أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 07 أيلول 2013

قمة الـ 20: الأكثرية تؤيد «رداً قوياً»

موسكو – رائد جبر

لندن، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما في لقاءاته في قمة «مجموعة العشرين»، أنه «واثق» من مسؤولية نظام الرئيس بشار الأسد عن «مجزرة الكيماوي» قرب دمشق. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة»، إنه ابلغ قادة الدول الذين التقاهم أن أميركا قادرة بمفردها على القيام بالعملية العسكرية، وأن كل ما يطلبه منهم رفع الصوت واتهام النظام السوري و «توفير الغطاء السياسي للعملية العسكرية».

ودعت 11 دولة في القمة في بيان نشره البيت الأبيض إلى «رد دولي قوي» على «الهجوم الكيماوي»، مؤكدة أن مؤشرات تدل «بوضوح» على مسؤولية نظام الأسد. وجاء في البيان، الذي وقّعته بناء على دعوة من أميركا كلٌّ من استراليا وكندا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وتركيا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وإسبانيا: «ندين بأشد العبارات الهجوم الرهيب بالأسلحة الكيماوية في ضواحي دمشق الذي أسفر عن مقتل عدد كبير من الرجال والنساء والأطفال. والأدلة تؤكد بوضوح مسؤولية النظام السوري عن هذا الهجوم. وندعو إلى رد دولي قوي على هذا الانتهاك الخطير للقواعد والقيم المطبقة في العالم بهدف توجيه رسالة واضحة لعدم تكرار هذا النوع من الفظائع. إن من ارتكبوا هذه الجرائم يجب أن يتحملوا المسؤولية». وتابع البيان أن «الموقعين طالبوا منذ وقت طويل بقرار قوي يصدره مجلس الأمن الدولي، لكن الأخير معطل منذ عامين ونصف العام»، و «العالم لا يمكنه أن ينتظر نتيجة عملية لا نهاية لها آيلة إلى الفشل».

ولم يتضمن البيان أي إشارة علنية إلى تدخل عسكري في سورية، لكنه عكس مجدداً انقسام المجتمع الدولي حيال الملف السوري. وكانت قمة «الفرصة الأخيرة» فشلت في تقريب المواقف بين روسيا والولايات المتحدة، وأطلقت نتائج الاجتماع العدَّ العكسي تحضيراً للضربة العسكرية. وبدا الانقسام واضحاً بين البلدان الأعضاء في «مجموعة العشرين» برغم حديث قادة غربيين عن «اتفاق الغالبية على ضرورة الرد على استخدام السلاح الكيماوي واختلاف في التعاطي مع آليات الرد المطلوب».

وانتهت اجتماعات قادة «مجموعة العشرين» من دون تحقيق تقدم نحو تقريب المواقف بين روسيا من جانب والولايات المتحدة وحلفائها من الجانب الآخر. وبذل كل فريق جهوداً مضاعفة لحشد أوسع تأييد ممكن، لكن الانقسام كان المسيطر على مواقف المجموعة.

وفي تطور مفاجئ، التقى أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي على هامش القمة، بعدما كانت التوقعات أشارت إلى ضعف فرص عقد لقاء ثنائي، وقال الزعيمان في مؤتمرين صحافيين منفصلين عقدا في ختام أعمال القمة، إن اللقاء كان «صريحاً وبناء، لكنه لم ينجح في تقريب وجهات النظر».

وأوضح بوتين أنهما اتفقا على «مواصلة الاتصالات»، وأنه حذّر نظيره من تداعيات العملية العسكرية المحتملة. وشدد الرئيس الروسي على أن استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة مخالف للقانون الدولي إلا في حال الدفاع عن النفس أو عبر قرار من مجلس الأمن.

وزاد أن معظم المشاركين في قمة «العشرين» أكدوا رفضهم العملية العسكرية ضد دمشق، معتبراً أن العمل على زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط سيأتي بنتائج عكسية. وكرر بوتين اتهام المعارضة السورية بالقيام بـ «عملية استفزازية»، معتبراً أن «ما حصل بشأن استخدام الكيماوي هو استفزاز من المسلحين، الذين يأملون باستقدام دعم خارجي».

وزاد أن الدول التي رفضت التدخل العسكري خلال أعمال القمة هي روسيا والصين والهند وإندونيسيا والأرجنتين والبرازيل وجنوب إفريقيا وإيطاليا، بينما تعاملت ألمانيا بحذر شديد. وقال بوتين إن بلاده ساعدت سورية بالسلاح وفي المجال الاقتصادي و «سنواصل تقديم العون وخصوصاً في المجال الإنساني».

في المقابل، قال أوباما إنه أبلغ نظيره الروسي عدم تفاؤله بتقريب وجهات النظر مع موسكو، لكنه دعاه إلى «نبذ الخلاف والاتفاق على آليات الحل السياسي عبر جنيف-2، لأن العمل العسكري لن ينهي الأزمة في سورية، وثمة مشكلات كبيرة، على رأسها معاناة السوريين وملايين النازحين الذين تنبغي تسوية أمورهم وإعادتهم إلى وطنهم».

وأضاف أوباما إن الأمور تزداد سوءاً، ولا بد من تحرك دولي سياسي لتسوية الأزمة، لأنه لا حل عسكرياً طويل الأمد» و «نحن نتحدث حالياً عن رد محدد على استخدام الكيماوي». واعتبر أنه «سيكون من الصعب على بوتين أن يحافظ على موقفه الحالي بعد صدور تقرير الخبراء الدوليين». وأعرب أوباما عن ثقته بأن الكونغرس سوف يتخذ قراراً «صائباً» لدعم موقفه، وأعلن أنه سيوجه الثلثاء كلمة إلى الشعب الأميركي.

وأقر أوباما بصعوبة الحصول على موافقة الكونغرس، وقال «كنت أعلم بان الأمر سيكون صعباً»، مقراً بتحفظات الأميركيين في بلد «في حالة حرب منذ أكثر من عشر سنوات الآن». وقال إن غالبية أعضاء «العشرين» متفقون على ضرورة الرد على استخدام السلاح الكيماوي لكنهم مختلفون حول طبيعة الرد المناسب وآلياته. وزاد أن «الجنرالات الذين يأتمرون بأوامر الرئيس السوري لا يخضعون للسيطرة ولديهم أكبر ترسانة سلاح كيماوي في العالم». وتابع أنه «لم تطرح أفكار عملية بديلة من استخدام القوة».

وأضاف أوباما أن استخدام السلاح الكيماوي يهدد أمن الدول المجاورة لسورية، بما في ذلك تركيا والأردن ولبنان والعراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن ذلك ينطوي على خطر زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط كلها، ووقوع السلاح الكيماوي في ايدي المجموعات الإرهابية. وشدد على أن العالم «لا يمكن أن يقف متفرجا أمام مشهد جثث الأطفال الذين قتلوا بطريقة وحشية»، مؤكداً تصميمه على مواجهة استخدام الكيماوي لأن «الفشل في التعامل مع النظام السوري سوف يشجع دولاً مارقة على استخدام أسلحة محرمة». وزاد أنه يسعى لحشد أوسع تأييد في الكونغرس، مشيراً إلى أن «البعض دعاني في السابق لضرب سورية والآن يعارضون توجهي».

أما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، فقال إن بلاده ستنتظر تقرير مفتشي الأمم المتحدة بشأن هجوم 21 آب (أغسطس) الكيماوي في ريف دمشق قبل بدء أي عمل عسكري ضد النظام السوري، وأوضح في مؤتمر صحافي: «هل سننتظر تقرير المفتشين؟ نعم، سننتظر تقرير المفتشين، كما سننتظر تصويت الكونغرس» الأميركي.

وأشار إلى أن فرنسا لن تضرب سوى أهداف عسكرية، موضحاً: «بالنسبة إلينا سنحرص فقط على استهداف أهداف عسكرية لتجنب تمكين (الأسد) من الإيحاء بسقوط ضحايا مدنيين». وأكد هولاند أن فرنسا والولايات المتحدة تسعيان إلى أوسع تحالف للرد على الهجوم الكيماوي، وأن على بلاده مسؤولية كبيرة، لأن لديها قدرة عسكرية ولن تقبل أن يبقى الهجوم بدون عقاب. وأكد أن لا حل سياسياً سريعاً للنزاع السوري من دون رد عسكري، وقال: «نقول لهؤلاء الذين يعتقدون أن بالإمكان التوجه إلى الحل السياسي وترك من يستخدم الغاز ويقوم بمجازر ضد شعبه من دون عقاب، إن لا حل سياسياً إلا بالضغط العسكري». وقال إنه إذا رفض الكونغرس الأميركي الضربة العسكرية، فستعزز فرنسا دعمها العسكري للمعارضة السورية وتزودها بالوسائل العسكرية التي تحتاجها.

إلى ذلك، عقد الموفد الدولي – العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي اجتماعاً مع وزراء خارجية «العشرين» حضرته رئيسة مجلس الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، ودعا الحضور إلى تسريع خطوات عقد «جنيف-2».

وأجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سلسلة لقاءات بينها اجتماع مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس وآخر مع الوزير التركي احمد داود أوغلو هدفا إلى إقناع البلدين بالتريث وعدم دعم تحرك عسكري. وقالت مصادر ديبلوماسية إن الوزيرين أبلغا لافروف بضرورة القيام برد حازم على استخدام الكيماوي، وبأن الأدلة المتوافرة «مقنعة وثابتة».

وأوضح مصدر ديبلوماسي فرنسي إن باريس طلبت من الأوروبيين خلال القمة «الحديث بلغة واحدة» لأن «الآتي سيكون أسوأ». وزاد إن الموقف الفرنسي يؤيد عقد «جنيف-2» لكن باريس «لا ترى في السلطة السورية شريكاً يمكن التفاوض معه».

من جهة ثانية، أوردت وكالات أنباء روسية امس أن موسكو سترسل المزيد من السفن إلى سواحل سورية في خطوة تقول إنها ستساعد في منع الهجوم الأميركي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية أواخر آب (أغسطس) إنها ستنفذ عملية تناوب روتينية لسفنها قبالة الساحل السوري، لكن وسائل إعلام محلية قالت أمس إن وحدات تقليدية في طريقها أيضاً إلى هناك.

ونقلت وكالة «انترفاكس» للأنباء عن مصدر بالبحرية الروسية لم تسمه قوله، إن سفينة الإنزال الضخمة «نيكولاي فيلشنكوف» في طريقها إلى الساحل الشرقي للمتوسط. وأضاف: «سترسو السفينة في نوفوروسيسك حيث سيجري تحميلها بشحنة خاصة وستتجه إلى منطقة الخدمة العسكرية المحددة في شرق البحر المتوسط».

كذلك نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر لم تذكر اسمه في الأسطول قوله، إن «الفرقاطة سميتليفي ستتجه إلى البحر المتوسط في الفترة من 12 إلى 14 أيلول (سبتمبر) وأن السفينة الحربية شتيل وزورق الصواريخ إيفانوفيتس سيقتربان من سورية بحلول نهاية الشهر».

ميدانياً، انسحب مقاتلو المعارضة السورية من أطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية الواقعة شمال دمشق والتي كانوا اقتحموها قبل يومين، وفق ما أعلن «الائتلاف الوطني السوري». وأكدت المعارضة السياسية والعسكرية الحرص «على معالم البلدة الأثرية والدينية». في المقابل، قصفت قوات الأسد بتسعة صواريخ أرض-أرض مدينة معضمية الشام في جنوب غربي العاصمة في محاولة للسيطرة عليها قبل ضربة عسكرية محتملة، بسبب قربها من مطار المزة العسكري ومواقع عسكرية أخرى.

وفي نيويورك، رد السفير السعودي لدى الامم المتحدة عبدالله المعلمي على رسالة السفير السوري بشار الجعفري الى الأمم المتحدة التي اتهم فيها المملكة العربية السعودية بـ «دعم الإرهاب في سورية». وقال المعلمي إن «الرسالة تدل على أن النظام السوري يمر في مرحلة فقدان التوازن وفقدان الصواب»، مؤكدا ان «سجل المملكة في مكافحة الإرهاب لا يحتاج الى إيضاح أو الى من يدافع عنه».

وقال العلمي ان «المشكلة الأساسية في القضية السورية هي أن النظام السوري لا يعترف بإرادة شعبه ويسعى الى تصوير القضية واختصارها في أنها حرب مع فئات إرهابية، وهذا يتنافى مع الواقع الذي أبرزه الشعب السوري في تضحياته العظيمة حينما قدم أكثر من ١٠٠ ألف شهيد سقط آخرهم في الغوطة نتيجة الاستخدام الفاضح للنظام السوري للأسلحة الكيماوية المحظورة. ونتيجة ردود الفعل الدولية الحاصلة حالياً، تأتي مثل هذه الرسالة لتحاول صرف الأنظار عن واقع الأمر المرير في داخل سورية».

وفي ما يخص تصريحات الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي حول التقيد بالقانون الدولي في أي عمل عسكري، في إشارة الى احتمال ضربة أميركية ضد سورية، قال المعلمي «إن السيد الإبراهيمي يقول، ونحن نوافقه، بأنه لا ينبغي له أن يصدر آراء شخصية». وتابع «وإن كان الإبراهيمي يتحدث عن القانون الدولي فإننا نرجو أن يتفضل معاليه بإيضاح موقف القانون الدولي من الاستخدام المحظور للأسلحة الكيماوية وموقف القانون الدولي من عمليات الإبادة الجماعية التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه». وقال «كما نتمنى أن يتمسك معالي السيد الأخضر الإبراهيمي بدوره ومهمته كممثل لجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة». وكان الإبراهيمي قال في سان بطرسبرغ إن «القانون الدولي يقول إنه لا يمكن لأي دولة أن تتولى تطبيقه بنفسها بل من خلال مجلس الأمن».

قرارات اقتصادية هزيلة وتعهدات للمساعدة في نمو الاقتصادات الناشئة

لندن، سان بطرسبورغ – «الحياة»، رويترز، أ ب، ا ف ب

بدت القرارات الاقتصادية التي خرجت بها قمة سان بطرسبورغ أمس «هزيلة»، بعدما سرقت الأزمة السورية الاضواء والمناقشات من اجندة القادة الذين تعهدوا «تعاونا أكبر بين الدول الغنية والفقيرة» لتأمين درجة ملموسة من الانتعاش في الاقتصاد الدولي وتخفيف اجراءات المصارف المركزية في الغرب الهادفة الى خفض التيسير الكمي اللازم لاكتمال النمو في اقتصادات الدول الناشئة. ولم تنجح جهود الهند، التي تراجعت قيمة روبيتها، باقناع القمة باصدار بيان أكثر وضوحاً والتزاماً يعطي الاسواق ضمانات اكبر بان لا تتوقف الاجراءات الغربية الهادفة الى زيادة ضخ الأموال في الاقتصاد الدولي.

اعتبرت القمة أن الانتعاش الاقتصادي الدولي يبقى «ضعيفاً جداً» بسبب «أخطار» مرتبطة خصوصاً باقتصادات الدول الناشئة. وأن «الانتعاش ضعيف جداً والأخطار لا تزال قائمة»، خصوصاً المرتبطة بـ «النمو البطيء في اقتصادات الدول الناشئة الذي يعكس تأثير تقلبات تدفق رؤوس الأموال والظروف المالية الأكثر صعوبة وتقلب أسعار المواد الأولية».

ولمح البيان الى ضرورة احترام الولايات المتحدة تعهداتها بأن تنظر الى الاقتصاد الدولي بشمولية، وليس من منظور الحفاظ على مصالح اقتصادها المحلي فقط. وشدد وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر على ان الضوابط على ضخ المال ستجد طريقها الى التنفيذ فور اكتمال نمو الاقتصاد الأميركي الذي يعتبر المحرك الاساس للاقتصادات في أكثر من دولة ناشئة وحتى في العالم.

وأقرت القمة تأجيل الغاء الاتفاقات الحمائية من 2014 الى 2016 على رغم الحاح البرازيل والارجنتين اللتين تريان ان «هذه الاتفاقات تحد من توسع انتاجهما».

وأيدت الصين جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للبدء في تطبيق اتفاقات التجارة الحرة كاملة اعتباراً من 2016. واشادت بريطانيا بتأكيدات المجموعة مواصلة دعم التجارة الحرة بين مختلف القارات على رغم ان الدول الناشئة ترى في بعض الاجراءات الحمائية التي تتخذها الولايات المتحدة وبعض اقطار الاتحاد الأوروبي تعرقل حركة الأموال والسلع في السوق المفتوحة العالمية.

واقرت القمة اجراءات جماعية للحد من التهرب الضريبي ونقل الارباح الراسمالية من جنة ضريبية الى أخرى. كما أتفق المجتمعون على تبني «خريطة الطريق» التي اقرتها قمة دبلن لمجموعة الدول الثماني في حزيران (يونيو) الماضي الخاصة بدعم منظمة التعاون القتصادي والتنمية والمساعدة في تطويرها ومكافحة الفساد ومن ثم محاولة سد الثغرات في النظام المالي الدولي وفرض رقابة على الجنات الضريبية حيث تتم عمليات تبييض الأموال.

تأجيل الضربة ضاعف قلق الإسرائيليين من ضعف الرئيس الأميركي ومن تردده

آمال شحادة

المحاولات المستميتة لبث الطمأنينة في نفوس الإسرائيليين التي بذلتها القيادات السياسية والعسكرية، بغية قضاء عطلة عيد رأس السنة العبرية، المنتهية السبت، لم تنجح. رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، بح صوته وهو يدعو المواطنين إلى الخروج لإحياء العيد والتنزه والتمتع فيه. فلم يبدد المخاوف. وقيام الجيش بإعادة الجنود الذين تم استدعاؤهم على عجل لخدمة الاحتياطي، وإرسال جنود آخرين إلى بيوتهم لقضاء العيد مع عائلاتهم، وإعادة بطاريات منظومة القبة الحديد إلى المخازن، كلها لم تهدئ من روع المواطنين. فبقوا يعبرون عن قلقهم الشديد من التطورات على الجبهة السورية ويرفضون الحرب.

محاولات الطمأنة هذه التي بلغت أوجها بقرار قيادة المؤسستين السياسية والعسكرية خفض حال التأهب، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما تأجيل الضربة العسكرية إلى حين مصادقة الكونغرس عليها، لم تنجح ولم تحقق أهدافها، لكن أصحاب القرار في إسرائيل وجدوا فيها فرصة لتغيير الصورة التي نقلت إلى العالم وفيها تظهر حالة الرعب والذعر، التي لم تشهدها إسرائيل منذ «حرب أكتوبر» قبل أربعين سنة. فقد نقلت شاشات التلفزة في العالم أجمع كيف تدفق آلاف السكان على مراكز الكمامات الواقية من الغاز وهم في حالة عصبية شديدة أدت بعض الأحيان إلى شجارات وشـتائم وانتهت في الكثير من المراكز إلى وقوع إصابات بين المنتظرين في الطوابير. وارتفعت أصوات وسائل الإعلام، بسبب نقص كميات كبيرة منها، إذ إن 40 في المئة من الإسرائيليين لم يحصلوا بعد على كماماتهم.

وراح مواطنون يتظاهرون ورؤساء بلديات يحذرون من خطورة أوضاع الملاجئ ويقولون إنه لا توجد في بلداتهم أماكن آمنة لحماية سكانهم من الصواريخ. وشكا آخرون من نقص كبير في الملاجئ وعدم صلاحية الغالبية بينها للاستعمال. هذه المشاهد وضعت القيادة الإسرائيلية في حالة حرجة ازدادت لدى ظهور عدم ثقة بالتصريحات والتهديدات التي أطلقت. فجاء قرار الرئيس الأميركي تأجيل الضربة بمثابة حبل نجاة للقيادة الإسرائيلية لاتخاذ خطوات تخفف من ذعر السكان ومن الوضع الذي شهدته إسرائيل لدى استعدادها لاحتمال أن تتعرض لضربات انتقامية من سورية، في حال قررت الولايات المتحدة توجيه الضربة.

وتأجيل قرار الضربة بحد ذاته أدخل الإسرائيليين في حالة إرباك، لا تقل حدة عن حالة الإرباك في العالم. وظهر الانقسام بين الإسرائيليين حول الموقف الأميركي وما إذا كان قراراً صائباً أم إنه تراجع يعكس ضعف الرئيس أوباما. فاليمين الإسرائيلي اعتبر تأجيل ضربة كهذه، وهي في مقاييس قادته ضربة خفيفة أمام ما يتوقعونه من الولايات المتحدة تجاه الملف النووي الإيراني، يعتبر مؤشر ضعف الرئيس الأميركي. وخرج وزير الإسكان أوري أرئيل، وهو من قادة حزب المستوطنين، بحملة يتمرد فيها على موقف رئيسه نتانياهو وطلبه إلى الوزراء الصمت، قال أرئيل: «في البيت الأبيض رئيس يبث رسالة ضعف وعجز إلى أعداء الديموقراطية وأنصار الإرهاب وإبادة الشعوب في العالم».

وأضاف: «إن الموقف الأميركي الضعيف من الموضوع السوري يعلم إسرائيل درساً لا ينسى، بأن لا تبني مصالحها ومواقفها على الدعم الأميركي في معركتها لمنع إيران من التسلح النووي».

وتابع: «علينا أن ندرك أننا سنكون وحدنا في مواجهة النظام الإيراني. وهذا يتطلب منا أن نستعد من الآن لهذه المعركة». ولحقت بأرئيل شخصيات أخرى من اليمين تطلق مواقف داعمة له عبر وسائل الإعلام فاعتبرت القرار جباناً وأن أوباما «لا يريد شن هجوم على سورية ويبحث عن مبررات لعدم شن الهجوم. فمن الصعب التصديق أن يقوم أوباما بعد أن يرفض الكونغرس الأميركي طلبه، بالقيام بعملية عسكرية بمفرده وعلى مسؤوليته من دون دعم من المجتمع الدولي، ومن دون دعم الرأي العام الأميركي».

وخلافاً للموقف الذي روج له نتانياهو بدعم أوباما في تأجيل العملية خرج رفاقه في اليمين يقولون «على رغم الموقف الإسرائيلي المعلن رسمياً، إلا أن نتانياهو كان يريد وبشدة أن يرى عملية عسكرية أميركية عينية ومحدودة في سورية تعيد لأميركا صدقيتها وتعزز قوة الردع الأميركية في المنطقة، وتبرز مركزية الولايات المتحدة في المنطقة، وتوجه رسالة شديدة اللهجة أيضاً إلى إيران والعناصر المتطرفة في المنطقة. لكن الإدارة الأميركية تحت رئاسة أوباما، خيبت الأمل وأكدت أنها تسعى إلى تقليص حجم الدور العسكري في المنطقة وعدم التورط في حروب إقليمية في الشرق الأوسط، وذلك بغية التفرغ لمعالجة المشاكل الداخلية، ونقل محورية السياسة الخارجية الأميركية من الشرق الأوسط إلى الشرق الأقصى».

وتحولت المقارنة بين الملفين السوري والإيراني إلى مركز خلاف بين الإسرائيليين إذ اعتبر مسؤولون سياسيون أنه على رغم الفرق الواضح بين الأزمة السورية وبين المسألة الإيرانية، فإن نتانياهو يخشى أن يشكل التردد الأميركي لخوض هجوم عسكري في سورية رسالة سلبية لإيران مفادها أن الولايات المتحدة لن تتحرك عسكرياً لوقف برنامجها النووي. ولم تتردد هذه الجهات في القول إنه من الصعب التحرر من الانطباع بأن التردد الأميركي في الشأن السوري سيبقي إسرائيل وحيدة في المواجهة العسكرية ضد إيران. وسيعزز من معنويات الجهات المتطرفة في المنطقة مثل حزب الله باتجاه زيادة تدهور الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط، وفق تعبيرهم. فيما رأى آخرون أن توجه أوباما إلى الكونغرس هو محاولة من أوباما لربح الوقت سعياً للوصول إلى حل ديبلوماسي يمنع شن الهجوم، وأن أحد الاحتمالات والخيارات يقول بقيام الأسد بإبادة الأسلحة الكيماوية، أو نقل ترسانته من الأسلحة غير التقليدية إلى روسيا أو دولة ثالثة مقابل عدم شن هجوم عليه. فقد تحدث عدد من الديبلوماسيين المطلعين على الملف السوري عن تبادل رسائل بهذا الخصوص بين الأسد وروسيا، لكن لا يوجد تصديق رسمي لهذا الأمر.

هذا النقاش الذي نقل صورة إلى الولايات المتحدة ودول الغرب عن موقف إسرائيل لا يعود لمصلحة نتانياهو وإسرائيل، أثار مخاوف لديه. فقد خشي من أن يحسب الأميركيون أنه يسرب للصحافة موقفاً مناقضاً لموقفه الرسمي ضد أوباما. فأصدر أوامره لوزرائه ونوابه بأن لا يتفوهوا أبداً بالموضوع. وحذرهم من أن من يهاجم الرئيس الأميركي إنما يمس بالأمن القومي الإسرائيلي. وعاد إلى حملة التهديد بالرد على أية ضربة من سورية أو حلفائها في لبنان وقطاع غزة حتى بعد إعلان إسرائيل خفض حالة التأهب. واختار نتانياهو عيد رأس السنة العبرية، ليطلق رسالة لا تخلو من التهديدات واستعراض العضلات في الوقت نفسه، فبعد أن طمأن الإسرائيليين إلى أن فترة الأعياد ستمر بهدوء وقال لهم «اخرجوا للاحتفال بالعيد كالمعتاد»، راح يهدد قائلاً: «السياسة التي أوضحناها خلال الفترة الأخيرة والمتعلقة بالحفاظ على أمننا تمكنت من إعادة قوة الردع لإسرائيل فعندما نقول إننا في حال لاحظنا خطراً حقيقياً سنعمل وبقوة فإننا ننفذ ما نقوله وأعداؤنا يدركون ذلك بل لا توجد أية جهة في المنطقة ولا أي نظام حكم يشكك في جدية نوايانا المعلنة وإصرارنا على عملياتنا، إذا قررنا تنفيذها».

التوازن الذي وضعه نتانياهو بين الحفاظ على علاقة تنسيق مع واشنطن وأوباما مقابل عدم التراجع عن تهديداته واستعراض قدرات بلاده، سيبقى السياسة التي سيمارسها رئيس الحكومة إلى حين إقرار الموقف الأميركي تجاه سورية. وهو يحرص جداً على الحفاظ على علاقة جيدة، خلافاً للأزمات بين واشنطن وتل أبيب التي كانت تسببها سياسة نتانياهو المتعنتة. فنتانياهو اليوم، ظهر بشخصية المتزن الحريص على الحفاظ على مكانة مهمة لبلاده في أميركا والعالم وفي الوقت نفسه رئيساً لحكومة دولة تتمتع بقوة ردع تضمن أمنها.

مجلس الشيوخ

حملة نتانياهو هذه لم تقنع الإسرائيليين، بل اعتبروا أن تأجيل الضربة والاحتماء بمجلس الشيوخ كانت محاولة من أوباما، لحماية نفسه ومساعدته في النزول عن الشجرة التي صعد عليها قبل سنة عندما وضع خطوطاً حمراً لسورية. ويرى البروفيسور أبراهام بن تسفي العودة إلى مجلس الشيوخ خطوة غير ضرورية بصورة سافرة. وقال: «حتى لو كان يُفضّل أوباما صوغ تأييد حزبي عام واسع لكل إجراء عسكري مهما كان محدوداً فالحديث في الظروف الحالية عن تخلٍّ طوعي عن السلطة التي يفترض أن تبقى من نصيب البيت الأبيض وحده. وعلى رغم أن الدستور الأميركي يُفوض إلى مجلس النواب سلطة أن يعلن بصورة رسمية بدء حرب، فإن الحالة الحالية لعملية عقاب محدودة مركزة لا تدخل البتة في دائرة هذا التصنيف. لأنه في كل ما يتعلق باستعمال القوة العسكرية وإجراءات التدخل التي هي أقل في سعتها من مواجهة عسكرية شاملة، تُترك لرئيس الولايات المتحدة وحده الصلاحية، مدة لا تقل عن شهرين وبعد مرور هذه الفترة فقط يجب عليه أن يطلب موافقة مجلس النواب على تغيير وضع المواجهة وتوسيعها والاستمرار في العملية العسكرية.

وكما يرى بن تسفي فإن العودة إلى مجلس الشيوخ تصادر صلاحيات البيت الأبيض الرسمية بأن يُدير عمليات عسكرية من دون موافقة مجلس النواب بل فيها، وهذا أخطر، تخلٍّ طوعي عن مكانته المهيمنة بصفته زعيم القوة العظمى الوحيدة. ويضيف بن تسفي قائلاً: «أليس البيت الأبيض باعتباره لاعباً رئيساً، هو الذي يفترض أن يمنح الموافقة وأن يقود المعركة كلها وألا يُخضع سلوكه لإرادة سائر اللاعبين واضطراراتهم وتفضيلاتهم؟

وعلى رغم هذه التساؤلات والمواقف الإسرائيلية المتباينة يبقى الأمر الأساس بالنسبة إلى إسرائيل في تأجيل تنفيذ الضربة، هو ما إذا كان أوباما فعل ذلك لضعف في شخصيته وهذا يشكل ضوءاً أحمر لإسرائيل في كل ما يتعلق بموقفها تجاه الملف النووي الإيراني الذي ما زالت تنتظر الحلول من الولايات المتحدة، قبل أن تعلن أن الأمر بات يشكل خطراً كبيراً على وجود الدولة العبرية وكيانها، ليدفعها إلى اتخاذ قرار بنفسها في كيفية التعامل مع الملف الإيراني، وفق السياسة التي أوضحها نتانياهو عشية رأس السنة العبرية: «نقول بوضوح وجدية وننفذ بإصرار وعزيمة».

لكن هذا كله لا يطمئن الإسرائيليين.

كيري: أوباما لم يتخذ قراراً بشأن انتظار تقرير الأمم المتحدة عن سورية

باريس ـ رويترز، أ ف ب

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري السبت إن الرئيس باراك أوباما لم يتخذ بعد قراراً بشأن انتظار تقرير محققي الأمم المتحدة بخصوص استخدام أسلحة كيماوية في سورية وأنه يبقي على جميع خياراته مفتوحة.

وجدد وزير الخارجية الاميركي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، ترحيبه ببيان الاتحاد الاوروبي “القوي” رداً على الهجوم الكيماوي المفترض في سورية.

وقال كيري “لقد رحبت بالبيان الذي اصدره الاتحاد الاوروبي .. لقد كان بياناً قوياً يدل على ان الغضب العالمي يزداد ولا ينقص” حيال الهجوم الكيماوي الذي تتهم واشنطن النظام السوري بارتكابه في ريف دمشق الشهر الماضي.

وأشار كيري إلى أن عدداً كبيراً من الدول مستعدة للمشاركة في عمل ضد سورية.

هولاند يتوجه إلى الفرنسيين حول سورية بعد تصويت الكونغرس وتقرير الامم المتحدة

نيس ـ أ ف ب

أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت في نيس (جنوب شرق) انه سيتوجه الى الفرنسيين في شأن الملف السوري بعد تصويت الكونغرس الأميركي وصدور تقرير مفتشي الامم المتحدة.

وسئل هولاند اثر لقائه الرئيس اللبناني ميشال سليمان على هامش افتتاح العاب الفرنكوفونية السابعة ما إذا كان سيخاطب الفرنسيين “نهاية الاسبوع المقبل”، فأجاب “حين يصوت الكونغرس (الاميركي)، واعتقد (ان الامر سيتم) الخميس او الجمعة، وحين يصدر تقرير المفتشين وعلى الارجح نهاية الاسبوع، عندها علينا ان نتخذ قراراً” في هذا الشأن.

وأعرب هولاند عن ترحيبه بتأييد ألمانيا لـ”رد قوي” في سورية.

أوباما يتمسّك بضرب سوريا وبوتين بمساعدتها هولاند لا يتحرّك عسكرياً قبل تقرير المفتشين

العواصم – الوكالات

نيويورك – علي بردى

أخفق الرئيسان الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين، اللذان عقدا اجتماعاً ثنائياً استمر 20 دقيقة على هامش قمة دول مجموعة العشرين في مدينة بطرسبرج الروسية، في التوصل الى تفاهم على الأزمة السورية. ورفض اوباما الرضوخ لضغوط تعرض لها للتخلي عن عزمه على توجيه ضربة عسكرية الى سوريا رداً على تقارير تحدثت عن استخدامها سلاح كيميائي في ريف دمشق في 21 آب الماضي، بينما ذكر بوتين بان استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة محظور في القانون الدولي من دون تفويض من مجلس الأمن، وقال ان روسيا ستساعد سوريا اذا تعرضت لضربة عسكرية، وقت كانت البحرية الروسية ترسل سفينة انزال الى المياه المقابلة للسواحل السورية.

ومع مضي اوباما في حشد التأييد في الكونغرس لمشروع قانون يتيح له توجيه ضربة عسكرية، برز موقف جديد للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المؤيد للعمل العسكري، إذ اعلن انه سينتظر تقرير مفتشي الامم المتحدة عن الهجوم الكيميائي، قبل توجيه أي ضربة الى النظام السوري، مؤكداً ان فرنسا لن تهاجم إلاّ اهدافاً عسكرية.

ولم يصدر عن قمة العشرين بيان مشترك عن سوريا عقب نقاش جماعي محتدم في شأن الحرب السورية خلال مأدبة عشاء مساء الخميس. لكن 11 دولة في المجموعة بينها الولايات المتحدة دعت في بيان الى “رد دولي قوي” في سوريا، مؤكدة ان مؤشرات تدل “بوضوح” على مسؤولية نظام الرئيس بشار الاسد عن هجوم كيميائي في 21 آب، من دون التطرق تحديدا الى عمل عسكري.

وأقر اوباما، الذي يسعى الى الحصول على دعم الكونغرس لتدخل عسكري في سوريا، بان المهمة ليست سهلة واعلن انه سيتحدث الى الاميركيين الثلثاء عن هذا الموضوع.

وسيبدأ الكونغرس الاثنين، يوم عودته من عطلته، مناقشة طلب اوباما الذي قال: “انتخبت لوضع حد للحروب لا لبدئها”، لكن العالم لا يمكنه ان “يبقى متفرجا” اثر الهجوم الكيميائي.

واعلنت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة سامانتا باور أن الأسد لم يستخدم سوى جزء ضئيل من مخزونه من الأسلحة الكيميائية. وقالت:”استنفدنا بدائل” العمل العسكري ضد سوريا. وأضافت أن الأسد لا بد أن يكون عول على حقيقة كون روسيا ستدعمه في الخلاف على الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية وإنه لمن السذاجة الظن أن روسيا ستغير موقفها.

“اليوم التالي”

وفي نيويورك ، كشف ديبلوماسيون في الأمم المتحدة لـ”النهار” أنه على رغم “النبرة العالية” التي يتحدث بها المسؤولون الأميركيون عن توجيه ضربة عسكرية تأديبية الى سوريا، يعد أعضاء بارزون في مجلس الأمن “خطط طوارىء” للتعامل مع الأزمة “في اليوم التالي” لأي عملية أميركية ضد النظام السوري.

وإذ استبعد ديبلوماسي غربي “حصول أي اختراق في الوقت الحاضر”، شكك في أن يعقد مجلس الأمن “أي جلسة الآن للنظر في الأزمة نظراً الى تباعد المواقف”. وأكد أن “الأنظار تتجه الى التصويت المتوقع في الكونغرس الأميركي على طلب أوباما توجيه ضربة محدودة الى النظام السوري”. ورجح أن يدعى مجلس الأمن الى “جلسات طارئة بغية فتح الطريق أمام العملية السياسية التي يتطلع اليها الجميع والمتمثلة في الإستعدادات المنجزة منذ الآن لعقد مؤتمر جنيف – 2”.

واستبعد ديبلوماسي آخر أن “يتورط حزب الله أو اسرائيل في ما قد يحصل، الا في نطاق محدود، نظراً الى أن الجميع يدركون العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن ذلك”.

اللاجئون في لبنان

ورداً على سؤال لـ”النهار”، أوضح نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان روبرت واتكنز أن “في لبنان سوريين موجودين منذ سنوات… كعمال مهاجرين”، وأن الحكومة اللبنانية “تقدر أن هناك ما بين 1.2 و1.5 مليون من السوريين، بينهم اللاجئون، فضلاً عن أكثر من 250 ألف لاجىء فلسطيني”. واعتبر أن عدد اللاجئين والعمال الأجانب في لبنان “هائل ولديهم أثر هائل على الإقتصاد” اللبناني. وتعني هذه الأرقام أن ربع سكان لبنان صاروا من اللاجئين.

مقدّسات مسيحية تاريخية في معلولا تعرّضت للتخريب

أكدت مصادر عدة ان مسلّحي “جبهة النصرة” الاسلامية المتطرفة عاثوا تخريبا في بعض الاماكن الدينية المسيحية التاريخية في بلدة معلولا بشمال سوريا، وتحدثت أنباء عن قصف دير مار سركيس وباخوس التاريخي وتفكيك تمثال السيّدة العذراء الشهير في وسط البلدة الاثرية، الامر الذي يعكس الوضع الحرج للأقلية المسيحية في سوريا على رغم تطمينات المعارضة السورية وتعهدها الحفاظ على أهل البلدة والارث الحضاري فيها.

وأبدت روسيا قلقها من هجوم “الإرهابيين” على معلولا رمز الوجود المسيحي في سوريا.

سيناريوهات الردّ على العدوان

الحرب «اللامتماثلة» تواجه التفوّق العسكري الأميركي

علي دربج

إسرائيل هي العنوان الوحيد للرد. هذه هي الرسالة التي بلغت مسامع المسؤولين الأميركيين والغربيين في معرض التحذير من تداعيات أية ضربة عسكرية تستهدف سوريا.

رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية حسن فيروز أبادي يحذر من أن «أي اعتداء على سوريا ستطال نيرانه إسرائيل». وزير الخارجية السوري وليد المعلم يقول إن «أي حرب على سوريا، ستتحول الى حرب شاملة لن تسلم منها المدن الإسرائيلية». قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري يردد ان «أي هجوم عسكري أميركي على سوريا سيؤدي إلى زوال إسرائيل قريباً».

بالنسبة الى محور إيران ـ سوريا ـ «حزب الله»، انتهى وقت الكلام. أخرجت الخطط العسكرية والدفاعية من الأدراج. تم تحديد بنك الأهداف. حركت منصات الصواريخ من مخابئها ووجهت نحو أهدافها. وبسرية تامة، أعلن الاستنفار على جميع الجبهات المحاذية لمناطق المواجهة المحتملة، واتخذت إجراءات الجهوزية العسكرية بدءاً من الجنوب اللبناني مروراً بالبقاع الشمالي ومعه القصير وريف دمشق، وصولاً الى السواحل السورية في اللاذقية وطرطوس وانتهاءً بمضيق هرمز.

أسئلة كثيرة طرحت عن ساحة المواجهة الفعلية. أهي جنوب لبنان ام سوريا؟ وماذا عن الدور الإيراني في المعركة المفترضة؟ هل تتدخل بشكل مباشر بضرب إسرائيل من القواعد الإيرانية، أم تحصر المعركة على ارض سوريا فقط؟.

صحيح أن الولايات المتحدة هي صاحبة القرار في بدء الحرب. لكن نهايتها حتماً لن تكون بيدها. لم يلغ هؤلاء من حساباتهم التفوق الأميركي والغربي التكنولوجي، لا سيما في مجال القوة الجوية. لذا فالدواء الناجع لهذا الأمر، هو مبدأ الحرب «اللامتماثلة» التي خاضها «حزب الله» بنجاح منقطع النظير اثناء عدوان تموز 2006. والحرب «اللامتماثلة» تعبير يفرق بينها وبين الحرب التقليدية المعروفة.

سيناريوهات كثيرة رسمت حول ماهية وطبيعة هذه الحرب المفترضة ورقعتها الجغرافية، من بين أبرزها الآتي:

السيناريو الأول: مع سقوط الصاروخ الأول من طراز «كروز» او «توماهوك»، على الأراضي السورية، سيترجم «حزب الله» تهديداته السابقة، ويطلق من لبنان، وربما من سوريا، صليات عدة من الصواريخ نحو المدن الإسرائيلية. هنا الرد الإسرائيلي هو الذي سيحدد طبيعة الحرب. ففي حال اختار الإسرائيلي أسلوب عدم الرد كما حصل في العام 1991 عندما اطلق صدام حسين صواريخ سكود على إسرائيل، فإن المعركة ستكون محدودة في الزمان والمكان وتنتهي بسرعة. أما إذا لجأ الصهاينة الى الرد على لبنان، فإن «حزب الله» سيرد بالمقابل بشكل أكبر وأعنف، وعندها قد تكبر كرة النار، وتطال جميع دول المنطقة. وأما إن اختار الرد على سوريا عن طريق الجو فثمة احتمال من استعمال سوريا لوسائط الدفاع الجوي المتطورة التي تمتلكها بعد ان اشترتها من روسيا، والحديث هنا يدور حول منظومة من S300 التي تعد الأحدث في العالم.

يشكّل صمت المقاومة مصدر قلق كبير لـ«تل أبيب»، خصوصاً ان تقديراتها الاستخبارية تؤكد ان جميع الأسلحة الموجودة في سوريا وإيران، قد وصلت إلى «حزب الله» الذي بات يمتلك صواريخ قادرة على الوصول الى أي نقطة في الكيان الإسرائيلي.

السيناريو الثاني: حصر المعركة بالأراضي السورية، بحيث لا يضطر «حزب الله» وسوريا وإيران، الى فتح عدة جبهات في آن معاً. وهو يتضمن ضرب «تل أبيب»، فضلا عن القواعد الأميركية المنتشرة في الخليج وفي تركيا، ولا سيما قاعدة أنجرليك. وأوردت صحيفة يديعوت أحرونوت عن خبراء عسكريين أجانب قولهم إن «سوريا بنت في عمق الأرض، وتحت غطاء كثيف من السرية، قاعدة صواريخ محصنة تتضمن وسائل إطلاق صواريخ بالستية». وبحسب الخبراء فإن هذه القاعدة التي بنيت تحت الأرض هائلة، وتتضمن 30 مقراً من الإسمنت المسلح ومصانع إنتاج ومختبرات تطوير ومراكز قيادة وسيطرة.

وتقول الصحيفة ذاتها أيضاً إنه وبحسب التقديرات فإن الجيش السوري يمتلك 100 ألف صاروخ متنوع، وهي تشكل تهديداً فعلياً لإسرائيل والقواعد الأميركية والأطلسية في المنطقة. ومن ابرزها صواريخ طراز «سكود دي» يصل مداها إلى 700 كيلومتر. وهي قادرة على حمل رأس حربي يزيد وزنه عن 150 كيلوغراماً، وبمقدوره استهداف أي مكان في إسرائيل. وتمتلك سوريا أيضاً صواريخ متطورة من نوع «اسكندر بي»، الذي يتميز بمدى أقل، حيث يصل مداه إلى 280 كيلومتراً، ويصعب اعتراضه.

اما السيناريو الثالث: فيتضمن حرباً شاملة مفتوحة على جميع الجبهات والخيارات. وقد تشمل دول المنطقة كافة، خصوصاً إسرائيل ودول الخليج العربي، ومن المرجح أن يلقي محور المقاومة حينها بجميع أوراق القوة، والقدرات الردعية الإستراتيجية التي يمتلكها، كصواريخ شهاب بأجياله 3 و4 و5. كما تمتلك إيران صواريخ تعمل بالوقود الصلب مثل «سجيل» التي يبلغ مداها حوالي 2000 كلم، وهو يندرج ضمن فئة الصواريخ البالستية الإيرانية التي تخرج من الجو ثم تعود اليه وتتجه بسرعة تتراوح بين 10 و12 ماخ (نحو 3400 الى 4080 متراً في الثانية) نحو الهدف.

اما السؤال الذي يتوقف عنده الإستراتيجيون فهو: ماذا اذا اندلعت حرب بحرية، وهل ثمة تكافؤ بين الأساطيل الأميركية والغربية من جهة، والقدرات البحرية لهذا المحور من جهة ثانية؟ الجواب هنا يعود الى فرضية الحرب «اللامتماثلة» أيضاً؟

تشير المعلومات الاستخبارية الأميركية والغربية، الى امتلاك هذا المحور لقدرات عسكرية بحرية لا يستهان بها. وهي تعتمد بشكل رئيسي على صواريخ من طراز برـــ بحر تطال جميع القواعد العسكرية المنتشرة في المنطقة، فضلاً عن تمكنها من أن تلعب أدواراً متناسقة فى البحار والممرات المائية المحيطة بالمنطقة العربية. ومن المرجح ان يشكل الحرس الثوري رأس الحربة في مواجهة القطع البحرية الأميركية والغربية، نظراً للقدرات البحرية التي يتسلح بها الحرس، ومن أبرزها: لنشات صواريخ صينية حديثة من طراز C-14 وزوارق سريعة مسلحة بصواريخ بحر ـ بحر وصواريخ مضادة للدبابات، وقواذف صواريخ عديمة الارتداد، ورشاشات متوسطة، بالإضافة إلى زوارق غير مأهولة مشحونة بمواد متفجرة توجه عن بعد كأسلحة (شبه انتحارية) والتي تلجأ الى الغارات البحرية المفاجئة.

كما بحوزة الحرس الثوري صواريخ صينية الصنع من طراز C-802.B تم تسليح القواعد البحرية التابعة للحرس الثوري في الخليج بها. كما دخلت صواريخ كروز قصيرة المدى على تسليح لنشات الصواريخ الصينية الصنع.

أما الخطر الأبرز فيأتي من صواريخ برّ – بحر من طراز «بي- 800» التي يطلق عليها «ياخونت»، وصواريخ كروز الإيرانية والتي قد تطلق من سواحل اللاذقية. ويتميز «ياخونت» بمستوى عال من الدقة وهي تعد الأكثر تطوراً، ويصل مداها إلى 300 كيلومتر، وقادرة على حمل رؤوس متفجرة بزنة 200 كيلوغرام. كما أنه يصعّب اعتراضه أو اكتشافه من قبل الرادارات لسرعته التي تفوق سرعة الصوت بمرتين وستة أعشار، لأنه يمضي الى الهدف بسرعة 750 متراً في الثانية الواحدة.

وكانت إيران افتتحت خطاً لإنتاج صواريخ «قادر» من فئة صواريخ كروز البحرية التي يبلغ مداها 200 كلم، وتتميز بقدرة تدميرية عالية ضد الأهداف البحرية.

اختتام قمة مجموعة «العشرين» في سان بطرسبرغ: لا إجماع سورياً .. وتعهّد بإنعاش الاقتصاد ومواجهة التهرّب الضريبي

ريما ميتا

على وقع «هاليلويا» دولية، التقى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما لمدة 20 دقيقة، ناقشا خلالها الشأن السوري. هذا ما أعلن عنه الكرملين، وأكده بوتين في مؤتمره الصحافي، حيث قال إن «اللقاء كان ودّياً ولكن لا توافق في المواقف».

وبمتابعة الشؤون الدولية بشكل مواز، يتبين أن اجتماع الرئيسين المنتظر والضروري، تزامن وإجلاء عدد من السفارات والقنصليات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.

اختتام اليوم الثاني لقمة «مجموعة العشرين» كان مظلماً كما افتتاحه بكل الأحوال، ويمكن القول إن أكثر الاقتراحات عقلانية كان اقتراح الرئيسة الأرجنتينية كريستينا كيرشنر بإرسال وزراء خارجية دول مجلس الأمن إلى سوريا لبحث المسألة هناك. ولمَ لا؟

انطلقت الفعاليات على وقع التشكيك والقلق والخوف مما سيحصل إذا ما طرح الشأن السوري، واختتمت من دون أن تزيل هاتين الحالتين، لأن القمة، وإن لم تكن مخصصة لذلك، إلا أنها لم تتمكن من ترطيب أجواء الشمال الروسي وتوحيد الأصوات حول الأزمة السورية.

إلا أن الفشل على هذا المستوى لم يمنع المشاركين من تحقيق نجاح كبير نسبياً، ألا وهو توفير مساحة صغيرة لمناقشة الأوضاع الاقتصادية وعدم السماح للشأن السوري باختصار جدول أعمال القمة الأساسي إلى الصفر.

وبعد اختتام جلسة العمل الأولى رسمياً، توجه المشاركون إلى عشاء فخم يبحثون خلاله الشأن السوري بشكل غير رسمي، وبعد العشاء الطويل الذي استمر للبعض حتى الساعة الثالثة صباحاً، لم تحل المشكلة السورية.

أيكون السبب هو الحفل الموسيقي الذي رافق العشاء ولم يمكّن المشاركين من الحوار؟ أم أن الجانب الروسي لجأ عمداً إلى كل الوسائل لتجنب البحث في الأزمة السورية؟

وعادت، حتى في اليوم التالي، سوريا على رأس قائمة أعمال المؤتمر. حتى أن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون، توجه بالشكر إلى مستضيفي القمة لفتحهم مجال معالجة هذه المسألة الملحة، مذكراً الحضور بأن «الأمم المتحدة منظمة لا تزال قائمة وشرعية ولم تفقد سلطتها، وبالتالي وطبقا لمنطق الأمور، معاقبة (الرئيس السوري بشار) الأسد على خلفية استخدام السلاح الكيميائي تكون من خلال مجلس الأمن فقط».

وعلى الرغم من محاولات بان كي مون رفع الراية البيضاء، انتهى عشاء العمل السوري ليؤكد من جديد أن الأزمة وصلت إلى الطريق المسدود، وأن المشاركين يكتشفون التباعد في المواقف في كل مرة يناقشون فيها هذه المسألة.

وأثناء التقاط بان كي مون أنفاسه قبل استكمال دورته الديبلوماسية والبحث مع الحضور، جاء دور المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الذي التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وما من قرارات مفاجئة نتجت من هذا اللقاء، لأن كلا الديبلوماسيَين متقفان على عدم فوات الأوان للحل السياسي في سوريا.

وقال لافروف عقب اجتماع شارك فيه وزراء خارجية بلدان «مجموعة العشرين» بحضور الابراهيمي، إن «ما أجمعنا عليه هو الحيلولة دون دفن السيناريو السياسي واستبداله بالسيناريو العسكري».

لا مهرب من الأوضاع الراهنة المحيطة بالشأن السوري، فبعد الخطاب المشترك، راح الأمين العام للأمم المتحدة يبحث المسألة مع قيادات البلدان المشاركة كل على حدة، وبحث الأزمة السورية وتطورات الضربة الأميركية المحتملة مع زعماء تركيا وفرنسا وألمانيا.

وحدها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أبدت، إلى حد ما، تحفظاً حول الأمر مبتعدة عن الحماسة الفرنسية التي تثير استغراب المحللين والسياسيين حتى اللحظة.

والأغرب هو التصفيق الفرنسي على وقع طبول أميركا من جهة، وفي نفس إطار القمة تنسيق عملية تنظيم مؤتمر «جنيف 2» مع الابراهيمي من جهة أخرى.

باختصار، تبقى أهمية العشاء «السوري»، الذي في الواقع تأخر عليه أوباما كثيراً، في معرفة عمق الهوة بين القوى الدولية حول الشأن السوري ليس إلا.

من ناحية ثانية، عمل هذا العشاء على التقريب بين البعض وعلى التفريق بين البعض الآخر. فالسعودية أعلنت استعدادها لدعم عملية الولايات المتحدة مادياً، في حين أعلنت فرنسا عن وقوفها جنباً إلى جنب مع واشنطن في حربها من أجل «الديموقراطية وحقوق الإنسان».

واختتمت جلسة العمل الثانية من القمة، بمؤتمر صحافي عقده الرئيس الروسي وفي صوته بحّة الانفلونزا والسعال المتواصل.

استعرض بوتين ملخص فعاليات القمة، مركزاً على الجانب الاقتصادي الذي يشكل لبّ الاجتماع، إلا أن أسئلة الصحافيين الحاضرين كانت لترده دوماً إلى المشكلة السورية، متذرعين بأن كل ما نوقش عن سوريا كان وراء أبواب مغلقة.

كان بوتين واضحاً في أجوبته، تاركاً المجال إلى مخيلة البعض أو مهنية البعض الآخر. وعندما سئل الرئيس الروسي مستضيف هذه القمة العالمية، عما إذا كانت روسيا مستعدة لمساعدة سوريا في حال تعرضها لضربة، كان جواب بوتين سؤالاً، أجاب عليه بـ«شبه نعم». وقال «تسألونني إذا ما كنا ننوي مساعدة سوريا؟ سنساعد».

وتوقفت عدسات الكاميرات أمام هذا التصريح الذي لو يكمله بوتين لبات ربما أشبه بزيت ساخن يصب على رأس أوباما. إلا أن الرئيس الروسي تابع موضحاً أن روسيا «ستساعد من حيث تقديم المساعدات الإنسانية، ومن حيث السلاح، وأمور أخرى». ولكن روسيا لن تشارك في حرب وهذا أمر أكيد.

ماذا عن الاقتصاد؟

نجحت القمة في تنظيم لقاء مع ممثلين من عالم الأعمال ومن النقابات، وهذا ما يعتبر إنجازاً كبيراً في إطار «هيمنة سورية» لا مفرّ منها.

في هذا اللقاء، اقترح النقابيون على قادة بلدان «مجموعة العشرين» إعداد مخطط شامل يقضي بخلق أماكن عمل جديدة، وبفرض ضريبة عالمية على العمليات المالية، وفق ما أفاد به رئيس «جمعية النقابيين المستقلين» ميخائيل شماكوف.

ومن جديد في المؤتمر الختامي، نقل بوتين قلق الجميع من تباطؤ النمو الاقتصادي في جملة من البلدان الناشئة. ولكنه طمأن الحضور إلى أن خلق مجالات وأماكن عمل جديدة من أولويات قادة بلدان «مجموعة العشرين»، مشيراً إلى أن هذه البلدان وعلى الرغم من التباين على الصعيد السياسي، وضعت خطة عمل لتطوير سوق سندات الدين، ونصّت توصيات لتشخيص عمليات الإقراض بسندات الدين بالعملة المحلية.

ودعّم بوتين فكرته موضحاً أن السندات بالعملة المحلية «مصدر مهم لتمويل الاستثمارات الداخلية الطويلة الأمد، وخاصة في مجال البنى التحتية». وأكد الرئيس الروسي «نحن ندعم الإصلاحات المؤسسية والتنظيمية الهادفة إلى خلق الفرص الملائمة لتطوير الأسواق».

وفي محاولة دائمة لبوتين برد الحديث إلى قطاع الاقتصاد، تابع مشيداً بتحفيز «الجهات الاستثمارية، كشركات التأمين وصناديق التقاعد، من أجل الاستثمار في البنى التحتية». وأشار إلى أن «حجم الموارد التي تديرها هذه الجهات الاستثمارية يقارب 90 تريليون دولار بحسب معطيات العام 2012».

ولم تغب دول «بريكس» عن يوم العمل الثاني، إذ أكد الرئيس الروسي أن قادة دول البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى روسيا، اتفقوا على اتخاذ كل القرارات الأساسية المتعلقة بنشاط مصرف التنمية التابع للمجموعة بالإجماع.

هذا الأمل الذي بثته «بريكس» في شرايين اللقاء، بما كشفت عنه من توافق وخطط مشتركة وصوت واحد، لم ينطبق على الشأن السوري. ففي ضواحي سان بطرسبرغ، كل يغني على ليلاه، ولكن ما من أحد على ليل سوريا يغني.

تكهنات بصفقة تسوية كبيرة بعد مفاوضات بين امريكا وروسيا قد تؤدي لغاء الضربة العسكرية ضد سورية

ربط نقاش مصير الاسد بتوقيت هروب علي حبيب .. والمعلم الى روسيا لبحث قضايا شائكة

لندن ـ ‘القدس العربي’: بالتزامن مع تصاعد لغة التهديد والوعيد، وتزايد التوتر مع اقتراب موعد التئام جلسات الكونغرس الامريكي لبحث اقتراح الرئيس الامريكي باراك اوباما لتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، تسود تكهنات بامكانية التوصل الى صفقة يتم الترتيب لها بمحادثات سرية بين موسكو وواشنطن، حيث تتجه الانظار يوم الاثنين المقبل ليس فقط لاجتماع الكونغرس في واشنطن بل للقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم بنظيره الروسي سيرغي لافروف في نفس اليوم في موسكو، الذي من المفترض حسب التكهنات ان يحمل اجوبة دمشق على صفقة تسوية تتضمن انتقالا سياسيا تدريجيا للسلطة لانهاء صراع مستمر منذ ثلاثين شهرا.

الرئيس اوباما صعّد لغة وعيده واعلن عزمه على توجيه خطاب يوم الثلاثاء حول سورية، رغم اقراره بصعوبة الحصول على موافقة الكونغرس لتدخل عسكري ضد سورية، كما أوضح اوباما إن مصداقية الولايات المتحدة في الساحة الدولية على المحك، ومن الصعب ان يتراجع عن قرار توجيه الضربة العسكرية الا اذا حصل ذلك من خلال صفقة بعد مفاوضات سرية تدور بين دبلوماسيين امريكيين وروس تقوم على تلبية عدة شروط للتسوية السلمية، فيما يبدو ان موسكو التي حاولت التسويف عبر المطالبة بطرح هذه الشروط في مؤتمر جنيف 2، تنتظر الحصول الاثنين على اجوبة حولها.

وقالت مصادر مقربة من المعارضة السورية، ان المفاوضات السرية انتقلت الى كواليس قمة العشرين في سان بطرسبرغ، ورجحت ان تكون المفاوضات تأثرت بالاجواء المشحونة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الامريكي.

وتحدث المسؤول في المعارضة السورية، الذي فضل عدم الافصاح عن اسمه، ان المفاوضات لحل سلمي تدور حول ثلاث قضايا اساسية، الاولى هي تشكيل لجنة تضم مسؤولين عسكريين من النظام والمعارضة تبحث اعادة هيكلة الجهاز الامني والعسكري. وتعتبر المعارضة السورية هذه النقطة قضية لها اولوية لبدء مفاوضات يمكن ان تعزز الوصول لحل في وقت قريب، بينما يتحدث النظام عن تشكيل لجان مشتركة لوقف النار، وهو ما تعتبره المعارضة مضيعة للوقت.

واضاف المصدر لـ’القدس العربي’ ان القضية الثانية التي تطرحها الولايات المتحدة هي تخلي النظام السوري عن ترسانة الاسلحة غير التقليدية والتخلص منها بمشاركة خبراء دوليين، اضافة لالتزامه بعدم تسليم اسلحة الى حزب الله.

اما القضية الثالثة التي يتم التفاوض حولها فهي اعلان الرئيس السوري عدم نيته الترشح للانتخابات الرئاسية بعد نهاية ولايته الثانية في تموز 2014.

ويربط بعض المحللين هذه التكهنات بتوقيت هروب وزير الدفاع السوري السابق علي حبيب لاسطنبول. ويرجح هؤلاء ان يكون لحبيب، الشخصية العلوية التي تحظى باحترام العلويين والضباط الكبار منهم خصوصا وقبول النظام وعدم رفض المعارضة، دور هام في المفاوضات والمرحلة الانتقالية.

ويذكر ان علي حبيب قبل تولّيه منصبه وزيراً للدفاع كان قائداً للفرقة السابعة من الجيش السوري خلال فترة انتشارها في لبنان ثم عودتها الى مواقع انتشارها الجبهة السورية، والأهم من ذلك أنه كان قائد القوات السورية المتموضعة في السعودية والتي شاركت قوات التحالف التي ترأستها امريكا وبريطانيا وهاجمت العراق في حرب الخليج الثانية عام 2003.

وقالت المصادر ان المفاوضات بدأت منذ يوم السبت الماضي عندما اعلن اوباما تحويل ملف الضربة الجوية الى الكونغرس، للتأكيد على جديته في معاقبة نظام الاسد وللاستفادة من الوقت بين التاريخين لبدء مفاوضات ليس متأكدا انها ستصل لنتيجة اكيدة، ولكن قد يستخدمها اوباما كذريعة ومحاولة اخيرة تعوض عدم ذهابه لمجلس الامن بسبب الفيتو الروسي.

وذكرت تقارير امريكية ان اوباما اصدر توجيهات للبنتاغون لوضع لائحة موسعة من الاهداف المحتمل ضربها، تأخذ بالحسبان المعلومات الاستخبارية التي تحدثت عن نقل نظام الاسد قواته واجهزة استخدام الاسلحة الكيمياوية.

وقالت مصادر المعارضة ان موسكو، التي الغت زيارة وفدها البرلماني للكونغرس، قد تؤجل الرد وتراهن على عدم تمرير الكونغرس للقرار. فحتى الآن لا يمكن التكهن بما سيكون عليه قرار الكونغرس، فبعد تقديم ادلة على استخدام اسلحة كيمياوية وبعد عرض ادلة على استخدامها من جانب النظام، الا ان بعض المشرعين الامريكيين، الذين ما زالت الحرب في العراق التي قتل فيها 4400 جندي امريكي ماثلة في اذهانهم، يدعون لاستنفاد كل الخيارات الدبلوماسية، ويتساءلون عما اذا كانت الضربة العسكرية ستردع الاسد وسط مخاوف من ان يكون رد فعله اكثر عنفا.

أوباما: الضربة الأمريكية لسورية ستكون محدودة في نطاقها ومدتها

واشنطن- (د ب أ): قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما السبت إن الفشل في الرد على الهجوم بالسلاح الكيماوي في سورية يهدد الأمن القومي الأمريكي ويزيد احتمالات شن هجمات كيماوية في المستقبل من جانب الحكومة السورية والمجموعات الإرهابية أو دول أخرى.

وأضاف أوباما في حديث تليفزيوني المسجل بث السبت: “نحن الولايات المتحدة الأمريكية. لايمكن أن نغض الطرف عن مثل تلك الصور التي شاهدناها تأتي من سورية”.

وتابع :”هذا هو السبب وراء قراري بتوجيه ضربة أمريكية إلى سورية… الضربة سوف تكون محدودة في نطاقها ومدتها وتهدف إلى ردع الحكومة السورية عن استخدام الغاز السام ضد شعبها مرة أخرى وإضعاف قدرتها على القيام بذلك”.

واستطرد أن العملية لن تشمل إرسال قوات برية، و”لن تكون سورية عراقا أو أفغانستان أخرى”.

وأردف أن عدم اتخاذ إجراء ضد استخدام الأسلحة الكيماوية من شأنه إرسال إشارة سيئة للدول الأخرى بأنه لن تكون هناك عواقب وخيمة جراء استخدامها الأسلحة الكيماوية.

اشتون: المعلومات تشير إلى أن حكومة سوريا مسؤولة عن الهجوم الكيماوي

فيلنيوس- (رويترز): قالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأروبي السبت إن 28 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي اتفقت على أن المعلومات المتاحة تظهر على ما يبدو أدلة قوية على أن الحكومة السورية شنت هجوما كيماويا في أغسطس آب.

وصرحت اشتون للصحفيين بعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في عاصمة ليتوانيا فيلنيوس “(الحكومة) هي الجهة الوحيدة التي تمتلك مواد الاسلحة الكيماوية والوسائل اللازمة لتوصيلها بكميات كافية”.

وذكرت ان الوزراء اتفقوا على أن العالم لا يسعه أن يقف “مكتوف الايدي” وتابعت ان الرد ينبغي ان يكون جليا وقويا لمنع أي استخدام للاسلحة الكيماوية في سوريا في المستقبل.

ولكن الوزراء لم يصلوا إلى حد تأييد العمل العسكري الذي تقترحه الولايات المتحدة وفرنسا. وتقول واشنطن ان الهجوم الذي وقع في 21 اغسطس آب اودى بحياة أكثر من 1400 شخص.

وقالت اشتون إن وزراء الاتحاد الاوروبي رحبوا بتعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند بانتظار تقرير مفتشي الأمم المتحدة عن الهجوم قبل أي تحرك.

وقالت “الاتحاد الاوروبي يشدد… على الحاجة للتعامل مع الازمة السورية من خلال الامم المتحدة”.

هولاند ينتقد صحيفة لوفيغارو على نشرها مقابلة مع الأسد

سان بطرسبورغ- (ا ف ب): وجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انتقادا إلى الطريقة الساخرة التي نشرت فيها صحيفة لوفيغارو الفرنسية مقابلة مع الرئيس السوري بشار الأسد اطلق خلالها تحذيرات من استهداف “مصالح فرنسا”.

وخلال مؤتمر صحافي في سان بطرسبورغ على هامش مشاركته في قمة العشرين، قال هولاند “لا يسعنا شكر لوفيغارو كفاية على حسها المدني بالسماح بتنوير الرأي العام في بمقابلة مع هذا الديكتاتور. الان، بتنا نعلم انه يريد تصفية معارضيه”.

وكان نشر صحيفة لوفيغارو الثلاثاء مقابلة مع الرئيس بشار الأسد اثارت استياء في الاليزيه، وهو ما عبرت عنه اوساط مقربة من الرئيس الفرنسي.

والثلاثاء، اكد هولاند انه “خرج اكثر قوة في تصميمه” على مواجهة الرئيس السوري بعد المقابلة التي نشرتها لوفيغارو.

العربي: ضرب سورية سيشعل المنطقة كلها ومايحدث في مصر شأن داخلي

القاهرة- (د ب أ): قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن ضرب سورية سوف يشعل المنطقة بأسرها وإن مايحدث في مصر شأن داخلي.

وأضاف العربي في مقابلة مع صحيفة (الأهرام) المصرية الصادرة السبت أنه لايمكن تفسير  بيانات الجامعة العربية التي طالبت مجلس الأمن بالتدخل واتخاذ إجراءات رادعة بسورية على أنه موافقة على ضرب الأخيرة.

وتابع: “اللجوء  للأمم المتحدة ليس عجزا عربيا لأننا نعيش في ظل نظام دولي ولقد وصلنا في المرحلة الحالية لدرجة صعبة، والمشكلة تضخمت بسبب عدم تسوية القضية السورية في ظل استمرار الدمار والقتل والذي يشاهده الجميع، ولا يمكن لأحد أن ينكر أن النظام السوري هو الذي يقترف تلك الجرائم.. فاستخدام الطائرات وقذف المدنيين وإطلاق المدافع على المدن والمدنيين مستمر من قبل النظام السوري ولا أحد يمكنه القول إن المعارضة السورية هي التي تفعل ذلك لأنها لا تملك مثل تلك الأسلحة”.

غير أن العربي أعرب عن رفضه توجيه ضربة أمريكية بدون موافقة مجلس الأمن.

وحول ما إذا كان توجيه ضربة أمريكية لسورية يعتبر تنفيذا للمخطط الأمريكي واستكمالا لمشروع الشرق الأوسط الكبير، قال :”لا أعترف بالمخططات والمؤامرات بل وضد فكرة المؤامرات من الأساس″.

وردا على مخاوف تتردد بأن العراق ضربت ويتوجهون لسورية  الآن وأن الدور القادم على مصر، قال: “هذا أمر لا أخشاه.. ومن يرددون تلك الأقاويل لا يفهمون حقائق الأمور، فمصر تختلف تماما لأنها دولة مركزية بالعالم”.

وحول الأوضاع في مصر، قال: “ما أريد توضيحه بالنسبة للشأن المصري أن ما يحدث فيها هو أزمة داخلية وليست خارجية وستحل داخليا، فلم تؤثر الضغوط في توجيه مصر نحو مسار معين غير الذي تخططه لنفسها وما يحدث أن الأمور تهدأ كل يوم عن الذي سبقه، ولذا لا أرى داعيا لأي خوف”.

وأعرب عن مخاوفه من الدعم الأمريكي للجماعات الإسلامية و”الإرهابية” ولكن “ليس بالصورة التي يتصورها البعض فالإرهاب سيقضى عليه وهذا يحدث في الوقت الراهن”.

وفيما يتعلق بالمباحثات الإسرائيلية الفلسطينية ، قال أمين عام الجامعة العربية ، إن المباحثات التي تتم تحت إشراف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والتي تسعى لإقامة دولتين متجاورتين تأتي في الإطار الذي اتفق عليه عام 1993 .

واستطرد :”الاتجاه في الإدارة الأمريكية الحالية أعتقد أنه اتجاه نثق به بالوقت الراهن والذي يؤكد أن ذلك الاتفاق سيفعل في خلال ستة أو تسعة أشهر، والأيام المقبلة ستظهر لنا مدى حقيقة ذلك”.

تجدد الاشتباكات عند اطراف بلدة معلولا المسيحية وجبهة النصرة تعلن مسؤوليتها عن إغتيال محافظ حماة

بيروت- دبي- (ا ف ب)- (رويترز): تجددت الاشتباكات السبت بين مقاتلين سوريين معارضين والقوات النظامية عند اطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك بعد يومين من انسحاب مقاتلي المعارضة من البلدة.

وقال المرصد في بيان “تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية واللجان الشعبية المسلحة الموالية لها من طرف ومقاتلين من الكتائب المقاتلة من طرف اخر عند اطراف ومدخل بلدة معلولا”.

واوضح ان الاشتباكات جاءت بعد ان “استهدفت القوات النظامية فجرا بالمدفعية التل الذي يقع فيه فندق سفير- معلولا ويتمركز فيه مقاتلون” معارضون.

واشار الى ان القوات النظامية كانت عادت وعززت الحاجز الذي فجر مقاتل من جبهة النصرة نفسه عليه صباح الاربعاء الماضي. وقتل الاربعاء عدد من عناصر الحاجز في الانفجار، وتلت ذلك اشتباكات الخميس تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من دخول بعض انحاء البلدة. الا انهم انسحبوا منها بعد ساعات. وهم موجودون في محيط فندق سفير وبعض التلال المحيطة بالبلدة.

واعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية ان الجيش الحر انسحب من معلولا “حفاظا على أرواح المدنيين وصيانة للإرث الحضاري العريق فيها”، وانه “لم يقم بأي اعتداء على كنائس أو أديرة”، وذلك بعد ان اشارت تقارير اعلامية الى تعرض كنائس معلولا للقصف والاحراق على ايدي مسلحين معارضين.

كما نفى سكان ورئيسة دير مار تقلا في البلدة الام بلاجيا سياف ان تكون المراكز الدينية تعرضت لاي اعتداء.

ولم تتمكن وكالة فرانس برس السبت من الاتصال باحد داخل البلدة.

وفي سياق متصل، قتل 14 مقاتلا معارضا وفتى ورجل في قصف من القوات النظامية على بلدتي الكسوة والمقيلبية في ريف دمشق (جنوب العاصمة)، بحسب ما ذكر المرصد الذي اشار ايضا الى اشتباكات في المنطقة ومحاولة من القوات النظامية للتقدم نحو البلدتين الواقعتين تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

كما اشار المرصد الى قصف على بلدات زملكا (شرق دمشق) وداريا ومعضمية الشام (جنوب العاصمة).

وفي تقارير المرصد الاخرى السبت غارات للطيران الحربي السوري على مناطق في درعا (جنوب) والرقة (شمال) وادلب (شمال غرب).

ومن جهة أخرى، ذكرت مجموعة سايت لمراقبة المواقع الإسلامية على شبكة الانترنت أن جبهة النصرة الإسلامية المتشددة اعلنت مسؤوليتها عن اغتيال محافظ حماة الشهر الماضي.

واورد التلفزيون السوري الشهر الماضي أن “ارهابيين” اغتالوا انس عبد الرزاق محافظ حماة في انفجار سيارة ملغومة.

ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها على الفور الا ان اصابع الاتهام وجهت لجبهة النصرة النشطة في المنطقة والتي اضحت ابرز الجماعات التي تقاتل للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

ونقلت سايت عن جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة قولها انها راقبت تحركات عبد الرزاق لمدة شهر قبل ان توجه ضربتها.

وذكرت في ترجمة باللغة الانجليزية أن الجبهة التي تصفها الولايات المتحدة بانها منظمة ارهابية شرحت تفاصيل الحادث موضحة انها تركت سيارة ملغومة على جانب الطريق لتنفجر اثناء مرور موكب عبد الرزاق في 25 اغسطس آب الماضي.

وتابعت الجبهة أن عبد الرزاق شارك فيما وصفته بجرائم الاسد ضد السنة في سوريا دون ذكر تفاصيل.

وفي الشهر الماضي توعد زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني باستهداف الاقلية العلوية في سوريا التي ينتمي اليها الاسد بالصورايخ للثأر بعد مزاعم هجوم بالأسلحة الكيماوية قرب دمشق.

وتسعى الإدارة الامريكية للحصول على تفويض من الكونجرس لتوجيه ضربة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد بعد الهجوم بأسلحة كيماوية في حين تنفي دمشق مسؤوليتها عن الهجوم.

وذكرت سايت في رسالة الكترونية منفصلة ان أكثر من ثماني جماعات معارضة للاسد من بينها كتيبة شهداء الغوطة ولواء الحبيب المصطفى وكتيبة عيسى بن مريم تعارض التدخل الغربي في سوريا وتصفه “بعدوان جديد” على المسلمين.

استطلاع رأي: ضربة عسكرية أمريكية محدودة ضد سورية لن تسقط الأسد

اسطنبول- (د ب ا): اشار استطلاع للرأي العام إلى أن توجيه ضربة محدودة بقيادة الولايات المتحدة في سورية ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد إلى ان 38 بالمئة من عينة شملت 1800 شخص يرون أن الضربة لن تسقط الاسد.

وقالت مؤسسة (صدى للابحاث و استطلاع الرأي) السورية في بيان لها ارسلت نسخة منه السبت لوكالة الانباء الالمانية تضمن نتائج استطلاع الرأي حول ضربة عسكرية غربية مرتقبة ضد نظام الاسد ان الاستطلاع جرى في الفترة بين 1 و 5 ايلول/ سبتمبر الجاري تضمن مجموعة محاور متعلقة “بالضربة العسكرية المرتقبة التي تقودها الولايات المتحدة و الجاري الحديث عنها راهنا… “

وكانت اجابات 684 شخصا من اصل 1800 شخص تراوحت اعمارهم بين سن 18 و 65 عاما من السوريين في الداخل والخارج ان “الضربة ستكون محدودة ولن تسقط نظام بشار الاسد”، بينما رأى 15 بالمئة من العينة ان الضربة ستسقط نظام الاسد.

بينما وافق 47 بالمئة على ان الشعب السوري هو من سيكمل عملية اسقاط نظام الاسد في سوريا.

وحول جدية الادارة الامريكية في توجيه الضربة العسكرية لنظام الاسد او لا، “فان الموافقين على انها جادة كانت نسبتهم 41، فيما اعتبر 31 بالمئة من السوريين في العينة ان الادارة الامريكية مترددة وتراوغ.

وعما اذا كانت “الضربة ستوجه الى فصائل جهادية اسلامية مثل جبهة النصرة ودولة العراق والشام” فان 23 بالمئة اجابوا بـ(لا) ستوجه فقط الى كتائب الاسد و43 بالمئة اجابوا انه ستوجه الى الطرفين، الاسد والفصائل الاسلامية الجهادية.

اما عن التوقعات حول كيف يكون المشهد السوري بعد الضربة في حال حصولها فان 10 بالمئة اعتبروا ان حربا اهلية ستحدث، و41 بالمئة قالوا ان الفوضى ستعم البلاد لفترة وسيظهر امراء حرب هناك.

وفيما اذا كان احتمال وجود صفقة سياسية امريكية روسية وحدوث انقلاب عسكري على نظام الاسد واردا، لئلا تحدث الضربة العسكرية اجاب 15 بالمئة ان ذلك احتمال قوي، ووافق 58 بالمئة على ان ذلك احتمال ضعيف.

وقال البيان ان نسبة النساء المشاركات في الاستبيان كانت 40 بالمئة من العينة.

ويأتي الاستطلاع وسط استعدادات امريكية لتوجية ضربة لسورية على خلفية ماتردد عن قيام القوات السورية باستخدام اسلحة كيميائية في ريف دمشق الشهر الماضي مما اسفر عن مقتل 1300 شخص فيما تقول الادارة الامريكية ان عدد القتلى يبلغ اكثر من 1400 شخص.

غير ان الحكومة السورية تنفي ذلك.

بوتين لعب بورقة السايكولوجيا والمجتمع الدبلوماسي يتهامس: أيهما يسقط الآخر الآن أوباما أم بشار؟

عمان- القدس العربي- بسام البدارين: إستنادا إلى خبراء بمؤسسة الرئاسة الروسية حقق الرئيس فلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين الأخيرة هدفا في المرمى الأمريكي عندما مارس لعبته المفضلة في الإرهاق السايكولوجي للخصوم الأمريكيين.

بوتين شغوف بالحرب النفسية وبالعمل الإستخباري وهذا الشغف دفعه لإدارة فعاليات ذهنية في معركة لم يكن من الممكن إخفائها مع غريمه الأمريكي باراك أوباما.

تجلى ذلك بإشارة بوتين العلنية لإن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري (يكذب) وبقيامه قبل ذلك عشية قمة العشرين بشطب أوباما من قائمة أصدقائه على فيس بوك مع إبقاء جو بايدن نائب الرئيس صديقا مما دفع أوباما للرد بشطب بوتين عن قائمة المتتبعين في تويتر.

فوق ذلك ظهر بوتين صلبا وواثقا وهو يطالب الصحفيين في المؤتمر الصحفي الختامي بطرح أي سؤال يريدونه كما ظهر متابعا للمنطقة عندما تحدث عن سيناء وما يجري فيها.

في الأثناء دخل القيصر الروسي في لعبة الأرقام والنسب عندما سأله أحد الصحفيين عن عدد ونسبة الذين أيدوا العمل العسكري أو رفضوه داخل إجتماع العشرين.

تدفق بوتين علنا ليعدد أسماء الدول التي وقفت ضد العملية العسكرية في سوريا وقال بأنها تفوق (50 %) وأنه ليس صحيحا أنها أقل من ذلك.

لاحقا إضطر الأمريكيون بدورهم للعد فصرح كيري بأن 11 دولة توافق على الضربة العسكرية فيما تقلص عدد الدول التي وقعت علي بيان مع الامريكيين ليصبح عشر دول مع ملاحظة هامة :الدول الموقعة لم تصادق على مسألة الضربة العسكرية وتحدثت عن رد فعل قوي للمجتمع الدولي.

الطرافة ظهرت على بوتين عندما إعترف أمام الصحفيين بأنه أصيب بالزكام بسبب مكيفات هواء الطائرة لكن وزارة الخارجية الأمريكية كانت تعبر قبل ذلك عن صدمتها لإن بوتين إتهم كيري بالكذب عبر الإشارة إلى أن الأخير جافاه النوم بسبب هذه التهمة البشعة.

..هذه الصراعات غير المألوفة بين واشنطن والقيصر الروسي وضعت سياقا جديدا من التنافس وساهمت في تعقيد الموقف والمشهد والأهم أنها حسب دبلوماسي جزائري عريق هو السفير أحمد جمال ضيقت من هوامش الخيار أمام الرئيس أوباما الموصوف اليوم بأنه صعد على الشجرة ولا يعرف طريق النزول.

السؤال الأن: هل خطط بوتين جيدا لهذه الزاوية الضيقة عندما سخر من الأمريكيين لهذا المستوى ؟.

عواصم عربية متعددة من بينها عمان والقاهرة وأبو ظبي والرياض إنشغلت بإندفاع في البحث عن إجابة منطقية على هذا السؤال.

بمنطق التحليل السياسي قد يتمكن أوباما من النزول عن الشجرة عبر المخرج الإستراتيجي الذي توفره له ساحة الكونجرس إذا ما صوتت بعد التاسع من الشهر الجاري بـ(لا) للضربة العسكرية على حد رأي السياسي الأردني المخضرم ممدوح العبادي الذي يقدر بان الكونجرس قد يمنح أوباما فرصة مغادرة منطق العدوان والهجوم العسكري والبحث في خيارات أقل كلفة.

لكن بعض المحللين لهم رأي مختلف تماما يستند إلى قياسات القلق التي شعرت بها بعض العواصم العربية وهي تشاهد أداء بوتين السايكولوجي وهو يضع أوباما بزاوية خيارات ضيقة جدا فالرجل كان يتحدث عن ضربة عسكرية محددوة لإضفاء مصداقية على خطابه الشهير الذي هدد فيه الرئيس بشار الأسد في حال إستعمال الكيماوي.

اليوم يختلف موقع أوباما فخيار الضربة المحدودة لم يعد مطروحا كما يلاحظ المحلل السياسي الدكتور عامر سبايلة مشيرا لإن الموقف بعد قمة العشرين ينحصر الأن بخيارين: ضربة ماحقة تماما مفتوحة على كل الإحتمالات أو التراجع عن الضربة.

لدى الدوائر المحيطة بالقرار الأردني مثلا قناعة بان أوباما قبل قمة العشرين كان سائرا بإتجاه ضربة محدودة بكل الأحوال , الأمر الذي دفع رئيس وزراء الأردن عبدله النسور مثلا لركوب الموجة وتأييد الضربة بشرط إثبات مسئولية النظام السوري عن ضربه الكيماوي قبل تعديل الموقف المثير.

نفس الدوائر لديها قناعة مرجحة اليوم بان الخيارات أصبحت أكثر تعقيدا لإن أوباما بعد إستعراضات بوتين في قمة العشرين عبر المايكروفونات وأمام الإعلام يعيش معادلة من طراز (إما الضربة أو أنا شخصيا) وفقا لقراءة سريعة تقدمت بها فجر السبت خلية أزمة صغيرة معنية بقراءة التطورات في مؤسسة سيادية أردنية مهمة.

الفكرة هنا تتمركز على تداعيات ما حصل في قمة العشرين على طاقم الإدارة خصوصا في ظل صعوبة المعركة في الكونجرس ومع أوروبا وإحتمالات أن يجد أوباما نفسه مجبرا على معركة قاسية مع خيارات ضيقة تتعلق بمستقبله السياسي أو حتى بحاضره.

عنصر التعقيد في المسألة اليوم أن حرب بوتين السايكلوجية الساخرة دفعت الأمور- لا أحد يعرف عن قصد أو بدونه- بإتجاه أحد خيارين لا ثالث لهما : أوباما يسقط نظام بشار الأسد أو يحصل العكس تماما في الواقع …هذا حصريا ما تهامش به المجتمع الدبلوماسي الغربي في العاصمة الأردنية عمان عشية المؤتمر الصحفي الختامي لقمة العشرين.

عشر دول تدعم الولايات المتحدة في رد قوي ضد النظام السوري

بيروت- سان بطرسبرغ- (د ب أ): انضمت عشر دول إلى الولايات المتحدة في بيان مشترك صدر الجمعة يدين استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري وقالوا إنهم يدعمون الجهود الدولية لفرض حظر على استخدامها.

وفي الوثيقة التي صدرت خلال قمة مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبرج الروسية، لم تصادق الدول العشر على رد عسكري.

ودعت كل من استراليا وبريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية واسبانيا وتركيا والولايات المتحدة إلى “رد فعل دولي قوي لهذا الانتهاك الخطير لقواعد وضمير العالم”.

ويخوض الرئيس الأمريكي باراك أوباما معركة شاقة في العاصمة الأمريكية واشنطن لإقناع الكونجرس بدعم ضربة عسكرية محدودة ضد أهداف سورية للحط من قدرة الحكومة على اطلاق الأسلحة الكيمياوية.

واعترف أوباما بهذا التحدي، قائلا في سان بطرسبرغ “كنت أعرف أن هذا سيكون حمل ثقيل”.

وقالت تقارير إعلامية في العاصمة الفرنسية باريس إن الشرطة اعتقلت أربعة رجال يشتبه في انتمائهم لخلية إسلامية متشددة الجمعة للاشتباه في أنهم كانوا يعتزمون الانضمام لجماعات جهادية في سورية.

وقالت إذاعة فرانكو انفو ووسائل إعلامية أخرى نقلا عن مصادر الشرطة إنه تم إلقاء القبض على المشتبه بهم الذين تتراوح أعمارهم بين 23 و 33 عاماً في العاصمة الفرنسية باريس.

ويعتقد أنهم جزء من مجموعة يشتبه في قيامها بسرقة مطعم وجبات سريعة لجمع الأموال للسفر إلى سورية حيث انضمت العديد من الجماعات الجهادية للقتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وتحركت الولايات المتحدة لإجلاء العاملين غير الضروريين من سفارتها في لبنان اليوم الجمعة، كما وافقت أيضا على المغادرة الطوعية من قنصليتها في أضنة بتركيا، في الوقت الذي تلوح فيه خطوة عسكرية ضد سورية.

وقالت السفارة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني :”خفضت وزارة الخارجية العاملين غير الضروريين وأفراد الأسر من سفارة بيروت بسبب التهديدات لمنشآت وأعضاء البعثة الأمريكية”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف إن خفض العاملين في أضنة، جنوب شرق تركيا بالقرب من المنطقة الحدودية مع سورية، تم الإعلان عنه في واشنطن، وكان ذا طابع طوعي أكثر من كونه أمرا بالإجلاء.

وأضافت هارف “من الواضح أن التوتر في المنطقة … بما في ذلك سورية ، يلعب دورا في هذا .وأعتقد أنه سيكون واضحا لمعظم الناس، وسيكون من السخف أن يتم التفكير خلاف ذلك”.

وأوضحت أنه لا توجد تهديدات محددة لأي من المقرين الدبلوماسيين.

كما حثت الولايات المتحدة رعاياها بتجنب السفر إلى لبنان بسبب ما وصفته بـ”مخاوف حالية خاصة بالسلامة والأمن”.

وجاء في البيان: “يجب ان يفهم المواطنون الأمريكيون الذين يعيشون ويعملون في لبنان انهم يتقبلون المخاطر في البقاء ويتعين ان يفكروا مليا في هذه المخاطر”.

ولم تعط السفارة اى تفاصيل عن ماهية هذه المخاطر أو عدد الموظفين الذين غادروا لبنان بالفعل.

واتهمت الولايات المتحدة مرارا نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام أسلحة كيماوية في هجوم بالقرب من دمشق في الحادي والعشرين من آب/ أغسطس الماضي، وهو ما تقول واشنطن انه أودى بحياة 1429 شخصا.

وتنفى الحكومة السورية المسؤولية .

11 دولة بقمة العشرين تدعو لرد دولي قوي ضد دمشق

فرنسا ستنتظر تقرير مفتشي الامم المتحدة قبل اي عمل عسكري

سان بطرسبورغ ـ وكالات: دعت احدى عشرة دولة في قمة مجموعة العشرين الجمعة في بيان الى ‘رد دولي قوي’ اثر استخدام اسلحة كيميائية في سورية، مؤكدة ان مؤشرات تدل ‘بوضوح’ على مسؤولية نظام الرئيس بشار الاسد في هجوم كيميائي في 21 اب (اغسطس).

ووقع على هذه الدعوة التي نشرها البيت الابيض في ختام قمة سان بطرسبورغ، كل من استراليا وكندا وفرنسا وايطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية واسبانيا (التي ليست رسميا عضوا لكنها مدعوة دائمة الى مجموعة العشرين).

واورد البيان ‘ندين بأشد العبارات الهجوم الرهيب بالاسلحة الكيميائية في ضواحي دمشق في 21 اب (اغسطس) والذي اسفر عن مقتل عدد كبير من الرجال والنساء والاطفال’.

واضاف ان ‘الادلة تؤكد بوضوح مسؤولية النظام السوري عن هذا الهجوم. اننا ندعو الى رد دولي قوي على هذا الانتهاك الخطير للقواعد والقيم المطبقة في العالم بهدف توجيه رسالة واضحة لعدم تكرار هذا النوع من الفظائع. ان من ارتكبوا هذه الجرائم يجب ان يتحملوا المسؤولية’.

وتابع البيان ان ‘الموقعين طالبوا منذ وقت طويل بقرار قوي يصدره مجلس الامن الدولي، لكن الاخير’ معطل منذ عامين ونصف عام، و’العالم لا يمكنه ان ينتظر نتيجة عملية لا نهاية لها ايلة الى الفشل’.

لكن الاوروبيين الذين وقعوا البيان اكدوا مواصلة السعي الى ‘موقف مشترك’ في موازاة اجتماع في فيلنيوس يعقده وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي.

والبيان الذي لم يتضمن اي اشارة علنية الى تدخل عسكري في سورية، يعكس مجددا انقسام المجتمع الدولي حيال الملف السوري.

قال الرئيس الامريكي باراك اوباما الجمعة إن معظم زعماء مجموعة العشرين يجمعون على ان الرئيس السوري بشار الاسد مسؤول عن استخدام الغاز السام ضد مدنيين. ويسعى أوباما لحشد التأييد في الداخل والخارج لتوجيه ضربة عسكرية لسورية.

وقال أوباما إنه يعتزم إلقاء كلمة للشعب الأمريكي عن سورية يوم الثلاثاء القادم أثناء بحث الكونغرس طلبه للقيام بعمل عسكري محدود في سورية.

وقال أوباما الذي كان يتحدث للصحافيين أثناء قمة مجموعة العشرين إن زعماء أكبر اقتصادات في العالم متفقون على أن الأسلحة الكيمياوية استخدمت في سورية وإن هناك حاجة لتأكيد الحظر الدولي على استخدام الأسلحة الكيمياوية.

لكنه قال إن ثمة خلافا بين الزعماء خلال اجتماعهم في سان بطرسبرغ بشأن ما اذا كان من الملائم استخدام القوة في سورية دون استصدار قرار من الأمم المتحدة.

ولم تتمكن الولايات المتحدة من الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي على تحرك عسكري ضد سورية نظرا لمعارضة روسيا وهي من الدول الخمس دائمة العضوية التي تتمتع بحق النقض (الفيتو).

وقال أوباما في المؤتمر الصحافي ‘غالبية الحاضرين يرتاحون للاستنتاج الذي توصلنا إليه بأن الأسد وحكومة الأسد هم المسؤولون عن استخدامها (الأسلحة الكيمياوية) ‘. وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يوافق على ذلك.

من جهته اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة انه سينتظر تقرير مفتشي الامم المتحدة حول الهجوم الكيميائي في 21 اب (اغسطس) في سورية قبل توجيه اي ضربة الى النظام السوري، مؤكدا ان فرنسا لن تستهدف سوى اهداف عسكرية.

وقال هولاند في مؤتمر صحافي اثر انتهاء قمة مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبورغ الروسية ‘هل سننتظر تقرير المفتشين؟ نعم، سننتظر تقرير المفتشين كما سننتظر تصويت الكونغرس′ الامريكي الذي من المتوقع ان يبدأ بمناقشة الموضوع اعتبارا من الاثنين المقبل.

واضاف هولاند ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يأمل في ان يتم نشر تقرير المفتشين ‘سريعا’ رغم انه ‘لم يحدد موعدا’ لذلك.

وتابع الرئيس الفرنسي ‘سنحرص فقط على استهداف اهداف عسكرية لتجنب تمكين (بشار الاسد) من الايحاء بسقوط ضحايا مدنيين’.

رئيس مجلس النواب السوري يناشد الكونغرس الامريكي عدم السماح بضربة عسكرية

دمشق ـ ا ف ب: وجه رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام ‘رسالة مفتوحة’ الى البرلمانيين الامريكيين ناشدهم فيها ‘عدم التهور’ بالتصويت لصالح ضربة عسكرية تنوي الولايات المتحدة وحلفاء لها توجيهها ضد بلاده ردا على هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق. واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية ‘سانا’ الجمعة ان اللحام قال في رسالته الموجهة الى رئيس مجلس النواب جون باينر ‘نطلب منكم عدم الاقدام على عمل متهور، لا سيما انه من صلاحيتكم اليوم ان تحولوا الولايات المتحدة عن سلوك طريق الحرب الى سلوك طريق الدبلوماسية’ والحوار بين البلدين.

واضاف ‘نناشدكم ان تتواصلوا معنا من خلال حوار متحضر لا ان يكون حوارنا بالدم والنار، ونأمل ان نقابلكم في ذلك الطريق وان نتحاور كبشر متحضرين كما ينبغي لنا ان نكون’.

واكد ان دمشق ‘تتبنى حلا دبلوماسيا لان الحرب ما كانت يوما طريق انتصار’.

وسأل اللحام في رسالته ‘نسالكم اذا ما قصفتمونا ألن ننزف؟ ألن يتضرر الكثير من الابرياء؟’

واكد ان الولايات المتحدة وسورية يواجهان ‘عدوا مشتركا’. وقال ‘ان المحرك الاساسي للجرائم الفظيعة التي ارتكبت في 11 ايلول (سبتمبر) هو الفكر الوهابي الجهادي الذي احتضنه وموله السعوديون’، وان ‘الكراهية الوهابية الجهادية ولدت من رحم العقيدة الجهادية للاخوان المسلمين’.

واعتبر ان ‘العدو المشترك الرئيس لبلدينا هو مركز الفكر الوهابي الجهادي الذي يمثله تنظيم القاعدة وجبهة النصرة والجماعات المنتسبة لها’.

وجدد اللحام ما تقوله السلطات السورية لجهة امتلاك الجماعات الاسلامية الجهادية اسلحة كيميائية، داعيا البرلمانيين الامريكيين الى زيارة سورية و’التعرف بانفسكم على حقيقة ما يجري’.

ودعاهم الى ‘تقييم الوضع قبل اتخاذ القرار’ و’ايجاد خارطة طريق لجهد مشترك فعال ضد الارهاب’، واصفا ‘العمل العدواني وغير المبرر’ المتمثل بالضربة المحتملة ‘بغير القانوني’، لان سورية ‘بلد ذو سيادة ولا يشكل اي تهديد للولايات المتحدة’، ولان العمل العسكري ‘غير موافق عليه من مجلس الامن الدولي’.

وطلب اللحام تعميم الرسالة ‘على الفور على كل عضو في الكونغرس قبل بدء مناقشة هذا الهجوم’، كما طلب ‘قراءة الرسالة خلال مراسم افتتاح المناقشة لضمان ان يقيم السادة اعضاء الكونغرس الوضع بشكل كامل في سورية وليحيطوا بالمقترحات الواردة في الرسالة’.

ويستأنف مجلس الشيوخ الامريكي عمله بعد العطلة الصيفية في التاسع من ايلول (سبتمبر). ويفترض ان يصوت، بناء على طلب من الرئيس الامريكي باراك اوباما، على شن ضربة عسكرية ضد سورية.

وذكر رئيس مجلس الشعب السوري بانه كان ارسل رسالة مماثلة الى مجلس العموم البريطاني الذي رفض مشاركة بلاده في اي ضربة عسكرية، داعيا البرلمانيين الامريكيين الى ‘اتباع نهج مماثل’.

ووجه اللحام هذا الاسبوع رسالة الى البرلمانيين الفرنسيين دعاهم فيها الى رفض اي ‘عمل اجرامي متهور’ بحق سورية.

واعلن جون باينر الجمهوري تاييده لتدخل عسكري في سورية.

وتتهم دول عدة النظام بشن هجوم بغاز السارين على ريف دمشق في 21 آب (اغسطس) اسفر بحسب واشنطن، عن مقتل اكثر من 1400 شخص.

دبلوماسي غربي: الضربة الأمريكية تستهدف مطارات سورية

لندن ـ االقدس العربيب: كشف مصدر دبلوماسي غربي عن أن الضربة العسكرية الأمريكية على سورية ستستهدف بشكل خاص المطارات التي تنطلق منها الطائرات السورية.

وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء ‘معطيات الصراع الدائر في سورية تشير إلى أن الجيش النظامي التابع للنظام السوري يتفوق على المعارضين السوريين من خلال القوة الجوية، وهو ما يعتقد الأميركيون وغيرهم بأن ضربه سيكون من شأنه تغيير قواعد اللعبة في سورية’.

وأضاف ‘الأمريكيون سيستهدفون المطارات والمواقع التي تنطلق منها الطائرات السورية لشلها عن التحرك وهو ما سيضع النظام السوري في موقف صعب يجبره على الجلوس إلى الطاولة والحديث من اجل إنهاء الصراع الحالي’. وتابع ‘نظام الرئيس الأسد يشعر بأن له اليد الطولى في الصراع ولولا سلاح الجو السوري ما كان يشعر على هذا النحو، ولذلك فالأميركيون يعتقدون انه إذا ما تم ضرب مدرجات المطارات فان النظام السوري سيمنى بخسارة كبيرة، كما أن دعم المعارضين السوريين بالمزيد من السلاح من شأنه أن يكون قوة دافعة أخرى في غير صالح نظام الأسد’.

كما لم يستبعد المصدر ضرب مواقع حزب الله اللبنانية. ورجح المصدر أن ‘تبدأ الضربات الأمريكية مباشرة بعد تصويت الكونغرس الأمريكي’ يوم التاسع من الشهر الجاري’.

من جانب اخر رست سفينة الإنزال الحربية الأمريكية سان انطونيو في ميناء حيفا في فلسطين المحتلة وعليها 300 جندي من مشاة البحرية ومعدات اتصال، كما وأرسل الأسطول الأمريكي السفينة للانضمام إلى أسطول من السفن الحربية في الشرق الاوسط ونقلتها من مهمة مختلفة.

الى ذلك، اكد مسؤول دفاع أمريكي ان سان أنطونيو قد تقوم بمهمة قاعدة طافية مؤقتة لقوات العمليات الخاصة إذا لزم الأمر وقد تساعد أيضا في عمليات إجلاء غير عسكرية

نشر أشرطة اعتمد عليها البيت الأبيض لإدانة بشّار

نصر المجالي

ايلاف

نصر المجالي: قالت شبكة CNN الأميركية إنها حصلت على بعض أشرطة الفيديو التي اعتمد عليها البيت الأبيض في اتخاذ قرار بشنّ ردّ عسكري على النظام السوري لاستخدامه سلاحا كيميائيا ضدّ شعبه، وأطلع عليها عددا من أعضاء الكونغرس لحملهم على دعم خياره.

وفي بعض الأشرطة يظهر رجال ممددون على أرضية من البلاط، من دون قمصان وهم يرتعشون ويهتزون. كما يظهر أطفال وهم على ما يبدو غير قادرين على السيطرة على حركاتهم فبدا بعضهم وهو في حالة اهتزاز، فيما كان صوت الصراخ والذعر طاغيا على الأشرطة.

وقالت الشبكة الأميركية على موقعها باللغتني الإنكليزية والعربية ان ما اظهرته الأشرطة “هي فقط بعض الأجزاء من صور مرعبة تضمنها 13 مقطع فيديو تقول الإدارة الأميركية إنها تصور بشاعة ما خلفه هجوم كيماوي في سوريا وقع في 21 أغسطس/آب”.

وتؤرخ الفيديوهات للحظات رعب، كان فيها أشخاص واقفون يحاولون تزويد أشخاص آخرين مصابين وغير قادرين على الحركة بالماء، فيما كانت اصوات التكبير تتعالى.

مزيد من الأهمية

العديد من الفيديوهات تم نشرها على الانترنت منذ مدة بعد الهجوم، ولكنها الآن حظيت بمزيد من الأهمية بعد أن أسبغت عليها أجهزة الاستخبارات المصداقية.

وفي الوقت الذي من الصعب جدا تحمل المشاهد التي تتضمنها، إلا أن الفيديوهات لا تعطي أي دليل أو فكرة عن المسؤول الذي يقف وراء الهجوم، كما أنها لا تعطي جوابا عن السؤال وراء السبب الذي يجعل من الهجوم العسكري هو الردّ الملائم.

وقالت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ  ديان فينشتاين التي اطلعت على محتويات الفيديوهات، إنها ترغب أن يرى جميع أعضاء الكونغرس بمجلسيه تلك الأشرطة. واضافت: بناء على ما شاهدته، قررت فينشتاين، دعم قرار أوباما بالتدخل، قائلة إنّ من يعارض ذلك “لا يعرف ما أعرف”.

ومن شأن إتاحة الفرصة للحصول على الأشرطة، التي فعلا حصلت CNN على نسخ منها، أن تتيح لمن يرغب مشاهدة محتوياتها وبالتالي اتخاذ القرار الخاص به. ولا تستطيع CNN الجزم بصدقية الاشرطة، ولكن مسؤولي البيت الأبيض أكّدوا أن لديهم الكثير من الأسباب التي تجعلهم غير متشككين فيها.

وختمت الشبكة قائلة: تم تصوير محتويات الأشرطة من زوايا مختلفة كما أنه فكرة شاملة وليس فقط من حيث الصور بل وأيضا من حيث الصوت، وفقا لما أبلغ به  البيت الأبيض أعضاء الكونغرس.

أمين عام الإئتلاف السوري: نحتاج تشكيل “لوبي” ضاغط لاسقاط الأسد

بهية مارديني

ايلاف

قال بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض في تصريحات خاطفة لـ”إيلاف” من مطار اسطنبول، إنه على المعارضة تشكيل “لوبي” في الغرب لشرح القضية السورية وتبيان مجازر الأسد واستخدامه الكيميائي ضد المدنيين العزل.

بهية مارديني: يرى بدر جاموس الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض أن توجه الائتلاف نحو الاتحاد الاوربي وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية بدأ متأخرا.

وقال جاموس لـ”إيلاف”، وهو في مطار اسطنبول عائدا من جولة مع رئيس الائتلاف قادته الى ألمانيا و بريطانيا، إنّ ذلك التأخير “يخضع الى عدة ظروف”.

لم يخض جاموس في تلك الظروف جميعها لكنه قال: “علينا التركيز كثيرا الآن، هناك مهام جسام علينا وعلى الجاليات السورية في المغترب لاقناع الغربيين بديكتاتورية النظام ودمويته، وهو جهد جماعي”.

أضاف: “على الهيئة السياسية للائتلاف أن تشكل “لوبي” تسافر من خلاله الى عدد من دول العالم مع الشخصيات المؤثرة في الائتلاف لشرح القضية السورية ومجازر الأسد واستخدامه الكيميائي ضد المدنيين العزل، واقناعهم بأنّ الارهاب الذي يحاول الأسد أن يجعله غطاء لجرائمه، ماهو الا أكذوبة لأن النظام هو الارهاب عينه”.

وقال: “على الائتلاف أن يعيّن عدد من السفراء في أغلب دول العالم ويكثف جهوده، فقد فوجئنا خلال لقاءاتنا بالبرلمانيين الغربيين انهم لا يعرفون جوهر القضية في سوريا”.

ويرى جاموس أن لسوريا جالية مهمة في دول العالم ويوجد أيضا رجال أعمال سوريين يدعمون الثورة بصدق ولا بد من الاستفادة من جهودهم وعلاقاتهم”.

وقال: ممثلو الائتلاف خلال زيارتهم الى ألمانيا وبريطانيا اجتمعوا مع الجاليات السورية، وكان الحديث شفافا وصريحا، إذ لدينا جالية كبيرة ومتنوعة وناجحة تتضمن رجال أعمال وأطباء”.

هذا وقررت ألمانيا اليوم الانضمام إلى النداء الذي يدعو إلى رد دولي “قوي” بعد الهجمات الكيميائية في سوريا.

وقد وقعت على ذلك البيان 11 دولة بينها الولايات المتحدة خلال قمة مجموعة العشرين، وأعلن وزير الخارجية الألمانية جيدو فسترفيله عن توقيع بلاده على البيان.

وحمل الاتحاد الأوروبي السبت حكومة بشار الأسد مسؤولية الهجوم الكيميائي لذي وقع في أغسطس آب الماضي لكنه لم يصل إلى حد التأييد الصريح لرد عسكري من الغرب.

وأتاحت الرسالة الصادرة عن اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (28 دولة) في العاصمة الليتوانية فيلنيوس والتي صيغت بعناية لفرنسا بأن تعلن نجاحها في الضغط من أجل دفع الاتحاد للموافقة على تحميل الأسد مسؤولية الهجوم الذي أدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص.

لكن الرسالة أوضحت أيضا أن الاتحاد يريد أن يكون للأمم المتحدة دور في الموافقة على رد دولي يعبر عن موقف دول من بينها ألمانيا تعارض التحرك قبل أن يقدم مفتشو الأمم المتحدة تقريرهم عن الهجوم.

وقالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن الوزراء المجتمعين في العاصمة الليتوانية اتفقوا على أن المعلومات الواردة من مجموعة كبيرة من المصادر “تظهر على ما يبدو أدلة قوية” على مسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم الكيماوي.

وقالت آشتون إن الحكومة “هي الجهة الوحيدة التي تمتلك الاسلحة الكيماوية والوسائل اللازمة لتوصيلها”.

الأوروبيون تجاوزوا خلافاتهم حيال سوريا… يريدون ردًا قويًا

أ. ف. ب.

تمكنت دول الاتحاد الاوروبي السبت من تجاوز خلافاتها حول سوريا عبر الاتفاق على ضرورة تقديم رد دولي “قوي” لكن بدون الذهاب الى حد دعم مشروع الضربات العسكرية الذي يطالب به وزير الخارجية الاميركي جون كيري وفرنسا.

باريس: غداة قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ حيث لم يتمكن من الحصول على دعم كبير لمشروع توجيه ضربة لسوريا، دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما اعضاء الكونغرس الاميركي الى الموافقة على مبدأ شن عملية عسكرية معتبرا انه لا يمكن التغاضي عما حصل في سوريا.

واثار انضمام المانيا الى النداء الذي اطلقته 11 دولة خلال قمة العشرين من اجل “رد دولي قوي” ذي طبيعة غير محددة على الهجمات الكيميائية التي وقعت في 21 اب/اغسطس قرب دمشق، ارتياحا لدى الولايات المتحدة. لكن بدون استخدام التعابير نفسها الواردة في هذا النداء، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي السبت في ختام اجتماعهم في فيلنيوس على ضرورة تقديم “رد واضح وقوي”.

وهذه الصيغة تبقى مبهمة بشكل انها ترضي الدول العديدة التي لا تزال مترددة ازاء تدخل عسكري بدون تفويض من الامم المتحدة.

وتوافق الاوروبيون ايضا على وجود “قرائن قوية” حول مسؤولية النظام السوري عن الهجوم الكيميائي في 21 اب/اغسطس والذي خلف مئات القتلى، وعلى ضرورة احالة منفذيه على المحكمة الجنائية الدولية.

ورحبت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بالموقف الاوروبي معتبرة انه يرتدي “اهمية كبرى”. كما رحب وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي حضر الى فيلنيوس لشرح موقف واشنطن، بهذا “البيان القوي حول مبدأ المسؤولية” قبل ان يغادر ليتوانيا الى باريس.

ووصل كيري مساء الى العاصمة الفرنسية وأجرى محادثات مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس “لبحث (الازمة السورية) بعد (قمة) مجموعة العشرين واجتماع فيلنيوس” وفق ما اعلنت الخارجية الفرنسية.

وابدت الدول الاوروبية المترددة رضاها عن التزام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة بانتظار صدور تقرير الامم المتحدة قبل البدء باي تحرك عسكري.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اثر الاجتماع “نرحب بقوة بتصريحات هولاند”، فيما اعتبر دبلوماسي ان “هذا الامر اتاح حلحلة في المشاورات” في فيلنيوس.

في المقابل اعلن كيري لشركائه الاوروبيين ان واشنطن لا تقطع التعهد نفسه. واعلن مسؤول اميركي “لقد قال بوضوح ان الولايات المتحدة لم تقرر انتظار” تقرير مفتشي الامم المتحدة من اجل التحرك المحتمل.

من جهته، حض مجلس التعاون الخليجي الذي يضم البحرين والكويت وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة وقطر والسعودية المجتمع الدولي السبت على “تدخل فوري” في سوريا بهدف “انقاذ” الشعب السوري من “بطش” النظام.

وقال جان اسلبورن وزير خارجية لوكسمبورغ التي تتولى حاليا مقعدا في مجلس الامن الدولي، السبت ان تحضير تقرير الامم المتحدة “يمكن ان يستغرق اسبوعا ونصف الاسبوع”. لكنه اضاف نقلا عن معلومات لدى الامم المتحدة انه من الممكن ان “تنقل عناصر مهمة من هذا التقرير الى مجلس الامن” قبل نشره رسميا.

وبالنسبة لغالبية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، فان هذا التقرير يشكل مرحلة اساسية من شانها تاكيد الاتهامات للنظام السوري بالمسؤولية عن الهجوم الكيميائي، من مصدر مستقل.

والاثنين، يجتمع الكونغرس الاميركي بعد الاجازة البرلمانية، وسيتوجه الرئيس اوباما الثلاثاء بكلمة الى الاميركيين بعدما قرر السبت الفائت مبدأ توجيه ضربات “محددة الهدف ومحدودة” على سوريا طالبا موافقة الكونغرس على ذلك.

وفي اليوم نفسه، يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى موسكو حليفة دمشق.

وابرزت قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ الانقسام الدولي العميق حيال الملف السوري، وخصوصا بعدما اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان دولا عدة بينها الصين والهند والبرازيل تتقاسم موسكو وجهة نظرها.

وستبقى الاتصالات الدبلوماسية مكثفة في عطلة نهاية الاسبوع وخصوصا في فرنسا حيث يلتقي هولاند الرئيس اللبناني ميشال سليمان في نيس بينما يتوجه كيري مساء الاحد الى لندن.

من جانب اخر، حض البابا فرنسيس المتدينين وغير المتدينين في العالم اجمع على المشاركة في يوم صوم وصلاة من اجل السلام في سوريا والشرق الاوسط السبت.

ميدانيا تجددت الاشتباكات السبت بين مقاتلين سوريين معارضين والقوات النظامية عند اطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك بعد يومين من انسحاب مقاتلي المعارضة من البلدة.

كذلك، قتل 14 مقاتلا معارضا وفتى ورجل في قصف للقوات النظامية على بلدتي الكسوة والمقيلبية في ريف دمشق (جنوب العاصمة) ليل الجمعة السبت، بحسب ما ذكر المرصد الذي اشار ايضا الى اشتباكات في المنطقة ومحاولة من القوات النظامية للتقدم نحو البلدتين الواقعتين تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

كما اشار المرصد الى قصف على بلدات زملكا (شرق دمشق) وداريا ومعضمية الشام (جنوب العاصمة).

كيري عدد كبير من الدول مستعدة للمشاركة في عمل عسكري

وقال قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت ان العديد من الدول مستعدة للمشاركة في ضربات عسكرية تقودها الولايات المتحدة ضد النظام السوري.

وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس “هناك عدد من الدول يفوق العشر مستعدة للمشاركة في عمل عسكري… ان عدد الدول المستعدة للمشاركة في عمل عسكري يفوق العدد الذي يمكن ان نستعين به فعليا في هذا النوع من العمل العسكري الذي نفكر فيه”.

هولاند ينتظر تصويت الكونغرس وتقرير الامم المتحدة

 واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت في نيس (جنوب شرق) انه سيتوجه الى الفرنسيين في شان الملف السوري بعد تصويت الكونغرس الاميركي وصدور تقرير مفتشي الامم المتحدة.

وسئل هولاند اثر لقائه الرئيس اللبناني ميشال سليمان على هامش افتتاح العاب الفرنكوفونية السابعة ما اذا كان سيخاطب الفرنسيين “نهاية الاسبوع المقبل”، فاجاب “حين يصوت الكونغرس (الاميركي)، واعتقد (ان الامر سيتم) الخميس او الجمعة، وحين يصدر تقرير المفتشين وعلى الارجح نهاية الاسبوع، عندها علينا ان نتخذ قرارا” في هذا الشان.

ورحب هولاند السبت بتاييد المانيا اعلانا للدول الاوروبية يدين بحزم نظام دمشق رغم انه لا ينص على تدخل عسكري.

وقال هولاند “الاحظ ان مواقفنا تتقدم، ارى ان الاوروبيين التقوا ايضا لدعم حل يتمثل في ادانة الاسلحة الكيميائية، والبيان الاوروبي (في فيلنيوس) يؤكد ان كل العناصر الاكثر قوة تشير الى مسؤولية نظام” دمشق، قبل ان يضيف ان “المانيا (…) انضمت اليه واسهمت في تمكين اوروبا من ان تكون موحدة”.

اوباما طالب اعضاء الكونغرس بدعم تحرك عسكري في سوريا

أ. ف. ب.

دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى “عدم التغاضي” عن استخدام اسلحة كيميائية من قبل النظام السوري ودعم ضربة عسكرية ضد دمشق وذلك في كلمته الاذاعية الاسبوعية التي بثت السبت.

واشنطن: قال الرئيس الأميركي باراك اوباما “لا يمكننا التغاضي عن الصور التي رأيناها عن سوريا (…) لذلك ادعو اعضاء الكونغرس والحزبين الى الاتحاد والتحرك من اجل النهوض بالعالم الذي نريد العيش فيه، العالم الذي نريد تركه لاولادنا وللاجيال المستقبلية”.

ويسعى الرئيس الاميركي للحصول على موافقة الكونغرس لشن ضربات ضد سوريا.

ويبدأ الكونغرس الاثنين مع انتهاء عطلته الصيفية بحث الضربات ضد سوريا ردا على الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 اب (اغسطس) في ريف دمشق والذي نسب اوباما مسؤوليته الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وحذر الرئيس الاميركي من ان “عدم الرد على مثل هذا الهجوم الفاضح سيزيد مخاطر رؤية اسلحة كيميائية تستخدم مجددا او ان تسقط في ايدي ارهابيين قد يستخدمونها ضدنا وهذا سيوجه رسالة كارثية الى الدول الاخرى، بانه لن يكون هناك عواقب بعد استخدام مثل هذه الاسلحة”.

وفي كلمته الاسبوعية ذكر اوباما بانه بصفته قائدا للقوات المسلحة هو يريد ضرب سوريا ومعاقبة النظام.

واضاف لكن “امتنا ستكون اقوى اذا تحركنا معا وستكون اعمالنا اكثر فاعلية. وذلك لطلب من اعضاء الكونغرس مناقشة المسالة والتصويت للسماح باستخدام القوة”.

ويعود اعضاء الكونغرس من عطلتهم الصيفية الاثنين الى واشنطن فيما اعلن مسؤول جمهوري كبير في مجلس النواب ان التصويت على الاذن باستخدام القوة في سوريا سيحصل “خلال الاسبوعين المقبلين”.

ويلقي الرئيس الاميركي خطابا موجها الى الامة الثلاثاء.

 المانيا توقع على النداء الذي اطلق خلال قمة مجموعة العشرين ويدعو الى رد “قوي” حول سوريا

وقررت المانيا السبت الانضمام الى النداء الذي يدعو الى رد دولي “قوي” بعد الهجمات الكيميائية في سوريا والذي وقعته 11 دولة بينها الولايات المتحدة خلال قمة مجموعة العشرين كما اعلن وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي.

وجاء اعلان فسترفيلي على هامش اجتماع اوروبي في فيلينوس وقد اشاد به نظيره الفرنسي لوران فابيوس الذي اعلن ان “واقع ان اوروبا متحدة هو امر جيد”.

الاتحاد الاوروبي يدعو الى “رد قوي” على الهجمات الكيميائية في سوريا

 اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان وزراء خارجية الاتحاد دعوا السبت الى “رد واضح وقوي” على الهجمات الكيميائية التي وقعت في 21 اب/اغسطس في سوريا.

وقالت اشتون “نريد ردا واضحا وقويا” وذلك عند عرضها حصيلة اجتماع وزراء الخارجية في فيلنيوس بحضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري.

واوضحت اشتون عند تلاوتها البيان الختامي ان الوزراء اتفقوا على وجود “قرائن قوية” تشير الى النظام السوري مسؤول عن الهجمات بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق التي اوقعت مئات القتلى.

وفي مستهل الاجتماع اعلن عدة وزراء انه من المهم انتظار تقرير مفتشي الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية قبل اتخاذ قرار.

واثار وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي مفاجأة عند اعلانه ان المانيا توقع بدورها على النداء الذي يدعو الى “رد دولي قوي” والذي اطلقته الجمعة 11 دولة بينها الولايات المتحدة في ختام قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ.

وكانت المانيا الجمعة الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الاوروبي الحاضرة في قمة مجموعة العشرين، التي لم توافق على النداء، وهو قرار فسرته بالحاجة الى احترام العملية الاوروبية.

واشاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بقرار المانيا قائلا ان “واقع ان اوروبا متحدة هو امر جيد”. وعبر عن ارتياحه لنتائج الاجتماع فيما بدت فرنسا معزولة في الايام الماضية في اوروبا باعتبارها الوحيدة المؤيدة لضربات ضد سوريا.

 ترحيب باعلان هولاند

ورحب وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي باعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة ان فرنسا ستنتظر تقرير مفتشي الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية في سوريا قبل الضربات المحتملة، وفق ما اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون.

وقالت اشتون في ختام اجتماع وزراء الخارجية في فيلنيوس “نرحب بشدة بتصريحات هولاند”.

وكان الرئيس الفرنسي اعلن الجمعة انه سينتظر تقرير مفتشي الامم المتحدة حول الهجوم الكيميائي في 21 اب (اغسطس) في سوريا قبل توجيه اي ضربة الى النظام السوري، مؤكدا ان فرنسا لن تضرب سوى اهداف عسكرية.

وقال هولاند في مؤتمر صحافي اثر انتهاء قمة مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبورغ الروسية الجمعة “سننتظر تقرير المفتشين كما سننتظر تصويت الكونغرس” الاميركي الذي من المتوقع ان يبدأ بمناقشة الموضوع اعتبارا من الاثنين المقبل.

وزيرا خارجيتي سوريا ومصر يزوران موسكو

نصر المجالي

ايلاف

تشهد العاصمة الروسية خلال الأيام المقبلة حركة دبلوماسية عربية نشطة، حيث يزورها وزير الخارجية السوري الاثنين المقبل، كما يصلها وزير الخارجية المصري منتصف سبتمبر.

يبدأ وزير الخارجية السوري وليد المعلم زيارة للعاصمة الروسية موسكو، الاثنين المقبل، للتباحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف حول الوضع في سوريا، بينما تنتظر موسكو زيارة مماثلة لوزير الخارجية المصري نبيل فهمي.

وتأتي زيارة المعلم لموسكو بعد يومين من قمة مجموعة “العشرين” التي طغت عليها التوترات جراء النية المعلنة للرئيس الأميركي باراك أوباما بشن ضربات ضد سوريا ردا على إتهام النظام السوري بشن هجوم كيميائي في 21 أغسطس/ آب ريف دمشق أوقع مئات القتلى.

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت الخميس، في بيان أن المحادثات “ستركز على بحث شامل لكافة جوانب الوضع الحالي في سوريا”.

وأضاف أن روسيا “لا تزال مقتنعة بأن من الضروري وضع حد لأعمال العنف ومعاناة المدنيين في سوريا في أسرع وقت … من دون محاولات للتدخل العسكري الخارجي بالالتفاف على مجلس الأمن الدولي”.

فهمي الى موسكو

إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام مصرية، السبت، أن وزير الخارجية، نبيل فهمي، سيزور روسيا في منتصف سبتمبر/ أيلول الحالي.

وأوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن فهمي سوف يجري مباحثات مع المسؤولين الروس تتناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأزمة السورية وتطورات القضية الفلسطينية، بحسب ما أورد موقع أخبار مصر.

وأشار المصدر إلى تنسيق مصري روسي مستمر، في الآونة الأخيرة، جرت خلالها عدة اتصالات هاتفية بين وزير الخارجية ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

وتأتي زيارة فهمي إلى روسيا، وهي حليف المحوري للنظام السوري، في الوقت الذي تحشد فيه الولايات المتحدة الدعم لمهاجمة دمشق، وبعد تأكيده مرارا رفض الحكومة المصرية لأي هجوم ضد سوريا، وهو ما يعكس الموقف الروسي ذاته.

دعم مصر

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب في مؤتمر صحافي حول نتائج اجتماع قمة مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبورغ الروسية يوم الجمعة، عن أمله في استقرار أوضاع مصر في أسرع وقت.

وقال بوتين: “نتمنى أن يحل الاستقرار أرض مصر في أسرع وقت، وسوف نساعد على ذلك بشتى السبل، وسنعاوِن ونتعاون مع أي حكومة شرعية”.

وأضاف أن الوضع في مصر يثير قلقنا الكبير، وأوضح أن مصر تواجه خطر الإرهاب، وبالأخص في سيناء.

وأشار إلى أن افتقار مصر، وهي دولة العالم العربي المحورية، إلى الاستقرار هو الخطر على مصر والمنطقة قاطبة لأنه من  المستحيل التكهن بتطورات الوضع في المنطقة عندما تكون مصر ضعيفة.

وختم بوتين منوهاً إلى أن مصر كانت بلداً صديقاً لروسيا على مدى العقود الطوال.

كيري يطالب الأميركيين بالتصويت بالإيجاب لصالح العمل العسكري في سوريا

واشنطن: «الشرق الأوسط»

بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري رحلة أوروبية يوم الجمعة، لإجراء محادثات مع دول الاتحاد الأوروبي في ليتوانيا لحشد الدعم لضربة أميركية ضد سوريا، ويتوجه إلى باريس لعقد اجتماعات مع المسؤولين الفرنسيين وممثلين من الجامعة العربية، ثم إلى لندن للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أن يعود للولايات المتحدة الاثنين.

وقبل سفره لحضور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أصدر كيري خطابا مفتوحا تحت عنوان «تصويت بنعم للخط الأحمر في العالم» قال فيه «الجميع يسألونني كيف يمكن لشخص مثلي صوت قبل 42 عاما ضد الحرب في فيتنام، يمكن أن يصوت لصالح عمل عسكري ضد نظام الأسد اليوم، والجواب هو أن ضميري تحدث في عام 1971 ويتحدث أيضا اليوم في 2013، وأنا مع وزير الدفاع هيغل نؤيد عملا عسكريا محدودا ضد النظام السوري ليس لأننا نسينا ويلات الحروب وإنما لأننا نتذكرها».

وأضاف كيري «لا تخطئوا فإذا كان هناك فيتنام أخرى أو عراق آخر، فلن أكون جالسا للشهادة أمام الكونغرس مطالبا باتخاذ إجراء، فقد قضيت عامين من حياتي في العمل لوقف الحرب في فيتنام وخلقت أعداء وفقدت أصدقاء بسبب موقفي». وقال كيري «كانت المعلومات الاستخبارية الخاطئة في حرب العراق عائقا أمامنا جميعا ونحن نحاول تقييم التصرف في سوريا أمام الكونغرس، وجعلتنا نضغط للحصول على معلومات لها ثقة عالية حول ما نتحدث عنه، وقد صوت أنا وتشاك هيغل من قبل لصالح معلومات استخباراتية تبين أنها كانت غير صحيحة وندمنا على ذلك ولن نضع أي عضو بالكونغرس في هذا الموقف اليوم».

وحاول كيري تهدئة المخاوف من ذكريات حروب سابقة في فيتنام والعراق، مشيرا إلى اختلاف الوضع في سوريا، والتزام الإدارة بعدم إنزال جنود على الأرض أو التورط في حرب مفتوحة، وقال «سيكون عملا يوضح أن العالم لن يقف موقف المتفرج من انتهاك المعايير الدولية، واستخدام الأسلحة الكيماوية من جانب ديكتاتور وحشي على استعداد لقتل مئات الأطفال بالغازات المميتة أثناء نومهم. إن العمل سيكون عملا عسكريا محدودا ضد أهداف عسكرية في سوريا تهدف إلى ردع استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية والحط من قدرات الأسلحة لاستخدام أو نقل تلك الأسلحة في المستقبل». وأشار كيري إلى المعاهدات الدولية لحظر استخدام الأسلحة الكيماوية وإلى إقرار عشرات الدول والمنظمات في جميع أنحاء العالم باستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا ومسؤولية نظام الأسد عنها، وقال «سنواصل بناء الدعم في جميع أنحاء العالم وسوف أجتمع مع وزراء الخارجية الأوروبيين، وسأستمر في وضع الأدلة التي جمعناها لتوسيع نطاق الدعم لتصرف عسكري محدود لردع نظام الأسد من إطلاق أي هجوم آخر بأسلحة كيماوية، وليس لدي شك أن الأسد سوف يستخدم الأسلحة الكيماوية مرة أخرى ما لم نتخذ إجراءات، وأننا لن نجلس على طاولة المفاوضات لعقد محادثات سلام إذا اعتقد الأسد أنه يستطيع الخروج من مأزقه، تماما مثلما أنجزنا محادثات سلام أدت إلى اتفاقية دايتون بعد القيام بعمل عسكري».

وشدد كيري على أن عدم القيام بتصرف يؤدي للمخاطرة ليس فقط بقيام الأسد بتكرار استخدام الأسلحة الكيماوية داخل سوريا ولكن أيضا بعواقب تصيب الحلفاء والشركاء في المنطقة بما في ذلك إسرائيل والأردن وتركيا ولبنان والعراق، وحذر من إقدام إيران وكوريا الشمالية على استخدام أسلحة دمار شامل، مؤكدا أن تكلفة التقاعس عن العمل أكبر بكثير من القيام بعمل. وأضاف كيري: «إننا لا نستطيع أن ندير ظهورنا ونقول لا يوجد شيء يمكننا القيام به، ولا يمكننا أن نسمح للمسؤولين عن استخدام تلك الأسلحة وذبح الأبرياء بالإفلات من العقاب، وهذا هو صوت الضمير».

النظام يعيد سيطرته على حاجز معلولا.. ورئيسة دير تنفي اعتداء «الحر» على الكنائس

الحكومة السورية تخصص مكافأة مالية لمن يمسك بـ«إرهابي»

بيروت: ليال أبو رحال

جددت المعارضة السورية أمس تأكيد انسحاب مقاتليها من أطراف بلدة معلولا التاريخية، ذات الغالبية المسيحية شمال دمشق، بعد يومين على تدميرهم حاجزا نظاميا على مدخل البلدة، بالتزامن مع تأكيد رئيسة دير مار تقلا معلولا الأم بيلاجيا سياف أنه «لم يتم الاعتداء على الكنائس والأديرة وأن أي طرف من المهاجمين لم يتحدث إليهم»، بخلاف ما كانت تقارير إعلامية قد أفادت به في اليومين الأخيرين.

وأعلنت رئيسة الدير أن «المسلمين والمسيحيين في القرية متكاتفون لحمايتها»، موضحة أن «أكثرية أهالي البلدة خرجوا إلى دمشق بعد الحوادث التي حصلت أول من أمس»، وقالت في مداخلة لإحدى القنوات التلفزيونية اللبنانية أمس إن «الجيش السوري منتشر على مداخل البلدة»، مشيرة إلى أن «المسؤولين السوريين والدينيين اتصلوا بها للاطلاع على ما حصل». وشددت على أن «الحماية موجودة من قبل النظام السوري لكن المسلحين يأتون إليها من الجهة الخلفية».

وفي سياق متصل، نفى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن ما أشيع عن إحراق كنائس وأديرة والتعرض لأهالي البلدة المسيحيين. وقال إن أحدا من أهالي البلدة لم يذكر أي معلومات مماثلة، لافتا إلى أن الهدف من نشر هذه المعلومات هو «خلق فتنة مذهبية». وأشار إلى أن «اشتباكات حصلت أمس قرب معلولا وليس في داخل البلدة وفي التلال المجاورة بالتزامن مع إعادة قوات النظام السوري تمركزها عند الحاجز الذي تم استهدافه بسيارة مفخخة قبل ثلاثة أيام». وتعد معلولا الواقعة على مسافة 55 كلم شمال دمشق، من أبرز البلدات المسيحية في سوريا وأكثرها عراقة، وما زال بعض سكانها يتحدثون باللغة الآرامية، وهي لغة السيد المسيح. وتعرف البلدة بكثير من الكنائس والأديرة والكهوف التي لجأ إليها المسيحيون في القرون الأولى للمسيحية هربا من الاضطهاد.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد الأربعاء الماضي بأن مقاتلين جهاديين من «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» وكتيبة إسلامية أخرى سيطروا على حاجز للقوات النظامية على مدخل معلولا، بعد هجوم بدأ بتنفيذ أحد المقاتلين عملية انتحارية، مما أدى إلى مقتل ثمانية عناصر نظاميين. ورد الطيران الحربي السوري بقصف الحاجز بعد سيطرة المقاتلين عليه، وفق المرصد، في حين نقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن سكان في البلدة قولهم إن عناصر من «جبهة النصرة» وكتائب أخرى قاموا باستهداف أحياء في داخلها بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة.

وفي سياق متصل، جدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهيئة أركان الجيش السوري الحر أمس «التزامهما الكامل بحماية جميع السوريين من دون أي تمييز مبني على أسس دينية أو طائفية أو عرقية أو إثنية أو سياسية، وحرصهما التام على صيانة الإرث الحضاري والإنساني والديني في سوريا بكل الوسائل الممكنة».

وذكر الائتلاف في بيان صادر عنه أن كتائب «الجيش الحر» بعد تدميرها حاجزي معلولا وجبعدين والواقعين على طريق دمشق – حمص الدولي تمركزت «لساعات قليلة على أطراف المدينة ولم يقم خلالها بأي اعتداء على كنائس أو أديرة»، ثم «انسحبت حفاظا على أرواح المدنيين وصيانة للإرث الحضاري العريق فيها»، وهو ما أكدته وفق الائتلاف شهادة رئيسة دير مارتقلا معلولا.

وفي حين أكد الائتلاف أن «دفاعه عن حقوق وحريات السوريين ووضع القوانين الضامنة لذلك، تقع على رأس أولوياته بالتنسيق المتبادل مع هيئة أركان الجيش السوري الحر»، أبدى خشيته من ارتكاب النظام لجرائم ضد المدنيين في المدينة لإلصاق التهم «بالجيش الحر» بعد انسحابه منها.

في موازاة ذلك، بث ناشطون على موقع «يوتيوب»» شريط فيديو يظهر تصاعد ألسنة النيران في كنيسة مدينة عربين بريف دمشق. وقال المتحدث في الشريط إن النيران اندلعت من جراء قصف الكنيسة من قبل القوات النظامية. وللمرة الأولى منذ تفجر الصراع السوري الدائر منذ عامين ونصف العام، عرضت الحكومة السورية أمس مكافأة مالية لكل من يمسك بأي أجنبي «إرهابي»، وهو الوصف الذي تطلقه السلطات على المقاتلين الذي يحاربون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وأفاد التلفزيون السوري في بيان مقتضب أذاعه أمس بأن «السلطات أعلنت عن مكافأة مالية قدرها 500 ألف ليرة سورية، لأي شخص يقوم «بتسليم أحد الإرهابيين من غير السوريين و200 ألف ليرة سورية لكل من يبلغ عن وجودهم أو من يساعد بالقبض عليهم». ويبلغ سعر الصرف الرسمي لليرة (128 ليرة للدولار) لكنه يصل في السوق السوداء إلى نحو 200 ليرة.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن «أسماء الأشخاص الذين يقومون بالتبليغ تبقى سرية ولن يعلن عنها وسيتم تأمين الحماية اللازمة لهم وتسوية أوضاعهم في حال كانوا من السوريين المطلوبين في الأحداث الأخيرة». ميدانيا، ندد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بما وصفه بـ«المجزرة المروعة» التي ارتكبها النظام بحق المدنيين الآمنين في تفتناز بريف إدلب، وراح ضحيتها ما لا يقل عن 10 ضحايا، وإصابة العشرات، إثر إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة فوق مناطق سكنية تأوي مدنيين عزل. واتهم الائتلاف نظام الأسد باتباع «نهج خطير جدا في حربه المسعورة على الشعب السوري، من خلال اتباع أسلوب القصف المكثف على المناطق المكتظة بالسكان في المناطق المحررة، كتطبيق حرفي للتهديدات التي أطلقها رأس النظام قبل فترة، عندما توعد الحاضنة الاجتماعية للثورة بمصير تعمد اليوم قواته على تحقيقه مودية بأرواح عشرات المدنيين في كل مرة، ومدمرة مساحات كبيرة من العمران في المناطق المستهدفة».

وكانت المروحيات النظامية قد قصفت أمس قرى نحلة وكفرلاتة والناجية بجسر الشغور ومدينة سرمين بالبراميل المتفجرة، في موازاة قصف عنيف بالدبابات وراجمات الصواريخ على بلدة تلمنس.

وفي حماة، استهدفت كتائب «الجيش الحر» بصواريخ «غراد» مطار حماة العسكري وحاجز دير محردة، فيما شنت الطائرات الحربية غارات جوية على مناطق الأراضي الزراعية في اللطامنة وقرية عقيربات.

 أوباما: مجزرة الغوطة تهدد أمننا القومي

                                            قال الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم السبت إن الهجوم الكيميائي على الغوطة بريف دمشق يشكل تهديدا جديا لأمن بلاده القومي، مؤكدا أن الضربة العسكرية التي ينوي شنها ضد نظام بشار الأسد ستكون محدودة الوقت والنطاق.

وفي كلمته الإذاعية الأسبوعية، قال أوباما إن الولايات المتحدة قدمت دليلا قويا للعالم على وقوف النظام السوري وراء هذا “الهجوم الرهيب” على شعبه، واصفا الهجوم بأنه لم يكن هجوماً مباشراً على الكرامة الإنسانية فحسب، “بل هو تهديد خطير لأمننا القومي”.

وأشار الرئيس الأميركي إلى أن حكومات تمثل 98% من شعوب العالم سبق أن اتفقت على حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، موضحا أن سبب ذلك لا يعزى فقط إلى ما تسببه هذه الأسلحة من الموت والدمار بأكثر طريقة عشوائية وغير إنسانية ممكنة، بل لأنها قد تقع بين أيدي “الجماعات الإرهابية التي تتمنى أذيتنا أيضاً”، ولأن عدم الرد سيبعث برسالة إلى دول أخرى مفادها أن استخدام هذه الأسلحة سيمر من دون عقاب.

وأضاف أوباما أنه أعلن لهذا السبب في نهاية الأسبوع الماضي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة أن على الولايات المتحدة شن عملية عسكرية ضد النظام السوري، معتبرا أن بلاده ستكون أقوى وأكثر فعالية في حال تحركها.

تشكيك بالمنظمة الدولية

وفيما يتعلق بطبيعة الضربة، جدد أوباما التأكيد على أنها لن تكون عملية مفتوحة وأنها لن تكرر ما حصل في العراق وأفغانستان بحيث لن يتم إرسال قوات برية، كما شدد على أنها ستكون محدودة من حيث الوقت والنطاق، وأن هدفها يقتصر على منع النظام السوري من استخدام الغاز ضد شعبه وتقليص قدرته على القيام بذلك.

وكان أوباما قد تحدث بمؤتمر صحفي أمس في ختام قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ الروسية، وقال إن مجلس الأمن الدولي بات عائقا في طريق الإعلاء من المعايير الدولية، محذرا من تشكيك الناس في المنظومة الدولية وقدرتها على حمايتهم بعد أن رأوا صور جثث الأطفال الذين قتلوا بالسلاح الكيميائي, ما لم يتحرك المجتمع الدولي ويتخذ قرارات صعبة وغير مريحة.

ويتوقع أن يصوّت مجلس الشيوخ الأسبوع الحالي على السماح بضربة محدودة، في حين ينتظر أن يصوت مجلس النواب خلال الأسبوعين المقبلين على الضربة، بحسب ما أعلن زعيم الغالبية في مجلس النواب إريك كانتور.

أوروبا تؤيد “ردا قويا” على سوريا وكيري يرحب

                                            مجلس النواب الأميركي سيصوت خلال أسبوعين

دعا وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي السبت في ختام اجتماعهم في عاصمة ليتوانيا فيلنيوس بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى “رد واضح وقوي” على الهجمات الكيميائية في سوريا. ولاقت هذه الدعوة ترحيبا من كيري رغم أن عدة وزراء أوروبيين أكدوا في مستهل الاجتماع على أهمية انتظار تقرير مفتشي الأمم المتحدة للأسلحة الكيميائية قبل اتخاذ قرار بشأن الضربة العسكرية المحتملة.

وقالت مسؤولة السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في مؤتمر صحفي استعرضت فيه نتائج اجتماع وزراء الخارجية بحضور نظيرهم الأميركي إن على مجلس الأمن أن يتحمل مسؤوليته إزاء الأزمة السورية.

وأوضحت آشتون عند تلاوتها البيان الختامي أن الوزراء اتفقوا على وجود “قرائن قوية” تشير إلى أن النظام السوري مسؤول عن الهجمات بالأسلحة الكيميائية قرب دمشق التي أوقعت مئات القتلى في 21 أغسطس/آب الماضي.

 وأثار وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله مفاجأة عند إعلانه توقيع ألمانيا على النداء الذي يدعو إلى “رد دولي قوي” والذي أطلقته الجمعة 11 دولة بينها الولايات المتحدة في ختام قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ. وكانت ألمانيا أمس الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الأوروبي الحاضرة في قمة مجموعة العشرين، التي لم توافق على النداء، وهو قرار فسرته بالحاجة إلى احترام العملية الأوروبية.

 ترحيب أميركي

وقد رحب وزير الخارجية الأميركي ببيان الاتحاد الأوروبي، وقال “نشعر بامتنان بالغ تجاه البيان الصادر عن اجتماع اليوم فيما يتعلق بسوريا، بيان قوي يتحدث عن الحاجة إلى المساءلة”.

 وسيتوجه كيري لاحقا إلى باريس التي أصبحت حليفة واشنطن الأولى في الملف السوري، ثم إلى لندن قبل أن يعود الاثنين إلى الولايات المتحدة.

وبرزت خلافات بين الدول الأوروبية أمس الجمعة بشأن الأهمية التي ينبغي منحها لتقرير مفتشي الأمم المتحدة عن الهجوم الكيميائي الذي وقع يوم 21 أغسطس/آب الماضي في ريف دمشق والذي طلبت ألمانيا نشره في أسرع وقت ممكن.

وأفادت مصادر دبلوماسية أوروبية في وقت سابق بأن الوزراء الأوروبيين الـ28 يرغبون خلال لقائهم كيري من واشنطن تأجيل الضربة العسكرية المحتملة لحين نشر تقرير المفتشين.

ورغم أن الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند أعلن في ختام قمة العشرين بسان بطرسبرغ أمس أن باريس ستنتظر تقرير المفتشين قبل أي عمل عسكري فإن وزير خارجيته لوران فابيوس قال لدى وصوله إلى العاصمة الليتوانية “الكثيرون يقولون لي ينبغي انتظار تقرير المفتشين لكن هناك إمكانية لخيبة أمل”.

وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية “المسألة تكمن في معرفة ما إذا حصلت مجزرة كيميائية أم لا. لكن الآن بات الجميع يقولونها، بمن فيهم من نفى في البدء هذا الهجوم الكيميائي”، مشيرا إلى أن المفتشين سيجيبون عن هذا السؤال الذي يعرف العالم برمته جوابه.

ضمانات لعدم الإدانة

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر دبلوماسية قولها إنه في حال عدم الموافقة على الضربات فعلى واشنطن وباريس الحصول على ضمانات في ألا يدين أي من أعضاء الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية المحتملة.

ولم يحدد موعد لنشر تقرير مفتشي الأمم المتحدة لكن الخبراء الذين أنهوا مهمتهم في 30 أغسطس/آب الماضي كانوا مصممين على العمل “سريعا” على العينات المأخوذة بحسب الأمم المتحدة. وقد أشارت مصادر الأمم المتحدة إلى أن نتائج التحاليل قد تصدر بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.

وقالت مصادر دبلوماسية إن الخيار المثالي هو أن يعرف مضمون تقريرهم بحلول الاثنين، وهو اليوم المزمع لتصويت مجلس الشيوخ الأميركي على التدخل العسكري.

تصويت الكونغرس

في غضون ذلك ذكرت صحيفة غارديان البريطانية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد لا يحصل على دعم الكونغرس الشامل على توجيه ضربة إلى النظام السوري قبل أسبوعين.

ونقلت عن مصادر في قمة العشرين توقعها أن يصوت مجلس الشيوخ الأسبوع القادم، لكن تصويت مجلس النواب قد يتأخر أسبوعاً آخر، حيث لم يتم بعد الاتفاق على نص القرار، كما أن المعطيات الحالية تشير إلى إمكانية رفض مجلس النواب قرار التدخل العسكري. كما ترى هذه المصادر أن التوصل إلى قرار موحد للمجلسين بشأن القوة التي يجب استخدامها قد يستلزم وقتاً إضافياً.

وتأكيدا لما نقلته غارديان قال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي إريك كانتور في مذكرة داخلية إن التصويت على السماح باللجوء إلى القوة في سوريا سيتم “خلال الأسبوعين المقبلين” ولكنه لم يعط أية تفاصيل عن الجدول الزمني.

وكان رئيس مجلس الشيوخ الديمقراطي هاري ريد قدم رسميا الجمعة إلى المجلس مشروع القرار الذي تبنته لجنة الأربعاء الماضي وستبدأ المناقشات رسميا في المجلس يوم الثلاثاء المقبل -حسب ما أعلن مكتب رئيس مجلس الشيوخ- حيث سيعود أعضاء مجلس الشيوخ اعتبارا من بعد ظهر الاثنين إلى الكونغرس بعد انتهاء إجازاتهم.

وفي ختام قمة العشرين أمس، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الفشل في التحرك ضد استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي سيشجع الدول المارقة على استخدامه مرة أخرى، وأكد أنه واثق من تورط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مجزرة الغوطة الشهر الماضي، مشيرا إلى أنه سيوجه كلمة بهذا الخصوص للشعب الأميركي الثلاثاء المقبل.

وفي هذا السياق، استنكر باراك أوباما سلوك بعض النواب الذين كانوا يطالبونه بالتحرك ضد الأسد ثم بدؤوا بمعارضة توجهه الحالي للقيام بعمل عسكري، وقال لا بد لأعضاء الكونغرس أن يتخذوا موقفا صائبا بالتصويت لصالح الضربة.

مجزرة بريف دمشق وتصاعد المعارك والقصف

                                            أفاد ناشطون سوريون بمقتل 16 شخصا على الأقل في مجزرة ببساتين الكسوة بريف دمشق جراء القصف العنيف لقوات النظام على المنطقة. يأتي ذلك في خضم تصعيد جيش النظام قصفه لمدن وبلدات الريف الدمشقي وسط أنباء عن تسميم مياه الشرب، فيما سجلت حالات نزوح جماعي في بلدة الغارية الشرقية بريف درعا. وتحدث اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عن اشتباكات بين الجيش الحر وعناصر حزب العمل الكردستاني بريف الحسكة شمالي شرقي البلاد.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن بين قتلى القصف على بساتين المقيلبية المتاخمة لمدينة الكسوة طفلا وسيدة إضافة إلى عدد كبير من الجرحى بترت أطراف عدد منهم.

وسقط آخر الضحايا في وقت صعدت قوات النظام قصفها العنيف والمكثف على مدن وبلدات ريف دمشق، حيث استهدف القصف المدفعي والصاروخي حي جوبر ومخيم اليرموك بالعاصمة دمشق ومدن الزبداني وسقبا ومعضمية الشام وداريا وزملكا وعربين وكفربطنا وبلدات معلولا ورنكوس وجبعدين وعين ترما والمقيلبية وشبعا.

وشهدت أحياء في العاصمة دمشق اشتباكات عنيفة، كما صد الجيش الحر هجوماً عسكرياً لقوات النظام على حي جوبر في محاولات منها لبسط سيطرتها على الأحياء الشرقية في دمشق، في حين دمر الثوار عدداً من الآليات العسكرية وقتلوا عددا من الجنود.

وقد تجددت الاشتباكات اليوم بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام عند أطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق، وذلك بعد يومين من انسحاب مقاتلي المعارضة من البلدة. وقالت الهيئة العامة للثورة إن دبابات قوات النظام استهدفت دير مار سركيس بشكل مباشر.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية وما يسمى اللجان الشعبية المسلحة الموالية لها من طرف ومقاتلين من كتائب الثوار من طرف آخر عند أطراف ومدخل بلدة معلولا. وأوضح أن الاشتباكات جاءت بعد أن استهدفت القوات النظامية فجرا بالمدفعية التل الذي يقع فيه فندق سفير معلولا ويتمركز فيه مقاتلون.

وكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أعلن أن الجيش الحر انسحب من معلولا “حفاظا على أرواح المدنيين وصيانة للإرث الحضاري العريق فيها”، وأنه “لم يقم بأي اعتداء على كنائس أو أديرة”، وذلك بعد أن أشارت تقارير إعلامية إلى تعرض كنائس معلولا للقصف والإحراق على يد مسلحين. كما نفى سكان ورئيسة دير مار تقلا في البلدة -الأم بلاجيا سياف- أن تكون المراكز الدينية تعرضت لأي اعتداء.

في هذه الأثناء تتعرض مدينة معضمية الشام لقصف عنيف يستهدف الأحياء السكنية مخلفا دمارا كبيرا في الأبنية السكنية، وسجل سقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين واحتراق لعدة منازل في المدينة، وذلك فيما تشهد المدينة محاولة اقتحام من كافة المحاور واشتباكات عنيفة على عدة جبهات وفق الهيئة العامة للثورة.

تسميم ونزوح

وفي موضوع متصل بالوضع الإنساني مع تصاعد القتال قال اتحاد تنسيقيات الثورة إن النظام قام بتسميم مياه الشرب الداخلة إلى كل من زملكا وحمورية وعين ترما بريف دمشق إضافة إلى حي جوبر بدمشق.

وأوضحت الهيئة العامة للثورة أنه أخذت عدة عينات من المياه وإجراء الاختبارات، حيث تم التأكد من تسميم المياه، في حين سجلت عدة حالات تسمم مختلفة الأعراض إضافة لوفاة شخص واحد في جوبر نتيجة التسمم، مشيرة إلى استخدام مكبرات الصوت في المسجد لإخبار الأهالي بأخذ الحذر والحيطة.

في غضون ذلك أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بحدوث حالة نزوح كبيرة من الأهالي في بلدة الغارية الشرقية بريف درعا جراء قصف قوات النظام.

وفي السياق قال مراسل الجزيرة في درعا ناصر شديد إن اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في الحي الشرقي في بصرى الشام بمحافطة درعا. وقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل اثنين على الأقل من قوات النظام السوري وعناصر من حزب الله اللبناني، وذلك بعد أن استهدف الجيش الحر بالصواريخ أحد مواقع تمركز تلك القوات.

وقالت شبكة شام إن أحياء درعا البلد وبلدات عتمان والغارية الغربية وأم المياذن والنعيمة وتسيل والشيخ مسكين وصيدا بريف درعا تعرضت لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة وسط اشتباكات عنيفة عند الكتيبة المهجورة شمال بلدة النعيمة بين الجيش الحر وقوات النظام.

في التطورات أيضا قال ناشطون إن قوات النظام قصفت منذ الصباح الباكر حيي الحميدية والعمال اللذين يخضعان لسيطرة المعارضة في مدينة دير الزور. وقال ناشطون إن القصف أدى إلى إصابة خط لنقل النفط قرب المدينة مما أدى إلى اندلاع حريق فيه.

وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة إلى اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر ومقاتلي حزب العمال الكردستاني في ريف الحسكة شمالي شرقي البلاد. وأشارت المصادر إلى معارك في ريف اليعربية، في حين استعاد الجيش الحر قرية مشيرفة من عناصر حزب العمال وقتل منهم العشرات وفق نفس المصدر.

وفي ظل هذه التطورات وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم مقتل 50 شخصا معظمهم في دمشق وريفها ودرعا.

مقتل 11 ألف طفل بالقصف والإعدام بسوريا

                                            فضلا عن آلاف المعتقلين والموت تحت التعذيب العنيف

أحمد دعدوش

كشف تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان عن وصول عدد الأطفال الذين قتلوا بسوريا على يد القوات النظامية إلى نحو 11 ألفا، بينهم 2305 أطفال دون العاشرة، مشيرا إلى أن النسبة الأكبر منهم قتلوا بالقصف وآخرين بالإعدام الميداني أو الذبح أو التعذيب.

وقالت الشبكة في تقريرها -الذي تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إنها اعتمدت على أكثر من 100 مندوب منتشر في جميع المحافظات السورية، وإنها أجرت مئات اللقاءات والاتصالات لتوثيق مقتل ما لا يقل عن 10913 طفلا على يد القوات النظامية، مؤكدة أنها تحتفظ بأسمائهم وصورهم وتاريخ ومكان استشهاد كل منهم منذ بداية الثورة وحتى تاريخ مجزرة الغوطة الشرقية بريف دمشق في الـ21 من الشهر الماضي.

وجاء في التقرير أن عدد قتلى الأطفال ينقسم إلى 3399 أنثى و7514 ذكرا، وأن من بينهم 2305 أطفال لم يبلغوا سن العاشرة إضافة إلى 376 رضيعا، كما أن هناك ما لا يقل عن 530 حالة إعدام ميداني، وذلك إما رميا بالرصاص كما حصل في مناطق متفرقة، أو ذبحا بالسكاكين كما حصل في مجازر الحولة وحي كرم الزيتون وحي الرفاعي في حمص وحي رأس النبع وقرية البيضا في بانياس.

تعذيب حتى الموت

وفي سياق آخر، كشف التقرير عن اعتقال النظام أكثر من 9000 طفل (ممن تقل أعمارهم عن 18 عاما)، وقال إن الكثير منهم تعرض لأساليب تعذيب عنيفة جدا لا تكاد تختلف عن التي يتعرض لها الكبار حيث لا يتم التفريق بينهم في المعتقلات، وأضاف أن 79 طفلا لقوا حتفهم وهم بين يدي جلاديهم.

وذكر التقرير أنه سجل العديد من روايات الأطفال وشهاداتهم عن معاناتهم داخل المعتقلات، وذكر ستة عشر أسلوبا من أساليب التعذيب التي تعرضوا لها, ومنها تكسير الأضلاع وصب الزيت المغلي على الجلد وقص الأذن بمقص تقليم الأشجار وانتزاع اللحم عبر ملاقط معدنية.

كما تضمن التقرير روابط تحيل إلى عشرات التسجيلات المصورة التي تم رفعها إلى موقع يوتيوب على الإنترنت، وهي تتضمن روايات لأطفال يتحدثون عن مشاهداتهم المروعة خلال الثورة، ومنها تعرض منازلهم للقصف وإصابتهم برصاص قناصة أو شظايا قذائف، كما يتحدث بعضهم عن رؤيتهم لمقتل ذويهم وأمهاتهم على يد عصابات الشبيحة.

وعلاوة على ما سبق، تحدث التقرير عن روايات لتعرض عشرات القاصرات للاغتصاب، وأوضح معدو التقرير أنه يصعب وضع إحصائية دقيقة لهذه الجرائم بسبب رفض الكثير من أصحابها الحديث عنها، وأضافوا أن التقديرات تشير إلى وقوع أكثر من 400 حالة اغتصاب للقاصرات.

مصطلح الحرب الأهلية

وفي اتصال هاتفي للجزيرة نت، قال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني إن مقتل هذا العدد الكبير من الأطفال ينفي عن الحراك الشعبي في سوريا صفة الحرب الأهلية، مشيرا إلى أن إجمالي القتلى الذين سقطوا بنيران قوات النظام تجاوز 100 ألف، وهو عدد كبير بالقياس إلى قتلى الحرب الأهلية في البيرو الذين بلغو 60 ألفا خلال 20 عاما.

وأضاف عبد الغني أن وصف الثورة السورية بالحرب الأهلية يساوي بين الضحية والجلاد، إذ أوضح التقرير أن عدد الأطفال الذين قتلوا على يد المعارضة المسلحة لم يتجاوز 22 طفلا، مشيرا إلى أن معظمهم قتل أثناء قصف قوات المعارضة لمناطق موالية للنظام.

وبالعودة إلى التقرير، فإن الانتهاك الأكثر انتشارا في صفوف الثوار هو استخدام الأطفال والقاصرين في عمليات دعم المقاتلين كالعمل الطبي والمراسلات والتجسس ونقل المؤن والطبخ، إلى جانب حمل السلاح في بعض الحالات النادرة، ويؤكد معدو التقرير أنه لم يتم توثيق حالات تعذيب أو اغتصاب لأطفال على يد الثوار.

وأوضح عبد الغني للجزيرة نت أن النظام السوري انتهك القانون الدولي الإنساني المعروف باسم قانون النزاعات المسلحة، وأنه ارتكب على نحو منهجي وبشكل يومي وواسع النطاق جرائم ضد الإنسانية تكفي لإسقاط سيادة أي دولة في العالم بحسب مبدأ الأمم المتحدة الذي يسمى “مسؤولية الحماية”.

يذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان تعد مصدرا معتمدا من قبل الأمم المتحدة والمنظمة المختصة بتحليل ضحايا النزاع حول العالم، وسبق أن أشير إليها في إحصائيات الأمم المتحدة كواحدة من أبرز المراجع.

 ما هو الدفاع الجوي السوري؟

                                            عبد الجليل زيد المرهون

– رؤية أولية وتقدير مبدئي

– مقولات التوازن والردع

– الأنظمة المكونة للشبكة السورية

– الدفاع الجوي واحتمالات الهجوم الخارجي

لقد اهتمت العديد من مراكز البحث العلمي على مدى السنوات الماضية بموضوع شبكة الدفاع الجوي السورية، وأصدرت عنها تقارير ودراسات تناولت بنيتها التسليحية، وخصائص الأنظمة المعتمدة فيها، وقدراتها على مستوى الهجوم والاستطلاع، ومواصفاتها الحركية الكلية.

وجرى ربط ذلك كله بسؤال جوهري هو: هل بمقدور هذه الشبكة مواجهة هجوم خارجي؟

رؤية أولية وتقدير مبدئي

تشير الدراسات الدولية إلى أن لدى سوريا، في الوقت الراهن، واحدة من أكثر منظومات الدفاع الجوي كثافة في آسيا والشرق الأوسط.

وقد جرى تصميم هذه المنظومة لتغطي مسارات الدخول التقليدية للبلاد، من البحر الأبيض المتوسط في الغرب، وإسرائيل في الجنوب.

وبعد معركة سهل البقاع في العام 1982، بين القوات السورية والإسرائيلية، دخلت البلاد في عملية إعادة بناء واسعة لشبكة دفاعها الجوي، وتم إنشاء مراكز جديدة للشبكة، وأدخلت تحسينات على أنظمة الرادار، وقدرات الحرب الإلكترونية، ومستوى التكامل بين قوات الدفاع الجوي عامة.

وعلى الصعيد التنظيمي، تعمل قيادة الدفاع الجوي السورية (ADC) تحت إمرة قيادة القوات الجوية، ويتبعها 60 ألف عنصر، بينهم 20 ألفاً في الاحتياط. ويفوق هذا الرقم عدد العناصر العاملة في سلاح الجو البالغ 40 ألف عنصر.

وتتوزع قوات الدفاع الجوي السوري حاليا على 25 لواء، تُشغّل في مجموعها حوالي 150 بطارية صواريخ أرض جو.

وتضم شبكة الدفاع الجوي السورية منظومات صواريخ أرض جو للارتفاعات المنخفضة، وأخرى للارتفاعات المتوسطة والعالية.

ويوجد في عموم البلاد أكثر من 2000 مدفع مضاد للطائرات، وأكثر من 4100 صاروخ أرض جو من عيار يزيد على 100 ملم.

وتتركز أنظمة الدفاع الجوي على مستوى القطر في ستة مواقع، هي: محيطا حلب وحماة، ودمشق، ومنطقة الساحل، وقاعدة طياس، وتخوم هضبة الجولان.

وخلال العقد الماضي، جرى مدّ الدفاعات الجوية إلى محافظات القطر الشمالية الشرقية، استعدادا لأي هجوم قد يأتي عبر الأجواء العراقية.

وفي تقييم هو الأكثر وضوحا من نوعه، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي: إن الدفاع الجوي السوري يُعد أكثر تطوّراً بخمس مرات مما كان لدى ليبيا عام 2011، ويُماثل عشر مرات ما خبره حلف شمال الأطلسي (ناتو) في صربيا.

وقد جاء حديث ديمبسي في جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي في مارس/آذار2012.

مقولات التوازن والردع

على صعيد الفلسفة التي بنيت على أساسها الدفاعات الجوية السورية، تشير بعض الدراسات الدولية إلى أن سوريا قد تحوّلت منذ ثمانينيات القرن العشرين من مبدأ “التوازن الإستراتيجي” مع إسرائيل إلى مبدأ “الردع الإستراتيجي”، بعد أن استنتجت بأن السعي لمواكبة التسلّح الإسرائيلي، وخاصة الجوي منه، يُمثل نوعا من الاستنزاف الذي لا ضرورة له.

وترى هذه الدراسات أن فلسفة الردع السوري قد نهضت، في أحد أركانها، على تشييد دفاع جوي متين ومتطوّر.

ولذا، صممت سوريا منظومة شديدة التعقيد، تعتمد حاليا على أكثر من خمسين نوعا من الأنظمة الصاروخية المضادة للطائرات والصواريخ، استوردت على مدى ثلاثين عاما من روسيا والصين، ودول الكتلة الاشتراكية السابقة.

وتلفت الدراسات الغربية والإسرائيلية إلى أنه مع ملاحظة مساحة البلاد البالغة 185.1 ألف كيلومتر مربع، فإن حجم الترسانة السورية من صواريخ أرض جو، والمدافع المضادة للطائرات، ينم عن حالة غير مسبوقة، حتى في أكثر دول العالم تسلحا.

والحقيقة، أنه بغض النظر عما إذا كان قد حدث فعلا تحوّل في الإستراتيجية العسكرية السورية من التوازن إلى الردع، فإن الثابت في الأمر هو أن تطوير الدفاع الجوي، وأيضا الإنتاج والاستيراد الصاروخي الباليستي، قد تقدم بأشواط على سلاح الطيران.

الأنظمة المكونة للشبكة السورية

على صعيد الأنظمة الأساسية التي تتكون منها شبكة الدفاع الجوي السورية، حصلت دمشق على النسخة الأخيرة من نظام (Buk-M2E / SA-17) المعروفة في تصنيف حلف الناتو باسم (SA-17 Grizzly) لتضاف بذلك إلى النسخة السابقة من هذا النظام، الموجودة بالفعل، وهي (Buk M1)، وتسميتها لدى الناتو هي (SA-11 Gadfly).

وهذا النظام تحديدا، هو الذي تعتمد عليه البلاد في تأمين عدد من مسارات العاصمة دمشق، وقد مثل الحصول عليه أهم تطوّر في واردات القطر العسكرية في السنوات الأخيرة. كما شكل في الوقت ذاته أحد أبرز المنعطفات في العلاقات السورية الروسية.

ونظام (Buk-M2E) هو نظام دفاع جوي متوسط المدى، ذو وظائف متعددة، يُمكن حمله على كل من المركبات المجنزرة والمدولبة، وهو مخصص للاشتباك مع الطائرات التكتيكية والإستراتيجية، والصواريخ الجوالة والباليستية، ويُمكنه التتبع والاشتباك مع 24 هدفاً في وقت واحد، ضمن مدى 54 كيلومترا.

وبموازاة ذلك، تعاقدت دمشق مع الروس على شراء منظومة دفاع جوي متوسطة المدى من طراز (S-300PMU1).

وأشارت تقارير روسية إلى تسديد دفعة جديدة من مستحقات هذه الصفقة، مما يعنى أنها أضحت على وشك التسليم، إن لم تكن بعض أجزائها قد سلمت بالفعل، كما أفاد أحد التقارير الإعلامية.

وتستخدم منظومة (S-300PMU1) لاعتراض الصواريخ الجوالة والباليستية، بالإضافة إلى الطائرات والمروحيات، وتستطيع ضرب 24 إلى 36 هدفا في آن واحد، على بعد يصل إلى 300 كيلومتر، وعلى ارتفاع يتراوح بين 10 أمتار و30 كيلومترا.

وإذا حصلت سوريا على هذه المنظومة، فقد تُمثل أساس دفاعها الجوي، وذلك إذا تزودت منها بعدد واف من الكتائب.

وتمتلك البلاد منذ سنوات صواريخ (S-200 Angara/SA-5)، التي يصل مداها إلى 250 كيلومترا، وبعض مواقع هذه الصواريخ مزودة برادارات من طراز (5N62 SQUARE PAIR)، الأمر الذي يتيح لها تعقب مجموعة أهداف في وقت واحد، بمعدل هدف لكل رادار.

من جهة أخرى، ووفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فقد قدمت دمشق في العام 2006 طلبا لروسيا بشراء 36 منظومة من منظومات (96K9 Pantsyr-S1)، حصلت منها على 24 خلال الفترة بين عامي 2008 و2012.

ونظام (Pantsir-S1) للصواريخ والمدافع هو نظام دفاع جوي قريب المدى، ويُعد تطويراً لنظام (Tunguska).

ويُمكن لهذه المنظومة الصاروخية/المدفعية الاشتباك مع الهدف ضمن مدى يتراوح بين 20 كيلومترا و200 متر، وعلى ارتفاع بين 5 أمتار و15 كيلومترا.

ووفقا لمعهد ستوكهولم أيضا، فقد حصلت دمشق، خلال الفترة ذاتها، على ثماني منظومات صواريخ أرض جو من طراز (S-125 Pechora-2M).

وكانت دمشق قد حصلت من الاتحاد السوفياتي في ثمانينيات القرن الماضي على أنظمة دفاع جوي مختلفة، من بينها (Strela-10/SA-13)، و(9K37 Gang/SA-11)، و(9K33 Osa/SA-8) و(S-125M/SA-3B).

وقبل ذلك، حصلت من الروس في عقد السبعينيات على مجموعة أنظمة صواريخ أرض جو، من بينها (2K12 Kvadrat/SA-6A) و(ZSU-23-4 Shilka) و(9K31/SA-9 Gaskin) و(ZSU-23-4 Shilka) و(S-125M/SA-3B) و(SPAAG).

ووفقا للتقارير المحلية، فقد أعطبت بعض كتائب الدفاع الجوي خلال العامين الماضيين، بسبب الاشتباكات المتبادلة على مساحة القطر، وهي عبارة عن مراكز دفاع جوي يدوي، تعتمد على المراقبة الفردية، ولا ترتبط بأنظمة الدفاع الجوي الذاتي الحركة.

وفي الأصل، فإن شبكة الدفاع الجوي ليس لها أي أثر في المعارك الدائرة في عموم الوطن، لأن المعارضة المسلحة لا تمتلك طائرات أو مروحيات يُمكن استهدافها بهذه الشبكة.

الدفاع الجوي واحتمالات الهجوم الخارجي

إن السؤال الذي فرض نفسه على كافة المراقبين حول العالم هو هل يُمثل الدفاع الجوي السوري عامل ردع لمنع أي هجوم خارجي على سوريا؟

لقد انقسمت الدراسات الدولية على هذا الصعيد إلى ثلاثة اتجاهات:

– رأى الاتجاه الأول أن الدفاع الجوي السوري يُمثل بحد ذاته ضمانة لردع أو صد أي هجوم جوي أو صاروخي، ويرى هؤلاء أن المروحة العريضة من أنظمة الدفاع الجوي المتاحة لدى البلاد تجعل من عملية استهداف منشآت أو مراكز بعينها مسألة معقدة، أو غير مضمونة النتائج.

ويُشدد هؤلاء على أن مبدأ السيطرة الجوية لن يكون متاحا، ولا يُمكن تصوّره بأي حال من الأحوال، إذا كان الحديث يدور عن عملية قصف جوي تستمر لأيام أو أكثر.

– الاتجاه الثاني، وهو الذي تُمثله الدراسات الإسرائيلية إجمالا، يرى أن الدفاع الجوي السوري، رغم ترسانته المتنامية، لا يُمثل عقبة بحد ذاته أمام الهجوم الخارجي، وإن محاذير هذا الهجوم تكمن في مكان آخر، هو ترسانة الصواريخ الباليستية، التي طوّرتها دمشق على مدى عقود من الزمن.

وبغض النظر عن مدى انسجام هذا التحليل، فإن “فوبيا الصواريخ” يُمكن ملاحظتها اليوم في العديد من التقارير الإعلامية في المنطقة.

– الاتجاه الثالث، يتباين مع الاتجاهين الأول والثاني، ويرى أن العوامل الكابحة للهجوم الخارجي على سوريا لا تكمن على الأرجح في شبكة دفاعها الجوي، رغم تطوّرها، ولا في ترسانة صواريخها الباليستية، رغم تناميها المسلّم به، بل في إمكانية اندلاع حرب إقليمية، تخرج عن نطاق السيطرة.

وما يُمكننا استخلاصه على صعيد منظومة الدفاع الجوي للبلاد هو أن هذه المنظومة قد شكلت منذ عشر سنوات على الأقل إحدى اللبنات الأكثر مركزية في إجمالي البناء العسكري، وتقدمت في أولوياتها على الكثير من الأسلحة والفروع الدفاعية.

اتفاق فرنسي أميركي على معاقبة الأسد بعد جرائم نظامه

فابيوس: لم يعد هناك مجال لإنكار استخدام السلاح الكيماوي في سوريا

العربية.نت

أكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على الاتفاق مع الموقف الفرنسي على ضرورة معاقبة نظام الأسد على جرائمه في سوريا.

وأضاف كيري أننا مقتنعون بأن أي حل نهائي في سوريا يتم عبر المسار السياسي. وتابع كيري أن العملية العسكرية في سوريا لا تشبه العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان أو أي دولة أخرى، لأن الأميركيين لن تطأ أقدامهم الأراضي السورية.

من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إنه يجب على نظام الأسد إدراك أنه لا يمكن استمرار ممارساته، وإن الضربة العسكرية قد تمهد للحل السياسي في سوريا، وهو في هذا يتفق مع جون كيري، الذي يرى أن الضربة العسكرية ضد نظام الأسد سوف تكون مقدمة للحل السياسي في سوريا.

وقد أكد فابيوس أن نظام الأسد هو المسؤول عن الجريمة، لأنه يمتلك الأسلحة الكيماوية ولديه القدرة على استخدامها، ولا يمكننا أن ننسى صور القتلى من الأطفال جراء استخدام الكيماوي، موضحاً أن عدم الرد على هذه الجريمة أخطر من وقوعها، لأنها قد تشجع البعض مثل كوريا الشمالية وإيران وغيرهما من الدول على اللجوء إلى استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل.

وأضاف فابيوس أن بعض الدول في قمة العشرين اقتنعت بضرورة الرد على نظام الأسد، مشدداً على أنه يجب على العالم إدانة استخدام الكيماوي وعقاب من استخدمه، وأنه لم يعد هناك مجال لإنكار استخدام السلاح الكيماوي في سوريا.

وكانت دول الاتحاد الأوروبي تمكنت السبت من تجاوز خلافاتها حول سوريا عبر الاتفاق على ضرورة تقديم رد دولي “قوي”، لكن من دون الذهاب إلى حد دعم مشروع الضربات العسكرية الذي يطالب به وزير الخارجية الأميركي جون كيري وفرنسا.

مجلس التعاون الخليجي يطالب بـ”تدخل فوري” في سوريا

الزياني قال إن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق تحتم التحرك

الرياض – فرانس برس

طالب مجلس التعاون الخليجي، السبت، المجتمع الدولي بـ”تدخل فوري” في سوريا بهدف “إنقاذ” الشعب السوري من “بطش” النظام.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون، عبداللطيف الزياني، إن “الأوضاع الإنسانية المأسوية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق في الداخل والخارج، وما يتعرض له من إبادة جماعية وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، تحتم على المجتمع الدولي التدخل الفوري لإنقاذ الشعب السوري الشقيق من بطش النظام ووضع نهاية لمعاناته ومأساته المؤلمة”.

وتأتي هذه المطالبة، فيما يأمل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بأن يؤيد الكونغرس تدخلاً عسكرياً في سوريا رداً على هجوم كيماوي مفترض اتهمت المعارضة القوات النظامية بشنه في 21 آب/أغسطس قرب دمشق.

وأضاف الزياني أن “النظام السوري يتحمل كامل المسؤولية لما يجري في سوريا، لرفضه كل المبادرات العربية وغير العربية لتسوية هذه الأزمة، واستمراره في ممارسة كل أساليب القتل والتدمير، بما فيها استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً التي راح ضحيتها مئات من المدنيين الأبرياء”.

وأكد أن “دول مجلس التعاون تؤيد الإجراءات الدولية التي تتخذ لردع النظام السوري عن ارتكاب هذه الممارسات اللاإنسانية”.

إدريس: نخشى عدم موافقة الكونغرس على الضربة العسكرية

قال إن النظام السوري يبث معلومات لتصوير نفسه أنه حامي الأقليات في سوريا

دبي – قناة العربية

قال اللواء سليم إدريس، رئيس أركان الجيش السوري الحر، في مقابلة مع قناة “العربية”، إن هناك دلالات على أن الكونغرس الأميركي قد لا يوافق على الضربة العسكرية المحتملة ضد النظام السوري.

في حديث أجرته معه الزميلة ريما مكتبي، ناشد إدريس الكونغرس الأميركي على المصادقة على ضربة عسكرية نصرة للشعب السوري، منوهاً بأن عدم مصادقة الكونغرس على القرار يعني أن الشعب السوري سيترك وحيداً.

وفي موضوع سيطرة الجيش الحر على قرية “معلولا” ذات الغالبية المسيحية في ريف دمشق، قال إدريس إن النظام يبث معلومات لتصوير نفسه أنه حامي الأقليات في سوريا.

ودعا فصائل الجيش الحر للدفاع عن كل السوريين بشتى فصائلهم.

يذكر أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، فشل في الحصول على تأييد مجلس الأمن الدولي للتدخل العسكري ضد النظام السوري بسبب معارضة روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو)، ويسعى إلى الحصول على موافقة الكونغرس الأميركي على هذه الخطوة.

ورفض الرئيس الأميركي الكشف عما إذا كان يعتزم المضي قدماً في توجيه ضربة عسكرية لسوريا في حال رفض الكونغرس منحه تفويضاً بذلك.

اجتماع غربي مع قيادات من”الحر

إياد الجغبير- عمان- سكاي نيوز عربية

كشف مصدر دبلوماسي لسكاي نيوز عربية أن أحد السفارات الغربية المهمة في العاصمة عمان عقدت اجتماعات عديدة مع بعض قيادات الجيش الحر في المنطقة الجنوبية لسوريا خلال الأسبوع المنصرم، حسب مراسلنا.

وأضاف المصدر الذي اشترط عدم الإفصاح عن اسمه أن السفارة الغربية ومن خلال القسم المختص فيها لمتابعة شؤون الأزمة السورية عسكريا اجتمع مع القيادات كل لوحده وتباحثوا في شؤون الضربة المزمع توجيهها إلى الأهداف العسكرية.

وأشار إلى أن نقاشات عديدة وقعت بشأن تباين أهمية المناطق العسكرية الموجودة في جنوب سوريا خاصة وان محافظة درعا يتوفر فيها عددا كبيرا من النقاط العسكرية و بعض المطارات العسكرية التي يستخدمها القوات السورية الحكومية لقصف المدنيين، على حد قوله .

وتمت مناقشة إمكانية قدرة الجيش الحر السيطرة على بعض الأهداف العسكرية في حال تم استهدافها من قبل صواريخ البارجات التي ستنطلق من البحر المتوسط عند شن الضربة العسكرية، وفق لذات المصدر.

كما بين أن بعض قيادات الجيش الحر دخلوا إلى الأردن وغادروا إلى العاصمة التركية إسطنبول لاستنئاف حديثهم ومناقشتهم بشان الأزمة السورية .

وأكد المصدر أن بعض القيادات عادت إلى درعا بعد انتهاء الحديث معها، مشيرا إلى أن السفارة الغربية هي من طلبت لقاء العديد من قيادات الجيش الحر .

الأزمة السورية: واشنطن وباريس تناقشان “عملا عسكريا محدودا” ضد دمشق

أكدت الولايات المتحدة وفرنسا عزمهما الرد على استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا الشهر الماضي.

وفي مؤتمر صحفي في باريس، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولايات المتحدة وفرنسا لا يتحدثان عن خوض حرب، بل عن إجراء عمل عسكري محدود يستهدف إضعاف قدرة الحكومة السورية على استخدام الأسلحة الكيمياوية.

وأشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى تزايد الدعم الدولي لرد “قوي” ضد دمشق.

ويجري كيري في فرنسا محادثات حول الأزمة السورية مع فابيوس وممثلين لجامعة الدول العربية، وذلك في إطار جهود أمريكية مكثفة لحشد دعم دولي لتوجيه ضربة عسكرية ضد دمشق.

وكان وزير الخارجية الأمريكي قد عقد في وقت سابق السبت محادثات حول سوريا مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في ليتوانيا.

وأصدر الوزراء الأوروبيون بيانا قالوا فيه إن هناك أدلة قوية، فيما يبدو، تفيد بأن الحكومة السورية شنت هجوما بأسلحة كيمياوية ضد مدنيين قبل أكثر من أسبوعين في ريف دمشق.

ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما السبت جميع أعضاء الكونغرس إلى الموافقة على طلبه القيام بعمل عسكري ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

“هجوم مشين”

وقال أوباما إن الولايات المتحدة لا يمكنها “غض الطرف” عن استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا.

وأضاف: “عدم الرد على هذا الهجوم المشين يزيد من احتمالية استخدام الأسلحة الكيمياوية مرة أخرى، وقد تقع هذه الأسلحة في يد إرهابيين قد يستخدمونها ضدنا، كما أنه قد يبعث برسالة مفزعة لدول أخرى بأنه لن تكون ثمة تداعيات لاستخدامهم هذه الأسلحة.”

وسيجتمع الكونغرس الأسبوع المقبل للبت في طلب البيت الأبيض الموافقة على تدخل عسكري في سوريا.

ويرى وزراء خارجية دول الاتحاد الأوربي أن أي إجراء يجب ألا يستبق نتائج تحقيق الأمم المتحدة حول الهجوم.

وتقول حكومة الأسد إن مسلحي المعارضة مسؤولين عن الهجوم.

كما جددت روسيا، خلال قمة مجموعة العشرين، معارضتها لتوجيه أي ضربة ضد سوريا.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن أي تدخل عسكري سيزعزع الاستقرار في المنطقة.

BBC © 2013

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى