أحداث السبت 05 تشرين الثاني 2016
فشل الهدنة… وحلب تستعد لـ «المعركة الكبرى»
موسكو – رائد جبر ، نيويورك، لندن – «الحياة»
استعدّت مدينة حلب أمس، للمعركة الكبرى وجولة جديدة من الغارات الروسية المتوقفة منذ 17 يوماً بعد فشل «هدنة إنسانية» أعلنتها موسكو من جانب واحد، في إخراج أي من المدنيين أو المسلحين المحاصرين في أحيائها الشرقية. وعاشت المدينة خلال فترة الهدنة التي استمرت منذ الصباح وحتى ساعات المساء الأولى هدوءاً نسبياً، وسط مخاوف من أن يكون بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة، بعدما توعّدت موسكو من سمّتهم «الإرهابيين» بأنهم «سيدفعون ثمن مواصلة هجماتهم على المدنيين» في حلب المقسومة بين أحياء تسيطر عليها الحكومة السورية وأخرى خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.
ولم تسفر «الفرصة الأخيرة» التي منحتها وزارة الدفاع الروسية للمعارضين في شرق حلب، والتي انقضت الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي، عن نتائج، وقوبلت الدعوات إلى الانسحاب من المدينة برفض الفصائل المسلحة. وفي إشارة إلى أن هذا الأمر كان متوقعاً، لفتت الخارجية الروسية إلى أن «المواقف التي أعلنها عدد من الفصائل، وبينها «فاستقم» و «حركة نور الدين الزنكي»، لم تكن مفاجئة لأحد، وهي مؤشر إضافي إلى أن الحديث عن معارضة معتدلة في حلب لا يعدو كونه أوهاماً».
ونظّمت وزارة الدفاع منذ ساعات الصباح أمس، بثاً مباشراً من موقعي ممرين أُعدا لخروج المسلحين، عبر كاميرات مراقبة رُكّبت على طائرات من دون طيار، وأظهر البث لساعات عدم وجود أي حركة عبور على الممرين، قبل أن تقوم موسكو بقطعه فجأة عصراً، وأعلنت بعد ذلك أن ممر الكاستيلو تعرّض لقصف عنيف من مناطق حلب الشرقية ما أسفر عن إصابة عسكريين روسيين وأجبر السلطات العسكرية على إجلاء عشرات الصحافيين الروس والسوريين من المنطقة.
واتجهت الأنظار إلى احتمالات تطوّر الموقف بعد فشل «الهدنة» وسط توقعات بتصعيد عسكري واسع في غضون الأيام المقبلة، جهّزت له موسكو بالإعلان عن أنها «استنفدت فرص إنهاء المعاناة الإنسانية في حلب وقوبلت جهودها بتصعيد متواصل من جانب الإرهابيين».
وكانت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أعلنت أن «المسلحين استغلوا الهدنة الإنسانية في حلب لتجديد ترسانتهم»، وتوعّد نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، بأن الإرهابيين «سيدفعون ثمن مواصلة هجماتهم على المدنيين في غرب حلب وإفشال مساعي التهدئة».
واستبق الكرملين الفشل الذي كان متوقعاً للهدنة الأخيرة، بعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي مساء الخميس، ناقش احتمالات تطور الموقف في سورية. ولم يتم الإعلان عن قرارات المجلس الذي تسبق اجتماعاته عادة اتخاذ قرارات مهمة.
وأبحرت حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» على رأس قافلة إمدادات نحو الشواطئ السورية في منتصف الشهر الماضي، وكان يُتوقع أن تدخل أمس المياه الإقليمية السورية. وهي محمّلة بعشرات الطائرات والمروحيات ونحو ألفي جندي وأنظمة صاروخية من طرازات مختلفة.
وعلى صعيد هدنة حلب، قال الناطق باسم الأمم المتحدة ينس لاريكه، إن المنظمة الدولية ليس في وسعها أن تستغل الهدنة الروسية لإرسال مساعدات إلى أحياء شرق المدينة، إذ إن لا ضمانات أمنية» ضرورية. كما قالت جيسي شاهين المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، إن المنظمة ضد إجلاء المدنيين ما لم يكن ذلك طوعاً.
وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لـ «فرانس برس»، أن «الهدوء سيّد الموقف في حلب»، مضيفاً: «لم يتم تسجيل خروج أي شخص من الأحياء الشرقية».
وكررت فصائل مقاتلة رفض المبادرات الروسية. وقال ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في «حركة نور الدين الزنكي»، وهي من أبرز الفصائل المشاركة في معارك حلب، لـ «فرانس برس»: «لسنا معنيين بها ولا نثق بالروس ولا بمبادراتهم الرخيصة».
في المقابل، نقلت «رويترز» عن فادي إسماعيل، المسؤول في وزارة المصالحة السورية، قوله في تصريح هاتفي من حلب، إنه لا يتوقع أن يغادر المدنيون أو المقاتلون شرق حلب، متهماً عناصر «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً) بمنع أي خروج من الأحياء المحاصرة. وأضاف أن فرص التوصل إلى اتفاق مع المسلحين في حلب تبدو ضعيفة وأنه يتوقع استئناف العمل العسكري إن لم يغادر أحد المدينة بحلول مساء الجمعة. وقال: «حتماً هناك عمل عسكري… بالتأكيد». وذكرت وكالة «رويترز»، أن «من المتوقع أن تستأنف روسيا قصف حلب بمجرد انتهاء المهلة».
في غضون ذلك، تتجه الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تبني قرار بدعم دولي واسع يدعو إلى الوقف الفوري لأعمال «التشريد القسري» والتغيير الديموغرافي في سورية، فضلاً عن محاسبة من أثبت التحقيق الدولي مسؤوليتهم عن استخدام الأسلحة الكيماوية، أي مسؤولين في الجيش السوري وتنظيم «داعش». وأعدت القرار ١٧ دولة في اللجنة الثالثة للجمعية العامة، المعنية بقضايا حقوق الإنسان، ويتوقع أن يتجاوز عدد الدول المؤيدة القرار عند طرحه على التصويت في ١٥ الشهر الجاري إلى أكثر من ١١٥ دولة من أعضاء الأمم المتحدة الـ193، وفق ديبلوماسيين معنيين.
وعلى رغم أن هذا القرار أصبح إجراءً سنوياً في الجمعية العامة منذ بداية الأزمة السورية، إلا أنه تضمن السنة الجارية فقرات قدمتها غالبية المجموعات الإقليمية في الأمم المتحدة، خصوصاً ما يتعلق منها بالمحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية، ووقف التغيير الديموغرافي القسري، وهما من الجرائم ضد الإنسانية وفق القانون الدولي الإنساني.
موسكو تحذّر «الإرهابيين» وتعتبر «المعارضة المعتدلة» … وهماً
موسكو – رائد جبر
استعدت موسكو لـ «اليوم التالي» بعد تجاهل المعارضة السورية في حلب نداءات لاستغلال «الهدنة الانسانية» أمس، للخروج من المدينة. وتوعّدت من سمّتهم «الإرهابيين» بـ «دفع ثمن مواصلة هجماتهم على المدنيين».
ولم تسفر «الفرصة الأخيرة» التي منحتها وزارة الدفاع الروسية للمعارضين في مناطق شرق حلب، والتي انقضت الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي، عن نتائج، وقوبلت الدعوات إلى الانسحاب من المدينة برفض الفصائل المسلحة. وفي إشارة إلى أن هذا الأمر كان متوقعاً، لفتت الخارجية الروسية إلى أن «المواقف التي أعلنها عدد من الفصائل وبينها «فاستقم» و «حركة نور الدين الزنكي» لم تكن مفاجئة لأحد، وهي مؤشر إضافي إلى أن الحديث عن معارضة معتدلة في حلب لا يعدو كونه أوهاماً».
ونظّمت وزارة الدفاع منذ ساعات الصباح أمس، بثاً مباشراً من موقعي ممرين أُعدا لخروج المسلحين، عبر كاميرات مراقبة رُكّبت على طائرات من دون طيار، وأظهر البث لساعات عدم وجود أي حركة عبور على الممرين، قبل أن تقوم موسكو بقطعه فجأة عصراً، وأعلنت بعد ذلك أن ممر الكاستيلو تعرّض لقصف عنيف من مناطق حلب الشرقية ما أسفر عن إصابة عسكريين روسيين وأجبر السلطات العسكرية على إجلاء عشرات الصحافيين الروس والسوريين من المنطقة.
وتزامن ذلك مع الإعلان عن تعرّض مروحية روسية لنيران مسلحين في ريف حمص، ما أدى إلى إعطابها، لكن موسكو أعلنت أن طياريها تمكنا من النجاة وتم نقلهما إلى قاعدة حميميم على الساحل السوري (اللاذقية).
واتجهت الأنظار إلى احتمالات تطوّر الموقف بعد فشل «الهدنة» وسط توقعات بتصعيد عسكري واسع في غضون الأيام المقبلة، جهّزت له موسكو بالإعلان عن أنها «استنفدت فرص إنهاء المعاناة الإنسانية في حلب وقوبلت جهودها بتصعيد متواصل من جانب الإرهابيين».
وكانت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أعلنت أن «المقاتلين استغلوا الهدنة الإنسانية في حلب لتجديد ترسانتهم»، وتوعّد نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف بأن الإرهابيين «سيدفعون ثمن مواصلة هجماتهم على المدنيين في غرب حلب وإفشال مساعي التهدئة».
واستبق الكرملين الفشل الذي كان متوقعاً للهدنة الأخيرة، بعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي مساء الخميس، ناقش احتمالات تطور الموقف في سورية. ولم يتم الإعلان عن قرارات المجلس الذي تسبق اجتماعاته عادة اتخاذ قرارات مهمة.
في الأثناء، نفت مصادر أمنية روسية صحة معطيات انتشرت أمس حول تعرض حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» لعطل أوقف تقدم مجموعة السفن الحربية الروسية المتجهة حالياً في المتوسط نحو الشواطئ السورية. وكانت أوساط غربية ربطت بدء عملية عسكرية روسية واسعة في حلب بوصول إمدادات ضخمة تحملها قافلة مؤلفة من سبع سفن تقودها حاملة الطائرات الوحيدة التي تملكها روسيا.
وأفادت شبكة «لينتا رو» الإخبارية نقلاً عن مصادر أمنية أن الحاملة «الأميرال كوزنيتسوف» توقفت للتزود بالوقود من ناقلة الوقود «سيرغي أوسيبوف» في البحر المتوسط. علماً أن عدداً من الدول الأوروبية كانت قد رفضت تزويد السفينة الروسية بالوقود خلال رحلتها.
وأظهرت صور التقطت من الجو سفينة تجر حاملة الطائرات الروسية. وظهر في الصورة دخان أسود كثيف، ما أثار تكهنات بأن حاملة الطائرات تعرّضت لعطل فني.
وأبحرت الحاملة الروسية على رأس قافلة إمدادات نحو الشواطئ السورية في منتصف الشهر الماضي، وكان يُتوقع أن تدخل أمس المياه الإقليمية السورية. وهي محمّلة بعشرات الطائرات والمروحيات ونحو ألفي جندي وأنظمة صاروخية من طرازات مختلفة.
الاتحاد الأوروبي مُتّهم بـ«تجاهل» غرق المهاجرين
روما – أ ف ب
اتهمت منظمات غير حكومية تساعد المهاجرين في البحر المتوسط الاتحاد الاوروبي بالتنصل من مسؤولياته في قضية غرق آلاف من هؤلاء كانوا يحاولون هذا العام الوصول الى السواحل الجنوبية للاتحاد.
وقال رئيس بعثة «أطباء بلا حدود» توماسو فابري في ايطاليا: «ازاء هذا الرقم القياسي الجديد، لا يمكن للاتحاد الاوروبي الاستمرار في اللامبالاة ليصبح متواطئا في هذه المأساة التي تتفاقم»، مشدداً على انه «يتعين وبشكل عاجل توفير الوسائل الآمنة والقانونية للاشخاص اليائسين الذين ياتون بحثا عن الامن في اوروبا من دون المخاطرة بارواحهم».
ورفعت حوادث غرق جديدة هذا الاسبوع بين ليبيا وايطاليا حصيلة المهاجرين الذين قضوا في البحر الى 4220 منذ بداية 2016. ويفوق هذا الرقم ما سجل خلال عامي 2014 و2015 واي عام آخر احصيت فيه مثل هذه الوفيات، بحسب ما اوضحت «المنظمة الدولية للهجرة» التي أفادت بأن أكثر من 725 مهاجرا اضافيا قضوا في البحر منذ بداية العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من 2015.
بدورها دعت منظمة «مواس» ومقرها مالطا أوروبا الى تغيير موقفها «حيال هذا العدد القياسي من الوفيات». وقال ناطق باسمها: «علينا إيجاد بديل لهؤلاء الناس الذين يفرون من العنف والاضطهاد والفقر».
واكد المسؤول في المنظمة فيديريكو سودا أن عدد ضحايا هذا العام ناجم جزئيا عن ثلاثة حوادث غرق كبيرة في نيسان (أبريل) وأيار (مايو) ادت الى وفاة 1400 شخص، وايضا الى ارتفاع غير متوقع لعدد المهاجرين العابرين في تشرين الاول (أكتوبر). وقال: «في تشرين الاول (اكتوبر) عادة ما تكون الاحوال الجوية في البحر سيئة، ما يؤدي حتما الى حوادث اكثر».
وقال: «شهدنا في ايطاليا عددا قياسيا للوافدين في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي بلغ 27388 هذا العام مقابل 8915 في 2015 و15264 في 2014. وكلما زاد عدد المراكب ازدادت مخاطر الغرق».
وعزا مهاجرون وصلوا الى ايطاليا هذا الارتفاع الى ان المهاجرين يقدّرون ان حرس السواحل الليبيين سيستانفون قريبا في شكل جزئي دوريات الانقاذ قبالة سواحل بلادهم، ما يزيد مخاوف اعادتهم الى ليبيا بدلا من نقلهم الى ايطاليا.
هدنة روسيا لا تغري بالخروج من حلب الشرقية
المصدر: (و ص ف، رويترز)
انتهت مساء الجمعة هدنة انسانية جديدة كانت اعلنتها روسيا من طرف واحد في مدينة حلب في شمال سوريا، من دون تسجيل خروج جرحى او مقاتلين أو مدنيين من الاحياء الشرقية المحاصرة.
وهدفت الهدنة الروسية، كما تلك التي سبقتها في تشرين الاول، استناداً الى موسكو حليفة النظام السوري، الى إجلاء الجرحى والمرضى ومقاتلين ومن يرغب من المدنيين من الاحياء الشرقية عبر ثمانية معابر.
وخصص معبران أساسيان هما الكاستيلو (في الشمال) والخير – المشارقة (في الوسط) لخروج المقاتلين والراغبين من المدنيين.
وانتهت الهدنة الانسانية التي استمرت عشر ساعات في السابعة مساء (17,00 بتوقيت غرينيتش).
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: “لم يسجل المرصد خروج أي شخص، سواء مدنياً او مقاتلاً، من الأحياء الشرقية من حلب”، الامر الذي لاحظه ايضا مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية”.
وأعلن الجيش الروسي عن اصابة جنديين روسيين “بجروح طفيفة” جراء قذائف اطلقت على منطقة قريبة من المعابر.
وكانت الهدنة الجديدة دخلت حيز التنفيذ في التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (07,00 بتوقيت غرينيتش).
وبدا سكان في حلب الشرقية اتصلت بهم “رويترز” مستسلمون لتجدد القصف الذي قتل المئات في أواخر أيلول ومطلع تشرين الأول بعدما تخلت الحكومة السورية وحليفتها روسيا عن وقف النار وشنتا هجوما على أكبر منطقة حضرية خاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال مسؤول الدفاع المدني في شرق حلب بيبرس مشعل إنه لا يمكن فعل شيء وإنه لا يمكن وقف الطائرات. وأضاف إنه لا سبيل أمام عمال الإنقاذ أو الطواقم الطبية للاستعداد مقدماً للتجدد المتوقع للهجمات وإن كل ما يمكن فعله هو أخذ الاحتياطات والتأهب على مدار الساعة.
وعلّق عضو المكتب السياسي في “حركة نور الدين زنكي” ياسر اليوسف: “لسنا معنيين بها ولا نثق بالروس ولا بمبادراتهم الرخيصة”.
وتدور منذ 28 تشرين الاول اشتباكات عند اطراف الاحياء الغربية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام اثر هجوم شنته الفصائل وبينها مجموعات اسلامية وجهادية (“جبهة فتح الشام”، أو “جبهة النصرة” سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”).
وشددت الفصائل الهجوم الخميس، لكن مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” تحدث عن هدوء طوال الليل حتى صباح الجمعة. وسجلت صباحا بعض الغارات على منطقة ضاحية الاسد التي كانت تقدمت اليها الفصائل.
مقتل 13 من “الدولة” اشتباكات مع المعارضة شمالي سوريا
أنقرة – الأناضول – أعلنت رئاسة الأركان التركية، السبت، مقتل 13 مسلحاً من تنظيم “الدولة الاسلامية”، في اشتباكات مع فصائل المعارضة السورية وغارات للتحالف الدولي شمالي سوريا.
جاء ذلك في بيان صادر عن رئاسة الأركان حول عملية “درع الفرات” التي دخلت يومها الـ 74.
وقال البيان إن قوات المعارضة السورية بسطت سيطرتها على قريتي عبلة ودوير جنوبي بلدة أخترين بريف مدينة حلب الشمالي.
وأشار البيان إلى أن ضابطاً من القوات التركية التي تدعم المعارضة السورية، استشهد، وأصيب 3 ضباط صف بجروج طفيفة، خلال اشتباكات مع مسلحي التنظيم، فضلاً عن مقتل 5 عناصر من المعارضة وإصابة 22 آخرين، ومقتل 5 من مسلحي الدولة.
ولفت البيان أن فصائل المعارضة حررت 172 قرية، وبسطت سيطرتها على مساحة تقارب ألفاً و365 كيلو متراً مربعاً منذ انطلاق العملية في 24 أغسطس/ آب الماضي.
وأشار البيان، أن القوات التركية استهدفت 71 هدفاً للتنظيم تمكنت خلالها من تدمير ملاجئ، ومواقع دفاعية، ومواقع قيادة، وأسلحة وعربات للإرهابيين.
ونوه إلى أن الطائرات التابعة لسلاح الجو التركي لم تجر أي طلعات.
وأوضح البيان، أن 8 إرهابيين من الدولة قُتلوا جراء غارات لمقاتلات تابعة للتحالف الدولي في منطقتي “شدود”، و”بليقه”، شمالي سوريا، إضافة إلى تدمير 3 أبنية يستخدمها التنظيم لأغراض دفاعية.
كما ذكر البيان، أن وحدات الكشف عن المتفجرات التركية، أبطلت مفعول لغم أرضي و11 قنبلة مصنعة يدوياً خلال أنشطتها في المناطق المحررة، مبينًا أن العملية منذ انطلاقها وحتى اليوم شهدت إبطال مفعول 36 لغماً، و1418 قنبلة مصنعة يدوياً.
وتواصل الطائرات بلا طيار، طلعاتها للمراقبة على طول الحدود مع سوريا.
ودعماً لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم “درع الفرات”، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم “الدولة” الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
ونجحت العملية، خلال ساعات، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين، وبذلك لم يبقَ أية مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة “الدولة”.
«الجيش السوري الحر» يقطع الطريق بين حلب ودمشق
إسقاط مروحية روسية وجرح عسكريين… ومقتل رياضي لبناني يقاتل مع «حزب الله»
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قطع مسلحو «الجيش السوري الحر» طريق إمداد القوات الحكومية «أثريا ـ خناصر» في ريف حلب الجنوبي ودمروا ثلاث سيارات عسكرية بصواريخ مضادة للدروع.
وقال قائد عسكري في «الجيش الحر» إن «الثوار (المعارضة) استهدفوا بعد ظهر أمس الجمعة رتلاً عسكرياً تابعاً لقوات النظام على طريق أثريا – خناصر في ريف حلب الجنوبي كان في طريقه إلى مدينة حلب، موقعين عدداً من القتلى والجرحى في صفوفهم».
وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن «فصائل الثوار (المعارضة) تمكنت أمس الجمعة من قتل مجموعة من ميليشيا حزب الله اللبناني على تلة أحد في ريف حلب الجنوبي جراء استهدافها بصاروخ تاو، وإن طائرات حربية سورية وروسية تحلق بصورة مكثفه في المنطقة».
جاء ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة، إصابة عسكريين روسيين اثنين جراء قصف لفصائل المعارضة على معبر الكاستيلو، شمالي مدينة حلب السورية.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» الإخبارية عن وزارة الدفاع «أن العسكريين المصابين يتبعان لمركز التنسيق الروسي للمصالحة الوطنية في سوريا، (ومقره مطار حميميم العسكري بريف اللاذقية-غرب)، وتم نقلهما إلى منطقة آمنة في المدينة، حيث تلقيا الخدمات الطبية، وأن لا تهديد على حياتهما». وذكرت الوزارة في بيانها أن قوات المعارضة قصفت المنطقة بمدافع هاون وإسطوانات غاز.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها إن طائرة هليكوبتر روسية هبطت اضطراريا قرب مدينة تدمر السورية الخميس وتعرضت لإطلاق نار بعدما لامست الأرض لكن الطاقم عاد بسلام إلى قاعدة حميميم الجوية.
وقالت تقارير إخبارية أخرى منها تقرير لوكالة «أعماق» للأنباء المرتبطة بتنظيم «الدولة» إن طائرة هليكوبتر عسكرية روسية دمرت بصاروخ في حويسيس وهي منطقة ريفية إلى الشرق من محافظة حمص بوسط سوريا.
وقتل لاعب في نادي «العهد» اللبناني لكرة القدم المقرب من «حزب الله»، خلال مشاركته مع مقاتلي الحزب في المعارك التي يخوضها إلى جانب النظام السوري في مدينة حلب(شمال)، بحسب ما أعلن النادي أمس الجمعة.
ونعى نادي العهد لاعبه قاسم شمخة (19 عاما) الذي قضى أمس الخميس في معارك في حلب.
وأورد النادي على صفحته على موقع «فيسبوك» ما يلي «نزف إليكم ابننا البار وفارسا من فرسان مقاومتنا الأبية العزيز الحبيب الشجاع الشهيد قاسم شمخة الذي نال رتبة الشهادة دفاعا عن وطننا وأرضنا وأعراضنا في وجه المد التكفيري الإرهابي».
وأرفق النادي البيان بصورة للاعب الشاب يرتدي زي النادي ويقبل كأسا تذكارية.
كما نعت مواقع إخبارية تابعة لحزب الله شمخة وهو من إحدى قرى جنوب لبنان ذات الأغلبية الشيعية.
وقالت المواقع إن الشاب «قتل وهو يقاتل من وصفتهم بالتكفيريين في حلب شمالي سوريا»، في إشارة لمقاتلي المعارضة.
يذكر أن حزب الله يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري بشكل علني منذ مطلع عام 2013.
وأحرز نادي العهد بطولة الدوري اللبناني لكرة القدم أربع مرات آخرها في عام 2015.
توتر بين فصائل عسكرية من المعارضة السورية في أحياء حلب المحاصرة
عبد الرزاق النبهان
الحسكة ـ «القدس العربي»: حالة من التوتر تشهدها الأحياء المحاصرة من الجهة الشرقية لمدينة حلب بعد إندلاع مواجهات مؤخرا، بين «حركة نور الدين الزنكي» و»كتائب أبو عمارة» من جهة، وتجمع «فاستقم كما أمرت»، وذهب ضحيتها قائد كتيبة رجال الشام أحمد صبرا الملقب أبو عادل، وذلك عقب اعتقال القائد الميداني في «حركة الزنكي» أبو بشير معارة، من قبل مجموعة تابع لتجمع «فاستقم».
وقال الناشط الإعلامي أبو النصر الحلبي في حديثه مع «القدس العربي»: إن عناصر من فصيل نور الدين الزنكي وكتائب أبو عمارة شنوا هجوما على أحياء صلاح الدين والأنصاري والزبدية التي تتواجد فيها مقار تابعة لتجمع «فاستقم كما أمرت»، حيث تم اعتقال العديد من عناصر التجمع ، بالإضافة إلى مصادرة جميع محتويات المقار من السلاح والذخيرة والمحروقات.
وأضاف، إن الخلاف بدأ مساء الخميس باعتقال المسؤول العسكري في «حركة الزنكي» أبو بشير معارة، من قبل الشرطة العسكرية التابعة لـ»تجمع فاستقم»، الذي تم تركه في وقت لاحق، إلا أن مجموعة تابعة لـ»حركة الزنكي» وبمؤازرة من مجموعة تابعة لـ»كتائب أبو عمارة» قامت بمهاجمة مقار لـ»تجمع فاستقم» واشتبكت معهم، الأمر الذي أدى إلى سيطرتهم على مقار التجمع.
وأكد أبو النصر على أن التوتر لا زال سائداً في أحياء القسم الشرقي من مدينة حلب، بعد الاشتباكات التي جرت، التي قضى فيها مقاتل من «حركة نور الدين الزنكي»، وأصيب نحـو 25 من الجـانبين بجـراح مـتفاوتة الخـطورة.
وقال مسؤول المكتب السياسي في «تجمع فاستقم كما أمرت» زكريا ملاحفجي لـ «القدس العربي» إن «القيادة العامة لتجمع فاستقم أعطت أمرا للشرطة العسكرية باعتقال أحد القادة العسكريين في التجمع لمشكلة داخلية، وصدف تواجد أبو بشير معارة أحد قادة فصيل الزنكي، معه في سيارته، الذي أصر على الذهاب إلى مقر الشرطة العسكرية في مقر التجمع لحل المشكلة».
وأضاف «تفاجئنا بعد ذلك بادعاء فصيل الزنكي بأن التجمع اعتقل أبو بشير معارة الذي بدأ بحشد قواته وكذلك فعل التـجمع حيـث وصل أبو بشير معارة إليهم وتأكدوا بأنه ليس معـتقلاً وانـتهت القصـة أو هـكذا اعتقـدنا»، كما قـال.
وتابع «بعد سـاعات من الحـادثة فوجئنا بتحـرك قطـعان تتبع فصيل الزنكي وفصيل أبو عمارة وأفراداً من فصيل فتح الشام رغم إنكار قيادته، وبدأوا باقتحام مقار التجمع التي لا يتواجد فيها إلا الحرس، حيث كانوا يخيرون الحرس بين الموت أو تسليم السلاح في المستودعات»، وفق كلامه.
وحسب ملاحفجي فإن «تجمع فاستقم وافق على القبول بمحكمة شرعية للوقوف على حقيقة ادعاء القوات الباغية وكذلك وافق قائد التجمع على تسليم نفسه لحركة أحرار الشام تحت حكم اللجنة الشرعية المتفق عليها، إلا أن الطرف الآخر اشترط ذهاب قائد التجمع لمقار فتح الشام، وهذا لم نوافق عليه ولن يحدث لاشتراك أفراد من فتح الشام بالبغي علينا، لأن المحكمة الشرعية والحكم الشرعي يتطلب مكاناً محايداً ، مطالبا فصائل المدينة بضرورة التفاعل السريع حتى تضع هذه المشكلة أوزارها».
يشار إلى أن «الجبهة الشامية» كانت قد أصدرت بياناً دعت فيه «تجمع فاستقم كما أمرت» و»حركة نور الدين الزنكي» إلى ضرورة فض النزاع القائم بينهما.
و قالت «الجبهة الشامية» في بيانها إن قيادة الجبهة قررت تولي فض النزاع الحاصل بين الطرفين، وطالبت جميع الحواجز بعدم التعرض لقوة الفصل، كما دعت جميع الفصائل المسلحة للمشاركة بفض النزاع.
الآثار في ريف القنيطرة في سوريا بين التهريب وغياب المحاسبة والعقوبات
خطاب النميري
القنيطرة ـ «القدس العربي»: تزايدت ظاهرة التنقيب عن الآثار بعيد مرور أعوام على الثورة السورية ولاسيما بعد خروج المنطقة عن سيطرة النظام وغياب الرقابة عنها، وحالة الركود الاقتصادي وقلة الحركة التجارية في الريف المحرر من المحافظة، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة والعاطلين عن العمل بشكل المتزايد، وأصبح تخريب وتدمير المواقع الأثرية ذات الأهمية التراثية مهنة يسترزق منها البعض، حسب ما قال محمد وهو أحد العاملين في حفر المواقع الأثرية، وأضاف: نقوم بحفر المدافن القديمة، ومناطق قريبة من المواقع الأثرية لنجد ما يلبي القليل من احتياجاتـنا أو يسـد الرمـق، واشـار إلى أنهـم يقومون بالحفر بالفـأس والمجـرفة ولا يسـتخدمون أي متفجرات تؤدي إلى تـدمير الآثـار كـما يفـعل البعـض.
أبو خالد مدرس سابق، لكنه في الوقت الحالي عاطل عن العمل كما أشار في حديثه مع «القدس العربي» وقال: كثير من الأمور دفعتنا للبحث في باطن الأرض لتأمين معيشتهم، فمنا من كان يعمل في صنعة تؤمن له دخلاً جيدا، ومنا من كان يعمل في الدوائر الحكومية وتم فصله كحالي، والمدافن الأثرية تحتوي على لقى ثمينة وذات قيمة مادية عالية كالذهب والفضة والتماثيل لا يستفيد منها أحد، ولهذا أعمل حاليا هنا لأستفيد منها.
وقال عيسى مصطفى، وهو موظف في دائرة الآثار التابعة للحكومة المؤقتة في القنيطرة: إن ظاهرة الحفريات السرية أو التنقيب في الأماكن الأثرية تضع التراث السوري في خطر، وخصوصاً في غياب الرقابة والمحاسبة على تهريبها إلى خارج البلاد.
وأشار إلى أن ميليشيات النظام وتنظيم «الدولة» أكثر من سبّب الضرر للآثار، فالنظام قصفها ونهبها، وتنظيم الدولة كان له أيضا دور في تدميرها، فمثلا الآثار مدينة تدمر قام بتفجير معابدها بعد سيطرته عليها.
في حين قال بشير النميري قائد اللواء الخامس مشاة في «جبهة ثوار سوريا»: هنالك محاولات من بعض الأشخاص لتخريب المعالم الأثرية؛ لهذا تم تخصيص كتيبة من جبهة ثوار سوريا تقوم على حماية المناطق الأثرية من التخريب ومنع الحفريات السرية، مضيفاً أنه لم يتم فرض عقوبات على مثل هذه الحالات مكتفياً بتعهد الشخص بعدم تكرار الحـفر السـري في الأمـاكن الأثـرية
ويذكر أن ظاهرة التنقيب ليست بجديدة على المنطقة؛ لكنها كانت مقتصرة على المسؤولين وكبار الضباط في النظام، إلا أنها توسعت بعد سيطرة المعارضة، وغياب المحاسبة الصارمة في مثل هكذا جرائم.
وتملتك القنيطرة الكثير من المواقع الأثرية القديمة منها يعود إلى عصور الآشوريين وتنتشر في بلدة الرفيد بالإضافة إلى خان الحلابات وخان ارنبة ومدفن نبع الصخر الأثري. وبينت إحدى الدراسات التي قامت بها لجان أثرية أن هنالك أكثر من 400 موقع أثري في المنطقة الجنوبية من سوريا (درعا – القنيطرة) وقد تم توثيق الكثير منها لدى دائرة الآثار.
المعارضة السورية تشكّل غرفة عمليات وتتقدم في ريف حماة
جلال بكور
أعلنت المعارضة السورية المسلحة، اليوم السبت، عن سيطرتها على قرية شيلوط بريف حماة الغربي، وسط البلاد، بعد هجوم مباغت على مواقع قوات النظام، في وقت أعلنت عدة فصائل معارضة في منطقة شمال صوران عن تشكيل غرفة عمليات موحدة.
وتزامن هجوم المعارضة في شيلوط بريف حماة الغربي، مع قصف مدفعي كثيف على مواقع قوات النظام السوري، ما أجبرها على الانسحاب من القرية، بعد تكبدها خسائر بشرية ومادية. كما قصفت المعارضة بصواريخ غراد مواقع لقوات النظام، في مدينة محرردة، وتل ملح.
ويأتي ذلك بينما تحاول قوات النظام تحقيق تقدّم على حساب المعارضة على الجبهات الجنوبية لمدينة مورك، انطلاقاً من مواقعها في شمال مدينة صوران بريف حماة الشمالي.
وبحسب مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، تعد تلك المنطقة ذات أهمية استراتيجية، كونها تربط ريف حماة الشمالي بريف إدلب الجنوبي، إضافة لأهميتها الاقتصادية، حيث تنتج الأراضي هناك معظم المحصول السوري من الفستق الحلبي.
وكانت قوات النظام قد استعادت، أخيراً، معظم ما خسرته في الريف الشمالي من حماة، بعد تراجع المعارضة، إثر اقتتال حصل بين حركة “أحرار الشام” وتنظيم “جند الأقصى”.
وفي السياق، أعلنت فصائل المعارضة في منطقة شمال صوران، اليوم السبت، عن تشكيل غرفة عمليات موحدة بـ”هدف وقف تقدّم النظام”.
وضمّت الغرفة فصائل “جيش العزة، جيش النصر، جيش الفاروق، فيلق الشام، بلاد الشام، سرايا الشام، تجمع أهل الشام، أبناء الشام، وأحرار حلفايا”، وتوعّدت قوات النظام السوري بـ”مفاجآت” في ريف حماة.
في المقابل قصفت طائرات قوات النظام مدن اللطامنة ومورك والزكاة، في ريف حماة الشمالي موقعة أضراراً مادية.
إلى ذلك أفادت مصادر محلية “العربي الجديد” بوقوع جرحى بين المدنيين، في غارة نفذها الطيران الروسي على منطقة الشنداخيات بريف حمص الشرقي، بينما قتل شخص برصاص قوات النظام في الأطراف الجنوبية لمدينة تلبيسة، بريف حمص الشمالي.
وكالة إيرانية تنشر صوراً للمليشيات المساندة للنظام في حلب
جلال بكور
نشرت وكالة أنباء فارس الإيرانية صوراً لمقاتلي المليشيات الطائفية التي تساند النظام السوري في المعارك ضد المعارضة في حلب.
وقامت الوكالة بتمويه معظم الوجوه ذات الملامح الآسيوية التي تظهر في الصور وأبقت الوجوه التي تحمل ملامح محلية.
وتظهر الصور قيام المقاتلين بعمليات قصف بالمدفعية الثقيلة، وقالت الوكالة إنها في ريف حلب الجنوبي، حيث تدور معارك مع المعارضة السورية.
وتتكتم طهران عن عدد قتلى العناصر المنضمين للمليشيات التابعة لها في سورية، لكنها تعلن بين الحين والآخر عن مقتل ضباط من الحرس الثوري الإيراني.
ويوجد في حلب، وفق تقارير دولية عدة، قرابة 25 ألف مقاتل من الجنسيات الأفغانية، والإيرانية، واللبنانية، والعراقية، وجنسيات أخرى، يقاتلون إلى جانب النظام السوري بـ”دافع طائفي”.
وتجبر طهران، وفقاً لمصادر معارضة لنظام الحكم في إيران، الضباط والعناصر في الحرس الثوري على السفر إلى سورية، ويتعرض المخالفون للسجن والتعذيب، بينما يتكتم الأهالي عن مصير أبنائهم خوفاً من الاعتقال والملاحقة.
وتقول المعارضة السورية المسلحة إنها لا تقاتل النظام السوري في حلب، إنما تقاتل إيران وروسيا وتصفهما بـ”المحتلين”.
خسائر للنظام السوري… وروسيا تُواصل قصف حلب
جلال بكور
جدّد الطيران الحربي الروسي قصفه بقنابل عنقودية مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي صباح اليوم السبت، في حين أعلنت المعارضة السورية المسلحة عن استهداف رتل للنظام في منطقة الملاح بريف حلب الشمالي، موقعة قتلى وجرحى في صفوفه.
وتسبب الطيران الروسي، أمس الجمعة، بمقتل 3 أطفال وجرح العشرات من المدنيين، بحسب الدفاع المدني في حلب.
وأفاد المسؤول الإعلامي في الدفاع المدني، إبراهيم أبو الليث، في حديث لـ”العربي الجديد”، بمقتل ثلاثة مدنيين وجرح عشرة آخرين بقصف من الطيران الحربي الروسي بصواريخ على الأحياء السكنية، في بلدة دارة عزة (شمالي حلب الغربي).
وأشار أبو الليث إلى جرح عشرة مدنيين بقصف جوي طال بلدتي أورم الكبرى وكفرناها في ريف حلب الغربي، فيما أعلن مركز حلب الإعلامي أنّ هناك قتلى وجرحى وعالقون تحت الأنقاض جراء استهداف الطيران الحربي لبلدة أبين في الريف ذاته بالصواريخ المظليّة.
ونوّه أبو الليث إلى أنّ “سرباً من الطائرات الروسية يحرق ريف حلب الغربي بهدف الانتقام من المدنيين نتيجة فشل قوات النظام، في اقتحام حلب الشرقية والخسائر التي تمنى بها في معارك كسر الحصار، تزامناً مع تجدد القصف المدفعي على المنطقة الشرقية صباح اليوم دون وقوع ضحايا”.
بدوره، تحدث الدفاع المدني عن تجدد قصف الطيران الروسي مساء أمس على بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي، موقعاً قتيلاً وعدداً من الجرحى. ويأتي ذلك بعد ساعات من قصف مماثل أسفر عن جرح 12 مدنياً بينهم أطفال، تزامناً مع مقتل 13 مدنياً وجرح عشرين آخرين في بلدة كفرناها في الريف ذاته.
في سياق متّصل، أعلنت المعارضة السورية المسلحة استهدافها رتلاً للنظام في منطقة الملاح بريف حلب الشمالي، ومواقع في حي جمعية الزهراء غرب مدينة حلب، ومنطقة الراموسة، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام. بينما أعلن جيش المجاهدين المنضوي في غرفة عمليات فتح حلب عن مقتل قائد سرية القناصين باشتباكات مع قوات النظام في غرب حلب.
ودارت خلال الليلة الماضية معارك متفاوتة العنف بين المعارضة والنظام في جبهة مستودعات بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي بالتزامن مع قصف جوي على مواقع للمعارضة في ضاحية الأسد ومشروع 1070 شقة.
من جهة أخرى، قال ناشطون إعلاميون في المنطقة إن غرفة عمليات جيش الفتح أبلغت كافة الإعلاميين بضرورة التكتم وعدم نشر أخبار معركة حلب من دون الرجوع إليها.
من جهتها، أعلنت جبهة فتح الشام مقتل العشرات من قوات النظام باستهدافهم على طريق خناصر في ريف حلب الجنوبي الشرقي.
وبلغت حصيلة القتلى الذين سقطوا جراء انفجار لغم، مساء أمس الجمعة، من مخلفات قوات النظام في بلدة قرفا بريف درعا، خمسة قتلى بينهم طفلان وكلهم من عائلة واحدة. فيما قتل عنصران من الجيش السوري الحر بانفجار لغم في بلدة بصرى الشام، وفقاً لما أعلنه تجمع أحرار حوان.
وأفاد الدفاع المدني في حماة بإصابة مدنيين بجراح جراء قصف مدفعي من قوات النظام السوري على قرية زيزون في ريف المحافظة الغربي، بينما تجدد القصف الجوي على بلدة الزكاة ومدينة اللطامنة.
وقالت مصادر محلية إن اشتباكات عنيفة دارت بين المعارضة السورية المسلحة وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في منطقتي سيس ومكحول بالقلمون الشرقي شمالي دمشق وسط تقدم للمعارضة هناك، تزامناً مع فشل هجوم للنظام على مواقع للمعارضة في محيط بلدة حوش نصري بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية.
وتواصلت المعارك بين “داعش” وقوات النظام في محيط اللواء 137 غرب مدينة ديرالزور سقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين.
مليشيات عراقية ولبنانية في ديرالزور
محمد حسان
تستمر قوات النظام في ديرالزور، باستقدام تعزيزات عسكرية إلى المحافظة، عبر الطيران المروحي القادم من دمشق. وأخر هذه التعزيزات هي ميليشيات عراقية ولبنانية، بهدف مساندة قوات النظام في المعارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وتقوم قوات النظام، منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر، بنقل عناصر مليشيا عراقية، أشار بعض الشهود إلى أنها تعود لزعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر، عبر الطيران المروحي من دمشق إلى مقراتها في “اللواء 137” غربي ديرالزور، كدعم جديد بعد خسارتها لمواقع هامة في الأشهر الأخيرة، من بينها جبل الثردة الواقع جنوبي المطار العسكري.
مصدر من داخل أحياء مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام، قالت لـ”المدن”، إن عدد العناصر الذين تم استقدامهم إلى الآن بلغ أكثر من 100 عنصر مع معداتهم واسلحتهم الخاصة، وقامت قوات النظام بتوزيعهم على الجبهات ضد تنظيم “الدولة” في محيط “اللواء 137” وجمعية الرواد وفندق “فرات الشام” غربي المدينة.
استقدام النظام مليشيات عراقية إلى مدينة ديرالزور، سبقه بأيام، الإعلان عن تشكيل “لواء زين العابدين بن علي” التابع لمليشيا “حزب الله” اللبنانية في حي الجورة. وتضم المليشيا الجديدة مقاتلين لبنانيين وسوريين شيعة من أهالي قريتي حطلة والجفرة في ريف ديرالزور، وبعض المقاتلين من أبناء بلدتي كفرية والفوعة في ريف محافظة إدلب. وتتخذ مليشيا “زين العابدين” ثلاثة مقرات لها في مناطق سيطرة قوات النظام، أهمها المقر الرئيس بالقرب من السجن المركزي في حي الجورة.
الناشط الإعلامي أحمد الديري، أكد لـ”المدن”، أن عدد عناصر “لواء زين العابدين” بلغ 150 عنصراً، ويملك مقاتلوه أسلحة متطورة وحديثة، كما يتمتعون باستقلالية في اتخاذ القرارات ولا توجد لديهم أي تبعية لقيادة قوات النظام، باستثناء بعض عمليات التنسيق مع فرع “الأمن العسكري”.
ويهدف النظام من خلال نقل المليشيات إلى ديرالزور لتحقيق أمور متعددة، منها ترميم بنية قواته العددية المتناقصة والتي تم استنزافها بالمعارك مع تنظيم “داعش” خاصة في الفترة الأخيرة على الجبهتين الجنوبية والغربية للمدينة. وخسرت قوات النظام العشرات من عناصرها في المعارك الأخيرة مع التنظيم، وقتل 62 عنصراً نتيجة القصف الجوي الأميركي الذي استهدف جبل الثردة في 17 أيلول/سبتمبر، أغلبهم من السجناء الذين أصدر النظام عنهم عفواً عاماً مقابل القتال إلى جانب قواته في ديرالزور.
والهدف الثاني، يكمن في رغبة قوات النظام بتأمين مناطق سيطرتها في ديرالزور ومنع تقدم تنظيم “الدولة الإسلامية” كمرحلة أولى، يليها محاولة التقدم واستعادة النقاط التي خسرتها لصالح التنظيم خلال الأشهر الماضية.
وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها “المدن”، فالنظام يعتزم أطلاق معركة من مراحل متعددة تهدف لاستعادة السيطرة على جبل الثردة ومنطقة البغيلية ومستودعات عياش غربي ديرالزور وأجزاء من حي الصناعة داخل المدينة، بدعم من المليشيات وبمساندة جوية من الطيران الروسي.
الهدف الثالث، والأهم، والذي تشير له الوقائع على الأرض، هو محاولة النظام إعادة فرض الحصار على أحياء مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، والذي اتضحت معالمه مع قيام الطيران الروسي بتدمير جسر السياسيةـ المنفذ الوحيد الواصل بين تلك الأحياء ومناطق سيطرة التنظيم في ريف ديرالزور، بغية عزلها ومنع دخول التعزيزات العسكرية إليها.
وتلا تدمير جسر السياسية محاولات مستمرة من قبل قوات النظام للتقدم في منطقة حويجة صكر في الجهة الشمالية من المدينة، والتي يوجد فيها المعبر النهري الذي أصبح متنفس التنظيم والمدنيين في أحياء مدينة ديرالزور بعد تدمير جسر السياسية. لكن محاولات قوات النظام لم تأتِ بأي نتائج تذكر، حتى اللحظة.
أهداف قوات النظام، يقابلها تحضير عسكري من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” لاقتحام المناطق المتبقية من ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام، خاصة بعدما أصبح التنظيم مهدداً في مدينة الموصل، والتقدم السريع الذي تحرزه قوات “درع الفرات” شمالي حلب، والحديث الأميركي عن قرب معركة تحرير الرقة.
محافظة ديرالزور البعيدة عن حسابات جميع الأطراف المحلية والدولية، قد تكون مسرح الأحداث في الأيام المقبلة، فالنظام يهدف للحفاظ على تواجده داخلها بانتظار انتهاء معركة الموصل للاستعانة بمليشيا “الحشد الشعبي” العراقي. فقد أكد قادة من “الحشد الشعبي” أن الهدف القادم بعد حسم معركة الموصل، هو محافظة ديرالزور والرقة، فيما يريد تنظيم “الدولة الإسلامية” جعلها عمقاً استراتيجياً له خالياً من أي تواجد لقوات النظام، تحسباً لانحساره من مدينة الموصل العراقية وريف حلب الشرقي.
الشتاء على الأبواب: ليس بالقصف وحده يموت الحلبيون
محمود عبدالرحمن
أسابيع قليلة ويحل فصل الشتاء في مدينة حلب، ببرده واحتياجاته، ما يُضيف أعباءً جديدة على سكان المدينة في ظل الحصار وفقدان المحروقات ووسائل التدفئة الأخرى التي اعتمد عليها أهل المدينة خلال سنوات الحرب الخمس، ليأتي الحصار على ما تبقى منها.
ولا يأمل أبو محمد، 42 عاماً، أن يتوافر في السوق أي مازوت أو حطب كما كان الوضع سابقاً، ليتمكن من تأمين الدفء لعائلته المكونة من زوجته وأربعة أولاد، بالإضافة إلى أنه لا يملك المال لشرائها ان توافرت. فمهنته في إصلاح المكيفات الهوائية، لم يعد لها أي قيمة في ظل انقطاع التيار الكهربائي المتواصل. يقول أبو محمد: “منذ أكثر من شهرين أقوم بجولة يومية في حارتنا ابحث في البيوت التي دمرها الطيران عن بقايا الأبواب والخزائن الخشبية المكسرة، لأجمعها واضعها في قبو بيتي، لاستخدمها في الشتاء”. ويساعد أبو محمد، في بحثه، أن معظم سقوف بيوت حارته في حلب القديمة، من الخشب، ما يزيد كمية الخشب المتوافرة بعد كل غارة.
ويقيم في أحياء حلب الشرقية المُحاصرة من قبل قوات النظام، ما يزيد عن 300 ألف مدني، أكثر من نصفهم من النساء، وبينهم أكثر من 20 ألف طفل تحت عمر السنتين.
الشاب حسن أبو حمو، وجد وسيلة أخرى للتدفئة، فمن حسن حظه أنه يسكن مقابل حديقة في حي الصاخور تعرضت لكثير من القصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ، ما خلّف الكثير من الأشجار المكسرة. حسن يقوم باستغلال ما تبقى من بنزين لديه، بعدما توقف عن العمل كسائق سيارة أجرة، لتشغيل منشار البنزين وقص بقايا الأشجار إلى قطع صغيرة يدخرها للشتاء.
الكمية لا تكفي لتأمين الدفء طيلة فصل الشتاء، لذلك يضع حسن أبو حمو خطة للتقنين في الحطب: “سأضع المدفأة في الغرفة التي نعيش فيها في قبو المنزل فتكون وسيلة للطبخ والتدفئة معاً”. وعلى ما يعتقد حسن، فلن يستطيع تشغيل المدفأة أكثر من 6 ساعات يومياً، و”باقي الوقت سوف اضطر وأطفالي للاعتماد على لباسنا الشتوي السميك والبطانيات”.
أما المؤن الشتوية، التي اشتهر بها البيت الحلبي من الأطعمة المختلفة، فيبدو ألا مكان لها في حياة الحلبيين هذا الشتاء. بحسب حسن أبو حمو: “اعتدنا أن نملأ المطبخ قبل حلول الشتاء بانواع عديدة من المؤن كالزيت والزيتون والمربيات إضافة الى الأرز والبرغل ومختلف البقوليات، لكننا لا نجد ما يكفينا لنأكل بسهولة”. فالخضار والفواكه مفقودة منذ بداية الحصار، واعتماد كل سكان حلب بات على الأرز والبرغل المتبقي لديهم، أو الذي تقدمه المنظمات. والأولوية الآن بالنسبة لحسن وأهالي الشرقية المحاصرة، “أن نجد ما نأكله لا أن نُخزّن المؤن للشتاء”.
ومن المصاعب الجديدة التي سيضيفها الشتاء إلى حياة الحلبيين، في ظل انعدام التدفئة، هو المزيد من الأمراض للأطفال، والمزيد من الضغط على الأطباء والمشافي التي أصبحت هدفاً للقصف شبه اليومي، هذا فضلاً عن الأدوية التي بدأت تتناقص. حسن كان قد أمضى يوماً كاملاً، وهو يبحث عن “رذاذ” لابن اخيه المصاب بالربو.
مدير “مشفى القدس” الطبيب حمزة الخطيب، قال لـ”المدن”، إن الكادر الطبي يستطيع التعامل مع البرد، من خلال الألبسة الشتوية في ظل انعدام وسائل التدفئة في المشفى. إلا أن التأثير الأكبر سيكون على المرضى، فمن “المستحيل أن نتمكن من تشغيل التدفئة المركزية في المشفى ونحن نحاول التقنين قدر الإمكان في استخدام مخزون الوقود الذي سينفذ خلال شهرين”. والبحث عن حلول بديلة جارٍ، إلا أن معظمها لا يبدو ممكناً، فالتدفئة بالكهرباء تعني المزيد من استخدام الوقود، واشعال نار للتدفئة على الحطب في المشفى سيزيد أوضاع المرضى سوءاً. والوسيلة الوحيدة المتاحة والممكنة حاليا هي البطانيات، ما سيؤثر على المرضى بشكل كبير، فالذين يخضعون لعمليات جراحية يكونون بحاجة ماسة للدفء كي لا تتضاعف صدمتهم، بالإضافة إلى الأطفال في الحاضنات، ومرضى العناية المشددة.
ويضيف الخطيب: “نتوقع أن يؤدي الشتاء هذا العام في حلب إلى ارتفاع نسبة الأمراض الصدرية بنسبة 200 في المئة، ما يعني مزيداً من الضغط على الكادر الطبي إضافة الى الضغوط الكبيرة نتيجة القصف المستمر على الجزء الشرقي من المدينة”. ذلك، بالإضافة إلى عدم كفاية المخزون من الادوية لهذه الامراض، لكل سكان حلب طيلة الشتاء. فالمنظمات الإغاثية والإنسانية قليلاً ما ترسل هذا النوع من الادوية، لأنها تركز على الادوية الاسعافية، ما سيعني بحسب الخطيب، “أننا سنضطر إلى العودة للعلاج بالأعشاب، التي آمل أن يتوافر مخزون كاف منها”.
كغيرهم من العاملين في حلب، سيزيد الشتاء من صعوبة مهام “الدفاع المدني” في ظل القصف المستمر للمدينة، ووجود بشر عالقين تحت الأنقاض، بحسب رئيس مركز “الدفاع المدني” في باب النيرب بحلب بيبرس مشعل، الذي قال لـ”المدن”: “في شتاء حلب القاسي لا أحد يطيق الحركة العادية فكيف إذا كان عملاً يدوياً يتطلب جهداً كبيراً من رفع للأنقاض وسحب العالقين تحتها؟ يؤثر الشتاء بشكل كبير على أجسادنا وقدرتنا على الحركة كون عملنا هو في مناطق كوارث ولا يمكن اتخاذ أي احتياطات لاتقاء البرد”.
والمشكلة الأكبر لـ”الدفاع المدني” و”ذوي الخوذات البيضاء”، تكمن في الآليات ونوعية الوقود إضافة الى كمياته التي لن تكفي لأكثر من شهرين بحسب مشعل. فنوعية المازوت الرديئة التي تصلهم تجعل من الصعب جداً تشغيل الآليات في الشتاء، “فلم يعد مانع التجمد يُجدي نفعاً، ونقوم عادة بإشعال النار تحت خزان الوقود حتى نتمكن من تشغيلها، وأحياناً خذلتنا الاليات في أوقات حرجة اضطررنا فيها للعمل على رفع الأنقاض يدوياً”.
وعن مهام “الدفاع المدني” في الشتاء، يقول مشعل: “تكون لدينا مهمة جديدة إضافة الى مهامنا في رفع الأنقاض واخماد الحرائق، وهي سحب السيارات بعد حوادث السير التي تزداد في الشتاء نتيجة كثرة الانزلاقات في الشوارع سيئة التعبيد”. هذا بالإضافة الى وقوع بعض السيارات في الحفر التي خلّفها القصف، والتي تمتلىء بالماء شتاءً ما يجعلها غير مرئية للعديد من الناس.
تدخل حلب شهرها الرابع من الحصار فعلياً، ولم تدخل أي مساعدات الى المدينة خلال هذه الفترة، رغم تمكن بعض الفصائل من فك الحصار جزئياً عن حلب. رئيس “المجلس المحلي لمدينة حلب” بريتا حاج حسن، قال لـ”المدن”، إنه خلال الشهور الماضية من الحصار، تم استهلاك معظم الكميات المخزنة من المواد الاغاثية، خصوصاً وأن الحصص لم تعد توزع بحسب ترتيب الحاجة، بل على جميع السكان، بسبب الحصار. وحتى إن توافر لدى الناس المال، فلن يجدوا ما يشترونه في الأسواق. المواد غذائية مكدسة في مستودعات الريف، وننتظر أن يتم فتح طريق لإدخالها، إلا أن ذلك يبدو غير ممكن، و”لم نعد نثق بالوعود التي تقدم لنا خاصة بعدما تلفت شحنة كاملة من المساعدات في معبر باب الهوى، بسبب التأخير في إدخالها لأكثر من شهرين، وبقائها في الشاحنات تحت العوامل الجوية المختلفة”. وكانت الشحنة تضم 40 شاحنة محملة بالمواد الغذائية وحليب الأطفال، وهي تابعة للأمم المتحدة.
ولن يستطيع المجلس تقديم المساعدات لسكان حلب من المحروقات ومواد التدفئة هذا الشتاء، يقول حاج حسن: “أعددنا خطة متكاملة لتأمين احتياطي من المحروقات لمدينة حلب لسنة قادمة بقيمة 3.5 مليون دولار، وقدمناها لعدد من الجهات من بينها الأمم المتحدة”. ولكن الخطة رُفضت بحجة ان المحروقات سيتم شراؤها من تنظيم “داعش” الذي يسيطر على معظم حقول النفط في سوريا، ما يعتبر دعماً لـ”الإرهاب”.
وأشار حاج حسن إلى أن “مجلس المدينة” يقوم بزراعة أكثر من عشرين هكتاراً كمحاولة لتغطية جزء من احتياجات السكان من الخضروات، إلا أنها “لن تكفي كل السكان إذا استمر الحصار طويلاً. فسيكون الوضع كارثيا إذا استمر الحصار، فالمخزون الموجود في حلب لن يكفي لأكثر من شهرين”.
تركيا والشمال السوري: من يضع القواعد؟
ترجمة وتحرير فتحي التريكي – الخليج الجديد
في الوقت الذي قامت فيه روسيا بإرسال 3 غواصات لتعزيز وجودها العسكري في شرق البحر الأبيض المتوسط، قبالة السواحل السورية، لا يزال «بشار الأسد» يشن هجماته في جنوب دمشق وشمال حماة، وشرق حلب. يأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال الخبراء العسكريون الأمريكيون يناقشون ما إذا كان جنود القوات الخاصة الـ300 الذين تم إرسالهم سوف يكونون كافين لمحاربة الدولة الإسلامية في الرقة. الشكوى الرئيسية للخبراء هي أنه في حين أن هناك ما يكفي من الجماعات المسلحة المتحالفة على الأرض للقتال، فإن هذه الجماعات سرعان ما تنقلب ضد بعضها البعض قبل الهجوم على الدولة الإسلامية.
ولكن لا أحد يسأل السؤال المنطقي: لماذا يفعلون ذلك؟ هناك قوى متحالفة مع حزب العمال الكردستاني، وهناك قوى أخرى تدعمها تركيا مثل الجيش السوري الحر وبعض الفصائل الأصغر حجما. الجواب البسيط هو أن محاربة الدولة الإسلامية يمثل بالنسبة للجميع هدفا ثانويا ضمن منظومة السعي لتحقيق أهداف متباينة. إذا كان القتال ضد الجماعة الإرهابية يخدم أجندتهم فإنهم سوف يفعلون ذلك. إذا لم يحدث ذلك فإنهم سوف يقاتلون بعضهم البعض طالما لا يزالون يملكون أهدافا متعارضة.
يظهر هذا بشكل أوضح في حالة حزب الاتحاد الديمقراطي والمجموعات المدعومة من تركيا. الطريق الوحيد لتحرير شمال سوريا من الدولة الإسلامية هو التوصل إلى توافق سياسي حول حدود تركيا والأكراد، والتحكيم إلى حد ما بين الجانبين عند الحاجة. في حل لم يحدث ذلك، سوف تستمر المعركة بلا هوادة حتى إذا تمت هزيمة الدولة الإسلامية.
ومع ذلك فإن الحد من دور كل من المجموعات المتحاربة لن يكون كافيا لحل هذه القضية. في نهاية المطاف نحن نتحدث عن الأراضي السورية. ينبغي أن يكون لجميع السوريين رأي في تقرير مستقبل أي جزء من بلادهم. وهذا يتطلب رفع مقترح خطة الوضع النهائي من مجرد تقسيم الشمال، إلى مجالات للعمل تشمل كامل البلاد وطريقة حكمها.
نحن نعي أن الدولة الإسلامية تخطط حاليا لمجموعة من الهجمات ضد أهداف غربية في الوقت الذي تعيش فيه الرقة أيامها الأخيرة كعاصمة للأراضي التي تسيطر عليها. هذا يعني أنه لا يوجد لدينا وقت للتوصل إلى الصفقة المشار إليها أعلاه. وفي حين أن هذا الوضع المتردي هو نتاج استراتيجية «الدولة الإسلامية أولا» التي تبنتها إدارة «أوباما»، فإن النقاش حول زيادة القوات الأمريكية ينبغي أن يكون متوقعا.
ومع ذلك، فإن جهود الولايات المتحدة ينبغي أن تسير بنفس الجدية. أي يوم إضافي تظل فيه الرقة أو أي مركز حضري آخر تحت سيطرة الدولة الإسلامية هو أمر خطير في الوقت الذي تعي في الجماعة أنها تقف على حافة الهزيمة العسكرية. هناك حاجة ملحة للتوصل إلى تفاهم مع أنقرة قبل معركة الرقة.
من أجل توضيح أين يدفع الزخم الحالي جميع اللاعبين، ينبغي أن نستمع إلى ما قال الجنرال «ستيفان تاونسند» الشهر الماضي. «تركيا لا تريد أن ترانا نعمل مع قوات سوريا الديمقراطية في أي مكان، ولاسيما في الرقة. ونحن نعتقد أن هناك ضرورة ملحة لعزل الأماكن حول الرقة حيث تشير معلومات استخباراتية أنه يجري التخطيط لهجوم خارجي كبير هناك. أعتقد أننا بحاجة للذهاب في وقت قريب جدا. وأعتقد أننا سوف نتحرك مع أي قوة سوف تكون جاهزة للتحرك في الزمان المحدد».
يبدو أن الجنرال يقول بوضوح إن الولايات المتحدة ستواصل التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية بصرف النظر عن اعتراضات تركيا.
بعد تصريح «تاونسند»، قام الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بالاتصال بالرئيس «أوباما»، ووعده بإرسال قوات تركية إلى الرقة. ولكن إلى أي مدى سيلتزم الجيش التركي بالعمل ضمن حدود مهمة استعادة الرقة. هذا الموضوع قيد النظر في كل من واشنطن وأنقرة في الوقت الراهن.
أثار المتحدث باسم البيت الأبيض «جوش أرنست» هذه القضية خلال مؤتمر صحفي له يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول. «نحن ندرك مدى تعقيد هذه المساحة. من المهم أن يتم تنسيق العمليات العسكرية التركية بشكل جيد لمنع حدوث تصعيد غير مقصود بين القوى المتنافسة في هذه المنطقة من العالم».
تتعرض تركيا لضغوط إضافية في شمال سوريا. وكان «أردوغان» مضطرا لإيقاف غاراته الجوية في المنطقة بعد نلقيه تحذيرا أن الدفاعات الجوية السورية سوف تقوم بإطلاق النار على أي طائرة تركية في المجال الجوي السوري. وقال المسؤولون الأتراك إن الطائرات العسكرية أوقفت عملياتها في شمال سوريا يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول بعد تحذيرات دمشق. ويبدو أن تحذيرات «الأسد» قد سهلت مهمة واشنطن في إقناع «أردوغان» بوقف قصفه ضد الفصائل الكردية.
في حين أن قوات سوريا الديمقراطية (ذات الأغلبية الكردية) سوف تحصل دائما على مساعدة من القوات الجوية لقوات التحالف، فإن عملية درع الفرات لن تتمتع بنفس الميزة التي كانت توفرها الطائرات التركية قبل 22 أكتوبر/تشرين الأول. وهذا سيكون له تداعيات على معركة منبج المتوقعة قريبا بين قوات درع الفرات وقوات سوريا الديمقراطية وكذا معركة الباب بين درع الفرات والدولة الإسلامية. يمكن لهذا أيضا أن يتسبب في تقليص دور قوات درع الفرات في معركة الرقة ويسمح للأمريكيين بالعمل بشكل مريح مع الأكراد، بغض النظر عن احتجاج تركيا.
لكننا تعلمنا أن «أردوغان» لن يعدم أبدا خطة مضادة. يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول، عبرت القوات البرية التركية الحدود إلى سوريا لمحاربة الدولة الإسلامية. تركيا لن تسمح أبدا للأكراد بوصل قواتهم بين كوباني وعفرين. تم تأجيل معركة الباب بالفعل، في حين أن معركة منبج صارت غير مؤكدة.
عزم «الأسد» والولايات المتحدة وحزب العمال الكردستاني تقييد الدور التركي في شمال سوريا سيزيد من تعقيد الوضع في مرحلة ما بعد الدولة الإسلامية. إذا قمنا بحذف الدولة الإسلامية من المعادلة الحالية، فإن الديناميات القائمة لن تتغير بأي حال من الأحوال بخلاف قيام الولايات المتحدة بسحب قواتها. سوف تبقى قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري الحر وقوات درع الفرات و«الأسد» وتركيا والروس أيضا. سوف يستمر الصراع بالتأكيد. وهذه الصراعات غالبا ما تكون بيئة خصبة لنشاط جماعات مثل الدولة الإسلامية.
معركة حلب تسهم هي الأخرى في مزيد من تعقيد الأوضاع. لا أحد يعتقد أنه إذا سقطت حلب في يد «الأسد» والميليشيات الشيعية، وهو أمر لا يزال بعيدا، فإن الصراع في شمال سوريا سوف يسكن. يأمل «الأسد» في السيطرة على حلب في حين أن الجزء الغربي الواقع تحت سيطرته يتعرض للهجوم. ومع ذلك، علينا أن نضع نصب أعيننا دائما ما الذي يهدف إليه «الأسد».
إلى الآن، يدور الصراع في سوريا عبر وكلاء. ولكن إضعاف هؤلاء الوكلاء سوف يدخل الصراع إلى مرحلة أكثر خطورة. لا تركيا ولا العرب لديهم الاستعداد لترك شمال سوريا في قبضة حزب العمال الكردستاني وإيران.
المصدر | سمير التقي وعصام عزيز – ميدل إيست بريفينج
حلب الشرقية تستعد لهجوم شامل تقوده روسيا
أوردت صحف بريطانية أن سكان حلب يستعدون لهجوم جوي روسي شامل عقب انتهاء فترة إنذار موسكو لهم وللمسلحين هناك للاستسلام، وحشد القوات الروسية سفنها وغواصاتها على الساحل السوري استعدادا لهذا الهجوم، بعد أن هددت بتسوية ما تبقى من حلب الشرقية بالأرض.
ويتوقع سكان حلب الشرقية -حيث يوجد نحو 275 ألف مدني، وثمانية آلاف مسلح محاصرين بقوات الحكومة السورية ويعانون من شح الطعام والأدوية- أن تستأنف روسيا والنظام السوري قصفهما في أي لحظة.
“المقاتلات الروسية ستحول حلب الشرقية إلى جحيم مرة أخرى، وستقول إنها عرضت علينا المغادرة، ولأننا لم نغادر، فجميعنا إرهابيون ونستحق الموت”، هذا ما قاله مدرس اللغة الإنجليزية عبد الكافي الحمدو لصحيفة التلغراف.
حشد روسي ضخم
وكانت حاملة الطائرات الروسية الوحيدة الأدميرال كوزنتسوف وصلت قرب الساحل السوري الأسبوع المنصرم، ويُتوقع أن تشارك طائراتها في قصف حلب الشرقية.
وأوردت غارديان البريطانية أن الفرقاطة الروسية الأدميرال غريغوروفيتش وثلاث غواصات وجميعها مسلحة بصواريخ كروز “كاليبر المجنحة” المخيفة، عبرت مضيق البوسفور متوجهة إلى شرق المتوسط في تطور ينذر بالشؤم لسكان حلب.
وأكدت صحيفة التلغراف أنها شاهدت قافلة تضم عشرات الجنود الروس ينقلون أسلحة ثقيلة إلى حلب الغربية عبر بلدة الراموسة (جنوب المدينة).
قيادة روسية
ونقلت الصحيفة عن ضابط سوري قوله إن الروس سيقودون الهجوم على حلب الشرقية وسيشكلون أكثر من 80% من القوات المهاجمة، وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد الجنود الروس في سوريا يبلغ أكثر من خمسة آلاف.
ويؤكد المراقبون أن الجيش السوري يعتمد بكثافة على القوة الجوية الروسية وآلاف المقاتلين من إيران والعراق وأفغانستان وحزب الله الشيعي اللبناني.
”
غارديان:
الفرقاطة الروسية الأدميرال غريغوروفيتش وثلاث غواصات، وجميعها مسلحة بصواريخ كروز “كاليبر المجنحة” المخيفة، عبرت مضيق البوسفور متوجهة إلى شرق المتوسط في تطور ينذر بالشؤم لسكان حلب
”
وفي هذه الأثناء، يستمر مقاتلو المعارضة السورية في المناطق الريفية حول حلب في محاولاتهم لكسر الحصار وفتح خط لإمداد حلب الشرقية المحاصرة منذ الصيف الماضي.
بالونات هيدروجينية
وسيلجأ مقاتلو المعارضة إلى استخدام بالونات الأطفال المملوءة بالهيدروجين والمحتوية على متفجرات صغيرة كبديل لعدم امتلاكهم أسلحة مضادة للطائرات، وبدأت المعارضة بالفعل إطلاق مجموعات من هذه البالونات في سماء حلب الشرقية على أمل أن تمتصها المقاتلات المهاجمة إلى داخل ماكيناتها لتتسبب في تفجيرها.
وتعتقد واشنطن ولندن بشكل متزايد أن تبدأ موسكو هجومها الشامل السبت أو الأحد أو بداية الأسبوع مستفيدة من فرصة الانتخابات الأميركية الثلاثاء الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وغياب أي إرادة للوقوف عسكريا ضد الهجوم الروسي.
وناشد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون موسكو وقف حملتها على حلب الشرقية، واصفا حال المدينة بأنه مرعب إلى أقصى حد، مشيرا إلى أن هذه الحملة لا علاقة لها بمكافحة “الإرهاب”، بل بحماية “نظام الأسد مصاص الدماء”.
كسر الحصار
ونقلت صحيفة غارديان عن بعض مواطني حلب الشرقية أن السكان مهتمون الآن بكسر الحصار وتوفير المعونات أكثر من اهتمامهم بالقصف المتوقع “لأن القصف لن يفعل بهذا الجزء من المدينة أكثر مما فُعل بها من قبل”؛ فجميع المباني مدمرة تقريبا، وكل الشوارع والطرقات مغلقة بحطام المباني المهدمة ولم يعد الناس يهتمون بدمار المباني.
وظلت المعارضة السورية المسلحة تقصف حلب الغربية أكثر من أسبوع، وتسبب قصفها في مقتل عشرات المدنيين، الأمر الذي دفع الأمم إلى تحذيرها من أن نيرانها التي لا تميّز بين عسكريين ومدنيين ربما تُعدّ جرائم حرب.
وكانت المقاتلات السورية والروسية توقفت عن قصف حلب الشرقية في الأسبوعين الماضيين، وفتحت أمس الجمعة عددا من الممرات الإنسانية لعشر ساعات للسماح بخروج المدنيين والمسلحين منها، وأعدت حافلات خضراء اللون انتظرت عند نهاية هذه الممرات لنقل المغادرين، لكن لا أحد من سكان حلب استجاب لدعوة الخروج.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
تل كردي.. خسارة كبيرة للمعارضة شرق دمشق
سلافة جبور-دمشق
بعد أكثر من خمسين يوما على المعارك الطاحنة والقصف غير المسبوق على جبهة تل كردي شرق العاصمة دمشق، اضطر مقاتلو المعارضة للانسحاب من البلدة، لتدخلها قوات النظام معلنة سيطرتها الكاملة عليها.
ولعلّ الخبر لم يكن مفاجئا لكثيرين، فمئات الغارات الجوية وآلاف الصواريخ والقذائف لم تترك باب الخيارات مفتوحا أمام فصائل المعارضة، إلا أن خسارة هذه المنطقة الإستراتيجية وتقدم قوات النظام باتجاه بلدات أخرى كان له وقع شديد في نفوس أهالي الغوطة.
ونشر جيش الإسلام مساء الاثنين الماضي بيانا على مواقع التواصل الاجتماعي أعلن من خلاله الانسحاب من بلدة تل كردي، وذلك “بعد معارك طاحنة استمرت لأكثر من خمسين يوما، استخدمت مليشيات الأسد فيها سياسة الأرض المحروقة مما اضطر المجاهدين للتراجع عن المنطقة”.
وتبعد بلدة تل كردي حوالي 15 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من مدينة دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية الخارجة عن سيطرة قوات النظام، وتتميز بوجود عشرات المعامل والمنشآت الصناعية والمستودعات، إضافة إلى مساحات من الأراضي الزراعية.
حرب استنزاف
وفي حديث للجزيرة نت، شبّه الناشط الإعلامي يوسف البستاني المعارك التي دارت في بلدة تل كردي بحرب الاستنزاف لمقاتلي جيش الإسلام وقوّات النظام في آن واحد، ونبّه إلى أن “القصف الهستيري أجبر مقاتلي المعارضة على الانسحاب، حيث لا تحتوي المنطقة المليئة بالمعامل على مبانٍ يمكن التمترس فيها، وإنما مجرد أبنية مسطحة لا تقاوم القصف الثقيل من الطائرات ومختلف أنواع الصواريخ”.
وأكّد البستاني -وهو الناطق باسم المكتب الإعلامي لدمشق وريفها- استخدام قوات النظام مئات القذائف الصاروخية والمدفعية وصواريخ أرض أرض، إضافة إلى عشرات غارات الطيران نهارا وليلا خلال معارك تل كردي، و”هو ما يعتبر تصعيدا عسكريا كبيرا في منطقة صغيرة كهذه”، على حد تعبيره.
وأتاحت سيطرة قوات النظام على تل كردي -بحسب الناشط الإعلامي- التقدم والتمهيد للسيطرة على بلدة الريحان المجاورة تماما لمدينة دوما، وهو ما يزيد من قلق أهالي الغوطة وتخوفاتهم بشأن اقتحام دوما وشن حملات عسكرية ضدها.
ورأى البستاني أن “الوضع الميداني بحالة ترقب واستنفار مع تخوف من الهجمات القادمة والوجهة الجديدة لقوات النظام التي قد تكون بلدة الريحان أو منطقة الشيفونية، كما أن جبهات الغوطة تعاني من حالة التشتت التي يتسبب بها الانقسام العسكري وعدم وجود غرفة تنسيق عسكرية تجمع فصائل الغوطة، بهدف كسر شوكة النظام الذي يحاول التقدم أكثر باتجاه مدن الغوطة والسيطرة على المزيد من الأراضي الزراعية”.
مظاهرات حاشدة
ولم يخف سكان مدن الغوطة وبلداتها خلال الأيام الفائتة تخوفهم من التقدم التدريجي لقوات النظام على محاور وجبهات عدة أهمها الشرقية والشمالية، فخرجوا بمظاهرات حاشدة -كان آخرها اليوم الجمعة- تحت شعار “أنقذوا الغوطة الشرقية”، طالبوا فيها بإنشاء غرفة عمليات مشتركة وإشعال كافة الجبهات، وهي استمرار لمظاهرات تشهدها الغوطة منذ أسابيع.
وأشار البستاني إلى أن انسحاب مقاتلي المعارضة من أي منطقة يضعف خطوط الدفاع عن بلدات الغوطة الشرقية الخارجة عن سيطرة النظام، وأضاف أن “المناطق المحاصرة والتي أرهقها الحصار منذ أربعة أعوام لا سبيل أمامها سوى الدفاع والقتال المستمر، وإلا فالانهيار مصيرها المحتوم”.
من جهتها، لم تخف وسائل إعلام النظام “فرحتها” بالسيطرة على بلدة تل كردي، وأعلنت “بدء أعمال صيانة الطريق المؤدي للبلدة وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة بعد دخول قوات النظام السوري إليها، إضافة لزيارة محافظ ريف دمشق المنطقة استعدادا لعودة الصناعيين واستعادة معاملهم التي دمرها الإرهابيون”، وذلك بحسب ما ورد في صحيفة الوطن المقربة من دوائر الحكومة السورية.
كما أصدر محافظ ريف دمشق قرارا نشرته بعض وسائل الإعلام السورية، يقضي بتشكيل لجنة للإشراف على تسليم المنشآت الصناعية والحرفية والمستودعات لأصحابها في منطقة تل كردي.
لكن يبدو أن محافظة ريف دمشق تناست أن أصحاب تلك المنشآت لن يجدوا على الأغلب ما يمكن أن يستعيدوه في المنطقة التي أكد البستاني “دمار معظمها بسبب القصف الهستيري، وسرقة ما تبقى فيها بعد دخول قوات النظام إليها”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
الطيران الروسي يستخدم صواريخ مظلية مدمرة في حلب
دبي – قناة العربية
صعد الطيران الحربي الروسي غاراته على ريف حلب الغربي، وأسفرت هذه الغارات عن سقوط قتلى وجرحى ودمار هائل في المنطقة.
ووفقاً لناشطين فإن المقاتلات الروسية استهدفت مدينة دارة عزة وبلدات أورم الكبرى وإبين والأتارب والفوج ستة وأربعين بغارات عدة استخدمت فيها الصواريخ المظلية أسفرت عن انفجارات كبيرة وسقوط ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى.
يشار إلى أن الصواريخ المظلية من أقوى أنواع الصواريخ وهي تسقط بشكل عمودي زنة الصاروخ الواحد نصف طن من المتفجرات على الأقل. كما يمتلك قوة تدميرية كبيرة تمكنه من تدمير أبنية عدة في الوقت نفسه.
وكانت “رويترز” قد كشفت في تقرير عن استخدام روسيا ميليشيات وعناصر مرتزقة، تقاتل إلى جانب قوات نظام الأسد في سوريا، وذلك كما تفعل إيران.
واعتمدت “رويترز” في تقريرها على مقابلات مع مسؤولين وذوي عدد من القتلى الروس، الذين يقاتلون في سوريا.
وكشف تقرير أيضاً أن التدخل الروسي العسكري الذي بدأ قبل أكثر من عام، اعتمد أساساً على سلاح الجو، وعدد محدود من القوات الخاصة – وفق الرواية الرسمية – لكن التقارير تشير إلى وجود عسكري روسي بري متستر يعمل كمرتزقة تنفي موسكو وجودهم.
وأشارت مقابلات أجريت مع أكثر من 12 شخصاً على دراية مباشرة بنشر المرتزقة سراً إلى أن المقاتلين الروس يلعبون دورا أهم بكثير في القتال على الأرض من الدور الذي يقول الكرملين إن الجيش النظامي الروسي يقوم به في سوريا.
ووصفت المصادر المقاتلين الروس بأنهم متعاقدون أو مرتزقة، عينتهم شركة خاصة تتعاون مع وزارة الدفاع الروسية.
مقتل 15 مدنيا بتجدد الغارات على حلب وأريافها
قصف جوي يستهدف حلب وريفها الغربي واشتباكات جنوبا
استأنفت الطائرات السورية والروسية قصفها لمدينة حلب وأريافها بعد انتهاء الهدنة التي أعلنتها موسكو أمس لـ 10 ساعات في المدينة، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طيران النظام قصف مناطق في بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي.
وقال المرصد إن اشتباكات وصفها بالعنيفة تدور بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في محيط منطقة خان طومان بريف حلب الجنوبي، إثر هجوم لقوات الأسد على المنطقة، مضيفاً أن فصائل المعارضة استهدفت رتلاً لقوات النظام في منطقة الملاح بريف حلب الشمالي، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من عناصرها كما استهدفت الفصائل تمركزات لقوات النظام في حي جمعية الزهراء غرب حلب، بينما استهدفت قوات النظام مناطق في جبل المدورة بريف حلب الجنوبي.
وقد سقط 15 قتيلاً معظمهم من الأطفال قبيل انتهاء الهدنة جراء غارات روسية وأخرى للنظام السوري على بلدات في الريف الغربي.
وأفاد ناشطون بأن 13 مدنياً معظمهم أطفال قتلوا وأصيب العشرات في غارات روسية على بلدة كفر ناها.
كما قتل مدنيان اثنان في بلدة الأتارب غرب حلب إثر غارات للنظام.
ويسود الترقب المدينة بعد انتهاء هدنة الـ10 ساعات التي أعلنتها موسكو من جانب واحد.
وباشرت فرق الدفاع المدني في الأحياء الشرقية من المدينة التحضير اللوجيستي والتأهب لعودة الغارات الروسية وللنظام على المدينة.
وفي الأثناء دخلت الفرقاطة “الأميرال غريغوروفيتش” المزودة بصواريخ من نوع “كاليبر” مياه البحر المتوسط لتعزيز مجموعة السفن الحربية الروسية قرب سواحل سوريا.
والفرقاطة “الأميرال غريغوروفيتش”، قادرة على حمل 8 صواريخ مجنحة من نوع “كاليبر” على متنها، وكذلك 36 صاروخا موجها مضادا للجو من منظومة “شتيل-1.
الجيش التركي يقول إنه قصف 71 هدفا للدولة الإسلامية بشمال سوريا
أنقرة (رويترز) – قال الجيش التركي يوم السبت إنه قصف 71 هدفا لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في تكثيف للضربات الموجهة للتنظيم المتشدد الذي أعلن المسؤولية عن تفجير وقع في جنوب شرق تركيا يوم الجمعة.
وأضاف الجيش في بيان أن خمسة من مقاتلي الدولة الإسلامية قُتلوا في الضربات. وتابع أن قوات التحالف وجهت خمس ضربات جوية وقتلت ثمانية آخرين من مقاتلي الدولة الإسلامية.
وتدعم تركيا مجموعة من السوريين العرب والتركمان في شمال سوريا في عمليتها التي تطلق عليها اسم (درع الفرات).
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن هجوم بسيارة ملغومة في مدينة ديار بكر بجنوب شرق تركيا يوم الجمعة أسفر عن سقوط تسعة قتلى وإصابة أكثر من مئة.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)