أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 07 شباط 2015

 

الغارات الأردنية تطارد رؤوساً كبيرة في «داعش»

عمان – تامر الصمادي

 

واشنطن، لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز- شنت المقاتلات الأردنية أمس مزيداً من الغارات على مواقع تنظيم «داعش»، في عملية جوية واسعة بدأت عمان تنفيذها أول من أمس انتقاماً لمقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أحرقه التنظيم حياً. وتشمل العملية استهداف رؤوس كبيرة في «داعش». وجاءت الغارات على وقع تظاهرة شعبية عارمة خرجت بعد صلاة الجمعة في عمّان، تتقدمها زوجة العاهل الأردني الملكة رانيا العبد الله، للمطالبة بـ «الثأر» لإعدام الطيار، ودك معاقل «داعش» في سورية والعراق

 

ومن المنتظر أن يحيل البيت الأبيض على الكونغرس قريباً مشروع قرار يطلب فيه تفويضاً باستخدام القوات الأميركية في الحرب على «داعش» في سورية والعراق. وفي هذا الصدد، لم يستبعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري إرسال قوات برية. وكان مسؤول عسكري أميركي أعلن أول من أمس أن الولايات المتحدة نشرت شمال العراق طائرات وطواقم متخصصة في عمليات البحث والإنقاذ لتسريع إنقاذ طياري التحالف الدولي الذي تقوده ضد «داعش» في حال إسقاط طائراتهم.

 

وفي إطار رد الفعل على مقتل الكساسبة، علمت «الحياة» من مصادر أردنية موثوق بها، أن الأردن سيوسع عملياته الجوية ضد التنظيم، وأن اجتماعاً جديداً جمع الملك عبد الله الثاني بكبار مسؤولي الدولة السياسيين والعسكريين والأمنيين، أكد فيه الملك إصرار الحكم على الانخراط في التحالف الدولي حتى النهاية، ولكن بصورة أكثر فاعلية من السابق، بما يضمن «سحق» المعاقل التابعة لـ «داعش».

 

وقالت المصادر إن الأردن لن يدخل على المدى القريب أو المتوسط في حرب برية ضد التنظيم، لكن هذا السيناريو غير مستبعد على المدى البعيد. وأضافت أن الأردن بدأ يضاعف طلعاته الجوية التي كانت تقدر يومياً بـ10 لتصل حالياً إلى عشرات الطلعات، متوقعة ارتفاعها إلى مئات.

 

وتوقعت أن تركز عمان مستقبلاً على تنفيذ عمليات «خاطفة» و «دسمة» تستهدف رؤوساً كبيرة في «داعش»، مستعينة ببنك معلومات ضخم يمتلكه جهاز الاستخبارات الأردنية وبنك المعلومات الخاص بالولايات المتحدة.

 

وتوقع أحد الخبراء العسكريين الذين تحدثت إليهم «الحياة»، تنفيذ هذا السيناريو بواسطة غارات جوية دقيقة، وعمليات إنزال سريعة، مهمتها تصفية قيادات بارزة في التنظيم.

 

واستذكر الخبير مشاركة الأردن في العملية الأميركية التي استهدفت زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» الأردني أبو مصعب الزرقاوي في غارة جوية عام 2006 عقب تفجيرات عمّان التي أودت بعشرات الضحايا.

 

وكان الجيش الأردني أعلن في بيان أول من أمس، أن طائراته «هاجمت مراكز تدريب للتنظيم الإرهابي ومستودعات أسلحة وذخائر، وتم تدمير كل الأهداف التي هوجمت». وأوضح أن العملية تمت «وفاء للشهيد الطيار معاذ الكساسبة، وفي عملية أطلق عليها اسمه، ورداً على العمل الإجرامي الجبان الذي نفذته عصابة الغدر والطغيان» بإحراق الطيار حياً.

 

وأكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أمس، أن الضربات الجوية التي نفذتها عشرات المقاتلات الأردنية أول من أمس «ليست سوى بداية الانتقام» لقتل الطيار.

 

في السياق ذاته، قال مسؤولون في محافظة نينوى، إن سلاح الجو الأردني شن غارات على معاقل «داعش» في الموصل أسفرت عن قتل أكثر من 35 عنصراً من التنظيم.

 

ونقلت تقارير أميركية، بينها تقرير لـ «نيويورك تايمز»، إعلان «داعش» مقتل الرهينة الأميركية الأخيرة في يد التنظيم والكشف عن اسمها، وهي كايلا جان مولر التي كانت تعمل لدى منظمة إنسانية لمساعدة السوريين.

 

ونقلت التقارير الأميركية عن موقع «سايت» الاستخباراتي أن «داعش» أصدر بياناً أعلن فيه أن الرهينة الأميركية قُتِلت خلال غارة أردنية استهدفت التنظيم في 6 شباط (فبراير) الجاري في محافظة الرقة. وكانت الإدارة امتنعت عن ذكر اسم الرهينة حفاظاً على سلامتها، وهي آخر رهينة أميركية بيد التنظيم بعد قتله عبد الرحمن كاسيغ وستيفن سوتلوف وجايمس فولي.

 

وأعلنت واشنطن أنه «لا يمكن التأكد» فوراً من خبر مقتل الرهينة.

 

إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «داعش» أحالت على المحاكمة رجل دين اعترض على قتل الطيار الأردني حرقاً. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن رجل الدين، وهو سعودي، عبّر عن اعتراضه خلال اجتماع للهيئة الشرعية المحلية في بلدة الباب في محافظة حلب، وطالب بمحاكمة المسؤولين عن حرق الطيار، ولفت عبدالرحمن إلى أن التنظيم قد يقتل رجل الدين بعد أن نحّاه من منصبه.

 

أوباما: علينا التحلي بـ «صبر استراتيجي»

واشنطن – أ ف ب

 

حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس (الجمعة) من مغبة اتخاذ قرارات متسرعة على صعيد إدارة الأزمات الدولية، داعياً إلى التحلي “بصبر استراتيجي”. واعتبر خصومه الجمهوريون هذا الموقف دليل ضعف.

 

وقال أوباما في مقدمة “استراتيجية الأمن القومي”: “في عالم معقد، لا يحتمل عدد من المسائل الأمنية التي نواجهها أجوبة سهلة وسريعة”.

 

وتستعرض هذه الوثيقة الضخمة التي عممتها إدارته الجمعة، تحديات وأولويات الولايات المتحدة، من النزاعات المسلحة إلى الجرائم المعلوماتية مروراً بالتصدي للتغيرات المناخية.

 

وأضاف أوباما أن “التحديات التي نواجهها تتطلب الصبر الاستراتيجي والمثابرة”، مكرراً بذلك أحد المواضيع الأساسية لسياسته الخارجية.

 

وأعرب الرئيس الأميركي مرة أخرى عن سروره لأنه طوى صفحة الحروب عبر قوات برية في العراق وأفغانستان، “اللذين كانا في صلب السياسة الخارجية الأميركية خلال العقد المنصرم”.

 

وذكر بأن حوالى 180 ألف جندي كانوا ينتشرون في العراق وأفغانستان عندما وصل إلى البيت الأبيض في العام 2009، مشيراً إلى أن عددهم اليوم يقل عن 15 ألفاً.

 

وأضاف أوباما “يجب أن نقر أيضاً بأن استراتيجية الأمن القومي الذكي لا تستند فقط إلى القوة العسكرية”.

 

وأعلن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، أن إضافة مزيد من الصبر على السياسة الخارجية للرئيس أوباما، لا تؤدي إلا إلى “إطالة أمد فشل هذه السياسة”.

 

وقال ساخراً: “أشك في أن تكون سياسة الصبر الاستراتيجي للرئيس أوباما أخافت تنظيم داعش والملالي الإيراني أو فلاديمير بوتين”. وأضاف: “من وجهة نظرهم، كلما تحلى أوباما بالصبر، ازدادوا قوة”.

 

وهذه المقاربة التي يعتمدها أوباما، دائماً ما ينتقدها “الحزب الجمهوري”، آخذاً عليه أنه أضعف مكانة الولايات المتحدة في العالم.

 

في آب (أغسطس) 2014، سخرت هيلاري كلينتون، المرشحة المحتملة إلى البيت الأبيض في 2016، من غياب عقيدة حقيقية للسياسة الخارجية لدى الرئيس أوباما.

 

واعتبرت كلينتون، التي أشارت إلى عبارة غالباً ما تعد ركيزة إدارة أوباما على صعيد السياسة الخارجية “لا تقوموا بأمور حمقاء”، أن البلدان الكبيرة تحتاج إلى “مبادئ أساسية”، وأن هذه الصيغة لا تعد واحدة من هذه المبادئ.

 

ورد فريق أوباما مذكراً هيلاري كلينتون بأن هذه العبارة كانت تتحدث بنوع خاص عن الاحتلال في العراق، الذي كان “قراراً سيئاً جداً”. وعندما كانت سيناتورة، صوتت كلينتون لمصلحة شن الحرب في العراق، قبل أن تؤكد بعد ذلك أنها ارتكبت خطأ.

 

بارزاني لـ «الحياة»: الحدود الجديدة تُرسم بالدم في العراق وسورية واليمن

زمار (كردستان العراق) – غسان شربل

 

قال مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، أن الحدود الموروثة من اتفاقات سايكس – بيكو هي حدود مصطنعة وأن الحدود الجديدة في المنطقة تُرسم بالدم داخل الدول أو بينها، لافتاً أيضاً إلى ما يجري في سورية واليمن ودول أخرى. وشدّد على أن العراق يحتاج إلى صيغة أخرى إذا أُريد له أن يبقى موحّداً.

 

وكان بارزاني يتحدث إلى «الحياة» في غرفة عمليات قرب حدود الإقليم مع تنظيم «داعش»، والتي تمتد على مسافة 1050 كيلومتراً (للمزيد).

 

واعتبر أن العرب الســنّة في العراق هم الخاسر الأكبر من الحرب التي أطلقــها «داعــش» لأنها تدور في مناطــقهم وتتسبب في تدمـــير مدنهم وقراهم. وحضّهم على التحـــرك سريعاً لـــنبذ الإرهابيين ومحاربتهم، وتشكيل قيادة سياسية تنطق باسمهم.

 

وأكد بارزاني أن قوات البيشمركة «كسرت شوكة داعش» وأخرجت التنظيم الإرهابي من مساحات واسعة، مشيراً إلى أنها تحتاج إلى أسلحة ثقيلة إذا كانت ستشارك في معركة حاسمة لقصم ظهر التنظيم. وأقر بأن الحرب ضد «داعش» أصعب من تلك التي خاضها الأكراد ضد قوات صدام حسين، واعترف بأن «داعش» تنظيم شديد الخطورة، يتشكل من حوالى 50 ألف مقاتل في العراق وسورية. وقال: «لديهم خبراء من مختلف بلدان العالم. استقطبوا ضباطاً متقاعدين من الجيش السوفياتي السابق، من أوزبكستان وكازاخستان والتتار والشيشان. ولديهم عناصر من باكستان وعدد كبير من ضباط الجيش العراقي (السابق). هناك ضباط من جيوش عربية التحقوا بهم».

 

وعن نقاط القوة لدى «داعش» قال رئيس إقليم كردستان: «السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون والعبوات الناسفة وبنادق القنص، والدقة في استخدام المدفعية بسبب وجود ضباط محترفين معهم». ولفت إلى أن «داعش» حصل بعد انهيار «الفرق العراقية الست» على ترسانة هائلة بينها 1700 عربة أميركية مدرّعة من طراز «هامر»، وأضاف إلى هذه الترسانة ما غنمه من الجيش السوري.

 

وروى أن ضباطاً من «البيشمركة» فضلوا صدم عربات «داعش» بعرباتهم واستشهدوا لإنقاذ جنودهم، مشيراً إلى أن الوضع تغيّر بعد حصول «البيشمركة» من ألمانيا على صواريخ من طراز «ميلان» فرنسية الصنع.

 

واعترف بفاعلية الغارات التي يشنها التحالف الدولي، لافتاً إلى أنه من دون هذه المساعدة الحرب ستستغرق وقتاً أطول وبخسائر بشرية أكبر. وأكد أن إيران بادرت إلى تقديم المساعدة بعد استقباله العميد قاسم سليماني، وأرسلت إلى أربيل طائرتين محمّلتين بالذخائر ولا تزال تساعد بين وقت وآخر.

 

وكشف أنه حاول عبثاً إقناع نوري المالكي رئيس الوزراء السابق بأن «داعش» يحضّر شيئاً ما ضد الموصل وغيرها، وأنه بعد فشل الرسائل عبر آخرين، اتصل به هاتفياً فكان رد المالكي «الوضع تحت السيطرة». وزاد أن ممارسات المالكي أظهرت لديه «حقداً دفيناً على الأكراد».

 

وقال أن الانشغال بالتطورات المتسارعة حال حتى الآن دون عقد لقاء بينه وبين رئيس الوزراء حيد العبادي، آملاً بأن يلتقيه في بغداد أو أربيل. ووصف تجربة العبادي بأنها «محاولة أخيرة لإنقاذ العراق»، مشدداً على أن العراق السابق فشل والحاجة ملحّة إلى صيغة جديدة إذا قُدِّر للبلد أن يبقى موحداً.

 

ورفض بارزاني دخول أي قوات إلى كركوك مؤكداً أن «البيشمركة» لا تحتاج إلى قوات تدعمها وكرر: «كركوك لن تسقط في يد داعش».

 

وذكر أن «داعش» لم يكن يتوقع سقوط الموصل في يده، لكن انهيار الفرق العسكرية العراقية كان سريعاً، ما شجّع قوى معادية للعملية السياسية، بينها «البعث»، على المشاركة مع «داعش» في السيطرة على مناطق واسعة. وأردف أن ضرب مكتسبات الشعب الكردي كان في طليعة البنود على أجندة «داعش».

 

وروى بارزاني قصة المشاركة في دعم المدافعين عن كوباني (عين العرب).

 

المعارضة في حلب تنتقل إلى الهجوم

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –

 

أعلنت الفصائل العسكرية المعارضة في حلب وريفها تشكيل غرفة عمليات مشتركة لـ «الانتقال من الدفاع إلى الهجوم» والسيطرة على كل المدينة ومنع قوات النظام من حصارها، في حين واصل الطيران السوري لليوم الثاني غاراته على مدينة دوما شرق دمشق، بعدما قتل 242 شخصاً أول من أمس (للمزيد)

 

وأعلن قائد «الجبهة الشامية» عبدالعزيز سلامة في فيديو أمس، اتفاق الفصائل العسكرية المعارضة في حلب على تشكيل غرفة عمليات «تضم الجميع من دون استثناء»، وهدفها منع قوات النظام من حصار المدينة، إضافة الى مواصلة هذه الفصائل معاركها لـ «السيطرة الكاملة» على مناطق النظام، وتنظيم «داعش» في شمال البلاد.

 

وتبادلت القوات النظامية ومقاتلو المعارضة السيطرة على تل المياسات ومخيم حندرات في اليومين الماضيين، وسط مساعي النظام للسيطرة على شمال شرقي ريف حلب من أجل إحكام الطوق على المدينة التي تتواجد المعارضة في شرقها، فيما يخضع غربها للنظام. وأُفيد عن وصول جهود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لـ «تجميد» القتال في حلب إلى حائط مسدود.

 

وتزامن إعلان تشكيل غرفة العمليات في حلب مع إصدار «الجبهة الشامية» و «وحدات الحماية الكردية» بياناً تضمن الاتفاق على عدد من النقاط، بينها «توحيد النظام القضائي في كل المحاكم، والحكم فيها بشرع الله، وفتح مكاتب شرعية ودعوية، ومتابعة شؤون المساجد، إضافة إلى ضرورة العمل لملاحقة المفسدين والمسيئين أينما كانوا لمحاسبتهم، من أجل إعادة الحقوق لأهلها، وإعادة الأمن والأمان في المناطق المحررة من قبل الطرفين».

 

في غضون ذلك، واصل المقاتلون الأكراد التقدم في ريف عين العرب (كوباني) شمال حلب، حيث باتوا يسيطرون على أكثر من مئة قرية في ريف المدينة وقرب حدود تركيا.

 

وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس معلومات جاء فيها: «ارتفع إلى 26 بينهم 3 أطفال و4 مواطنات، عدد الشهداء الذين قضوا نتيجة إلقاء الطيران المروحي برميلين متفجرين وقـــــصف عدة قــذائف على منطقة تجمّع حافــــلات في حي بعيدين شمال شرقي حلب، كما اســـتشهد خمسة مواطنــــين بيــنهم سيدة وطفــــلها وجرح ستة جراء إلقــــاء الطيران المروحي برميلين متفجرين (أمس) على مناطق في حي قارلق بحلب القديمة».

 

وتظاهر مئات من السوريين في أحياء المعارضة في حلب، وذلك في جمعة أطلق عليها «ويل للعرب من شر إيران الذي اقترب».

 

في دمشق، أشار «المرصد» إلى أن الطيران الحربي شن أكثر من 12 غارة على مناطق في مدينة دوما ومحيطها في الغوطة الشرقية، لافتاً إلى أن غارات أول من أمس على غوطة دمشق أسفرت عن مقتل «82 شخصاً بينهم 18 طفلاً، إضافة إلى 16 مقاتلاً من المعارضة». وأكد أن قوات النظام نفّذت أكثر من 60 ضربة جوية، إضافة إلى القصف بصواريخ أرض- أرض.

 

الى ذلك، أعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أنه «يرحب» بتقرير لجنة تقصي الحقائق المعنية باستخدام الأسلحة الكيماوية، الذي حمّل النظام مسؤولية استخدام غاز الكلور في ثلاث قرى شمال البلاد العام الماضي، داعياً مجلس الأمن إلى إحالة التقرير على مجلس الأمن.

 

وإذ رحب عضو «الائتلاف» هادي البحرة بقرار المجلس التنفيذي للجنة «إدانة استخدام غاز الكلور ضد المدنيين من قبل نظام الأسد»، انتقد «الدور السلبي الذي لعبه النظام الإيراني في عرقلة إصدار مثل تلك التقارير».

 

داعش” يعلن مقتل رهينة أميركية في الغارات الأردنية على الرقة

المصدر: (و ص ف، رويترز، أب)

مع مواصلة الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة غاراته على مواقع لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سوريا والعراق، قال التنظيم المتشدد ان الرهينة الاميركية كايلا جين مولر قتلت في الغارات التي شنتها مقاتلات اردنية على مواقع للتنظيم في محافظة الرقة السورية الخميس، لكن واشنطن قالت ان لا دليل لديها على صحة هذه الرواية.

واعلنت قوة المهمات المشتركة التي تمثل القيادة الموحدة للائتلاف الدولي إن الغارات استهدفت مواقع قرب مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية على الحدود مع تركيا التي استعادتها القوات الكردية اخيراً وأهدافا قرب مدينة الحسكة. وأضافت أن الغارات في العراق كانت على أهداف قرب مدن بيجي والأسد والقائم والفلوجة ومخمور.

وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له، ان الهجمات استهدفت مخازن لمركبات عسكرية ودبابات ومعسكرات تدريب وسجناً تستخدمه الجماعة في شرق وغرب الرقة كبرى المدن السورية الخاضعة لسيطرة “داعش” وغربها. وأضاف: “تأكد مقتل 30 على الاقل. هذه واحدة من أكبر الهجمات. لقد وجهت ضربة كبيرة الى الجماعة.”

وفي المقابل أصدر “داعش” بياناً بثته مواقع جهادية وجاء فيه: “قام طيران التحالف الصليبي المجرم بقصفِ موقع خارج مدينة

الرقة اليوم ظهرا أثناء أداء الناس صلاة الجمعة، وكانت الغارات متواصلة على نفس الموقع أكثر من ساعة … تأكد لدينا مقتل أسيرة أميركية بنيرانِ القذائف المُلقاة على الموقع”. واشار عنوان البيان الى ان “الطيران الاردني الخائب” قتل الرهينة الاميركية كايلا جين مولر، في حين يتحدث النص عن “طيران التحالف الصليبي”. كما ان البيان الصادر عن “المكتب “الاعلامي لولاية الرقة” لم يتضمن صورا لجثمان الرهينة على رغم نشره صورا لمبان مدمرة. وكتب تحت احداها “البناء الذي دفنت تحت ركامه الاسيرة الاميركية”.

لكن البيت الابيض سارع الى الرد على انه لا يملك “دليلا ملموسا في الوقت الحاضر” على مقتل مولر.

وكان الاردن المشارك في الائتلاف الدولي ضد “تنظيم الدولة الاسلامية” أعلن الخميس شن غارات جوية على مواقع التنظيم المتطرف في سوريا والعراق انتقاما لقتل احد طياريه حرقا.

واعترفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف باحتجاز بعض الأميركيين في الخارج لدى جماعات منها “داعش”. لكنها قالت إنها لا يمكنها الادلاء بمعلومات إضافية.

ومعلوم ان مولر (26 سنة) من مدينة بريسكوت في ولاية اريزونا الاميركية كانت تعمل في مخيم للاجئين السوريين في تركيا استناداً الى صحيفة “دايلي كورير” المحلية التي تصدر في مدينتها. وابلغت المرأة الصحيفة انها دخلت سوريا للمساعدة على تخفيف معاناة النازحين في هذا البلد.

من جهة اخرى، قال المرصد السوري ان “داعش” عزل احد الشرعيين التابعين له السعودي المعروف بابو مصعب الجزراوي في محافظة حلب بشمال سوريا، بسبب احتجاجه على طريقة اعدام الطيار الاردني قبل ايام.

وعلى صعيد ميداني آخر، قال المرصد: “ارتفع الى 101 عدد القرى التي استعادتها وحدات حماية الشعب مدعمة بلواء ثوار الرقة والكتائب المقاتلة (المعارضة) في الأرياف الشرقية والغربية والجنوبية الشرقية عين العرب منذ ظهر 26 كانون الثاني، تاريخ سيطرة الوحدات والكتائب على مدينة عين العرب”.

 

“المرصد”: قتلى حرب سوريا بالأرقام

أسفرت الحرب في سوريا عن مقتل عشرة آلاف شخص خلال الشهرين الماضيين، ما رفع حصيلة القتلى، منذ اندلاع الأزمة في العام 2011، إلى 210 آلاف شخص، بحسب ما أعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان”، اليوم السبت.

وقال المرصد “أحصينا منذ آذار العام 2011 مقتل 210 آلاف و60 شخصاً بينهم عشرة آلاف قتيل خلال شهري كانون الأول 2014 وكانون الثاني 2015”.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن “65 ألفا و146 من إجمالي القتلى من المدنيين بينهم عشرة آلاف و664 طفلاً”.

وأضاف أنّ “بين المقاتلين المناهضين للنظام، قتل 38 ألفاً و325 من السوريين، فيما هناك 24 ألفاً و989 من الجهاديين غير السوريين”.

وتابع “من جهة النظام، قتل 45 الفاً و385 جندياً، و29 الفاً و943 من قوّات الدفاع الوطني، و640 عنصراً من حزب الله و2502 شيعياً قدموا من دول أخرى”. وهناك، من جانب آخر، 3130 جثة لم يتمّ التعرف على هوياتها.

وأشار عبد الرحمن إلى أنّ الحصيلة “بالتأكيد أعلى بكثير من الـ210 آلاف الذين تمّ إحصاؤهم لأنه من المتعذر معرفة مصير المفقودين”. وتابع أنه يجب إضافة 20 ألف شخص قيد الاعتقال ويعتبرون في عداد المفقودين.

(أ ف ب)

 

اتفاق بين الأكراد و«الجبهة الشامية»: إدارة المناطق.. أم مواجهة الجيش و«النصرة»!

عبد الله سليمان علي

اتفاق غير مسبوق بين «الجبهة الشامية» من جهة وبين «وحدات حماية الشعب» الكردية من جهة ثانية حول إدارة المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة في حلب وعفرين.

وأهمية الاتفاق أنه جاء بعد أيام فقط من انضمام «حركة حزم»، المدعومة غربياً، إلى «الجبهة الشامية». كما جاء بالتزامن مع إعلان الأخيرة عن تشكيل «غرفة عمليات تحرير حلب»، وخوضها اشتباكات نادرة ضد «أحرار الشام» على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا. لكن الأهم أنه جاء بعد «النصر الحاسم» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش» في مدينة عين العرب (كوباني).

ويبدو أن محافظة حلب التي فشل تجميد القتال فيها بعد وصول مبادرة المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا إلى حائط مسدود، مقبلة في المرحلة المقبلة على تطورات ساخنة، قد يكون الاتفاق الذي وقعته كل من «الجبهة الشامية» و «وحدات حماية الشعب الكردية»، أمس الأول، أهم مؤشر عليها.

وبالرغم من أن الاتفاق الموقع بين الطرفين غلب على بنوده الثلاثة الطابع التنظيمي والإداري، إلا أن قراءة ما بين أسطره، على ضوء الأحداث الأخيرة، التي شهدتها حلب على صعيد التقاتل بين الفصائل المسلحة، تؤكد أن المدينة تتجه نحو منعطف حاسم. ونصّ الاتفاق على «توحيد النظام القضائي بين الطرفين ليشمل كافة المحاكم، والحكم بشرع الله»، و «فتح مكاتب شرعية ودعوية ومتابعة المساجد وإقامة صلوات الجمعة وخطبها في حلب وعفرين وقراها». كما نص على «اتفاق الطرفين على البند المتعلق بملاحقة المفسدين والمسيئين أينما كانوا، ومحاسبتهم وإعادة الحقوق لأهلها، وتأمين الأمن والأمان في المناطق الواقعة تحت سيطرة الطرفين، والتي خرجت عن سيطرة نظام (الرئيس بشار) الأسد».

والقفز الواضح في هذا الاتفاق على أمور يعتبرها الطرفان من ثوابتهما العقائدية، يدل على أنه لم يكن ليرى النور لولا وجود إرادة خارجية قوية دفعت الطرفين إلى توقيعه، وخصوصاً البند المتعلق «بتحكيم شرع الله»، إذ من المعروف أن «وحدات الحماية» التابعة إلى «حزب الاتحاد الديموقراطي» تتبع نهجاً علمانياً، وسبق لها أن أقرت في المناطق التي أعلنت فيها الإدارة الذاتية قوانين تخالف الشريعة الإسلامية، مثل منع تعدد الزوجات والمساواة التامة بين الرجل والمرأة. فكيف تتفق «الجبهة الشامية»، ذات الطابع الإسلامي، مع حزب علماني؟ وكيف لحزب علماني أن يتبنى مطلب تحكيم شرع الله؟.

هذا ما جعل الاتفاق يثير العديد من التساؤلات حول حقيقة أهدافه، وعما إذا كان يقتصر بالفعل على إدارة المناطق «المحررة» أم يتعداها إلى أهداف أخرى، قد تكون ذات أبعاد عسكرية وإستراتيجية. لاسيما أن التوقيع عليه تزامن مع إعلان «الجبهة الشامية» عن تشكيل ما أسمته «غرفة عمليات تحرير حلب»، التي تهدف بحسب البيان الذي ألقاه قائدها عبد العزيز سلامة إلى محاربة النظام السوري و «داعش».

وما يعزز من هذا الاحتمال أن الاتفاق جاء بعد إعلان الولايات المتحدة إعجابها بحالة التعاون بين «وحدات حماية الشعب» الكردية و»الجيش الحر» في عين العرب، والتي أدت إلى «النصر الحاسم» ضد «الدولة الإسلامية»، كما وصفه وزير خارجيتها جون كيري. وبما أن واشنطن لم تخف نيتها استنساخ هذا التعاون، وتطبيقه في مناطق أخرى، يغدو من المرجح أن يكون الاتفاق خطوة أخرى، بعد «غرفة عمليات بركان الفرات» (التي تشكلت في تشرين الأول الماضي قبل اندلاع معركة عين العرب)، على طريق تنفيذ الإستراتيجية الأميركية، التي أصبحت فيها القوات الكردية، سواء في سوريا أو العراق، عنصراً أساسياً.

ولا شك أن مثل هذا السيناريو سيؤدي إلى تداعيات كثيرة، وفي أكثر من اتجاه، سواء على صعيد العلاقة بين الجيش السوري من جهة وبين «وحدات حماية الشعب» من جهة ثانية، وهي العلاقة التي تتراوح بين التنسيق في مناطق والتوتر في مناطق أخرى، أو على صعيد العلاقة بين الفصائل المسلحة بعضها بعضاً، لأن بعض الفصائل، وعلى رأسها «جبهة النصرة»، ستنظر إلى هذا الاتفاق على أنه استهداف لها ولمشروعها المتمثل بمحاولة إقامة «إمارة» خاصة بها في الريفين الإدلبي والحلبي.

وفي هذا السياق، يعتبر الاتفاق بمثابة وأد لمبادرة قائد «ألوية صقور الشام» أبو عيسى الشيخ، التي أطلقها منذ عدة أيام، بهدف توحيد الفصائل المسلحة في حلب ضمن غرفة عمليات موحدة، وبهدف إيجاد طريقة لحل الخلافات في ما بينها، عبر تشكيل محكمة مستقلة تتولى الفصل فيها، وذلك بعد الاشتباكات التي اندلعت بين «جبهة النصرة» وبين «حركة حزم» الأسبوع الماضي.

وإذا كان قبول «الجبهة الشامية» انضمام «حزم» إليها قد اعتبر رسالة تحذير إلى «جبهة النصرة»، بأن الصبر قد نفد من ممارساتها تجاه الفصائل الأخرى، فإن توقيعها الاتفاق مع «وحدات الحماية» الكردية يمكن اعتباره مفاصلة نهائية مع «جبهة النصرة» وحلفائها.

بل أكثر من ذلك، فإن توقيع هذا الاتفاق يثير الكثير من التساؤلات عن حقيقة العلاقة بين «الجبهة الشامية» وتركيا، خاصة أن البعض ما زال يحسب «الجبهة الشامية» على الطرف التركي، وهو ما يناقضه تحالفها مع «وحدات حماية الشعب»، العدو اللدود للحكومة التركية. وما يعزز من ذلك أنه بعد ساعات فقط من توقيع الاتفاق اندلعت في بلدة سرمدا، القريبة من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، اشتباكات عنيفة بين «الجبهة الشامية» و»حركة حزم» من جهة وبين «جبهة النصرة» وأحرار الشام» من جهة ثانية، وذلك في حادثة غير مسبوقة. علماً أن «أحرار الشام» انفردت مؤخراً بإدارة معبر باب الهوى بدعم تركي واضح.

 

دير شبيغل: نحو 100 امرأة توجهن من ألمانيا إلى سوريا والعراق

برلين- الأناضول: كشفت مجلة (دير شبيغل) الألمانية عن توجه قرابة 100 امرأة من ألمانيا نحو سوريا والعراق من أجل مساندة أزواجهن في مناطق القتال، أو المشاركة في العمليات القتالية هناك.

 

وكتبت المجلة في خبر أوردته، استنادًا إلى الأجهزة الأمنية الألمانية، أن نحو 100 امرأة، أعمارهن تتراوح بين 16 و27 ذهبن إلى المناطق التي تشهد حروبًا، مشيرةً إلى أن بعضهن توجهن نحو مناطق القتال، بعد دفع أزواجهن لهن للتطرف، أو للزواج من مقاتلين متطرفين تعرفن عليهم عبر الإنترنت، فيما غادر أكثر من نصفهن ألمانيا الصيف الماضي.

 

وكان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيري، أعلن سابقًا أن قرابة 600 شخص غادروا ألمانيا نحو سوريا والعراق، من أجل الانضمام إلى تنظيم داعش، لافتًا إلى زيادة ذلك العدد الشهر الفائت.

 

وعرضت الحكومة الألمانية الأربعاء الماضي على البرلمان الاتحادي مشروع قانون جديد يجرم “أشخاص ينون السفر خارج البلاد بهدف الانضمام إلى معسكرات إرهابية” من أجل مناقشته والمصادقة عليه.

 

مقاتلتان تركيتان تجبران طائرة سورية على الابتعاد عن الحدود

أنقرة- الأناضول: أجبرت طائرتان تركيتان من طراز “إف-16″ مقاتلة سورية من طراز “سو-24″ على الابتعاد عن الحدود السورية التركية، لمسافة 2.5 ميل بحري، بحسب ما أعلنت رئاسة هيئة الأركان التركية.

 

وأفادت رئاسة الأركان في بيان على موقعها الإلكتروني، تضمن الفعاليات اليومية للقوات المسلحة التركية، بقيام مقاتلتي “إف-16″ تركيتين كانتا تقومان بطلعات دورية فوق منطقة غازي عنتاب- هاطاي، بإبعاد مقاتلة سورية من طراز “سو-24″ لدى اقترابها من الحدود التركية السورية، جنوبي بلدة “قاربياز″ بالولاية، لمسافة 2.5 ميل بحري.

 

وذكر البيان أن الطائرتين التركيتين أنهتا مهمتيهما في تمام الساعة 13.37، لتسلم مهمة القيام بدوريات لمقاتلتين أخريين من نفس الطراز.

 

وأجرت ستة طائرات حربية (إف-16) تركية دوريات على طول الخط الحدودي مع سوريا.

 

الجهاديون الأجانب في الرقة يسيطرون على القيادة العسكرية والحسبة… إقامتهم دائمة وهدفهم حماية الدولة لا السوريين… و «النصرة» تخطط لبناء «دويلة» من إدلب إلى حلب

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي» بدأ تنظيم «القاعدة» يعزز من سيطرته على أجزاء في سوريا مما يزيد من إمكانية ولادة «دويلة» أخرى في الوقت الذي يركز فيه الغرب على الحملة العسكرية الجوية. وتشير صحيفة «التايمز» في هذا السياق إلى جهود جبهة النصرة لأهل الشام المنافس لتنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام لرسم حدود منطقة سيطرة على مناطق في شمال سوريا، خاصة منطقة إدلب.

وأشار التقرير إلى أن الجبهة تعزز وجودها في المنطقة منذ هزيمتها لمقاتلي «جبهة ثوار سوريا» و «حركة حزم» اللتين تلقتا دعما من الولايات المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن ناشطين وقادة في الأسبوع الماضي قولهم إن جبهة النصرة تقوم بتوسيع سيطرتها إلى مدينة حلب حيث حلت محل الفصائل المعتدلة التي إما انهارت أو انضم أفرادها إلى الجبهة أو تنظيم الدولة أو توقف أفرادها عن القتال وهاجروا إلى تركيا.

وبحسب الناشط مازن الهور من مدينة حلب الذي قال «تحاول النصرة إنجاز في حلب ما أنجزته في إدلب، ويريدون سحق الجيش السوري الحر».

ويقول الهور «لقد بدأوا يتصرفون مثل تنظيم الدولة الإسلامية، حيث قاموا بالخطف، ولديهم استراتيجية فهم يريدون بناء دولة إسلامية».

ويقول سامي مشعل، رئيس مجلس شورى الثورة في حلب إن جبهة النصرة بدأت تقيم حواجز تفتيش «يقومون بالتحرش بالسكان وتطبيق الشريعة الإسلامية، والمدنيون غاضبون منهم».

وتشير الصحيفة إلى أن الجبهة قد ظهرت في عام 2012 تحت قيادة أبو محمد الجيلاني والذي تحالف في البداية مع القاعدة في العراق إلا ان الجماعتين اختلفتا.

وترى الصحيفة أن ولادة «دويلة» جديدة في شمال سوريا ستؤثر على خطط الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة لتدريب وتقوية الجماعات المعتدلة أو غير الجهادية.

وكانت جبهة النصرة قد تحركت ضد الجماعات المعتدلة بعد استهداف الطائرات الأمريكية لمقراتها في أيلول/سبتمبر العام الماضي.

وقالت الولايات المتحدة في حينها إن مقرات تابعة للجبهة تستخدمها جماعة مجهولة اسمها «خراسان».

وقامت الجبهة يوم الخميس الماضي باستهداف حركة حزم التي تلقت دعما عسكريا من الولايات المتحدة خاصة صواريخ مضادة للدبابات.

ونقل عن مسؤول في الحركة قوله «يريدون إنهاء الجيش السوري الحر»، وأضاف «حدثت مواجهات في الماضي لكن هذا يعد الأكبر».

وبعد الهجوم أعلنت حزم عن انضمامها لتحالف من الفصائل المحافظة اسمه «الجبهة الشامية». وينظر للتحرك على أنه محاولة لحماية نفسها من هجمات جديدة تقوم بها جبهة النصرة والتي تتمتع بعلاقات ودية مع بعض فصائل الجبهة الشامية.

ونقل عن مصدر في المعارضة قوله «تخطط جبهة النصرة للسيطرة على الشمال».

وأضاف أن الجبهة لم تضرب مدينة حلب في السابق لخشيتها من تقدم قوات النظام السوري لبشار الأسد فيها.

 

تفكير «داعش» نفسه

 

ويقول ناشطون إن الجبهة فقدت جزءا من شعبيتها عندما بدأت تركز نشاطاتها على ضرب المعارضة السورية أكثر من مواجهة نظام الأسد.

ولا تزال الفصائل المعتدلة في الجنوب تقاتل إلى جانب جبهة النصرة حيث تم تحقيق الكثير من الإنجازات ضد نظام الأسد.

وفي الوقت الذي عبر فيه مقاتلون عن خوفهم من نيات الجبهة إلا أن العلاقات العائلية وقلة عدد المقاتلين الأجانب قللا من الخلافات بين فصائل المعارضة، كما حدث في شمال سوريا. ويرى محللون أن جبهة النصرة تشبه في برنامجها وطموحاتها تنظيم الدولة الإسلامية. ويقول جوشوا لانديز المتخصص في شؤون سوريا والمحاضر بجامعة أوكلاهوما «نشاهد إمارة على شاكلة نموذج الدولة الإسلامية، ولدينا أطنان من أشرطة الفيديو تظهر النصرة وهي تقتل العاهرات في الساحات العامة، وتقوم النصرة باتباع طريق تنظيم الدولة ولكنها في الوقت نفسه تلعب لعبة خبيثة، فهي لا تقتل منافسيها بل تقبل أيديهم وتصنع سلاما» معهم. وهذا التغير في طبيعة العلاقة بين جبهة النصرة والفصائل المقاتلة الأخرى ربما جاء انعاسكا للتحول في استراتيجيتها القتالية بعد انفصال تنظيم الدولة الإسلامية عن القاعدة واجتياحه لمناطق واسعة في كل من سوريا والعراق هذا من جهة، ومن جهة تركيبة الجبهة في الشمال حيث انضم اليها عدد من المقاتلين الأجانب لكن ليس بحجم ما لدى تنظيم الدولة الإسلامية.

وتقول تقارير إن مدينة الرقة، مركز الخلافة أصبحت مدينة أجانب سواء في القيادة العسكرية والحسبة أو الإعلام.

 

من يسيطر على الرقة؟

 

وبحسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» فمن يسيطر على الأمور في الرقة هذه الأيام هم المقاتلون الأجانب، حيث تدفق الألاف منهم إلى عاصمة «الخلافة» للمساعدة في بناء «يوتوبيا» إسلامية.

وينقل التقرير عن سرمد جيلاني من أبناء الرقة ويعيش الآن في جنوب تركيا «نعيش احتلالا أجنبيا». وقال عامل الكهرباء السابق ويدير موقعا على الإنترنت يوثق الممارسات التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية، باسم «الرقة تذبح بصمت»، إن من يستفيد من تنظيم الدولة يحبها أما الغالبية فتكره المقاتلين «بسبب كل القتل وقطع الرؤوس».

وتختلف التقديرات حول أعداد الأجانب الذين انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية لكن بعض التقديرات تضعهم بحوالي 20.000 متطوع جاءوا من أكثر من 80 دولة.

وتعتبر السعودية وتونس والأردن والمغرب في مقدمة الدول التي جاء منها معظم المتطوعين.

ومن أوروبا تعتبر فرنسا وبريطانيا في مقدمة الدول التي قدمت العدد الأكبر من الجهاديين الأوروبيين.

وهناك نسبة لا بأس بها من المقاتلين المسلمين الذين جاءوا من الشيشان ودول القوقاز. وقد أدى تدفق الجهاديين الأجانب إلى تغيير طبيعة الحرب في سوريا التي بدأت قبل أربعة أعوام كتظاهرات سلمية مطالبة بالحرية والعدالة والإصلاح.

وعندما تحولت إلى عمليات عسكرية كان معظم المقاتلين من سوريا ممن حملوا السلاح للدفاع عن بيوتهم وأهلهم ضد شراسة النظام السوري لبشار الأسد.

وفي الوضع الحالي تراجع السوريون بسبب انهيار الجيش السوري الحر ويتسيد الجهاديون سواء من تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة ساحة القتال.

ويتدفق الشبان الأجانب إلى سوريا اليوم للمشاركة في بناء ما يرون أنه دولة إسلامية بطريقة أصبح فيها تحقيق مطالب السوريين أمرا ثانويا. وبحسب توماس هيجهامر الباحث في معهد مؤسسة أبحاث الدفاع النرويجية قوله إن الشباب يذهبون إلى سوريا «ليس لأنهم يريدون القتال نيابة عن السوريين ولكن لاعتقاد الكثير منهم أنه جزء مشروع تاريخي وأنهم سيكونون جزءا منه وسيتذكرون أنهم كانوا أول من شارك فيه – تماما كما فعل أصحاب النبي».

ومن هنا فالمنظرون المدافعون عن مشروع الدولة الإسلامية عادة ما يشبهون الهجرة إلى الرقة بالهجرة التي قام بها النبي محمد وأتباعه من مكة إلى المدينة قبل 14 قرنا.

وكان أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم قد دعا المهندسين والأطباء والحرفيين من كل أنحاء العالم للهجرة إلى «الخلافة» التي أعلنها في شهر تموز/ يوليو 2014 بعد هزيمة القوات العراقية واحتلال الجهاديين مدينة الموصل وتكريت ومعظم شمال العراق.

ومنذ انفصال تنظيم الدولة الإسلامية عن القاعدة، بعد خلاف حول طبيعة الجهاد وعلاقته مع جبهة النصرة ومضي البغدادي في تنفيذ مشروعه، برز العنصر الأجنبي في قيادات التنظيم. صحيح أن معظم القادة المحوريين في الحلقة المقربة من البغدادي هم عراقيون وعسكريون سابقون في الجيش العراقي الذي حله الحاكم الأمريكي بول بريمر عام 2003 بعد الإطاحة بنظام صدام حسين إلا أن الوجوه القيادية الأجنبية واضحة مثل أبو عمر الشيشاني (طرخان تيموروفيتش باتيراشيلي) المولود في جورجيا ويعتبر القائد العسكري في سوريا، وهناك الذباح الذي ظهر في أشرطة قطع رؤوس الرهائن الأجانب الذي يعتقد أنه من لندن والمعروف بـ «جهادي جون».

ويظل حجم الجهاديين الأجانب أكبر مقارنة مع العراق أثناء الغزو الأمريكي، حيث تسببت ممارسات بعضهم وخلافاتهم مع القبائل العراقية إلى ظهور ما عرف بالصحوات العراقية التي عملت مع الأمريكيين في الفترة ما بين 2007- 2008 وهزمت تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.

ففي الرقة اليوم أعداد كبيرة من الأجانب فيما هرب العديد من سكانها الأصليين. وتشير التقارير التي حاولت رصد الحياة داخل عاصمة الدولة إلى تفاوت اجتماعي بين السوريين الأصليين و «المهاجرين» الأجانب حيث يتمتع هؤلاء بميزات ومعاملة تفضيلية في السكن والرواتب. وفي الوقت الذي يتلقى فيه المقاتل الأجنبي 800 دولار في الشهر يحصل نظيره السوري على النصف أي 400 دولار.

ويظل المبلغ كبيرا مقارنة مع 100- 200 دولار يحصل عليها المقاتلون في الجماعات غير الجهادية السورية.

 

محاربون أشداء

 

ورغم التفاوت في المميزات إلا أن العديد من المقاتلين الأجانب مجربون ولديهم خبرة عسكرية ومحاربون أشداء ولهذا يحظون باحترام الكثير من مقاتلي الجيش الحر حيث يقول أحد المقاتلين «تطلق النار عليهم ولكنهم يواصلون التقدم فوق جثث زملائهم».

يضاف إلى خبرتهم العسكرية وشجاعتهم صعوبة رشوتهم مقارنة مع مقاتلين في جماعات أخرى.

ويقول تيم رمضان من مدينة الرقة «يمكنك رشوة سوري للخروج من السجن أما الأجانب فلا يقبلون مالك».

ويتعامل الكثير من المقاتلين الأجانب مع إقامتهم في الرقة باعتبارها دائمة ولهذا يتزوجون السوريات عبر إكراه الآباء في بعض الأحيان و «يحاولون خلق بلد جديد وجيل جديد ولا خيار أمام نسائنا» كما يقول رمضان.

وبالإضافة للخبرات العسكرية يحضر الكثير من الشبان القادمين من الغرب ومعهم خبراتهم التقنية والإعلامية، فيما يلعب المتطوعون العرب دورا في إدارة نظام الحسبة، ويراقبون تصرفات السكان في المدن والبلدات الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة.

ويقول عمر محمد وهو مدرس سابق إن «الأجانب يعتبرون السلطة في المدينة، ويعتبر التونسيون الأسوأ لأنهم عدوانيون».

ويرى محمد علي من بلدة البوكمال أن مشكلة المقاتلين الأجانب هي أنهم ليست لديهم فكرة عن العادات والتقاليد السورية «حتى لو شاهدوا رجلا عجوزا يدخن فإنهم يضربونه بلا رحمة».

وهذه القسوة تبدت في الشريط الأخير الذي أظهر إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا.

 

الغضب

 

وفي هذا السياق علقت صحيفة «نيويورك تايمز» على حالة الغضب التي اجتاحت الشارع العربي على فعل التنظيم والذي ظهر في شريط فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء.

وقالت إن الإرهاب عادة ما يلعب دورا بشعا في الصراعات وينتشر بين المجموعات المتمردة التي تؤمن لدرجة التعصب بصحة أهدافها لدرجة تندفع فيها لتبرير وسائلها البربرية.

ومع ذلك فقد ترتد هذه الأساليب سلبا على مصالح المجموعات التي تتبعها. وهذ الدرس الذي تعلمه تنظيم الدولة مؤخرا عندما نشر «الفظاعة» التي قام بها بحرق الطيار الأردني حيا.

وتضيف الصحيفة أن التنظيم ربما كان يهدف من الفيديو لإقناع العرب بالتخلي عن التحالف الدولي ضد التنظيم وما جناه من كل هذا هو أنه زاد من حدة الغضب والاشمئزاز من الجهاديين في العالم العربي.

وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعرف أيضا بداعش قد بلغ مستويات متدنية في عالم الإرهاب بنشره لفيديوهات وصور الإعدامات ومعظمها كان قطع رؤوس الرهائن المقيدين والراكعين بمن في ذلك الرهينتان اليابنيان.

وتضيف أن المشاعرفي العالم العربي تجاه التنظيم ظلت مزيجة من التعاطف والشجب رغم أنه ارتكب جرائم بحق العرب في مناطق عملياته في سوريا والعراق.

وكان الأردن الذي يعتبر أقوى حلفاء الولايات المتحدة في الحرب على التنظيم من أكبر مصادر التجنيد له.

ولكن هذا تغير عندما حمل التنظيم فيديو يوم الثلاثاء الذي عرض فيه إعدام الطيار الأردني الملازم أول معاذ الكساسبة حرقا وهو على قيد الحياة داخل قفص. وعلى ما يبدو فإن الإعدام وقع في أوائل شهر كانون الثاني/ يناير مع أن التنظيم بقي يفاوض على إطلاق سراح الطيار مقابل سجناء في الأردن ولكن المفاوضات توقفت عندما طلب الأردن إثباتا بأن الطيار لا يزال على قيد الحياة. وقد اشتعل الشرق الأوسط غضبا على فيديو الإعدام. وقد يكون تحريم الحرق في الإسلام عاملا في تدفق مشاعر الغضب بين العرب. وقالت الصحيفة إن الملك عبدالله الثاني أمر بإعدام جهاديين اثنين كان محكوما عليهما بالإعدام في الأردن، وحال عودة الملك من واشنطن استقبلته الجماهير بالترحاب. وقامت الطائرات الأردنية يوم الخميس بضرب أهداف للتنظيم.

وفي الوقت نفسه قام زعماء الدول الأخرى بشجب عملية اعدام الطيار ودعا شيخ الأزهر لإعدام قيادات التنظيم على طريقة العصور الوسطى.

وتشير الصحيفة للطريقة التي تغيرت فيها المشاعر ضد التنظيم فحينما كان الملازم الكساسبة حيا أو على افتراض أنه كان حيا، فقد تساءل الكثير من الأردنيين بمن فيهم والد الطيارعن الحكمة بمشاركة بلادهم في الحملة على التنظيم ولكن التنظيم الآن يواجه انتقادات قوية ومعارضة من كل شعوب المنطقة وحتى بين من تحملوا التنظيم أو تجاهلوا جرائمه السابقة.

وتختم بالقول إنه لو ترجمت مشاعر الغضب ضد التنظيم او ما اسمتها «الجهادية البربرية» فستؤدي في النهاية لاقتلاع جذوره، وعندها فدم الملازم الكساسبة لن يذهب هدرا.

 

نقطة تحول

 

وفي سياق آخر ترى صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن مشاركة عربية واسعة في الكفاح ضد تنظيم الدولة الإسلامية ستحرمه من مبررات وجوده، وأنه يدافع عن السنة المظلومين، كما ستؤدي إلى عودة «الصحوات» التي هزمت القاعدة في السابق.

وتقول إن مشاركة الدول العربية التي يهددها التنظيم مباشرة ظلت حتى وقت قريب رمزية، فقد شاركت دول مثل الأردن والإمارات والسعودية على استحياء لخوفها من أنها تقوم بضرب مناطق مسلمة.

ومن هنا تحملت أمريكا نسبة ٪80 من الغارات على كل من سوريا والعراق. ولكن الوضع تغير الآن ليس بالنسبة لوالد الطيار صافي الكساسبة الذي تساءل قبل اكتشافه مقتل ابنه عن سبب وحكمة مشاركة بلاده في الهجمات.

وقد تغير موقف صافي الكساسبة الآن ومعه موقف معظم الاردنيين الذين باتوا يشاركونه الرأي بل وقطاع واسع في الشرق الأوسط. صحيح أن انسحاب الإمارات العربية من التحالف أؤكد بعد إعلان مقتل الكساسبة لكن الطريقة التي قتل فيها الطيار ستكلف تنظيم الدولة الإسلامية ثمنا باهظا.

وتؤكد على أهمية تشجيع الولايات المتحدة الدول العربية وإبعاد الحملة قدر الإمكان عن بشار الأسد حتى لا يستفيد منها.

وترى أنه يجب على الغرب التأكد من أن مقتل الكساسبة يجب ان يكون نقطة تحول في الحرب ضد التنظيم ولصالح التحالف الدولي مع اعترافها أن هذه الحرب ستكون طويلة

 

صواريخ المعارضة على مدينة اللاذقية جعلت مؤيدي النظام يترحمون على زمن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد

سليم العمر

اللاذقية ـ «القدس العربي» تداول ناشطون مؤيدون للنظام السوري على صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» خبر سقوط سبعة صواريخ على مدينة اللاذقية وقرى عديدة أخرى على أنه «إهانة» بحقهم، مترحمين على زمن حافظ الأسد بسبب الحال التي وصلت لها المدينة.

ومن أحد المنشوارت التي كتبها المؤيدون، تعليق لـ «يامن سير» على صفحته الشخصية، قال فيه: «تعال يا ابتي يا حافظ الأسد شوف شو صار فينا بعدك»، بعد أن سقطت 6 صواريخ أطلقتها الفصائل المعارضة بالقرب من المرفأ في حي الرمل الشمالي، غالبيته من الطائفة العلوية المؤيدة للنظام.

وذكر ناشط من المدينة فضل عدم ذكر اسمه في حديث خاص: «لم أتوقع أن يتم استهداف هذا المكان المكتظ بمؤيدي النظام ما جعلهم يتخبطون يمينا وشمالا، ويترحمون على نظام حافظ الأسد، بعد سقوط عدد من الجرحى، حيث تعالت أصوات الشتائم على الإرهابيين في الشوارع تزامنا مع أصوات سيارات الإسعاف التي لم تهدأ».

بدوره، قال الناشط عامر في تصريح خاص: «أبناء الطائفة العلوية يطالبون باسترجاع كامل ريف اللاذقية، خاصة مدينة سلمى المعقل الأكبر للمعارضة المسلحة، وسحق الإرهابيين» على حد قولهم.

وكانت قوات المعارضة استهدفت في الآونة الأخيرة أماكن وتجمعات الميليشيات المؤيدة للنظام بالصواريخ، في الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن حرب الصوايخ هذه يتفوق فيها النظام كونه صاحب منظومة كبيرة، لكن وصول صواريخ المعارضة البسيطة إلى مركز الثقل الأكبر للنظام والمعقل الأول له في سوريا يقلب الموازين على المدى المنظور القريب لصالح قوات المعارضة.

ويأتي هذا في الوقت الذي تتعرض له جميع القرى في ريف اللاذقية المحرر لصواريخ النظام بشكل يومي، أصبح جزء من حياة السكان المدنيين، في حين لم تتعرض المدينة لقصف صواريخ المعارضة سوى مرات عدة.

وأكد ناشطون أن سياسة المعارضة الحالية في استهداف المدينة يحقق نوعا من توازن الرعب الذي وضع النظام كل مدينة أو قرية خرجت عن سيطرته فيه، مشددين على أن النظام سيتضرر كثيرا خلال الفترة القادمة مع الاستمرار باستهداف المدينة، وسيكون الضرر اقتصاديا أكثر منه عسكريا ما سيتسبب بهروب رؤوس الأموال، وتوقف المصانع والمعامل التي يحاول النظام السوري جاهدا نقلها من باقي المناطق السورية إلى الساحل.

وتوقعوا أن النظام سيحاول الترويج لقصف المعارضة إعلاميا بأنه جريمة، لكســـب مزيد من التأييد، وللفت الانتباه عن جرائمه ضد المدنيين في باقي مناطق سوريا، حيث بلغ عدد الغارات على مدينة دوما 60 غارة جوية، فيما رد «جيش الإسلام» باستهداف أحياء دمشق بعشرات الصواريخ.

 

أم سورية تطرق أبواب الشياطين للقاء ابنها في مصر… وعنصر أمن أردني يهددها بالاعتقال

هبة محمد

انطاكيا ـ «القدس العربي» تدخل «لميس» إلى محلات ألعاب الأطفال وتختار عددا كبيرا من أجملها، وتفاوض البائع على السعر، ثم تنتقل إلى قسم ألبسة الأطفال الشتوية وتختار منها أنواعا مختلفة، ومن ثم تمسك كل ما جمعته لتأخذه معها إلى المنزل، قبل أن تشرد للحظات وتتركها جميعا في المتجر وتبكي بحرقة.

تسأل لميس «أم محمد» نفسها «لماذا أشتريهم؟» فأنا لا أعرف قياس طفلي ولا حتى ما يناسبه، ولا أستطيع أن اشتري له الملابس وهو لا يعرفني، لا أريد أن أضع أغراضه أمام عيني وهو بعيد عن نظري، أريد أن أعتني به بنفسي وأطعمه وأن أجعله يشعر بالدفء، ربما سأفقد عقلي قريبا، فصبر عامين قد أرهقني.

تقول لميس في حديث خاص: «ابني محمد ابن الثلاثة أعوام بعيد عني منذ عامين، فربما نسي وجهي، وهو الآن يسكن في بيت جده أبي والده في مصر، التي أغلقت أبوبها أمام كل سوري، وسجنت من كان فيها، بينما بقيت أنا أعاني لدخولها بشــتى الوسائل، حتى بت أداوم كموظفي السفارات والوزارات في أروقتهم باحثة عن طريقة لدخول مصر».

تناولت لميس كأسا من الماء حتى تتمكن من إكمال حديثها عن طفلها الذي أبعدت عنه وهو في عامه الأول، ولم تره منذ عامين، تقول: «أثناء إقامتي في الأردن تقدمت لوزارة الداخلية هناك بثمانية طلبات متتالية للسماح لي بالخروج من أراضيهم ومن ثم الدخول إليها، لأتمكن من السفر إلى ابني في مصر وأعود به إلى الأردن، ولم يقبل أي طلب منهم، حتى انتهى المطاف بي لأن أقابل مسؤول في وزارة الداخلية الأردنية».

وتابعت أنه «قبل أن يمضي المسؤول على ورقة طلبي، سألني ما هي جنسيتك فقلت له «سورية» فما كان منه إلا أن رمى الطلب، وقال لي انصرفي فالطلب مرفوض، فضلاً عن الطلبات التي رفضت من قبل سفارة مصر التي لم تسمح لي أيضا بدخول أراضيها».

وأضافت لميس: «خرجت من الأردن متوجهة إلى تركيا، وهي البلد الذي عرف باحتضان السوريين على عكس البلاد العربية، وفي يوم سفري وأثناء تواجدي في مطار عمان المعروف بـمطار «الملكة عليا»، قال لي موظف المطار الذي يشغل مكان ختم الجوازات: «الحقي بي لأسهّل لك مرورك في المطار وعودتك إلى هنا»، تبعته والفرحة تملؤني، حتى وصلت إلى غرفة فيها شاب يبدو أنه يتنظر منذ فترة طويلة حتى نادوا باسمي.

وشرحت لميس عن عذاب نفسي يضاف إلى معاناتها، تعرضت له في آخر لحظات إقامتها في الأردن قائلة: «دخلت غرفة مغلقة فيها محقق أذهلني لكثرة أسئلته عن سبب خروجي من عمان إلى مدينة «غازي عينتاب» التركية، فقال لي: «عينتاب بلدة معروفة أنها تابعة للجيش الحر، فما هو السبب وراء سفرك إليها، فضلاً عن سؤاله عن أفراد عائلتي وإذا ما كان والدي في الجيش الحر في سوريا، ومن أين لي بالمال والمصروف وأنا من دون معيل».

وأضافت: «التهبت عيناي من كثرة البكاء، ولم أستطع الإجابة بوضوح عن كل تلك الاتهامات والأسئلة، بعد أن قال لي «إن كذبتي فسأسجنك هنا».

تحول حديث لميس إلى همس وهي تروي قصتها مرغمة، مبينة «كررت له مرات لكي يفهم أن لي طفلا في مصر، أريد أن احتضن طفلي، فهو بانتظاري، ولم تسمح لي السلطات الأردنية بالخروج من الأردن ثم معاودة الدخول إليه، فقررت الرحيل إلى أقاربي في تركيا للاستقرار هناك، لعلي أستطيع أن أعيش مع طفلي في بلد واحد».

وبعد مكوثها في تركيا أقل من أسبوع ذهبت إلى قنصلية مصر في إسطنبول للحصول على تأشيرة دخول، فأعلمتها الموظفة أنه ينبغي عليها أن لا تحجز مقعداً في طائرة، أو تفكر بالسفر إلى مصر قبل مضي شهر من تاريخ تقدمها على طلب التأشيرة والتأكد من الموافقة عليها، لكي لا تخسر المال جزافاً فالطلبات التي تقدم من قبل السوريين مرفوضة سلفاً.

تتابع «لميس» والكلام يخرج بصعوبة لشدة قهرها، قائلة: «تواصلت مع مهربين لأتمكن من الحصول على تأشيرة للدخول إلى مصر، لكني فوجئت بأن سعرها ارتفع إلى 3000 دولار أمريكي بعد أن كان 1500 دولار قبل نحو شهر، وانتظر عل السعر يرأف بحالي، فالبشر قد تحولت قلوبهم إلى حجارة من صوان».

 

سورية: أكثر من عشرين غارة لطيران التحالف على الرقة

دمشق ــ هيا خيطو

طالت أكثر من عشرين غارة لطيران التحالف الدولي، اليوم السبت، مناطق متفرقة من مدينة الرقة وريفها، موقعة قتلى وجرحى في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، بحسب نشطاء محليين.

 

وأفاد الناشط الإعلامي، زيد الفارس، لـ”العربي الجديد”، بأنّ “طيران التحالف الدولي بدأ غاراته منذ الساعة العاشرة والنصف صباح اليوم، مستهدفاً مقرات ومواقع لـ(داعش)، حيث طالت ثلاث غارات منطقة الفروسية غربي الرقة، و سبع غارات الفرقة (17) شماليها، فضلاً عن أكثر من عشر غارات على معسكر (الكرين) بالريف الغربي، وبلدة معدان في الريف الشرقي”.

 

ووفقاً للفارس، فإنّ “سيارات الإسعاف تجوب منذ الصباح شوارع مدينة الرقة، وهي تنقل قتلى التنظيم وجرحاه إلى المستشفيات الخاصة في المدينة، كمستشفيي الأهلي والمواساة”.

 

وكانت نحو عشرين غارة للتحالف أيضاً قد استهدفت، أمس، مناطق المنصورة، المزيونة، السحل، وحاجز السباهية في ريف الرقة، الأمر الذي أدى لوقوع قتلى وجرحى لـ(داعش)، لم يعرف عددهم.

 

من جهته، أكّد الناشط المدني، أبو لؤي، لـ”العربي الجديد”، “حدوث غارات التحالف اليوم، واهتزاز مدينة الرقة بالكامل على وقعها”، مشيراً إلى أنّ “مواقع (داعش)، تلقّت ضربات موجعة ومكثّفة من التحالف خلال اليومين الماضيين، وخاصة بعد نبأ مقتل الطيار الأردني، معاذ الكساسبة”.

 

وعن ردة فعل أهالي الرقة خلال قصف طيران التحالف، أشار أبو لؤي، إلى أنّ “الأهالي لا يخافون أبداً أصوات طيران التحالف الدولي، ويتابعون حياتهم بشكل طبيعي أثناء تحليقها في الأجواء، على عكس ما يحصل عند قدوم طائرات النظام، التي غالباً ما كانت غاراتها على المدينة تطال مناطق سكنية، مخلّفة مجازر بحق المدنيين”.

 

ويفرض “داعش” سيطرته الكاملة على مدينة الرقة منذ بداية عام 2014، وذلك بعد نحو عام على خروجها من قبضة نظام السوري، في الرابع من مارس/آذار 2013.

 

210 آلاف قتيل ضحايا الحرب في سورية

فرانس برس

أسفر النزاع الدائر في سورية عن مقتل 10 آلاف شخص خلال الشهرين الماضيين ما رفع حصيلة قتلاه منذ اندلاعه في مارس/آذار 2011 إلى 210 آلاف شخص، حسبما أعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان”، اليوم السبت.

 

وذكر المرصد الذي يقول إنه يعتمد في توثيقه على عدد من النشطاء والأطباء الموزعين في أنحاء البلاد “أحصينا منذ مارس 2011 مقتل 210 آلاف و60 شخصاً بينهم عشرة آلاف قتيل خلال شهري ديسمبر/كانون الأول 2014، ويناير/كانون الثاني 2015”.

 

وأوضح مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أن “65 ألفاً و146 من إجمالي القتلى من المدنيين بينهم عشرة آلاف و664 طفلاً”، مضيفاً أن “بين المقاتلين المناهضين للنظام قتل 38 ألفاً و325 من السوريين فيما هناك 24 ألفاً و989 من الجهاديين غير السوريين”.

 

وتابع “من جهة النظام، قتل 45 ألفاً و385 جندياً و29 ألفاً و943 من قوات الدفاع الوطني و640 عنصراً من (حزب الله) اللبناني و2502 شيعياً قدموا من دول أخرى، وهناك من جانب آخر 3130 جثة لم يتم التعرف على هوياتها”.

 

وأكد عبد الرحمن أن الحصيلة “بالتأكيد أعلى بكثير من الـ 210 آلاف الذين تم احصاؤهم لأنه من المتعذر معرفة مصير المفقودين”، موضحاً أنه “يجب إضافة 20 ألف شخص قيد الاعتقال ويعتبرون في عداد المفقودين”، لافتاً إلى وجود إثباتات يومية تدل على “أن عدداً من المعتقلين لدى النظام يموتون تحت التعذيب”.

 

كما أن هناك آلاف الأشخاص من مقاتلين ومدنيين تم اختطافهم وما زال مصيرهم مجهولاً، حسب المرصد.

 

المقاتلون الأجانب في سورية والعراق: قنبلة موقوتة لبلدانهم

لندن ــ كاتيا يوسف

تجاوز عدد المقاتلين الأجانب في النزاع في سورية والعراق الـ20 ألفاً في عام 2014، في رقمٍ تفوّق على انخراط الأجانب في الصراع الأفغاني إبّان الاحتلال السوفييتي (1980 ـ 1989)، وفقاً لتقديرات “المركز الدولي لدراسات التطرّف”.

 

ووصلت نسبة الملتحقين بالصراع، من أوروبيين أو مقيمين في دول أوروبا الغربية، إلى الخُمس. وتشير الدراسات، إلى أن “حرب العراق وسورية حرّكت أكبر عدد من المقاتلين الأجانب المسلمين، في شكل لم يسبق له مثيل منذ عام 1945”.

 

وفي السياق، تحدّث الخبير في “الإرهاب والعنف السياسي” ومدير “المركز الدولي لدراسات التطرف”، بيتر نيومان، خلال محاضرة في مدرسة لندن للاقتصاد، في 27 يناير/كانون الثاني الماضي، عن المقاتلين الأجانب في سورية والعراق، وعن مقابلات أجراها مع أعضاء من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة”، في إحدى المناطق الحدودية بين سورية وتركيا، وعن أسباب التحاقهم وما يقومون به وأهدافهم.

 

وقال نيومان إنّ “أعداد المقاتلين الأجانب ارتفعت خلال الأعوام الأخيرة حتى وصلت إلى 20.730 مقاتلاً، واللافت أنّه من ديسمبر/كانون الأول 2013 لغاية أبريل/نيسان 2014، استقرّ العدد ولم يسجّل أي ارتفاع ملحوظ، بسبب الصراعات الداخلية بين الجماعات المتحالفة”. وتطرّق إلى رسائل نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، ونوّهت إلى “الامتناع عن المشاركة في المعارك الداخلية، كي لا يقتل الأخ أخاه”.

 

وأشار نيومان إلى ضرورة الانتباه إلى أنّ “عام 2014 سجّل أكبر نسبة مقاتلين عائدين من سورية والعراق لغاية يونيو/حزيران 2014، حين بدأ الترويج للخلافة الإسلامية من قبل داعش، وارتفع معه عدد المقاتلين الأجانب مجدّداً”. وأكّد أنّ “الشرق الأوسط يبقى المصدر الأكبر للمقاتلين، إذ يشكّل نحو 60 في المائة منهم، بينما يأتي 4000 مقاتل من دول أوروبا الغربية”. وارتكزت البيانات والأرقام على النصف الثاني من عام 2014، وشملت 50 دولة، وتوفّرت تقديرات حكومية يُعتمد عليها.

 

واحتلّت فرنسا وبريطانيا وألمانيا الصدارة بين الدول الأوروبية الكبيرة، المصدّرة للمقاتلين إلى الشرق الأوسط، أمّا بلجيكا والدنمارك والسويد، فاعتُبرت الأكثر تأثراً بالنسبة إلى حجم سكانها، إذ ساهمت بلجيكا بنسبة 40 في المائة من المقاتلين الغربيين، والدنمارك بنسبة 27 في المائة، والسويد بنسبة 19 في المائة، أمّا بريطانيا فساهمت بنسبة 9.5 في المائة، وألمانيا بنسبة 7.5 في المائة وفرنسا بنسبة 18 في المائة.

 

بالنسبة إلى الشرق الأوسط، فقد صدّر 11 ألف مقاتل أجنبي، وساهمت دول عدة من الاتحاد السوفييتي السابق بنحو ثلاثة آلاف مقاتل. وانطلق من الجزائر نحو 200 مقاتل، ومن البحرين 12، والإمارات 15، واليمن 110، ومصر 360، والأراضي الفلسطينية 120، والكويت 70، ولبنان 900، وسجّل الأردن والمغرب مشاركة 1500 مقاتل لكل منهما، وليبيا 600، والسعودية بين 1500 و2500، بينما شارك 3000 مقاتل من تونس.

 

وركّز نيومان خلال المحاضرة على دوافع مختلفة تحثّ الأجنبي على التوجّه إلى مناطق الصراع، واعتبر أن “حسّ المغامرة لدى الشباب الصغار، عامل جذب إلى جانب الأخوّة في الإسلام، أو القتال لهدف نبيل والطموح لنيل لقب الأبطال. وكلّها عناصر محفّزة على الالتحاق بالصراع”.

 

ولم يغفل نيومان الإنترنت، الذي يؤدي دوراً بارزاً في الترويج لبطولات المقاتلين، ورأى أن “هاشتاغ جهاد الخمس نجوم، الذي انتشر في عام 2013، وحظي بشعبية واسعة على موقع تويتر، ساهم في رفد المزيد من المقاتلين في سورية والعراق”. أمّا الدوافع الأكثر جدية، فاعتبرها تتمحور حول أمور دينية وسياسية ومتعلقة الهوية والانتماء.

 

وأدّى مفهوم “الخلافة الإسلامية” دوره في جذب أعداد أكبر من المقاتلين، وفق نيومان. وبرأيه الشخصي فإنّ “المقاتلين الذين أتوا بهدف قيام دولة الخلافة الإسلامية، هم أكثر تطرّفاً من أولئك الذين يشاركون بالقتال بهدف مساعدة إخوانهم في الإسلام”. ويلفت إلى أن “نجاح داعش في إسقاط العديد من المناطق، عنى للكثير من الناس، أنّ الخلافة الإسلامية في توسّع، ودفعهم إلى الاعتقاد، أنّه بعد آلاف السنين سيتحدّث التاريخ عن الأبطال الذين ساهموا في قيامها”. ويؤكّد أنّ “تلك الأفكار حرّكت الإيديولوجيين ودفعتهم للقتال في سورية والعراق”.

 

ولفت إلى أن “مفهوم عداء الغرب للإسلام، عاد إلى السطوع مجدّداً، بعد فترة من الانكماش، وشكّل عامل جذب للمقاتلين الأجانب، إضافة إلى العوامل الجغرافية التي يسّرت الانتقال. فالذهاب إلى سورية، كان يحصل إجمالاً عبر تركيا، ولا يحتاج إلى جواز سفر ولا حتى إلى ختم أي من مواطني الاتحاد الأوروبي”.

 

وعرض نيومان خلال المحاضرة صورة له مع مقاتلين قابلهما على الحدود السورية التركية، أحدهما يدعى هشام من “جبهة النصرة” والثاني يدعى بشار، وكان يقاتل مع “داعش” سابقاً. ورجّح نيومان أن يكون بشار قد انضم إلى “جبهة النصرة”، كونه لم يوضح مع أي طرف يقاتل حالياً.

بعد حديثه معهما، شعر نيومان بالعلاقة القوية التي تجمعهما منذ 15 عاماً، وأنّ الرابط بينهما لا يقتصر على انتمائهما إلى تنظيم واحد، بل يعود إلى تاريخ من الصداقة والألفة، بدأت في سن صغيرة، حين ذهبا إلى المدرسة ذاتها.

 

وتستند علاقتهما إلى تلك الفترة الزمنية الطويلة التي أمضياها معاً حتى بنيا ثقة متينة. حاول نيومان من خلال تلك الصورة إظهار تأثير الأصدقاء بعضهم على بعض، وأنها “أكثر من مجرّد صور أو روايات تُعرض على وسائل التواصل الاجتماعي، التي يبقى لها دور في تمتين التواصل، خصوصاً حسابات الشخصيات الراديكالية. بيد أنّ التأثير الأكبر يبقى للأصدقاء، إذ يُمكن ملاحظة مجيء معظم المقاتلين في النرويج، من شارع واحد”.

 

لماذا تحتاج “جبهة النصرة” أو “داعش” إلى أشخاص لا يتحدّثون اللغة العربية ولا يجيدون القتال أو أي شيء على الإطلاق، ويجهلون سورية تماماً ولا يربطهم بالقضية سوى الفكر الإيديولوجي؟ يجيب نيومان “لأنّ التحكّم بهؤلاء الأشخاص سهل، وتوكل إليهم غالبية عمليات الإعدام وقطع الرؤوس، في وقت يرفض فيه غالبية السوريين القيام بها بشكل عام”.

 

وأخيراً تحدّث نيومان عن عودة نحو 5 إلى 10 في المائة من المقاتلين إلى بلادهم، والمصير الذي يؤولون إليه، مع التأكيد على موت نسبة منهم، وبقاء البعض في أماكن الصراع لتفضيله العيش في ظلّ “الخلافة الإسلامية”. وتساءل عن إمكانية تحوّل العائدين إلى “إرهابيين” وارتكابهم أعمالاً إرهابية في الغرب. واستند إلى دراستين اعتمدتا في هذا المجال، توقّعت إحداهما أنّ واحداً من أربعة (نسبة) قد يصبح إرهابياً ويزداد خطره على المجتمع الذي يقيم فيه.

 

أمّا نيومان، فاعتبر أنّ “العديد من هؤلاء الأشخاص اختلطت عليهم الأمور، حتى أنّ الكثير منهم عبّر عن استيائه ورغبته بالعودة، لأنّ ما يجري ليس الجهاد الذي آمن به، كما صرّح بعض المقاتلين الأجانب عن رفض السوريين لهم ومطالبتهم بالرحيل عن أراضيهم”. ودعا إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف الشباب عن التوجه إلى سورية والعراق حتى لو اقتضى الأمر حجز جواز السفر أو إيقافهم.

 

حلب: تحديات جديدة للمعارضة في مواجهة النظام وداعش

خالد الخطيب

عززت قوات المعارضة السورية المسلحة، من وجودها على جبهات حلب، التي شهدت تطورات متسارعة خلال الأيام الماضية. ويأتي ذلك نتيجة تحسن الحالة المعنوية لمقاتلي المعارضة، بعد تجمع كبرى الفصائل في غرفة عمليات واحدة، وتحت راية “الجبهة الشامية”، الأمر الذي انعكس على تنظيم العمل العسكري، ورفع فاعليته، وتحقيق عدد من الإنجازات الميدانية.

 

ولا تزال معارك الكر والفر مشتعلة بين قوات النظام والمعارضة قرب “تلة المياسات”، المشرفة مباشرة، على المدينة الصناعية وسجن حلب المركزي، أهم معاقل النظام شمالي حلب، والتي سيطرت عليها المعارضة، الثلاثاء. لكن قوات النظام استعادت التلة، بعد أقل من 24 ساعة، لتننسحب المعارضة إلى مواقعها الخلفية في البريج والمناشر، بسبب القصف المكثف الذي شنته مقاتلات النظام الحربية والمروحية، وقصفها الخطوط الأمامية للمعارضة بعشرات البراميل المتفجرة.

 

وشهد مخيم حندرات تقدماً واضحاً للمعارضة على أكثر من محور، حيث استكمِلت السيطرة عليه بشكل كامل، بعد معارك عنيفة، قتل خلالها عدد كبير من عناصر المليشيات الأجنبية المقاتلة في صفوف النظام.

 

في السياق ذاته، أكد عضو المكتب الإعلامي في الجبهة الشامية أبو فراس االحلبي، لـ”المدن”، أنه وعلى الرغم من استعادة النظام لأجزاء كبيرة من تلة المياسات، إلا أنه لم يستطع فرض سيطرته الكاملة عليها بسبب المعارك المستمرة. وأضاف الحلبي أن العملية العسكرية الأخيرة في التلة، كانت ضربة موجعة لقوات النظام، حيث قتل من أكثر من 50 عنصراً من جنوده، وتم أسر ثلاثين عنصراً.

 

من جانب آخر، حرصت المعارضة على إشعال أكثر من جبهة في أحياء حلب الخاضعة لسيطرتها، وأحرزت تقدماً فيها؛ حيث شهدت أحياء الأشرفية والخالدية معارك قوية، سيطرت خلالها المعارضة على مبانٍ متقدمة كانت تتحصن بها قوات النظام، كما شهد حي العامرية، الخميس، اشتباكات متقطعة أعلنت المعارضة خلالها قتل عدد من جنود النظام وتدمير مدفع ثقيل.

 

ويذكر بأن حركة حزم، والفرقة 16، التابعة للمعارضة المسلحة، اشتركتا بقوة في هذه المعارك، رغم أنهما خاضتا مؤخراً معارك كسر عظم مع جبهة النصرة. وتزج حزم بأكثر من 500 عنصر من قواتها على جبهات حندرات والبريج، مزودين بصواريخ “تاو” الأميركية المضادة للدروع. وتعزّز وجود حزم بعد حل الخلاف مع النصرة، بانضمامها إلى الجبهة الشامية، التي تعهدت بإخضاع الطرفين المتقاتلين لمحكمة شرعية تعيد الحقوق لأصحابها.

 

الفرقة 16 بدورها، التي انهت خلافها مع النصرة بعد وساطة بعض الفصائل المعارضة، حققت إنجازات مهمة على جبهات الأشرفية والخالدية، حيث لا تزال المعارك مستمرة. وبحسب قائد الفرقة خالد حياني، فإن العمل سيستمر على هذه الجبهة، وهناك تعزيزات مرتقبة خلال الأيام القليلة القادمة.

 

وعلى وقع الإنجازات المتتالية للمعارضة، جاء رد النظام عنيفاً، حيث شنّ طيرانه المروحي غارات على أحياء حلب الشرقية: المساكن والحيدرية وحي بعيدين، واستهدفت بالبراميل المتفجرة. النظام ارتكب مجزرة جديدة في حي بعيدين، مساء الخميس، حيث استهدف دوار الحي الذي تتجمع فيه سيارات النقل العام، ببرميلين متفجرين، راح ضحيتهما أكثر من أربعين قتيلاً. ومعظم القتلى احترقت جثثهم وتفحمت، نتيجة اشتعال النيران في السيارات المتوقفة. ومن بين القتلى، مسعفين اثنين هرعوا لإنقاذ الضحايا، بعد سقوط البرميل الأول، ليلاقوا حتفهم، بالبرميل المتفجر الثاني، الذي أُلقي في المكان ذاته.

 

ويعتقد بأن الساعات القادمة ستكون حبلى بالتطورات الميدانية، نظراً لاستعداد المعارضة لعمل عسكري جديد، في الملاح، وبالقرب من المدينة الصناعية. وذلك، بالتزامن مع الحديث عن انسحاب وشيك ستقوم به الدولة الإسلامية من ريف حلب الشمالي بإتجاه مدينة الباب شرقي حلب، والذي بدأت علاماته بتكثيف التنظيم عمليات تفكيك الأفران والصوامع، ونقلها إلى مدينة الرقة خلال اليومين الماضيين.

 

هذه التطورات تطرح تساؤلاً أخراً، فيما لو انسحب التنظيم فعلاً، كيف ستستطيع المعارضة ملء الفراغ الذي سيتركه؟ علماً أن مدينة الباب تقع على بعد كيلومترات من أماكن سيطرة النظام، في كتيبة الطعانة والمدينة الصناعية. وهذا يضيف عشرات الكيلومترات من الجبهات المفتوحة مع النظام، ما يعتبر تحدياً كبيراً ينتظر المعارضة.

 

خوجة لـ«الشرق الأوسط»: لست مرشح تركيا والاصطفافات أضرت بالثورة والمعارضة

إسطنبول: ثائر عباس

أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة أن المعارضة لا تحارب (الرئيس السوري) بشار الأسد في سوريا، بل «نحارب إيران، والأسد هو مجرد مدير تنفيذي للمصالح الإيرانية، وإيران لم يعد لديها القدرة على التحمل في سوريا، وسيأتي الوقت الذي تتخلى فيه عن الأسد كما تخلت عن المالكي»، مبديا أسفه لتحول الوضع في سوريا إلى حالة من الكانتونات، مؤكدا في المقابل، في لقاء مع «الشرق الأوسط»، على أن المعارضة بجميع أطيافها (ما عدا وحدات الحماية الكردية) ترفض تقسيم أو تفتيت سوريا، وشدد خوجة على أن المعارضة أمام تحدي تغيير الخطاب لطمأنة الأقليات.

 

وأوضح خوجة أنه ليس مرشح تركيا، أو أي دولة أخرى، معتبرا أن «الاصطفافات أضرت بالثورة والمعارضة»، وأنه يرفع شعار إصلاح المؤسسات، مشيرا إلى أنه من المهم في مرحلة الإصلاح الداخلي «تجاوز 3 عقبات؛ أولها الحفاظ على تماسك المعارضة، وإعادة الاعتبار للمعارضة عبر الالتصاق بالحاضنة الشعبية أكثر».

 

وقال: «أصبح عندنا تحدٍّ في أن نقنع المنظومة الإقليمية والدولية أن نجاح الثورة يعني تحقيق حالة الاستقرار بالمنطقة.. لكل المنطقة، لأنه إذا بقي شخص مثل بشار الأسد: (مجنون) ويعيش الأوهام، كما قال صحافي تركي عنه: (الرئيس الذي يقهقه ملء شدقيه، بينما شعبه يبكي دما)، وهذا أدق توصيف لبشار الأسد، ووجود شخصية مريضة على رأس السلطة، يعني استمرار الفوضى. نشهد يوميا البراميل المتفجرة والذبح بالسكاكين على يد المنظمات التي استجلبها النظام برعاية إيرانية، وعلى يد المنظمات الإرهابية الأخرى التي خرجت من رحم المخابرات، سواء السورية أو العراقية».

 

سوريا الأسد: حقول موت

من غوطتي دمشق إلى حلب، مروراً بالحسكة وإدلب وغيرهما من نواحي سوريا، باتت الأرض حقول موت يومية للسوريين من أطفال ونساء وشيوخ ورجال. وفي رمشة عين نهار وليل، كان عدّاد الموت يُسجل أعلى حصيلة يومية منذ مطلع العام الجاري، إذ سقط يوم الخميس وحده 242 قتيلاً، نصفهم من جراء قصف طائرات النظام الحربية والمروحية مناطق عدة، وأكثرها بشاعة وعنفاً في مدينة دوما في الغوطة الدمشقية الشرقية التي واصل الأسد جولة الدم فيها أمس أيضاً.

 

فقد استشهد وجرح العشرات من المدنيين أمس من جراء استهداف طيران النظام الحربي وراجمات الصواريخ ومدافع الهاون، مدينة دوما.

 

وأكد مراسل موقع «سراج برس» الإخباري الإلكتروني، استهداف المدينة بغارات جوية عدة بالتزامن مع قصف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، ما أدى لاستشهاد 35 مدنياً أغلبهم من النساء والأطفال وأكثر من 100 جريح، فيما أطلق ناشطون نداءات استغاثة، مؤكدين أن ما يحدث في دوما هي حرب إبادة جماعية بحق المدنيين.

 

كما قتل 14 عنصراً من «جيش الإسلام» خلال تصديهم لمحاولة قوات النظام اقتحام المدينة من جهة مساكن عدرا شمال شرق الغوطة الشرقية. وأكد المكتب الإعلامي لـ»جيش الإسلام«، مقتل 29 عنصراً من قوات النظام على جبهة تل الصوان في المنطقة الفاصلة بين عدرا ومدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، كما رد بقصف معاقل النظام في مدينة دمشق بعدد من صواريخ الكاتيوشا.

 

وأحصى المرصد السوري سقوط 242 شهيداً الخميس، منهم 94 في دوما وداريا وسقبا وعربين وكفربطنا وعين ترما والزبداني، و45 في حلب من جراء الغارات الجوية والبراميل المتفجرة، والباقون توزعوا على مناطق أخرى في سوريا.

 

ودان الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط الجريمة النكراء التي ارتكبها طيران نظام الأسد في مدينة حلب الخميس، واعتبر أن «البراميل المتفجرة على دوار بعيدين جريمة بحق الشعب السوري« وهي «إدانة لصمت المجتمع الدولي وسكوته المريب«.

 

كما قال عضو الهيئة السياسية الرئيس السابق للائتلاف هادي البحرة «إن العالم منهمك بجرائم تنظيم الدولة (داعش) الوحشية، فيما تستمر قوات الأسد بسياسة العقاب الجماعي ضد المدنيين في سوريا، خارقة بذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة«، داعياً إلى «ضرورة وقف هذه الاعتداءات التي تستهدف المدنيين بشكل فوري ومحاسبة المسؤولين عنها«.

(المرصد السوري، سراج برس، الائتلاف الوطني)

 

إستراتيجية أوروبية طويلة الامد “لإدارة” الحرب ضد تنظيم الدولة

بروكسل (6 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

يعمل الاتحاد الأوروبي على الإنخراط بشكل أكثر فاعلية في عملية إدارة الأزمات في سورية والعراق والتهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، وذلك إنطلاقاً من قناعة متزايدة لديه بأن الحل قد لا يكون قريب المنال.

 

وفي هذا الإطار، تأتي الاستراتيجية التي أعدتها المفوضية الأوروبية بالتعاون مع إدارة العلاقات الخارجية في الاتحاد، وتتضمن مبادرات متعددة الأطياف تبدأ بتعزيز المساعدات الإنسانية، مروراً بالعمل التنموي والإجتماعي لدرء أخطار تمدد الصراع، وإنتهاء بالعمل السياسي والأمني والدبلوماسي لمحاربة الإرهاب.

 

وتؤكد المفوضية الأوروبية، في البيان الصادر اليوم بشأن هذه الإستراتيجية، أنها ستخصص مبلغ مليار يورو إضافية على مدى السنتين القادمتين لبلورة أفكارها، هذا بالإضافة إلى الابقاء على حجم المساعدات المخصصة سابقاً لدول المنطقة. وتؤكد الاستراتيجية على أن 40% من المبالغ المستثمرة ستذهب لصالح تعزيز المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين ، خاصة في دول الجوار، مع إيلاء أهمية خاصة للمجموعات التي تستضيفهم.

 

كما تشير هذه الإستراتيجية إلى ضرورة إعطاء أهمية خاصة لتعليم الأطفال والمراهقين من اللاجئين السوريين، والعمل على التصدي لإمكانيات نشر إيديولوجية داعش في أوساطهم، ومحاربة الأفكار المتطرفة في مهدها.

 

كما تتضمن الإستراتيجية طيفاً واسعاً من المشاريع والإمكانيات والتي سيجري تداولها مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد خلال اجتماعهم الاثنين القادم في بروكسل، حيث من “المأمول أن تتمخض المناقشات عن ملاحظات بناءة بهدف اعتماد هذه الاستراتيجية رسمياً في شهر آذار/مارس القادم”، وفق مصادر مطلعة.

 

وتريد المفوضية من وراء هذه الإستراتيجية، أن “تثبت” بأن الاتحاد الأوروبي يرغب المساهمة في التعامل مع أزمات المنطقة بشكل أكثر فاعلية. وهنا تقول الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني “تساهم الحزمة المعروضة اليوم في تعزيز عملنا لإقرار السلام والاستقرار في منطقة قريبة منا يعصف بها الإرهاب والعنف منذ زمن طويل، الآن نحن مهيئون الآن أكثر للعمل معاً ولتقديم المزيد، سواء على المستوى السياسي أو الدبلوماسي أوالأمني أو الإنساني”، وفق كلامها.

 

وتشير موغيريني على أن هذه الاستراتيجية ستمكن الإتحاد الأوروبي من تقديم معالجة أكثر فاعلية، بالتعاون البيني، وكذلك مع الأطراف الدولية والإقليمية، للجذور العميقة للارهاب والعنف.

 

ما أرادت موغيريني قوله، وما تؤكده كذلك العديد من المصادر الأوروبية، مفاده أن الاتحاد الأوروبي بات، خاصة بعد هجمات باريس، يعي بشكل أكبر مخاطر الإرهاب القادم من الجوار على أمنه الداخلي. وتشير المصادر إلى أن دول الاتحاد ومؤسساته استفاقت مؤخراً على حقيقة أن تعاونها في مجال السياسة الخارجية لا زال غير كاف، و أن الإستمرار في إهماله يوشك أن يجلب لها المزيد من المشاكل.

 

وهنا تونه مصادر مقربة من موغيريني لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، بأنه “ينبغي أن نلحظ أن دول الاتحاد حديثة العهد في مجال العمل السياسي الخارجي المشترك، ومن هنا لا يمكن أن يطلب منا عمل المعجزات”، على حد وصفها

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى