أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 07 تشرين الثاني 2015

 

القوات النظامية تتهاوى في ريف حماة

لندن، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

تعرضت القوات النظامية السورية أمس إلى نكسات إضافية بخسارتها عدداً من القرى والتلال الإستراتيجية في ريف حماة بينها منطقة كانت استعادتها بفضل الغارات الروسية قبل اسابيع بالتزامن مع تراجعها في جنوب حلب شمالاً، في وقت سيجتمع ممثلو دول كبرى وإقليمية في فيينا نهاية الأسبوع المقبل للاتفاق على قائمة موحدة لـ «التنظيمات الإرهابية» قبل الاجتماع الوزاري المقرر في العاصمة النمسوية الجمعة المقبل.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «حركة أحرار الشام وفصائل إسلامية أخرى سيطرت صباح اليوم (امس) على بلدة عطشان عقب اشتباكات عنيفة» ترافقت مع قصف روسي ومن قوات النظام على مناطق الاشتباكات، لافتاً الى ان «قوات النظام فقدت إثرها آخر البلدات التي سيطرت عليها منذ اطلاقها العملية البرية في ريف حماة الشمالي» في السابع من تشرين الأول (اكتوبر). وسيطرت قوات النظام على عطشان في العاشر من تشرين الأول الماضي بدعم جوي روسي. وأضاف ان الفصائل الإسلامية سيطرت ايضاً على قرى قريبة من عطشان بينها ام الحارتين بعد انسحاب قوات النظام منها. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل «16 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وسبعة عناصر على الأقل من الفصائل»، وفق «المرصد».

وخسرت القوات الحكومية الخميس بلدتي مورك وتل سكيك في ريف حماة الشمالي. وتقع مورك على طريق دولية اساسية تربط بين حلب ودمشق. وكانت فصائل اسلامية سيطرت الثلثاء على قاعدة تل عثمان وقرية الشنابرة شمال غربي حماة. وتعتبر قاعدة تل عثمان ثكنة عسكرية كبيرة، كان يتواجد فيها عدد من المدافع الميدانية الثقيلة والدبابات، وهي ذات موقع استراتيجي نظراً إلى أنها تطل على مناطق كثيرة في ريف حماة وريف إدلب الجنوبي.

وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة: «واصل الثوار تقدمهم في ريف حماة الشمالي، وأصبحوا على أبواب بلدة معان العلوية الموالية للنظام». وأفاد «فيلق الشام» في بيان بأن «الثوار تمكنوا من تحرير تل صوان الإستراتيجي الذي يشرف على قرية معان من الجهة الشمالية الغربية الموالية للنظام في ريف حماة». وأعلنت «أحرار الشام» المنضوية في «جيش الفتح» السيطرة على قرية قبيبات أبو الهدى في ريف حماة الشمالي بالكامل. وقال «الائتلاف الوطني السوري» ان «القوات النظامية تتهاوى في ريف حماة».

وقال «المرصد»: «تستمر الاشتباكات العنيفة بين جبهة النصرة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين في ريف حلب الجنوبي، وأنباء عن تقدم جديد للنصرة والكتائب وسيطرتهم على رحبة الدبابات في السابقية».

وقتل في معارك ريف حماة أمس قائد «اللواء 47 دبابات» التابع لـ»الفرقة 11 دبابات» العميد طالب سلامة الذي تسلم بعد مقتل قائد «الفرقة 11 دبابات» اللواء محسن سلامة قريب والدة الرئيس بشار الأسد، في معارك ضد «داعش» في تدمر.

سياسياً، اعلنت الخارجية الروسية في بيان إن وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف بحثا هاتفياً الجهود الدولية لبدء محادثات بين السلطات السورية والمعارضة. وقالت الوزارة انهما ناقشا أيضاً القتال ضد تنظيم «داعش» وغيره من الجماعات المتطرفة. وقالت مصادر مطلعة ان لافروف جهز قائمة بـ «التنظيمات الإرهابية» تشمل «كل من حمل السلاح» ضد النظام السوري بما فيها فصائل في «الجيش الحر» مدعومة أميركياً كي يعرضها مساعدوه على مجموعة العمل الثلثاء المقبل قبل الوزاري لـ «مجموعة الاتصال» الدولية – الإقليمية، فيما تتمسك دول أخرى بوضع «جدول زمني» للمرحلة الانتقالية وانسحاب القوات الأجنبية و «خصوصاً الإيرانية منها» على جدول أعمال الوزراء وسط رفض لافروف اقتراح بنقل الاجتماع من فيينا في ١٣ الشهر الجاري إلى لندن في ١٨ منه.

الى ذلك، أفاد تقرير صدر من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بأن خبراءها خلصوا إلى أن غاز الخردل استخدم خلال معارك في سورية في آب (اغسطس) الماضي. وأضافت مصادر ديبلوماسية إن غاز الخردل – الذي يسبب حروقاً في العينين والجلد والرئتين والمحظور بموجب القوانين الدولية – استخدم خلال معركة بين عناصر تنظيم «داعش» ومجموعة مقاتلة أخرى.

 

مقاتلو المعارضة يعززون تقدمهم غرب سورية

بيروت – رويترز

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الجمعة)، أن مقاتلين من المعارضة استعادوا السيطرة على قرية عطشان والمناطق المحيطة بها غرب سورية، ليعززوا بذلك تقدماً كبيراً حققوه في اليوم السابق على حساب القوات النظامية.

وذكر «المرصد» أن «حركة أحرار الشام وفصائل أخرى سيطرت صباح اليوم على قرية عطشان في أحدث مكاسب لهم في محافظة حماة».

وتشن القوات النظامية السورية ومقاتلون حلفاء لها وبدعم من الضربات الجوية الروسية، حملة واسعة تقول الولايات المتحدة أنها «تستهدف في الأساس مقاتلين من المعارضة المعتدلة أو المدعومة من الخارج».

وتقول موسكو التي تدخلت في الصراع منذ أكثر من شهر أن حملتها تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

وتقع قرية عطشان قرب بلدة مورك التي سيطر عليها المقاتلون في هجوم قاده مسلحون من تنظيم «جند الأقصى» أمس (الخميس). وذكر «المرصد» أن القوات الحكومية كانت قد سيطرت على عطشان في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وتقع مورك على الطريق الرئيس بين الشمال والجنوب الذي يربط مدناً رئيسة في سورية.

 

النظام يخسر آخر منطقة في حماة استعادها بعد التدخل الروسي

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

سيطرت فصائل اسلامية الجمعة على بلدة عطشان في ريف حماة الشمالي في وسط سورية لتفقد قوات النظام بذلك آخر المناطق التي استعادتها خلال عملية برية تنفذها في المنطقة منذ شهر بدعم من الطيران الروسي، في وقت حققت «جبهة النصرة» تقدماً اضافياً في ريف حلب الجنوبي شمال البلاد.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس: «سيطرت حركة أحرار الشام وفصائل إسلامية أخرى صباح اليوم (أمس) على بلدة عطشان عقب اشتباكات عنيفة» ترافقت مع قصف روسي ومن قوات النظام على مناطق الاشتباك.

واوضح عبدالرحمن ان «قوات النظام فقدت بالنتيجة آخر البلدات التي سيطرت عليها منذ اطلاقها العملية البرية في ريف حماة الشمالي» في السابع من تشرين الاول (اكتوبر). وسيطرت قوات النظام على عطشان في العاشر من تشرين الاول الماضي بدعم جوي روسي.

واشار عبدالرحمن الى ان الفصائل الاسلامية سيطرت ايضاً على قرى قريبة من عطشان من بينها ام الحارتين بعد انسحاب قوات النظام منها.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل «16 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وسبعة عناصر على الاقل من الفصائل»، وفق «المرصد».

وخسرت قوات النظام الخميس بلدتي مورك وتل سكيك في ريف حماة الشمالي ايضا لصالح فصائل اسلامية مقاتلة اهمها «جند الاقصى» و»أجناد الشام». وتقع مورك على طريق دولية اساسية تربط بين حلب ودمشق.

وتتواصل الاشتباكات بين الطرفين في محيط مورك وبلدة معان الى الشرق منها، والواقعة تحت سيطرة قوات النظام.

وخلال اكثر من اربع سنوات من النزاع السوري، تبدلت السيطرة على بلدة مورك مرات عدة بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام، الا ان الاخيرة استعادتها بالكامل في تشرين الاول 2014.

ولا تزال قوات النظام تسيطر على مناطق واسعة في ريف حماة الشمالي جنوب بلدتي مورك ومعان كانت موجودة فيها منذ ما قبل العملية البرية.

وتمكنت «كتائب الثوار» الثلثاء من السيطرة على قاعدة تل عثمان وقرية الشنابرة شمال غرب حماة، ولا تزال المعارك مستمرة للسيطرة على مناطق أخرى في الريف الشمالي لحماة. وتعتبر قاعدة تل عثمان ثكنة عسكرية كبيرة، كان يتواجد فيها عدد من المدافع الميدانية الثقيلة وعدة دبابات، وهي ذات موقع استراتيجي نظراً لأنها تطل على مناطق كثيرة في ريف حماة وريف إدلب الجنوبي وجبل شحشبو، وكانت تؤمن حواجز أخرى في محيط مدينة قلعة المضيق. وكانت قوات النظام تستخدم هذه القاعدة لاستهداف المدنيين في قرى الصهرية وتل هواش والجابرية بالقناصات، بحسب موقع «كلنا شركاء» المعارض الذي نقل عن الملازم أول زاهر كريكر قوله «إن قاعدة تل عثمان مهمة جداً، نظراً لموقعها الاستراتيجي كونها مطلة على مساحة واسعة من ريف حماة الشمالي، واستطعنا اقتحام الحاجز بالدبابات وقتل قسم من جنود النظام في القاعدة، بينما هرب الباقون باتجاه مدينة السقيلبية التي تتبع لنظام الأسد”.

من جهتها، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة: «واصل المقاتلون الثوار الجمعة، تقدمهم في ريف حماة الشمالي، وأصبحوا على أبواب بلدة معان العلوية الموالية لنظام الأسد». وأفاد «فيلق الشام» في بيان مصور أن «الثوار تمكنوا من تحرير تل صوان الاستراتيجي، الذي يشرف على قرية معان من الجهة الشمالية الغربية الموالية للنظام بريف حماة، ويبعد عنها نحو ثلاثة كيلومترات بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد وتكبيدها خسائر فادحة». وأعلنت «أحرار الشام» المنضوية في «جيش الفتح» السيطرة على قرية قبيبات أبو الهدى في ريف حماة الشمالي بالكامل.

وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض قال ان «القوات النظامية تتهاوى في ريف حماة».

من جهة أخرى، كشف «المرصد» عن مقتل 27 مدنياً و15 عنصراً من تنظيم «داعش» على الاقل في مدينة الرقة، معقل التنظيم، الثلثاء. وكان «المرصد» افاد وقتها عن مقتل عشرة مدنيين و13 عنصراً من التنظيم على الاقل.

وزاد بذلك عدد المدنيين الذين قتلوا في الضربات الروسية. وقالت الشبكة السورية لحقوق الانسان وهي جماعة رصد أخرى ان العدد وصل الى 254 شخصاً في نحو شهر واحد.

وتشن موسكو منذ 30 أيلول (سبتمبر) ضربات جوية في سورية تقول انها تستهدف «المجموعات الارهابية»، لكن الغرب يتهمها بعدم التركيز على تنظيم «داعش»، بل استهداف فصائل المعارضة الاخرى التي يصنف بعضها في خانة «المعتدلة».

وأعلن سلاح الجو الروسي يوم الثلثاء انه نفذ 1631 طلعة ضرب خلالها 2084 هدفاً للمتشددين منذ بدأ عملياته.

في شمال سورية، قال «المرصد»: «تستمر الاشتباكات العنيفة بين جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب آخر، في ريف حلب الجنوبي، ومعلومات عن تقدم جديد للنصرة والكتائب وسيطرتهم على رحبة الدبابات في السابقية»، في وقت «نفذت الطائرات الحربية الروسية عدة غارات على مناطق في قرية الشيخ أحمد القريبة من محيط مطار كويرس العسكري المحاصر من قبل تنظيم «الدولة الاسلامية». وقتل مقاتل من الفصائل الاسلامية خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في ريف حلب الجنوبي، كذلك قتل ثلاثة عناصر من قوات النظام بينهم ضابط برتبة ملازم خلال اشتباكات مع عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» في محيط مطار كويرس العسكري المحاصر من قبل التنظيم، بريف حلب الشرقي، فيما قصفت الطائرات الحربية الروسية مناطق في تل باجر بريف حلب الجنوبي».

في شمال غربي البلاد، قال «المرصد»: «لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في منطقة جب الاحمر وقمة النبي يونس واطراف قرية الدغمشلية، بريف اللاذقية الشمالي بعد استعادة السيطرة من قبل قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية اليوم على قرية غمام، ومعلومات عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، ترافق مع تجدد القصف المكثف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، واستمرار قصف الطائرات الحربية الروسية على المنطقة».

 

التحالف الدولي سيزيد ضرباته الجوية ضد «داعش»

دبي – رويترز

قال قائد “القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية” اللوتنانت جنرال تشارلز براون اليوم (السبت) إن قوات الولايات المتحدة والتحالف ستزيد ضرباتها الجوية ضد أهداف بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في العراق وسورية خلال الأسابيع المقبلة بعد فترة هدوء في أيلول (سبتمبر) وتشرين الاول (أكتوبر) الماضيين. وصرح براون للصحافيين في “المؤتمر الدولي لقادة القوات الجوية” في دبي بإن “تقليص الضربات الجوية كان بسبب الطقس وبطء وتيرة الأنشطة على الأرض وليس بسبب الضربات الجوية الروسية في المنطقة”، موضحاً: “قلنا إننا سنحلق أينما احتجنا لإنجاز المهمات”. وأكد أن الاتفاق الذي أبرم مع روسيا لتفادي احتمال التصادم في الجو، “يسير بشكل جيد خصوصاً انهم لا يريدون (حوادث) في الجو ولا نحن أيضا”.

وأضاف أن “القوات الحكومية ومقاتلو المعارضة يزيدون من أنشطتهم على الأرض، ما قد يتيح مزيدا من الفرص لتنفيذ المزيد من الضربات الجوية ضد أهداف التنظيم” المتطرف. وقال إنه “في حال لم يمارس (مقاتلو تنظيم “داعش”) أنشطة، فسيكون من الصعب توجيه ضربات ضدهم، لا سيما بالنسبة إلى عدو يمكن أن يختبئ وسط المدنيين”.

ورفض براون الانتقادات بأن الولايات المتحدة لا تستخدم الضربات الجوية بشكل كبير أو فعال كلما أمكن ذلك قائلا إن “قوات التحالف تسعى لتفادي وقوع خسائر في صفوف المدنيين الأمر الذي قد يعزز مساعي التجنيد في صفوف داعش”. وأشار إلى أن “عدد الضربات ليس مؤشرا بقدر الأهداف التي أصيبت وعدد الأسلحة التي استخدمت”. وكان الجيش الأميركي أكد أمس إن التحالف الدوليء الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ 14 ضربة ضد “داعش” العراق يوم الخميس الماضي، كما استهدف التنظيم بتسع ضربات في سورية.

 

بدء توطين لاجئين في فرنسا

باريس، استوكهولم، اوتاوا، روما – أ ف ب، رويترز

أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن 19 من طالبي اللجوء الأريتريين القادمين من مراكز التسجيل في ايطاليا وصلوا أمس، الى غرب فرنسا في إطار أول عملية «لإعادة اسكانهم» بموجب الاتفاق الأوروبي الذي تم التوصل اليه في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي.

وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف في بيان إن فرنسا «اقترحت على ايطاليا واليونان التكفل بمئتي شخص في تشرين الثاني(نوفمبر) و300 في كانون الأول(ديسمبر) و400 في كانون الثاني(يناير)» ضمن اطار برنامج ينص على استقبال 30 ألف شخص على الأراضي الفرنسية.

وأضافت الوزارة أنه في اطار «أول عمل تجريبي» سيتم استقبال 19 منهم في منطقة لوار.

وبعدما أكد «ترحيب فرنسا» بهؤلاء اللاجئين، أكد كازنوف أن «طلباتهم للجوء ستُدرَس في أسرع وقت ممكن».

ومرّ اللاجئون عبر 3 مراكز استقبال في ايطاليا (اغريجنتي وباري وروما) وسيتم استقبالهم في فرنسا في مبانٍ مخصصة لاستقبال طالبي اللجوء بالقرب من نانت.

إلى ذلك، حذرت السويد من عدم قدرتها على تأمين السكن لكل المهاجرين، آملة بردع طالبي اللجوء عن التوجه إليها بعد استنزاف قدراتها.

وقال وزير الهجرة مورغان جوهانوسن في مؤتمر صحافي ان «عدد طالبي اللجوء يتزايد في شكل أسرع من عدد المنازل التي يمكن توفيرها». وأضاف أن على اللاجئين الواصلين الى السويد ولا تستطيع وكالة الهجرة تأمين الإسكان لهم «العثور على مسكن بأنفسهم أو التوجه الى بلد آخر».

من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده ستستقبل 25 ألف لاجئ سوري قبل مطلع العام المقبل عملاً بوعوده الانتخابية.

ولفت ترودو إلى أن استقبال 25 ألف لاجئ ليس أصعب ما في الأمر، بل ينبغي ايضاً «منحهم القدرة على تحقيق النجاح من أجل عائلاتهم» حتى ينعكس ذلك فائدة «على المجموعة» وعلى البلاد برمتها «مثلما فعلت موجات المهاجرين واللاجئين السابقة».

في سياق آخر، أعلن خفر السواحل الإيطالي أول من أمس، انه شارك في إنقاذ حوالى ألف مهاجر، بينهم نساء وأطفال، كانوا على متن زوارق صغيرة قبالة سواحل ليبيا.

وشاركت في إنقاذ هؤلاء أيضاً سفن تابعة للبحرية الإيطالية وســــفينة «ديغنيتي» التابعة لمنظمة «اطباء بلا حدود»، اضافة إلى سفن عسكرية بريطانية وسلوفينية وبلجيكية تعمل في اطار مهمة صوفيا التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في المتوسط لمكافحة مهرّبي البشر.

 

تركيا تتحسّب لاستهداف «داعش» قمة العشرين

أنقرة – يوسف الشريف

نفذت أجهزة الأمن التركية حملة دهم «استباقية» في محافظة أنطاليا التي تستضيف الأسبوع المقبل قمة مجموعة العشرين، طاولت خلايا يُشتبه بأنها لتنظيم «داعش» تخطط لعملية إرهابية قد تستهدف الاجتماع الذي يحضره قادة بارزون، بينهم الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين.

حملة الدهم التي طاولت منازل في مدينتَي منافغات وألانيا، أسفرت عن توقيف 21 مشبوهاً، بينهم روسيان وامرأتان، صودرت منهم وثائق وأجهزة اتصال، اعتبرت أجهزة الأمن أنها تثبت تواصلهم مع «داعش» في سورية والعراق.

وجاءت العملية بعد ساعات على توقيف 41 مغربياً، إثر وصولهم إلى مطار اسطنبول آتين من الدار البيضاء، للاشتباه بعزمهم على الانضمام إلى «داعش» في سورية. وأبعدت السلطات التركية 20 منهم إلى المغرب، وما زالت تستجوب الباقين.

وتعوّل الحكومة التركية على قمة مجموعة العشرين المرتقبة في 15- 16 الشهر الجاري، من أجل كسر عزلة الرئيس رجب طيب أردوغان، خصوصاً بعد فوز حزبه في الانتخابات النيابية المبكرة التي نُظِمت الأحد الماضي.

وستنشر السلطات حوالى 11 ألف شرطي لحماية المشاركين في قمة أنطاليا على البحر المتوسط. كما شددت أجهزة الأمن التركية تدابير احترازية في مطارات، خصوصاً مطار اسطنبول.

وكان وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو أعلن أن لدى بلاده خطة عسكرية للتحرّك ضد «داعش» قريباً، علماً أن السلطات تتهم التنظيم بتنفيذ هجومَين انتحاريَّين في الأشهر الأخيرة، أوقعا أكثر من 130 قتيلاً.

وتراقب تركيا التحقيق في حادث سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ المصرية، خشية تكرار السيناريو على أرضها. وكانت الشرطة التركية نشرت صور سبعة أشخاص، بينهم امرأة أجنبية، ذكرت انهم دخلوا تركيا من سورية لتنفيذ هجمات انتحارية قبل الانتخابات. لكن أجهزة الأمن التركية أعلنت اعتقال أفراد المجموعة، بعد الاقتراع بثلاثة أيام.

على رغم ذلك، تمكّن «داعش» من «نحر» ناشطَين سوريَّين في مدينة أورفا، يعملان في حملة «الرقة تُذبح بصمت» التي تكشف فظائع التنظيم في مدينة الرقة السورية، ما أثار تساؤلات عن قدراته الاستخباراتية والتنظيمية في تركيا.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي غربي إن «التهديد الجهادي» بلغ «نقطة حساسة جداً» بالنسبة إلى أنقرة، مستدركاً أن «هذا التهديد بالنسبة إلى (الأتراك)، يبقى وراء تهديد حزب العمال الكردستاني».

إلى ذلك، أعلن طاهر الجلي، نقيب المحامين في مدينة دياربكر، أنه سيُحاكم قريباً لاتهامه بـ «دعاية إرهابية»، مشيراً إلى انه يواجه حكماً بسجنه اكثر من 7 سنوات، بعدما اعتبر أن «الكردستاني ليس تنظيماً إرهابياً».

في غضون ذلك، اقتحمت الشرطة التركية في أنقرة مقر «اتحاد المقاولين الأتراك» (توسكون) المقرّب من الداعية المعارض فتح الله غولن. وأشارت وسائل إعلام إلى تحقيق يطاول «توسكون» في ما يتعلق بمزاعم عن «تأمين دعم مالي للإرهاب».

واتهم رئيس «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليجدارأوغلو السلطات بقمع الإعلام الحر. وذكّر رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بتعهده بعد الانتخابات العمل لمصالحةٍ في تركيا، وسأله: «هل تؤيّد التصريحات المطالِبة بإسكات الإعلام الحر»؟ ونبّه إلى أن «الجيش الإعلامي الذي لا ينتقد الحكومة، سيجلب مصائب وكوارث على تركيا».

إلى ذلك، استخدمت الشرطة رصاصاً مطاطياً وقنابل مسيّلة للدموع، خلال قمعها تظاهرة نظمها طلاب أمام مدخل جامعة اسطنبول، مطالبين بإلغاء مجلس التعليم العالي. واعتقلت الشرطة عدداً كبيراً من المحتجين.

 

دعـم المعارضة السورية بصواريخ “تاو” أبطأ الهجوم السوري المدعوم بغطاء روسي

المصدر: (رويترز)

أفادت مصادر بارزة مقربة من الحكومة السورية أن الهجمات التي يقوم بها الجيش السوري وحلفاؤه بدعم من الغارات الجوية الروسية تسير ابطأ مما كان متوقعاً نظراً الى زيادة الدعم السعودي للمعارضة.

وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” ومسلحون إن سيطرة المعارضة على قرية عطشان في محافظة حماه تمثل انتكاسة ثانية للحكومة وحلفائها في تلك المنطقة خلال الأيام الأخيرة. وسقطت أيضا مورك في أيدي المعارضة الخميس.

وفي تقويم صريح للتحديات التي تواجهها الحكومة قال مصدران غير سوريين قريبين من دمشق إن المزيد من الدعم العسكري السعودي للمعارضين قد أثر على سير المعركة.

وأشارا إلى أن تزايد الإمدادات من صواريخ “تاو” الأميركية الصنع المضادة للدبابات للمسلحين يعتبر عاملاً كبيراً. لكنهما شددا على أن الهجمات تسير بحسب الخطة الموضوعة لها وهذا يعكس ما قاله مصدر عسكري سوري في الأيام الاخيرة. وقال المصدران إن الخطوط الدفاعية عززت وخصوصاً في محافظة اللاذقية.

وقال أحد المصدرين: “الدعم من السعودية للمعارضة لم يتوقف، لكنه تعزز الآن بشكل غير مسبوق وهو الذي ساهم بابطاء العمليات وتأخير تحقيق انجازات كبيرة على الأرض”.

ورأى المصدر الآخر أن زيادة الإمدادات بصواريخ “تاو” للمعارضة كان السبب الرئيسي لتوقف الهجوم في سهل الغاب المتاخم لسلسلة الجبال الساحلية التي تشكل معقلاً للعلويين مسقط الرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضحت المصادر أن المعارك في جنوب حلب تعتبر حاليا أولوية بالنسبة الى الحكومة وحلفائها وخصوصاً إيران.

ونقلت “رويترز” عن مصدر مطلع على عملية دعم المعارضين في 31 تشرين الأول من واشنطن أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إي” بالتعاون مع السعودية ودولة قطر سعت أخيراً إلى تسليم مجموعات عدة في المعارضة أسلحة منها صواريخ “تاو”.

وقال مصدر آخر إن شحنة كبيرة جديدة من صواريخ “تاو” سلّمت في تشرين الأول الى من تعتقد الولايات المتحدة أنهم من المسلحين السنة المعتدلين نسبياً الموجودين في شمال غرب البلاد.

وأفاد قائد مجموعة “فرسان الحق” التابعة لـ”الجيش السوري الحر” التي ساعدت في انتزاع السيطرة على مورك الخميس أن صواريخ “تاو” كان لها دور كبير في توحد المجموعات والروح المعنوية العالية لديهم.

 

تقدّم جديد لفصائل المعارضة في حماه وللنظام في اللاذقية ناشطون يتّهمون “داعش” باستخدام غاز الخردل بعد تقرير دولي

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

استعاد مقاتلون من الفصائل السورية المقاتلة قرية عطشان في ريف حماه ليعززوا تقدماً أحرزوه في اليوم السابق على حساب القوات النظامية التي تمكنت في المقابل من السيطرة على قرية في ريف اللاذقية الشمالي.

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان “حركة أحرار الشام الإسلامية وعدة فصائل إسلامية ومقاتلة سيطرت على قرية عطشان” في أحدث مكسب لها في محافظة حماه.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الفصائل الاسلامية سيطرت أيضاً على قرى قريبة من عطشان منها أم الحارتين بعد انسحاب قوات النظام منها. وأضاف ان الاشتباكات اسفرت عن مقتل “16 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وسبعة عناصر على الاقل من الفصائل”.

وخسرت قوات النظام الخميس بلدتي مورك وتل سكيك في ريف حماه الشمالي أيضاً لمصلحة فصائل اسلامية مقاتلة أهمها “جند الاقصى” و”اجناد الشام”. وتقع مورك على طريق دولية اساسية تربط حلب ودمشق.

ويمثل الاستيلاء على مورك ضربة للحملة التي تدعمها روسيا في غرب سوريا وشمال غربها حيث حققت نجاحاً محدوداً في استعادة الأراضي التي سيطرت عليها قوات المعارضة في وقت سابق من هذه السنة. وخلال أكثر من أربع سنوات من النزاع السوري، تبدلت السيطرة على مورك مراراً بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام، الا ان الأخيرة استعادتها تماماً في تشرين الأول 2014.

وتشن قوات الحكومة السورية ومقاتلون حلفاء لها وبدعم من الغارات الجوية الروسية ودعم على الأرض من قوات إيرانية ومقاتلين من “حزب الله” اللبناني حملة واسعة منذ شهر في غرب سوريا تقول الولايات المتحدة إنها تستهدف في الأساس مقاتلين من المعارضة المعتدلة أو المدعومة من الخارج.

من جهة أخرى تحدث المرصد وتلفزيون “المنار” التابع لـ”حزب الله” عن سيطرة القوات الموالية للحكومة على قرية غمام في محافظة اللاذقية. واللاذقية الممتدة على طول الساحل الغربي السوري معقل الرئيس السوري بشار الأسد، لكن مقاتلي المعارضة ينتشرون في شمال المحافظة حيث يشنون هجمات انطلاقا من هناك.

وكشف المرصد عن مقتل 27 مدنياً و15 عنصراً من تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) على الاقل في مدينة الرقة، معقل التنظيم المتشدد.

وقال الجيش الاميركي ان الولايات المتحدة وحلفاءها شنّوا الخميس 14 غارة جوية على “داعش” في العراق وتسع غارات جوية أخرى في سوريا. وجاء في بيان ان ستاً من الغارات في العراق حصلت قرب سينجار واستهدفت وحدات تكتيكية وقتالية وخنادق ومنطقة تجمع، كما استهدفت اربع غارات قرب الرمادي أيضاً وحدات تكتيكية ودمرت مواقع القناصة وأسلحة وخنادق ومبنى.

أما في سوريا، فحصلت الغارات قرب الهول والحسكة والبوكمال واستهدفت نقاط تجميع للنفط ووحدات تكتيكية ومواقع قتال.

 

غاز الخردل

في غضون ذلك، وجد ناشطون تأكيد منظمة حظر الاسلحة الكيميائية استخدام غاز الخردل السام في شمال سوريا في آب الماضي غير كاف لأنه لا يوجه الاتهام مباشرة الى الجهاديين الذين لجأوا اليه في قصفهم مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في حينه.

وأكد خبراء في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الخميس ان غاز الخردل استخدم خلال معارك في مدينة مارع بمحافظة حلب في 21 آب الماضي. ولم تحدّد الجهة المسؤولة عن استخدامها.

وأوضح عبد الرحمن ان “تنظيم الدولة الاسلامية استخدم غازات سامة خلال هجوم عنيف شنه في آب الماضي ضد الفصائل الاسلامية والمقاتلة بهدف السيطرة على مدينة مارع”.

كذلك قال الناشط ومدير وكالة “شهبا برس” مأمون الخطيب، الذي كان في مارع في حينه: “نعلم ان الدولة الاسلامية هي من استخدم هذا الغاز لأن القذائف اطلقت من مناطق سيطرتها في شرق المدينة واستهدفت مدنيين”. وأضاف: “نحن كنا متأكدين من نوع الاستهداف، الا ان المجتمع الدولي ليس جاداً في القضاء على داعش”.

وقال زميله في الوكالة الناشط نذير الخطيب إن “تقرير منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ليس كافيا، لأنه لا يتهم تنظيم الدولة الاسلامية مباشرة باستخدام غاز الخردل في مارع بل جاء متأخراً أيضاً”.

 

«فيينا 2» السبت .. وموسكو تطالب واشنطن بتليين مواقف السعودية وتركيا وقطر

مشروع الدخول إلى التسوية في سوريا يتكامل؟

كتب المحرر السياسي:

من كان يستحيل جمعهم، سيلتقون ثانية في فيينا يوم السبت في الرابع عشر من تشرين الثاني الحالي.

هذا الموعد جاء تتويجاً لمشاورات مكوكية أجراها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وشملت خاصة دمشق وموسكو وواشنطن وبعض شخصيات المعارضة السورية، على أن يتوّجها الثلاثاء المقبل بعرض يقدمه أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، ويضمنه أفكاراً تصب في خانة جعل «فيينا 2» محطة مفصلية نحو وضع خريطة طريق للحل السوري، في ضوء المبادئ التسعة التي أرساها «فيينا 1».

واللافت للانتباه أنه في موازاة العمليات الميدانية المستعرة نيرانها على أكثر من جبهة، فوق الأرض السورية، ظل دي ميستورا متمسكاً بإطلاق مبادرات حسن نية في الاتجاهين، بينها محاولة فرض وقف جديد لإطلاق النار في حي الوعر في حمص، في ضوء التقرير الذي رفعته إليه مديرة مكتبه في دمشق السيدة خولة مطر التي زارت قبل أيام قليلة الحي المحاصر منذ نحو سنتين.

ووفق مصادر الأمم المتحدة، فإن الحكومة السورية تجاوبت مع الطرح الدولي، كما فعلت سابقاً في المنطقة المحاصرة التي تصلها مساعدات إنسانية، وبات المسلحون فيها «لا يشكلون حالة خطيرة» على مدينة حمص، على حد تعبير مصادر الأمم المتحدة.

كما أن دي ميستورا أثار خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق، مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، مسألة إلقاء البراميل المتفجرة على منطقة دوما في ضاحية دمشق، وذلك بالتزامن مع انعقاد «فيينا 1»، وقال المبعوث الدولي للمسؤولين السوريين إنه بعد دخول الروس عسكرياً على خط الأزمة السورية، صارت هناك ترسانة أسلحة أكثر دقة، «فهل يمكنكم الاستغناء عن هذه البراميل المتفجرة؟».

وكما تبلغ دي ميستورا من النظام السوري، فإن الجانب الروسي اعتبر أن تظهير البراميل بالتزامن مع «فيينا 1»، «هو مجرد عمل دعائي لأهداف سياسية».

تقاطعت مواقف الروس والسوريين عند حد القول إن هناك ماكينة إعلامية تحاول الإيحاء بأن الضربات الجوية الروسية أيضا تستهدف مجموعات مدنية سورية، بينما الحقيقة هي أن المجموعات المسلحة تستخدم أسلحة محرّمة وفتاكة، وهذا الأمر أثبته تقرير دولي تحدث صراحة عن توصل التحقيقات إلى أن تنظيم «داعش» استخدم غاز الخردل، خلال معاركه مع مجموعات مسلحة في بلدة مارع في ريف حلب في آب الماضي.

وأبلغت الحكومة السورية دي ميستورا أن المجموعات الإرهابية تستخدم أسلحة وذخائر مصدرها المخازن التركية مثل «مدفع جهنم» (سقطت قذائفه المحمومة على بعض مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من المدنيين).

بطبيعة الحال، عبّر السوريون عن ترحيبهم بمضمون بيان «فيينا 1»، ولو أنهم لم يكتموا ملاحظاتهم على بعض البنود، وهو الأمر الذي أشار إليه صراحة الوزير المعلم خلال استقباله دي ميستورا، حيث جدد استغرابه لعدم تضمين البيان نقاطا تلزم دولا إقليمية معينة بالتوقف عن دعم المجموعات الإرهابية، تنفيذا لمضمون قرارات دولية ذات صلة «بمكافحة الإرهاب» وتمويل المجموعات الإرهابية، «وعندها يصبح الحديث عن أي وقف لإطلاق النار مجديا».

ما هو المطلوب من «فيينا 2»؟

أظهرت محادثات دي ميستورا في الأيام الأخيرة، أنه يعول كثيرا على الروس من أجل تذليل الكثير من العقد الحساسة في المرحلة المقبلة، خصوصا أن ثمة انطباعاً مفاده أن الأميركيين بدأوا ينظرون، أكثر من أي وقت مضى منذ خمس سنوات حتى الآن، الى مخاطر استمرار الأزمة السورية وتفاقمها.

على أن دي ميستورا لم يستشعر أن أياً من الأطراف الإقليمية والدولية الأساسية قد عدّل موقفه من الأزمة السورية «بصورة جذرية». بدا واضحا في «فيينا 1» أن همّ كل طرف محاولة تكريس مطالبه، وقد عبّر كل واحد من هؤلاء عن ذلك بطريقته الخاصة، لكن البيان الختامي ببنوده التسعة، «شكل رسالة مشتركة ندر أن وضعت كل هذه العواصم تواقيعها عليها، وبذلك يكون «فيينا واحد» أول محاولة جدية لوضع الأزمة السورية على سكة الحل السياسي».

في المقابل، ثمة ملاحظة رصدتها بعض دوائر الأمم المتحدة في نيويورك، مفادها أنه غداة بدء التحضير لمؤتمر «فيينا 2»، أخذت جهود بعض القوى الإقليمية تثمر تنسيقاً ميدانياً غير مسبوق بين «النصرة» و «داعش» وباقي المجموعات المسلحة على الأرض السورية، خصوصا في الشمال القريب من الحدود التركية. هذه النقطة أثارها السوريون والروس مع دي ميستورا، وطلبوا منه أن يركّز جهوده، بالتنسيق مع الأميركيين، في اتجاه الضغط على كل من السعودية وتركيا وقطر لوقف دعمهم العسكري المتزايد، الذي يصب في خانة تعزيز قدرة «داعش» و»النصرة» ونفوذهما على الأرض.

على طاولة «فيينا 2»، ستوضع مسودة جديدة للائحة الشخصيات السورية المرشحة للجلوس الى طاولة الحوار مع النظام، وهي لائحة طرحها الروس أمام السعوديين، على هامش «فيينا 1» وطلبوا إدخال تعديلات عليها، موضحين أنها لائحة أولية قابلة للتعديل والتوسيع المحدود. ومن أبرز الأسماء التي تضمنتها لائحة الـ36 أسماء: معاذ الخطيب، أحمد الجربا، عارف دليله، خالد خوجة، هادي البحرة، صفوان عكاش، سمير العيطة، ميشال كيلو، صالح مسلم محمد، سليم الشامي، رونا تركماني، رندا قسيس، محمد حبش، محمد طيفور، محمود مرعي، جمال سليمان، لؤي حسين، قدري جميل، وليد البني ومنير هاميش المقرب جدا من المعارض السوري المعروف هيثم مناع. وتضم اللائحة أيضا أسماء رجال أعمال وممثلي تجمعات سورية معارضة في البيئات المسيحية والكردية.

الخطوة الثانية بعد «فيينا 2» هي جلوس الحكومة السورية والمعارضة الى طاولة واحدة. في هذا السياق، سمع زوار موسكو كلاماً مفاده أن زيادة النفوذ الروسي في سوريا «تزيد قدرتنا على إلزام النظام بالحل السياسي واتخاذ خطوات سياسية ملموسة وجذرية».

ليس في قاموس الديبلوماسية الروسية، حسب أكثر من مصدر متابع، أي توجه لوضع سقف مسبق لما يسميها خصوم النظام «المرحلة الانتقالية». موسكو لن تتخلى عن الرئيس بشار الأسد، وهي ردت على من اشترطوا عليها رحيل الأسد: «أنتم تريدون الفوضى لا الحل في سوريا.. للشعب السوري وحده أن يقرر مصيره وقيادته ومستقبله». هذه المعادلة ستصبح مفردة تستخدمها موسكو في كل ساحات الاشتباك بينها وبين باقي مكوّنات النظام العالمي.

ثمة قناعة لدى دي ميستورا بأن حياكة التفاصيل ستكون عملية معقدة، وكل بند يحتاج الى مفاوضات مضنية، لكن المهم أن الأزمة وضعت على السكة والمظلة باتت متوافرة، وسيكون المطلوب تحديد الخطوات العملية الواجب اتخاذها من أطراف النزاع والأطراف المؤثرة اقليميا ودوليا.

بعد «فيينا 2»، يعول الروس على زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الى موسكو قبل نهاية تشرين الثاني الحالي، وهم تلقوا تأكيدات أن الزيارة حاصلة «برغم كل ما يجري من تشويش عليها».

ماذا عن لبنان؟

«الحلول في لبنان مؤجلة ولن تبدأ بالتبلور قبل أن توضع المنطقة على سكة التسويات في العام 2016، وهذا يعني أنه لن يكون هناك قريبا رئيس جديد للجمهورية.. واذا استمر هذا الوضع، فإن لبنان سيكون في ربيع العام 2017 أمام تحدي إنجاز تسوية متكاملة تشمل الرئاسة الأولى والحكومة والمجلس النيابي».

هذا هو الانطباع الذي عاد به أكثر من مسؤول لبناني من الخارج، و «لكن الخطورة على لبنان، ليست اقتصادية وحسب، بل ثمة خطورة أمنية، اذا قرر السعوديون والايرانيون تبريد الساحات المشتعلة في الاقليم وخصوصا في اليمن وسوريا، فإن لبنان سيكون البلد الأكثر قابلية لترجمة التجاذب الاقليمي، سياسيا وأمنيا، وهذا الأمر يتطلب من أهل السياسة في لبنان التفكير في كيفية تحصين بلدهم سياسيا وأمنيا واقتصاديا وماليا.. ولعل البداية تكون بفتح أبواب مجلس النواب وإعادة تفعيل الحكومة» على حد تعبير مسؤول لبناني كبير.

 

الجيش يسعى للفصل بين جبلي الأكراد والتركمان

تقدم في اللاذقية وسهل الغاب.. وتراجع في حماه

عبد الله سليمان علي

 

يتابع الجـيش السـوري مخطـط تقطـيع أوصال المناطـق التي يسيطـر عليـها المسلحون. وآخر تجليات هذا المخطط ما ظـهر في ريف اللاذقيـة الشـمالي، حيث بدا واضحاً من خلال العمليات الأخيرة أن الجـيش يستهدف فصل جبل الأكراد عن جبل التركمان لقطع خطوط الإمداد المتبادلة بين الجبلين، ولتشتيت جهود المسلحين وحرمانهم من تحشيد قواتهم في جبهة واحدة ضده.

لكن هذا التقدم في ريف اللاذقية خيّمت عليه ظلال من التشاؤم بسبب التراجع الدراماتيكي للجيش في ريف حماه الشمالي، حيث خسر معظم المناطق التي كان قد سيطر عليها في مستهل حملته الأخيرة، الأمر الذي قلب موازين القوى في الريف الحموي وبات يهدد جدياً المناطق الأقرب من مركز المدينة. هذا في الوقت الذي بقي فيه الطابع العام لمعارك ريف حلب الجنوبي هو تقدم الجيش، برغم كل محاولات «جبهة النصرة» تغيير المعادلة عبر هجوم معاكس حقق لها بعض النقاط من دون أن يؤثر على النتيجة النهائية.

وقد استعاد الجيش، أمس، للمرة الثانية خلال أيام، السيطرة على بلدة غمام التي تعتبر بوابة جبل التركمان، وتبعد حوالي 35 كيلومتراً عن مدينة اللاذقية. واستطاع، خلاف المرة الأولى، التثبيت في البلدة بعد عملية تمشيط استهدفت تطهيـرها من الألغام والعبـوات الناسفة والتأكد من خلوّها من فلول المسلحين. كما سيطر الجيش على جبل كداش إلى الشرق من غمام، وجبل غمام إلى جنوبها.

وبعد تقدم الجيش شمالاً نحو الدغمشلية التي تمكن، حتى مساء أمس، من السيطرة على أجزاء منها، بعد قصف تمهيدي مكثف استمر لأكثر من ساعة، يبدو من الواضح أن الهدف التالي سيكون برج القصب التي تتمتع بأهمية استراتيجية، خاصة لأن السيطرة عليها ستمكن الجيش من قطع خطوط المواصلات بين ربيعة معقل المسلحين في جبل التركمان وسلمى معقلهم المقابل في جبل الأكراد، وهذا يعني في ما يعنيه فصل الجبلين بعضهما عن بعض.

وتزامن هذا التقدم في ريف اللاذقية مع تقدم الجيش في سهل الغاب، حيث تمكن من بسط سيطرته على قرية الصفصافة، فيما أصبحت بلدة السرمانية، التي تمهد الطريق نحو اشتبرق وجسر الشغور، بحكم الساقطة عسكرياً نتيجة وقوعها تحت التلال العالية التي أحكم الجيش سيطرته عليها في ريف اللاذقية، الأمر الذي يدل على مدى التشابك بين هاتين الجبهتين جغرافياً وعسكرياً.

وفي هذا السياق، تنبغي الإشارة إلى أن سيطرة الجيش قبل أيام على تلة جرد الفرك لعبت دوراً مهماً في تغيير المعادلة في سهل الغاب. لكن الأمر لم ينته بعد، فما زال الجيش بحاجة لاستعادة السيطرة على جبل كتف الغدر ليتمكن من تثبيت قواته على التلة الخامسة في جب الأحمر، المسماة «خندق خامو»، ومن ثم التقدم نحو جبل «كباني» الذي سيكون للسيطرة عليه دور رئيسي في التقدم نحو جسر الشغور لاحقاً.

وشكلت سيطرة الجيش على جرد الفرك مفاجأة غير متوقعة لدى الكثير من المراقبين، لأنه على مدى الأعوام الماضية، كان الفرك خارج الحسابات العسكرية نتيجة تضاريسه المعقدة التي جعلت من السيطرة عليه أشبه بالمستحيل، لذلك كانت الجهود العسكرية تنصبّ على كتف الغدر وكتف الغنمة فقط، وتستثنيه من حساباتها. وقد أكد مصدر ميداني مطلع لـ «السفير» أن السيطرة على الفرك «جاء نتيجة عملية استخباراتية أمنية معقدة، تمكنت خلالها مجموعة من قوات خاصة ومدربة تدريبا فوق الاعتيادي، على التسلل تحت جنح الظلام إلى محارس المسلحين في قمة الجبل والتخلص منهم من دون قذيفة مدفعية واحدة»، مشيراً إلى أن هذه العملية لم يكن لها أن تتم من دون مساعدة خاصة من بعض الأصدقاء نظراً لما تتطلبه من خبرات استخباراتية وأمنية كبيرة.

لكن على المقلب الآخر، وخصوصاً في ريف حماه الشمالي، لم تكن التطورات تسير على الإيقاع نفسه الذي سارت عليه في ريف اللاذقية. فقد توالى سقوط القرى بيد الفصائل الإسلامية المتشددة وسط انسحاب قوات الجيش السوري إلى مواقع خلفية، لا سيما إلى ناحية صوران. إذ بعد ساعات من سيطرة «جند الأقصى» على بلدة مورك ذات الموقع الاستراتيجي، تقدمت «حركة أحرار الشام الإسلامية» وسيطرت على قرية سكيك وتل سكيك ثم قرية عطشان، حيث اضطرت وحدات الجيش في قرى أم حارتين وقبيبات أم الهدى للانسحاب باتجاه قرية معان. ليكون الجيش بذلك قد خسر جميع النقاط التي كان قد سيطر عليها في مستهل حملته الأخيرة التي بدأت قبل شهر ونيف بغطاء جوي روسي. ليس هذا فحسب بل خسر فوقها بلدة مورك التي كان سيطر عليها منذ تشرين الأول العام الماضي.

وتأتي خطورة التطورات في ريف حماه الشمالي، أنها تحدث على خلفية التهديد الذي أعلنته الفصائل المسلحة بإطلاق ما أسمته «غزوة حماه»، والتي تستهدف، بحسب البيان، الذي صدر قبل حوالي ثلاثة أسابيع «تحرير محافظة حماه والسيطرة على مركز مدينتها». وفي الواقع لم يعد ممكناً تجاهل هذه التهديدات أو التقليل من خطورتها، لأن التطورات تشي بأن الأمور في ريف حماه الشمالي تسير نحو واقع قد يكون أكثر خطورة مما جرى حتى الآن، خاصة أن خط الدفاع الأول عن مدينة حماه، المتمثل في مورك قد سقط، ولم يعد هناك سوى بلدات صوران وطيبة الإمام ومعردس التي باتت تشكل خط الدفاع الثاني والأخير.

وبحسب معلومات حصلت عليها «السفير» من مصادر مقربة من أحد الفصائل الإسلامية المتشددة، فإن «جهود هذه الفصائل ستنصبّ في المرحلة المقبلة على محاولة تشتيت جهود الجيش السوري وإشغاله بعدة محاور، بغية تحقيق الهدف المتمثل باقتحام صوران وبعدها طيبة الإمام ومعردس، تمهيداً لتحقيق الهدف المعلن وهو السيطرة على حماه». وأشارت المصادر إلى أنه سيجري إطلاق الهجوم من ثلاثة محاور على الأقل، أهمها محور طريق شرق عطشان الذي يمر في معان وكبارية وتل بزام ثم كوكب التي تقع شرق صوران. والمحور الثاني هو المصاصنة في جنوب غرب طيبة الإمام، والهدف هو تشكيل طوق محكم لمحاصرة خط الدفاع الذي تشكله البلدات الثلاث وهي صوران ومعردس وطيبة الإمام. وبحسب بعض النشطاء في المنطقة فقد كان لافتاً أنه خلال المعارك الأخيرة لم تشاهد الطائرات الحربية في سماء المنطقة إلا نادراً.

إلى ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف بحثا هاتفياً الجهود الدولية لبدء مباحثات بين السلطات السورية والمعارضة. وأضافت أن الاتصال الهاتفي جرى بناء على مبادرة من واشنطن، وأن الوزيرين ناقشا أيضاً القتال ضد تنظيم «داعش» وغيره من الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط.

وكانت الوزارة قد ذكرت أن لافروف ونظيره التركي فريدون سينيرلي أوغلو بحثا التسوية السياسية للأزمة السورية. يشار إلى أن مدينة انطاليا التركية ستستضيف القمة العاشرة لزعماء «مجموعة العشرين» في 15 و16 تشرين الثاني الحالي. وسيشارك فيها الوفد الروسي برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين.

وقال ديبلوماسيون إن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا سيقدم الثلاثاء المقبل أمام مجلس الأمن عرضاً عن المباحثات التي أجراها في دمشق وواشنطن وموسكو حول الأزمة السورية.

وحاولت باريس أمس إعادة إحياء «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، عبر اعتبار المتحدث باسم وزارة الخارجية رومان نادال أن «الائتلاف» يجب أن «يكون اللاعب الأساسي لتوحيد كل مجموعات المعارضة في أي مفاوضات مستقبلية» قد تجري مع الحكومة السورية. وقال نادال، بعد اجتماع رئيس «الائتلاف» خالد خوجة مع مسؤولين فرنسيين بينهم وزير الخارجية لوران فابيوس، «يجب أن يؤدي الائتلاف دوراً محورياً في جمع المعارضة المعتدلة».

 

“داعش” يُفرج عن 37 آشورياً

أفرج تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش”، يوم السبت، عن 37 آشورياً، معظمهم من النساء، كان قد خطفهم قبل أكثر من ثمانية أشهر في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا.

وقال “المرصد الآشوري لحقوق الانسان” إن “تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي أطلق سراح 37 شخصاً كان قد اختطفهم يوم 23 شباط الماضي أثناء اجتياحه للقرى والبلدات الآشورية على نهر الخابور في محافظة الحسكة”.

وأفاد مصدر في “المرصد الآشوري” بأن المفرج عنهم “يتوزّعون بين 27 امرأة وعشرة رجال، معظمهم من كبار السن، وقد وصلوا صباحاً إلى بلدة تل تمر الآشورية آتين من مناطق تحت سيطرة التنظيم قرب مدينة الحسكة”.

وأكد “المرصد السوري لحقوق الانسان” نبأ الإفراج عن المخطوفين، كما أشار مدير “الشبكة الآشورية لحقوق الانسان” أسامة إدوار الذي يتّخذ من ستوكهولم مقراً، إلى أن “معظم المفرج عنهم يتحدّرون من بلدتي تل شاميرام وتل جزيرة” في ريف الحسكة الشمالي.

وشنّ “داعش” في 23 شباط الماضي هجوماً استهدف منطقة الخابور التي تضمّ 35 بلدة آشورية في محافظة الحسكة، وتمكّن من السيطرة على 14 بلدة منها قبل أن يتمكّن مقاتلو وحدات “حماية الشعب” الكردية من طرد التنظيم من هذه البلدات في أيار الماضي.

وخطف التنظيم خلال الهجوم 220 آشورياً من أبناء المنطقة بينهم نساء واطفال، ثم أطلق سراح العشرات منهم على دفعات منذ ذلك الحين. وتتضارب أرقام الجهات المعنية حول عدد المخطوفين الذين لا يزالون رهائن لدى التنظيم بين 140 أو150 خصوصاً بعد تقارير افادت بإقدام التنظيم على قتل ثلاثة من المخطوفين بإطلاق الرصاص عليهم الشهر الماضي من دون أن يُعلن التنظيم ذلك رسمياً عبر المواقع الالكترونية القريبة منه، بالإضافة إلى العثور على جثث ثلاثة مخطوفين آخرين.

وبحسب “المرصد الآشوري”، يأتي إطلاق سراح المخطوفين السبت “نتيجة جهود ومفاوضات حثيثة تقوم بها اسقفية سوريا لكنيسة المشرق الآشورية ومقرها مدينة الحسكة”.

لكن مدير “المرصد السوري” رامي عبد الرحمن قال إن الإفراج عن المخطوفين جاء بعد “دفع مبالغ مالية كبيرة بموجب وساطة تولّاها شيوخ عشائر عربية في سوريا والعراق”. ونقل أن “التنظيم أبلغ المفاوضين أن كل من يثبت أنه لم يُقاتل ضدّه من المخطوفين سيتمّ الإفراج عنه في مقابل مبالغ مالية”.

وبلغ عدد الآشوريين الإجمالي في سوريا قبل بدء النزاع في آذار 2011 حوالي ثلاثين ألفاً من بين 1,2 مليون مسيحي، ويتحدّرون بمعظمهم من الحسكة.

ويُشكّل المسيحيون نحو خمسة في المئة من إجمالي عدد السكان في سوريا، لكن عدداً كبيراً منهم نزح خارج البلاد منذ اندلاع النزاع وتصاعد نفوذ التنظيمات الإرهابية.

(ا ف ب)

 

صحيفة بريطانية: الإمارات هددت بريطانيا بوقف صفقات النفط والأسلحة إذا لم تستهدف الإخوان

لندن ـ «القدس العربي»: كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية على موقعها الإلكتروني، أمس، أن دولة الإمارات العربية المتحدة هددت بوقف صفقات أسلحة بمليارات الدولارات مع بريطانيا، وكذلك بإيقاف استثماراتها وتعاونها الاستخباري مع لندن إذا لم يقم ديفيد كاميرون باستهداف الإخوان المسلمين.

واعتمدت الصحيفة على وثائق حكومية رسمية تكشف واحدة منها قائمة مختصرة اعتمدها ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد لاستخدامها للاحتجاج لدى رئيس الوزراء البريطاني على الإخوان المسلمين في حزيران/ يونيو 2012، وذلك بعد أن تولّى أحد أعضاء الجماعة، محمد مرسي، رئاسة مصر. وتضمنت القائمة أن يطالب ولي العهد كاميرون بكبح تغطيات «بي بي سي» للحدث.

مقابل ذلك كان مطروحا على كاميرون حصول الشركات البريطانية على صفقات سلاح ونفط مغرية يمكن أن تؤمن مليارات الجنيهات لشركة «بي أي إي سيستمز» وتسمح لشركة النفط البريطانية «بي بي» بالتنقيب في الخليج العربي.

وفي ورقة ثانية تعود لعام 2014 كشفت «الغارديان» عن تحذير تلقاه سفير بريطانيا إلى الإمارات من قبل خلدون المبارك ـ المشهور في بريطانيا بامتلاكه فريق مانشستر سيتي لكرة القدم إضافة لكونه اليد اليمنى لولي العهد الإماراتي ـ أن أبو ظبي لا تزال غير سعيدة وأن الأضواء الحمراء قد اشتعلت بسبب عدم اهتمام الحكومة البريطانية بعمليات الإخوان المسلمين.

والإنذار الذي تلقاه السفير دومينيك جيرمي يقول إن الثقة بين الشعبين «تدهورت بسبب موقف حكومة لندن تجاه الإخوان المسلمين»، وذلك لأن «حلفاءنا لا يرون الأمر كما نراه نحن: خطر وجودي ليس للإمارات فحسب بل لكل المنطقة».

وتحدثت الصحيفة عن أن ثلاثياً مكوناً من الإمارات والسعودية ومصر كان يحتج على أن لندن صارت مركزا للإخوان، وأن البلدان الثلاثة قامت بحظر الجماعة واتهمتها بعلاقات لها مع الإرهاب، وهو ما أنكرته الجماعة، مؤكدة أنها حركة سياسية سلمية.

وتوقعت الصحيفة أن تكون هذه القضية قد بُحثت هذا الأسبوع خلال لقاء المسؤولين البريطانيين مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما أنها أشارت إلى وجود وثائق لديها تكشف أن ولي عهد أبو ظبي التقى برئيس الوزراء ديفيد كاميرون عام 2012 وأبلغه بقلقه حول انتصار مرسي، وأن النصائح حول طرق الضغط على الحكومة البريطانية لولي العهد الإماراتي كتبها سايمون بيرس، وهو الشخص المسؤول عن صورة الإمارات في العالم، والتي يمكن تلخيصها بسياسة تقديم الإغراءات للشركات البريطانية مقابل قمع الإخوان.

وبحسب هذه النصائح فقد شخص بيرس مشكلة وجود متعاطفين مع الإخوان في بي بي سي، مقترحا على محمد بن زايد الطلب من كاميرون مساعدته في التعامل مع بي بي سي، واقترحت قائمة بيرس على الشيخ الحديث عن وجود مصريين ومشارقة في البي بي سي، وأنهم يوظفونها لخدمة قناعاتهم السياسية في الوقت الذي تموّل فيه وزارة الخارجية هذه المؤسسة.

وتشير الوثائق إلى أن الإمارات أخبرت البريطانيين أنها ستقوم بإجراءات «محسوبة» ضد 380 متعاطفا مع الجماعة، وهو ما ظهر لاحقا من خلال اعتقالات لمحامين وناشطين سلميين في الإمارات.

وتقول الوثائق إن الإمارات شرحت للمسؤولين البريطانيين أن لديها مليارا ونصف مليار من الاستثمارات في بريطانيا خلال ذلك الوقت، توفر 32000 وظيفة، كما تشير إلى وجود 120 ألف بريطاني في الإمارات.

وتكشف الصحيفة أنه عندما لم تحقق الضغوط الإماراتية تأثيرا فإن أبو ظبي أظهرت استياءها من خلال إبعاد شركة «بي بي» من مناقصة كبرى في الخليج، وفي عام 2013 امتنعت أبو ظبي عن شراء مقاتلات بريطانية، في ضربة كبيرة لشركة «بي أي إي».

بعد أشهر من ذلك أعلن رئيس الوزراء البريطاني مراجعة سياسة حكومته من الإخوان المسلمين، وكانت أول دولة زارها المسؤول عن هذه المهمة هي الإمارات.

وللتأكد من أن مضيفيه فهموا أن بريطانيا ليست صماء إزاء مطالب الإمارات، فإن السفير البريطاني أخبر خلدون المبارك أن «رئيس الوزراء البريطاني راغب سياسيا بالنظر إلى نتائج التقارير، وهو ما سيفتح الطريق إلى عملية نقاش برلماني لإجراءات جديدة».

الإمارات، التي لم تقتنع بالكلام، ردّت بإعادة عشرات من المستشارين العسكريين البريطانيين إلى بلادهم وإنهاء عقودهم معها.

 

مقتل 10 مدنيين في قصف للنظام السوري على دوما

دمشق- الأناضول: لقي عشرة مدنيين مصرعهم في قصف لطائرات النظام السوري، استهدف مناطق سكنية في مدينة دوما، بمحافظة ريف دمشق السبت.

وقال مسؤول في الدفاع المدني بدوما للأناضول إن عشرات الجرحى سقطوا في القصف، مشيرين إلى إخماد فرق الدفاع المدني والإطفاء حريقًا نشب جراء القصف.

وأشار المسؤول إلى وقوع أضرار كبيرة في منطقة القصف، موضحا أن فرق الإنقاذ تعمل على البحث عن قتلى أو جرحى تحت الأنقاض.

وتحاصر قوات النظام السوري مدينة دوما، الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، منذ مدة طويلة، وانقطعت المياه والكهرباء في المدينة بسبب القصف المستمر. ويعاني سكانها من نقص بعض المواد الرئيسية، وغلاء المواد الأخرى بسبب الحصار.

 

اللاجئون في الجزر اليونانية.. ظروف معيشية صعبة ولا مكان لدفن الموتى

أثينا- الأناضول: يواجه اللاجئون المتوافدون على اليونان، من دول تعاني من الحروب والنزاعات، وعلى رأسها سوريا، سعيا للوصول إلى دول أوروبا الأخرى، مصاعب عديدة قد تتسبب في وضع حد لرحلتهم، وصلت إلى درجة عدم وجود أماكن كافية، لدفن من توافيه المنية منهم في بعض الجزر اليونانية.

وتسبب عدم رغبة الدول الأوروبية في قبول اللاجئين، في بقاء عدد كبير منهم في الجزر اليونانية، ما خلق حالة من الفوضى، فاقم منها عدم كفاية البنية التحتية في الجزر لتلبية احتياجات اللاجئين، الذين دفع معظمهم جميع مدخراتهم للمهربين، ليتمكنوا من الوصول للقارة الأوروبية.

وفي جزيرة ليسبوس اليونانية ينتظر آلاف اللاجئين، الذين لم يجدوا لهم مكانا في مراكز الإيواء، ومعظمهم من النساء والأطفال، على رصيف الميناء، وسط أحوال جوية صعبة، على أمل أن يتمكنوا من ركوب السفن إلى أثينا.

وفي ظل عجز الهيئات الحكومية عن توفير كافة احتياجات اللاجئين، الذين يتدفقون باستمرار على الجزيرة، يقوم المواطنون بتوزيع ما يتمكنون من جمعه من مواد غذائية على اللاجئين، ويتطوع عدد من الأطباء لتقديم الخدمات الصحية لهم.

وقال بيان صادر عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قبل حوالي أسبوعين، إن الآلاف من النساء والأطفال اللاجئين، الذين يضطرون إلى المبيت في العراء، في الجزر اليونانية، بسبب عدم وجود أماكن لإيوائهم، يتعرضون للعديد من المخاطر، منها الاستغلال والعنف الجنسي.

ودعت المفوضية لجمع مبلغ 32 مليون يورو بشكل عاجل، لإنشاء أماكن لإيواء اللاجئين، قبل دخول الشتاء.

ورغم جهود السلطات المحلية والمتطوعين لتلبية احتياجات اللاجئين في جزيرة ليسبوس، تشهد الجزيرة يوميا وفاة العديد من اللاجئين بسبب ظروف المعيشة السيئة، ويدفن هؤلاء دون معرفة هوياتهم، في مقابر يسجل على شواهدها، أرقام فقط.

وفي بعض الجزر اليونانية التي تشهد تدفقا كبيرا للاجئين، لم يعد هناك مكان في مقابرها لدفن من يتوفون من اللاجئين، ما أدى إلى لجوء السلطات المحلية لحفظ جثث المتوفين، حيث تحتفظ في جزيرة ليسبوس بـ55 جثة في البرادات، وفي جزيرة ساموس توجد جثث أكثر من 30 لاجئ في البرادات بانتظار العثور على مكان لدفنها.

ويحاول المسؤولون المحليون في الجزر، العثور على حلول للمشاكل التي يعاني منها اللاجئون، ومنها توفير أماكن لدفن من يتوفون منهم.

ووفقا لإحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وصل 700 ألف لاجئ إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، خلال العام الحالي، معظمهم من السوريين والأفغان.

وقالت منظمة الهجرة الدولية إن شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي ، شهد عبور 99 ألف لاجئ من تركيا إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، و22 ألف لاجئ إلى جزيرة خيوس، و21 ألف و500 لاجئ إلى جزيرة ساموس، و7500 لاجئ إلى جزيرة ليروس. وانتقل معظم هؤلاء إلى بر اليونان الرئيسي، إلا أن أكثر من 20 ألف لاجئ لا يزالون في تلك الجزر.

 

سلوفينيا تدرس إقامة سياج على حدودها لمواجهة اللاجئين

ليوبليانا – (د ب أ)- تعتزم سلوفينيا تعزيز حماية حدودها وذلك بغية التصدي للعدد المتنامي للاجئين النازحين إلى البلاد.

وفي تصريحات لصحيفة “فيسير” السلوفينية الصادرة السبت، قال ميرو سيرار رئيس الوزراء السلوفيني:” إذا لم يتغير الموقف خلال الأيام المقبلة بصورة ملحوظة، فإننا سنرفع على الأرجح من مستوى الرقابة باستخدام حواجز تقنية”.

وأضاف أن بين إجراءات الحماية المحتملة للحدود، إقامة سياج “إذا لزم الأمر” بالإضافة إلى رفع التواجد الشرطي أو حتى تواجد الجيش.

يذكر أن سلوفينيا البالغ عدد سكانها مليوني شخص، تعد أصغر دولة في طريق البلقان الذي يسلكه اللاجئون نحو غرب أوروبا، ويصل نحو سبعة الاف شخص يوميا إلى سلوفينيا باعتبارها دولة عبور في طريق اللاجئين.

وتابع سيرار:” في خلال الأيام المقبلة يمكن أن يأتي إلى البلاد ما يصل إلى مئة ألف لاجئ، ونحن لا يمكننا تحمل ذلك”.

وأوضح سيرار أن “المسؤولية الأولى نوليها في اللحظة الراهنة لمواطنينا”.

يذكر أن سلوفينيا صارت محطة على طريق البلقان بعدما أغلقت المجر في السابع عشر من الشهر الماضي حدودها مع كرواتيا، ومنذ ذلك التاريخ تم تسجيل أكثر من 157 ألف لاجئ في سلوفينيا”.

وكانت وكالة الأنباء السلوفينية (إس تي ايه) ذكرت استنادا إلى بيان للشرطة أن 5600 لاجئ وصلوا إلى البلاد الجمعة.

 

المعارضة السورية تطرد قوات النظام من آخر معاقله في حماة

ناشطون يتهمون «الدولة الإسلامية» باستخدام غاز الخردل

عواصم ـ وكالات: تمكنت فصائل إسلامية، أهمها حركة «أحرار الشام»، من السيطرة على بلدة عطشان في ريف حماة الشمالي، لتفقد قوات النظام بذلك آخر المناطق التي استعادتها خلال عملية برية تنفذها في المنطقة منذ شهر، وفق ما أفاد المرصد السوري.

وسيطرت قوات النظام على عطشان في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر الماضي بدعم جوي روسي بعد ثلاثة أيام على بدء عمليتها البرية التي امتدت من حماة الى محافظات أخرى.

وبحسب عبد الرحمن فإن الفصائل الإسلامية سيطرت أيضا على قرى قريبة من عطشان من بينها أم الحارتين بعد انسحاب قوات النظام منها.

وأسفرت الاشتباكات في محيط البلدة عن مقتل «16 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وسبعة عناصر على الأقل من الفصائل»، وفق المرصد.

وخسرت قوات النظام الخميس بلدتي مورك وتل سكيك في ريف حماة الشمالي ايضا لصالح فصائل إسلامية مقاتلة أهمها «جند الأقصى» و»أجناد الشام». وتقع مورك على طريق دولية أساسية تربط بين حلب ودمشق.

ووجد ناشطون تأكيد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية استخدام غاز الخردل السام في شمال سوريا في آب/اغسطس الماضي غير كاف كونه لا يوجه الاتهام مباشرة للجهاديين الذين لجأوا اليه في قصفهم مناطق سيطرة الفصائل المعارضة وقتها.

وتزامن ذلك مع تراجع ميداني لقوات النظام إذ فقدت أمس الجمعة آخر المناطق التي استعادتها خلال عمليتها البرية في ريف حماة الشمالي في وسط البلاد برغم الغطاء الجوي الروسي.

وأكد خبراء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن غاز الخردل استخدم خلال معارك في مدينة مارع في محافظة حلب (شمال) في 21 آب/اغسطس الماضي. ولم تحدد المنظمة الجهة المسؤولة عن استخدام تلك المادة.

ومن جهته أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «تنظيم الدولة الإسلامية استخدم غازات سامة خلال هجوم عنيف شنه في آب/أغسطس الماضي ضد الفصائل الإسلامية والمقاتلة بهدف السيطرة على مدينة مارع».

كذلك قال الناشط ومدير وكالة «شهبا برس» مأمون الخطيب، الذي كان موجودا في مارع وقتها، «نعلم أن الدولة هي من استخدمت هذا الغاز لأن القذائف أطلقت من مناطق سيطرتها في شرق المدينة واستهدفت مدنيين».

وكانت منظمة «أطباء بلا حدود» وثقت استخدام مواد كيميائية في مارع في 21 آب/اغسطس، من دون ان تحدد طبيعة المادة او الجهة المسؤولة.

وقال يزن السعدي المتحدث باسم أطباء بلا حدود «ليس باستطاعة المنظمة التعليق على الأمر كونها لا تملك الأدلة المطلقة حول الجهة المنفذة».

 

تدخل روسيا في سوريا جاء بتنسيق مع إيران… ومستقبل التحالف بين البلدين مرتبط بحل «عقدة الأسد»

كيف سيرد بوتين على تفجير الطائرة الروسية؟ وهل أًصبح الثمن السياسي والبشري لمغامرته السورية باهظاً؟

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: خرب إعلان الحكومة البريطانية وقف الرحلات التجارية إلى شرم الشيخ وإجلاء السياح البريطانيين من هناك زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السبسي الذي جاء إلى بريطانيا على أمل تعزيز التعاون التجاري بين البلدين ليتلقى ضربة في القطاع الذي يدر على حكومته دخلا كبيرا وهو السياحة. ولهذا السبب اتسمت الزيارة بالبرودة والغضب المكظوم من الجانب المصري الذي اتهم الطرف البريطاني بالتعجل وعدم إخبار القاهرة بالمعلومة التي توصل إليها رجال الإستخبارات البريطانيين عن وجود إمكانية لهجوم إرهابي أدى لسقوط الطائرة الروسية نهاية الأسبوع الماضي.

ويقول الجانب البريطاني إنه حصل على معلومات تشير لاتصالات بين المتطرفين في سيناء وسوريا.

وتم التوصل إلى الاختراق الأمني الذي قلب كل النظريات بعد أربعة أيام من تحطم طائرة «متروجيت» والتي كانت تحمل على متنها 224 راكبا ماتوا جميعا في الحادث.

وتقول الصحف البريطانية أن نبرة الرضى التي طبعت الاتصالات أقنعت المحللين الأمنيين بوجود مؤامرة إرهابية وهو ما قاد الحكومة البريطانية بعد ذلك بساعات للإعلان عن إمكانية انفجار الطائرة بفعل قنبلة زرعت في داخلها.

وأكدت الحكومة أنها كانت قلقة منذ 10 أشهر حول الترتيبات الأمنية في شرم الشيخ. وتعهد السيسي في مؤتمره الصحافي الذي عقده مع كاميرون يوم الخميس بالعمل مع بريطانيا من أجل تعزيز أمن المطار، لكن المسؤولين المصريين طالبوا بريطانيا بالتراجع عن إعلانها.

تغذية العنف

ووافقت التعليقات الصحافية على قرار الحكومة إذ أكدت أن التحرك البريطاني مبرر «وأن المنطقة خطيرة» حسب صحيفة «التايمز» التي اعترفت بوجود مشكلة أمنية في مصر لكن ما يغذيها هي سياسات السيسي القامعة للمعارضة.

وأَضافت أن زيارة السيسي لم تتميز بالابتسامات ومصافحة الأيدي القوية بل «بالغضب البارد».

وتقول إن تأخر بريطانيا في إخبار المصريين بوجود مؤامرة إرهابية ضد الطائرة جاء نتيجة التباس، ولم يقصد منه توجيه توبيخ للرئيس المصري. وفي الوقت الذي أكدت فيه على أهمية التعاون مع مصر في سيناء وكذا في ليبيا المفككة، إلا أنها دعت لعدم غض البصر أو «التعامي عن الإنتهاكات التي تمارسها الحكومة ضد حقوق الإنسان».

وأضافت: «لا أحد ينكر أن مصر تعاني من مشكلة إرهابية لكن قمع السيسسي للمعارضة وتردده في التسريع بعمليات الإصلاح تسهم في خلق جيل السخط القادم».

وتعلق قائلة إن «بريطانيا تريد مصر مستقرة ولكن لا تقوم على تكميم الأفواه بل والتحول باتجاه ديمقراطية شاملة وواثقة بنفسها».

وتعتقد الصحيفة أن أهمية مصر للإستراتيجية والمصالح القومية البريطانية ليست كافية للتعاون. فلا بد من إظهار القاهرة التزاما بالحكم العادل الذي يواجه مشاكل المجتمع. و»في الوقت الذي يواجه فيه السيسي الجهاديين إلا أن سياساته الانقسامية تخلق أرضية لتفريخ العنف» كما تقول.

توضيحات

وكتب بالسياق نفسه سايمون تيسدال في صحيفة «الغارديان» معلقا على الموقف المصري قائلا إن على الحكومة المصرية أن تقدم توضيحات عندما تسرعت واستبعدت أي هجوم إرهابي رغم ما تعيشه سيناء من حالة تمرد إسلامي.

ومن هنا فأي شيء ستقوله الحكومة المصرية الآن سيفسر على أنه محاولة لحماية قطاع السياحة المربح في شرم الشيخ.

ويقول تيسدال إن رد مصر الأول على القرار البريطاني إلغاء الرحلات من وإلى شرم الشيخ كان الشكوى من أنه سيضر بقطاع السياحة «، وهذا لا يعبر عن تصرف حكومة مسؤولة مهتمة بأمن الملاحة الدولية». وقال: «حقيقة أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يزور لندن هو إحراج للحكومة البريطانية التي كانت تأمل بتقوية الصلات مع نظامه وليس اتهامها بالتأثير على الاقتصاد. كما ان الأدلة القوية عن علاقة «تنظيم الدولة» بتحطم الطائرة يظهر الدور البارز الذي لعبه السيسي في اضطهاد وسجن وإعدام آلاف الإسلاميين المصريين منذ عام 2013 إذ يقول نقاده إنه لم يترك لهم أي خيار بل اللجوء للعنف».

وتقول منظمة «هيومان رايتس ووتش» إن أزمة حقوق الإنسان في مصر «هي الأسوأ في الذاكرة».

ويقول تيسدال إن عملية إطاحة مرسي، الرئيس المنتخب، أرسلت رسالة سلبية لكل الإسلاميين في المنطقة وهي أن الطرق الديمقراطية السياسية الطبيعية للسلطة ليست مفتوحة أمامهم.

وكون تلقي السيسي دعما من الولايات المتحدة وبريطانيا – وهو الذي سيطر على الحكم بطريقة غير الشرعية – يظهر أنهما أيضا لا تهتمان كثيرا بالطموحات الشرعية للجماعات الإسلامية القائمة على الدين.

معضلة بوتين

وبالإضافة للغضب المصري عبرت روسيا عن حنقها على التصرف البريطاني. واتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بريطانيا بالتحرك بدون دليل.

ومن هنا يقول سايمون تيسدال: «إن كانت بريطانيا محقة عندما رأت أن قنبلة زرعت على طائرة إيرباص الروسية هي التي حطمتها فوق سيناء يوم السبت وقتلت 224 شخصا، فقد أصبح الثمن السياسي والبشري للمغامرة الروسية في سوريا كبيرا».

فقد جاء تدخل الرئيس بوتين الشهر الماضي بدون مقدمات وبعد عملية حشد عسكري سرية. وكان الهدف من العملية هو دعم النظام المتهاوي لبشار الأسد وتقوية الجيش السوري مع أن المبرر الذي استخدمه لتدخله كان مواجهة «تنظيم الدولة».

وظهر بشكل سريع أن الهدف الرئيسي لحملة بوتين كان جماعات المعارضة السورية التي يتلقى بعضها دعما من الولايات المتحدة، رغم أن طائرات بوتين ضربت بعضا من مواقع «تنظيم الدولة».

وهو ما دفع التنظيم للانتقام من الرئيس الروسي ووكل فرعه في سيناء القيام بالمهمة. ولم يعلن التنظيم مسؤوليته عن الحادث مرة واحدة بل وكرر الزعم أكثر من مرة حيث أكدت «ولاية سيناء» أنها ستظهر الكيفية التي تم فيها زرع القنبلة وتفجير الطائرة. ورغم رفض كل من مصر وروسيا الحديث عن دافع إرهابي وراء تفجير الطائرة – الدافع الذي لم تستبعده الوكالات الأمنية الأمريكية والأوروبية – إلا أن إصرار بوتين على استبعاده يثير العديد من الأسئلة.

ويرى تيسدال أن «الجواب المحتمل متعلق بمغامرة بوتين في سوريا. وحتى نكون منصفين مع الرئيس الروسي فقد اعتبر انتشار الإرهاب الإسلامي تهديدا لروسيا وحلفائها في وسط آسيا وكذلك الدول العربية والغربية.

وللجماعات الإسلامية الإنفصالية بمنطقة القوقاز خاصة في الشيشان تاريخ في تنفيذ هجمات على التراب الروسي، وهناك مئات من المقاتلين الشيشان ممن يقاتلون في صفوف «تنظيم الدولة». إلأ أن بوتين، من خلال استعدائه للتنظيم، وضع روسيا في مرمى نيرانه «ولن يتلقى الرأي العام الروسي الأمر بشكل جيد، خاصة أنه لم يبد إلا اهتماما قليلا بحملة عسكرية أخرى بعد التدخل في شبه جزيرة القرم وأكرانيا. فالأكياس التي تحمل جثث الجنود والمدنيين ستعيد ذكريات المغامرة الروسية بأفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي».

كيف سيرد

ويشير تيسدال إلى تحذيرات الرئيس باراك أوباما الشهر الماضي عندما قال إن التدخل العسكري سيجعل من روسيا هدفا.

وفي السياق حذر وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، بوتين من أنه بدأ مهمة سيجد صعوبة لإنهائها.

وقال «سيترك هذا آثارا على روسيا نفسها التي تخاف من الهجمات.

وفي الأيام المقبلة سيعاني الروس ويستقبلون الضحايا». ويرى تيسدال أن بوتين لن يتأثر على المدى القريب خاصة أنه يتحكم بالبرلمان والإعلام. وفي حالة تقبله رواية ضلوع «تنظيم الدولة» في حادث الطائرة فالسؤال هو عما سيفعله؟ وقال بوتين إنه سيرد بالطريقة المناسبة حالة تم الكشف عن الحقيقة. وما يعنيه بالرد غير واضح، فقد يشمل تصعيدا في العمليات ضد «تنظيم الدولة» في سوريا أو توسيعا للتدخل العسكري ليشمل العراق حيث طالب البرلمان حكومة بغداد بطلب المساعدة من موسكو. وربما رد بوتين بعملية قمع واسعة في الشيشان ومناطق المسلمين وهو ما فعله أكثر من مرة.

امتحان لسياسة سوريا

ويرى شانشك جوشي، الباحث في المعهد الملكي للدراسات المتحدة بلندن، أن «صحة التقديرات الأمنية الأمريكية والبريطانية حول ضلوع «تنظيم الدولة» في تحطم الطائرة الروسية تعتبر لحظة مهمة في تطور التهديد الجهادي».

وأضاف، بمقال نشرته صحيفه «فايننشال تايمز»: «سيكون الهجوم، إن صح، أول هجوم يشن منذ أن قام انتحاريان شيشانيان بتفجير طائرتي نقل روسيتين عام 2004».

وفي الوقت الذي تركز فيه الانتباه على الطائرة الماليزية التي سقطت بفعل صاروخ وهي تحلق فوق أوكرانيا العام الماضي، يقوم تنظيم «القاعدة» في اليمن بتطوير قدراته التكنولوجية وقنابل غير معدنية لا يمكن اكتشافها.

وحاول التنظيم تفجير طائرة أمريكية عام 2009 وهرب قنابل على متن طائرات تجارية أمريكية عام 2010.

وقام عميل سعودي مزدوج داخل قاعدة اليمن بتهريب واحدة من القنابل عام 2012 ولكن التنظيم قدم تصميما جديدا في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

ويقول جوشي إن الجدة في كل هذا لو كان تنظيم القاعدة وليس «تنظيم الدولة» من نفذ العملية. ويضيف إنه لو ثبتت مسؤولية «تنظيم الدولة» عن العملية فنجاحه سيكون ناجما عن قصور في الأمن لا عن تصميم القنبلة.

ولا يعتبر جوشي الهجوم تحولا استراتيجيا في طريقة أداء «تنظيم الدولة» الذي يركز جهوده على الأراضي وليس العمليات الكبيرة كما هو حال «القاعدة».

ولهذا السبب توسع التنظيم من ناحية بناء الدعم له في «ولايات» عدة من سيناء إلى ليبيا والجزائر وشمال نيجيريا.

وشجع أتباع هذه الولايات على تنفيذ هجماتهم المستقلة، مع أن علاقاتها مع التنظيم الأم في الرقة تظل ضعيفة. وقام فرع التنظيم في سيناء والمكون من 1000 مقاتل تقريبا بسلسلة من العمليات الناجحة ضد قوات الأمن المصرية والجيش.

ويقول جوشي إنه لا يوجد بالضرورة فرق كبير بين الجهاديين، الذين قتلوا السياح في تونس أو في أنقرة، ومن قتل السياح الروس في سيناء. فكلها تمثل هجمات ضد تجمعات بشرية. والسؤال الذي سيواجه قوات الأمن هو تحديد دور «تنظيم الدولة» وفيما إن لعب دور المحرض والمصفق للعملية ومن ثم أعلن مسؤوليته عنها أم أنه كان الطرف الرئيسي في التخطيط لها؟

ويرى جوشي أن الأحداث الأخيرة في مصر ستترك أثرها الكبير على سوريا. وفي حالة ثبوت ضلوع التنظيم بتفجير الطائرة الروسية فسيجد بوتين نفسه مجبرا على التحرك وعمل ما تظاهر أنه يقوم بعمله وهو مواجهة «تنظيم الدولة» مباشرة. فبعد شهر من التدخل شنت الطائرات الروسية ألف غارة رمت فيها قنابل على مناطق ليس لـ»تنظيم الدولة» حضور قوي فيها.

وبطريقة أخرى قد يستخدم بوتين تفجير الطائرة ليبرر حضوره المتزايد في سوريا حيث يبلغ عدد الجنود الروس هناك حوالي 4000 جندي مما سيؤدي لتضييق خيارات الغرب وتوسيع أزمة اللاجئين.

وفي الوقت الحالي اقتصر الرد الروسي على إرسال صواريخ مضادة للدبابات. وفي حالة ثبت ضلوع التنظيم بالطائرة فالأحداث ستتابع بسرعة. وهو ما سيعقد اللعبة السورية.

لعبة سوريا

فبحسب أندرو تابلر، الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن عودة الروس إلى الشرق الأوسط تعني دخولهم في «الحرب الكبرى» من أجل السيطرة على قلب هذا البلد والمنطقة.

ويقول، في مقال نشره موقع مجلة «فورين أفيرز»، إن التكهنات التي تحدثت عن تدخل روسي من طرف واحد لتعزيز نظام الأسد تبدو ضعيفة أمام الأدلة التي تشير لتنسيق روسي- إيراني وزيارة قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، في حزيران/يونيو 2015 لموسكو التي كانت جزءا من التخطيط للتدخل الروسي – الإيراني.

وأعطت دعوة الأسد الروس للتدخل شرعية لهم وكذا المبادرة السلمية التي بدأوا بها. ولكن تدخل الروس نيابة عما يطلق عليها المسؤولون الروس «فسيفساء» من القوات المدعومة إيرانيا، فقد اختارت موسكو الوقوف ضد غالبية قوى المعارضة السورية السنية وإخوانهم في المنطقة. كما تعثرت موسكو في مناطق نفوذ لاعبين آخرين مثل تركيا ودول الخليج والأكراد والأردن وإسرائيل.

ويقول تابلر إن سوريا – قبل التدخل الروسي – كانت في طريقها لتصبح صومالا أو بوسنة جديدة، أما الآن فهي تتجه لتصبح أفغانستان.

أهداف اللعبة

ولا يزال التدخل العسكري مقتصر على الغارات الجوية ويهدف لدعم الأسد في المناطق التي كان يتراجع فيها: شمال اللاذقية وسهل الغاب شمال حماة ومنطقة الرستن قرب حمص وحلب. وتزامن القصف الجوي مع عملية برية لحزب الله والحرس الثوري الإيراني لاستعادة المناطق التي سيطر عليها جيش الفتح.

وعمليا تهدف الغارات والمعارك البرية لتحقيق ثلاثة أهداف وهي: تأمين منطقة الغاب والطريق الدولي بين دمشق وحمص وحماة إلى الشمال وأخيرا حلب. وتصادم القصف الروسي ـ الإيراني مع التأثير السعودي- التركي.

وحاولت الجماعات المعارضة، التي تعرضت للقصف الروسي، وقف تقدم القوات السورية والميليشيات الداعمة لها مستخدمة صواريخ «تي أو دبليو» التي حصلت عليها من السعودية. كما غير التدخل الروسي التوازن التركي – الكردي من خلاله دعمه لجهود قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي التي تعمل على رسم منطقة حكم ذاتي. وجاء التعاون لمنع المقاتلين الشيشان من العودة إلى مناطق القوقاز. ومع أن الولايات المتحدة شجعت الأكراد للتعاون مع القبائل العربية والفصائيل المسيحية السريانية والأشورية في ما يطلق عليها «تحالف القوى الديمقراطية السورية»، إلا أنهم قد يبحثون عن دعم إيراني – روسي حالة لم يتلقوا الدعم من أمريكا وقد يقومون بقطع الطريق بين مناطق «تنظيم الدولة» والحدود التركية.

وتعيش في هذه المنطقة تجمعات عربية سنية وتركمانية وكردية مما يعني اندلاع نزاع دموي لو دخلتها الجماعات الكردية.

حال الجبهة الجنوبية

وتركزت غارات الروس على مناطق الشمال ولم تصل الطائرات الروسية الجنوب السوري إلا نادرا حين أغارت على تل الحارة ومدينة درعا رغم التقدم الذي حققته الجبهة الجنوبية. ويتنازع التأثير في الجنوب كل من الأردن وإسرائيل وحزب الله. وينسب قلة النشاط الروسي في هذه المنطقة للقاء الذي تم بين فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إيلول/سبتمبر 2015.

وقال الروس إنهم أقاموا «آلية» مضادة للإرهاب في عمان تغني عن تحليق الطائرات الروسية في الجنوب.

ويشير تابلر إلى عدم وضوح الخطط الروسية المتعلقة بـ»تنظيم الدولة» مما يعني أن الروس قد يخوضون في المستنقع الروسي لمدة طويلة».

وبعيدا عن الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها روسيا، فالنتائج النهائية للتدخل الروسي في سوريا تعتمد على الخطوات القادمة التي سيتخذها اللاعبون المحليون والقوى الإقليمية الداعمة لهم.

ويشير إلى أن الجهود الأمريكية الاخيرة التي أعلنت فيها إرسال 50 جنديا من القوات الخاصة لدعم تحالف القوى الديمقراطية السورية لن يساعد القوى السورية التي تحارب الأسد في غرب سوريا، وقد يؤدي إلى زيادة التوتر مع تركيا.

ويضيف أنه في حالة تقوت الفصائل الإسلامية – مثل أحرار الشام وجبهة النصرة – وبدأت تنشر تأثيرها إلى جنوب سوريا، فقد يقرر الأردن وإسرائيل إنشاء منطقة آمنة وبشكل رسمي. وتطرح المعادلة السورية الكثير من التعقيدات، سواء من ناحية الموقف التركي على تمدد الأكراد.

وبعد انتصار طيب رجب أردوغان وحزبه فقد تفكر أنقرة في دعم الجماعات السورية الموجودة داخل هذه المناطق.

وهناك مشكلة أخرى تتعلق بالتفكير الروسي لحل الأزمة السورية وموقف إيران منها. فطهران ترى أن بقاء الأسد ضروري لحماية مصالحها بينما ترى موسكو أن بقاء الدولة أهم من الأسد. ويشير زيادة عدد القوات الإيرانية في منطقة حلب لتمسك إيران بالأسد. ويرى تابلر أن مخاطر التقسيم واضحة في سوريا ومستمرة ومعها اللعبة الكبرى فيها.

 

حريـق مجهول الفاعل يطال أبرز معامل «المشروبات» في سوريا وتعود ملكيته لـ «الحـوت» أحد أكبر تجار الساحل الموالي للأسد

سلامي محمد

غازي عنتاب – «القدس العربي»: التهمت ألسنة اللهب والنيران، المجهولة المصدر والمسبب، كميات كبيرة من مستودع ومساحة معمل عصائر «سلس» والمشروبات الغازية التابع لشركة «جود» والواقعة بالقرب من المدخل الجنوبي لمدينة اللاذقية في الساحل السوري، لتدخل فرق الإطفاء وتخمد الحرائق، ولكن بعد أن كانت قد خلفت خسائر مادية هائلة في المعمل الذي يعد أحد أبرز المعامل السورية المنتج للمشروبات العالمية الغازية والطبيعية، والعائد ملكيته لمالك جود، أحد أكبر تجار الساحل السوري المعروف بولائه للنظام السوري والأسد.

الناشط الإعلامي فادي أبو إبراهيم أكد اندلاع الحرائق مع بزوغ ساعات الفجر في المستودع الرئيسي للمعمل، والذي يحوي المواد الخام كـ «العبوات الزجاجية، والألواح الكرتونية، ومخازن السكر والمواد البلاستيكية»، مشيرا إلى انتشار النيران بشكل سريع للغاية مما أدى تحول مساحات كبيرة في المعمل إلى رماد.

وقال أبو إبراهيم لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معه: «شدة النيران بسبب تواجد المواد البلاستيكية أدت إلى انتقالها للمعمل المجاور والمخصص لتصنيع العصائر الطبيعية «سلس»، مما أدى إلى تآكل المعمل بشكل شبه كامل بما فيه من آليات، في ظل تأخر إبلاغ ووصول فوج الإطفاء إلى المكان». واستطرد بالقول إن الحرائق أدت إلى قطع الطريق الرئيسي في منطقة الحريق.

رئيس فوج إطفاء اللاذقية، مهند جعفر، أورد بدروه، انهيار سقف المعمل المعدني والدواعم الحديدة ذات القواعد الكبير الرصينة، والتي ذابت من شدة وهج النيران، وأضاف: «امتدت النيران بشكل متسارع إلى بقية المستودعات المجاورة للمستودعات المتهالكة، مما أدى إلى ارتفاع الخسائر المادية بشكل كبير للغاية»، بدون أن يأتي على ذكر أسباب اندلاع الحرائق أو مسبباتها.

وأردف مسؤول الإطفاء: «ألسنة اللهب التهمت ما يزيد عن مساحة 2400 متر مربع من مساحة المعمل، الذي يعد أحد أكبر المعامل المنتجة للمشروبات العالمية في سوريا، والذي تعود ملكيته لشركة «جود» التي يمتلكها رجل الأعمال الشهير جود، المقرب من النظام السوري».

صاحب الشركة، مالك جود، يلقب بين أوساط السوريين وخاصة بين أبناء الساحل بـ «الحوت» بسبب استحواذه على حصص كبيرة من التجارات الداخلية والخارجية في سوريا، وخاصة تجاراته الكبيرة في المواد الغذائية، والمنظفات والكهربائيات، ويعرف بعلاقاته القوية والمتينة مع النظام السوري وعدة شخصيات نافذة في السلطة.

وأوردت مصادر إعلامية موالية للنظام، أن محافظ اللاذقية في حكومة الأسد، إبراهيم خضر السالم، حضر إلى مكان الحريق، وطالب المعنيين في المحافظة بالبدء في التحقيق لمعرفة أسباب الحريق وإحصاء الخسائر الناجمة عنه، بدون أن تأتي أي جهة على ذكر الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحريق في المعمل الذي يعد من أضخم المعامل في سوريا.

وهذا هو ثاني حريق في أقل من أسبوع يستهدف منشآت حكومية وخاصة في اللاذقية، إذ كان قد اندلع حريق هائل مجهول الأسباب في الغرف المخصصة لحفظ الملفات والأضابير التابعة للمؤسسة العامة السورية لتأمين السيارات في مدينة اللاذقية الساحلية أواخر شهر أكتوبر / تشرين الأول المنصرم، بعد أيام معدودة فقط من فتح «الجهات المختصة» التابعة للنظام السوري ملف فساد شارك فيه عدد كبير من الموظفين، ورجال أمن وعناصر من شرطة المرور، إضافة إلى خبراء وأطباء جميعهم من الموالين للأسد.

وتسبب الحريق في إتلاف وفقدان السواد الأعظم من تلك الملفات، واختفاء الدلالات الجنائية للمتورطين في أعمال التزوير واختلاس مبالغ مالية هائلة من المال العام ومن جيوب السوريين المدنيين أصحاب المركبات ووسائل النقل الخاصة. وقالت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري إن الحريق شب مع بداية عملية التفتيش القضائي المزمع تنفيذها، إذ اعتمد التفتيش بشكل كلي على البحث في هذه الملفات لكشف وثائق مزورة.

 

كبرى الفصائل السورية المعارضة تبارك لحزب «العدالة والتنمية» فوزه في الانتخابات التركية… وصفحات النشطاء السوريين تنشر تهنئة للشعب

سليم العمر

ريف اللاذقية – «القدس العربي»: قدمت غالبية فصائل المعارضة المسلحة وعلى اختلاف أيديولوجياتها الدينية التهنئة للشعب التركي وللحزب الحاكم، وتعددت روايات قادة هذه الفصائل:

أبو طه المهاجر أحد أبرز قيادي «أحرار الشام» في الساحل السوري قال في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: «نحن نعتبر فوز أردوغان وحزبه هو فوز لكل حر وشريف يحمل هم هذه اﻷمة المكلومة، وهو نصر للثورة السورية بلا أدنى شك، وقد لوحظ هذا عبر اﻻهتمام غير المسبوق للشعب السوري بهذه اﻻنتخابات وكأنها مرحلة مفصلية في حياة كل سوري، ﻷننا على يقين بأنه لم يقف أحد مع الشعب السوري وقضيته العادلة كما وقف هذا الرجل وحزبه معنا».

وأضاف: نعتبر فوز أردوغان نتاجا طبيعيا لمرحلة ذهبية مرت بها تركيا في العقد اﻷخير على جميع الأصعدة العسكرية منها، والاقتصادية، والعلمية، والتقدم العمراني والتكنلوجي، وبدورنا نحن كأبناء حركة أحرار الشام الإسلامية نبارك هذا الفوز التاريخي لهذا الرجل العادل وننتظر منهم ما نتوقعه من نصرة لشعبنا السوري المكلوم وهم لم يقصروا في دعمه منذ أول يوم».

وعن الجيش السوري الحر قال أبو عزام الشرعي الأول للفرقة الساحلية الأولى في تصريح خاص لـ «القدس العربي»: «بالنسبة لنا نحن الجيش السوري الحر، راقبنا الانتخابات التركية لحظة بلحظة لعلمنا بأهميتها وتأثيرها على الثورة السورية، وكنا متوقعين انتصار حزب الطيب حزب العدالة والتنمية لما قدمه هذا الحزب لتركيا من ازدهار اقتصاد وثقافي».

وتابع حديثه بالقول: «لعبت تركيا حكومة وشعبا دورا لا ينكر في دعم الثورة السورية المباركة ومساندة اللاجئين السوريين، وتأمين كل متطلبات الحياة لهم، وقدمت الدعم الذي يليق بها كدولة شقيقة لاستمرار ثورة الشعب المطالب بحقوقه الكاملة ضد نظام الأسد. وهذه الانتخابات انعكست إيجابا على جبهاتنا الداخلية فاليوم أبطال الجيش الحر يدمرون أربعة أهداف للنظام في وقت واحد».

كما شارك معظم السوريون الأتراك من مؤيدي الحزب الحاكم فرحتهم في الفوز الأخير، كالصحافي مؤيد سكيف الذي انتقل من تركيا إلى بلدان الاتحاد الأوربي فقد نشر على صفحته الشخصية على فيسبوك «منذ خمس سنوات ونحن ندفع الثمن في محاولتنا القول للأسد وشبيحته بأن ماحدث في تركيا بالأمس هو ماكنا نريده ونحلم به». ولم تقتصر المشاركة على موقع فيسبوك أو أي من وسائل التواصل الاجتماعي؛ بل أيضا تعدت إلى الاحتفالات في تركيا أيضا، فالدكتور عماد الدين رشيد المعارض السوري المعروف نزل مع عائلته ورفع علم الحزب على سيارته في مدينة إسطنبول: «معظم السوريين ممن نشروا التهنئة لم ينسوا معاناة بلدهم الأم سوريا من ويلات الحرب التي يشنها رأس النظام السوري على شعب أعزل طلب الحرية» وفق ما قالته السيدة سمر حجازي في تصريح خاص لـ «القدس العربي» وهي تشغل منصب إحدى المسؤولات عن مشاريع الأطفال في مدينة حلب. وأضافت: « أنا سعيدة جدا بفوز حزب العدالة والتنمية لأنه فتح أبواب تركيا على مصراعيها للسوريين. وأنا أصفه بأنه الوحيد الذي يحمل هموم الأمة الإسلامية ويقف وحيدا في وجه العالم ثم أن هناك صلة دم بيننا وقرابة تجعل منا شعبا واحدا في بلدين اثنين».

وتشير الإحصائيات الرسمية التركية إلى أنها البلد الأول الذي يستقبل النازحين السوريين، والذين على كامل الأراضي التركية والنسبة الأكبر تتوزع منهم في إقليم هاتي الحدودي المتاخم لسورية جنوب تركيا، يحمل بطاقات أو هويات تحمل اسم» يابنجي « وتعني بالتركية الأجنبي. ولا تخول هذه البطاقة حاملها أي صفة إلا أنها تعطيه صفة اللاجئ ضمن الأراضي التركية، ويتمتع فقط بميزة الحماية من أي اعتداءات على أراضيها.

 

ما هي «قوات سوريا الديمقراطية»؟

مهند الكاطع

دمشق ـ «القدس العربي»: في 12 تشرين الأول/اكتوبر 2015 تم الإعلان في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا عن تشكيل جديد تحت اسم (قوات سوريا الديمقراطية)، وذلك بناء على طلب من الولايات المتحدة الأمريكية وبغرض محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقد قالت الولايات المتحدة الأمريكية بعد يوم من اعلان هذا التشكيل، انها ألقت أسلحة لهذه القوات التي تحارب تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال سوريا واشادت بالمعارك التي تخوضها تلك القوات الكردية والعربية.

ويبدو أن الولايات المتحدة أرادت من خلال هذا الاسم العريض «الديمقراطية» أن تبين بأن هذه القوات تخدم المشروع «الديمقراطي»، وأنها بعيدة عن أي توجهات ايديولوجية. من جهة أخرى فإن وجود هذه القوات في إطار واحد وبتسمية عامة، قد يساهم في إبعاد الشبهة عن تنسيق الولايات المتحدة مع تنظيمات أصبحت اسماؤها مقترنة بالنظام السوري – مثل قوات حزب العمال الكردستاني. وقد كان تعاون الولايات المتحدة في الفترة السابقة مصدر إزعاج واضح لتركيا، التي تخوض مع هذا التنظيم حرباً منذ ثلاثة عقود.

التشكيل الجديد المعروف بـ (قوات سوريا الديمقراطية)، يضم عملياً كل من الميليشيات التالية:

قوات الحماية الشعبية YPG، وهي قوات كردية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطيPYD – الوجه السوري لحزب العمال الكردستاني – وهو المسؤول عملياً عن قيادة باقي الميليشيات المرتبطة معه تحت المسمى «الديمقراطي» الجديد.

قوات حماية المرأة: وهي فرع من قوات الحماية الكردية، ولها المرجعية الإيديولوجية نفسها المتمثلة بحزب العمال الكردستاني.

قوات الصناديد: وهي ميليشيات عشائرية يقودها حميدي الدهام، شيخ عشيرة شمر، الذي تمت تسميته حاكماً للجزيرة ضمن مشروع الادارة الذاتية «الوهمي» الذي تم الاعلان عنه برعاية النظام السوري نهاية عام 2013. ويقدر عدد عناصرها بنحو 500 شخص ينتمون لبعض عشائر المنطقة.

المجلس العسكري السرياني: ميليشيا سريانية نشأت في مدينة القامشلي برعاية النظام السوري في كانون الثاني / يناير 2012، تتبع لحزب الاتحاد السرياني القريب من العمال الكردستاني، انضمت للادارة الذاتية التي اعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني) وانضمت لوحدات الحماية الكردية YPG في عام 2013. ويقدر عدد مقاتليهم بنحو 70 شخص.

غرفة عمليات الفرات: وهي تجمع يضم قوات الحماية الكردية مع فصيل من الرقة يقوده شخص يسمى أبو عيسى، تقول انها قوات من الجيش الحر، وتوجه لها اتهامات بأنها تستغل اسم الجيش الحر لتغطي على ممارسات قوات الحماية الكردية، خاصة في مناطق تل أبيض. ويقدر عدد عناصر ابو عيسى بنحو 150 عنصرا.

تجمع ألوية الجزيرة: تجمع غامض غير معروف، يبدو انه إطار يضم عناصر الدفاع الوطني والمغاوير التي أسسها النظام في محافظة الحسكة.

جميع تلك الميليشيات المتحالفة تقاتل جنباً إلى جنب مع قوات النظام كما حدث في معارك في الجزيرة السورية في مناطق تل براك والحسكة وقبلها تل حميس، ومعظم معاركها في شمال سوريا كانت مشتركة خلال العامين الماضيين. فالتحالف ليس جديداً بينها، وكلها كانت ضمن استراتيجية اضفاء شرعية على قوات ما يسمى «الإدارة الذاتية» لتصويرها على انها مشكّلة من جميع مكونات منطقة الجزيرة وتضم عناصر غير كردية أيضاً. الجديد في الأمر هو فقط التسمية العريضة ذات الإيحاء «الديمقراطي» والوطني المنسوب «لسوريا». لكن حقيقة الأمر أن هذه الفصائل تخدم النظام، حتى لو كان شعارها محاربة «الدولة الإسلامية»، أو تشتبك مع «الدولة الإسلامية» فعلياً في بعض المناطق.

وعليه فواقع الحال أن جميع القوات التي تحمل مشاريع وأجندة بعيدة عن ثورة الشعب السوري لا يمكن تصنيفها إلا كقوات رديفة للنظام السوري، لا تختلف أيضاً عن «الدولة الإسلامية» في شيء. فهي متهمة بانتهاكات وعمليات قتل وتهجير واعتقال طالت المدنيين بتهمة التعاطف مع «الجيش الحر»، أو التظاهر ضد النظام، أو عدم الخضوع لإملاءات هذه الميليشيات وقراراتها. وقد صدرت مئات التقارير الحقوقية والبيانات السياسية التي تدين هذه الانتهاكات وآخرها تقرير منظمة العفو الدولية.

ليس سراً ان الولايات المتحدة الأمريكية لا تسعى لمساندة الثوار الراغبين بإطاحة نظام بشار الأسد، ولم تقدم على أي خطوة من شأنها إطاحة الأسد، وبيع الكلام المعسول لم يعد مجدياً. فالولايات المتحدة منذ خمس سنوات تنظر لمآسي الشعب السوري وقتله اليومي على يد النظام وتمنع في الوقت ذاته تزويد المعارضة السورية بأي من أنواع السلاح المضاد للطيران. وكل تدخلها في سوريا كان مقتصراً على قصف لبعض مواقع «الدولة الإسلامية، بدون أن يكون لذلك أي تأثير على النظام السوري.

أما من ناحية الدعم فقد كان مركزاً على قوات الحماية الكردية الحليفة للنظام فقط، ولا يزال يصل فقط لهذه القوات التي اتخذت اسماً جديداً (قوات سوريا الديمقراطية).

 

الخارجية الأمريكية: لن نتخلى عن المعارضة المعتدلة المقاتلة السورية وسنستمر في دعمها

تمام البرازي

واشنطن – «القدس العربي»: أكدت الخارجية الامريكية ما قالته آن باترسون، مساعدة وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الاوسط أمام لجنه في الكونغرس، ان «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» استوعبت بين صفوفها المجموعات المعتدلة السورية. وأشار جون كيربي، الناطق باسم الخارجية الامريكي امس الخميس، إلى ان المعارضة السورية «ليست موحدة وليس لديهم الاهداف نفسها، وعضويتهم ليست ثابتة، ومعظم الاعضاء يتحولون من تنظيم إلى تنظيم ويتحول بعض المعتدلين إلى متطرفين. وقد ينجذب بعض المقاتلين المعتدلين لأيديولوجية تنظيم الدولة الاسلامية وهذا امر يثير قلقنا. ولكن حتى بعض الشباب من الطبقة الوسطى والعليا والمتعلمين في اوروبا وامريكا واستراليا يجدون انفسهم منجذبون لهذه الايديولوجية القبيحة لتنظيم الدولة الاسلامية».

ولكن الولايات لن تتخلى عن المعارضة المعتدلة المقاتلة السورية وسنستمر في دعمها والذين يثبتون قدراتهم وفعاليتهم في مقاومة تنظيم الدولة الاسلامية. ونعرف مواقع التنظيمات المعارضة السورية المعتدلة ولهذا قلنا إن 80 إلى 90 ٪ من الضربات الجوية الروسية استهدفت المعارضة السورية المعتدلة.

في الوقت نفسه اعترف كيربي بأن «بعض المعدات الامريكية في العراق وصلت ليد تنظيم الدولة الإسلامية ونقل بعضها لسوريا، وان بعض المعدات الايرانية والروسية انتهت بيد «حزب الله» اللبناني الذي يقاتل في سوريا، وانه اطلع على التقارير التي تقول ان ايران تنقل أسلحة إلى سوريا وكذلك روسـيا. وهناك حظر اممي على ايران وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1747 يمنعها من من نقل سلاحها ان كان تابعا للحرس الثوري الايراني او زارة الاستخبارات، وان كانت روسيا تسهل عملية نقل الاسلحة الايرانية إلى سوريا فإننا سنثير هذه القضية مع روسيا وعبر مجلس الامن الدولي اذا تطلب الامر».

 

قتلى بريف دمشق و”داعش” يطلق مختطفين مقابل مبالغ مالية

أمين محمد

قُتل وأصيب عشرات المدنيين، بينهم نساء، اليوم السبت، في مدينة دوما، بريف دمشق، بقصف طيران النظام المدينة، فيما أطلق تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) 37 مختطفاً آشورياً، مقابل مبالغ مالية كبيرة.

وأوضحت شبكة “الغوطة الآن”، أن “عشرة مدنيين، قُتلوا وأُصيب آخرون، بغارتين من طيران النظام، إحداهما استهدفت منطقة سكنية مكتظة بالمدنيين. كما تسبب القصف باندلاع حرائق، ودمار كبير لحق بالممتلكات”.

ونشرت “تنسيقية دوما” صوراً للقتلى والمصابين، مشيرة إلى أن أغلبهم من الباعة الجوالين، ومن النساء اللواتي كن في السوق.

وارتكب طيران النظام والطيران الروسي، مجازر بحق المدنيين على مدى شهر أكتوبر/تشرين الأول الفائت، أكثرها دموية تلك التي نفذت أواخر الشهر تزامناً مع انعقاد مفاوضات فيينا لإيجاد حل سياسي لما يجري في سورية، حيث قُتل أكثر من تسعين مدنياً.

وتعيش مدينة دوما حالة حصار خانق من قبل قوات النظام منذ أكثر من عامين، ويعيش من بقي من سكانها ضمن ظروف إنسانية مأساوية.

إلى ذلك، نقل “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن مصادر، قولها إن “تنظيم الدولة الإسلامية أفرج صباح اليوم السبت عن 37 شخصاً من المختطفين الآشوريين لديه غالبيتهم من كبار السن”.

وبحسب مصادر “المرصد”،  فإن ذلك جاء “بعد وساطة من قبل شيوخ عشائر عربية في سورية والعراق وذلك مقابل مبالغ مالية كبيرة”.

 

مرصد سوري: خسائر قوات الأسد هي العليا في أكتوبر

أمين محمد

منيت قوات النظام السوري في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الفائت بخسائر بالدبابات تعد العليا ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، رغم تدخل الطيران الروسي، حسب شبكة المرصد الموحد بريف حماة الشمالي.

 

وأوضحت الشبكة أن “قوات النظام حاولت التقدم في بدايات أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد أن قام الطيران بقصف مواقع متعددة تابعة للجيش السوري الحر، وبخاصة في مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، وفي ريف حماة الشمالي، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين”.

 

ولفتت الشبكة إلى “دور الطيران الروسي في قصف ريف اللاذقية الشمالي، وريف حلب الجنوبي ممهداً الطريق أمام قوات النظام والمليشيات الطائفية التي تساندها، إلا أن قوات المعارضة السورية تصدت لها موقعة بها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، حيث قتل وأصيب المئات من عناصر قوات النظام من بينهم ضباط برتب عالية، ولم تستطع هذه القوات التقدم على الأرض إلا بشكل محدود في بعض المواقع”.

 

وأشارت الشبكة إلى أن المعارضة المسلحة “قامت بتحقيق تقدم استراتيجي باستعادة السيطرة على مدينة مورك في ريف حماة، لتكون قاعدة متقدمة لفصائل المعارضة للزحف نحو مدينة حماة”.

 

وأصدرت شبكة المرصد الموحد (وهي جهة مستقلة معنية بالرصد والإحصاء) إحصائية توضح أن قوات النظام خسرت خلال أكتوبر 59 ﺩﺑﺎﺑﺔ في المعارك التي دارت رحاها في ريف حماة، وفي ﺣﻠﺐ خسرت 31 ﺩﺑﺎﺑﺔ، وبخاصة في معارك ريف حلب الجنوبي، وفي ﺩﻣﺸﻖ ﻭﺭﻳﻔﻬﺎ دمرت قوات المعارضة السورية 12 ﺩﺑﺎﺑﺔ، وفي ﺣﻤﺺ تم تدمير 9 ﺩﺑﺎﺑﺎﺕ، و5 ﺩﺑﺎﺑﺎﺕ في اللاذقية، وفي ﺍﻟﻘﻨﻴﻄﺮﺓ دُمرت 4 ﺩﺑﺎﺑﺎﺕ، ودبابتان في ريف إدلب، ودبابة في درعا.

 

مقتل عسكريين إيرانيين اثنين في سورية

طهران – فرح الزمان شوقي

 

نقل موقع مشرق نيوز الإيراني، اليوم السبت، أن عسكريين إيرانيين اثنين لقيا مصرعهما في سورية خلال اشتباكات مع المعارضة المسلحة.

 

وذكر “مشرق” أن أمير هيودي من دزفول الواقعة جنوب غربي إيران، ومحمد حسين عزيز أبادي من نيشابور شمال شرقي البلاد. ويقول الموقع إن هذين العسكريين من المدافعين عن حرم السيدة زينب الواقع جنوبي العاصمة دمشق، لكن الموقع لم يحدد مكان مقتلهما في سورية.

 

كما أفاد الموقع في خبر آخر أن جثمان سيد ميلاد مصطفوي، والذي قتل هو الآخر في سورية قبل مدة، وصل إلى إيران، حيث سيشيع جثمانه وسيوارى الثرى يوم غد الأحد في مسقط رأسه في همدان غربي إيران.

 

وكانت مواقع إيرانية رسمية قد نقلت الخميس الفائت أن محسن فانوسي، وهو مستشار عسكري في الحرس الثوري برتبة ملازم ثان، فضلا عن العنصر روح الله قرباني التابع لقوات التعبئة أو البسيج، والعنصر غدير سرلك المنتمي لقوات “محمد رسول الله” التابعة للحرس قد قتلوا أيضا خلال اشتباكات مسلحة وقعت بالقرب من حلب شمالي سورية.

 

وبهذا يرتفع عدد قتلى العسكريين الإيرانيين في سورية إلى 45 شخصا، وهذا منذ أن قرر الحرس الثوري زيادة أعداد مستشاريه العسكريين في هذا البلد، تزامنا وإعلان روسيا بدء توجيه ضرباتها الجوية لمواقع في سورية.

 

ألمانيا: الإقامة المؤقتة للاجئين السوريين منعاً للمّ الشمل

بافاريا (ألمانيا) – الأناضول

 

 

أعلن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير، أمس الجمعة، عزم بلاده على منح اللاجئين السوريين حق الإقامة المؤقتة فقط، لضمان عدم لمّ شمل الأسرة في المستقبل، الأمر الذي قوبل بالمعارضة من قبل سياسيين وأحزاب ألمانية.

 

وبحسب راديو ألمانيا الرسمي، قال الوزير “سنمنح اللاجئين السوريين في المستقبل الحماية المؤقتة من دون لمّ شمل الأسرة”، موضحاً أن السبب في ذلك “هو ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين إلى ألمانيا”. وحتى الآن، تمنح ألمانيا اللاجئين السوريين في جميع الحالات “الحماية الأساسية”، حيث يحق للاجئ الإقامة لمدة ثلاث سنوات يتم تجديدها، كما يحق له لمّ شمل أسرته.

 

من جانبه، وجه نائب الحزب الاشتراكي الديمقراطي “رالف شتينغر” انتقادات لوزير الداخلية قائلاً “هذا المقترح لم تتضمنه قمة الأمس (أول من أمس) بين أحزاب التحالف الحكومي في المستشارية ببرلين”.

كذلك وجهت النائبة الألمانية عن حزب الخضر المعارض فرانشيسكا برانتر انتقاداً للوزير، قائلة: “أمر لا يصدق أن التحالف الحكومي يريد منع لمّ شمل أسر اللاجئين السوريين، وهناك المزيد من النساء والأطفال مهددون في طريق رحلتهم إلى أوروبا وعرضة للمآسي في البحر المتوسط”.

 

وأول من أمس الخميس، اجتمعت أحزاب التحالف الثلاثة التي تشكل الحكومة الائتلافية في ألمانيا، واتفقت على تسريع إجراءات التسجيل وإصدار بطاقة هوية موحدة للاجئين. وكان 56 ألفاً و600 سوري قد طلبوا اللجوء إلى ألمانيا في شهر أغسطس/ آب الماضي، فيما حصل 38 ألفاً و650 منهم على حق اللجوء بالفعل. ويعتبر السوريون أكبر مجموعة من اللاجئين في ألمانيا، فمنذ بداية يناير/ كانون الثاني وحتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تم تسجيل ما يقرب من 244 ألف سوري كطالبي لجوء، وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي فقط كان هناك 88 ألفاً و640 شخصاً.

 

وبخصوص أزمة اللاجئين أيضاً، قال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة “ديميتريس افراوبولوس”، إن النمسا ستتلقى مساعدات مالية من الاتحاد من أجل التعامل مع أزمة اللاجئين.

 

جاء ذلك خلال زيارة المسؤول الأوروبي للحدود النمساوية السلوفانية، أمس الجمعة، برفقة وزيرة الداخلية النمساوية “يوهانا ميكل لايتنر” بحسب الوكالة الرسمية النمساوية. وأضاف أنه سيتم تقديم المبلغ في وقت قريب، من دون أن يكشف عن حجم هذا المبلغ، مشيراً إلى أن الاتحاد يقوم بفحص الأوراق المتعلقة بهذه المساعدات.

 

وتابع قائلاً “النمسا تدعم اللاجئين وتضمن لهم ترحيباً كريماً”، معرباً عن شكره للحكومة النمساوية ولفرق العمل في كافة المناطق.

 

ارتفاع حصيلة قتلى غارات البوكمال السورية إلى 49

أ. ف. ب.

بيروت: قتل 49 شخصا على الاقل، بينهم 31  مدنيا، في الغارات الجوية التي استهدفت الخميس مدينة في شرق سوريا على الحدود مع العراق يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية، وفق حصيلة جديدة اوردها المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وكانت الحصيلة السابقة لهذه الغارات التي شنتها طائرات حربية مجهولة تبلغ 22 قتيلا، بينهم طفلان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس السبت ان “عدد الشهداء المدنيين، الذين تمكن المرصد من توثيق استشهادهم، ارتفع الى 31 على الأقل، بينهم اربعة أطفال”.

 

وتحدث عن “وجود 18 جثة متفحمة مجهولة الهوية جراء غارات شنتها طائرات حربية الخميس على مدينة البوكمال” في محافظة دير الزور على الحدود مع العراق. ولم يتمكن المرصد من تحديد ما اذا كانت الجثث المتفحمة تعود إلى مقاتلين في التنظيم. واستهدفت الغارات مقار لتنظيم الدولة الاسلامية في وسط المدينة، حيث تكثر الاسواق الشعبية، ما يفسر ارتفاع عدد القتلى المدنيين، بحسب عبد الرحمن.

 

وتشن طائرات تابعة للائتلاف الدولي بقيادة واشنطن، واخرى روسية، غارات جوية تستهدف معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة دير الزور، التي تعد ثاني ابرز معاقل التنظيم في سوريا بعد محافظة الرقة (شمال). واشار المرصد السبت الى ان عدد القتلى “لا يزال مرشحاً للارتفاع، بسبب وجود عشرات المفقودين والجرحى، وبعضهم في حالات خطرة”.

 

ويسيطر التنظيم المتطرف على كامل محافظة دير الزور وعلى ابار النفط الرئيسة الموجودة فيها، والتي تعد الاغزر في سوريا، منذ العام 2013، فيما يتقاسم السيطرة مع قوات النظام على مدينة دير الزور، مركز المحافظة. ويستخدم “الجهاديون” مدينة البوكمال الحدودية كمعبر لربط مناطق سيطرتهم في سوريا بمناطق سيطرتهم في العراق.

 

وتشهد سوريا نزاعا بدأ بحركة احتجاج سلمية ضد النظام منتصف اذار/مارس 2011 قبل ان يتحول الى حرب دامية متعددة الاطراف، تسببت بمقتل اكثر من 250 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية اضافة الى لجوء ونزوح الملايين داخل البلاد وخارجها.

 

نظام الأسد يبرر هزائمه بـ «الدعم السعودي» للمعارضة

صدمة «السوخوي» تلاشت والثوار يكسبون الأرض

من حماة إلى حلب، ومن درعا إلى دمشق، مروراً بحمص واللاذقية، تجاوز الثوار السوريون صدمة الغارات الروسية المدمرة، وانتقلوا من الدفاع إلى الهجوم، محققين تقدماً ميدانياً خصوصاً في ريف حماة في الأيام الثلاثة الأخيرة، حيث تمكنت كتائب الثوار بعد ظهر أمس من السيطرة على قرية قبيبات أبو الهدى وتل الصوّان التي تبعد عن مدينة صوران كبرى معاقل قوات الأسد 7 كيلومترات من الجهة الشمالية الشرقية، وقبل ساعات تمكن الثوار من تحرير قريتي عطشان وأم حارتين ومداجن الهلال وحاجز العيساوي وتل الطويل في ريف حماة الشرقي.

 

وفيما كانت وسائل إعلام الممانعة: من سوريا إلى لبنان فالعراق وإيران، قد احتفلت بالتدخل الروسي وتوعدت الثوار بأيام عصيبة بعد الإعلان عن حملة برية واسعة بغطاء جوي روسي، خرج الإعلام الأسدي أمس مبرراً الهزائم بالدعم السعودي للثوار، علماً بأن المتغير الوحيد كان تسلم الثوار القاذفات الأميركية الحرارية «تاو» المضادة للدبابات، من دون أي غطاء جوي ولا دفاعات جوية.

 

وأوضح مراسل «أورينت نت« أنه بتحرير تل الصوان أصبح الثوار على بعد 3 كيلومترات فقط من الجهة الشمالية الغربية لقرية معان ذات الغالبية العلوية، والتي في داخلها العديد من مراكز التدريب لميليشيات الشبيحة، وتعتبر خزاناً بشرياً هاماً للنظام لشن هجماته على قرى ريف حماة، حيث تبعد القرية عن مورك نحو 10 كيلومترات.

 

وكانت «حركة أجناد الشام» نفذت مساء أول من أمس عملية انغماسية في قرية عطشان، قتل على إثرها 40 عنصراً للنظام بينهم قائد العمليات برتبة عميد، ليقوم بعدها الثوار بتمشيط القرية والسيطرة عليها بشكل كامل، كما تم تحرير قرية أم حارتين ومداجن الهلال وحاجز العيساوي وتل الطويل بالريف الشرقي، واغتنام دبابة وقاعدة كورنيت.

 

وسيطرت كتائب الثوار فجر أمس على كامل مدينة مورك الاستراتيجية بريف حماة، والتي تقع على الأوتوستراد الدولي دمشق ـ حلب، وتعتبر منطقة اتصال بين ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، إلى جانب كونها بوابة للسيطرة على قرى عدة بريف حماة الشمالي وأهمها مدينة صوران وبلدة خطاب.

 

وكانت قوات النظام سيطرت على عطشان في العاشر من تشرين الأول الماضي بدعم جوي روسي، فيما خسرت

 

الخميس بلدتي مورك وتل سكيك في ريف حماة الشمالي.

 

وجنوباً، تمكنت فصائل الجبهة الجنوبية من إحراز تقدم على جبهة حي المنشية آخر مواقع النظام بدرعا البلد. وقال مراسل «الهيئة السورية للإعلام«، إن كتائب الجبهة تمكنت ليل الخميس ـ الجمعة وصباح أمس من تحرير ثلاثة مواقع كانت قوات بشار الأسد والميليشيات الطائفية سيطرت عليها قبل نحو أسبوعين.

 

ودارت اشتباكات عنيفة بين كتائب الجبهة الجنوبية وقوات الأسد المدعومة بميليشيات إيرانية على جبهة بلدة كفر ناسج في منطقة ما تعرف بـ«مثلث الموت« في ريف درعا الشمالي الغربي.

 

وفي دمشق وريفها، أكد حمزة البيرقدار الناطق الرسمي لهيئة أركان «جيش الإسلام» لـ»السورية نت» أن «ما يزيد عن 150 محاولة اقتحام برية مدعومة بغطاء جوي روسي وبمشاركة الميليشيات الإيرانية والعراقية التي تقاتل إلى جانب النظام سُجلت على الجبهات، حيث تركزت على داريا في الغوطة الغربية وحي جوبر الدمشقي وجبهات الغوطة الشرقية في المرج والجبال التي سيطر عليها جيش الإسلام أخيراً، لكن من دون تحقيق شيء ملموس على الأرض.

 

وبدأت روسيا ضربات جوية دعماً للأسد في 30 أيلول في الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام.

 

وتبريراً للهزائم هذه، قالت مصادر بارزة مقربة من الحكومة السورية إن الهجمات التي يقوم بها جيش النظام وحلفاؤه بدعم من الضربات الجوية الروسية، تسير ابطأ مما كان متوقعاً نظراً لزيادة الدعم السعودي للمعارضة.

 

وقال مصدران غير سوريين قريبين من دمشق إن المزيد من الدعم العسكري السعودي للمعارضين قد أثر على سير المعركة. وقال أحد المصدرين «الدعم من السعودية للمعارضة لم يتوقف لكنه الآن تعزز بشكل غير مسبوق وهو الذي ساهم بإبطاء العمليات وتأخير تحقيق إنجازات كبيرة على الأرض«. وذكر المصدر الآخر أن زيادة الإمدادات بصواريخ تاو للمعارضة كان السبب الرئيسي لتوقف الهجوم في سهل الغاب.

 

والمصدران على دراية بالتطورات العسكرية والسياسية في سوريا وتحدثا شريطة عدم ذكر اسميهما لأنهما غير متحدثين رسميين باسم الحكومة أو أي أحد من الحلفاء الداعمين لها.

 

سياسياً، أجرى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير محادثات في سلطنة عمان، تناولت نزاعي سوريا واليمن.

 

وقال وزير الخارجية السعودية في وقت متأخر من الخميس بعد اجتماعه في مسقط مع نظيره العماني يوسف بن علوي إنهما بحثا في «الوضع في سوريا واليمن ووسائل تعزيز التعاون» بين الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. وأضاف لوكالة الأنباء العمانية أن «رؤية البلدين الشقيقين متوافقة في ما يتعلق بالأهداف المرجوة بدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة وكيفية الوصول إلى أفضل وسيلة لتحقيقها».

 

وسلطنة عمان هي الوحيدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست التي لا تشارك في التحالف العسكري بقيادة السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن منذ آذار.

 

وقال الوزير العماني إن «السلطنة تبذل جهوداً ديبلوماسية لإيجاد حل سلمي في سوريا واليمن». وأكد «سعي السلطنة من خلال الديبلوماسية الهادئة وبدون معارضة من أحد وبالوسائل المحفزة للتقارب بين جميع الأطراف من أجل الوصول الى حلول سياسية قائمة مع ضمان استمرارها».

 

وتحدث عن «أهداف مشتركة بين» السعودية وسلطنة عمان «حول مناطق الصراع القائم في المنطقة»، موضحاً أن البلدين «اتفقا أن ينظرا الى المستقبل وعدم البقاء رهينين للماضي في ما يتعلق بقضايا المنطقة».

 

ووصف زيارته الى دمشق «بالمهمة»، مؤكداً أن زيارة الوزير السعودي «كانت مقررة قبل زيارة (الوزير العماني إلى) دمشق».

 

سياسياً، تلقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصالاً هاتفياً من نظيره الأميركي جون كيري لبحث التسوية السورية. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن الوزيرين بحثا خلال الاتصال الهاتفي المساعدة الدولية لإطلاق عملية المفاوضات السياسية في سوريا.

 

وقالت فرنسا إن الائتلاف الوطني السوري يجب أن يكون اللاعب الأساسي لتوحيد كل جماعات المعارضة في أي محادثات سلام في المستقبل. وذكر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال بعد أن اجتمع رئيس الائتلاف السوري خالد خوجة مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ومسؤولين فرنسيين «يجب أن يلعب الائتلاف دورًا أساسيًا في جمع المعارضة المعتدلة«.

 

وأوضح ممثل الائتلاف في فرنسا منذر ماخوس أن «المحادثات تهدف إلى تنسيق المواقف وتقييم عملية فيينا»، مضيفاً «بحثنا إمكانية حل سياسي في نهاية المطاف«.

(أورينت نت، السورية نت، رويترز، أ ف ب، واس)

 

تقرير لـ«الناتو»: روسيا و«داعش».. مصالح الشر الخفية

لندن ـ مراد مراد

عمم حلف شمال الاطلسي (ناتو) الاسبوع الماضي تحليلا دقيقا بعنوان «نهج روسيا تجاه داعش«: مصالح الشر الخفية»، شرح فيه الخدمات التي يقدمها تنظيم «داعش» الأممي لسياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. واتهم الحلف موسكو مباشرة بأن وجود «داعش« وتزايد نفوذه يخدم مصالحها، وان تدخل الجيش الروسي في سوريا ليس الهدف منه القضاء على الارهابيين بل فرض روسيا كقوة جديدة قادرة على جلب الاستقرار الى منطقة الشرق الاوسط.

 

«داعش» بعين «الأطلسي»

 

وقال التقرير الذي نشرته المجلة الرسمية للحلف «ناتو ريفيو» ان «العديد من المراقبين الغربيين يشبهون تنظيم داعش بأنه بعث جديد لبرابرة القرون الوسطى. ولكن في الواقع من الأجدى مقارنته مع حركات ثورية من الماضي، ولا سيما الثورة البولشفية التي حصلت في روسيا عام 1917. «فداعش« يشاطر البلاشفة «امميتهم« الغريبة، التي تخوله تجنيد الناس بغض النظر عن العرق أو الأصل أو مكان المنشأ. ومن المفارقات، ان هذه الخاصية في «داعش« لها آثار إيجابية بالنسبة لروسيا، فقد ساهمت عولمة «داعش« في تفكيك واضعاف مقاومة الاسلاميين الاصوليين في داخل روسيا لأن العديد من هؤلاء انتقلوا إلى الشرق الأوسط، الامر الذي قلص حجم التهديد الداخلي الذي كانوا يشكلونه على روسيا. علاوة على ذلك، قدم «داعش« لموسكو فرصة للانخراط في منطقة الشرق الأوسط، حيث ـ على الرغم من تصريحات الكرملين حول اسباب التدخل العسكري في سوريا ـ فإن مصالح روسيا لا تتعلق مباشرة بمكافحتها «داعش«.

 

أضاف الناتو «مثل البلاشفة، «داعش» تنظيم مناهض لمبدأ الدولة. وهذا جانب من أهم جوانب الأيديولوجية الثورية. فلا البولشفيين ولا الدواعش بنوا دولة بالمعنى المعهود: هيكل مع بيروقراطية تراتبية صارمة؛ مصالح جيوسياسية محددة، ورغبة في أن تكون جزءا من مجموعة من القوى. مع البلاشفة، حصل بناء الدولة في وقت لاحق بعد سنوات الانتصارات في الحرب الأهلية. ففي السنوات الأولى للثورة، كان البلاشفة في مزاج مشابه لمزاج عناصر اليوم. كانوا يريدون ثورة في جميع أنحاء العالم، وخلق طوباوية اسمها «جمهورية العمال والفلاحين« تعيش في وئام وخالية من الظلم. الداعشيون اليوم بدورهم لا يخططون لإنشاء دولة بالمفهوم الاعتيادي للدولة لأنهم لا يرون دولتهم كنموذج مشابه لأي من الدول الحالية، واعلانهم الخلافة وتشبهمم بما يعرف بالخلافة الاسلامية الأولى ما هي الا اعلانات صورية فقط. فالنماذج السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يتبنوها في مناطقهم هي نتاج الحداثة وليست وفق نصوص القرون الوسطى. واسلوبهم هذا يجعل من الدواعش اشبه بثوريي الحقبات التاريخية السابقة: كالثوار الفرنسيين الذين تمردوا على تقاليد اليونان القديمة وروما. وتجدر الاشارة الى ان البلاشفة لطالما امتدحوا فضائل الثورة الفرنسية. ومع ذلك فإن الثوار الفرنسيون لم يكونوا من قدامى الرومان، ولا البلاشفة كانوا ثوارا فرنسيين».

 

كيف تستفيد روسيا؟

 

وتابع التقرير «من الجوانب الأساسية الاخرى لفكر «داعش» وممارساته، قدرته على الاستقطاب ليس عبر توجيه النداء إلى الخلافة العالمية كنقطة أوميغا ولكن أيضا قدرته على الاتسام بما اسماه البلاشفة «الأممية« او «العالمية«. وبالطبع بنى البلاشفة ثورتهم على العقائد الماركسية، اذ كانت العقيدة الرئيسة الصريحة الشعار الشهير «يا عمّال العالم اتحدوا«، هذه النظرية ترتكز على التخلص من القومية بوصفها ايديولوجية بورجوازية تفصل البروليتاريين عن بعضهم البعض وتمنعهم من الاتحاد في اتجاه هرمجدون نهائي يلغي الصراع الطبقي ويؤدي إلى الشيوعية التي تعني قفزة في أبعاد مختلفة. يمكن أيضا أن يقال هذا عن متطرفي «داعش»، فأنصارها اعلنوا أنه لا يوجد انقسامات عرقية، أو بمعنى ادق، أن الانقسامات العرقية لا معنى لها. وانجذابهم للإسلام المبكر له أسباب، فالشعوب قبل العصر الحديث لم يكن لديهم شعور الانتماء العرقي. لكن رغم ذلك يبقى تقليديا ان العمود الفقري الأصلي للإسلام انه عربي أساسا. ولهذا فإن التركيز الداعشي القوي على «الأممية«، أي التجاهل التام للخلفية العرقية والانفتاح على ضم الأجانب يعتبر امرا حديثا او على الاقل من وحي الزمن المعاصر. وفي هذا السياق البلاشفة ايضا رحبوا بالأجانب. فما هي آثار هذا النهج على روسيا، وكيف اسهم في تحديد سياسة بوتين؟«.

 

ويضيف التقرير «ان هجرة الأجانب إلى الأراضي التي تسيطر عليها «داعش» لها آثارها على المجتمع الدولي. كما كان الحال مع أولئك الذين انضموا للحركات الثورية في الماضي ـ بما في ذلك البلاشفة ـ هناك مجموعة متنوعة من الدوافع والأسباب التي دفعت هؤلاء الى الهجرة من اجل الجهاد. أعدادهم كبيرة، ازدادت من عدة مئات إلى عدة آلاف في خلال اشهر. بضعة آلاف منهم من الاتحاد السوفياتي السابق. ويوجد المئات من مسلمي آسيا الوسطى. ويرجح ان مئات منهم ايضا قدموا من الجيوب المسلمة في قلب روسيا مثل تتارستان وبشكيريا. ومع ذلك، فإن الأغلبية بوضوح هم من شمال القوقاز الروسي، لا سيما من الشيشان. وهذا يعود بالفائدة على الكرملين إلى حد كبير، اذ انه يخفف من المشاكل التي عانى منها كل من يلتسين وبوتين في الحقيبة التي تلت انهيار الاتحاد السوفيتي. وعلاوة على ذلك، فقد وفرت هذه الهجرة لبوتين الفرصة للمشاركة في الصراع السوري دون خوف من عواقب محتملة. ولفهم هذا، ينبغي للمرء النظر في تاريخ تعامل الكرملين مع شمال القوقاز«. ويتابع التقرير: «لقد أثار انهيار الاتحاد السوفياتي العديد من الأقليات داخل الاتحاد الروسي. ومع ذلك، فإن الصراع في شمال القوقاز الروسي هو الوحيد الذي أخذ منحى عنيفا. وقد خيضت الحرب الشيشانية الأولى بين سنتي 1994 و1996 تحت شعارات قومية. ودعمت الولات المتحدة وتركيا الشيشان بشكل مباشر وغير مباشر. ومع ذلك لم يتردد صدى القومية الشيشانية لدى العديد من القوميات الأخرى في القوقاز وما وراءها. وكانت الشيشان قادرة على تحقيق الاستقلال، إن لم يكن بحكم القانون على الأقل بحكم الأمر الواقع، عندما اضطرت موسكو للتوقيع على اتفاق مهين في خاسافيورت في آب 1996. ومع ذلك، لم يكن اي من الطرفين راض عن نتائج الاتفاق، وفي سنة 1999، اندلعت حرب الشيشان الثانية. وفي ذلك الوقت، فهم بوتين أنه لن يتمكن من اخضاع الشيشان بالقوة أو على الأقل، ان هذا من شأنه ان يكبده خسائر مكلفة. وهذا ما دفعه الى تبني تكتيكات مختلفة. فجاء بعشيرة قديروف على انهم خلفاء في الشيشان، ومنحهم حرية الحكم تقريبا مقدما لهم اعانات ضخمة«.

 

واستطرد التقرير «قوضت سياسات بوتين الجديدة موقف القومية الشيشانية كأيديولوجية للقتال. وهذا ما ادى في عام 2007 الى اعلان دوكو عمروف، زعيم دولة الشيشان الوهمية، انها «امارة« داعيا الى نبذ القومية الشيشانية ومناديا بالدعوة الإسلامية «الأممية». نجح هذا النهج، على الأقل في المدى القصير، وجذب إلى جانب عمروف مسلمين من جميع أنحاء شمال القوقاز وما وراءها. لكن مع مرور الوقت، اصبحت «الأممية« على نحو متزايد، خاصة في السنوات الثلاث الماضية، عبئا على هذه «الإمارة« وذلك لازدياد عدد مقاتلي شمال القوقاز الذين اتخذوا قرارا بالهجرة والجهاد في الشرق الاوسط. وزادت هذه الهجرة بشكل ملحوظ تحت اشراف علي اسخب كيباكوف الذي تولى القيادة بعد عمروف. وفي موازاة ذلك، أجرى الكرملين حملة مستمرة وبلا هوادة ضد قوات «الإمارة«. وبعد مقتل كيباكوف في عام 2015، وكذلك خلفه، محمد سليمانوف، الذي كان على رأس العمل لبضعة أشهر فقط، لم يتم تثبيت أي زعيم جديد لـ«الإمارة». وهذا دل على تفكك المقاومة القوقازية الشمالية كقوة متماسكة اذ تقلص عدد الهجمات الإرهابية التي تقوم بها في المنطقة بشكل ملحوظ. واليوم بعد 25 عاما، يبدو ان الحرب في شمال القوقاز الروسي قد وصلت إلى نهايتها. وفي حين لا يزال هناك احتمال أن بعض الجهاديين سيعودون إلى روسيا، لكن اي عودة جماعية غير مرجحة الحدوث«.

 

ورأى التقرير أن «التحرر من المخاوف الجهادية في الداخل منح بوتين مطلق الحرية في الانخراط في مشاريعه السورية. وهذا هو السبب الذي ينبغي للجميع ان يفهمه ليدرك ان روسيا لا تتخذ خطواتها العسكرية في سوريا خوفا من داعش؛ لأن التنظيم الارهابي ساعد بوتين على تدمير المقاومة القوقازية الشمالية والغائها كقوة منظمة. وبالتالي فإن هدف روسيا الحقيقي من مغامرتها السورية هو أن تثبت وصولها الى الشرق الأوسط وتعزز اهمية دورها فيه. وبتحركاتها هذه أرسلت روسيا رسالة ليس فقط للولايات المتحدة بل لجمهور أوسع من ذلك بكثير، فهي تشير إلى كل من العرب في الشرق الأوسط وإلى إسرائيل ـ في الوقت الذي حلفاء واشنطن في المنطقة قلقون من تردد الولايات المتحدة ـ بأن موسكو يمكن أن تكون البديل الاجود«.

 

ووفق التقرير فإن «الجانب الثاني المهم من مشروع بوتين السوري هو نداء ضمني إلى أوروبا لإعادة ادخال روسيا إلى الغرب. فمنتقدي بوتين غالبا ما يتهمونه بالتهور واللاعقلانية وبانه قومي روسي يريد توسيع إمبراطوريته مهما كان الثمن حتى وان لزم ذلك المواجهة مع الغرب. لكن في الحقيقة ليست هذه حال بوتين. فالرئيس الروسي والنخبة الروسية، التي يمثل مصالحها، لا يريدون حقا الانفصال عن أوروبا بطريقة الحرب الباردة، لأن هذا يتطلب تضحيات كبيرة من النخبة والطبقة الوسطى في روسيا. توقعات بوتين الإمبريالية هي أيضا محدودة نوعا ما فحتى في أوكرانيا، لم تقم روسيا بغزو علني ولم ترسل جيوشها إلى كييف كما تنبأ كثيرون. ليس فقط الإمبراطورية تتطلب استثمارا اقتصاديا كبيرا ولكن توسعها غربا سيدفع أوروبا اكثر الى معاداة روسيا والاقتراب اكثر من الولايات المتحدة. غزل بوتين مع الصين وإيران يعكس الرغبة في الإظهار للغرب أن موسكو لديها خيارات أخرى، وليس مظهرا من مظاهر التفكير آحاديا باحتضان آسيا وقطع جميع العلاقات مع الغرب. فالتقرب من الغرب، وخاصة من أوروبا، لا يزال احد الأهداف الرئيسة لبوتين ـ وهذى الهدف يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند مراقبة التحركات التي يقوم لها بوتين في سوريا. فمن خلال الانخراط في سوريا، بوتين يسعى لأن يثبت لأوروبا أن روسيا يمكن أن تكون قوة رائدة في إنقاذ أوروبا والحضارة الغربية من خطر العنف والتطرف الإسلامي، ولذلك يجدر بالأوروبيين عدم نبذ موسكو«.

 

وختم الناتو مراجعته التحليلية بالسؤال «ما هي الآثار العملية لهذه الإجراءات؟» والجواب «من جهة، التخلص من تهديد التمرد الإسلامي داخل روسيا، والاستفادة من قوة جذب داعش للمتطرفين الروس، فموسكو واثقة بما فيه الكفاية من بقائها في الشرق الأوسط لفترة طويلة مما يفرض احترام مصالحها في المنطقة. من جهة أخرى، موسكو ليست ملزمة بمواجهة حرب باردة مع أي قوة قائمة وستكون سعيدة للتعاون مع أي من القوى التي تحترم مصالحها. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أنه في حين أن موسكو وعواصم أخرى لديها خططها الخاصة في منطقة الشرق الأوسط، الا ان مجريات الأحداث على ارض الواقع قد لا تكون دائما متوقعة«.

 

ألمانيا تؤكد أنها لم تغير شروط اللجوء للسوريين

أكدت الحكومة الألمانية أنها لم تغير شروط اللجوء للسوريين القادمين إليها، ويأتي ذلك بعد تصريح لوزير الداخلية في وقت سابق أكد فيه أن برلين لن تسمح بعد اليوم بلم شمل العائلات بالنسبة لهؤلاء.

وقال المتحدث باسم الحكومة ستيفن سايبرت أمس الجمعة إنه “لم يحصل حتى الآن تغيير في القرارات التي اتخذها مكتب الهجرة واللاجئين الذي يبت أمر طلبات اللجوء، خصوصا التي يقدمها السوريون”.

وشدد المتحدث في تغريدتين على تويتر على أن ألمانيا “تتمسك بالإجراء المطبق حاليا” الذي يسمح عموما للسوريين بالحصول على إذن إقامة مدته ثلاثة أعوام.

وكان سايبرت يرد على تصريحات لوزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أعلن فيها أن ألمانيا لن تسمح بعد اليوم للاجئين السوريين بلم الشمل وستحد من حقهم في الإقامة.

وقال الوزير لإذاعة دويتشلاند راديو العامة “لا تمنح دول أخرى إلا إقامة لفترة زمنية محدودة.. هذا ما سنفعله مستقبلا مع السوريين، سنقول لهم: نمنحكم حماية لكننا نسميها حماية ثانوية، أي محددة زمنيا ولا تسمح بلم الشمل”.

لكن الوزير المحافظ المقرب من أنجيلا ميركل لم يحدد موعدا لتطبيق هذا القرار. وكانت صحيفة فرانكفورتر ألغيمايه تسايتونغ نقلت عن وزارة الداخلية أن “المكتب الفدرالي للهجرة واللاجئين أبلغ بأنه يجب منح اللاجئين السوريين اعتبارا من الآن حماية ثانوية فقط”.

وبحسب الصحيفة، فقد اتخذ هذا القرار خلال مفاوضات للائتلاف الحاكم الخميس برئاسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تتعرض لانتقادات شديدة من حلفائها المحافظين في بافاريا جراء سياسة الباب المفتوح للاجئين.

و”الحماية الثانوية” -التي تحدث عنها دي ميزيير وأشارت إليها الصحيفة- هي أقل من وضع اللاجئين الذي يسمح بالحصول على إذن اقامة لثلاث سنوات ولم الشمل، وهذا الإجراء لا يسمح بلم الشمل ويجعل أول إذن إقامة لعام واحد فقط.

وضاعفت ألمانيا -التي قد تستقبل مليون طالب لجوء في 2015- في الأسابيع الأخيرة الإجراءات في إطار التشدد في سياسة الاستقبال، خصوصا من خلال تبني سلسلة تدابير لتسهيل طرد المهاجرين الاقتصاديين.

 

غارات روسية على حلب وتقدم للمعارضة بحماة  

شن الطيران الحربي الروسي عدة غارات ليلية على أحياء بمدينة حلب في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة. وقد واصلت قوات المعارضة تقدمها في ريفي حماة الشمالي والشرقي أمس الجمعة، حيث سيطرت على قريتين وعدة حواجز سبق أن انتزعتها قوات النظام، وكبدت هذه القوات خسائر فادحة.

 

وقال مراسل الجزيرة في حلب إن غارات الليلة الماضية شملت أحياء كرم الطراب والشيخ سعيد وعزيزة. كما شمل القصف الجوي الروسي مواقع للمعارضة المسلحة في عدة بلدات بريف حلب الجنوبي حيث تشهد المنطقة منذ أسابيع اشتباكات بين المعارضة وقوات النظام المدعومة بمقاتلين أجانب.

وأكد المراسل أن الغارات الجوية أحدثت دمارا شديدا، ولم يعرف حتى الآن عدد ضحاياها.

 

في غضون ذلك سيطرت قوات المعارضة السورية على قريتي العطشان وأم حارتين ومواقع أخرى لقوات النظام في ريف حماة الشمالي بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين، في حين أوردت وكالة سانا الرسمية للأنباء أن وحدات من الجيش سيطرت -بإسناد من سلاح الجو- على قرية الصفصافة في ريف حماة، وكبدت ما وصفتها بالتنظيمات الإرهابية خسائر كبيرة.

 

وأفاد أبو عبده -المسؤول بأحد الفصائل المعارضة- للجزيرة نت بأن المعارضة تمكنت من السيطرة الكاملة على قريتي عطشان وأم حارتين بريف حماة الشمالي الشرقي عقب معارك عنيفة مع قوات النظام، وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف النظام الذي سيطر على المنطقة قبل شهر.

 

وأضاف أن مقاتلي المعارضة سيطروا أيضا على حواجز المداجن والهلال والنداف والعيساوي وتل الطويل، واستحوذوا على دبابة وقاعدة صواريخ مع ذخيرتها، كما دمروا دبابتين خلال الاشتباكات.

وتأتي هذه السيطرة بعد يوم واحد من سيطرة جيش الفتح على تل سكيك الإستراتيجي بريف حماة الشمالي وتدمير آليات داخله، كما نفذت فصائل جيش الفتح عملية في بلدة عطشان -قبل السيطرة عليها- أسفرت عن مقتل ضابط برتبة عميد وعشرات الجنود.

 

وأكد الناشط بريف حماة خالد الحموي مقتل عدد كبير من جنود النظام في المعارك، مضيفا أن قريتي عطشان وأم حارتين تعدان بوابة لمعارك ريف حماة الشرقي، حيث تطل عطشان على قرى موالية للنظام وتعد خزانا بشريا لمقاتلي مليشيات الشبيحة، فضلا عن كونها صلة وصل مهمة بين ريفي حماة الشمالي والشرقي.

 

من جهة أخرى، واصلت الطائرات الروسية تحليقها المكثف في أجواء ريفي إدلب وحماة الشمالي واستهداف القرى التي تقع تحت سيطرة المعارضة، خصوصا مدينة خان شيخون الواقعة جنوب إدلب، مما خلف عددا كبير من الجرحى.

 

وسيطرت المعارضة المسلحة على مواقع إستراتيجية بريف حماة الشمالي مؤخرا، بينها قاعدة تل عثمان الإستراتيجية وبلدة الجنابرة، وكذلك بلدة مورك الواقعة على الطريق الدولي حماة-حلب، والتي سقط فيها ما يزيد على مئة قتيل في صفوف قوات النظام وعدد كبير من الأسرى، فضلا عن استحواذ المعارضة فيها على عشر دبابات وخمس ناقلات جند وأربع مدرعات.

 

ضباط النظام يتهاوون أمام ضربات الثوار في حماة

العربية.نت

نعت وسائل إعلام موالية للنظام، الجمعة، العميد طالب سلامة، قائد اللواء 47 في الفرقة 11، الذي لقي حتفه في كمين نصبه له ولزملائه الثوار خلال تقدمهم في محيط مدينة مورك بريف حماة الشمالي.

وشيعت مدينة اللاذقية أيضاً العقيد إياس محمد صقر (39 عاماً) ابن قرية بسنادا في ريف اللاذقية، وتم الإعلان من قبل الثوار عن مقتله الخميس، صبيحة اقتحام الثوار لمدينة مورك.

الرائد الطيار محمد مساعد كحيلة من قرية دمسرخو في ريف اللاذقية أيضاً كان من ضمن قائمة من نعاهم الإعلام الموالي للنظام، وقتل في تحطم طائرته (ميغ 21) من مرتبات اللواء 14 في حماة، حيث تحطمت طائرته قرب مدينة السقيلبية في ريف حماة بعد استهدافها من قبل الثوار بالمضادات الأرضية في الرابع من نوفمبر الجاري.

ضابط طيار آخر نعته مدينة جبلة في ريف اللاذقية أيضاً، هو الملازم أول الطيار غدير أكرم إسماعيل، الذي لقي مصرعه على يد تنظيم “داعش” في محيط مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي.

مدينة طرطوس بدورها شيعت أمس الجمعة العميد الركن لؤي محمود يونس، وكان لقي مصرعه في الثالث من الشهر الجاري، خلال اشتباكات ضد تنظيم “داعش” في محيط بلدة مهين التي سيطر التنظيم عليها مؤخراً في ريف حمص الشرقي.

في حين شيعت مدينة القرداحة في ريف اللاذقية، الجمعة، المقاتل في صفوف النظام رامي كامل نصور الذي لقي مصرعه في معارك جبل الأكراد بريف اللاذقية، بعد 24 ساعة فقط من تشييع المدينة لخمسة من أبنائها معظمهم قتلوا في معارك اللاذقية، وهم العميد أيمن بدران، والملازم يوسف بدران، وعهد سليمان علي، ووائل أنور درويش، وإبراهيم علي كنعان.

 

إيران تخسر جنرالاً رفيعاً على يد ثوار حلب

العربية.نت

نعت وسائل إعلام إيرانية ضابطا رفيع المستوى، بعد سقوطه دفاعاً عن بشار الأسد في ريف حلب.

وأكد الإعلام الإيراني أن الجنرال علي شاليكار قتل أمس الجمعة في معارك ريف حلب الجنوبي.

ويعتبر شاليكار الجنرال ذا الرتبة الأعلى بعد الجنرال همداني الذي قتل قبل أسابيع.

وإلى جانب شالكيار، قتل كل من الضابطين روح الله قدراني وقادير سيلق، بحسب المعلومات والصور التي تناقلها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

الائتلاف السوري: مرجعية “جنيف” هي أساس الحل السياسي

العربية.نت

أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على مرجعية بيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2118 كأساس للحل السياسي في سوريا، والقاضي بإقامة هيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات، لا مكان فيها للأسد وزمرته.

وبحث أعضاء الهيئة السياسية في الائتلاف، اليوم السبت، مع ممثلي مجموعة أصدقاء الشعب السوري؛ تطورات العملية السياسية والتحضيرات لمؤتمر فيينا القادم، ونقل مواقف الائتلاف وتطلعات الشعب السوري.

وأشار عضو الهيئة السياسية خطيب بدلة في تصريح خاص إلى أن الائتلاف “ملتزم بالاستمرار في العملية السياسية وفق المرجعيات الدولية لإيقاف شلال الدم الذي ينزفه الشعب السوري على أيدي نظام الأسد والميليشيات الطائفية والعدوان الروسي”.

في حين أكد ممثلو مجموعة أصدقاء الشعب السوري تمسكهم ببيان جنيف، وأنه لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا، مؤكدين أن الائتلاف هو الممثل الشرعي للشعب السوري، وأثنوا على جهوده بالتواصل مع القوى السياسية والعسكرية والمدنية فيما يخص مستقبل سوريا.

وكان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال قال عقب اجتماع رئيس الائتلاف خالد خوجة مع وزير الخارجية لوران فابيوس ومسؤولين آخرين، الجمعة: “يجب أن يلعب الائتلاف دوراً أساسياً في توحيد المعارضة خلال أي محادثات قادمة خاصة بالشأن السوري”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى