أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 14 أيار 2016

 

 

 

 

غارات على إدلب وحلب ونزوح عن غوطة دمشق

لندن، باريس – «الحياة»

قتل وجرح عشرات المدنيين في غارات جوية لم يعرف ما إذا كانت روسية أم سورية، على مدينتي أريحا وإدلب بالتوازي مع معارك في ريف حلب الجنوبي وحركة نزوح عن غوطة دمشق بعد بدء هجوم للقوات النظامية، في وقت استمرت التحضيرات لإنجاح المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا الثلثاء المقبل، وسط أنباء عن عزم «مجموعة باريس» الضغط على روسيا لتوفير الأرضية لاستئناف مفاوضات جنيف قبل نهاية الشهر.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن «طائرات حربية نفذت غارات عدة على مناطق في مدينتي إدلب وأريحا»، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرات المدنيين، وسط أنباء عن أن «الضربات على أريحا استهدفت مركزاً لمنظمة إنسانية ونقطة طبية».

كما شنت قاذفات غارات عدة على بلدة خان طومان في ريف حلب الجنوبي، ومناطق أخرى في بلدة كفرناها وريف المهندسين الأول والراشدين الخامسة غرب حلب، وسط أنباء عن استعداد القوات النظامية والميلشيات الموالية لشن هجوم على بلدة خان طومان الاستراتيجية لاستعادتها من فصائل إسلامية سيطرت عليها قبل أيام.

ولاحظ «المرصد السوري»، «نزوح مئات المواطنين عن مناطق حوش العدمل وزبدين والنولة في القطاع الجنوبي للغوطة الشرقية، إلى مناطق في المدن والبلدات الواقعة في وسط الغوطة الشرقية والبعيدة من محاور الاشتباكات العنيفة التي تدور بين قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين من جهة، وفصائل إسلامية من جهة أخرى، في مزارع زبدين ومزارع حوش العدمل ومنطقة النولة بغوطة دمشق الشرقية». وأوضح أن هذا يأتي في أعقاب «تمكن القوات النظامية من التقدم في مزارع زبدين وفي أطراف حوش العدمل، بالإضافة إلى سيطرتها على أجزاء كبيرة من منطقة النولة».

وفي الجانب الآخر من دمشق، توفي شخصان متأثرين بجروحهما جراء قصف مدينة داريا أول من أمس «بالتزامن مع ترقب دخول (قافلة) المساعدات الإنسانية إلى البلدة والذي تم منعه». وحمّل الصليب الأحمر والأمم المتحدة ولندن الحكومة السورية مسؤولية منع إدخال مساعدات طبية.

ويتوقع أن يكون الملف الإنساني أحد الأمور التي سيبحثها وزراء 21 دولة في مؤتمر «المجموعة الدولية» في فيينا بعد ثلاثة أيام. وقالت مصادر إن محادثات أميركية- روسية وأخرى بين دول غربية وإقليمية يشارك في بعضها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تستمر لتمهيد الأرضية لخروج الاجتماع الوزاري بقرارات في ملفات وقف النار والمساعدات الإنسانية والانتقال السياسي، التي تشكل «الأرجل الثلاث» لطاولة المفاوضات السورية، لاستئناف هذه المفاوضات في جنيف قبل نهاية الشهر الجاري.

وقال مصدر فرنسي رفيع إن هناك احتمالين واردين في المؤتمر، أحدهما أن تمارس دول «مجموعة باريس» التي عقدت اجتماعاً الإثنين الماضي في باريس مع المنسق العام لـ «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رياض حجاب، ضغطاً على روسيا، والقول إن كل ما يحدث في سورية هو خرق للقرارات التي تم اتخاذها في مجلس الأمن وإلقاء المسؤولية على الجانب الروسي. والاحتمال الثاني، وفق المصدر، أن يتحول اجتماع فيينا مجدداً إلى عمل منفرد روسي- أميركي وتفاهم رسمي بين الاثنين تُصادق عليه دول «المجموعة الدولية». وقال المصدر إن باريس تتمنى الاحتمال الأول.

 

مسلحون يقتلون 19 ويحتجزون العشرات بهجوم على قرية علوية في سورية

بيروت – رويترز

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان اليوم (الجمعة) إن معارضين مسلحين قتلوا 19 مدنياً على الأقل -يعتقد أنهم أفراد أسر مقاتلين موالين للحكومة السورية- بعد أن سيطروا أمس على قرية علوية كانت في يد الحكومة بغرب البلاد.

وأوضح المرصد أن «عشرات السكان ما زالوا في عداد المفقودين، إذ يعتقد أن المسلحين احتجزوهم من قرية الزارة التي تقع بالقرب من طريق سريع يربط مدينتي حمص وحماة اللتين تقعان في غرب سورية».

وأضاف أن «المهاجمين ينتمون إلى جماعات بينها أحرار الشام وجبهة النصرة». وتابع المرصد أن «القتلى -وبينهم ست نساء- سقطوا خلال قيام المهاجمين بمداهمة بيوت في القرية». والعلويون في سورية أقلية شيعية ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد.

وأشار المرصد إلى أن «القوات الحكومية وجهت ضربات جوية واستخدمت البراميل المتفجرة في محاولة لاستعادة القرية، ولا تزال تقاتل المسلحين في مكان قريب». ولفت إلى أن «ثمانية مسلحين على الأقل قتلوا، واحتجز المسلحون أيضاً جنوداً حكوميين».

وتقع القرية على مسافة 35 كيلومتراً من حمص وعلى مسافة مماثلة من حماة.

وقاتلت القوات الحكومية وحلفاؤها المعارضة المسلحة حول الطريق بين المدينتين وبلدات في المنطقة كانت من أولى المناطق التي قصفتها الطائرات الحربية الروسية بعد تدخل موسكو في الصراع في أيلول (سبتمبر).

وقال المرصد إن «المسلحين هاجموا الزارة في نطاق هجوم يسمونه الانتقام لحلب»، في إشارة إلى المدينة التي تقع في شمال سورية، والتي قتل فيها العشرات خلال هجوم لقوات متحالفة مع الحكومة في الأسابيع الماضية.

 

قوات النظام وروسيا تقصف “حندرات” بحلب السورية

حلب – الأناضول – تعرضت منطقة حندرات التي تعتبر الممر الوحيد للمعارضة في مدينة حلب، شمالي سوريا، الجمعة، لقصف من قبل قوات النظام السوري والطيران الروسي، بحسب مصادر محلية.

 

وقالت المصادر مفضلة عدم الكشف عن هويتها إن قوات نظام الأسد، قصفت منطقة حندرات بالمدفعية وقذائف الهاون، فيما قصفت المقاتلات الروسية طريق كاستيلو بالمدينة، دون أن يبلغ عن وقوع خسائر بشرية من عدمه.

 

ووفق مأمون خطيب رئيس تحرير وكالة “شهباء برس″ في حلب، فإن “الهدف الوحيد للروس، هو السيطرة على ممر كاستيلو – حندرات، لمحاصرة المدينة”.

 

وقال ان”النظام يشن منذ أيام هجمات مكثفة على المنطقة بدعم من الطيران الروسي”، مؤكداً أن “قوات الأسد، وفيلق القدس (تابع للحرس الثوري الإيراني)، وميليشيات عراقية وإيرانية (لم يسمها)، هاجمت المنطقة الخميس، حيث صدت المعارضة هجومهم وأوقعت بينهم خسائر كبيرة، ما أجبرهم على التراجع″.

 

ووفقاً لمعلومات فرق الدفاع المدني، لقي 200 مدنياً مصرعه جراء الغارات على حلب منذ 21 نيسان/ أبريل الماضي، بينهم 30 جراء قصف مستشفى القدس في حي السكري، منهم 5 من الكادر الطبي، أحدهم طبيب الأطفال الوحيد في مناطق المعارضة بالمدينة،الأسبوع الفائت.

 

هل تُقدم تركيا على تنفيذ عمل عسكري كبير في سوريا؟

محمد الحسين

اسطنبول ـ «القدس العربي»: على ما يبدو أن عملية عسكرية برية سينفذها الجيش التركي لطرد تنظيم الدولة من ريف حلب الشمالي، بات موعدها قريباً، وخاصة بعدما تناقلت وسائل إعلام تركية خبراً عن عملية توغل قام بها عناصر من القوات الخاصة التركية داخل الحدود السورية أخيراً، وصفت» بالنوعية».

وكشفت صحيفة «يني شفق» التركية بعضاً من تفاصيل هذه العملية التي قالت أن مجموعة مؤلفة من 20 جندياً من القوات الخاصة التركية نفذتها، على بعد 13 كم شرقي مدينة «كلس» التركية، وأنه تم خلال العملية تدمير بطاريات للصواريخ تابعة لتنظيم الدولة، إضافة إلى تعيين أهداف، تم قصفها في ما بعد عن طريق طائرات حربية تابعة لقوات التحالف، كما تضمنت العملية استكشاف المنطقة وجمع معلومات، وأن العملية تمت بعد إعلام «الولايات المتحدة وروسيا»، مما يرجح وجود توافق دولي حول مثل هذه العمليات التركية.

العملية النوعية هذه تزامنت مع اشتباكات عنيفة دارت صباح نفس اليوم بين فصائل المعارضة وتنظيم الدولة على محاور «حوار كلس، وحرجلة» القريبة من الحدود التركية، وتمكنت الفصائل من خلالها، قتل ما لا يقل عن 25 عنصراً من التنظيم، وهذا ما أكده ناصر تركماني، الناطق الإعلامي باسم المجلس التركماني السوري.

ويضيف تركماني في تصريح خاص لـ «القدس العربي» أن هجوم فصائل المعارضة جاء ضمن معارك كر وفر، لا تزال متواصلة في ريف حلب الشمالي منذ أكثر من شهر ونصف، وكرد على شن التنظيم عملية عسكرية على أكثر من قرية بغية إعادة السيطرة عليها، وكان الهجوم الأعنف، على محور قريتي «دوديان، وحوار كلس».

ويرى الناطق الإعلامي باسم المجلس التركماني السوري أن «التنظيم يهدف من هجومه هذا إلى السيطرة على المقرات العسكرية ومستودعات الأسلحة التابعة للفصائل، ومن ثم محاولة التسلل باتجاه تركيا لشن عمليات إرهابية في مدينة كلس»، حيث سبق وأن استهدفها التنظيم عدة مرات بالقذائف، وهذا ما يشكل تهديداً كبيراً على تركيا.

التحرك العسكري التركي هذا لاقى ترحيباً في أوساط مختلفة في المعارضة السورية، ويرى فيه المحلل العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال أنه «يأتي في إطار تعويض ما أمكن تعويضه، لوقف موجة الصواريخ التي أقلقت سلطات أنقرة وسببت نقمة لدى الأهالي ودفع ثمنها السوريون المتواجدون هناك بعد موجة غضب انتابت سكان مدينة كلس بعد تحميل السوريين مسؤولية تلك التعديات بحكم وجودهم».

ويضيف رحال «من المؤكد أن تركيا تشعر بالندم الآن على الفرص التي أضاعتها خلال السنوات الماضية لثورة الشعب السوري، حيث كان بإمكانها حينها إقامة المنطقة الآمنة على طول الحدود التركية الجنوبية مع سوريا، وكانت بذلك خففت من ضغوط اقامة «كانتون كردي» على حدودها وقامت بدورها بحماية شعبها من أي هجمات إرهابية كما تتعرض له الآن مدينة كلس ومحيطها».

ويتوقع الخبير العسكري رحال أن «تركيا ومن باب الحفاظ على أمنها الوطني ستكون مقبلة على إجراءات أكبر في الأيام القادمة».

 

على وقع الاندماج مع المجتمعات الأوروبية… بعض العائلات السورية اللاجئة يتفكك والأطفال يدفعون الضريبة

إيلاف قداح

باريس ـ «القدس العربي»: مرت قرابة الثلاث سنوات على بدء موجة لجوء العائلات السورية إلى دول الاتحاد الأوروبي والتي وصلت ذروتها عام 2015 ، ولدى وصول اللاجئين السوريين إلى أوروبا اصطدموا بسلسلة معقدة من الإجراءات القانونية والعادات الاجتماعية التي لم تكن في الحسبان، مساهمة بشكل أو بآخر في تفكك عدد من العائلات وصولاً لحالات طلاق تسجل بين الأزواج وبخاصة المرتبطين منذ زمن طويل وبينهم أطفال .

السيدة لجين سالم ـ وهو اسم مستعار ـ والمقيمة في هولندا تتحدث لـ «القدس العربي» عن تجربة انفصالها عن زوجها بالقول: «الحياة هنا تختلف كثيراً عن تفاصيل الحياة في دولنا العربية، وتعنت زوجي بالتقليل من شأني والتعامل معي بطرق غير لبقة بوجود جيران هولنديين ادى لأخذ فكرة سلبية جداً عن الشعب العربي و السوري تحديداً في استعباد الزوجات هو ما دفعني لفكرة الانفصال».

وتعتقد سالم أن المجتمع الجديد الذي تم الدخول إليه من بابه العريض يجب أن يقابله تغييرات جذرية في أسلوب الحياة الزوجية للتأقلم والاندماج خوفاً من أن يصبح السوري منبوذاً ضمن مجتمعات لا تشبهه أساساً، ولكن هناك حاجة لتغيير السلوكيات ضمنها، على حد تعبيرها.

وتتمنى السيدة الأربعينية أن يكون هناك فهم حقيقي للحياة الغربية من قبل الرجال السوريين من دون التخلي عن القيم والعادات العربية والإسلامية، ولكن يجب تخفيف الأعباء الملقاة على المرأة لأنها حتماً ستصيبها الغيرة من نظيرتها الأوروبية التي تظهر شكلاً بأن حياتها سعيدة ولديها حريتها المطلقة وهي في الواقع تعيش حياة مفككة مليئة بالعقد النفسية أيضا، بحسب قولها.

وفي الجهة المقابلة يروي إسلام الحمد المقيم في بلجيكا لـ «القدس العربي» أسباب انفصاله عن زوجته بالقول: «بصراحة المجتمعات الغربية أثرت سلباً على المرأة السورية وأصبح موضوع الحريات المزعومة مرضاً يجتاح عقلها، وكأنها قبل ذلك لم تكن تتمتع بهامش واسع من الحرية في بلادنا ومجتمعاتنا، فهنا الدروس التثقيفية عن تحرر المرأة وخروجها من ظلمات المنزل والعمل داخل البيت الذي يعتبر بمثابة المقبرة وضرورة مشاركة الزوج في العمل والمصروف أصبحت تدق مسامعي يومياً ما زاد من حجم الفجوة بيننا».

ويرى الحمد أن المرأة عاطفية بتكوينها وتميل بسرعة وتغير قناعاتها، وهذا ما أوصلني مع زوجتي السابقة لطريق مسدود وبخاصة أن هذه القناعات الجديدة لا تشبهنا وان ثقافاتنا مختلفة كلياً.

مع بدء موجات اللجوء بدأ تركيز الناشطين والمنظمات الإنسانية على الشبان لتسهيل اندماجهم مع المجتمع الأوروبي إلا أنهم لامسوا مشاكل أسرية أهم من صعوبات التأقلم للشبان بحسب ما قالت بتول الزعبي الناشطة في الملف الإنساني للعائلات السورية في ألمانيا.

وتضيف لـ «القدس العربي «: «في رأيي حالات الانفصال المنتشرة في أوروبا أساسها تفكك موجود سابقا وليس وليد اللحظة، فالأسر المتماسكة السعيدة تجمع أفرادها ولو فرقتهم الظروف بينما الأسر المفككة تتمزق في غياهب المجتمعات الأوروبية، فمثلاً رجل معقد تعوّد سابقاً على ضرب زوجته واهانتها اصطدم هنا بقانون يسمح للجيران بالاتصال بالشرطة ومقاضاته وإبعاده عن عائلته ، وآخرون تركوا زوجاتهم بحثاً عن المقاهي وفتيات الليل وفي المقابل هناك زوجات تأثرن سلباً بالانفتاح الأوروبي و تقمصن العادات السلبية السيئة ما كان له بالغ الأثر في حالات الانفصال».

وفي السياق ذاته يؤكد الاخصائي النفسي بدر الدين الأحمر لـ «القدس العربي» أن المجتمع السوري بطبيعته يمارس ضغطاً معيناً على النساء لذا يستبعدون الطلاق مهما كانت الحياة الزوجية مستحيلة وذلك مخافة الوصمة الاجتماعية، وحين تبتعد المرأة عن سلطة ذاك المجتمع من الطبيعي أن تتنفس الصعداء وتنفصل، في مقابل جرعة زائدة من الحريات قد لا تحسن التعامل معها فترفع من سقف مطالبها فجأة ما يصدم زوجها وعائلتها.

ويتابع: «المجتمع الأوروبي في تفاصيل حياته الأسرية مفكك يعطي حق وقوة الاستقلالية للأفراد بشكل يسمح للجميع أن يثور على الجميع متى شعر أنه مظلوم والضابط هو القانون الحكومي فقط فلا أعراف تؤثر ولا أديان تضبط ولا وساطات اجتماعية تصلِح ، هذا القانون غير المتوازن يتعامل مع أفراد المجتمع كأنهم في مضاربة بورصة أو شركاء تجاريون ومن الطبيعي أن ينفصلوا عند أي خلاف وليسوا شركاء دم وأبناء عائلة واحدة».

وعن تأثر الأطفال بعمليات الانفصال وتفكك العائلات السورية يجيب الأحمر: «الحاجة لحضن الأسرة المتماسكة والشعور بالأمان والاستقرار النفسي أساسية للطفل ومع فقدانها وعدم تعويضها – برعاية اجتماعية – تُفتح على الطفل أبواب الاضطراب النفسي والسلوكي ويكون أكثر عرضة لأي تطرف من أي نوع يرافقه للمراهقة والشباب ما لم يتم علاجه».

يشار إلى أن الأرقام والإحصائيات الرسمية تشير إلى أن السويد هي أكثر الدول الأوروبية التي ثبتت فيها حالات طلاق بين العائلات اللاجئة حيث سجل أكثر من 100 حالة خلال العام الماضي وبداية العام الحـالـي.

 

كيف أثّرت معارك غوطة دمشق على الصراع في مخيم اليرموك

عبدالله العمري

اسطنبول ـ «القدس العربي»: شهدت مناطق جنوب دمشق تراجعاً ملحوظاً في نشاطات «جيش الإسلام» التي كان يقوم بها في بلدة يلدا لمشاغلة عناصر تنظيم «الدولة»، لتخفيف الضغط عن «جبهة النصرة» التي تخوض معارك ضد التنظيم، وذلك بعد اندلاع المواجهات بين الفصيلين في الغوطة الشرقية مع جيش الفسطاط الي تعد «النصرة» أحد فصائله وفيلق الرحمن منذ اكثر من اسبوع.

وقال مصدر خاص لـ «القدس العربي» من مخيم اليرموك «كان جيش الإسلام قد أرسل تعزيزات إلى مخيم اليرموك لمؤازرة جبهة النصرة منذ اندلاع المواجهات، وقطع تنظيم الدولة كل طرق الامداد التي من الممكن ان تستخدمها المعارضة في بلدة يلدا لدعم جبهة النصرة التي طلبت المؤازرة».

وأضاف، أن هذه الفصائل فتحت عدة جبهات مع تنظيم «الدولة» من جانب بلدة يلدا نفسها، إلا أن الخلافات في الغوطة الشرقية جعلت من «جيش الاسلام» يوقف جبهاته التي يفتحها ليشاغل تنظيم «الدولة»، ولم تعد هناك أي مشاغلة سوى من فصيل «أحرار الشام» لتخفيف الضغط على «النصرة».

وكشف المصدر «أن تنظيم الدولة رفض كل الوساطات والمبادرات لعقد هدنة سواء من الأطراف التي أرسلتهم وخولتهم جبهة النصرة أو من المبادرات التي بادر بها بعض وجهاء المخيم، وقد رفض التنظيم أكثر من خمسة وفود التقت بقياداته التي أبلغتها بأن عقد أي هدنة يعني إعطاء فرصة للنصرة لاستمرار المعركة».

وكان آخر تواصل بين تنظيم «الدولة» و»جبهة النصرة» هو عملية تبادل أسرى، وانتهت مع عودة آخر اسير تابع للتنظيم محتجز لدى «جبهة النصرة»، بحسب المصدر الذي ذكر أن الصراع داخل المخيم تشعب كثيراً بعد دخول عدة فصائل من بينها، «حركة أبناء اليرموك» التي تساند «جبهة النصرة»، و«جبهة أنصار الله» التي دخلت على خط المواجهات لمساندة تنظيم «الدولة».

واختتم المصدر حديثه بالقول: «إن حدة المعارك خفت أخيراً مع بسط تنظيم الدولة نفوذه على غالبية مخيم اليرموك، اضافة إلى مخيم فلسطين، وهو يحاول الضغط ببطء على جبهة النصرة مع مطالبتهم بالاستسلام وقد تسببت المعارك بإحراق المباني المدنية، ويتهم الطرفان بعضهم البعض بحرق المباني، كما أن الصراع بين الطرفين في مناطق أخرى من الشام يغذي الصراع الداخلي هنا، ومن مصلحة بعض الأطراف في يلدا خاصة وجنوب دمشق عامة أن ينشغل تنظيم الدولة مع النصرة وعدم انهاء القتال بينهم حتى لا يلتفت إليهم، وعلى ما يبدو أن يلدا ستكون وجهة التنظيم المقبلة بعدما ساندت فصائلها النصرة وفتحت أكثر من جبهة ضد التنظيم»، على حد قوله.

يذكر أن تنظيم «الدولة» قد سيطر على مخيم اليرموك قبل سنة من الآن بعد أن طرد «أكناف بيت المقدس» اثر اتهامهم بالتنسيق مع النظام السوري ثم تقاسم السلطة في المخيم مع «جبهة النصرة» التي يتقاتل معها الآن.

 

الخارجية الأمريكية تؤكد استمرارها في تثبيت وقف الأعمال العدائية في سوريا مع الروس

تمام البرازي

 

واشنطن ـ «القدس العربي»: بعد انتهاء فترة الـ48 ساعة لوقف الأعمال العدائية في شمال حلب وتجدد الاشتباكات بين النظام السوري وحلفائه من الميليشيات الشيعية والإيرانية، ما هو الموقف الامريكي وماذا تعمل الولايات المتحدة لإعادة فرض وقف الأعمال العدائية؟ تقول اليزابيث ترودوالناطقة باسم الخارجية الامريكية: «اننا نعتبر ان وقف الأعمال العدائية ما زال قائماً لأنه ليس محدداً بزمن معين. ولقد كررنا ذلك مرات عديده. ونعرف ان هناك مناطق يسود فيها العنف وان الهجمات مستمرة في بعض المناطق. ولكن كما أعلنا في بياننا المشترك مع الروس الإثنين الماضي فإننا ما زلنا ملتزمين بوقف الأعمال العدائية وإيجاد المجال للحوار السياسي وعملية الانتقال السياسي».

وعندما سئلت ولكن بعيداً عن الكلام النظري ماذا تقوم به الولايات المتحدة لإعادة فرض وقف الأعمال العدائية في هذه المناطق؟ أجابت ترودو: «ان الولايات المتحدة والإتحاد الروسي يركزان حالياً على تلك المناطق لتثبيت وقف الأعمال العدائية ونبذل الجهود للإستمرار في اجراءات بناء الثقة ونتحدث مع الناس على الارض للإستمرار في وقف الأعمال العدائية والتحرك الىى الامام. واننا مستمرون في التواصل مع العاملين على الأرض في داخل سوريا على مدار اليوم وكل ساعة ضمن هذه العملية التي وضعناها».

وعندما سئلت عما قاله وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو انه لا توجد استراتيجية لتدمير تنظيم «الدولة» وان الاستراتيجية هي قطع متناثرة والكثير منها غير فعّال، وليست لدينا قوة لمواجهة التنظيم ونأمل من بعض المجموعات الراديكاية على الأرض ان تساعدنا ضد تنظيم الدولة؟ أجابت ترودو: «لاأريد ان اعلق على اقوال وزير الخارجية واننا نعتقد اننا أحرزنا تقدماً مهماً كتحالف ضد تنظيم الدولة وبخاصة على الصعيد العسكري في جهودنا في الشهرين الماضيين. ونعتبر تركيا حليفاً للولايات المتحدة».

ولقد تحدث الناطق بإسم البيت الأبيض جوش ارنست حول ذلك وقال: «ان مواجهة تنظيم الدولة ليس أمراً يمكن حسمه بسرعة بل هو مواجهة طويلة الامد ونحن مستمرون يومياً بطردها من الأراضي التي تسيطر عليها. ولسنا في مواجهة عسكرية فقط ضد تنظيم «الدولة» بل نقوم بمنع وصول المقاتلين الاجانب للإنضام للتنظيم ونقطع التمويل ونواجه رسائل التنظيم على الانترنت، ولقد حققنا تقدماً.

 

المعارضة السورية تشكّك باتهامات “حزب الله”… منطقة التفجير محصنة

أنس الكردي

شككت المعارضة السورية المسلحة، اليوم، في اتهامات “حزب الله” لجماعات سمّاها بـ”التكفيرية”، بالضلوع في قتل القائد العسكري مصطفى بدر الدين، مشيرة إلى أن الأخير مطلوب للمحكمة الدولية، وهناك احتمال أن تكون العملية لم تقع من الأساس.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري في دمشق وريفها، أبو الحكم أن “المنطقة التي وقع فيها الانفجار محصنة، وعملية الاغتيال تمت بصورة دقيقة، وإمكانيات لا تملكها فصائل المعارضة، مما ينفي مزاعم الحزب”.

وأشار في تصريحات لـ “العربي الجديد” إلى أن “عملية الاغتيال غير محددة بالزمان والمكان بدقة، ولا يمكن إثباتها إلا بفحص على الجثة”، مبيّناً أن “حزب الله” يعمل بأسلوب أمني، وبدر الدين مطلوب للمحكمة الدولية الخاصة بمقتل الحريري، واحتمال كبير أن تكون العملية غير واقعة”.

كما لفت إلى أن “روسيا تراقب الأجواء السورية وتستطيع بدقة تحديد طريقة مقتله إن كانت صحيحة”، مبيناً أن “مصادر أمنية للمعارضة أكدت وجود خلاف بين بدر الدين والحرس الثوري الإيراني”.

 

بدوره، علّق المرصد السوري على اغتيال بدر الدين، مؤكداً أنه لم يسجل إطلاق قذائف من الغوطة الشرقية على محيط مطار دمشق الدولي منذ أسبوع.

وكان الحزب قد أعلن في بيان مقتضب، أن “الانفجار الذي أدى إلى مقتل بدر الدين، ناجم عن قصف مدفعي للجماعات التكفيرية، مشيراً إلى أن التحقيق بمقتله سيزيد عزمنا على مواصلة قتال العصابات الإجرامية”.

 

الائتلاف السوري: منع مساعدات داريا واستهداف المدنيين”جريمة حرب

أنس الكردي

وصف الائتلاف السوري المعارض، أمس الجمعة، منع النظام دخول قوافل المساعدات الإنسانية التابعة لـالأمم المتحدة إلى مدينة داريا في ريف دمشق الغربي، واستهداف تجمع المدنيين بعد ذلك، بـ”جريمة حرب متعمدة”.

وقال نائب رئيس الائتلاف، موفق نيربية، إنّ “منع قوات الأسد من دخول القوافل الإنسانية إلى مدينة داريا، ومن ثم استهداف تجمعات المدنيين؛ هو جريمة حرب متعمدة، وهي تأكيد آخر على عدم جدية النظام بالدخول بأي مفاوضات”.

واعتبر أن “على مجلس الأمن أن يجد حلولاً بديلة لحماية الشعب السوري، وأن يضع حداً لاستهتار نظام الأسد بالعملية السياسية”، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أنّه “لا يمكن الاستمرار في انتظار قبول النظام طواعية بتنفيذ التزاماته سواء في ما يتعلق برفع الحصار، أو بوقف القتل والقصف، ولا بد من إرادة دولية فعلية، تلجم إجرامه، وتنقذ المدنيين من الانتهاكات والفظائع المستمرة”.

وكان المجلس المحلي في مدينة داريا قد أشار، في بيان سابق، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أبلغت المستشفى الميداني في داريا، الأربعاء الماضي؛ عن نيتها إدخال مساعدات دوائية إلى المدينة المحاصرة، بعد أخذ موافقة النظام على ذلك، دون أن تتضمن مساعدات غذائية، ولكنها تتضمن أدوية ولقاحات وحليب أطفال.

وأشار المجلس، إلى أن الأهالي تجمعوا صباح الخميس في انتظار قافلة المساعدات التابعة للأمم المتحدة، وعند وصول القافلة حوالى الساعة الواحدة بعد الظهر إلى مشارف مدينة داريا؛ تم إيقافها عند حاجز للفرقة الرابعة قرب معمل (آيس مان) للتفتيش، وأصر ضباط النظام على منع دخول حليب الأطفال والأدوية والسماح بإدخال اللقاحات فقط.

وأضاف المجلس، أن الفريق المسؤول عن القافلة أصرّ على دخول المساعدات الدوائية كاملة، واستمر التفاوض بين الطرفين ساعات عدّة دون نتيجة مما أدى إلى إلغاء المهمة بالكامل، وعودة القافلة إلى دمشق حوالى الساعة السادسة والربع مساء، دون دخول أية مساعدات على الإطلاق.

بموازاة ذلك، أكّد المجلس، أنّ قوات النظام قصفت أماكن تجمع المدنيين الذين كانوا ينتظرون دخول قوافل المساعدات إلى المدنية بعدة قذائف هاون، مما أدى إلى مقتل شخصين مدنيين هما أب وابنه، وإصابة خمسة آخرين.

 

ماذا تفعل روسيا بقوات النظام؟

مجد الخطيب

عند الساعة السادسة صباحاً، يومياً، يبدأ عناصر من قوات النظام تدريباتهم في “الفرقة العاشرة” المتمركزة على سفوح بلدة قطنا الواقعة في منتصف الطريق بين جبل الشيخ والعاصمة دمشق. تدريبات لا يُمكن وصفها بالاعتيادية، بحسب جداول التدريب، بل تكتسب أهميتها كونها تتم بإشراف ضباط روس بشكل مباشر.

 

ويتألف الجيش السوري من ثلاثة فيالق، أكبرها “الفيلق الأول” المسمى “فيلق دمشق” ويغطي دمشق حتى هضبة الجولان ودرعا، ويضم الفرق المدرعة 1 و3 و9، والفرق الميكانيكية 5 وألوية مشاة وأفواج قوات خاصة. و”الفيلق الثاني” يتمركز في منطقة الزبداني ويشرف على محيط العاصمة الغربي والحدود السورية-اللبنانية، ويضم الفرق المدرعة 4 و7 والفرق 10 الميكانيكية، وألوية مشاة خاصة وأفواج خاصة. و”الفيلق الثالث” أو “الشمالي” ويغطي منطقة حماه حتى الحدود السورية-التركية والسورية–العراقية، وخط ساحل البحر المتوسط. ويضم كل فيلق عدداً من الفرق والألوية العسكرية.

 

التدريبات انطلقت في 22 نيسان/إبريل، وتوسعت لتشمل عدداً من الفرق في قوات النظام، باختلاف كبير عن بقية التدريبات الاعتيادية. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “المدن”، فإنه منذ بداية آذار/مارس، تم رفع قوائم من “الفرقة العاشرة”، التي تحتوي مركز تدريب لـ”الفيلق الثاني”، بأسماء عناصر قوات النظام ورتبهم وتوصيفهم الميداني (الاختصاص والدورات العسكرية التي خضعوا لها) إلى القيادة العسكرية في وزارة الدفاع. وبعدها تم إعداد دورة تدريبية عسكرية لـ500 عنصر، على كافة الاختصاصات باستثناء السلاح الجوي.

 

وتضم الدورة مجندين وصف ضباط وضباط من “الفرقة العاشرة” و”الفرقة 14″ و”اللواء 18″. وتتزامن هذه الدورة العسكرية الخاصة، مع أخرى تشارك فيها “الفرقة الخامسة” و”الفرقة التاسعة”، ومركزهما درعا، بالإضافة إلى “الفرقة 15” ومركزها السويداء. كما أقيمت دورة لكل من “الفرقة الأولى” و”الفرقة 11″ و”الفرقة السادسة” من “الفيلق الأول”، واستثنيت منها “الفرقة الرابعة” الشهيرة، والتي يقودها ماهر الأسد.

 

وبحسب معلومات “المدن” فإن كل دورة في الفيالق الثلاثة، تضم 500 عنصر. وفي “الفرقة العاشرة” حضر 6 ضباط روس مع مترجم-ضابط سوري، لكل منهم. وراقب الضباط الروس اللياقة البدنية لعناصر قوات النظام الخاضعين للدورة، بالإضافة إلى دروس الانضباط، وأشرفوا بشكل مباشر على دروس الرمي والمناورات والتكتيك.

 

التغيّر الأبرز في هذه الدورات، هو في دروس “التوجيه السياسي” خلال الاجتماعات الصباحية، التي بدت مغايرة لما هو مألوف لدى قوات النظام. فلطالما ركزت الدروس على الشعارات الجوفاء، أو  طروحات عن التضليل الإعلامي والمؤامرة التي تتعرض لها سوريا. دروس التوجيه السياسي الجديدة، بإشراف روسي، بدأت تروج أن الجندي هو الشخص المقدس في سوريا، فهو من يتوجب عليه حماية الشعب، لذلك فعليه أن يتحلى بدرجة كبيرة من المسؤولية، وعلى الجنود أن يمتثلوا لتعليمات قياداتهم العسكرية التي يجب أن يكون همّها حماية البلد، وإرساء حالة الأمن والأمان من دون الانهماك بالصراعات السياسية الدائرة. فقوة المؤسسة العسكرية بحياديتها. وتمّ استبدال الهتافات التي يرددها الجنود، خلال هذه الدورة في دروس الانضباط، من “بالروح بالدم نفديك يا بشار” إلى “بالروح بالدم نفديك سوريا”، وهذه سابقة داخل المؤسسات العسكرية التي لازالت إلى الآن لا تردد كلمة سوريا إلا ويرافقها “الأسد” كنسبة لصيقة بها. ورافق الدورة تصوير من قبل فريق إعلامي روسي، لم يعرف اذا كان تابعاً للجيش الروسي، أو لقناة إعلامية روسية ما.

 

ونقل بعض الجنود عن الضباط الروس، أنه يتوجب عليهم البقاء في حالة جاهزية قصوى بانتظار تعليمات قياداتهم العسكرية، وأن هذه الدورات هي لإعادة انعاش الجنود في جيش النظام، ولا تهدف في الوقت الحالي إلى مشاركتهم بأي أعمال قتالية، أو إرسالهم إلى جبهات جديدة للقتال. كلام الضباط الروس بحسب مصدر “المدن”، زرع الطمأنينة في قلوب الجنود الذين ينفذون خدمتهم العسكرية الإلزامية في مناطق هادئة نسبياً، ولا يشتركون في أعمال قتالية هجومية مباشرة. فلن يتم زجهم في جبهات القتال المشتعلةـ بعدما سرت شائعة بإن هدف هذه الدورات هو تأهيل كوادر لتعزيز جبهة حلب، التي تشكل رعباً لجنود النظام، بحسب الشهادات التي حصلت عليها “المدن”.

 

ورافق هذه الدورات حالة من الاستياء، بعد التضييق الذي تعرض له الجنود الذين يخضعون للدورة، نتيجة سحب بطاقاتهم العسكرية، لتقييد حركتهم، فلم يعودوا قادرين على مغادرة قطعاتهم العسكرية من دون أوراقهم الثبوتية، وفي حال المخالفة سيعرضون أنفسهم للمساءلة والاعتقال من قبل الحواجز الأمنية. ويهدف هذا الإجراء إلى منع الجنود الذين يخضعون لهذه الدورات، من مغادرة أماكن خدمتهم العسكرية، من دون إجازة رسمية من قبل قياداتهم، بغرض تحقيق أكبر قدر من الانضباط.

 

وشكّلت هذه الدورات فارقاً عن سابقاتها خلال السنوات الخمس الماضية، والتي كانت بإشراف ضباط إيرانيين، في معسكرات متواجدة في القنيطرة ودرعا. وكانت الدورات الإيرانية ذات طابع هجومي، تركز على الأمور العسكرية من خلال دروس الرمي والتكتيك، والتعامل مع العدو بكافة أنواع الأسلحة. في حين بدت الدورات الروسية أكثر إعتماداً على الانضباط والتنظيم والتركيز على دروس التوجيه السياسي، الغائب تماماً عن الدورات الإيرانية السابقة.

 

وبينما كان التعامل أكثر مرونة بين قوات النظام والضباط الإيرانيين الذين كان معظمهم يجيد اللغة العربية، فالضباط الروس لا يمكن التعامل معهم إلا من خلال المترجم، ما يُشكل صعوبة في التواصل. كما أن الدورات الإيرانية كانت تهتم بلباس الجندي وطعامه، بحيث يقدم لكل مقاتل وجبات من الأطعمة الجاهزة تحتوي على اللحم، في حين بقي الطعام ذاته في دورات الضباط الروس، الأمر الذي شكّل استياءً عند الجنود بسبب تدني مستويات الطعام وقلته، كحال بقية القطع العسكرية في قوات النظام.

 

الدورات التي أقامها الإيرانيون، غالباً ما كانت تستقطب الجنود العلويين، بشكل رئيسي، ومن ثم المجندين من الأقليات، وسط استبعاد للجنود من الطائفة السنية، خاصة من تعود أصوله إلى مناطق ثائرة على النظام. في حين أن الدورات التي يقيمها الروس تحظى بنسب متساوية بين السنة والأقليات.

 

البصمة الروسية المباشرة داخل قوات النظام، كانت قد بدأت بعد أسبوع من التدخل العسكري في سوريا، في 30 أيلول/سبتمبر 2015، وبدأت بإعادة هيكلة مليشيا “الدفاع الوطني” في المنطقة الشمالية. وتلك المليشيا كانت مشروعاً إيرانياً. وعملت روسيا على إعادة هيكلة المليشيا في ما يعرف بـ”الفيلق الرابع هجوم”، بحسب ما أعلن رئيس “الهيئة العليا العسكرية” علي عبد الله أيوب، في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2015. إلا أن المشروع الروسي لم يُستكمل، وبقيت مليشيا “الدفاع الوطني” مستقلة، برعاية إيرانية.

 

ثلاثة أسابيع على اقتتال الغوطة المستمر

عمر بهاء الدين

شهد فجر السبت تجدداً للاشتباكات بين فصائل الغوطة المتحالفة “فيلق الرحمن” و”جبهة النصرة” و”لواء فجر الأمة” من جهة، وبين “جيش الإسلام” من جهة أخرى، فيما تستمر “حركة أحرار الشام” بالتزام الحياد.

 

وأكد ناشطون في بلدة مسرابا اندلاع الاشتباكات بين الطرفين قرب بلدة مديرا المجاورة، من دون أن يستطيعوا تحديد الجهة التي بدأت الهجوم، مع تراشق الاتهامات من الطرفين حول تحمل اندلاعها.

 

وقد كانت “اتفاقية التهدئة” التي قبل بها “جيش الإسلام”، و”فيلق الرحمن” نيابة عن حلفائه، حددت نهاية الخميس لتنفيذ البند الأول فيها، المتعلق بسحب “جيش الإسلام” لقواته من مسرابا، واستبدالها بالشرطة المدنية، وعدم السماح لأي فصيل آخر بدخولها. وقد أصرّ أهالي مسرابا على أن تكون هذه أولى الخطوات لأنهم أكثر المتضررين من تحول بلدتهم إلى ساحة قتال.

لكن “جيش الإسلام” لم يقم بسحب قواته مخافة أن يقوم الطرف الآخر باستبدال تنفيذ بقية الخطوات بهجوم على مدينة دوما، معقل “جيش الإسلام”، التي تقع خلف خطوط بلدة مسرابا.

 

ومع الانهيار غير المعلن لاتفاق التهدئة، قام وفد من القوى المدنية، الجمعة، بزيارة قائد “فيلق الرحمن” النقيب عبد الناصر شميّر، لتدارك خطر انقطاع الحلول السلمية. ووافق شميّر على أن تُشكّل القوى المدنية “لجنة مفوضة لإيجاد أرضية مشتركة للحل في القضايا العالقة”. ولم يمنع ذلك اندلاع الاشتباكات بعد ساعات من قيام القوى المدنية بزيارة قادة “جيش الإسلام”. ما يؤكد المزاج العام لدى أهالي الغوطة الذين لا يعتقدون بإمكانية وجود حل سلمي للاقتتال.

 

فـ”فيلق الرحمن” يصرّ على وجوب تسليم “جيش الإسلام” المتهمين بملف الاغتيالات، فيما يصرّ “جيش الإسلام” على اعتبار بداية الاقتتال “بغياً عليه”، ويطالب بتسليم من أفتى بشرعية قتالهم، ويجنح إلى استعادة هيبته بالقوة.

 

وقد أعلن المتحدث باسم “فيلق الرحمن” الجمعة أنّ جهود اللجنة المفوضة أوصلت مبدئياً إلى اتفاق على عملية إطلاق سراح للمعتقلين من الطرفين ستتم على دفعتين. الأولى تشمل العاملين في المؤسسات المدنية والعسكريين الأفراد، والدفعة الثانية القادة والأمنيين، بعد تطبيق الاتفاقية الموقعة بين الطرفين والقاضية بالانسحاب من مسرابا. ومن غير المعلوم بعد إذا ما كانت الاتفاقية ستظل قائمة بعد الاشتباكات الأخيرة.

 

وقد نشر مؤيدو “جيش الإسلام” في مواقع التواصل الاجتماعي بياناً، الجمعة، يصفون فيه “فيلق الرحمن” بفيلق “الإجرام”، ويتهمونه باعتقال 700 مقاتل من “جيش الإسلام”، وحرمان جبهات قتال النظام منهم. وردّ إعلاميو “فيلق الرحمن” بأنّ هؤلاء ليسوا مقاتلين، ولكنهم الأمنيون الذين ينتشرون بين المدنيين ويكتبون فيهم التقارير ويراقبون عناصر الفصائل الأخرى. وجزء منهم كان في القوة التي جهزها “جيش الإسلام” لمهاجمة مقرات “فيلق الرحمن” في زملكا.

 

وقد تعرضت بعض جبهات القتال مع النظام إلى خلل بسبب الاقتتال الداخلي الحاصل، وأهمها جبهة دير العصافير التي انسحبت كل قوات “جيش الإسلام” منها، ما استدعى قيام بعض أهالي دير العصافير بتولي جزء من ذلك الشاغر، فيما تكفل “فيلق الرحمن” بالبقية. لكن ذلك لم يحل دون تقدم قوات النظام، الأربعاء، قبل أن يشن “الفيلق” الخميس هجوماً مضاداً استعاد فيه ما تمت خسارته.

 

وفيما يستمر تقسيم الغوطة ونصب الحواجز وشلّ الحياة العامة بين مختلف مدن الغوطة وبلداتها، فإن مزاج إحباط يخيم على أهالي الغوطة بسبب هذا الاقتتال. ومع استمرار المظاهرات المنددة به، ضجّت أغلب منابر خطباء يوم الجمعة بالتحريض على أحد الطرفين.

 

ويعتقد كثيرون أن الاقتتال سيستمر لأشهر طويلة، بسبب عدم تسليم “جيش الإسلام” بالأمر الواقع الذي حجّمه في مدينة دوما وبعض البلدات المحيطة بها، بعدما كان يبسط سيطرته على كامل الغوطة الشرقية. كما أن “فيلق الرحمن” وحلفاءه لن يقبلوا بعودة “جيش الإسلام” وفروعه الأمنية إلى المناطق التي طردوه منها. ولا يبدو أن حلاً سلمياً سريعاً لأهم القضايا العالقة بينهما، يمكن إيجاده بسهولة.

 

حلب: المعارضة صامدة في وجه النظام والمليشيات

خالد الخطيب

بعد ساعات من انتهاء التمديد الثاني للهدنة في حلب بين قوات النظام والمعارضة، ليل الأربعاء/الخميس، شنّت قوات النظام والمليشيات عمليات عسكرية برية بشكل متوازٍ من أربعة محاور، فشلت جميعها، وكلفتهم أكثر من خمسين قتيلاً، منهم الكثير من “الحرس الثوري” الإيراني والمليشيات الشيعية الأخرى.

 

وكانت أعنف الهجمات في مخيم حندرات في الضواحي  الشمالية، بالقرب من الكاستيلو، التي بدأت فجر الخميس، بتقدم قوات النظام مدعومة بمليشيا “لواء القدس” الفلسطيني، نحو المخيم وسيطرت فعلياً على خمس كتل ومواقع عمرانية فيه، بعدما مهدت لدخولها بقصف مكثف بالأسلحة الثقيلة وبدعم جوي من قبل الطيرانين الحربي والمروحي.

 

وماهي إلا ساعات قلائل حتى تمكنت المعارضة الحلبية، من “حركة نور الدين زنكي” و”الجبهة الشامية” و”فيلق الشام” و”فرقة السلطان مراد”، وفصائل أخرى منضوية في “غرفة عمليات فتح حلب”، من استعادة السيطرة على كامل النقاط التي خسرتها، وقتلت أكثر من ثلاثين عنصراً من قوات النظام والمليشيات، ودمرت دبابة وعدداً من السيارات المحملة برشاشات ثقيلة.

 

وفي الجبهات الغربية للمدينة، على محوري الراشدين الخامسة ومعمل الكرتون، كان لـ”جيش المجاهدين” و”لواء الحرية” وفصائل أخرى من “فتح حلب” متمركزة في ريف حلب الغربي، رد سريع على قوات النظام ومليشيات “النجباء” العراقية و”حزب الله” اللبناني، الذين حاولوا التقدم على محوري الراشدين والمعمل، انطلاقاً من مواقعهم في حي حلب الجديدة.

 

وتلقت المليشيات دعماً جوياً روسياً، ومروحياً تابعاً لقوات النظام، كما مهدت لتقدمها بقصف مكثف طال مواقع المعارضة المتقدمة، وخطوط امدادها في ريف حلب الغربي، بالمدفعية والصواريخ من نوع “فيل” من مرابضها في كلية المدفعية والفنية الجوية وكتيبة المدفعية في جمعية الزهراء. إلا أنها لم تتمكن من السيطرة على مواقع جديدة وخسرت أكثر من عشرة مقاتلين.

 

وفي خان طومان في الضواحي الجنوبية الغربية للمدينة، فشلت قوات النظام ومليشيات “الحرس الثوري” الإيراني في التقدم للمرة الخامسة على التوالي، لاستعادة المواقع التي خسرتها لحساب “جيش الفتح”، على الرغم من التمهيد الناري المستمر، الجوي والبري، وبقاء الجبهات هناك خارج اتفاق وقف إطلاق النار طوال الفترة الماضية.

 

وتمكن مقاتلو المعارضة في “جيش الفتح” من التصدي للمليشيات المهاجمة، وقتلوا عشرة عناصر بعضهم تابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني وآخرين لـ”النجباء” و”لواء فاطميون”، ودمروا دبابة ومدافع ثقيلة وقواعد إطلاق تابعة للمليشيات متمركزة في خلصه والحميرة.

 

القائد العسكري في “جيش المجاهدين” النقيب علاء أحمد، أكد لـ”المدن” أنه وبرغم القصف الجوي المكثف من قبل الطيران الروسي، والمروحي التابع للنظام، اللذين شنّا أكثر من ستين غارة جوية، بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية، والبراميل المتفجرة، بالتزامن مع رشقات متواصلة من المدفعية والصواريخ التي طالت معاقل المعارضة وخطوطها الأولى في الجبهات المستهدفة، ظلت المعارضة متماسكة وتمكنت من التصدي للقوات المهاجمة والتفت عليها في أكثر من محور وحاصرتها في المواقع التي تقدمت نحوها.

 

وأوضح النقيب علاء أن القصف الجوي كان كثيفاً وطال مواقع في مدينة حلب وريفها، بالتزامن مع المعارك، حيث استهدف الطيران الحربي الروسي والطيران المروحي التابع للنظام، بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية والرشاشات الثقيلة والبراميل المتفجرة، أحياء القاطرجي والشعار والميسر وكرم الطراب والأنصاري الشرقي والراشدين الخامسة ومعمل الكرتون والمنصورة وطريق الكاستيلو ومخيم حندرات ومنطقة الملاح وتل مصيبين، ومدينتي حريتان وخان طومان، وقرى الخالدية والعيس والزربة والبرقوم وتل حدية ومنطقة الإيكاردا والراشدين الجنوبية وجانبي طريق حلب-دمشق وقرى وبلدات خان العسل وكفر ناها ودارة عزة وكفر نوران وكفر حلب.

 

وأشار النقيب علاء إلى أن المعارضة كسبت الجولة الأولى من المعركة التي بدأت للتو، وأثبتت قدرتها على التصدي لقوات النظام والمليشيات بشكل متزامن، على الرغم من التفوق الناري البري والجوي للنظام. ولدى مقاتلي الفصائل قدر عالٍ من المعنويات والتحدي إزاء المعركة التي لوح بها النظام وحلفائه مراراً، ولا يزال يصفها بأنها ستكون الكبرى والحاسمة.

 

واللافت أن قوات النظام والمليشيات المقاتلة إلى جانبه، تسعى للالتفاف على المدينة وتطويقها من الجهات الغربية والجنوبية والشمالية، مبتعدة في ذلك عن خوض أي معركة في قلب المدينة ضد المعارضة المسلحة.

 

وخان طومان لا تتميز عن غيرها من المواقع في المحيط القريب بميزات جغرافية مهمة، إلا أن معاركها تصدرت المشهد الحلبي خلال الفترة الماضية بسبب الخسائر الكبيرة التي منيت بها المليشيات من “حزب الله” و”النجباء” و”فاطميون” والأفغان و”الحرس الثوري”، وفشلها باستمرار في استعادة ما خسرته.

 

وتعتبر خان طومان، رأس حربة للمليشيات التي كان من المفترض أن تكمل مسيرها، باتجاه الطريق الدولي حلب دمشق، ومن ثم إلى الراشدين وريف حلب الغربي لفصله عن المدينة، وتأمين حلب الجديدة والحمدانية والكليات العسكرية الثلاث التابعة للنظام؛ المدفعية والفنية الجوية والتسليح. وهي مواقع رئيسية تتمركز فيها كل المليشيات الشيعية وفيها غرف عمليات “الحرس الثوري” الإيراني ومراكز قيادة “النجباء” و”حزب الله” و”لواء القدس” و”أنصار الله” و”العصائب”.

 

أما المحور الثاني فهو الذي ينطلق من حندرات إلى الكاستيلو ليلتقي مع مليشيا “قوات سوريا الديموقراطية” في الشيخ مقصود. والمحور الثالث الذي تسعى قوات النظام والمليشيات التقدم فيها ينطلق من تلال الطامورة باتجاه الشيخ عقيل. وبحسب الخطة التي لا تزال قائمة ستلتقي القوات المهاجمة في محيط جمعية الزهراء وهي الزاوية الشمالية الغربي للمدينة. ومن المفترض أن تطوق تلك المحاور حلب بالكامل، وتحاصر الضواحي الشمالية في عندان وحريتان وحيان وبيانون، لتتم السيطرة عليها في مرحلة لاحقة.

 

القائد العسكري في “غرفة عمليات الراشدين” النقيب أمين ملحيس، قال لـ”المدن”، إن الهجمات الأخيرة للنظام وحلفائه كانت ردة فعل من قبل “الحرس الثوري” الإيراني الذي خسر عدداً كبيراً من مقاتليه، قادة وأفراد، في منطقة خان طومان، وأراد تحقيق تقدم على الأرض للتغطية على خسائره المستمرة هناك.

 

وأضاف النقيب ملحيس أن النظام وحشد المليشيات الذين يقودهم “الحرس الثوري” لن يتوقف عن تنفيذ خططه لتقطيع أوصال حلب والعمل على فصل مناطق سيطرة المعارضة في المدينة عن ضواحيها.

 

وأشار النقيب أمين إلى أن الرد الأمثل للمعارضة على الجولات الأعنف من معركة حلب المفترضة هو الهجوم وفتح جبهات المدينة واستهداف قلبها الحيوي، الذي يحاول النظام إبقائه خارج المعركة والعمل على تأمينه من خلال الخطة العسكرية القادمة.

 

التايمز: طريق جهنم بين طرفي حلب

بي. بي. سي.

نشرت صحيفة التايمز تقريرا كتبه توم كوغلان في مدينة حلب، التي دمرها النزاع المسلح في سوريا، عن العائلات المشتتة بسبب المعارك.

 

يروي كوغلان في تقريره قصة أم محمد التي تعيش في الجانب الشرقي من حلب الخاضع للمعارضة المسلحة، بينما تسكن ابنتها وابنها غربي المدينة، حيث القوات الحكومية.

 

رحلة أم محمد لزيارة أحفادها، قبل النزاع المسلح، كانت تستغرق 15 دقيقة بين أحياء حلب، ولكنها أصحبت اليوم محفوفة بالمخاطر، تمر خلالها عبر خط النار، عرضة للقصف ونيران القناصة لساعات طويلة.

 

تقول أم محمد في تقرير التايمز عن رحلتها بين طرفي حلب المنقسمة كل شهرين: “عندما أكون هنا، تكون مشاعري هناك، وعندما أكون هناك تكون مشاعري هنا”.

 

ويقول الكاتب إن مقاتلي المعارضة يوصفون، في المنطقة التي تسيطر عليها القوات الحكومية، بأنهم “لصوص تنظيم القاعدة”، وبأنهم “أجانب”، و”متوحشون”.

 

أما أم محمد فتقول: “رأيت العديد من الملتحين المسلحين الغرباء، ولكن أغلب عناصر المعارضة نعرفهم وهم ناس عاديون، كانوا جيرانا لنا”.

 

وفي طريقه جنوب حلب يقول الكاتب: رأينا قافلة من شاحنات كاماز الروسية يقودها جنود روس بلباس عسكري خاص بالصحراء، ويشير إلى أن روسيا لا تعرف بأن لها جنودا ميدانيين في حلب.

 

ويضيف أن جنودا إيرانيين بلباسهم الرسمي كانوا أيضا يقودون مركبات سفير في الطريق وعلى متنها قوات من قومية الهزارة الأفغان الشيعة، جندتهم إيران للقتال في سوريا، وكان سكان محليون يلوحون لهم.

 

وكانت الكتابات على الجدران تشير إلى وجود قوات عصائب أهل الحق العرقية التي تدعمها إيران، أما الراية الخضراء والصفراء التي شاهدناها في إحدى نقاط التفتيش فهي لكتائب سيد الشهداء، وهي مليشيا شيعية عراقية أخرى تدعهما إيران.

 

ويظهر دمار كبير في القرى والبلدات على الطريق بفعل المعارك والقصف، وبنايات قليلة لا تزال قائمة، بينها سيارات محروقة وقنابل وصواريخ لم تنفجر.

 

معاهدة سايكس بيكو ما زالت تواجه انتقادات بعد مئة عام على إبرامها

أ. ف. ب.

باريس: منذ توقيعها قبل مئة عام، تتهم معاهدة سايكس بيكو التي رسمت حدود الشرق الاوسط الحديث بانها سبب مشاكل هذه المنطقة، في انتقادات قال مؤرخان لوكالة فرانس برس انها محقة في بعض الاحيان ومخطئة في اخرى.

 

– هل الشرق الاوسط الحالي هو الوريث المباشر لهذه المعاهدة؟

 

يوضح هنري لوران الاستاذ في معهد كوليج دو فرانس ان “حدود سايكس بيكو” التي اعادت تقسيم الامبراطورية العثمانية تم التفاوض حولها بين 1916 و1922، وخارطة سايكس بيكو الاولى “لا علاقة لها” بالحدود الحالية.

 

وتتهم هذه المعاهدات بانها جزأت العالم العربي، لكن النص الاول يتحدث عن اقامة “دولة او دول عربية عدة” على الاراضي التي قسمت الى منطقتي نفوذ فرنسية وبريطانية. وذكر الباحث بان الاتفاقات لم تشر الى “دولة يهودية ولا الى لبنان”. وكان يفترض ان تكون فلسطين وكذلك الموصل التي تعد “عاصمة” تنظيم الدولة الاسلامية اليوم، جزءا من منطقة النفوذ الفرنسية.

 

لكن فرنسا تخلت عنها في 1918 تحت ضغط بريطانيا، وتخلت عن كيليكيا (في تركيا الحالية) عندما حرر القوميون الاتراك بقيادة مصطفى كمال الاناضول بين 1919 و1922.

 

وبقيت الاتفاقات المبدئية التي ابرمتها باريس ولندن، تحمل اسمي الدبلوماسيين اللذين اعداها البريطاني مارك سايكس والفرنسي فرنسوا جورج بيكو. وقال لوران ان اختيار اسم “سايكس بيكو اختراع بريطاني للتقليل من اهمية الاتفاق لانهم ما كانوا يريدون الالتزام به”.

 

وفي 1922، اكدت عصبة الامم على الانتداب — او “الاستعمار لمدة محددة” – البريطاني على فلسطين والضفة الشرقية للاردن والعراق، والفرنسي على سوريا ولبنان، ومنه ولدت الدول الحالية.

 

– هل يدفع الشرق الاوسط ثمن هذه الحدود التعسفية؟

 

“نعم، الى حد ما” كما يقول جان بول شانيولو المؤرخ ومؤلف “اطلس الشرق الاوسط”. ويقول “على المستوى الرمزي، ترتبط اتفاقات سايكس بيكو بفكرة قوية في الذاكرة الجماعية لشعوب المنطقة هي الاهانة (…) نجد بعد عقود مشاكل مختلفة لكن جذورها موجودة في مكان ما في اتفاقات سايكس بيكو”.

 

في المقابل يرى لوران انه “يجب الكف عن لعب دور الضحية”. ويضيف ان القوميين العرب دانوا هذه الحدود التسعفية “لكن لم يتم التشكيك فيها بجدية لانها كانت تناسب الجميع”.

 

ويتابع ان عدم الاستقرار الحالي “مرتبط خصوصا بنظام سياسي فاسد يبقي الحياة السياسية في المنطقة في لعبة تدخل ومشاركة قوى اقليمية ودولية” منذ القرن الثامن عشر.

 

– من هم اكبر الخاسرين من هذه الاتفاقات؟

يرى جان بول شانيولو انهم الفلسطينيون والاكراد. ويقول “فرضت تقسيمات تعسفية للاراضي على وتم تناسي قوميات”، مضيفا ان هذا الترسيم ادى الى قيام “دول بلا شعوب” مثل الاردن او “شعوب بلا دول” مثل الفلسطينيين والاكراد.

 

ويوضح ان “الاكراد كادوا يحصلون على دولة. فقد حصلوا عليها في معاهدة سيفر (اغسطس 1920) لكن توازن القوى على الارض غير الوضع”.

 

اما بالنسبة الى الفلسطينيين، فلم تقض على آمالهم معاهدة سايكس بيكو، بل اعلان بلفور في الثاني من نوفمبر 1917 الذي وعد باقامة “وطن قومي لليهود” في فلسطين.

 

– هل ما زال يمكن تعديل هذه الحدود؟

يرى جان بول شانيولو ان “سايكس بيكو فرضت حدودا على الشعوب ويجب اعادة الامور الى نصابها: الآن يعود الى الشعوب فرض ارادتها في انشاء دولة”. وهو يدافع عن حق الفلسطينيين في انشاء دولة وعن حق اكراد العراق في ممارسة حقهم في تقرير المصير “وان كانت الشروط لم تجتمع بعد لانشاء دولة كردية”.

 

اما بالنسبة الى تنظيم الدولة الاسلامية الذي اعلن من جانب واحد في 2014 “دولة خلافة” تمتد بين سوريا والعراق، فقد عرضت لقطات للجهاديين وهو يزيلون حاجزا ترابيا بين البلدين، كتب تحتها “ازالة حدود سايكس بيكو”.

 

لكن في نظر هنري لوران، تنظيم الدولة الاسلامية “لم يلغ سايكس بيكو بل جسدها”، مشيرا الى ان المنطقة التي تسيطر عليها هذه المجموعة المتطرفة اليوم تنطبق على المنطقة التي كانت تخضع للنفوذ الفرنسي في السابق وتشمل بادية الشام.

 

النصرة: مقتل 150 من المليشيات بخان طومان  

قالت جبهة النصرة، إحدى فصائل جيش الفتح التابع للمعارضة السورية، إن أكثر من 150 عنصرا من المليشيات الإيرانية واللبنانية والأفغانية قتلوا خلال معارك خان طومان جنوب حلب الأسبوع الماضي.

 

وتعد هذه الحصيلة أكبر خسارة تمنى بها إيران منذ تدخلها عسكريا في سوريا, كما قالت تقارير إعلامية إن هذه الحصيلة من القتلى الإيرانيين بهذه المعارك هي أكبر خسارة في معركة خارج إيران منذ الحرب العراقية الإيرانية.

 

وقال مراسل الجزيرة عمرو حلبي إن الهجوم انطلق بمهاجمة مقاتل من جبهة النصرة غرفة عمليات مشتركة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني ومليشيات عراقية وأفغانية بسيارة مفخخة، مما أدى إلى تدميرها بالكامل ومقتل جميع من كان فيها.

 

وأضاف أن تفجير غرفة العمليات تلاه هجوم لمختلف فصائل جيش الفتح بالدبابات والأسلحة الثقيلة ليتم قصف مواقع المليشيات بعد أن تم قطع الاتصالات بينها وبين قياداتها.

 

وقال المراسل إن مقاتلي جيش الفتح تمكنوا من اقتحام البلدة والسيطرة عليها بشكل كامل وكذلك على نقاط في محيطها رغم الدعم الجوي الذي قدمه الطيران الروسي وطيران النظام السوري لمقاتلي المليشيات.

 

وأضاف أنه بالإضافة إلى مقتل 150 من عناصر المليشيات خلال يومين من المعارك بخان طومان، تمكن مقاتلو جيش الفتح من أسر عدد من عناصر المليشيات الإيرانية واللبنانية والعراقية والأفغانية.

 

قوات النظام تقصف داريا وغارات متواصلة على حلب

قصفت قوات النظام السوري اليوم السبت مدينة داريا ومناطق أخرى بالغوطتين الشرقية والغربية وفي حمص، في وقت تتواصل غارات الطيران الروسي على حلب وأطرافها لإحداث تغيير على الأرض حيث استعادت المعارضة السيطرة على مخيم حندرات وصدت هجمات للنظام.

 

وقصفت قوات النظام مناطق في مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية، مما أسفر عن سقوط قتيل وجرحى، وجاء ذلك بالتزامن مع ترقب المواطنين داخل المدينة دخول المساعدات التي من المنتظر أن تصل خلال الساعات القادمة إلى داريا لأول مرة منذ نحو أربع سنوات.

 

واستهدفت قوات النظام السبت مواقع للمعارضة في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية حيث استهدفت الضربات المدفعية أطراف بلدة حزرما ومناطق في بلدة البحارية، مما أسفر عن إصابة شخصين على الأقل بجروح.

 

وفي حمص، أفاد مراسل الجزيرة بأن شخصا على الأقل قتل وأصيب آخرون في قصف شنته طائرات روسية على مدينة تلبيسة بالريف الشمالي لحمص، حيث استهدفت الغارات منازل للمدنيين وتسببت في دمار كبير، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي من طرف قوات النظام استهدف كذلك قرية الزعفرانة شمال حمص.

 

وفي حلب شنت طائرات حربية روسية أكثر من خمسين غارة على المدينة وأطرافها منذ منتصف الليلة الماضية وسط اشتعال المعارك على عدة جبهات حول المدينة.

 

من جهتها قالت فصائل المعارضة إنها تصدت لمحاولات قوات النظام السيطرة على مخيم حندرات وحي الراشدين بأطراف مدينة حلب، واستعادت السيطرة عليهما بشكل كامل أمس الجمعة.

 

وأكدت غرفة عمليات حلب أنها قتلت أكثر من عشرين جنديا من قوات النظام والمليشيات الموالية له خلال المعارك في حي الراشدين (غربي حلب).

 

في حين أشار مراسل الجزيرة إلى أن فصائل المعارضة استعادت السيطرة على قريتي جارز ويحمول في ريف حلب الشمالي بعد معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على القريتين قبل يومين.

 

استهداف متواصل

وفي إدلب أفاد ناشطون بوقوع غارات جوية استهدفت قرية الكندة ومحيط الناجية ومرعند غرب مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، وكانت غارات على مدينتي إدلب وأريحا الجمعة أدتا إلى مقتل أكثر من 12 شخصا وجرح العشرات.

وكانت طائرات روسية قد شنت الجمعة غارات على مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب، مما أدى إلى مقتل تسعة قياديين في جبهة النصرة بينهم أبو هاجر الأردني.

 

وفي ريف حماة الجنوبي شنت قوات النظام السبت ضربات صاروخية ومدفعية على قرية الزارة التي سيطرت عليها المعارضة قبل يومين.

 

وقالت المعارضة إنها أخرجت قرابة مئة من مدنيي قرية الزارة خشية قصف طائرات النظام للقرية بعد سيطرتها عليها، مشيرة إلى أنهم يوجدون حاليا في مكان آمن ضمن مناطق سيطرتها بريف حمص الشمالي.

 

وفي المقابل، قالت وكالة سانا التابعة للنظام ومواقع موالية له إن “مجموعات إرهابية تسللت إلى قرية الزارة وقتلت مدنيين وأحدثت دمارا في الممتلكات داخل القرية”.

 

في حين قالت شبكة شام الإخبارية نقلا عن ناشطين إن تنظيم الدولة حقق تقدما على حساب قوات النظام في دير الزور، واستطاع فجر السبت السيطرة على مستشفى الأسد والسكن الجامعي ومستودعات الحبوب شرق المدينة.

 

آلاف الأطفال عالقون تحت قصف النظام السوري  

قالت منظمة إنقاذ الأطفال للمعونات الإنسانية إن آلاف الأطفال محاصرون في مخيم للاجئين الفلسطينيين بمنطقة خان الشيح بالقرب من دمشق ويتعرضون للقصف بالبراميل والمدفعية الثقيلة منذ أيام عدة.

 

وأضافت المنظمة أن ثلاثة آلاف طفل من بين 12 ألف مواطن سوري يواجهون أزمة إنسانية متصاعدة بمنطقة خان الشيح التي تحاصرها قوات النظام السوري من كل الجوانب مع إغلاق آخر الطرق المؤدية إلى المنطقة بقذائف المدفعية ورصاص القناصين.

 

وقالت رئيسة برنامج المنظمة في سوريا سونيا خوش إنه ورغم الهدنة المعلنة على نطاق البلاد يعيش الناس في رعب من الحصار والقصف، مضيفة أن المنظمة أبلغت أن معظم مخزونات الأدوية والوقود والدقيق قد أوشكت على النضوب، وأن أسعار الأغذية قد تضاعفت خلال الأيام الأخيرة.

 

إلى الأسوأ

وذكرت مؤسسة “جفرة” التي تقدم خدمات التعليم ومعونات أخرى في مخيم اللاجئين الفلسطينيين، أن المواد الأساسية للعيش قد شحت، وأن الوضع يتجه للأسوأ.

 

وكانت مجوعة معارضة للنظام السوري قد نشرت مقطع فيديو من المنطقة يظهر انفجارات أمس الأول ومروحية تحلق وسحب دخان تتصاعد في السماء.

 

يُذكر أن مخيم خان الشيخ يؤوي أكثر من 20 ألف لاجئ فلسطيني منذ الأربعينيات استقروا بالمخيم وامتهن أغلبهم التدريس ووظائف الخدمة المدنية والزراعة، لكنه ومنذ أن استولت المعارضة المسلحة على المنطقة أصبح المخيم يشهد معارك وقصفا من وقت لآخر أودى بحياة عدد من الفلسطينيين والمواطنين وموظفي الأمم المتحدة.

 

وقد انخفض عدد سكان المخيم خلال الثلاث سنوات الأخيرة إلى 12 ألفا حوالي 25% منهم أطفال، وأوضحت منظمة إنقاذ الأطفال أن هناك طبيبا واحدا بالمخيم بالإضافة إلى طبيب أسنان، وأن الكهرباء مقطوعة تقريبا عن المستشفى الوحيد العامل، بالإضافة إلى عدم وجود مواد لتنقية مياه الشرب.

 

“حزب الله” يكذّب إعلامه بطريقة مقتل مصطفى بدر الدين

تخبّط واضح لدى الحزب الذي أدلى بروايتين متناقضتين لكيفية مقتل قائده العسكري

العربية.نت – عهد فاضل

نشر “حزب الله” اللبناني، اليوم السبت، نتائج تحقيقاته التي أجراها بخصوص كيفية مقتل قائده العسكري في دمشق مصطفى بدر الدين. وقال الحزب إن بدر الدين قتل في قصف مدفعي، مكذّبا ما ذكرته صحيفة تابعة له، نشرت اليوم تقريرا تحدثت فيه عن أن مصطفى بدر الدين قتل بصاروخ موجه شديد التطور، وأن هذا الصاروخ يعمل “وفق آلية تجعل منه أقرب إلى القنبلة الفراغية”.

واستندت صحيفة “الأخبار” في تقريرها إلى أن مصطفى بدر الدين لم تبد عليه إصابات تنتج عن انفجار، بل مجرد نزف في الأنف والعينين، كما ذكرت الصحيفة.

إلى ذلك فإن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، امتنعت عن التعليق على مقتل القيادي العسكري في ميليشيات “حزب الله” اللبناني، والذي قتل في دمشق، في عملية لم تتضح تفاصيلها بعد في شكل نهائي وموثّق.

وقالت المحكمة على موقعها الإلكتروني إنها أخذت علماً “بالتقارير التي نشرت اليوم (أمس الجمعة) في وسائل الإعلام والتي أعلن فيها عن وفاة مصطفى بدر الدين”.

مؤكدة أنها “لا تستطيع” التقدّم بأي “تعليق” حول إعلان الوفاة قبل “صدور قرار قضائي”.

إلا أن مصادر إعلامية قريبة من “حزب الله” اللبناني قالت إن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قد تطلب تأكيداً رسمياً بمقتل بدر الدين، وأنها قد تطلب، في السياق عينه، إجراء فحوص الـ”دي. إن. إيه” للتأكد من وفاة الشخص المعني والذي سبق ووجهت له المحكمة اتهاماً رسمياً باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

وكانت صحيفة الأخبار التابعة للحزب تحدثت عن مقتل مصطفى بدر الدين بصاروخ سقط بالقرب منه بحوالي مترين، ورجّحت بأن يكون الصاروخ فراغياً لأنه لم يؤد إلى حدوث إصابات بادية على جسد القتيل، بل فقط أدى إلى خروج الدم من أنفه ومن عينيه، كما قالت الصحيفة السالفة في عددها الصادر اليوم السبت.

وذكرت الصحيفة أن مصطفى بدر الدين قتل بعد انتهاء اجتماع كان يجريه مع بعض أفراد ميليشيات حزبه. وأن انفجار الصاروخ تلا خروج المجتمعين وبقاء بدر الدين في مقر الاجتماع، مشيرة إلى أن القيادي القتيل أصيب بجروح بسيطة في بطنه وأسفل رأسه.

ورجّحت الصحيفة في تقريرها أن يكون بدر الدين قد قتل بصاروخ موجّه شديد التطور.

وتتحدث مصادر مختلفة عن بلبلة ضربت أوساط “حزب الله” في سوريا جراء مقتل مصطفى بدر الدين، في منطقة تعتبر “ممسوكة أمنياً” من جهته هو أو من جهة نظام الأسد الحليف. وقد جاء في بعض الصحف العربية اليوم السبت، أن مكان التفجير الذي قتل فيه مصطفى بدر الدين “هو واحد من أكثر المناطق أماناً وتأميناً، ليس في العاصمة، وإنما جميع أنحاء سوريا”.

وأشارت مصادر مختلفة إلى أن ثمة قتلى آخرين قضوا مع بدر الدين، إلا أن الحزب لم يؤكد ذلك، ونفت مصادر إعلامية مقربة منه أن يكون سقط له 7 قتلى في العملية المشار إليها.

وسبق أن سمّي مصطفى بدر الدين “شبحاً” لدى كثير من الذين تناولوا شخصيته. نظرا لتغيير مكان إقامته المستمر وغموض تنقلاته وملامحه وتغيير اسمه وصفته ومهنته.

إلا أنه رغم تلك الشبحية، كان القائد العسكري الوحيد لدى “حزب الله” اللبناني الذي يشار إلى مكان إقامته علناً، وذلك في خبر نشرته وسائل إعلام تابعة للحزب المذكور في وقت سابق من العام الماضي، قالت فيه إن بدر الدين يقاتل في سوريا ولن يعود من هناك إلا قتيلاً.

ما أثار استغراب عدد كبير من المراقبين والمحللين السياسيين حول سبب إعلان “حزب الله” مكان إقامة مصطفى بدر الدين في دمشق، في الوقت الذي يحرص فيه الحزب حرصاً مفرطاً على مكان عمل قادته وساحة نشاطهم، خصوصا مع واحد مثل مصطفى بدر الدين، الذي اعتبر خليفة للقائد العسكري في الحزب عماد مغنية، وفي الوقت ذاته، مطلوب للعدالة الدولية بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

 

داعش يعلن “الطوارئ” بالرقة والبغدادي يتحرك بحذر شديد

التنظيم المتطرف يضاعف عمليات المراقبة الأمنية داخل معقله السوري

دبي – قناة العربية

أعلن تنظيم داعش حالة الطوارئ في مدينة الرقة، بحسب ما أفادت به صحيفة الاندبندنت البريطانية نقلا عن تقارير أميركية، حيث ذكرت الصحيفة أن مسؤولين عسكريين أميركيين يتابعون معلومات تفيد بإعلان داعش حالة الطوارئ في معقلهم السوري.

كما ضاعف داعش، وبحسب ما ذكرته الصحيفة عمليات المراقبة الأمنية داخل المدينة، بعد أن كثف التحالف الدولي لمحاربة التنظيم المتطرف بقيادة أميركا حصاره للمدينة من خلال التحليق المكثف للطائرات. إضافة إلى اقتراب بعض فصائل المعارضة السورية وخاصة الكردية منها من الرقة.

وأشار المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة داعش الكولونيل ستيف وارن إلى أن هذا الاعلان يُظهر مدى التهديد الذي يعاني منه تنظيم داعش في المدينة.

وذكر ورن لشبكة cnn الإخبارية أن التنظيم بدأ يقوم بعمليات تمويه لمقاره في المدينة، خوفا من استهدافها من قبل طيران التحالف. كما يعمل على إعادة تموضع عناصره بعد دعوات الأمم المتحدة للحلفاء لدحر التنظيم منها.

من جهة أخرى، أكدت قوات سوريا الديمقراطية جُهوزيتها للمشاركة في تحرير مدينة الرقة من التنظيم.

وعند سؤال عن زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، لم يؤكد أي مسؤول في وزارة الدفاع ما إذا كان البغدادي في المدينة أو غادرها منوهين إلى أن البغدادي يتحرك بحذر شديد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى