أحداث السبت 11 تموز 2015
قصف مخيم اليرموك في «يوم القدس»
بيروت، لندن، إسطنبول- «الحياة»، رويترز، أ ف ب
قصفت قوات النظام السوري مخيم اليرموك جنوب دمشق، وسط اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل تسعة مسلحين في المخيم الذي تحاصره القوات النظامية وسُجِّلت فيه ثلاث إصابات بالكوليرا. تزامن ذلك مع إحياء «يوم القدس» في العاصمة السورية، في وقت دعا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مجلس الأمن الى «إدانة العدوان المشترك» الذي تشنّه قوات النظام و «حزب الله» على الزبداني، ودعم إقامة مناطق آمنة. وبدأت السلطات التركية حملة ضد تنظيم «داعش» واعتقلت 21 يُشتبه في انتمائهم إلى التنظيم.
وأفادت «مجموعة العمل الفلسطيني» على صفحتها في «فايسبوك» أمس بأن «الاشتباكات العنيفة» تواصلت في اليرموك بين «النصرة» و «داعش»، من جهة، والقوات الحكومية و «الجبهة الشعبية- القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل من جهة ثانية، وذلك في محور ثانوية اليرموك قرب البلدية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين، ليرتفع عدد القتلى إلى تسعة خلال يومين من المواجهات. وأشارت المجموعة إلى «تعرُّض المخيم لقصف عنيف بقذائف هاون وصواريخ»، وهو ما أكده «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ويسيطر «داعش» على 60 في المئة من المخيم الذي تفرض عليه قوات النظام حصاراً منذ نحو سنتين.
إلى ذلك، أشار موقع «كلنا شركاء» المعارض، إلى اكتشاف ثلاث إصابات بالكوليرا بين أطفال المخيّم خلال الأيام القليلة الماضية. وعزا السبب إلى النقص في الرعاية الصحية وتلوُّث مياه الشرب، مضيفاً أن «الرقم مرشح للزيادة في بلدات الجنوب الدمشقي المحاصر».
في المقابل، شارك مئات من الفلسطينيين الذين يقيمون في دمشق، في إحياء يوم القدس العالمي في الأحياء القديمة من العاصمة، علماً أن الذي أطلق ذكرى هذا اليوم هو أول مرشد لـ «الثورة الإسلامية» في إيران، الإمام الخميني عام 1979. وأُقيم الاحتفال هذا العام قرب المسجد الأُموي الأثري في دمشق القديمة.
في غضون ذلك، قال ناشطون معارضون إن المعارك استمرت أمس في الزبداني بعد هجوم قوات النظام و «حزب الله» من أربعة محاور للسيطرة على المدينة، فيما وزّع موالون للنظام صور منشور يحضّ فيه الجيش النظامي مقاتلي المعارضة على تسليم أنفسهم. وأكد «المرصد» أن القوات النظامية شنت نحو 35 غارة على الزبداني ومحيطها، لافتاً إلى مقتل أربعة مدنيين بقصفٍ على مدينة دوما في الغوطة الشرقية.
ووجّه «الائتلاف» رسالة الى مجلس الأمن دان فيها «العدوان المشترك الذي يشنه نظام الأسد وميليشيا حزب الله على مدينة الزبداني»، ودعا المجلس إلى «اتخاذ الإجراءات اللازمة لإدانة العدوان ودعوة الحكومة اللبنانية إلى التزام الاتفاقات ومنع ميليشيا حزب الله من شن هجمات على الشعب السوري من داخل الأراضي السورية أو خارجها»، كما حضّ مجلس الأمن على «دعم إنشاء منطقة آمنة في سورية لحماية المدنيين وتخفيف الأضرار الناجمة من الغارات الجوية العشوائية».
إلى ذلك، أفادت وكالة «الأناضول» للأنباء التركية، بأن السلطات التركية اعتقلت أمس 21 شخصاً يشتبه في انتمائهم الى «داعش»، خلال عملية دهم واسعة نفّذتها الشرطة في أربع مدن، بينها إسطنبول. وبين المشتبه فيهم الذين اعتُقِلوا فجراً، ثلاثة أجانب لم تحدد جنسياتهم، كانوا يستعدون للتوجُّه الى سورية للقتال إلى جانب «داعش».
وتأتي هذه العملية ضد «الجهاديين» بعد محادثات أجراها في أنقرة هذا الأسبوع وفد من كبار المسؤولين الأميركيين بينهم الجنرال جون آلن منسق عمليات التحالف الدولي- العربي ضد «داعش». واتَّفق الطرفان على التعاون والتنسيق ضد التنظيم.
فرص وإشكاليات أوروبية في مكافحة الهجرة عبر المتوسط
أحمد دياب
تنطلق الخطة الأمنية – العسكرية الأوروبية من حقيقة تحول قضية الهجرة غير الشرعية، خلال السنوات القليلة الماضية، إلى كابوس يقض مضجع دول الاتحاد الأوروبي، كما باتت تعكس عمق الخلافات والتناقضات بين الدول الأوروبية في ما يخص سياسة التعاطي مع الهجرة واللجوء، لاسيما مع الصعود المدوي لأحزاب اليمين المتطرف المعارضة لاستقبال المهاجرين في دول الاتحاد. ففي 18 حزيران نشر ائتلاف The migrants File الذي يضم 25 صحافياً وباحثاً من ستة عشر بلداً أوروبياً، تحقيقاً مطولاً عن أزمة الهجرة في أوروبا، تضمّن أرقاماً صادمة ومفاجئة. ووفق التحقيق، الذي تطلّب ستة أشهر من العمل الميداني، تنفق دول الاتحاد الأوروبي مبالغ ضخمة لحماية حدودها. فقد أنفقت أكثر من 13 بليون يورو (نحو 15 بليون دولار) من أموال الضرائب في تمويل خطط مكافحة الهجرة غير الشرعية. وأكد التحقيق أنه منذ العام 2000 صرفت الدول الأوروبية مبلغ 11.3 بليون يورو (نحو 13 بليون دولار) في تمويل إجراءات طرد المهاجرين السريين خارج الحدود ومبلغ 1.6 بليون يورو (نحو بليوني دولار) في إجراءات تعزيز الحراسة على الحدود. وذكر التحقيق أن عملية طرد واحدة لمهاجر سري تكلف حوالى 4000 يورو (4500 دولار) يذهب نصفها في دفع كلفة التسفير القسري.
وذكر تقرير إحصائي، نشرته المنظمة الدولية للاجئين، في منتصف الشهر الماضي، أن عدد المهاجرين السريين الذين دخلوا المنطقة الأوروبية منذ بداية العام الحالي حتى 10 حزيران، بلغ 105 آلاف شخص، قضى منهم 1865 شخصاً غرقاً في البحر، في مقابل 49 ألف شخص في المدة نفسها العام الماضي. وذلك بسبب الحروب في الشرق الأوسط وأفغانستان ومنطقة القرن الإفريقي والفوضى الأمنية في ليبيا. ويشكّل السوريون 39 في المئة من المهاجرين، الذين وصلوا هذا العام إلى الأراضي الأوروبية، في حين شكَّل الأفغان 14 في المئة، والإريتريون 8 في المئة، والصوماليون 6 في المئة.
وتعي أوروبا التحول في ظاهرة الجريمة المنظمة في منطقة المتوسط، حيث أصبح الاتجار بالبشر أكثر ربحاً من تهريب المخدرات، ففي عملية تهريب المهاجرين، لا يضمن التجار إلا المغادرة ولا يهمهم وصول المهاجرين أو حتى غرقهم في البحر. وهنا، تكمن معضلة أوروبا: فإن لم تتدخل، فإن مهاجرين يلقون حتفهم قرب سواحلها، وإن تدخلت، فهي تدعم عملياً شبكات تهريب المهاجرين على الضفة الجنوبية الذين سيرسلون مزيداً من قوارب الموت.
ومن ناحية أخرى، شكل تمدد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ليبيا واقترابه من الحدود الأوروبية، عامل خوف إضافي من أن يُسهل ذلك سيطرة التنظيم المتطرف على البحر، ويُمهد بذلك لتسلله إلى أوروبا أو التعرض لسفنها في البحر المتوسط.
ونقلت مجلة «دير شبيغل» الألمانية عن تحليل سري أعدته الحكومة الألمانية أن استمرار الفوضى في ليبيا، يسمح للتنظيم الذي بات له موطئ قدم في هذه البلاد، بتوحيد صفوفه وتجنيد مقاتلين جدد من عناصر الجماعات المتطرفة النشطة في ليبيا والتي يبلغ عددها 1500 جماعة. وقدرت برلين عدد أفراد تلك الجماعات بين 100 و200 ألف فرد. لكن من المؤكد أن الخطة الأوروبية الجديدة لمواجهة الهجرة غير الشرعية في المتوسط ستطرح إشكاليات وأخطاراً عدة:
سياسياً وديبلوماسياً: يشير بعضهم إلى أن تدمير الجنود الأوروبيين السفن المشبوهة في ليبيا عملية بالغة الصعوبة، ولا يكاد يمكن تطبيقها، وأن الأفضل التعامل بالطرق الأمنية والاستخبارية مع عصابات التهريب، إلى جانب بذل جهود أكبر لتأمين الأوضاع السياسية والاقتصادية في مواطن الهجرة واللجوء. ويعترض العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي على استهداف الزوارق والسفن في المياه الإقليمية وعلى السواحل الليبية من حيث الأساس، لعدم إمكانية التمييز المطلوب عسكرياً بين ما يستخدم من القوارب للتهريب وما يستخدم للصيد، ناهيك عن تعريض اللاجئين أنفسهم للخطر.
وقد رفض الكاردينال الإيطالي المكلف بشؤون الهجرة في الفاتيكان، أنطونيو ماريا فيغلي، الخطة الأوروبية الجديدة، معبراً عن خشيته «من أن تؤدي هذه الخطوة إلى إزهاق أرواح، وليس فقط تدمير قوارب». وقال إن الحروب والدكتاتوريات هي ما يدفع الأشخاص إلى الفرار إلى مكان آمن، يستطيعون الوصول إليه. وقال البابا فرنسيس، في 21 حزيران الماضي، في مستهل أول زيارة له إلى تورينو في شمال إيطاليا، إن صور المهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط «تثير البكاء»، مضيفاً: «إذا كانت الهجرة تزيد المنافسة، فإنه لا يمكن تحميلهم الذنب فهم (المهاجرون) ضحايا الظلم واقتصاد التهميش والحروب. إن البشر لا يجب أن يعاملوا مثل البضائع».
وثمة «اعتراض» روسي على الخطة الأوروبية، أعلنه المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، الذي أشار إلى أن موسكو لا تدعم اقتراح الاتحاد الأوروبي إجراء عملية ضد سفن مهربي البشر في المتوسط.
ومن ناحية أخرى، لا بُد من الحصول على الموافقة الرسمية الليبية باعتبار العمليات العسكرية ستشمل مياهها وأجواءها وأراضيها، وسارع حاتم العريبي، مندوب الحكومة الليبية المعترف بها دولياً في نيويورك إلى إعلان الرفض القاطع لانتهاك السيادة الليبية عبر العملية العسكرية الأوروبية المزمعة. وأعلن سفير ليبيا في الأمم المتحدة، إبراهيم دباشي، أن حكومة بلاده ترفض الموافقة على الخطة العسكرية الأوروبية، طالما أن الحكومات الأوروبية تناقش الخطة مع الميليشيات الليبية التي تسيطر على الأراضي الساحلية، ولا يتعاملون مع الحكومة الشرعية بوصفها الممثل الوحيد للشعب الليبي، لن تمنح الحكومة الضوء الأخضر لإصدار قرار من الأمم المتحدة.
أما أمنياً وعسكرياً: فمن جانب أول، ثمة خلافات حول حيثية وضع قوات على الأرض، لأن طبيعة العملية ربما ستتطلب إرسال قوات إلى الأراضي الليبية المتاخمة للبحر. وفي حين يدعم الإيطاليون هذه الخطوة، وتحدث مسؤولوهم عن ضرورة «تحرك محتمل» في ليبيا، فإن دولاً أخرى ترى أن الأخطار ستكون عالية جداً. لأن الساحل الليبي على شواطئ البحر الأبيض المتوسط يمتد بطول يزيد على 1700 كيلومتر، كما أن سفن التهريب لا توجد في شكل علني في الموانئ وعلى السواحل وإنما يجرى إخفاؤها أو نقلها بعيداً. ومن جانب آخر، يرى خبراء أن العملية وإن تمّت، لا يمكن أن تؤدي الغرض المطلوب منها والمتمثل بالقضاء على المهربين، إنما ستجر الويلات على أوروبا وستُعرض خفر السواحل إلى عمليات اعتداء من هذه الجماعات. ولا يخفى على أحد أن المهربين هم جماعات منظّمة تملك السلاح، وهناك سوابق في هذا الموضوع، وفي أكثر من مرة قاموا بإطلاق النار على خفر السواحل الإيطالية، وذلك من أجل استرداد مراكبهم التي صادرها الإيطاليون.
وتثير الخطة الأوروبية عدداً من التساؤلات والشكوك، حول مصير المهاجرين غير الشرعيين الذين سيقعون في أيدي السفن الأوروبية. هل سيعادون إلى الشواطئ الليبية؟ هل ثمة من يستقبلهم من بين البلدان الأوروبية؟ كذلك مصير المهربين الملقى القبض عليهم: ماذا سيكون مصيرهم؟ من سيحاكمهم؟ ووفق أية قوانين؟
طهران تحذر من وقف التفاوض وتستغرب الخطوط الحمر الغربية
واشنطن – جويس كرم
فيينا، طهران، مــوسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – اتهمت طهران واشنطن أمس، بشنّ «حرب نفسية» عليها، وحذرتها من ارتكاب «خطأ استراتيجي» إذا نفذت تهديدها بالانسحاب من المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي. وأشارت بريطانيا إلى تحقيق «تقدم بطيء في شكل مؤلم»، فيما دعت روسيا إلى رفع كل العقوبات المفروضة على إيران، فور إبرام اتفاق يطوي الملف (للمزيد).
ومع دخول المرحلة الأخيرة من المفاوضات أسبوعها الثالث، أعلنت الولايات المتحدة تمديد اتفاق جنيف الموقت الذي أبرمته إيران والدول الست عام 2013، إلى الإثنين، «من أجل إتاحة مزيد من الوقت للتفاوض». كما مدّد الاتحاد الأوروبي تجميد العقوبات المفروضة على طهران حتى اليوم ذاته، علماً أن المفاوضات تجاوزت مهلة حددها الكونغرس الأميركي لتسلّم نص اتفاق، ما يعني أن على إدارة الرئيس باراك أوباما انتظار 60 يوماً لمراجعة صفقة محتملة. وترى الإدارة أنها أمام خيارين: إما اتخاذ طهران «قرارات بنّاءة» تفضي إلى اتفاق نهائي، وإما تمديد اتفاق جنيف.
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي التقى نظيريه الأميركي جون كيري والأوروبية فيديريكا موغيريني في فيينا أمس، تحدث عن «تقدّم» في المفاوضات، مستدركاً: «لم نبلغ الهدف بعد، ولدى (الدول الست) مطالب مفرطة». وتابع: «يبدو أننا سنقضي عطلة الأسبوع في فيينا». أما كيري فقال: «نعمل بقوة، وندفع إلى أمام».
وكان ظريف أسِف لـ «تغييرات في المواقف، وطلبات مبالغ فيها من دولٍ»، مشيراً إلى «تباين في المواقف» بين الدول الست، «ما يجعل التوصل إلى اتفاق، أكثر صعوبة». وشدد على أن «الشعب الإيراني يريد اتفاقاً مشرّفاً يضمن عزته، وسنواصل المفاوضات».
وقال مسؤول إيراني بارز: «فجأة بات لدى الجميع خطوطهم الحمر. لكل من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا خطوطها الحمر».
وكان كيري أعلن الخميس أن واشنطن «مستعدة لوقف هذه العملية، إذا لم تُتخَذ قرارات صعبة». ورأى علي أكبر ولايتي، المستشار السياسي لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، في تصريحات كيري «حرباً نفسية تشنّها أميركا على إيران». وتابع: «إيران مستعدة لمواصلة المفاوضات، والأمر متروك للأميركيين إذا أرادوا مغادرتها. أي اتفاق يمكن أن يكون قابلاً للتنفيذ، عندما يلتزم الخطوط الحمر» التي حددها المرشد.
أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني فسخر من «الحركات الاستعراضية الأميركية في اللحظات الأخيرة من المفاوضات». وخاطب الأميركيين قائلاً: «إذا أوصلتم المحادثات إلى طريق مسدود، سترتكبون خطأً استراتيجياً».
ونبّه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إلى أن المفاوضات «تحقق تقدماً بطيئاً في شكل مؤلم»، مضيفاً: «ما زالت هناك مسائل تنتظر تسوية». في السياق ذاته، حذرت موغيريني من أن إيران والدول الست لن تتوصل إلى اتفاق «إذا لم تُتخَذ قرارات تاريخية».
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان أكثر تفاؤلاً، اذ رجّح توصل الجانبين إلى «تسوية قريباً»، داعياً إلى «رفع شامل للعقوبات» المفروضة على طهران فور إبرام اتفاق.
الجيش السوري النظامي يضيّق الخناق على “داعش” في تدمر مجلس الأمن يدرس إنشاء فريق لتحديد المسؤول عن هجمات كيميائية
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
أفاد الجيش السوري أنه يضيق الخناق على مدينة تدمر في محافظة حمص التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، فيما يدرس مجلس الامن الطلب من الامين العام للمنظمة الدولية بان كي -مون ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية تشكيل فريق من المحققين لتحديد المسؤول عن هجمات بغاز سام في سوريا.
نسب خبر عاجل بثه التلفزيون السوري الحكومي إلى مصدر في الجيش السوري أن قواته موجودة في محيط مدينة تدمر. وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون قصفا بالدبابات والمدفعية لأهداف بعيدة في تلك المنطقة ذات الطبيعة شبه الصحراوية.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر عسكري أن سلاح الجو السوري “استهدف بغارات مكثفة تجمعات لتنظيم داعش في محيط حقل شاعر ومدينة تدمر وقرى التدمرية ومحيط أم التبابير أسفرت عن تدمير عشرات الآليات المزودة رشاشات ثقيلة” للتنظيم.
وفي الأيام الاخيرة كثف الجيش غاراته الجوية على مدينة تدمر الواقعة في وسط البلاد وهي الأعنف منذ سيطرة التنظيم المتشدد على المدينة في أيار الماضي.
وأوضح الجيش إنه خلال الساعات الـ24 الاخيرة أحكم سيطرته على نزل هيال ومزرعة القادري وثنية الرجمة غرب تدمر وعلى تل المرملة عند أطراف المدينة على مسافة نحو عشرة كيلومترات من مركزها.
وتضم المدينة التي يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة بعضا من أفضل الآثار الرومانية القديمة في العالم وتنتشر على بقعة واسعة من الأرض.
مجلس الامن
في غضون ذلك، قال ديبلوماسيون ان الولايات المتحدة وزعت الخميس مشروع قرار في شأن هذا الاجراء على اعضاء المجلس الـ15بعد محادثات ثنائية مع روسيا استمرت اكثر من شهرين في شأن سبل تحديد المسؤول عن هجمات باسلحة كيميائية.
وتوقع ان يبدأ اعضاء المجلس مناقشة مشروع القرار الاسبوع المقبل. ويطلب المشروع من الامين العام للامم المتحدة التعاون مع منظمة حظر الاسلحة الكيميائية- ان يقدم الي المجلس “في غضون 15 يوما من تبني هذا القرار توصيات في ما يتعلق بإنشاء آلية تحقيق مشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة”. وهذه الآلية “ستحدد بأكبر قدر معقول الافراد او الكيانات او الجماعات او الحكومات الذين ارتكبوا او نظموا او رعوا او تورطوا بطريقة اخرى في استعمال اسلحة كيميائية في سوريا”.
وسيرد مجلس الامن على إقتراح بان في غضون خمسة أيام. وبمجرد ان يبدأ فريق مشترك العمل سيكون مطلوبا من بان ان يطلع المجلس على عمل الفريق مرة كل شهر بينما سيكون مطلوبا من فريق المحققين إتمام اول تقاريره في غضون 90 يوما.
ووافقت سوريا على تدمير اسلحتها الكيميائية عام 2013، لكن منظمة حظر الاسلحة الكيميائية وجدت مذذاك ان غاز الكلور استخدم “بطريقة ممنهجة ومتكررة” سلاحا. ونفت الحكومة السورية وقوات المعارضة استخدامها الكلور.
تركيا
من جهة اخرى، حذر وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا فولكان بوزكير، من أن تركيا ستعاني لمواكبة تدفق موجة جديدة من اللاجئين السوريين. وقال إن كثيرا من هؤلاء سيحاولون على الارجح الوصول الى أوروبا.
وتستضيف تركيا فعلاً مليوني لاجئ من الحرب الأهلية السورية وهو عدد أعلى مقارنة بالأعداد التي يستضيفها سائر جيران سوريا، الأمر الذي يجعل تركيا أكبر بلد مستضيف للاجئين في العالم. وتخشى تركيا الآن أن تدفع المعارك حول مدينة حلب الشمالية مليون لاجئ آخرين لعبور الحدود ودخول أراضيها.
وصرح بوزكير لصحيفة “حريت” خلال زيارة لبروكسيل: “بلغت تركيا أقصى طاقتها لاستيعاب اللاجئين. والآن هناك حديث عن أن موجة جديدة من اللاجئين قد تظهر. هذا سيتجاوز طاقة تركيا وسيضع الاتحاد الأوروبي وجها لوجه مع مزيد من المهاجرين”.
وتعاني أوروبا أزمة مهاجرين، ولم تستطع الدول الأوروبية الاتفاق على سبل التعامل معها. ووصل أكثر من 135 ألف لاجئ ومهاجر إلى أوروبا عبر البحر في النصف الأول من السنة وقضى قرابة ألفين هذه السنة وهم يحاولون عبور البحر المتوسط.
ويهرب كثير منهم من الحرب والقمع والفقر في أفريقيا والشرق الأوسط. ويمثل السوريون شريحة كبيرة من هؤلاء المهاجرين ويحاول بعضهم عبور المياه بين تركيا واليونان.
ولاحظ بوزكير أن الأموال التي أنفقتها تركيا على اللاجئين – والتي تضمنت إقامة مخيمات على حدودها البالغ طولها 900 كيلومتر مع سوريا – تجعل مساهمة الاتحاد الأوروبي الذي تسعى أنقرة للانضمام اليه تبدو ضئيلة. وقال: “أنفقنا ستة مليارات دولار حتى الآن. الاتحاد الأوروبي قدم في المجمل 70 مليون أورو ولا يزال الأمر مجرد تعهد”.
دي ميستورا يبحث في القاهرة تطورات الاوضاع في سورية
القاهرة – (د ب أ) – وصل إلى القاهرة السبت ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة بشأن سورية قادما من نيويورك في زيارة قصيرة لمصر، في بداية جولة بالمنطقة تقوده في الساعات القادمة إلى قطر لبحث تطورات الوضع في سورية .
وقالت مصادر أممية إن المبعوث الأممي سيلتقي خلال زيارته مع سامح شكري وزير الخارجية المصري لبحث سبل حل الأزمة السورية، والاطلاع على ما وصلت إليه قوى المعارضة خلال اجتماعهم في الثامن والتاسع من حزيران/يونيو الماضي .
وأشارت المصادر إلى أن المبعوث الأممي سيلتقي مع عدد من ممثلي اللجنة المنبثقة عن المؤتمر الثاني لأطراف المعارضة السورية بالقاهرة كما سيعود المبعوث الأممي للقاهرة مرة أخرى الأسبوع القادم لعقد لقاء مع الدكتور نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية حيث يسعى “دى ميستورا ” خلال جولته بالمنطقة للتوصل إلى صيغة جديدة لحل سياسي للأزمة السورية يعرضها في كلمة له أمام مجلس الأمن يوم 28 تموز/يوليو الحالي .
سوريا..التحالف الدولي يشن 4 غارات على “جرابلس″ شمال شرق حلب
حلب – الأناضول – شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في وقت متأخر من ليلة الجمعة، عدة غارات جوية، على مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي في ريف مدينة جرابلس شرق حلب.
وأفاد الناشط الإعلامي “أبو يمان الحلبي” من مدينة جرابلس، أن إحدى الغارات استهدفت مخفرا لعناصر التنظيم غربي جرابلس 7 كيلو متر، على الطريق الواصل بين جرابلس والراعي.
ولفت إلى أن غارتين أخرتين استهدفتا مزرعة اتخذها التنظيم مقرا له على الحدود التركية السورية غربي جرابلس 10 كيلو متر، أوقعتا عددا من القتلى بصفوف التنظيم لم يعرف عددهم بعد.
وأضاف المصدر أن غارة رابعة استهدفت مقلعا حجريا على نهر الفرات في الجهة المقابلة لبلدة الشيوخ شرق جرابلس، لافتاً إلى وقوع قتلى من داعش في الغارات المذكورة لم يتضح عددهم بعد.
يشار إلى أن التحالف يستهدف جرابلس على فترات متقطعة، وبعدد قليل من الغارات، كان آخرها قبل نحو شهر، وتأتي هذه الغارات مع توقعات في أن تتقدم “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تساندها طائرات التحالف نحو المدينة بعد إحكامها السيطرة على مدينة تل أبيض قبل نحو 3 أسابيع.
إيران تدعم دويلة في دمشق والساحل… والأسد يحلم واهما بالعودة إلى سوريا ما قبل 2011 والأقليات تشعر بالخطر وتتوقع الأسوأ
تعزيزات للحرس الثوري في اللاذقية وإعادة انتشار لحزب الله في الزبداني جزء من خطة تقصير الجبهات
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: هل انتهت سوريا الأسد لدويلة؟ وهل يعمل نظام بشار الأسد على التراجع إلى مناطقه التقليدية التي يمكنه حمايتها، أم انه لا يزال يحلم ببسط سيطرته على كامل سوريا واستعادة ما خسره خلال الأربع سنوات الماضية؟ أسئلة تطرح لعدد من الأسباب أهمها الهزائم الأخيرة التي تعرض لها جيشه المنهك وقلة المجندين الذين لم يعودوا يحلون محل من يقتل من جنود الجيش ومحدودية الدعم الإيراني إضافة للمكاسب التي حققتها المعارضة في الشمال والجنوب، وهو ما دعا الكثيرين للحديث عن ولادة دولة أنقاض وأشار نيكولاس بلانفورد من «كريستيان ساينس مونتيور» إلى المعارك الأخيرة التي قادها حزب الله الحليف اللبناني لنظام الأسد لاستعادة بلدة الزبداني من المعارضة السورية.
ويرى بلانفورد إن الهجوم هذا متساوق مع الخطة التي تدعمها إيران التي تدعو النظام للانسحاب من المناطق التي لا يمكن الدفاع عنها إلى مواقع يمكن الدفاع عنها في غرب البلاد. ويقول الكاتب هنا «منذ عدة أشهر والمحللون يقرون في التراجعات دليلا على نشوء دولة مهلهلة في ظل حالة الإجهاد التي يعاني منها الجيش السوري وقلة عدد المقاتلين الموالية للنظام».
ومع أن هذا التقييم لم يتغير إلا أن النظام السوري لم يبد أي علامات عن تراجعه إلى جيبه الأخير في غرب سوريا، حيث لا تزال القوات السورية تخوض حروبا معزولة في مناطق بعيدة من البلاد. وبحسب جوشوا لانديز من مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما وصاحب مدونة «سيريا كومنت» «أجمع المحللون ومنذ أكثر من شهر على أن الأسد يتراجع بشكل كامل باتجاه مناطق يمكنه الدفاع عنها، وهي المناطق التي تمتد من اللاذقية إلى دمشق».
ويمضي لانديز معلقا «كما هو الحال مع سياسات الأسد إلا أن هذا (التراجع) مفعم بالإجراءات الناقصة والمراوغة» مضيفا أن «الأسد وبشكل واضح لم يتخل عن فكرة استعادة الأرض التي خسرها ويظل سيد سوريا أو معظمها على الأقل».
جيش منهك
وكل هذا على خلفية ما حققته المعارضة منذ آذار/مارس من سيطرة على مناطق في إدلب فيما أصبح الجنوب أو معظمه بيد المعارضة التي تحضر للتقدم شمالا نحو دمشق. فيما يواصل تنظيم الدولة الإسلامية تقدمه غربا في اتجاه الطريق الحيوي دمشق- حمص الذي يربط العاصمة مع الساحل السوري.
ويرى بلانفورد أن ما ساعد على تقدم المعارضة هو النقص الحاد في الجنود الذي يعاني منه النظام.
ويعاني الجيش السوري بعد أربع سنوات من الاستنزاف من التعب وأصبح النظام يعتمد بشكل كبير على الجماعات الشيعية المقاتلة مثل حزب الله اللبناني والمقاتلين الشيعة من العراق وأفغانستان وباكستان وميليشيات الدفاع الشعبي. حتى الطائفة العلوية التي تعتبر عصب النظام أصبحت مترددة في إرسال أبنائها للحرب.
ويشير الكاتب إلى ان نظرة إلى خريطة سوريا تظهر المدى الذي أصبحت فيه جبهات القتال التي يرابط عليها الجيش معزولة، وهو ما يفسر تردد الشباب العلوي في الانضمام للجيش والقتال في حرب ميئوس منها وبعيدة عن مناطقهم. فثكنات الجيش في دير الزور والحسكة في شرق سوريا أصبحت محاصرة إما من مقاتلي المعارضة أو تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي الجنوب لم يبق بيد النظام سوى شريط صغير يمتد نحو درعا وسط مناطق تسيطر عليها المعارضة. وفي الشمال لم يبق سوى ممر يمتد مثل الثعبان ليصل إلى مدينة حلب.
ويرى فابريس بالانش مدير الدراسات والبحث المتعلق بالشرق الأوسط والبحر المتوسط في مركز الشرق والمتوسط في فرنسا «لم يعد الجيش السوري قادرا على استعادة كل سوريا.
وأصبح العلويون متعبين من رؤية أبنائهم يقتلون في دير الزور ودرعا بدون أمل في تحقق النصر». ورغم كل هذا فلا يوجد ما يشير إلى أن الأسد أصدر أوامر لجيشه المحاصر كي ينسحب قريبا إلى مناطق النظام ويبدو أنه يتوقع من جنوده القتال حتى آخر طلقة.
ونقل عن دبلوماسي أوروبي في بيروت «لا يبدو أن النظام يضيف دفعات جديدة من الجنود للجبهات التي أصبحت عرضة للمخاطر في المناطق البعيدة عن معاقله ولم يتخل عن الجبهات طوعا أو أمر بسحب القوات».
القتال في كل زاوية
وهذا الموقف منسجم على ما يبدو مع استراتيجية الأسد التي طبقها طوال الحرب الأهلية وهي القتال «على كل الجبهات» والتي نشر فيها قواته في أي نقطة اندلعت فيها الحرب. وهذه السياسة تعطي انطباعا بأنه رئيس دولة موحدة ويسيطر على البلاد.
ولكن جيشه أصبح ضعيفا ولم يعد قادرا على مواصلة تطبيق هذه السياسة وربما لم يتوصل الأسد لهذه الحقيقة المرة بعد. ويعتقد أندور تابلر من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن الأسد ومستشاروه يعتقدون أنهم لا يزالون يسيطرون على كل سوريا والعكس هو الصحيح.
وأضاف أن النظام ينشر قواته على جبهات القتال مثل الروس في ستالينغراد، ويطلب من جنوده القتال حتى الموت. مشيرا إلى أن قدرة النظام على استعادة كامل الأراضي السورية قد انتهت «والجميع يعرف هذا بمن فيهم الإيرانيون».
ويرى الكاتب أن إيران التي تدعم النظام الأسد تدعم فكرة الإنسحاب خاصة أن مصالح طهران في سوريا موجودة في الجزء الغربي من البلاد حيث ينقل من خلالها معظم السلاح لتزويد حزب الله ونظرا لوجود معظم الطائفة العلوية. ويعتقد بالانش أن»استراتيجية الإيرانيين تقوم على بناء دويلة حاجزة بين أرض حزب الله وسوريا السنية».
وبناء على هذه النظرة فهناك إشارات عن قرب إعادة انتشار للقوات الإيرانية ومقاتلي حزب الله. ويرى دبلوماسيون إن معظم هذه القوات تم نشرها فيما يمكن وصفه انقاض دولة. فقد أعيد انتشار قوات حزب الله من الجنوب إلى منطقة الكسوة قرب دمشق. وفي الساحل الغربي يقوم الإيرانيون وحزب الله بتنظيم قوات جديدة تحت مسمى «كتيبة درع الساحل».
وبحسب تقارير غير مؤكدة فقد وصل الشهر الماضي ما بين 10.000-20.000 من الحرس الثوري إلى اللاذقية. وينظر في هذا السياق لعمليات الزبداني كجزء من محاولة دمج القلمون بالدويلة التي ستظهر على أنقاض سوريا الطبيعية.
ورغم وجود إشارات عن تقصير مدى الجبهات إلا أن هناك شكوك حول استعداد الأسد للتخلي عن طموحه باستعادة سوريا قبل 2011. لأن الخيار هنا بين رئيس لسوريا وزعيم إمارة من الإمارات التي ستنهض على أنقاضها.
خوف الأقليات
وتفرض التحولات الجغرافية وتقلص سيطرة النظام عددا من التحديات على الأقليات التي دعمته وربطت وجودها بوجوده. فمقتل عشرين درزيا الشهر الماضي في قلب اللوز من محافظة إدلب على يد مقاتلين من جبهة النصرة أثار قلق الأقلية الدرزية التي لا يزال أفرادها يقاتلون مع النظام فيما يرفض عدد آخر النظام والجماعات المتشددة ويصرون على الدفاع عن أنفسهم.
ويرى تقرير في صحيفة «وول ستريت جورنال» أن تصوير الأسد معارضيه بالإرهابيين والخطر على الدولة نجحت في بداية الحرب بإقناع العلويين والمسيحيين والدروز وحتى الأكراد وبعض السنة بالوقوف مع نظام دمشق. والخسائر الأخيرة له تثير المخاوف من إمكانية سحق هذه الأقليات حالة انهار نظامه. ويقول ريان كروكر، السفير السابق في دمشق وعميد مركز بوش للحكم في جامعة تكساس إي& أم «الأوضاع في سوريا سيئة ولكنها قد تصبح أسوأ».
ويرى كروكر ان ذبح العلويين قد يكون واحدا من السيناريوهات. فمذبحة قلب اللوز أثارت مخاوف عما سيحدث حالة دخل المتشددون إلى مناطق الأقليات.
وفي الوقت الذي عبرت فيه الولايات المتحدة ودول الخليج التي تمول المعارضة السورية عن التزام بسوريا للجميع وحماية حقوق الأقليات إلا أن تعويل أبناء الأقليات على هذا أمر آخر.
وينقل عن عبدالله بوحبيب من مركز عصام فارس في لبنان «لا أعتقد أن أيا منهم يعتقد أن الولايات المتحدة ستنقذهم أو تحسن وضعهم»، مضيفا «لقد تم ذبح المسيحيين في العراق حتى عندما كان هناك 100.000 جندي أمريكي».
وبحسب أرقام وكالة الإستخبارات الأمريكية يشكل السنة نسبة 74% من سكان البلاد اما العلويون فنسبتهم هي 13% والمسيحيين 10% ويشكل الدروز 3% من السكان البالغ عددهم 23 مليون نسمة.
وتقول الصحيفة إن العلويين والمسيحيين لعبوا دورا في نظام البعث الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 4 عقود. وأقام حافظ الأسد وابنه بشار نظاما أمنيا قمع الإسلاميين السنة وأنشأ أجهزة أمنية يسيطر عليها العلويين.
ويمثل تنظيم الدولة تهديدا «وجوديا على الاقليات. وفي الوقت الذي اعتبر فيه أبو محمد الجولاني في مقابلة مع «الجزيرة» أن لا مشكلة له مع المسيحيين لكنه قرن قبول العلويين بتخليهم عن معتقداتهم. وهناك حنق على الأقليات حتى في داخل الجماعات المعتدلة والمدعومة من الغرب. وتنقل الصحيفة عن الناشط غسان الياسين «غالبية الأقليات إما تدعم الأسد أو عارضت الثورة». وأضاف أن «نظام الحكم منذ عام 1963 يقوم على الأقليات ويريدون الحفاظ عليه».
وبالنسبة للعلويين تحديدا فالتهديد حقيقي خاصة أنهم عانوا من خسائر فادحة بسبب قتال أبنائهم إلى جانب النظام.
ويقول التقرير إن العداء للأقليات ليس منحصرا في تنظيم الدولة، فقد سأل المذيع الشعبي فيصل القاسم مشاهديه في حلقة من برنامجه إن كان يجب قتل العلويين وأبنائهم. ويرى لؤي حسين، وهو ناشط علوي فر من سوريا هذا العام أن «دعم العلويين للأسد لن يضعف إلا إذا وجدوا بديلا عنه يطمنهم حول المستقبل». ويضيف «يدعمون النظام لا لأنهم يحبونه ولكن لحماية أنفسهم».
ويقول حسين إن «معظم فصائل الجيش الحر ليست مهتمة بحماية الأقليات وحقوق الإنسان ولا حلفائهم».
العودة لليرموك
وليس الأقليات وحدها هي الخائفة بل اللاجئون الفلسطينيون الذي يعيشون حصارا من النظام مضى عليه أكثر من عامين.
ويبدو أنه كلما تفاقم الوضع في سوريا كلما ساء وضعهم. ومن تبقى في المخيم من سوريين وفلسطينيين يعانون من نقص الطعام والغذاء والكهرباء ولم يتبق لديهم سوى الأمل كما في تقرير لصحيفة « الغارديان».
فسنوات الحصار جعلت بعض السكان يبحثون عن جماليات الحياة بعيدا عن قساوة الواقع. فعبدالله الخطيب أحد المحاصرين يكتب صورة عن الحياة في ظل الحرمان والجوع تعكس جماليات قواعد الحب الأربعين التي وضعها الصوفي جلال الدين الرومي. فلكل شيء جانبان جميل وقبيح. يطلق القناص رصاصته ليقتل شخصا لكنها تخترق زجاج النافذة وتسمح بدخول خيوط الضوء إلى البيت. وفي القاعدة 35 يكتب «في ظل الحصار يكون الجمال شيئا استثنائيا، ابحث عنها ولو عثرت عليها اتركها تمضي وإن لم تجد حاول أن تكون جميلا».
ويقول كاتب التقرير كريم شاهين إن مخيم اليرموك كان يوما ما يعج بالحياة ويرمز لالتزام الأسد بالقضية الفلسطينية تحول اليوم إلى دمار، ويتجول مقاتلو تنظيم الدولة فيما تبقى منه.
والخطيب 25 عاما طالب علم الإجتماع في جامعة دمشق قبل الثورة وكرس نفسه اليوم لتوثيق المخيم ويسهم في تدريب الناشطين والعمل الخيري.
ويقيم اليوم في بلدة يلدا بعد هروبه من تنظيم الدولة الإسلامية ويلاحقه النظام في الوقت نفسه.
وفي مقابلة معه عبر «سكايب» يقول «عندما تفقد الكثير في الحرب والحصار يقسو قلبك ويصبح كالحجر» وهو هنا يتحدث عن رفاقه الذين قتلوا أو اعتقلوا «مع أول فقد تبكي مدة 3 أيام وعندما تفقد الثاني تبكي يومين والثالث يوما واحدا.
أما الشهيد العاشر فتدفنه وتضحك كطريقة للسخرية من الوضع. ويصبح لديك اعتقاد أننا سنموت جميعا ولكن طريقة والمسألة هي متى وطالما بقينا أحياء فيجب أن نواظب على العمل».
ويذكر التقرير أن سكان المخيم وجدوا قضية مشتركة مع بداية الانتفاضة وكلهم عانوا من وحشية دولة الأسد البوليسية.
فرغم حديث الأسد عن دعمه للقضية الفلسطينية إلا أن والده حافظ الأسد قمع الفلسطينيين في أثناء الحرب الأهلية في لبنان ووقف متفرجا ومخيماتهم تحاصر من الميليشيات الشيعية.
تحولات الثورة
وشارك الخطيب وزملاؤه بالتظاهرات ضد النظام إلا أنهم لم ينظموا تظاهرات داخل المخيم ولكن نظام الأسد كان منذ البداية يريد جر الفلسطينيين إلى الحرب ووزع السلاح بطريقة عشوائية وطلب من السكان العمل كقوات فرض قانونية محلية. ثم دخلت قوات المعارضة ردا على هذا وانسحب المقاتلون الذين كان من المفترض أن يدافعون عن المخيم ورد النظام بقصف جوي قتل عددا من اللاجئين.
ومن ثم بدأ يشدد الحصار على المخيم حيث حدد من دخول الطعام والدواء والوقود قبل أن يفرض حصارا شاملا استمر حتى اليوم.
ومنذ ذلك وثق الخطيب وزملاؤه 170 حالة وفاة نتيجة للجوع أضافة لوفاة مصابين بجروح لعدم توفر الدواء. ويعاني ثلثا أطفال المخيم من سوء التعذية. ويقول الخطيب «استخدم النظام كل الأسلحة من الأسلحة المباشرة للقصف والغارات الجوية والصواريخ والأسلحة الكيميائية إلى التجوع والتعذيب» و»لم يتركوا أية وسيلة لتركيع الناس» إلا استخدموها.
وبدلا من الركوع واصل الخطيب العمل وبدأ بكتابة مذكرات الحصار. ويرى أن الحصار هو أسوأ وسيلة اجتماعية للسجن لأنه ليس وسيلة للاستنزاف الجسدي فقط ولكن كوسيلة للاستنفزاف الروحي.
وأطلق الخطيب على مذكراته «قواعد الحصار الأربعون» ونشر منها حتى الآن 36 على صفحته في الإنترنت. وتصف واحدة من القواعد كيف يجب أن يمشي المحاصر فوق الريح لأن كل خطوة يخطوها ربما تسحق شيئا يمكن الاستفادة منه للتغذية. ويتذكر كيف مضت عليهم أيام لا يأكلون إلا الماء المغلي مع البهارات. وكتب «تصبح خلال الحصار فكرة الحصول على فنجان قهوة صعبة جدا».
و«عندما أجلس مع الآخرين لتناول الشاي نشعر بفرحة غريبة».
و«هذا واحد من الأشياء الإيجابية عن الحصار حيث تجعلك تحس بقيمة الأشياء، الشيء البسيط مثل شرب فنجان شاي أو الجلوس لتناول الخبز معا». ويرى الخطيب أن وحشية النظام جعلته يبحث عن الانتقام الشخصي، خاصة بعد مقتل 10 من زملائه. وهذه الوحشية كانت وراء صعود تنظيم الدولة الإسلامية «التطرف يؤدي للتطرف».
ويقول «بدأت الثورة سلمية ورد النظام بوحشية ثم حمل الناس السلاح فشن عليهم الغارات الجوية وظهر مسلحون جدد فاستخدم السلاح الكيميائي ضدهم فأصبح الناس إسلاميون. قتل النظام النساء فانضموا للنصرة. أصبح أكثر تطرفا فأصبح الناس دواعش». وهذا هو أساس القاعدة 34 للحصار «فالاضطهاد يولد التطرف».
ورغم كل هذا فالخطيب لديه أمل فكون أهل المخيم لا يزالون أحياء دليل على النصر «فما دام هناك أناس يرسمون ويعزفون البيانو ويتعلمون فكلها علامات أمل». ولا يزال الخطيب يشعر بالدهشة من الطريقة التي دخل فيها تنظيم الدولة المخيم بالتعاون مع جبهة النصرة.
ويشعر بالحنق من الطريقة التي تصور فيها الانتفاضة في الخارج على أنها صراع بين النظام وتنظيم الدولة «المنظمة السرطانية».
ومن يتعامل مع الأحداث في سوريا من خلال عدسة تنظيم الدولة والتطرف هو شريك في المذبحة ضد الشعب السوري «مخيم اليرموك يموت منذ 3 أعوام».
هلوسة في واشنطن حول شياطين تركب أكتاف «داعش» وجهاز سري ناطق يقول: أقتل أقتل أقتل
رائد صالحة
واشنطن ـ «القدس العربي»: لم تجر أى هجمات إرهابية فعلية في عطلة الرابع من تموز/يوليو «الاستقلال» في الولايات المتحدة مما دفع بعض نقاد الادارة الأمريكية للقول بأنها تحاول اشاعة الخوف فقط كما ثارت تساؤلات حول إعلان مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي عن احباط محاولات متطرفة لقتل أمريكيين بالهام من تنظيم «الدولة» دون الكشف عن اى تفاصيل.
وقد تفاخر أمام وكالات انباء متعددة باعلان القبض على 10 اشخاص خلال الاسابيع الاربعة الماضية وقال بان عمل المكتب ادى لاحباط جهود لقتل الناس خلال عطلة الرابع من يوليو ولكنه لم يذكر تفاصيل عن اهداف او عدد هذه المخططات
وتأتى هذه الانباء بعد تحذيرات من ادارة اوباما حول تهديدات محتملة خلال عطلة نهاية الاسبوع في اعقاب ثلاث هجمات في تونس وفرنسا والكويت كما اصدر مكتب التحقيق الفيدرالي ووزارة الامن نشرة تحذيرية تدعو لليقظة في جميع انحاء البلاد ولا احد يشك في صحة الاعتقالات ولكن التساؤلات ذهبت في اتجاه جدية المؤمرات المزعومة خاصة لانها تعتمد على تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي في حين اضاف كومي ان قدرة المتطرفين على استخدام الانترنت خلقت وضعا لا يمكن التنبؤ به للغاية حيث انه من الصعب التكهن إذا كان هناك بالفعل مؤامرة جدية او كيف سيظهر العنف.
واوضح كومي في محاولة للرد على الانتقادات انه من الصعب فعلا معرفة متى ستتم محاولة قتل شخص ما ولكنك لا يمكن التوقع بان هذا لن يحدث في الرابع من يوليو لان هولاء الناس لديهم رغبة بقتل الناس ولكن لا يمكن الاعتماد على احاديثهم لتحديد موعد الهجمات.
اما اغرب تعليق صدر عن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي فقد كان بلا شك عندما تحدث امام اللجنة القضائية لمجلس الشيوخ حيث قال هناك جهاز ناطق مثل شيطان يركب على اكتاف عناصر داعش يردد كل يوم : «اقتل.. اقتل.. اقتل»، ولكن كومي عاد لاستخدام لغة معقولة في شهادته امام المشرعين بالقول ان الاتصالات المقدمة من وسائل الإعلام الاجتماعي قد خلقت وسائل جديدة للجماعات الإرهابية مثل « الدولة الإسلامية « لإلهام العنف على بعد الاف آلاميال.
واضاف ان القلق الاكبر ينبع من قدرة هذه الجماعات على تشفير الرسائل بطريقة تمنع الحكومة من ايقافها، وهي مخاوف اشار اليها مسؤول أمنى آخر بالقول ان بعض من القى القبض عليهم كانوا يتواصلون مع داعش باستخدام بيانات مشفرة.
العلويون الأسرى من قرية «اشتبرق» في ريف إدلب يحظون بالحرية بعد شهرين من الاعتقال و«الأسيرات العلويات» في الساحل ما زلن في الاعتقال قرابة عام ونصف عام
سليم العمر
ريف اللاذقية ـ «القدس العربي»: خلال الساعات الماضية تمت عملية تبادل في الشمال السوري بين النظام السوري، وتنظيم القاعدة بفرعها السوري «جبهة النصرة»، وأطلق سراح 26 من أهالي قرية اشتبرق العلوية بعد أن تم اعتقالهم على أيدي مقاتلي جبهة النصرة خلال سيطرتهم على مدينة جسر الشغور، وكان الداعية الجهادي الشيخ عبد الله المحيسني قد أكد أنهم يلقون معاملة جيدة عبر صحفته على موقع «تويتر».
من ناحية أخرى روج الإعلام السوري لهذه العملية على أنها نصر وتم على أيدي أبطال الجيش العربي السوري، ونشر العديد من الصور للأسرى على صفحات «الفيسبوك» تظهر استقبالهم من قبل أهاليهم وذويهم.
وفي المقابل أفرجت قوات النظام عن نساء وأطفال تم اعتقالهم مؤخراً، واتخذهم النظام دروعا بشرية خلال عملية انسحابهم من مدينة إدلب، ونشر نشطاء من المعارضة على صفحاتهم أسماء العديد من المفرج عنهم خلال عملية التبادل من بينهم: (نجاح بزي، فادية قبـنط، آيـة العـدل،عائشة صـابرين، نجـاح عنـجراتي).
في سياق متصل ما يزال ملف الأسيرات العلويات المعتقلات منذ شهر أيلول عام 2013 على حاله، دون حدوث أي متغيرات، وجرت محاولات عديدة لإتمام صفقة التبادل بخصوص 20 امرأة، و34 طفلا لكن النظام السوري رفض إشراف الأمم المتحدة، أو هيئة دولية على صفقة التفاوض، وفق ما أكد المسؤولون عن ملف الأسيرات العلويات، وأكد أحد القائمين على الملف أن قوات المعارضة لا تستطيع أن تطلق سراحهن دون مقابل لأن هناك المئات من النساء والأطفال محتجزات في سجون النظام، وأن الجهة التي تشرف عليهن ستتعرض للتخوين والمسائلة في حال أطلق سراحهن دون مقابل، كما أشار المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه لـ «القدس العربي»، أن النظام السوري استطاع تحديد مكان تواجد النسوة والأطفال وقام بقصف المكان الذي يتواجدن فيه أكثر من مرتين، مستغلا قيام النسوة باستعمال الهاتف الجوال للاتصال بأهاليهن ومطالبتهن بالقيام بصفقة التبادل.
وبثت المعارضة في الأشهر الماضية العديد من الصور وتسجيلات فيديو مصورة تظهر الحالة الصحية الجيدة للأسيرات، اللاتي يطالبن في كل مرة الطائفة العلوية بالضغط على النظام السوري لإتمام صفقة التبادل، لكن جميع المحاولات للضغط على النظام باءت بالفشل، ولم يحرز أي تقدم بخصوص إتمام صفقة التبادل.
وكان قسم آخر منهن نال حريته في منتصف العام المنصرم نتيجة عملية تبادل إيرانيين برعاية وإشراف الأمم المتحدة لأول مرة في مدينة حمص، وكان من ضمن الصفقة إطلاق سراح 40 من الأسيرات العلويات المحتجزات في الساحل، ليبقى 20 امرأة و34 طفلا إلى مصير مجهول.
«جبهة النصرة» تعلّق العمل بجباية «الزكاة» في ريف إدلب السورية
ريف إدلب ـ «القدس العربي» ـ من منار عبد الرزاق: أفادت مصادر في «جبهة النصرة» لـ»القدس العربي» أنها توقفت عن جمع أموال الزكاة في منطقة الدانا بريف إدلب، بسبب ما اعتبرته تلك المصادر اللغط الذي أحدثه ما وصفته بـ»اجتهاد شرعي النصرة» في المنطقة.
وقال أبو سليمان المصري أحد شرعيي «جبهة النصرة» لـ»القدس العربي» إن الجبهة لم تتبن رسميا قضية جباية الزكاة، كجماعة، ولكن اجتهد بعض الإخوة في الأمر، شريطة ألا يكون بشكل إجباري للناس، وإن استطاع أن ينسق مع غيره من الفصائل وأهل ضيعته فليفعل، وعلى هذا المبدأ تم الأمر.
وأشار المصري إلى أن الهدف من «جباية الزكاة» كان تعليم الناس فريضة، مع تعليمهم على من تجب، وما هو نصاب الزكاة، وأين مصارفها، فضلا عن عمل سجلات للفقراء والمساكين والنازحين في المناطق التي تجمع فيها الزكاة، ثم توزع على هؤلاء، ويخرج قسم للجان المدنية التي عملت في جباية الزكاة، أو فرغت نفسها لهذا العمل، ويسمون العاملين عليها.
ووفق شرعي «جبهة النصرة» فإنه لم يتم جمع سوى زكاة الزروع، مشيرا إلى أن التجاوب كان كبيرا: «بل جاء الكثير من الناس بزكاة زروعهم، ووزع على المستحقين بطاقات، بعد الحصر جاءوا واستلموا حقهم بالزكاة، في أول يومين من ذلك، ثم تم توزيع الزكاة على 500 أسرة من الدانا وجوارها».
وأشارت مصادر محلية في ريف إدلب لـ»القدس العربي» إلى أن «جبهة النصرة» طلبت من أصحاب المحال، جرد ممتلكاتهم ورؤوس أموالهم من أجل دفع الزكاة، وذلك في عدد من البلدات في ريف إدلب من بينها «حزانو والدانا».
وكانت «جبهة النصرة» وزعت بيانات على أصحاب المحال في بلدة الدانا، تحضهم فيها على ضرورة دفع الزكاة، حيث جاء في البيان: «إلى الأخوة الأغنياء عليكم بإخراج زكاة أموالكم بالتعاون مع لجنة جبي الزكاة في مدينة الدانا، والإسراع بتسجيل أسمائكم ورأس المال لديكم في مكتب ديوان الزكاة في مدرسة بنات الدانا».
كما تضمن البيان عددا من الملاحظات منها: «العروض التجارية، وتؤخذ من رأس المال (بضاعة ـ نقد) وهي مثل محلات (تجارة مواد غذائية جملة ومفرق، مواد صحية وبناء جملة ومفرق، الألبسة جملة ومفرق، الأحذية جملة ومفرق، محلات الصرافة، الذهب أو الصاغة، الصيدليات بالوكالة، الوكالات، تجارة الحبوب، مستودعات الأدوية، الجملة تجارة الأسمنت والحديد، الأكسسوارات، المكتبات، تجارة السلاح، تجارة البيوت).
أما فيما يتعلق بالأموال فقسمت إلى شرائح حسب البيان وهي: الأموال: ذهب وحلي وفضة ونقد، أما الأموال الصناعية: سيارات «شحن ـ برادات»، عقارات متاجرة، مطاعم، ورشات، معامل، تعهدات وبناء، تخرج زكاتها من مجموع ربحها المئوي، بينما لم تطالب الجبهة بإخراج زكاة عن «السيارات الشخصية والمسكن».
«جبهة النصرة» أكدت في بيانها «أنها ستقوم بإحصاء جميع المحلات التجارية، وأصحاب الدخل من الأغنياء ليتم البدء بجني الزكاة منهم وفق الشريعة الإسلامية ولا يجوز إخراج الزكاة دون الرجوع إليهم».
وأثار طلب النصرة من أصحاب الأموال دفع الزكاة ردود أفعال متباينة في المنطقة، حيث أشارت مصادر في حركة أحرار الشام لـ»القدس العربي» إلى أن الأمر لا يجوز لفصيل، حيث أنه موكل بولي الأمر، وهو ولاية عامة، وفي ظل عدم الاستقرار وتعدد الفصائل العاملة، فلا يجوز لفصيل أن يحتكره لنفسه.
بدورها أشارت مصادر في المحكمة الشرعية في البلدة، إلى أن قرار «جبهة النصرة» بفرض الزكاة، لاقى اعتراضا كبيرا من قبل عدد من الفصائل العاملة في المنطقة.
وأشار نشطاء إلى قيام حركة نور الدين الزنكي بجباية الزكاة في بلدة دير حسان في ريف إدلب، الأمر الذي نفاه رئيس المجلس المحلي في البلدة مؤيد منصور، مشيرا إلى أن من قام بجباية زكاة الزروع، هو المجلس وليس الحركة، منوها إلى أن العملية تمت بمؤازرة من قبل كتيبة البلدة.
ورد رئيس المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي محمد السيد على قيام الحركة بجباية الزكاة بالقول لـ»القدس العربي»: «إن الذي قام بجباية الزكاة في دير حسان هو المجلس المحلي، بدون إكراه الناس، وذلك بعد طلب النصرة جباية أموال الزكاة من أهليها، فخيرهم المجلس، ما بين أن تقوم النصرة بجبايتها، أو هو، حيث اختار الناس أن يقوم المجلس بالجباية، وقد ساعدت الحركة بحراسة الحبوب المجناة من الزكاة في المستودعات».
ووفق السيد فإن قرار جباية الزكاة، لو صدر من الحركة، لكان نفذ على جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها، وبالأخص في ريف حلب الغربي.
وأشار رئيس المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي إلى أن الزكاة تُجمع في ظل وجود حاكم مسلم ذي شوكة، لكن هذا لا يعني أن يتخلف أصحاب الأموال عن دفع الزكاة، فهي ركن أساسي من أركان الإسلام وعليهم أن يسارعوا إلى ذلك. ورأى أنه من الممكن أن يتفق الناس على لجنة من العلماء، من أجل إحياء الفريضة في ظل غياب الحاكم، ولا ينفرد فيها فصيل دون غيره.
رؤية رئيس المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي توافقت مع دعوة الشيخ أبو بصير الطرطوسي إلى اجتماع جميع فصائل المجاهدين ــ أو الفصائل الكبرى والمتنفذة منها ــ على تشكيل لجنة، تسمى «لجنة جباية الزكاة»، يشرف عليها ــ على جمع الزكاة، وصرفها في مصاريفها ــ جمع من العلماء والدعاة من أهل الشام، ومن جميع أطراف سوريا، يكون عملهم ملزما للجميع، ويكون الخارج عليهم خارجا على الجميع، وأيما طرف يجمع الزكاة من خارجها يمنع، ويكون مدانا من الجميع.
الزبداني: النظام من القوة الخشنة إلى القوة الناعمة
أنس الكردي
مرّ أسبوع ونيّف على أعنف قصف جوّي وبرّي تتعرّض له مدينة الزبداني، في ريف دمشق الشمالي الغربي، منذ سيطرة قوات المعارضة عليها في عام 2012. ووسط البراميل والألغام المتفجرة والصواريخ الفراغية والمدفعية وقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، تسعى قوات النظام السوري، ومعها عناصر “حزب الله” اللبناني، إلى السيطرة على المدينة المحاصرة من كافة الجهات.
وعلى الرغم من ركام المنازل المدمّرة، وتسوية معظم المباني بالأرض، فإن مقاتلي النظام وعناصر الحزب لم يتمكنوا من إنجاز تقدّم يُذكر، سوى عبر بعض الخروقات، والتي سرعان ما تشهد هجوماً مضاداً لفصائل المعارضة، تستعيد فيه زمام المبادرة والصمود. كما حدث أخيراً في الجبهة الجنوبية من جهة مدرسة الزبداني والفرن الآلي، حيث أفشل مقاتلو المعارضة محاولة للتقدم من قبل جيش النظام و”حزب الله”، وكبّدوهم خسائر في الأرواح والعتاد.
ويبدو أن النظام السوري و”حزب الله” قد أدركا أن “القوة الخشنة” وحدها قد لا تجدي نفعاً، خصوصاً أن هدف المعركة في مدينة الزبداني هو تحسين الصورة عبر نصر إعلامي، هرباً من سلسلة إخفاقات في جرود القلمون وحلب ودرعا وإعادة الثقة ورفع المعنويات. لذا كان لا بد من الإمساك بالعصا من الوسط، واعتماد وسيلة أخرى للسيطرة على المدينة.
وتُوصف “القوة الناعمة” بالقدرة على الجذب والضمّ من دون إكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع، ويتم استخدامها للتأثير على الرأي الاجتماعي والعام وتغييره من خلال وسائل أقل شفافية نسبياً، والضغط من خلال المنظمات السياسية وغير السياسية.
وتتجلّى هذه “القوة الناعمة” بحسب مدير “شبكة سورية مباشر” علي باز، بما “تتداوله صفحات موالية للنظام لصورة أطلق عليها اسم: بطاقة مرور آمن، وسيتم رميها من الجو من قبل الجيش السوري للمسلحين في الزبداني، وهي تُستخدم للمرة الأولى”. ويضيف باز “تشير هذه الصفحات إلى أن جيش النظام وحزب الله سوف يستخدمانها في مدينة الزبداني الاستراتيجية”. ويوضح باز لـ”العربي الجديد” أنه “كُتِبَ على هذه البطاقة: تضمن لحاملها حسن المعاملة والعودة إلى أهله بعد تسوية وضعه لدى الجهات المختصة”.
كذلك كُتبت عليها أيضاً تعليمات عن كيفية الاستسلام لضمان “المرور الآمن” على حواجز قوات النظام والمليشيات المساندة لها، والتي تتمركز في محيط المدينة، وجاء فيها “عند اقترابك من حواجز الجيش العربي السوري تأكّد من عدم حملك لأي نوع من السلاح، اقترب ببطء، ويجب أن يكون محيط صدرك مكشوفاً”. وفي نهاية التعليمات كُتِب على البطاقة: “احمل هذا المنشور بيدك، وضع يدك الأخرى حول رأسك، وأهلاً ومرحباً بك”.
لكن وبحسب العالم السياسي جوزيف ناي، صائغ مفهوم “القوة الناعمة”، فإنه “في عصر المعلومات تُعدّ المصداقية أندر الموارد”، وهذه السمة قد يفتقدها النظام السوري، بعدما خبرته المعارضة السورية على مدار السنين الماضية. لذا قد لا يكون الأسلوب الجديد ناجعاً، بقدر ما يعكس تشبث مقاتلي المعارضة بالمدينة، كونهم أبناءها ويدافعون عن أولادهم وبيوتهم وأراضيهم. ويساعدهم في ذلك طبيعة المنطقة الجغرافية الجبلية، وتأقلمهم مع الحصار لخبرتهم القديمة في حمل السلاح، لسبب كون المنطقة محطة تهريب للبضائع؛ بسبب قربها من الحدود مع لبنان، والتي لا تبعد عنها سوى سبعة كيلومترات.
من جانب آخر، تبحث فصائل المعارضة عن عوامل أخرى للصمود في وجه القوة النارية للنظام و”حزب الله”، فمن جهة تُنسّق مع فصائل وادي بردى لمحاولة قطع مياه نبع الفيجة عن العاصمة دمشق، ومن جهة أخرى توجه نداءات إلى فصائل معارضة أخرى لفتح جبهات جديدة وإشغال النظام، أو المساندة والدعم في الزبداني.
وكان “المجلس العسكري في دمشق وريفها” قد أصدر في الأمس بياناً جاء فيه “إننا في المجلس العسكري في دمشق وريفها نهيب بكل قوى الحراك الثوري في دمشق وريفها. ونخصّ منهم القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية، وعلى رأسها الأخ زهران علوش، بالتكاتف والتضامن في ما تتعرّض له مناطق معينة من دمشق وريفها، وخاصة في الزبداني”.
وذكر البيان أن “المجلس يأمل ألا يقف هؤلاء مكتوفي الأيدي كموقف المتفرّج، وإخوة لهم يتصارعون مع قوى الشر من النظام الأسدي وحزب الله وغيرهم، فلنتصدّ لهم جميعاً ونمنعهم من الاستفراد بإخوتنا في الزبداني والقلمون، وغيرهما ولنعمل على استنزاف العدو وتشتيت قواه”.
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم “المجلس العسكري في دمشق وريفها” أبو الحكم لـ”العربي الجديد”، إن “النظام السوري ومليشيات الدفاع الوطني وحزب الله ولواء ذو الفقار العراقي، هاجموا منطقة الزبداني بكامل قوتهم الصاروخية والمدفعية والطيران المروحي والحربي، وقصفت المدينة الصامدة بأكثر من 700 برميل شديد الانفجار”.
وأشار أبو الحكم إلى أنه “تحت هذا الغطاء الناري تمّت مهاجمة المدينة من أربعة محاور، وتمّ صدّ الهجوم وخسرت القوات المهاجمة عدداً كبيراً من القتلى والجرحى، وفشلت كل المحاولات، كما تمّت دعوة جميع الفصائل لنصرة منطقة وأهل الزبداني بهدف فك الحصار عن الزبداني والتوجه لتحرير العاصمة دمشق”.
وحول لجوء النظام إلى أساليب ناعمة بهدف التأثير على السكان وجرّهم إلى الاستسلام أوضح المتحدث الرسمي أنه “تم إصدار بطاقة مرور آمن من قبل النظام ونشرنا صوراً على صفحاتنا عنها، وسبب صدور هذه البطاقة هو فشل الهجوم العسكري وخسائر النظام وحلفائه”، مؤكداً أن “الشعب السوري جرب هذا النظام عشرات المرة وقد أثبت غدره، ولن يسلم المعارضون أنفسهم”.
من جهته، بيّن أبو عابد؛ عضو المكتب الإعلامي لحركة “أحرار الشام” الإسلامية، أقوى فصائل المعارضة التي تقاتل في الزبداني، لـ”العربي الجديد”، أن “معظم منازل الزبداني غير صالحة للسكن، والصمود في المدينة ليس خياراً، فهو أمر مفروض على أبنائها، فالنظام سلب كل أمل لأبناء المدينة بتدميرها، ولم يعد هناك ما يخسرونه”.
ولفت إلى أن “النظام استخدم القوة الناعمة خلال الأشهر الماضية عبر استمالة بعض ضعاف النفوس للخروج من المدينة ونجح بذلك عند بعضهم، وبعضهم طوّعه في صفوف الدفاع الوطني”. وأوضح أبو عابد أن “المدنيين الذين يتعرضون للقصف في المدينة، طالما يمكنهم عدم المرور على حواجز النظام سيتجنبون ذلك، لأن تعامل الحواجز مع أهل المدينة عنصري جداً ومهين”.
نصرالله: طريق القدس تمر بسوريا!
في يوم القدس عاد الأمين العام لـ”حزب الله” إلى الكلام عن فلسطين. بدأ إطلالته الجديدة بكلمة أشبه بإعتراف: “على مدار السنة كنا مشغولين عن العدو، مشغولين في أماكن أخرى”، قبل أن يسخر كل مواقفه اللاحقة من اليمن إلى سوريا لخدمة هدف مقاومة إسرائيل، ليخلص إلى أن طريق القدس تمر في القلمون وحمص والزبداني ودرعا والسويداء، مكرراً بذلك تجربة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، قبل إنهيارها، عندما رفعت شعار طريق القدس تمر بجونية، وتجربة صدام حسين قبل أعوام من الإجتياح الأميركي، عندما قال إن طريق القدس تمر بالكويت.
وربطاً بقضية “حزب الله”، أي مقاومة إسرائيل، بدأ نصرالله بالإشارة إلى أن “القادة الإسرائيليين، لم يجدوا في الأمة الإسلامية تهديدا لا في الجيوش العربية والإسلامية ولا في قدرتها التسلحية، إلا بعض الإستثناءات وعلى رأسها ايران التي تمثل الوجود الوحيد الذي يهدد اسرائيل التي ترى الآن أن كل ما يجري حولها يخدم مصالحها، ويعبر الإسرائيليون عن سعادتهم لما يجري في سوريا”.
ولترسيخ دور إيران الجوهري في مقارعة العدو، نفى نصر الله وجود “مشروع فارسي”، معتبراً أن “هذه بدعة وخدعة من أجل إبعاد العرب عن حليف ممتاز لهم، وهي أكاذيب يخترعها العلق العربي الفاسد”، أما في سوريا فكرر أنه يجب العمل على إيجاد حل سياسي للأزمة، قائلاً: “إن قناعتي في حال تم تحييد المقاتلين الأجانب، فإن كل السوريين يريدون الحل في بلدهم”، مؤكداً أن “سوريا صامدة وستصمد، ومن معها سيبقى معها، وقد قلنا منذ البداية نحن مع المطالب الشعبية والإصلاحات والمطالب الشعبية والحل السياسي، وأننا ضد تدمير سوريا”، قبل أن يفجر موقفاً من العيار الثقيل عبر قوله: “وإن كنا لا نوافق على مقولة طريق القدس تمر في جونية، لكن فعلياً طريق القدس تمرّ في القلمون وحمص والزبداني ودرعا والسويداء”.
وبالإنتقال إلى الأمور الداخلية، اعتبر نصر الله إن مطالب عون محقة، لا سيما ان هناك من يحاول الإستفراد به باعتبار أن حزب الله مشغول في سوريا، مشيراً إلى ان الواضح منذ أسابيع ان لبنان ذاهب إلى مشكلة، خصوصاً على الصعيد الحكومي، وهنا أكد أن حلفاء عون لم يتخلوا عنه وبالتحديد ما جرى قبل الجلسة وبعد الجلسة، ولا يمكن لأحد تسيير الحكومة من دون موافقة عون وحلفائه.
وكرر نصرالله نفي التخلي عن عون في التحركات الشعبية، مشيراً إلى أن عون لم يطلب ذلك أولاً، لأنه يتفهم طبيعة المهام والمسؤوليات التي يتحملها حزب الله في هذه المرحلة من جهة، ومن جهة ثانية أكد أن تحرك الحزب شعبياً سيضر عون ولن يفيده، لا سيما أنه سيتم خلط من قبل البعض بين هذه المطالب، والقتال في سوريا ومفاوضات النووي وصولاً إلى الحديث عن المؤتمر التأسيسي لتضيع المطالب الأساسية.
وعليه فقد اعتبر نصر الله أنه لا بد من الإتفاق على آلية واضحة لعمل الحكومة، خصوصاً أن أحداً لا يريد تعطيل الحكومة أو إسقاطها، لأن “الجميع يدرك أن إسقاط الحكومة يعني الذهاب في البلد إلى المجهول في ظل هذه الأوضاع الإقليمية”، مضيفاً: “نحن نريد أن تستمر الحكومة بعملها، لكن بعدالة على الرغم من كل الإجتهادات، فلا أحد لديه النية بالتعطيل، والعمل يجب أن يسير بالآليات الصحيحة بما يضمن الشراكة الحقيقية والثقة بين مختلف المكونات.” اما بشأن عمل المجلس النيابي، فأشار إلى أن حزب الله لا يربط بين إنتخاب رئيس للجمهورية والعمل البرلماني، وقد دعا إلى فتح دورة إستثنائية لمجلس النواب، لإطلاق عمله.
وفي الختام اعتبر نصر الله أن الإشكال الأساس اليوم بين “التيار الوطني الحر” وتيار “المستقبل”، لأن هناك من تنصل من وعود كان قد قطعها، ولذلك فبالنسبة إليه من الأجدى هو إطلاق حوار ثنائي بين عون و”المستقبل” كي يتم تسيير البلد، خصوصاً أن لا مجال في البلد لا للإقصاء ولا للإلغاء لأن قدر اللبنانيين هو الشراكة.
الزبداني.. أبعد من نصر حاسم لـ”حزب الله“
علي دياب
حيثما يجب أن نكون.. سنكون”، هو عنوان المرحلة الجديدة في مسيرة “حزب الله” اللبناني، منذ قرر أن يكون تدخله في الوضع السوري علنياً. وفي “يوم القدس” يرابط رجال “المقاومة” على تخوم مدينة الزبداني، فيما يستعد “سيد المقاومة” لإلقاء خطاب “نصر الزبداني المحسوم”، كما روَّجَ له المنشد المستقل علي بركات، وبشكل “عفوي” كعادته، قبيل كل معركة يخوضها الحزب.
يبدو اليوم، أن أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله، بات في وضع لا يحسد عليه، فمن كان يُعدُّ لخطاب ناري حماسي بعد نصر سائغ، صار في حيرة من أمره؛ فمدينة الزبداني الصغيرة، التي أنهكها القصف والحصار على مدى ثلاث سنوات، والسهل المحاط بجبال تملؤها حواجز قوات النظام، أهلها لأن تكون ساقطة عسكرياً بيد الحزب، وصيداً مغرياً للسيد حسن، يعلنه في خطاب “يوم القدس”. وأسبوع واحد كان كافياً لإعلانها منطقة “محررة” من أهلها، كما اعتقد الحزب، ولكن كما يقول المثل الشعبي في الزبداني “حساب السرايا ما زبط مع حساب القرايا”.
وحول ذلك، قال قائد “لواء الفرسان” التابع لـ”أحرار الشام” أبو علي العامري: “لا شك بأن هنالك ترابطاً بين توقيت بدء المعركة وموعد الخطاب، حيث تصور حزب الله أن حسم المعركة سيكون سريعاً، ولكن الواقع يشير إلى أنه تورط في معركة استنزاف ستثقل كاهله بضريبة كبيرة”.
مرّت سبعة أيام على بدء المعركة، بحشد عسكري كبير من ميليشيا الحزب وقوات النظام وميليشيات “الدفاع الوطني” وميليشا “نسور الزوبعة” التابعة للحزب “السوري القومي”، مصحوباً بجسر جوي لا ينقطع بين مطار المزة العسكري وسماء الزبداني محملاً بمئات البراميل المتفجرة والألغام البحرية، والقصف المستمر من الحواجز المحيطة بالمدينة، بالمدفعية الثقيلة وصواريخ أرض-أرض من نوع زلزال. وعلى الرغم من إقحام طائرات السوخوي-24 في المعركة، بصواريخها دقيقة الأهداف، هائلة التدمير، فقد فشلت ميليشيا “حزب الله” قائدة هذه العملية، بتحقيق أي تقدم يذكر. المليشيا غرقت وشركاؤها في تخبط أصبح جلياً على صعد متعددة، أساسها الوضع في أرض المعركة؛ فبعد كل محاولة اقتحام تتحول إلى تراجع وانشغال بسحب جثث المقاتلين بعربات الـ”بي أم بي” الطبية، تاركين وراءهم جثث “الأصدقاء” ذات الأهمية المعدومة. تكرر ذلك في محاور قلعة الزهراء والجمعيات والسلطاني والشلاح، إضافة إلى وقوع عناصر ميليشيا الحزب في الكمائن المتكررة لأصحاب الأرض، حيث يُسمح لهم بالتقدم ليجدوا أنفسهم محاصرين. آخر تلك الكمائن ما حدث في محور قلعة الزهراء، الخميس، حيث تم استدراج عناصر الحزب إلى قصر أبو غازي ومن ثم نسف البناء، ما أسفر عن مقتل 8 عناصر.
وصل التخبط وسوء التنسيق بين القوات المُهاجمة، إلى درجة أن “استراحة الرئيس” -قصر رئاسي صيفي شمال شرقي الزبداني تحول منذ بدء الثورة إلى ثكنة عسكرية- تم استهدافها بالخطأ مرتين، ليومين على التوالي؛ مرة بصاروخ “زالزال” من حاجز الجرجانية، ومرة بصاروخ “كورنيت” موجه، من نقطة “آية الكرسي”، وسُمع تبادل الشتائم بين “الأصدقاء” على قبضات اللاسلكي. إضافة إلى رصد حالتي انفجار لراجمتي صواريخ، أثناء الإطلاق؛ واحدة في قلعة الزهراء والأخرى في استراحة مجلس الوزراء، فضلاً عن النيران الصديقة وخصوصاً من البراميل العمياء التي تنهمر في مساحة جغرافية ضيقة، ما يجعل احتمالات الخطأ كبيرة.
وقد ألقى هذا التخبط في ساحة المعركة بظله على الخطاب الإعلامي، وخاصة بعد اكتظاظ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المحسوبة على “حزب الله”، بنعوات “شهداء الدفاع المقدس” بوتيرة عالية. وبعد أن كان النصر “محسوماً” أصبح الحديث في القنوات غير الرسمية للحزب عن عدم رغبة الحزب في خوض قتال الشوارع في الزبداني، ونيته الاكتفاء بإحكام الطوق. في حين بدأ الحديث عبر هذه القنوات عن سيناريوهات متوقعة، لانسحاب مسلحي المعارضة، وعن تلميح حول مفاوضات غامضة ورد ذكرها في جرائد “الممانعة” المناصرة للحزب. وقد تزامن هذا الطرح مع نشر صفحة “دمشق الآن” المحسوبة على أحد أجهزة الاستخبارات السورية، صورة لورقة “عبور آمن للمسلحين” تعتزم مروحيات النظام إلقاءها على مدينة الزبداني، وذلك في سيناريو كوميدي، لنشر الحدث قبل وقوعه.
وفي السياق ذاته، بث الإعلام الرسمي للنظام تسجيلاً مصوراً لزيارة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد على أيوب، بتوجيه من الرئيس بشار الأسد، إلى الزبداني. في حين أكد شهود عيان من بلدة مضايا، أن هذه الزيارة لم تتعدَ منطقة عين هَدلة، الواقعة شرقي مضايا، والتي تمّ قصفها بالبراميل المتفجرة، تزامناً مع الزيارة، رغم أنها تعتبر منطقة مهادنة، وملاذاً للنازحين من الزبداني، وذلك ضمن خطة للضغط على مقاتلي الزبداني. ورقة المدنيين كانت الأكثر إيذاءاً في يد النظام؛ فمنذ بدء الحملة العسكرية، تعاني مناطق النزوح وخصوصاً مضايا، وبلدة بلودان الواقعة تحت سيطرة النظام، حصاراً غذائياً وحظراً للتجول، وسط انتشار غير مبرر لعناصر ميليشيا “حزب الله” في طرقاتها. وتفيد أخر الأنباء، بحشود كبيرة لميليشيا الحزب في محور المعمورة والجرجانية، حيث اتخذت من المدنيين دروعاً بشرية، تحول دون استهدافها من ثوار المدينة، وذلك في محاولة مستميته لإحراز نصر صغير، يُغطي على عدم القدرة على انجاز نصر كبير.
مدير المشفى الميداني الوحيد في الزبداني، عامر برهان، قال لـ”المدن”: “هزمنا أم انتصرنا، فنحن منتصرون. لم يعد لدينا ما نخسره، فكل من نحبهم هنا تحت هذا التراب أو فوقه. لا تعنينا تسويفات وتبريرات حسن نصر الله، نحن باقون هنا في الزبداني. الزبداني العين التي قاومت المخرز”.
كتائب المعارضة تفشل في اختبار إدارة ادلب
جهاد اليازجي
يبدو، وبعد مضي أسابيع على خسارة النظام لمدينة إدلب، أنّ الفصائل المعارضة فشلت من جديد في اختبار قدرتها على إدارة شؤون المواطنين السوريين فيها بكفاءة. ففي الأيام الأخيرة، ازدادت، بحسب نشطاء في المدينة، حالات سرقة ممتلكات مؤسسات الدولة، وكذلك الممتلكات الخاصة، وعادة ما يتم ذلك تحت ذريعة ما يسمى بغنائم الحرب.
وعلى سبيل المثال، وفي مقابلة مع “راديو الكل” وهي محطة اذاعية محلية للمعارضة، قال السيد غزوان قرنفل، رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار، ان عناصر المجموعات المسلحة التي تسيطر على المدينة، والتي غالبا ما تكون ذات ايديولوجية اسلامية أصولية، قد قاموا بسرقة المئات من السيارات التي تعود ملكيتها لأفراد أو مؤسسات حكومية، كما قاموا بنهب منازل تعود لسكان المدينة وخصوصاً الأثرياء منهم.
يقول نشطاء آخرون، مثل محمد خير واحدي، عبر “فايسبوك” ان الممتلكات العامة المسروقة شملت مخازن مديرية الزراعة في المدينة، وكذلك معدات مكتب الزيتون، وهو الهيئة المسؤولة عن الاشراف على قطاع الزيتون في البلاد. اضافة الى تقارير تفيد بسرقة آلات ومعدات من معمل الغزل في ادلب، وهو معمل ضخم كان يعمل فيه آلاف العمال.
وغدت مناطق أخرى من الشمال السوري، والتي سيطرت عليها مجموعات المعارضة في السنوات الثلاث الماضية، ضحية فوضى منتشرة على نطاق واسع، وكذلك ضحية عمليات النهب والسرقة، فعلى سبيل المثال شهدت مدينة حلب عمليات نهب لمئات المعامل.
ومع ذلك أمل الكثيرون ألّا تتعرض ادلب للمصير نفسه، معلقّين آمالهم على التحذيرات التي أطلقتها مجموعات المجتمع المدني، وعلى تصريحات قادة الثوار، بأنّ الأخطاء نفسها لن تتكرر ثانية. ولكن الفوضى التي تجتاح المدينة تطرح مجددا قضية قدرة المعارضة السورية على ادارة المناطق التي تخرج عن سيطرة النظام.
في نهاية شهر آذار الماضي، وبعد سقوط ادلب، طلب الائتلاف الوطني، وهو المجموعة الرئيسية غير المسلحة في المعارضة، من المجموعات المسلحة تأمين الحماية للممتلكات الخاصة والعامة، والمحافظة على مؤسسات الدولة وضمان استمرار عملها بشكل طبيعي “لنثبت للعالم ان بمقدور السوريين ادارة بلادهم بشكل صحيح”.
علماً أنّ إحدى المشكلات تتلخص في ان تأثير المجموعات المدنية العاملة في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة، سواء كانت في ادلب أو في مناطق أخرى من سورية، هو تأثير محدود في ما يتعلق بإدارة هذه المناطق. وعلى الارض فان تأثير “الائتلاف الوطني” نفسه هو تأثير محدود جدا. وعندما يكون أداء المعارضة جيداً نسبياً كما كانت الحال في حلب حتى نهاية عام 2013 تقريبا، كان النظام يعمل جاهداً كي لا يسمح لهذه التجربة بالنجاح وذلك بقيامه بقصف المدينة بالبراميل المتفجرة مجبراً مئات الآلاف من المدنيين، والمؤسسات التي اسستها المنظمات المدنية، على الهروب بعيداً من المدينة. وقد قام النظام بالامر نفسه في مدينة ادلب، حيث لجأ الى قصف المؤسسات الحكومية بالبراميل المتفجرة مباشرة بعد سقوط المدينة.
حالياً، يقتصر التعبير ضد النهب والسرقات في ادلب بالاحتجاج عبر وسائل الاعلام. ولم يسمع حتى الآن عن احتجاجات في الشارع على ممارسات المجموعات المسلحة. لكن من المحتمل أن يختلف نمط التعبير، مثلما حدث في الغوطة الشرقية حيث شهدنا احتجاجات ضد تجاوزات “جيش الاسلام”.
وبعد مرور ما يزيد على أربع سنوات على انطلاقة ثورة الشعب السوري تستمر أعمال النظام والمجموعات الاسلامية الاصولية في جعل الحياة مستحيلة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، ويستمر بشكل متزايد تراجع حضور القوى التي تمثل فعلياً مصالح الشعب السوري على الأرض.
واشنطن تبحث عن بديل للأسد
بهية مارديني
لقاءات مكثفة بين الأميركيين والمعارضين السوريين
يلتقي معارضون سوريون مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى بشكل مكثف مؤخراً، وسط توقعات أن الادارة الأميركية تبحث عن شريك محتمل أو بديل للرئيس السوري بشار الأسد في ظل خسائر النظام المتزايدة داخل سوريا والمخاوف من سقوط مفاجىء غير مرتب لتبعاته وملء فراغاته داخل دمشق، لكن تبقى الادارة الاميركية وسياستها تجاه سوريا مثار جدل واستغراب وتحفل بالكثير من علامات الاستفهام.
وأشار منذر آقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض في حديث مع “ايلاف” الى أن “الولايات المتحدة لها مواقف مؤيدة لنضال الشعب السوري من اجل الحرية، وهي أكبر مانح للمساعدات بمقدار اكثر من ثلاثة مليارات دولار. وموقفها من الحل في سوريا يتلخص في العمل على الانتقال السياسي نحو هيئة انتقالية حاكمة ذات صلاحيات كاملة بدون الاسد، و ذلك حسب بيان جنيف، و تؤكد على رغبتها في الحفاظ على مؤسسات الدولة عن طريق انتقال منظم للسلطة، وتخشى واشنطن من استيلاء المتطرفين على الحكم في حال السقوط العسكري للنظام. وتتفق تلك المواقف مع طموح الشعب السوري.”
ولكنه قال أننا “مازلنا لا نفهم لماذا تعارض واشنطن تحييد سلاح الجو للاسد و الذي يرتكب المجازر اليومية بالبراميل المتفجرة وغيرها، سواء عن طريق الحظر الجوي او تمرير السلاح المضاد للطيران للثوار”.
الامر الآخر الذي أكد عليه آقبيق “هو أن الأسد ما زال يرفض الحل السياسي ويتمادى اكثر في إجرامه، في الوقت الذي نشاهد شيئا فشيئا تفكك تلك المؤسسات التي تسعى واشنطن للحفاظ عليها نتيجة تمادي النظام في الإجرام والحرب على الشعب”.
والسؤال الذي طرحه “هو هل هناك استراتيجية أميركية لدفع الاسد نحو وقف الحرب والتنحي؟ هذا مع إدراك الأميركيين وحسب تصريحاتهم أن سلوك الاسد هو الذي خلق التطرف في الاساس، وما زال يساعد على نموه”.
من جانبه قال الصحافي والمحلل السياسي ياسر بدوي لـ”ايلاف أن “المعلن أن أميركا تبحث شريك هي فكرة مضللة وغير سياسية لأنها لو ارادت الشريك لوجدته أو عملت من اجل ايجاده “.
ورأى أن “من يبحث عن شريك لا يضع الائتلاف ومعارضين سوريين على قائمة الارهاب ويمنع المعارضة المعتدلة من التخلص من عصابات الأسد فهي ترسل المبعوثين للضغط على الدول الاقليمية لوقف تقدم الجبهات العسكرية ومن يبحث عن شريك لا يتنظر حتى تفنى البلد”.
واعتبر “أن أميركا تتخبط في سوريا بشكل لتخبطها في العراق كان هناك تخبط عسكري وهنا تخبط لا عسكري، وبالتالي سقطت رهانات الرئيس الأميركي باراك أوباما التي اعتمد فيها على الشعوب لتغيير السياسات لانه اعتمد اقصى الانتهازية السياسية عندما تطلب منه تحرم عسكري لحماية الشعوب”.
هذا وفي الفترة الاخيرة انتقد اكثر من معارض سوري السياسات الاميركية تجاه سوريا وكان لافتا تبدل مواقف الائتلاف الوطني السوري المعارض وتصعيد النبرة ضد واشنطن حيث قال الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري وعضو الهيئة السياسية الحالية هادي البحرة إن “المسؤولية في عدم وضع حد لمأساة الشعب السوري على الصعيد الدولي تقع على عاتق الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، فهما مالكتا مفاتيح تفعيل وتعطيل مجلس الأمن”، وذلك كرد منه على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية “جون كيربي”، بإن البنتاغون والجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي لا ترى ضرورة في فرض منطقة آمنة في سورية حالياً.
وأوضح البحرة أن “الوضع الحالي في سورية، بات أكثر تشابكاً مع عدة أزمات دولية وإقليمية، كما أن سورية باتت ضمن مسرح عمليات للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش والذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، والموقع الجغرافي الذي يعمل فيه هذا التحالف يشمل العراق وسورية”.
وأضاف “إن ما زاد الوضع فوضويةً هو دخول هذا التحالف الدولي، بتحالفات مع قوى محلية منها الحكومية ومنها الغير حكومية، وضمن هذه القوى التي تحالف معها، قوى على خلافات فيما بينها، وقوى هي من أصل وجذور المشكلة بل أن بعضها يشارك قوات نظام الأسد القتال داخل سورية ضد الشعب السوري ويرتكب جرائم حرب ضده، كما أن البعض منها ساهم بأعمال ضد القوات الأميركية أثناء احتلالها للعراق وتسبب بمقتل جنود أميركان”.
ولفت الى أن “كل هذه التعقيدات والتشابكات والتحالفات، تؤدي إلى زيادة معاناة الشعب السوري، وإلى المزيد من تدمير بنية الدولة السورية وكيانها، وهنا يجب وضع النقاط على الحروف”، مؤكداً أيضاً على أن هذه الظروف كلها أدت إلى ضعف آليات وقدرات اتخاذ قرارات منفردة من قبل الدول الإقليمية الداعمة للشعب السوري، على الرغم من أن المخاطر الموجودة في سورية باتت تهدد أمن هذه الدول بشكل متزايد”.
براميل متفجرة توقع عشرات الضحايا بحلب
قال ناشطون اليوم إن العشرات سقطوا بين قتيل وجريح جراء إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة على سوق شعبي وتجمع سكني في مدينة الباب بريف حلب.
كما أدى القصف إلى وقوع دمار كبير بالممتلكات في المدينة خاضعة بالكامل لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية منذ مطلع العام 2014.
وقالت شبكة مسار برس إن “أكثر من ثلاثين قتيلا بينهم أطفال ونساء منهم 15 جثة مجهولة الهوية بالإضافة لأربعين جريحا، هي الحصيلة غير النهائية لمجزرة ارتكبتها طائرات النظام المروحية في مدينة الباب بريف حلب”.
من جهتا قالت منظمة إسعاف بلا حدود إن 21 شخصا قتلوا وجرح أكثر من أربعين آخرين في هذا القصف، مشيرة إلى أن الحصيلة غير نهائية حتى اللحظة.
وأظهرت صور بثتها المنظمة جثث الضحايا بالمستشفى الميداني بمدينة الباب، وقد بدت هذه الجثث مشوهة جراء تعرضها للحروق.
كما أظهرت الصور أيضا تلقي بعض المصابين للإسعافات الطبية وإصابة رضيع في رأسه ويديه فيما كست الدماء وجهه وأجزاء من جسمه.
وفي إدلب أعلنت مسار برس عن مقتل طفلين وعدة جرحى إثر غارة للطيران الحربي على قرية معرتماتر بريف إدلب الجنوبي.
ساينس مونيتور: تفكك سوريا لا مفر منه
أشارت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور إلى الأزمة السورية المتفاقمة وإلى الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من أربع سنوات، وحذرت من أن تصبح سوريا دولة مهلهلة في ظل تعنت الرئيس السوري بشار الأسد واستمراره بالقتال.
وأضافت الصحيفة أن حزب الله اللبناني يقود معارك إلى جانب قوات من النظام السوري وقوات إيرانية، وذلك في محاولة لاستعادة مدينة الزبداني بريف دمشق التي يسيطر عليها الثوار السوريون.
وقالت إن هذه الهجمات التي يشنها حزب الله وقوات النظام السوري تبدو متسقة مع خطة للنظام السوري مدعومة من إيران، وذلك لسحب قواته إلى منطقة تعتبر أكثر تحصينا في غرب البلاد.
وأضافت الصحيفة أن محللين يرون منذ أشهر أن تراجع سوريا لتصبح “دولة مهلهلة” يعتبر أمرا لا مفر منه، وذلك في ظل عوامل من بينها تعرض الجيش السوري للإنهاك، والنقص الحاد في المقاتلين الموالين للنظام.
ضغوط وعزوف
وقالت إن من بين تلك العوامل أيضا القيود المفروضة على الموارد الإيرانية، والمكاسب التي حققها الثوار العام الجاري في مناطق متعددة في شمال وجنوب البلاد.
وأشارت إلى أن قوات النظام تواجه ضغوطا شديدة، وأنها تحارب في مناطق معزولة، وأن الشباب من الطائفة العلوية عازفون عن خوض معارك ميؤوس منها بعيدا عن مناطق سكناهم.
وأضافت أن تنظيم الدولة الإسلامية وفصائل المعارضة المسلحة المختلفة تسيطر على مساحات كبيرة في أنحاء متفرقة من سوريا.
وأشارت إلى أن لإيران مصالح إستراتيجية في سوريا تتمثل في الجزء الغربي من البلاد، بما في ذلك خطوط إمداد الأسلحة إلى حزب الله في لبنان، وكذلك في المدن الواقعة على ساحل البحر المتوسط حيث يعيش الجزء الأكبر من الطائفة العلوية.
ونسبت الصحيفة إلى مصادر دبلوماسية أن معظم القوات الإيرانية وقوات حزب الله تنتشر في سوريا في ما يمكن أن يكون “دولة مهلهلة”.
هل فشلت خطة أوباما لتسليح المعارضة السورية؟
عبد الرحمن يوسف-واشنطن
فجر إقرار وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بأن القوات الأميركية لم تدرب سوى ستين مقاتلا سوريا لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية جدلا كبيرا في أوساط الباحثين داخل الولايات المتحدة وخارجها مما زاد من حدة النقاش بشأن نجاعة إستراتيجية الرئيس باراك أوباما ضد تنظيم الدولة.
وقد علق مستشار الجيش السوري الحر أسامة أبو زيد على الخطة الأميركية بقوله “إن برنامج التدريب الأميركي فاشل ولا يوجد في سوريا من سيحاربُ تنظيم الدولة ويتركُ الأسد”.
وبدوره، برر الخبير بالشأن السوري في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أندرو تابلر في حديث للجزيرة نت انخفاض برنامج تدريب المعارضة ليبلغ 60 متدربا حتى الآن بكون دول الجوار الإقليمي والمعارضة السعودية على السواء مستمرون في رفض العديد من شروط البرنامج ولا سيما أهداف البرنامج النهائية المتعلقة بمصير الرئيس بشار الأسد.
وعن إصرار إدارة أوباما على محاربة تنظيم الدولة في سوريا أولا، رغم أن المجندين يرون في نظام الرئيس السوري جذر المشكلة، ذهب تابلر إلى أنه ليس بإمكان القوى المعتدلة، على الأقل في هذه المرحلة، أن تهزم كُلاً من تنظيم الدولة ونظام الرئيس الأسد.
غياب الرؤية
وعن الخطوات الفورية التي يجب على الولايات المتحدة القيام بها لتصحيح الوضع، أشار تابلر إلى أنه على واشنطن أن تفصل تعاطيها مع مشكل تنظيم الدولة في العراق عن الوضع في سوريا إذا كانت تريد فعليا أن تدمر التنظيم.
أما الخبير في الشؤون الأميركية محمد المنشاوي فيرى أن الأمر يعكس افتقاد واشنطن إستراتيجية من أجل محاربة تنظيم الدولة بسبب تعقيدات واختلاف عميق في الرؤى، إذ إن أجهزة المخابرات لديها مجموعات تريد مساعدتها، وهذا لا يتماشى مع تصور وزارة الدفاع (بنتاغون) التي تخشى تسليم أسلحة متطورة للمجموعات المسلحة دون أن تعرف جيدا ولاء هذه القوى في المستقبل.
واعتبر المنشاوي في حديث مع الجزيرة نت أن الخطة الأميركية التي تطمح لتدريب 15 ألف متدرب في خمس سنوات، تمثل عددا ضعيفا جدا مقارنة بالمدة وحجم المهام المطلوبة من المتدربين، موضحا أنه ليس لواشنطن مفهوم واضح لمعنى كلمة “هزيمة” تنظيم الدولة أو الانتصار عليه.
وعربيا يرى المتخصص في الشؤون الأميركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الباحث عمرو عبد العاطي أن “الولايات المتحدة ليس لديها رغبة ولا مصلحة في التخلص من الأسد في ظل الخوف من نظام ما بعد الأسد”.
مخاوف وتحفظ
وقال عبد العاطي للجزيرة نت إن “استمرار الأسد لا يشكل تهديدا للولايات المتحدة ولا حليفتها إسرائيل، فلذا ليس هناك مصلحة من تدعيم قوات لمحاربة الأسد الذي يعد استمراره مصلحة أميركية”.
وأوضح عبد العاطي أن الولايات المتحدة لديها مخاوف بشأن مصير الأسلحة التي قد تسلمها لمن سيحابون تنظيم الدولة، كما أن واشنطن تعتبر أن أزمات المنطقة وانتشار الاٍرهاب من صنيعة دول المنطقة وأن معالجة تلك المشاكل تقع على كتف تلك الدول.
وفي مقابل سيل الانتقادات للخطة الأميركية، أبدى مختار عوض الباحث في مركز التقدم الأميركي، المقرب من الإدارة الأميركية، تحفظا بشأن القول إن البرنامج قد فشل، وعزا تأخر تنفيذه لاعتبارات عدة بينها خضوعه لمعايير صارمة وافتقاد المعارضة لصوت موحد في الموقف الراهن.
وخلص عوض إلى أنه أمام هذا الوضع باتت الولايات المتحدة تركز بشكل أكبر على العراق حاليا فيما تهدف في سوريا للتخلص من تنظيم الدولة من أجل تحسين الموقف التفاوضي مع الرئيس بشار الأسد مستقبلا، عبر تقوية المجموعات المعتدلة المعارضة بحيث ينجز الأمر سياسيا.
المعارضة تشن هجوما مضادا في الزبداني
شنت قوات المعارضة السورية في مدينة الزبداني بريف دمشق هجوماً مضاداً على مواقع في محيط قلعة الزهراء كانت قد خسرتها قبل أيام.
وقد قتل اثنان من قوات النخبة المشتركة بين حزب الله اللبناني والنظام السوري وجرح آخرون إثر معارك كر وفر مع المعارضة المسلحة في الزبداني، حيث تحتدم المعارك لليوم السابع على التوالي.
وقالت مراسلة الجزيرة في ريف دمشق إن قوات المعارضة شنت أمس الجمعة هجوماً معاكساً على نقاط كتلة الأبنية في محيط قلعة الزهراء.
وشهدت الزبداني قصفاً بالطيران الحربي على حي العامرية، مما تسبب في دمار هائل بالمدينة التي تتعرض لقصف يومي بالأسلحة الثقيلة مع احتدام المعارك بين الطرفين.
وتزامن القصف مع محاولة قوات النظام ومقاتلي حزب الله التقدم في محور قلعة الزهراء، حيث تمكنت قوات المعارضة من صد هذه المحاولة وفق مصادرها، في وقت تؤكد فيه مصادر النظام وحزب الله استمرار تقدمها بالمدينة وسيطرتها على نقاط عدة فيها.
من جهة أخرى أشارت شبكة شام إلى أن اشتباكات عنيفة جدا لا تزال مستمرة ولم تتوقف منذ بدأت المعركة في الجهة الغربية للزبداني، كما أن الغطاء الجوي والمدفعي والصاروخي أيضا تواصل على الأحياء السكنية.
وأضافت شام أن مروحيات النظام ألقت براميلها على بلدة مضايا المجاورة والمكتظة بالنازحين، في ما بدا أنه انتقام من المدنيين العزل بعد خسائرهم الكبيرة، حسب المصدر ذاته. كما شن الطيران الحربي غارات جوية على أطراف مدينة دوما المجاورة.
بقية المناطق
وفي حلب شمالا، قالت شبكة شام إن المعارضة المسلحة تصدت أمس لمحاولة قوات النظام التسلل على جبهة قرية باشكوي وقتلت وجرحت عددا من عناصرها، كما أعلنت غرفة عمليات فتح حلب قتلها ثلاثة عناصر من قوات النظام بينهم “ضابط.
وأضافت الشبطة أن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة على قريتي مغيرات الشبلي والخزاعلة وعلى منطقة دوار الجزماتي وحي بني زيد ومنطقة المناشر قرب جسر الحج، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى بين المدنيين. كما شن الطيران الحربي غارة جوية على مدينة دار عزة وبلدة بابكة.
وفي إدلب، شن الطيران الحربي غارات على قرية أورم الجوز استهدفت منطقة الكراج وأدت إلى سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى، كما سقط جرحى جراء غارة على قرية إبديتا. وألقت المروحيات أيضا براميل متفجرة على مدينة خان شيخون، وقصفت المدفعية مزارع المدينة الشرقية.
وفي حمص، أفادت مسار برس بأن تنظيم الدولة الإسلامية تصدى لمحاولة قوات النظام التقدم نحو مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، حيث دارت اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن مقتل وجرح العديد من الطرفين.
في هذه الأثناء، قصفت قوات النظام مدينة تدمر ومحيطها بصواريخ أرض-أرض، مما أدى إلى مقتل مدني ووقوع عدة جرحى، بالإضافة إلى دمار هائل في المنازل.
وفي الريف الشرقي لحمص أيضا، قتل عنصر من قوات النظام خلال اشتباكات مع تنظيم الدولة في محيط جبل الشاعر ومنطقة جزل، وتزامن ذلك مع قصف للدبابات استهدف المنطقة مصدره نقاط تمركز قوات النظام في محيط جبل الشاعر.
عشائر سوريا.. ائتلاف بجناح عسكري ودعم عربي ودولي
عمر أبو خليل-الجزيرة نت
شكّلت مجموعة من شيوخ العشائر السورية في جنيف بسويسرا، نهاية الشهر الماضي، ائتلاف العشائر السورية، ليكون تشكيلاً معارضا يضاف إلى مجموعة التشكيلات الموجودة سابقا والتي تسعى لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وأكد الشيخ عبد الكريم الفحل أمين سر الائتلاف الجديد، والناطق باسمه، أن التشكيل الجديد لن يكون بديلاً عن الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، أو أي مؤسسة معارضة أخرى، رغم الكثير من الملاحظات المسجلة على عملها.
كما أشار إلى أن تشكيل الائتلاف الجديد جاء على يد مجموعة من شيوخ العشائر الذين كانوا قد ذهبوا إلى جنيف أصلاً للقاء المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.
جيش العشائر
وأوضح الفحل، في حديثٍ للجزيرة نت، أن ائتلاف العشائر يضم ممثلين عن غالبية العشائر السورية، وأنه اختار جمال الطحان النعيمي رئيساً له، واتخذ قراراً في اجتماعه الأول بتشكيل جيش العشائر، ويتكون من 15 ألف عنصر.
وأشار إلى أن دولا عربية منها السعودية تكفلت بتسليح الجيش المذكور، كما وعدت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية بدعمه بالسلاح والخدمات اللوجستية.
وأكد أن مهمة الجيش المحدث محاربة النظام السوري حتى إسقاطه، ومن ثم التفرغ لقتال تنظيم الدولة الإسلامية بالتعاون مع كثير من التشكيلات والفصائل المعارضة الأخرى، واعتبر أن هذا الجيش جزءٌ من الجيش السوري الحر.
وكان وفد العشائر السورية برئاسة الشيخ عبد الكريم الفحل، التقى في جنيف بالفترة من 24 إلى 30 من يونيو/ حزيران الماضي مع مسؤولين عرب وغربيين، وبحث معهم دعم ائتلاف العشائر والجيش التابع له، وطلب منهم تأمين غطاء جوي لمحاربة النظام، أسوةً بالغطاء التي توفره للتنظيمات الكردية في قتالها لتنظيم الدولة.
كما التقى الوفد المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وبحث معه الأفكار المطروحة لحل الأزمة السورية، وأشار الفحل إلى أن دي ميستورا طلب من وفد العشائر محاورة النظام، لكن الوفد جدد رفضه للحوار مع النظام، وطالب بإسقاطه ومحاسبته على جرائمه.
ولم يكن هذا النشاط الوحيد الذي قام به وفد شيوخ العشائر، حيث سبق له أن التقى في السادس من الشهر الماضي مع الملك الأردني عبد الله الثاني و”حظيت فكرة الائتلاف الجديد وجيش العشائر بموافقته، ووعد بدعمه بالإمكانات المتاحة”.
الرأي الآخر
في مقابل ذلك، استغرب الشيخ نواف البشير (أحد شيوخ العشائر السورية) عدم دعوته إلى هذه اللقاءات، مشيراً إلى أن الدعوات لها تمت عن طريق الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، ووجهت لقيادات أغلبها من الصف الثاني، لا تملك تمثيلاً واسعاً على الأرض.
وتوقع البشير فشل التشكيل الجديد وجيشه المحدث بسبب إغفال ضم شيوخ عشائر مهمة وفاعلة على الأرض، ولها تمثيل أكبر، على حد قوله.
ورأى أن الولايات المتحدة تعمل بازدواجية واضحة حيث إنها ستقوم في الوقت نفسه بتدريب عناصر عسكرية من الفرقة 31 والجبهة الشرقية بعد عيد الفطر مباشرةً، لمحاربة تنظيم الدولة بغطاء جوي من طيران التحالف الدولي.
ونفى البشير أن تكون هناك نية لاستنساخ مشروع صحوات العراق في سوريا، وتساءل: كيف يمكن للغرب أن يدعم مشروعين مختلفين للعشائر في وقت واحد؟ ولم يجد إجابة سوى أنها محاولة لإفشال مشروع محاربة تنظيم الدولة، وشكك في نوايا واشنطن في قتال التنظيم.
على صعيد آخر، دعا ميشيل كيلو رئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين، وعضو الائتلاف الوطني، إلى اجتماع يعقده مع شيوخ عشائر سوريا بمدينة أنطاكيا جنوب تركيا خلال اليومين القادمين.
وأشار كيلو -في حديث للجزيرة نت- إلى عدم ارتباط الاجتماع المزمع عقده بالتحرك العشائري الأخير، وأكد أنه لقاء مع زعماء لمكّون واسع ومهم بالمجتمع السوري، يهدف لبحث الأفكار المطروحة لحل الأزمة السورية.
دي ميستورا يرفع الاثنين تقريراً عن مهمته في سوريا
الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) – فرانس برس
يتوجه وسيط الأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، إلى نيويورك، الاثنين، كي يرفع تقريراً عن مهمته إلى المنظمة الدولية، بحسب ما أعلن مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق.
وقال المتحدث إن دي ميستورا “سيجري محادثات مع مسؤولين، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ومن ثم في مجلس الأمن”، موضحاً أن الموفد سيرفع “توصياته حول الخطوات الواجب اتباعها مع أخذ محصلة مشاوراته في الاعتبار”.
ويجري الموفد الأممي، الذي عين قبل نحو عام، منذ الـ5 من مايو “مشاورات منفصلة” مع أطراف النزاع في سوريا. والتقى في هذا الإطار مسؤولين في النظام والائتلاف، كما التقى عدداً من ممثلي وسفراء دول المنطقة. كما التقى الأسد في دمشق منتصف يونيو.
وكان من المقرر أن تستمر هذه المشاورات التي جرت في جنيف لمدة أربعة إلى ستة أسابيع، لكن دي ميستورا أعلن مؤخراً أنه سيواصلها في يوليو.
ويعود آخر تقرير قدمه إلى مجلس الأمن الدولي إلى 24 أبريل.
آل الأسد في نعواتهم.. دكتوراه للمُجاهِد العائلي!
العربية.نت – عهد فاضل
تقوم بعض القرى في الساحل السوري بتأسيس نصب تذكاري لقتلى جيش النظام السوري، من خلال وضع مجسّم صخري كبير الحجم مكتوب عليه أسماء القتلى ورتبهم العسكرية. وعُرف أن بعض العائلات فضّلت أن يكون أسماء أبنائها مستقلة عن الأسماء الأخرى، نظراً إلى العدد ونظراً إلى الرغبة بتعظيم اسم هذه العائلة أو تلك، ونزولا عن رغبة العائلات التي أرادت أن تعطي لقتلاها صفة خاصة تميّزهم عن سواهم.
والأخبار من بعض قرى المنطقة تقول إن “المشروع” لم يكتب له النجاح في كل القرى، لأن الأمر “مكلف” ماديا، كما أنه يحتاج إلى متخصصين عارفين بالتعامل في الصخر والبازلت، كما لا يمكن لأي كان أن “يؤسس نصبا تذكاريا” من دون الرجوع إلى الدولة لنيل موافقاتها الأمنية.
وعُرف في هذا السياق أن الدولة تشترط أن يكون النصب التذكاري شاملا لأسماء الجميع، من دون تمييز ومن دون وضع “صفات” خاصة لهذا القتيل أو ذاك، تأميناً “للمساواة” بينهم وعدم تصوير الأمر كما لو أنه “إنجاز عائلي”.
إلا أن هذه الشروط جعلت بعض أبناء العائلات يقارنون ما بين تأبين آل الأسد لموتاهم، وتأبين الناس العاديين لموتاهم، معبّرةً عن غضبها إزاء منع الدولة للعائلات بتأسيس النصب الذي تراه مناسبا وتكتب عليه ما تراه العائلات مناسباً.
خصوصا أن قتلى النظام ماتوا في معارك عسكرية مباشرة مع المعارضة السورية، بينما قتلى آل الأسد، وإن “مات بعضهم” في معركة، إلا أنه “لم يكن نموذجا للبطل” بل كان يدافع “عن جمهوريته في اللاذقية”، كما قالت أصوات احتجاجية هناك.
نماذج من “نعوات” آل الأسد
وفي ظل هذا التباين ما بين رغبة العائلات بتعظيم موتاها، في مقابل شروط النظام بأن يكون النصب عاماً وجماعيا من دون صفات مميزة لقتيل عن الآخر، يقلّب موقع “العربية.نت” بعض أوراق “نعوات” آل الأسد، وما هي الصفات المميزة للموتى التابعين للعائلة وكيف عبّرت العائلة عن “تعظيم” موتاها. وتجمع فيه كل مصادر المنطقة على أن أشهر ثلاث “نعوات”، وهي لفواز الأسد وهلال الأسد ومحمد توفيق الأسد، عبّرت عن “تضخيم” مفرط و”تلاعب بالوقائع” قامت به العائلة “الأسدية” بالنيابة عن موتاها، حتى لو كان الواحد منهم مثلا يعمل في التهريب أو التشبيح وإرهاب الناس أو إن كان قد اشترى شهادة الدكتوراه الخاصة به.
محمد توفيق الأسد.. شيخ الجبل الرهيب
يرد في ورقة “نعوة” محمد توفيق، الشهير بـ”شيخ الجبل”، أنه “المجاهد والقائد والشهيد والبطل والدكتور”، هذا فضلا عن أنه “شهيد الوطن”. وتذكر كل المصادر من داخل مدينة اللاذقية أن “شيخ الجبل” هو أحد أشهر المهرّبين ما بين سوريا ولبنان، وبعض الدول الأخرى. ويؤكد كل العارفين أن مرور “شيخ الجبل” في شارع ما كان يكفي لدب الرعب في قلوب قاطنيه.
وتنقل الأخبار من مدينة اللاذقية، أن “هوس” شيخ الجبل بشهادة الدكتوراه كان سببه امرأة كان يهواها، وهي من قريباته. وهذه الفتاة كانت من عاشقات الفلسفة والأدب الفرنسي، أمّا “شيخ الجبل” فلم يكن على دراية بأي من هذه العلوم الإنسانية والأدبية، فلجأ إلى شراء شهادة الدكتوراه فقط لينال إعجابها. ويؤكد عارفون أنه لم يستطع أن يحظى بقلبها، رغم أنه تعلّق بها، حين كان في “أسوأ أيام حياته سمعةً وأثرا بين الناس” في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، حيث كان اسمه مرتبطاً بكل أنواع الخروج عن القانون.
وكان شيخ الجبل قائدا لمواكب التهريب الضخمة ما بين سوريا ولبنان، ولا يمكن لأي جهة في الدولة إيقاف موكبه، وإن حصل، تتم مجابهة الدورية الأمنية بالنار، فيما يعود أفراد مواكب التهريب سالمين دائماً إلى قراهم في اللاذقية.
قُتل “شيخ الجبل” في منطقته الساحلية. وتدور في الخفاء معلومات عن أن قتله تسبّب به خلافٌ على النفوذ واقتسام “المغانم”. إلا أن ورقة نعوته كتبت بالحرف عنه: “يزفّون اليكم شهيدهم وشهيد الوطن (الشهيد) (البطل) (المجاهد) (الدكتور) محمد توفيق الأسد”.
فواز جميل الأسد.. فشل في الجامعة وعاد بالدكتوراه
فواز جميل الأسد، هو ابن عم رئيس النظام السوري. وحسب كل مصادر المنطقة، كان خبر وفاته خبراً سعد له أبناء اللاذقية وجبلة، بشكل خاص، حيث أن هذا الرجل “فعل الأفاعيل بالناس، منذ فترة الثمانينيات”.
احترقت سيارة فواز الأسد، مرةً في مدينة جبلة، وخرج فواز من تحتها محترقا طالبا العون والإغاثة، إلا أن أبناء منطقة “العمارة” في المدينة تركوه يزحف على بطنه من دون أن يمدوا له يد العون. ويقول شاهد عيان إنه استغرب إحجام أهل الحي عن إغاثته، فقيل له: “لا شفاه الله. هذا الرجل لم يترك رجلا إلا أهانه ولا امرأة إلا أهانها”.
هذه صورة تختصر ما فعله الرجل بأهل المحافظة وعلى كل الصعد، حسب ما تؤكد مصادر المنطقة. أما بالنسبة لشهادة الدكتوراه، فهي مثل شهادة قريبه شيخ الجبل، تم دفع ثمنها، مع أنه، وبحسب كل طلاب كلية الحقوق، فواز الأسد كان يدخل بحراسة خاصة أحيانا لكي يتمكن من “الغش” في الامتحان، إلا أن بعض أساتذة الكلية الشهيرين، كانوا يقفون له بالمرصاد لسنوات، حتى إن بعض الأساتذة كان يصطحب كرسيا ليجلس إلى جانبه منعاً له من “الغش”.
وتؤكد مصادر موثوقة من كلية الحقوق، أن ثمة من قال للدكتور السالف: “يا دكتور رجاء دعه يتخرج في الكلية، ليس من أجله بل من أجل أن تتخلص الكلية من وجوده”! لأن حضوره في الكلية كان عامل رعب وقلق: سيارات مموهة ومعتّمة، حراس بالعشرات لإرهاب المراقبين في الامتحان، هذا فضلا عن أنه “لم يترك عيبا إلا وقام به”، كما تؤكد مصادر المنطقة بالكامل. ومع ذلك فقد ورد بورقة نعوته أنه “المحامي الدكتور”.
هلال أنور الأسد.. “ملِك الرّخام” الذي قتلته المعارضة
يعتبر هلال أنور الأسد من مؤسسي “الدفاع الوطني” الذي تعزى إليه كل أنواع التجاوزات والإهانات التي تلحق بأبناء المنطقة. وهو الوحيد الذي ثبت رسميا أنه قُتل على أيدي المعارضة السورية، حيث تؤكد المصادر أن قتله تم على يد “الكتائب الاسلامية” المقاتلة في كسب.
لعب هلال الأسد كل الأدوار التي أدت إلى “إخماد الثورة السورية” في اللاذقية، من مداهمة بيوت معارضين إلى تهديد أهليهم، مروراً بإعطاء تعليمات لجنوده بنهب أي منطقة يدخلها جيش النظام بعد قتال.
لهلال ابن اسمه سليمان، روّع أهل اللاذقية ترويعا لم تشهده من قبل، خصوصا بعد اندلاع الثورة السورية، وإعطاء رئيس النظام مزيداً من الصلاحيات لأقاربه ليكونوا “جيشه الضارب في مسقط رأسه”. ومن أشهر الملفات المثبتة على “فساد” هلال هي هيمنته على مقالع الرخام في اللاذقية (البدروسية)، ما كان يؤمِن له عشرات الملايين من الدولارات لأنه استولى عليها بوضع اليد وبالنفوذ الممنوح له ومن دون أي مستفيدين سواه.
رغم كل ذلك، وبعد مقتله جاء في ورقة نعوته أنه: “الشهيد القائد المجاهد هلال أنور الأسد الهمّام”.
أكثر من 100 عنصر من قوات الأسد بتدمر في قبضة “داعش“
دبي – قناة العربية
تمكن تنظيم “داعش” من أسر أكثر من 100 عنصر من قوات الأسد في تدمر، حسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية. وجاء ذلك بالتزامن مع غارات جوية مكثفة شنها طيران النظام على ريف المدينة الغربي، حيث سجلت يوم الجمعة أكثر من 150 غارة.
كذلك تجددت الاشتباكات في مناطق عدة في ريف حماة الشرقي، كما جرت معارك في مخيم اليرموك جنوب العاصمة، وتم قصف غوطة دمشق الشرقية، وفق الهيئة العامة للثورة.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين الفصائل المقاتلة من جهة، وعناصر حزب الله والفرقة الرابعة من جهة أخرى في محيط مدينة الزبداني.
براميل “أشد تدميرا” على الباب السورية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل 28 شخصا على الأقل، السبت، في قصف جوي للقوات الحكومية على مدينة الباب، التي يسيطر عليها “تنظيم الدولة” في محافظة حلب شمالي سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “قتل 28 شخصا على الأقل بينهم 19 مدنيا، 3 منهم أطفال، في مجزرة نفذتها الطائرات الحكومية المروحية إثر قصفها بحاويات متفجرة مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي الشرقي”.
وأضاف أن “القتلى التسعة الآخرين مجهولو الهوية حتى الآن”.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن القصف الجوي استهدف سوقا شعبيا في المدينة.
ووفق المنظمات واللجان الحقوقية، يقصف الطيران الحربي التابع للقوات الحكومية المناطق تحت سيطرة الفصائل المقاتلة بالبراميل المتفجرة، وهي براميل أو اسطوانات غاز محشوة بالمتفجرات والمواد المعدنية لا يمكن التحكم بدقة بأهدافها كونها غير مزودة بصواعق تفجير.
وأوقعت تلك البراميل آلاف القتلى في سوريا.
لكن عبد الرحمن أشار إلى أن القصف الجوي تم هذه المرة بحاويات متفجرة أكثر قوة، موضحا أن قدرتها التدميرية “تفوق قدرة البراميل المتفجرة بثلاثة أضعاف”.
وفي محافظة الرقة (شمال)، أفاد المرصد أن طائرات الائتلاف الدولي نفذت فجرا عشر ضربات جوية استهدفت مدينة الرقة، مما تسبب بمقتل قيادي محلي من تنظيم الدولة، وثلاثة مقاتلين آخرين.
ويشن الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن منذ سبتمبر 2014 ضربات جوية تستهدف مواقع التنظيم، تحديدا في شمال سوريا، مكنت المقاتلين الأكراد من طرد المسلحين من مناطق عدة في سوريا.
نصرالله: نقاتل بسوريا لأجل القدس.. والسعودية بلا أفق باليمن.. ونموذج الكويت رائع بالتعامل مع تفجير المسجد بعكس البحرين
بيروت، لبنان (CNN)— قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسبن نصرالله، إن حزبه يقاتل في سوريا في سبيل القدس على حد تعبيره، مؤكدا على أن طريق القدس يمر بالقلمون والحسكة ودرعا وغيرها من المناطق لأنها “اذا سقطت فإن القدس ستسقط.”
وتابع نصرالله في كلمة بيوم القدس، بثها تلفزيون المنار التابع للحزب: “أعلن أننا عندما نقاتل في سوريا نقاتل تحت الشمس وكل شهيد نشيعه هو سقط من اجل سوريا ولبنان وفلسطين.. منذ البداية قلنا نحن مع الحل السياسي في سوريا ولكن ضد سيطرة الجماعات التكفيرية.”
وأضاف: “إن من كان مع سوريا هو معها ونحن كنا معها والآن معها وسنبقى معها.. ويجب أن تستعيد سوريا موقعها حيث أن هناك من ما زال يراهن على سقوط سوريا وانا ادعو الجميع لعدم حساب الايام وعدم الرهان على الوقت لان سوريا صامدة وستصمد.”
وعلى الصعيد اليمني، قال نصرالله: “ماذا تحقق مما أسموه عاصفة الحزم وإعادة الامل سوى الفشل؟ أما آن للنظام السعودي ان يدرك أن حربه على اليمن باتت بلا افق وأن تواصل القصف الجوي لن يسقط ارادة هذا الشعب؟ يبدو أن الحرب السعودية على اليمن باتت بلا اهداف سياسية وان هدفها الوحيد المتبقي الانتقام من اليمن وشعبه.”
وأردف قائلا: “يجب على العالم ان يساعد السعودية للنزول عن الشجرة وليس امام المدافع عن اهله وارضه سوى الدفاع مهما طال العدوان.”
وبين الأمين العام لحزب الله أنه “يدين كل عدوان على المساجد سواء في الكويت والسعودية ولكن يجب التنويه ان الكويت اميرا وحكومة ومجلس امة وقوى سياسية وعلما وسنة وشيعة وعامة الناس قدموا نموذجا رائعا في التعاطي مع هذه الجريمة. بينما في البحرين عندما أطلق التهديد بتفجير المساجد حاول النظام البحريني الاستفادة من هذه التهديدات ومع ذلك الشعب البحريني بوعيه واخلاصه مستمر بحراكه السلمي واليوم بخروجه دعما للقدس أكد وعيه.”
أردوغان: رحّلنا نحو 1300 أجنبي اشتبه بنيتهم الانضمام لداعش.. والتظيم مدعوم من النظام السوري
أنقرة، تركيا (CNN)— قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” مدعوم من قبل النظام السوري الذي يهدف من خلال ذلك إلى كسر مطالب الحرية التي ينادي بها السوريون منذ خمس سنوات.
وتابع قائلا بحسب ما نقلته وكالة أنباء “الاناضول” التركية، شبه الرسمية معربا عن رفضه الشديد لأي تغيير ديموغرافي داخل الأراضي السورية.
وحول تدفق المقاتلين الأجانب إلى داخل الأراضي السورية للانضمام للمجموعات الإرهابية، قال أردوغان إن بلاده قامت “بترحيل أكثر من 1300 أجنبي للاشتباه في اعتزامهم العبور لسوريا للانضمام لصفوف داعش، ومنعت 14 ألفا آخرين من الدخول لتركيا للاشتباه في انخراطهم بأعمال إرهابية.”
تركيا.. اعتقال 21 شخصاً بتهمة بالانضمام لـ “داعش” وتدريب عناصره
إسطنبول، تركيا (CNN)– اعتقلت السلطات التركية 21 شخصاً، من بينهم ثلاثة أجانب باشتباه انضمامهم لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو “داعش”، وفقاً لما نقلته وكالة الأناضول شبه الرسمية، الجمعة.
وقامت شرطة مكافحة الإرهاب بشن أربع هجمات متزامنة في أربع محافظات مختلفة، إذ قامت بشن هجمة على مواقع بإسطنبول ومحافظة كوسايلي، الواقعة شمال غرب البلاد، وميرسين ومحافظة سانليورفا اللتين التي تحد سوريا من الجنوب.
وأشارت الوكالة بأن السلطات اعتقلت هؤلاء الأشخاص للاشتباه بانضمامهم للتنظيم وتوطهم بتدريب الراغبين بالانضمام لداعش.
وقد أصبحت تركيا مركزاً معروفاً للدخول إلى سوريا، وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في حفل عشاء للسفراء الأجانب، الخميس، إن بلاده قامت “بترحيل أكثر من 1300 أجنبي للاشتباه في اعتزامهم العبور لسوريا للانضمام لصفوف داعش، ومنعت 14 ألفا آخرين من الدخول لتركيا للاشتباه في انخراطهم بأعمال إرهابية،” مضيفاً بأن النظام السوري قدم الدعم للتنظيم.
الائتلاف الوطني السوري: رسالة لمجلس الأمن بشأن عدوان الأسد وميليشيا حزب الله على الزبداني
روما (10 تموز/يوليو) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء
أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض أنه وجه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي يدين فيها “العدوان المشترك الذي يشنه نظام الأسد وميليشيا حزب الله الإرهابي على مدينة الزبداني بريف دمشق منذ عدة أيام”، والذي راح ضحيته العشرات نتيجة استهداف المدينة بالبراميل المتفجرة والصواريخ وقذائف الهاون.
ودعا الائتلاف في رسالته مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ “الإجراءات اللازمة لإدانة عدوان ميليشيا حزب الله الإرهابي على الأراضي السورية بأشد العبارات”. وطالب بـ”دعوة الحكومة اللبنانية إلى الالتزام بالاتفاقات الموقعة واتخاذ الخطوات اللازمة لمنع ميليشيا حزب الله الإرهابي من شن هجمات على الشعب السوري من داخل الأراضي السورية أو خارجها”، حسبما أفاد المكتب الاعلامي للإئتلاف
كما ناشد الائتلاف مجلس الأمن بـ”دعم إنشاء منطقة آمنة في سورية لحماية المدنيين والتخفيف من الأضرار الناجمة عن الغارات الجوية العشوائية التي يشنها نظام الأسد بما في ذلك الهجمات بالبراميل المتفجرة”
زعيم حزب الله: الأسد يستعيد زمام المبادرة بعد انتكاسات
من ليلى بسام وسليمان الخالدي
بيروت (رويترز) – قالت جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية يوم الجمعة إن مقاومة الجيش السوري لهجمات كبيرة للمعارضة المسلحة في الآونة الأخيرة تدحض التنبؤات بأن أيام الرئيس بشار الأسد باتت معدودة.
وقال الأمين العام لجماعة حزب الله حسن نصر الله في كلمة بمناسبة “يوم القدس” السنوي لدعم الفلسطينيين إن الجيش استعاد زمام المبادرة منذ أن فقد السيطرة على معظم محافظة ادلب لصالح تحالف لجماعات إسلامية تضم جبهة النصرة التابعة للقاعدة.
ويقاتل حزب الله إلى جانب الجيش السوري.
وقال نصر الله أمام أنصاره في معقل الحزب في الضاحية الجنوبية ببيروت “قبل مدة وجيزة عندما سقطت ادلب قال البعض إن سوريا انتهت وبدأوا بعد أيام .. هم يعدون أيام وأسابيع منذ خمس سنوات.”
وتباطأت فيما يبدو القوة الدافعة التي حقق بها تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات معارضة معتدلة سلسلة من الانتصارات السريعة على الجيش في هجومين كبيرين للسيطرة على حلب في الشمال ودرعا في الجنوب.
وأخفق الهجومان حتى الآن في تحقيق تقدم كبير في مواجهة مقاومة شديدة من الجيش الذي استخدم تفوقه بالقوة الجوية لقصف مواقع المعارضة.
ويتقدم الجيش صوب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسيطرون على مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا حيث تقف القوات الساعية لاستعادة السيطرة عليها على بعد حوالي عشرة كيلومترات.
وقال نصر الله المدعوم من إيران إن الجيش بدأ يستعيد زمام المبادرة في عدد من خطوط المواجهة بما في ذلك في مدينة الزبداني الحدودية القريبة من طريق بيروت-دمشق السريع والتي يقاتل الجيش وحزب الله لاستعادتها. وتسيطر المعارضة السورية على المدينة منذ ثلاث سنوات.
وقال حزب الله “اللي صار في الأسابيع الماضية واضح إن المشهد تغير صمود الجيس السوري والقوات الشعبية في مواجهة الحملات الكبرى في درعا والسويداء والحسكة وحلب وسهل الغاب والآن بدأت تستعيد زمام المبادرة في الزبداني وفي تدمر.”
وبشكل منفصل قال التلفزيون الرسمي السوري يوم الجمعة إن قذيفة مورتر أطلقها تنظيم الدولة الإسلامية تسببت في حريق كبير في مقر حكومي بمدينة الحسكة في شمال شرق البلاد وإن رجال الإطفاء أخمدوا الحريق.
وفي وقت سابق قال مصدر عسكري سوري إن المتشددين فجروا سيارة ملغومة ثالثة في الشطر الشرقي من المدينة. وقال إن هناك خسائر دون أن يذكر تفاصيل.
ولا يزال التنظيم يشن هجمات خاطفة داخل المدينة بعدما طرد من بعض أحيائها عقب هجوم فاشل الشهر الماضي للسيطرة على الحسكة عاصمة المحافظة الرئيسية لانتاج النفط والحبوب في سوريا.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)