أحداث السبت 05 تشرين الأول 2013
الأسد يحذر تركيا من «ثمنٍ غالٍ»… وتظاهرات لـ «شكرها»
لندن، أنقرة، جاكرتا، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
حذر الرئيس السوري بشار الأسد امس تركيا، من أنها ستدفع «غالياً ثمن» دعمها «الإرهابيين»، في إشارة إلى المعارضة التي تسعى إلى إطاحة النظام، في وقت تظاهر أمس سوريون في مناطق مختلفة من البلاد في «جمعة شكراً تركيا». وقال الأسد في مقابلة مع محطة تلفزيون «هالك تي في» التركية المعارضة، إن «تركيا ستدفع غالياً ثمن دعمها الإرهابيين في سورية»، معتبراً أن لـ «هؤلاء الإرهابيين تأثيراً على تركيا في المستقبل القريب».
وقال الأسد: «ليس من الممكن استخدام الإرهاب كورقة تلعب بها ثم تضعها في جيبك، لأن الإرهاب مثل العقرب، لا يتردد في لدغك عندما يحين الوقت».
جاء كلام الأسد بعدما جدد البرلمان التركي أول من امس سنة إضافية موافقته على إرسال قوات تركية إلى سورية في حال دعت الحاجة إلى ذلك. وتم التصويت على الاقتراح بهذا الشأن بفضل الأكثرية المريحة التي يتمتع بها «حزب العدالة والتنمية» برئاسة رجب طيب أردوغان في البرلمان.
في المقابل، تظاهر سوريون أمس في مناطق مختلفة من البلاد في «جمعة شكراً تركيا»، وجاء في تعليق على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع «فايسبوك» حول سبب اختيار هذا الشعار: «لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، شكراً تركيا، فقد تحملتم (الأتراك) الكثير، وقدمتم الكثير، واستقبلتم السوريين كضيوف»، علما أنها تستضيف أكثر من ربع اللاجئين السوريين المسجلين في دول الجوار البالغ عددهم أكثر من مليون شخص.
إلى ذلك، قال الأسد إنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيشارك في انتخابات الرئاسة المقررة منتصف العام المقبل، لأن الوضع على الأرض يتغير بسرعة كبيرة. وأضاف أنه لن يترشح إلا إذا كان السوريون يريدون هذا، مشيراً إلى أن الصورة ستكون أوضح خلال اربعة أشهر أو خمسة. لكنه اكد التزامه قرار الأمم المتحدة حول نزع الأسلحة الكيماوية، حيث واصل خبراء منظمة حظر السلاح الكيماوي مهمتهم للتحقق من القوائم التي قدمتها السلطات السورية قبل البدء بتدمير الترسانة الشهر المقبل بعد حديثهم أول من امس عن «تقدم مشجع».
وفي إسطنبول، ترأس رئيس أركان «الجيش السوري الحر» اللواء سليم إدريس أمس اجتماعاً للمجلس العسكري، في حضور 30 عضواً، و «عرض قادة المجلس أهم التطورات الميدانية والعسكرية على الجبهات الخمس في سورية، وأطلعوه (إدريس) على خطط التقدم المستقبلية ضمن أهم المحاور المشتعلة التي تتعرض أماكن فيها للحصار الخانق المفروض من قبل نظام الأسد»، وفق بيان صادر من «الائتلاف»، الذي قال إن إدريس «شرح للقادة الممثلين عن ألوية وكتائب تقاتل نظام الأسد في عموم البلاد، أهمية التمسك بالقيادة المدنية السياسية للثورة السورية ممثلة بالائتلاف، مشدداً على أهمية التقيد بالمبادئ السامية للثورة السورية وقيمها العريقة». وقال البيان إن «المجتمعين أكدوا لإدريس بعد يوم واحد من لقائهم برئيس الائتلاف تمسكهم بقيادة الائتلاف ومواقفه السياسية التي تصب في مصلحة الشعب السوري وثورته المباركة».
واُعلن أمس أن الرئيس الأميركي باراك اوباما لن يشارك في قمة دول منطقة آسيا – المحيط الهادئ (آبيك) المقررة في جزيرة بالي الأندونيسية بعد غد، ما يعني عدم حصول لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفق ما أعلن الكرملين أول من امس. لكن وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف سيلتقيان وسيبحثان الأزمة السورية.
ميدانياً، استولى مقاتلو المعارضة السورية على عدد من الدبابات من مستودعات قوات النظام في ريف دمشق. وقال قائد عسكري معارض في فيديو امس، إن مقاتلي كتائب عدة اقتحموا مستودعات الموقع 555 الخاص بالدبابات في الناصرية في القلمون، ودمروا بعض الدبابات وقتلوا جنوداً من الجيش النظامي واستولوا على عدد من الدبابات.
ونفى الأمين العام المساعد لـ «الجبهة الشعبية – القيادة العامة» طلال ناجي في بيان، ما يقال عن أن حل مشكلة أهالي مخيم اليرموك المستمرة منذ عشرة أشهر «باتت قاب قوسين أو أدنى». وأوضح أن المسلحين رفضوا المبادرة الأخيرة التي طرحتها القوى الفلسطينية للخروج من المخيم».
واندلعت امس اشتباكات في محيط بلدة الصمدانية الشرقية في القنيطرة في الجولان، ما أدى إلى إعطاب دبابتين للقوات النظامية وخسائر بشرية في صفوفها. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن قوات النظام قصفت بلدة الصمدانية ومناطق في بلدة جباتا الخشب في الجولان.
وقُتل 18 في ريف الحسكة في شمال شرقي البلاد، بينهم 14 من «الدولة الإسلامية»، خلال اشتباكات مع «قوات حماية الشعب» الكردي.
المرصد السوري: مقتل 18 شخصاً باشتباكات بين اسلاميين واكراد في سورية
بيروت – ا ف ب
قتل 18 شخصاً في اشتباكات بين مقاتلين اسلاميين متطرفين مدعومين من بعض الكتائب المقاتلة ضد النظام السوري ومقاتلين اكراد، في محافظة الحسكة في شمال شرق سورية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني قبل قليل “تأكد مصرع 14 مقاتلاً من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وكتائب وجبهة النصرة، في اشتباكات مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في محيط قرية صفا القريبة من ناحية جل آغا (الجوادية) في محافظة الحسكة. كما لقي اربعة مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي مصرعهم”.
ومنذ منتصف تموز/يوليو، تدور اشتباكات عنيفة احياناً وتتراجع حدتها احياناً اخرى بين مقاتلين اسلاميين متطرفين واكراد في مناطق عدة من الحسكة ومحافظة الرقة (شمال سورية) اسفرت عن وقوع عشرات القتلى في صفوف الطرفين.
وبدأت اشتباكات اليوم في هذه المنطقة اثر هجوم شنه فجراً مقاتلو “الدولة الاسلامية” على قرية صفا.
على صعيد آخر، افاد المرصد عن غارات جوية عدة نفذها جيش النظام على مناطق في دير الزور (شرق) حيث قتل ثلاثة اشخاص في مدينة الميادين، وريف دمشق لا سيما في منطقة القلمون (شمال دمشق)، وادلب (شمال غرب)، ودرعا (جنوب)، وحلب (شمال).
وافاد المرصد وناشطون الجمعة عن معارك عنيفة في محيط معضمية الشام وداريا جنوب غرب العاصمة السورية.
وتشهد هذه المناطق معارك منذ اكثر من سنة بشكل متواصل. الا ان المعارضة دقت اخيرا ناقوس الخطر لناحية “الكارثة الانسانية” التي تواجهها معضمية الشام خصوصا بسبب الحصار المضروب عليها وحاجتها الى مواد غذائية وطبية.
ديبلوماسيون يشكّكون في قدرة الإبرهيمي على إطلاق العملية السياسية في سوريا
نيويورك – علي بردى
تساءل مسؤولون في الأمم المتحدة ما إذا كان الممثل الخاص للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي قادراً على إنجاز المهمة الموكولة اليه لتهيئة الأجواء من أجل عقد مؤتمر جنيف – 2 في موعده المبدئي في 15 تشرين الثاني المقبل.
وأبلغ ديبلوماسي دولي “النهار” أن “الابرهيمي يعتقد أن حلّ الأزمة يمكن أن يختصر بالتوافق بين الولايات المتحدة وروسيا “. غير أن “هذا خطأ فادح ” لأن “الأمور لم تعد كما كانت خلال مرحلة الحرب الباردة “. وأوضح أن “هناك جهوداً ينبغي أن تبذل مع الأطراف المتحاربين، ومع القوى الإقليمية الداعمة لهم، وخصوصاً ايران والسعودية وتركيا، كي يتسنى لأي اتفاق أميركي – روسي أن يرى طريقه الى التنفيذ “. لكنه لاحظ أن “علاقات الابرهيمي وسيطا تدهورت مع الأطراف المتحاربين ومع القوى الإقليمية المؤثرة “.
ويتفق كلام هذا المسؤول و “القراءة المتشائمة ” التي أدلى بها ديبلوماسي غربي أمام مجموعة من الصحافيين في شأن القرار 2118 الذي اتخذه مجلس الأمن الأسبوع الماضي والمتعلق بتفكيك الأسلحة الكيميائية السورية، لكنه أعاد أيضاً اعتبار الرئيس السوري بشار الأسد “محاوراً في العملية السياسية ” المرتقبة. وكشف أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اتفقت على أن “الغاية من مؤتمر جنيف – 2 هي تأليف هيئة حكومية انتقالية ذات صلاحيات كاملة على أن تشكل بالتوافق بين جميع الأطراف “. إلا أن الأسد “اشترط على الإرهابيين تسليم أسلحتهم ” أولاً. وطلبت الدول الخمس من الابرهيمي العمل مع المعارضة لتأليف وفد واحد.
مدينة قارة.. بوابة مسلّحي القلمون في الحديقة الخلفية لعرسال
صهيب عنجريني
منذ بدء الأزمة السورية قبل ما يزيد على عامين ونصف العام، لعبت المناطق الحدودية دوراً مفصليّاً في سير الأحداث، وما زالت.
كانت الحدود السورية ـ اللبنانية سباقةً على غيرها في هذا المضمار، على الرغم من قصر هذه الحدود (حوالي 370 كيلومتراً) قياساً بتلك التي تتشاطرها سوريا مع تركيا والعراق على سبيل المثال. أما المحافظات السورية التي تتشارك حدوداً مع لبنان فهي: دمشق، ريف دمشق، حمص، وطرطوس.
تُعتبر مدينة قارة واحدةً من أنشط المعابر الحدودية غير الشرعية، فحركة الذهاب والإياب بينها وبين الجارة اللبنانية عرسال لم تهدأ حتى اليوم، وإن كنتَ في سوريا وترغب في الوصول إلى لبنان من دون أن تضطرّ إلى المرور بالنقاط الحدودية الرسمية، فما عليكَ سوى أن تحصلَ على تزكية من شخص تربطه ثقة متبادلة بآخر من أصحاب النفوذ المحلي في قارة، وتنطلق … «على بركة الله».
تتوقف السيارة المسافرة على الطريق الدولي بين حمص ودمشق قرب مدخل قارة، بناء على اتفاق مسبق بيننا وبين السائق، لتبدأ رحلتنا سيراً على الأقدام باتجاه المدينة، قبل أن تتوقف قربنا سيارة صغيرة، ويسأل سائقها: «فايتين ع قارة؟»، ويتطوع مدفوعاً، ربما، بطيبة فطرية يتمتع بها أبناء الأرياف لإيصالنا «بطريقو» إلى الجامع الواقع في أول المدينة، من دون مقابل، ومن دون أن يطرح أي سؤال حول أسباب زيارتنا.
بعد النزول قرب الجامع، يكفي أن تسألَ أي عابر طريق «كيف بوصل لعند الشيخ أحمد رحال؟»، ليدلك على الطريق الموصل إلى بيته في الطرف الآخر من المدينة، ومن جديد يتطوع أحد الشبان ليوصلنا بسيارته.
يجلس الرجل الخمسيني المُقعد على كرسيه المتحرك في دكان متواضع، يُفاجئنا المشهد، فنسأله بعد السلام لنتأكد «حضرتك الشيخ أحمد؟»، ليردّ بالإيجاب، رافضاً في الوقت نفسه لقب الشيخ، ومفضلاً عليه لقب «الحجي».
يتمتع «الحجي» بشخصيةٍ قوية. يسكن داراً ملاصقةً لدكانه التي يبيعُ فيها بعض السلع الغذائية، ويسارع إلى تكرار الترحيب بنا بعدما ذكرنا غايتنا: «أرسلنا فلان، نريد الذهاب إلى عرسال»، ويزداد الترحيب حفاوة بعد أن يسألنا «مطلوبين؟»، ونرد بالإيجاب، بطبيعة الحال.
ينظر إلى ساعته، ثم يقول «صارت 4، تأخر الوقت، ان شاء الله يكون حظكن حلو ونلاقي حدا طالع هلأ على عرسال، ارتاحوا» يقول الحجي، فنجلس آملين أن يكون «حظنا حلوا»، وإلا اضطررنا إلى البقاء حتى صبيحة اليوم التالي، وهو أمر يثيرُ قلقنا، برغم الألفة التي يوحي بها المكان.
تساورنا أول الأمر أسئلة حول الطريقة التي سيعرف عبرها «الحجي» بوجود أحد ينوي الاتجاه إلى عرسال، ليرسلنا معه، هو لم يتصل بأحد، ولم يرسل أحداً ليستطلع له الأمر كما كنا نظن، لكنّ جلوسنا لفترة قليلة من الوقت سيكون كفيلاً بتوضيح حقيقة الأمر: دكان «الحجي» تشكل مقصداً للجميع. فخلال ساعتين من الزمن كنّا شاهدين على مرور عشرات الأشخاص لإلقاء التحية والسؤال عن الأحوال.
ليس هذا فحسب، فثمة وفود جاءت لملاقاته أيضاً، أولها كان لمجموعة من الشبان ينشطون مع «تنسيقيات إعلام الثورة»، يُعلمونه باختصار أن خبر استهداف الطيران الحربي (قبل يوم من وصولنا) بعض المناطق في قارة، ومن بينها الحيّ الذي يسكن فيه رحّال قد تمّ نشرُه على نطاق واسع.
الطيران استهدف في الوقت ذاته الجارة اللبنانية عرسال، وهو أمر يتكرر بين وقت وآخر، ويشتدّ ليصبح شبهَ يومي في بعض الأحيان كما يؤكدون هنا.
قبل أن يغادر الوفد الإعلامي يصل وفدٌ آخر لملاقاة «الحجي»، وهو هذه المرة وفدٌ من العاملين في الإغاثة، ويطلب أفراده الحديث مع «الحجي» على انفراد، فيديرُ عجلات كرسيه مصطحباً إياهم إلى الداخل.
في غيابه، يواصل إعلاميو التنسيقية حديثهم، يخبروننا عن قصف مدفعي يطال بعض المناطق أيضاً، يؤكدون وجود بعض المخبرين في قارة، وأن هؤلاء يقومون بإيصال الأخبار إلى الأمن السوري.
يعود «الحجي» من اجتماعه المغلق، بالتزامن مع حديث الشبان بغضب عن انزعاجهم من شبان طرابلسيين كانوا هنا منذ يومين، و«تزعرنوا» من دون أن نفهم ماهية تلك «الزعرنة».
ينضم الحاج أحمد إلى الحديث، مؤكداً أن الأمر لن يتكرر، فقد قام بتوجيه الإنذار المناسب خلال واحدةٍ من زياراته شبه اليومية لـ«الشقيقة»، مهدداً بـ«تفجير سيارات أولئك الشبان ومن على شاكلتهم بمن فيها، إذا تكرر الأمر».
ومع كأس من الشاي يشرح «الحجي» رؤيته حول «ضرورة إسقاط النظام، وإنشاء دولة تطبق الشريعة الإسلامية المعتدلة»، مؤكداً أنه «ضد العنف، لكن التسلّح ضروري لدفاع الثوار عن أنفسهم».
لا يلاحظ في قارة وجود انتشار مسلحٍ بمعنى الكلمة، ويقتصر الأمر على بعض المسدسات الموجودة بشكل علني على خصور البعض، مع مرور بعض السيارات بين وقت وآخر يبدو أنها «دوريات مسلحة» تجوب المدينة، ومن دون أن يُغفل راكبها إلقاء التحية على «الحجي»، الذي اتضح لنا أنه أحد أبرز «الزعماء» الفعليين هنا؛ إن لم يكن أبرزهم على الإطلاق.
وتؤوي مدرسة قارة عدداً من العائلات التي نزحت من عدد من المناطق الساخنة، وعلى وجه الخصوص من أحياء مدينة حمص، وبعض مناطق ريفها كالقصير، ولا يقتصر وجود هؤلاء على المدرسة، فثمة بعض العائلات التي تستأجر بعض البيوت أيضاً.
تنتشر السيارات ذات الدفع الرباعي بكثرة، ومعظمها بلا أرقام، بينما قام البعض بتثبيت لوحات بديلة عن اللوحات الرقمية متكوبا عليها عبارة «لا إله إلا الله».
آخر الزائرين الذين حضروا أثناء وجودنا، كان بعض الشبان المرافقين لشاحنتين صغيرتين، محملتين بعلب كرتونية متوسطة الحجم، وتحتوي وفقاً لما قاله هؤلاء للحاج أحمد على «كتب دينية».
قام أحد الشبان بتقديم نماذج منها له، عنوان أحدها «فقه الجهاد». واتضح لنا من سياق الحديث أن الكتب قادمة عبر عرسال، وأنها ستوزع قريباً. معلومات اكتفينا بها، ولم نحاول أن نسألَ أو نعلق، درءاً لإثارة الشكوك.
أخيراً، يبتسم الحظ لنا في هيئة سيارة بلا أرقام، يقودها شاب لبناني، كان ينجز «مهمة نقل» في قارة، ومرّ لإلقاء التحية، والسؤال: «حاج.. بَدك شي من عرسال؟». وبطبيعة الحال، كان جوابه «خود هالشباب بطريقك».
يُظهر الشاب خلال الطريق حماسة لـ«الثورة السورية المؤمنة»، ويقيناً بـ«انتصارها»، ويسهب في الحديث عن «انجازاتها برغم وعورة الطريق»، رابطاً بذكاء بين تلك الوعورة الافتراضية، ونظيرتها الواقعية للطريق الترابي، الذي لم يكن تجاوزه ممكناً بحال من الأحوال لولا «نعمة الدفع الرباعي».
ينفجر الشاب بالضحك إزاء دهشتنا الكبيرة «صرنا بلبنان؟». فبالنسبة إليه يبدو الأمر طبيعياً ومعتاداً، خلافاً لنا، نحن المتسائلين في سرّنا عن غياب أي حضور للدولتين الشقيقتين هنا، إلى درجة تجعل الانتقال بين قارة وعرسال أسهل من الانتقال بين حيين متجاورين في إحدى المناطق السورية المشتعلة.
وبصعوبة نستطيع الاعتذار عن عدم تلبية الدعوة الملحة لقضاء ليلتنا في منزل الشاب، متذرّعين بـ«عمل ضروري ينتظرنا في بيروت»، مؤكدين له ألّا ضرورة للحصول على ورقة من مختار عرسال تفيد بأننا نازحون إلى لبنان، وتطلب من «الجهات المعنية» تسهيل أمورنا، وهو الإجراء الذي يقوم به المختار بـ«بساطة وتعاونٍ كبيرين» كما أكد الشاب.
مسلحو «داعش» يقاتلون الأكراد و«الجيش الحر»
الأسد: الإرهاب كالعقرب سيلدغ أردوغان
انتهز الرئيس السوري بشار الأسد إجراء قناة تلفزيونية تركية مقابلة معه، لشن هجوم على رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، وتحذير أنقرة من أن دعمها للإرهابيين في سوريا سيجعلها تدفع ثمنا غاليا، متوقعا أن ينقلبوا عليها قريبا.
وعلى وقع المعارك الضارية بين القوات السورية والمسلحين في ريف دمشق ودرعا وأخرى بين مقاتلين من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ومسلحين أكراد في الحسكة و«لواء عاصفة الشمال»، التابع لـ«الجيش السوري الحر»، في اعزاز، واصل مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عملهم لليوم الرابع على التوالي. وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي أن «الفريق سيبدأ اعتبارا من الأسبوع المقبل زيارة المواقع السورية».
وأشار إلى أن سوريا قدمت إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مواد إضافية بشأن مخزونات الأسلحة الكيميائية ومنشآت إنتاجها، موضحا أن «هذه المواد الإضافية وصلت إلى السكرتارية الفنية للمنظمة وستجري دراستها قريبا».
وقال الأسد، في مقابلة مع قناة «هالك تي في» التركية المعارضة بثت أمس، ردا على سؤال حول وجود مسلحين «جهاديين» تابعين لتنظيم «القاعدة» على الحدود التركية، إن «تركيا ستدفع غالياً ثمن دعمها الإرهابيين في سوريا»، معتبراً أن «لهؤلاء الإرهابيين تأثيرا على تركيا في المستقبل القريب». وأضاف «ليس من الممكن استخدام الإرهاب كورقة لتلعب بها ثم تضعها في جيبك، لأن الإرهاب هو مثل العقرب الذي لا يتردد في لدغك عندما يحين الوقت».
وأضاف «هذه الحكومة، التي يمثلها اردوغان، مسؤولة عن دم عشرات آلاف السوريين، ومسؤولة عن تدمير البنية التحتية لسوريا، ومسؤولة أيضا عن ضرب الاستقرار في المنطقة، وليس سوريا فقط». وتابع أن «كل ما يقوله أردوغان عن سوريا وشعبها حفنة أكاذيب، فيما لا يقوم سوى بدعم الإرهابيين».
وقال «اردوغان قبل الأزمة لم يكن يذكر الإصلاحات أو الديموقراطية ولم يكن قط مهتما بمثل هذه القضايا. اردوغان كان فقط يريد أن تعود جماعة الإخوان المسلمين إلى سوريا، وكان هذا غايته وهدفه الرئيسي».
واعتبر الاسد ان الازمة السورية «ثبتت وطنية الاكراد». وقال «في المناطق البعيدة التي ربما لا توجد فيها قوات مسلحة، قامت عدة مجموعات من المواطنين السوريين بتأسيس مجموعات مسلحة للدفاع عن المدن والقرى والأحياء التي يعيشون فيها. بالنسبة للأكراد في سوريا، هم ككل المواطنين السوريين يدافعون عن أنفسهم».
واضاف ان الاكراد «أخذوا موقفا حاسما منذ البداية بوقوفهم مع الوطن ومع الدولة في وجه الإرهابيين»، معربا عن اعتقاده بأن «معظم الأكراد في تلك المناطق يقومون بهذا الواجب الوطني»، وان المسألة لا تقتصر على حزب.
وسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على بلدة اعزاز الواقعة على بعد نحو خمسة كيلومترات عن حدود تركيا الشهر الماضي، واشتبك مع «لواء عاصفة الشمال» في محاولته للتمدد والسيطرة على معبر باب السلامة مع تركيا. (لقراءة المقابلة إضغط على هنا)
في هذا الوقت، تتواصل الاشتباكات الضارية بين القوات السورية والمسلحين في مناطق مختلفة من درعا. وأفاد ناشطون عن معارك عنيفة في محيط معضمية الشام وداريا جنوب غرب العاصمة السورية، فيما تحدثت وكالة الانباء السورية (سانا) عن تقدم للجيش في جوبر.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «قتل 14 مقاتلاً من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، في اشتباكات مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في محيط قرية صفا القريبة من ناحية جل آغا (الجوادية) في محافظة الحسكة. كما لقي أربعة مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي مصرعهم». وأوضح «بدأت اشتباكات في هذه المنطقة اثر هجوم شنه فجرا مقاتلو الدولة الإسلامية على قرية صفا». (تفاصيل ص 12)
وذكر «المرصد»، في بيان، ان الاشتباكات تواصلت بين مقاتلي «داعش» ومسلحين تابعين لـ«الجيش السوري الحر» في اعزاز قرب الحدود التركية.
وتحدثت مصادر في المعارضة عن اشتباكات بين «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردي بريف مدينة عفرين بريف حلب. وأوضحت أن مسلحي «داعش» هاجموا حاجزا للأكراد في محيط قرية قسطل جندو، ما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين، حيث رد الأكراد بقصف مقر لـ«داعش» بالدبابات في قرية معرين بريف اعزاز. (ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
واشنطن: فكرة حصول دكتاتور مثل الأسد على أية فرصة للترشح للانتخابات الرئاسية مهينة
واشنطن- (يو بي اي): اعتبرت نائبة المتحثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف ان فكرة حصول “دكتاتور”، مثل الرئيس السوري بشار الأسد، الذي قتل عدداً كبيراً من شعبه، على أية فرصة للترشح للانتخابات الرئاسية، مهينة.
وذكرت هارف خلال مؤتمر صحافي انه لا يمكن استيعاب التفكير بأن رئيس نظام، ذبح الآلاف من شعبه وقتل بالغاز ما يزيد عن 1400 في 21 آب/ أغسطس، ينظر حتى بالترشح لانتخابات الرئاسة في سوريا.
وأضافت ان الشعب السوري كان واضحاً في ما يريده، ونحن كنا واضحين بأننا سندعمه، وإذا كان الأسد راغباً فعلاً في تلبية رغبات السوريين فعليه أن يرحل.
وشددت على ان فكرة حصول “دكتاتور وحشي”، قتل عدداً كبيراً من شعبه، على أية فرصة للترشح من جديد للرئاسة مهينة جداً.
وتابعت “لا أعتقد ان بإمكان أي كان أن يقول ان نظام الأسد تصرف في ما يصب بمصلحة شعبه”.
وذكرت هارف ان الموقف الأمريكي من شرعية الأسد وفقدانه لها واضح جداً.
لكنها أوضحت ان الانتخابات في سوريا وما قد يجري فيها لا يحدد ما سيحصل في مؤتمر جنيف 2 الذي يستند إلى البيان الصادر عن جنيف 1 الداعي لعملية انتقالية سياسية.
وشددت على ان (جنيف 2) هو مؤتمر مصمم للتوصل إلى حل سياسي في سوريا يستند إلى بيان جنيف 1 الذي يرسم حكومة انتقالية بالاتفاق بينم الطرفين، أي النظام والمعارضة، ويجلب الأطراف المختلفة التي لديها مصالح وتأثيراً في سوريا بغية المضي قدماً في مسار سياسي.
الخارجية الروسية: ميزان القوى داخل المعارضة المسلحة السورية يتغير لمصلحة الإسلاميين
موسكو- (يو بي اي): شددت وزارة الخارجية الروسية على ان ميزان القوى داخل المعارضة المسلحة السورية يتغير لمصلحة الإسلاميين.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن وزارة الخارجية الروسية قولها في بيان ان المجموعات الجهادية تدخل أكثر فأكثر في صراع مع الفصائل “المعتدلة” من المسلحين في سوريا، من أجل السيطرة على توريدات السلاح وغيرها من المساعدات الخارجية، وكذلك السيطرة على مختلف المناطق والمراكز السكنية الهامة.
ولفتت الخارجية الروسية إلى ان ميزان القوى داخل المعارضة المسلحة السورية يتغير لمصلحة الإسلاميين، مشيرة إلى ان القوى الراديكالية بعد إظهار تفوقها في القتال، أعلنت عن عدم الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والابتعاد عن “الجيش السوري الحر”.
وأشارت إلى ان هذه المجموعات التي شكلت ما يسمى بـ”جيش الإسلام” بقيادة محمد زهران علوش، أعلنت عن السعي الى إقامة الشريعة في سوريا.
وذكرت الخارجية الروسية ان موسكو كانت قد حذرت من مثل هذا السيناريو لتطور الأحداث، ولفتت إلى ان كثيراً من المجموعات الجهادية لا علاقة لها بأية جهة سوى “الإرهاب الدولي”، وهي على استعداد للمضي قدما في القتل والتدمير، وليس فقط في سوريا بل في الدول الأخرى أيضاً، من أجل إقامة “الخلافة العالمية” دون أن تقف أمام أي شيء.
وأكدت ان كل ذلك يشدد على أهمية ما جاء في البيان الختامي للقمة الأخيرة لمجموعة الدول الثماني الكبرى بهذا الشأن، وخاصة الدعوة الموجهة إلى الحكومة السورية والمعارضة لبذل قصارى الجهود من أجل طرد “الإرهابيين” من البلاد أو القضاء عليهم.
الأسد يتوعد تركيا بدفع ثمن غال لدعمها مقاتلي المعارضة ويتهم اردوغان بالتعصب
مقتل 18 في اشتباكات بين اسلاميين واكراد .. وحزب الله يسحب عددا من مقاتليه
عواصم ـ وكالات: قال الرئيس السوري بشار الأسد إن تركيا ستدفع ثمنا غاليا لدعمها مقاتلي المعارضة الذين يسعون للاطاحة به متهما أنقرة بإيواء ‘إرهابيين’ على حدودها وتوقع أنهم سينقلبون عليها قريبا.
وفي مقابلة مع قناة ‘هالك تي.في’ التلفزيونية التركية اذيعت الجمعة قال الأسد إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ‘متعصب’ وإن تركيا تسمح ‘للارهابيين’ بعبور الحدود ومهاجمة الجيش السوري والمدنيين.
وأضاف الاسد في المقابلة التي نشرتها القناة على موقعها على الانترنت موجها حديثه إلى تركيا أنه لا يمكن وضع ‘الارهاب’ كبطاقة في الجيب واستخدامها وقت الحاجة لان الارهاب كالعقرب الذي سيلدغ في أول فرصة تتاح له.
وقال إن هؤلاء ‘الارهابيين’ سيؤثرون في تركيا في المستقبل القريب وإن تركيا ستدفع الثمن غاليا.
وتمتد الحدود التركية السورية مسافة 900 كيلومتر. وتركيا من أشد منتقدي الأسد وتدعم المعارضة بقوة لكنها تنفي تسليح المقاتلين.
وتستضيف تركيا ربع اللاجئين السوريين الفارين من بلادهم تقريبا وعددهم مليونا شخص وامتد الصراع السوري إلى الأراضي التركية في كثير من الاحيان فكانت أنقرة ترد بالمثل عند سقوط قذائف مورتر وغيرها من سورية في أراضيها.
وسمحت تركيا كذلك لمقاتلي المعارضة بعبور الحدود من سورية وإليها لكن قلقها تزايد بسبب الانقسامات بين مقاتلي المعارضة والتأثير الكبير للاسلاميين الاصوليين في سورية.
وسيطرت جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة على بلدة اعزاز الواقعة على بعد نحو خمسة كيلومترات عن حدود تركيا الشهر الماضي وتشتبك كثيرا مع لواء عاصفة الشمال السوري منذ ذلك الحين.
وقال اردوغان في حديث للتلفزيون التركي في وقت متأخر يوم الخميس ‘في الوقت الراهن سورية تتجه إلى حرب طائفية’. وأضاف ‘هذا هو الخطر الذي نواجهه’.
واتهم الأسد اردوغان الذي ينتمي لحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الاسلامية بأن لديه أجندة طائفية.
وقال الاسد إن اردوغان قبل الأزمة لم يكن يذكر الإصلاحات أو الديمقراطية ولم يكن قط مهتما بمثل هذه القضايا وانه كان فقط يريد أن تعود جماعة الاخوان المسلمين إلى سورية وكانت هذه غايته وهدفه الرئيسي. وتنفي حكومة اردوغان كل ذلك.
وقال الأسد انه لم يقرر بعد ما إذا كان سيشارك في انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل لأن الوضع على الأرض يتغير بسرعة كبيرة.
وأضاف أنه لن يترشح إلا إذا كان السوريون يريدون هذا. وقال الاسد ان الصورة ستكون اوضح خلال اربعة إلى خمسة اشهر.
الى ذلك ذكرت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى ان حزب الله بدأ في سحب بعض قواته التي تقاتل الى جانب قوات الرئيس بشار الاسد في سورية.
ونقلت صحيفة ‘التايمز′ اللندنية عن المصادر قولها إن هذه الخطوة تأتي وسط ضغط من حكومة بيروت والقلق من أن تصرفات الحزب تتسبب في تباعد العالم العربي عن لبنان.
وميدانيا قتل 18 مقاتلا في اشتباكات بين مقاتلين اسلاميين مدعومين من بعض الكتائب الاخرى المقاتلة ضد النظام السوري ومقاتلين اكراد الجمعة في محافظة الحسكة في شمال شرق سورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني قبل قليل ‘تأكد مصرع 14 مقاتلاً من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وكتائب جبهة النصرة، في اشتباكات مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في محيط قرية صفا القريبة من ناحية جل آغا (الجوادية) في محافظة الحسكة. كما لقي اربعة مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي مصرعهم’.
وبدأت اشتباكات الجمعة في هذه المنطقة اثر هجوم شنه فجرا مقاتلو االدولة الاسلاميةب على قرية صفا.
حزب الله يسحب بعض عناصره من سورية.. والمعارضة تمطر العاصمة بقنابل يومية من الهاون.. اما الحكومة فلا تسيطر الا على ثلث البلاد فقط
ابراهيم درويش
لندن ـ’القدس العربي’ لم تتغير الخطوط الفاصلة بين الاطراف المتنازعة في الحرب الاهلية السورية، فالرئيس بشار الاسد وان حقق تقدما سياسيا بعد ان نجحت روسيا بمنع الضربة الامريكية التي كادت تطيح بنظامه لم يستطع تغيير الواقع الميداني، فالخطوط الفاصلة بين قواته والمعارضة المسلحة لم تتغير، حيث تحولت المواجهة هنا الى حرب استنزاف، تتغير فيها خطوط التماس وتتقاطع خطوط الفصل لكن لم يتغير شيء على الواقع.
ويمكن تصوير الوضع بانه توازن قوى ففي الوقت الذي خفف النظام من الاعباء الملقاة على الجيش بانشاء قوات الدفاع الشعبي التي تتكون من متطوعين تدربوا على ايدي ضباط ايرانيين ومن حزب الله، فان تزايد اعداد المقاتلين في صفوف المعارضة، وتدفق الجهاديين الاجانب ادى الى حالة من الجمود على ساحة المعركة. فلم يستطع اي طرف تحقيق نصر ذي معنى منذ العام الماضي.
حي التضامن
ولاحظ الصحافي البريطاني جوناثان ستيل هذا الوضع في زيارته لحي التضامن جنوب العاصمة دمشق والقريب من مخيم اليرموك الفلسطيني ويقع خلف حي الغوطة الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة وكان هدفا لعملية عسكرية واسعة للجيش السوري تزامنت مع هجوم غاز السارين الذي ادى الى مقتل اكثر من 1400 شخص.
ويكتب ستيل في تقريره لصحيفة ‘الغارديان’ ان خطوط الفصل في التضامن ظاهرة حول العاصمة حيث تفصل هذه مركز المدينة عن الاحياء الفقيرة التي كانت في السابق مزارع وبساتين قبل ان تحل محلها البنايات والعمارات السكنية التي اقيمت بدون تخطيط وبشكل عشوائي.
وفي بعض الاحيان تنقسم خطوط السيطرة في الاحياء الفقيرة مثل التضامن بين الحكومة والمقاتلين.
ففي تشرين الثاني (نوفمبر) تعرض الحي لهجوم مفاجىء من المعارضة المسلحة التي سيطر مقاتلوها على مسجد الزبير والشوارع المحيطة به. ثم قامت قوات الدفاع الشعبي وبدعم من الجيش بهجوم اجبر المقاتلين على الانسحاب وترك اثارا مدمرة على المسجد ومنارته.
التقى ستيل في الحي بعجوز في السبعين من عمره، ابو عماد، على كتفه شارة تحمل صورة الاسد قال انه قرر الانضمام للميليشيا المسلحة بعد مقتل ابنه بعبوة ناسفة زرعت في سيارته فجرت عن بعد في شباط (فبراير) الماضي.
ابو ايلي وصور الاسد
كما والتقى قائد الميليشيا في الحي والملقب بابو ايلي، الذي لاحظ انه يعمل في مكتب تغطي جدرانه خمس صور للرئيس الاسد. وقال ان اعضاء الدفاع الشعبي هم من المجندين او الجنود السابقين ممن لديهم خبرة في العسكرية. وقد تم انشاء هذه القوى لتحل محل ميليشيات ‘الشبيحة’ التي اتهم افرادها بارتكاب مجازر وفظائع ضد المدنيين. فقوات الدفاع هي اكثر تنظيما وضبطا ويتلقى العنصر فيها راتبا شهريا ما يقرب من مئة دولار امريكي.
ويقول ابو ايلي ان قواته تقوم بالتخطيط لعملياتها الخاصة ولديها قنابل هاون ودبابات، اضافة لعملها مع الجيش السوري النظامي، مشيرا ‘نحن جيش مواز، وقد انحرف ميزان الحرب من خلال تفعيل قوات الدفاع الشعبي، وقمنا بالتخفيف عن الجيش عندما استلمنا مهمة حماية احيائنا’.
الناشطون غادروا
ويقول التقرير ان معظم الدمشقيين المعارضين للنظام ممن عارضوا النظام ونظموا التظاهرات السلمية بداية الانتفاضة عام 2011 غادروا دمشق الى بيروت.
فيما استمرت عمليات الملاحقة والاعتقال للناشطين الذين قرروا البقاء في المدينة، ولهذا يتجنبون الحديث مع الصحافة الاجنبية.
وعليه فالمزاج العام في العاصمة يظهر دعما حماسيا للحكومة ايا كان حقيقيا او خوفا من حدوث فوضى ان سقطت في ايدي المعارضة. فهناك قلق من تصاعد دور الاسلاميين في صفوف الفصائل المقاتلة، كما اكد هجوم جبهة النصرة على بلدة معلولا المسيحية الشهر الماضي مخاوف الدمشقيين ان الجهاديين لا يقاتلون فقط في شمال وشرق البلاد بل وقريبا من العاصمة.
واشار ستيل ان التهديد بالضربة الامريكية دعا بعدد من مسؤولي الحكومة لارسال عائلاتهم للخارج، فيما صادر مسؤولون في الحكومة البيوت الفارغة ونقلوا مكاتبهم اليها.
ولم يكن الدافع للانتقال هو الخوف من تعرضها لضربات صاروخية امريكية بل واستغلال المقاتلين الوضع والتحرك نحو مركز العاصمة.
والان وقد انتهى التهديد فقد عادت العائلات الميسورة الى العاصمة وعلى معبر الحدود من بيروت الى دمشق شوهدت عائلات قادمة لسورية اكثر من تلك المغادرة.
شكر للبرلمان البريطاني
وترى بعض التقديرات ان الحكومة السورية تسيطر فقط على ثلث البلاد، وطالما ظلت العاصمة ومنطقة الساحل بيدها فليس هناك فرصة لانهيارها وحدوث انشقاقات واسعة في داخلها.
ويضيف ستيل ان مد الحرب ربما كان في صالحها، ذلك ان استعادة بلدة القصير كان نصرا معنويا لها، اضافة لقرار البرلمان البريطاني عدم دعم خطوة ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء المشاركة في ضربة عسكرية على سورية.
وينقل ستيل عن محافظ مدينة طرطوس الساحلية نزار موسى قوله ‘اود ان اشكر البرلمان والشعب البريطانيين لانقاذ الموقف، فقد فهموا ان ‘الخطة’ هي تدمير كامل سورية’. فيما قال صفوان قدسي، زعيم حزب الناصريين المؤيد للحكومة ‘ اعتقد ان التصويت البريطاني كان مؤثرا، مما يعني ان هناك عددا قليلا من الدول تدعم الحرب، والوقت وقت التفاوض’.
ويتركز الحديث الان سواء في دوائر الحكومة او الجماعات الديمقراطية المعارضة حول جنيف-2 الذي طال انتظاره لعقد تسوية سياسية بين الاطراف المتحاربة.
وينقل عن رجا ناصر، من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطية ان جماعته لا يقبلون رفض الجماعات المسلحة لحضور مؤتمر جنيف بعد قبول الولايات المتحدة وروسيا على عقده قائلا ‘الائتلاف الوطني السوري ليس مستقلا، فاذا قررت الولايات المتحدة عقد جنيف فانه سيذهب، وكذا قطر ستوافق’ على عقده. ويتوقع ناصر من الروس ممارسة ضغوط على النظام كي يحضر لجنيف باقتراحات جادة. ويقول ستيل ان دبلوماسيين يعملون مع الاخضر الابراهيمي المبعوث الاممي لسورية يعلمون بنية الحكومة الدعوة لوقف اطلاق النار.
وقد اكد قدري جميل، نائب رئيس الوزراء السوري هذا لصحيفة ‘الغارديان’ مع انه نفى لاحقا انه لا يتحدث باسم الحكومة.
ويقول ستيل ان تراجع جميل يمكن تفسيره بانه اشارة لحساسية الموضوع حيث تقوم الحكومة بالتحضير للمشاركة في مؤتمر جنيف.
حسابات الدول الكبرى
ويقول الكاتب هنا ان الدعوة لوقف اطلاق النار تبدو على مستوى غير عملية لان الجهاديين لن يقبلوا به، وقد يقومون بمهاجمة المقاتلين من الجماعات الاخرى المدعومة من الغرب مثل الجيش السوري الحر، حالة موافقته على وقف اطلاق النار.
ويعتقد ستيل ان مجرد اقتراح وقف اطلاق النار مفيد للاسد لانه سيقوم بتقسيم صفوف المقاتلين، ويقدم نفسه بصورة جيدة للسوريين وعلى المسرح الدولي.
وينقل عن لؤي حسين من تيار ‘بناء الدولة السورية’ ان الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة بسبب الهجوم الكيماوي كان يقصد منها جنيف-2 حيث يمنح الخيار العسكري اوباما تأثيرا على مسار المفاوضات.
ويقول ان هذا هو ثاني تحول في السياسة الخارجية تجاه سورية بعد اتفاق جون كيري، وزير الخارجية الامريكي وسيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي في ايار (مايو) على عقد مؤتمر سلام في جنيف ‘فهناك اكثر من امير حرب، وشعرت الولايات المتحدة ان النزاع بدأ يخرج عن السيطرة، وهذا ليس في مصلحة اسرائيل، لانها تريد الاستقرار، كما ان روسيا ارادت اعادة السيطرة ولهذا كان على الحكومتين العمل معا’.
ويضيف حسين ان انتصار الاسد في القصير قد هز الامريكيين ومن هنا ‘كان هناك نوع من الاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا بعدم تقدم النظام للمناطق الاخرى، فقد كانت الولايات المتحدة، وفرنسا ودول الخليج تتحدث عن توازن القوى قبل جنيف’ ومن هنا جاء التهديد الامريكي باستخدام القوة لاحداث هذا التوازن.
ويختم ستيل بالقول ان مؤتمر جنيف قد يؤدي الى حوار بين السوريين ينتج عنه حكومة وحدة وطنية بوزراء من المعارضة المعتدلة والمستقلين، ويجب تقبل بقاء الاسد كرئيس، على الاقل حتى نهاية فترته في نيسان (ابريل) العام المقبل.
حزب الله يسحب
وفي تقرير اخر قالت صحيفة’ التايمز′ ان حزب الله بدأ بسحب بعض من مقاتليه الذين يقاتلون الى جانب الاسد وذلك بسبب الضغوط في لبنان التي لا توافق على مشاركة الحزب في الحرب الاهلية السورية، واستجابة لضغوط من الشارع العربي الذي كان يدعم حزب الله، خاصة بعد حرب عام 2006.
ولكن مصادر في الحزب نفت ان تكون الخطوة بسبب ضغوط سياسية بل ولاعتبارات تكتيكية على الارض.
وتقول الصحيفة ان تدخل اكثر من 10 الاف مقاتل من الحزب ادى الى تغير ميزان الحرب لصالح الاسد، خاصة ان المقاتلين لعبوا دورا في استعادة بلدة القصير.
وكان حزب الله قد ارسل تعزيزات من مقاتليه الى درعا في جنوب سورية ومناطق في حمص وسط سورية.
ولكنه سحب مقاتليه من درعا ويركز الان عناصره على جبهات قتالية رئيسية على طول الغوطة الشرقية.
ونقل عن دبلوماسي قوله ان عدد عناصر حزب الله في سورية ‘كان قريبا من 10 الاف مقاتل، ولكن العدد اقل، عدة الاف’.
وترى الصحيفة ان انسحاب عناصر الحزب لم يكن بدون اذن من ايران التي تعتبر الراعي الرئيسي للحزب.
وينفي مسؤولون في الحزب وكذا في اوساط المعارضة، سحب الحزب لعدد كبير من سورية، خاصة ان معركة تلوح في الافق يتم التحضير لها في جبال حمص.
انتقام ام عقاب
وتحدث تقرير في صحيفة ‘كريستيان ساينس مونيتور’ عن جماعة غير رسمية وزرعت يوم الخميس مشروعا من 32 صفحة على المسؤولين الامريكيين، وتعمل المجموعة المكونة من سياسيين ومحامين وقضاة كبار منذ عامين، وتضم القاضي ريتشارد غولدستون، المدعي العام في محكمة العدل الدولية لجرائم الحرب، وديفيد شيفر، السفير الامريكي للمحكمة الجنائية في ليوغسلافيا السابقة وشريف بسيوني، الباحث ومحامي حقوق الانسان المعروف والذي ساعد على بناء المحكمة الجنائية الدولية. اضافة الى قضاة ومحامين في محاكم جنايات وجرائم حرب في سيراليون ومن العراق واعضاء في المعارضة السورية.
ونقلت الصحيفة عن مايكل شراف، استاذ القانون في جامعة كيس ويسترن رزيرف في كيلفلاند، والرئيس المشارك للجنة التي صاغت المسودة قوله ‘الطريقة الوحيدة التي تتقدم فيها البلاد ويستعيد الشعب حياته المدنية فيها ويرحب به في المجتمع الدولي تتم من خلال اعتناقه العدل’.
ففي حالة انتهت الحرب ‘ولديك جماعات ترغب بالانتقام فهذا ليس جيدا لان سورية لن تبقى سلة للجميع بل ارضا فوضوية مثل الصومال، وهذا ليس في صالح اي احد’.
وتقدم الوثيقة التي ستوزع على الدول الاعضاء في مجلس الامن، ومنظمات حقوق الانسان ملامح وخطوطا عامة لمحكمة جرائم حرب تشبه محاكم اخرى انشئت في الاعوام الماضية، مثل تلك التي انشئت في سيراليون لمحاكمة الرئيس الليبري السابق تشارلس تايلور، او تلك التي انشئت لمحاكمة مسؤولين في الخمير الحمر في كمبوديا.
ولكن الاقتراح يترك عددا من الموضوعات بدون توضيح من مثل طبيعة القضاة وهل سيكونون سوريين ام اجانب، ام فريقا مختلطا. كما انها لم تشر الى طبيعة من سيحاكمون وان كان حكم الاعدام سيشمل اجراءات المحاكمات القضائية.
وتقول الصحيفة ان امكانية انشاء محكمة جرائم حرب سورية او واحدة يشارك فيها خبراء قانونيون من الخارج يعكس حقيقة ان سورية هي عضو في محكمة الجنايات الدولية، كما انه من غير المحتمل ان يقوم مجلس الامن باصدار قرار يعطي المحكمة الصلاحية لفتح تحقيق جنائي.
لقاء رئيس الائتلاف بقادة «الحر» ينهي خلاف المعارضة السورية حول «جنيف 2»
صافي: القرار بالمشاركة لم يتخذ بعد وسيعرض على الهيئة العامة للتصويت
بيروت: نذير رضا
سحب المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، فتيل التصادم مع الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، بإعلانه تمسكه بالائتلاف «كسلطة مدنية تمثل الشعب السوري»، خلال اجتماع عقده رئيس الائتلاف أحمد الجربا مع القادة العسكريين في إسطنبول. وأنهى هذا الإعلان تهديد 13 فصيلا عسكريا بسحب تأييدهم للائتلاف كممثل سياسي لهم، قبل أن تبرز تحديات أخرى في الداخل، على خلفية «سوء فهم» لموقف الائتلاف من المشاركة في «جنيف 2».
ونفى المتحدث باسم الائتلاف، لؤي صافي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» وجود خلاف في الأساس حول المشاركة، مؤكدا أن ما حصل كان ناتجا عن «سوء فهم» لمواقف الائتلاف، فضلا عن «عدم دقة في صياغة بيان الكتائب العسكرية الـ13 التي أصدرت بيانها الأسبوع الماضي»، مشددا على أنه «لم تكن هناك نية لسحب اعترافهم بالائتلاف كممثل لقوى المعارضة السورية».
ووصف صافي شعور الكتائب المقاتلة بـ«الإحباط»، على خلفية «عدم توفر الاحتياجات العسكرية المتطورة لهم»، مشيرا إلى أن العسكريين الذين اجتمعوا مع الجربا «طالبوا بشكل واضح برفع مستوى التنسيق وتطوير آليات التوافق»، مشددا على أن «هذا ما نسعى إليه».
ولفت صافي إلى أن الاجتماع «جاء للاستماع للقادة الميدانيين، وتوضيح مواقف الائتلاف في نيويورك من القضايا المطروحة حيال الثورة السورية، أبرزها قضية المشاركة في لقاء (جنيف 2)»، مشيرا إلى أن «الجميع يشعر بثقل المسؤولية وأهمية التعاون لتحقيق النصر على النظام وإرغامه على تسليم السلطة».
وجاء اللقاء بين الجربا مع هيئة أركان الجيش السوري الحر على خلفية رفضهم لمؤتمر جنيف 2. وأوضح الجربا موقف الائتلاف من المشاركة في هذا المؤتمر المزمع عقده في توقيت لم يحدد بعد.
وقال صافي إن الجربا أوضح لهم الموقف من المشاركة، الذي تقاطع مع موقف القادة العسكريين. وأضاف: «لم يتخذ قرار نهائي بعد، إذ ستطرح المشاركة في هذا المؤتمر على التصويت في الهيئة العامة للائتلاف التي تتمثل فيها هيئة أركان الجيش الحر»، مشيرا إلى أن «الائتلاف يرحب بالحل السياسي إذا كان عازما على نقل السلطة وتشكيل حكومة انتقالية بكامل الصلاحيات العسكرية والأمنية، يكون فيها (الرئيس السوري بشار) الأسد وفريقه الأمني والسياسي خارجها». وأكد أن هذه التطورات والمواقف «نقلت إلى القادة العسكريين، وجرى التأكيد لهم أن هناك قرارا يجب أن يتخذ من الهيئة العامة التي ستصوت بالأغلبية على الذهاب إلى جنيف أو عدمه».
وكان الائتلاف الوطني أصدر بيانا أشار فيه إلى أن قادة المجلس أكدوا تمسكهم بالائتلاف كسلطة مدنية تمثل الشعب السوري وتسعى لتحقيق تطلعاته في بناء دولة العدالة والحريات، وشددوا على التزامهم الكامل بمبادئ الثورة السورية وقيمها السامية.
ولفت البيان إلى أن الجربا ناقش في المحادثات المطولة التي أجراها مع المجلس المكون من 30 قائدا عسكريا يمثلون ألوية وكتائب تقاتل النظام السوري على مختلف الجبهات؛ آخر التطورات الميدانية على الجبهات الخمس، واستمع إلى طروحاتهم وبرامجهم المتعلقة بتأمين وحماية البنى التحتية في المناطق المحررة، وإلى خططهم العسكرية الحالية في تحرير مزيد من المناطق الرازحة تحت الحصار أو المحتلة من قبل النظام.
وتزامن هذا الإعلان مع بروز تحد جديد من الداخل، حيث أصدرت القوى الثورية في محافظة حماه بيانا ذكرت فيه بـ«ثوابت الثورة»، وأولها إسقاط النظام، محذرة أن من «يخالف هذه الثوابت ويجلس مع النظام للتفاوض سواء في جنيف أو غيرها لا يمثل الشعب السوري». وحمل البيان توقيع 27 قوة ثورية وعسكرية، منها: كتلة أحرار حماه، مجلس قيادة الثورة في حماه، تجمع ألوية أبناء حماه، الفرقة العاشرة.
ورأى صافي، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، أن «كل المجالس العسكرية والقوى الثورية ممثلة بالائتلاف»، وبالتالي «يعبر هؤلاء القادة عن موقف جميع الفصائل في الداخل»، معتبرا أن هذا البيان «ناتج عن سوء فهم لموقف الائتلاف حيال المشاركة في (جنيف 2) ويحتاج إلى مزيد من الإيضاحات والتواصل».
ومن المعلوم أن مختلف الفصائل المعارضة التي تقاتل النظام السوري في سوريا، ممثلة في المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، باستثناء تنظيمي «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» المقربين من تنظيم القاعدة، وسائر التنظيمات الموالية لـ«القاعدة».
وكان بيان القوى الثورية في حماه أعلن 6 ثوابت يتمسك بها، بينها «إسقاط النظام بكافة رموزه وأركانه»، و«استقلالية القرار السوري عن أي تدخل أجنبي»، وتأكيده أن «لا تفاوض مع النظام، لأنه لا تفاوض مع الإرهاب». وختم البيان بالقول: «من يخالف هذه الثوابت ويجلس مع النظام للتفاوض، سواء كان في جنيف أو غيرها، لا يمثل الشعب السوري». ويعد هذا البيان من أوضح البيانات الثورية الرافضة للمحادثات المزمعة في جنيف، حيث إنه رفض المشاركة كلية بغض النظر عن ربطها برحيل النظام أو تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة.
«برزة الدمشقي».. بوابة «الحر» نحو العاصمة وهدف لقوات النظام
«هيومان رايتس ووتش» تؤكد تعرض آلاف المعارضين للتعذيب
بيروت: «الشرق الأوسط»
واصلت القوات النظامية، أمس، محاولاتها اقتحام حي برزة الدمشقي الذي يشكل بوابة الجيش الحر نحو العاصمة، في موازاة استمرار القصف الذي يستهدف معظم المناطق السورية.
وفي حين لم تتوقف مظاهرات يوم الجمعة، والتي حملت أمس، عنوان «شكرا تركيا»، أعلنت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية، أن «عشرات الآلاف من المعارضين للنظام الحاكم يتعرضون لتعذيب ممنهج داخل السجون السورية.
وأشار ناشطون إلى أن «القصف النظامي قد تجدد أمس على حي برزة شرق العاصمة دمشق باستخدام المدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة». وأفاد الناشطون بأن اشتباكات متقطعة اندلعت على أطراف الحي نتيجة محاولة القوات النظامية اقتحامه من محاور عدة.
وتشن القوات النظامية حملة شرسة على حي برزة الدمشقي منذ العاشر من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بحسب ما يؤكد أحد الناشطين الميدانيين لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «غارات جوية دائمة تستهدف الحي بشكل شبه يومي وبمعدل ثلاث غارات يوميا».
وتحكم كتائب المعارضة سيطرتها على الحي الواقع بين منطقتي القابون وركن الدين، ويمتد على سفح جبل قاسيون باتجاه الشرق بمحاذاة حي المهاجرين، في حين تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش الحر على عدة جبهات على أطراف الحي كجبهة حي تشرين والحنبلي والغمة والإنشاءات. وقد أدى الحصار المفروض عليه منذ خمسة أشهر، إلى تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية داخله نتيجة النقص الشديد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية. ويوضح الناشط الميداني الذي يرافق الكتائب المقاتلة في حي برزة، أن «السيطرة على الحي نقطة أساسية ومركزية بالنسبة إلى النظام، إذ تؤثر على سير المعارك في مدينة دمشق وريفها»، مؤكدا أن «كتائب (الحر) المتمركزة داخل الحي محصنة بشكل جيد ولن يتمكن النظام من اقتحامه».
ويعزو الناشط قدرة الحي الدمشقي على الصمود في وجه الآلة العسكرية النظامية إلى سببين: أولهما أن «أهالي الحي معظمهم في عائلات واحدة، حيث تربطهم علاقة القرابة مما يجعلهم متكاتفين ومتضامين ويقلل من جهة أخرى احتمال وجود مخبرين في صفوفهم»، والأمر الثاني هو «الطبيعة الجغرافية للحي التي تفرض وجود مدخل واحد له (شارع تشرين) مما يصعب عملية اقتحامه من قبل الأمن السوري وشبيحته». ويشكل حي برزة الذي كان يعيش فيه نحو 75 ألف نسمة، غادر القسم الأكبر منهم نتيجة القصف العنيف، أهمية كبيرة في حسابات طرفي النزاع. إذ يسعى النظام إلى استعادة تعزيز مواقعه القريبة منه مثل «فرع الإشارة 211» و«مركز البحوث العلمية» و«قيادة الشرطة العسكرية»، كما أن السيطرة عليه تعني منع تقدم «الحر» نحو العاصمة. وبالنسبة إلى المعارضة فهي تعتبره بوابتها إلى العاصمة خاصة بعد سيطرتها على عدد من بلدات الريف الدمشقي، إضافة إلى أن الحي يربط بين الغوطة والعاصمة عن طريق بساتينه الواسعة.
ميدانيا، وفي حين خرجت أمس التي اختار لها المعارضون عنوان «شكرا تركيا»، لم يتوقف القصف على معظم المناطق السورية، موقعا المزيد من الضحايا.
وقد جددت قوات النظام صباح أمس، القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة، المتمركزة في أبراج القاعة جنوب حي الميدان، على مخيم اليرموك في دمشق، وطالت قذائف الهاون مخيم التضامن، بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام، على محور شارع نسرين، ودوار البطيخة.
وفي ريف دمشق جددت قوات النظام المتمركزة في جبل قاسيون، قصف بلدات الغوطة الشرقية، في حين دارت اشتباكات عنيفة في محيط الفوج 81، وإدارة الدفاع الجوي، في بلدة المليحة من جهة المتحلق الجنوبي. وطال القصف أيضا بلدة رنكوس في ريف دمشق، بالمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات من اللواء 65، مستهدفا الأحياء السكنية. وفي حلب أيضا، تواصلت المعارك العنيفة بين قوات النظام وذكرت مصادر من الجيش، أن قوات النظام استعادت السيطرة على بلدة خناصر في ريف حلب الجنوبي، بينما لا يزال طريق الإمداد بين حلب وحماه تحت سيطرة مقاتلي «الحر».
كذلك تجددت المعارك في ريف حماه ضمن ما يسميها الجيش الحر «معركة قادمون يا حمص»، وتعرضت قرى الريف الشرقي للمحافظة لقصف مدفعي وصاروخي عنيف، خاصة قرى ناحية عقيربات. وفي درعا، لا تزال كتائب المعارضة تشن هجماتها ضد معاقل قوات النظام ضمن عملية بدأت منذ عدة شهور هدفها فتح الطريق من الريف الغربي للمحافظة إلى الغوطة الغربية من دمشق.
ولا تزال الكتائب مستمرة في معركة أطلقت عليها المعارضة اسم «معركة توحيد الصفوف»، والتي تهدف إلى السيطرة على مساكن الضباط ومركز الأغرار وحاجز العنفة في مدينة طفس.
وتفيد الأنباء بأن كتائب المعارضة تواجه صعوبة في التقدم إلى هذه المواقع لكونها محصنة جيدا، إذ يحيط بها حقل للألغام، فضلا عن الغارات اليومية التي يشنها طيران النظام. وكانت إحدى الغارات قد استهدفت منزلا كان يوجد فيه العشرات من أفراد كتائب المعارضة وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى، بعضهم في حالة خطرة.
في المقابل، وفي موازاة الاعتقالات المستمرة التي تشنها قوات النظام يوميا ضد معارضين، أصدرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» تقريرا قالت فيه إن عشرات الآلاف من المحتجين السلميين المعارضين أودعوا السجون ويتعرضون لتعذيب ممنهج. وذكرت المنظمة أن هؤلاء المعتقلين تعرضوا لانتهاكات كالاغتصاب والصدمات الكهربائية على مناطق حساسة، إضافة إلى الضرب بالعصي الكهربائية والأسلاك والقضبان المعدنية.
وأشار التقرير إلى «أدلة قوية» تؤكد أن التعذيب يمثل سياسة دولة وجريمة ضد الإنسانية، واستشهد بأرقام ذكرها مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، الذي أكد مقتل ما لا يقل عن 1200 معتقل في سجون النظام السوري، في حين تنكر السلطات السورية احتجاز كثيرين من نشطاء الحراك المدني، وتتهم من تعترف باحتجازهم بانتهاكهم قوانين مكافحة الإرهاب، وتمنع أخبارهم عن ذويهم. وفي بيانها أشارت «هيومان رايتس ووتش» إلى أن جماعات من المعارضة المسلحة ارتكبت انتهاكات أيضا، حيث احتجزت صحافيين وعاملين في مجال الإغاثة ونشطاء مدنيين، وأعدمت بعض المحتجزين.
الأسد: كل ما يقوله أردوغان عن سوريا وشعبها حفنة أكاذيب.. ولا يقوم سوى بدعم الإرهابيين
متظاهرون سوريون يشكرون تركيا ورئيس وزرائها الذي قبل أيدي أطفالهم
الرئيس السوري بشار الأسد
لندن: «الشرق الأوسط»
حذر الرئيس السوري بشار الأسد في حديث لتلفزيون تركي من أن تركيا ستدفع ثمنا باهظا لدعمها لمن وصفهم بـ«الإرهابيين». واعتبر أنه في المستقبل القريب سيسبب هؤلاء «الإرهابيون» عواقب بالنسبة لتركيا. ووصف ما قاله رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بشأن سوريا وشعبها بـ«الأكاذيب» واتهمه بدعم «الإرهابيين».
مقابلة الأسد مع قناة «هالك» وصحيفة «يورت» التركيتين تزامنت مع يوم جمعة أطلق عليها الناشطون المعارضون «جمعة شكرا تركيا» وخرج متظاهرون في مناطق خارجة عن سيطرة النظام لا سيما شمال البلاد لتقديم الشكر لتركيا والشعب التركي على ما قدمته من مساعدة وعون للشعب السوري، وقدم المتظاهرون في حمص وعدة مناطق أخرى التحية والشكر لأردوغان الذي «قبل أيادي الأطفال السوريين واستقبلهم كضيوف»، وردا على ما تقوله وسائل الإعلام الرسمية بحق تركيا وأردوغان رفعوا لافتة كتبوا عليها «فليذهب الليل مع النهار أين الطاغية الأسد من أردوغان!!»، بحسب ما أظهرته مقاطع فيديو بثها الناشطون يوم أمس للمظاهرات التي خرجت في يوم جمعة «شكرا تركيا». وذلك بينما كان الرئيس الأسد يقول لإعلاميين أتراك بلادهم ستدفع غاليا ثمن «دعمها الإرهابيين في سوريا»، معتبرا أن لهؤلاء «الإرهابيين» تأثيرا على تركيا في المستقبل القريب، وأضاف محذرا في مقابلة بثت مساء الجمعة أنه «ليس من الممكن استخدام الإرهاب كورقة لتلعب بها ثم تضعها في جيبك، لأن الإرهاب هو مثل العقرب الذي لا يتردد في لدغك عندما يحين الوقت».
مشيرا إلى أن «كل ما يقوله رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن سوريا وشعبها حفنة أكاذيب فيما لا يقوم سوى بدعم الإرهابيين».
وردا على سؤال يتعلق بإسقاط طائرة سورية اخترقت الأجواء التركية الشهر الماضي اعترف الأسد «بخرق الطوافة السورية للأجواء التركية بسبب تسلل عدد كبير من الإرهابيين»، مشيرا إلى أن هذه الطائرة كانت تعمل لمنع «تسلل عدد كبير من الإرهابيين».
ومقابلة الأسد يوم أمس تأتي ضمن حملة إعلامية واسعة أطلقها النظام إثر إعلان الرئيس الأميركي عزمه توجيه ضربة «وشيكة» لنظام الأسد الشهر الماضي، ومع أنه تم التراجع عنها، فإن الحملة الإعلامية للنظام تواصلت، وخلال أقل من شهر أجرى الأسد أكثر من ثماني مقابلات تلفزيونية وحوارات صحافية لقنوات في الولايات المتحدة الأميركية وأميركا اللاتينية وفرنسا وإيطاليا وروسيا والصين وتركيا.. منوعا في خطابه بحسب البلد الموجه إليه الكلام. مؤكدا على مضمون واحد أن نظامه يحارب الإرهاب وعلى العالم أن يدعمه، وأن مسألة ترشحه للانتخابات عام 2014 مرهونة بإرادة شعبه.
من جانب آخر واصلت مجموعة من سكان الأحياء الجنوبية من العاصمة دمشق إضرابهم عن الطعام حتى فك الحصار عن أحيائهم، وخرجت مظاهرات كثيرة في مناطق الغوطة الشرقية والأحياء الجنوبية نادت بالحرية وإسقاط النظام وطالبت بإدخال قوافل المساعدات الإنسانية إلى الأماكن المحاصرة وهتفوا للغوطة الشرقية وأحياء دمشق الجنوبية والمعضمية وداريا وحمص وكل المناطق السورية المحاصرة، وكانت مجموعة بزعامة الشيخ صالح الخطيب من أهالي الأحياء الجنوبية في دمشق أطلقت نداء تحذير من أن الأهالي يعانون من كارثة إنسانية وهم على حافة الجوع بسبب حصار خانق مفروض على تلك الأحياء منذ تسعة أشهر.
قصف وغارات ومواجهات بين الثوار وقوات النظام و”داعش” تشتبك مع الأكراد
الجربا يواصل لقاءاته مع قيادات “الجيش الحر” لبحث المتطلبات
ذكر مصدر للموقع الإلكتروني المعارض “كلنا شركاء” أن سلسلة لقاءات رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية”، أحمد الجربا، مع قيادات “الجيش الحر” تواصلت أمس وسوف تستمر اليوم، سيقوم الجربا خلالها بعقد مؤتمر صحافي يوضح فيه أهم التطورات ونتائج مناقشاته مع قيادات “الجيش الحر”.
وكان الائتلاف اصدر تصريحاً اشار فيه إلى اجتماع الجربا مع قادة المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، وجاء في التصريح أن قادة المجلس أكدوا تمسكهم بالائتلاف كسلطة مدنية تمثل الشعب السوري وتسعى لتحقيق تطلعاته في بناء دولة العدالة والحريات، وشددوا على التزامهم الكامل بمبادئ الثورة السورية وقيمها السامية.
وأضاف التصريح أن الجربا ناقش في المحادثات المطولة التي أجراها مع المجلس المكون من 30 قائداً عسكرياً يمثلون ألوية وكتائب تقاتل نظام الأسد على مختلف الجبهات في عموم سورية؛ آخر التطورات الميدانية على الجبهات الخمس، واستمع إلى طروحاتهم وبرامجهم المتعلقة بتأمين وحماية البنى التحتية في المناطق المحررة، وإلى خططهم العسكرية الحالية في تحرير مزيد من المناطق الرازحة تحت الحصار أو المحتلة من قبل النظام
في ما يبدو انه توجه جديد يشمل كل سوريا، يتم يومياً الاعلان عن تشكيل تجمع جديد للفصائل المقاتلة تحت مسميات اسلامية، فبعد ان تم الإعلان عن تشكيل “جيش الإسلام” ومن بعده “جيش أهل السنة والجماعة””، تم الإعلان عن تشكيل تجمع “أمجاد الإسلام” في دمشق وريفها.
وذكر البيان “ان تشكيل “أمجاد الإسلام” جاء امتثالاً لقوله تعالى: إن الله يجب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص؛ وحرصاً على رص الصفوف وتطوير العمل الجهادي، وتوحيد الجهاد والكلمة”.
وضم التجمع الجديد 5 تشكيلات، هي: لواء أم القرى، لواء أحفاد الصحابة، لواء أبو ذر الغفاري، لواء شهداء الغوطة، كتيبة شهداء عربين.
ميدانياً، تعرضت عند منتصف ليل الخميس ـ الجمعة مناطق في مدينة داريا وبلدتي بيت جن والسبينة لقصف من قبل القوات النظامية من دون انباء عن اصابات ترافق مع سقوط قذيفة هاون اطلقتها قوات النظام على بلدة الاشرفية في منطقة وادي بردى في حين دارت بعد منتصف ليل الأربعاء ـ الخميس اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي الكتائب المقاتلة على اطراف مدينة الزبداني وسط قصف من قبل القوات النظامية على مناطق في بلدتي مضايا وبقين مما ادى لسقوط جرحى, كما قصفت القوات النظامية صباح امس اطراف بلدة رنكوس ومزارعها مما ادى لسقوط جرحى واضرار مادية في بعض المنازل.
وقصفت القوات النظامية عند منتصف ليل الخميس ـ الجمعة مناطق في مدينة درعا وبلدة داعل في حين تعرضت مناطق في بلدة عتمان فجر امس لقصف من قبل القوات النظامية, كما قصفت القوات النظامية صباح اليوم بلدة المسيفرة مما ادى لسقوط عدد من الجرحى فيما نفذ الطيران الحربي غارتين جويتين على مناطق في درعا البلد ترافقت مع قصف صاروخي ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر حتى اللحظة.
وفي حلب تعرضت مناطق في حي بستان الباشا عند منتصف ليل الخميس ـ الجمعة لقصف من قبل قوات النظام بالترافق مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والثوار على اطراف الحي وعلى مشارف حي سليمان الحلبي قرب مبنى الزراعة. وفي ريف حلب قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة صباح امس مناطق تتمركز فيها الكتائب المقاتلة في محيط بلدة خناصر ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر حتى اللحظة.
في غضون ذلك، هاجم مقاتلو “الدولة الإسلامية في العراق والشام” ومجموعات مسلحة اخرى، صباح امس، حاجزاً لوحدات حماية الشعب الكردي في محيط قرية قسطل جندو بريف مدينة عفرين، ما أدى لاشتباكات بين الطرفين، حيث ردت وحدات الحماية بقصف مقر لـ”داعش” بالدبابات في قرية عفرين بريف مدينة إعزاز. كما سجل اشتباك بين “لواء عاصفة الشمال” و”داعش”.
أزمة النازحين: التحرّك سريع والمساعدات متواضعة
بيروت – أصوات الاستغاثة التي علت في لبنان، من أجل تقاسم أعباء النازحين السوريين، يبدو أنها لاقت آذاناً صاغية لدى المجتمع الدولي، الذي أكّد الإسراع في إيصال المساعدات اللازمة، موضحاً مسبقاً أنها ستكون متواضعة لحين التوصّل الى حل جذري للمشكلة.
نائبة رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انغر أندرسن جددت في حديثٍ لصحيفة النهار تأكيدها “الالتزام الدولي بدعم لبنان وضرورة ترجمته الى خطوات عملية، لكي يستفيد من الزخم الذي وفره مؤتمر دعم لبنان في نيويورك، ووعي مخاطر النزوح السوري الى لبنان على اقتصاده وماليته العامة ومجتمعه”.
وأشارت اندرسن إلى أنها توصلت من خلال اللقاءات التي عقدتها في بيروت، الى بلورة تصور للخطوات الواجب اتباعها ضمن أربع خطوات او مسارات أساسية شرحتها تفصيلاً، موضحة انها ستستكمل البحث فيها مع الوفد اللبناني الذي سيشارك في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي في واشنطن، وخصوصاً من حيث انشاء صندوق ائتماني، مؤكدةً أن “المانحين والمجتمع الدولي يفضلون وجود حكومة مستقرة وفاعلة”.
من جهةٍ أخرى، نفت أن يكون موضوع حزب الله عائقا أمام المساعدات وقالت: “ان البنك الدولي غير معني بذلك فنحن نعمل مع 184 دولة ولبنان ضمنها”، مشددةً على وجوب “عدم توقع الكثير، فالمساعدات المحتملة في المرحلة الاولى ستكون متواضعة في انتظار انشاء الصندوق الائتماني”.
إلى ذلك، رجّح مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير نواف سلام، في حديثٍ لصحيفة النهار أيضاً “وصول موفد أممي الى لبنان يهتم بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا في وقت قريب”، مشيراً إلى أنه “تلقى شخصياً اتصالاً من مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس، أبلغته فيه قرار المنظمة الدولية إرسال موفد أو أكثر إلى دول الجوار السوري، بعد البيان الرئاسي الذي صدر عن مجلس الأمن في هذا الصدد”.
كما ذكّر سلام بـ”إشارة البيان الرئاسي إلى ضرورة تقاسم أعباء اللاجئين السوريين، وبمطالب رئيس الجمهورية ميشال سليمان المزمنة في هذا الصدد”، متوقعاً “الحد من النزوح إلى لبنان في حال توفير مساعدات إلى الداخل السوري، وإن يكن لاحظ أن الخطوة لن تقدم حلاً جذرياً للأزمة”، لافتاً إلى “السرعة التي تميز بها تحرك المنظمة الدولية في هذا المجال”.
مصادر مواكبة، نقلت لصحيفة الجمهورية أنّ وفد البنك الدولي، وعد بإنهاء التقرير النهائي في شأن الوضع في لبنان خلال ثلاثة أسابيع، وهو أمر استثنائي، إذ لم يجهز بعد أيّ تقرير من هذا النوع قبل ستة أشهر من الإشارة ببدء تحضيره. وأوضحت أنّ لبنان وفّر داتا المعلومات كاملة وبأدق التفاصيل، الأمر الذي رسم خريطة الطريق السريعة لصياغة التقرير. ولا تغفل المصادر، أنّ هذا التوجه يشكل ترجمة عملية لقرار سياسي ودولي كبير بدعم لبنان وسياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية، والحفاظ على الحدّ الأدنى من الأمن والإستقرار في البلاد، وهو ما عبّرت عنه المواقف التي رافقت لقاءات رئيس الجمهورية في نيويورك.
سوريا تكشف تفاصيل جديدة لترسانتها الكيميائية
أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المكلفة بتدمير الترسانة السورية أمس الجمعة أن دمشق زودتها “بمعلومات إضافية” عن برنامجها للأسلحة الكيميائية انصياعاً لقرار الأمم المتحدة في هذا الصدد.
وقال المدير العام للمنظمة أحمد أوزومكو إن المعلومات الجديدة تُعد إضافة لما سبق أن كشف عنه النظام السوري من بيانات يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي.
وجاء هذا الإعلان خلال اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس الخميس، بحسب بيان للمنظمة التي تتخذ من لاهاي في هولندا مقراً لها.
ونص القرار 2118 الصادر من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة والذي أُجيز الأسبوع المنصرم، على أن أمام دمشق سبعة أيام بعد المصادقة على القرار لتقديم مزيد من التفاصيل عن مخزوناتها من الأسلحة الكيميائية بما في ذلك بيانات عن المواد الأولية للأسلحة الكيميائية والسُمِّيات وكمياتها.
وورد في البيان أن المنظمة تعكف على مراجعة المعلومات الإضافية التي حصلت عليها، وأن مديرها العام أوزومكو سيطلع الدول الأعضاء في المنظمة المدعومة من الأمم المتحدة على ما طرأ من مستجدات الثلاثاء القادم.
في غضون ذلك، أكمل المفتشون الدوليون استعداداتهم في دمشق أمس الجمعة لتعطيل برنامج الأسلحة الكيميائية السوري.
وقد تم تكليف فريق المفتشين التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى جانب الأمم المتحدة بتنفيذ قرار مجلس الأمن القاضي بتدمير الترسانة السورية المحظورة في موعد غايته منتصف 2014.
وفي سياق متصل، ذكر دبلوماسيون غربيون في نيويورك أن مخابرات دولهم منهمكة في تحليل ما ورد في إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد زودتها بمعلومات إضافية عن برنامجها الكيميائي يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي.
وبحسب معلومات استخبارية فرنسية تم الكشف عنها، فإن ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية تتكون من أكثر من ألف طن من العناصر والمواد الأولية الكيميائية لإنتاج غازات الخردل والسارين وغاز الأعصاب في إكس.
وكانت حكومة الأسد قد وافقت الشهر الماضي على الانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية والتخلي عن ترسانتها من تلك الأسلحة وذلك تحت تهديد الولايات المتحدة لها بشن غارات جوية ضدها انتقاماً للهجوم الذي شنته بغاز السارين على بلدات في ريف دمشق يوم 21 أغسطس/آب السابق والذي أودى بحياة ما يربو على 1400 شخص كما تقول واشنطن.
استمرار القتال بسوريا وسيطرة للمعارضة بحدود الأردن
أكدت المعارضة السورية المسلحة في مدينة درعا قدرتها على ضبط الحدود مع الأردن ضد عمليات التهريب، وذلك بعد أن أعلنت سيطرتها على 17 مخفرا حدوديا، وهي جميع المخافر بين معبري درعا القديم ونصيب، يأتي ذلك في ظل استمرار الاشتباكات والقصف في عدة مدن.
ففي مدينة حلب أفاد مراسل الجزيرة بأن سبعة من عناصر الجيش الحر قتلوا أثناء التصدي لرتل تابع لقوات النظام في ريف حلب.
وقال المراسل إن الرتل كان في طريقه من معامل الدفاع باتجاه بلدة خناصر قرب مدينة السفيرة في ريف حلب.
وأفاد ناشطون بأن الجيش الحر قتل أفرادا من قوات النظام التي كانت تحاول السيطرة على خناصر بمشاركة عناصر من حزب الله اللبناني.
وفي محافظة دير الزور قال مراسل الجزيرة إن طائرات النظام شنت غارات على ريف المحافظة الشرقي، واستهدفت منطقة الأسواق في بلدتي الشحيل والبلعوم، حيث أوقعت قتلى وجرحى.
كما قصفت قوات النظام بلدة العشارة بقنابل يُعتقد أنها فوسفورية، وتجدد القصف أيضا على أحياء وسط مدينة دير الزور.
مظاهرات سلمية
وكانت مظاهرات قد خرجت في مدن سورية مختلفة أمس الجمعة تنديدا بالنظام، وذلك تحت شعار “شكرا تركيا”، أضاف فيها المتظاهرون إلى مطالبهم رسالة شكر للسلطات التركية على موقفها من الثورة السورية.
فقد خرجت مظاهرات في مدن كفرتخاريم وكفرنبل وبنش في محافظة إدلب، وأخرى في بلدة اللطمانة بحماة، وفي حي الوعر بحمص.
وخرجت مظاهرات أيضا في بلدات بدرعا ودير الزور, رفع فيها المتظاهرون شعارات تندد بالنظام وتطالب بمحاسبة من سمتهم “مجرمي الحرب”، وأخرى في أحياء السكري وبعيدين وهنانو في حلب، وبلدات عدة في ريف حلب ندد فيها المتظاهرون بالقصف العشوائي الذي تقوم به قوات النظام على الأحياء الخارجة عن سيطرتها، وطالبوا بتقديم الدعم لقوات المعارضة.
وفي دمشق خرجت مظاهرات في مدن وبلدات سقبا ودوما والمليحة وعربين طالب المشاركون فيها بفتح ممرات إنسانية لنقل الجرحى والمصابين وإدخال مواد غذائية وطبية إلى الغوطتين الشرقية والغربية، ونادوا بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وقد سقط عشرات الضحايا أمس بين قتيل وجريح في غارات جوية شنتها طائرات النظام السوري على عدد من المدن بينها دير الزور ودرعا وريفها، كما وثق ناشطون سقوط خمسة قتلى في يبرود بريف دمشق نتيجة غارات جوية مكثفة.
وقالت شبكة شام إن قصف القوات النظامية على بلدة النعيمة في درعا مساء أمس أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، وذلك بعد ساعات من شن طائرات النظام غارات على بلدتي طفس وعتمان، وعلى أحياء درعا البلد مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وفي الأثناء تواصل القصف المدفعي على أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد، وعلى مدن وبلدات النعيمة وطفس وداعل وإنخل والحراك والجيزة وعتمان، بينما تدور المعارك في حي المنشية وأطراف مدينة الحراك.
موجة غلاء متوقعة في سوريا بعد رفع سعر البنزين
اقتصاديون: الزيادة ستفاقم معاناة المواطن وستنعكس على جميع أسعار السلع
دبي – قناة العربية
أقر النظام السوري رفع أسعار البنزين من 80 إلى 100 ليرة، وهو ما سيؤدي إلى موجة غلاء في الأسعار بشكل عام، في الوقت الذي يعاني فيه السوريون بشكل عام من ارتفاع أسعار المحروقات، وهناك خشية بين السوريين من عدم حصولهم على المحروقات التي يحتاجونها هذا الشتاء.
وسيؤدي قرار زيادة سعر البنزين الذي اتخذه النظام السوري بلا شك إلى تفاقم معاناة المواطن، إذ يرى محللون اقتصاديون أن رفع سعر البنزين من ثمانين إلى مئة ليرة سورية سوف يتسبب في موجة غلاء في الأسعار المتفاقمة أصلا على خلفية الأحداث التي تشهدها البلاد.
وخلال فترة الثورة تراوح سعر صرف الليرة أمام الدولار ما بين 170-187 ليرة للدولار الواحد، فيما كان سعر الصرف قبل الثورة سبعة وأربعين ليرة للدولار الواحد.
وأفادت مواقع إلكترونية شبه رسمية أن السلطات السورية ستكسب ما لا يقل عن 100 مليون ليرة يوميا جراء رفع أسعار البنزين، علما أن ارتفاع أسعار المحروقات قد أثر كثيرا على المواطنين السوريين في السنوات الأخيرة، فالسوريون ألفوا الاصطفاف في طوابير طويلة بالشتاء الماضي من أجل الحصول على مادة المازوت المستخدمة في التدفئة، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
الغلاء والتضخم في العملة التي انخفضت كثيرا أمام الدولار يبقيان إضافة إلى الأزمة المشتعلة منذ أكثر من سنتين أبرز ما يتوجب على المواطن السوري التعامل معه قبل أي من طرفي النزاع؛ السلطة أو المعارضة.
تجدد اقتتال المعارضة المسلحة شمالي سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تجدد القتال بين مجموعات مسلحة مرتبطة بالقاعدة في سوريا من جهة ومقاتلي المعارضة المسلحة السورية ومسلحين أكراد من جهة ثانية قرب الحدود الشمالية مع تركيا وقتل في هذه الاشتباكات 19 شخصا على الأقل وفقا للناشطين.
وقال ناشطون إن 14 من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” وكتائب وجبهة النصرة، قتلوا في اشتباكات مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في محيط قرية صفا القريبة من ناحية جل آغا (الجوادية) في محافظة الحسكة، كما لقي 4 مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي مصرعهم.
ومنذ منتصف يوليو، تدور اشتباكات عنيفة أحيانا وتتراجع حدتها أحيانا اخرى بين مقاتلين متشددين وأكراد في مناطق عدة من الحسكة ومحافظة الرقة شمالي سوريا أسفرت عن وقوع عشرات القتلى في صفوف الطرفين.
يذكر أن الاشتباكات بدأت في هذه المنطقة أثر هجوم شنه فجرا مقاتلو “الدولة الإسلامية” على قرية صفا.
وفي هذه الأثناء، أفاد مراسلنا بسقوط صاروخين قرب الحدود السورية التركية.
وعلى صعيد آخر، أفاد ناشطون بأن غارات جوية عدة نفذتها القوات الحكومية على مناطق في دير الزور، إذ قتل 3 أشخاص في مدينة الميادين، وريف دمشق لا سيما في منطقة القلمون، وإدلب، ودرعا، وحلب.
وأضافوا أن معارك عنيفة اندلعت الجمعة في محيط معضمية الشام وداريا جنوب غرب العاصمة السورية.
وتشهد هذه المناطق معارك منذ أكثر من سنة بشكل متواصل، إلا أن المعارضة دقت أخيرا ناقوس الخطر لناحية “الكارثة الإنسانية” التي تواجهها معضمية الشام خصوصا بسبب الحصار المضروب عليها وحاجتها إلى مواد غذائية وطبية.
الأسد يهدد تركيا بدفع “ثمن باهظ”
من جهة أخرى، رأى الرئيس السوري بشار الأسد في حديث لتلفزيون تركي أن تركيا ستدفع ثمناً باهظا لدعمها لمن وصفهم بـ”الإرهابيين”.
واعتبر أنه في المستقبل القريب سيسبب هؤلاء “الإرهابيون” عواقب بالنسبة لتركيا.
وقال الأسد إن كل ما قاله رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بشأن سوريا وشعبها هو أكاذيب بحسب وصفه، واتهمه بأنه يدعم الإرهابيين.
وفيما يتعلق بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة قال الأسد إنه من المبكر اتخاذ قرار بهذا الصدد، لكنه أشار إلى أنه سيترشح إذا شعر أن السوريين يريدونه.