أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 10 أيار 2014

 

حمص القديمة سكانها يعودون إلى منازلهم المدمرة … والنظام يعلنها «آمنة»
واشنطن – جويس كرم { لندن – «الحياة»
أنجزت «صفقة حمص» أمس بانسحاب آخر دفعة من مقاتلي المعارضة من المدينة القديمة في مقابل إدخال مساعدات غذائية إلى بلدتين شيعيتين في ريف حلب. وفيما أعلنت الحكومة السورية أن حمص باتت مدينة «آمنة» و «خالية من السلاح والمسلحين»، بدا الوجوم على وجوه المدنيين العائدين الذين لم يجدوا أثراً لمنازلهم وسط الركام أو وجدوها قد تضررت في شكل لم تعد تصلح معه للسكن.
وفي واشنطن، أكدت مصادر في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لـ «الحياة»، أن اجتماعات وفد المعارضة السورية مع قيادات الكونغرس الأميركي بحثت في «تعاون استراتيجي لمحاربة القاعدة ومنظمة حزب الله والحرس الثوري الإيراني» في سورية، وأشارت إلى أن أجواء الاجتماعات «إيجابية ومشجعة»، كاشفة أن رئيس هيئة الأركان في المجلس العسكري الأعلى عبدالإله البشير قدّم ضمانات «تقنية وتنظيمية في شأن طلب الجيش الحر الحصول على صواريخ مضادة للطائرات».
وكان وفد «الائتلاف» أكمل لقاءاته في الكونغرس باجتماع مع قيادات في لجان الخدمات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ شملت عدداً من النواب بينهم أدام سميث وأدام كيسنجر وكارل ليفن، على أن يجري الإثنين اجتماعات مع نواب في لجان الاستخبارات بينهم رئيسة اللجنة ديان فينستاين ومسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون)، وذلك قبل لقاء زعيم «الائتلاف» أحمد الجربا بالرئيس باراك أوباما الثلثاء. وأكدت مصادر في «الائتلاف» أن اجتماعات الكونغرس كانت «مشجعة وإيجابية»، مشيرة إلى أن «الائتلاف أكد الحاجة إلى سلاح نوعي للدفاع عن المناطق المحررة ولحماية المدنيين والتصدي لطائرات بشار الأسد». وقالت إن «الائتلاف بحث مع النواب الأميركيين في إقامة تعاون استراتيجي لمحاربة الإرهاب في سورية». وعرّفت هذا التعاون بـ «مواجهة تنظيمات القاعدة وحزب الله والحرس الثوري الإيراني».
وأوضحت المصادر أنه جرى أيضاً في هذه الاجتماعات تقديم عبدالإله البشير «ضمانات للنواب الأميركيين حول إمكان تسلم الجيش الحر صواريخ مضادة للطائرات ولو بعدد قليل جداً». وتمحورت هذه الضمانات حول أمور «تقنية وتنظيمية»، كما قالت المصادر، في إشارة إلى رغبة المعارضة في تطمين الأميركيين إلى أن الصواريخ المضادة للطائرات لن تقع في أيدي متشددين محسوبين على تنظيم «القاعدة»، وهو الأمر الذي تخشاه الإدارة الأميركية.
في المقابل، قالت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة»، إن الجانب الأميركي ممثلاً بالمبعوث لدى سورية دانيال روبنستاين، قد يستضيف الثلثاء عشاء كبيراً للوفد يحضره وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يصل إلى واشنطن أول الأسبوع المقبل.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري التقى الجربا ليلة أول من أمس وأكد أن الولايات المتحدة «اتخذت خطوات عديدة هذا الأسبوع لإظهار… شراكة متنامية مع الائتلاف». وأضاف «عقدنا اجتماعاً مهماً اليوم مع الائتلاف السوري المعارض. ويسعدني جداً أن أرحب في وزارة الخارجية بشخص يفهم أفضل من أي شخص آخر الرهان في الصراع في سورية والحرب على التطرف». واعتبر أن «الائتلاف مؤسسة شاملة ومعتدلة ملتزمة بالشعب السوري وبحماية كل الناس وكل الأقليات وكل الحقوق في داخل سورية. الائتلاف السوري المعارض صوت لجميع السوريين الذي تعرضوا لقمع النظام على مدى عقود. اتخذنا عدة خطوات هذا الأسبوع لنوضح شراكتنا المتنامية مع الائتلاف وأتطلع اليوم إلى متابعة حوارنا ليشمل كل الأمور التي تهمنا بشكل مشترك في سورية بما فيها إنهاء العنف ومواجهة النظام وتخفيف الأزمة الإنسانية والبناء لليوم الذي نرى فيه حكومة ممثلة بالفعل للشعب وتلبي احتياجات الشعب السوري».
ميدانياً، اكتملت أمس عملية إجلاء مقاتلي المعارضة السورية من حمص وأعلنت السلطات أن المدينة باتت «آمنة» و «خالية من السلاح والمسلحين». وفيما بدأت جرافات النظام تعمل على إزالة الأنقاض والركام وفتح الطرقات التي بقيت مغلقة على مدى سنتين بسواتر ترابية، لوحظ وجوم وصدمة على وجوه المواطنين العائدين لهول الدمار الذي وجدوه في أحيائهم. وقال بعضهم إنه عاد لتفقد بيته فلم يجده، بينما حمل آخرون بضع أغراض بقيت في منازلهم المدمرة والتي لم تعد تصلح للسكن.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بعد ظهر أمس، اكتمال تنفيذ اتفاق حمص بدخول «قافلة المساعدات الإنسانية إلى بلدة الزهراء في ريف حلب الشمالي والتي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية… وبالتزامن مع ذلك خرجت آخر دفعة من مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من أحياء حمص المحاصرة نحو ريف حمص الشمالي، حيث كانت محتجزة منذ ليلة الخميس بالقرب من مسجد خالد بن الوليد بسبب تأخر وصول (قافلة المساعدات) إلى بلدة الزهراء».
وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن مئات المواطنين وصلوا سيراً أمس إلى حي الحميدية، وهو أول أحياء حمص القديمة التي يتم تأمينها. ولاحظت أن معظم مباني الحي الذي بقي محاصراً على مدى عام كانت مدمرة إما كلياً أو جزئياً. ونقلت عن مطران الروم الأرثوذكس جورج أبو زخم وهو مقيم في حمص، أن 11 كنيسة في حمص القديمة دُمّرت خلال سنتين من القتال في حمص القديمة. أما وكالة «أسوشييتد برس» فنقلت عنه اتهامه الثوار بإشعال حريق في كنيسة القديس إيليان التي تعود إلى القرن السادس الميلادي.
وأشارت الوكالة أيضاً إلى أن الجرافات كانت تعمل على إزالة الأنقاض من الشوارع التي دخلتها القوات النظامية في حمص. ولاحظت أن في حي الملجأ لحقت الأضرار بكل المباني بلا استثناء، بما في ذلك السيارات التي كانت متوقفة داخل المباني. وأضافت أن مبنى من ثمانية طوابق سوّي بالأرض، فيما نُخرت واجهات المحلات وشرفات الشقق بقذائف الدبابات.
وبانسحاب قرابة 1700 مقاتل من حمص القديمة تكون ثالث المدن السورية باتت بأكملها تحت سيطرة النظام باستثناء حي وحيد هو حي الوعر أو حمص الجديدة، والواقع على أطراف المدينة. ورفض المقاتلون المتحصنون في هي الحي الانسحاب منه، لكن النظام يتوقع أن يبرم اتفاقاً معهم مماثلاً لما حصل في حمص القديمة.
أهالي حمص القديمة يعودون إلى أحيائهم المدمرة
حمص (سوريا)، بيروت – أ ف ب، “سانا”، “الحياة”
بدأ المئات من سكان مدينة حمص القديمة بالعودة إليها لتفقّد منازلهم، بعد انتهاء عملية إجلاء الدفعة الأخيرة من مسلحي المعارضة، أمس الجمعة، عن المدينة بموجب اتفاق بين الحكومة السورية والمعارضة، رعته “الأمم المتحدة”.
ودخل الجيش السوري، أمس الجمعة، للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين إلى حمص القديمة، في وسط البلاد، بعد خروج آخر مقاتلي المعارضة، بموجب اتفاق غير مسبوق بين الطرفين.
وتفقّد السكان مدينتهم، سيراً أو على دراجات ودراجات نارية، وجرّوا عربات على طرق مغطاة بالركام.
ويحمل كل مبنى آثار الحرب من ثقوب رصاصات إلى فجوات كبيرة نجمت عن قذائف، كانت تسقط كل يوم تقريباً، على مدى نحو عامين من الحصار.
ويؤكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن “البيوت المهجورة تضرّرت كثيراً من القصف الصاروخي والمدفعي”.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن إحدى العائدات إلى حي الحميدية قولها “إن الدمار فظيع. عاد زوجي إلى دارنا يوم أمس، فوجده مدمراً تماماً، وعدنا اليوم لجلب ما تبقى لنا من أمتعة”.
وقالت سيدة أخرى، “كانت لدينا شقة جديدة في مبنى جديد، أما الآن فدُمّر كل شيء”.
وبدأت وحدات من الجيش السوري عملية إزالة الألغام من الشوارع، والبدء بإدخال المواد الغذائية إلى المدينة.
ونقلت وكالة أنباء “سانا” السورية الرسمية، عن محافظ حمص طلال برازي، قوله إن “المناطق التي انسحب منها المعارضون أصبحت آمنة وخالية من الأسلحة والمسلحين، بفضل تضحيات الجيش السوري”.
وكانت علامات التأثر بادية على الأهالي عند رؤية أحيائهم السابقة، التي تغيرت ملامحها، وما عادوا يعرفونها.
وقالت ريما بطاح (37 عاماً) من أهالي حي الحميدية في حمص القديمة “الدمار مخيف”. وأضافت “ذهبت مع زوجي إلى منزلنا أمس ووجدناه مدمراً. عدنا اليوم لنأخذ مقتنياتنا”، مشيرة إلى خمس حقائب كبيرة من المقتنيات بجانبها.
وكانت عشرات الأسر تقوم بالشيء نفسه من جمع الملابس وإنقاذ ما أمكنها من المنازل التي دمرتها الحرب.
وخرجت آخر مجموعة من المقاتلين من حمص القديمة، أمس الجمعة، ودخل الجيش النظامي ليتولّى السيطرة على كامل مدينة حمص، باستثناء حي الوعر حيث يعيش مئات آلاف الأشخاص، وتجري مفاوضات للتوصل إلى اتفاق لإخراج المقاتلين منه، على غرار الاتفاق حول حمص القديمة.
وخضعت مدينة حمص لأطول فترة حصار، ترافقت مع غارات جوية مكثفة، في تكتيك استعان به النظام لتركيع مقاتلي المعارضة.
وقُتل 2200 شخص في المدينة في عامين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
أحياء حمص ركام يتفقّده سكانها وصول بعثة للتحقيق في الكلور
المصدر: العواصم-الوكالات
نيويورك – علي بردى
دخل الجيش السوري النظامي أمس حمص القديمة بعد معارك استمرت نحو سنتين واثر انسحاب مقاتلي المعارضة منها بموجب اتفاق بين الطرفين، ولم يجد مئات من سكان هذه المنطقة بعد دخولهم اياها سوى الدمار والركام.
وبذلك عزز النظام السوري موقعه في وسط سوريا بعد اكثر من ثلاث سنوات من بداية الاحداث في سوريا التي اوقعت اكثر من 150 الف قتيل، وقبل اقل من ثلاثة اسابيع من الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 3 حزيران المقبل والتي من المؤكد ان الرئيس بشار الاسد سيفوز فيها بولاية ثالثة. وتؤمن سيطرة النظام على مدينة حمص ربط العاصمة السورية دمشق بمنطقة الساحل الغربي وشمال البلاد بجنوبه، الامر الذي يسهل تحركات الجيش.
وشاهد مراسل “وكالة الصحافة الفرنسية” مئات المدنيين من كل الاعمار يدخلون حي الحميدية المسيحي ومناطق مدمرة في وسط المدينة لتفقد منازلهم، وبدا عليهم التاثر فيما اغرورقت عيونهم بالدموع. ومشى الرجال والنساء والاطفال الذين بدا بعضهم مصدوما بين الركام للبحث عن حطام منازلهم.
وهي المرة الاولى يتم التوصل الى اتفاق بين الطرفين لاخراج مقاتلين معارضين من احدى مدن البلاد الكبيرة.
وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له انه بموجب الاتفاق المتعلق بحمص، ادخلت مؤن الى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين يحاصرهما المقاتلون المعارضون في منطقة حلب بشمال البلاد. وقال مصدر في المعارضة المسلحة ايضا انه بموجب الاتفاق نفسه اطلق 40 شخصا من الموالين للنظام من الطائفة العلوية، وايرانية ونحو 30 جنديا سوريا. ولم يبق معارضون مسلحون في مدينة حمص الا في حي الوعر حيث يعيش مئات آلاف من الاشخاص وتجري مفاوضات للتوصل الى اتفاق لاخراج المقاتلين من هذا الحي على غرار الاتفاق على حمص القديمة.
على صعيد آخر، انتقد مدير العمليات الانسانية في الامم المتحدة جون غينغ الجمعة مصادرة السلطات السورية مساعدات طبية مرسلة الى المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة.
ووصلت بعثة من منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى دمشق للتحقيق في استخدام للكلور بعد اتهامات وجهتها باريس وواشنطن الى النظام السوري.
في غضون ذلك اعلن نائب الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي ان السعودية طلبت ارجاء اجتماع لوزراء الخارجية لجامعة الدول العربية عن النزاع في سوريا كان مقررا الاثنين. وكانت السعودية دعت الى الاجتماع للتباحث في “الخطوات اللازمة من اجل التعامل مع الماساة في سوريا”.
وفي المقابل، ستعقد الدول الغربية ودول الخليج المعارضة للنظام السوري اجتماعا في لندن في 15 ايار للبحث في سبل زيادة الدعم للمقاتلين المسلحين.
واعلن الجيش الاردني في بيان ان مواطنا من جنسية عربية قتل برصاص حرس الحدود لدى محاولته التسلل من المملكة الى سوريا.
وفي نيويورك، أكد ديبلوماسيان غربيان لـ”النهار” أن فرنسا باشرت صوغ مشروع قرار يرجح أن يوزع الأسبوع المقبل على أعضاء مجلس الأمن من أجل إحالة الوضع في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية، بعدما اتفقت مع الولايات المتحدة على حصر التفويض بـ”المجازر المفزعة” التي يرتكبها نظام الرئيس بشار الأسد والجماعات الإرهابية والمتطرفة.
التقاء الحلفاء والخصوم .. وتركيا تطارد «أمراء» الإرهاب
تقاطع مصالح في الحرب على «جهاديي» سوريا
محمد بلوط
تضافر دولي ـ إقليمي على مكافحة الإرهاب، سيفاقم من أزمة المعارضة السورية المسلحة، وسيزيد من تراجعها.
التضافر حول محاربة الإرهاب يجمع، للمرة الأولى، موضوعياً، حلفاء النظام السوري وأعداءه على جانبي معادلة صعبة: القضاء على خصم «جهادي»، لكن لأهداف تتباعد من توجيه البنادق ضد «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«أحرار الشام» و«صقورها»، والجماعات «الجهادية» التي تتفيأ ظلال تنظيم «القاعدة» وفروعه الشامية الكثيرة.
فالقضاء على التكفيريين هدف النظام «الطبيعي» وحلفائه، باعتبارهم نواة القوة القتالية للمعارضة، ورأس حربة الحرب الإقليمية التي تشنها السعودية وتركيا وقطر والولايات المتحدة على سوريا، وهو هدف بات يتقاطع مع السياسة السعودية والأميركية والتركية، والقطرية بحكم الأمر الواقع، وغلبة الخيار السعودي في الملف السوري: أي إضعافهم في إطار إعادة هيكلة المعارضة المسلحة، سعياً وراء سراب إحياء كتلة مقاتلة معتدلة، وبعث رميم «الجيش الحر العلماني»، الذي سيعمل من أجل كتلة الحرب الإقليمية، على ضرب امتدادات «القاعدة» في سوريا، وإسقاط النظام.
إذ لم تعد الولايات المتحدة ودول أوروبية تقاسم حلفاءها الخليجيين هذا الهدف، بعد ازدهار «الجهاديين» واضمحلال المعارضة «المعتدلة». وكان الأميركيون شديدي الوضوح في التعبير عن أولوياتهم السورية، عندما طلب وزير الخارجية جون كيري من الوفد «الائتلافي» برئاسة احمد الجربا، الذي التقاه في واشنطن أمس الأول، بتعزيز العمل على مكافحة الإرهاب.
ويبدو الاجتماع حول «جهاديي» سوريا في بروكسل معْلماً مهماً في تحول مجرى الحرب السورية نحو مركز انطلاق شراراتها، وتحديد المسؤوليات لاحتواء «الجهاديين». فقد دعيت إليه، في نطاق إعادة الهيكلة، الدول الكبرى «المصدرة» للجهاديين، مثل تونس والمغرب، وغابت السعودية المصدر الأول لـ«الجهاديين». كما جرى استدعاء دول المعبر كالأردن وتركيا. وكان لافتاً غياب لبنان بعد معركة القلمون التي أغلقت فرعاً من معابر «الجهاد» إلى الداخل السوري وأعفت اللبنانيين مؤقتاً من طائلة الجلوس إلى طاولات داخليات الدول الأوروبية والولايات المتحدة، التي تضغط بشكل خاص، على الحليف التركي لتخفيف اندفاعته الانتحارية، في تحويل الشمال السوري إلى بؤرة «جهادية» تهدد أوروبا.
وسبق المؤتمر الأمني في بروكسل رسائل تركية عن انعطافة محتملة، تؤكد التضافر الموضوعي في مواجهة «الجهاديين» في سوريا. فخلال الأيام الأخيرة، نفذت الاستخبارات التركية عمليات اغتيال وخطف «لأمراء الجهاد»، لا سيما في منطقة كسب في ريف اللاذقية.
وذهب الأتراك أبعد من ذلك. فبحسب مصدر سوري معارض بدأت الاستخبارات التركية بتقنين خطوط الإمداد للمعارضة المسلحة في ريف اللاذقية الشمالي، والدفع بالمقاتلين إلى جبهات حلب. ويقول إن الأتراك انشأوا كتيبة متخصصة في ملاحقة بعض القيادات «الجهادية»، وهم يقومون بعمليات قتل واغتيال للائحة من الأسماء التي لا تتمنى الدول الأوروبية أن تراها عائدة إليها على قدميها، عندما ترتد البؤرة السورية «الجهادية» على أصحابها، كما قامت بتصفية مجموعات من «الجهاديين» السعوديين والمغاربة الذين طلبت الاستخبارات السعودية التخلص منهم.
وكان الأتراك سلموا في الأسابيع الماضية قائد «كتيبة ملة إبراهيم» أبو أسامة الغريب إلى الاستخبارات الألمانية، لتجنيده مجموعة كبيرة من «الجهاديين» الألمان، من بينهم مغني «الراب» الألماني أبو طلحة، الذي قتل.
وتستأنف الاستخبارات التركية حرباً انتقائية ضد بعض القيادات «الجهادية»، التي تطاردها الاستخبارات السعودية، وكانت بدأتها العام الماضي عندما اعتقلت «مفتي جيش المهاجرين والأنصار» راكان الرميحي وسلمته إلى الاستخبارات السعودية. كما سلمت الرياض «الأمير الشرعي لجبهة النصرة» أبو منذر الخالدي.
وتتجه الشكوك إلى عمليات الاختراق التي نفذها الأتراك داخل المجموعات «الجهادية»، ومسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي طالت قيادات الصف الأول «القاعدية»، مثل أبي خالد السوري، القائد الفعلي لـ«أحرار الشام»، وأبي عبد العزيز القطري، ثم خليفته أبو مصعب الجعبور، الذي تمت تصفيته قبل عشرة أيام. ولا تزال عملية اغتيال حجي بكير المستشار العسكري الخاص لزعيم «داعش» أبي بكر البغدادي لغزاً يُنسب لعمل استخباري في الشمال السوري. كما اعتقلت، نهاية العام الماضي السعوديين خالد وعمر الحربي، وسلمتهما إلى الأمن السعودي.
وكانت الاستخبارات التركية قد نسقت «معركة الأنفال» التي باشرتها، من كسب، جماعات «شام الإسلام» المغربية، و«أنصار الشام»، و«جبهة النصرة»، و«لواء القادسية». ودخل أكثر من 2500 مقاتل عبر الأراضي التركية، لاختراق منطقة تبعد 63 كيلومتراً، عن مدينة اللاذقية وتهديدها. وتهدف العملية إلى إجبار الجيش السوري، الذي يعاني من نقص في العديد، على نشر المزيد من قواته وتشتيتها، عبر فتح المزيد من جبهات القتال، والاستيلاء على المرتفعات، التي تطل على كامل الريف الشمالي، والمراصد العالية التي تشكل خطوط الدفاع الأولى للجيش السوري، لحماية مدن وبلدات الساحل.
وقدمت المدفعية التركية تغطية واسعة لموجات الهجوم الأولى التي باغتت الوحدات السورية الصغيرة المرابطة على معبر كسب، وفي تلال جبل النسر وتشالما والمرصد 45.
وباغت الأتراك الجماعات «الجهادية» التي زجوا بها في كسب، بحسب مصدر متابع للعمليات، برفضهم في الأيام الماضية طلباً ملحاً من قيادة «الأنفال» لإرسال تعزيزات إليها من جبل التركمان الشمالي، لشن هجوم مضاد نحو قرية السمرة وحول المرصد 45، بعد أن تعثر الهجوم الذي قامت به في الأسابيع الماضية غرفة عملياتها، التي تدار من إنطاكيا، في لواء الاسكندرون السليب.
وبحسب مصادر في المعارضة فقد أصيب مقاتلو «الأنفال»، بخسائر فادحة أدت إلى تراجع زخم الهجوم على منطقة كسب وتلالها. ووثقت المعارضة في المنطقة أسماء 480 قتيلا من الجماعات «الجهادية»، استندت فيه إلى لوائح المستشفيات التركية ونعي الجماعات لخسائرها، من دون أن يكون الإحصاء شاملا. كما نقل الأتراك إلى مستشفياتهم في لواء الاسكندرون ما يقرب من 1500 جريح.
وبدأ السعوديون حجب مساعداتهم عن «أحرار الشام» و«صقور الشام» في الأشهر الأخيرة، في إطار تشجيع الفرز بينهم وبين «المعتدلين».
لكن للسياسة الجديدة حدودها، ورهاناتها الخطرة على الأداء القتالي للمعارضة السورية، إذ ستسهم بإضعاف الجماعات «الجهادية» على المدى القريب، من دون أن تؤدي إلى بلورة قطب معارض مسلح «معتدل»، أو أن يتاح للجماعات التي تعمل السعودية وقطر وتركيا على إنشائها أن تختبر قدرتها على مواجهة الجيش السوري، وإثبات قدرتها على الحلول محل جماعات «الجهاد» المجربة، مثل «النصرة»، وبعض أجنحة «أحرار الشام» و«الجبهة الإسلامية»، و«جيش المهاجرين والأنصار».
ونتيجة لهذه السياسة انحسرت خلال الأسابيع الماضية، قدرة «أحرار الشام»، وهي اكبر جماعات «الجبهة الإسلامية»، على الحشد في جبهات مختلفة، واضطرها تراجع الدعم القطري، وتركها تحت الدعم السعودي المتراجع، إلى سحب كتائب من مقاتليها على جبهات أرياف حماه وحلب. إذ يغلب على «أحرار الشام» و«صقورها» التضخم، من خلال تحالفات متفرعة مع كتائب محلية بايعتها مقابل التمويل، وتوقفت عن ذلك مع شحه، وهو عطب بنيوي في كبرى المجموعات «الجهادية». وتراجع «لواء التوحيد» في حلب إلى لواء رديف، بعد أن كان يقاسم «النصرة» السلطة في حلب الشرقية وأريافها. ويحاول زعيمه السابق عبد العزيز سلامة إنشاء كتيبة في عندان مسقط رأسه، وتمويلها محلياً.
وينصبّ الاهتمام على «فيلق الشام»، الذي تشكل من «لواء داود» السابق، الذي انسحب من «جيش المجاهدين» لتسريع إعادة تشكيله. وقام «جيش المجاهدين»، ومعه «اتحاد أجناد الشام»، بمبايعة «المجلس الإسلامي السوري»، الذي عمل السعوديون على تشكيله في اسطنبول قبل شهر.
ويقول خبير دولي، عائد من المنطقة، إن مد السعودية سياسة إضعاف «الجهاديين» إلى سوريا، ومماشاة القطريين لهم، ستؤدي في النهاية إلى إضعاف كل الجماعات التي تعتمد على التمويل الخارجي، لا سيما «أحرار الشام»، و«صقور الشام»، و«جيش الإسلام»، و«لواء التوحيد»، وهي اكبر جماعات المعارضة المسلحة، من دون أن تنشأ بالضرورة المعارضة «المعتدلة» المنشودة. ولن يكون المحور «المعتدل» في نهاية العملية سوى أمراء الحرب، وهو المحور الذي يمكن الركون إليه وتسليحه نوعياً، في مرحلة لاحقة. وستطفو على السطح الجماعات التي يقودها أمراء الحرب لأنه لا يمكن السيطرة عليهم كلياً، لاعتمادهم على تمويل حربهم من غنائم الحرب الداخلية، وعلى جزء يسير من التمويل الخارجي، والإمدادات التي تعبر من تركيا.
وخلال الأسابيع الماضية، جرى الترويج لجمال معروف لقيادة محور معتدل. ومعروف قائد «جبهة ثوار سوريا»، هو مقاول من جبل الزاوية، يمثل شريحة من أمراء الحرب، الذين نجحوا نسبياً، بتمويل كتائبهم من غنائم الحرب. وأصبحت الجبهات الأكثر اشتعالا في سوريا، تلك التي توفر لأمراء الحرب غنائم سريعة ومباشرة لدفع رواتب المقاتلين، وتجنيد جماعات جديدة. وباتت عمليات كثيرة تسقط من حسابات بعض الكتائب لقلة عوائدها المباشرة، خصوصاً في الأرياف. كما نجح قائد «كتائب نور الدين الزنكي» توفيق شهاب الدين في تكوين إمارة حربية شبه مستقلة عن التمويل الخارجي، إذ يشرف على 33 كتيبة مقاتلة في الاتارب وريف حلب. وتبلورت سلطته كأمير حرب من خلال السيطرة أيضاً على شبكة واسعة من 40 مدرسة، تستقبل 40 ألف تلميذ في المناطق التي يسيطر عليها. ويعتمد شهاب الدين على غنائم الحرب، وميليشيات محلية مترابطة، وصلت في استقلالها إلى درجة الخروج مؤخراً من «صقور الشام».
وتظهر «جبهة النصرة»، من جهة ثانية، فئة ناجية من تجفيف منابع التمويل الخارجي. لكن اصطدامها بإعادة الهيكلة، التي تنحو إلى صناعة محور «معتدل»، عجل في خروجها في درعا، واعتقالها رئيس «المجلس العسكري» في المنطقة العقيد احمد فهد النعمة، يظهر أيضاً حدود البحث عن «معتدلين» في المعارضة المسلحة. إذ تسيطر النصرة على 60 في المئة من جبهات القتال مع الجيش السوري، بحسب تقديرات خبير في النزاع.
ونجحت «النصرة» في قيادة غرف عمليات الحرب على الجيش السوري، من خلال تركيب تحالفات متقاطعة، لا تقدم فيها أكثر من ثلث الجهد القتالي، لكنه جهد يكفي لوضعها في مقدمة القوى التي تقاتل على كل الجبهات، ويبرهن أن «الاعتدال» السوري المقاتل، لن يرى النور قريباً.
مواجهة “الجهاديين” تقود الغرب إلى ملاحقة الأشباح
وسيم ابراهيم
يدرك الأوروبيون أن هنالك خللاً واضحاً في تعاملهم مع ظاهرة “الجهاديين” في سوريا. الواضح لهم أن المئات من مواطنيهم منخرطون في القتال مع جماعات متطرفة، وبعضهم مصنف “إرهابياً”. لكن غير ذلك، تبقى استراتيجيات الوقاية والتصدي قائمة على الاحتياط تجاه النيات. رصد نيات المشتبه في أنهم قد يسافرون لمنعهم من ذلك، وتتبع نيات من سيعودون للاحتياط من مخاطر استخدامهم فنون القتل التي اكتسبوها.
قضى المسؤولون المعنيون بالظاهرة ساعات في الشرح، وفي عرض خططهم وتقديم التوضيحات عن كل جانب ومرحلة. لكن مراسلي وسائل الإعلام، الذين كانوا يستمعون ويهزون رؤوسهم باهتمام، وجدوا أنفسهم ينتهون إلى تكرار السؤال: “لكن هل يمكننا الحديث عن أشياء ملموسة وعملية؟”. لا غرابة في ذلك، فالأوروبيون كما لو أنهم يخوضون حرباً مع الأشباح وهم يحاولون تطويق الظاهرة.
القضية جمعت، أمس الأول، وزراء داخلية ومسؤولين كباراً، يمثلون 13 دولة في العاصمة البلجيكية بروكسل. مباحثاتهم تشعبت حول ما أنجزوه لمكافحة من باتوا يعرفون بـ”المقاتلين الأجانب”، التحديات الجديدة والثغرات، وكيف يمكنهم التقدم.
المؤتمر شكل الاجتماع الرابع للمجموعة الدولية، التي تقودها بلجيكا وفرنسا، وحضره وزراء ومسؤولون في وزارات الداخلية والعدل، من ألمانيا وبريطانيا واسبانيا والسويد وهولندا. أما من خارج التكتل الأوروبي، فحضر ممثلون عن الولايات المتحدة وتركيا والأردن والمغرب وتونس.
وزيرة الداخلية البلجيكية جويل ميلكية ونظيرها الفرنسي برنار كازينوف، تحدثا مطوّلاً عن القلق المتزايد من تفاقم الظاهرة. لم يعودا للتكهن حول الأرقام، لصعوبة حصرها بين مَن يقاتل ومَن قُتل ومَن غادر المعارك. ربما هنالك من هم موجودون في عداد هذه التصنيفات، لكنهم خارج شاشة الرصد. لذلك، التقديرات تراوح في غموض القول “أكثر من ألفين”.
لفت الوزيران إلى أهمية إشراك تركيا والمغرب. إنها المرة الأولى التي توجه فيها الدعوة إلى البلدين ليحضرا لقاء المجموعة، التي تغيبت عنها هذه المرة استراليا وكندا.
المغرب بلد عبور رئيسي للمقاتلين الغربيين، خصوصاً مَن يحملون جنسية مزدوجة. تركيا تلعب أحد الأدوار الرئيسية، إن لم يكن الدور الرئيسي، في فيلم ملاحقة “الأشباح” الواقعي هذا.
إنها الباب المعروف لآلاف “الجهاديين”. قال كازينوف إنّ العمل معها “هو طريقة جدية لإحراز تقدم”، محذراً من أنّ الظاهرة هي “مشكلة أوروبية وعالمية”.
السؤال البديهي الذي يطرحه الكثيرون هو: كيف يمكن لكل هؤلاء المرور من دون علم أنقرة؟ ليس لأننا نتحدث عن حدودها فقط، بل لكون “الحلفاء” هم من يرابطون على الجانب الآخر من الحدود. بالأحرى، جماعات المعارضة السورية المسلحة ترابط على الجانبين، ومن هناك تتلقى قسماً معتبراً من الدعم العسكري واللوجيستي. هذا من دون الحديث عن استنفار أجهزة الاستخبارات التركية هناك.
وبرغم أن الأسئلة خرجت بنبرة الاستيضاح، لكن اللغة الديبلوماسية للوزير الفرنسي، ولو أراد العكس، استدعت تلقائياً لهجة الاتهام. قال إنّ “علاقتنا مع تركيا ليست قائمة على الشكوك بل على الثقة”، مضيفاً أن “تركيا تتعامل بشكل جدي وفعّال”.
الجانب التركي كان مضطراً للرد على اتهامات تحوم ولا تقال صراحة. بحسب ديبلوماسيين شاركوا في الاجتماع، نفت أنقرة بشكل صارم أن المعابر المعروفة تستخدم لنقل “الجهاديين”. عوضاً عن ذلك، تحدث ممثلوها عن مشكلة حدودهم الطويلة مع سوريا. شددوا على أنه من الصعب رصد نحو 900 كيلومتر، وبالتالي من الصعب منع “تهريب الجهاديين”.
يشتكي المسؤولون الأتراك من أن بلادهم صارت تدفع ثمن عبور “الجهاديين”، ذهاباً وإياباً، ويستدعون أمثلة عدة عن “حوادث إرهابية” أودت بحياة مواطنيهم في المناطق الحدودية. يذكّرون مجالسيهم بأنهم أعدوا قائمة سوداء تضم أكثر من ثلاثة آلاف اسم من “الجهاديين” المحتملين الممنوعين من دخول أراضيها. مَن يطالبهم بتكثيف الرقابة، يذكرونه بأن لديهم مآخذ لناحية عدم قيام الآخرين بزيادة التعاون الذي يطلبونه. المقصود هنا رفع مستوى تبادل المعلومات حول بيانات المسافرين والمشتبه فيهم، وأنقرة تقول إن هذا يمكن أن يجعل القائمة السوداء تمتدّ “ربما لعشرة آلاف شخص”.
قضية تبادل بيانات المسافرين تؤرق الدول الأوروبية المعنية بظاهرة “الجهاديين”. البرلمان الأوروبي أوقف تمرير اتفاق تبادل بيانات المسافرين، خصوصاً مع الولايات المتحدة، بعد فضائح تجسسها على الأوروبيين. يقول منظمو المؤتمر إنّ القضية يجب أن تكون على رأس القوانين التي ينبغي للبرلمان الأوروبي الجديد إقرارها، بعد انتخابات 25 أيار الحالي.
رفض البرلمان آنذاك ارتبط باحترام خصوصية المواطنين، الذين سيكون كل تنقل لهم تحت الأعين، براً وبحراً وجواً. لكن جعل التبادل التلقائي يمتدّ إلى تركيا، كما تطالب، تحيط به اعتبارات سياسية وقانونية أخرى. بسهولة يمكن توظيف هذه المعطيات في تعقب المعارضين والمناوئين السياسيين، الأكراد وغيرهم، خصوصاً أنّ لأنقرة تصنيفاتها الخاصة حول “المجموعات الإرهابية”، ويمكنها التذرع دائماً بالدفاع عن أمنها الوطني.
لكن الدول المشاركة أكدت أنّ عملية التبادل تتم بشكل ثنائي، خصوصاً مع الولايات المتحدة، وعبر أجهزة الاستخبارات التي تمّ تكثيف تعاونها سعياً لتطويق ظاهرة “الجهاديين”.
الفرنسيون دافعوا عن لجوئهم إلى سحب الجنسية ممن يتوجّهون إلى القتال. هذا الإجراء، غير المسبوق، تطبقه أيضاً بريطانيا، وشرّعته النمسا أخيراً. كازينوف قال إن الدستور الفرنسي “يسمح بسحب الجنسية ممن يهددون الأمن الوطني”.
وكما أكدوا في بيانهم بعد الاجتماع، تركز الدول المعنية على كشف وتعطيل عمل شبكات تجنيد “الجهاديين” والترويج لأيديولوجيتهم. في هذا الإطار يعملون مع كبار مزوّدي خدمة الانترنت الدوليين. قالوا إنهم يحاولون جعل المواقع الشهيرة للتواصل الاجتماعي، مثل “تويتر” و”فايسبوك”، تنخرط في جهود مكافحة شبكات التجنيد.
إحدى الأولويات أيضاً تكثيف العمل على كشف الوثائق وجوازات السفر المزوّرة، التي يلجأ لاستخدامها بعض “الجهاديين” تجنباً للتعقب. هذه الوسيلة ممكنة في ما يخص المسافرين والعائدين، الأمر الذي يرفع احتمال وجود عناصر “جهادية” فعالة بعيدة عن أعين الأجهزة الغربية.
ما سبق يزيد مصاعب الحرب على الأشباح والنيات، التي يخوضها مسؤولو “مكافحة الإرهاب”.
الاجتماع في بروكسل ركز على حيثيات تطبيق خطط المواجهة، وشهد العديد من اللقاءات الثنائية. الولايات المتحدة شاركت في كل الاجتماعات السابقة، قام بتمثيلها هذه المرة اليخاندرو مايوركس، وهو نائب مدير الأمن الداخلي، وجيمس إم كول، وهو مساعد وزير العدل.
المنسق الأوروبي لـ”مكافحة الإرهاب” جيل دو كيرشوف كان حاضراً، ومعظم بنود خطط العمل كانت وردت في التوصيات التي قدمها في شهر حزيران الماضي للدول الأوروبية، ومن بينها الحرب الدعائية ضد أيديولوجيا “الجهاديين”، التي يمكن رصد تطبيقها حتى في نشرات أخبار التلفزة الغربية.
وقال إنّ المواجهة صارت “حرباً” فعلية. سألته “السفير” إذا كانوا يرون نزعات جديدة في معسكرات “الجهاديين”، فلفت إلى أن “الهدف الأساس هو قتالهم في سوريا. تم كشف مؤامرات (للقيام باعتداءات) في أوروبا، لأناس عادوا من سوريا، فإما أنهم فعلوا ذلك بأنفسهم أو تمّ توجيههم للقيام بها”. وحول حديث السلطات الأميركية قبل أشهر عن مخيمات تدريب لتنفيذ هجمات في الغرب، فقال إنه “من المبكر القول إنّ المقاتلين يذهبون إلى سوريا بهدف إعادة إرسالهم لتنفيذ هجمات، لكن لا يمكن استبعاد ذلك. إذا كان لديك ألفا شخص كانوا في سوريا وعادوا، قد يكون البعض منهم مستعداً لتنفيذ اعتداءات، ولهذا علينا أن نكون يقظين”.
إغلاق ملف تسوية حمص القديمة
زياد حيدر
اختتمت التسوية الأبرز في تاريخ حمص بمغادرة ما يزيد عن ألفي شخص محاصر، جلهم من المسلحين، حي حمص القديمة باتجاه منطقة ساخنة أخرى هي الدار الكبيرة، في مقابل الإفراج عن 70 مخطوفاً، وإيصال الغذاء إلى قرى محاصرة في ريف حلب، أبرزها نبل والزهراء.
وبالرغم من أن الجيش السوري لم يقم بعد بتنظيف المنطقة من العبوات والقذائف غير المنفجرة، فقد دخل مئات المدنيين حمص القديمة لتفقد ممتلكاتهم.
وأعلن محافظ حمص طلال البرازي «إغلاق الملف» ظهر أمس، مؤكدا في اتصال مع «السفير» أن المحافظة تحركت باتجاه تحقيق تسوية مشابهة باتجاه حي الوعر، الذي وصلته مساعدات منذ يومين في إطار خطوات «بناء الثقة».
ومساءً، وصلت 12 حافلة محملة بالغذاء إلى نبل والزهراء، بعدما عُرقلت لمدة يومين، الأمر الذي أخّر تنفيذ اتفاق التسوية.
وكان المسلحون المحاصرون قد خرجوا على دفعات، كانت آخرها ظهر أمــس، بعد تحقق شرط ريف حلب.
وضمت الدفعة الأخيرة ما يقارب 300 مسلح خرجوا في 13 حافلة، بعدما احتجزوا ليوم واحد بانتظار تحقق شرط التسوية المتعلق بالإغاثة.
واتهمت صفحات المعارضة «لواء التوحيد» بتعطيل المفاوضات بغرض تمرير الشق الأخير من التسوية «لأسباب سياسية». ويرتبط «لواء التوحيد»، المرابط في حلب بجماعة «الإخوان المسلمين» السورية، ويخضع للنفوذ التركي والقطري بشكل رئيسي. ودافع ناشطو المجموعة العسكرية، من باب الرد عن أنفسهم، بنفي الاتهامات. وقال أحدهم، على حسابه على «فايسبوك»، إن «التوحيد قدم كل الأسرى لديه في حلب في سبيل خروج الشباب سالمين من حمص»، مضيفا أن «قادة التوحيد توسطوا في عندان لفتح الطريق أمام الحافلة». وتابع «هناك أطراف عديدة، منها فصائل عسكرية محسوبة على جهات صديقة وشقيقة تريد إفشال هذا الأمر عن طريق تأليب الناس وتجييشهم ضد الاتفاق، لأنها لم تستفد منه سياسيا، بل حتى تم إقصاء داعميها الحقيقيين من الاتفاق وتم تجاوزهم هذه المرة».
من جهتها، أعلنت «الجبهة الإسلامية»، في بيان، «التزامها بالاتفاق على إدخال المساعدات الإنسانية إلى نبل والزهراء بمعدل ست شاحنات لكل بلدة».
وكانت الحكومة السورية وناشطو المعارضة على حد سواء، قد اتهموا في وقت سابق حواجز تفتيش تابعة إلى «جبهة النصرة» بعرقلة العملية.
بدوره، وبعد جولة له على أحياء حمص القديمة، أعلن البرازي استقدام الورش للقيام بأعمال إزالة الركام وفتح الشوارع، مشيرا إلى أن عودة الحياة إلى المنطقة تحتاج إلى بعض الوقت، ريثما يتم «تأمين المنطقة وسلامتها، وإخلاؤها من الركام والجثث لإعادة دورة الحياة إليها من جديد».
وأشار إلى أنه تم توجيه دعوة إلى جميع الفعاليات التجارية ومواطني حمص القديمة لمراجعة قسم شرطة حي الحميدية من أجل تسهيل عملية دخولهم إلى المدينة القديمة، لافتا إلى أن عمال المؤسسات الخدمية في المدينة القديمة نفذوا يوم عمل تطوعياً للإسراع بإعادة هذه المؤسسات إلى وضعها الطبيعي.
وشاهد مراسل «فرانس برس» مئات المدنيين، من كل الأعمار، يدخلون حي الحميدية ومناطق مدمرة وسط المدينة لتفقد منازلهم، وبدا عليهم التأثر فيما امتلأت عيونهم بالدموع.
ومشى الرجال والنساء والأطفال، الذين بدا بعضهم مصدوما، بين الركام للبحث عن حطام منازلهم. وقال وفاء المقيمة في الحميدية «كل شيء يخصنا دمر. ذهبت إلى منزل حموي وجدته مدمراً أيضا، لم يسلم إلا عدد من الأغراض».
وقالت جاكلين فواز «شاهدت على فايسبوك أن منزلي دمر، لكنني لم أستطع تصديق ذلك. أردت أن أشاهده بأم العين»، فيما قالت سيدة أخرى «جئت لتفقد منزلي لكنني لم أجده».
وشاهدت مراسلة الوكالة في الحميدية واجهات المتاجر المحطمة ونوافذ وجدران المتاجر التي ملأتها آثار الرصاص وأكوام هائلة من الركام في إحدى الساحات. وعلى الأرصفة بدت دبابتان محترقتين وقطع معادن صدئة ولافتات تالفة.
وقال مطران حمص للروم الأرثوذكس جورج أبو زخم، لوكالة «اسوشييتد برس»، إن الوضع «كارثي»، موضحا أن 11 كنيسة في حمص القديمة إما دُمرت أو تضررت تضرراً كبيراً.
من جهة ثانية (ا ف ب)، قُتل شخص وجرح اثنان قرب حلب، عندما أصيبت شاحنتان تنقلان مساعدات أرسلتها منظمة إنسانية تركية أثناء غارة جوية. وأعلنت «منظمة المساعدة الإنسانية»، وهي جمعية مقربة من الحكومة التركية، إن «مواطناً سورياً» قتل وأصيب اثنان في الهجوم. وأصيبت الشاحنتان اللتان تنقلان الطحين وأغطية خلال غارة جوية شنها سلاح الجو السوري على حي يسيطر عليه المسلحون.
مكتب لتوثيق الكيماوي السوري: توثيق ولادة ثاني طفلة مشوهة نتيجة الأسلحة الكيماوية
علاء وليد- الأناضول: أعلن مكتب لتوثيق الملف الكيماوي السوري، السبت، عن توثيق ولادة ثاني طفلة مشوهة خلقياً نتيجة الأسلحة الكيماوية التي استخدمتها قوات النظام ضد مناطق المعارضة خلال الأشهر الماضية.
ويأتي الإعلان عن ولادة ثاني طفلة مشوهة نتيجة الأسلحة الكيماوية بعد يوم واحد من إعلان المكتب نفسه عن توثيق ولادة أول طفلة مشوهة للسبب نفسه، وانفرّدت وكالة (الأناصول) بنشره.
وفي تصريح لوكالة (الأناضول) عبر الهاتف، قال نضال شيخاني، مسؤول العلاقات الخارجية في”مكتب توثيق الملف الكيمياوي في سوريا”، الذي يضم عسكريين منشقين عن جيش النظام ويصف نفسه بأنه “مستقل”، إن أطباء متخصصون في مشفى “باب الهوى” بريف إدلب (شمال)، وثّقوا حالة طفلة في شهرها الرابع مشوهة نتيجة تعرض الأم لغازات كيماوية في مدينة حمص يوليو/ تموز الماضي.
وأضاف المسؤول نقلا عن أحد الأطباء الذين عاينوا الحالة، لم يذكر اسمه، أن والدة الطفلة المصابة (جود) تعرضت أثناء حملها بالشهر الثاني لاستنشاق غازات سامة ناتجة عن استخدام قوات النظام لأسلحة كيماوية في محافظة حمص أوائل يوليو/ تموز الماضي.
وأشار الطبيب إلى أن حمل الوالدة بقي مستمراً على الرغم من استنشاقها للغازات الكيماوية قبل أن تولد الطفلة بتشوهات تمثلت ببتر خلقي أسفل الساق اليسرى، وأصابع على شكل براعم والتصاقات في اليد اليمنى، بالإضافة لغياب سلاميات في اليد ذاتها، لم يبيّن عددها.
وبيّن الطبيب أن هذا التشوه حدث نتيجة فقدان الأم للسائل الذي يحفظ الجنين في بطنها، نتيجة استنشاقها للغازات السامة.
وأعلن مكتب لتوثيق الملف الكيماوي السوري الجمعة، عن ولادة أول طفلة مصابة بتشوهات خلقية؛ نتيجة استخدام قوات النظام للأسلحة الكيميائية بريف دمشق أغسطس/ آب الماضي؛ ما أدى وقتها إلى مقتل 1400 شخص وإصابة 10 آلاف آخرين بحالات اختناق.
وتم تأسيس مكتب “توثيق الملف الكيمياوي في سوريا”، في أكتوبر/ تشرين الأول 2012، بهدف توثيق انتهاكات النظام واستخدامه للأسلحة الكيميائية في المناطق السورية، وجمع الدلائل والشهادات بخصوص ذلك.
وعمل المكتب الذي يتخذ من بروكسل مقراً له، على متابعة عملية نقل المخزون الكيمياوي لدى النظام بعد قرار الأخير تسليمه نهاية العام الماضي، من خلال ناشطين سوريين على الأرض والمنظمات الدولية المختصة.
ولم يتسنّ حتى الساعة (30: 13 تغ)، التحقق مما ذكره مسؤول العلاقات الخارجية في المكتب حول الحالتين من مصدر مستقل، كما لا يتسنّ عادة الحصول على تعليق رسمي من النظام السوري على ما ينسب له بسبب القيود التي يفرضها على الإعلام.
وينفي نظام بشار الأسد استخدام هذا النوع من السلاح، ويتهم المعارضة بامتلاك واستخدام أسلحة كيميائية، كما يتهم المعارضة والولايات المتحدة بالسعي إلى اختلاق ذريعة لتدخل عسكري أجنبي في سوريا.
وبعد تهديد الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب الهجوم الكيميائي “الأكبر” على ريف دمشق أغسطس/ آب الماضي، وافق النظام على مقترح حليفته روسيا بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيميائية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدميرها.
وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة، التي تقدر بنحو 1300 طن، بحسب ما أعلنته دمشق العام الماضي امتلاكها، عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري، وتم تسليم غالبية الكمية المصرح بها على دفعات.
قتلى وجرحى من قوات النظام بانفجار سيارة مفخخة في حماة وأهالي حمص يعودون إلى مدينتهم القديمة
حمص- الأناضول- (أ ف ب): قالت تنسيقية إعلامية سورية معارضة السبت، إن قتلى وجرحى من قوات النظام سقطوا في تفجير سيارة مفخخة بريف محافظة حماة، وسط سوريا.
وقالت تنسيقية (سوريا مباشر) أن سيارة مفخخة انفجرت ظهر السبت عند حاجز لقوات النظام في ناحية الحمرا بريف حماة ما أدى لمقتل وجرح عدد من قوات النظام، لم تحدد عددهم.
ولم يعلّق النظام السوري حتى الساعة (12.30 تغ) على تفجير السيارة المفخخة، كما لم يورد الخبر على الوكالة السورية الرسمية حتى التوقيت ذاته.
ومن جهة أخرى، عاد الاف السوريين السبت إلى حمص القديمة لتفقد منازلهم التي وجدوها مدمرة وذلك بعد اتفاق تضمن خروج مقاتلي المعارضة من الاحياء المحاصرة كما افادت مراسلة وكالة فرانس برس.
وقد دخل الجيش السوري الجمعة للمرة الاولى منذ أكثر من سنتين إلى حمص القديمة بوسط البلاد بعد خروج اخر مقاتلي المعارضة بموجب اتفاق غير مسبوق بين الطرفين.
وتفقدوا مدينتهم سيرا أو على دراجات ودراجات نارية وجروا عربات على طرق مغطاة بالركام.
ويحمل كل مبنى آثار الحرب من ثقوب رصاصات الى فجوات كبيرة نجمت عن قذائف كانت تسقط كل يوم تقريبا على مدى نحو عامين من الحصار.
وكانت علامات التأثر بادية على الاهالي عند رؤية احيائهم السابقة التي تغيرت ملامحها وما عدوا يعرفونها.
وقال ريما بطاح (37 عاما) من اهالي حي الحميدية بحمص القديمة “الدمار مخيف”.
واضافت “ذهبت مع زوجي الى منزلنا امس ووجدناه مدمرا. عدنا اليوم لنأخذ مقتنياتنا” مشيرة الى خمس حقائب كبيرة من المقتنيات بجانبها.
وكانت عشرات الاسر تقوم بالشيء نفسه من جمع الملابس وانقاذ ما امكنها من المنازل التي دمرتها الحرب.
وقالت سيدة رفضت اعطاء اسمها والى جانبها زوجها وثلاثة ابناء “كنا نملك شقة جديدة في مبنى جديد والان كل شيء دمر”.
وخرجت اخر مجموعة من المقاتلين من حمص القديمة الجمعة، ودخل الجيش النظامي ليتولى السيطرة على كامل مدينة حمص باستثناء حي الوعر حيث يعيش مئات الاف الاشخاص وتجري مفاوضات للتوصل الى اتفاق لاخراج المقاتلين منه على غرار الاتفاق حول حمص القديمة.
ومع خروج المقاتلين، قامت القوات النظامية بعملية تفتيش في الاحياء بحثا عن متفجرات.
وأعلن محافظ حمص طلال البرازي لوكالة الانباء الرسمية (سانا) أن مدينة حمص القديمة “أصبحت آمنة وخالية تماما من السلاح والمسلحين بفضل تضحيات وبطولات بواسل الجيش العربي السوري”.
وبث التلفزيون السوري مشاهد حية لتدفق الاهالي واجرى مقابلات مع عدد منهم عبروا فيها عن شكرهم للجيش وللرئيس بشار الاسد.
وخضعت مدينة حمص لاطول فترة حصار ترافقت مع غارات جوية مكثفة، في تكتيك استعان به النظام لتركيع مقاتلي المعارضة.
وقتل 2200 شخص في المدينة في عامين بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وهي المرة الاولى التي يتم التوصل فيها الى اتفاق بين الطرفين لاخراج مقاتلين معارضين من احدى مدن البلاد الكبيرة.
الائتلاف السوري المعارض: لم نجتمع بزعيم المعارضة الإسرائيلية
علاء وليد- الأناضول: نفى مصدر مسؤول في الائتلاف السوري المعارض السبت، أن يكون أعضاء من الأخير طرفاً في لقاء تحدثت تقارير صحفية عن عقده في برلين الأسبوع الماضي، بين زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ وقيادات في المعارضة السورية.
وفي تصريح لوكالة (الأناضول)، أوضح المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إن الائتلاف خلال سنوات الثورة التي دخلت عامها الرابع لم يجتمع بأي طرف إسرائيلي لا في برلين أو غيرها، نافياً مشاركة أي عضو في الائتلاف في اجتماع تحدثت صحف إسرائيلية عن عقده مع هرتسوغ الأسبوع الماضي.
وأشار إلى أن المعارضة السورية ليست مقتصرة فقط على “الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية”، وإنما أصبح يوجد العديد من الأطياف والمجالس الممثلة لها والائتلاف مسؤول عن أعضائه ومواقفه فقط.
وذكرت صحيفة (يديعوت أحرنوت) الإسرائيلية أن اجتماعاً عقد في برلين، الأسبوع الماضي، وضم رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ وقيادات في المعارضة السورية.
ولم تبيّن الصحيفة في عددها الصادر الخميس الماضي، الشخصيات التي حضرت الاجتماع من جانب المعارضة مقابل هرتسوغ، وفيما إذا كانت تلك الشخصيات أعضاء في الائتلاف السوري المعارض أم لا.
ويرفض الائتلاف السوري المعارض إجراء أي مساومات أو مقايضات مع الجانب الإسرائيلي لدعم مساعي المعارضة للإطاحة بحكم بشار الأسد بعد 3 أعوام من الثورة ضده، بحسب بيانات أصدرها.
ويتهم النظام السوري إسرائيل بدعم المجموعات المسلحة المعارضة له والتنسيق معها، في حين تستمر إسرائيل باحتلال ثلثي مساحة هضبة الجولان جنوبي سوريا منذ عام 1967، متجاهلة قرارات دولية تنص على الانسحاب منها.
وكان كمال اللبواني السياسي السوري المعارض والعضو المنسحب من الائتلاف، أدلى بتصريحات وكتب عدة مقالات في صحف عربية وأجنبية، خلال الفترة الماضية، عن إمكانية “إجراء تحالف مع إسرائيل من أجل إلحاق الهزيمة بالنظام السوري وإيجاد منطقة عازلة جنوبي بلاده تحتضن المعارضين”، الأمر الذي رفضه الائتلاف معتبراً في بيان أصدره قبل أيام أن اللبواني لم يعد في الهيئة السياسية للائتلاف وأنه لا يمثلها.
مسؤول سوري معارض: لا أستبعد وصول ‘كورونا’ إلينا عبر المقاتلين الأجانب
علاء وليد- الأناضول: رداً على سؤال (الأناضول) فيما إذا كان المقاتلون الأجانب أو من يسمّون بـ(المهاجرين) وسيلة لنقل فيروس (كورونا) إلى سوريا، قال مسؤول سوري معارض السبت “لا أستبعد ذلك”.
و”المهاجرون” تسمية يطلقها مقاتلو الكتائب الإسلامية التي تقاتل النظام السوري على عناصرها من غير السوريين، وينضوي معظم هؤلاء تحت لواء “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو “داعش”.
وفي تصريح لوكالة (الأناضول) أوضح عدنان حزوري، وزير الصحة في الحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة، إن المسافرين من بلد لآخر عامل أساسي لنقل الفيروسات ومنها “كورونا” من بلدانهم التي كانوا فيها إلى البلد الذي انتقلوا إليه، وقد يصعب الكشف المبكر عن الإصابة بسبب ضعف المخابر الطبية الموجودة في المناطق “المحررة”.
ويعد فيروس (كورونا) أو ما يسمى الالتهاب الرئوي الحاد، أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، ولا توجد حتى الآن على مستوى العالم معلومات دقيقة عن مصدره هذا الفيروس ولا طرق انتقاله، كما لا يوجد تطعيم وقائي أو مضاد حيوي لعلاجه.
ومنذ أول ظهور لـ”كورونا” في سبتمبر/ أيلول 2012، سجل حتى اليوم إصابة أكثر من 500 شخص، توفي منهم نحو 150 معظمهم في السعودية، حتى أمس الجمعة، وذلك بحسب إحصائيات رسمية في البلدان التي سجلت فيها الإصابات.
وأشار الوزير إلى أنه لم تسجل حتى اليوم أي إصابة بـ”كورونا” أو حتى حالة اشتباه في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، كما أن النظام السوري لم يعلن عن أي إصابة في المناطق الخاضعة لسيطرته.
ولفت إلى هنالك منظومة طبية تدعى “الإنذار والاستجابة المبكرة”، تعمل في المناطق “المحررة” مهمتها متابعة الأمراض الوبائية والإبلاغ عنها، إلا أنها لا تملك مخابر أو أدوات متطورة تساعد في الكشف المبكر عن “كورونا” أو غيره.
وأضاف حزروي أن المنظومة المذكورة التابعة لـ”هيئة تنسيق الدعم” التي تتبع بدورها للائتلاف المعارض والحكومة المؤقتة، تقوم وزارة الصحة المعارضة -بعد إحداثها مؤخراً- بالإشراف على عملها في المجال الصحي ريثما يتم استكمال إحداث مديريات للصحة وإعادة تأهيل المراكز الصحية الموجودة في المناطق “المحررة”.
في سياق متصل، أشار الوزير إلى أنه تم تسجيل سبع وفيات بأنفلونزا الخنازير، خلال الفترة الماضية، أربعة منهم في حماة (وسط) وثلاثة في دير الزور (شرق)، مشيراً إلى أنه لا يملك معلومات حول عدد الإصابات أو الوفيات في المناطق التي يسيطر عليها النظام من البلاد.
وأعلن سعد النايف، وزير الصحة في حكومة دمشق، نهاية فبراير/ شباط الماضي، أن عدد وفيات أنفلونزا الخنازير في سوريا وصل إلى 19 وفاة من أصل 59 حالة مشتبهة، وأن العدد الأكبر للوفيات والحالات سجل في محافظة حماة ومعظم الوفيات من ذوي الأمراض المزمنة.
أما بالنسبة لمرض شلل الأطفال، فأوضح حزوري أنه تم رصد في مناطق المعارضة 97 حالة اشتباه بالإصابة بالمرض منذ اكتشاف عودته إلى البلاد العام الماضي، ثبت منها 13 إصابة مؤكدة، في حين أن المعلومات تقول أن هنالك 26 حالة اشتباه في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وهو ما لم يصرح به النظام.
وتعاني المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، من نقص حاد في الكوادر الطبية والإسعافية والأدوية واللقاحات ويعمل الائتلاف والحكومة المؤقتة التابعة له ومنظمات دولية داعمة لها على تحسين الواقع الصحي في تلك المناطق.
وشكلت الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف، العام الماضي، وتتخذ من مدينة غازي عينتاب، جنوب شرقي تركيا مقراً مؤقتاً لها، وتعمل على تأمين الخدمات المختلفة لسكان المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام من خلال الدعم الدولي الذي يصلها.
آخر المقاتلين غادروا وسط حمص… وعودة المدنيين لوسط المدينة المدمر
واشنطن ترفض تسليح المعارضة: نستطيع جلب الأسد لمفاوضات
واشنطن ـ وكالات ـ حمص ـ ‘القدس العربي’ من طارق الحمصي: قالت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، أمس الخميس، إن واشنطن تملك أدوات لن تتوانى عن استخدامها لجلب الرئيس السوري بشار الأسد إلى طاولة المفاوضات.
وأوضحت ماري هارف، في مؤتمر صحافي في العاصمة واشنطن، ‘هناك عدة طرق يمكننا من خلالها جعله (الأسد) يأتي بنفسه إلى مائدة المفاوضات، وفي الوقت نفسه نقوم بمحاربة التطرف في سوريا؛ لأنه مشكلة كبيرة ومتنامية وتزيد الوضع سوءً’.
ولم توضح هارف الأدوات التي يمكن لبلادها استخدامها لدفع الأسد إلى التفاوض.
غير أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية جديدة، في وقت سابق من يوم الخميس، استهدفت البنك المركزي السوري، وشركة تسويق النفط السوري، وشركتي تكرير نفط سوريتين أيضا، كما استهدفت 6 مسؤولين سوريين بارزين بينهم العميد بسام الحسن، مستشار الأسد.
والتقى وزير الخارجية الامريكي جون كيري الخميس زعيم المعارضة السورية احمد الجربا ولكنه لم يوافق على طبله تسليم اسلحة حربية لمقاتلة القوات النظامية السورية.
وكان الجربا الذي يقوم بزيارة لمدة اسبوع الى واشنطن سيلتقي خلالها الرئيس باراك اوباما، قد طلب الاربعاء اسلحة لمحاربة قوات الرئيس بشار الاسد ووضع حد لاكثر من ثلاث سنوات من ‘الكابوس′.
وقال دبلوماسيون امريكيون ان المعارض السوري قدم ايضا هذا الطلب للوزير كيري ولكن دون توضيح مضمون رد واشنطن.
وشددت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جينيفر بساكي مرة جديدة على المساعدة غير القاتلة التي تقدمها الولايات المتحدة والتي اضيف اليها مبلغ 27 مليون دولار بالاضافة الى فرض عقوبات جديدة على مسؤولين سوريين.
واكتفت بالقول ‘ليس عندي اي شيء اعلنه بشان تغيير موقفنا’. وكررت بساكي القول ‘نواصل بناء قوات المعارضة المعتدلة بما في ذلك تقديم مساعدة لاعضاء مختارين من المعارضة العسكرية المعتدلة’.
الى ذلك اعلن محافظ حمص طلال البرازي ان اخر مسلحي المعارضة السورية غادروا الجمعة معقلهم السابق في وسط حمص حيث دخل الجيش السوري للمرة الاولى منذ اكثر من عامين.
ودخل مئات المدنيين من كل الاعمار حي الحميدية المسيحي ومناطق مدمرة في وسط المدينة لتفقد منازلهم، وبدا عليهم التاثر فيما امتلأت عيونهم بالدموع.
وقال المحافظ البرازي ‘تم بالفعل الانتهاء من عملية اخلاء المدينة القديمة بكامل احيائها من السلاح والمسلحين لا بل ان كتيبة الهندسة استطاعت التفتيش ومعالجة مناطق تشمل سبعين بالمئة من المدينة القديمة’.
ومشى الرجال والنساء والاطفال الذين بدا بعضهم مصدوما بين الركام للبحث عن حطام منازلهم.
واكدت وفاء المقيمة في الحميدية ‘كل شيء يخصنا دمر. ذهبت الى منزل حموي وجدته مدمرا ايضا، لم يسلم الا عدد من الاغراض’.
وخضعت مدينة حمص لاطول فترة حصار ترافقت مع غارات جوية مكثفة، في تكتيك استعان به النظام لتركيع مقاتلي المعارضة. وقتل 2200 شخص في المدينة في عامين بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. (تفاصيل ص 4 و5)
دعوة لنشر عناصر من شرطة مكافحة الارهاب على الحدود التركية لمنع الجهاديين البريطانيين من دخول سوريا
لندن ـ يو بي اي: دعت لجنة برلمانية بريطانية إلى نشر عناصر من شرطة مكافحة الارهاب على طول الحدود السورية ـ التركية، لتحديد الجهاديين الواصلين من المملكة المتحدة ومنعهم من الدخول إلى سوريا للمشاركة في القتال.
وقالت صحيفة ‘ديلي تليغراف’ إن اللجنة البرلمانية للشؤون الداخلية اعتبرت في تقرير جديد أن التعاون الدولي ضروري في التعرف على المتطرفين البريطانيين الساعين للتسلل إلى سوريا واعادتهم إلى المملكة المتحدة، بعد أن وصل عددهم إلى مستويات خطيرة لم يسبق لها مثيل.
واضافت أن اللجنة البرلمانية شددت في تقريرها على ضرورة ‘احالة الجهاديين البريطانيين إلى برامج لمكافحة التطرف كجزء من أية ملاحقة قضائية للحد من خطرهم، بعد اعادتهم إلى المملكة المتحدة’.
ونسبت الصحيفة إلى اللجنة قولها في التقرير ‘نحن قلقون من السهولة النسبية التي تمكّن المقاتلين الأجانب من عبور الحدود التركية إلى سوريا، وتقع على عاتق المجتمع الدولي مساعدة بلدان العبور’.
وحثّت اللجنة حكومة المملكة المتحدة على ‘تقديم الدعم العملي إلى هذه البلدان لتأمين حدودها، وعلى غرار الجهود المبذولة في مجال منع مشاغبي كرة القدم في الدولة الأجنبية من خلال ارسال مراقبين من رجال الشرطة لرصد تحركاتهم ومنعهم من ارتكاب أعمال اجرامية’.
وأوصت لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان البريطاني حكومة بلادها بـ ‘نشر عناصر من قيادة مكافحة الارهاب البريطانية في تركيا لمساعدة سلطاتها على تحديد البريطانيين الساعين إلى عبور الحدود إلى سوريا واعادتهم إلى المملكة المتحدة’.
وكانت أجهزة الأمن البريطانية حذّرت من أن الحرب الدائرة في سوريا صارت تشكل أكبر تهديد على أمن المملكة المتحدة وعلى قدم المساواة مع التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة في المنطقة الحدودية بين افغانستان وباكستان.
وتعتقد هذه الأجهزة أن ما يصل إلى 700 بريطاني يشاركون في القتال الدائر في سوريا، وعاد قسم منهم إلى المملكة المتحدة.
مقطع فيديو على ‘فيس بوك’ يقود إلى القبض على متورط بتسفير تونسيين للجهاد بسورية
تونس ـ د ب أ: ساعد مقطع فيديو نشر على موقع التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك’ يصور عملية إعدام لجهاديين بسورية في القبض على شخص متورط بتسفير شبان تونسيين للجهاد في سوريا.
وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان لها يوم الخميس إن ‘الوحدات الأمنية بمدينة سوسة تمكنت من القبض على المدعو بسام عاشور متورط في تسفير الشباب التونسي إلى القطر السوري’.
وأوضحت أن الموقوف ذكر اسمه في عمليات قتل تم نشرها على موقع التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك’.
وانتشر مقطع الفيديو الذي يصور إعدام سبعة من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من بينهم تونسيان على أيدي مقاتلين من جبهة النصرة رميا بالرصاص.
وقبل عملية الإعدام تلى صوت في الفيديو أسماء مقاتلي داعش وهم مقيدين وذكر اسم الوسيط التونسي الذي كان وراء تسفير التونسيين.
يذكر أنه مع اندلاع الانتفاضة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد في سورية شق عدد كبير من الشبان التونسيين طريقهم إلى سورية عبر ليبيا وتركيا للمشاركة في قتال الجيش السوري.
ولا توجد أرقام رسمية لعدد الجهاديين التونسيين في سورية لكن بعض التقارير تقدر عددهم بأكثر من ثلاثة آلاف.
وكشفت وزارة الداخلية في وقت سابق من العام الجاري أنها أوقفت 300 عنصر متورط في شبكات تسفير التونسين إلى الخارج كما منعت 8 آلاف من الشباب من السفر إلى سورية في 2013.
آخر مسلحي المعارضة غادروا وسط حمص والمدنيون يدخلون البلدة القديمة بالمئات
قائد ‘جبهة حمص ‘: مستعد ‘للمساءلة ‘حول ‘الهدنة’ مع النظام السوري
عواصم ـ وكالات: أعلن محافظ حمص طلال البرازي أن آخر مسلحي المعارضة السورية غادروا الجمعة معقلهم السابق في وسط حمص حيث دخل الجيش السوري للمرة الاولى منذ اكثر من عامين.
وصرح البرازي ‘آنهينا عملية إجلاء المسلحين من مدينة حمص القديمة ‘حيث أجلي بالإجمال حوالى ألفي شخص أغلبهم من المعارضين منذ الاربعاء.
وبدأ مئات المدنيين الجمعة الدخول الى حمص القديمة التي دخلها الجيش للمرة الاولى بعد انسحاب مقاتلي المعارضة منها، كما ذكرت صحافية.
ووصل رجال ونساء واطفال بدا عليهم التأثر الكبير لتفقد بيوتهم.وبدت على بعضهم الصدمة بينما كانوا يمرون فوق الركام من اجل العثور على بيوتهم المدمرة.
ودخل الجيش السوري الجمعة للمرة الاولى حمص القديمة التي اعلن محافظ المدينة خروج آخر مقاتلي المعارضة منها بموجب اتفاق بين الحكومة والمسلحين.
وفي حي الحميدية المدمر احد قطاعات المدينة القديمة المقفرة (يشكل المسيحيون غالبية سكانه)، شاهدت صحافية واجهات المحلات المحطمة وجدران وستائر المباني التي مزقها الرصاص وكذلك اكوام من الركام.
وعلى الارصفة تتمركز دبابتان محترقتان وقطع من الحديد واللوحات الاعلانية المحطمة.
وقال المحافظ ان 1630 شخصا على الاقل معظمهم من مسلحي المعارضة غادروا حمص القديمة منذ الاربعاء في اطار الاتفاق غير المسبوق بين الطرفين لانه اول انسحاب لمسلحين من مدينة كبرى منذ بدء النزاع.
وأعلن قائد جبهة حمص التابعة لهيئة أركان الجيش السوري الحر، الجمعة، استعداده لـ ‘المساءلة ‘الشرعية أو القضائية من قبل أي لجنة تشكّل من قبل المعارضة، بخصوص ‘اتفاق الهدنة ‘الأخير مع النظام في حمص وسط سوريا. وقال العقيد فاتح حسون قائد جبهة حمص، إنه مستعد مع الكوادر العاملة معه للمساءلة الشرعية والقضائية أمام أي لجنة تابعة للمعارضة، وذلك لـ ‘تبيان الحقائق وتشجيعاً لبدء مرحلة جديدة من العمل الثوري ‘.
وأشار حسون إلى أن المساءلة من الممكن أن تتضمن الإمكانيات القتالية التي تسلمتها جبهة حمص من سلاح وذخيرة وعتاد حربي، وكذلك الأمر بالنسبة للإمكانات المالية التي تسلمتها، وأيضاً بالنسبة للإمكانات الطبية والإغاثية، وذلك من جانب الجهات الداعمة للمعارضة.
وأضاف أنه مستعد مع كوادره للمساءلة أيضاً بخصوص العمليات والمعارك القتالية المنفذة تحت إشراف الجبهة، وأيضاً التواصل الداخلي والخارجي مع مختلف الجهات أو أي موضوع آخر متعلق.
ولفت قائد الجبهة إلى أنه تقدم في نيسان/ابريل الماضي’بطلب رسمي مماثل إلى رئيس الحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة أحمد طعمة،’لكن ‘لم يتلقّ’رداً عليه حتى اليوم ‘، على حد قوله.
ومنذ الأربعاء الماضي، سرت ‘هدنة ‘تم’إبرامها مؤخراً بين النظام والمعارضة، برعاية أممية،’بالخروج ‘الآمن ‘لأكثر من 1200 مقاتل تابع للمعارضة من أحياء حمص التي تحاصرها قوات النظام منذ 22 شهراً.
في المقابل تخفف قوات المعارضة من’الحصار الذي تفرضه عن بلدتين مواليتين للنظام هما ‘نبل ‘و ‘الزهراء ‘في محافظة حلب (شمال)،’إضافة إلى الإفراج عن أسرى سوريين وإيرانيين’لمحتجزين لديها.
وكان حسون اتهم الخميس، الأمم المتحدة بـ ‘التخاذل ‘كونها رعت ‘اتفاق الهدنة ‘، على الرغم من تبلغها عبر وسطاء وكتب رسمية رفض قيادة الجبهة لها.
وأضاف أن الأمم المتحدة لم تكترث بالرفض من مجلس عسكري أعلى (قيادة الجبهة)’وهيئة الأركان، واتفقت مع مجلس عسكري فرعي على تفاصيل ‘الهدنة ‘، وهذا يثبت أن المجتمع الدولي يتعامل مع الأركان بشكل ‘صوري ‘، وليس كمؤسسة عسكرية تمثل الجيش الحر.
ونفى حسون عن نفسه المسؤولية عن المفاوضات والهدنة في حمص’قائلاً إن المجلس العسكري الفرعي في الأحياء المحاصرة ومن ثم قيادة المجلس العسكري في حمص، يتحملان المسؤولية معه إن كان هنالك من ينوي محاسبتهم أو اتهامهم.
وأشار إلى أن دور قيادة جبهة حمص هو التواصل مع الجهات الداعمة لمد المقاتلين بالمال والسلاح، وهي بذلت ‘أقصى ما تستطيع في هذا الخصوص ‘.
وردّ قائد الجبهة على من يحمّله وقيادة الأركان المسؤولية عن الهدنة أو سقوط الأحياء بيد النظام،’بالقول إن’المجتمع الدولي والأمم المتحدة ‘فشلا’حتى في إدخال صندوق بطاطا إلى الأحياء المحاصرة فكيف للأركان أو لقيادة الجبهة إدخاله؟ ‘.
وتعالت أصوات داخل المعارضة السورية، بتحميل قائد الجبهة وقيادة الأركان المسؤولية عن انكسار المعارضة وتسليم الأحياء التي كانت تسيطر عليها في حمص’للنظام.
بالمقابل كان’هنالك تعاطف كبير مع المقاتلين المنسحبين نظراً لما تحملوه خلال نحو عامين من الحصار، وهذا ما عكسه ناشطون معارضون على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأوضح قائد الجبهة’أن قوات المعارضة لم تترك وسيلة إلا وجربتها لفك الحصار عن أحياء حمص من قذف للطعام بالـ ‘مجانيق ”أو تطيير أسراب ‘الحمام الزاجل ‘فوق الأحياء المحاصرة’ليتسنّ للمقاتلين اصطيادها وأكلها، وأيضاً حفر الأنفاق لمسافات طويلة بهدف اجتياز حواجز النظام وإيصال المواد الغذائية.
ولفت إلى كل تلك الوسائل لم تفلح في فك الحصار، وبقي دورها محدوداً في إيصال الأغذية للسكان المحاصرين الذين ‘استنفذوا حتى الحشائش التي تنبت بين أحجار الأرصفة للبقاء على قيد الحياة ‘.
‘ومنذ أكثر من 22 شهراً،’تحاصر قوات النظام ’13 حياً في مدينة حمص، يسيطر’عليها مقاتلو المعارضة،’وبدأت تلك القوات حملة عسكرية جديدة لاقتحامها أبريل/نيسان الماضي، ونجحت في التقدم بشكل محدود فيها.
ولحمص، أكبر محافظة سورية من حيث المساحة وأبرز المحافظات الثائرة ضد حكم الأسد منذ منتصف آذار/مارس 2011، أهمية استراتيجية كونها تتوسط البلاد وتشكل عقدة طرق بين أنحائها، كما أنها صلة الوصل بين منطقة الساحل التي ينحدر منها بشار الأسد ومركز ثقله الطائفي، مع العاصمة دمشق.
وقال معارضون في تصريحات إنه من دون حمص لا يستطيع النظام إعلان دويلة ‘علوية ”له، ضمن أي سيناريو محتمل لتقسيم البلاد على أساس طائفي، أو في حال فشله في بسط سيطرته مجددا على كامل أنحاء البلاد.
في لعبة ‘الجيكسو’ السورية الأسئلة أكثر من الأجوبة… وعلى من يخلف الإبراهيمي تقرير مصير الحل الدبلوماسي
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: يرى إيان بلاك في صحيفة ‘الغارديان’ أن ‘أحجية الجيكسو’ لا تزال دون حل ومعقدة جدا، مشيرا في هذا للتطورات الأخيرة على الملف السوري وزيارة أحمد الجربا، زعيم الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة إلى واشنطن والتي حقق منها دعما سياسيا وترفيع بعثة الائتلاف لدرجة دبلوماسية، مع أن إدارة الرئيس باراك أوباما حاولت التقليل من أهمية الخطوة على ما يقول بلاك. والتطور الثاني هو اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا في لندن، ولكن لا أحد يتوقع الكثير منه.
والداعي لهذا هو التطورات الميدانية وسيطرة قوات النظام على حمص، وفي أقل من شهر سيخوض بشار الأسد الإنتخابات للفوز بولاية ثالثة- رغم الإنتقادات الدولية، في وقت تستمر فيه البراميل المتفجرة بالتساقط على المدنيين، وتتزايد الشكوك من علاقة الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ وأنها تقاتل لصالح قوات الأسد.
ولكن تفجير الفندق التاريخي في حلب يوم الخميس يعني أن المعركة على سوريا لم تنته، خاصة في ظل التقارير الميدانية التي تقول إن عددا من الفصائل المقاتلة تتعاون فيما بينها والحديث المستمر عن وصول صواريخ ‘تي أو دبليو’ المضادة للدبابات لواحدة من الجماعات التي تم التدقيق بها واختيارها وتلقى الدعم من السعودية مما زاد من منظور وصول دعم للقوات المعادية للأسد ودعم مواز لما يقدمه حزب الله وإيران للنظام. ويرى الكاتب أن السياسة السعودية لا تزال غامضة فيما يتعلق بسوريا وهناك إشارات عن تماسكها وربما هذا بسبب رحيل مدير المخابرات الزئبقي الأمير بندر بن سلطان.
وأشار بلاك إلى تأكيدات الجربا في واشنطن على أهمية بناء ‘تحالف استراتيجي’ مع واشنطن وتأكيده على اعتدال جماعته وعزمه على مواجهة العناصر المتطرفة مثل داعش. وبعد لقاءاته مع جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي سيطير إلى لندن ليجتمع مع ويليام هيغ وغيره من وزراء الحكومة البريطانية لمناقشة أحسن الخطوات لمساعدة المعارضة السورية، والتركيز بشكل ملح على مواجهة الأزمة الإنسانية وإنعاش العملية السياسية التي توقفت بسبب عناد النظام، كل هذا يشير لأجندة طموحة للقاء لندن.
مساعدات إنسانية
ويرى الكاتب أن التركيز في الهجمة الدبلوماسية الجديدة سيكون على تطبيق قرار مجلس الأمن لإيصال المساعدات للمناطق المحاصرة وتهديد بفرض عقوبات جديدة عل النظام، وتعمل الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا على خطة تكون مقبولة قدر الإمكان لروسيا التي أصبح من الصعب التعامل معها بسبب الأزمة الأوكرانية.
ومما يثير الدهشة أن الأسد نفسه تحدث هذا الأسبوع عن تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية بدون ‘التأثير على السيادة الوطنية’، وربما جاءت تصريحاته لتجنب الشجب لسياسته القائمة على ‘تجويع أو استسلام’.
وأيا كان الحال فالمجال الإنساني يمكن التحرك فيه كما يقول مسؤول غربي ‘ نريد التأكيد على ما يمكننا عمله وليس على ما لا نستطيع القيام به’.
ويشير التقرير الى أن تقدما حصل من خلال إحالة الأسد على محكمة جرائم الحرب، حيث استطاعت فرنسا إقناع الولايات المتحدة بهذا، وهو تطور رمزي مهم في ضوء العداء الأمريكي التقليدي للمحكمة، مع أن الصين وروسيا لا تزالان تعارضان كما هو متوقع لخطوة كهذه.
ويعتقد بلاك أن أهم شيء، ومن منظور المعارضة هو التأكيد على موقف الدول الغربية ـ الخليجية من أن ‘لا دور للأسد ومن حوله ممن تلوثت أيديهم بدماء السوريين’ في مستقبل سوريا. ومن التطورات الأخرى تلك المتعلقة بمستقبل الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي لسوريا والذي أجل استقالته من المهمة حتى نهاية حزيران/يونيو المقبل، وهو تأجيل يساعد كل طرف على تحديد خطواته القادمة والإئتلاف الوطني السوري لاختيار رئيس جديد له يحل محل الجربا.
وكذا ترتيب من سيخلف الإبراهيمي، فقد انضم اسم السويدي يان إلياسون، نائب الأمين العام للأمم المتحدة إلى الأسماء المطروحة وهي كيفن رود، رئيس الوزراء الأسترالي السابق، وخافيير سولانا مفوض الشؤون الخارجية السابق في الإتحاد الأوروبي، وكمال مرجان وزير الخارجية التونسي السابق والبريطاني مايكل ويليامز، وأي شخص يقع عليه الإختيار فعليه التفكير مليا بالخطوة القادمة، وإن كان الحل الدبلوماسي أو عملية جنيف يمكن إحياؤها وفي النهاية لاتزال الأزمة السورية الدموية تقدم أسئلة كثيرة ولكن بدون إجابات مقنعة. ولعل مصدر الأزمة نابع من غياب الإجماع الدولي وعجز مؤسساته.
عجز مجلس الأمن
فقد كتبت مراسلة صحيفة ‘نيويورك تايمز′سوميني سينغوبتا المهتمة بشؤون الأمم المتحدة عن مظاهر الفشل في تعامل مجلس الأمن مع المسألة السورية، وجاء في المقال أن ‘المجلس ومنذ بداية العام الحالي ناقش ‘سوريا’ ليس أقل من 18 مرة فيما خصص 13 جلسة لأوكرانيا’، ولكن المسألة تظل باقية فالمجلس لم يقدم خارطة طريق دبلوماسية واضحة حيث استخدمت روسيا ‘الفيتو’ ثلاث مرات ضد ثلاثة مشاريع قرار في السنوات الثلاث الأخيرة وهي عمر الحرب الأهلية السورية.
وتقول الصحيفة إن ‘المجلس ينظر إليه كمؤسسة بلا أسنان، خاصة فيما يتعلق بحق الأعضاء الدائمين فيه باستخدام حق النقض او الفيتو’ لكن ‘الشلل حول سوريا وصل درجة عالية، كما يقول الخبراء مما أعطى مبررا للذين يدعون لإعادة ترتيب المجلس وشكله وقواعد الإشتباك فيه’.
لا طعام ولا دواء
وتضيف الكاتبة أن المجلس لم يفشل فقط بوقف الحرب الأهلية في سوريا بل ولم يكن قادرا على إيصال المساعدات الإنسانية من الطعام والدواء لملايين السوريين الذين هم بحاجة ماسة لها.
وعوضا عن ذلك ‘قضت روسيا ومنافسيها الغربيين أشهرا في تبادل اللوم حول من يقوم بعرقلة المساعدات، في الوقت الذي فشلوا في إقناع حلفائهم على الأرض فتح معابر إنسانية’.
ونقلت سينغوبتا عن يان إيغلاند، وهو مسؤول سابق في الأمم المتحدة ومنسق للعمليات الإنسانية يدير الآن مجلس اللاجئين النرويجي ‘عدنا للأيام القاتمة والسوداء للمجلس أيام الحرب الباردة’. و مظاهر الإحباط واضحة في مواقف الدبلوماسيين العاملين داخل مجلس الأمن. ونقلت سينغوبتا عن عضو في المجلس قوله ‘علينا أن لا نكون ساذجين حول حماية الأرواح، ولكن ماذا عن تقديم المساعدة وإن كانت قليلة؟’، مضيفا ‘كل ما نقوم بعمله هو الكلام، وهو ما يثير الإحباط’.
وتضيف الكاتبة هنا أن مجلس الأمن ناقش موضوع سوريا في العام الماضي 33 مرة وهو ما يظهره تقرير المجلس السنوي والذي يقوم برصد المداولات فيه. وأدى تهديد روسيا باستخدام الفيتو بتعطيل القرارات ذات الصيغة العملية والقوية. فمنذ عام 1990 استخدمت الولايات المتحدة الفيتو 16 مرة، فيما استخدمته روسيا 11 مرة، ودعت فرنسا لتحديد استخدام الفيتو لكن أيا من الدولتين لم تعلق على المقترح علنا.

خيبة أمل وإحباط
وتشير الكاتبة لقرار بريطانيا هذا الأسبوع التي قالت إنها ستحدد دعمها المالي للمنظمات غير الحكومية التي تستطيع دخول سوريا بدون إذن من الحكومة السورية بدلا من المنظمات التابعة للأمم المتحدة في ايماءة منها لطيش المجلس وعدم جديته.
وتنقل عن ديفيد ام مالون الدبلوماسي الكندي الذي نشر كتابا عن مجلس الأمن، حيث قال فيه إن هذا لا يعني فشل المجلس، مشيرا لنجاحه في إرساله قوات حفظ سلام لجمهورية إفريقيا الوسطى ولكنه ‘ظل عديم الفائدة في سوريا لحد الآن’، مضيفا أن المجلس يعمل بشكل نشيط أكثر مما كان عليه في أثناء الحرب الباردة ولكن بدون اعتراف أو حمد قليل.
وكصورة عن شلل المجلس وأعضائه الـ 15 ما دعت إليه مفوضة الشؤون الإنسانية فاليري أموس التي اتهمت الأطراف المتحاربة في سوريا بتجاهل القرار الصادر عن المجلس والذي هلل له الجميع ويدعو لفتح الباب أمام مرور المساعدات الإنسانية.
فيما استمرت الحكومة في رمي البراميل المتفجرة مما أدى لمقتل المدنيين، ويتم نزع المواد الغذائية من قوافل الإغاثة، وترى أموس أن القرار الداعي لتوزيع المواد الإنسانية فشل. وكان الدبلوماسيون الغربيون قد حذروا أن خطوات سيتم اتخاذها في حل فشل أي طرف الإلتزام بالقرار ولم يتم التحرك في هذا الإتجاه.
ويعتقد دبلوماسيون مثل السفير البرازيلي أنطونيو دي أغوير باتريوتا أن فشل المجلس نابع من عدم قدرة الدول الخمس دائمة العضوية على ‘التواصل’ مشيرا إلى أن الجو بين هذه الدول يتسم بغياب الثقة والتخندق والخلافات بدون محاولة أي طرف منها لتحقيق الإجماع والمناخ المحفز على النقاش.
قرار 2139
وكمثال عن الصعوبات التي تواجهها دبلوماسية المجلس تشير لقرار 2139 والذي حاول تسهيل عمليات الإغاثة التي تقوم بها الأمم المتحدة ولكن بدون شمل القرار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يشرع استخدام القوة حالة فشل الأطراف الإلتزام بالقرار.
وقد تقدمت بفكرة القرار كل من استراليا ولوكسمبرغ اللتان شغلتا مقعدا في مجلس الأمن لمدة عامين، وظل المقترح يراوح حول نفسه لشهور، حتى جاءت مذبحة الغوطة في آب/أغسطس العام الماضي التي قتل فيها أكثر من 1400 جراء استخدام السلاح الكيميائي، ومن ثم تركزت الجهود الدبلوماسية على نزع سلاح سوريا الفتاك، وهو ما أثمر عن اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر العام الماضي، وحاول الدبلوماسيون استثمار الموضوع والضغط باتجاه فتح المعابر الإنسانية لكن روسيا رفضت الفكرة، ويعرف المسؤولون في الأمم المتحدة أنه بدون دعم روسي فلن تسمح الحكومة السورية لمرور القوافل الإنسانية للمناطق التي تحتاج الدعم الفوري.
والمهم في الأمر أن موضوع المساعدات وتسهيلها ظل محل نقاش حتى شباط/فبراير الماضي وولد ميتا، يحمل عناصر فشله إذ أنه أعطى الحكومة السورية الحق بمنح إذن لقوافل الأمم المتحدة وهو ما لم تفعله الحكومة السورية.
ويلاحظ إيغلاند أن الدبلوماسية كانت ناجحة في بعد واحد وهو موضوع السلاح الكيميائي فيما فشلت في الموضوع الإنساني. وهذا العجز أدى لتشويه سمعة المؤسسة الدولية كما يقول دبلوماسيون، فبحسب سفير ليخسنتاين فالموضوع ‘يمت جوهر ما يريده الناس من الأمم المتحدة’، ‘وهناك شعور بالإحباط لم يكن موجودا من قبل، حيث يتساءل الناس عما يفعلونه’.
غير مرحب بهم
وفي الوقت الذي يواصل فيه مجلس الأمن مناقشاته يعيش السوريون حالة من الترقب والخوف سواء كانوا من المشردين داخل سوريا أم من اللاجئين في الخارج.
ومن هم في مخيمات الخارج بدأوا يشعرون بخفوت الترحاب بهم الذي لقوه عندما هربوا من بلادهم ومن الدول التي رحبت بهم وأقامت لهم المخميات وأتاحت لهم حرية الحركة مثل تركيا التي يعيش فيها اليوم أكثر من 700.000 وهو إضعاف ما كان في تركيا مع بداية عام 2013 وهو 200.000 لاجيء، وهذا مصدر قلق الأتراك الذي يراقبون الأزمة ولا أمل في نهايتها. فبالنسبة لتركيا تحولت الأعداد القليلة التي كانت تحضر مع بداية الأزمة في آذار /مارس 2011 إلى ‘فيضان’ بشري.
وتتوقع الحكومة التركية وصول 750.000 لاجئ مع نهاية العام إضافة للعدد الحالي وهو كما تقدمه الإدارة الرئاسية لمواجهة الكوارث والطواريء 736.000 لاجئ. ويعيش في المخيمات على الحدود والبيوت التي أقامتها الحكومة في البلدات الجنوبية 220.000 لاجئ أما البقية وهم حوالي 500.000 لاجئ فيعيشون خارجها في أوضاع من الفقر ويبحثون عن فرص للعمل، وبحسب تقرير لمنظمة الأزمات الدولية في بروكسل فنسبة 86′ من أطفال اللاجئين السوريين يعيشون خارج المخيمات، وأجبر الكثيرون مثل آبائهم على العمل بطريقة غير قانونية وبدون ضمان اجتماعي ويحصلون على أجور أقل من تلك التي يأخذها الأتراك، ومن لا يعمل منهم يتسول.
وتقول مجلة ‘تايم’ الأمريكية إنه وسط تقارير تتحدث عن زيادة التوتر الطائفي في المناطق الحدودية، والتنافس على فرض العمل، فقد بات السوريين غير مرحب بهم. ففي كانون الثاني/يناير أظهر استطلاع أن نسبة 55′ من الأتراك تطالب بإغلاق الأبواب أمام السوريين الفارين من الحرب.
ومن بين هذه النسبة قالت نسبة 30′ إن على تركيا إعادة السوريين من حيث أتوا. وحتى هذه اللحظة لم تبلع الاحزاب السياسية الطعم وابتعدت عن الخطاب الشعبوي والمعادي للمهاجرين. ورغم أن الحوادث عن المشاكل مع اللاجئين تظل قليلة إلا أن احتمالات تطورها تظل قائمة. ففي يوم الأربعاء قام عدد من الأشخاص بإشعال النار في بناية يسكنها اللاجئون السوريون بعد مشاجرة.
ويرى التقرير أن تركيا لم تكن تتوقع تطور الحرب بالطريقة التي تحولت لها في سوريا، فقبل ثلاثة أعوام وعندما اندلعت التظاهرات السلمية في عام 2011 وبدأت أعداد اللاجئين تتدفق على تركيا توقعت أنقرة أن لا يصمد الأسد إلا أشهرا، واليوم وقد سقط في الحرب أكثر من 150.000 ألف شخص لا يزال الأسد في السلطة ولا نهاية في الأفق للحرب، ومن هنا يواجه رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان ‘الحقيقة المرة’: اللاجئون هنا ليبقوا.
وتنقل المجلة عن كمال كرسيكي، مدير برنامج تركيا في معهد بروكينغز قوله إن أنقرة ليس لديها خطة طويلة الأمد من أجل دمج اللاجئين السوريين ‘ وحتى هذا الوقت فقد تمت معالجة التحديات وبناء مدخل تدريجي’ وبدون خطة شاملة توفر لهم الملجأ المناسب، والطعام، التعليم ، محذرا من تحول السوريين الذي يعيشون خارج المخيمات إلى طبقة مسحوقة.
ومع ذلك فتركيا تحاول التصدي لاحتياجات اللاجئين، فقد وسعت الخدمة الصحية لتشمل السوريين، وبدأت باستيعابهم في سوق العمل، ولديها خطط لفتح المجال أمام أطفالهم للدراسة في المدارس التركية، لكنها تضع خطا أحمر تحت منح ‘المواطنة’ للسوريين حيث يقول مسؤول ‘منح الجنسية ليس في أجندتنا’، وقال إن الدعم الأجنبي كان ‘أقل من توقعاتنا’ فمن الـ 3.5 مليار دولار التي تقول تركيا إنها أنفقتها على اللاجئين جاء 200 مليون من الدول الخارجية.
وكمثال عن حالة السوريين الذين يعيشون في خارج المخيمات تشير المجلة إلى فريد وزوجته غادة اللذين فرا من حلب بعد اندلاع القتال فيها ويعيشان مع أولادهما في غرفة صغيرة متواضعة في حي أينونو في اسطنبول، ويشكو فريد وزوجته من قلة العمل وضيق الحال.
ناشطون: النظام السوري تلاعب بهدنة حمص لصالح نبل والزهراء الشيعيتين
هبة محمد
دمشق ـ ‘القدس العربي’ انهى مقاتلو المعارضة السورية انسحابهم من حمص بعد تعطل خطة المفاوضات لساعات بسبب رفض مقاتلي المعارضة ادخال كامل شحنات الاغاثة لمدينتي نبل والزهراء الشيعتيين في ريف حلب الشمالي،
وكانت بعض عناصر المعارضة المسلحة في مدينة حلب منعت الجمعة قوافل الإغاثة الأممية التي اتجهت الى منطقة المنصورة في ريف حلب الغربي من دخول مدينتي نبل والزهراء الشيعيتين المواليتين للنظام السوري، بالتزامن مع إيقاف عملية الإخلاء من مدينة حمص القديمة التي احتجز بداخلها ما يزيد عن 250 شخصا منهم مهندسو ألغام مكلفون بنزع الألغام من أحياء المدينة بالمساعدة مع عناصر النظام السوري حسب أهم بنود الإتفاقية المبرمة بين الطرفين.
وكان النظام احتفظ بآخر دفعة من المقاتلين داخل ساحة مسجد خالد بن الوليد في أحياء حمص القديمة بسبب فرض النظام السوري على المعارضة المسلحة زيادة عدد سيارات الإغاثة الى 12 سيارة إغاثية دفعة واحد الى مدينتي نبل والزهراء المحاصرتين، الا انه تم اطلاقهم لاحقا الجمعة.
ويقول ناشطون إن النظام حاول المراوغة ولم يلتزم ببنود الإتفاقية التي نصت على إدخال سيارتين كل يوم على مدار أيام الهدنة الخمسة.
فبعد إدخال 8 سيارات الى مدينتي نبل والزهراء الشيعيتين والموليتين للنظام السوري تفاجأت قوات المعارضة المسلحة بإرسال النظام 12 سيارة باتجاه المدينتين المذكورتين فيما كان الإتفاق على دخول سيارتين فقط. السبب الذي أدى الى تعرقل استكمال إجراءات الإتفاقية من قبل لواء التوحيد أحد الألوية العاملة في مدينة حلب. وتوقف المساعدات الغذائية الأممية واحتجاز النظام السوري لآخر دفعة من ثوار حمص القديمة ومقاتليها داخلها.
السبب الذي أدى الى انسحاب قوافل الإغاثة مع الوفد الأممي المرافق لها دون أن تدخل مدينتي نبل والزهراء بناء على تعليمات من النظام السوري وإصراره على زيادة عدد القوافل، فيما أكد مصدر مسؤول في المكتب الإعلامي الجبهة الإسلامية لـ’القدس العربي’ أن الإتفاق مع النظام السوري وبحضور الوفد الأممي هو أدخال سيارات الإغاثة الأممية بمعدل سيارتي إغاثة على مدار خمسة أيام الى المدينتين. وباعتبار أن الجبهة الإسلامية التزمت بكافة شروط الإتفاقية ومنها إخراج نصف كمية السلاح المتوسط الذي كان يتواجد لدى المقاتلين وترك النصف الآخر. بالإضافة الى الإلتزام بوقف إطلاق النار.
وكانت قد أعلنت الهيئة السياسية للجبهة الإسلامية، عن التزام الجبهة الإسلامية المطلق بإدخال المساعدات الإنسانية المتفق عليها، إلى منطقتي النبل والزهراء، بحسب بيان أصدرته الهيئة مساء الخميس.
وأكد البيان، أن الجبهة الإسلامية ستسمح بدخول ستة شاحنات غذائية إلى بلدة الزهراء ومثلها إلى بلدة نبل، وذلك خلال الأسبوع الجاري.
و قال عضو الهيئة السياسية للجبهة الإسلامية المشرف على تسليم المحتجزين في الساحل متحدثا عن مبادرة غرفة عمليات المجاهدين في ريف اللاذقية – جبل الأكراد والتي أفرجت عن 30 من المحتجزين لديها الذين تم أسرهم في معارك سابقة مع جيش النظام كمبادرة من كتائب المعارضة المسلحة بتقديم بعض التنازلات لقوات النظام في سبيل تطبيق بنود الهدنة واستكمال عملية إخلاء مدينة حمص و سلامة خروج المقاتلين والمدنيين من الأحياء المحاصرة بعد حصار زاد عن 24 شهرا.
فيما قال ناشطون إعلاميون من داخل حمص المحاصرة لـ’القدس العربي’ إن هذه الإتفاقية حصلت نتيجة ضغط حكومة طهران على النظام السوري حيث كان من ضمن المفرج عنهم إمرأة إيرانية قبض عليها من قبل عناصر من المعارضة المسلحة أثناء دخولها الى حلب عبر معبر باب الهوى.
التنسيق الكبير ما بين حمص وحلب واللاذقية أعطى الجبهة الإسلامية قوة سياسية وأبرزها على أنها ند كبير للنظام السوري. ورأى مسؤول الجبهة الإسلامية أن ما حصل هو انتصار سياسي للثورة حين رضخ النظام لخروج المقاتلين بأسلحتهم من حمص القديمة وعبر باصات نقل من النظام السوري وحمايته وأمام عينيه وعلى مرأى ومسمع العالم.
يذكر أن المئات من مقاتلي المعارضة انسحبوا من أحياء حمص القديمة، تاركين خلفهم حي الوعر محاصرا، وهو الذي لم يشمله اتفاق الهدنة.
فيما نقلت 19 حافلة قرابة 900 من المدنيين والثوار على دفعات خلال يوم الخميس إلى بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي بعد وصول إحدى وعشرين حافلة يوم الأربعاء.
حفر الأنفاق وتلغيمها… طريقة أعجبت الفصائل وأنهكت النظام السوري
محمد اقبال بلو
انطالكيا ـ ‘القدس العربي ‘ تفجير فندق ‘كارلتون ‘في حلب القديمة كان آخر عملية تفجير تستخدم فيها الأنفاق من قبل المعارضة السورية، وأدت العملية إلى تهدم الفندق بالكامل وقتل أكثر من خمسين عنصراً من قوات النظام السوري، كانوا متمركزين داخل الفندق الذي يعتبر من أهم المواقع الإستراتيجية في المنطقة نظراً لوقوعه وسط المدينة القديمة مما يسهل عمليات المراقبة والقنص والهجوم والإنسحاب وإعادة التمركز.
وحسب مصادر في الجيش السوري الحر، فإن ألوية صقور الشام التابعة للجبهة الإسلامية قاموا بحفر وتجهيز عدة أنفاق في المنطقة وصولاً إلى أسفل الفندق المستهدف، والذي يعتبره مقاتلو حلب المدينة من أهم معاقل النظام كونه في مكان قريب من قلعة حلب ذات الموقع الهام، وساحة السبع بحرات التي لا تقل أهمية عن القلعة، ولدى اكتمال عمليات الحفر قام عناصر الحر بتلغيم الأنفاق بكميات هائلة من المتفجرات قدرت بالأطنان، وفجروا الفندق.
وفي لقاء مع القائد الميداني في لواء أحرار سوريا محمد غادة، أكد لـ ‘القدس العربي ‘أن عمليات التلغيم والتفجير التي كانت تنفذ ضد قوات النظام في مدينة حلب، يقوم بها عناصر الحر بشكل سري ودون أن تظهر على وسائل الإعلام خوفاً من اعتبارها أعمالاً إرهابية من قبل المجتمع الدولي، في حين أنها ليست سوى طرائق بدائية للدفاع عن النفس، لم يكن ليستخدمها عناصر الحر لو توفرت لديهم أسلحة دقيقة لتنفيذ عمليات نوعية ضد قوات النظام التي تقتل المواطنين السوريين كل يوم دون أي سبب أو مبرر سوى أنهم طالبوا ببعض الكرامة التي سلبها النظام عبر عقود.. حسب قوله.
والجدير بالذكر أن مقاتلي الجيش السوري الحر في إدلب قاموا بعملية مشابهة منذ يومين، عندما استهدفوا حاجز الصحابة المكون من 3 مبانٍ يتمركز فيها عدد كبير من جنود النظام ومقاتليه، في عملية شبهها ناشطون وشهود عيان على أنها ليست سوى بركان انفجر من تحت المباني ومن فيها.
وطريقة حفر الأنفاق ومن ثم تلغيمها طريقة اتبعها مقاتلو الحر في سوريا بعد أن فقدوا كل أمل بتزويدهم بأسلحة نوعية لمحاربة النظام، فقد قام مقاتلو ريف دمشق بالعديد من العمليات المشابهة لذلك سابقاً،
ولكن قوات النظام السوري حاولت مؤخراً استعمال طريقة حفر الألغام وتلغيمها في دمشق بعد أن يئست من اقتحام حي جوبر الدمشقي، وأفاد ناشطون أن مقاتلي المعارضة في دمشق اكتشفوا نفقاً حفرته قوات النظام لغرض التفجير أو بهدف التسلل إلى مواقع مقاتلو المعارضة هناك، وقاموا على الفور بتفجيره ومن ثم إغراقه بالمياه حتى يفقد عناصر النظام أي أمل باستخدامه مرة أخرى.
ويتم تجهيز الأنفاق باستخدام أدوات شبه بدائية لعدم لفت انتباه عناصر النظام إلى عمليات الحفر، والتي غالباً ما تبدأ في مناطق قريبة جداً من الهدف وتنتهي أسفل الهدف بمسافة قريبة جداً من سطح الأرض، وعندما تكون الأنفاق جاهزة تبدأ مرحلة التلغيم بأكبر قدر ممكن من المتفجرات وبالكمية التي تتناسب مع حجم النفق والمطلوبة لتدمير الهدف، وعادة يتم التفجير عن بعد بواسطة صاعق كهربائي يعطي الشرارة للمتفجرات الموضوعة داخل النفق، ما يحدث انفجاراً هائلاً بسبب الضغط الذي يحيط بكتلة المواد المتفجرة.
ويقول بعض الناشطين أن عمليات كهذه تعتبر مصدر رعب بالنسبة لعناصر النظام، إذ تكون مفاجئة ومدمرة بآن واحد، وتتسبب بسقوط عشرات القتلى خلال ثوانٍ فقط، فحسب هؤلاء يكون الهدف معنوياً أيضاً من عمليات كتلك نظراً لأنها تسبب انهياراً في المعنويات لدى باقي المقاتلين، كما تجعل التمركز في مباني المدينة أمراً مرعباً بالنسبة لهم.
من جانب آخر عمد النظام وخاصة في العاصمة دمشق القيام بحفريات في العديد من الشوارع داخل العاصمة، خاصة تلك التي يشك بإمكانية وصول الثوار لها عبر أنفاق قد يقومون بحفرها كما فعلوا في مناطق أخرى، وأكد شهود عيان من دمشق أن حفارات صغيرة تحفر بعض الشوارع دون مبرر معروف، فيما تسربت أنباء عن أن الهدف من الحفر البحث عن أنفاق تم حفرها من قبل مقاتلي الجيش الحر.
زيارة “الجربا” لواشنطن تنتزع “تأييدا” لثورة السوريين ضد “الأسد”
الوطن السعودية
الرياض: خالد العويجان
حتى الآن، كما يبدو لم يتمكن وفد المعارضة السورية الذي يزور “واشنطن”، لـ192 ساعةً، من انتزاع أكثر من تأييد أميركي “واضح” لثورة السوريين بوجه نظام حكم آل الأسد.
مصادر “الوطن” المرافقة لرئيس الائتلاف الوطني السوري، قالت من واشنطن أمس: إن أعضاءً في الحكومة الأميركية منحوهم نوعاً من تأييد الانتفاض على نظام الأسد، لكن ذلك لا يعني أن “واشنطن” حسمت أمر مدهم بالسلاح النوعي؛ لخلق توازن عسكري على الأرض.
وتتعذر “واشنطن” على الدوام، بمن تصفهم بـ”المسلحين المتطرفين”، الذين تخشى من أن تصل لأيديهم أيٌ من أنواع السلاح، إن قررت تزويد الثوار بالسلاح النوعي، لكنها تستدرك في ذات الوقت، بعدم ممانعتها “دراسة” تزويد من تصفهم بـ”المعتدلين”، المنضوين تحت إطار الجيش السوري الحر بالسلاح، الذي من شأنه على الأقل، تحسين الوضع العسكري على الأرض، بما يفرض نوعاً من اعتدال ميزان القوى، بين طرفي النزاع في سورية.
وبحسب المصادر، فإن لقاءاتٍ عدة، ركزت على ما وصفته بـ”العصف الذهني”، جمعت أطراف الائتلاف الوطني السوري بالمسؤولين في الإدارة الأميركية، وأعضاء الكونجرس، وتمحورت حول خلق آليةٍ للتعامل مع نظام دمشق، خلال المرحلة الحالية ومرحلة ما عقب الانتخابات الرئاسية، التي ضرب الأسد بالعالم عرض الحائط، من خلال تصميمه على خوضها دون مرشحين منافسين يذكرون.
وقالت المصادر: “التقينا عدداً من المسؤولين الأميركان، وكان هناك جلسات عصفٍ ذهني مكثفة، ناقشنا عملية تغيير موازين القوى، والتي يؤيدها أذرعة في الكونجرس الأميركي ويتحمسون لها، لكن ملف التسليح، يبدو أن الإدارة الأميركية تتعامل معه بحذرٍ شديدٍ، حتى الآن لم نحصل على تأكيداتٍ رسميةٍ بتزويدنا بالسلاح الذي من شأنه رفع سقف حظوظنا في الوضع العسكري على الأرض، المهم أننا انتزعنا تأييداً لثورتنا ضد نظام الأسد بشكلٍ واضحٍ، هذا بالنسبة لنا من الناحية السياسية أمرٌ جيدٌ، يدعم موقفنا في المحافل الدولية”.
ويلفت في الزيارة، بيانٌ أصدره زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأميركي، بُعيد زيارةٍ قام بها رئيس الائتلاف أحمد الجربا البارحة الأولى له، قال فيه بوضوح: “سررت باستقبال أحمد الجربا ومن معه من وفدٍ يريد بناء سورية المعتدلة والتعددية والديمقراطية، وأقدّر لهم التزامهم بالوصول إلى سورية الموحّدة ضد الإرهاب”.
وفي هذا إيقانٌ أميركي، وإن كان في نطاقٍ غير واسع، أن نظام بشار الأسد نظامٌ موسومٌ بـ”الإرهاب، والتفرقة، والأحادية، والتفرد في الحياة السياسية”، يدعم ذلك توجيهه مقدرات الدولة العسكرية، في مواجهة الشعب السوري الأعزل الذي ثار بوجهه سعياً للحرية.
يأتي ذلك، فيما فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوباتٍ اقتصاديةٍ جديدةٍ، ضد مؤسسات وأفراد يُقال إنهم يعملون على خدمة نظام دمشق، من بينهم بنك روسي، وشملت العقوبات في ذات الوقت 6 مسؤولين سوريين، من بينهم مستشار الرئيس الأسد، العميد بسام الحسن. وفي الملف الكيماوي الأسدي، أخذت “بريطانيا” على عاتقها، تحذير المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيمياوية من امتلاك نظام الأسد بقايا من مواد كيماوية “غاز الأعصاب”، من الممكن أن يلجأ له مجدداً.
خروج آخر دفعة لمقاتلي المعارضة من حمص القديمة
الخارجية السورية تطالب الأمم المتحدة مجددا بإدراج «الجبهة الإسلامية» على قائمة الإرهاب بعد تفجير الـ«كارلتون»
لندن ـ بيروت: «الشرق الأوسط»
خرجت أمس آخر دفعة من مقاتلي المعارضة من حمص القديمة بينما جددت وزارة الخارجية السورية طلبها من الأمم المتحدة إدراج «الجبهة الإسلامية» على قائمة الإرهاب، داعية إلى اتخاذ إجراءات فورية بحق الدول الراعية لهذه المجموعات الإرهابية وإلزامها بالتوقف عن تقديم الدعم المالي واللوجيستي لها.
جاء ذلك بعد يوم من تبني «الجبهة الإسلامية» في حلب عملية تفجير مبنى فندق الـ«كارلتون» الأثري الذي تتخذه قوات النظام مقرا لها، و«الجبهة الإسلامية» تحالف يضم عددا من الكتائب الإسلامية المقاتلة والجيش الحر في حلب، وتشكلت العام الماضي على خلفية محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق (داعش) التابع لتنظيم القاعدة في العراق، حيث تتهم الجبهة الإسلامية تنظيم داعش بالعمل لمصلحة النظام.
وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي إن «تفجير فندق الـ«كارلتون» الأثري في حلب دليل إضافي يدعم الطلب الذي كانت قد تقدمت به سوريا إلى مجلس الأمن لإدراج (الجبهة الإسلامية) على قائمة الإرهاب». وأوضحت أنها ليست «الجريمة الأولى التي تطول التراث الثقافي والديني والحضاري لمدينة حلب، فقد تعرض فندق الـ«كارلتون» نفسه إلى محاولتين سابقتين لتدميره.. إضافة إلى قيام المجموعات الإرهابية سابقا بإحراق سوق المدينة، وهي أقدم سوق تجارية في العالم، واستهداف الجامع الأموي الكبير في المدينة». ودعت مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة إلى إصدار إدانة واضحة وشديدة لهذه الجرائم وإلى التحرك السريع نحو إدراج «الجبهة الإسلامية» على قائمة الإرهاب وإلى اتخاذ إجراءات فورية بحق الدول الراعية لهذه المجموعات الإرهابية وإلزامها بالتوقف عن تقديم الدعم المالي واللوجيستي لها.
ويعود تاريخ مبنى فندق الـ«كارلتون» إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى حيث بناه العثمانيون ليكون مشفى، ثم تحول إلى فندق، وفي عهد بشار الأسد جرى تأجيره لمؤسسة الآغاخان لـ99 سنة حيث رممته مع بعض مباني حلب القديمة. وكانت مدينة حلب استيقظت على صوت تفجير ضخم هز أرجاء المدينة صباح أول من أمس الخميس، وذلك لدى تفجير نفق حفر تحت فندق الـ«كارلتون» في حلب القديمة في عملية تبنتها «الجبهة الإسلامية» ودمرت الفندق الأثري بشكل كامل، وتعد هذه العملية الثانية من نوعها التي تستهدف الفندق، علما بأنه في المرة الأولى تسببت في تدمير جزئي. وقدر ناشطون عدد القتلى من قوات النظام في هذه العملية بأكثر من خمسين عسكريا، حيث تلا التفجير اشتباكات عنيفة، في حين أعلن النظام أن هذه الاشتباكات تتزامن مع سقوط قذائف هاون على عدة أحياء خاضعة لسيطرة النظام.
ويعد تفجير الـ«كارلتون» هو الرابع في حلب القديمة، إضافة للقصر العدلي ومبنى الأحزاب وغرفة الصناع.
في سياق آخر أعلن محافظ حمص طلال البرازي عن بدء وحدات الهندسة بتمشيط وتفكيك العبوات الناسفة بأحياء حمص القديمة، مشيرا إلى أنه جرى «توجيه دعوة إلى جميع الفعاليات التجارية ومواطني حمص القديمة لمراجعة قسم شرطة حي الحميدية من أجل تسهيل عملية دخولهم إلى المدينة القديمة»، لافتا إلى أن عمال المؤسسات الخدمية في المدينة القديمة قاموا يوم أمس الجمعة بـ«يوم عمل طوعي للإسراع بإعادة هذه المؤسسات إلى وضعها الطبيعي».
وبعد تعثر في تنفيذ آخر مرحلة من الاتفاق بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام القاضي بخروج آمن للمقاتلين من أحياء حمص المحاصرة، قالت مصادر حكومية سورية ومعارضة، إن آخر دفعة من مقاتلي المعارضة خرجت من حمص القديمة، وذلك بعد التوصل لاتفاق بشأن دخول مساعدات إلى بلدتين في ريف حلب خاضعتين لحصار من قبل مقاتلي الجيش الحر. وتعرقلت المرحلة الأخيرة حيث احتجزت نحو 270 مقاتلا كان مقررا خروجهم من حمص يوم الخميس، لأن لواء التوحيد في حلب عرقل دخول سيارات المساعدات الإنسانية إلى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المواليتين للنظام والمحاصرتين من قبل قوات المعارضة في ريف حلب. وتضمن الاتفاق تأمين خروج المقاتلين من أحياء حمص القديمة بسلاحهم إلى ريف حمص الشمالي، مقابل السماح بوصول قوافل الأغذية إلى بلدتي نبل والزهراء في حلب، ودخلت «الجبهة الإسلامية» في حلب ضمن عملية التفاوض التي تضمن أيضا إطلاق سراح عشرات من المخطفوين من قوات النظام ومدنيين موالين له، وجرى إطلاق سراح أكثر من 40 مخطوفا في الساحل وحلب وحمص. وجرى تنفيذ الاتفاق تحت إشراف الأمم المتحدة وبوجود روس وإيرانيين.
وكانت هيئة الإغاثة التركية أعلنت أن شاحنة تابعة لها تعرضت الخميس لقصف جوي سوري، فيما كانت متوجهة إلى مدينة حلب. وأوضحت في بيان لها صدر أمس أن «شاحنة مساعدات تعرضت للقصف عند مدخل مدينة حلب وكانت تحمل الطحين ومواد إغاثية لصالح هيئة الشباب المسلم السورية، العاملة مع الهيئة التركية في سوريا». وأدى القصف إلى مقتل سوري وإصابة آخر بجروح خطيرة.
في غضون ذلك، استمرت الاشتباكات بين قوات النظام والكتائب الإسلامية المقاتلة والجيش في مناطق متفرقة في البلاد، لا سيما في محافظة حماه، حيث اتهم ناشطون قوات النظام بقصف بلدة كفر زيتا بغاز الكلور السام، مما أسفر عن وقوع حالات اختناق، وقال «اتحاد تنسيقيات الثورة» إن قوات النظام استهدفت بلدة كفرزيتا بريف حماه ببرميل يحتوي على غاز الكلور السام، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة مورك ومحيط بلدة اللطامنة، مما أسفر عن سقوط ضحايا.
كما ذكر ناشطون أن 20 جنديا من قوات النظام قتلوا لدى استهداف موكبهم بـ«لغم أرضي» كان الجيش الحر زرعه على طريق أريحا – اللاذقية في ريف إدلب.
وبذلك انتهت أمس المرحلة الأخيرة من اتفاق حمص لإجلاء عناصر المعارضة السورية من أحياء المدينة القديمة، بعد خروج نحو 270 مقاتلا باتجاه الريف الشمالي، تزامنا مع دخول 12 شاحنة من المساعدات الإغاثية إلى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في حلب، بحسب بنود الاتفاق الذي أشرفت الأمم المتحدة على تطبيقه. وقال محافظ المدينة طلال البرازي: «أنهينا عملية إجلاء المسلحين من مدينة حمص القديمة»، حيث أجلي بالإجمال نحو ألفي شخص أغلبهم من المعارضين منذ الأربعاء الفائت.
وأفاد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» بأن «الاتفاق وصل إلى خواتيمه بنجاح رغم العراقيل التي حصلت أول من أمس بسبب اعتراض إحدى الكتائب الإسلامية لقوافل المساعدات المتجهة إلى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في حلب». ومنع النظام السوري أول من أمس خروج الدفعة الأخيرة من المقاتلين المعارضين التي تتكون من 270 عنصرا، بعد رفض كتائب المعارضة في حلب إدخال شاحنات المساعدات الإغاثية إلى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين.
وأوضح عبد الرحمن أن «اتصالات مكثفة من قبل وسطاء ساهمت في إقناع كتائب المعارضة باستكمال تنفيذ الاتفاق عبر السماح بإدخال 12 شاحنة مساعدات غذائية إلى مدينتي نبل والزهراء بعد أن قامت إحدى الكتائب الإسلامية بمنعها»، وبينما اتهم ناشطون «جبهة «النصرة» بمنع قوافل المساعدات من دخول البلدتين»، كتب أحد أعضاء لجنة المفاوضات عن المعارضة، أبو رامي الحمصي، في صفحته على موقع «فيسبوك»: «نحن محتجزون ضمن سبع حافلات لدى النظام في حمص، ليس لأن النظام غدر بنا، إنما لأن (لواء التوحيد) ضمن (الجبهة الإسلامية) لم يرضَ أن يسير القوافل المتفق عليها إلى نبل والزهراء، مع العلم بأن الجبهة تعهدت بضمان الطريق وإيصال المساعدات».
واشنطن تدعو دمشق لتسليم الكيميائي المتبقي
دعت الولايات المتحدة النظام السوري لتسليم باقي مخزون الأسلحة الكيميائية إلى مفتشي الأمم المتحدة للتخلص منه, بينما قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن 92% من المخزون المعلن تم إخراجه من سوريا أو تدميره.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر ساكي إن على دمشق بدء خطوات عملية بخصوص التخلص من سلاحها الكيميائي “لإثبات عزمها على احترام التزامها”. وأضافت أن المخزون المتبقي والمقدر بنحو 8% يوجد بمناطق تخضع لسيطرة النظام.
وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة، وهي المؤسسة التي تشرف على عملية التخلص من كيميائي دمشق، إن 92% من المخزون المعلن تم إخراجه من سوريا أو تدميره.
غير أن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة سيغريد كاغ أعلنت الخميس أن الظروف الخطيرة على الأرض جعلت من المستحيل الوصول إلى المخزون المتبقي من الأسلحة الكيميائية لإخراجها.
وحدد اتفاق أميركي روسي تاريخ الثلاثين من يونيو/حزيران موعدا للتخلص من كل مخزون الأسلحة الكيميائية السورية، وذلك عقب هجوم شنته القوات الحكومية على ضواحي دمشق بغاز السارين في أغسطس/آب الماضي أدى إلى مقتل مئات الأشخاص.
وأبدى عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي شكوكا حول إعلان النظام السوري عن جميع أسلحته الكيميائية، وقالت مصادر دبلوماسية بالمجلس الخميس إن سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عبروا عن مخاوفهم من أن النظام السوري ربما لم يقل الحقيقة بشأن الحجم الكامل لترسانته الكيميائية.
غموض وتناقض
واعتبروا أن هناك غموضا وتناقضا في الإعلان الأصلي الذي قدمته دمشق العام الماضي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن ترسانتها من الغازات السامة.
بينما أشاد السفير الروسي فيتالي تشوركين أثناء الاجتماع نفسه بتعاون حكومة الرئيس الأسد مع البعثة التي ترأسها كاغ.
وقدّم وزير الدفاع بحكومة الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية المؤقتة أسعد مصطفى الثلاثاء الماضي عرضا موجزا بشأن استخدام النظام للسلاح الكيميائي ضد المواقع التي تسيطر عليها كتائب المعارضة، مشيرا إلى أن النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي في 15 موقعاً في سوريا بعد قرار مجلس الأمن الدولي إزالة الترسانة الكيميائية السورية.
ونقلت مراسلة الجزيرة نت في إسطنبول عن مصطفى -بمؤتمر صحفي عقده في إسطنبول وقتها- قوله إن النظام السوري يستخدم الكيميائي ضد المدنيين، وهو ما يُعد من المحظورات الكبرى دولياً.
وقد نددت كل من واشنطن ولندن وباريس بهجمات وقعت في الآونة الأخيرة بسوريا واستخدم فيها غاز الكلور. ويحمل الغرب مسؤوليته للقوات الحكومية السورية، في حين يتهم النظام مقاتلي المعارضة بذلك.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
“انتخابات الدم” للرد على حملة الرئاسية السورية
أحمد يعقوب
أطلق نشطاء سوريون حملة “انتخابات الدم” للرد على ما وصفوه “بالمهزلة الانتخابية” في إشارة للانتخابات الرئاسية في سوريا والمزمع عقدها بداية يونيو/حزيران القادم.
ويرفض النشطاء من خلال الحملة شرعنة النظام السوري معتبرين إياه “محتلا” للبلاد، وأن الانتخابات التي تجرى اليوم ما هي إلا “مسرحية لخداع المجتمع الدولي” عنوانها “مجاراة التغيرات الحاصلة في البلاد” على حد وصفهم.
ويؤكد الصحفي عبد الوهاب عاصي (أحد مؤسسي الحملة) أنها جاءت بفضل جهود ثلة من المختصين والنشطاء السوريين الموزعين داخل وخارج سوريا.
أهداف الحملة
وفي حديث للجزيرة نت، يعدد عاصي القاطن في مدينة حلب أهداف الحملة قائلا “نسعى من خلال الحملة إلى التأثير على المجتمع الغربي الذي هو مغيب بشكل كامل عن إجرام النظام السوري بسبب اتخاذ الإعلام الغربي لخط تحريري يظهر إجرام الجماعات المتطرفة على حساب إجرام النظام السوري الذي يفوق كل التصورات”.
ويتابع “كما نود إيصال الصوت والصورة والبيانات التي تظهر مدى انتهاك الأسد لحقوق السوريين الموجودين بمناطق النظام والتأكيد لهم أن الحملة هي لتعرية جرائمه، وذلك من خلال أدوات وجدنا أنها ربما تؤثر على الشق الإنساني في هذه الشريحة، والتي هي موجودة بشكل واضح في الأزمة السورية”.
وعن الآلية التي سيتبعها النشطاء لإيصال ما سبق، يقول عاصي إنهم سيقومون بوقفات احتجاجية أمام السفارات السورية حول العالم، وسيعرضون أوراقا وجداول وبيانات بكافة الوقفات التي تبين “مدى إجرام النظام السوري”.
ويؤكد عاصي -في ختام حديثه- أن السوريين يريدون العيش بكرامة وأن يحيوا بأمان، ويضيف “يجب على من يقف بصف الأسد ويدلي بصوته أن يعي تماما أن صوته سيقتل الآلاف ولا يستطيع أن يعطي النظام شرعية دستورية، فقد سقطت منذ أن قتل الطفل حمزة الخطيب، ولكن يعطيه شرعية في قتل الناس الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة”.
مواقع التواصل
ويؤكد الناشط تيم الدمشقي (أحد مؤسسي الحملة والمقيم في إسطنبول) أن لمواقع التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في انتشار الحملة.
وفي هذا الشأن، يقول الدمشقي متحدثا للجزيرة نت “قمنا بإنشاء هاشتاغ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وخلال أربعين دقيقة وصل عدد إعادة التغريدات إلى 850، كما أنشأنا صفحة على موقع فيسبوك، وكنا قد أنتجنا عددا كبيرا من الحملات الدعائية التي تدل على استهزاء النظام بالعالم الخارجي وبشعبه”.
وحول تأثير هذه النشاطات على الانتخابات الرئاسية في سوريا، يقول الدمشقي “لا أعتقد أن الحملة ستؤثر على الانتخابات الرئاسية في سوريا لأن نظام الأسد الذي تجاهل تحذيرات كل العالم من إجراء الانتخابات بالتأكيد لن يهمه رأي الشعب السوري الذي قتل أطفاله وشرد نساءه ورجاله”.
ويضيف “لابد من أن يكون لنا موقف واضح رافض لهذه الانتخابات، ولنوصل الصورة الحقيقية للعالم بأن هذا الشخص -في إشارة للرئيس بشار الأسد- لا يهمه نهر الدماء الذي يسيل منذ ثلاث سنوات في سوريا، وهو أحد الأسباب التي جعلتنا نطلق على الحملة اسم انتخابات الدم”.
2014
داعش الإرهابي يسيطر على ريف دير الزور الغربي
العربية.نت
سيطرت الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، ليل الجمعة إلى السبت، على كامل ريف دير الزور الغربي (خط الجزيرة)، عقب اشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة والجبهة الإسلامية ومسلحين محليين موالين لهما، فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في بلدة جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي، حتى صباح السبت، مما أدى إلى مقتل 10 مقاتلين من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية والمسلحين المحليين الموالين لهما.
كما استهدفت الكتائب الإسلامية صباح السبت بقذائف الهاون تمركزات قوات النظام في مبنى المدرسة والمسمكة داخل مطار دير الزور العسكري، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام.
وتعاني مدينة دير الزور حصاراً شديداً من تنظيم “داعش” بسبب قطعها لطريق الذخيرة الواصل إلى قلب المدينة، وذلك بعد سيطرتها على المدينة الصناعية شمال دير الزور على طريق الحسكة دير الزور، وهي تتجه نحو جسر السياسية الذي يعتبر المنفذ الرئيسي والوحيد للمدينة على الريف.
وفي الحسكة، أكدت مصادر المعارضة أن “داعش” تمكن من السيطرة على المدخل الشمالي الشرقي للمدينة في الوقت الذي تحاصر فيه قوات النظام الأجزاء الجنوبية والغربية منها، وتنفذ غارات جوية وتقصف المدينة بالصواريخ.
وأفادت الهيئة العامة للثورة أيضا بمقتل 17 من جنود النظام السوري في تفجير بريف حماة الشرقي.
قوات الأسد تحاول اقتحام المليحة والبراميل تدك حلب
دبي – قناة العربية
أفادت الهيئة العامة للثورة بتواصل العمليات العسكرية على عدة محاور من مدينة المليحة بريف دمشق تمهيداً لاقتحامها. هذا فيما تواصلت حملة النظام على حلب من خلال قصفها بالبراميل المتفجرة التي استهدفت محيط المشفى الكندي. في المقابل، تمكنت كتائب الجيش الحر من السيطرة على عدة مبان جديدة جنوب الأوتوستراد الشمالي لجمعية الزهراء في حلب.
وفي مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، قال ناشطون محليون إن 70 بالمئة منها دمر بالكامل جراء البراميل المتفجرة والقصف العشوائي لأحيائها سعياً لاقتحامها من قبل قوات النظام التي تعتبرها خط الإمداد الرئيسي باتجاه وادي الضيف والحواجز المنتشرة في مدينة خان شيخون والحميدية.
أما في درعا فقد تواصلت عمليات القصف الصاروخي من قبل قوات النظام على أحياء درعا البلد وبلدة الغارية الغربية بريف درعا، يأتي ذلك وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط حاجز الناحية بمدينة الشيخ مسكين وأطراف بلدة عتمان.
في المقابل، أفادت لجان التنسيق بأن الجيش الحر تصدى لمحاولة قوات النظام المتمركزة على حاجز برد بمدينة بصرى الشام من التقدم على محاور محيطة، وكبد قوات الأسد عدداً من القتلى والجرحى.
تقدم للمعارضة بحلب ومقتل مسلحين بإدلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال ناشطون سوريون، السبت، إن مقاتلي المعارضة المسلحة أحرزوا تقدما في بعض مناطق حلب شمالي غربي البلاد، في حين أعلن الجيش السوري عن مقتل وجرح عدد من مسلحي المعارضة في محافظة إدلب شمالي سوريا.
وذكرت “شبكة سوريا مباشر” أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة على مبان في حي جمعية الزهراء، شمال غربي مدينة حلب، كان يتحصن بها عناصر من الجيش السوري.
وأوضحت الشبكة أن معركة السيطرة على هذه المباني أدت إلى مقتل وجرح عدد من أفراد الجيش السوري، وذلك بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين استمرت ساعات عدة.
كما أسفر القصف بالبراميل المتفجرة عن مقتل 16 شخصا على الأقل وإصابة 19 آخرين في قرية أم العمد بريف حلب الجنوبي، وفق ما أفاد ناشطون.
في المقابل، أعلن مصدر عسكري سوري، السبت، أن الجيش قتل وجرح عددا ممن وصفهم بـ”الإرهابيين” في محافظتي إدلب شمالي سوريا، ودرعا وريفها جنوبي البلاد.
واستمرت القوات الحكومية في إلقاء البراميل المتفجرة على عدد من المناطق في سوريا، حيث قتل شخص على الأقل وأصيب آخرون من جراء سقوط 3 براميل متفجرة على بلدة طفس بريف درعا، جنوب البلاد.
وفي محافظة حمص وسط البلاد، تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومة ومسلحي المعارضة في حي الوعر، شمال غربي المدينة، في حين ساد الهدوء الحذر وسط المحافظة، لا سيما في البلدة القديمة التي انسحب منها مسلحو المعارضة.
وقال ناشطون إن الجيش السوري استهدف حي الوعر بقذائف الهاون والدبابات، حيث سقطت على الجزيرة السابعة في الحي.
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بإلقاء الطيران الحربي 10 براميل متفجرة على بلدات جبلي التركمان والأكراد الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة بريف اللاذقية الشمالي، على ساحل البحر المتوسط.
التلغراف: العودة إلى مدينة الموت والدمار
العادون إلى حمص وجدوها مدينة أشباح
العودة إلى مدينة حمص، “مدينة الموت والدمار” و”اضطهاد المسيحيين” في إيران، من الموضوعات التي تناولتها الصحف البريطانية الصادرة صباح السبت.
عن حمص وعودة أبنائها الذين نزحوا عنها بسبب أحداث العنف تكتب روث شيرلوك مراسلة صحيفة الديلي تلغراف في عمان.
السكان الذين عادوا إلى أحيائهم بعد يوم واحد من انتهاء الأعمال القتالية في المدينة وجدوا أنفسهم في مدينة اشباح، مبانيها مدمرة، ليبحثوا بين الأنقاض عن ما كانت حياتهم، كما يقول كاتب التقرير.
خلال السنوات الثلاث من المعارك والحصار التي شهدتها المدينة تحولت المنازل والبنايات إلى أنقاض، بفعل نيران المدفعية والغارات الجوية للجيش الحكومي.
اكتشفت القوات التي دخلت المدينة مستشفيين ميدانيين وشبكة من الأنفاق تحت الأرض.
أما حمص القديمة فلم يبق منها شيء يذكر.
في حي الحميدية الذي كانت تسكنه أغلبية مسيحية لم تجد هدى البالغة من العمر 45 عاما شيئا في المكان الذي كان يقوم فيه بيتها، باستثناء كومة من الركام وفنجان قهوة يتيم.
“جئت أبحث عن بيتي فلم أجده. لم أجد لا سقفا ولا جدرانا. وجدت فنجان القهوة هذا، وسآخذه معي كتذكار”، قالت هدى.
هذه لم تكن قصة هدى وحدها، فقد جاء الكثيرون غيرها باحثين عن منازلهم، لينتظرهم المنظر نفسه: أكوام الركام.
في حي الملجأ دمرت جميع المباني، وكذلك السيارات التي كانت متوقفة هناك.
بالنسبة للحكومة السورية يمثل إعادة السيطرة على حمص نصرا قبل الانتخابات المقبلة، لكن الدمار الذي وجده الجنود والسكان في المدينة يشهد على المعاناة التي كابدها المدنيون من أجل ان ينتصر الرئيس بشار الاسد، في حرب أهلية.
“وهم الشرعية”
“لماذا يجري الديكتاتور انتخابات: السيسي والأسد ووهم الشرعية.” تحت هذا العنوان نقرأ مقالا لروبرت فيسك في الاندبندنت عن الانتخابات المزمع إجراؤها في كل من مصر وسوريا. يستهل الكاتب مقاله متسائلا “لماذا يحب الديكتاتور الانتخابات؟ قائلا إنه تساؤل قديم في الشرق الأوسط، لكنه يطرح مجددا مع استعداد كل من عبد الفتاح السيسي للفوز في الانتخابات الرئاسية المقررة في مصر هذا الشهر، وبشار الاسد لإعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة الشهر المقبل، وفق الكاتب.
ثم يطرح فيسك تساؤلا اخر عن النسبة التي سيفوز بها كلاهما، ما إذا كانت ستصل لتسعين في المئة، أم ستتوقف في حدود الثمانين في المئة مثلما حدث مع العجوز المريض عبد العزيز بوتفليقة الذي سجل واحدا وثمانين ونصف في المئة، والحديث لفيسك.
ويتوقع الكاتب أن يفوز السيسي باثنين وثمانين في المئة على الأقل كي يظهر انه ليس بوتفليقة. بينما ينتظر أن يسجل الأسد رقما في حدود التسعين في المئة، خصوصا وأن مليونين ونصف مليون لاجئ سوري يعيشون حاليا خارج البلاد.
ثم يمضي فيسك قائلا إن السيسي والأسد لا يخوضان انتخابات لأنهما بحاجة لدعم انتخابي. فالسيسي الذي خلع زيه العسكري رسميا لخوض الانتخابات بحاجة لحماية الامبراطورية الاقتصادية العملاقة للجيش واستثمارات زملائه الجنرالات في الطاقة وشركات المياه المعبئة والعقارات ومراكز التسوق ومتاجر الاثاث، بحسب الكاتب. وهو ما يبرر اعتقاد السيسي بأنه من غير المناسب أن تكون للمدنيين سلطة على ميزانية الجيش.
أما الأسد على الجانب الاخر فيسعى لضمان موت محادثات جنيف التي كانت تهدف لتشكيل حكومة انتقالية. متسائلا: “إذا صار الأسد الشهر المقبل رئيسا أعيد انتخابه كيف يمكن تشكيل حكومة انتقالية؟ “.
الجيش السوري يدخل الحي القديم في حمص ويبدأ في إزالة الألغام
من مروان مقدسي
حمص (سوريا) (رويترز) – قال محافظ حمص طلال البرازي لرويترز إن القوات المسلحة السورية دخلت مدينة حمص يوم الجمعة وإن الجنود يقومون بتمشيط الشوارع الممتلئة بالأنقاض للكشف عن أي شراك مفخخة أو ألغام بعد يوم واحد من انسحاب مئات من مقاتلي المعارضة من وسط المدينة بموجب اتفاق مع الحكومة.
وقال البرازي -الذي كان يقف في الحي القديم الذي كان في مطلع الأسبوع منطقة محاصرة ومنطقة قتال- “مدينة حمص القديمة أصبحت آمنة وخالية تماما من السلاح والمسلحين.”
وأوضح أن وحدات الهندسة في الجيش السوري بدأت تنظيف الشوارع من الألغام.
ووصل مئات من السكان سيرا على الأقدام إلى بيوتهم في حي الحميدية وهي أول منطقة أعلنت أنها منطقة آمنة. وقال التلفزيون السوري إن جنديين قتلا يوم الجمعة أثناء عملية لإزالة الألغام.
وفي حي الحميدية الذي خضع للحصار على مدى عام كانت معظم المباني مدمرة جزئيا أو بشكل كامل.
وقال مطران حمص للروم الأرثوذكس جورج أبو زخم والذي يعيش في حمص لرويترز إن 11 كنيسة في الحي القديم دمرت أثناء القتال الذي دار هناك على مدى عامين. وكان يرافق الجنود والصحفيين لرؤية أطلال الكنائس في أنحاء حمص القديمة التي أعلنت السلطات أنها منطقة آمنة.
وبعد عام من الحصار غادر نحو 1200 من المقاتلين المعارضين والسكان حمص القديمة في حافلات هذا الاسبوع مقابل الافراج عن عشرات الرهائن الذين يحتجزهم مقاتلون في محافظتي حلب واللاذقية الشماليتين.
وقال التلفزيون السوري إن قوافل المساعدات وصلت أيضا إلى بلدتين شيعيتين تحاصرهما قوات المعارضة في الشمال هما نبل والزهراء بعد أن منعت قوات المعارضة دخول الشاحنات ليومين. ووصول المساعدات الإنسانية جزء من الاتفاق بين الحكومة ومقاتلي المعارضة.
وقال مسؤولون في وقت سابق يوم الجمعة إنهم لن يسمحوا لنحو 270 من مقاتلي المعارضة السورية كانوا قد حصلوا على إذن بالخروج الآمن بموجب الاتفاق إلا بعد وصول المساعدات إلى نبل والزهراء. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت لاحق يوم الجمعة إنه يجري الآن نقل مقاتلي المعارضة الباقين في حافلات خارج حمص القديمة.
وقال جون جينج مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة للصحفيين في جنيف إن السفيرين الإيراني والروسي في سوريا قاما بوساطة في الاتفاق المعقد.
وإيران وروسيا من أقوى المؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد أثناء الأزمة وطلبت القوى العالمية منهما الضغط على الحكومة السورية لتنفيذ اتفاقيات إنسانية.
وقال كينج “الاتفاقيات التي ترونها بين الحكومة والمعارضة دليل على ما يمكن عمله.”
وقتل أكثر من 150 الف شخص في الصراع السوري الذي يأخذ صبغة طائفية بشكل متزايد فيما تؤيد القوى الاقليمية المتنافسة اما الاسد الذي ينتمي للطائفة العلوية أو الغالبية السنية التي تعارضه.
وفر ملايين آخرين من ديارهم ويتسبب القتال في موت أكثر من 200 شخص يوميا.
وتمثل سيطرة القوات الحكومية على ثالث أكبر مدينة في سوريا ضربة كبيرة للمعارضة ودعما للاسد قبل اسابيع من الانتخابات الرئاسية المرجح فوزه فيها.
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى