أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 08 نيسان 2017

تفاصيل الساعات الحاسمة قبل الضربة الأميركية على سورية

واشنطن، بالم بيتش – رويترز

كشف مسؤولون أميركيون أمس (الجمعة) تفاصيل حاسمة حدثت قبل ساعات من تنفيذ ضربة أميركية على قاعدة جوية سورية تسيطر عليها قوات النظام السوري في حمص رداً على الهجوم الكيماوي الذي وقع الثلثاء في منطقة تسيطر عليها المعارضة.

وأوضح المسؤولون أن كبار المستشارين العسكريين للرئيس دونالد ترامب اجتمعوا مع الرئيس مساء الخميس في منتجع «مار إي لاغو» في فلوريدا وعرضوا عليه ثلاثة خيارات لعقاب الرئيس السوري بشار الأسد على هجوم بغاز سام اودى بحياة العشرات.

وكان ترامب في منتجعه بفلوريدا لعقد أول قمة له مع نظيره الصيني شي جين بينغ. لكن مسؤولاً أبلغ «رويترز» بأن القمة نحيت جانباً لإفادة بالغة السرية من مستشار الأمن القومي الأميركي إتش.آر ماكماستر ووزير الدفاع جيم ماتيس.

وقال المسؤول إن ماكماستر وماتيس عرضا على ترامب ثلاثة خيارات سرعان ما تقلصت إلى اثنين: قصف قواعد جوية عديدة أو قاعدة الشعيرات القريبة من مدينة حمص، حيث انطلقت الطائرة العسكرية التي نفذت الهجوم بالغاز السام، فحسب.

وأضاف المسؤول أن ترامب اختار بعد السماع إلى نقاش بأن من الأفضل التقليل لأدنى حد الخسائر البشرية الروسية والسورية وأمر بإطلاق سلسلة من صواريخ «كروز» على قاعدة الشعيرات العسكرية.

وتابع المسؤول أن ماتيس وماكماستر قالا إن اختيار ذلك الهدف سيوجد أوضح رابط بين استخدام الأسد لغاز الأعصاب والضربة الانتقامية.

وبالإضافة إلى ذلك فإن أماكن إقامة المستشارين الروس والطيارين السوريين وبعض العمال المدنيين توجد في محيط القاعدة، وهو ما يعني إنه يمكن تدميرها من دون المجازفة بسقوط مئات الضحايا خصوصاً إذا وقع الهجوم في غير ساعات العمل الطبيعية للقاعدة.

وقال مسؤول آخر مطلع على المناقشات إن الإدارة لديها خطط طوارئ لضربات إضافية محتملة مع حلول ليل الجمعة اعتماداً على كيفية رد الأسد على الهجوم الأول.

وأضاف هذا المسؤول «الرئيس من يحدد ما إذا كان ذلك (الضربات الجوية) انتهى. لدينا خيارات إضافية جاهزة للتنفيذ».

وقال ثلاثة مسؤولين شاركوا في المناقشات إن ترامب اعتمد في مواجهة أول أزمة له في مجال السياسة الخارجية إلى حد بعيد على ضباط عسكريين متمرسين: ماتيس، الجنرال السابق بمشاة البحرية الأميركية، وماكماستر، وهو لفتنانت جنرال بالجيش الأميركي، وليس على المسؤولين السياسيين الذين هيمنوا على قراراته السياسية في الأسابيع الأولى لرئاسته.

وقال مسؤولان كبيران شاركا في هذه الاجتماعات إنه فور ورود أنباء عن الهجوم بالغاز الثلثاء طلب ترامب قائمة خيارات لمعاقبة الأسد. وتحدث المسؤولون جميعاً شريطة عدم الكشف عن هويتهم.

وقال كبار مسؤولي الإدارة إنهم التقوا بترامب مساء الثلثاء وقدموا خيارات منها عقوبات وضغوط ديبلوماسية وخطط لمجموعة متنوعة من الضربات العسكرية على سورية، وجميعها كانت معدة قبل أن يتولى السلطة.

وقال أحد المسؤولين إن أكثر الخيارات قوة يسمى بضربة «قطع الرأس» على قصر الأسد الرئاسي الذي يقبع منفرداً على قمة تل إلى الغرب من وسط دمشق.

وذكر مسؤول «كان لديه (ترامب) كثير من الأسئلة وقال إنه أراد أن يفكر بشأنها لكنه كان لديه أيضا بعض الملاحظات.. أراد تنقية الخيارات».

وفي صباح الأربعاء قال مسؤولو الاستخبارات ومستشارو ترامب العسكريون إنهم تأكدوا من أن القاعدة الجوية السورية استخدمت لشن الهجوم الكيماوي وإنهم رصدوا طائرة «سوخوي-22» المقاتلة التي نفذته.

وأبلغهم ترامب بالتركيز على الطائرات العسكرية.

 

واشنطن تهدد دمشق بـ «مزيد من الضربات»

واشنطن – جويس كرم؛ موسكو – رائد جبر الرياض، نيويورك – «الحياة»

برزت أمس جهود لاحتواء أي تصعيد عسكري محتمل بين واشنطن وموسكو بعد تبادل اتهامات إعلامية على خلفية شن الجيش الأميركي هجمات صاروخية على مطار قاعدة الشعيرات السورية قرب حمص. وهددت الولايات المتحدة بـ «مزيد من الضربات» في حال لم تلتزم دمشق تعهداتها بعدم استخدام أسلحة كيماوية. وأظهرت جلسة لمجلس الأمن تصاعد التوتر بين روسيا والدول الغربية، فيما نأت الصين بنفسها عن الموقف الروسي ودعت إلى دعم الحل السياسي. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى تجديد التزام مفاوضات جنيف وتجنب التصعيد (للمزيد).

وأعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أمس، عن تأييد بلاده الكامل للعملية العسكرية الأميركية ضد أهداف عسكرية في سورية، التي جاءت رداً على استخدام دمشق الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين وأودت بحياة العشرات. وحمّل المصدر دمشق مسؤولية تعرض سورية لهذه العمليات العسكرية، منوهاً بـ «القرار الشجاع للرئيس الأميركي دونالد ترامب».

وأكد ديبلوماسي روسي لـ «الحياة»، أن الخطط المتعلقة بالمحادثات الروسية- الأميركية لن تتأثر على رغم الاستياء الروسي بسبب الضربات الجوية الأميركية في سورية. وأكد أن «لا تعديل على برنامج زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى موسكو»، علماً أن الزيارة الأولى للوزير الأميركي مقررة الثلثاء المقبل، ومن المفترض أن يجري خلالها محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وأن يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين. وقالت ماريا زاخاروفا: «فليأت (إلى موسكو) ويفسر لنا الأشياء الغريبة التي فعلوها».

ولفت الديبلوماسي الروسي إلى أن موسكو تأمل بأن واشنطن لن تنفذ ضربات أخرى وأن «الضربة محدودة وهدفها الرئيس توجيه رسائل إلى إيران وكوريا الشمالية، إضافة إلى الحكومة السورية». وأفاد المصدر بأن موسكو أبلغت قبل وقت كاف من تنفيذ الضربة. وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إن الهجمات الصاروخية الأميركية كادت تؤدي إلى اشتباك مع الجيش الروسي ما يؤكد أخطار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأول تدخل عسكري أميركي كبير في الحرب الأهلية السورية.

وقال مسؤول أميركي إن بلاده أكدت أن اتفاقاً في شأن خط اتصال لتجنب الاشتباكات العرضية بين القوات الجوية في سورية لا يزال قائماً. ووضع مسؤول أميركي تحدث إلى «الحياة» أمس، «ثلاثة أهداف ومبررات للضربة: هي الدفع بالاستقرار الإقليمي، التقليل من إمكان استخدام السلاح الكيماوي وحماية المدنيين من المجازر». وانتقد المسؤول بشدة موقف روسيا «المخيب للأمل». وقال إن روسيا «تنشر حقائق كاذبة بدعم من دمشق وحلفائها، مثل تلك التي نشرتها بعد استهداف شاحنات المساعدات في حلب وبعد استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة في ٢٠١٣». وأفادت تقارير إعلامية أميركية بأن الضربات دمرت ٢٠ طائرة في مطار الشعيرات من أصل ٢٢٥ يعتقد الأميركيون أن القوات النظامية تمتلكها.

في نيويورك، لم تجد روسيا سنداً في مجلس الأمن سوى بوليفيا لإدانة الضربة العسكرية الأميركية على سورية، فيما تعرضت لوابل من الانتقادات الجارحة، خصوصاً من المندوب البريطاني الذي وصف موقفها بأنه يعبر عن «مهانة بسبب دعمها مجرم حرب».

وحذرت السفيرة الأميركية نيكي هايلي من أن الولايات المتحدة نفذت الضربة العسكرية «وهي مستعدة للقيام بالمزيد، ولكن نأمل ألا يكون ذلك ضرورياً». وقالت إن الأسد «لن يستخدم السلاح الكيماوي مجدداً، أبداً، ونحن لن ننتظر منه أن يقوم بذلك مرة أخرى من دون أن يتحمل العواقب». ووضعت هايلي العملية العسكرية الأميركية في سياق ردع الأسد ودفعه إلى «أخذ قرارات مجلس الأمن بجدية، والتوقف عن تقويض العملية السياسية». وقالت إن الوقت حان لكي يتحرك المجتمع الدولي «ويطلب حلاً سياسياً» في سورية. وأضافت أن الأسد استخدم السلاح الكيماوي مجدداً في خان شيخون «لأنه يعلم أن روسيا تدعمه، وبسبب استخدامها الفيتو» سابقاً لمنع مجلس الأمن من تبني قرار بإجراء المحاسبة «لكن ذلك تغير الآن، وكفى». وقالت إنه كان على روسيا أن تنزع سلاح الأسد الكيماوي، لكنها لم تقم بذلك، إما «لعدم صدقها أو لعدم قدرتها أو بسبب خداع الأسد إياها». وأشارت إلى أن إيران «تواصل سفك الدماء في سورية، وهي تتحمل مع روسيا المسؤولية كلما تجاوز الأسد الخطوط المسموح بها».

وقال نائب السفير الروسي فلاديمير سافرونكوف إن «الاعتداء الأميركي تبعته اعتداءات من تنظيمي داعش والنصرة»، معتبراً أن الجيش النظامي السوري «سيبقى القوة الأساسية لمحاربة الإرهاب في سورية». وأضاف أن دعوات الدول الغربية إلى مواصلة العملية السياسية في سورية بعد الضربة العسكرية الأميركية «إنما هو نفاق» لأن الضربة «جاءت بعد تقدم واضح في مساري آستانة وجنيف».

وجاء الهجوم الأقوى على روسيا من بريطانيا التي كرر سفيرها ماثيو ريكروفت كلمة «إهانة روسيا» مرات عدة في بيانه. وقال ريكروفت إن روسيا كانت تعهدت بإلزام الأسد نزع سلاحه الكيماوي عام ٢٠١٣، «لكنها تعلمت الآن الدرس أن دعمها مجرم حرب سيوصلها إلى المهانة». وقال إن دعم روسيا للأسد أفقدها «دعم مجلس الأمن، والعالم العربي، والمجتمع الدولي والشعب السوري، كما أنه أدى إلى مواصلة الأسد تجاهل القرارات الدولية وارتكاب الجرائم واستخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه، وصم أذنيه عن الاستجابة للعملية السياسية والانخراط فيها، بدعم أيضاً من إيران وحزب الله».

وشددت فرنسا على ضرورة تأكيد دعم العملية السياسية في جنيف، وفي الوقت ذاته محاسبة «النظام على جرائم استخدام الأسلحة الكيماوية». وقال سفيرها فرنسوا ديلاتر إن روسيا هي المسؤولة عن تجاهل دمشق التزاماتها الدولية وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بحظر استخدام الأسلحة الكيماوية، «وهو ما يتطلب رداً رادعاً». لكن ديلاتر اعتبر أن حادثة خان شيخون «دليل على الحاجة إلى التوصل لحل سياسي، مشيراً إلى أن فرنسا وشركاءها الأوروبيين سيقدمون مقترحات في هذا الإطار.

وقال سفير الصين لوي جيي إن النزاع في سورية «أدى إلى سقوط الكثير من الضحايا المدنيين، والنزاع يجب ألا يستمر ويتطلب حلاً سياسياً عاجلاً ودعم جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص». ودعا السفير المصري عمرو أبو العطا إلى «تنحية الخلافات والتركيز على سبل الخروج من المتاهة السورية بدءاً من دعم كل الأطراف وقف النار ودفع المفاوضات السورية- السورية قدماً في جنيف».

ووجهت الحكومة السورية شكوى ضد الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، معتبرة أن الهدف من «العدوان الأميركي» على سورية هو «إضعاف الجيش (النظامي) السوري في التصدي للمجموعات الإرهابية، ويصب في مصلحة إسرائيل وتنظيمي داعش والنصرة».

وتحدث فلتمان باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش ودعا باسمه إلى خفض التصعيد في سورية، مناشداً المجتمع الدولي «العمل على تجديد التزام المسار السياسي ودعم المفاوضات في جنيف».

 

واشنطن تعد لمرحلة ما بعد القصف الصاروخي في سورية… وتتحدث عن ثلاثة أهداف

واشنطن – جويس كرم

أكد مسؤول أميركي لـ «الحياة» أن الـ٥٩ صاروخ «توم هوك» التي أطلقتها واشنطن من مدمرتين بحريتين ضد قاعدة الشعيرات وسط سورية فجر أمس في أول ضربة عسكرية أميركية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، كان وراؤها «ثلاثة أهداف ومبررات هي، الدفع بالاستقرار الإقليمي والتقليل من إمكانية استخدام السلاح الكيماوي وحماية المدنيين من المجازر».

هذه المبررات أطلقت يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعطاء الضوء الأخضر للضربات من الثالثة وحتى الرابعة فجراً بتوقيت دمشق، وقبل ستة دقائق من عشاء ترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينع في منتجع مارالاغو في فلوريدا. وانتقد المسؤول الأميركي بشدة موقف روسيا «المخيب للأمل». وقال إن روسيا «تنشر حقائق كاذبة يدعمها فقط نظام الأسد وحلفاؤه مثل تلك التي نشرتها بعد استهداف شاحنات المساعدات في حلب وبعد استخدام النظام للسلاح الكيماوي في الغوطة في ٢٠١٣».

وقال السفير الأميركي السابق والمسؤول السابق في وزارة الدفاع لينكولن بلومفيلد لـ «الحياة»، إن ضربات ترامب هي «نقطة انعطاف» في الأزمة السورية، وهي تفترض «الإعداد لمرحلة ما بعد الضربة على المستويات السياسية والعسكرية لأميركا في سورية». بلومفيلد لفت إلى دعم من كبار قيادات الحزبين الجمهوري والديموقراطي للتحرك الأميركي، بينهم دعوة صريحة من منافسة ترامب السابقة هيلاري كلينتون «لتدمير جميع قواعد الأسد وشل قدراته الجوية» قبل ساعتين بالضبط من التحرك. كما أكد السناتور جون ماكين وزميله ماركو روبيو تأييدهما للعملية العسكرية المحدودة، فيما شبهها السناتور توم كوتون بضربة رونالد ريغان لليبيا في ١٩٨٦ في أنها توجه رسالة «عقابية» وتكتفي بذلك.

وقال مسؤولون أميركيون إن سفينتين حربيتين أطلقتا 59 صاروخ كروز من شرق البحر المتوسط على القاعدة الجوية التي تسيطر عليها قوات الرئيس الأسد رداً على هجوم بالغاز السام في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة الاثنين في خان شيخون.

وقال مسؤولون أميركيون إنهم أبلغوا القوات الروسية بأمر الضربات الصاروخية قبل حدوثها وإنهم حرصوا على تفادي إصابة جنود روس في القاعدة. وأضافوا أنه لم تقع ضربات على أجزاء من القاعدة كان جنود روس موجودين فيها، لكنهم قالوا إن الإدارة الأميركية لم تسع لنيل موافقة موسكو. كما استشار ترامب، بحسب مسؤولين أميركيين، حلفاء للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأوروبا قبل تنفيذ الضربة.

وقال ترامب وهو يعلن الهجوم العسكري الذي جاء بعد ٧٦ يوماً على توليه الرئاسة أن «المحاولات السابقة على مدى أعوام لتغيير سلوك الأسد فشلت كلها فشلاً ذريعاً».

وانطلقت الصواريخ، من السفينتين الحربيتين بورتر وروس وأصابت أهدافاً عدة، بينها مدرج الطائرات ومحطات للتزود بالوقود في قاعدة الشعيرات الجوية، التي تقول وزارة الدفاع الأميركية إنها استخدمت لتخزين أسلحة كيماوية.

وأبلغ مسؤول دفاعي أميركي «رويترز» بأن الهجوم هجوم «مُفرد»، ما يعني أنه من المتوقع أن يكون ضربة واحدة، وأنه لا توجد خطط حالياً للتصعيد.

وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بعد الهجوم وقبل أسبوع من توجهه إلى روسيا، إن الضربة لا تعني تغير السياسة الأميركية الأشمل في شأن سورية. وأضاف قائلاً للصحافيين: «هذا يدل بوضوح على أن الرئيس مستعد لاتخاذ تحرك حاسم عندما يتطلب الأمر… لن أحاول بأي شكل أن أفسر ذلك بأنه تغير في سياستنا أو موقفنا في ما يتعلق بأنشطتنا العسكرية في سورية حالياً. لم يحدث تغيير في هذا الوضع».

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف ديفيز: «المؤشرات الأولية هي أن هذه الضربة ألحقت أضراراً بالغة أو دمرت طائرات سورية والبنية التحتية الداعمة وكذلك معدات في قاعدة الشعيرات، مما يقلص قدرة الحكومة السورية على استخدام أسلحة كيماوية». وقالت تقارير إعلامية أميركية إن الهجوم دمر ٢٠ طائرة من أصل ٢٢٥ يمتلكها النظام.

وانتقد بعض نواب الكونغرس عدم طلب ترامب إذناً من المشرعين لتسديد الضربات. وقال السناتور تيم كين الذي كان مرشحاً عن الحزب الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس في انتخابات 2016: «الكونغرس سيعمل مع الرئيس، لكن عدم سعيه للحصول على موافقة أمر غير مشروع». ولمح السناتور الجمهوري تيد كروز إلى ضرورة نيل تفويض كهذا في عملية أكبر في سورية.

سياسياً، تأمل الإدارة الأميركية باستخدام الورقة العسكرية وعدم تحديد ترامب إطار التحرك فقط بالكيماوي، كما قال بلومفيلد، للضغط لإطار سياسي مع روسيا. وقال رئيس «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رياض حجاب الذي يزور واشنطن إن المعارضة قدمت للبيت الأبيض اقتراحات لمناطق آمنة في سورية على الحدود مع تركيا، وفي الأراضي التي أمسكتها «قوات سورية الديموقراطية، والمناطق التي يتم تحريرها من «داعش» وعلى الحدود مع الجولان. والتقى حجاب بمسؤولين في الإدارة وبنواب في الكونغرس.

 

لوبن توجه انتقاداً نادراً لترامب عقب الضربة في سورية

باريس – رويترز

أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب شن هجمات صاروخية على قاعدة جوية سورية انتقاداً نادراً من مرشحة اليمين المتطرف الفرنسي للرئاسة مارين لوبن.

وترددت أصداء الضربة الأميركية في الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الفرنسية قبل أسبوعين فقط من جولة التصويت الأولى واتخذ معظم المرشحين البارزين موقفاً حذراً، أو منتقداً، للخطوة الأميركية.

وقالت لوبن لمحطة «فرانس 2» التلفزيونية «أنا متفاجئة قليلاً لأن ترامب قال مراراً أنه لا ينوي أن تبقى الولايات المتحدة شرطياً للعالم بعد الآن وهذا ما فعله بالضبط أمس». وتساءلت لوبن «هل كثير أن نطلب انتظار نتائج تحقيق دولي مستقل (في هجوم الثلثاء على بلدة خان شيخون في سورية) قبل تنفيذ هذا النوع من الضربات؟».

وشدّدت لوبان على عدم رغبتها في تكرار أحداث العراق وليبيا، إذ اعتبرت أن التدخل الغربي «جلب الفوضى وانتهى بتعزيز قوة… المنظمات الإرهابية». وأظهر استطلاع الرأي أن لوبن والمرشح الوسطي إيمانويل ماكرون متساويان في مستوى الشعبية قبيل الجولة الأولى من التصويت في 23 نيسان (أبريل) الجاري.

ويتوقع أن يخوض المرشحان الجولة الثانية في السابع من أيار (مايو) حيث أظهرت الاستطلاعات أن ماكرون سيتغلب بسهولة على لوبن. وكرر ماكرون، الذي دعا قبل ساعات من الضربة الأميركية إلى تدخل عسكري دولي ضد الأسد تحت مظلة الأمم المتحدة، اليوم بأنه يريد «عملاً منسقاً على المستوى الدولي» ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

 

ترامب غيّر قواعد الحرب في سوريا

نيويورك – علي بردى العواصم – الوكالات

في تصعيد حاد للدور العسكري الأميركي في سوريا، أطلقت سفينتان حربيتان أميركيتان 59 صاروخ “توماهوك” من شرق البحر المتوسط على قاعدة الشعيرات في محافظة حمص، التي انطلقت منها الطائرة التي شنّت الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب الثلثاء. ويشكل هذا التطور تخلياً عن السياسة التي كانت تتبعها واشنطن طوال ست سنوات من الأزمة السورية، ذلك انها المرة التي الأولى توجه ضربة عسكرية اميركية مباشرة الى القوات النظامية السورية التي تتلقى دعماً روسيا وايرانياً.

ووجّه الرئيس الاميركي دونالد ترامب خطاباً الى الأمة من منزله في فلوريدا بعد بدء الضربة، وصف فيه الرئيس السوري بشار الأسد بأنه “الديكتاتور”. وقال “باستخدام غاز الأعصاب القاتل، انتزع الأسد أرواح رجال ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة”. وأكد أن “من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الاسلحة الكيميائية القاتلة”.

وتردّد صدى الضربة الأميركية في موسكو التي سارعت الى اعلان عن عزمها على تعزيز الدفاعات الجوية السورية، وقطعت الخط الساخن الذي كانت أقامته مع القوات الاميركية لتفادي الحوادث العرضية فوق الأراضي السورية، وقال رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف ان الهجوم الاميركي كاد يؤدي الى اشتباك مع القوات الروسية. وشهدت أجواء جلسة مجلس الامن التي انعقدت بطلب من موسكو، تشنجاً واضحاً بين مندوب روسيا ومندوبي الولايات المتحدة وبريطانيا.

وعبّر حلفاء الولايات المتحدة حول العالم عن دعمهم للضربات الصاروخية الأميركية ووصفوها بأنها رد فعل يتناسب مع استخدام سوريا المشتبه فيه لأسلحة كيميائية. ورحّبت السعودية وقطر والكويت ودولة الامارات العربية المتحدة بالضربات، فيما حضّت مصر الولايات المتحدة وروسيا على احتواء التوتر الناجم عن الأزمة السورية.

وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو دعم اسرائيل “الكامل” للضربات الاميركية، معتبراً أنها “رسالة قوية” يجب أن تسمعها ايران وكوريا الشمالية أيضاً. ووصفت تركيا الضربات بأنها “إيجابية لكنها غير كافية”. أما طهران فنددت بالهجوم “المدمر والخطير”.

وقال مسؤولون اميركيون إن القصف ألحق “أضراراً كبيرة” بالمطار و”دمّر طائرات” وبنية تحتية، ما من شأنه أن “يقلل قدرة الحكومة السورية على شن ضربات”.

لكن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أفاد أن حجم الأضرار التي لحقت بقاعدة الشعيرات غير واضح تماماً، إلا أن الطائرات الحربية السورية “فعلت المستحيل” من أجل مواصلة استخدامه في طلعات جوية. وأوضح أن “طائرتين عسكريتين اقلعتا من داخل مطار الشعيرات الذي عاد الى الخدمة جزئياً وشنتا غارات على ريف تدمر”. وقال إن ثمانية أشخاص قتلوا في الهجوم الأميركي.

وأصدرت الرئاسة السورية بياناً الضربات الاميركية تصرف “أرعن غير مسؤول”، فيما رحب بها “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” وفصائل مقاتلة، ودعا المعارضون الى استمرارها ضد نظام الأسد.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استدعت الملحق العسكري الاميركي في موسكو وسلّمته رسمياً مذكرة تنص على تعليق الاتفاق بعدما أبلغت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” وقف قنوات التواصل في الحالات الطارئة حول سوريا.

من “ساعد” دمشق؟

وصرح مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى بأن الجيش الاميركي يشتبه في أن النظام السوري تلقى “مساعدة” في الهجوم الكيميائي من دون الذهاب الى اتهام روسيا.

وقال إن “الروس فشلوا على الأقل في السيطرة على نشاط” شريكهم السوري، مشيراً إلى وجود الروس في القاعدة الجوية التي انطلقت منها الطائرات السورية التي شنت الهجوم.

وأضاف: “لا نستطيع معرفة الدور الذي قام به الروس. ولكن إذا كانت هناك أدلة أو اتهام تحظى بصدقية، فإننا سنستخلص النتائج قدر امكاناتنا”.

وتقدر وزارة الدفاع الاميركية أن لدى الروس ما بين 12 و100 عسكري في قاعدة الشعيرات الجوية.

وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش تبلّغ الضربات الأميركية قبل وقوعها واتخذ تدابير وقائية بنقل طائرات من المطار المستهدف.

مجلس الامن

وحاول المجتمع الديبلوماسي الدولي التقاط أنفاسه غداة الضربات الصاروخية الاميركية، مع تحذير المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي مجدداً من أن بلادها مستعدة لتنفيذ مزيد من الضربات كلما استخدمت القوات النظامية الأسلحة الكيميائية.

وورد التحذير الجديد لهايلي في سياق جلسة علنية لمجلس الأمن انعقدت بطلب من بوليفيا، حليفة روسيا، لمناقشة الأوضاع في سوريا بعد الضربة العسكرية الأميركية. وعرض المندوبون الدائمون وممثلو الدول الـ15 الأعضاء في المجلس مواقف بلادهم خلال الجلسة. واعتبر أكثرهم أن أبواب التصعيد العسكري الكبير ما كانت لتنفتح لو تمكن المجتمع الدولي من اتخاذ مواقف جماعية موحدة للجم الحرب السورية المستعرة منذ أكثر من ست سنوات. وعلى رغم الإنقسامات العميقة، أظهرت الجلسة أن أخطار الأزمة في سوريا على الأمن والسلم الدوليين ارتقت الى مستويات قياسية.

واستهلت الجلسة بإحاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس للشؤون السياسية جيفري فيلتمان الذي حضّ مجلس الأمن على الوحدة لتوجيه “رسالة جماعية قوية مفادها عدم التسامح مع أي استخدام للأسلحة الكيميائية وأن ذلك ستكون له عواقب”، مطالباً بأن “تكون حماية المدنيين والمساءلة على رأس أجندة السلم والأمن”.

وأعلن المندوبان الفرنسي والبريطاني تأييدهما للضربات.

بيد أن المندوب الصيني ليو جيي الذي تجنب التنديد أو التأييد للضربات الأميركية، دعا الى “مواصلة الجهود والتمسّك بالحل السياسي للأزمة”.

وحمّل نائب المندوب الروسي فلاديمير سافرونكوف واشنطن تبعات “عدوانها المخالف للقانون الدولي”، واصفاً إياه بأنه “عمل غير قانوني وانتهاك صارخ للقانون الدولي واعتداء على دولة ذات سيادة”. وقال إن “عواقب ذلك الأمر على السلم والاستقرار الإقليميين قد تكون خطيرة للغاية”.

 

جاويش أوغلو: الهجوم الأمريكي سيبقى هامشياً إذا لم تتبعه خطوات

أنطاليا – الأناضول – قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن الهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة الشعيرات بسوريا، إذا لم يتبعه خطوات لاحقة فإن العملية ستبقى مداخلة هامشية.

 

جاء ذلك في كلمة ألقاها جاويش أوغلو، السبت، خلال مؤتمر نظمته جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين “موسياد”، بولاية أنطاليا جنوبي البلاد.

 

وأكد جاويش أوغلو، ضرورة إبعاد النظام (بشار الأسد) عن سوريا، والوصول إلى حل سياسي وإقامة حكومة انتقالية في هذا البلد، في أقرب وقت ممكن.

 

ولفت الوزير التركي إلى “مواصلة النظام السوري الظالم، ارتكاب المجازر بكل وحشية”.

 

وأضاف أن “بلداناً (لم يذكرها) سعت من أجل شرعنة هذا النظام عبر الإدعاء بأنه لا يوجد بديل لرئيس النظام”.

 

وتابع أن “عدم معاقبة النظام على انتهاكاته، شجعته في ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر”، في إشارة إلى الهجوم الكيميائي الذي نفذه النظام في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب شمالي سوريا الثلاثاء الماضي.

 

وأضاف جاويش أوغلو، أن “بلاده ستلعب دوراً هاماً في إعادة إعمار سوريا”. مبيناً أن “العالم بات يتفهم سعي تركيا لإنشاء مناطق آمنة في سوريا بالمرحلة الراهنة”.

 

ونفذت الولايات المتحدة، فجر الجمعة، هجومًا بصواريخ عابرة من طراز “توماهوك”، استهدف قاعدة “الشعيرات” التابعة للنظام بريف حمص، رداً على قصف الأخير بلدة “خان شيخون” في إدلب الثلاثاء الماضي بأسلحة كيميائية، راح ضحيته أكثر من 100 مدني وأصيب أكثر من 500 شخص باختناق غالبيتهم من الأطفال.

 

المرصد: مقتل سورية في غارة جوية على الحي الشرقي بمدينة خان شيخون

القاهرة – د ب أ – لقيت سورية حتفها وأصيب شخص آخر في غارة نفذتها طائرات حربية السبت، على الحي الشرقي بمدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي يوم الثلاثاء الماضي.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ، في بيان صحافي اليوم ، إن الغارة ترافقت مع استهداف الحي بالرشاشات الثقيلة، بالتزامن مع استهداف ريف المدينة الشرقي بالرشاشات.

 

وأشار المرصد ، ومقره بريطانيا، إلى أن هذه أول سيدة تقتل بعد هجوم خان شيخون يوم الثلاثاء الماضي، والذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى ويشتبه بأنه كيميائي.

 

ورداً على الهجوم ، أعلنت زارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) الجمعة استهداف مطار الشعيرات العسكري السوري في محافظة حمص بوسط سوريا بإجمالي 59 صاروخاً من طراز توماهوك من قطع بحرية أمريكية متمركزة في البحر المتوسط.

 

وتشهد سورية منذ سنوات حرباً أسفرت عن مئات الآلاف من القتلى وتحول ملايين إلى لاجئين.

 

يلدريم: أنقرة سوف تدعم واشنطن لحل أزمة سوريا

أنقرة – الأناضول – طالب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الولايات المتحدة بأن تضع ثقلها في الأزمة السورية، مؤكداً دعم تركيا لواشنطن في هذا الخصوص.

 

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه يلدريم مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، الليلة الماضية (الجمعة)، بحسب بيان صادر عن المركز الإعلامي في رئاسة الوزراء التركية.

 

ولفت يلدريم خلال الاتصال إلى “ضرورة التركيز بشكل أكبر على خيار إقامة مناطق آمنة في سوريا من خلال الأخذ بالاعتبار احتمال حدوث موجة هجرة جديدة تجاه تركيا في ضوء التطورات الأخيرة”، بحسب البيان.

 

من جهته، شكر نائب الرئيس الأمريكي تركيا على الدعم الذي قدمته للولايات المتحدة.

 

وأكد نائب ترامب على “أهمية الحوار والتعاون مع تركيا. مشددًا أن العلاقات الثنائية مع أنقرة سوف تشهد تطوراً مهماً في المستقبل.

 

وقتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام السوري، الثلاثاء الماضي، على بلدة خان شيخون بريف إدلب، وسط إدانات دولية واسعة.

 

وهاجمت الولايات المتحدة بصواريخ توما هوك، صباح الجمعة، قاعدة الشعيرات الجوية بمحافظة حمص، مستهدفة طائرات سورية ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار، في رد أمريكي على قصف نظام بشار الأسد خان شيخون بإدلب بالأسلحة الكيميائية.

 

قالن: ترامب أكّد ضرورة تخلّي الأسد عن ادعائه السلطة الشرعية

أنقرة – الأناضول – قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكّدت، من خلال استهدافها قاعدة “الشعيرات” في حمص، على ضرورة تخلي النظام السوري عن ادعائه بامتلاك السلطة الشرعية، حتى يكون لعملية الانتقال السياسي معنى.

 

جاء ذلك خلال حديثه لقناة “سي ان ان انترناشونال”، حول المستجدات الأخيرة في سوريا، في معرض ردّه على سؤال عمّا إذا كان نظام الأسد سيكف عن استخدام الأسلحة الكيميائية أثناء عملياته العسكرية، على خلفية الهجوم الأمريكي على قاعدته الجوية صباح الجمعة الماضي.

 

وأكّد قالن أن “تركيا تأمل ذلك، وقد أعربت عن دعمها للهجوم الجوي ليلة أمس على قاعدة الشعيرات في حمص في الإطار ذاته”.

 

وأشار المتحدث التركي إلى أن إدراة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، سمحت بتجاوز “الخط الأحمر” الذي كانت تؤكّد عليه دائماً، حينما استخدم النظام السوري السلاح الكيميائي في هجوم مماثل في غوطة دمشق.

 

وأضاف: “لا شك أن نظام الأسد استمر بعد تلك المرحلة في ارتكاب جرائم الحرب بالأسلحة الكيميائية والتقليدية، لذلك أثبت الرئيس ترامب الليلة الماضية بقصفه النظام أن استخدام الأسلحة الكيميائية لن يمر دون عقاب”.

 

ولفت قالن إلى وجود خطوات أخرى يجب الإقدام عليها لانهاء الحرب في سوريا ومنع نظام الأسد من ارتكاب جرائم أخرى خلال المرحلة القادمة.

 

وأردف: “أبدت إدارة ترامب موقفاً صريحاً تجاه جرائم الحرب التي يرتكبها النظام، من خلال الهجوم الأخير، وأكّدت ضرورة تخلي الأسد عن ادعائه بامتلاك السلطة الشرعية في البلاد حتى يكون لعملية الانتقال السياسي معنى”.

 

وشدّد قالن على أن الظلم والاضطهاد والهجمات بالأسلحة الكيميائية لم تكن لتحصل في سوريا لو كانت هناك مناطق آمنة وأخرى تتمتع بحظر جوي، داعياً إلى التركيز على إقامة تلك المناطق في أقرب وقت ممكن.

 

ونفذت واشنطن صباح الجمعة، هجوماً بصواريخ عابرة من طراز توماهوك، استهدف قاعدة الشعيرات التابعة لنظام الأسد بريف حمص (وسط)، وذلك رداً على قصف الأخير “خان شيخون” في إدلب بالأسلحة الكيميائية.

 

وقتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام، الثلاثاء الماضي، على بلدة “خان شيخون” بريف إدلب، وسط إدانات دولية واسعة.

 

ويعتبر الهجوم على “خان شيخون” الأعنف من نوعه، منذ أن أدى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل نحو 1400 مدني بالغوطة الشرقية ومناطق أخرى في ضواحي دمشق أغسطس/ آب 2013.

 

وسبق أن اتهم تحقيق مشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، النظام السوري بشن هجمات بغازات سامة.

 

الضربة الأمريكية تهز النظام السوري وتحقيق في إمكان تورط موسكو في الهجوم الكيميائي

ملاسنة بين مندوبي أمريكا وروسيا في جلسة لمجلس الأمن

عواصم ـ «القدس العربي» من رائد صالحة وعبد الحميد صيام: قال البيت الأبيض أمس الجمعة إن الضربة الجوية التي أمر الرئيس دونالد ترامب بتوجيهها لقاعدة عسكرية سورية تبعث بإشارة قوية للعالم لكنه رفض توضيح هل سيأمر ترامب بالمزيد من الضربات أو الإجراءات ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر للصحافيين في إفادة «اعتقد أن تصرفات الرئيس كانت حاسمة للغاية الليلة الماضية وواضحة بشأن ما يعتقد أنه ينبغي القيام به».

وتابع قائلا: «أهم شيء هو أن الرئيس يرى أنه ينبغي للحكومة السورية، نظام الأسد، على الأقل الالتزام باتفاقات أقرتها بعدم استخدام أسلحة كيماوية. أعتقد أنه ينبغي أن يكون ذلك أقل معيار في العالم».

وكانت الولايات المتحدة شنت ضربات صاروخية ضد النظام السوري، ردا على الهجوم الكيميائي الذي قامت به القوات الموالية لبشار الأسد، حيث أطلقت السفن الحربية الأمريكية، بناء على أوامر من الرئيس الامريكي دونالد ترامب، أكثر من 59 صاروخا من طراز «توماهوك» ضد مطار يقع قرب مدينة حمص، يعتقد بأنه كان منشأ هجوم الغاز، فيما لاقت الغارة الأمريكية ترحيبا عربيا ودوليا.

هذا ويبحث الجيش الأمريكي في ما إذا كانت سوريا قد تلقت مساعدة من روسيا في الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون السورية يوم الثلاثاء الماضي .

وقال مسؤول في البنتاغون إن الروس لديهم خبرة في مجال الأسلحة الكيميائية. وأضاف أن «روسيا على الأقل فشلت في كبح هذا التصرف».

وانتهت جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة التي عقدت بطلب من بوليفيا لمناقشة الضربة الصاروخية التي قامت بها الولايات المتحدة ضد المنشآت الجوية السورية مساء أمس بتوقيت نيويورك.

وكانت نيكي هيلي، السفيرة الأمريكية ورئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر، رفضت أن تكون الجلسة مغلقة قائلة في بيان وزعته على الصحافة: «على أولئك الذين يريدون أن يدافعوا عن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري أن يفعلوا ذلك في العلن والعالم يسمع».  وقد توافد أعضاء المجلس إلى القاعة الساعة الحادية عشرة والنصف بتوقيت نيويورك.

وقد تحدث في بداية الجلسة جيفري فيلتمان، وكيل الأمين العام للشؤون السياسية، الذي قدم تقريرا حول التطورات الأخيرة في سوريا بما في ذلك الهجوم بالأسلحة الكيميائية على خان شيخون في منطقة إدلب يوم الرابع من الشهر الحالي، والضربة الصاروخية الأمريكية في ساعات الصباح الأولى بتوقيت دمشق.

وأعرب فيلتمان عن الأمل في أن يتحد مجلس الأمن الدولي ويقوم بمسؤوليته المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين، للتحقيق في ادعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون في إدلب بسوريا.

وقال مخاطبا أعضاء المجلس: «من المهم أن يوجه مجلس الأمن الدولي رسالة جماعية قوية مفادها عدم التسامح مع أي استخدام للأسلحة الكيميائية وأن ذلك سيؤدي إلى العواقب». وشدد الأمين العام على مسؤولية المجتمع الدولي في محاسبة المسؤولين عن الهجمات الكيميائية، وضمان عدم تكرار استخدامها كأداة في الحروب».

وشدد فيلتمان على ضرورة أن تكون حماية المدنيين والمساءلة على رأس أجندة السلم والأمن. وأضاف أن الحماية الحقيقية لن تكفل في سوريا إذا سمح لأطراف الصراع، من الحكومة والمعارضة، بالتصرف بإفلات من العقاب وإذا واصلت الحكومة السورية ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان ضد مواطنيها. وقال: «حماية الشعب السوري تتطلب عملا فوريا، متجذرا في مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي. ومع أخذ مخاطر التصعيد في الاعتبار ناشد الأمين العام علنا الالتزام بضبط النفس لتفادي أي أعمال قد يمكن أن تعمق معاناة الشعب السوري. ونحث كل الأطراف المنخرطة في العمليات العسكرية على الامتثال للقانون الإنساني الدولي واتخاذ كل التدابير الاحترازية لتجنب وقوع ضحايا من المدنيين والحد من ذلك».

وأضاف فيلتمان أن تلك الأحداث تشدد على عدم وجود سبيل لإنهاء الصراع سوى الحل السياسي. ودعا الأطراف إلى تجديد التزامها بتحقيق تقدم في محادثات جنيف.

مندوب بوليفيا أدان الضربة العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة لسوريا واتهمها بأنها نصبت نفسها قاضيا وحكما وجلادا في نفس الوقت دون تحقيق.  فكيف سمحت لنفسها أن تصادر حق المجلس في انتظار نتائج التحقيق المستقلة؟

المندوب الروسي فلاديمير سافرانكوف أدان القصف الجوي الأمريكي على قاعدة الشعيرات السورية، ووصفه بأنه عمل غير قانوني وانتهاك صارخ للقانون الدولي واعتداء على دولة ذات سيادة. وقال: «عواقب ذلك الأمر على السلم والاستقرار الإقليميين قد تكون خطيرة للغاية. كان هذا الهجوم انتهاكا صارخا لمذكرة التفاهم لعام 2015 المتعلقة بمنع وقوع الحوادث وضمان الأمن أثناء عملياتنا في الفضاء الجوي السوري. وقد أوقفت وزارة الدفاع الروسية تعاونها مع البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) وفق هذه المذكرة».

وقال إن القوات المسلحة السورية ستبقى المؤسسة الرئيسية لمحاربة الإرهاب في سوريا. وأشار إلى مشروع القرار المقدم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى مجلس الأمن، وقال إن المشروع قائم على الحكم المسبق بمسؤولية دمشق عن الهجوم على خان شيخون في إدلب.

أما السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي فقالت إن آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وجدت بما لا يدع مجالا للشك أن النظام السوري قد استخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه مرات عدة.

وأضافت: «يوم الثلاثاء شن نظام الأسد هجوما كيميائيا آخر ضد المدنيين مما أدى إلى مقتل رجال ونساء وأطفال أبرياء بأكثر السبل وحشية.  فعل الأسد ذلك لاعتقاده بأنه يمكن أن يفلت من العقاب، ونبع اعتقاده من معرفته بأن روسيا ستدعمه. هذا الأمر تغير الليلة الماضية. وكما حذرت يوم الأربعاء، فعندما يفشل المجتمع الدولي مرارا في أداء واجبه في العمل بشكل جماعي، يأتي الوقت الذي تضطر فيه الدول إلى اتخاذ إجراءات خاصة بها».

وأكدت أن بلادها لن تقف صامتة عندما تستخدم الأسلحة الكيميائية، وذكرت أن منع انتشار واستخدام تلك الأسلحة يصبان في مصلحة الأمن القومي الأمريكي. وقالت إن القوات الأمريكية دمرت القاعدة الجوية التي كانت مصدر القصف الجوي لهجوم إدلب. وذكرت أن الولايات المتحدة مستعدة لفعل المزيد، إلا أنها أبدت الأمل في ألا يكون ذلك ضروريا.

وأضافت أن إيران تواصل القيام بدور في سفك دماء الشعب السوري، كما أن الحكومة الروسية تتحمل قدرا كبيرا من المسؤولية كذلك. وذكرت أن العالم ينتظر أن تتصرف روسيا بمسؤولية في سوريا. وقالت إن على النظام السوري وحلفائه التعامل بشكل جدي مع العملية السياسية التي تجريها الأمم المتحدة. وأضافت أن الوقت قد حان لأن توقف جميع الدول المتحضرة الأهوال التي تقع في سوريا، وأن تطالب بالتوصل لحل سياسي.

وقد عاد المندوب الروسي ومارس حقه في الرد وطالب رئيسة المجلس أن تحترم دورها كرئيسة وألا توجه إهانات لبلاده وحقها كعضو دائم في المجلس.

وتعكس الضربات الصاروخية تصعيدا لطبيعة ودور الولايات المتحدة في سوريا. وهو أول هجوم أمريكي مباشر على حكومة الأسد، وقد جاء بعد اتهام النظام بقتل وجرح المئات بينهم نساء وأطفال، في المنطقة التي تسيطر عليها جماعات المعارضة، باستخدام قنابل كيميائية شملت السارين المحظور دوليا.

وأوضح مسؤول عسكري كبير أن 59 صاروخا من طراز (توماهوك كروز) قد ضربت مطار الشعيرات، مشيرا إلى أن الصواريخ استهدفت الطائرات المقاتلة السورية والبنية التحتية، وأي شيء يمكن أن يكون له علاقة باستخدام الأسلحة الكيميائية.

وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة أخبرت القوات الروسية من خلال قناة الاتصال بالضربات قبل إطلاق الصواريخ، رغم علم الإدارة الأمريكية بأن هذا قد يعني، أيضا، أن الروس قد حذروا نظام الأسد.

واستمرت الضربات الأمريكية لمدة 4 دقائق، ووفقا لمسؤول أمريكي فقد تم إطلاق الصواريخ من سفينتين حربيتين تابعتين للبحرية.

وردت موسكو بعنف على الضربة الأمريكية، وأعلنت تعليق الاتفاق الرامي لمنع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين في الأجواء السورية. وأعلن الجيش الروسي الجمعة أنه «سيعزز» الدفاعات الجوية السورية بعد الضربة الصاروخية.

ورحب الائتلاف السوري المعارض وفصائل مقاتلة بالضربة الأمريكية، ودعا المعارضون إلى استمرار الضربات ضد نظام الأسد.

واعتبرت تركيا أن الضربة الصاروخية الأمريكية «إيجابية»، لكن «غير كافية»، ودعت إلى إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا.

ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى مواصلة العملية الأمريكية «على المستوى الدولي في إطار الأمم المتحدة إذا أمكن، بحيث نتمكن من المضي حتى النهاية في العقوبات على بشار الأسد، ومنع هذا النظام من استخدام الأسلحة الكيميائية مجددا وسحق شعبه».

كما أيدت المانيا واليابان وبريطانيا وكندا والبرلمان الأوروبي وإسرائيل الضربة الأمريكية، وكذلك قطر والسعودية ودول خليجية أخرى والأردن. ودعت الصين إلى «تفادي أي تدهور جديد للوضع» في سوريا، منددة بـ»استخدام أي بلد» لأسلحة كيميائية.

 

البرلمان الأوروبي يمنع مسؤولا سوريا من الدخول

بروكسل ـ أ ف ب: منع رئيس البرلمان الأوروبي دخول مسؤول سوري إلى مقر البرلمان في بروكسل «لأسباب أمنية» بعد الهجوم الكيميائي المفترض الذي أعقبته ضربة أمريكية في سوريا، وفقا لوثيقة أمس الجمعة.

ورفض انطونيو تاجاني كذلك السماح بعقد مؤتمر حول سوريا كان من المقرر أن يحضره المسؤول في الحكومة السورية، بدعوة من نائب أوروبي، معتبرا أن هذه المبادرة «في غير محلها».

وكتب تاجاني إلى النائب الأوروبي الإسباني خافيير برموي (اليسار الأوروبي الموحد) «علمت أن الإثنين المقبل في العاشر من نيسان/ابريل، ستنظم مؤتمرا حول الوضع في سوريا، ودعوة السيد أيمن سوسان، معاون وزير الخارجية» السوري.

وفي الرسالة، اعتبر تاجاني «أنه في أعقاب الاستخدام الأخير لأسلحة كيميائية والتطورات اللاحقة» في سوريا «قررت عدم السماح لهذا الحدث بالانعقاد في مقر البرلمان».

وأضاف «لقد اتخذت هذا القرار لأنه من غير المناسب سياسيا عقد هذا المؤتمر».

وتابع تاجاني «ولأسباب أمنية، قررت أيضا عدم السماح بدخول السيد أيمن سوسان إلى البرلمان الأوروبي».

 

مصادر كردية: «قوات سوريا الديمقراطية» تلقت عرضاً للمشاركة في مهاجمة إدلب

عبد الرزاق النبهان

الحسكة ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر إعلامية كردية، أن قوات سوريا الديمقراطية المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية، تلقت عرضاً من روسيا من أجل المشاركة في مهاجمة إدلب انطلاقًا من مدينة «عفرين بريف حلب الشمالي» الواقعة تحت سيطرتها، وذلك بحجة «محاربة المتطرفين وتنظيم القاعدة».

وأكد موقع «باسنيوز» الكردي أن وحدات الحماية الكردية لا تزال تدرس العرض المُقدم لها، مرجحًا أنها لن تقدم على هذه الخطوة إلا بعد التشاور مع الولايات المتحدة الأمريكية وأخذ موافقتها، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن «الوحدات الكردية المذكورة افتتحت معسكرات عدة لمحاربة» الفصائل المتطرفة وفق تعبيرها.

وقال الصحافي الكردي مصطفى عبدي في حديثه لـ»القدس العربي» إنه بات واضحاً أن «وحدات حماية الشعب» تتعاون مع الجانبين الأمريكي شرق نهر الفرات والروسي غرب النهر والتنسيق تكامل بشكل مشترك بينهما في مدينة منبج. والتي تحولت لنقطة تلاقٍ بين النفوذ الأمريكي والروسي.

واضاف «ان هذا التعاون سيستمر بالتأكيد إلى حين القضاء على التنظيمات الإرهابية ولاسيما تنظيم الدولة، والقاعدة، فوحدات الحماية تخوض معركة سياسية وعسكرية، ولديها قضية عادلة وطبيعي ان تنسق وتعمل مع الأطراف التي تدعمها من اجل المصالح المشتركة».

وحسب عبدي فإن معركة القوات الكردية «لن تتوقف حتى الوصول لحل عادل للقضية الكردية الذي يقوم على نظام فيديرالي في سوريا. وبالتالي فإن وحدات الحماية ستكون مستعدة للمشاركة ضمن تحالف «قوات سورية الديمقراطية وعشائر وفصائل عربية معتدلة في تحرير إدلب من جبهة النصرة كما هي الان تشارك في معركة تحرير الرقة من تنظيم الدولة ولا سيما بعد توقيع اتفاق لإقامة مركز روسي في عفرين لتدريب وحدات حماية الشعب على العمليات النوعية وبعض أنواع الأسلحة».

ويقول الناشط السياسي عبد الرحمن الأشقر «إن موسكو بعدما نجحت في كسب الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى صفها، تسعى الآن إلى الاستفادة منه في الحرب التي تخوضها إلى جانب نظام الأسد في شمالي سوريا، في الوقت الذي تسعى فيه الوحدات الكردية إلى استثمار هذه العلاقة لإقامة إقليم وذلك نحو خطوة لتحقيق حلم الدولة الكردية.

وأضاف في حديثه لـ»القدس العربي»، «ان الوحدات الكردية ليست في حالة عداء مع النظام بل على العكس فقد سجل تعاون عسكري بينهما في مراحل عديدة من عمر الثورة السورية، بالمقابل فإن علاقة وحدات الحماية متوترة مع معظم فصائل المعارضة السورية التي تدعمها تركيا في الشمال، والتي تشكل تهديداً عليها، وبالتالي فإن قبولها للعرض الذي قدمته روسيا من شأنه أن يضعف ويزيح عبئاً ثقيلاً بالنسبة إليها».

ويرى الأشقر أن «الظرفية الحالية أدت إلى تلاقي حاجة كل من روسيا والنظام السوري لحليف مهم مثل قوات سوريا الديمقراطية، لتحقيق مكاسب لصالح الأسد في السيطرة على المحافظة الاستراتيجية (إدلب) مستقبلاً، بينما لن تقتصر مغريات موسكو للوحدات الكردية على التخلص من تهديد مستقبلي للأكراد، بلا بتكوين إقليم كردي طالما حلموا بإنجازه».

يشار إلى أن روسيا كانت قد أعلنت في 20 آذار/ مارس الماضي نشر قوات لها بمنطقة عفرين الخاضعة لقوات كردية سورية في ريف حلب الشمالي بحجة منع صدام محتمل بين حلفائها الأكراد وبين القوات التركية والجيش السوري الحر، فيما قال المتحدث باسم الوحدات الكردية ريدور خليل «أن الوجود الروسي يأتي ضمن اتفاق بين وحدات حماية الشعب والقوات الروسية في سوريا ضمن إطار التعاون في مكافحة الإرهاب، والمساعدة في تدريب القوات على الحرب الحديثة، وبناء نقطة اتصال مباشرة مع القوات الروسية».

 

الروس حذروا قوات الاسد من الهجوم و«قلق» في واشنطن حول مصير القوات الأمريكية في العراق وسوريا

مخاوف في «البنتاغون» من اندلاع اقتتال أمريكي ـ روسي اثر الضربات الصاروخية الأمريكية على قاعدة جوية في سوريا

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: ساد قلق بين القادة العسكريين في وزارة الدفاع الأمريكية حول مصير جنودهم في سوريا في اعقاب الضربات الجوية التى شنتها الولايات المتحدة ضد طائرات حربية سورية ومرافق من المحتمل انها استخدمت في هجوم كيمائي كما سادت مخاوف حقيقية بين الخبراء حول امكانية بدء اقتتال أمريكي ـ روسي، والانزلاق إلى حرب مدمرة.

واكد محللون عسكريون أمريكيون ان القوات الأمريكية في سوريا والتى لا يتجاوز عددها 1000 من الجنود والمستشارين اضافة إلى حوالي ستة الاف في العراق هي عرضة للخطر، فالقوات الإيرانية التى يتجاوز عددها 100 الف من الجنود والقادة والمستشارين في العراق تعمل بالقرب من مواقع القوات الأمريكية.

واتضح من خلال المناقشات التى سبقت اطلاق الصواريخ بين وزارة الدفاع والبيت الأبيض ان القضية الاهم التى كانت تؤرق وزير الدفاع ماتيس كانت احتمال مقتل جنود روس في الضربات بسبب ادارة الروس للانظمة الدفاعية السورية التى تحمى نظام الاسد، وبالتالي احتمال انقلاب هذا الاجراء العسكري المحدود إلى معركة بين الولايات المتحدة وروسيا.

وتعكس الضربات الصاروخية تصعيدا لطبيعة ودور الولايات المتحدة في سوريا، وهو اول هجوم أمريكي مباشر على حكومة الاسد، وقد جاء بعد ان قتلت الطائرات الحكومية السورية عشرات الاشخاص ومن بينهم نساء وأطفال، في المنطقة التى تسيطر عليها جماعات المعارضة، باستخدام قنابل كيمائية شملت السارين المحظور دوليا.

ويمثل هذا التحرك نقطة تحول سريعة لترامب الذى عارض الخوض طويلا في الصراع السوري ، وكرر مرارا معارضته للتدخلات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط اذا قال في تغريدة نشرها عام 2013 «يجب ان نتوقف عن الحديث، والبقاء خارج سوريا والدول الاخرى التى تكرهنا، واعادة بناء بلدنا وجعلها قوية مرة أخرى»، في حين قال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسن، في الاسبوع الماضي، ان الولايات المتحدة لن تتورط في الحرب الأهلية السورية التى استمرت ست سنوات مشيرا إلى ان مستقبل الاسد يقرره الشعب السوري، الا ان ترامب قال بانه غير وجهة نظره بعد مشاهدة الصور المرعبة للأطفال، والتى تم بثها على شاشات التلفزيون في اعقاب هجوم الغاز.

واكدت وزارة الدفاع الأمريكية ان الولايات المتحدة اخبرت القوات الروسية من خلال قناة الاتصال بالضربات قبل اطلاق الصواريخ رغم علم الادارة الأمريكية بان هذا قد يعنى، ايضا، ان الروس قد حذروا نظام الاسد.

واستهدفت الولايات المتحدة المطار، وفقا لتصريحات من مسؤولين امريكيين، لانه تم استخدامه في تخزين الأسلحة الكيمائية والطائرات في الهجوم، وقال البنتاغون ان الصواريخ استهدفت الطائرات ، ملاجئ الطائرات، خزانات الوقود، التخزين اللوجستي، مخابئ امدادات الذخائر، الرادارات وانظمة الدفاع الجوي.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، ان روسيا «فشلت» في التوصل إلى اتفاق حول ازالة الأسلحة الكيميائية في سوريا، واضاف ان روسيا كانت متواطئة او لم تكن قادرة على الوفاء بنهاية هذا الاتفاق مشيرا إلى انه من الواضح «ان روسيا فشلت في مسئوليتها في تنفيذ هذا الالتزام»، وتشير تصريحات تيلرسون إلى الصفقة التى رعتها ادارة اوباما مع روسيا، وهي تتضمن تسليم النظام السوري لمخزون الأسلحة الكيمائية لتدميرها ولكن الهجمات الاخيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية كانت تؤكد بانه تم انتهاك الاتفاق.

واكد تيلرسون ان الضربات الصاروخية التى أمر بها ترامب في سوريا ليست دليلا على تغيير في السياسة الأمريكية تجاه العمل العسكري في هذا البلد الذى مزقته الحرب، ولاحظ تيلرسون «ان هذا يدل على ان (الرئيس) يرغب في اتخاذ إجراء حاسم وانه مستعد للعمل عندما تقوم حكومات وجهات معينة بتجاوز الخطوط وانتهاك الالتزامات».

ونددت تولسي جاباراد (ديمقراطية من هاواي) بقرار ادارة ترامب بشن هجوم على اهداف عسكرية سورية وقالت أنه قرار متهور و(قصير النظر)، واضافت «ان هذه الادارة تصرفت بشكل متهور ودون اعتبار او النظر في العواقب الوخيمة لهجوم الولايات المتحدة على سوريا دون انتظار جمع الادلة من مكان التسمم الكيمائي».

وتابعت «من المحزن والمثير للغضب ان ترامب اخذ بنصيحة صقور الحرب وصعد حربا غير قانونية لتغيير النظام، وهذا التصعيد قصير النظر، وسيؤدى إلى مزيد من القتلي من المدنيين واللاجئين».

ودعا السناتور تيد كروز الرئيس الأمريكي إلى تقديم (القضية) إلى الكونغرس بشأن القيام بعمل عسكري في سوريا مشيرا إلى ان أى عمل عسكري يجب انم يبرر على انه لحماية المصالح الأمنية الوطنية بما في ذلك الإجراءات الحاسمة لمنع وقوع الأسلحة الكيمائية من الوقوع في ايدي الإرهابيين.

 

محلل سياسي لـ»القدس العربي»: ضرب قاعدة الشعيرات العسكرية عقوبة أمريكية وليست هجوما بعيد المدى

هبة محمد

دمشق «القدس العربي»: تفاوتت أراء العارضين للنظام السوري، حول الردع الأمريكي لبشار الأسد، ما بين صحوة القيم الإنسانية الدولية مقابل التوحش العالمي في المرحلة السابقة، وازاهق أرواح الأبرياء في سوريا ممن لا حول لهم ولا قوة، بما تحوي من تصحيح لمفهوم محاربة الإرهاب الدولي المتمثل بنظام بشار الأسد، ومن خلفه من روسيا وإيران، وما بين عملية إعادة خلط الأوراق، وما ستعود على أثارها من اصطفافات دولية، على اعتبار الضربة، رسالة عسكرية أمريكية تكتيكية، ورسالة سياسية استراتيجية لدول العالم.

وقال المحلل السياسي والمعارض السوري محمد بلال في تصريح خاص لـ»القدس العربي» على خلفية الضربة الأمريكية الأولى للنظام السوري، والتي استهدفت قاعدة الشعيرات العسكرية في حمص فجر امس الجمعة، ان الضربة الأمريكية جاءت» بمثابة عقاب محدود، بناء على ضغوط دولية، أرادت منها إدارة ترامب الرد على منتقديها، واتخاذ قرار واضح، بانها لن تقف مكتوفة الأيدي، حيال النظام السوري، ولتقليم أظافر الروس ومن خلفهم إيران على الأراضي السورية، وتدمير القاعدة العسكرية التي انطلق منها الكيميائي، لكي لا يكون هناك ضحايا بشرية جديدة في المستقبل بهذا النوع من السلاح المحرم».

ورأى المتحدث العسكري بأن الضربة الأمريكية بداية لتصحيح المسار، إلى صدارة الدول المؤثرة بما يجري في العالم، وموقع اتخاذ القرار، وأضاف «لعلها ضربة للمفاصل الإيرانية التي لا تستهدف العمق، وضربة للحشد الشعبي وميليشيات إيران الطائفية المتواجدة على الأراضي السورية».

وأضاف «لا بد أن إدارة ترامب أرادت بالضربة المحدودة التي «لا أتوقع ان يكون لها ضربات تالية، العودة في تصدر الموقف العالمي اتجاه ما يجري من أحداث، وارسال رسالة إلى النظام السوري في حال تجاوز أي خط أحمر مرسوم له، بأنه سيتم ضربه دون الرجوع أو أي تفويض من مجلس أمن، ولابد من الإشارة إلى ان الإرهاب في العالم ليس ما يسمى الإرهاب الإسلامي، انما هو إرهاب نظام بشار الأسد والدول المساندة له».

المواجهة عبر الضربة الأمريكية برأي الناشط الإعلامي سهيل عصوم هي مواجهة بين السياسة الخارجية الأمريكية والسياسة الخارجية الروسية والإيرانية، ولو أن أمريكا تعتبر ان قتل الشعب السوري بكل الأسلحة مسموحا الا بالسلاح الكيميائي، ولعلها أرادت رسم خطوط حمراء ليس للنظام السوري فقط، وانما لحكومة طهران، فالضربة فعليا محددة ضد هدف محدد، ولغاية محددة، وهي عبارة عن رسالة عسكرية بمضامينها العسكرية وضعت النظام السوري والإيراني والروسي بالزاوية الضيقة.

 

هل تكون معارك دمشق وحماة التي توقفت بعد أيام آخر حملات المعارضة ضد النظام؟

عبدالله العمري

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أكد مصدر خاص في المعارضة السورية المسلحة ارتباط «فشل» معارك ريف حماة بقرار مفاجئ اتخذته قيادات فيلق الرحمن وقيادات أخرى بوقف معارك جبهة جوبر قبل أيام وتراجعها عن مواصلة القتال.

وقال أحد قيادات المعارضة المقيم خارج سوريا، انه على «تواصل مع قيادات في جيش العزة وفصائل أخرى في ريف حماة». ونقل عنهم في حديث مع «القدس العربي» قولهم «ان جبهة دمشق تمّ وقفها دون تنسيق مع الفصائل المقاتلة في جبهة ريف حماة»، وأضاف ان «النظام استعاد الكثير من المواقع التي خسرها في جبهة دمشق ما أتاح لقواته دعم واسناد جبهة ريف حماة وتكثيف الضربات الجوية»، حسب قوله.

واكد ان «الحملة الإعلامية التي رافقت معارك دمشق وحماة كانت مضخمة»، حسب وصفه مشيراً إلى ان «هذا التضخيم الإعلامي في ما يتعلق بشدة المعارك واعداد المقاتلين المشاركين بها لا يعكس واقع الفصائل قدر ما هو رسالة إلى الجهات الداعمة التي فوجئت بالاداء غير المتناسب مع ما يبثه اعلام الفصائل في الجبهتين».

وقال ان كلاً من «روسيا والنظام يدركان، كما نحن متأكدون، من ان اعداد المقاتلين المستعدين لخوض المعارك من الفصائل لا يصل إلى 15 ألف مقاتل من الفصائل الإسلامية والثورية وبقيادات متعددة غير منسجمة حتى مع مقاتليها»، على حد قوله.

وأوضح ان «بعض الفصائل توزع مقاتليها على كتائب أو سرايا في جبهات متعددة إلى جانب فصائل اخرى، وفي حالات كثيرة سجلنا ان المتواجدين على هذه الجبهة أو تلك ينسقون ميدانياً مع الفصيل المجاور لهم جغرافيا بغض النظر عن توجيهات قياداتهم المركزية، وهذا سبب يضاف إلى جملة أسباب أدت إلى فشل معارك الجبهتين».

وأشار المصدر إلى ان «مشايخ وقادة فصائل يعيشون خارج سوريا ينسقون ما يتعلق بالدعم لفصائل جبهة دمشق أوعزوا لها بضرورة إيقاف القتال لاسباب تتعلق برؤية الدولة الراعية لهم»، ورفض المصدر الكشف عن الشخصيات أو الدولة «الراعية».

ونوه إلى ان هيئة تحرير الشام «اعدت للمعركة في ريف حماة إعداداً جيداً استبقته بتدريب مقاتليها على هذه المعركة لأسابيع وتجهيزهم بأفضل ما متوفر لديها من أسلحة واحدثها».

وقال ان «فتح جبهتي دمشق وريف حماة في وقت متزامن اربك قوات النظام واستطاعت الفصائل تحقيق تقدم لا بأس به لو استمر الضغط وعدم الالتفات للناحية السياسية الا ان هناك قرارات وتوجيهات من الخارج لا يمكن لاي فصيل ان يتجاهلها، مؤكداً ان انفراد هيئة تحرير الشام بمعارك محورها في حماة سيكون له رد فعل خارجي ضدها ربما سيكون قريباً ما يجعلنا ككوادر وقيادات نرجح ان هذه المعركة والتي توقفت في دمشق وحماة ربما تكون آخر حملات المعارضة والثوار الكبيرة ضد النظام «، حسب قوله.

من جانبه أكد محمد غالب احد الكوادر الإعلامية التي غطت معارك حماة على ان «القيادات التي خططت لمعركة ريف حماة اهملت جانباً مهماً في المعركة يتعلق بتحييد بعض المطارات والمعسكرات».

واضاف، كان على «تلك القيادت طالما انها لا تمتلك ما يكفي من الاعداد لتغطية الجبهة القتالية وديمومة المعركة بعد اتساع رقعة القتال، كان عليها التنسيق المسبق مع فصائل أخرى لتحييد معسكرات النظام الضخمة في محردة وجورين في حماة».

كما هو الحال في ضرورة «تحييد مطارات النظام في الضمير والقلمون والسويداء وغيرها، وهي مسؤولية الفصائل المرابطة في تلك المناطق، ومن بينها جيش الإسلام الذي لم يشارك في جبهة دمشق»، وفقاً لما قاله المصدر في المعارضة المسلحة.

 

إقلاع طائرة حربية من مطار الشعيرات بعد القصف الأميركي

عمار الحلبي

أقلعت صباح اليوم السبت أول طائرة حربية تابعة للنظام السوري من مطار الشعيرات في ريف حمص الشرقي، وذلك بعد أن تم استهدافه بضربات أميركية بصواريخ من طراز “توماهوك” فجر أمس الجمعة.

 

وقال المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي” محمد السباعي لـ “العربي الجديد”: “إن الطائرة الحربية أقلعت صباح اليوم لكن لم تتمكّن المراصد من تحديد نوعها”.

 

وذكر “مرصد سورية” وهو مرصد طيران، يقوم بمتابعة التحرّكات الجوية للنظام السوري، أن الطائرة من نوع “سوخوي 22” أقلعت من مطار الشعيرات في الساعة 11 و45 دقيقة بالتوقيت المحلي، وقامت بالتحليق بشكلٍ دائري دون معرفة الجهة التي توجّهت إليها.

 

وكان محافظ حمص التابع للنظام السوري، طلال البرازي، قد توقّع أمس الجمعة أن تتم العودة لاستخدام مطار الشعيرات في الهجمات الجوية على الأراضي السورية خلال أيام.

 

وتناقلت صفحات وشبكات أخبار موالية لنظام الأسد، صورة لرئيس أركان مطار الشعيرات التابع للنظام، العميد الركن شريف صالح بطائرته في المطار، دون أن يتم التحقق من تاريخ هذه الصورة.

 

وأطلق الجيش الأميركي، نحو 60 صاروخاً من طراز توماهوك من مدمّرتين تابعتين للبحرية الأميركية على مطار الشعيرات العسكري، وأسفرت هذه الصواريخ عن مقتل ستة أشخاص وإصابة عدد آخر وفق بيان متلفز لقيادة جيش النظام.

 

والشعيرات هو أحد المطارات الرئيسية الخمسة التي يستخدمها النظام السوري في قصف المناطق والبلدات والقرى السورية، ويقع على بُعد 31 كيلومتراً شرق مدينة حمص، ومجهّز بمدرّجين وحوالي 40 حظيرة إسمنتية.

 

الضربة الأميركية في سورية: تأييد لترامب وتمهيد لمحاصرة إيران/ فكتور شلهوب

خلقت الضربة الأميركية، دينامية جديدة للأزمة السورية. غيّرت حسابات وقواعد لعبتها. تركتها معلّقة بين المزيد من التصعيد والتعقيد، وبين إمكانية تعويم الدبلوماسية. انعكس ذلك في طوفان الردود الأميركية التي أيّدت يأغلبها بشكل عارم قرار الرئيس دونالد ترامب، بين من دعا إلى وشجع على توسيع دائرة القصف، ومن أوصى بالتريث لانتظار معرفة رد الفعل الميداني، في حين أنّ قلة قليلة اعترضت أو تخوّفت على القوات الأميركية المتواجدة داخل سورية، بينما تبدو الإدارة الأميركية مؤيدة للرأي الثاني.

“مستعدون لفعل المزيد” قالت السفيرة الأميركية نيكي هالي، في مجلس الأمن الدولي. هو تحذير من عواقب الرّد على الضربة، يحتمل التأويل. تأويل أنّ الإدارة ليست في وارد الاصطدام المباشر مع النظام السوري، أو أنّ ما حصل ليس غير البداية في مواجهة غير مباشرة وطويلة.

ولا تخفي بعض دوائر حقل السياسة الخارجية، خشيتها من أن تتطوّر العملية لتؤدي إلى الدوران في دوامة “الرّد والرّد على الرّد”. احتمال دفع ببعض الجهات في الكونغرس إلى المطالبة بفتح نقاش حول الموضوع، وإشراك مجلسي الشيوخ والنواب في القرار حوله.

وتنطوي مثل هذه الدعوة على تخوّف من “الانزلاق” إلى مواجهة أكبر أو إلى “تورّط” مديد. والمعروف أنّ الدستور يخوّل الكونغرس “وحده” إعلان الحرب. ولو أنّ هذا الأخير لم يمارس هذا الدور منذ الحرب العالمية الثانية عندما أعلنها على اليابان. ترك للرئيس حرية التصرّف العسكري لفترة شهرين قابلة للتجديد. وهذا ما يمارسه الرئيس ترامب الآن في سورية.

ومن هنا استحضرت الضربة هاجس التورّط المكلف في العراق. بل يصحّ أن تستحضر سيناريو ما سمعه صدام حسين من السفيرة الأميركية عشية غزوه للكويت. فما سمعه النظام السوري من البيت الأبيض وأركان في الإدارة، قبل ثلاثة أيام من الضربة، هو في مضمونه نفس ما قالته السفيرة للرئيس العراقي آنذاك.

تشجيع غير مباشر وبما يؤدي إلى الوقوع في شرك فخ ربما يكون قد جرى نصبه بعناية، وعن سبق تصوّر وتصميم. ذلك أنّه يصعب، إن لم يكن يستحيل، اعتماد التفسير الذي قدّمته الإدارة الأميركية لانكفائها بعد 48 ساعة عن موقفها بالنأي عن الوضع السوري، ومصير رئيسه بشار الأسد، الذي تركته للشعب السوري للبتّ بشأنه. زعمها بأنّها تأثرت بمشهد ضحايا الكيماوي في خان شيخون، لا يسوّغ الالتفاف 180 درجة، وقبل أن يجفّ حبر موقفها الصريح، للقيام بعملية بهذا الحجم. لاسيما أنّها الضربة الأميركية الأولى من نوعها في تاريخ الأزمة السورية. ثم إنّ الحرب السورية حافلة بالمآسي التي لم تحرّك أحداً لمثل هذا الرّد.

في ضوء ذلك، يجوز الاعتقاد بأنّ الضربة، تندرج على الأرجح في خانة سعي الإدارة إلى خوض مواجهات محدودة في الخارج، تكون من الصنف الذي يجري توظيف مردوداته في الداخل، وبما يساعد الرئيس ترامب على تجاوز أزمات إدارته. ووفق هذا السيناريو، فإنّ إيران هي المعنية بالنهاية من هذا التصعيد في سورية. ويأتي ذلك في إطار العمل على تطويق النفوذ الإيراني، والتصدّي لمواقعه في المنطقة.

ومن هنا كان رفع القيود عن بيع السلاح للسعودية، لتمكينها من التفوّق في حربها في اليمن، مع النظر جدياً في تقديم الدعم اللازم لاستعادة ميناء الحديدة من يد الحوثيين. كما كانت الزيارات الأخيرة للعراق، والتي قام بها وزير الدفاع جايمس ماتيس، ثم رئيس الأركان جوزيف دانفورد، ومعه مستشار الرئيس وصهره جاريد كوشنر، لتطمين القيادة العراقية، في ظل تنامي الدعوات الأميركية لتقليص الدور الإيراني في العراق.

ومؤخراً جاء دور سورية، وزيادة عدد القوات الأميركية فيها استعداداً لاسترداد مدينة الرقة من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، مع تزايد الحديث عن القوى المدعومة من إيران في سورية، والتوعّد بتسوية الحسابات معها.

إذا كان الأمر كذلك، فإنّ من غير المجازفة القول بأنّ مسلسل المواجهات طويل.

العربي الجديد

 

هكذا اتخذ ترامب قرار الضربة الأميركية في سورية

في غرفة آمنة في منتجعه مار-إيه-لاجو في فلوريدا، عرض كبار المستشارين العسكريين للرئيس، دونالد ترامب، عليه ثلاثة خيارات لعقاب الرئيس السوري، بشار الأسد، على هجوم بغاز سام أودى بحياة عشرات المدنيين، في خان شيخون في ريف إدلب.

كان ذلك، عصر الخميس، قبل ساعات قليلة فقط من انهمار 59 من صواريخ طراز “توماهوك” الأميركية على قاعدة جوية للنظام في سورية، رداً على ما وصفته واشنطن بأنّه “عار على الإنسانية”.

وكان ترامب في منتجعه في فلوريدا لعقد أول قمة له مع نظيره الصيني، شي جين بينغ. لكن مسؤولاً أبلغ “رويترز” بأنّ القمة نُحّيت جانباً، لإفادة بالغة السرية من مستشار الأمن القومي الأميركي، إتش آر ماكماستر، ووزير الدفاع، جيمس ماتيس.

وقال المسؤول، الذي تحدّث شريطة عدم الكشف على هويته، إنّ ماكماستر وماتيس عرضا على ترامب ثلاثة خيارات سرعان ما تقلّصت إلى اثنين: قصف قواعد جوية عديدة أو قاعدة الشعيرات القريبة من مدينة حمص، حيث انطلقت الطائرة العسكرية التي نفّذت الهجوم بالغاز السام، فحسب.

وأضاف المسؤول أنّ ترامب اختار، بعد السماع إلى نقاش، أنّ من الأفضل التقليل لأدنى حدّ الخسائر البشرية الروسية والعربية، وأمر بإطلاق سلسلة من صواريخ “توماهوك” على قاعدة الشعيرات العسكرية.

وتابع المسؤول أنّ ماتيس وماكماستر قالا إنّ اختيار ذلك الهدف سيوجد أوضح رابط، بين استخدام الأسد لغاز الأعصاب والضربة الانتقامية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ أماكن إقامة المستشارين الروس والطيارين السوريين وبعض العمال المدنيين، توجد في محيط القاعدة، وهو ما يعني أنّه يمكن تدميرها دون المجازفة بسقوط مئات الضحايا، خاصة إذا وقع الهجوم في غير ساعات العمل الطبيعية للقاعدة.

وقال مسؤول آخر، مطلع على المناقشات، إنّ الإدارة لديها خطط طوارئ لضربات إضافية محتملة مع حلول ليل الجمعة، اعتماداً على كيفية ردّ الأسد على الهجوم الأول.

وأضاف هذا المسؤول، أنّ “الرئيس من يحدّد ما إذا كان ذلك (الضربات الجوية) قد انتهى. لدينا خيارات إضافية جاهزة للتنفيذ”.

“قطع الرأس”

قال ثلاثة مسؤولين شاركوا في المناقشات، شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إنّ ترامب اعتمد في مواجهة أول أزمة له في مجال السياسة الخارجية إلى حدّ بعيد على ضباط عسكريين متمرسين:

ماتيس الجنرال السابق في مشاة البحرية الأميركية.

ماكماستر، وهو لفتنانت جنرال في الجيش الأميركي.

ماتيس الجنرال السابق في مشاة البحرية الأميركية (نيكولاس كام/فرانس برس)

ولم يعتمد ترامب على المسؤولين السياسيين، الذين هيمنوا على قراراته السياسية في الأسابيع الأولى لرئاسته.

وقال مسؤولان كبيران، شاركا في هذه الاجتماعات، إنّه فور ورود أنباء عن الهجوم بالغاز، يوم الثلاثاء، طلب ترامب قائمة خيارات لمعاقبة الأسد.

ماكماستر لفتنانت جنرال في الجيش الأميركي (نيكولاس كام/فرانس برس)

وقال كبار مسؤولي الإدارة إنّهم التقوا بترامب، مساء الثلاثاء، وقدّموا خيارات منها عقوبات وضغوط دبلوماسية، وخطط لمجموعة متنوعة من الضربات العسكرية على سورية، وجميعها كانت معدّة قبل أن يتولى السلطة.

وقال أحد المسؤولين إنّ أكثر الخيارات قوة، يسمى بضربة “قطع الرأس”، على قصر الأسد الرئاسي الذي يقبع منفرداً على قمة تل إلى الغرب من وسط دمشق.

وذكر مسؤول “كان لديه (ترامب) كثير من الأسئلة وقال إنّه أراد أن يفكر بشأنها، لكنّه كانت لديه أيضا بعض الملاحظات.. أراد تنقية الخيارات”.

وفي صباح الأربعاء، قال مسؤولو المخابرات ومستشارو ترامب العسكريون إنّهم تأكدوا من أنّ القاعدة الجوية السورية، استخدمت لشنّ الهجوم الكيماوي، وإنّهم رصدوا طائرة سوخوي-22 المقاتلة التي نفّذته. وأبلغهم ترامب بالتركيز على الطائرات العسكرية.

“سترون”

وعصر الأربعاء، ظهر ترامب في حديقة الورود بالبيت الأبيض، وقال إنّ الهجوم “الذي يتعذّر وصفه” ضّد “حتى الأطفال الرضع” غيّر موقفه من الأسد. وسُئل عمّا إذا كان بصدد صياغة سياسة جديدة بشأن سورية، فردّ ترامب بالقول “سترون”.

وفي نحو الساعة 3:45، من عصر الثلاثاء بالتوقيت المحلي، دعا الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، إلى اجتماع طارئ لقادة أفرع القوات المسلحة في البنتاغون لوضع اللمسات الأخيرة على خطة الضربات العسكرية.

وقال البيت الأبيض إنّ ترامب وقّع بعد قليل من الرابعة مساء، على أمر بشن الهجمات الصاروخية.

وأطلقت السفينتان الحربيتان “بورتر” و”روس”، 59 صاروخ “كروز” من شرق البحر المتوسط على القاعدة الجوية المستهدفة. وبدأت السقوط في نحو الساعة 8:40 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (00:40 بتوقيت غرينتش) قبل أن يكمل الرئيسان عشاءهما.

(رويترز)

 

داخل خان شيخون… صمت القبور/ عمار الحلبي

داخل مدينة خان شيخون المنكوبة، شارك وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقّتة محمد فراس الجندي، في إسعاف مصابي مجزرة الكيمياوي في مشفى ميداني يقع شمال المدينة، عقب هجوم راح ضحيته 87 من أبناء المدينة الأصليين والنازحين إليها، من بينهم 29 طفلاً و21 امرأة، فيما أصيب 560 آخرون بأعراض تسمّم بالغاز، بحسب ما وثق الطبيب محمد الجندي، والذي تفقد مكان سقوط أحد الصواريخ التي يعتقد أنها كانت محملة بمواد كيمياوية بالقرب من مركز حبوب المدينة، الواقع إلى جوار دوار المشعل.

استقبلت كل المشافي العامة والخاصة وحتى الميدانية ونقاط الإسعاف والمستوصفات في عموم محافظة إدلب، مصابي المجزرة، بحسب الجندي الذي عاين حالات الاختناق المتكدسة في ممرّات المشفى الميداني وفي أرجائه المختلفة، فيما تم نقل الحالات الحرجة إلى تركيا عبر معبر باب الهوى الحدودي.

وتعد محافظة إدلب التي تتبعها مدينة خان شيخون الأكثر استهدافاً بالأسلحة الكيمياوية من قبل النظام بعد قرار مجلس الأمن 2118 وتوقيع النظام السوري على اتفاقية نزع الأسلحة الكيمياوية، بحسب ما يؤكد لـ”العربي الجديد” فضل عبد الغني، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إذ تعرضت المحافظة إلى 41 هجمة، وتليها محافظة ريف دمشق وشهدت 33 هجمة، ثم محافظة حماة التي تعرضت لـ 27 هجمة، ومحافظة حلب 24 هجمة، وتليها محافظة دمشق 22 هجمة، وكان نصيب محافظتي حمص ودرعا 4 هجمات لكل منهما، و3 هجمات في محافظة دير الزور (شرق)، وفق بيانات موثقة جاءت في 22 تقريراً حقوقياً أصدرتها “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” حول الهجمات الكيمياوية للنظام.

وأحصت الشبكة 200 هجوم بالأسلحة الكيمائية منذ بدء الثورة السورية وحتى صدور أحدث تقاريرها في فبراير/شباط الماضي، تنقسم إلى 191 هجمة حتى نهاية عام 2016 و9 هجمات منذ بداية عام 2017، أدت جميعها إلى مقتل 1405 سوري وسورية وفق ما قالته لـ”العربي الجديد”، براء الآغا مديرة التقارير في الشبكة السورية لحقوق الإنسان، والتي لفتت إلى تداول رقم خاطئ حول عدد تلك الهجمات، إذ قدرتها مصادر صحافية بـ 333 هجمة عبر تكرار احتساب عمليات التوثيق بعد قرارات الأمم المتحدة الثلاثة 2218، 2209، 2235 (المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيماوية وتحديد المسؤولين عن ذلك)، وقبل صدورها. بينما أحصت الجمعية الطبية السورية الأميركية استخدام الأسلحة الكيمياوية 161 مرة في سورية خلال السنوات الخمس السابقة، ما تسبب في مقتل أكثر من 1500 شخص وإصابة أكثر من 14 ألفاً، بحسب ما ذكرته في تقرير أصدرته بتاريخ 14 مارس/آذار 2016.

وتعد حادثة استهداف حيي البياضة ودير بعلبة في حمص، أولى وقائع استخدام السلاح الكيمياوي في سورية، والتي أدت إلى مقتل ستة مدنيين وإصابة 60 آخرين، بينما يعد ما جرى في الغوطة شرقي دمشق، في 21 أغسطس/آب 2013، الهجوم الكيمياوي الأضخم لقوات النظام، إذ راح ضحيته 355 قتلوا نتيجة تسمم عصبي من بين نحو 3600 حالة تم نقلها إلى المستشفيات، بحسب ما ذكرت منظمة أطباء بلا حدود في 24 آب/أغسطس، بينما قالت المعارضة إن عدد القتلى ارتفع إلى 1466 فيما ذكر تقرير للمخابرات الأميركية أن 1429 شخصا قد قتلوا، وعلى الرغم من توقيع النظام السوري في 26 تشرين الأول/أكتوبر، على القرار رقم 2118 الخاص بمعاهدة نزع الأسلحة الكيمياوية، إلّا أنه قام بخرقه 167 مرة منذ التوقيع، ومن بين تلك الخروقات 9 هجمات جرت منذ مطلع عام 2017 وحتى مجزرة خان شيخون في 4 أبريل/نيسان 2017.

ويمتلك النظام سبع منشآت وستة مخابر لتصنيع السلاح الكيمياوي، وفق توثيق أجراه مركز توثيق الانتهاكات الكيمياوية في سورية، ووثق المركز 2376 حالة وفاة و12 ألف إصابة جراء الأسلحة الكيميائية التي أقدمت القوات النظامية على استخدامها.

مدينة الأشباح

تقع مدينة خان شيخون في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب وعلى الرغم من أنها تتبع إداريا محافظة إدلب إلا أنها أقرب إلى مدينة حماة، إذ تبعد عنها 37 كيلومتراً، منها إلى مدينة إدلب التي تبعد عنها 70 كيلومتراً، وتُعتبر نقطةً استراتيجية، كونها تصل محافظة إدلب بريف حماة الشمالي وتقع على الطريق الدولي “حلب-دمشق”، وعقب يومين من مجزرة الكيمياوي في خان شيخون أضحت شوارع المدينة وبيوتها فارغة من أهلها، إلا قليلا من المارة ممن يركبون دراجات نارية أو سيارات نقل صغيرة وأخرى خاصة، يحملون عليها أغراضهم وأقاربهم الذين نزحوا إلى قرى سراقب ومعرة النعمان ومدينة إدلب وغيرها من قرة ريف إدلب الشمالي، خوفا من إعادة استهداف قوات النظام المدينة بالغازات السامة، وفق ما وثقه معد التحقيق بالفيديو خلال جولة في البلدة المنكوبة.

غادر 80% من أهالي المدينة الأصليين والنازحين المدينة المنكوبة، وصارت أشبه بمدينة للأشباح خاصة في الليل، إذ تم إغلاق المحال والأسواق والمطاعم جميعها بحسب ما وثقه معد التحقيق في جولته، وبدا الحي الشمالي فارغا بشكل تام، بسبب تركز القصف الكيمياوي عليه، ما أدى إلى خروج الأهالي منه للابتعاد عن مكان الغاز السام، بالإضافة إلى مرافقة المصابين، وفق شهادة أنس دياب، أحد أبناء مدينة خان شيخون.

يبلغ عدد سكان مدينة خان شيخون 52.972 نسمة، وفق آخر بيان إحصائي، تم إجراؤه عام 2004، بحسب ما يظهر على موقع المكتب المركزي للإحصاء في سورية، ويناهز عدد سكان المدينة 80 ألف نسمة في الوقت الحالي، وفق الناشط الإعلامي جابر أبو محمد، إذ استضافت المدينة نازحين من مناطق ريف حماة الشمالي، نتيجة المعارك بين النظام والمعارضة، لا سيما معردس وصوران، ويقوم اقتصاد المدينة على الزراعة والتجارة.

وخلفت الصواريخ الأربعة التي أطلقتها الطائرة الحربية التي قصفت خان شيخون حفراً فيها شظايا حديدية من جسم المقذوفات، ووضع ناشطون فيها وإلى جوارها لافتات حمراء وبرتقالية كُتب عليها خطر أسلحة غير متفجرة، حتى لا يقترب الأهالي منها، وفق شهادة الميكانيكي بكر السماني الذي يعمل ويقيم في حارة بيت يوسف التي تعرضت لإحدى الضربات.

عقب الضربة التي وقعت في السادسة والنصف صباحاً، توجّه بكر وأهالي الحارة إلى منطقة الضربة التي تقع في الحي الشمالي الذي تقصفه طائرات النظام بشكل شبه يومي، غير أن المشهد صار مرعباً، إذ بدأ الأهالي في السقوط كلما اقتربوا من مكان الانفجار، ويقول بكر لـ”العربي الجديد”: “صرخ أحدنا مواد سامة، كل ما يحاول أحدنا إسعاف العالم يقع فوقهم، حتى الآن يخرج الدفاع المدني أهالي مخنوقين في بيوتهم”.

توفى العديد من الضحايا من النساء والأطفال النائمين في منازلهم، بسبب وقوع الضربة في الصباح الباكر، بالإضافة إلى غياب التجهيزات الطبية الملائمة لاستقبال مئات الحالات، في الوقت الذي عمد النظام، منذ الثلاثاء، إلى استهداف مشفى خان شيخون، ومشفى الرحمه، ومركز الدفاع المدني في المدينة، والتي يبعدون قرابة 5 كيلومترات عن المكان المستهدف بالسلاح الكيمياوي، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة، وفق ما وثق الناشط الإعلامي خالد الأحمد في شهادته التي أدلى بها لـ”العربي الجديد”.

وأظهرت صور بثّها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي قيام الأهالي بدفن الجثث في مقابر جماعية، بينما ما زالت بعض الجثث في برادات المستشفيات الميدانية والنقاط الطبية.

اتهام قائد سرب بارتكاب المجزرة

تتسارع وتيرة التطورات السياسية والعسكرية بعد مجزرة خان شيخون في ريف إدلب، إذ ردّت الولايات المتحدة الأميركية بتدمير مطار الشعيرات الذي انطلقت منه الطائرة التي قصفت المدينة بغاز السارين، وفق ما يرجح اللواء المنشق عدنان سلو، مدير إدارة الحرب الكيمياوية السابق في إفادته عبر الهاتف لـ”العربي الجديد”، موضحاً أن الأعراض التي عانى منها الضحايا قبل وفاتهم والمصابين تؤكد ذلك، إذ ظهر على بعضهم خروج زبد من الفم وتشنج ووجع في العيون وفقدان التوازن وتشنجات عضلية متكررة، إضافة إلى إفرازات من الجهاز التنفسي، سعال وضيق في التنفس واختلاجات وتضيّق في الحدقات (حدقات دبوسية) وتعرّق وإسهال.

وعبر رصد ميداني توصل ناشطون في مرصد محلي يتنصت على محادثات قوات الأسد، إلى خروج طائرة من طراز سوخوي 22 تحمل اسم “قدس 1″، أقلعت فجراً من مطار الشعيرات يقودها العقيد الطيار محمد يوسف حاصولي المنحدر من مدينة تلكلخ غرب حمص، وورد اسم حاصولي في لائحة اتهام أصدرها القاضي المنشق عن نظام الأسد ومؤسس مجلس القضاء السوري الحر، خالد شهاب الدين، ضمن قائمة للمتهمين بارتكاب جرائم حرب في سورية، لافتاً في اللائحة التي أصدرها في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2012 إلى أن حاصولي يتبع للسرب 685 سوخوي.

الوقاية وتوثيق المجزرة

عقب وقوع هجوم كيمياوي، يجب خروج جميع الأشخاص من المنطقة الملوّثة بعكس اتجاه الريح، وفي حال كانت كان لديهم كمّامات عليهم ارتداؤها فوراً، وغسيل أجسادهم بمياه ساخنة وصابون، وفق ما ينصح به اللواء عدنان سلو.

وأوضح سلو أن غاز السارين لا لون له ولا رائحة ولكن تأثيره يبقى على سطح الأرض بنحو ارتفاع مترين، لافتاً إلى أن القصف بالسارين لديه عدّة شروط، أبرزها أن تكون سرعة الرياح 3 أمتار بالثانية، وأن تكون درجة الحرارة ما بين 22 إلى 25 درجة، وهو ما يفسّر الهجوم فجراً، مشيراً إلى أنه لو كانت درجة الحرارة 40 مثلاً فإن الغاز سيتبخّر بسرعة، ولن يقتل هذا العدد من المدنيين.

ويؤكد اللواء المنشق ضرورة جمع عينة من الصواريخ والتربة والمأكولات الموجودة في مكان القصف، إضافةً إلى عينات من أجسام المصابين، مثل الشعر أو البول أو حتى الأنسجة، لافتاً إلى أنها تُوضع من قبل مختصين مخبريين في أكياس وقوارير وتوضع في مكانٍ بارد ليتم تحليلها واستخراج النتائج التي تثبت القصف.

ودعا إلى الإسراع في هذه العملية “لأنه إذا مرّت فترة طويلة عقب الهجوم من الممكن أن يتبخّر الغاز ويختفي دليل”، مشيراً إلى “أن جهات تابعة للمعارضة دخلت بعد الضربة إلى مسرح الجريمة وقامت بعملية التوثيق لتعتمدها دليلاً تقدمه أمام المحاكم أو الجهات الدولية”.

غياب الإرادة الدولية

بعد الهجوم بالكيمياوي على الغوطة الشرقية، أجبر مجلس الأمن النظام السوري على التوقيع على اتفاق نزع الأسلحة الكيمياوية، عبر إصدار القرار 2118، والذي نص على أن يُعاقب النظام في حال استخدم الأسلحة الكيمياوية مجدّداً باستخدام القوة ضده تحت البند السابع من ميثاق مجلس الأمن، بموجب المادة رقم 21 من القرار، وفق ما أكد المحامي والناشط القانوني سامر طلاس.

ويؤكد طلاس لـ “العربي الجديد”: “إن القرار رقم 2118 كان من المفترض أن يردع النظام عن استخدام الأسلحة الكيمياوية، لكن لم يحدث ذلك، ما أدى إلى تكرار الخروقات من قبل النظام، بسبب عدم وجود إرادة دولية لاستخدام القوة خارج مجلس الأمن تحت الفصل السابع، الأمر الذي كان يمكن أن يؤدي إلى منع النظام عن تكرار جرائمه في حق السوريين”.

العربي الجديد

 

ترامب مُتعلِّم سمعي بصري.. ولذلك تدخل في سوريا

لم تظهر مجزرة خان شيخون وحشية النظام السوري الذي استخدم السلاح الكيماوي فقط، بل أثبتت أيضاً، وربما للمرة الأولى منذ انطلاقة الثورة السورية، أهمية العمل الذي يقوم به الناشطون الإعلاميون في توثيق ما يجري من فظائع وجرائم ضد الإنسانية في البلاد، حيث لعبت صور المجزرة التي بثها الناشطون ووسائل الإعلام المعارضة، دوراً جوهرياً في اتخاذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره بالضربة العسكرية الأولى لواشنطن ضد نظام الأسد، بعدما كان دورها محصوراً في السابق بحشد الرأي العام العالمي فقط من دون تأثير حقيقي.

وكشفت صحيفة “واشنطن” بوست” نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، أن صور المجزرة وحدها ما جعل ترامب ينتقل في سياسته تجاه سوريا، من اللامبالاة الكاملة وفق شعار “أميركا أولاً”، إلى إطلاق 59 صاروخ توماهوك كروز على مطار الشعيرات الذي انطلقت منه الطائرات المحملة بالأسلحة الكيماوية.

وأكد مسؤولون كبار في الإدارة وأعضاء في الكونغرس، أن ترامب تأثر بشكل خاص بصورتين. الأولى، تظهر مجموعات الأطفال خائري القوى الذي يتم رشهم بالماء بقوة في محاولة لتطهيرهم من غاز الأعصاب السام المستخدم في الهجوم. والثاني لأب مفجوع يحمل جثّتي طفليه التوأم اللذين لفّهما بنسيج أبيض ناعم، وهي الصورة التي انتشرت في نطاق واسع عبر “تويتر”.

وقد يرتبط ذلك بشكل جوهري بشخصية ترامب نفسها. فعندما بدأ الرئيس الجديد بتلقي تقاريره الاستخباراتية اليومية في كانون الثاني/يناير الماضي، قدم فريقه طلباً إلى أجهزة الاستخبارات بأن يتم تقليل عدد الكلمات وزيادة الرسوم والصور، لأن ترامب متعلم بصري – سمعي. وبالمثل قام فريق ترامب بتفتيت خطة أوباما للطوارئ في سوريا إلى جرعات قابلة للهضم في عقل ترامب عبر تكثيف الصور في المعلومات المقدمة إليه، بما في ذلك الصور الأخيرة من مجزرة خان شيخون.

وأفاد أحد كبار مستشاري البيت الأبيض، أن ترامب تابع المجزرة طوال اليوم وخلال الليل عبر شبكات الأخبار، ثم تحول إلى كبار موظفيه ليقول كم هي اللقطات مروعة وفظيعة في سوريا. فيما وصفته مستشارة ترامب كيليان كونواي بأن ما شهده العالم في ترامب هو شخصيته كقائد في مهمة وأب وجَدّ، مضيفة أن الرعب الذي بثته الصور لكل العالم كان من الصعب تجنبه وتجنب نظرات أولئك الأطفال، لأي أحد شاهد الصور، بما في ذلك ترامب شخصياً.

رغم ذلك، يرى السيناتور الديموقراطي كريس مورفي، في تصريحات صحافية، أن انعطافة ترامب القصوى في أقل من 24 ساعة من سياسة اللامبالاة نحو الانخراط في الاشتباك، بهذه الصورة، تؤكد أنه لم يجعل من سوريا أولوية لإدارته، وأن القرار ليس سوى رد فعل عاطفي تجاه ما شاهده الرئيس الأميركي على التلفزيون، مبدياً قلقه من الطبيعة الوهمية لهذه السياسة الخارجية وازدرائها للسلطة التي يمتلكها الكونغرس في ما يتعلق بقرارات الحرب الخارجية. ورد مساعدو البيت الأبيض بأنه رغم صحة تأثير الصور بشكل واضح على ترامب، إلا أنها لم تكن وحدها ما أدى إلى اتخاذ القرار بالضربة، بل إنه اتخذ القرار بعد التشاور مع مستشاريه في عملية تداولية وشاملة.

 

واشنطن تعلن استعدادها لشن ضربات جديدة على سوريا

أكدت الولايات المتحدة الأميركية استعداداها لشن ضربات جديدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها أملت ألا تضطر إلى ذلك مجدداً.

 

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكلي هايلي، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن دعت إليها موسكو: “نحن مستعدون للقيام بالمزيد لكننا نأمل بالا يكون ذلك ضروريا”، ما أثار غضب ممثل روسيا في الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف، الذي قال إن “الولايات المتحدة هاجمت أراضي سوريا ذات السيادة. نعتبر هذا الهجوم انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وعملاً عدوانياً”.

وفي أعقاب الموقف الروسي، اعتبر وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، ليل الجمعة، أن الرد الروسي “مخيب جداً للأمل”، في حين أعلن وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين أن واشنطن تعد لفرض عقوبات اقتصادية على سوريا. وقال منوتشين “سنعلن عقوبات إضافية على سوريا في إطار جهودنا لمنع هذا النوع من الأنشطة، ولكي نظهر إلى أي مدى هذا مهم في نظرنا”. وأوضح منوتشين أن هذه العقوبات ستؤدي إلى “منع الأفراد من القيام بأعمال تجارية” مع النظام السوري.

 

وقبيل اجتماع مجلس الأمن، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس إلى “ضبط النفس”، مشدداً على أن الحل في سوريا “سياسي” فقط، ودعا “جميع الأطراف إلى تكرار التزامها بإحراز تقدم في المفاوضات (بين السوريين) في جنيف”.

 

في غضون ذلك، كشف مسؤولون عسكريون أميركيون، أن وزارة الدفاع تتحرى عن دور محتمل للمقاتلات الروسية في الغارات التي استهدفت مدينة خان شيخون في ريف إدلب بسلاح كيماوي.

 

وكانت وكالة “فرانس برس” قد نقلت عن مصدر عسكري سوري قوله، إن الجيش السوري تبلغ بالضربة الأميركية قبل وقوعها، واتخذ تدابير وقائية عبر نقل طائرات من المطار المستهدف. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلات أقلعت من مطار الشعيرات، الذي استهدفه القصف الأميركي، ونفذت غارتين على أقل ليل الجمعة، ما يشير إلى أن القصف الأميركي طال حظائر الطائرات من دون استهداف مدارجها.

 

الخبراء العسكريون الروس والأميركيون يلتقون في جنيف

اكتفى مجلس الأمن القومي الروسي، بعد اجتماع طارىء دعا إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بوصف الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة إلى قاعدة الشعيرات العسكرية في سوريا بأنها عمل عدواني يخالف القانون الدولي.

 

ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله، إن أعضاء المجلس أعربوا أثناء اجتماعهم الطارىء، الجمعة، عن القلق من “العواقب السلبية الحتمية من الأعمال العدائية المماثلة التي ستؤثر على الجهود المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب”. كما أبدى مجلس الأمن الروسي أسفه بشأن الأضرار التي ألحقتها ضربات الولايات المتحدة بالعلاقات الثنائية الروسية الأميركية. وأكد بيسكوف أن بوتين تطرق أثناء الاجتماع إلى المسائل المتعلقة باستمرار العملية الروسية في دعم الجيش السوري في مكافحة الإرهاب.

 

في غضون ذلك، دعت موسكو إلى اجتماعين طارئين لمجلس الأمن الدولي في نيويورك ولجنة العمل المشتركة حول سوريا في جنيف.

 

وبينما يبحث مجلس الأمن الضربة العسكرية الأميركية لسوريا، من دون طرح أي مشروع على التصويت، ينتظر أن يشهد اجتماع جنيف قرارات مهمة لناحية التنسيق العسكري بين موسكو وواشنطن في الأجواء السورية.

 

وقالت مراسلة “المدن” في جنيف دينا أبي صعب، إن الأمم المتحدة وزّعت رسالة من المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أكدت على أن “المبعوث الخاص إلى سوريا يراقب الوضع بشكل كامل ومركز” وإنه لن يدلي بأي تصريحات في الوقت الراهن في ما يتعلق بالتطورات العسكرية الأخيرة في سوريا.

 

وأضافت الرسالة “سيعقد اجتماع طارىء لفريق العمل المعني بوقف إطلاق النار” بطلب من الجانب الروسي، وقد وافقت عليه واشنطن.

 

في الأثناء، طلبت وزارة الدفاع الأميركية من روسيا إبقاء القنوات العسكرية مفتوحة بعد أن أغلقت الأخيرة خطاً ساخناً إتفق الجانبان على استخدامه للتنسيق بين جيشي البلدين لتفادي الحوادث بينهما في سوريا.

 

وقال المتحدث باسم البنتاغون الميجور أدريان راخين-غالواي، إن واشنطن تأمل في أن تعيد روسيا النظر في الأمر. وأضاف إن وزارة الدفاع “لا تزال لديها الرغبة في الحوار عبر قنوات ضمان سلامة الطيران. انها لمصلحة كل الأطراف الناشطة في الأجواء السورية لتفادي الحوادث والحسابات الخاطئة ونأمل بأن تتوصل وزارة الدفاع الروسية إلى هذا الاستنتاج أيضاً”.

 

الجمعة الحزينة” التي لن ينساها مؤيدو النظام في اللاذقية

أسعد أحمد العلي

يوم ثقيل سريع الإيقاع، عاشه مؤيدو النظام في اللاذقية، الجمعة. وبدل قضاء الوقت بالاحتفال الروتيني بميلاد حزب “البعث العربي الاشتراكي”، الذي ما زال “حاكماً” لمفاصل البلاد حتى اللحظة، والتحضير لمشاركة المسيحيين بعيد الفصح وجمعته الحزينة، استبقت الولايات المتحدة على المؤيدين الوقت، فجاءت جمعتهم الحزينة قبل موعدها، بعد تلقيهم صدمة من العيار الثقيل بقصف مطار الشعيرات في حمص، كرد على استخدام النظام للسلاح الكيماوي في الهجوم على خان شيخون. وتحول الجمعة إلى حدث أليم، مرره الجميع في محاولة إيجاد تحليل سياسي للأحداث والتنبؤ بالخطوة التالية للضربات، التي وسمت بداية النهار بهزيمة مدوية، لينتهي بانتصار من نوع آخر.

 

حديث بسيط مع أي مؤيد للنظام تصادفه في لقاء أو جلسة جانبية، سيكشف حالة التخبط التي أصابت أوساط المؤيدين، الذين لم يتوقعوا أصلاً رد فعل أميركي على ما حدث في خان شيخون، في استعادة لتجربة الكيماوي في الغوطة الشرقية في العام 2013. هذه المرة لا خيام نصبت على أسطح المنازل تلبية لحملة “على أجسادنا”، واستبدل الخوف باستهزاء وتأكيدات على أن الإدارة الأميركية لن تجرؤ على تجاوز الوجود الروسي في سوريا، وإلا فسيكون الرد قاسيا ومدوياً. الأمر الذي أكد عليه محافظ اللاذقية ابراهيم خضر السالم، في زيارات ميدانية واجتماعات مع جهات خدمية، حرص خلالها على إنكار المجزرة من أساسها، والترويج للحماية الروسية المفترضة للبلاد، ما جعل النفوس تهدأ وتنام مطمئنة لتستيقظ في اليوم التالي على هذه الفاجعة.

 

وعلى الرغم من الحركة الطبيعية التي سادت الأحياء والشوارع، لكن لا يمكن تجاهل الوجوم الذي رسم على الوجوه، فالضحايا الست الذين أعلن النظام سقوطهم في هذه الغارة، ينحدر قسم منهم من ريف اللاذقية التي تنتظر دفن قتلاها في جنازة مهيبة تعادل حجم الحدث. خطب الجوامع توحدت لإدانة الضربة والتركيز على استهداف المحور المقاوم، خدمة لإسرائيل. أما روسيا فقد نالها اللوم والعتب وسيل من الشتائم في بعض الأحيان. كيف لا، فأميركا أعلنت تنسيقها المباشر مع الروس لتنفيذ الضربة؟ وراح الجميع يتساءل: أين هي منظومة “أس 400″؟ أليس من المفترض ان تصد الضربات في مثل هذه الحالات؟ أسئلة لم يجد المؤيدون إجابة شافية لها، فقضوا بعض الوقت بإطلاق النكات الباردة عن الاحتفاظ بحق الرد، او الدعوة لحرق إدلب والرد الحاسم فيها، على اعتبار ان الإرهابيين المأجورين “أدوات الامبريالية وإذنابها”، هم السبب في كل ما حدث، والرد المؤلم لإسرائيل وأميركا سيكون هناك على حد تعبيرهم.

 

يقول إياد، وهو مجند مقاتل ضمن صفوف قوات النظام، إنه  يشعر بخجل وانكسار شديد بعدما حصل “نحن بلا قيمة، يضحون بنا لأجل لاشيء، الروس سحبوا قواتهم وتركونا وحدنا، هل أرقام الضحايا صحيحة قياسا للهجوم الكبير؟ أين الدفاعات والمنظومات التي يتحدثون عنها، الجيش لم ولن يرتكب مثل هذه الأفعال، وبدل الدفاع عن أنفسنا عام 2013 سلمنا الترسانة بأكملها، ماذا سيكون الثمن الآن؟”.

 

إياد ، الذي طرح تساؤلات شريحة واسعة من أقرانه، كان موقفه أقل حدة من مثقفين وفنانين تشكيليين اجمعوا على ضرورة سحب الجنسية من السوريين في الخارج ممن أيدوا الضربة الأميركية. ليكون نصيب المرتاحين او الصامتين في الداخل “الإعدام شنقاً” كما جرت المطالب التي لقيت ارتياحا وتأييدا واسعا من الشارع الذي استهجن تهليل باقي السوريين ومباركتهم للضربة، داعين الى ان يتوحد الجميع خلف النظام لمقاومة الامبريالية وإسرائيل. فالضربة “اختبار للانتماء الوطني” بالنسبة لهم، بغض النظر عن أسبابها والحدث الذي أفضى إليها.

 

الأمر الغريب كان في حجم التناقض الواضح في الرؤى عند سؤالهم عن الوجود الروسي في البلاد وماهية توصيفه كإحتلال من عدمه، لتأتيك أجوبة تؤكد على شرعية الوجود الروسي الذي أتى بطلب وتنسيق مع القيادة السورية، كذلك الحال مع باقي الفصائل المقاتلة من دول أخرى. فالتنسيق مع القيادة أمر تجاوزته الولايات المتحدة التي تصرفت بشكل فردي كرد على “انتصارات الجيش وتقدمه على الأرض”، فكانت “مسرحية الكيماوي والعقاب” سبباً لرفع معنويات “الإرهابيين المتراجعين في كافة أنحاء البلاد، وإعطائهم أملاً بمساندة فاشلة من مشغليهم تقوي بقاءهم وتطيل أمده”.

 

وكالعادة، لم ينته هذا اليوم الحزين من دون محاولة يائسة من النظام للملمة الجراح. لم تحصل دعوات للتظاهر الشعبي تنديدا بما حدث، حتى أن المؤيدين لم يطالبوا بمثل هذه الوقفات. فالمزاج الشعبي مختلف الآن عما كان سائدا في التهديد الأول عام 2013، والجميع بانتظار الموقف الروسي، دون أدنى أمل بتحرك فاعل من قبل القيادة السورية. لكن محاضرات وندوات قادمة ستعقد لاحقا للتحدث عن فشل الهجوم وانعدام أثره، خاصة بعد إعلان إعادة تشغيل مطار الشعيرات وتحليق طائراته من جديد، في خطوة مرت مرور الكرام على المتابعين الذين اختتموا نهارهم متسائلين بإلحاح، أين سيكون الهدف التالي يا ترى؟

 

الضربة الأميركية تذكير للأسد بالخروج من وهم الحماية الروسية

عمل عسكري محدود يحمل رسائل إلى إيران وروسيا ويعطي انطباعا بأن إدارة ترامب تخلصت من مخلفات سياسة أوباما المترددة حيال الملف السوري.

 

واشنطن – عكست الضربة الأميركية لمطار الشعيرات العسكري في سوريا جدية رسائل إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى الرئيس السوري بشار الأسد وداعميه الروس والإيرانيين.

وقالت مراجع سياسية عربية في واشنطن إن الهجوم الصاروخي على القاعدة السورية كان رسالة واضحة إلى الأسد بأن يخرج من وهم المنعة بوجود روسيا، وأن تعطيل الفيتو الروسي لقرارات مجلس الأمن لن يحول دون القصاص من النظام السوري ولو في شكل تحرك أحادي.

وأشارت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي خلال اجتماع لمجلس الأمن إلى أن الأسد كان يظن أنه يستطيع الإفلات، معتقدا أن “روسيا ستقف في ظهره”.. و“هذا تغير الليلة الماضية”.

وأضافت أن بلادها “قامت بخطوة مدروسة جدا (…) نحن مستعدون للقيام بالمزيد، لكننا نأمل بالا يكون ذلك ضروريا”.

واعتبرت المراجع أن الرد الأميركي السريع على الهجوم الكيماوي في إدلب يعطي انطباعا جديا بأن إدارة ترامب بدأت بالتخلص من مخلفات التردد الذي طبع السياسة الأميركية في فترة باراك أوباما، وهو ما استثمرته قوى إقليمية ودولية للتدخل في سوريا بشكل مباشر أو عن طريق وكلاء محليين.

ومثلت الضربة اختبارا جديا لمدى استعداد روسيا لحماية حليفها الأسد من الضربات الجوية المفاجئة. وكان واضحا وجود تنسيق بروتوكولي بين موسكو وواشنطن حول الضربة، وهو تقليد تحتكم إليه القوى الكبرى في ما بينها.

وقال مسؤولون أميركيون إنهم أخطروا القوات الروسية بأمر الضربات الصاروخية قبل حدوثها وإنهم حرصوا على تفادي إصابة جنود روس في القاعدة.

وأضافوا أنه لم تقع ضربات على أجزاء من القاعدة كان جنود روس موجودين فيها. لكنهم قالوا إن الإدارة الأميركية لم تسع لنيل موافقة موسكو.

ويبدو أن موسكو تجنبت الرد الاستباقي على الصواريخ الأميركية ضمن هذا التقليد، تماما مثلما تعاملت مع القصف الإسرائيلي المتكرر ضد مواقع الأسد، أو ميليشيا حزب الله اللبناني.

وأعلن الجيش الروسي الجمعة أنه “سيعزز” الدفاعات الجوية السورية بعد الضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة عسكرية لنظام دمشق، وفق ما قال المتحدث العسكري.

وقال إيغور كوناشنكوف “من أجل حماية البنى التحتية السورية الأكثر حساسية، سيتم اتخاذ سلسلة من التدابير بأسرع ما يمكن لتعزيز وتحسين فاعلية منظومة الدفاع الجوي للقوات المسلحة السورية”.

وتشعر روسيا بإحراج مزدوج بسبب هذه الضربة، فهي من ناحية كسرت الانطباع السائد بأن الأسد في حمايتها.

ومن ناحية ثانية بات واضحا أنها لم تنجح بإلزامه الحفاظ على الخطوط الحمراء في الصراع، وبينها عدم استعمال الكيماوي والكف عن استهداف المدنيين في حربه مع المعارضة.

وأحرجت الضربة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي نجح لأكثر من عام في الظهور كزعيم جاد في حماية حلفائه، وقادر على فرض رؤية بلاده في الملف السوري على مختلف الخصوم.

وقال الكرملين إن بوتين اجتمع مع مجلس الأمن الروسي الجمعة وبحثوا بقاء سلاح الجو الروسي في سوريا في أعقاب الضربات الصاروخية الأميركية.

فيما أعلن فيكتور أوزيروف رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي وهو المجلس الأعلى للبرلمان إن “نظامي إس-300 وإس- 400… يضمنان بشكل كاف أمن قواتنا المسلحة على الأرض وكذلك عن طريق البحر والجو”.

ويميل خبراء ومحللون إلى أن الضربة الصاروخية على مطار الشعيرات ستزيد من التنسيق الروسي الأميركي حول سوريا لمنع أي صدام غير مخطط له، وهو ما قد يساعد على الإسراع بالتوصل إلى حل سياسي عبر الضغط على الأسد والمعارضة وحلفائهما الإقليميين.

ويعتقد أستاذ العلاقات الدولية في المدرسة العليا للاقتصاد والسياسة في موسكو ليونيد سوكيانين أن روسيا لن تغير موقفها من دعم الأسد بعد الضربة الأميركية.

ولكنها بالتأكيد ستكون حريصة على الضغط على الأسد للتعاون بشكل حقيقي في المفاوضات لبدء مرحلة انتقالية حقيقية تركز على الحفاظ على مؤسسات الدولة مع إمكانية حدوث تغييرات في شخصيات النظام في إطار تفاهم سوري ودولي.

وقال سوكيانين لـ“العرب”، “عقدة بقاء أو رحيل الأسد ستبقى قائمة حتى تحدث تفاهمات دولية لصيغة سوريا ما بعد الأسد، وهل ستكون خلال المرحلة الانتقالية أم من خلال الانتخابات، فموسكو حريصة على السماح للأسد بأن يرشح نفسه للانتخابات، ولكن هذه النقطة متروكة للتفاوض السوري – السوري والتفاهمات الدولية”.

وأكد سوكيانين أن الضربة لن تجبر موسكو على تقديم تنازلات، ولكنها لن تقدم غطاء بلا حدود للأسد، فروسيا تقول دائما ليتفاهم السوريون على من يحكمهم.

واعتبر المحللون أن الرسالة الأميركية الثالثة، بعد رسالتي الأسد وروسيا، موجهة إلى إيران ليس فقط في سوريا، ولكن في بقية الملفات الإقليمية، وخاصة في العراق باعتباره الساحة الرئيسية للصراع مع واشنطن.

وستفهم طهران بشكل قطعي أن إدارة ترامب لا تمتلك الكثير من سعة الصدر لتصبر على أسلوبها المتحدي والذي يبالغ في اختبار صبر واشنطن مثلما جرى مع السفن الأميركية في مضيق هرمز، وسعى الحوثيون إلى استنساخه في باب المندب.

لكن مراقبين في واشنطن حذروا من أن تراهن دوائر إقليمية على الهجوم الصاروخي على أنه قرار من ترامب بالانخراط في النزاع السوري على الطريقة الروسية.

ولا يرجح المراقبون أن تكرر واشنطن ضرباتها في أماكن أخرى من سوريا، معتبرين أن هدفها ليس الإطاحة بالأسد أو تغيير موازين القوى لفائدة المعارضة ولا الاشتباك مع روسيا، وإنما التأكيد على تغير المزاج الأميركي تجاه الملف السوري ومختلف اللاعبين داخله.

وأبلغ مسؤول دفاعي أميركي رويترز بأن الهجوم “مُفرد” ما يعني أنه من المتوقع أن يكون ضربة واحدة وأنه لا توجد خطط حاليا للتصعيد.

وكتب المحلل السياسي كيفن درم، في مجلة “مذر جونز” ذات الاتجاه الليبرالي “لا نتوقع الكثير من الهجمة الجوية إلا إذا ذهب ترامب إلى أبعد منها، فهي لا تثبت أن مزاجه للسياسة الخارجية قد تغير، أو أنه قد أظهر عزمه وحسمه”.

وأضاف كيفن درم أن “الرئيس الأميركي بالكاد فعل أصغر وأكثر الأشياء الاعتيادية التي فعلها الرؤساء الأميركيون في ظروف مثل هذه”، في إشارة إلى أن ترامب لن يذهب إلى أبعد من بعث رسالة بهجومه الجوي، ولن يمضي في الحل العسكري إلى أبعد من هذا الحد.

وقال المحامي الأميركي ديفيد فرنتش “إذن ستكون هذه الضربة الوحيدة، وما لم تكن فعالة بشكل غير اعتيادي وغير مسبوق فإن هنالك فرصة ضئيلة لكي تشكل تأثيرا ماديا على نظام الأسد أو مسار الحرب الأهلية نفسها”.

وقال وزير الخارجية الأميركي إن الضربة لا تعني تغير السياسة الأميركية الأشمل بشأن سوريا.

وأضاف “هذا يدل بوضوح على أن الرئيس مستعد لاتخاذ تحرك حاسم عندما يتطلب الأمر… لن أحاول بأي شكل أن أفسر ذلك بأنه تغير في سياستنا أو موقفنا في ما يتعلق بأنشطتنا العسكرية في سوريا حاليا. لم يحدث تغيير في هذا الوضع”.

العرب

 

هجوم «ترامب» في سوريا: الجيد والسيء.. والقبيح

ترجمة وتحرير أسامة محمد – الخليج الجديد

بناء على أمر من الرئيس «دونالد ترامب»، قام الجيش الأمريكي بإلقاء العشرات من صواريخ كروز على قاعدة جوية سورية أطلقت من خلالها أسلحة كيماوية هذا الأسبوع أدت لقتل مدنيين سوريين من بينهم عدد من الأطفال. ويندد نقاد «ترامب» بالضربات كدليل على تهوره وتورط أميركا غير الحكيم في الحرب الأهلية السورية. ويحتفل مؤيدوه بالهجوم كعلامة على التصميم الأمريكي الذي كان مفقودا خلال السنوات الثمان الماضية، فضلا عن أنه رسالة إلى الأشرار في العالم.

هل يجب علينا أن ندين أو نثني على قرار «ترامب»؟ الجواب، بالطبع، ليس من السهل، حيث لدي أسئلة أكثر من الإجابات.

الجيد

عندما كانت إدارة «أوباما» تتجه نحو رد عسكري على الهجوم الكيميائي السوري عام 2013 لإنفاذ خطها الأحمر المعلن، على الرغم من أنني لم أؤيد هجوما بدون الحصول على شعبية واسعة، ودعم من الكونغرس والحلفاء، فقد لاحظت أن أي شيء أقل من الهجوم الكبير لتدمير قدرات الأسد الجوية لن يرسل رسالة قوية بما فيه الكفاية. ونحن نعلم جميعا ما حدث بعد ذلك، وبطبيعة الحال، فقد تعرض الرئيس «أوباما» لانتقادات شديدة لعدم تصرفه (ولكني أرى أن الخطأ الأكبر هو الخط الأحمر، وليس الفشل في فرضه). وحقيقة أن معظم ترسانة الأسد الكيميائية قد دمرت لاحقا في اتفاق توسطت فيه روسيا ووفر مكاسب صافية لمصالح الولايات المتحدة.

أما في الوقت الحاضر، في حين أعتقد أن الرد الدبلوماسي المدعوم بالتهديد الموثوق به للعمل العسكري كان سيحقق استجابة أكثر حكمة لجريمة الحرب الأخيرة التي ارتكبها نظام «الأسد» يمكن للمرء أن يجادل أن صواريخ كروز قد تعيد الردع مع «الأسد» بقدر ضيق فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية. ومع ذلك، فإنني أشعر بالقلق من أن تركز الهجوم على قاعدة جوية واحدة يمكن أن ينظر إليه من قبل «نظام الأسد» على أنه ليس أكثر من عملية رمزية. وماذا لو فعل «الأسد» ذلك مرة أخرى؟

الجيد، كما ترون، هو على الأرجح ليست جيدا. بل هناك مشاكل أكبر مع هذا الهجوم.

السيء

لقد كان خطر التصعيد العسكري مع روسيا أحد الاعتراضات المتكررة على الهجوم العسكري الأمريكي على «نظام الأسد«. وفي حين أن الكثيرين قد رفضوا هذه المخاوف (وهي من وجهة نظري غير مشروعة)، حيث يمكن للجميع أن يوافقوا على أن مثل هذا التصعيد سيكون أكثر احتمالا إذا كانت الضربات الأمريكية ستقتل عددا من الأفراد العسكريين الروس الموجودين في مواقع مشتركة مع العسكريين السوريين. وبينما يزعم وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» أن موسكو أبلغت بالهجوم في وقت مبكر لأغراض نزع التعارض، فإن هناك جزءا من القاعدة قيد البحث يديرها الجيش الروسي. ولا يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان ذلك صحيحا وما الذي حدث لأي موظفين روسيين متمركزين هناك. ولكن هذا الخبر تركني غير مستقر. حتى لو لم يصب الروس في هذا الهجوم وإذا رفضت موسكو التصدي للتصعيد ردا على ذلك، فيمكنكم التأكد من أن هناك انتقام روسي في مكان آخر في نهاية المطاف. ربما ستكون هناك تكلفة مقبولة لهذا من البيت الأبيض، وربما لا.

ثانيا، كان تحفظ «أوباما» لشن هجوم في عام 2013 يعتمد جزئيا على رغبته في الحصول على دعم الكونغرس، وقد كانت هذه هي الغريزة الصحيحة. فقد كشفت استطلاعات الرأي الشعبي فى ذلك الوقت عن عدم وجود تأييد عام للهجوم. وأفادت معظم التقارير أن القرار لن يحصل على تأييد الأغلبية في الكونغرس. ولا يزال يتعين على المشرعين الأمريكيين إجراء تصويت سريع على المشاركة العسكرية الأمريكية في الحرب الأهلية السورية بينما لا تزال السلطة التنفيذية تشن حربا بلا قيود.

ثالثا، لا يمكن أن ينظر إلى ضربات صواريخ كروز في معزل عن أمور أخرى وينبغي قياسها في سياق تصاعد تدخل أمريكا في الحرب في سوريا. من الغارات الجوية، إلى تدريب وتجهيز القوات الأصلية في عهد «أوباما»،تصاعد تدخل الولايات المتحدة في ظل «ترامب» ليشمل نشر مدفعية البحرية الأمريكية و الجيش الأمريكي، والآن لدينا هذه الضربات. هذا خط زمني خطير.

القبيح

لقد أدان «ترامب» توجه «أوباما» لشن هجوم بعد استخدام الأسد الأسلحة الكيميائية عام 2013 وطالبه بالذهاب إلى الكونغرس للموافقة عليه. وفي الحملة الانتخابية، كرر «ترامب» أنه سيعمل مع «الأسد» وروسيا لمحاربة الإرهاب. والمشكلة الحقيقية، التي أصر عليها مرارا وتكرارا، هي الدولة الإسلامية بدلا من «بشار الأسد». لقد سمعنا مرارا أن «ترامب» كان واقعيا ولم يكن مهتما بالتدخل الأجنبي. قبل أيام قليلة، بدا أن كبار أعضاء الإدارة يقبلون بأن «الأسد» باق. ومع ذلك، بعد هجوم الأسلحة الكيميائية هذا الأسبوع، قال «ترامب» أنه سيكون هناك رد، وكان هناك بالفعل. وفي حين أن الهجوم الكيميائي كان مروعا بلا شك، فإن الأسد يقتل المدنيين بالرصاص والقنابل منذ سنوات بأعداد أكبر بكثير. ولكي يكون ذلك مباشرا، فإن الذي يخيفني هو سرعة تغيير «ترامب» لسياسة قائمة منذ فترة طويلة ولأسباب غير واضحة. إنني أشعر بالقلق إزاء ما يبشر به من قرارات بشأن الحرب والسلام على مدى السنوات الأربع أو الثمان المقبلة.

المصدر | ريان إيفانز – وور أون ذا روكس

 

أمام مجلس الأمن: أمريكا تهدد بضرب «الأسد» مجددالجلسة شهدت أيضاً سجالا بين المندوبين البوليفي والبريطانيا.. وروسيا تدعوها لوقف «العدوان» فورا

خالد المطيري

شهدت جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الجمعة، تهديداً أمريكياً بشن المزيد من الضربات لنظام «بشار الأسد»، ومطالبات من موسكو لواشنطن بالوقف الفوري لما أسمته بـ«العدوان» على سوريا .

 

الجلسة، التي انعقدت بناءً على طلب روسي لمناقشة الضربة الصاروخية الأمريكية على «قاعدة الشعيرات» الجوية التابعة للنظام السوري، فجر اليوم، شهدت أيضاً سجالا بين المندوبين البوليفي والبريطاني.

 

وحسب وكالة «أسوشيتدبرس»، رفضت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة «نيكي هايلي»، انتقادات نظيريها الروسي والبوليفي لواشنطن بعد الضربة العسكرية لأهداف في سوريا.

 

وهددت «هايلي» بـ«استعداد واشنطن لشن المزيد من الضربات العسكرية على سوريا في حال استمرار نظام الأسد باستخدام السلاح الكيميائي ضد أبناء شعبه (..) ونحن مستعدون للمزيد آملين أن لا نضطر إلى ذلك».

 

وانتقدت موقف روسيا المساند لنظام بشار الأسد، قائلة إن «العالم ينتظر من روسيا أن تتصرف بمسؤولية تجاه سوريا، ونتوقع من الأسد ومن المتحالفين معه التعامل بجدية مع جهود الأمم المتحدة».

 

وأضافت «هايلي»: «حان الوقت لنقول إن جرائم الأسد لن تمر دون عقاب، ويتعين عليه ألا يستخدم الأسلحة الكيميائية مرة أخرى، لأننا لن نقف مكتوفي الأيدي».

 

وشددت على أن الضربة الأمريكية «كانت مناسبة ومبررة بعد أن تجاوز الأسد الخطوط الإنسانية، إلا أن روسيا تقف إلى جانبه والحكومة الإيرانية تقدم له الحماية».

 

في المقابل، أدان «فلاديمير سوفرونكوف»، نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، الضربة الأمريكية، ووصفها بأنها «عمل غير قانوني، يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي».

 

وتابع: «تشعر الدول الغربية بالخوف من إجراء أي تحقيق موضوعي ومحايد في حادثة خان شيخون (..) ولذلك فإن توجيه أي اتهامات لأي طرف قبل بدء التحقيقات أمر غير مقبول».

 

ووجه «سوفرونكوف» خطابه إلى نظيرته الأمريكية «هايلي» قائلا: «ماذا لو أثبتت التحقيقات نتائج غير التي توصلتم إليها ؟ لقد دمرتم العراق وليبيا وأنتم ترون الآن ماذا يحدث في كلا البلدين».

 

وأضاف أن «الضربة الأمريكية أدت الآن إلى تدمير النتائج الإيجابية لاجتماعات أستانة، وإنني أسألكم: ما هي الدوافع التي كانت وراء تدميركم لما تم إحرازه من تقدم؟ يبدو أنكم مهووسون بالإطاحة بالحكومة الشرعية (حسب إدعائه) في سوريا».

 

وتابع: «نحن ندعوكم إلى الوقف الفوري للعدوان على سوريا والانضمام إلى الجهود التي ترمي للوصول إلى تسوية سليمة للنزاع المسلح في سوريا».

 

من جانبه، لم يرد في كلمة المندوب الصيني «ليو جيه يي» أي ذكر للهجوم الكيماوي على بلدة «خان شيخون» ولا للضربات الصاروخية الأمريكية لـ«قاعدة الشعيرات»، حسب وكالة «أسوشيتدبرس».

 

وبدلا من ذلك، أكد على الحاجة إلى حل سياسي للحرب المستمرة في سوريا منذ ست سنوات.

 

وعادة ما يكون الموقف الصيني في مجلس الأمن داعم لروسيا، حليف «الأسد»، والتي اتهمت واشنطن بالعدوان وانتهاك القانون الدولي بسبب الضربة الصاروخية الأخيرة.

 

إلا أن «ليو» ابتعد، في كلمته اليوم، عن توجيه أي نقد صريح لواشطن، واكتفى بالإشارة إلى «بعض الاوضاع الجديدة المعقدة» في سوريا خلال الأيام الأخيرة، والتي يجب على المجتمع الدولي مراقبتها.

 

واعتبر ان الوسائل العسكرية «ستزيد من معاناة الشعب السوري فقط».

 

ومن جهته، وصف نائب مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة «منذر منذر»، الضربة الأمريكية بأنها «عدوان همجي سافر استهدف إحدى قواعد الجيش السوري».

 

وطالب «منذر» مجلس الأمن بـ«إدانة العدوان الأمريكي السافر، وبحث سبل ضمان عدم تكراره باعتباره عملاً يهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم».

 

سجال بين مندوبي بوليفيا وبريطانيا

وشهدت الجلسة سجالات بين مندوب بوليفيا الدائم لدى الأمم المتحدة «ساشا سيرغون»، ونظيره البريطاني «ماثيو رايكروفت»، حيث هاجم الأول كلاً من واشنطن ولندن والدول الغربية التي عبرت عن مساندتها للضربة الأمريكية، فيما استغرب السفير البريطاني «اهتمام بعض الدول بميثاق الأمم المتحدة في الوقت الذي تساند فيه ديكتاتور سوريا».

 

السفير البوليفي شكك بـ«الأسباب الحقيقية وراء شن الضربة الأمريكية»، معتبراً أنها «تشكل انتهاكاً للقانون الدولي».

 

وتابع: «علينا أن نتذكر مزاعم واشنطن بشأن امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل (عام 2003)، وتبين لاحقا أنه لا وجود لتلك الأسلحة هناك».

 

وأردف قائلا: «نحن نستخدم كلمات رنانة في مجلس الأمن عن حقوق الإنسان، ولكن عندما لا تتوافق حقوق الإنسان مع مصالح بعض الدول الأعضاء فإن هذه المبادئ يُضرب بها عرض الحائط».

 

ورد السفير البريطاني موجها خطابه لنظيره البوليفي: «أقول للمهتمين بميثاق الأمم المتحدة، لماذا تدافعون عن ديكتاتور سوريا؟».

 

وشدد على أن «الضربة الأمريكية لها ما يبررها، وجاءت استجابة لأصوات الشعب السوري، ولولا مساندة روسيا لكان الأسد واقفا الآن أمام العدالة».

 

بدوره، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية «جيفري فيلتمان»، خلال الجلسة، على «أهمية أن يوجه مجلس الأمن الدولي رسالة جماعية قوية مفادها: عدم التسامح مع أي استخدام للأسلحة الكيميائية، وضمان عدم تكرار استخدامها كأداة في الحروب، وضرورة محاسبة المسؤولين عن الهجمات الكيميائية».

 

وشدد «فيلتمان» على أن «حماية الشعب السوري تتطلب عملاً متجذراً في مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي».

 

ولفت إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش» «ناشد علناً للالتزام بضبط النفس، من أجل تفادي أي أعمال قد تعمّق معاناة الشعب السوري».

 

وحث «فيلتمان» «كل الأطراف المنخرطة في العمليات العسكرية على الامتثال للقانون الإنساني الدولي، واتخاذ كل التدابير الاحترازية لتجنب وقوع ضحايا من المدنيين والحد من ذلك».

 

وهاجمت الولايات المتحدة، فجر اليوم الجمعة، بصواريخ عابرة من طراز «توماهوك»، «قاعدة الشعيرات» الجوية التابعة للنظام بمحافظة حمص، مستهدفة طائرات ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار، في رد أمريكي على قصف نظام «الأسد» بلدة «خان شيخون» بأسلحة كيميائية.

 

وأسفر القصف على «خان شيخون»، الثلاثاء الماضي، عن مقتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال.

المصدر | الخليج الجديد + ترجمة عن وكالة «أسوشيتدبرس»

 

«إيكونوميست»: «دونالد ترامب» يضرب «سوريا الأسد».. ما الذي يعنيه ذلك؟

ترجمة وتحرير شادي خليفة – الخليج الجديد

لا شك في أنّ «دونالد ترامب» كان حريصًا على تأكيد حسمه للأمور، على النقيض من التردّد الذي كان سمة سلفه. وكانت هناك تلميحات في وقتٍ سابقٍ من الأسبوع أنّ الرئيس يفكر في القيام بشيءٍ ما. وبعد الهجوم الذي شنته القوات الجوية السورية باستخدام غاز الأعصاب، والذي تسبّب في قتل أكثر من 85 شخصًا في مدينة خان شيخون التي يسيطر عليها المعارضون في 4 أبريل/نيسان، قال الرئيس أنّ «بشار الأسد»، الديكتاتور السوري، قد تجاوز «العديد من الخطوط الحمراء». وفي الساعات الأولى من يوم الجمعة 7 أبريل/نيسان، جاء أوّل ردٍ عملي من «ترامب».

وقد أطلقت السفن الأمريكية 59 صاروخا من نوع كروز على مطار الشعيرات، التي يُعتقد أنّ الطائرات التي حملت القنابل الكيميائية التي ضرب خان شيخون قد انطلقت منه. وكانت الضربة محدودة وموجهة. وعلى الرغم من ذلك، فقد أزالت فكرة أنّ استخدام أي نوع من القوة ردًا على السلوك البربري لـ«نظام الأسد» لم يعد ممكنا بسبب مخاوف المواجهة مع حليفه الروسي، والذي يعمل في سوريا منذ سبتمبر/أيلول عام 2015، وتمّ إبلاغ الروس بالضربة مسبقًا، لكن لم يتم استشارتهم على ما يبدو. وليس من الواضح ما إذا كان الروس قد كانوا متواجدين فى القاعدة. لكنّ التحذير، الذي لا شك في أنّه قد نُقِلَ إلى السوريين، يبدو أنّه قد أعطاهم الوقت الكافي لإخلاء بعض طائراتهم على الأقل. علاوة على ذلك، من الناحية العسكرية، لن تحدث العملية فرقًا يذكر في قدرات «نظام الأسد».

وسيحظى السيد «ترامب» بالثناء بسبب رغبته في تقديم أكثر من مجرد بيان حول انتهاك النظام السوري للمعايير الدولية والتزاماتها، وهو الذي يحدث منذ توقيعه عام 2013 على اتفاقية مكافحة استخدام الأسلحة الكيميائية. وفي الماضي، بدا السيد «ترامب» غير مبالٍ بفكرة التدخل الإنساني. ولكن في مواجهة مثل هذا العمل الاستفزازي الذي ارتكب خلال فترته الرئاسية، فإنه سأل جنرالاته عن الرد المناسب، وقد أشاروا عليه. ويستحق فريق الأمن القومي المحترف الذي أصبح الآن مكونًا من وزير دفاعه، «جيمس ماتيس»، ومستشاره لشؤون الأمن القومي، «هربرت رايموند ماكماستر»، الثناء على ذلك، لكنّ القرار النهائي كان بالطبع للرئيس.

ويأسف العديد من مسؤولي حقبة «أوباما» لأنّ إدارتهم لم تقدم شيئًا مماثلًا. ولا يزال «أوباما» يؤكد أنه فخور بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مع روسيا عام 2013، في أعقاب هجومٍ أكثر خطورة، لتجريد «الأسد» من أسلحته الكيميائية مقابل منع الضربات الجوية التي كان «أوباما» قد هدد بها من قبل. ومن الواضح الآن أنه حتى على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها مفتشو الأسلحة، فقد أخفى «الأسد» بعض ترسانته الكيميائية الضخمة بقصد استخدامها مرة أخرى في حين اعتقد أنّه يمكنه الإفلات هذه المرة.

والسؤال الآن هو ماذا سيحدث بعد ذلك. ومن المقرر أن يلتقي «ريكس تيلرسون»، وزير «ترامب» الذي لم يكن في الصورة تقريبًا، بالرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في موسكو الأسبوع القادم. واتهم السيد «تيلرسون» روسيا إما بأنّها «”متواطئة» في الهجوم أو «غير كفؤة» بسبب عدم قدرتها على كبح جماح حليفها. وقبل أيامٍ قليلة فقط، كان مسؤولو «ترامب» يشيرون إلى أنّه لم يعد هدفًا للإدارة إزالة «الأسد» من السلطة كشرطٍ مسبق للوصول إلى إلى اتفاقٍ حول إنهاء الحرب في سوريا، وهي الحرب التي أودت، على الأرجح، بحياة نصف مليون شخص. فهل غير «ترامب» رأيه؟ أو هل هي مجرد صفعة للأسد وتحذير للروس من أنّه لن يسمح للأسد أن يفعل الأمور دون عقاب؟ وهل تواصل أمريكا تجنب مسار مفاوضات السلام؟ من المؤسف أنّ «تيلرسون» قد صرّح بعد الهجوم بأنّ السياسة تجاه سوريا لم تتغير.

وتوجد شكوك أخرى أيضًا. فماذا لو تخلى «الأسد» عن الأسلحة الكيميائية لكنّه واصل إسقاط البراميل المتفجرة على المدنيين، فهل سيرغب «ترامب» في إيقافه؟ أم أنّ ذلك سيكون مسموحًا به كما كان قبل أيامٍ قليلة فقط؟ إذا كانت الأولى، فما هي مخاطر التصعيد التي يمكن أن تؤدي إلى مواجهةٍ أكبر بكثير مع روسيا وحليف «الأسد» الآخر، إيران، خاصةً إذا انزلق التصعيد العسكري إلى جعل تغيير النظام كهدفٍ له؟ حتى الآن، ليس هناك ما يدل على أنّ الهجوم بصواريخ كروز سيتكرر مرة أخرى، لكنّ هذا بالطبع من الممكن أن يتغير.

على أي حال، كانت آفاق التعاون مع موسكو في حملتها على (الدولة الإسلامية) في سوريا ضئيلة بالفعل، وربما أصبحت الآن محكوم عليها بالموت. هل سيصعب ذلك الموقف على أميركا وحلفائها إكمال مهمة طرد تنظيم الدولة من عاصمته الرقة وأماكن أخرى في سوريا؟ وهل هناك الآن خطر أكبر من أن تتحول الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران في العراق، والتي تقاتل إلى حدٍ ما إلى جانب الأمريكيين في معركة استعادة الموصل، لتصبح ضدهم في وقتٍ ما؟

سيكون من المثير للاهتمام أيضًا أن نرى ما يعنيه هذا بالنسبة للعلاقة الأوسع مع روسيا، والتي كان «ترامب» حريصًا على تطويرها. ولن يتجاوز الرد الروسي على الضربة الصاروخية القول. وكان رد الفعل الأولي من الكرملين هو وصف العمل الأمريكي بأنّه انتهاك للقانون الدولي، لكن قد يقرر «بوتين»، البراغماتي، أنّه لا شيء يحتاج إلى مزيدٍ من العمل. وفي إطار تحذير روسيا من الهجوم، قد تكون بعض النقاط قد خضعت بالفعل للاتفاق، وخاصةً إذا أشار «بوتين» إلى استعداده لمزيد من كبح جماح «الأسد» في المستقبل. وعلى الرغم من نبرة «تيلرسون» القاسية في وصف دور روسيا، كان «ترامب» أكثر اعتدالًا، ووصف الهجوم الكيميائي بأنّه «يومٌ حزينٌ جدًا بالنسبة لروسيا».

وفي الداخل، سيجني «ترامب» على الأقل بعض الفوائد قصيرة الأجل. فالطريقة السريعة التي نفّذ بها العمل تخلق فرضية مضادة حول صورة التشوش والارتباك التي تظهر عليها إدارته عادةً، وخاصة في التوتّر الأخير حول الرعاية الصحية. وقد تستغرق حقيقة استعداد الرئيس لخطر المواجهة مع روسيا بعض الوقت والقليل من التكهنات في ظلّ الحديث عن علاقته بالكرملين وتدخّل روسيا لدعمه في الانتخابات. وقد يبدأ بعض الصقور الجمهوريين، مثل السيناتور «جون ماكين»، الذي كان ينتقد الدّور السلبي لأمريكا في سوريا، وكذلك تقارب «ترامب» مع «بوتين»، في رؤيته الآن بصورةٍ جديدة وأكثر احترامًا. وكذلك عند بعض الديمقراطيين.

أيًا كان ما حدث، فقد أظهر السيد «ترامب» قدرته على المفاجأة.

المصدر | إيكونوميست

 

ترامب يلجم الأسد

فعلها ترامب فجراً. قرر ونفّذ ثم أعلن: «أمرت بعملية محددة الهدف في سوريا». كان الخبر قد انتشر: 59 صاروخ «توماهوك» أطلقت من مدمرتين أميركيتين في المتوسط باتجاه مطار الشعيرات الذي نُفذت منه الغارة على خان شيخون حيث وقعت مجزرة الكيميائي. قال ترامب للأميركيين والعالم إن العملية رد على تلك المجزرة التي انتزع فيها الديكتاتور بشار الأسد «أرواح رجال ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة».

 

لم يكتفِ ترامب بربط الرد الصاروخي بالمجزرة الكيميائية في خان شيخون، بل أشار الى «فشل ذريع» في تغيير سلوك الأسد خلال السنوات الماضية، مشيراً بذلك ضمناً الى المجزرة الكيميائية في الغوطة صيف 2013 عندما تراجع سلفه باراك اوباما عن قرار الضربة العسكرية رداً على تجاوز «الخط الأحمر». ولأن أحداً لم يلجمه يومها، استمرأ الأسد المضي بالقتل بكل أنواع الأسلحة.

 

«عملية محددة الهدف» لكن رسائلها باتجاهات عديدة: لديكتاتور دمشق بأن زمن اللاحساب انتهى، ولموسكو ولطهران بأن الولايات المتحدة ستعود الى ملء فراغات القوة التي خلفتها حقبة أوباما.

 

فبعد هذه الضربة الموجعة التي استدعت رداً فورياً من موسكو تمثل بتعليقها خط الاتصال الساخن بين البلدين بخصوص سوريا، حذرت الولايات المتحدة من أنها مستعدة لشن ضربات جديدة ضد النظام السوري.

 

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك حيث انعقد لبحث الضربة الأميركية، «نحن مستعدون للقيام بالمزيد لكننا نأمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

 

وتم توجيه تلك الضربة بعد ثلاثة أيام من هجوم كيميائي أكد البنتاغون قيام قوات الأسد به وأنه يبحث في دور «ساعد» النظام على القيام به، في إشارة إلى روسيا من دون اتهامها. واستهدفت تلك الضربة بلدة خان شيخون شمال غرب البلاد حيث تسيطر المعارضة، ما أثار صدمة دولية مع تأكيد أميركي، وكذلك من قبل دول غربية أخرى، أن النظام السوري قام بشنه.

 

وأثارت الضربات الصاروخية الأميركية غضب روسيا، وقال ممثل موسكو في الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف خلال اجتماع مجلس الأمن إن «الولايات المتحدة هاجمت أراضي سوريا ذات السيادة. نعتبر هذا الهجوم انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وعملاً عدوانياً».

 

واعتبرت الرئاسة السورية في بيان الضربة الأميركية تصرفاً «أرعن غير مسؤول».

 

في المقابل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة وفرنسا وبريطانيا الى حل «سياسي» في سوريا.

 

وقبيل اجتماع مجلس الأمن، دعا انطونيو غوتيريس الى «ضبط النفس» مشدداً على أن الحل في سوريا «سياسي» فقط، ودعا «جميع الأطراف الى تكرار التزامها بإحراز تقدم في المفاوضات (بين السوريين) في جنيف».

 

وهكذا من دون إعلان مسبق نفذ الجيش الأميركي بأمر من ترامب ضربة صاروخية على مطار الشعيرات في محافظة حمص، رداً على «هجوم كيميائي» اتهمت واشنطن النظام السوري بتنفيذه في مدينة خان شيخون أخيراً في شمال غرب البلاد.

 

وأطلق الجيش الأميركي فجر الجمعة بالتوقيت المحلي، وليل الخميس بالتوقيت الأميركي، 59 صاروخاً عابراً من طراز «توماهوك» من البحر في اتجاه قاعدة الشعيرات.

 

وأفاد الجيش السوري عن «ارتقاء ستة شهداء وسقوط عدد من الجرحى وإحداث أضرار مادية كبيرة»، حسب تعبيره. ولم يحدد ما إذا كان القتلى من المدنيين أو العسكريين.

 

وأشار المرصد السوري الى مقتل سبعة عسكريين في الضربة الأميركية في المطار.

 

وأوضح مصدر عسكري سوري أن الجيش تبلغ بالضربة الأميركية قبل وقوعها واتخذ تدابير وقائية عبر نقل طائرات من المطار المُستهدف. ولكن أفادت أنباء أن الضربة الأميركية أسفرت عن تدمير 14 مقاتلة من نوع سوخوي كانت جاثمة في مدرج المطار.

 

وذكر البنتاغون أن الطائرات المستهدفة 20 طائرة.

 

وكان ترامب وجه خطاباً الى الأمة من منزله في فلوريدا بعد بدء الضربة، وصف فيه الأسد بـ«الديكتاتور». وقال إنه «باستخدام غاز الأعصاب القاتل، انتزع الأسد أرواح رجال ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة». وتابع قائلاً إنه «من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية القاتلة».

 

ودعا ترامب «كل الدول المتحضرة الى الانضمام إلينا في السعي الى إنهاء المجزرة وسفك الدماء في سوريا والقضاء على الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله».

 

ورحب الائتلاف السوري المعارض وفصائل سورية مقاتلة بالضربة الأميركية، ودعا المعارضون الى استمرار الضربات ضد نظام الأسد.

 

لكن موسكو التي انتقدت الضربة بشدة أعلنت تعليق الاتفاق مع واشنطن الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين في الأجواء السورية بعد الضربة الصاروخية الأميركية.

 

وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الضربة الأميركية على قاعدة جوية للنظام السوري «عدوان على دولة ذات سيادة»، محذراً من أنها تلحق «ضرراً هائلاً» بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.

 

وأعلن الجيش الروسي أنه «سيعزز» الدفاعات الجوية السورية بعد الضربة الصاروخية الأميركية.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس الروسي سيبحث مع مجلس الأمن الروسي، الضربات الصاروخية الأميركية. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن بيسكوف قوله: «إن الرئيس بوتين سيترأس اجتماعاً مع أعضاء مجلس الأمن القومي». وأوضح بيسكوف أنه «لا يوجد خطط لإجراء أي اتصالات بين بوتين والرئيس الأميركي على خلفية الضربات الأميركية على القاعدة الجوية السورية».

 

وأبدى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون خيبة أمله إزاء الموقف الروسي. وقالت وزارة الخزانة الأميركية انها ستفرض عقوبات جديدة على نظام الأسد.

 

وأتت الضربة العسكرية الأميركية بعيد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على قرار يدين الهجوم الذي أودى بحياة 86 شخصاً على الأقل بينهم 30 طفلاً.

 

وقال مسؤولون أميركيون إن القصف ألحق «أضراراً كبيرة» بالمطار و«دمّر طائرات» وبنية تحتية، ما من شأنه أن «يقلل من قدرة الحكومة السورية على شن ضربات».

 

واستهدفت صواريخ توماهوك بشكل أساسي «حظائر الطيران»، ومخازن الوقود والذخائر وقواعد دفاع جوي، ورادارات.

 

ومساء أفاد المرصد السوري أن مقاتلتين أقلعتا من المطار العسكري السوري الذي تعرض لضربات صاروخية أميركية الجمعة وشنتا غارات.

 

واعتبرت تركيا أن الضربة الصاروخية الأميركية «إيجابية» لكنها «غير كافية»، ودعت الى إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا.

 

ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى مواصلة العملية الأميركية من طريق مجلس الأمن، كما أيدت ألمانيا واليابان وبريطانيا وكندا والبرلمان الأوروبي الضربة الأميركية، وكذلك أيدتها السعودية ودول خليجية أخرى والأردن.

 

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إنها «تدعم بشكل كامل التحرك الأميركي الذي نعتقد أنه رد مناسب على الهجوم الهمجي بأسلحة كيميائية الذي نفذه النظام السوري».

 

ودعت الصين إلى «تفادي أي تدهور جديد للوضع» في سوريا، منددة بـ«استخدام أي بلد» لأسلحة كيميائية.

 

ميدانياً، جددت طائرات الأسد وروسيا غاراتها الجوية على المناطق المحررة في ريفي حماة وإدلب، والتي خلفت عدداً من الضحايا في صفوف المدنيين، وذلك إثر الضربة الأميركية التي استهدفت مطار الشعيرات بريف حمص. وأفاد مراسل أورينت أن الطائرات الروسية شنت صباحاً غارات جوية بالصواريخ الارتجاجية والفراغية، استهدفت بلدة حيش بريف إدلب، الأمر الذي أدى إلى مقتل 10 مدنيين، بينهم طفلان وأربع نساء، وجرح عدد آخر، بينهم حالات حرجة.

 

(أ ف ب، رويترز، السورية.نت، أورينت نيوز.نت ، العربية.نت)

 

النظام يستأنف استخدام الشعيرات ويقصف ريف حماة بالنابالم  

قال مراسل الجزيرة إن طائرة حربية من طراز سوخوي 22 أقلعت من مطار الشعيرات في ريف حمص، وهي أول طائرة تنطلق من المطار بعد قصفه بصواريخ أميركية فجر أمس، بينما أكدت مصادر في الجيش السوري الحر استهداف طائرات النظام مواقع بريف حماة الشمالي بصواريخ محمّلة بمادة النابالم الحارق المحرمة ضد المدنيين.

 

كما أكدت مصادر الجيش الحر استهداف طائرات النظام محيط بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي بمادة النابالم، مما أدى إلى اشتعال حرائق واسعة، وتعرضت مناطق أخرى في ريفي دمشق وحلب لغارات أسفرت عن سقوط ضحايا.

 

وبثت قناة العالم الإيرانية ما قيل إنها أول طائرة حربية من طراز سوخوي 22 تقلع من المطار بعد قصفه، وقالت مصادر إعلامية موالية للنظام إن سلاح الجو قصف مستودعا للأسلحة في محيط اللطامنة يتبع من وصفتهم المصادر بالمسلحين.

 

وتزامنت هذه التطورات مع إعلان قيادة الأسطول الروسي توجه الفرقاطة الصاروخية الأميرال غريغورفيتش المزودة بصواريخ “كاليبر” إلى سوريا.

 

وفي ريف إدلب، قال مراسل الجزيرة إن مدنيا قُتل وأصيب آخرون جراء غارات روسية استهدفت “الحي المسيحي” في مدينة جسر الشغور، مضيفا أن القصف تسبب في دمار كبير لحق بالأبنية السكنية في الحي.

 

وتعرضت المدينة أمس لغارات مماثلة قتل إثرها متطوعان من الدفاع المدني خلال عمليات الإنقاذ وإخماد الحرائق الناتجة عن القصف.

 

وفي تطور لاحق، أفاد مراسل الجزيرة بأن طائرات روسية شنت غارات بقنابل النابالم على بلدتي معرة حرمة وبسامس في ريف إدلب، وسبقت ذلك غارة روسية استهدفت مدينة خان شيخون بريف إدلب، أدت إلى مقتل امرأة.

غارات بريف دمشق

وفي ريف دمشق، قال مراسل الجزيرة إن سبعة أشخاص قتلوا وجرح آخرون في غارات يعتقد بأنها روسية، استهدفت أحياء سكنية في مدن حرستا ودوما وعربين بالغوطة الشرقية.

 

كما تعرض حي جوبر في العاصمة دمشق وبلدتا كفر بطنا والنشابية في الغوطة الشرقية لقصف نفذته قوات النظام بصواريخ أرض-أرض قصيرة المدى، دون ورود أنباء عن وقوع ضحايا.

 

وقال مراسل الجزيرة إن ثلاثة مدنيين قتلوا -بينهم امرأة وطفلها- في غارة روسية استهدفت مدينة دارة عِزّة في ريف حلب الغربي القريبة من الحدود السورية التركية، وأضاف المراسل أن عددا من المدنيين أصيبوا جراء القصف الذي تسبب في دمار كبير بالأبنية والممتلكات.

معارك درعا

أما في محافظة درعا، فقد أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات المعارضة تمكنت من السيطرة على معظم أجزاء حي المنشية الإستراتيجي في مدينة درعا.

 

وأضاف المراسل أن المعارضة أعلنت قتل عدد من جنود قوات النظام خلال المعارك التي وصفت بالعنيفة، والتي تخللها تصعيد جوي كبير، رجحت مصادر ميدانية مشاركة مقاتلات روسية في القصف.

 

ويصل حي المنشية بين ريفي درعا الغربي والشرقي، وكانت قوات النظام حاولت في وقت سابق السيطرة على الحي والوصول إلى جمرك درعا القديم على الحدود السورية الأردنية.

 

في سياق متصل، قال مراسل الجزيرة إن القصف تجاوز استهداف أحياء درعا البلد التي باتت شبه خالية من سكانها وطال أجزاء من ريف المدينة؛ مما أسفر عن مقتل طفلة بقصف على بلدة الطيبة.

 

في غضون ذلك، قالت مصادر محلية للجزيرة إن عشرة مدنيين لقوا حتفهم على الأقل وفق إحصائية أولية في غارة للتحالف الدولي استهدفت قرية هنيدة في ريف الرقة الغربي.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

تقرير للجزيرة يفند رواية روسيا بشأن الهجوم الكيميائي  

أظهر تقرير استقصائي للجزيرة -استند إلى مصادر وخبراء- أن مادة السارين التي قُصفت بها خان شيخون في إدلب قبل أيام انتشرت على مسافة تقدر بنحو ثمانمئة متر، بحسب المعلومات الأولية.

 

فبعد استهداف خان شيخون، خرجت الروايات الروسية وتبريرات النظام السوري في محاولة لتفنيد الاتهامات باستخدام النظام السلاح الكيميائي.

 

وأشار خبراء إلى أن غاز السارين يخزن على شكل مواد شبه مصنعة لا تملك سمّية السارين، ويتم دمجها قبل الإطلاق، الأمر الذي يضعف الرواية الروسية التي تقول إن النظام استهدف مخزنا للمواد الكيميائية تمتلكه المعارضة.

 

وتشبه الأعراض الأولية التي ظهرت على المصابين أعراض الإصابة بغاز السارين؛ مثل ظهور زبد في الفم، والتشنجات العضلية، وحدقة العين الدبوسية.

 

من جهتها، أكدت وزارة الصحة التركية بعد تشريح جثث تعرضت للقصف أن الدلائل الأولية تشير بالفعل إلى الإصابة بالسارين.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

واشنطن: ضربة سوريا رسالة لبقية العالم  

قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر إن الضربة الجوية التي استهدفت القاعدة الجوية في مطار الشعيرات بريف حمص (وسط سوريا) رسالة قوية لبقية العالم. ووصفها بالحازمة والمبررة والمناسبة.

 

وأضاف سبايسر في أول إيجاز صحفي منذ الضربة العسكرية أن الرئيس دونالد ترمب يعتقد أن الحكومة السورية يجب أن تتقيد بالتزاماتها بعدم استخدام الأسلحة الكيميائية.

 

كما أشار إلى أن الولايات المتحدة وروسيا قد يكون لديهما التزام مشترك في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية بالتزامن مع الاتفاق على ضرورة تجنب استخدام الأسلحة الكيميائية من نظام الأسد.

 

وكان مسؤولون أميركيون قد أشاروا إلى أن الهدف من الضربة ليس السعي لتغيير النظام بقدر ما هو حث الرئيس السوري بشار الأسد على تغيير سلوكه.

 

بدورها، قالت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي نيكي هايلي إن إيران وروسيا تدعمان النظام السوري لإخفاء جرائمه.

 

وأضافت أن الوضع تغير بعد الضربات الأخيرة، وأن الأسد لن يتمتع بحماية بعد الآن، مضيفة أن بلادها على استعداد لتوجيه ضربات أخرى إلى مواقع النظام السوري.

 

وقد استهدفت الضربة العسكرية الأميركية غير المسبوقة القاعدة الجوية التي انطلق منها الهجوم الكيميائي لقوات النظام على بلدة خان شيخون في ريف إدلب شمال سوريا وأدى إلى مقتل مئة مدني وإصابة أربعمئة آخرين.

 

وأظهرت صور عبر الأقمار الصناعية دمارا كبيرا في قاعدة الشعيرات الجوية. وقالت مصادر أميركية إن الضربة أدت إلى تدمير نحو عشرين طائرة تابعة للنظام. وكان البنتاغون أعلن أنه تم استهداف الطائرات ومحطات الوقود وكل ما له علاقة بالطيران السوري في القاعدة.

 

رد روسي

في المقابل، قللت وزارة الخارجية الروسية من شأن الضربة الأميركية لسوريا، وقالت إنها “ليست إستراتيجية وإنما محاولة لإثبات الذات في ظل الصراع السياسي الداخلي العنيف”.

 

وفي وقت سابق، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أبلغت الملحق العسكري الأميركي في موسكو بإيقاف العمل ببروتوكول التنسيق مع الولايات المتحدة لمنع الحوادث الجوية فوق سوريا بدءا من منتصف الليلة الماضية، كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها ستعزز الدفاعات الجوية السورية لحماية المنشآت الحيوية.

 

من جهة أخرى، اعلنت قيادة الأسطول الروسي عن توجه الفرقاطة الصاروخية الأميرال غريغوروفيتش المزودة بصواريخ كاليبر إلى سوريا.

 

في الأثناء، قال مراسل الجزيرة إن طائرة حربية من طراز سوخوي22 أقلعت من مطار الشعيرات في ريف حمص، وهي أول طائرة تحلق من المطار بعد قصفه فجر أمس الجمعة.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

الصدر يدعو الأسد للتنحي وينتقد الضربة الأميركية  

دعا زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر الرئيس السوري بشار الأسد إلى الاستقالة من منصبه لتجنيب بلاده المزيد من الويلات وإتاحة المجال للشعب لاختيار قيادة جديدة، ووصف القصف الذي تنفذه القوات الأميركية في العراق وسوريا بأنه كيل بمكيالين.

 

وقال الصدر -في بيان- اليوم “من الإنصاف أن يقدم الرئيس السوري بشار الأسد الاستقالة، وأن يتنحى عن الحكم حبا بسوريا وليجنبها ويلات الحروب وسيطرة الإرهابيين”.

 

ورأى البيان أن تدخل أميركا العسكري في سوريا لن يكون مجديا، فهي كانت أعلنت قصفها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وما زال الإرهاب عليها، وأن تدخلها لم يكن مجديًا على الإطلاق”.

 

وتابع إذا أرادت أميركا أن تكون راعية للسلام فعليها أن تدعم الحوار، وإنقاذ الشعوب في كل المناطق، سواء في فلسطين أو بورما أو البحرين وغيرها”.

 

ودعا الصدر الجميع -بما فيهم روسيا والفصائل المسلحة- إلى الانسحاب العسكري من سوريا ليتولى الشعب السوري زمام الأمور.

 

ويأتي موقف الصدر بعد يوم من استهداف القوات الأميركية مطار الشعيرات العسكري بمحافظة حمص (وسط البلاد) بصواريخ توماهوك.

 

وقالت واشنطن إن تحركها جاء ردا على مقتل أكثر من مئة مدني، وإصابة أكثر من خمسمئة أغلبهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام على بلدة خان شيخون بريف إدلب (شمالي سوريا).

 

وفي سياق ذي صلة، وصف رئيس إيران حسن روحاني الهجوم الأميركي على سوريا بالاعتداء على دولة مستقلة، وأوضح أنه تم من دون أي مبرر قانوني سواء من الأمم المتحدة أو حتى من الكونغرس الأميركي، وأشار إلى أن الهجوم يخدم مصالح من أسماهم الإرهابيين، ويفند ما تدعيه الإدارة الأميركية بعملها على محاربة الإرهاب.

 

ودعا الرئيس الإيراني إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة ومحايدة للتحقيق في الهجوم الكيميائي على خان شيخون السورية، ومعرفة مصدر الأسلحة الكيميائية التي استعملت في الهجوم ومن استعملها.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

لماذا استخدم الأسد سلاحا كيميائيا؟  

قالت كاتبة بصحيفة غارديان إن إرهاق الجيش السوري واستمرار الحرب وقلة الخيارات العسكرية هي الأسباب وراء لجوء الرئيس بشار الأسد لاستخدام غاز السارين في خان شيخون.

 

وكانت الكاتبة إيما-غراهام هاريسون تساءلت في مقال بالصحيفة عن السبب وراء استخدام الرئيس بشار الأسد غاز السارين الأخطر من غاز الكلور رغم الانتصارات التي حققها في معظم أجزاء سوريا.

 

وأوضحت هاريسون أن الحرب لا تزال مستمرة في سوريا وجيش الأسد يعاني من الإرهاق والمليشيات الأجنبية التي تسانده أصبحت لها اليد العليا، والبيت الأبيض كان قد نفى أي فكرة له لتغيير النظام في دمشق.

 

وقالت يبدو أن هجوم الأسد على خان شيخون لا يجد ما يبرره إلى حد أن السفير الأميركي السابق بدمشق بيتر فورد قال إن الأسد ليس مجنونا، وكان يجب عليه أن يعلم أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد مدّ إليه غصن زيتون، وأي استخدام لسلاح كيميائي سيأتي بنتائج عكسية.

 

ونقلت الكاتبة عن مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما الأميركية جوشوا لانديس قوله إن الأسلحة الكيميائية مغرية لأي قائد أوشكت الخيارات أن تنعدم أمامه.

 

وأضاف لانديس أن أثر الصدمة والترويع هما المطلوبان في استخدام الأسلحة غير التقليدية، مثل استخدام السلاح النووي في مدينتي ناغازاكي وهيروشيما باليابان قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، وهما مدينتان “لا قيمة لهما”.

 

وقال شاشانك جوشي كبير الباحثين بمركز “روسي ثينكتانك” للأبحاث الروسي يبدو أن الأسد اعتقد بأنه لا أحد سيعاقبه على هجوم بالسلاح الكيميائي مهما كان حجمه، خاصة أن أوضاع جيشه بلغت أسوأ الحالات.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

كيف يمكن فهم التحول المفاجئ بموقف أميركا إزاء سوريا؟  

قالت صحيفة واشنطن بوست إن الأمور في سوريا تسير بسرعة جنونية في ظل التطورات التي تشهدها الساحة الميدانية، وآخرها الهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة الشعيرات الجوية (شرقي مدينة حمص) الخميس الماضي.

 

وأضافت أن قصف النظام السوري بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب بالغازات السامة أحدث تحولا في موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه دمشق.

واستعرضت الصحيفة عددا من الأجوبة عن أسئلة طرحتها وقالت إنها تساعد في فهم هذا التحول المفاجئ والمثير، وبدأت واشنطن بوست بالتساؤل عن الذي حدا بالرئيس بشار الأسد لاستخدام أسلحة كيميائية في المقام الأول، وما إذا كان لا يدري أن ذلك سيدفع الولايات المتحدة للتدخل.

 

ونقلت الصحيفة عن أندرو تابلر من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى قوله إن الحكومة السورية تسيطر على ثلث البلاد فقط، وجيشها منهك بسبب ضغوط الروس على الأسد كي يمضي قدما في هجومه.

 

وقال تابلر إن الأسد بدأ يفقد مواقعه في المنطقة التي حدث فيها القصف بالغازات السامة الثلاثاء، وإنه لا يملك القوات الكافية لاسترداد تلك المناطق من المعارضة المسلحة، ولذلك لجأ إلى ما يخبئه من أسلحة كيميائية.

 

ومع أن استخدام السلاح الكيميائي أثار غضبا دوليا عارما في السابق، فإن الأسد ربما ظن أنه قد يفلت من عواقب فعلته، بحسب تابلر الذي أعرب عن اعتقاده بأن الرئيس السوري وحلفاءه الروس كانوا على قناعة بأن لديهم تفويضا مطلقا لعمل ما يريدون، وقد أخطؤوا في ذلك.

 

والحالة هذه، لماذا اختارت الولايات المتحدة قاعدة الشعيرات الجوية لمهاجمتها؟ وما الذي حققته من ذلك الهجوم؟ وتجيب واشنطن بوست بالقول إن المسألة في غاية البساطة، وهي أن الشعيرات هي القاعدة التي شنت دمشق منها الهجوم الكيميائي على خان شيخون في إدلب.

 

وطبقا للولايات المتحدة، فإن المؤشرات الأولية تؤكد أن الضربة “أحدثت أضرارا بالغة أو دمرت طائرات سورية ومنشآت بنية تحتية”، لكن الصحيفة رأت أن من الصعب التحقق من تلك المزاعم من جهة مستقلة.

 

ومن النقاط التي يمكن أن تساعد في فهم ما جرى أن الصراع في سوريا أخذ طابع الحرب الأهلية إلى جانب الحرب بالوكالة؛ ذلك أن دولا كثيرة ضالعة فيها، ولروسيا من الدوافع ما لا يمكن حصره؛ فانخراطها في سوريا يجعل منها لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط وحاميا لقاعدتها العسكرية الوحيدة في البحر الأبيض المتوسط، كما يمنحها وسيلة للاضطلاع بدور صانع سلام دولي.

 

ثم هناك إيران التي لديها أكثر من ألفي جندي لدعم الجيش السوري، لكن طهران تنفي في العلن تورطها في سوريا، وتنطلق إيران في دعمها للأسد من طموحات إقليمية؛ فهي الدولة الشيعية الأقوى في الشرق الأوسط، وتتطلع للوقوف إلى جانب الأنظمة الشيعية الأخرى كحكومة دمشق.

 

كما أن إيران قلقة تماما من صعود تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة -وهما جماعتان سنيتان تصفهما الصحيفة الأميركية بالإرهابيتين، وسبق لهما أن استهدفا الشيعة. وإذا سقط النظام السوري، فإن إيران سوف تكون مضطرة لقتال هذين التنظيمين داخل أراضيها، كما قال أحد الخبراء من قبل.

 

ومضت واشنطن بوست إلى القول إن الضربة الأميركية لن تؤثر كثيرا في قدرات جيش الحكومة السورية، ولن تفضي إلى تغيير من أي نوع للنظام إلا إذا تدخلت الولايات المتحدة عسكريا بشكل أكبر.

 

وما دامت الإستراتيجية الأميركية تقوم على مبدأ أنه “لا بد من فعل شيء”، فإن أطفال سوريا (وكبارها) سيلقون حتفهم على نحو بشع وبطرق غير إنسانية، وسيبقى الأسد في السلطة، وسيواصل حصد أرواح شعبه والإفلات من العقاب، كما أن روسيا وإيران ستستمران في حروبهما بالوكالة، بينما ستزداد الخلايا الإرهابية منعة، بحسب الصحيفة.

 

وبعبارة أخرى، فإن سوريا كانت وما زالت وستظل مستقرا للفوضى، ولن يستطيع ترمب فعل الكثير لتغيير الواقع.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

هل ظهر سلاح الأسد الكيمياوي بعد قصف “توماهوك” الأميركي؟

مستوعبات مريبة بدت في صورة لقاعدة “الشعيرات” الجوية السورية بعد تدميرها بالصواريخ

لندن- كمال قبيسي

ظهرت مستوعبات شبيهة جداً بالمستخدمة في حفظ أسلحة الدمار الشامل، ومنها الكيمياوي، في صور نشرتها مواقع إعلامية روسية لما أحدثه #القصف_الأميركي “التوماهوكي” على قاعدة #الشعيرات العسكرية الجوية في #سوريا فجر أمس الجمعة ودمرت معظمها، بحيث ظهر في الصور كأنه تحول إلى أطلال بائدة.

واحدة من الصور كانت مميزة فعلا، ونشرتها وكالة “سبوتينك” للأنباء الروسية في موقعها الإخباري، كما في حسابها “التويتري” واسمه @sputnikint في الموقع التواصلي، كما نشرها موقع Rusvesna الإعلامي الروسي، إضافة إلى ظهورها في الروسي E-news.su أيضا، وجميعها زارتها “العربية.نت” واطلعت فيها على الصورة منشورة، بعد أن قرأت اليوم بصحيفة “ديلي ميل” البريطانية خبر المقارنة بينها وبين صورة لمستوعبات أسلحة دمار شامل روسية، ظهرت في تسعينات القرن الماضي.

وفي تغريدته قارن فريق متابعة الصراعات الروسي بين الصورتين ووجد الشبه كبيرا

فريق روسي، معروف باسم Conflict Intelligence Team قام بمقارنة المستوعبات التي ظهرت عند مدخل مخبأ اسمنتي حصين للطائرات الحربية السورية في القاعدة بعد تدميرها، وقارنها مع صور في أرشيفه لمستوعبات كيمياوية روسية، ووجدها شبيهة بها تماما، وفقا لما نراه في صورة أدناه لتغريدة الفريق بحسابه “التويتري” وهو باسم @citeam_en والحرفان الأخيران هما للإشارة إلى أن الحساب بالإنجليزية. أما @citeam.ru فهو باللغة الروسية، وفيه مقارنة للصورتين أيضا.

إلا إذا كانت البراميل التي يقتل بها شعبه

ومع أن للفريق اسما بالإنجليزية، إلا أن موقعه بالروسية فقط، ولكن يمكن التعرف عليه قليلا عبر زيارة حسابه في “فيسبوك” حيث يشرح أن عمله ليس ربحيا ويتابع مجريات #التدخل_الروسي في سوريا وغيرها، عبر الاطلاع على صور من الأقمار الاصطناعية وسواها عما يجري في مكان التدخل العسكري.

ومن الصور، تلك التي ظهرت في #القاعدة_العسكرية_الجوية_السورية بعد أن أتى 59 صاروخا أميركيا من طراز #توماهوك عليها، وجعلها خرابا، وهي مستوعبات شبيهة جدا بالمخصصة لحفظ ونقل المعروف بأحرف WMD اختصارا لأسماء #أسلحة_الدمار_الشامل، أي البيولوجية والكيمياوية والنووية والإشعاعية، وأدناه صورة أخرى تنشرها “العربية.نت” أيضا، للمستوعبات الروسية، مع ثانية أوضح للسورية، حيث لا يبدو الفرق كبيرا. إلا إذا كانت من #البراميل التي يمعن #النظام يوميا في إلقائها جوا على السوريين.

 

المقارنة في الصورتين الكاملتين أوضح خصوصا بعد تكبير صورة المستوعبات السورية

 

أكثر من 3000 متابع لحساب الفريق في Facebook عبروا عن إعجابهم بالمقارنة التي قام بها بين الصورتين، علما أن الصورة ليست للمستوعبات كما كانت أثناء القصف عند مدخل الحصن الاسمنتي المسلح، بل يبدو أنه تم إخراجها من حيث كانت في مخابئها المحصنة لنقلها الى مكان آخر عند التقاط الصورة.

 

ترامب والأسد.. كيف أفلت الرئيس السوري من “ضربة قطع الرأس”؟

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

كشف مسؤولون اطلعوا على تفاصيل الاجتماع الحاسم الذي عقد في فلوريدا، مساء الخميس، بقيادة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لمناقشة آلية الرد على الهجوم الكيماوي في خان شيخون بسوريا عن حزمة من الخيارات التي طرحت على الطاولة، قبل أن يقع الاختيار على توجيه ضربة صاروخية على مطار الشعيرات.

وحسب ما سرب المسؤولون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، فقد طرح المستشارون العسكريون لترامب، ثلاثة خيارات لمحاسبة الرئيس السوري، بشار الأسد، ونظامه على الهجوم الكيماوي الذي تقول واشنطن إن طائرات القوات الحكومية شنته على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الثلاثاء الماضي، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى من المدنيين.

 

وذكر المسؤولون أن الاجتماع عقد في منتجع بفلوريدا قبل لقاء ترامب مع الرئيس الصيني، وحضره مستشار الأمن القومي الأميركي، إتش.آر ماكماستر، ووزير الدفاع جيم ماتيس، اللذان عرضا ثلاثة خيارات سرعان ما تقلصت إلى اثنين: قصف قواعد جوية عديدة أو قاعدة الشعيرات القريبة من مدينة حمص، حيث انطلقت الطائرة العسكرية التي نفذت الهجوم بالغاز السام، وهو ما اعتمد أخيرا.

 

أما الخيار الثالث الذي استبعد وكان قد طرح على ترامب في لقاء سابق عقد الثلاثاء بعد وقت وجيز على الهجوم الكيماوي، فكان، حسب ما نقلت رويترز عن مسؤول شارك في اللقاء الحاسم، هو الأكثر قوة، ويسمى بضربة “قطع الرأس”، على قصر الأسد الرئاسي الواقع إلى الغرب من وسط دمشق.

 

بيد أن المعلومات التي قدمها مسؤولو المخابرات ومستشارو ترامب العسكريون في اليوم التالي أي الأربعاء، التي تؤكد أن الاستخبارات رصدت طائرة سوخوي-22 المقاتلة التي نفذت الهجوم الكيماوي وهي ترابط في قاعدة الشعيرات الجوية، دفعت ترامب إلى استبعاد “قطع الرأس” وقصف قواعد جوية عديدة، ليحسم موقفه يوم الخميس.

 

وفي اجتماع فلوريدا، أبلغهم ترامب بالتركيز على الطائرات العسكرية في الشعيرات، لتطلق بعدها بساعات السفينتان الحربيتان “بورتر” و”روس”ن من شرق المتوسط، 59 صاروخ على القاعدة الجوية، موقعة، وفق بيان لاحق للبنتاغون، أضرارا كبيرة ومدمرة بطائرات حربية عدة للنظام السوري التي كانت مرابضة على أرض المطار.

 

واللافت أن الخيارات التي طرحت للنقاش، ولاسيما العسكرية وعلى رأسها “قطع الرأس”، كانت معدة قبل أن يتولى ترامب السلطة، إلا أنها بقت مركونة على الرف في عهد سلفة باراك أوباما الذي بات اليوم متهما بانتهاج سياسة متراخية إزاء الأسد، الأمر الذي قد ساهم، وفق ترامب نفسه، في تشجيع النظام السوري على شن الهجوم الكيماوي في 4 أبريل الجاري.

 

كيف حمى الأسد مقاتلاته من الضربة الأميركية؟

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قبل ساعات من الضربة الصاروخية الأميركية التي استهدفت مطار الشعيرات العسكري السوري في حمص، قامت القوات النظامية بحركة تنقلات بهدف حماية مقاتلاتها الحربية من النيران الأميركية، حسب مصادر سورية.

وكان وزير الإعلام السوري محمد رامز قال بعد الضربة الأميركية مباشرة إنها كانت “متوقعة”، مما قد يكون دفع الحكومة السورية إلى اتخاذ احتياطات لتقليل الخسائر التي يمكن أن تترتب عليها.

 

وحسب مصادر سورية، قام الجيش السوري بنقل طائرات حربية إلى قواعد روسية، أعلنت موسكو أنها محمية بنظام الدفاع الجوي الروسي المتطور S400، خلافا للقواعد العسكرية الأخرى التابعة لدمشق.

 

وذكرت المصادر أن قوات الحكومة السورية نقلت مقاتلات حربية من مطار التيفور العسكري في ريف حمص إلى قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية التي تتخذها القوات الروسية مقرا رئيسيا لها.

 

وأضافت المصادر أن القوات السورية كانت قد نقلت طائرات مقاتلة من مطار الشعيرات قبل ساعات من تعرضه للضربة الصاروخية الأميركية، باتجاه مطار التيفور العسكري.

 

وأسفرت الضربة الصاروخية الأميركية على مطار الشعيرات عن تدمير 9 طائرات حربية حسب مصادر روسية، لكن يبدو أن هذه الطائرات التي أصيبت من طراز قديم حسبما أظهرت صور بثتها وكالة “سبوتنيك” الروسية.

 

محلل روسي يبرر لماذا لم تعترض منظومات الدفاع الروسية صواريخ أمريكا؟

موسكو، روسيا (CNN)— قال سيرغي سوداكوف، عضو الأكاديمية الروسية للعلوم العسكرية، إن عدم اعتراض منظمات الدفاع الصاروخية الروسية الموجودة في سوريا لصواريخ التوماهوك الأمريكية التي استهدفت قاعدة الشعيرات، فجر الجمعة، يعود إلى “حكمة وهدوء القيادة الروسية العليا،” على حد تعبيره.

 

ونقلت وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية الحكومية، تصريحات سوداكوف التي أدلى بها لصحيفة ” إزفستيا،” حيث قال: “إن استخدام أنظمة الدفاع الجوي الروسية من قبل الجيش السوري ردا على الصواريخ الأمريكية كان من الممكن أن يؤدي إلى نشوب نزاع نووي، وهو ما لم يحدث فقط بسبب حكمة وهدوء القيادة العليا الروسية.”

 

وأضاف التقرير أن سوداكوف، يرى “أن السؤال الأكثر أهمية هنا، والذي يتبادر في ذهن الجميع الأن، هو لماذا لم تقم أنظمة الدفاع الجوي الروسي باعتراض كل هذه الصواريخ، حيث يعتقد الكثيرون أنه كان ينبغي أن تفعل، وبالتالي صد العدوان. ولكن، إلى حد كبير، إذا كنا فعلنا ذلك، فربما لم نستطع أن نستيقظ هذا الصباح. لأن في هذا اليوم يمكن أن يحدث ما يسمى بحرب نووية، لأنه سيكون تصادم بين قوتين نوويتين على أرض محايدة.”

 

روسيا تحذر من عواقب وخيمة للضربة الأمريكية في سوريا

من ميشيل نيكولز وأندرو أوزبورن وتوم بيري

الأمم المتحدة/موسكو/بيروت (رويترز) – حذرت روسيا يوم الجمعة من أن ضربات بصواريخ كروز أمريكية على قاعدة جوية سورية قد تكون لها عواقب “بالغة الخطورة” في الوقت الذي أثار فيه أول تدخل كبير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في صراع خارجي خلافا بين موسكو وواشنطن.

 

وأطلق الجيش الأمريكي عشرات الصواريخ من طراز توماهوك من السفينتين الحربيتين بورتر وروس في البحر المتوسط استهدفت مهبط الطائرات والطائرات ومحطات الوقود بقاعدة الشعيرات الجوية التي تقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها استخدمت لتخزين الأسلحة الكيماوية.

 

وهذا أكبر قرارات ترامب في مجال السياسة الخارجية منذ توليه السلطة في يناير كانون الثاني وأول تدخل مباشر تجنبه سلفه باراك أوباما في الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات.

 

وجاءت الضربات الأمريكية ردا على ما تقول واشنطن إنه هجوم بغاز سام شنته حكومة الرئيس السوري بشار الأسد هذا الأسبوع وأودى بحياة ما لا يقل عن 70 شخصا في منطقة تسيطر عليها المعارضة. وتنفي سوريا أنها نفذت الهجوم.

 

ودفع التحرك الأمريكي بواشنطن إلى مواجهة مع روسيا التي لديها مستشارون عسكريون على الأرض يساعدون حليفها الوثيق الأسد.

 

وقال فلاديمير سافرونكوف نائب مبعوث روسيا في اجتماع لمجلس الأمن يوم الجمعة “ندين بقوة الأعمال الأمريكية غير المشروعة. عواقب هذا قد تكون بالغة الخطورة على الاستقرار الإقليمي والدولي.”

 

وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إن الضربات الأمريكية كادت أن تؤدي إلى اشتباك مع الجيش الروسي.

 

وأبلغ مسؤولون أمريكيون القوات الروسية قبل الضربات الصاروخية وتجنبوا إصابة قوات روسية.

 

وتشير صور التقطتها الأقمار الصناعية إلى وجود قوات خاصة وطائرات هليكوبتر عسكرية روسية في قاعدة الشعيرات الجوية في إطار مسعى الكرملين لمساعدة الحكومة السورية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات متشددة أيضا.

 

ودعا ترامب مرارا إلى تحسين العلاقات مع روسيا بعد توترها خلال رئاسة أوباما بشأن سوريا وأوكرانيا وقضايا أخرى. وكان ترامب يستضيف الرئيس الصيني شي جين بينغ في منتجعه بولاية فلوريدا يوم الخميس عندما وقع الهجوم.

 

وقال ترامب وهو يعلن عن الهجوم من منتجعه في فلوريدا “فشلت كل المحاولات السابقة التي دامت سنوات في تغيير سلوك الأسد… فشلت فشلا ذريعا.”

 

وقال معلقا على الهجوم الكيماوي الذي وقع في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب يوم الثلاثاء وحملت دول غربية قوات الأسد مسؤوليته “حتى الرضع قتلوا بقسوة في هذا الهجوم الوحشي.”

 

وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، وهو في فلوريدا مع ترامب، إن الولايات المتحدة ستعلن عن عقوبات إضافية على سوريا في المستقبل القريب لكنه لم يقدم أي تفاصيل.

 

وردت وزارة الدفاع الروسية على الهجوم باستدعاء الملحق العسكري الأمريكي في موسكو لتقول في منتصف الليل بتوقيت موسكو (الخامسة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة) إنها ستغلق خط اتصال يستخدم لتجنب الحوادث العرضية بين القوات الروسية والأمريكية في سوريا.

 

وقالت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إن الطائرات الأمريكية كثيرا ما تهاجم متشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وتقترب من القوات الروسية.

 

* “مستعدون لفعل المزيد”

 

قالت نيكي هيلي السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة يوم الجمعة إن إدارة ترامب مستعدة لاتخاذ خطوات إضافية إذا اقتضت الضرورة.

 

وأبلغت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “نحن مستعدون لفعل المزيد لكننا نأمل ألا يكون ذلك ضروريا.”

 

وأضافت هيلي “لن تقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي عند استخدام أسلحة كيماوية. من مصلحة أمننا القومي منع انتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية.”

 

وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، وهو في فلوريدا مع ترامب ومن المقرر أن يتوجه إلى موسكو الأسبوع المقبل، إنه يشعر بخيبة أمل لكن رد الفعل الروسي ليس مفاجأة لأنه أظهر الدعم المستمر للأسد.

 

وأدانت إيران، التي تؤيد الأسد وتتعرض لانتقادات من ترامب، الهجوم وقال الرئيس حسن روحاني إن الهجوم من شأنه فقط إلحاق “الدمار والخطر بالمنطقة والعالم”.

 

وقال مسؤولون أمريكيون إن التدخل “ضربة واحدة” تستهدف ردع شن هجمات بأسلحة كيماوية في المستقبل ولا تأتي في إطار توسيع للدور الأمريكي في الحرب السورية.

 

وعبر عدد كبير من حلفاء الولايات المتحدة في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط عن دعمهم للهجوم وإن كان بحذر في بعض الأحيان.

 

لكن من المرجح أن التحرك السريع سينظر إليه باعتباره إشارة إلى روسيا، ودول أخرى مثل كوريا الشمالية والصين وإيران واجه ترامب بشأنها اختبارات مبكرة في السياسة الخارجية، مفادها أنه على استعداد لاستخدام القوة.

 

وعلى الأرجح ستكون الولايات المتحدة الآن أكثر حرصا على جمع معلومات المخابرات بشأن برنامج الأسلحة الكيماوية المشتبه به في سوريا. كما أن وزارة الدفاع (البنتاجون) أبدت اهتماما بتحديد أي تواطؤ روسي.

 

وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير طلب عدم نشر اسمه “على أقل تقدير أخفق الروس في كبح نشاط النظام السوري.”

 

وقال المسؤول أيضا إن الولايات المتحدة لم تتمكن من تحديد ما إذا كانت طائرات روسية أم سورية قصفت مستشفى يعالج ضحايا الهجوم الكيماوي.

 

وانضمت روسيا إلى الحرب في 2015 دعما للأسد في تحرك حول دفة الصراع لصالح الحكومة السورية. وعلى الرغم من أن واشنطن وموسكو تدعمان أطرافا متعارضة في سوريا يقول البلدان إنهما يشتركان في عداء عدو رئيسي واحد هو تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وقالت الرئاسة السورية إن الهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة للجيش في حمص زاد من تصميم سوريا على دحر جماعات المعارضة المسلحة وتعهدت بتصعيد وتيرة العمليات ضدها.

 

وجاء في بيان للرئاسة “هذا العدوان زاد من تصميم سوريا على ضرب هؤلاء العملاء الإرهابيين وعلى استمرار سحقهم ورفع وتيرة العمل على ذلك أينما وجدوا.”

 

ونفت الحكومة السورية وموسكو مسؤولية القوات السورية عن الهجوم بالغاز لكن الدول الغربية رفضت تفسيرهما بأن المواد الكيماوية تسربت من مستودع أسلحة تابع للمعارضة بعد غارة جوية.

 

وقال الجيش السوري إن الهجوم أسفر عن مقتل ستة أشخاص في القاعدة الجوية قرب حمص.

 

ووصف بيان من القيادة العامة للجيش الهجوم بأنه “عدوان سافر” وقال إنه جعل “الولايات المتحدة الأمريكية شريكا لداعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.” ولا يوجد تأكيد مستقل بشأن الضحايا المدنيين.

 

وساند مشرعون أمريكيون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تحرك ترامب لكن طالبوا بأن يضع استراتيجية أوسع للتعامل مع الصراع وأن يتشاور مع الكونجرس بشأن أي تحرك آخر.

 

وكان مجلس الأمن الدولي يتفاوض على مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا يوم الثلاثاء لإدانة الهجوم بالغاز ولدفع الحكومة السورية للتعاون مع محققين دوليين.

 

وقالت روسيا إن نص مشروع القرار غير مقبول وقال دبلوماسيون إنه لن يطرح للتصويت على الأرجح.

 

* موسكو تريد تفسيرا

 

نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قولها يوم الجمعة إن زيارة تيلرسون إلى موسكو مدرجة على جدول الأعمال في الأسبوع القادم. وقالت ماريا زاخاروفا إن الوزارة تتوقع أن يوضح تيلرسون موقف واشنطن في ضوء الضربات الصاروخية الأمريكية على سوريا.

 

وتدعم واشنطن منذ فترة طويلة معارضين مسلحين يقاتلون الأسد في حرب أهلية متعددة الأطراف أودت بحياة أكثر من 400 ألف شخص وشردت نصف السكان منذ العام 2011.

 

كانت الولايات المتحدة تشن بالفعل ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على أراض بشرق وشمال سوريا ويوجد عدد قليل من القوات الأمريكية على الأرض يدعمون فصائل تقاتل التنظيم. لكن هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها واشنطن في مواجهة مباشرة مع الأسد.

 

وبسؤاله عما إذا كانت الضربات ستعرقل أي جهود للعمل مع روسيا من أجل هزيمة الدولة الإسلامية قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر “ثمة التزام مشترك بهزيمة داعش (الدولة الإسلامية).”

 

كان الهجوم الكيماوي يوم الثلاثاء الأول منذ 2013 الذي يوجه فيه الاتهام لسوريا باستخدام غاز السارين وهو غاز أعصاب محظور من المفترض أنها تخلت عنه بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا ونفذته الأمم المتحدة وكان قد أقنع أوباما بإلغاء توجيه ضربات جوية قبل نحو أربع سنوات.

 

وأظهرت لقطات مصورة تم بثها في أنحاء العالم هذا الأسبوع جثثا مترهلة وأطفالا يختنقون بينما يغمرهم عمال الإنقاذ بالمياه في محاولة لإزالة أثر الغاز السام.

 

وأسعد الهجوم أعداء الأسد بعد شهور بدا فيها أن القوى الغربية تسلم بشكل متزايد ببقائه في السلطة. لكن شخصيات معارضة قالت إنه هجوم معزول ولا يصل بأي حال من الأحوال إلى التدخل الحاسم الذي يسعون إليه.

 

ولم تضع إدارة ترامب ولا الإدارة السابقة سياسة تهدف إلى إنهاء الصراع السوري.

 

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى