الجمعة عددا من ممثلي الفصائل العسكرية فور وصوله إلى إسطنبول قادماً من جنيف حيث التقى بوفد من الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة التي يقودها رئيس الائتلاف خالد خوجة.
وقالت المتحدثة باسم دي ميستورا إن خوجة وأعضاء آخرين من الوفد أطلعوا دي ميستورا على آخر الجهود التي يبذلها التحالف والوضع في سوريا وحولها، كما ناقشا آفاق التوصل إلى حل سياسي للصراع السوري. وذكر مكتب دي ميستورا في جنيف أن المبعوث الخاص يعتزم السفر في الأيام المقبلة إلى نيويورك ليقدم تقريرا إلى الأمين العام عن النتائج التي توصل إليها من خلال المرحلة الأولى من المشاورات في جنيف.
رامي الدالاتي عضو المجلس العسكري لـ»الجيش السوري الحر»أعلن أن المبعوث التقى (أمس) مع ممثلي 5 فصال عسكرية كبرى، وذلك بعد أيام من زيارته للمملكة العربية السعودية وعقد لقاءات مع النظام السوري في دمشق والائتلاف في جنيف.
واعتبر الدالاتي في تصريح خاص لـ»القدس العربي» أن الحديث مع دي ميستورا يدور حول المرحلة الانتقالية وآلية الانتقال السياسي، ولا يوجد أي حديث عن التشاركية السياسية مع الأسد أو أحد من رموز نظامه، مشدداً على ضرورة «تأمين ثوابت الثورة عن طريق المحادثات غير المبنية على الاستسلام للوصول إلى خطوات للحل السياسي في سوريا».
ورأى الدالاتي أن مواقف دي ميستورا باتت «أكثر واقعية» على حد تعبيره، قائلاً: «المبعوث الأممي بات يدرك أن الأسد لا يمكن أن يشارك في أي خريطة سياسية مستقبلية»، مذكراً بأحد تصريحات المبعوث التي طالب فيها الأسد بالرحيل.
وفي وقت سابق، قالت جيسي شاهين الناطقة باسم دي ميستورا للصحافيين إن لقاء جنيف يأتي في إطار المشاورات التي يجريها دي ميستورا مع أطراف النزاع السوري واللاعبين الدوليين بدءا من 5 أيار/ مايو ، مشيرةً إلى أن خوجة وهو رئيس الائتلاف الوطني السوري، أبلغ المبعوث الأممي بالجهود التي يبذلها الائتلاف وقدم آراءه حول آفاق التسوية السياسية داخل سوريا وحولها.
وأوضحت مصادر لـ»القدس العربي» أن وفد الائتلاف بحث في اجتماعه الأخير مع دي ميستورا عملية تطبيق بيان جنيف، وقدم الائتلاف وجهة نظره فيما يخص تشكيل هيئة الحكم الانتقالية ذات صلاحيات كاملة والتي يطالب بها الائتلاف ويدعمها أصدقاء الشعب السوري.
وبالإضافة إلى خوجة ضم وفد الائتلاف نائبي الرئيس هشام مروة ومصطفى أوسو، وكلاً من أعضاء الهيئة السياسية أحمد رمضان، حسان الهاشمي، الأمين العام الأسبق بدر جاموس، والرئيس السابق هادي البحرة.
وذكرت الناطقة أن دي ميستورا يخطط للتوجه إلى نيويورك قريبا حيث سيقدم تقريرا للأمين العام الأمم المتحدة حول نتائج مشاوراته، ومن ثم سيجري المبعوث الأممي سلسلة من اللقاءات في نيويورك وفي عواصم منطقة الشرق الأوسط وخارجها في إطار التحضيرات لاجتماع مجلس الأمن المكرس لسوريا والذي من المزمع أن يعقد في أواخر تموز/ يوليو.
وأكد الائتلاف على تمسكه بالحل السياسي المستند إلى بيان جنيف للعبور إلى مرحلة انتقالية من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي متوافق عليها لا يكون فيها للأسد ولا لرموز نظامه أو من تورط بجرائم بحق السوريين مكان فيهاK مشدداً على أن «هيئة الحكم الانتقالية هي المؤهلة لقيادة السوريين لاستئصال شأفة الإرهاب الذي ساهم في وجوده وانتشاره ودعمه نظام الأسد».
وفي وقت سابق، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن دي ميستورا سيقدم الاثنين المقبل تقريرا عن مهمته إلى الأمم المتحدةK حيث سيلتقي مع مسؤولين بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مرحلة أولى، ثم يتوجه إلى مجلس الأمن في مرحلة ثانية، مشيرا إلى أن المبعوث الأممي سيقدم التوصيات بشأن سبل المضي قدما في ضوء ما توصل إليه في المشاورات مع الأطراف السورية.
وكان المبعوث الأممي قد التقى مع ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة وعدد كبير من ممثلي وسفراء دول المنطقة المدعوين، بما في ذلك إيران والمملكة العربية السعودية، كما التقى في شهر حزيران/ يونيو الرئيس السوري بشار الأسد.
التفكير بمناطق آمنة في الشمال والجنوب يعكس مخاوف الأردن وتركيا على مصالحهما القومية
الأسد فقد كل حلقته المغلقة ولم يتبق له سوى اثنين… عبدالفتاح قدسية ورامي مخلوف
إبراهيم درويش:
لندن ـ «القدس العربي»: حذرت التعليقات الصحافية الحكومة البريطانية من شهية الوقوع في مغبة حملة ضد «تنظيم الدولة الإسلامية» وسط تلميحات رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لضرب تنظيم الدولة الإسلامية.
وذلك عقب هجوم تونس قبل أسبوع والذي راح ضحيته 30 سائحا بريطانيا. وترى صحيفة «الغارديان» أنه في ضوء القتل المروع للسياح المدنيين في تونس هناك رغبة بعمل شيء، مشيرة إلى أن الهجمات على السياح هي أفعال إرهابية خالصة تهدف لتخويف السياح وإضعاف اقتصاد تونس وبالتالي تدمير معايش الناس وغمرهم بالمآسي والفقر بشكل يجعل من السهولة بمكان تجنيدهم لقضية الجهاديين.
وأشارت لاقتراح مايكل فالون، وزير الدفاع الداعي لضرب الجهاديين في سوريا كما هو الحال في العراق.
وترى الصحيفة أن كاميرون الذي يحبذ الفكرة حصل على دعم نائبين عماليين، لكنه ليس مستعدا لتكرار تجربة عام 2013 التي دعا فيها البرلمان للتصويت على المشاركة لضرب نظام بشار الأسد بعد الهجوم الكيميائي ولكن زعيم حزب العمال في حينه إد ميليباند أحبط الخطة.
وتعتقد أن الحملة لن تحقق شيئا خاصة أن الولايات المتحدة وكندا والأردن والبحرين والسعودية تشارك في ضرب «تنظيم الدولة الإسلامية» في سوريا بدون أن يحدث هذا أثرا كما في العراق.
وترى أن السبب وراء الإنجاز المحدود ضد تنظيم «الدولة» هي أن القوة الدولية المشاركة تختار أهدافها بعناية حتى لا تؤدي إلى الإضرار بالمدنيين، وهو ما منح تنظيم «الدولة» الفرصة لتجنب الهجمات.
قوات على الأرض
وترى أن غارات جوية ناجعة لا تحقق هدفا إلا في حالة وجود قوات برية. ولا توجد مثل هذه القوات في العراق ولا في سوريا أيضا. ولم ينجح سوى الأكراد في الشمال من الاستفادة من الضربات الجوية.
وهم الطرف الوحيد في الحرب ممن لديهم هدف واضح. وتشير إلى أن فكرة العراق الموحد تتراجع في كل عام ولا تزال القوات القادرة فيه على مواجهة تنظيم الدولة هي شيعية طائفية النزعة.
وفي سوريا يواجه الغرب خيارين: إما دعم بشار الأسد المقيت أو مساعدة معارضيه. ولا يمكن التدخل في سوريا إلا بناء على دعوة من حكومة الأسد «وهناك كل سبب أخلاقي وسياسي يجعلنا نرفض الدعوة».
وتذكر الصحيفة أن مؤسسة الدفاع تريد أن تزيد من قوة بريطانيا وأهميتها في العالم، لكن الجيش البريطاني لم ينتصر في حرب منذ عام 1982 ولا أحد يفترض أنه سينتصر في قتال بدون مساعدة أخرى في الشرق الأوسط.
وترى الصحيفة أن القتال ضد الجهادية العنيفة حيوي «وقد نحاربها لعقود من الآن ولا يمكن الانتصار عليها إلا عبر الأجهزة الأمنية وفي خيال الشباب الذين يرغبون بالقتال والقتل من أجل قضيتها العدمية وليس عبر الدبابات أو الطائرات.
فضرب تنظيم «الدولة» في سوريا قد يكون لفتة سياسية ليس بإمكاننا تحقيقها» كما تقول.
ضرب عصب «التنظيم»
وعلى خلاف الموقف المتردد من «الغارديان» ترى صحيفة «التايمز» في افتتاحيتها أن الوزير فالون كان محقا باقتراحه توسيع المشاركة البريطانية إلى سوريا، خاصة أن مدينة الرقة تعتبر عصب نشاطات التنظيم الذي ذبح السياح البريطانيين في تونس.
وهي المكان الذي يلجأ إليه مقاتلوه عندما يتعرضون للضغط. وتقول إن الولايات المتحدة وحلفاءها العرب ضربوا الرقة في عدد من المرات.
لكن كاميرون لا يزال مقيدا بالتصويت الذي خسره عام 2013 مشيرة إلى أن العالم قد تغير منذ ذلك الوقت.
وتتحدث عن مخاوف النواب من الحزبين، العمال والمحافظين، الذين يرون في الضربات الجوية نذيرا لتغيير النظام وبالتالي سنوات من الفوضى. ولكن الوضع الحالي مختلف. فلا تهدف الغارات تغيير النظام بقدر ما تريد هزيمة جماعة إرهابية متجولة تمتد اهدافها إلى خارج الشرق الأوسط.
وتعتقد الصحيفة أن طلب الحكومة المساعدة كاف لتبرير التدخل في سوريا بعد أن ألغى تنظيم الدولة الحدود بين الدولتين وأعلن «الخلافة».
وتدعو الصحيفة إلى تشجيع الدول العربية لتشكيل قوة سنية تستطيع قتال الجهاديين. وعلى الدبلوماسية البريطانية إقناع دول الخليج قطع دعمها المالي لكل الجماعات الجهادية.
وعلى المستوى العسكري يجب على بريطانيا والقوى الغربية الوفاء بتعهداتها وتحديث الترسانة العسكرية للأكراد. وفوق كل هذا على الحكومة أن تكون واضحة في أهدافها وتشرح لماذا ستضرب الرقة. هل لردع الجهاديين أما أنها صورة عن حملة عسكرية جديدة؟ وإن كان الأمر الأخير فيجب أن تحضر الحكومة الجواب على سؤال ماذا بعد؟
تدخل مبرر
وتعتقد صحيفة «فايننشال تايمز» أن رفع الحظر البرلماني على التدخل في سوريا مبرر خاصة أن كاميرون تحدث عن تهديد تنظيم الدولة بكونه «وجوديا». وترى الصحيفة أن هناك فرق بين الكلام والالتزام. وتشير هنا إلى ما تراه التفريق الغريب من الجانب البريطاني بين الساحة العراقية والسورية مع أن تنظيم الدولة لا يحترم حدودا. وترى أن تغير الموقف بعد هجوم تونس «يؤشر إلى أن بريطانيا التي ينظر إليها كلاعب متردد في الأمن العالمي أصبحت أكثر وعيا بمسؤولياتها». ومن هنا ترى أن وضع قضية ضرب سوريا أمام النواب ليست مهمة سهلة خاصة أن هزيمة عام 2013 أثرت على سلطة كاميرون وعلاقته بالولايات المتحدة. وتعتقد الصحيفة أن القضية هذه المرة قوية.
ففي عام 2013 لم يكن لدى الولايات المتحدة وحلفاؤها رؤية واضحة حول ما سيحققه القصف الصاروخي لنظام الأسد. لكن تنظيم الدولة هذه المرة يعتبر هدفا شرعيا. وترى الصحيفة أن كاميرون مطالب قبل وضع القضية للتصويت توضيح أن قصف سوريا سيعزز التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. أما الأمر الثاني فعلى بريطانيا معرفة أن القنابل التي ستسقط على سوريا لن تكون إلا مجرد غزة دبوس إلا إذا شاركت القوى الإقليمية في الحرب.
فتركيا لن تقاتل تنظيم الدولة خشية من تقوية الأكراد ولن تساعد السعودية في هزيمة المتشددين إن عنى هذا إضعاف سنة العراق.
وفي حالة وقع الاتفاق مع إيران حول ملفها النووي في الأيام المقبلة فعلى الولايات المتحدة جمع كل القوى الخارجية بمن فيهم السعودية وإيران وتركيا لعقد ميثاق جديد ضد تنظيم الدولة. كل هذا لا يقلل من أهمية خطوة كاميرون فمن المهم أن يتم التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية على المستوى الدولي نظرا لأنه يمثل تهديدا دوليا.
وسيخدع كاميرون الرأي العام البريطاني إن اقترح أن إرسال مجموعة من المقاتلات إلى سوريا ستحل الأزمة فما يحتاج إليه هو دبلوماسية دولية على قاعدة غير مسبوقة.
تدريب المعارضة
ويرى مقال في صحيفة «إندبندنت» أن تدريب المعارضة السورية والعراقيين كفيل بتدمير تنظيم الدولة.
وجاء فيه أنه طالما ظل باراك أوباما يقاوم إرسال قوات برية لقتال تنظيم الدولة فستظل سياسته تقوم على محاولة احتواء الخطر.
وألمح المقال إلى أن الغارات الجوية في شهر آب/أغسطس 2014 على العراق كانت تهدف لوقف تقدم تنظيم الدولة ولم تقرر الولايات المتحدة توسيع نطاق الحملة إلى سوريا إلا بعد شهر حيث حظيت الولايات المتحدة بدعم من الأردن والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة. ويقول المسؤولون إن كلفة الغارات الجوية حتى الآن وصلت 3 مليارات.
واقترحت وزارة الدفاع الشهر الماضي أن الغارات قتلت 10.000 من مقاتلي تنظيم الدولة. وفي كل يوم تقدم القيادة المركزية عرضا للأهداف التي ضربت كل 24 ساعة. وبحسب وزارة الدفاع فقد تم تدمير 7.655 هدفا لتنظيم الدولة منه 98 دبابة و 472 منطقة لشن الهجمات.
ولا تخرج هذه الجهود عن سياسة الإحتواء ولهذا فالأمل الوحيد الباقي لدى البنتاغون هو تدريب وتسليح السوريين والعراقيين كي يقوموا بالمهمة بأنفسهم.
وتعني الجهود في العراق إرسال أعداد من المستشارين العسكريين حيث صادق أوباما قبل فترة على إرسال 500 من الضباط لدعم 3.000 من المستشارين الذين يعملون مع القوات العراقية بعيدا عن جبهات القتال. وفي سوريا اعترفت البنتاغون بالقصور الذي شاب برنامجها لتدريب 5.400 من المقاتلين السوريين لمواجهة تنظيم الدولة.
أول دفعة
وفي هذا السياق كشفت صحيفة «واشنطون بوست» عن خطط البنتاغون إرسال أول دفعة من المقاتلين الذين تلقوا تدريبات إلى سوريا في غضون الأسابيع المقبلة.
وقال مسؤول عسكري إن الأمريكيين والقوى المتحالفة معهم يضعون اللمسات الأخيرة على برنامج التدريب في تركيا لمجموعة من عناصر المعارضة المعتدلة الذين يبلغ عددهم أكثر من مئة مقاتل وسيدخلون سوريا نهاية الصيف الحالي.
وقبل حدوث هذا فيجب على البنتاغون إنهاء الخطط لتضمينهم في محاور حرب. ولكن ومع الانتهاء من التدريب فإن هناك أسئلة حول فاعلية برنامج التدريب على ساحة المعركة المزدحمة في سوريا بالفصائل.
ولم يقرر المسؤولون بعد أي نوع من الدعم سيحصل عليه المقاتلون حالة تعرضهم لهجوم من قوات موالية لنظام الأسد. وتشير الصحيفة لبطء وتيرة إعداد وقبول المتطوعين في البرنامج.
وعبر مسؤول أمريكي عن «خيبة أمله» في العدد المتدني من المقاتلين الذين تم تدريبهم. ولكنه أكد ان هذا يعود للطريقة المتشددة التي يتم فيها التدقيق بهويات وتواريخ المرشحين للبرنامج.
وقال المسؤول «نعتقد أن البرنامج سيكون ناجحا على المدى البعيد لأننا نقدم لهم منافع نوعية» مؤكدا أن النوع لا الكم هو ما يؤكد عليه البرنامج. ويشير المسؤولون إلى أنهم لم يرو محاولات من تنظيم الدولة أو الجماعات المتشددة لإختراق البرنامج وتم طرد خمسة من المرشحين بسبب الخداع.
وينقل التقرير عن فيصل عيتاني من المجلس الاطلنطي قوله إن العدد المتواضع سيكون له أثر لو تم تدريب المقاتلين وتسليحهم بطريقة متفوقة.
وتشير الصحيفة إلى أن وحدة مهام خاصة مكونة من عناصر في الأمن والاستخبارات والجيش قامت بدراسة أي من مرشحي المعارضة يصلح للبرنامج الذي تقدم له 6.000 شخص.
ووصف مسؤول صعوبة الانضمام لبرنامج التدريب لأن «التدقيقات متشددة». وقالت الصحيفة إن 400 مقاتل من الفرقة 30 التابعة لـ»الجيش السوري الحر» سافروا باتجاه الحدود مع تركيا عند الإعلان عن البرنامج أول مرة على أمل المشاركة، وتم إعادة بعضهم لتجنب المواجهة مع جماعة معارضة أخرى.
وتم استبعاد عدد من المرشحين لأسباب تتعلق بالصحة أو لأن أعمارهم ليست مناسبة ولأن اسماؤهم كانت مختلفة عن تلك في قائمة المدربين. فيما أعيد آخرون إلى سوريا لرغبتهم قتال الأسد لا تنظيم الدولة.
الأسد معزول
وفي هذا السياق تناول تقرير في صحيفة «دايلي تلغراف» أزمة الأسد حيث قال إن وفاة محمد ناصيف خير بك تعني أن الحلقة الضيقة المحيطة ببشار الأسد والمكونة من 5 انخفضت إلى اثنين.
وقالت الصحيفة إن رحيل خيربك الذي كان يحظى بثقة حافظ الأسد وعائلته يعني عزلة جديدة لنظام بشار الأسد، فقد ارتبط خير بك بالكثيرمن الأعمال القذرة التي مارسها النظام. ويقال إنه لعب دورا في احتلال لبنان ودعم جماعات جهادية وقمع المتظاهرين في بداية الانتفاضة السورية.
إضافة إلى آصف شوكت صهر الرئيس الحالي الذي تزوج من شقيقته وقتل في حادث لا يعرف عنه إلا القليل وقع في دمشق في تموز/يوليو 2012 وقيل إن ماهر شقيق بشار أصيب بجراح بالغة ويرى البعض أنه فقد إحدى رجليه. وهناك علي مملوك مدير الاستخبارات الذي تم إعفاؤه من منصبه قبل فترة ويقال إنه تحت الإقامة الجبرية. وفرضت الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات على خير بك لكنه ظل يلعب دورا مهما في سياسات النظام حتى وفاته، حيث كان ضابط الاتصال بين دمشق وحليفها الإيراني. وأشارت لاختفاء علي مملوك مدير المخابرات والذي يقال إنه فقد أهميته ويعيش تحت الإقامة الجبرية. وذكرت تقارير أن مملوك عارض تزايد الدور الإيراني.
ونقل عن مصدر مطلع إنه تم الحد من نشاطات مملوك فهو «لا يزال يتولى المنصب نفسه، ولكن سلطته لم تعد كما هي». وقال مصدر آخر مرتبط بالأمن إن مملوك «لا يسمح له بالتحرك كما يريد» و»لا أحد يستمع لقراراته». هذا بالإضافة لرستم غزالة الذي مات متأثرا بجراحه بعد اعتداء رجال رفيق شحادة مدير الأمن العسكري بضربه.
ولم يبق للأسد سوى عبدالفتاح قدسية، نائب مدير الأمن القومي ورامي مخلوف، رجل الأعمال السوري وقريب بشار.
عندما ينجر الجيران
وترى مجلة «إيكونوميست» في عددها الجديد أن الأردن وتركيا كانتا راغبتان في وقف حمام الدم في سوريا عام 2011 خاصة أن الولايات المتحدة لم تكن تريد الدخول في حرب جديدة بالشرق الأوسط.
وبعد أربعة أعوام يجد البلدان نفسيهما مرة أخرى يخوضان في الأزمة السورية ولكن كل على حدة.
وتخطط كل بلد إقامة منظقة عازلة داخل الحدود السورية. وتتحدث الصحف التركية عن منطقة طولها 110 كيلومترا وعمقها 33 كيلومترا في شمال سوريا.
فيما نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن مسؤولين تحدثوا عن خطط الأردن إنشاء منطقة آمنة في منطقة درعا والسويداء جنوب الأردن. وسيقوم المقاتلون السوريون بإدارة المنطقة.
وتضيف أن مناطق كهذه طرحت من قبل عدة مرات لكن الحاجة الماسة لها نبعت من استمرار تفكك سوريا.
وترى المجلة أن الفكرة كانت من أجل منح المقاتلين السوريين منطقة للتدريب ومن ثم بررت بناء على قاعدة إنسانية بعد تدفق العديد من اللاجئين. ولكن حاجة جيران سوريا حماية أنفسهم هي السبب. وبحسب مستشار للملك الأردني «إنها مسألة أمن وطني». أما قلق تركيا فنابع من إمكانية رسم أكراد سوريا دولة خاصة بهم والتي قد تصبح منطقة جذب لأكراد تركيا الذين طالبوا بدولة خاصة بهم.
وتشير للتطورات الأخيرة وهي سيطرة الأكراد السوريين على تل أبيض بمساعدة من التحالف الدولي. وهو ما سمح لهم بربط ثلاثة جيوب كردية في شمال- شرق سوريا معا. لكن الرئيس التركي طيب رجب أردوغان تعهد بعدم السماح بقيام دولة كردية في شمال سوريا.
ورغم اتهامات الأكراد تركيا بدعم الجهاديين إلا أن هؤلاء يمثلون خطرا عليها فهم قريبون من البلدة الحدودية جرابلوس ويقتربون من السيطرة على أعزاز وهو ما سيؤدي لقطع الإمدادات عن الجماعات السورية المدعومة من تركيا وقطر والسعودية.
وترى المجلة أن سقوط تدمر التي تبعد 249 كيلومترا عن الحدود الأردنية هو ما دفع الملك لاتخاذ إجراءات وقائية.
ويخشى المسؤولون من ملء الجهاديين أي فراغ يشغر برحيل الأسد الذي خسر مواقع في قلب المناطق الدرزية.
ولهذا فمنطقة آمنة في الجنوب ستحمي الأردن من الصواريخ التي تمطر على مدنها الشمالية وتساعد على بقاء السوريين داخل بلادهم.
وتعتقد المجلة أن الأسد الضعيف لن يشكل تهديدا للخطط. ومن السهل إقامة المنطقة في الجنوب لا الشمال حيث تتعدد فصائل المعارضة هناك. ففي الجنوب هناك 50 فصيلا يتلقى أفرادها رواتب وأسلحة من الأردن.
ومع ذلك فهناك شكوك حول قدرة البلدين على إدارة المناطق عن بعد. فالجيش التركي لن يخاطر بمعركة داخل سوريا تضعه في مواجهة مع الأكراد وتنظيم الدولة. وعلى خلاف المناطق الآمنة بعد حرب الخليج عام 1991 فلن يحظى أي من المناطق لا في الشمال أو الجنوب بحماية من الأمم المتحدة.
وتظل الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على فرض منطقة آمنة ولكنها لا تريد الخوض في مستنقع سوريا. كما أن علاقتها مع تركيا متوترة. فقد انتقد اوباما تركيا لعدم منعها تدفق الجهاديين إلى تنظيم الدولة ولعدم السماح لطائرات التحالف استخدام القاعدة الجوية في «إنشريلك».
وتعتقد المجلة أن أفضل ما يمكن لكل من تركيا والأردن عمله هو نسخ النموذج الإسرائيلي. فقد قامت بإنشاء ما يشبه المنطقة العازلة مع سوريا وعززت علاقاتها مع المقاتلين السوريين وطردت مقاتلي حزب الله والحرس الثوري الإيراني من محافظة القنيطرة. وتبدو إسرائيل اليوم أكثر جيران سوريا أمنا.
غلاء أسعار المواد الغذائية وراء مقتل قيادي «حزب الله» جميل فقيه في قرية «كفريا» المحاصرة من قبل المعارضة السورية
حازم داكل
انطاكية ـ «القدس العربي»: كشف مصدر من داخل قرية كفريا الشيعية الموالية للنظام السوري بريف إدلب، مساء أمس، عن سبب مقتل القيادي في حزب الله اللبناني جميل فقيه (الحاج أبو ياسر)، والذي نعاه حزب الله منذ يومين عبر وسائل إعلامه الرسمية.
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه لـ»القدس العربي»، أن السبب وراء مقتل فقيه يعود إلى شجار نشب بين عناصر تابعة للدفاع الوطني من جهة، مع عناصر من كتيبة تابعة لحزب الله اللبناني من جهة أخرى، في سوق القرية الملاصقة لقرية الفوعة المحاصرة من قبل جيش الفتح منذ أكثر من ثلاث أشهر.
وأضاف المصدر: «سبب الشجار يعود إلى تاجر من القرية قام باحتكار المواد الغذائية المهربة من مدينة معرتمصرين المجاورة، وبيعها بأسعار مرتفعة جداً، الأمر الذي لم يعجب القيادي في حزب الله وأمر باعتقاله، لكن تدخل شخص من عائلة (حسانة) وأطلق النار على القيادي فقيه مع اثنين من مرافقيه، هما أسد أسد، وديب صوفان المعروف باسم الشيخ أبو جابر.
ودفنت جثة القيادي جميل فقيه مع مرافقيه القياديين الآخرين في مقبرة قرية كفريا، ويحاصر جيش الفتح والجبهة الإسلامية السورية قريتي كفريا والفوعة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بعد أن انطلقت معركة «غزوة إدلب» أدت لسيطرة قوات المعارضة المسلحة على مدينة إدلب وقطعت جميع الطرقات المؤدية للقريتين الشيعيتين.
وتعتمد تلك القريتين بعد حصارهما على المواد الغذائية المهربة، بالإضافة للوقود والماء من مدينة معرتمصرين، وبلدتي زردنا ورام حمدان المجاورتين، ما أدى لارتفاع بالأسعار في القريتين لأضعاف مضاعفة عن السعر الأصلي الذي يتداول في الأسواق المحلية.
بيان ينتقد التقرير غير المتوازن لممثلة الأمم المتحدة حول العنف الجنسي في سوريا
لندن -»القدس العربي»: صدر بيان، وقعته 59 منظمة سورية مختصة بالدفاع عن حقوق المرأة، و350 شخصية سورية، يعرب عن القلق الشديد حيال زيارة ممثلة الأمم المتحدة الخاصة بالعنف الجنسي، زينب بنغورا، إلى منطقة الشرق الأوسط، منتصف نيسان (أبريل الماضي). فعلى الرغم من إقرار السيدة بنغورا أن العنف الجنسي يرتكب من قبل «معظم أطراف النزاع في سوريا والعراق»، فقد استفاضت في الانتهاكات المرتكبة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، بينما غابت بشكل كامل انتهاكات نظام الأسد المنهجية، واسعة النطاق والموثقة، التي استمع إليها مسؤولو الأمم المتحدة في غازي عنتاب وبيروت من معتقلات سابقات عرضن تجاربهن في التعرض للعنف أثناء الاعتقال.
وأشار البيان إلى أن نظام الأسد استخدم ولا يزال يستخدم العنف الجنسي كسلاح حرب. وقد ذكر تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش في 15 حزيران (يونيو) 2012 أن: «قوات الأمن السورية استخدمت العنف الجنسي لإذلال المعتقلين والحط منهم، مع حصانة كاملة. الاعتداءات لا تقتصر على مراكز الاحتجاز – القوات الحكومية وعناصر ميليشيات الشبيحة الموالية للحكومة قاموا أيضاً بالاعتداء الجنسي على النساء و الفتيات خلال مداهمات المنازل واحتلال المساكن، بعض الناجيات لا تتجاوز أعمارهن الـ 12 عاما».
وأشار البيان إلى افتقار البعثة للارتباط الحيادي وافتقاره للتركيز على المحاسبة لكل الجناة. وكانت السيدة بانغورا قد أعلنت أن الهدف العام من الزيارة التي قامت بها إلى الشرق الأوسط هو «مهمة لتقصي الحقائق» تهدف إلى «اكتساب فهم أفضل لاحتياجات السكان النازحين من سوريا المتأثرين بالعنف الجنسي، فضلاً عن حشد الجهات الفاعلة الأخرى للأمم المتحدة لتجهيز دعمهم للناجيات من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع». لكن الموقعين على البيان يعتقدون أن السبل التي نُظمت فيها هذه الزيارة منعت الحيادية في تقصي الحقائق من خلال تسليط الضوء على طرف واحد وبالتالي فشلت في تلبية احتياجات النساء السوريات الناجيات أو أولئك االلواتي ما زلن تحت خطر العنف.
وذكّر البيان أن النظام السوري امتنع عن التعاون مع أي بعثة دولية لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا. و ما زالت لجنة الحقائق المكلفة من مجلس حقوق الإنسان ممنوعة من دخول الأراضي التي يسيطر عليها نظام الأسد، ولهذا فإن حصر توصيات الممثل الخاص بالعنف الجنسي بطلب التعاون من قبل نظام الأسد، ليست واقعية ولا بنّاءة.
وختم البيان بالقول: «على حين نشجع كشف كل الجرائم المروعة التي ارتكبتها داعش أو أي جماعات مسلحة أخرى، فنحن نؤمن بأن تغييب واحد من أهم الجناة والذي نعتقد أنه كان أساساً السبب وراء الصراع والوحيد الذي يدعي السيادة ولديه التزامات دولية، سيكون ذو مفعول عكسي وربما مؤذ للنساء اللواتي لا زلن يعانين في هذا الصراع المستمر. نظام الأسد لا يزال يسيطر على مساحة كبيرة من الأراضي ويستمر بحكمها عن طريق الأجهزة الأمنية المشهورة بسمعتها السيئة والتي تشتهر بالتعذيب وسوء المعاملة والانتهاكات واسعة النطاق. نحن نعتقد أن البيان لم يبين عمق الخطر الذي يشكله نظام الأسد على سلامة ورفاه النساء، سواء اللواتي يعيشن داخل أرضه أو خارجها حيث يكنّ عرضة للاستهداف المنظّم من قبل الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان والتي لديها تأثير غير متناسب على النساء».
دمشق ترفض مبادرة روسية لـ”حكومة وحدة” واسعة الصلاحيات
عبسي سميسم
كشف مصدر مطلع مقرّب من وزارة الخارجية السورية لـ”العربي الجديد”، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، طرح على وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أثناء زيارة الأخير إلى روسيا الأسبوع الماضي، مبادرة تقوم على إنشاء حكومة وحدة وطنية واسعة الصلاحيات، تضم جزءاً من النظام الحالي، والمعارضة السورية (في الداخل والخارج) على أن يتنازل الرئيس السوري عن جزء كبير من صلاحياته لها، وتقود الحكومة فترة انتقالية تنتهي بانتخابات رئاسية. ولا يقتصر الحديث عن معارضين لا يزالون يتواجدون في سورية، بل إن المبادرة تستهدف أيضاً آخرين مقيمين في خارج البلاد.
ورجّح المصدر أن يكون الطرح الروسي عبارة عن مبادرة سعودية نقلها ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على حد قول المصدر. وبحسب المصدر، فإن هذه المبادرة، قدّمت على الأرجح أثناء زيارة محمد بن سلمان إلى موسكو في التاسع عشر من الشهر الماضي، وأنها حصلت بتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، على حد قوله.
ووفقاً للمصدر، فإنّ التهدئة التي حصلت على جبهات القتال من قِبل المعارضة السورية، وخصوصاً في الجبهة الجنوبية، جاءت من أجل إفساح المجال للمسؤولين الروس لطرح المبادرة على النظام السوري.
وكشف المصدر نفسه، أنّ وزير الخارجية السوري عارض بشدة هذا الطرح. وأكد للروس أن النظام السوري سائر في معركته إلى النهاية، وأنه لا يريد من الروس سوى المزيد من الدعم بالسلاح، وهو الأقدر على مكافحة الإرهاب، وأن الغرب هو من سيطلب مساعدته في النهاية. وأكد المصدر أن السبب وراء ضعف فعالية الروس في الضغط على النظام، يعود إلى الدعم الكبير والضغط في آن معاً من قِبل الجناح المتشدد في النظام الإيراني.
كما يبدو أن تصريح الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، لقناة “روسيا اليوم” حول دعم الجامعة لإنشاء حكومة وحدة وطنية وفق بيان جنيف، والذي جاء متناقضاً مع الواقع كون بيان جنيف يدعو لإقامة هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، لم يكن مجرد زلة لسان من العربي.
الفصائل السورية تحتوي محتجّي غوطة دمشق
رامي سويد
تميّزت الإجراءات التي اتخذتها قيادة قوات المعارضة السورية التي تسيطر على غوطة دمشق الشرقية أخيراً بعد الاحتجاجات التي شهدتها مدن وبلدات الغوطة بالتماهي مع المطالب التي نادى بها المتظاهرون، والتي تمثّلت بإطلاق سراح المعتقلين في سجون قوات المعارضة من المتهمين بالانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيم “جيش الأمة”، والذي قامت قوات المعارضة في غوطة دمشق بحلّه بعد اعتقال قياداته والسيطرة على مقراته.
وأصدر جهاز القضاء الموحد التابع مباشرة للقيادة الموحدة لقوات المعارضة في غوطة دمشق الشرقية قبل يومين قراراً يقضي فيه بإخلاء سبيل 65 شخصاً من الموقوفين في سجون قوات المعارضة من عناصر “جيش الأمة”، وجاء في نص القرار الذي حصلت “العربي الجديد” على نسخة منه أن “بعد اطلاعنا في المجلس القضائي على ملفات جيش الأمة المحالة إلينا من قِبَل جيش الإسلام وسماع أقوال الموقوفين ولما كان فيها من القضايا ما يمكن فيه إخلاء السبيل فقد تقرر إخلاء سبيل كل من الأسماء الواردة في البيان”.
وترافق هذا القرار مع مرسوم عفو، أصدره القائد العام للقيادة الموحدة لقوات المعارضة في الغوطة الشرقية، زهران علوش، بعد عودته إلى غوطة دمشق، منح فيه عفواً عاماً عن الجرائم المرتكبة قبل بداية الشهر الحالي لمرتكبي جميع الجرائم الجنائية والجنحية والمخالفات باستثناء المتعاملين مع النظام السوري والتابعين لتنظيم “داعش” وجرائم القتل العمد وجرائم اللواط والتزوير. وأمهل المرسوم الموقع من قائد القيادة الموحدة في غوطة دمشق الشرقية إدارة السجون التابعة لقوات المعارضة ثلاثة أيام لتنفيذ مضمونه وإطلاق سراح المسجونين المشمولين بالعفو في السجون التي تديرها قوات المعارضة.
وجاء هذا المرسوم بعد يوم واحد فقط من عودة علوش إلى الغوطة الشرقية، بعد جولة واسعة قام بها منذ أبريل/نيسان الماضي شملت تركيا والأردن ومناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.
ونشر الحساب الرسمي لـ”جيش الإسلام” عبر موقع على “تويتر” صورة لزهران علوش إلى جانب قيادات في “جيش الإسلام”، مشيراً إلى أن هذه الصورة كانت في اجتماع غداة عودة قائد الجيش إلى الغوطة، وجه من خلاله كلمات ورسائل إلى كافة الفصائل السورية وسيقوم المكتب الإعلامي بنشرها في وقت قريب.
وتخللت اليوم الأول من الاحتجاجات المسائية المستمرة ضد قوات المعارضة في مدن وبلدات مسرابا وحمورية ومديرا وجسرين ودوما وغيرها في غوطة دمشق الشرقية، عملية إطلاق نار على المتظاهرين في بلدة حمورية قضى فيها أحد المتظاهرين، وهو أحد عناصر “جيش الإسلام” السابقين. واتهم المتظاهرون قوات “فيلق الرحمن”، التابع لقوات المعارضة بإطلاق النار على التظاهرة.
وكان المكتب الإعلامي في جيش الإسلام أكبر فصائل المعارضة المنضوية ضمن القيادة الموحدة في غوطة دمشق الشرقية قد أصدر يوم الثلاثاء تسجيلاً مصوراً باسم “قصاص المظلومين من الخوارج المارقين”، يظهر فيه قيام عناصر “جيش الإسلام” بإعدام عناصر من تنظيم “داعش” بينهم سعودي وكويتي وستة عشر سورياً.
وأوضح في الإصدار أن التنظيم شنّ عمليات عسكرية ضد فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية ولم يقاتل نظام بشار الأسد، مستندًا بذلك إلى اعترافات العناصر الذين لقوا حتفهم في نهاية الإصدار، إضافة إلى تسجيلات مصورة وكلمة لأحد مقاتلي “جيش الإسلام” أكدت مشروعية الحكم الصادر عن المجلس القضائي الموحد في الغوطة الشرقية.
وجاء تنفيذ “جيش الإسلام” لعملية الإعدام ضد عناصر “داعش” ليحسم الجدل الذي أثاره طول فترة اعتقال جيش الإسلام عناصر “داعش”، وذلك بالتوازي مع القرارات الصادرة عن قيادة قوات المعارضة في غوطة دمشق الشرقية، والتي يتوقع أن تؤدي تدريجياً إلى تخفيف التوتر في الغوطة وإنهاء التظاهرات التي باتت تخرج بشكل يومي في بلدات الغوطة الشرقية، خصوصاً إذا تم إطلاق سراح الموقوفين الذين طالب السكان بإطلاق سراحهم.
صراع المعابر بالغوطة الشرقية.. قد يشعل حرباً بين الفصائل
صبر درويش
شهدت مدن وبلدات الغوطة الشرقية، شرقي العاصمة دمشق، العديد من التظاهرات والتحركات الشعبية، والتي لم تخرج في هذه المرة ضد نظام الأسد فقط، بل للمطالبة بضرورة تحرك تشكيلات الغوطة العسكرية لفك الحصار المفروض عليها منذ أكثر من عامين. كما طالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين في سجون التوبة التابعة لـ”جيش الإسلام”، كما هتف الناس ضد قائد الجيش زهران علوش، وطالبوه بتحريك جبهات القتال الهادئة منذ أكثر من عام، والتحضير من أجل دخول العاصمة دمشق.
صفحة “المكتب الاعلامي لبلدة حمورية” في موقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك”، أوردت ما قاله الناشط أبو عمر العلي، بإن “الناس في الغوطة الشرقية خرجت للتظاهر من أجل مطالب مشروعة وهي: الإعداد لتحريك الجبهات، والمطالبة بإصلاح القضاء وفصله عن العسكريين، وإطلاق سراح المعتقلين الذين لم تلوث أيديهم بالدماء فقط”.
في الأثناء شهدت مدينة دوما وبلدة مسرابا، تحركات عسكرية كثيفة من قبل “جيش الإسلام”. وقال الناشط عبد المنعم، لـ”المدن”: “تم قطع بعض الطرق الواصلة بين مدينة دوما ومحيطها، ونصبت العديد من المتاريس، وانتشر عليها جنود تابعون لجيش الإسلام، كما اتشرت بعض الحواجز في محيط بلدة مسرابا القريبة من دوما”.
وجاءت هذه التحركات العسكرية، وفق شهود من الغوطة الشرقية، على ضوء تنامي التظاهرات الشعبية في مدن الغوطة والتي سعى “جيش الاسلام” إلى فصل مدنها وبلداتها عن بعضها، من أجل عرقلة حركة المتظاهرين الذين هددوا بالخروج بمظاهرات حاشدة، الجمعة.
وفي السياق، أورد ناشطون أنباء عن مطالبة “جيش الإسلام” من المجلس التابع لبلدة حمورية، بتسليم الشبان الذين تظاهروا قبل بضعة أيام في البلدة، منددين بزهران علوش، ومطالبين بالإفراج عن ذويهم المعتقلين في سجن التوبة التابع لعلوش.
ورغم كل هذه التأويلات، حول الحراك العسكري الجديد لفصائل “جيش الاسلام”، فقد حصلت “المدن” على معلومات تفيد بإن التحركات العسكرية تأتي في سياق تحضير “جيش الإسلام” لاقتحام مقرات وحواجز أحد التشكيلات العسكرية المتواجدة في مدينة حرستا؛ “فجر الأمة”، والذي يعمل إلى جانب “الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام”.
وبحسب المصدر، فإن القائد العسكري لـ”لواء فجر الأمة” أبو خالد الزحطة، يحتكر السيطرة على معبر حرستا، والذي يعد المعبر الوحيد إلى الغوطة الشرقية. وكان الزحطة عبر اجتماع دعا إليه، في أيار/مايو 2015، قد وزّع إدارة المعبر على مجموعة من التشكيلات العسكرية على مدار الشهر بالشكل التالي: “جيش الإسلام” 5 أيام، “فجر الأمة 5 أيام، “الاتحاد الإسلامي” 3 أيام،” جبهة النصرة” 4 أيام، الفعاليات المدنية الباقية 13 يوم. إلا أن المعبر فعلياً بقي محتكراً من قبل الزحطة ولوائه، الذي وجهت له الكثير من الانتقادات من قبل الفعاليات المدنية في الغوطة، متهمة إياه بالفساد واحتكار المعبر لمصلحته الشخصية.
وتشير التحركات العسكرية التي تقوم بها فصائل “جيش الإسلام” اليوم، إلى تكرار السيناريو الذي اعتمده سابقاً، عندما قرر إلقاء القبض على مقاتلي “جيش الأمة” بقيادة أبو صبحي طه. حينها تمكن “جيش الإسلام” فعلياً من مداهمة مقرات “جيش الأمة” وإلقاء القبض على قائده أبو صبحي. وبهذا يستكمل زهران علوش قائد “جيش الإسلام” إحكام سيطرته على الغوطة الشرقية، وإحكام سيطرته على مداخل الغوطة ومخارجها، وهو ما سيعزز من سلطته على سكان الغوطة المحاصرين منذ أكثر من عامين.
داعش يزيد صعوبة العيش في حلب
سالم ناصيف
سرعان ما انعكس الهجوم البري الذي يشنه داعش، والمتناغم مع القصف التمهيدي للنظام ضد مناطق الريف الحلبي على الحياة الاقتصادية في حلب، وزاد من أعباء الحياة المعيشية لسكان أحياء حلب المحررة والبالغ عددهم 450 الف نسمة. وأدى الانقطاع الجزئي لطرق نقل الوقود إلى زيادة في أسعار الخبز من 90 ليرة (حوالي 0.36 دولار) لكل 700 غرام إلى 160 ليرة (حوالي 0.64 دولار)، كما زادت أسعار النقل البري بنسبة 100%، فضلا عن زيادة أسعار المواد التموينية والخضروات التي شهدت ارتفاعاً جنونياً منذ بداية شهر رمضان.
وقالت مصادر “المدن” في حلب أن التنظيم في محاولات توسعه الأخيرة حقق للنظام خدمة كبيرة، بعدما كان الأخير قد عجز قبل عام ونصف، عن قطع طرق الامداد التي لا زالت تشكل متنفساً لمدينة حلب، ومنها طريق حلب – الباب، الذي كان بمثابة الطريق التجاري الذي يغذي أسواق المدينة بالوقود القادم من مناطق سيطرة التنظيم، كما يعتبر الطريق التجاري الذي يغذي أسواق المدينة بالخضار والفواكه القادمة من الريف الشرقي عبر مناطق داعش، وبالتالي فإن انقطاعه سيحرم أسواق أحياء حلب المحررة منها، خصوصا في ظل إغلاق النظام لمنافذ المدينة الواصلة باتجاه الشرق والجنوب والغرب.
من جهة ثانية كان لسيطرة داعش على منطقة أم القرى الواقعة على طريق إعزاز قبل نحو شهر، أن أدى إلى قلة توفر المواد التموينية وارتفاع أسعارها، بعد ما كان هذا الطريق يؤمن عبور المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية المستوردة من تركيا، بالتالي أصبح لزاماً على القوافل المرور من طرق الريف الغربي للوصول إلى أعزاز وهو طريق صعب ومحفوف بكثير من المخاطر.
ولفتت المصادر النظر الى أن انقطاع الوقود عن حلب قد أدى لإقفال العديد من المخابز خلال الأيام الماضية، نتيجة عدم توفر الوقود وغلاء أسعاره في السوق السوداء حتى بلغ 500 ليرة (2 دولار) ثمناً لليتر الواحد بعد أن كان بحدود 30 ليرة (0.12 دولار) وهو في معظمة وقود مستورد من مناطق سيطرة تنظيم داعش، وسمح التنظيم ببيعه لمناطق المعارضة في محاولة منه لتأمين مصادر تمويل تمكنه من إدارة مناطقه وتأمين رواتب عناصره.
وخلال الأيام الماضية دفعت الأزمة التي هددت طرق المواصلات بين حلب وريفها الواقع تحت سيطرة داعش بمجموعة من المنظمات المدنية والهيئات المحلية للاتفاق مع الحكومة التركية التي أخذت على عاتقها مسألة بيع المازوت لمناطق حلب وإدلب، لمدة ستة أشهر بسعر 2 ليرة تركية ( حوالي 0.13 دولار) بينما يباع المازوت في داخل تركيا بسعر 25.4 ليرة تركية أي ما يعادل 1.7دولار، ولكن المازوت التركي بقي عالقاً عند الحدود .
ويسعى تنظيم داعش إلى استكمال مخطط حصار حلب الذي بدأه نظام الأسد، من خلال إطباق حصاره العسكري والاقتصادي على مناطق الريف الواقع تحت سيطرة الجيش الحر، والذي لا زال يعتبر المتنفس الوحيد الذي يؤمن طرق امداد أحياء مدينة حلب المحررة، بالوقود والمواد التموينية، وذلك عبر سلسلة هجمات بدأ التنظيم بشنها منذ قرابة الشهر، مستهدفاً من خلالها بشكل رئيسي المناطق الواقعة على طرق المواصلات الحيوية في الريف الشمالي.
من جهة ثانية نجحت فصائل الجيش الحر في تأمين سلامة الطريق الذي تسلكه قوافل السلع الأساسية والمحروقات القادمة من الريف الحلبي إلى مدينة حلب، بعد أيام من الانقطاع نتيجة اندلاع الاشتباكات التي هددت سلامة القوافل وأسفرت عن انقطاع طرق سير مركبات شحن الوقود لأيام.
وجرت محاولات تسلل داعش إلى قرية الوحشية أثناء سماحه لسيارات نقل المحروقات المرور من مناطق سيطرته إلى المناطق المحررة. واستغل داعش ذلك في أن أدخل مقاتليه مع رتل الشاحنات، لكن الجيش الحر تنبه لذلك وأحبط محاولاتهم، بعد أن كانوا قد أتخذوا من سائقي الشاحنات دروعاً بشرية، علماً أن طيران النظام قام قبل ذلك بساعات بقصف مناطق في مدرسة المشاة ومحيطها. وسبق ذلك أيضاً أن قام الطيران الحربي بقصف قريتي حربل وأحرص المحاذيتين لقرية أم حوش في محاولة لتمهيد الطريق أمام داعش للسيطرة عليها، تمهيدا لحصار مدرسة المشاة وقرى جبها وكفر صغير وبابني والمنطقة الحرة والمسلمية التي ترابط عليها فصائل الجيش الحر وتؤمن استمرار فتح الطريق الواصل بين حلب وريفه.
سوريا:إستخدام البراميل “مسألة فنية”..وواشنطن تعلن مقتل الحرزي
رفضت سوريا، الخميس، قراراً لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يستنكر سجلها في تكتيكات القصف الجوي، موضحةً إن استخدام البراميل المتفجرة مسألة “فنية” لا شأن للمجلس بها. والقرار يستنكر استخدام الأسلحة الكيماوية مثل غاز الكلور، واستخدام السلطات السورية للذخائر العنقودية والصواريخ “البالستية” والبراميل المتفجرة.
وقال السفير السوري، إن منتقدي دمشق “منافقون يساندون الإرهابيين على الأرض السورية”، مضيفاً إن القرار “انتقائي ومتحيز”. وقال إن محاولة هؤلاء المنتقدين إقحام مجلس حقوق الإنسان في أجنداتهم السياسية “باستخدام ذرائع ملفقة مثل الوضع الإنساني، وما يسمى استخدام البراميل المتفجرة، هو سلوك ينتقص من مصداقية المجلس وجديته ويدفعه إلى التدخل في مسائل فنية”.
وقال السفير البريطاني جوليان بريثويت، الذي قدم مشروع القرار، إن النص كان محل مشاروات موسعة، وحض الأطراف المتحاربة جميعها على مراعاة حقوق الإنسان وإنهاء العنف والالتزام بالقانون الدولي. وصدر القرار بموافقة 29 صوتاً واعتراض ستة أصوات وامتناع 12 عضواً عن التصويت.
ورفضت روسيا القرار وقال ممثلها في المجلس إن القرار “مبادرة أخرى مناهضة لسوريا في المجلس”، وإن المتشددين من تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” هم أكبر مشكلات سوريا، مضيفاً أن القرار يجب أن يعكس ذلك ويدعو الحكومة السورية والمعارضة المعتدلة إلى “مكافحة الإرهابيين”.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، الخميس، مقتل القيادي في تنظيم “الدولة الإسلامية” طارق بين طاهر العوني الحرزي، وذلك في غارة جوية للتحالف في سوريا. وقال المتحدث باسم الوزارة جيف ديفيس، إن الحرزي قتل “في غارة للتحالف يوم 16 يونيو/حزيران في غارة على منطقة الشدادي” بمحافظة الحسكة. وأضاف المتحدث أن الحرزي كان مكلفاً بجمع تمويلات وتجنيد مسلحين للقتال مع تنظيم “الدولة”. وأوضح أنه شارك في شراء أسلحة ونقلها من ليبيا إلى سوريا. ورأى المتحدث أن “مقتله سيقلص من قدرة تنظيم الدولة على إدماج مقاتلين أجانب بالمعارك بالعراق في سوريا وعلى نقل مسلحين وأسلحة بين سوريا والعراق”.
وقال مسؤول أميركي كبير في مجال الدفاع، إن طارق الحرزي تونسي الجنسية، وعليه حكم غيابي في تونس بالسجن 24 عاماً بتهمة الضلوع في الإرهاب. وقام الحرزي بتجنيد وتسهيل سفر المقاتلين لـ”داعش” منذ عام 2013. وتم تعيينه أمير داعش لمنطقة الحدود بين سوريا وتركيا. وبهذه الصفة كلفته “داعش” باستقبال المقاتلين الأجانب المجندين الجدد وتوفير التدريب لهم على الأسلحة الخفيفة قبل إرسالهم إلى سوريا. قام هو والعديد من أعضاء مجموعة حدود “داعش” بمساعدة المقاتلين الأجانب من المملكة المتحدة وألبانيا والدنمارك. واعتباراً من أوائل عام 2014 قام الحرزي أيضاً بتجنيد أشخاص من شمال أفريقيا لـ”داعش”.
وكانت الخارجية الأميركية أعلنت عن مكافأة بقيمة ثلاثة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه. وأفادت بيانات الخارجية أنه اعتباراً من أواخر عام 2013 كان الحرزي أمير تنظيم “الدولة” للانتحاريين وشخصية رئيسية في شبكة تسهيل لعبت دوراً محورياً في الهجمات الانتحارية، وأجهزة المتفجرات المرتجلة، التي توضع في المركبات في العراق. وعمل الحرزي للمساعدة في جمع الأموال من الجهات المانحة لـ”داعش”. وفي شهر أيلول/سبتمبر 2013 قام بترتيب استلام ما يقرب من 2 مليون دولار، وفي منتصف عام 2013 كان الحرزي قائد العمليات الخارجية لـ”داعش”، وأمر عناصره بالتخطيط لعملية كبيرة تستهدف قائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. في يوم 24 أيلول/سبتمبر 2014 قامت وزارة المالية في الولايات المتحدة بتحديد الحرزي بأنه إرهابي عالمي.
من جانب آخر، نفى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، وجود خطط فورية لأي تدخل عسكري في سوريا. وأكد أوغلو أن تركيا اتخذت إجراءات لحماية حدودها، وهناك أوامر بالتحرك إذا استجدت أي ظروف عبر الحدود تهدد الأمن التركي، لكن يجب ألا يتصور أحد أن تركيا ستدخل سوريا غداً أو في المستقبل القريب. وأضاف أن قوات النظام السوري تتعاون مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في مهاجمة المعارضة المعتدلة، في حلب. وقال أوغلو إن السوريين في حلب لن يحصلوا على الإمدادات الأساسية، مثل الطعام والدواء إذا أدى القتال إلى تقسيم المدينة، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي إلى تدفق جماعي جديد للاجئين إلى تركيا التي تستضيف بالفعل أكثر من 1.8 مليون لاجئ سوري.
وأضاف رئيس الوزراء التركي أنه إذا حدث أي شيء من شأنه تهديد الأمن التركي، فسوف تتحرك تركيا على الفور ولن تنتظر حتى الغد. ولكن من الخطأ التوقع بأن تركيا ستقوم بمثل هذا التدخل الأحادي الجانب في الوقت القريب، ما لم تكن هناك مخاطر.
وفي حلب، أعلنت فصائل معارضة مسلحة، عن تشكيل غرفة عمليات باسم “أنصار الشريعة”، لـ”نصرة أهالي حلب والثأر للمستضعفين من الأطفال والنساء الذين سفكت دماؤهم بغير حق”. وأشارت الغرفة في بيان لها، إلى أن الهدف منها هو: “تحرير مدينة حلب وريفها والسعي مع الفصائل العسكرية لوضع ميثاق مشترك حول إدارة حلب بعد تحريرها من قوات النظام وفق الشريعة الإسلامية”. وتضم غرفة العمليات الجديدة كلاً من “جبهة النصرة” و”جبهة أنصار الدين” و”حركة مجاهدي الإسلام” و”أنصار الخلافة” و”حركة أحرار الشام الإسلامية” و”كتيبة التوحيد والجهاد” و”الفوج الأول” و”كتائب أبو عمارة” و”كتائب فجر الخلافة” و”سرايا الميعاد” و”كتيبة الصحابة” و”جند الله” و”لواء السلطان مراد”.
واندلعت اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة في حي الخالدية بمدينة حلب، وسط قصف للمعارضة بقذائف الهاون على مناطق تمركز قوات النظام. كما قصفت فصائل المعارضة بعدد من الصواريخ المحلية الصنع، مواقع تمركز قوات النظام في قرية باشكوي بريف حلب الشمالي. في حين شن طيران النظام الحربي غارات جوية على طريق الكاستيلو شمالي حلب.
وقال الناطق الرسمي في غرفة عمليات “فتح حلب” الرائد ياسر عبد الرحيم، لوكالة “السورية نت” أن مقاتلي المعارضة “استطاعوا خلال الساعات القليلة الماضية تحرير عدد من النقاط والحواجز التي تتمركز بها قوات الأسد من بينها كتلة المعامل، بيوت مهنا، أطراف المياه والنسق الأول لجمعية الزهراء”. وأوضح عبد الرحيم أن “كافة الجبهات مشتعلة كجبهة البحوث، ومدفعية الزهراء والجوية”. وقال المتحدث الإعلامي “لألوية الحمزة” التابعة لـ”فيلق الشام”، عبد الرحمن الخطيب، لـ”السورية نت”، إنه تم تدمير دبابة ومدفع 23 داخل جمعية الزهراء والتي تتحصن داخلها قوات النظام، مضيفاً أنه “تم استهداف كل من كتلة المعامل وبيوت مهنا بمدفع جهنم وقذائف الهاون محققين فيها إصابات مباشرة وخسائر بالعتاد والأرواح في صفوف النظام”. ومن جهتها، شنت قوات النظام غارات جوية كثيفة، الجمعة على مواقع في مدينة حلب.
وفي الحسكة، سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على حي الزهور ومساكن الضباط ودوار البانوراما الإستراتيجي في المدينة، وذلك بعد انسحاب قوات النظام ومليشياته نحو مركز المدينة. وسيطر عناصر التنظيم على حاجز البانوراما، الخميس، بهدف محاصرة البوابة الجنوبية وسجن الأحداث القديم وشركة الكهرباء التي تتمركز فيها قوات النظام، وربط خط دعم وإمداد مباشر من أهم معاقل التنظيم في الشدادي جنوباً نحو حي غويران ومنه إلى حي النشوة في مدينة الحسكة، بحسب موقع “الجزيرة نت”. في حين أحرزت قوات النظام والمليشيات المساندة لها تقدماً في كل من حي غويران الشرقي والنشوة الشرقية وحي العزيزية، بعد قصف عنيف من قبل الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة، والقصف براجمات الصواريخ التي يستخدمها النظام في المدينة للمرة الأولى منذ اندلاع الاشتباكات. وتحدثت “وكالة أعماق” التابعة لتنظيم “الدولة” عن مساندة طيران التحالف الدولي لقوات النظام السوري في معارك الحسكة.
صدى تقصي الحقائق بتل أبيض يتردد بالائتلاف السوري
كمال شيخو
بعد سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية بالتحالف مع تشكيلات من الجيش السوري الحر على تل أبيض شمالي مدينة الرقة، وجهت اتهامات للقوات الكردية بتنفيذ عمليات تهجير، مما دفع الائتلاف الوطني السوري إلى تشكيل لجنة للتحقيق في وقوع انتهاكات.
وأصدرت اللجنة بيانا يوم 27 يونيو/حزيران الماضي أكدت فيه أن “أغلبية عمليات النزوح الجماعي حدثت قبل دخول قوات الحماية الكردية إلى تل أبيض ومحيطها بسبب التهديدات التي كانت تصلهم وأنباء مروعة عن انتهاكات وقعت بريف الحسكة”. ومع ذلك أكد البيان حصول عمليات تهجير لقرى عربية وتركمانية بقوة السلاح.
وأضاف البيان “في أماكن عديدة تم الاستيلاء على الآليات والمواشي والمحاصيل الزراعية، وسرقة المنازل، وكتابة عبارات عنصرية ضد العرب على الجدران”.
غير أن كتلة المجلس الوطني الكردي في الائتلاف أصدرت بيانا شكك في صحة تقرير اللجنة، وقال “إن أقدام اللجنة لم تطأ البلدة”.
بيان تشكيك
ويشرح المحامي مصطفى أوسو عضو المكتب السياسي للحزب الكردستاني ونائب رئيس الائتلاف أنه بعد تشكيل اللجنة وظهور الأسماء “بدا واضحا استئثار أعضاء الائتلاف والحكومة المؤقتة بها، وخلوها من أسماء منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، مما يخالف الشروط المتفق عليها منذ تأسيسها”.
وأضاف أوسو للجزيرة نت “كان على اللجنة قبل إصدار تقريرها القيام بزيارة المنطقة والاطلاع على الواقع الميداني، والتحدث إلى السكان المدنيين من مختلف المكونات”، خاصة في المناطق التي أثار الإعلام قضية وجود حالات تهجير لسكانها.
بدوره، فند الأمين العام للائتلاف السوري محمد يحيى مكتبي كلام أوسو، وشرح كيفية اختيار رئيس اللجنة رياض الحسن أسماء أغلبيتها من المتخصصين والقانونيين والحقوقيين.
وفي لقاء مع الجزيرة نت ذكر مكتبي أن من بين توصيات اللجنة تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق، مشيرا إلى أنه “حين يكون الأمر بعهدة الأمم المتحدة يغلب الظن على أنها أكثر حيادية”، ولن تميل في تقريرها إلى أحد، “فالأمر يحتاج إلى مزيد من التحقيق والبحث والتقصي لإجلاء الحقيقة”.
وحددت الهيئة السياسية للائتلاف مدة شهر لأعضاء اللجنة لإعداد التقرير، لكنها مُنعت من الدخول إلى تل أبيض، وحدث انقسام داخلها أدى إلى انسحاب عضو فيها هو محمد ملا رشيد ممثل المجالس المحلية لمحافظة الحسكة في الائتلاف السوري.
وأوضح ملا رشيد أن أعضاء اللجنة اتفقوا على شرطين: الأول “ألا تصدر اللجنة أي تقرير أو بيان حتى انتهاء عملها وبعد التحقق من الشهادات في الداخل”، والثاني أنه “يجب مرور أي بيان على جميع أعضاء اللجنة قبل صدوره، وما حدث أن التقرير صدر دون علمي وتمت قراءته على وسائل الإعلام”.
الاستماع للنازحين
وكشفت عضوة الهيئة السياسية في الائتلاف وعضوة اللجنة نورا الأمير للجزيرة نت أن “ملا رشيد جاء في اليوم الثاني من بدء عمل اللجنة، وترك العمل قبل 48 ساعة”.
وقالت نورا “كنا نقوم بفرز استمارات الاستبيان عند انتهاء كل يوم بحضور جميع الأعضاء، باستثناء ملا رشيد الذي لم يكن يكتب أي شيء أو يدون ملاحظات لدى الاستماع للنازحين”.
ولكن ملا رشيد أكد أن اللجنة من خلال استماعها لشهادات النازحين “لم تثبت أو تؤكد أي حالة تهجير قسري من قبل وحدات الحماية، واستند التقرير إلى إشاعات على موقع فيسبوك، وتهديدات هاتفية لم يتم التأكد منها أيضا”.
وترد نورا قائلة إن “جميع الشهادات مدونة إلكترونيا ومحصورة عند رئيس اللجنة، فالكثير من الأهالي وثقوا بنا وأكدوا وقوع الانتهاكات”.
وأشارت إلى أنهم “طلبوا عدم نشر أسمائهم خوفا من الملاحقة أو من الانتقام من ذويهم في مدينة الرقة، أو خوفا من الانتقام أثناء عودتهم إلى المنطقة التي باتت خاضعة لسيطرة القوات الكردية”.
غارات بالزبداني وحلب بعد تقدم المعارضة
تعرضت أحياء مدينة الزبداني بريف دمشق لغارات وقصف مدفعي كثيف من قوات النظام السوري بعد سيطرة المعارضة المسلحة على حواجز عدة بالمدينة، كما ألقى النظام البراميل المتفجرة على حلب بعد سيطرة المعارضة على مواقع إستراتيجية غربيها.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الطائرات الحربية التابعة للنظام شنت غارات على الزبداني تزامنا مع قصف مدفعي كثيف. وكانت طائرات النظام قد ألقت 58 برميلا متفجرا على المدينة. وبث ناشطون تسجيلا مصورا يظهر آثار القصف والغارات الجوية على الزبداني.
يأتي هذا التصعيد من قبل النظام بعد سيطرة المعارضة المسلحة على عدد من الحواجز في مدينة الزبداني، ومقتل عدد من قوات النظام وحزب الله اللبناني.
فقد أكدت المعارضة سيطرتها على حاجز الشلاح ومعمل الثلج ومطعم التنور وحاجز القناطر، وقالت إنها أسقطت 15 قتيلا من حزب الله وعددا آخر من جيش النظام وقوات الدفاع الوطني.
من جهتها قالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن طائرات الجيش دمرت مستودعي ذخيرة ومصنعا للصواريخ ومدفعا مضادا للطائرات وسيارات مزودة برشاشات، وقتلت عشرات من المسلحين في محيط مدينة الزبداني.
معارك حلب
وفي حلب (شمالي سوريا)، قالت المعارضة السورية المسلحة إن مقاتليها سيطروا على مركز الدراسات والبحوث العلمية غربي مدينة حلب بالكامل بعد اشتباكات سقط خلالها العشرات من الطرفين.
وبعد قصف مدفعي، تمكنت فصائل تابعة لغرفة عمليات “فتح حلب” من السيطرة على مقر المركز الواقع غربي المدينة بالكامل، والذي كانت قوات النظام قد اتخذته ثكنة عسكرية كبيرة.
وكانت فصائل تابعة لغرفة عمليات “أنصار الشريعة” قد بثت صورا لاشتباكات عنيفة خاضتها ضد قوات النظام في حيي جمعية الزهراء والخالدية غربي حلب، وقد أعلنت الغرفتان الخميس بدء معركة لاسترجاع الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام بالمدينة.
وتحدث إعلام النظام السوري عن إحباط الهجوم على جمعية الزهراء حيث يوجد فرع المخابرات الجوية، دون أن يأتي على ذكر الهجوم على مركز البحوث العلمية الذي يعتبر مركزا عسكريا بالغ الأهمية في المنطقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 35 عنصرا في صفوف المعارضة قتلوا في حلب جراء غارات النظام على مواقع الاشتباك.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الطيران الحربي التابع للنظام نفذ الجمعة أكثر من عشرين غارة على منطقة الراشدين المتاخمة لمركز الدراسات والبحوث العلمية والتي كانت المعارضة قد سيطرت عليها يوم 17 يونيو/حزيران الماضي.
من جهة ثانية، أكدت وكالة مسار برس سقوط قتلى وجرحى إثر إلقاء طيران النظام برميلا متفجرا على حي بستان القصر في حلب، وأضافت أن عشرين قتيلا من المدنيين سقطوا في القصف بمناطق عدة من المحافظة، وأن ١٥ عنصرا من قوات النظام قتلوا أثناء المعارك.
مقاتلون أجانب تحت راية الأكراد بسوريا
كمال شيخو-شمال سوريا
يكثر الحديث عن المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن بالمقابل هناك أجانب يقاتلون هذا التنظيم ضمن صفوف وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا.
المقاتل الصيني شاو -الذي يكنى بين زملائه بـ”سيبان”- يروي أنه طالع قبل ستة أشهر خبرا بإحدى الصحف في بلاده عن مواجهة الوحدات الكردية في عين العرب (كوباني) مقاتلي التنظيم، مما دفعه إلى السفر والالتحاق بها للدفاع عن المدينة المحاذية للحدود مع تركيا.
كذلك، قرر الكندي غوردي السفر لسوريا والقتال إلى جانب الأكراد بعد مشاهدته مقاطع ذبح صحفيين أجانب ومتطوعين في الإغاثة على يد عناصر تنظيم الدولة بداية العام الجاري، حسب روايته.
غوردي لم ينكر أن دعاية تنظيم الدولة أصابته بالرعب في البداية، لكن ذلك كان كافياً بالنسبة له وللكثيرين من زملائه من المقاتلين الأجانب للمجيء إلى سوريا ومحاربة هذا التنظيم.
عدالة الحرب
وفي حديث للجزيرة نت، قال غوردي إن وجوده مع بضعة أجانب ضمن الجبهة المضادة لتنظيم الدولة قد لا يكون أمراً ذا أهمية من الناحية العسكرية لكنه يدل على عدالة الحرب.
وكشف غوردي أن عائلته تتواصل معه باستمرار وتحثه على العودة إلى بلاده والخروج من هذه الحرب، فهو “ليس طرفا فيها”. لكنه قال “أنا مصمم على الاستمرار في القتال”.
وعن ظاهرة التحاق مقاتلين أجانب بوحدات الحماية الكردية، قال حاجم -وهو من أبناء بلدة رأس العين بغرب الحسكة- إنهم يسمعون عن المقاتلين الأجانب، “ولكن قلما نشاهدهم بين المدنيين لأنهم يقاتلون على الجبهات”.
ولم يخف خشيته من مضاعفة أعدادهم على غرار التحاق مقاتلين أجانب بتنظيم الدولة.
وذكر المقاتل الصيني شاو (23 عاماً) أن عائلته تتفهم وجوده في سوريا وتشجعه على الاستمرار في القتال إلى جانب الأكراد ضد تنظيم الدولة.
وقال إن والده حثه في آخر مكالمة معه على المثابرة، “وقال لي استمر في قتالك يا بني”. وأضاف أن كلمات والده بثت فيه الشجاعة وأنه سيبقى في سوريا حتى تنتهي الحرب.
جنسيات غربية
وعن أعداد المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى صفوف وحدات حماية الشعب الكردية، كشف المتحدث الرسمي باسمها ريدور خليل أنهم يبلغون 200 عنصر من جنسيات غربية.
ويروي مور -وهو طبيب إسباني- أنه بعد أن أنهى دراسته الجامعية التحق مع زميله في بداية مارس/آذار الماضي بنقطة طبية ميدانية بمدينة رأس العين لإسعاف وعلاج المقاتلين المصابين.
وقال للجزيرة نت إن هذه أول حرب يشارك فيها بوصفه طبيبا ميدانيا، ويروي أنه عندما يسمع هدير الطيران وصوت قذائف الهاون يشعر بالخوف.
ولكنه يستدرك “عندما أفكر بأن هناك مقاتلاً قد يسقط جريحاً في أي لحظة ويجب علاجه أتحرر من الخوف لأقوم بواجبي”.
ويضيف “بعد إجراء عمل جراحي لمقاتل مصاب ونقله لمكان وجود المرضى أُشرف عليه وأتابع رعايته الصحية، مما يعطيني فرصة لسماع قصصهم”، وأشار إلى أنه فقد صديقه في الحرب الدائرة ضد تنظيم الدولة.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن مقتل تسعة أجانب كانوا يقاتلون إلى جانب وحدات الشعب الكردية.
وأوضح أن آخر هؤلاء القتلى كان الأسترالي ريس هاردينغ، “حيث قتل في إحدى المعارك التي كانت تخوضها القوات الكردية ضد تنظيم الدولة في الريف الغربي لمدينة الحسكة”.
سوريا.. النظام يبدأ هجوما واسعا على الزبداني قرب لبنان
دبي – قناة العربية
ذكرت قناة المنار التابعة لحزب الله، اليوم السبت، أن الجيش السوري والجماعات المتحالفة معه بدأوا هجوما واسعا على مدينة الزبداني قرب الحدود اللبنانية.
سيطر مسلحو الفصائل المعارضة على حواجز عسكرية ومبان للنظام بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد ومسلحي حزب الله على جبهة الزبداني.
وتم إعلان معركة الزبداني جنوب القلمون في ريف دمشق عن طريق الإعلام المقرب من ميليشيات حزب الله في بيروت. المدينة المحاصرة منذ ثلاثة أعوام عادت البراميل المتفجرة لتدمر أحياءها، وتقتل الأحياء من المدنيين في بيوتها.
وحشدت ميليشيات حزب الله قواتها قرب الزبداني، وتحديدا من طرفها الغربي الشمالي المؤدي إلى القلمون الأوسط في رنكوس وسهلها، بحسب شبكة “سوريا مباشر”.
وقام الثوار بهجوم استباقي لمنع عناصر ميليشيات حزب الله من قطع الطريق بين الزبداني والقلمون.
وردت قوات النظام وميليشيات حزب الله على هجوم الفصائل المسلحة بإمطار الزبداني بعشرات البراميل المتفجرة وغارات الطيران وقذائف القصف المدفعي، بحسب المرصد السوري.
وتأتي معركة الزبداني إثر أسابيع من إيقاف ميليشيات حزب الله لعملياتها في القلمون التي سيطرت فيها على تلال استراتيجية.
توقف معارك القلمون رافقه توقف الظهورات الإعلامية شبه اليومية لزعيم حزب الله حسن نصر الله.
ونقل حزب الله معركة القلمون من شمالها القريب لبلدة عرسال اللبنانية إلى الزبداني المحاذية للبقاع الأوسط، وأوقف تحرك قواته باتجاه فليطا رغم تهديده بإنهاء قوات جيش الفتح في تلك المنطقة.
ويتخوف حزب الله من تقدم المعارضة في الجبهة الجنوبية القريبة من الزبداني، محاولاً فصلها عن القلمون.
واعتبرت مصادر في بيروت أن تقدم مقاتلي الجبهة الجنوبية إلى الزبداني والقلمون سيؤدي إلى نقل الحرب إلى الحدود اللبنانية، وحصار العاصمة السورية بالكامل، وفصلها عن إمداد ميليشيات حزب الله.
شتائم ولعنات على الألف ليرة أطاحت بصورة حافظ الأسد
لندن – كمال قبيسي
أسباب استبدال ورقة الألف ليرة بجديدة خالية من صورة لحافظ الأسد كانت على القديمة، لم تكن التي ذكرتها السلطات المالية في سوريا، بل هي شتائم ولعنات متنوعة كان سوريون يكتبونها عليها كلما وصلت إلى أياديهم ممهورة بوجه الرئيس الراحل، وهو ما يؤكده رجل أعمال سوري التقته “العربية.نت” أمس الجمعة في لندن التي يغادرها الاثنين إلى بلد أوروبي آخر.
يقول إن الألف القديمة “أتعبت السلطات كثيرا منذ بدأت الثورة على النظام، فعليها كان يقرأ من تصل إلى يديه شتائم كثيرة يكتبها معارضون عن الأب الراحل وابنه الرئيس الحالي، وكان من يخشى العواقب يعالج أحرف العبارات القصيرة بطريقة لا تعد معها مقروءة، أو يرفض استلامها، لكن آخرين كانوا يجددون عليها ما يهين، إلى درجة أن البنك المركزي سحب الآلاف منها من التداول بالأسواق، حتى قرر العام الماضي استبدالها بخالية من الصورة، ونفذ قراره منذ أسبوع” وفق تأكيده.
ورقة الألف الجديدة صدرت منذ أسبوع، وورقة الـ 500 ليرة جديدة أيضا وصدرت العام الماضي
عبارات مهينة من 3 أو 4 كلمات على الأكثر
والعملة الورقية من فئة 1000 ليرة، هي الوحيدة الممهورة بصورة الأسد الأب بين المتداولة الآن في الأسواق السورية، وأكبرها لجهة القيمة أيضا، وهي فئات 50 و100 و200 و500 ليرة، والأخيرة تم إصدار فئة جديدة منها العام الماضي بدل القديمة، وتنشر “العربية.نت” صورتها، إضافة لصور بقية الفئات، وأهمها التي نالها وحدها جحيم الغضب الشعبي بين العملات الورقية، فأشبعها السوريون شتائم ولعنات، وهي الألف ليرة القديمة، لأنها وحدها كانت تحمل صورة الرئيس الراحل.
أما الجديدة التي بدأ التداول بها منذ الأربعاء الماضي، فاحتلت مكان وجه الأسد الأب فيها صورة لمدرج “بصرى الشام” الأثرية، وهي المدينة التي سقطت منذ شهرين بيد المعارضة السورية المسلحة.
بين ما قاله رجل الأعمال السوري، بعد أن طلب عدم ذكر اسمه، أن الرئيس بشار الأسد هو من أمر فعلا بإزالة صورة أبيه عن الألف القديمة “لأن أحدا بالطبع لا يجرؤ على ذلك غيره” مضيفا أن بعض الشتائم واللعنات “هي مما لا يمكن لابن أن يتحمله عن أبيه” وأعطى أمثلة عنها، وجدتها “العربية.نت” مهينة فعلا وتتعدى أي محظور، ومعظمها من 3 أو 4 كلمات على الأكثر، وأحيانا كلمتين فقط، لكن نوعهما “زقاقي وشوارعي” من الأسوأ، وكان صعبا بث صورة عن إحداها من سوريا عبر البريد الإلكتروني.
هذه الفئات الخالية من صورة الأسد الأب لم يتم ابدالها بجديدة، مع أن معظمها مهتريء أيضا
لماذا تم استبدال الألف ليرة وحدها؟
وكانت معلومات، مصدرها رسمي، كما وخبراء بالعملات أيضا، أشارت في أواخر 2014 والأشهر الماضية من هذا العام، إلى شكاوى عامة من بعض السوريين “من اهتراء عملتهم بسبب فرط استخدامها خلال مدة طويلة، وبسبب الفئران والرطوبة” فباتوا يعانون من صعوبة إبدالها بجديدة “لأن ضوابط بنك سوريا المركزي تحتّم التأكد من أن التلف الحاصل للورقة النقدية ليس متعمدا” وفق ما طالعت “العربية.نت” بوسائل إعلام النظام.
تمضي المزاعم فتذكر، أنه للسبب أعلاه كلّف “مصرف سورية المركزي” لجنة لتحديد أسباب التشوه والاهتراء في العملة، فخرجت بجملة أسباب، أهمها الحرائق والماس الكهربائي وقذائف المجموعات الإرهابية المسلحة والقوارض والصدأ وسوء التخزين والرطوبة وتسرب المياه، فبهتت ألوانها وتغير ملمسها، مما خلق مشكلات كثيرة بين التاجر والمستهلك” بحسب الزعم الرسمي.
ورد رجل الأعمال السوري، فقال: “لو كان اهتراء العملة الورقية القديمة وتشوهها هو وحده سبب طباعة ألف ليرة سورية جديدة، فلماذا أزيلت عنها صورة الرئيس الراحل حافظ الأسد اذن ؟ ولماذا تم استبدال الألف ليرة وحدها، وبقيت الأوراق القديمة من فئة 50 و100 و200 قيد التداول، علما أنها مهترئة أكثر من الألف المتداولة أقل منها بأيدي السوريين”؟.
مقتل 25 عنصراً من النصرة بتفجير مسجد في إدلب
بيروت- فرانس برس
قتل 25 عنصراً من جبهة النصرة الجمعة في انفجار استهدف مسجد سالم في مدينة أريحا بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا في وقت الافطار، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. ولم يعرف سبب الانفجار. وكانت حصيلة أولى تحدثت عن مقتل 23 عنصرا.
وتوقع مدير المرصد ارتفاع حصيلة القتلى، مشيراً إلى وقوع عشرات الجرحى بينهم مدنيون.
وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية الناشطة على الأرض في بريد الكتروني عن وقوع قتلى مدنيين. وأوضحت أن المسجد يقع في غرب المدينة، وأن الانفجار “تزامن مع وقت أذان المغرب خلال افطار جماعي جمع المئات من المدنيين وعناصر جبهة النصرة”.
وسيطرت جبهة النصرة ومجموعة من الفصائل المقاتلة الأخرى في نهاية مايو على مدينة أريحا التي كانت أحد آخر مواقع النظام في محافظة ادلب.
الأسد ينفق الملايين لإغراء الشبّان بالتطوع في جيشه
العربية.نت – عهد فاضل
قام رئيس مجلس الوزراء السوري وائل الحلقي، بزيارة إلى بعض القطعات العسكرية التابعة لجيش النظام السوري، في خطوة وصفت بالدعائية لإقناع مزيد من الشبان السوريين الفارين من الخدمة، للالتحاق بجيش الأسد.
وسبق زيارة رئيس الوزراء، زيارة كان قام بها وزير الدفاع، يراها المراقبون “روتينية” كونها تأتي في سياق ذي صفة لأنه المسؤول الأرفع في الجيش. أمّا عن زيارة رئيس الوزراء، فبدون صفة، كما يراها عارفون بالقانون العسكري. لأن رئاسة الوزراء منصب مدني، ويندر في سوريا أن يقوم مسؤول مدني بزيارة قطعات عسكرية، إلا من باب الدعاية لتطويع مزيد من الشبان “المترددين” أو الفارين الهاربين من الخدمة، بسبب هزائم النظام المتوالية في كثير من المناطق، وارتفاع عدد قتلاه يوميا.
وتربط مصادر، ما بين زيارة وائل الحلقي، والدعوات إلى تطويع مزيد من السوريين الرافضين للخدمة في جيش النظام. إذ تشهد العاصمة دمشق، وبعض مناطق حلب التي لا يزال يسيطر عليها النظام، وفي جميع قرى ومدن الساحل السوري، مزيدا من الدعوات الإعلانية لإلحاق شبان سوريين إلى جيش النظام. وذلك من خلال مطبوعات إعلانية وملصقات كبيرة، تحث الشاب السوري على المقاتلة الى جانب جيش الأسد.
الدعم الإيراني فقط لكبار الضباط ولا يصل الى هذا المجنّد أبداً
الدعاية تتوسّل الذكور والإناث للقتال مع الأسد
وانتشرت في الآونة الأخيرة، حملة إعلانية دعائية لتطويع السوريين للقتال في جيش الأسد. وشملت الدعاية الجنسين، الذكور والإناث. وتم التركيز في المنشورات والمصوَّرات الدعائية على عبارة “شو ناطر؟” (ماذا تنتظر؟) وكذلك استخدام صور الأمهات والأطفال في وضعية “التوسُّل”. وبعد عبارة “شو ناطر؟” تأتي عبارة “التحقوا بالقوات المسلحة”.
وأكدت مصادر من داخل العاصمة السورية، ومن محافظة اللاذقية، أن عدد الملصقات الدعائية كبير للغاية، إذ يوجد “ستاند” مدفوع الأجر في كل 5000 متر مربع، أو 7000 متر مربع في بعض المناطق. ما يعني أن العدد الفعلي غير قابل للإحصاء بسبب الانفاق الهائل على الدعاية والتي تتم طبعا من خزينة الدولة.
أمّا بخصوص دفع النساء للتطوع في جيش الأسد، فيتم التركيز على امرأة أو أكثر ممن وصلن إلى رتب عسكرية عالية، واستخدامهن للإيحاء والترغيب بأن تنخرط المرأة في جيش النظام.
35 دولاراً ووجبة طعام ساخنة للمتطوّع!
وكان رئيس الوزراء وائل الحلقي، قد وعد بمكافأة يبلغ مقدارها 35 دولارا لكل متطوع مقاتل على خطوط التماس، مع وعد بوجبة ساخنة تصله إلى مقر خدمته العسكرية.
في الوقت الذي عبّر فيه كثيرون من أنصار الأسد عن حنقهم لما وصلت إليه مخصصاتهم المالية وحصصهم الغذائية. فقد نشر بعضهم صورة لبعض حبات البطاطس، تبلغ حوالي 2 كيلوغرام، وحبة باذنجان واحدة، وأربع حبات طماطم، وقالوا إنها “مخصصات لعدة جنود لمدة أسبوع كامل” ألمحوا فيه إلى “الفساد” المستشري في المؤسسة العسكرية والذي طاول ويطاول مخصصات الجنود من الطعام.
وتنقل العديد من المصادر أن الاستيلاء على مخصصات وحصص الجنود السوريين، هو “إرث” تاريخي ميّز مؤسسة الأسد العسكرية، من أيام دخول السوريين الى لبنان منتصف سبعينيات القرن الماضي. وتؤكد المصادر أن الثروات الطائلة التي جناها ضباط النظام، من جراء الاستيلاء على مخصصات وحصص الجنود، بلغت أرقاماً فلكية. قياسا بعدد الجنود النظاميين، وعدد الجنود المتطوعين.
ويؤكد كل العارفين بالشأن السوري أن ظاهرة الاستيلاء على مخصصات وحصص الجنود السوريين، ما زالت موجودة، بدليل أن مواقع موالية لنظام الأسد، نشرت منذ ثلاثة أيام، صورة البطاطس السالفة. في الوقت الذي يجهد فيه النظام لإقناع المترددين أنه لا يزال يمتلك “مؤسسات” حكومية تمتلك صداقية ما.
حصة غذائية لـ 6 من جنود النظام .. ولمدة ثلاثة أيام
المساعدات الإيرانية لشراء كبار الضباط..
من هنا، يرى مراقبون، أن الدعاية التي يطلقها النظام لتطويع الشبان السوريين، في صفوفه، لم تجد أي أثر إيجابي، لسببين رئيسيين، أولهما، ارتفاع قتلى النظام وهزائمه المتكررة، والسأم الذي ضرب شارعه الموالي من عبارة “انسحاب تكتيكي أو إعادة تجميع” التي يطلقها النظام كلما خسر موقعاً عسكرياً.
ثانيهما، تضيف المصادر، الفساد التي يستشري في مؤسسة النظام العسكرية. فقد أصبح متداولا حتى في الشارع الموالي لنظام الأسد، أن “الموت للفقير” “وابن المسؤول لا يخدم في الجيش”. هذا فضلا عما يتداوله الشارع الموالي من أن “المساعدات الإيرانية والروسية” وغيرها، تذهب إلى الضباط في وزارة الدفاع، أو “يتقاسمها أبناء المسؤولين”. أمّا “العسكري الفقير فليس له إلا أن يموت” فتوضع النياشين “على صدور المسؤولين وأبنائهم وكبار الضباط”.
رفض السوريين لجيش الأسد يزيد ميزانية الدعاية
يذكر أن الدعاية المكثفة التي يقوم بها إعلام النظام السوري، والإعلام الموالي له، تزداد حدة في الفترة الأخيرة، نظرا إلى فشل الدعوات التي كانت أطلقت في وقت سابق، مع كل التكاليف المادية التي ترتبت على الإنفاق الدعائي ذاك.
وعرف في هذا المجال، أن كثيرا من الشبان الذين اضطرتهم الظروف المعيشية القاسية للموافقة على دعاية النظام، بالالتحاق في جيشه، اشترطوا أن تكون خدمتهم العسكرية في محافظاتهم التي ولدوا فيها. إذ تؤكد المصادر، أن ترك النظام لجثث جنوده في كثير من المناطق، وعجزه عن سحبها، خلقت جواً من الرعب في صفوف الموالين له، كونهم حتى “لم يدفنوا” لا قرب “أهلهم ولا أهل أحد آخر” بل “في البرية” و”أرض الله الواسعة”، كما عبر كثير منهم.
الأمر الذي كان يضطر النظام، كما تنقل مصادر مطلعة، وهو يسلّم بعض الجثث التي استطاع سحبها بعد أسابيع أو أشهر من وفاة أصحابها، إلى أن يغلق التابوت بمسامير، منعا لرؤية ما أصابها من تشوّهات، جراء مرور وقت طويل على وفاتها ولم تدفن بعد.
المعارضة تسيطر على مبان استراتيجية غربي #حلب
دبي- العربية
شن طيران النظام في سوريا غارات جوية مكثفة على مناطق عدة في مدينة #حلب وريفها، بعد التقدم اللافت الذي حققته فصائل المعارضة خلال الساعات القليلة الماضية.
وذكرت مصادر في #المعارضة_السورية أن مسلحي الفصائل تمكنوا من السيطرة على مبانٍ عدة في حي #جمعية_الزهراء ذي الأهمية الاستراتيجية غربي مدينة حلب، إضافة إلى العديد من النقاط داخل مبنى البحوث العلمية في حي #حلب_الجديدة .
وتعد ثكنة البحوث العلمية خط الدفاع الأول عن وجود #قوات_الأسد في حلب
مع بدء معركة فتح حلب. كما يعد هذا التقدم بمثابة خطوة تمهد الطريق للسيطرة على ما تبقى من مناطق حلب الخاضعة لسيطرة نظام الأسد والميليشيات الداعمة له.
وتنبع أهمية ثكنة البحوث العلمية الاستراتيجية من كونها تعتبر بوابة حلب الغربية وبذلك تصبح أحياء حلب الجديدة تحت خط نار الفصائل المقاتلة حسبما وصف ناشطون.
وقد تواصلت الاشتباكات العنيفة بين فصائل غرفة عمليات “حلب” من طرف، وقوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين له من طرف آخر، في حي جمعية الزهراء شمال غرب حلب، بعد تمكن الثوار من السيطرة على عدة مبان فيه.
كما شملت محاور الهجوم شملت الليرمون وشيحان ومحور القلعة في منطقة السبع بحرات في #حلب_القديمة وأطراف #حي_الراشدين ، حيث استهدف مقاتلو المعارضة بالصواريخ دبابة وآلية تابعة لقوات النظام ما أدى لتدميرهما، ترافق ذلك مع قصف من قبل الكتائب المقاتلة لمواقع قوات النظام في #مطار_النيرب بعشرات القذائف الصاروخية.
في المقابل، رد النظام رد بقصف عشوائي بصواريخ أرض أرض والعشرات من #البراميل_المتفجرة ، حيث ألقت مروحيات النظام براميلها المتفجرة على حيي #بستان_القصر و #الكلاسة .
في حين شن الطيران الحربي غارات على حي باب حديد بعد تقدم فصائل المعارضة.
هجوم واسع على الزبداني.. ومعارك بحلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
بدأ الجيش السوري والميليشيات المتحالفة معه هجوما واسعا على منطقة الزبداني في ريف دمشق، فيما لا تزال تدور معارك عنيفة في مدينة حلب تحرز فيها المعارضة تقدما في القسم الذي تسيطر عليه الحكومة.
وقال الناشطون إن أحياء مدينة الزبداني، في ريف دمشق، تعرضت منذ صباح السبت لقصف عنيف جداً بالبراميل المتفجرة، ثم عادوا ليتحدثوا عن 6 غارات أخرى نفذتها الطائرات المقاتلة.
وذكر ناشطون معارضون أن المنطقة تعرضت للقصف بأكثر من 12 برميلاً متفجراً، فيما كانوا قد أعلنوا في وقت سابق عن مقتل 15 عنصراً من حزب الله اللبناني.
و أعلنت قناة المنار، التابعة لحزب الله، عن بدء هجوم واسع النطاق على الزبداني، وأشارت القناة إلى أن الهجوم يأتي وسط غطاء مدفعي وجوي كثيف لانتزاع السيطرة على المدينة، لكنها لم تتحدث عن سقوط قتلى من عناصر الحزب.
أما في مدينة حلب، شمالي سوريا، فقد أعلن قائد عسكري في المعارضة المسلحة عن مقتل العشرات من الجنود السوريين في المعارك الدائرة في المدينة.
وفي حي الزهراء، شمالي غرب المدينة، قال ناشطون إن أكثر من 24 مسلحاً من مسلحي المعارضة قتلوا خلال الاشتباكات مع القوات الحكومية.
الائتلاف الوطني: على المجتمع الدولي تفعيل دوره لحماية أطفال سورية من براثن الأسد
روما (3 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
حمل الائتلاف الوطني السوري المعارض للنظام في دمشق، المجتمع الدولي “كامل المسؤولية عن كل يوم إضافي في عمر نظام الأسد وعن جرائمه”، وإدان “أي استخدام للأطفال في العمليات العسكرية، وأي تهاون في حفظ سلامتهم”، حسبما أفاد الناطق بإسمه سالم المسلط
ونوه الائتلاف بأن التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان تشير إلى تدهور أوضاع الأطفال السوريين في الداخل السوري ومخيمات ودول اللجوء؛ كما يعاني الأطفال من فقر وتشريد يدفعان إلى زيادة في استغلالهم من خلال ارتفاع نسب العمالة والجهل والتجنيد.
ولفت المسلط إلى أن هذا دليل إضافي على ما “حذر منه الائتلاف بتمادي نظام الأسد في إجرامه خلال السنوات الماضية بحق الشعب السوري، وما بدأ يفرزه هذا الإجرام على المدى الطويل بحق الأجيال القادمة في سورية خاصة الأطفال، سواء الذين يلقي عليهم البراميل أو الذين يجندهم ويحضرهم كقرابين في سبيل بقائه”، على حد تعبيره
وفي معرض مطالبته المجتمع الدولي بدور فعال لحماية أطفال سورية، ذكّر المسلط بأن “شرارة الثورة السورية كانت دفاعاً عن صبية صغار في محافظة درعا، وأن حملة نظام الأسد الشعواء وحربه ضد
الائتلاف الوطني السوري يجتمع بممثلة الاتحاد الأوروبي
روما (3 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
اجتمع وفد من الائتلاف الوطني السوري مع ممثلة الاتحاد الأوروبي، لارا سكاربيتا الجمعة في إستانبول بتركيا، و”بحث الاجتماع التطورات الميدانية والتحركات السياسية الأخيرة التي يجريها الائتلاف وكان آخرها لقاء يوم أمس مع المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا”، حسبما أفاد الائتلاف في بيان
ودعا أعضاء الائتلاف الاتحاد الأوروبي إلى “أخذ دوره الإيجابي بشكل أكثر فاعلية بحيث يتناسب مع مكانة الإتحاد الأوربي في المجتمع الدولي، ولا سيما بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها فرنسا”. وأوضح أعضاء الائتلاف أن أعمال الإرهاب ليست في سورية فقط وإنما هي مربوطة عالمياً، والدليل على ذلك هي التفجيرات الأربعة الإرهابية المدانة من قبل الائتلاف والتي شهدتها أربع دول مختلفة” خلال الأسبوع الماضي.
ونقلت لارا لوفد الائتلاف “ترحيب الاتحاد الأوربي ودعمه لمتابعة لقاءات الائتلاف مع باقي مكونات المعارضة السورية” من أجل الوصول إلى أرضية مشتركة وبلورة موقف مشترك يخدم أهداف الثورة السورية. وأكد الائتلاف خلال اللقاء على أن “التوافق مع أطياف المعارضة ضمن ثوابت الثورة؛ هي واجب وطني مهم”، من أجل إنهاء دور نظام الأسد والبدء بمرحلة انتقالية تحقق مطالب الشعب السوري بالحرية والديمقراطية.
وتطرق الاجتماع إلى الأوضاع الصعبة في المنطقة الشرقية بشكل عام، ومنطقة عين العرب (كوباني) وتل أبيض بشكل خاص
بدء هجوم واسع للجيش السوري وحزب الله على الزبداني
عمان (رويترز) – قالت قناة المنار التلفزيونية يوم السبت إن الجيش السوري والجماعات المتحالفة معه بدأوا هجوما واسعا على مدينة الزبداني الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة.
وأضافت القناة التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية أن الهجوم يأتي وسط غطاء مدفعي وجوي كثيف لانتزاع السيطرة على المدينة الواقعة إلى الغرب من العاصمة السورية دمشق قرب الحدود اللبنانية.
وكان الهجوم الذي يشنه الجيش السوري و”قوات المقاومة” وهو التعبير الذي تستخدمه الجماعة اللبنانية لوصف مقاتلي حزب الله متوقعا في الأيام الأخيرة.
ويقاتل حزب الله إلى جانب الجيش السوري ضد المتشددين وقد كثف هجومه في الأشهر الأخيرة على مواقع على طول منطقة جبال القلمون على جانبي الحدود السورية اللبنانية.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين)
مثقفون أورو-أمريكيون في رسالة لشعب اليونان: “لا تستسلموا لإنذارات التقشف“
علاء خزام
وجه العشرات من المثقفين الأوروبيين والأمريكيين رسالة إلى الشعب اليوناني تدعوه إلى عدم الاستسلام لإنذارات الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بسياسات التقشف عشية الاستفتاء الشعبي الذي دعت إليه حكومة “سيريزا” بعد غد الأحد على شروط الدائنين الدوليين.
وذكّر المثقفون في مطلع الرسالة بـ”النتائج الكارثية اقتصادياً وإنسانياً” التي خلفتها على مدى السنوات الخمس الماضية سياسات تقشف فرضها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي و”أدت إلى تقلّص الاقتصاد وارتفاع البطالة وزيادة الدين” بنسب هائلة.
وكانت نتائج الانتخابات التشريعية اليونانية قد سمحت في 25 كانون الثاني-يناير 2014 لحزب “سيريزا” اليساري الراديكالي بتشكيل حكومة وعدت بالقطع مع سياسات التقشف الأوروبية التي امتثل لها أسلافه من الأحزاب السياسية الحاكمة في اليونان ووضع حد للانهيار الاقتصادي.
وقال المثقفون الغربيون أن الدائنين بالمقابل “أمعنوا في تأكيد صواب وصفاتهم” التي تعتمد أساساً على التقشف والاقتطاعات المؤلمة من الإنفاق العمومي، و”رفضوا أي مناقشة لمطلب اليونان شطب الديون” وخلصوا في 26 حزيران الماضي إلى “إصدار إنذار نهائي غير قابل للتفاوض حول حزمة مطالب سترسخ التقشف أعقبه تعليق السيولة المالية للبنوك اليونانية وفرض ضوابط على رأس المال” لزيادة الضغوط على اليونانيين.
الرد الحكومي اليوناني كان في إجراء استفتاء يقرر فيه الشعب ما إذا كان سيقبل مطالب الدائنين أم لا، وسط جو مشحون وحملات من قبل الزعماء الأوروبيين والدائنين الدوليين تهدف بحسب محللين إلى تعبئة الرأي العام ضد سياسات “سيريزا” ودفع اليونانيين إلى التصويت بـ”نعم”.
وختم المثقفون رسالتهم بالدعوة إلى رفض هذه الإجراءات التي تهدد الشعب اليوناني وديمقراطيته معتبرين أن استفتاء الأحد سيمنح الاتحاد الأوروبي فرصة إعادة تأكيد قيمه في المساواة والعدالة والتضامن والديمقراطية، فـ”المكان الذي ولدت فيه الديمقراطية سيعطي أوروبا فرصة تأكيد الالتزام بمثلها في القرن الواحد والعشرين”.
وقع البيان 85 كاتباً وفيلسوفاً ومثقفاً من أوروبا والولايات المتحدة ونشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية بعنوان “أيها اليونانيون، لا تستسلموا لإنذار الاتحاد الأوروبي النهائي حول التقشف”. ويبرز من بين الموقعين الفيلسوفان الفرنسيان إتيان باليبار وآلان باديو والمؤرخ الباكستاني البريطاني طارق علي والفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجك والمحلل النفسي التونسي فتحي بن سلامة والفيلسوفة النسوية الأمريكية جوديت باتلر.