أحداث السبت 05 أذار 2016
دي ميستورا لـ «الحياة»: تقدم في وقف النار… والانتخابات البرلمانية والرئاسية جزء من المفاوضات
لندن – ابراهيم حميدي
قال المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في حديث الى «الحياة» ان «وقف العمليات العدائية» في سورية بعد مرور اسبوع على تنفيذه «هش وليست هناك ضمانة بالنجاح، لكن هناك تقدماً وكان مرئياً ولا يمكن لأحد ان يشكك فيه»، لافتاً الى انخفاض مستوى الحوادث والنشاطات العسكرية والقتلى منذ بدء الاتفاق وارتفاع مستوى وصول المساعدات الى المناطق المحاصرة. ونوه بسعي اميركا وروسيا من خلال ترؤسهما مجموعة العمل الخاصة بوقف النار للعمل في شكل مكثف لاحتواء أي حادثة والحرص على منع التصعيد.
وأكد دي ميستورا أهمية الحل السياسي عبر استئناف مفاوضات غير مباشرة بدءاً من بعد ظهر التاسع من الشهر الجاري لتنفيذ القرار ٢٢٥٤، قائلاً: «هناك أجندة واضحة في القرار ٢٢٥٤ مبنية على ثلاثة امور: اولاً، مناقشات للوصول الى حكومة جديدة. ثانياً، دستور جديد. ثالثاً، انتخابات برلمانية ورئاسية خلال ١٨ شهراً». وأوضح رداً على سؤال ان قرار دمشق اجراء انتخابات برلمانية في ١٣ نيسان (ابريل) المقبل سيناقش خلال المفاوضات في جنيف.
وهنا نص الحديث الذي اجرته «الحياة» عبر الهاتف مساء أول من أمس:
> ما هو تقويمكم لاتفاق «وقف العمليات القتالية» بعد مرور أسبوع من بدء تنفيذه؟
– دعني أبدأ بالقول أنه خلال وجودي مع الأمم المتحدة لحوالى ٤٥ سنة، عملت في ١٩ صراعاً ولم أشهد في أي صراع حتى في صراعات أصغر وأقل تعقيداً من الصراع السوري، أنه عندما يكون وقف النار أو وقف العمليات العدائية يحصل تنفيذ كامل من اليوم الأول. تذكر لبنان، كم مرة أعلن وقف نار ثم خرق ولم يصمد.
في هذا السياق، مضت ستة أيام منذ ساعة الصفر لتطبيق اتفاق وقف العمليات العدائية، ومن منطلق إحصائي صرف، فإن عدد الحوادث والنشاطات العسكرية انخفض في شكل جوهري. لذلك، يمكن التأكيد على ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) أن وقف العمليات العدائية صامد إلى حد كبير. هل هو كامل؟ لا. كانت هناك سلسلة من الحوادث واستمرت في مناطق حماة وحمص (وسط) واللاذقية (غرب) ودمشق. وبصراحة، كانت هذه الحوادث مصدر قلق، لذلك فإن الطرفين الراعيين ورئيسي مجموعة العمل الخاصة بالاتفاق، أقصد روسيا وأميركا، قاما وبالتواصل المكثف معنا وأعضاء «المجموعة الدولية لدعم سورية» بالعمل للتأكيد على نقطة مهمة، هي أنه عندما تحصل حادثة معينة ألا تتحول إلى سلسلة من الأحداث ويجب أن يتم احتواؤها وألا يحصل تصعيد وقتها كي لا يكون اتفاق وقف العمليات العدائية في خطر.
إلى الآن، كنت أتابع رئيسي مجموعة العمل، أقصد روسيا وأميركا، وأؤكد أنهما كانا يجريان محادثات مكثفة حتى خلال الليل للتأكد من عدم حصول سلسلة حوادث. في الخلاصة، أقول أن وقف العمليات العدائية هش وليست هناك ضمانة بالنجاح، لكن هناك تقدماً وكان مرئياً ولا يمكن أحداً أن يشكك به. ويكفي أن تسأل السوريين، وسيقولون ذلك. هذا ما يقوله لي مكتبي وزملائي.
> ماذا عن المراقبة؟ قيل الكثير أن إحدى المشاكل الرئيسية في الاتفاق، هو غياب رقابة محايدة ودولية للاتفاق الأميركي – الروسي؟
– دائماً كان لدينا خياران. الخيار الأول، هو القيام برقابة تقليدية. يعني أننا كنا في حاجة إلى ما بين أربعة وخمسة آلاف مراقب لأننا نتحدث عن دولة كبرى. خمسة آلاف مراقب دولي بقبعات زرق ويجب نشرهم في كل البلاد. هذا ما نسميه «الرقابة التقليدية» للهدنة أو وقف النار. بصراحة، أقول أن هذا كان يتطلب ستة أشهر إلى سنة لإنجازه. ما هي الدول التي ستقوم ذلك؟ وما هي الدول التي سترسل مراقبين لا يخطفون ولا يعلقون وسط تبادل النار؟ هل نريد الانتظار لسنة قبل وقف الحرب؟ هل نريد أن ننتظر ونرى مزيداً من القتلى حيث أن العدد بلغ إلى الآن حوالى ٣٠٠ ألف قتيل؟ أو هل يمكن القيام بشيء خلاق نوعاً ما؟
حسناً، الأميركيون والروس طوروا نظاماً ليس كاملاً لكن بالتأكيد نظام خلاق مبني على: أولاً، اتصالات على الأرض. ثانياً، مراكز عملياتية تعتمد على تكنولوجيا متطورة لمراقبة الخروقات الكبيرة. لن تسجل هذه المراكز بندقية كلاشنيكوف، بل ستسجل سقوط قذيفة مورتر أو طائرة تطير وتقصف أو صاروخ أو قذيفة. عبر مراكز العمليات في موسكو وجنيف وواشنطن وعمان، ستكون هناك إمكانية لتوفير رقابة تكنولوجية متطورة. الأهم أنها وفرت إمكانية للدولتين الراعيتين والمسؤولتين عن الاتفاق، للسيطرة على تنفيذ اتفاق وقف العمليات العدائية بحيث لا تكون نمطاً أو اتجاهاً يؤدي إلى انهيار محتمل للاتفاق.
> المعارضة السورية تتحدث عن حصول مئة خرق للاتفاق، والنظام يتحدث عن خروقات. هل هذا صحيح؟
– لن أكون في موقع كي أناقض أو أؤكد أو أعلق على ما يقال. كانت هناك حوادث، لكن لا أراها بالمئات وليست في مستوى جدي (خطر) في شكل كبير. ما رأيناه هو انخفاض عدد القتلى في حد كبير. كنا نتحدث سابقاً في شكل وسطي عن ١١٠ غارات يومياً وعن حوالى ١٥٠ قتيلاً يومياً. الآن، كل حادثة تسجل يجري رفعها إلى رئيسي مجموعة العمل بحيث يحقق الطرفان ما إذا كانت الحوادث جدية وحقيقية ويستعملان نفوذهما لاحتوائها ومنع تحولها إلى سلسلة أحداث ومنع أثرها السلبي على الناس.
> هناك تخوف لدى المعارضة السورية من تحول «وقف العمليات العدائية» إلى آلية «تشرعن» هجمات القوات النظامية والغارات الروسية؟
– ما أقوله أن وقف النار المبنى على اتفاق وزيري (الخارجية الأميركي جون) و(نظيره الروسي سيرغي) لافروف يقول بوضوح إنه لا يحق لأي من الطرفين (الحكومة السورية والمعارضة) أن يعمل على كسب أراض والإفادة من وقف العمليات العدائية لهذا الغرض. الطرفان الوحيدان المستثنيان من الاتفاق، هما «داعش» و «جبهة النصرة». هاتان المنظمتان المصنفتان تنظيمين إرهابيين من قبل مجلس الأمن الدولي.
> ماذا عن تقويمك لتنفيذ الأمور المتعلقة بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة؟
– في هذه الفترة من العام الماضي، ما هو عدد الناس المحاصرين الذين تم الوصول إليهم؟ العدد هو صفر. المناطق المحاصرة التي تم الوصول إليها، هي صفر أيضاً. الآن، هناك لدينا تغيير جوهري في الأرقام. لدينا الآن على الأقل سبع مناطق أو ثماني مناطق محاصرة تم الوصول إليها. كما دخلت أكثر من مئتي شاحنة إلى مناطق محاصرة وإلى ١١٥ الف شخص. هل هذا كاف؟ لا، أبداً. لدينا أكثر من ٣٠٠ ألف شخص آخرين باعتبار أن لدينا حوالى نصف مليون شخص في مناطق محاصرة و4.6 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها. لكن الأمور تتحرك باعتبار أن الضغط كبير جداً على الحكومة كي تسمح بدخول المساعدات منذ بدء اتفاق وقف العمليات العدائية ولأنه صارت هناك مجموعة عمل مختصة بالأمور الإنسانية.
> هل هناك خطط لإدخال مساعدات في الأيام المقبلة؟
– إننا نرمي للوصول إلى ٥٠ ألف شخص آخرين في هذا الأسبوع. مثلاً، إلى داريا (جنوب غربي دمشق) وفي الغوطة الشرقية التي لم نصل إليها من سنة. بوضوح، يجب ألا ننظر إلى هذه الأمور في شكل إيجابي بل كإشارات في الاتجاه الصحيح. هل هناك أمور يجب أن تتحسن؟ نعم. مثلاً، الحكومة مطلوب منها أن تقوم بهذه العملية بطريقة أسرع. الشاحنات تنتظر ٣٦ ساعة. ويجب السماح بمعدات طبية، هل تعرف أن مضادات حيوية وفيتامينات ودواء للعمليات القيصرية للولادة غير موجودة؟ مطلوب أن يتغير هذا. خلال اجتماع مجموعة العمل وفي وجود الجانب الروسي تم بحث هذا الموضوع في شكل جوهري. أعرف أننا قادرون على المضي قدماً في هذا الأمر. مثلاً هناك مدينة دير الزور وهي تحت سيطرة الحكومة لكنها محاصرة من «داعش» وتضم ٢٠٠ ألف شخص. الأمم المتحدة تنظم إلقاء مساعدات من الجو. عملية صعبة ومعقدة لأننا لم نقم سابقاً بإلقاء المساعدات من ارتفاع أربعة إلى خمسة آلاف متر في مناطق أخرى. نريد القيام بها للوصول إلى الناس المعزولين وإذا حصل هذا الأمر، سنصل إلى ٢٠٠ ألف شخص آخرين.
قياساً إلى العام الماضي، هذا أمر هائل. هل هو كاف؟ لا. سنكون راضين فقط عندما نصل إلى كل سوري في كل منطقة محاصرة.
> بعد التقدم في «وقف العمليات القتالية» وإيصال المساعدات، هل الظروف ناضجة لاستئناف المفاوضات في جنيف؟
– أولاً، أعتقد أن كل شخص في سورية، كان يقول لنا إن الموضوع الأكثر أهمية هو الحل السياسي. تعلمت هذا الدرس. حتى عندما اشتغلت على الوصول إلى وقف للنار في حلب، أن هناك حاجة لأفق سياسي. لذلك، سنقوم بذلك عبر عملية سياسية. هناك أجندة واضحة هو القرار ٢٢٥٤ مبنى على ثلاثة أمور: أولاً، مناقشات للوصول إلى حكومة جديدة. ثانياً، دستور جديد. أعيد، دستور جديد. ثالثاً، انتخابات برلمانية ورئاسية خلال ١٨ شهراً. هذه هي الأجندة للعملية السياسية.
كما تعرف، كان علينا أن نجمد المفاوضات. وأظن أنه قرار حكيم ليس لأنني اتخذته، بل لأنه كانت هناك أمور إجرائية وأمور عملياتية على الأرض جعلت السوريين يقولون لي: لا نريد كلاماً فاضياً، بل نريد مناقشات حقيقية ومناقشات تظهر لنا الجدية وصدقية العملية. الآن، لدينا بداية جيدة وقوية في هذا الاتجاه. ليست كاملة، لكنها بداية حيدة.
> المفاوضات ستستأنف في التاسع من الشهر الجاري؟
– نيتنا أن نطلق العملية مجدداً بدءاً من بعد ظهر ٩ آذار (مارس) المقبل. لكن يجب أن نشرح للرأي العام. هناك مقاربة جديدة. إنه ليس مؤتمراً حيث يجلس الناس في غرفة كبيرة وصورة جماعية وأعلام وأمكنة ومواقع ويجلس الناس ويقدمون خطابات كبيرة. لن يكون هناك حفل افتتاح. سيكون هناك أسلوب جديد اسمه «لقاءات غير مباشرة». يعني هذا أنني بإمكاني أن أدعو أناساً عدة. الحكومة والمعارضة مجتمع مدني والنساء. النساء مهمات بالنسبة إلينا لأن لديهن الكثير لتقولنه لنا حول مستقبل سورية. ألتقي بهم في شكل منفصل في مواعيد مختلفة وغرف مختلفة. في الأمم المتحدة أو في مدينة جنيف بحسب الظروف.
> الكل سيأتون بدءاً من التاسع من الشهر؟
– اعتباراً من التاسع من الشهر. وبحسب رأيي، سنبدأ في العاشر من الشهر. ستنطلق هذه العملية. البعض سيصلون في التاسع. آخرون، بسبب صعوبات في أمور حجز الفنادق، سيصلون في ١١. ويصل آخرون في الـ ١٤ من الشهر. سنعقد اجتماعات تحضيرية ثم سنذهب في العمق مع كل طرف في شكل منفصل لمناقشة القضايا الجوهرية للوصول إلى الأمور الثلاثة. إنه أسلوب غير عادي، لكنه باعتقادي خلاق ومرن أكثر لإجراء مفاوضات، ما كانت لتحصل بأسلوب آخر.
> هل هذا يعني أن المفاوضات ستكون في مرحلة ما ملموسة ومتوازية حول المسارات: العسكرية (وقف النار) والإنسانية والسياسية؟
– بفضل مؤتمر ميونيخ والقرار ٢٢٥٤، لدينا آليات قائمة على «مجموعات عمل» تضم جميع الدول الـ ١٨ التي شاركت في مؤتمر «المجموعة الدولية لدعم سورية» إضافة إلى الاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي. هناك مجموعة عمل تناقش يومياً وأسبوعياً على الأقل مرة في الأسبوع، الموضوع الإنساني في شكل مستقل عن المحادثات. لكن، ستعقد خلال المفاوضات. ليس هنا سوريون فيها. المجموعة الأخرى، تخص وقف النار. التي التقت (أول من) أمس وستلتقي الأسبوع المقبل. ستقوم وتناقش التقدم والأحداث التي جرت واحتواء الحوادث.
لكن، دائماً قلنا، وأمل أن تتفق معي، السوريون لم يكونوا منخرطين في عملية هي مملوكة من السوريين وبقيادة سورية. هذا الأمر يحصل في المفاوضات. الشعب السوري سيكون في هذه العملية و(ممثلو) المجتمع الدولي لن يحضروا فيها، بل سيكونون في الممرات والخلفية لدعم السوريين. من سيكون في الوفود؟ كما حصل في المرة السابقة، سوريون. عندما تنظر إلى الأبعاد الثلاثة ترى جدية في الآلية. مجموعة عمل إنسانية وهي دولية. مجموعة عمل لوقف النار وهي دولية. المناقشات السياسية هي سورية.
> هل ترى رابطاً عضوياً بين المسارات الثلاثة؟
– لم لا.
> هل سيتم تغيير في قائمة المدعوين للجولة المقبلة؟ وماذا عن «الاتحاد الديموقراطي الكردي»؟
– سأقوم بوضوح للاستماع في مناسبات عدة ومناطق عدة ولحظات عدة لكل شخص عنده شيء يقوله لنا لأن هذه مفاوضات غير مباشرة ولم نصل بعد إلى النقطة التي تجلس فيها الوفود التفاوضية وجهاً لوجه في غرفة واحدة. سبق وأعطينا إشارة في أي اتجاه نحن سائرون عندما وجهنا الدعوات الأولى (إلى الجولة السابقة).
موسكو ترفض الضغط على دمشق وأوروبا تريد «الهدنة… ثم السلام»
باريس – رندة تقي الدين؛ موسكو – رائد جبر؛ لندن – إبراهيم حميدي
أظهرت المشاورات التي أجراها قادة أوروبيون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، اتفاقاً على ضرورة استمرار الهدنة السارية في سورية منذ أسبوع، واختلافاً على الخطوة المقبلة التي تليها. وأعلنت لندن أن زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا طالبوا بوتين بـ «استغلال الهدنة الهشة لإعطاء المحادثات بعض الزخم… كي يتسنى لنا أن ننتقل من هدنة إلى سلام دائم يشهد انتقالاً سياسياً بمعزل عن (الرئيس السوري بشار) الأسد». في المقابل، برز تبدل ملموس في الموقف الروسي لجهة عدم الرغبة في ممارسة ضغوط على الأسد، إذ أعلن بوتين أن بلاده «لا ترى في تنظيم انتخابات نيابية في سورية الشهر المقبل ما يعرقل عملية التسوية السياسية». ويختلف هذا الموقف كلياً عن تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في باريس أمس، إذ قال: «أتحدث هنا باسم فرنسا. الفكرة (الانتخابات)… ليست مستفزة فحسب لكنها غير واقعية حقاً وستكون دليلاً على عدم وجود مفاوضات ولا نقاشات في الوقت الراهن». (للمزيد)
وأكد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في مقابلة مع قناة «فرانس 24» أمس أن الشعب السوري وليس الأجانب هو من يقرر مصير الأسد، موضحاً: «ألا يمكننا أن نترك السوريين ليقرروا ذلك في الواقع؟ لماذا يجب أن نقول مسبقاً ما يجب أن يقوله السوريون طالما أن لديهم الحرية والفرصة لقول ذلك؟». وتابع: «نحن نقول إن من المفترض أن يكون الحل بقيادة سورية وملك للسوريين».
وقال دي ميستورا في حديث إلى «الحياة» إن المفاوضات السورية غير المباشرة ستستأنف في جنيف بدءاً من نهاية الأسبوع المقبل، لافتاً إلى أن أجندة المفاوضات «واضحة جداً». وقال: «تعلمت الدرس، حتى عندما اشتغلت على الوصول إلى وقف النار في حلب، أن هناك حاجة لأفق سياسي. لذلك، سنقوم بذلك عبر عملية سياسية. هناك أجندة واضحة في القرار ٢٢٥٤ مبنية على ثلاثة أمور: أولاً، مناقشات للوصول إلى حكومة جديدة. ثانياً، دستور جديد. ثالثاً، انتخابات برلمانية ورئاسية خلال ١٨ شهراً». وأوضح رداً على سؤال أن قرار دمشق إجراء انتخابات برلمانية في ١٣ نيسان (أبريل) المقبل سيناقش خلال المفاوضات في جنيف.
وأوضح أنه في المفاوضات المقبلة ستكون «هناك مقاربة جديدة. إنها ليست مؤتمراً حيث يجلس الناس في غرفة كبيرة وصورة جماعية وأعلام وأمكنة ومواقع ويجلس الناس ويقدمون خطابات كبيرة. لن يكون هناك حفل افتتاح. سيكون هناك أسلوب جديد اسمه «لقاءات غير مباشرة». يعني هذا أنني بإمكاني أن أدعو أناساً عدة. الحكومة والمعارضة مجتمع مدني والنساء. ألتقي بهم في شكل منفصل في مواعيد وغرف مختلفة. في الأمم المتحدة أو في مدينة جنيف بحسب الظروف».
في غضون ذلك، أعلن الكرملين أن بوتين أجرى محادثات هاتفية مشتركة في خصوص سورية مع زعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا (الأخيرة قالت إن الاتصال شمل رئيس وزراء إيطاليا أيضاً). وكان لافتاً تأكيد بوتين أن الانتخابات النيابية التي أعلنت دمشق تنظيمها «لن تعرقل عملية السلام» في تبدّل واضح لموقف موسكو، إذ كانت الخارجية الروسية أعلنت الأسبوع الماضي موقفاً معارضاً لإجراء انتخابات وشددت على «ضرورة الالتزام بمسار التسوية المحدد الذي نصت عليه قرارات مجلس الأمن، وأن تكون أي انتخابات مسبوقة بمفاوضات بين كل الأطراف وعملية إصلاح دستوري». في الأثناء، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الهدنة في سورية «تحمل طابعاً دائماً، ولا يوجد أي جدول زمني أو شروط مسبقة لها».
وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس إن إمدادات السلاح ما زالت تصل يومياً من تركيا إلى فصائل المعارضة في شمال سورية، كاشفة أن فصيل «جيش الإسلام» الناشط في غوطة دمشق الشرقية انضم إلى الفصائل الملتزمة بالهدنة. لكن «جيش الإسلام» سارع إلى إصدار نفي للكلام الروسي.
وفي باريس، عقد وزراء خارجية فرنسا جان مارك أرلوت وبريطانيا فيليب هاموند وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير ومفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن فريديريكا موغيريني اجتماعاً تناول الأزمة السورية في باريس والتقوا أيضاً رياض حجاب رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» الذي أعرب عن عدم رضاه على طريقة تطبيق الهدنة وعدم دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحتاجة وامتناع النظام عن رفع حصاره عن المدن السورية.
وقال حجاب في مؤتمر صحافي أمس أن دي ميستورا «اقترح استئناف المفاوضات في التاسع من آذار (مارس)، ونحن نعتقد أن الظروف حالياً غير مواتية»، نظراً إلى عدم تحقيق أي من مطالب المعارضة، في إشارة إلى مسائل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة على وجه الخصوص. وزاد أن «أجندة المفاوضات واضحة وهي مستندة إلى بيان جنيف (…) لذا لا دور لبشار الأسد وزمرته بدءاً من المرحلة الانتقالية».
وأكد أرولت مع ضيوفه الأوروبيين تطابق تقويمهم في شأن أن الحل للأزمة السورية لا يمكن إلا أن يكون سياسياً، مضيفاً أنه لهذا السبب «تمنينا معاودة سريعة للمفاوضات بين الأطراف السورية في جنيف». وقال هاموند رداً على سؤال لـ «الحياة» حول عدم رضى حجاب على ما يجري خلال الهدنة: «إن وقف القتال بالتأكيد ليس الأمثل ولكنه قلّص مستوى العنف وأتاح فرصة لوصول بعض المساعدات، وحجاب أكد لنا قلقه لما يحدث على الأرض في سورية، وليس لأي منّا أي وهم بالنسبة إلى التحديات التي تواجه الأوضاع لكن ما نركّز عليه هو محاولة البناء على ما هو موجود وأن نحسّن دخول المساعدات الإنسانية وتحسين التزام وقف العنف والقتال، على أن نحوّل الظروف الأفضل لنتقدم نحو أسس لمسار سلمي في سورية».
السعودية وفرنسا تبحثان دعم المعارضة السورية «المعتدلة»
باريس – «الحياة»
بحث وزير الخارجية عادل الجبير في العاصمة الفرنسية باريس اليوم (الجمعة)، ووزير الخارجية والتنمية الدولية في فرنسا جان مارك ايرو، العلاقات الثنائية وتنسيق المواقف المشتركة بين البلدين الصديقين.
وأوضح وزير الخارجية عقب اللقاء أن المحادثات ركزت على الملف السوري وبحث سبل إيجاد سلام دائم وشروط تحقيق ذلك كدعم المعارضة المعتدلة.
وقال الجبير في تصريح لقناة «الإخبارية» السعودية: «كان الاجتماع مثمراً وبنٌاءً، كما هو المعتاد بين السعودية وفرنسا، وهي دولة حليفة وصديقة، تربطها مع المملكة علاقات تاريخية واستراتيجية، وبحثنا ملفات المنطقه في سورية، وإيران، واليمن، والأوضاع في لبنان، وعملية السلام والشأن الفلسطيني».
وأكد وزير الخارجيه الفرنسي من جهته، أن المحادثات ركٌزت على الملف السوري، وبحث سبل إيجاد سلام دائم. وقال: «إن العلاقات السعودية -الفرنسية متميزة وهناك تفاهم مستمر. وتناولنا بشكل مباشر الوضع في سورية، نحن نعمل سوياً من أجل خلق ظروف سلام دائم في سورية، من خلال تحقيق كل الشروط اللازمة كاحترام وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية، ودعم المسار السياسي من خلال إعطاء الفرصة للمعارضة السورية المعتدلة التي نقدم لها دعمنا الواضح».
لافروف وكيري يدعوان إلى بدء محادثات سورية سريعاً
موسكو – رويترز
قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري تناولا خلال مكالمة هاتفية في وقت متأخر أمس (الجمعة)، ضرورة بدء الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية سريعاً.
وأفادت الأمم المتحدة بأنه كان من المقرر أن تبدأ المحادثات التي تجري تحت إشرافها في 7 آذار (مارس) في جنيف، لكنها تأجلت حتى التاسع من الشهر ذاته “لأسباب لوجيستية وفنية، وأيضاً كي يستقر اتفاق وقف إطلاق النار بصورة أفضل”.
وذكرت الوزارة في البيان ان “الجانبين طالبا ببدء المحادثات في أسرع وقت ممكن (…) بين الحكومة السورية ومختلف أطياف المعارضة والتي سيحدد خلالها السوريون أنفسهم مستقبل بلادهم”، مضيفةً ان كيري ولافروف أكدا مجدداً ضرورة التعاون المتبادل لضمان وقف الأعمال القتالية في سورية.
أردوغان يقترح بناء قرية للاجئين على الحدود السورية
اسطنبول – أ ف ب
قالت تقارير صحافية نشرت اليوم (السبت) أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اقترح بناء مدينة في شمال سورية لاستيعاب بعض اللاجئين الفارين من الحرب الأهلية في البلاد.
ونقلت “وكالة أنباء الأناضول” التركية الرسمية اليوم عن أردوغان قوله مساء أمس: “ما هو الحل؟ أن نبني مدينة في شمال سورية (…) لإعادة اللاجئين إليها”، مشيراً إلى أنه “يمكن بناء هذه المدينة على مقربة من الحدود التركية بمساعدة المجتمع الدولي”.
وأضاف: “تحدثنا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وحتى أننا حددنا الموقع، ولكن لم يتم حتى الآن الانتهاء من المشروع” ومن تحديد الوقت اللازم لتنفيذه.
وتسعى تركيا التي تستضيف 2.7 مليون لاجئ سوري، منذ فترة طويلة إلى إنشاء ممر إنساني في سورية، يكون محمياً بمنطقة حظر جوي، لكن هذه هي المرة الأولى التي تقترح فيها أنقرة بناء مدينة للاجئين.
دو ميستورا يترك مصير الأسد للسوريين والمعارضة تتردد في المشاركة بحوار جنيف
المصدر: (و ص ف، رويترز)
تكثفت الاتصالات الديبلوماسية أمس في شأن الأزمة السورية مع اقتراب موعد معاودة المفاوضات في ظل هشاشة الهدنة وتردد المعارضة في المشاركة، مجددة موقفها الرافض لأي دور للرئيس السوري بشار الاسد في المرحلة الانتقالية.
ورأى رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية رياض حجاب في باريس أن “الظروف حاليا غير مؤاتية” لمعاودة المفاوضات في 9 آذار الجاري في جنيف.
وخلال زيارته لباريس، التقى حجاب وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية، الذين شددوا على ضرورة المعاودة السريعة للمفاوضات، في ظل هشاشة الهدنة التي توصلت إليها روسيا والولايات المتحدة بدعم من الأمم المتحدة ودخلت حيز التنفيذ في 27 شباط.
وقال حجاب: “لا المساعدات الإنسانية وصلت، ولم يطلق سراح معتقلين، والقرار 2254 لم يطبق، كما لم يتم التزام الهدنة الموقتة، والعمليات القتالية مستمرة”، مشيرا الى أنه “خلال سبعة أيام من عمر الهدنة الموقتة … تم توثيق أكثر من 90 غارة سورية على 50 منطقة”.
لكن الامم المتحدة اعلنت إيصال مساعدات إنسانية الى 20 ألف شخص في ثلاث مدن محاصرة في ريف دمشق، وهي العملية الثانية من نوعها منذ بدء تطبيق وقف النار.
وعن المفاوضات، قال حجاب :”من المبكر الحديث عن مفاوضات” في الموعد المحدد، لكنه استدرك قائلاً: “سندرس الأمر مع أعضاء الهيئة، وفي ضوء ذلك نتخذ قرارنا”.
وفشلت جولة أولى من مفاوضات السلام السورية عقدت في 3 شباط بجنيف بسبب تكثيف القصف الروسي وازدياد الوضع الإنساني سوءاً.
من جهة أخرى، أكد حجاب مجدداً ان “لا دور” للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.
دو ميستورا
أما المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا، فصرّح بأن السوريين “هم الذين يقررون مصير” رئيسهم، الذي يعتبر العقبة الرئيسية في التوصل الى حل سياسي للأزمة.
وتساءل: “ألا يمكننا ان نترك السوريين ليقرروا ذلك في الواقع؟ لماذا يجب ان نقول سلفاً ما يجب ان يقوله السوريون ما دامت ان لديهم الحرية والفرصة لقول ذلك؟”
وأضاف أن “غارات سلاح الجو الروسي على مواقع الإرهابيين في سوريا وأزمة اللاجئين بالإضافة إلى تمدد تنظيم داعش الإرهابي خارج سوريا والعراق حفزت بشكل ملموس العملية السياسية”.
اتصالات أوروبية
في غضون ذلك، تكثفت الاجتماعات والمحادثات الهاتفية من باريس بين الداعمين الأوروبيين للمعارضة السورية وحليفة النظام روسيا. وظهر مجدداً اختلاف الرؤية بين باريس وموسكو للحل السياسي للنزاع. واتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيل ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
وجاء في بيان للكرملين، ان “الزعماء ثمّنوا عاليا الاتفاقات الروسية – الأميركية حول سوريا والتي حظيت بتأييد مجلس الأمن”.
وقال: “أشار الزعماء بارتياح إلى التزام نظام وقف النار عموماً وإلى أنه بات يثمر أولى النتائج الإيجابية… مقدمات لإطلاق عملية سياسية في سوريا عبر إقامة حوار سوري – سوري في رعاية الأمم المتحدة”.
وأضاف أن “الزعماء الخمسة أيدوا خريطة الطريق للتسوية التي أقرها مجلس الأمن في القرار الرقم 2254… أبدى الزعماء استعدادهم لتكثيف الجهود المشتركة لحل القضايا الإنسانية الأكثر حدة، مع التشديد على ضرورة الالتزام الصارم لشروط الهدنة بين جميع أطراف الأزمة السورية، والطابع الملح لمواصلة محاربة تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” والجماعات الإرهابية الأخرى بلا هوادة”.
ووصف الكرملين تبادل الآراء خلال المكالمة بأنه حمل طابعاً براغماتياً وعملياً.
كما اتفق زعماء الدول الخمس على تقديم الدعم النشيط لجهود مجموعة دعم سوريا ودو ميستورا.
وأكد “الجانب الروسي أن قرار السلطات السورية إجراء انتخابات نيابية في نيسان المقبل يتم وفق أحكام الدستور السوري، ولا يعرقل الخطوات الرامية إلى بناء عملية السلام”.
أما الرئيس الفرنسي فقد انتقد فكرة تنظيم انتخابات قريباً جداً في سوريا، واعتبرها “استفزازية” و”غير واقعية”.
الوضع الميداني
ميدانياً، تعرضت اطراف مدينة دوما ابرز معاقل الفصائل في الغوطة الشرقية بريف دمشق، لغارة جوية للمرة الاولى منذ سريان اتفاق وقف الاعمال العدائية، مما تسبب بمقتل شخص.
وأفادت موسكو، انه سجل 27 خرقاً لوقف النار في الساعات الـ24 الأخيرة، وخصوصا في محافظة حلب. ولا تزال الأسلحة تعبر “بشكل دائم” الحدود التركية – السورية الى الفصائل المسلحة، مما “يهدد الوقف المقبل للأعمال العدائية”.
وللاستفادة من الهدنة، خرج مئات السوريين في تظاهرات في مدينة حلب، للمرة الأولى منذ سنوات، تحت شعار “الثورة مستمرة”، إحياء للاحتجاجات المعتادة المناهضة للنظام يوم الجمعة.
اتصالات روسية ـ أوروبية ـ أميركية تتمسك بالتهدئة والمفاوضات
دي ميستورا: مصير الأسد بيد السوريين وحدهم
رفض المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس، مطالب دول غربية وبعض المعارضة السورية بتحديد مستقبل الرئيس بشار الأسد مسبقاً، داعياً إلى ترك السوريين يقررون مصيره، فيما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤكد لقادة أوروبيين أن تنظيم انتخابات نيابية في نيسان المقبل لا يعيق عملية السلام في سوريا.
في هذا الوقت، شكك رئيس «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن اجتماع المعارضة في الرياض رياض حجاب بإمكانية عقد المفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة في جنيف في التاسع من آذار الحالي، معتبراً أن «الظروف حاليا غير مؤاتية» لاستئنافها، ومكرراً أن «لا دور» للأسد في المرحلة الانتقالية.
وأيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري، في اتصال هاتفي، الإسراع في إطلاق المفاوضات السورية في جنيف. وذكرت الخارجية الروسية، في بيان، «دعا الوزيران للإسراع في بدء المفاوضات بين الحكومة السورية وأطياف المعارضة السورية، برعاية الأمم المتحدة، والتي من خلالها سيحدد السوريون بأنفسهم مستقبل بلادهم. تم الاتفاق على مواصلة العمل بنشاط على تعزيز جميع جوانب التسوية السورية من خلال مجموعة دعم سوريا الدولية، تحت الرئاسة المشتركة لروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة».
كما أكدا «زيادة خط التفاعل الوثيق بين الدول في المجال العسكري» في سياق دعم وقف الأعمال العدائية.
وأعلن دي ميستورا، في مقابلة مع قناة «فرانس 24» بثت أمس، أن مستقبل الأسد يجب أن يقرره السوريون أنفسهم، ويجب ألا يقرر سلفاً.
وقال «قلنا إنه سيكون حلاً بقيادة السوريين.. (حلاً) ملك السوريين»، مضيفاً «ألا يمكننا ترك السوريين حتى يقرروا ما يريدون بهذا الشأن؟ لماذا يتعين أن نقول سلفاً ما يجب على السوريين أن يقولوه إذا كانوا يملكون الحرية والفرصة كي يقولوا ذلك؟».
وأوضح دي ميستورا انه لا يزال متفائلاً بشأن وقف الأعمال العدائية رغم استمرار الانتهاكات. وقال إن «أربعة أشخاص قتلوا أمس (الأول). هذا أمر محزن جدا»، قبل أن يضيف متسائلاً «لكن هل تعرف أعداد الذين كانوا يموتون قبل أسبوعين فقط؟ ما يصل إلى 120 في اليوم الواحد. وكمعدل بين 60 و80 يوميا». وتابع «كم من الناس وصلت إليهم المساعدات الإنسانية في المناطق الـ18 المحاصرة؟ صفر. ما حدث في الأيام العشرة الماضية؟ حسناً، دخلت 242 شاحنة محملة مساعدات إنسانية إلى سبع من تلك المناطق». وأكد أن 115 ألف شخص تلقوا مساعدات، لكنه اعتبر أن هذا كان لا يزال «غير كاف».
ورفض التعليق على اثر الضربات الجوية الروسية في دعم الأسد. وقال «أنا وسيط، كما أنني مسؤول في الأمم المتحدة، لذا لن أصدر حكماً. أعتقد أن التاريخ سيحكم في كل هذا». وأضاف «هناك طبعاً وجهة نظر في القول انه بمجرد تدخل الروس عسكرياً، أريد أن أصدق أنهم شعروا هم أيضاً، بأنك عندما تتورط تصبح جزءا من الحل».
وفي باريس، قال حجاب إن دي ميستورا «اقترح استئناف المفاوضات في التاسع من آذار، ونحن نعتقد أن الظروف حاليا غير مؤاتية، نظرا إلى عدم تحقيق مطالب المعارضة». وأضاف «لا المساعدات الإنسانية وصلت، ولم يطلق سراح معتقلين، والقرار 2254 لم يطبق، كما لم يتم الالتزام بالهدنة المؤقتة، والعمليات القتالية مستمرة»، معتبرا أنه «من المبكر الحديث عن مفاوضات» في الموعد المحدد.
وقال حجاب إن «أجندة المفاوضات واضحة وهي مستندة إلى بيان جنيف 1، لذا لا دور لبشار الأسد وزمرته بدءا من المرحلة الانتقالية». واعتبر أن «الأميركيين يتنازلون للروس في الكثير من المسائل، وهذا على حساب الثورة السورية»، مطالبا باستجابة من المجتمع الدولي «لفرض رقابة دقيقة وصحيحة» على تنفيذ الهدنة لأنه «من غير المقبول أن تراقب روسيا وقف إطلاق النار».
بوتين
وذكر الكرملين، في بيان، بعد اتصال هاتفي بين بوتين والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ورئيس الحكومة الايطالية ماتيو رينزي، أن «الجانب الروسي لاحظ أن قرار السلطات السورية تنظيم انتخابات برلمانية في نيسان ينسجم مع الدستور السوري، ولا يؤثر على الخطوات (الجارية) لبناء عملية سلمية».
وأضاف البيان «لوحظ بارتياح أن وقف إطلاق النار مطبق على كامل» أنحاء سوريا. وأوضح أن وقف المعارك «يؤمن الظروف لتطبيق العملية السياسية في سوريا، عبر حوار بين الأطراف السوريين، برعاية الأمم المتحدة».
وأشار الكرملين إلى أن القادة أبدوا استعدادهم لزيادة مساعدتهم الإنسانية في سوريا، مشددين على ضرورة «الاحترام التام للهدنة من قبل جميع المتحاربين»، مع الاستمرار في التصدي بلا هوادة لتنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» وغيرهما من الجماعات الإرهابية.
من جهته، انتقد هولاند، خلال مؤتمر صحافي مع ميركل في باريس، فكرة تنظيم انتخابات قريباً جداً في سوريا، واعتبرها «استفزازية وغير واقعية». وأضاف «يكمن هدفنا المشترك في الاستفادة من الهدنة من أجل دفع عملية الانتقال السياسي قدماً إلى الأمام».
وقالت ميركل، من جهتها، «أود أن أؤكد مرة أخرى أن الرئيس الروسي أكد رسالة رئيسية مفادها الالتزام بوقف إطلاق النار وأن الهجمات ستقتصر على داعش وجبهة النصرة».
وقالت متحدثة باسم كاميرون إن «زعماء أوروبا أبلغوا بوتين بأنه ينبغي استغلال الهدنة في سوريا في السعي للتوصل إلى اتفاق سلام دائم يشهد انتقالا سياسيا بمعزل عن الأسد».
وعن رد بوتين، أعلنت المتحدثة أنه لم يجر نقاش مفصل حول الرئيس السوري. وقالت «نعلم جميعا أن هذه واحدة من النقاط الصعبة»، مضيفة أن كاميرون «شدد على أهمية الانتقال (السياسي) من دون الأسد، وتشكيل حكومة تكون ممثلة تماماً لكل قطاعات سوريا».
إلى ذلك، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «طائرات حربية نفذت ضربتين على مشارف دوما شمال شرق دمشق للمرة الأولى منذ سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية»، مشيراً إلى مقتل شخص، من دون توضح ما إذا كان مدنياً أم من المسلحين.
وحمّلت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، تركيا المسؤولية الكاملة عن استمرار المعارك في إدلب وحلب، مشيرة إلى أن قوافل الأسلحة تصل يومياً من تركيا إلى مناطق سورية خاضعة لـ «جبهة النصرة» و «أحرار الشام». وكشفت أن تركيا لا تزال تقصف القوات الكردية التي تحارب «النصرة» على الأراضي السورية. وأعلنت أنه «خلال الـ24 ساعة الماضية تم تسجيل 27 انتهاكاً للهدنة في كل من إدلب ودمشق وحمص ودرعا واللاذقية وحلب».
وذكرت «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية، في بيان، أن دبابات تركية أطلقت عشرات القذائف على مواقعها في منطقة عفرين، فيما نفت أنقرة هذا الأمر، متحدثة عن استهداف مواقع لـ «داعش».
وفيما نفى «جيش الإسلام»، في بيان، ما ذكرته تقارير إعلامية روسية بأن بعض أعضائها وقعوا اتفاقات لوقف الأعمال العدائية، قال القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش، لوكالة «رويترز»، إن «هناك خروقات كبيرة من جهة النظام، واحتلال لمناطق جديدة، واستخدام كل أنواع السلاح، لا سيما الطيران والبراميل المتفجرة في بعض المناطق وحشود لاحتلال مناطق استراتيجية مهمة جدا». وأضاف ان «المساعدات التي تم إدخالها في الأيام الأخيرة للمناطق المحاصرة لا تكفي عشرة في المئة من الحاجات المطلوبة، وأكثر المناطق لم يدخلها شيء».
(«سبوتنيك»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، رويترز، ا ب)
جنبلاط: المظاهرات في سوريا أكبر ردٍ على الأسد
رأى رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” النائب وليد جنبلاط أن “المظاهرات السلمية، أمس، في سوريا المطالبة بإسقاط النظام هي أفضل وأوضح جواب للرئيس بشار الأسد وقائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وللعالم”.
وأشار جنبلاط في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الخاص عبر موقع التواصل الإجتماعي “تويتر” إلى أنه “على الرغم من دباباتهم وطائراتهم وجحافلهم، وتخاذل وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس الأميركي باراك أوباما ومن لفّ لفهم في التملق والخداع عنيت المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا وفريقه، فإن الشعب السوري هو الذي يُقرر”.
ووجه تحية للشعب السوري وللشهداء والمعتقلين والمشردين.
(“موقع السفير”)
وزير خارجية السعودية: على الأسد أن يرحل عاجلا وليس آجلا
باريس – (رويترز) – قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير السبت إن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يرحل في بداية العملية الانتقالية وليس في نهايتها.
وقال الجبير خلال زيارة لفرنسا “بالنسبة لنا الأمر واضح جدا.. يجب أن يكون (رحيل الأسد) في بداية العملية وليس في نهاية العملية. لن يستغرق الأمر 18 شهرا.”
وجاءت تصريحاته قبل أيام من الموعد الذي تستهدف الأمم المتحدة استئناف محادثات السلام فيه في مسعى لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام في سوريا.
وقال الجبير إن السعودية ستستلم شحنة من الأسلحة الفرنسية كانت قد طلبتها في الأصل من أجل لبنان.
الائتلاف السوري المعارض يبدأ عملية انتخاب رئيس جديد
اسطنبول – ( د ب أ) – انطلقت السبت عملية انتخابية داخل الائتلاف السوري المعارض ، الذي يتخذ من مدينة اسطنبول التركية مقرا له، لاختيار رئيس ونواب له لفترة رئاسية جديدة تمتد لستة أشهر.
و قال مصدر سياسي في الائتلاف السبت إن” عملية انتخاب الرئيس جاءت على خلفية مد و جزر بين الكتل السياسية خاصة بعد انسحاب ميشيل كيلو من سباق المنافسة كمرشح قوي وكذلك خروج مجموعة الاخوان المسلمين من كتلة التجمع الوطني التي كانت الضامن الابرز لهم ” .
وأضاف المصدر السياسي الذي رفض الكشف عن اسمه أن العملية الانتخابية تقضي بانتخاب الرئيس ، والأوفر حظا حتى الان هو المرشح انس العبدة و23 اسماً آخرين هم الأمين العام والنواب الثلاثة للرئيس و19 عضواً للهيئة السياسية ” .
واوضح أن ” الانتخابات شهدت تسويات سياسية بعد خلافات غير معلنة بين الكتل السياسية و بعد انسحاب كيلو الذي كان هناك اتفاق حول قيادته للائتلاف لكن تغيرات مفاجئة في المصالح و موازين القوى حولت مجرى الاحداث اتجاه التوافق على شخص انس العبدة و هو إسلامي معتدل و كان يقيم في لندن لسنوات طويلة قبل اندلاع الثورة و يوصف بانه براجماتي لكنه يفتقر الى التعمق في الاستراتيجيات ” .
وكانت الانتخابات قد تأجلت لمدة أسبوع تم خلاله تكليف هيثم المالح بمهام رئيس الائتلاف بصفته رئيسا للجنة القانونية والأكبر سنا بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق للائتلاف خالد خوجة في 27 شباط/ فبراير الماضي .
و يواجه الائتلاف تحديات غير مسبوقة منها دوره فيما اذا كان موازيا لدور الهيئة العليا التي مقرها الرياض او منافسا لها رغم أن هناك تداخلا في المهام و العمل السياسي بينهما و فريق من الأعضاء المشتركين في الجسمين السياسيين السوريين الابرز في المعارضة السورية في الخارج حيث يخشى الائتلاف ان يكون مصيره كمصير المجلس الوطني الذي تلاشى بعد تشكل الائتلاف.
و يبقى اسم السياسي اليساري التوافقي موفق نيريبية الاقرب الى أن يكون النائب الاول للرئيس و هو اليوم يشغل منصب سفير الائتلاف لدى الاتحاد الاوروبي في بروكسل .
ومع نتائج انتخابات الائتلاف اليوم يكون الرئيس الجديد هو الخامس بعد تداول على رئاسته منذ تأسيسه بالترتيب كل من معاذ الخطيب وأحمد الجربا وهادي البحرة وخالد خوجة المقرب جدا من تركيا.
يذكر ان انس العبدة من مواليد دمشق عام 1967 درس الجيولوجيا في جامعة اليرموك في الاردن و من ثم انتقل للعمل في الادارة التقنية في لندن و كان لفترة ماضية رئيسا ” لإعلان دمشق ” المعارض لنظام الرئيس بشار الاسد في الخارج .
يحسب العبدة على التيار الاسلامي المعتدل و هو كان عضوا في وفد المعارضة لمفاوضات جنيف الاولى في مواجهة النظام عام 2014 ، يمتاز بالبراجماتية و الخبرة السياسية من خلال عمله لعقود في المعارضة السياسية كما انه كان عضوا في عدة تجمعات معارضة تأسست بعد قيام ” الثورة ” وهو ايضا قبل ذلك أسس في العاصمة البريطانية حركة العدالة و البناء ، لكن العبدة يوصف بانه لا يملك رؤية استراتيجية عميقة رغم انه مناور سياسي ذكي و يملك شبكة علاقات سياسية واسعة في الخارج و الداخل السوري .
المرصد السوري: حرس الحدود التركية يقتل تسعة سوريين خلال محاولة دخول البلاد
بيروت – (د ب أ)- ذكر نشطاء السبت أن تسعة مواطنين سوريين قتلوا خلال محاولة عبور الحدود إلى تركيا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن حرس الحدود التركية أطلقوا النار على مدنيين قادمين على الأغلب من محافظتي اللاذقية وإدلب، خلال المساء.
تحدث نشطاء متمركزون عند الحدود التركية السورية ووصفوا الحادث بأنه مجزرة ارتكبت بحق مدنيين سوريين عزل.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ما قالوا إنها جثامين المدنيين الذين قتلوا بالرصاص التركي.
ولم يتسن التحقق من هذه الصور من مصدر مستقل.
وذكرت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي أن قوات الأمن التركية أطلقت النار على مدنيين واصابتهم بجروح، بينهم أطفال، عندما ” حاولوا بدافع اليأس عبور الحدود بشكل غير رسمي بمساعدة المهربين “.
تستقبل المستشفيات السورية مصابين يوميا تقريبا نتيجة لحوادث إطلاق النار.
ومن الناحية الرسمية تزعم تركيا إن لديها سياسة حدود مفتوحة للسوريين، غير أن عملية دخول تركيا تعد مسألة انتقائية بصورة كبيرة وتتقطع السبل بعشرات الالاف من الأشخاص على الجانب السوري.
تستضيف تركيا أكثر من مليوني لاجئ سوري.
سوريا: 75 قتيلًا و216 انتهاكًا في الأسبوع الأول لاتفاق وقف الأعمال العدائية
حلب – الأناضول- شهدت سوريا في الأسبوع الأول من بدء تنفيذ اتفاق “وقف الأعمال العدائية”، انخفاضًا نسبيًا في عدد الضحايا المدنيين، رغم مواصلة طائرات النظام وروسيا قصفها لمواقع المعارضة.
ومع بدء سريان الاتفاق، منتصف ليلة 27 شباط/ فبراير، شنَّت طائرات النظام وروسيا غارات جوية على جبل التركمان في ريف محافظة اللاذقية، وغربي حلب، وجنوبي إدلب، والغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق، ومركز محافظة درعا، وريفها الغربي.
وأشارت مصادر محلية، إلى تراجع عمليات استهداف المناطق المدنية، باستثناء درعا واللاذقية، ما أدى لانخفاض عدد الضحايا المدنيين.
وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في بيان لها مؤخرا، بمقتل 75 مدنيًا خلال الأسبوع الأول من وقف العمليات العدائية، وتسجيل 216 عملية خرق.
ورغم انخفاض عدد الضحايا المدنيين، إلا أنَّ عمليات إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، توقفت، فمن بين 18 منطقة خاضعة للحصار، لم يتم إيصال مساعدات إنسانية إلًا إلى مدينة المعضمية في ريف دمشق، وبلدة كفر بطنا بالغوطة الشرقية.
وأشار المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة، فرحان حق، أول أمس، إلى استمرار الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، مبينًا أنَّ النظام يخلق صعوبات في بعض المناطق.
وذكرت مصادر محلية في مدينة المعضمية، أنَّ النظام أخَّر دخول شاحنات المساعدات إلى المدينة، أسبوعًا كاملًا، وهي عبارة عن 10 شاحنات تحوي مواد غذائية، ومنظفات، ولا تحوي أدوية طبية لا سيما للمصابين بأمراض مزمنة.
أما حجم المساعدات الإنسانية لبلدة كفربطنا بريف دمشق، فبلغت 7 شاحنات تحوي مواد طبية، و8 شاحنات محملة بمواد غذائية، إلا أن َّ هذه المساعدات لا تكفي إلا لثلث سكان البلدة.
ومن جانب آخر، ناشد المجلس المحلي لمدينة الرستن شمالي محافظة حمص، الأمم المتحدة، توجيه مساعدات للمدينة المحاصرة من قبل قوات النظام، والتي لم تستقبل أية مساعدات منذ 7 أشهر.
وكان مجلس الأمن الدولي، اعتمد بالإجماع، قرارًا أمريكيًا روسيًا حول “وقف الأعمال العدائية” في سوريا، والسماح بـ “الوصول الإنساني للمحاصرين”، بدأ سريانه اعتبارًا من بعد منتصف ليل الجمعة – السبت 27 فبراير/ شباط الحالي، ويستمر لأسبوعين.
موفد الأمم المتحدة: مصير الأسد يقرره السوريون وفرنسا تعتبر انتخابات النظام «فكرة استفزازية»
«جبهة النصرة» تحترم الهدنة… والمعارضة لا ترى الظروف مؤاتية للمفاوضات
■ عواصم ـ وكالات: تكثفت الاتصالات الدبلوماسية الجمعة حول الأزمة السورية مع اقتراب موعد استئناف المفاوضات في ظل هشاشة الهدنة وتردد المعارضة في المشاركة، مجددة موقفها رفض أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.
واعتبر رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية رياض حجاب في باريس أن «الظروف حاليا غير مؤاتية» لاستئناف المفاوضات حول سوريا في التاسع من آذار/ مارس الحالي في جنيف.
وخلال وجوده في باريس، التقى حجاب وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، الذين شددوا على ضرورة الاستئناف السريع للمفاوضات، في ظل هشاشة الهدنة التي توصلت إليها روسيا والولايات المتحدة بدعم الأمم المتحدة ودخلت حيز التنفيذ في السابع والعشرين من شباط/فبراير.
وقال حجاب «لا المساعدات الإنسانية وصلت، ولم يطلق سراح معتقلين، والقرار 2254 لم يطبق، كما لم يتم الالتزام بالهدنة المؤقتة، والعمليات القتالية مستمرة»، مشيرا الى أنه «خلال سبعة أيام من عمر الهدنة المؤقتة (…) تم توثيق أكثر من 90 غارة سورية على 50 منطقة».
من جهة أخرى، أعاد حجاب تأكيد أن «لا دور» للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، في حين اعتبر الموفد الدولي ستافان دي ميستورا أن السوريين «هم الذين يقررون مصير» رئيسهم، الذي يعتبر العقبة الرئيسية في التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
وتساءل دي ميستورا «ألا يمكننا أن نترك السوريين ليقرروا ذلك في الواقع؟ لماذا يجب أن نقول مسبقا ما يجب أن يقوله السوريون طالما أن لديهم الحرية والفرصة لقول ذلك؟».
وتكرر موسكو وطهران، حليفتا دمشق، أن السوريين هم الذين يقررون، داعيتين إلى تنظيم انتخابات في أسرع وقت رغم الفوضى القائمة في البلاد.
أما الغربيون وبعض الدول العربية، فيعتبرون من جهتهم أن الرئيس السوري «لا يمكن أن يكون جزءا من مستقبل سوريا» وعليه التنحي مع بدء مرحلة انتقالية.
وانتقد الرئيس فرنسوا أولاند فكرة تنظيم انتخابات قريبا جدا في سوريا، واعتبرها «استفزازية» و»غير واقعية». غير أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين اعتبر أن الأمر لا يتعارض مع عملية السلام.
ميدانيا، تعرضت أطراف مدينة دوما أبرز معاقل الفصائل في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، لقصف جوي الجمعة للمرة الأولى منذ سريان اتفاق وقف الأعمال القتالية، ما تسبب بمقتل شخص، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويشمل اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا الذي بدأ تطبيقه منتصف ليل الجمعة السبت جزءا صغيرا من البلاد فقط، نتيجة سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» و»جبهة النصرة» المستثنين منه على أكثر من نصف البلاد، بالإضافة إلى «بقية المنظمات الإرهابية التي حددها مجلس الأمن».
وتتحالف جبهة النصرة في محافظات سورية عدة مع فصائل مقاتلة غالبيتها إسلامية تحديدا في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحلب (شمال)، ولها وجودها الميداني في محافظة دمشق وفي جنوب البلاد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «نفذت طائرات حربية لم تعرف هويتها غارتين على أطراف مدينة دوما، ما أدى إلى مقتل شخص لم يعرف إذا كان مدنيا أم مقاتلا».
وبحسب عبد الرحمن، فإن هذه الغارات هي «الأولى على الغوطة الشرقية منذ سريان الهدنة» بموجب اتفاق لوقف الأعمال القتالية في مناطق سورية عدة.
إلى ذلك نفت جماعة «جيش الإسلام» المعارضة في سوريا أمس الجمعة ما ذكرته تقارير إعلامية روسية بأن بعض أعضائها وقعوا اتفاقات لوقف إطلاق النار.
وأضافت الجماعة في بيان «جيش الإسلام يكذب الأخبار التي أوردها مجلس تنسيق (قاعدة) حميميم (العسكرية) والتي تحدثت عن انضمام قواتنا العاملة في بلدة الرحيبة الواقعة في القلمون الشرقي لاتفاق وقف إطلاق النار».
ورغم أن «جبهة النصرة» رفضت المسعى الدولي لوقف الصراع المستمر منذ ما يقرب من خمسة أعوام… يلتزم مقاتلوها الهدوء حرصا على عدم إفساد الاتفاق الهش الذي حد من الحرب وإن لم يوقفها بالكامل.
وتخلى مقاتلو النصرة عن بعض محاكمهم الإسلامية وقللوا من وجودهم عند نقاط التفتيش، وقال مقاتلون في «النصرة» شريطة عدم توضيح هويتهم إن رفض الجولاني للهدنة كان مقصودا به إسداء النصح لمقاتلي المعارضة الآخرين وليس أوامر لأتباعه بشن هجمات على الفور.
وقالوا إن مقاتلي «النصرة» ما زالوا على يقين من أن الهدنة ستنهار لكنهم يلتزمون الهدوء حتى لا يحملهم السوريون العاديون مسؤولية تجدد إطلاق النار.
وقال مقاتل من النصرة في بلدة بشمال سوريا لجبهته وجود فيها مع فصائل مقاتلة أخرى «لم نقم بأي عمليات أو أي هجوم لأننا نحترم قرار الإخوة في الفصائل الثانية الالتزام بالاتفاق مع أننا متأكدون أن النظام لن يلتزم بها وهو لم يلتزم بها أصلا ولكن نحن بانتظار إعلان انتهائها رسميا».
وتوقع مقاتل آخر في النصرة أن تتعاون الجبهة بشكل أوثق مع فصائل أخرى فور انتهاء الهدنة التي قال إنها ستنهار حتما.
وقال «لا نريد أن يتم إلقاء اللوم علينا بأننا من قمنا بخرقها. إننا متأكدون أن النظام سيقوم بذلك».
شقيق مشعل تمو: «الكانتونات» الكردية في سوريا تخضع فعليا لسيطرة النظام
إسطنبول ـ الأناضول: قال عبد الحميد تمو، مسؤول العلاقات الخارجية في تيار المستقبل الكردي في سوريا (سوري) ، إنَّ «الكانتونات الكردية في سوريا خاضعة لسيطرة النظام السوري وتُدار من قبله وليست من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي (الذراع السورية لمنظمة بي كا كا)».
وأضاف عبد الحميد، وهو شقيق المعارض مشعل تمو، الذي قتل عام 2011، أنَّ «النظام موجود بكل ثقله في مدينتي القامشلي والحكسة (شمال شرق)، وحاليا مخابرات النظام دخلت مدينة عفرين (شمال غربي حلب) وهو من يدير كافة الكانتونات».
وأوضح أن «الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) عبارة عن واجهة، أنكر في البداية تنسيقه مع النظام، وحاليا سلّم كل شيء لقوات سوريا الديمقراطية (يقودها تنظيم ب ي د)».
وأردف تمو أنَّ «النظام هو من أراد أن يقوي شوكة الاتحاد الديمقراطي، وحصل ذلك عام 2012، واستغل الأخير هذا الدعم بالترويج لثورة روجافا (بحسب تسمية «ب ي د» للمناطق ذات الغالبية الكردية شمالي سوريا)».
كما اعتبر أن «النظام أراد أيضا جعل الاتحاد الديمقراطي يحارب الأحزاب الكردية التي تنسق مع المعارضة المعتدلة، ونحن رفضنا نشوب حرب بين الأخوة».
ولفت أن «الاتحاد الديمقراطي أدى مهمته، وطرد كل الأحزاب الكردية التي تؤمن بالديمقراطية من المنطقة».
اتفاق الهدنة مليء بالثغرات ولن يقدم إطاراً لاستئناف المحادثات الدبلوماسية في جنيف
فرح في مناطق المعارضة لتوقف الغارات… ومناطق النظام تتحدث عن مرحلة جديدة ونهاية قريبة للحرب
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: لم تشهد سوريا منذ بداية تطبيق وقف إطلاق النار خرقاً واسعاً له. واتفق الجميع أن «سلاماً هشاً» ميز وقف «الأعمال العدائية» التي مضى عليها أسبوع.
وهناك اتفاق أن ما اتفقت عليه الولايات المتحدة وروسيا هو الأمل الوحيد للتقدم نحو حل الأزمة السورية، وتأمل من خلاله الدول الأوروبية وقف تدفق اللاجئين السوريين الفارين ليس فقط من جحيم الحرب ولكن من الإنتظار الطويل في المخيمات في الأردن وتركيا ولبنان والعراق.
ولهذا كانت دعوة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحفاظ على وقف إطلاق النار.
وتوجه القادة الأوروبيون للرئيس بوتين له معنى، لانه الوحيد الذي يملك اليوم في سوريا تأمين وقف إطلاق النار. وجاء المؤتمر الأوروبي مع بوتين بعد يوم واحد من تحذير رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك اللاجئين لدوافع اقتصادية لعدم القدوم إلى أوروبا.
وعليه فلا انفصام بين محاولة الدول الغربية تأمين اتفاق وقف إطلاق هش وحل أزمة اللاجئين السوريين إلى أوروبا وبعد تحول أوروبا إلى منطقة مسورة من مقدونيا وهنغاريا إلى بلغاريا وكاليه التي حرقت السلطات الفرنسية فيها معسكراً كان يطلق عليه «الغابة» ومنعت اللاجئين فيه من العبور إلى بريطانيا مقصدهم الاخير.
تحسن
ولم تبتعد صحيفة «التايمز» في تحليلها عن هذا الموقف حيث أكدت في افتتاحيتها أن هشاشة وقف إطلاق النار لا تعني أنه لم يخفف معاناة الناس، فعلى العكس فقد «جلب وقف إطلاق النار تحسناً على الأرض» واستنتجت والحالة هذه أن رحيل 4.5 مليون لاجئ سوري المتوقع من دول الجوار لم يعد له ما يبرره.
وتشير إلى تراجع عدد الضحايا بين المدنيين ووصول المواد الإنسانية للمناطق المحاصرة. وتؤكد الصحيفة أن استمرار وقف إطلاق النار يعتمد في النهاية على بوتين «فهو الذي قرر وحده الحفاظ على بشار الأسد في السلطة والقتال من أجل السيطرة على سوريا».
وما يهم في التركيز على مسألة المهاجرين هي اتهام حلف الناتو لبوتين بأنه استخدم أزمة اللاجئين كسلاح يهدف من ورائها زعزعة استقرار القارة الأوروبية.
ولا تشك الصحيفة في صحة هذا الرأي «فالقصف الجوي الذي قام به الروس والنظام السوري كان سبباً في هروب 11 مليون سوري من بيوتهم ومع ذلك فبوتين هو الوحيد القادر منع خروج قوات الأسد وقواته من الثكنات العسكرية».
ولا تستبعد الصحيفة أن الهدف الرئيسي لبوتين هو استعراض عضلات وقوة تدعم موقفه على طاولة المفاوضات وتقنع الأوروبيين في النهاية برفع العقوبات التي فرضوها على نظامه بعد ضمه جزيرة القرم وغزوه شرقي أوكرانيا.
وتدعو الصحيفة الغرب أن يكون ثابتاً في موقفه من العقوبات بناء على أرضية اخلاقية واستراتيجية. ولهذا لا توجد أي طريقة للتعاون مع روسيا وبدونها لن تحل المشكلة. ولهذا السبب يمنح اتفاق وقف إطلاق النار الهش فرصة. وكما قال سفير تركيا لدى الإتحاد الأوروبي فيجب أن «ترتب أوروبا بيتها». وبدأت الدول تعيد بناء بيتها وترى الصحيفة في بناء مخيمات للاجئين باليونان التي تعتبر نقطة ساخنة يصل إليها اللاجئون ورصدت أموالاً منها 63 مليون جنيه استرليني من بريطانيا.
وتعتقد أن أوروبا المسورة في مقدونيا وهنغاريا أدت للحد من تدفق اللاجئين إلى مقدونيا وهنغاريا.
وتعتقد الصحيفة أن الخطوات الأخيرة بما فيها تهديدات تاسك «لا تقتربوا من أوروبا» هي المطلوبة، مضيفة أن هذه هي الإجراءات التي فشلت بتقديمها المستشارة ميركل عندما فتحت حدود بلادها العام الماضي للاجئين.
وقالت ميركل يوم الإثنين إنها تريد توحيد أوروبا خلف سياسة عمل واحدة. ومن أجل تحقيق هذا فعليها كما تقول «التايمز» أن تتبنى لغة مماثلة للغة تاسك. ورغم كل التحركات فلن يتم التغلب على الأزمة بدون حماية الحدود الخارجية لأوروبا وقوات خفر سواحل وتعاون تركي- يوناني سيتم بحثه في اجتماعي بروكسل وأزمير الأسبوع المقبل.
وترى في النهاية أن اوروبا انتظرت عاماً كاملاً حتى تصل إلى الإجراءات الحالية والتي ستجعل الرغبة بالرحلة غرباً أقل سهولة للاجئين السوريين وتجعلهم يفكرون بالعودة إلى بيوتهم. ولكن هل بقيت لهم بيوت يحلمون بالعودة إليها.
بين النظام والمعارضة
ولهذا فرغم الأمال التي يعولها الغرب والخطط التي يضعها لتمرير وقف إطلاق نار هش، فالوعود التي قام من أجلها السوريون قبل خمسة أعوام لم تتحقق بعد.
ولهذا لم تتغير المعادلة كما يشي تقرير مارتن شولوف في «الغارديان» والذي كتب يقول «عندما سكتت البنادق في شمال ـ غرب سوريا يوم السبيت الماضي تأكد مصطفى النيرب إنها فترة هدوء وليس اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرف أنه محق». فمن إدلب إلى حلب اللتين مركز هجمات الطائرات الروسية ولأكثر من أربعة أشهر لا تزال المقاتلات والمروحيات الروسية والمدافع التي تقصف وإن بوتيرة أقل.
ويقول «اعتقدت غالبية الناس أنه (الإتفاق) حيلة يقوم من خلالها النظام والروس بإعادة تنظيم أنفسهم ومن ثم الهجوم»، مضيفاً «وهذا هو ما يحدث في أجزاء من إدلب، حيث نستطيع مشاهدة الطائرات من حيث نحن ونسمع انفجار القنابل».
ويعلق شولوف أن الاتفاق قدم قبل البدء بتطبيقه على أنه اهم خطوة مهمة في الحرب السورية التي مضى عليها خمسة أعوام.
ولكن بعد سبعة أيام لا تزال الشكوك واضحة في التجمعات السكانية الموالية للمعارضة التي تقاتل النظام حيث استمر القصف بدون رد فعل دولي.
وترى المعارضة أن النظام والطيران الروسي استخدما بنداً في الإتفاق يستثني جبهة النصرة وتنظيم الدولة من القصف لتبرير مواصلة استهداف المناطق خاصة في شرق اللاذقية وغرب حلب.
ويشير شولوف إن كيفية التعامل مع هذه المرحلة من الحرب يعتمد على المكان الذي يعيش فيه السوريون. ففي مناطق المؤيدين للنظام هناك شعور بأن الأمور تسير في الإتجاه الصحيح وقد تقود لعودة المفاوضات في جنيف الأسبوع المقبل. وينقل شولوف عن محام يقيم في دمشق «تبدو الأمور هنا مختلفة نوعاً ما».
ويقول المحامي غابرييل « الناس هنا في الشوارع ولا يوجد صوت للقنابل والجنود يبتسمون على الحواجز العسكرية». وهناك شعور سائد ببدء المحادثات قريباً لاستثمار المكاسب التي حققها الجيش في الأسابيع الأخيرة. ويقول مواطن من مدينة طرطوس حيث القاعدة البحرية الروسية «هذا ما كان الروس يسعون لتحقيقه».
ويضيف «اقصفهم حتى لا يستطيعوا التحمل وبعدها إبدأ المفاوضات». ومن ناحية سكان المدن المدمرة في الشمال فهم يمقتون من يتحدث عن أمل وحل دبلوماسي يخرج من البؤس الذي يعيشون فيه.
ويقول رامي، 26 عاما «لم يبق أي شخص في حريتان» وهي بلدة في شمال حلب.
وأضاف «قبل هجوم النظام الأخير، كان لدينا مدارس ومستشفيات وأسواق والآن ذهب الجميع وعلينا السفر لأماكن بعيدة لشراء الخضروات والخبز».
وأضاف «أنا جالس لوحدي هنا في حريتان. أرسلت عائلتي للخارج في 10 شباط/فبراير وأنجبت زوجتي طفلاً في 14 شباط/فبراير ولم أره بعد. ولكن الناس سيعودون من جديد فهم يفضلون الموت في بيوتهم».
ويعلق شولوف قائلاً إن لا أرضية مشتركة بين الطرفين المتصارعين باستثناء تراجع نسب القتل. فقبل وقف إطلاق النار كانت حصيلة القتل اليومية 120 قتيلاً وهي اليوم 40 تقريباً. والسبب في انخفاض أعداد القتلى حسب رأي أحد سكان طرطوس أنه «تم قتل معظم الإرهابيين أو لأنهم هربوا إلى أوروبا».
ولكن مقاتلاً في المعارضة اسمه جمال القري قال «السبب هو أننا لا نقاتل». ويعلق قائلاً «التزمنا بالصفقة، لكن الروس وحزب الله استغلوه من أجل تعزيز مواقعهم، كما كنا نتوقع». ويقول النيرب إن «الفرق الآن أن الناس يمكنهم الحديث عن الحياة بدلاً من الحديث المتواصل عن الغارات والبراميل المتفجرة.
ونشعل بحياة عادية بعد سنوات كثيرة، فالحصول على حياة عادية هو حلم». ويقول «بدأ الناس يخرجون إلى السوق والذي كنا نطلق عليه سوق الموت لأنه ضرب ثلاث مرات. وهناك أمل صامت بأن تكون هذه نهاية للكابوس ولكننا نعرف أنها أمنية وحلم قد لا تتحقق».
خرير النهر
وبين الخراب الذي تعيشه بلدة حريتان هناك صوت عادي لا علاقة بالحرب حيث يقول رامي «هذه أول مرة أسمع فيها خرير النبع»، و»بدأت أسمع صوت الطيور بعد سنوات طويلة وحتى هذه مترددة لرفع صوتها بالصداح».
وبعيداً عن حريتان في الشمال أعيد افتتاح المدارس في بلدة أعزاز ولأول مرة من عام تقريبا. ويقول أبو يوسف «نتحرك هنا في أعزاز بحرية بعد وقف إطلاق النار» و «ذهب أولادنا أخيراً للمدرسة» ويقول إن 40% من الطلاب ذهبوا إلى 11 مدرسة في البلدة.
مليئة بالثغرات
ومع ذلك فلا يزال الخوف يتغلب على الأمل. فالهدنة فيها الكثير من الثقوب كما تقول مجلة «إيكونوميست» في عددها الصادر امس.
وقد ذهبت أبعد في تفسير ما يعني وقف إطلاق النار لكل طرف. فالنسبة لستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا فقد أعلن أنه يتوقع عودة المتحاربين إلى طاولة المفاوضات في 9 آذار/مارس.
وكان دي ميستورا قد طرح موعداً مبكرلاستئناف المفاوضات والتي علقت قبل أن تبدأ الشهر الماضي عندما قررت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة مغادرة جنيف. وترى المجلة أن استخدام دي ميستورا كلمة «وقف إطلاق النار» هي في حد ذاتها تعبير عن أمل قد لا يتحقق.
وتعتقد أن «وقف الأعمال العدائية» ليس سوى «سكون» في العمليات العسكرية أكثر من كونه اتفاقاً رسمياً لإطلاق النار.
ومع ذلك فالإتفاق وإن كان جزئياً وهشاً إلا أنه مستمر وناجح أكثر مما توقع الكثيرون. فقد تراجعت كثافة القتال أكثر من أية اتفاقات سابقة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لم تتلق معلومات عن خروقات «مهمة» للإتفاق. مع أن هذا يعتمد على ما تعنيه بـ «المهمة».
فقد سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا 80 خرقاً له استخدم في واحد منها الغاز وأدت لمقتل 13 شخصاً.
وتشيرالمجلة إلى سماح حكومة بشار الأسد بوصول المواد الإنسانية إلى السكان المحاصرين.
وكانت الأمم المتحدة تهدف لإيصال المساعدات إلى 150.000 شخص في الأسبوع الأول خاصة أنها تقدر عدد المحاصرين بحوالي 450.000 شخص.
ولا تخفي المجلة «شكوكها» من الإتفاق خاصة في الشق المتعلق بـ»جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة» المستبعدين من وقف العمليات العدائية. فجبهة النصرة تعمل مع جماعات سورية معارضة يلقى بعضها دعماً من الولايات المتحدة.
ومن فهناك الكثير من مناطق الصراع الحامية المحتملة، ويمكن أن يزعم النظام أنه قام باستهداف جماعات مصنفة كإرهابية مع أنه في الحقيقة قام بضرب جماعات يحميها الإتفاق. وفي محافظة إدلب يشترك «الجيش السوري الحر» مع «أحرار الشام» و»جبهة النصرة» في إدارة المحافظة.
وعليه فمن المشكوك فيه أن تستطيع المقاتلات الروسية والسورية المسلحة بقنابل «غبية» ضرب جماعة بدون ضرب الجماعة الأخرى.
ويزعم النظام أن تنظيم الدولة يعمل في الغوطة وداريا، وهما منطقتان يريد استعادتهما منذ وقت طويل. وتنفي المعارضة وجوداً لتنظيم «الدولة» فيهما.
وترى المجلة أن الامتحان الحقيقي للإتفاق سيكون في حلب التي مكن الطيران الروسي في الأسابيع الماضية قوات النظام وحزب الله والميليشيات الشيعية والحرس الثوري الإيراني لمحاصرة كبرى المدن السورية.
ويؤكد الروس أن المدافعين عن حلب غالبيتهم من «جبهة النصرة». وتقول مصادر الجيش السوري إن عدد مقاتلي الجبهة لا يتجاوز الألف وهم جزء صغير من الجماعات التي تقاتل دفاعاً عن المدينة. وتستبعد المجلة قيام النظام بشن هجوم كامل على المدينة، فهذا ليس لديه القوات التي تستطيع خوض حرب شوارع ضد مقاتلين محصنين ومجهزين بشكل جيد. ولا تستطيع روسيا نشر مقاتلات مجهزة بصواريخ دقيقة.
ويعتقد معهد دراسات الحرب في واشنطن بقيام النظام بتبني سياسة بطيئة «حصار وتجويع» لإضعاف المقاتلين داخل المدينة بدون تعريض جنوده لخسائر.
ويعتمد النظام من أجل تحقيق السيناريو لعزل حلب على قوات حماية الشعب الكردي والغارات الجوية الروسية من أجل قطع خطوط الإمدادات عن المقاتلين من الشمال، أي من تركيا.
وهذا سبب يدعو للخوف من أن وقف الأعمال العدائية سيكون قصير الأمد، خاصة في ظل استمرار التوتر على الحدود مع تركيا ومخاوف حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من سيطرة الأكراد السوريين على كامل الحدود.
لكل هذا فالإتفاق هو توقف لا وقف للنار. ولن يكون كافياً والحالة هذه لأن يقدم إطاراً يصلح لأن تقوم عليه محادثات جدية في جنيف.
قيادي من «إخوان سوريا»: الروس تخلوا عن الأسد ونقبل بمشاركة هيئة التنسيق في حكومة توافقية في حال التزمت بسقف الثورة ومبادئها
ياسين رائد الحلبي
انطاكيا ـ «القدس العربي»: قال عضو قيادة مجلس جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ورئيس مكتبها الإعلامي عمر مشوح أن روسيا تخلّت عن بشار الأسد وهي تحاول الإبقاء على جسد النظام لضمان بقاء سورية تحت سيطرتها، كما كانت على عهد نظام الأسد.
وأضاف في تصريح لـ «القدس العربي»، ان «الأسد بالنسبة لنا أصبح من مخلفات الماضي الأسود، وتجاوزته الثورة، نحن الآن أمام احتلال روسي وإيراني هو من يقاتل على الأرض وهو من يفاوض في العملية السياسية، ونحن الآن في معركة تحرر وطني وتجاوزنا مرحلة إسقاط النظام، لأنه عملياً لم يعد هناك نظام؛ الروس تخلوا عن الأسد والإيرانيون يهمهم بقاء الصلة مع النظام بغض النظر عمن يديره، وهذا ليس تحليلاً أو أمنية، بل هو واقع حقيقي نراه في الميدان السياسي والعسكري».
وتابع مشوح «الحديث الذي يتلاعب به الروس والأمريكان حول الأسد وفترة بقائه هو لذر الرماد في العيون، وللاستهلاك المحلي والدولي لا أكثر، والهدف هو البقاء على جذور النظام، وموقفنا المبدئي من أي عملية سياسية هو تغيير جذري للنظام، وبدون ذلك نحن في ثورة مستمرة حتى لو أكملها أولادنا وأحفادنا وعن تشكيل حكومة مؤقتة مرحلة انتقالية».
وقال «نحن في الجماعة مع أي حكومة توافقية تشمل المعارضة فقط من دون النظام ولا من تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري، ولا مانع لدينا باشتراك هيئة التنسيق إذا التزموا بسقف الثورة ومبادئها»، وأردف عمر مشوح رئيس المكتب الإعلامي لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا: «نحن لا نصارع أحداً على منصب أو مجلس أو مغنم، نحن جزء من هذه المعارضة، ولنا حق العمل السياسي مثل الاخرين، فإذا كان الإخوان أقوياء سياسياً فليس ذنبهم، ولكن ذنب من كان ضعيفاً سياسياً، ونحن نمثل هيئة التفاوض بمقعد واحد ونمثل الائتلاف الوطني بخمسة مقاعد/ والمجلس الوطني نمثله بـ 11 مقعداً».
وقد عقدت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة اجتماعاً استمر أياماً عدة بعد انتهاء فترة ولاية خالد خوجة رئيسه السابق، وقامت بتكليف هيثم المالح للمرحلة المقبلة حتى يتم إجراء انتخابات للهيئة الرئاسية والسياسية للائتلاف، كما أن خالد خوجة قرر تأجيل الاجتماع إلا أنّ اللجنة االقانونية رفضت طلبه وقامت بعقد اجتماع الهيئة العامة وقررت التأجيل، حيث تداولت بعض وسائل الإعلام عن عزم أعضاء الائتلاف الوطني انتخاب ميشيل كيلو رئيساً له إلا أنّ بعض الكتل رفضت القرار ما أدى للتأجيل.
وقالت مصادر إنّ الهيئة ناقشت موضوع تشكيل الحكومة المؤقتة التي يترأسها أحمد طعمة ومقرها مدينة غازي عنتاب في تركيا، وأجلت البت بالقرار إلى حين الانتهاء من انتخابات الائتلاف الوطني، حيث تعيش الحكومة السورية المؤقتة أزمة مالية بسبب توقف بعض الدول عن تقديم الدعم لها، ما أدى إلى تغيير مقرها السابق وتجهيزها لتقليل عدد الموظفين في كل وزارة لخمسة أعضاء بالإضافة إلى الوزير، والطلب من بقية الموظفين تقديم اجازات طويلة بدون راتب للاحتفاظ بأحقية عودتهم للعمل في حال تحسنت الأوضاع المالية للحكومة المؤقتة السورية.
الخارجية الأمريكية مستمرة في رفضها التعليق على الخروقات إلا بعد الانتهاء من دراستها!
تمام البرازي
واشنطن – «القدس العربي»: رفضت الخارجية الأمريكية التعليق على الخروقات لوقف الأعمال العدائية في سوريا والتي اعلن عنها الروس أمس وانها تتعدى 14 خرقاً من قبل المعارضة السورية المسلحة.
واصر الناطق باسم الخارجية الامريكية جون كيربي على القول: ان الولايات المتحدة لن تعلق حول كل خرق يعلن يومياً بل ان هناك فريق العمل التابع لمجموعة الدول الداعمة لسوريا والذي تترأسه كل من امريكا وروسيا برعاية الامم المتحدة وله اربعة مكاتب في دمشق وعمان والأمم المتحدة في نيويورك وواشنطن يقوم بدراستها. ولن توجه اللوم الولايات المتحدة الا بعد ان يقوم الفريق بانتهاء دراسة كل خرق. ويمكن للروس ان يعلقوا.
واشار كيربي إلى ان الوضع افضل من الحرب وان الناس في حلب خرجوا إلى الأسواق والأولاد يلعبون في الشوارع. ونتمنى ان يكون عدد الخروقات صفراً ولكن الوضع هش ونتوقع عقد المفاوضات في جنيف بين ممثلي النظام السوري والمعارضة السورية في التاسع من اذار/ مارس تحت رعاية الأمم المتحدة.
مراسل «القدس العربي» في سوريا يفشل 27 مرة في العبور إلى تركيا
حازم داكل
ستوكهولم ـ «القدس العربي»: فشل صباح الخميس، مراسل «القدس العربي» وائل عادل في العبور إلى تركيا بشكل غير شرعي للمرة 27، نتيجة إجراءات «الجندرما» ـ حرس الحدود التركية ـ المشددة على حدودها الجنوبية مع سوريا.
وكان وائل حاول خلال رحلته الأخيرة العبور من منطقة دركوش غربي محافظة إدلب باتجاه قرية حجي باشا التركية، وبعد سير على الأقدام استمر لأكثر من ساعتين للوصول إلى قارب ينقلهم عبر نهر العاصي اكتشف أمرهم حرس الحدود التركي، وبدأ بإطلاق النار باتجاهه ومن معه وهم عجوز سبعيني وطفلة تبلغ من العمر أربع سنوات، إلا أن أحداً منهم لم يصب بأي أذى واستطاعوا الوصول إلى قرية حدودية تركيا.
يروي لـ «القدس العربي» كيف اكتشف أمرهم حرس الحدود بعد أن اختبأوا داخل مسجد القرية وهناك كانت تتواجد امرأة فلسطينية مع أطفالها الثلاثة ظلت تتوسل حرس الحدود لدقائق كي لا يتم إرجاعها إلى سوريا قائلة «أنا امرأة فلسطينية، جميع الدول العربية لا تريد استقبالنا، لا يمكن العودة إلى سوريا حيث الجحيم، قوصني هون… ولا برجع».
ويؤكد الزميل وائل، أنه تمت معاملتهم بلطف بعدما ألقى حرس الحدود التركي القبض عليهم، حيث تم ترحيلهم إلى سوريا عبر معبر «هيتا» الحدودي، في قرية حدودية أخرى يتم إذلال العشرات من السوريين يومياً، نساءً وأطفالاً وشيوخاً، حيث يتم إجبارهم على تنظيف باحة المخفر بطريقة مهينة، ويتم ضرب الجميع بشكل «سادي» ويبدأون بعقوبات شبه عسكرية: «منبطحاً، جاسياً .. الخ على طريقة مخابرات النظام السوري».
«أشعر بالإهانة والذل والقهر مما أعانيه في كل مرة أحاول الوصول إلى عائلتي المتواجدة جنوب تركيا، زوجتي وطفلتي عانوا معي لأكثر من سبع مرات حتى سمح لهم بالعبور وحدهم بصفة إنسانية، لم يسمح لي بالعبور معهم، أحاول الوصول إليهم منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، لكنني فشلت رغم المحاولات والنقود الكثيرة التي أعطيتها لـ»مهربي» الحدود الأتراك»، بحسب ما قال وائل.
ويضيف «تحملت الكثير من الرعب مع عائلتي في سوريا، لا يمكنني الاستمرار، قصفت طائرات روسيا منزلي في قرية حريتان بريف حلب، ولا مكان لدي، أنوي الاستقرار في تركيا حالياً ربما أعود مستقبلاً إذا أصبح العبور إلى تركيا سهلاً».
ويشير الزميل وائل إلى أن معبر باب السلامة أعطى تصاريح لأكثر من 1500 شخص لصحافيين وتجار، وعاملين في منظمات إغاثية، «واستطعت وضع اسمي ضمن تلك القائمة، لكن موظف الحدود رفض دخولي تركيا والسبب أن جواز سفري تم إصداره عبر مكتب الائتلاف في اسطنبول بتكلفة زادت عن الـ 600 دولار ، قال لي بالحرف أنه يريد جواز سفر صادراً عن نظام بشار الأسد، وكيف لصحافي معارض يقيم في مناطق تسيطر عليها المعارضة أن يحصل على جواز سفر من النظام السوري»، تساءل وائل عادل مستغرباً .
ويتابع «السلطات التركية لا تعتبرنا لاجئيين، لم تمنحنا حق اللجوء، لا تريد السماح لنا بدخول أراضيها، هناك عائلات كثيرة هاربة من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية، وأخرى هاربة من مناطق يسيطر عليها النظام السوري، حالمة بالوصول إلى أرض تخلوا من الطائرات الحربية، يفصلها فقط سلك شائك وجندي يتربصهم».
ويستطرد قائلاً: «طرق العبور غير الشرعية تكلف الكثير من الأموال قام البعض ببيع كل ما يملك ليدخل إلى تركيا، كيف لهم أن يعيدوا من لا يملك بيتاً أو نقوداً ليعيش في أخطر بلد في العالم ليعيش داخل الجحيم السوري».
وختم قوله بمناشدة إلى السلطات التركية لإعادة النظر في التعامل مع اللاجئين السوريين كأي بلد يحترم حقوق الانسان.
وتتوالى حوادث القتل بشكل يومي على الحدود السورية التركية من جهة ريف حلب الشمالي، وريف إدلب الغربي متزامناً مع تشديد الإجراءات من قبل حرس الحدود التركي واغلاق الحدود بشكل كامل أمام الهاربين من سوريا باتجاه تركيا بشكل غير نظامي، ما أدى لنشاط غير مسبوق لمهربي البشر وبأسعار جنونية حيث وصل سعر عبور الشخص الواحد إلى اكثر من الف دولار امريكي من معبر باب الهوى الحدودي وبأوراق تركية مزورة، أما سيراً على الأقدام فقد وصل سعر عبور الشخص الواحد لأكثر من 200 دولار ويشمل رحلة بقارب وجرار زراعي بين شجر زيتون إدلب الخضراء».
محافظة درعا… سيناريو الاغتيالات يعود من جديد
فراس اللباد
درعا – «القدس العربي»: لم تتوقف عمليات الاغتيال في محافطة درعا رغم كل ما تشهده من أحداث، بالتزامن مع الإنفلات الأمني الذي يخيم على المحافظة، فبعد توقفها ولفترة زمنية قصيرة تظهر مجدداً لتسيطر على المحافظة من جديد في ظل التوتر والتخبط الذي يسودها نتيجة الحملة التي يقودها النظام السوري على مناطق الريف الجنوبي المحررة في درعا وبغطاء من قبل الطيران الروسي والميلشيات الأجنبية وحزب الله اللبناني.
العقيد الطيار أبو حسام قائد لواء جسر حوران والذي قال لـ «القدس العربي»: سبب الفلتان الأمني يعود إلى انشغال الفصائل بالخلافات التي تحصل من فترة لآخرى وضعف دور دار العدل بتطبيق الاحكام الصارمة بحق جميع المخالفين، بالإضافة إلى عدم تحمل الفصائل المسلحة حماية قطاع عملها من خلال إقامة حواجز بين القرى في الريف الجنوبي، والأهم من ذلك التفكك الذي تعيشه الجبهة الجنوبية وعدم ربط المناطق ببعضها البعض، على حد قوله. واكد ظهور عملاء للنظام في الآونة الاخيرة تقوم بالتصفية مقابل مبالغ مادية تدفع لهم، ونوه في حديثه بأن «الحالة المعيشية المرتفعة التي يعيشها الناس شجعت على الجريمة بسبب فقدان الكثير من الناس لمصدر أرزاقهم والنفوس الضعيفة تفعل كل شيء من أجل الحصول على المال»، على حد تعبيره.
من جهة أخرى قال الناشط الإعلامي عامر الحوراني الناطق باسم «اعلاميو حوران المستقلون» إن من أهم الذين تم اغتيالهم بعد سلسلة الاغتيالات الكبيرة والكثيرة التي شهدتها محافطة درعا هو «قائد اللواء 61 «دخيل كيوان والذي تم اغتياله في 21 من شهر شباط فبراير حيث قام مجهولون بإطلاق عيارات نارية عليه ما أدى لإصابته بجروح خطيرة، وعلى إثرها نقل إلى المملكة الأردنية الهاشمية، هؤلاء يقتلون ويغتالون كل شخص يسعى لحفظ الأمن والأمان في المحافظة والذي كان من بينهم «أسامة اليتيم» الذي وضع خططاً كثيرة للحد من عمليات الاغتيال إلا أنهم قاموا باغتياله بعد فترة زمنية قريبة جداً، لأنه طرح أفكاراً جدية وأراد العمل عليها.
كما تحدث عن قيام قوات المعارضة المسلحة، بوضع حواجز على مداخل ومخارج المناطق المحررة، وتسيير دوريات ليلية ونهارية في البلدات المحررة للحد من الفوضى الحاصلة، ومتابعة كل الأشخاص الغرباء والمشتبه بهم، متمنياً أن تقوم قوات المعارضة السورية بخطوات ملموسة «كمنع ظاهرة اللثام» حيث أن جميع عمليات الاغتيال ينفذها ملثمون كما أنها تكثر في الأوقات التي تتوقف خلالها الجبهات.
فيما توجه عامر الحوراني لجميع الفصائل المقاتلة في محافظة درعا ترك الخلافات جانباَ، والانشغال بشيء أهم وهو وقف هذه العمليات وضبط الفلتان الأمني، ووضع المحافظة، محملاً جميع الفصائل ما يحدث بدرعا وعلى رأسهم دار العدل، والقوة التنفيذية التي تتبع لها؛ لأنهم، بحسب ما قال، «تناسوا درعا وانشغلوا بخلافاتهم وأنفسهم».
وفي سياق متصل قالت الناشطة الاجتماعية والإعلامية أسماء الحوراني أن «العالم أجمع هو المسؤول الأول عما يجري للشعب السوري وهم من جعلوا النظام السوري وأعوانه من المحتلين الروس والايرانيين أن يدمروا سوريا وشعبها، بالإضافة إلى تنامي التطرف وجعل سوريا أرضاً وبيئة خصبة للعصابات والأجندات يقومون بقتل أصحاب العقول الحكيمة التي تريد للبلد الخير والأمان لأنهم لا يريدون إنهاء الصراع والذي تحول إلى حرب طاحنة لم ترحم».
والجدير بالذكر أن محافظة درعا شهدت الكثير من الاغتيالات والتي وصلت إلى ما يزيد عن 36 حادثة اغتيال، وكان من بينهم شخصيات مدنية وسياسية وعسكرية، وإعلامية، وإغاثية.
أنس العبدة رئيسا جديدا للائتلاف الوطني السوري
أمين محمد
اختار الائتلاف الوطني السوري، أنس العبدة، رئيسا جديدا له اليوم السبت، كما اختار كلاً من موفق نيربية، سميرة المسالمة، وعبد الحكيم بشار نوابا له، واختار عبد الإله الفهد أمينا عاماً.
وذكر مصدر في الائتلاف لـ”العربي الجديد”، أن الاختيار تم بـ “التزكية” إثر توافق القوى السياسية على الأسماء المذكورة.
ويُعد العبدة الرئيس الخامس للائتلاف الذي تشكل في العاصمة القطرية الدوحة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012، عقب معاذ الخطيب، وأحمد الجربا، وهادي البحرة، وخالد خوجة.
ويأتي اختيار العبدة في ظل تراجع واضح في دور الائتلاف السياسي، إذ يرى مراقبون أنه فقد الكثير من أوراق قوته بعد تشكيل الهيئة العليا للتفاوض، التي سحبت منه الدور التفاوضي الذي كان يقوم به مع النظام.
وولد أنس العبدة في دمشق في 1967، ودرس الجيولوجيا في جامعة اليرموك بالأردن، وحصل على الماجستير في الجيوفيزياء، ثم انتقل إلى بريطانيا وعمل في الإدارة التقنية هناك.
أسس العبدة حركة (العدالة والبناء) من لندن بوصفها حركة سورية معارضة لنظام بشار الأسد، وأصبح العبدة رئيساً لإعلان دمشق في المهجر.
كان العبدة من مؤسسي المجلس الوطني السوري، ثم عضواً في أمانته العامة، كما شارك في تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، ثم أصبح عضواً في هيئته السياسية قبل أن يتم اختياره رئيسا له.
الجبير: على الأسد الرحيل في بداية العملية الانتقالية
الرياض ــ العربي الجديد
جدّد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، اليوم السبت، تأكيده بأن الرئيس السوري بشار الأسد “يجب أن يرحل في بداية العملية الانتقالية لا في نهايتها”، فيما أعلن أنّ القوات المسلحة السعودية ستستلم أسلحة فرنسية، كانت المملكة طلبتها في الأصل من أجل لبنان.
ويأتي هذا في أعقاب سحب السعودية هبتها للجيش اللبناني، وقوى الأمن، والتي تبلغ أربعة مليارات دولار، بسبب ما قالت إنه هيمنة “حزب الله”، الذي صنفته دول الخليج كمنظمة “إرهابية”، على الدولة اللبنانية.
وتطرّق الجبير، إلى أسعار النفط، بتأكيده أنّ المملكة لن تخفض الإنتاج، وستبقي على حصتها السوقية كما هي، معتبراً أنه “من غير المنطقي” أن تقوم السعودية “بخفض الإنتاج بينما تقوم بقية الدول برفع إنتاجها”.
سورية: “داعش” يقترب من سلمية شرق حماة
أمين محمد
اقترب تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) من مدينة سلمية شرق مدينة حماة (وسط البلاد)، عبر سيطرته، مساء أمس الجمعة، على مواقع وقرى جديدة بالقرب من هذه المدينة، التي تسكنها غالبية من الطائفة “الإسماعيلية”.
وذكر الناشط الإعلامي، شحود جدوع، لـ”العربي الجديد”، أن عناصر “داعش” سيطروا على قرية الشيخ هلال شرق المدينة، والواقعة بين قريتي السعن واثريا، كما سيطروا على تلال عدّة، إثر مقتل عدد من قوات النظام.
وأضاف جدوع أن التنظيم شنّ هجوماً آخر من جنوب شرق المدينة على الطريق، الذي يصلها بمدينة حمص، مشيراً إلى أن التنظيم قطع طريق خناصر، الذي يعد طريق الإمداد الوحيد لقوات النظام إلى حلب إثر سيطرته على المناطق المذكورة.
ودارت معارك بين “داعش” وقوات النظام ومليشيات طائفية تساندها، للسيطرة على بلدة خناصر ومحيطها انتهت بانسحاب التنظيم منها، ليعاود الظهور مجدداً من خاصرة سلمية الشرقية.
وذكرت شبكة “شام” الإخبارية المعارضة أن حالة خوف تعتري أهالي مدينة سلمية، نتيجة ما أسمتها بـ”التحركات المريبة والانسحابات التي ينفذها نظام الرئيس السوري بشار الأسد”، والتي اعتبروها تمهيداً لتسليم المدينة لتنظيم “داعش”، على غرار ما فعل مع مدينة تدمر أواسط العام الجاري، لتكون السلعة الجديدة التي سيستخدمها في حرب المفاوضات المتوقع إجراؤها في التاسع من الشهر الحالي، وفق الشبكة.
سورية: اعتقالات في الحسكة و”داعش” يشتبك مع القوات الكردية
عامر عبد السلام
تجدّدت، ليل أمس الجمعة، حملة الاعتقالات العشوائية، التي تشنها مجموعات مسلّحة تابعة لحزب “الاتحاد الوطني الديمقراطي”، بهدف سوق الشباب إلى معسكرات التجنيد الإجباري، في بلدة الجوادية التابعة لمحافظة الحسكة السورية (50 كيلومتراً شرقي قامشلي)، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي “الدولة الإسلامية” (داعش) ووحدات الحماية الكردية في الريف الغربي والجنوبي لجبل عبد العزيز.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن بلدة الجوادية مطوقة من كل الجهات مع تواجد قوات الأمن الداخلي لحزب “الاتحاد الديمقراطي”، والشرطة العسكرية على جميع الطرقات والشوارع الرئيسة والفرعية في البلدة، كما ويتواجد في الشارع العام داخل البلدة حوالي عشر حواجز.
ولم يتم إلى الآن معرفة عدد الشباب المعتقلين بسبب الطوق الأمني داخل البلدة وعدم إمكانية الخروج من المنازل.
ولفت الناشط الإعلامي يمان الحسكاوي، إلى أن “وحدات حماية الشعب” الكردية تقوم بتحويل مدرسة مبروكة في ريف رأس العين إلى معتقل كبير وتقوم بسجن العشرات من أهالي تل أبيض وسلوك وريف الشدادي في هذا السجن، بعد ممارسة أشد أنواع التعذيب في حقهم.
وكانت محافظة الحسكة قد وجهت إلى دوائر الدولة لترشيح موظفين من هذه الدوائر “للتطوع” في كتائب الحماية الذاتية، وفي حال رفض الموظف يفصل فوراً من وظيفته.
ولفت الناشط الإعلامي الحسكاوي، إلى أن المحافظة قسمت أعداد الموظفين بين المديريات، فمديرية الزراعة 400 موظف، ومديرية التربية 2000 موظف، ومديرية حقول الجبسة 1000 موظف، ومديرية التموين وحماية المستهلك 15 موظفاً، فيما توزع بقية الأعداد على الدوائر الأخرى حتى يصلوا للعدد المطلوب وهو 10000 موظف.
بموازاة ذلك، أكّد الحسكاوي، أن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلي “الدولة الإسلامية” ووحدات الحماية الكردية، في الريف الغربي والجنوبي لجبل عبد العزيز، وسط تحليق مكثّف لطائرات التحالف الدولي.
وأضاف الحسكاوي، أن ثلاثة أطفال قتلوا جراء انفجار قنابل عنقودية من مخلفات القصف الجوي على محطة غاز الثلجة، إضافة لدخول رتل للجيش التركي باتجاه بوابة نصيبين التركية ومليشيا الحماية الكردية تخلي المخفر الحدودي تل الهلالية”، لافتاً إلى أن هناك “استنفاراً أمنياً من الطرفين، فيما تشهد بوابة الدرباسية استنفاراً أيضاً من قبل الجيش التركي ومليشيا حزب العمال الكردستاني”.
وأفاد ناشطون، أن مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” دمروا عربة “همر” تابعة لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية في منطقة الهبا جنوب غرب جبل عبد العزيز، في ريف الحسكة الغربي.
المعارضة تطرد “داعش” من معبر التنف.. الأردن يحمي حدوده
أسامة أبوزيد
سيطرت مجموعة من فصائل المعارضة السورية على معبر التنف الحدودي بين سوريا والعراق، الليلة الماضية، بمشاركة “جيش سوريا الجديد”، الذي يخوض أول معركة له بهذا الحجم، بعد تلقيه تدريباً عربياً-أميركياً مشترك.
“جيش سوريا الجديد” الذي تلقى تدريبات في الأردن، وأعلن عن تشكيله في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي، سيطر على المعبر بمساندة جوية من التحالف الدولي ضد “داعش”، وكانت المقاتلات الأردنية تقود الحملة الجوية. وشاركت في العملية فصائل من الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر، مثل “كتيبة الشهيد أحمد عبدو”، و”أسود الشرقية”.
وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” قد سيطر على المعبر ومناطق أخرى في البادية السورية، في أيار/مايو من العام الماضي، بعد انسحاب مفاجئ للقوات الحكومية السورية.
وقال المسؤول الإعلامي في كتيبة “الشهيد أحمد عبدو” سعيد سيف، لـ”المدن”، إن “التحالف الدولي شارك بشكل بسيط بحكم علاقته بجيش سوريا الجديد، إلا أننا لم ننسق مع التحالف واستهدف المعبر يوم الثلاثاء (1 آذار/مارس)”.
وكان نشطاء قد تحدثوا عن غارات جوية للتحالف استهدفت المنطقة قبل البدء بالعملية البرية للسيطرة على المعبر، حيث قال الناشط الإعلامي من “شبكة تدمر الإخبارية” محمد الحمصي، لـ”المدن”، إن “الجيش الحر دخل المعبر بعد أن أحرقت طائرات التحالف المنطقة بالغارات. كما شهد المعبر تمهيداً مدفعياً كبيراً قبل العملية”.
ونتج عن عملية معبر التنف مقتل 6 عناصر، وأسر 8 من التنظيم، في حين تعرض المسؤول عن المعبر أبو عمر العراقي للإصابة قبل أن يتمكن من الهرب. وجاءت هذه العملية بقيادة قائد القوات، عضو القيادة المشتركة للجبهة الجنوبية العقيد الركن أبو فراس الحمصي، بعد أن وردت معلومات للجبهة الجنوبية عن وجود مصانع للعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، وفقاً لما قاله مصدر من الجبهة الجنوبية لـ”المدن”.
وأضاف المصدر “الهجوم (نفّذته) مجموعات مدربة تعمل بشكل منفرد وسريع”، لافتاً إلى أن “المنطقة مفتوحة”، وفيها تضاريس وألغام “لا تساعد على الأعداد الكبيرة بالهجوم وكان هناك عوائق كبيرة”.
مصدر عسكري آخر أشار لـ”المدن”، إلى أن “مجموعات الجيش الحر استغلت استهداف التنظيم في المنطقة على مدار اليومين الماضيين، واستطاعت التسلل إلى مناطق التنظيم عبر الجبال، في تكتيك حربي جديد. ولم ينسقوا مع التحالف”.
الأردن من جهته كان قد سهل عملية دخول قوات المعارضة عبر أراضيه، إذ يقع المعبر على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الأردنية أيضاً، وقدّمت للمعارضة دعماً لوجستياً وإحداثيات لمواقع التنظيم من أجل استهدافها. وقال المصدر إن “الأردن استخدم فصائل المعارضة التي هي على صلة بها كجيش سوريا الجديد والجبهة الجنوبية، من أجل تأمين حدودها، وخاصة بعد ظهور خلايا نائمة (لتنظيم داعش) في مدينة أربد مؤخراً، وتعامل الأمن الأردني معها”.
خسارة التنظيم للمعبر من شأنها أن تضيّق الخناق على قواته في منطقة بئر قصب، في امتداد ريف دمشق نحو البادية السوري شمالي شرقي محافظة السويداء. كما أن هذه العملية قلّصت من سيطرة التنظيم على المعابر مع العراق، ليصبح “داعش” متحكماً بمعبر واحد في مدينة البوكمال، شرقي ديرالزور، حيث سيطرت “وحدات حماية الشعب” الكردية على معبر اليعربية التابع لمحافظة الحسكة في وقت سابق.
هذا الانتصار الذي سجّل لـ”جيش سوريا الجديد”، ليس الأول من نوعه، إذ قام سابقاً باستهداف المعبر ذاته بدعم من التحالف الدولي، بعد عملية إنزال جوي قادها التحالف في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر 2015. وآنذاك، قال قائد “جيش سوريا الجديد” المقدم مهند الطلاع، إن “التعاون الوثيق بيننا وبين التحالف الدولي” كان سبب نجاح العملية.
من جهة ثانية، كشف العقيد الركن الطيار عبدالله الحمدان، وهو ضابط منشق عن قيادة مطار “بلي” العسكري قرب دمشق، إن هذه العملية تهدف لفصل مناطق نفوذ “داعش” في سوريا، عن مثيلاتها في العراق، ما سيمنع نقل إمدادات التنظيم بين الجانبين. واعتبر أن السيطرة على معبر التنف تعني أن “هناك خطة للسيطرة على المعبر الثاني” في مدينة البوكمال.
“أطباء بلا حدود”: سوريا هي المكان الأكثر دموية
يارا نحلة
منذ 40 سنة، تدخلت منظمة “أطباء بلا حدود” لأوّل مرة في لبنان. ويوم الجمعة أقام “معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية” في “الجامعة الأميركية” في بيروت محاضرة بعنوان “أطباء على الجبهات الأماميّة: التحديات الإنسانية الطبية في المنطقة”، ألقتها الرئيسة الدولية للمنظمة الدكتورة جوان ليو، وتخلّلتها مداخلات من قبل أطباء لبنانيين وأساتذة في الجامعة.
إستهلّت ليو جلسة النقاش بالحديث عن إستقلالية منظمة “أطباء بلا حدود”، مشيرةً إلى أنّ هذه الإستقلالية تخدم هدف المنظمة بتأمين الرعاية الصحية لكلّ من يحتاجها من دون تمييز، كما “تمنحنا القدرة على التدخّل بسرعة من دون إنتظار التمويل المناسب”. وأفادت بأن “أطباء بلا حدود” تنشط في 63 دولة، ويتركّز الجزء الأكبر من عملها في القارة الأفريقية. أما في ما يخصّ لبنان، فقد كانت أولى نشاطاتها فيه في العام 1976، لتعود إليه بزخم في 2006 مع اندلاع “حرب تمّوز”، كما شهدت نشاطاتها تزايداً منذ العام 2013 بسبب الأزمة السورية”.
ثمّ انتقلت ليو إلى الحديث عن التحديات التي تواجهها المنظمة نظراً إلى أنها تخصّص “52% من نشاطاتها لمناطق النزاع”، ما يؤدي إلى إستهداف منشآت المنظمة الصحية بإستمرار. وفي هذا الإطار، أشارت ليو إلى ما تصفه بـ”اليوم الأسود”، وهو يوم 3 تشرين الأول 2015، عندما استهدفت المقاتلات الأميركية مشفى “أطباء بلا حدود” في قندز- أفغانستان، ما أسفر عن مقتل 14 عضواً في المنظمة. وأشارت إلى أن “أربعة من أصل خمسة أعضاء دائمين في مجلس الأمن هم أعضاء في التحالفات العسكرية التي تنفذ ضربات جوية استهدفت المستشفيات التي تديرها اطباء بلا حدود في مناطق النزاع، وتحديدا في سوريا واليمن وأفغانستان”.
وأحد التحديات التي تواجهها المنظمة هو عدم إلتفات المجتمع الدولي إلى الواقع الصحي لبعض البلدان في حال لم يمسّه هذا الواقع مباشرةً. ولفتت ليو إلى أن وباء “الإيبولا” في أفريقيا لم يحصل على إهتمام الدول الغربية، بالرغم من محاولات المنظمة المتكرّرة إلى لفت إنتباهها إليه، وعندما ذهب ضحيته مواطن أمريكي، “تحوّل الأمر فجأةً إلى قضية”، على ما تقول ليو. وأضافت “لا يفترض أن تكون الرعاية الصحية أمراً مرحّباً به عندما يخدم الأمن القومي لدولة ما فحسب، وحين لا يخدمه يتمّ وضع قيود عليه”.
وقد كان لسوريا الحصة الأكبر من حديث ليو، ولفتت إلى أنّ ما تواجهه المنظمة في سوريا هو “صعوبة الوصول إلى جميع المناطق والعمل فيها، إذ تمّ استهداف 63 من اصل 153 منشأة طبية تديرها المنظمة في سوريا، ما أدى إلى حرمان نحو 40 الف شخص من العناية الطبية الاساسية”. كما عرّفت ما يحصل في سوريا على أنه “حرب على المدنيين جعلتنا نعتاد على ما لا ينبغي علينا التعوّد عليه”. وتطرّقت إلى حادثة قصف مشفى إدلب التابع لها منذ نحو الأسبوعين، والذي تعرّض إلى غارات متعاقبة، “لكن الأمر لم ينتهِ هنا، فبعد نقل الجرحى إلى مشفى آخر تمّ قصفه هو الآخر، لتجرّد المنطقة من أي منشأة طبية”. وأضافت ليو: “أصبح من الممنوع إنشاء المشافي في بعض المناطق السورية التابعة لسيطرة المعارضة وذلك خوفاً من أن يتمّ إستهدافها”. وإستنكرت قيام العديد من الدول بالتغاضي عن مصير المرضى السوريين في سياق السرديات المناهضة للإرهاب.
من جهته، لفت الدكتور غسان أبو ستة إلى أن “ما نشهده اليوم ليس مجرّد أزمات وواقع صحي مؤقت، إنما تغيّر في الواقع الصحي ما يتطلّب منّا اعتماد طرق وتدخّلات جديدة في مقاربتنا للأزمات”. وفي السياق نفسه، قال الدكتور عمر الديواشي “علينا التفكير في العواقب طويلة الأمد للحرب ومنها الهجوم الممنهج على الرعاية الصحية، كالعقوبات الدولية على العراق التي منعت دخول أنواع كثيرة من الأدوية إليه ما كان له آثار صحية خطيرة”. وتحدّث الدكتور شادي صالح عن “مشاكل على المستوى المنهجي للرعاية الصحية، ما يدعو إلى إيجاد سبل مبتكرة لإرساء العلاج مثل وضع برنامج للصحة الإلكترونية، وقد بدأت منظمة أطباء بلا حدود العمل عليه”.
بدوره، اقتبس الدكتور فؤاد فؤاد قول المنظمة إن “سوريا هي المكان الأكثر دموية على وجه الأرض”. وتحدّث عن تعذيب وقتل أكثر من 700 طبيب في سوريا منذ بدء الأزمة، ما أدى إلى فرار الكثير من الأطباء، وذلك لأن تقديم العناية الطبية أصبح بحد ذاته جريمة.
المدن
نيويورك تايمز: لا تسمحوا لبوتين بتمرير مخططاته
دعت صحيفة نيويورك تايمز الغرب إلى عدم السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن يعتقد أن بإمكانه تحويل دعمه للرئيس السوري بشار الأسد إلى احترام لـ”قوة بوتين” أو تمرير ألاعيبه الشريرة مثلما حدث في أوكرانيا.
وقالت إن بوتين يجب ألا يخلط بين إنجازاته العسكرية في سوريا والنصر أو الاحترام، ويجب أن يفهم أن الانتصار في الشرق الأوسط غير ممكن، وأن يتذكر الخزي والعار الذي لحق بالاتحاد السوفياتي في أفغانستان.
وأوضحت الصحيفة أن من الصعب تخيّل وجود صراع بحاجة لوقف إطلاق نار أكثر من هذا الصراع العنيف الذي دمّر سوريا وأودى بحياة حوالي نصف مليون شخص وهجّر الملايين، كما أن من الصعب أيضا تخيّل أن الهدنة التي اتفقت عليها واشنطن وموسكو لديها فرصة أكثر من تحقيق استراحة قصيرة في الحرب.
غير جدير بالثقة
وأشارت إلى أن السبب الرئيسي في تشاؤمها هو اللاعب المركزي بوتين الذي لا يمكن الثقة فيه، لأنه أثبت من قبل بما لا يدع مجالا لأي شك أن وقف إطلاق النار في نظره هو مجرد تكتيك وستار لحجب أنشطته العسكرية.
وقالت إن الأمر المهم الذي يجب أن يفهمه الغرب عن بوتين هو أن هدفه الرئيسي منذ أن تولى ولايته الرئاسية الثالثة عام 2012 هو إجبار الولايات المتحدة وحلفاءها على الإقرار مرة أخرى بأن روسيا قوة عظمى، بالإضافة إلى شق التحالف الغربي.
وذكرت أن إعادة بناء قوة روسيا وطلب الاحترام لها كانا مصدرين لشعبيته المستمرة وسط الروس، رغم التكلفة الباهظة التي دفعوها جراء العقوبات والازدراء الغربي.
وأضافت أن بوتين نجح مؤقتا إلى الحد الذي وضع فيه أميركا وأوروبا، وبالتحديد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في وضع لا يكون لهم فيه خيار إلا التعامل معه في السعي لإنهاء القتال بسوريا.
ما المتوقع في “أسدستان” السورية بعد الحرب؟
أشارت مجلة ذي ناشيونال إنترست الأميركية إلى الأزمة المتفاقمة في سوريا، وقالت إن البلاد عرضة للتفكيك، وإنه يبدو أن نظام الأسد باق في بعض أجزاء البلاد، وإن قادة الغرب يدفعون بهذا الاتجاه.
فقد نشرت ذي ناشيونال إنترست مقالا كتبه آري هايشتاين المساعد الخاص لمدير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، تساءل فيه عن الحال التي ستكون عليها سوريا في فترة ما بعد “أسدستان،” في إشارة إلى دويلة صغيرة يحكمها الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا.
وأضاف الكاتب أن إستراتيجية القمع التي يتبعها النظام السوري ضد المعارضة المعتدلة والمدنيين وتدمير البنى التحتية في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة جعلت هذا النظام وتنظيم الدولة الإسلامية القوتين القادرتين على حكم سوريا، الأمر الذي أحبط آمال الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تجاه مستقبل سوريا.
وقال إن هذه الإستراتيجية القمعية التي يتبعها النظام السوري في البلاد ساهمت في تزايد استعداد القادة الغربيين لقبول فكرة استمرار الأسد في الحكم، إذا كان بقاؤه يؤدي لإنهاء الصراع ويؤدي أيضا لجعل الأسد يكون حليفا للغرب في الحرب على الإرهاب.
توجه غربي
وأشار إلى أن التوجه من جانب الغرب تجاه الأزمة في سوريا بدا واضحا في تصريحات أطلقها وزير الخارجية الأميركي جون كيري آخر العام الماضي، وذلك عندما قال إن بلاده غير ملتزمة بتغيير النظام في سوريا.
وعودة إلى “أسدستان”، فلقد أوضح الكاتب إلى أنها تمتد لتشمل الأراضي التي يسيطر عليها الأسد من درعا في الجنوب إلى اللاذقية في الشمال، وأنها ستشمل مدنا مثل حلب وحماة وحمص وطرطوس والقنيطرة ودرعا وغالبة منطقة دمشق.
وأضاف أن “أسدستان” المفترضة هذه تضم غالبية المراكز السكانية الرئيسية في سوريا، بينما يسيطر تنظيم الدولة على المنطقة الغربية الصحراوية.
وأوضح أن الأسد سيلجأ للقوة الوحشية تماما كما يفعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي سجن حوالي أربعين ألف مصري وقتل المئات لأسباب سياسية في السنوات القليلة الماضية، على حد قول المجلة.
وأشار إلى أن الأسد يواجه معضلة تتعلق بالمليشيات التي تقاتل لجانب النظام بإشراف إيراني، وذلك في اللحظة التي يكاد جيشه لا يسيطر على شيء، وتساءل عن ما إذا كان باستطاعة الأسد السيطرة على هذه المليشيات بعد انتهاء الحرب، بالإضافة إلى الاقتصاد المنهار في البلاد.
وبيّن الكاتب أن هذه التوقعات القاتمة لأسدستان تشير إلى صعوبة استقرار النظام السوري بالطريقة التي يراها داعموه.
وقال إنه إذا كانت مصر السيسي تعد مؤشرا على ما يمكن توقعه، فإن نظام القمع لن يخدم الأسد في سحق الانتفاضة، بل إن من شأنه أن يغذي التمرد في المستقبل.
تحذير من تضاعف أعداد اللاجئين العالقين باليونان
حذرت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من احتمال ارتفاع عدد اللاجئين العالقين في اليونان إلى أكثر من مئة ألف في الأسابيع المقبلة نتيجة إغلاق الحدود في البلقان، ما يهدد بأزمة إنسانية، يأتي ذلك قبل يومين من قمة أوروبية مرتقبة في بروكسل لبحث أزمة اللاجئين.
وقال مساعد المفوض السامي للاجئين لشؤون العمليات، جورج أوكوث أوبو، في تصريحات بـروما إنه “حسب الظروف الراهنة، من المرجح أن يصبح لدينا بحلول منتصف أبريل/نيسان مئة ألف شخص في الأراضي اليونانية”، وحذر من “أزمة إنسانية” تقتضي تحركا دوليا.
وفي بيان مكتوب منفصل، قدرت المفوضية عدد المهاجرين العالقين في اليونان حاليا بنحو ثلاثين ألفا، ثلثهم عند نقطة إيدوميني الحدودية مع مقدونيا، ووصفت الوضع بأنه “يتدهور بسرعة”.
من جهته قال رئيس المفوضية فيليبو غراندي في البيان “الوقت ينفد منا، وهناك حاجة عاجلة لقيادة قوية ورؤية صائبة من الزعماء الأوروبيين للتعامل مع ما هو، من وجهة نظري، وضع لا يزال بالإمكان معالجته، إذا كان التعامل معه صحيحا”.
وعلى الصعيد نفسه أوضح مسؤول آخر بالمفوضية أن الأغلبية الساحقة من اللاجئين يأتون من بلدان مزقتها الحروب، بما في ذلك 48% من السوريين، و26% من الأفغان و17% من العراقيين، وأضاف أن “91% من الأشخاص الذين وصلوا إلى اليونان يأتون من هذه الأزمات الثلاث الكبرى”.
منفذ رئيسي
واليونان هي المنفذ الرئيسي لقرابة مليون لاجئ عبروا بحر إيجه قادمين من تركيا العام الماضي في طريقهم إلى شمال أوروبا الأكثر ثراء.
وتواجه اليونان أوضاعا صعبة على حدودها مع مقدونيا بسبب القيود التي فرضتها دول مجاورة في البلقان على دخول اللاجئين.
وتعد مقدونيا أول بلد على طريق البلقان يسلكه لاجئون يصلون إلى الجزر اليونانية قادمين من السواحل التركية.
وكانت الهيئة الأوروبية للإحصاءات (يوروستات) أعلنت أمس الجمعة أن أكثر من 1.25 مليون أجنبي -أغلبهم سوريون وأفغان وعراقيون- تقدموا بطلبات لجوء إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2015، مما يشكل عددا قياسيا لم يسجل من قبل.
وأوضحت الهيئة في بيان أن العدد شكّل زيادة بأكثر من الضعف مقارنة بعام 2014 (+123%)، وتابعت أن 1.255.600 شخص طلبوا اللجوء في 28 دولة من الاتحاد الأوروبي، 35% منهم في ألمانيا.
بوادر توافق
على صعيد مواز، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في رسالة موجهة إلى القادة الأوروبيين الـ28 إنه يرى بوادر توافق أوروبي للمرة الأولى على استراتيجية تهدف إلى استيعاب تدفق اللاجئين.
وأضاف توسك في رسالة الدعوة للمشاركة في قمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا يوم الاثنين القادم في بروكسل، أن التوافق الأوروبي الحالي من شأنه المساعدة على استيعاب التدفق والعمل على حل الأزمة.
من جهته قال وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس، بعد جلسة استمرت ثماني ساعات بين رؤساء الأحزاب في تصريحات للتلفزيون اليوناني “سنطالب بتأسيس حرس سواحل أوروبي يكون مقره في اليونان”.
وأضاف الوزير أن رئيس الحكومة ألكسيس تسيبراس سيطالب أيضا بالالتزام بالقرارات التي اتخذت حتى الآن بخصوص إعادة اللاجئين إلى أراضيهم، إذا لم تتوافر فيهم شروط اللجوء.
وأشار الوزير أيضا إلى أن أثينا ستتمسك بتوزيع اللاجئين على جميع دول الاتحاد الأوروبي، وأكد على ضرورة معاقبة الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي التي لا تلتزم بقراراته.
وأمس الجمعة صادق برلمان سلوفينيا على قانون يشدد الشروط على طالبي اللجوء بهدف تقليص عدد الواصلين إلى هذا البلد الصغير.
كاتب: الخطة الأميركية “باء” مجرد تكتيك
إذا فشل الاتفاق الأميركي الروسي بشأن سوريا، فإن الأزمة السورية ستتحول إلى تحدٍّ أعمق لخلف الرئيس الأميركي باراك أوباما وربما لما بعد ذلك ولن تستطيع أي خطة محتملة من الإدارة الأميركية الحالية سواء كانت “باء” أو غيرها تغيير هذا السيناريو.
هذا ما قاله آرون ديفد ميلر نائب رئيس مركز وودرو ويلسون الأميركي للدراسات في مقال له بصحيفة وول ستريت جورنال، استعرض فيه احتمالات الخطة التي يتحدث عنها وزير الخارجية الأميركي جون كيري إذا فشل الاتفاق مع روسيا.
وأشار إلى أن كيري تحدث كثيرا عن “الخطة باء” خلال الإدلاء بشهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ونسب إلى كيري القول إن واشنطن تفكر، في حال فشل الاتفاق مع روسيا، في حملة أكثر تنسيقا لمساعدة المعارضة السورية على إضعاف الرئيس السوري بشار الأسد وربما الإطاحة به.
وتساءل ميلر عما إذا كانت واشنطن تتجه إلى زيادة الضغط على روسيا أم أن هناك سببا للاعتقاد بأن إدارة أوباما تخطط لحرب بالوكالة مع روسيا وحلفائها في سوريا إذا انتهت الهدنة الحالية.
مجرد تكتيك
”
من الصعب تخيّل أن أوباما سيغيّر فجأة نهجه في تفادي المخاطر، ومن المؤكد أنه لن يلزم نفسه بشيء لا يستطيع تنفيذه خلال سنته الأخيرة في الرئاسة
” وأكد أن أي خطة من إدارة أوباما لن ترغم موسكو على التفاوض “لأنه من الصعب تخيّل أن أوباما سيغيّر فجأة نهجه في تفادي المخاطر، ومن المؤكد أنه لن يلزم نفسه بشيء لا يستطيع تنفيذه خلال سنته الأخيرة في الرئاسة”، وتوقع أن يكون ما يقوله كيري مجرد تكتيك.
واستعرض الكاتب تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين لما يمكن أن تقوم به أميركا في سوريا والتي لخصوها في “الأعمال شبه العسكرية التي تجعل من الصعوبة على الروس مهاجمة المعارضة المسلحة وتلحق أضرارا حقيقية بالروس”، مشيرا إلى تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) جون برينان ورئيس الأركان جوزيف دنفورد.
وقال إنه ليس من الواضح ما إذا كانت واشنطن ستتحرك لإقامة “منطقة آمنة للاجئين” أو “منطقة حظر طيران” أو تدريب المعارضين المسلحين أو إرسال قوات أميركية برية، مضيفا أن أي تصعيد من واشنطن يتضمن خيارات غير حاسمة أو سيئة ستجر على أميركا مخاطر أكبر دون تحقيق النتائج المرجوة.
التهديدات الفارغة
وأوضح أنه من المؤكد أن إدارة أوباما لن توسع حملتها العسكرية لتشمل دعما للمعارضة المسلحة أو تدخلا مباشرا في سوريا.
وحذر من مخاطر “التهديدات الفارغة” التي تطلقها واشنطن، قائلا إن روسيا وإيران وحزب الله مستعدون تماما للدفاع عن الأسد بقوة لحماية مصالحهم، أما أميركا ورغم نجاحها في استخدام الأكراد، فإن فرص وصولها لأغلب مناطق سوريا محدودة وإن مساعدتها للأكراد خلقت مشاكل كبيرة مع تركيا.
وأشار ميلر، من أجل إثبات أن الوضع في سوريا سيتدهور كثيرا إذا فشل الاتفاق الأميركي الروسي، إلى أن السعودية هددت بتسليح المعارضة بصواريخ أرض جو قادرة على إسقاط المقاتلات الروسية، كما أن تركيا هددت بالتحرك ضد الأكراد شمالي سوريا، واختتم بأنه دون مساعدة من روسيا لن يتحسن الوضع في سوريا.
الحراك المدني بسوريا.. عود على بدء
سلافة جبور-دمشق
“لنبدأ الحكاية من البداية.. الشعب يريد إسقاط النظام”.. هذا ما عبرت عنه إحدى اللافتات التي رُفعت يوم الجمعة إلى جانب علم الثورة أثناء مظاهرات خرجت في عشرات المدن والبلدات السورية، في مشهد أعاد السوريين إلى خمس سنوات خلت.
فمن درعا جنوبا إلى حلب شمالا، مرورا بإدلب وريف دمشق وحمص وغيرها، شهد الأسبوع الماضي عودة لافتة للحراك السلمي إثر توقف المعارك والهدوء الذي عم أغلب جبهات القتال عقب بدء تنفيذ قرار وقف إطلاق النار السبت الماضي برعاية أميركية روسية.
ولم يمنع الدمار الذي خلفته أكثر من أربع سنوات من المعارك خروج مئات السوريين على أنقاض منازلهم وأحيائهم الخارجة عن سيطرة النظام، للتظاهر والتأكيد على سلميتهم وهدفهم الأول والأخير، ألا وهو إسقاط النظام وبناء دولة العدالة والكرامة.
إحساس بالأمان
مالك الرفاعي وهو أحد أولئك الذين شاركوا في مظاهرة مدينة داريا غرب العاصمة دمشق منذ عدة أيام، أكد في حديث للجزيرة نت تميز هذه المظاهرة بإحساس المدنيين بالأمان ضمن أجواء احتفالية افتقدتها المدينة التي أمطرتها مروحيات النظام بما لا يقل عن ستة آلاف برميل متفجر خلال السنوات الفائتة، بحسب إحصائيات مجلسها المحلي.
وأوضح الرفاعي -وهو ناشط إعلامي أيضا- أن الخوف من الاعتقال كان يسيطر على المشاركين في مظاهرات العامين الأولين للثورة، وتحول بعدئذ إلى خوف من القصف والموت، وهو ما تحرر منه أهالي المدينة اليوم عقب تنفيذ وقف إطلاق النار الذي لا يعني برأيه إخماد الثورة، بل يشجع السوريين على إحياء حراكهم المدني والتأكيد على استمرار ثورتهم.
ورغم أن الدمار الذي حل بحي جوبر شرقي العاصمة لا يقل عن حجم الدمار في مدينة داريا غربيها، فإن ناشطي الحي أبوا إلا أن يستغلوا فرصة الهدنة لينظموا مظاهرة الخميس ويطالبوا بإسقاط النظام السوري.
ووفق محمد أبو يمان -وهو أحد ناشطي جوبر الإعلاميين- فإن أهالي الحي ما زالوا يؤمنون بأهمية الحراك السلمي في إيصال صوتهم ومطالبهم.
وقال إنه “حراك لم يتوقف إلا بسبب همجية النظام التي أجبرتنا على حمل السلاح دفاعا عن أنفسنا بعد استهداف مظاهراتنا السلمية بالرصاص والقصف”.
وأكد أبو يمان في حديثه للجزيرة نت أن التظاهر أحد حقوق الشعب السوري، سواء أكان ضد نظام بشار الأسد أم ضد الفصائل المعارضة في حال ارتكابها أية أخطاء بحق المدنيين.
مظاهرات دمشق
أما جنوب العاصمة دمشق وفي بلدات وأحياء هادنت النظام منذ أعوام دون أن تفقد روح الثورة، فقد رفع عدد من الأهالي والناشطين لافتات تؤكد عدم تنازلهم عن أهدافهم المتمثلة في إسقاط النظام وتفكيك الأجهزة القمعية والحفاظ على وحدة سوريا، وذلك خلال مظاهرة خرجت مساء الخميس في بلدة يلدا.
وأوضح الناشط الإعلامي وليد الآغا أن أهالي جنوب العاصمة أرادوا إيصال رسالتهم إلى المجتمع الدولي بأن ما تشهده سوريا منذ سنوات ما هو إلا ثورة شعب نادى بحقوقه المشروعة التي تقرّها جميع الأديان والعهود والمواثيق الدولية، وليس حربا بين طرفين متصارعين.
وأضاف الناشط الإعلامي في حديثه للجزيرة نت “على العالم بأسره أن ينظر إلى ثورتنا على أنها ثورة شعب ضد نظام مستبد وظالم، ويتعامل مع أي حل مطروح لما تعيشه البلاد على هذا الأساس، وهو ما رغبنا بالتعبير عنه في مظاهرتنا التي حملت عنوان تجديد الروح الثورية”.
ونوّه الآغا بأهمية الحراك المدني السلمي في الثورة السورية، إلا أنه “يبقى حراكا غير كاف لإسقاط نظام وحشي كالنظام السوري، لا يفهم إلا لغة القوة وليّ الأذرع”، على حد تعبيره.
مشافي سوريا.. حين تكون الصواريخ رسالة سياسية
فادي جابر-غازي عنتاب
ثلاثون ساعة تحبس الأنفاس، قضتها الممرضة رفيف تحت أنقاض مشفى جنوب مدينة المعرة بريف إدلب تابع لمنظمة “أطباء بلا حدود”، حين تعرض منتصف الشهر الماضي لغارة جوية روسية دمرته تماما. وكانت رفيف أوفر حظا من بقية زملائها ومراجعي المشفى الذين قتل وجرح العديد منهم.
83 عنصرا من الكوادر الطبية قتلوا واعتقل أكثر من 650 آخرين على يد النظام السوري في محافظة إدلب وحدها خلال سنوات الثورة السورية الخمس الماضية.
وأكد مدير صحة إدلب الدكتور منذر الخليل للجزيرة أن الاستهداف المتكرر على المنشآت الصحية يؤدي إلى إغلاقها بشكل دائم أو جزئي، كما يسبب توقف الخدمة الطبية المقدمة لعشرات آلاف السكان، وخاصة الفئات الأكثر تضررا كالنساء والشيوخ واﻷطفال، الأمر الذي يزيد عدد الشهداء والوفيات، إضافة إلى هجرة السكان نحو أماكن أخرى داخل البلاد وخارجها.
الروس يدققون الاستهداف
وقال الدكتور الخليل إنه بعد التدخل الروسي زادت شدة ودقة استهداف المشافي، مضيفا أن معظم الاستهدافات تتم بطريقة مزدوجة حيث يتم تنفيذ الهجوم الأول، وبعد تجمع عناصر الدفاع المدني والفرق اﻹسعافية يحصل الهجوم الثاني، وذلك لتحقيق أكبر قدر ممكن من القتلى والجرحى كما حصل في مشفى “أطباء بلا حدود” بمعرة النعمان ومشفى سرمين الميداني.
وتابع “يتم أحيانا قصف المشافي التي ينقل إليها المدنيون المصابون جراء استهداف مشافٍ في وقت سابق”، كما حصل حين تم قصف مشفى معرة النعمان الوطني من قبل الطيران السوري ثلاث مرات متتالية يوم 15 فبراير/شباط الماضي خلال عمليات إسعاف جرحى مشفى “أطباء بلا حدود” إليه.
منظمة “أطباء بلا حدود” قالت في بيانات نشرتها على موقعها الرسمي، إنه منذ بداية العام الحالي تم قصف ما لا يقل عن 17 مرفقا طبيا في سوريا، ستة منها مدعومة من قبل المنظمة، وفي 15 فبراير/شباط الماضي تعرض مشفى في معرة النعمان لتدمير شامل جراء غارات جوية، مما أدى إلى مقتل 25 شخصا منهم تسعة موظفين.
ووفق بيانات المنظمة، فإن 63 مستشفى وعيادة مدعومة من قبلها، تعرضت لقصف صاروخي أو مدفعي في 94 حادثا متفرّقا خلال العام 2015، مما أدى إلى تدمير 12 مرفقا طبيا ومقتل 23 موظفا من الطواقم الطبية.
رسائل الموت
الإحصائية الأكثر مأساوية كشف عنها رئيس الرابطة السورية لحقوق اللاجئين محمد النعيمي، وقال للجزيرة إنه “خلال العامين الماضيين تم استهداف أكثر من 1400نقطة طبية من مشاف رئيسية ومشاف ميدانية في سوريا ونقاط طبية وسيارات إسعاف”.
وأضاف النعيمي أن قصف المواقع الطبية سياسة سورية روسية تحمل “رسالة تهديد بالإبادة بغية ترهيب المدنيين، خاصة أن التركيز على المشافي في المنطقة الشمالية عبر استخدام الموت كرسالة سياسية هدفه تفريغ المنطقة من سكانها كمقدمة لتغيير ديمغرافي فيها، إضافة إلى الضغط على تركيا من خلال زيادة عدد النازحين واللاجئين”.
مر الأسبوع الأول من الهدنة ولم يتم استهداف المشافي، لكن السؤال المطروح بعد نهايتها: هل سيقدر المجتمع الدولي على تحييدها عن هجمات النظام السوري وحلفائه، أم أن رسائل الموت ستصل إلى مشاف أخرى؟
مساعدات أممية لريف دمشق والمعارضة تراها غير كافية
قالت مصادر أممية إن مساعدات إنسانية وصلت الجمعة إلى مناطق قرب العاصمة السورية دمشق حيث يدور القتال بين قوات نظام بشار الأسد والمعارضة المسلحة، لكن المعارضة تقول إن المساعدات التي تصل ليست كافية.
ووفق يانس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن قافلة مساعدات غذائية وإمدادات أخرى تحركت من دمشق متجهة إلى الغوطة الشرقية شرقا مستغلة وقف الأعمال القتالية.
وسهل وقف الاقتتال -الذي دخل حيز التنفيذ السبت الماضي- من وصول مساعدات الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري إلى المناطق التي كان يصعب الوصول إليها. لكن القتال استمر في بعض المناطق.
وقال المنسق الأممي المقيم يعقوب الحلو أمس إن القافلة تم إرسالها إلى سقبا وعين ترما، وتأمل الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري في توصيل المساعدات لمدن أخرى بالغوطة الشرقية خلال يومين، مستفيدة من الظروف المواتية المتمثلة في انخفاض وتيرة القتال بشكل ملحوظ.
وبدوره، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 25 شاحنة محملة بالمساعدات والإمدادات الطبية وصلت لمدينة سقبا.
غير كافية
لكن جماعات المعارضة انتقدت العدد غير الكافي من شحنات المساعدات التي وصلت إلى السوريين منذ بدء وقف الاقتتال.
وقال رئيس المكتب السياسي لـ جيش الإسلام محمد علوش إن كمية المساعدات التي سلمت لمناطق تحت سيطرة المعارضة خلال الأيام الماضية “لا تكفي 10% من الحاجات المطلوبة، وأكثر المناطق لم يدخلها شيء”.
وتقدر الأمم المتحدة أن ما يقرب من نصف مليون شخص يعيشون تحت الحصار في سوريا من بين 4.6 ملايين يصعب الوصول إليهم بالمساعدات.
حملة لإقناع “غوغل” بالاعتراف بعلم الثورة السوري
تصاعدت الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي السورية والعربية بخصوص دفع إدارة موقع البحث الشهير “غوغل” للاعتراف بعلم الثورة السوري، وقد دشن ناشطون على موقع “آفاز Avaas” عريضة عالمية لجمع التوقيعات الداعمة لمطلبهم.
في ذكرى الثورة السورية المطالبة بوضع علم الثورة على صفحة غوغل google https://t.co/jSH44lrHTw
— المحامي مثنى ناصر (@Mothanna_Nasser) March 5, 2016
وقبيل أيام على حلول الذكرى الخامسة لانطلاق الثورة منتصف مارس/آذار 2011، قد تصدر علم الثورة السورية المشهد مجددا بالتوازي مع هدنة تعم مناطق الاشتباك مع النظام السوري، وعادت مشاهد المظاهرات السلمية مجددا للظهور في ميادين المدن السورية، لكن هذه المرة وسط مشاهد غير مسبوقة من دمار القصف الروسي والسوري.
وطبقا لما يظهر بصفحة العريضة على الموقع الشهير، فإن القائمين على الحملة يستهدفون جمع ثلاثين ألف توقيع لتسليمها لشركة غوغل، وقد بلغ عدد الموقعين حتى الآن ما يزيد على 13 ألفا.
ناشطون على مواقع التواصل أكدوا أهمية علم الثورة السورية في توحيد الصف السوري بعيدا عن مشاهد الأعلام الفصائلية التي تقزم الثورة ومشروعها، وتزيد من حدة المعارك الداخلية في الصف المعارض للنظام السوري، والمواجهة “للعدوان الروسي الإيراني” وفق قولهم.
عندما يرفع الشعب السوري علم الثورة السورية فقط
وعندما يكون الجيش السوري الحر جيش الثورة الوحيد
ستنتصر الثورة .. https://t.co/8rcz1520Zs
— ديمة (@deemaah_ksa) March 5, 2016
ويقوم محرك البحث “غوغل” في كل مناسبة بتحويل أيقونته لشكل يخلد المناسبات والتواريخ والرموز المهمة، حيث يخلد ذكرى الفنانين، والاختراعات والمخترعين، كما يدعم بهذه الطريقة وصول الذكرى أو الشخص موضع الاحتفال لأكبر قدر من مستخدميه حول العالم.
أصدقائي صوتوا على غوغل ليكون علم سوريا شعار غوغل بيوم ذكرى الثورة https://t.co/6rZtzKuXYJ
— Abdlkerim Syr (@abdalkrim00000) March 5, 2016
الأم السورية في مظاهرات اليوم للتأكيد على مبادئ الثورة وإسقاط النظام
إرفعنّ علم ثورتكن ❤️ pic.twitter.com/odCmIcJb1B
— شبكة درعا الآن (@rema1991rema) March 5, 2016
انتخاب أنس العبدة رئيسا جديدا للائتلاف السوري
قال مراسل الجزيرة إن أنس العبدة انتُخب رئيسا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خلفا لخالد الخوجة، وذلك في تصويت جرى اليوم في مدينة إسطنبول التركية التي يتخذها الائتلاف مقرا له.
وبذلك يصبح العبدة هو الرئيس الخامس للائتلاف الذي تناوب على رئاسته منذ تأسيسه بالترتيب كل من معاذ الخطيب وأحمد الجربا وهادي البحرة وخالد خوجة.
وكانت الانتخابات قد انطلقت اليوم لاختيار رئيس للائتلاف وثلاثة نواب له و19 عضوا للهيئة السياسية، لفترة رئاسة جديدة تمتد لستة أشهر.
وحسب وكالة الأنباء الألمانية، شهدت فترة ما قبل الانتخابات عمليات مد وجزر بين الكتل السياسية خاصة بعد انسحاب ميشيل كيلو -وهو المرشح القوي- من سباق المنافسة “وكذلك خروج مجموعة الاخوان المسلمين من كتلة التجمع الوطني التي كانت الضامن الأبرز لهم”.
انسحاب وتوافق
ونقلت الوكالة عن مصدر رفض الكشف عن اسمه أن انسحاب كيلو أعقبته تغيرات مفاجئة في المصالح وموازين القوى حولت مجرى الأحداث تجاه التوافق على شخص أنس العبدة، وهو إسلامي معتدل، وكان يقيم في لندن لسنوات طويلة قبل اندلاع الثورة ويوصف بأنه “براغماتي لكنه يفتقر إلى التعمق في الاستراتيجيات”.
وكانت الانتخابات قد تأجلت لأسبوع كلف خلاله هيثم المالح بمهام رئيس الائتلاف بصفته رئيسا للجنة القانونية والأكبر سنا، بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق للائتلاف خالد خوجة في 27 فبراير/شباط الماضي.
ويواجه الائتلاف تحديات غير مسبوقة، منها دوره فيما إذا كان موازيا لدور الهيئة العليا للتفاوض التي مقرها العاصمة السعودية الرياض أو منافسا لها، مع ما بينهما من تداخل في المهام والعمل السياسي.
ولد أنس العبدة في دمشق عام 1967، ودرس الجيولوجيا في جامعة اليرموك بالأردن، ثم انتقل للعمل في الإدارة التقنية في لندن، وكان لفترة ماضية رئيسا “لإعلان دمشق” المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد في الخارج.
دي ميستورا: استئناف المفاوضات السورية في العاشر من مارس
المبعوث الأممي ينوي دعوة أعضاء من حكومة الأسد والمعارضة والمجتمع المدني
موسكو – رويترز
أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والأميركي جون كيري، تناولا خلال مكالمة هاتفية في وقت متأخر، أمس الجمعة، ضرورة بدء الجولة المقبلة من محادثات السلام السورية سريعاً، وطالبا أن يحدد السوريون بأنفسهم مستقبل بلادهم.
وذكرت الوزارة في بيان أن “الجانبين طالبا ببدء المحادثات في أسرع وقت ممكن بين النظام السوري ومختلف أطياف المعارضة”، مضيفة أن كيري ولافروف أكدا مجدداً على ضرورة التعاون المتبادل لضمان وقف الأعمال القتالية في سوريا.
وصرح المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن محادثات السلام حول الأزمة السورية ستبدأ في العاشر من الشهر الجاري في جنيف.
وأوضح أن بعض المشاركين سيصلون في التاسع من الشهر لإجراء لقاءات تحضيرية غير مباشرة، فيما سيصل البعض في الحادي عشر والرابع عشر من الشهر نفسه بسبب صعوبات في حجوزات الفنادق.
وأضاف دي ميستورا أنه يخطط لدعوة أعضاء من حكومة الأسد ومن المعارضة ومن المجتمع المدني، من ضمنهم نساء.
كما دعا دي ميستورا حكومة الأسد للإسراع بتوزيع المساعدات.
البابا يصف تدفق اللاجئين بأنه “غزو عربي” لأوروبا
“إذا كانت القارة ترغب بالتجدد، فعليها إعادة اكتشاف جذورها الثقافية وهي الأقوى بالغرب”
لندن – كمال قبيسي
لا طارق بن زياد، ولا “البحر وراءكم والعدو أمامكم” ولا حتى سفينة واحدة تحترق على الماء، بل بجيش جنوده ملايين من اللاجئين، يعود العرب والمسلمون إجمالاً إلى غزو الجارة الأوروبية بسلاح إنساني رشيق، ومن دون قطرة دم في ميادين القتال. هذا ما يمكن استنتاجه من حديث وردت فيه “زلة لسان” بابوية الطراز، احتل خبرها المكان الأبرز بوسائل الإعلام أمس واليوم السبت.
العبارة بطعم “زلة اللسان” القوية، قالها بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، ثم استدرك وقعها، فتلاها سريعاً بثانية خففت من وطئها، حين وصف زحف اللاجئين وتدفقهم إلى أوروبا بأنه “غزو عربي” للقارة، وهو يتحدث إلى كاثوليك يساريين فرنسيين، زاروه في الحاضرة، وأتى في لقائه معهم على الطارقين أبواب أوروبا بحثاً عن عيش مستقر وآمن، ممن أوضحت أحدث أرقام نشروها أمس، واطلعت عليها “العربية.نت” من الوكالات، أن طلبات لجوء تقدموا بها إلى دول الاتحاد الأوروبي وحده، تضاعفت عما كانت عليه في 2014 ووصلت العام الماضي إلى مليون و200 ألف طلب، معظمها لمسلمين.
ما إن قال البابا: “ويمكننا الحديث اليوم عن غزو عربي لأوروبا، بأنه واقع حال اجتماعي” إلا وتنبه للعبارة ولم يتابع سياقها، بل قطعها وقال: “لكن موجات اللاجئين تعني أيضاً فرصاً جديدة لأوروبا التي شهدت في تاريخها موجات “غزو” كثيرة، فعبرتها متقدمة دائماً إلى الأمام، لتعود أكثر غنى بتنوع الثقافات” وفق تعبيره.
الكلمة ألقاها البابا الثلاثاء الماضي أمام 30 عضواً ومتعاطفاً مع تيار”الأسماك الوردية” الفكري الكاثوليكي من اليسار، والمعروف باسم Poissons Roses في فرنسا، وزاروه بمقره السكني في الفاتيكان، لكن كلمته لم تجد طريقها للعلن، إلا حين تم نشرها الجمعة بصحيفة L’Osservatore Romano (المراقب الروماني) شبه الرسمية، والناطقة بالإيطالية يومياً باسم الحاضرة الفاتيكانية، وأسبوعياً بخمس لغات أوروبية، مع لغة “الماليالامية” الخاصة بجنوب الهند، كما وشهرية بالبولندية، وفي موقعها اطلعت “العربية.نت” على ما قاله، ولم يرق لكثيرين أطلوا عبر مواقع التواصل منتقدين، وملمحين بأن كلامه دعوة إلى صراع الحضارات.
ومما قاله فرنسيس الأول في كلمته، وهو الذي وصف المرشح للرئاسة الأميركية دونالد ترامب قبل أسبوعين بأنه “غير مسيحي” لنيته بناء جدران تمنع تدفق اللاجئين، بدلاً من بناء الجسور “إذا كانت أوروبا ترغب بتجديد شبابها، فعليها إعادة اكتشاف جذورها الثقافية” واصفاً تلك الجذور، بحسب ما طالعته “العربية.نت” في “المراقب الروماني” بأنها “الأقوى والأعمق في الغرب” والعبارتان حمّالتا أوجه بامتياز، لذلك فسرهما المنتقدون، إضافة إلى كلمتي “غزو عربي” في العبارة السابقة، بأنها دعوة لتعتمد أوروبا على خصوصياتها الثقافية بتجددها، لا على قيم وتصورات تقبل بأن تطل عليها من الخارج.
إلا أن Jean-Pierre Denis الشاعر والصحافي والكاتب الفرنسي، المعروف أيضاً كمدير دار La Vie للنشر في باريس ، شمّر عن ساعديه وأطل مدافعاً عن موقف البابا في مقابلة نشرها موقع صحيفة “لوموند” الفرنسية الجمعة، وفيها ذكر بأنه حضر اللقاء الذي وصفه بأنه كان إيجابي المناخ والموحيات “لكني منزعج جداً ممن فسروا كلام البابا فيه على غير حقيقته، فلا حل برأي البابا مع الإسلام إلا الحوار” كما قال.
وردد البابا في كلمته، عبارة قالها في خطاب ألقاه بنوفمبر 2014 في البرلمان الأوروبي، عن “أوروبا التي كانت أماً في الماضي وأصبحت جدة” حيث نسبة المواليد الجدد، وهي صفر تقريباً بإيطاليا وإسبانيا، تمنعها من العودة لأمومتها ثانية، وقال: “لتكون أماً، فعلى المرأة إنجاب الأطفال” لكنه اعترف بأن القارة لا يجب أن تكتفي بالتفوق العددي فقط.
أميركا تنفي اتهام المعارضة السورية تنازلها لصالح روسيا
الخارجية الأميركية: لا مكان للأسد في مستقبل سوريا
باريس – حسين قنيبر
نفت واشنطن اتهامات المعارضة السورية لها بالتنازل لصالح روسيا في القضية السورية.
وجدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، قوله إن الإدارة الأميركية لا تزال تؤمن بأن بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزءاً من مستقبل سوريا، موضحاً أن القرار متروك للشعب السوري لتحديد كيفية وشكل الحكومة الانتقالية، الأمر الذي يتطلب ضرورة استئناف المفاوضات بين المعارضة والنظام.
وكانت باريس قد شهدت سلسلة لقاءات دولية واتصالات كان محورها الأزمة السورية، وقد شارك وفد من الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية في جانب من هذه اللقاءات.
وقال رياض حجاب إن الأميركيين يتنازلون كثيرا للروس على حساب الثورة السورية.
والتقى في باريس وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي فيما بينهم، ثم انضم إليهم وفد الهيئة العليا السورية للمفاوضات برئاسة رياض حجاب.
وتحدث وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرو لـ”العربية” قائلا “رغم أن الغموض ما زال قائماً نتيجة أعمال غير مقبولة فإننا لاحظنا حصول تقدم حقيقي يجب تعزيزه، والوضع تغير كثيراً بالنسبة للأسبوع الماضي”.
وفيما قال رئيس الدبلوماسية البريطانية إن المجتمعين شجعوا المعارضة السورية على العودة الى جنيف رأى نظيره الألماني أنه يجب تحديد المسؤول عن خرق الهدنة.
وكانت المستشارة الألمانية التقت الرئيس الفرنسي، وناقشا الموضوع السوري من زاوية قضية اللاجئين، وقالت مصادر دبلوماسية إن أنغيلا ميركل مستاءة من تصريحات في ميونيخ مؤخراً لرئيس وزراء فرنسا مانويل فالس، قال فيها إن أوروبا لم تعد قادرة على استقبال المزيد من اللاجئين، ولاسترضاء ميركل جدد هولاند أمامها تعهده باستقبال ثلاثين ألف لاجئ سوري وعراقي.
حالات اغتصاب للاجئين قصّر في مخيم كاليه
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال عاملون في مجال الإغاثة إن بعض الصبية في سن المراهقة تعرضوا للاغتصاب في غابة كاليه التي تضم مخيما للاجئين في البلدة الواقعة في الشمال الفرنسي.
وتأتي هذه التصريحات في ظل مخاوف من نقص الحماية التي يتلقاها الأطفال في مخيم كاليه للاجئين مما يهدد آلاف الأطفال الذين فروا من بلادهم جراء الصراعات الدائرة فيها.
وذكر عمال في الإغاثة بمخيم كاليه لصحيفة “إندبندنت” إنهم عالجوا 7 صبية عمرهم بين 14 و16 عاما خلال الأشهر الستة الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء الأطفال اعترفوا بتعرضهم للاغتصاب، وقالت إن على أجسادهم إصابات متعددة تؤكد ما قالوه.
وأكد أحد الأطباء المسجلين في المخيم للصحيفة الإنجليزية أنه على علم بحالات الاغتصاب تلك. وقد تجنب كثير من الصبية زيارة الأطباء خوفا من تبعات ذلك.
وكانت منظمة “يوروبول”، وكالة إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي، حذرت من أن آلاف الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بآبائهم عرضة للاستغلال الجنسي.
وفي يناير الماضي قال مسؤول كبير في “يوروبول” إن حوالي 10 آلاف قاصر بين اللاجئين اختفوا في أوروبا.
المعارضة السورية: الظروف الحالية لا تسمح بعقد أي مفاوضات.. وأمريكا تقدم الكثير من التنازلات لروسيا
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– قال الدكتور رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية، الجمعة، إن الظروف الحالية داخل سوريا “غير مواتية” لعقد أي مفاوضات في ظل عدم تنفيذ الالتزامات.
وأضاف حجاب، في مؤتمر صحفي، أنه منذ بدء اتفاق وقف الأعمال العدائية، في 27 فبراير/ شباط الماضي، وقع 90 خرقا من الطائرات الروسية وقوات الرئيس السوري بشار الأسد والميليشيات الموالية له.
وأكد حجاب أن الهيئة العليا للمفاوضات كانت تتواصل مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حول الموعد الذي اقترحه لاستئناف المفاوضات في 9 مارس/آذار الحالي، ولكن الظروف غير مواتية في الوقت الحالي لذلك بسبب عدم التزام النظام السوري وحلفائه.
وقال حجاب: “لن نذهب إلى المفاوضات إلا على قاعدة عدم وجود أي دور للأسد وزمرته ممن تلطخت أيديهم بالدماء في مرحلة الانتقال السياسي”، وأضاف: “من المبكر القول بأننا لن نذهب إلى المفاوضات في جنيف”.
وأكد حجاب أن “روسيا تقصف السوريين وتراقب تنفيذ الهدنة”، قائلا: “هذا غير مقبول”، وأضاف أن “الولايات المتحدة قدمت الكثير من التنازلات للروس”. وتابع: “نريد رقابة حقيقية وصادقة من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في سوريا”.
محللون لـCNN: النظام السوري يشتري نحو 20 ألف برميل نفط من داعش يوميا.. والتنظيم لن يعلن افلاسه قريبا
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— لفت محللون إلى أن النظام السوري يقوم بشراء نحو 20 ألف برميل من النفط يوميا من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” مؤكدين على أن التنظيم لن يعلن عن إفلاسه في أي وقت قريب.
وقال يزيد الصايغ، المحلل بمؤسسة كارنيج اندومينت لأبحاث السلام العالمي في مقابلة مع CNN إن سيطرة داعش على تدمر بالإضافة إلى حقلين للغاز ومحطات للضخ تعرف بـT3 دفع بالنظام السوري إلى التفاوض مع التنظيم في سبيل “الحفاظ على استمرارية تدفق الغاز من الحقول الشرقية إلى معامل الطاقة التابعة لنظام مقابل دفعات مالية أو استمرار تزويد تلك المناطق بالكهرباء.”
وفي السياق ذاته، قال آدم سزبين، نائب الوزير المالية الأمريكي لشؤون الإرهاب والاستخبارات التمويلية: “إن الطرفان (داعش والنظام السوري) يحاولان قتل بعضهما البعض في الوقت الذي يرتبطان به بتجارة حجمها ملايين الدولارات.”
مبعوث الأمم المتحدة يتوقع بداية ضعيفة لمفاوضات السلام بشأن سوريا
بيروت (رويترز) – في مقابلة مع صحيفة الحياة اللندنية توقع ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا بداية ضعيفة لمفاوضات السلام هذا الأسبوع فيما يصل المشاركون فيها على امتداد عدة أيام في “لقاءات غير مباشرة”.
وقال “بحسب رأيي سنبدأ في العاشر من الشهر… البعض سيصلون في التاسع. آخرون بسبب صعوبات في أمور حجز الفنادق سيصلون في 11 ويصل آخرون في ال 14 من الشهر.
“سنعقد اجتماعات تحضيرية ثم سنذهب في العمق مع كل طرف في شكل منفصل لمناقشة القضايا الجوهرية.”
وستجري المفاوضات بصورة غير مباشرة وليس وجها لوجه.
كان دي ميستورا قد حاول عقد مفاوضات السلام في يناير كانون الثاني الماضي لكن مساعيه باءت بالفشل في مهدها. وراح أكثر من ربع مليون شخص ضحية الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات والتي تخلفت عنها أزمة ضخمة للاجئين لجأوا إلى لبنان وتركيا ودول الاتحاد الأوروبي.
وتجئ خطوة المفاوضات في أعقاب تنفيذ هدنة جزئية منذ أسبوع على الرغم من استمرار القتال في عدة مناطق بسوريا لأن وقف إطلاق النار لم يتضمن تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.
وأدى تراجع العنف إلى تسهيل توصيل شحنات المعونات إلى بعض المناطق في البلاد لكن دي ميستورا قال إنه يتعين على الحكومة السورية توصيل إمدادات المعونة بسرعة أكبر.
وقال “الشاحنات تنتظر 36 ساعة ويجب السماح بمعدات طبية”.
وقالت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء إن مسؤولين سوريين رفضوا تسلم إمدادات طبية منها أطقم لعلاج الإصابات والجروح والحروق والمضادات الحيوية في قافلة كانت متجهة إلى بلدة المعضمية المحاصرة قبل ذلك بيومين.
وقال دي ميستورا إنه يعتزم دعوة أعضاء من الحكومة ومن المعارضة والمجتمع المدني ونساء لحضور مفاوضات السلام.
وأضاف “النساء مهمات بالنسبة إلينا لأن لديهن الكثير من الأفكار حول مستقبل سوريا. سنلتقي بهن على نحو منفصل”.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)