أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 14 حزيران 201

4

مقتل 6 من «حزب الله» في ريف دمشق
لندن – «الحياة»
تأكد أمس مقتل ستة عناصر من «حزب الله» خلال هجوم مفاجئ شنه مقاتلو المعارضة في ريف دمشق، في وقت نسف «الجيش الحر» مراكز لقوات النظام شرق العاصمة ضمن معركة جديدة سميت بـ «كسر الأسوار»، بالتزامن مع تحقيق مقاتلي المعارضة تقدماً في موقع استراتيجي في حلب شمالاً، وسط توسيع الطيران دائرة قصفه في مناطق عدة.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن اشتباكات دارت بين «قوات النظام مدعمة بمقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة أخرى في حي جوبر شرق العاصمة، في وقت سمع دوي انفجار في أطراف حي جوبر من جهة العباسيين أعقبه قصف لقوات النظام على مناطق في حي جوبر». وبث نشطاء معارضون فيديو أظهر تفجير مقاتلين معارضين مبنى قالوا إن قوات النظام كانت تتحصن فيه، وإن عدداً من هؤلاء قتلوا في الهجوم.

وفي جنوب غربي دمشق، سقطت أربعة «براميل متفجرة» على أماكن في محيط الطريق الدولي وسط غارات جوية على مدينتي داريا ومعضمية الشام بين العاصمة والجولان، في حين شن الطيران خمس غارات على مناطق في بلدة المليحة ومحيطها شرق العاصمة، بالتزامن مع «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من طرف، وجبهة النصرة والكتائب الإسلامية من طرف آخر في المليحة»، وفق «المرصد».

وفي شمال غربي العاصمة، قال «المرصد»: «ارتفع إلى 6 عدد مقاتلي حزب الله اللبناني الذين قتلوا خلال اشتباكات مع جبهة النصرة والكتائب الإسلامية في القلمون ومناطق أخرى من ريف دمشق»، علماً بأن مقاتلي المعارضة شنوا هجوماً مفاجئاً على مواقع النظام و «حزب الله» في رنكوس بين دمشق وحدود لبنان. وبثوا فيديو أظهر بطاقات هوية لثلاثة أشخاص بينهم واحد كتب عنه إنه مسؤول في التنسيق الأمني بين «حزب الله» والنظام.

في الشمال، ذكرت وكالة «مسار برس» المعارضة أمس، أن «كتائب الثوار استرجعت سيطرتها على منطقة خان طومان في ريف حلب الجنوبي الغربي بعد معارك مع قوات الأسد المدعومة بميليشيا «حزب الله» أسفرت عن مقتل 9 عناصر منها، إضافة إلى تدمير آليتين عسكريتين تابعتين لها، في حين قُتل 5 عناصر من الثوار». وأضاف تقرير الوكالة أن الثوار سيطروا أيضاً «على منطقة المقلع في خان طومان والتي تعدّ من أهم المواقع الاستراتيجية هناك»، مشيراً إلى أن ذلك تزامن «مع اشتباكات بين الطرفين على جبل عزان سقط خلالها 3 عناصر من قوات الأسد».

الجيش اللبناني يوقف خمسة سوريين لارتباطهم بـ “مجموعات إرهابية”
بيروت – أ ف ب
أعلن الجيش اللبناني اليوم الجمعة توقيف خمسة سوريين مرتبطين “بمجموعات إرهابية” خلال عمليات مداهمة نفذها في أماكن يقيم فيها لاجئون سوريون في جرود بلدة عرسال الحدودية.

وقالت قيادة الجيش مديرية التوجيه في بيان لها إن قواتها نفذت “قبل ظهر اليوم عملية دهم واسعة في جرود منطقة عرسال، بحثاً عن المسلحين والمشبوهين في علاقتهم بنشاطات إرهابية، وأوقفت داخل مخيمات النازحين السوريين في المنطقة المذكورة المدعو زاهر عبد العزيز الأحمد لانتمائه الى كتائب عبد الله عزام الارهابية (المرتبطة بتنظيم القاعدة)، وكلاً من المدعوين نور محي الدين شمس الدين، وهيثم نادر غنوم، وعادل سليمان غنوم، ومحمد نزيه غنوم”. واشارت المديرية العامة الى أن الموقوفين هم “من التابعية السورية” وأنها ضبطت في حوزتهم “كاميرات تصوير وأجهزة كومبيوتر وأقراص مدمجة تثبت اشتراكهم في تدريبات مع مجموعات إرهابية”. وتستضيف عرسال عشرات آلاف اللاجئين الذين هربوا من النزاع المستمر في بلادهم منذ منتصف آذار(مارس) 2011.

وتتهم دمشق مقاتلي المعارضة باستخدام البلدة المقابلة لمنطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، كقاعدة خلفية وخط امداد. وكانت القوات النظامية سيطرت بشكل كامل على منطقة القلمون منتصف نيسان(ابريل) الماضي.

أوباما يرهن «التدخل العسكري» باتفاق العراقيين سياسياً
بغداد – مشرق عباس { لندن، نيويورك – «الحياة»
واصل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) تقدمه في محافظة ديالى واحتل بعض القرى، فيما كثفت الحكومة العراقية إجراءاتها حول بغداد المحاصرة بأحزمة الحقد والانقسام الطائفي أو ما كان يعرف بـ «أحزمة الموت» خلال الحرب الأهلية. ويسود العاصمة خوف كبير من انهيار قوات الأمن كما انهارت في الموصل، خصوصاً أن «الجهاديين» يهددون باحتلالها، وأن رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن من سامراء أمس أنه بدأ حملة «لتطهير المدن» (للمزيد).

وزاد الخوف أمس بعدما حضت المرجعية الشيعية العراقيين «من دون استثناء»، على التطوع لقتال «داعش»، وطالبهم خطيب الجمعة بـ «مؤازرة الثوار» لإسقاط المالكي.

وكان لافتاً أمس إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما، طمأنة العالم إلى تدفق النفط، وتعويضه من مخزون دول الخليج إذا تضرر في العراق. مثلما أكد أنه يدرس كل الخيارات، محملاً العراقيين مسؤولية ما يحصل بسبب خلافاتهم الطائفية والمذهبية. وأكد جازماً أن واشنطن «لن تشارك في عمل عسكري في غياب خطة سياسية يقدمها العراقيون».

وفي هذا الإطار، علمت «الحياة» من مصادر غربية أن الولايات المتحدة تدرس توجيه «ضربات جوية مؤثرة» إلى مواقع «داعش» وحلفائها، فيما أشارت إلى أن إيران ليست في وارد القبول بإسقاط السلطة المؤيدة لها في بغداد، وأنها «ستتدخل عسكرياً لمنع ذلك». كما أن تركيا أبلغت جهات أوروبية أنها «لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استمر الوضع الحالي في الموصل والمحافظات المجاورة»، خصوصاً أن حكومة رجب طيب أردوغان تواجه اتهامات بأنها على علاقة «جيدة» مع «داعش».

إن المواقف الدولية والإقليمية تغذي الصراع وتزيد الشعب العراقي انقساماً، خصوصاً أنه بعد 14 عاماً على احتلال البلاد وست سنوات على الحرب الأهلية أصبح مهيئاً أكثر لتقبل التطرف، فبغداد 2014 لا تشبه بغداد 2006، الأحياء التي عمليات القتل متبادلة على الهوية فيها، أسست خلال هذه السنوات أنظمة فصل خاصة بها، شملت الاكتفاء الذاتي، والفرز السكاني.

ويتركز السنة داخل بغداد اليوم في ثلاث كتل رئيسية هي أحياء الأعظمية (شمال) والدورة والسيدية (جنوب) والمنصور والعامرية والخضراء والغزالية (غرب)، وهذا التقسيم كرسته الإجراءات الأمنية التي فرضت على تلك المناطق لسنوات وأحاطتها بالأسوار وجعلت الدخول والخروج منها صعباً.

لكن الأزمة الحقيقة لن تكون في داخل الأحياء الداخلية، بل تشمل محيط بغداد الذي يتكون من حزامين، أحدهما ريفي ويضم غالبية سنية طاغية تشمل أبو غريب والرضوانية (غرب) واليوسفية واللطيفية (جنوب) والطارمية والمشاهدة والضلوعية (شمال) والنهروان (شرق).

وداخل هذا المحيط الريفي مباشرة، هناك محيط سكاني شيعي بكثافة سكانية عالية، يتكون من مدينة الصدر (شرق) والكاظمية والحرية (شمال) والزعفرانية وأبو دشير (جنوب) والشعلة والبياع والمواصلات والشرطة (غرب).

أمس لم يحاول مسلحو «داعش» الاقتراب من المدن الشيعية المنتشرة شمال وشمال شرق بغداد، حيث خطوط تماس شديدة الحساسية كانت في السابق ميداناً مفتوحاً للحرب المذهبية، وأبرزها بلد والدجيل في صلاح الدين، والخالص وجديدة الشط، في ديالى، لكنهم أكملوا تحركهم لإحكام القبضة على بلدات العظيم وجلولاء (أعلنت البيشمركة الكردية السيطرة عليها) والسعدية ، والمقدادية، بهدف الوصول إلى مركز ديالى وعاصمتها بعقوبة التي تضم أحياء متداخلة طائفياً.

المعلومات أشارت أمس أيضاً إلى أن المئات من المتطوعين استجابوا لفتوى أطلقها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني لحمل السلاح، وصلوا إلى مدينة سامراء التي وصلتها أيضاً مليشيات بعضها جاء من سورية للدفاع عن المراقد الدينية في المدينة التي تعرضت للتفجير عام 2006 وكانت بداية انطلاق الحرب الأهلية.

رئيس الحكومة نوري المالكي وصل بدوره إلى سامراء لإدارة معركة الدفاع عنها، والتخطيط لاستعادة تكريت القريبة، التي قصف أحد مساجدها أمس مخلفاً قتلى وجرحى.

على الأرض في الموصل، التي كانت أولى المدن التي سقطت في أيدي «داعش» ومجموعات مسلحة بعثية وسلفية وصوفية، بدا وضع المدينة مؤهلاً لصراع مبكر بين القوى المسلحة على السلطة وطريقة إدارتها، بعدما أعلن «داعش» تعليمات مشددة لتطبيق الشريعة، اعتبرها الآخرون «إعلان حرب» عليهم، خصوصاً جماعة «جيش النقشبندية» الذي يقوده نائب الرئيس العراقي السابق عزة الدوري.

لكن من غير المتوقع تفجر خلافات كبيرة بين الفصائل السنية سريعاً، بسبب تصاعد المواجهة مع بغداد، والرغبة في استثمار تقهقر الجيش للوصول إلى العاصمة، التي كان «داعش» دعا مقاتليه إلى خوض الحرب على أسوارها.

خريطة بغداد الديموغرافية والجغرافية مؤهلة لمثل هذه الحرب، والمسلحون الذين عرضوا أنفسهم على سكان المدن التي احتلوها باعتبارهم ضباطاً في الجيش العراقي السابق ومجموعات عشائرية، وأن «داعش» لا يمثل سوى جزء من جبهة المسلحين، حصلوا على تأييد نسبي يمثل عامل جذب لسكان بغداد وريفها الذين يتقاسمون الشكاوى من الحكومة وممارسات القوى الأمنية والاعتقالات، وتلك عوامل كانت على الدوام تهدد السلم.

هذا السلم الذي حذر أوباما أمس من تقويضه بسب الخلافات الطائفية بين العراقيين، كما حذر من ذلك مجلس الأمن الذي وجه بإجماع أعضائه انتقادات إلى أداء المالكي خلال جلسة مناقشة مغلقة مساء الخميس. وشددوا على «ضرورة معالجة هواجس السنة ومد اليد إلى الأكراد».

وشددوا على ضرورة إجراء حوار وطني شامل يضم كل المكونات، وهذا ما كرره الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف في مداخلة عبر الفيديو من بغداد.

وأبلغ ملادينوف مجلس الأمن أن «المؤشرات تدل على توجه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام نحو بغداد»، مقدراً في الوقت نفسه أن «القوات الأمنية الحكومية ما زالت تسيطر على العاصمة وستتمكن من مواجهة داعش». وقال إن انهيار وحدات الجيش العراقي في الموصل والمدن الأخرى التي سيطر عليها التنظيم «سببه ضعف الانتماء والإجهاد».

المرجعية الشيعية في العراق تدعو لحمل السلاح / أوباما يخشى “حربـاً طائفية يصعب إخمادها”
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
دعا المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني الى حمل السلاح ومقاتلة “الارهابيين” من تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) لوقف زحفهم المتواصل منذ خمسة ايام نحو بغداد حيث اعلنت السلطات عن خطة امنية جديدة تهدف الى حماية العاصمة من اي هجوم محتمل. وكرر الرئيس الاميركي باراك اوباما انه لن يرسل قوات برية الى العراق لوقف هجوم الجماعات الجهادية، لكنه سيبحث في خيارات مختلفة اخرى “في الايام المقبلة”، بينما دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الزعماء العراقيين الى الوحدة.
وفي طهران، جدّد الرئيس الايراني حسن روحاني دعمه للسلطات العراقية في محاربة “الارهاب” في اتصال هاتفي مع حليفه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قائلاً ان ايران “لن تسمح لداعمي الارهاب بزعزعة استقرار العراق ونشر الارهاب فيه”.
ونصحت وزارة الخارجية التركية رعاياها بمغادرة مناطق العراق المهددة مباشرة بالمعارك، وقت اكدت انقرة انها ستفعل ما في وسعها لتحرير القنصل التركي المخطوف في الموصل مع مساعديه.
ويخوض الجيش العراقي اشتباكات مع المسلحين الذين يحاولون السيطرة على قضاء المقدادية بعدما مروا في ناحيتي السعدية وجلولاء القريبتين، في طريقهم الى مدينة بعقوبة على مسافة 60 كيلومتراً شمال شرق بغداد مركز محافظة ديالى. وبدخولهم هذه المحافظة الواقعة على الحدود مع ايران والمحاذية لبغداد ايضا، اضاف المسلحون محورا ثالثا في مسار زحفهم نحو العاصمة حيث باتوا يتقدمون من محافظة صلاح الدين شمال بغداد، فيما تستمر سيطرتهم على مدينة الفلوجة على مسافة 60 كيلومتراً غرب العاصمة.
وأمرت وزارة الاتصالات العراقية الشركات التي توفر خدمة الانترنت في البلاد بحجب مواقع وتطبيقات للتواصل الاجتماعي بينها “فايسبوك” و”تويتر” و”واتس اب”.
وزار المالكي سامراء حيث عقد اجتماعات امنية، قبل ان يعلن في بيان عن انطلاق عملية “تطهير” المدن التي يسيطر عليها المسلحون المتطرفون، مؤكدا ان القوات العراقية لا تزال متماسكة.

واشنطن وطهران
وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” الأميرال جون كيربي بأن الوزارة لا تستطيع تأكيد تقارير إعلامية عن وجود قوات خاصة إيرانية تعمل داخل العراق. وقال: “اطلعت على تقارير إعلامية في هذا الصدد. ولكن ليس لدي ما يؤكد أن ثمة قوات خاصة إيرانية داخل العراق”.
وفي وقت سابق، أوردت صحيفة “الواشنطن تايمس” الأميركية أن “قوات من الحرس الثوري الإيراني “الباسدران” انتشرت في العراق للتصدي لمقاتلي داعش”
وأوضحت ان كتيبتين من “فيلق القدس” التابع لـ”الباسدران” أرسلتا للمساعدة في وقف تقدم قوات “داعش” بعد سيطرتها في الأيام الأخيرة على مدينتي الموصل وتكريت.
وقال مسؤول إيراني كبير لـ”رويترز” إن إيران تشعر بقلق بالغ من المكاسب التي يحققها المتشددون المسلحون السنة في العراق الى درجة أنها قد تكون على استعداد للتعاون مع واشنطن في مساعدة بغداد على التصدي لهم.
بيد ان الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف سارعت الى القول ان الولايات المتحدة لا تتباحث مع ايران في الازمة في العراق. ورأت أن “على جميع جيران العراق، بمن فيهم الايرانيون، الامتناع عن القيام باي عمل من شانه زيادة زعزعة الوضع ويجب ألا يغذوا التوتر الطائفي”.
ولم تشأ الخوض في تكهنات لدى سؤالها عما اذا كانت واشنطن منفتحة على مشاورات مع طهران حول الازمة في العراق، مذكرة بان البلدين لا يرتبطان بعلاقات ديبلوماسية منذ 34 سنة وانهما منخرطتان في مفاوضات صعبة في شأن البرنامج النووي الايراني.
وقال أوباما إنه سيحتاج إلى بضعة أيام ليحدّد كيف يمكن الولايات المتحدة مساعدة العراق على التعامل مع أعمال العنف المسلحة التي يشنها الجهاديون. لكنه استبعد عودة قوات أميركية للقتال هناك، مشيرا إلى أن أي تدخل سيكون مشروطاً بمشاركة أكبر للزعماء العراقيين و”لن نستطيع أن نفعل شيئا بالنيابة عنهم”.
واعتبر ان الزعماء العراقيين في حاجة إلى أن ينحوا جانبا الخلافات الطائفية للتعامل مع هذا التهديد، وان الولايات المتحدة ستبدأ جهودا “ديبلوماسية مكثفة” في المنطقة للحيلولة دون تفاقم الموقف.
واعرب عن القلق من اجتياح متشددي “داعش” الأماكن الشيعية المقدسة مما قد يفجر صراعات طائفية “يمكن أن يكون من الصعب جداً إخمادها”. وقال: “هذه مشكلة إقليمية وستكون مشكلة طويلة المدى. وما نحن في صدد القيام به هو مجموعة من الأعمال الانتقائية التي ينفذها جيشنا لضمان تعقبنا الارهابيين الذين يمكن أن يلحقوا الضرر بمواطنينا في الخارج أو ضرب بلدنا في نهاية المطاف”.
وردا على سؤال لأحد الصحافيين قال أوباما قبل أن يتوجه إلى نورث داكوتا في رحلة مقررة سابقاً: “أنظر… لقد أنفقت الولايات المتحدة الكثير من الأموال على قوى الأمن العراقية”. ولفت الى إن “المتشددين لم يسببوا حتى الآن تعطيلا كبيرا لإمدادات النفط من العراق، ولكن إذا سيطر المسلحون على مصافي النفط فينبغي لمنتجي النفط الآخرين في الشرق الأوسط أن يعوّضوا ذلك”.

مقاتلو المعارضة السورية في دير الزور بين ناري قوات النظام و”داعش”
المصدر: (و ص ف، رويترز)
تواجه كتائب مسلحة معارضة للنظام السوري صعوبات كبيرة في نقل جرحاها من مدينة دير الزور بعد سيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) قبل ايام على المدخل الوحيد للمدينة الذي كان مفتوحا امامها.

وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له عن “اشتباكات عنيفة منذ الخميس في عدد من احياء مدينة دير الزور”، وسقوط “مقاتل من الكتائب الإسلامية واصابة 34 عنصرا من الكتائب المقاتلة المعارضة بجروح بعضهم في حال خطرة وحياتهم مهددة بالخطر، وذلك بسبب اغلاق الدولة الاسلامية في العراق والشام جسر السياسية، المعبر الوحيد لنقل الجرحى خارج المدينة”. واشار الى مقتل 12 رجلا من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني في المعارك.
ويخوض مقاتلو المعارضة السورية في دير الزور معارك على جبهتين: الاولى تتركز اجمالا داخل المدينة مع قوات النظام، والثانية في ريفها الشمالي مع مقاتلي “داعش”.
وتسيطر القوات النظامية على غالبية مداخل المدينة والمناطق المحيطة بها، في ما عدا مدخل جسر السياسية من الجهة الشمالية الذي استولى عليه “داعش” قبل ايام اثر معارك مع مقاتلي المعارضة الذين اضطروا الى الانكفاء الى داخل المدينة.
ومنذ سقوط مدينة الموصل ومحافظة نينوى في العراق في 11 حزيران في ايدي “داعش”، توقفت المعارك في الجانب السوري.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “داعش” بات يحاصر تقريبا المناطق التي ينتشر فيها مقاتلو المعارضة في مدينة دير الزور، وان هؤلاء ينقلون اسلحة الى داخلها عبر قوارب صغيرة في نهر الفرات مصدرها ريف حلب وبعض مناطق الحسكة.
وقال ان تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا حصل خلال الايام الاخيرة على أسلحة من تشكيلاته في العراق عبر منطقة الهول الحدودية التي لا معابر رسمية فيها، وهي تقع جنوب شرق محافظة الحسكة السورية. وازيلت السواتر الترابية القائمة على الحدود في المنطقة، وفتحت معابر غير قانونية يمر السلاح عبرها يوميا.

عودة فرق القتل الطائفية… طهران تتعهد بمواجهة داعش… واوباما لن يرسل قوات برية
العراق: السيستاني يدعو لـ«حرب مقدسة»… ومحافظات الجنوب تفتح باب التطوع
بغداد – «القدس العربي» من مصطفى العبيدي: حث المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني أتباعه على حمل السلاح والدفاع عن أنفسهم في مواجهة تقدم المتشددين السنة وذلك في تصعيد خطير للصراع الذي يهدد باندلاع حرب أهلية فيما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تصريح له أمس ان أمريكا لن ترسل قوات برية الى العراق.
وخلال صلاة الجمعة في مدينة كربلاء تليت رسالة من السيستاني دعا فيها الناس الى الاتحاد لصد تقدم مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وسيطر مسلحون يرفعون علم التنظيم على بلدتين عراقيتين اخريين في اجتياح خاطف جنوبا باتجاه العاصمة بغداد اذ يسعون الى إقامة دولة خلافة إسلامية.
وقالت مصادر أمنية إن السعدية وجلولاء سقطتا في أيدي المسلحين السنة بعد أن فرت القوات الحكومية من مواقعها الى جانب عدة قرى حول جبال حمرين التي يختبىء بها المتشددون منذ فترة طويلة.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي نقلا عن رسالة السيستاني «المطلوب ان يحث الاب ابنه ان تحث الام ابنها ان تحث الزوجة زوجها على الصمود والثبات دفاعا عن حرمات هذا البلد ومواطنيه.
«ومن هنا فان على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الارهابيين دفاعا عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم عليهم التطوع للانخراط مع القوات الامنية لتحقيق هذا الغرض المقدس.»
وأضاف بينما عبر المصلون عن تأييدهم لما يقوله إن من يلقون حتفهم خلال قتال «متشددي الدولة الإسلامية» سيكونون شهداء.
وأكد الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة انه لن يرسل قوات برية الى العراق لوقف هجوم المتطرفين السنة لكنه سيبحث خيارات مختلفة اخرى «في الايام القادمة».
وقال اوباما من البيت الابيض «لن نرسل قوات اميركية مقاتلة الى العراق»، مضيفا: «لكنني طلبت من فريقي (…) اعداد مجموعة من الخيارات لدعم قوات الامن العراقية».
وحذر اوباما من انه يجب عدم انتظار عمل اميركي «بين ليلة وضحاها» وان عملية القرار والتخطيط لتحرك ما، ايا كان، تتطلب «اياما عدة».
وقال ايضا «نريد ان نتأكد من ان لدينا فهما جيدا للوضع. نريد التأكد من اننا جمعنا المعلومات اللازمة لكي تكون تحركاتنا، اذا قررت التدخل بطريقة او باخرى، محددة الاهداف ودقيقة وفعالة».
واضاف اوباما «بدون جهود سياسية سيكون الفشل مصير اي عمل عسكري»، داعيا مرة اخرى الى حوار حقيقي بين المسؤولين المعتدلين السنة والشيعة.
وقال «للاسف، المسؤولون العراقيون عاجزون عن تجاوز ريبتهم وخلافاتهم وهذا ما جعل الحكومة والقوات الامنية ضعيفة».
وفي غضون ذلك تعهدت ايران الجمعة دعم حكومة نوري المالكي في مواجهة قوات «الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام»(داعش)، وكرر الرئيس الايراني حسن روحاني تعهده محاربة «الارهاب» في العراق.
واتصل روحاني هاتفيا بحليفه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مؤكدا ان حكومته لن تدخر جهدا «للتصدي للمجازر والجرائم الارهابية» في العراق.
وأعلنت الحكومة العراقية خطة امنية للدفاع عن بغداد، فيما لا يبعد جهاديو الدولة الاسلامية سوى اقل من 100 كلم عن العاصمة.
واشاد روحاني ايضا بدعوة المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني العراقيين، الذين يشكل الشيعة اكثر من 60% منهم، الى حمل السلاح ضد الجهاديين.
من جهته، أكد وزير الخارجية الايراني جواد ظريف في اتصال هاتفي الجمعة مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، كما ذكرت وسائل الاعلام الايرانية، ان هجوم داعش «خطر يتجاوز الحدود» العراقية.
وكانت أهم التطورات في العراق قد توزعت على الجوانب السياسية والأمنية, فسياسيا، وبعد فشل مجلس النواب في اصدار قانون حالة الطوارئ، أعلن ائتلاف دولة القانون التابع لرئيس الحكومة نوري المالكي ان الحكومة سوف تتجه الى المحكمة الاتحادية للحصول على بعض الصلاحيات، محملا الكتل السياسية التي لم تحضر جلسة البرلمان الطارئة مسؤولية الاخفاق بعقد الجلسة.
ومن ناحية أخرى فقد وجه أحمد الجلبي أحد قادة الشيعة البارزين انتقادا لاداء الحكومة في الملف الأمني وقال «ان الانسحابات التي حصلت في الموصل وغيرها لا تقع على عاتق الضباط فقط بل هي نتيجة سياسات خاطئة وقيادة فاشلة».
أما أمنيا، فقالت مصادر امنية وشهود عيان ان قوة كبيرة من الفرقة الذهبية (سوات) دخلت الى سامراء واستقرت في محيط مرقدي الامامين العسكريين عليهما السلام.
واوضحت المصادر ان «قوات سوات دخلت الى المدينة وهي تطلق وابلا من النيران في الهواء لضمان سلامتها»، لا فتا الى ان «القوة تتمركز الان في محيط مرقدي الامامين العسكريين وسط المدينة».
وتؤكد مصادر امنية والاهالي في المناطق المحيطة بسامراء ان «الجماعات المسلحة تتمركز في ناحية سليمان بيك شرقا والشرقاط وبيجي والصينية شمالا، وتكريت والعلم والمجمع السكني في قضاء الدور والضلوعية ويثرب، والاخيرتان لا تبعدان عن العاصمة بغداد اكثر من 90 كم».
وذكرت مصادر رسمية حكومية ان اشتباكات وقعت بين القوات الأمنية الحكومية وعناصر تنظيم داعش في أطراف مدينة سامراء. كما أعلنت مصادر حكومية لقناة العراقية شبه الرسمية أن طيران الجيش يقوم بتوجيه ضربات الى مراكز تجمع تنظيم داعش وباقي التنظيمات المسلحة في عدة مناطق منها مدن في صلاح الدين مثل تكريت وبلد والاسحاقي وقاعدة سبايكر الجوية، والكرمة في الأنبار وبعض المناطق الحدودية مع سوريا. وأعلنت قوات البيشمركه أنها استعادت ناحية الرياض في كركوك بعد معارك مع تنظيم داعش ومسلحين آخرين معه.
وضمن التعبئة الحكومية، أعلنت سبع محافظات عراقية دعمها للحكومة والقوات المسلحة، وفتح باب التطوع.
وقال محافظ كربلاء عقيل الطريحي في بيان تلاه خلال مؤتمر صحفي، عقب اجتماع استمر لاكثر من خمس ساعات، انه «في الوقت الذي يمر به العراق بشكل عام ومحافظاتنا الغربية بشكل خاص باحداث امنية وتهديدات ارهابية خطيرة تعلن المحافظات السبع المجتمعة في كربلاء دعمها ووقوفها التام مع الحكومة والقوات الامنية من الجيش والشرطة واستعدادها للمشاركة في المواجهة المشرفة للقضاء على زمر الإرهاب».
وضمن مساعي الحكومة لمواجهة المتغيرات، أفادت مصادر رسمية بأن قوات النخبة العراقية المدربة على قتال الشوارع انطلقت من بغداد إلى مدينة الموصل لتحريرها من سيطرة الجماعات المسلحة، بدعم جوي ولوجستي مركز. وقالت مصادر في وزارة الدفاع، إن «قوات من النخبة ارسلت إلى مدينة الموصل لتحريرها من سيطرة المسلحين».
وفي هذا الاطار وضمن حالة التعبئة الحكومية، افاد مصدر امني، بصدور أوامر للفرقة 14 في الجيش العراقي وبكافة قطاعاتها الموجودة في البصرة، للتوجه الى حزام بغداد، لافتاَ الى ان «الشرطة الاتحادية ستتولى مهام الفرقة في البصرة وتقوم بحماية المراكز الحيوية فيها».
ومع تطور الأحداث الأمنية عاودت الميليشيات المسلحة بالظهور مجددا لتبدأ مسلسل التهديد والأغتيال وعلى طريقة 2006 – 2007 شمالي بابل وبدأت قبل خمسة ايام بقتل عائلة من أربعة رجال وأمرأة في ناحية الأسكندرية وبطريقة وحشية، اعقبها إلقاء منشورات تتوعد عشائر شمالي بابل من الجبور والجنابيين بالرحيل، لتتصاعد وتيرة التهديدات سخونة بصورة طردية مع تدهور الأوضاع الأمنية.
وبهذا الصدد أكد شهود عيان أنه «تم حرق منزل أحد المواطنين في حي المثنى التابع لناحية الأسكندرية شمالي بابل، فيما استيقظ سكان المنطقة على مشهد منشورات ألقيت على منازل مواطنين في نفس المنطقة تخيرهم بين الرحيل أو القتل، ما أثار مخاوف المواطنين من عودة مسلسل القتل الطائفي في المنطقة».

اعتقال عشرات السوريين بعملية امنية لبنانية
بيروت ـ سعد الياس ووكالات: نعى «حزب الله» سبعة من مقاتليه سقطوا خلال صدّهم هجوماً شنّه مقاتلو المعارضة في سوريا في رنكوس- القلمون بريف دمشق، وهم محمد عبدالله جوني من حارة صيدا، حسن قاسم شكر من بلدة النبي شيت، زيد حيدر جميل الموسوي من النبي شيت، محمود احمد فاضل من قـــانا قضاء صور، مهدي غازي فخر الدين من يونين البقاعية، رائف منيف داغر من بنت جبيل الجنوبية، علي حسن الحلاني من الحلانية البقاعية.
من جهة اخرى اعتبرت الخارجية الفرنسية ان الجهاديين الذين يتقدمون نحو بغداد عززوا قوتهم في سوريا بفضل نظام الرئيس السوري بشار الاسد، مشككة في صدق عرض التعاون الذي قدمته دمشق الى العراق لمكافحة هذه «الجماعات الارهابية». وصرح المتحدث باسم الخارجية رومان نادال «بالطبع لن يكون بشار الاسد الأداة لمكافحة هذه الجماعات (الجهادية) حيث انهما، على العكس، وجهان لواقع واحد». واتى تصريحه ردا على سؤال في لقاء صحافي بخصوص عرض نظام دمشق خدماته وابداء استعداده الاربعاء للتعاون مع بغداد في مواجهة «الارهاب».
واضاف نادال ان «الجماعات الارهابية التي تزعزع استقرار العراق اليوم تغذت بفضل النزاع السوري والى حد كبير من قبل نظام بشار الاسد. ان التوجه الجهادي والجماعات الجهادية هم ابناء بشار الاسد. فهو الذي حرر قسما كبيرا منها واعفاها وعززها بتحركه والقمع الذي يمارسه منذ ثلاث سنوات» ضد المعارضة السورية المعتدلة.
على صعيد آخر ذكر ناشطون سوريون ان «الفوج المجوقل» في الجيش اللبناني اقتحم صباح أمس الجمعة مخيمات اللاجئين في منطقة جرود عرسال المتاخمة للحدود اللبنانية واعتقل حوالى 30 سوريا.

سلاح أمريكي لثوار سوريا
صحف عبرية
أصبحت الولايات المتحدة تنقل الآن بصورة منهجية شحنات مرسلة من السلاح الى الجناح الاشد اعتدالا بين منظمات المعارضة السورية. واشتملت الشحنات المرسلة الاخيرة على سلاح خفيف وذخيرة وصواريخ مضادة للدبابات. وما زالت الادارة الامريكية تمتنع عن نقل صواريخ متقدمة مضادة للطائرات الى المتمردين السوريين خشية أن تقع هذه الشحنات في أيدي حركات المعارضة الاكثر تطرفا وتعرض الطيران المدني في الدول المجاورة في المستقبل للخطر.
وقالت مستشارة الامن القومي الامريكية، سوزان رايس، في يوم الجمعة الاخير في لقاء صحافي مع شبكة التلفاز «سي.إن.إن» إن الولايات المتحدة بدأت تنقل «مساعدة غير فتاكة ومساعدة فتاكة» (أي اسلحة ايضا) الى منظمات المتمردين الاشد اعتدالا. وقبل ذلك بأسبوع قال رئيس الولايات المتحدة براك اوباما في خطبة في المعهد العسكري ويست بوينت إنه ينوي أن يزيد في المساعدة لمنظمات المتمردين تلك التي هي «افضل بديل من الارهابيين ومن المستبدين القاسين».
يجري في الادارة الامريكية جدل داخلي منذ ثلاث سنوات يتعلق بمقدار التدخل المطلوب في الحرب الاهلية في سوريا. وبرغم أن اوباما ومستشاريه ما زالوا يدعون بشار الاسد منذ فترة طويلة الى التنحي، منحت الولايات المتحدة المتمردين مساعدة محدودة فقط اقتصرت في الاكثر على اجهزة اتصال ومدد لا وسائل قتالية للخشية من أن تسيطر فصائل متطرفة متأثرة بالقاعدة على الصراع مع الاسد.
أضر عدم نقل السلاح ضررا شديدا باحتمالات المعارضة التي أخذت تضعف سيطرتها على الارض بازاء المساعدة الواسعة التي اعطتها روسيا وايران وحزب الله للرئيس الاسد. وحظي التردد الامريكي بانتقاد شديد من الداخل ولا سيما من شيوخ بارزين في المعسكر الجمهوري وخارجه ومن عدد من الدول الاوروبية ودول الخليج اعتقدت أنه يحتاج الى دعم اكبر للمتمردين. وامتنعت اسرائيل التي يعاديها الطرفان – الاسد وشركاؤه والجناح المتطرف بين المتمردين – بالقدر نفسه تقريبا، امتنعت عن التعبير عن موقف حقيقي من الاختلاف في الرأي. وقد زاد الامريكيون مع شحنات السلاح المرسلة الجديدة النشاط في معسكرات تدريب في الاردن ودول اخرى في المنطقة يجري فيها اعداد لحرب عصابات على اعضاء حركات المعارضة السورية التي هي اكثر اعتدالا.
قال رئيس لواء البحث في شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي العميد ايتي بارون في يوم الاثنين الماضي في محاضرة في مؤتمر هرتسليا إن «أمان» تقدر أن نحوا من 120 ألف متمرد يشاركون في النضال لاسقاط النظام في سوريا. ويُعرف 20 بالمئة منهم فقط بأنهم اعضاء في منظمات معتدلة بلا أجندة دينية. و25 بالمئة آخرون اعضاء في حركات اسلام سياسي كالاخوان المسلمين أما الباقون باعضاء في فصائل اسلامية متطرفة يعمل بعضها بوحي من القاعدة.
وقدر بارون ورئيس هيئة الاركان بني غانتس وقادة كبار آخرون في جهاز الامن في الايام الاخيرة أن الحرب في سوريا بعيدة عن الحسم وأنها قد تستمر سنوات. وقد بدأ نظام الاسد مؤخرا هجوما واسعا على المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون جنوب الدولة حول مدينة درعا حيث بدأ التمرد على النظام في بداية 2011. ويواجه الهجوم الى الآن صعوبات كثيرة وينجح المتمردون في صد قوات الاسد في درعا وبلدة نوى على بعد 40 كم عنها. وبرغم أن قوات الاسد اطلقت في زمن قصير عددا كبيرا من الصواريخ على نوى لم ينسحب المتمردون من مواقعهم. ويشارك في المعارك في الجنوب مع النظام مئات من مقاتلي حزب الله ومعهم مستشارون ايضا من حرس الثورة الايراني. وزادت روسيا ايضا في مشاركتها في نشاط الجيش السوري واصبح مستشاروها الآن يشغلون كل المستويات من هيئة القيادة العامة الى الوحدات الميدانية في الميدان ويصاحبون القتال، وما زالت روسيا تمد نظام الاسد بشحنات سلاح مرسلة في كل اسبوع.
عدل وزير الدفاع موشيه يعلون هذا الاسبوع عن الخط الاسرائيلي الرسمي وانتقد علنا نقل السلاح الروسي الى سوريا. وقد عبر في خطبة في مؤتمر هرتسليا عن أسف للدعم الروسي للاسد وأضاف قائلا إن «هذا السلاح يبلغ آخر الامر الى مستعملين آخرين». وذكر وجود سلاح متقدم من صنع روسيا لدى حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة.

عاموس هرئيل
هآرتس 12/6/2014

خيارات الغرب محدودة وتردده في العراق سيكون خطيرا كرفضه التدخل في سوريا
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: هل اقترب التسيد الشيعي للنظام السياسي العراقي من نهايته؟ فبعد تسع سنوات من تنصيب الأمريكيين للشيعة حكاما على العراق يبدو البلد على حافة الإنهيار، خاصة بعد سيطرة الأكراد على المدينة النفطية كركوك التي يطالبون فيها كإشارة انفصالية، فيما تبخر تأثير الحكومة العراقية على مناطق السنة وسط زحف قوات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) نحو بغداد.
كان انهيار الجيش العراقي في الشمال علامة شؤم لحكومة نوري المالكي التي تقول صحيفة «نيويورك تايمز» أنه مصاب بالفزع، وحملته مسؤولية «الكارثة» الحقيقية والفوضى السياسية التي سممت العراق، وتساءلت عن الفشل الأمني الذريع لكل من الولايات المتحدة والعراق اللتين تتعاونان أمنيا وعدم القدرة على رصد تحركات داعش التي تقول تقارير إنه كان يخطط للسيطرة على العراق منذ أكثر من عام.
وعبرت الصحيفة عن دهشتها من فعالية الدولة الإسلامية في العراق والشام التي استطاعت السيطرة على مدينة الموصل، ثاني المدن العراقية من ناحية الإهمية واحتلت المراكز الإستراتيجية فيها، ومصفاة النفط في بيجي التي تقع جنوب الموصل ويواصل التنظيم تقدمه نحو العاصمة بغداد.
وترى الصحيفة أن التمرد وإنجازاته لن يكون تهديدا على العراق في حالة استطاع داعش إقامة إمارة إسلامية كما نجح في سوريا لان أحدا لا يريد هذا لا الأتراك ولا الأكراد ولا الإيرانيين. كما وعبرت عن قلقها من هرب الجنود العراقيين الذين تخلوا عن أسلحتهم رغم المليارات التي أنفقتها الولايات المتحدة على إعدادهم وتدريبهم.
وبنفس القدر تحدثت عن مخاوفها من كميات الأسلحة التي غنمها مقاتلو داعش وهي أسلحة أمريكية متقدمة. وأضافت انه يفهم احتلال الأكراد مدينة كركوك في ضوء جبن الجيش العراقي و»هي خطوة تشير لنزعة انفصال عن الدولة».

اختيار زعيم

وقالت إن إرسال أسلحة والقيام بغارات جديدة بالدورن لن تؤثر في حالة عجز الجيش العراقي عن الدفاع عنها واستخدامها. كما أن فكرة تدخل عسكري أمريكي غير عملية بل «فكرة سيئة» لأن أمريكا لا تريد التورط في جولة جديدة من الحرب.
وتساءلت الصحيفة في النهاية «لماذا تريد الولايات المتحدة كفالة زعيم خطير كالمالكي والذي يحاول البقاء في السلطة لمرة ثالثة؟ ورأت أن الأمر لم يعد بأمريكا بل بيد القادة العراقيين لاختيار زعيم جديد للبلاد يقوم بإنقاذ ما يمكن إنقاذه، يصلح النظام الطائفي ويضم الطوائف الأخرى خاصة السنة للنظام السياسي والإقتصادي.
ورأت أن اوباما لا يتحمل مسؤولية الأحداث لأن الجيش الأمريكي انسحب ورفضت الحكومة العراقية السماح ببقاء قوات امريكية في العراق، مع أن المالكي غير رأيه وطلب مساعدة امريكية العام الماضي بعد تزايد قوة داعش، وهو ما استجابت الولايات المتحدة له وزودته العام الماضي بصواريخ «هيلفاير».
وفي السياق نفسه حمل المعلق ديفيد إغناطيوس المالكي مسؤولية ما حدث وقال إنه شخصية استقطابية طائفية فقد ثقة جيشه وشعبه ولن يكون جمع العراق المفرق مرة أخرى مهما كانت المساعدة العسكرية التي سيلقاها من أوباما. مشيرا إلى فشل المالكي الواضح منذ انتخابات عام 2010 ورغم كل هذا فضل أوباما العمل معه كحليف ضد القاعدة. ويقول إن الكثيرين تساءلوا عن سبب اختياره في المقام الأول «فقد كان خيارا سيئا» ولم يكن يملك النية الحسنة او الطاقة حسب ديرك هارفي المحاضر في جامعة ساوث فلوريدا. وتساءل جنرال متقاعد بأربع نجوم «إلى متى سنظل نراهن على هذا المالكي بعد كل ما حدث؟». وأضاف أن أسلوب المالكي الطائفي ساعد على خلق الكارثة، وبحسب هارفي فقد استبدل المالكي الجنرالات بمسؤولين من حزب الدعوة مفضلا الولاء على الكفاءة.

تقسيم العراق

وهنا ماذا يمكن للمالكي أن يفعله بعد هرب 900.000 من قواته، الغارات الجوية المتواضعة التي قام بها على الموصل لم تنفع بعد عودة السكان للمدينة وتبين أنهم حانقون على الحكومة أكثرمن حنقهم على داعش، الرحيل هو ما تراه «نيويورك تايمز» مناسبا له. وينظر إلى هروب الجيش العراقي بمثابة تخل عن منطقة الشمال.
ويرى باتريك كوكبيرن في صحيفة «إندبندنت» إن الشيعة قد يتمكنون من الإحتفاظ بالعاصمة والمناطق الجنوبية ولن يكونوا في موقع لاستعادة التأثير في الشمال ووسط البلاد. ولن يتخلى الأكراد عن كركوك التي سقطت بيد البيشمركة حسب المتحدث باسمها جبار ياور «لا جيش عراقيا في كركوك».
ويرى الكاتب أن التدخل الأجنبي إن حدث فلن يأتي من أمريكا أو حلفائها في الغرب بل من إيران التي ظهرت بعد الغزو الامريكي كأكبر قوة مؤثرة في العراق، وأكد حسن روحاني، الرئيس الإيراني أن بلاده ستعمل على مواجهة «عنف وإرهاب داعش». ويعتقد الكاتب أن شيعة العراق قد يستنتجون من أحداث الشمال أن الجيش قد تخلى عنهم ولهذا سيعتمدون على الميليشيات الشيعية التي دربتها إيران.
ويرى أن سقوط بغداد لم ينسه السنة ولا الدول العربية مثل السعودية التي عملت على وقف تسيد الشيعة. ويضيف أن داعش كان حذرا في عدم تهميش سكان الموصل الذي وجدوا صعوبة في دخول مناطق الحكم الذاتي الكردية بسبب التدقيق على الهويات. ولهذا حاول داعش إظهار قدرة على إدارة الموصل وحسنت من خدمات الكهرباء التي امتدت لست ساعات بعد خروج الجيش العراقي.
ويعتقد كوكبيرن أن الأكراد يحاولون الإستفادة من الفوضى التي تعيشها الحكومة في بغداد من خلال تعزيز سيطرتها على خطوط التماس.
ومن هنا فالتدخل الإيراني لن يكون إلا من خلال تقوية الميليشيات، والشيء المؤكد هو أن المالكي لن يكون قادرا على تغيير الهزيمة التي حصلت الإسبوع الماضي. فالإنتصار الذي حققه داعش لم يكن ليتم لولا الدعم التكتيكي ورفض الجيش العراقي المقاومة.
عزت الدوري

وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن نجاح داعش لم يكن ليتحقق لولا الدعم الذي تلقاه المقاتلون من بقايا الجيش العراقي السابق، حيث قالت تقارير إن عزت الدوري وهو أحد قادة النظام السابق زار قبر صدام حسين في بلدة العوجة.
وتفسر مشاركة الدوري الطريقة التي خطط فيها داعش لعمليته. ونقلت عن زعيم قبلي بارز قوله «جاءوا بالمئات لتكريت وقالوا إنهم لم يحضروا للدم والإنتقام بل لتحقيق العدل والإصلاح، وقاموا باختيار جنرال متقاعد لإدارة المدينة»، وأشارت صحيفة «الغارديان» إلى قيام مقاتلي التنظيم بتوزيع ملصقات على البلدات التي احتلوها وتؤكد لهم انهم جاءوا لحمايتهم. ونقلت عن مسؤول عراقي تقديره عدد المقاتلين بحوالي 6.000 شخص.

زعزعة استقرار المنطقة

وترى صحيفة «إندبندنت» في افتتاحيتها إن قوات داعش ليس قادرة على ارتكاب أفظع الأفعال ولكن باستطاعتها زعزعة استقرار المنطقة، وترى أن السبب كله يعود إلى غطرسة القوة لكل من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، «مهمة انجزت» شعار ظهر لفترة قصيرة وارتبط بجورج بوش ليصبح علامة على ذروة الغطرسة الامريكية في العراق قبل عقد من الزمان، وكلنا يعرف ما حدث بعد هذا الشعار. ويمكن ان يرتبط هذا الشعار قريبا بأبو بكر البغدادي، زعيم داعش القيادي المحنك الذكي والرجل المناسب لحرب العصابات أكثر من الرئيس بوش.
وتشير إلى أن قوات داعش لا تبعد سوى ساعة عن العاصمة بغداد التي قد تكون هدفا صعب المنال على داعش لكننا لن نفاجأ لو عانت الحكومة وجيشها من انهيار سريع.
فحقيقة عدم قدرة المالكي على تمرير قانون الطوارئ في البرلمان يحكي الكثير عن حالة العراق اليوم، فقط المناطق الكردية هي التي تعتبر آمنة اليوم في العراق. وتضيف الصحيفة ان قدرة قوة عسكرية صغيرة لا تتمتع بدعم شعبي واسع السيطرة على مناطق واسعة في العراق وسوريا مثير للدهشة والخوف في الوقت نفسه. فمقابل فعالية وقدرة داعش كان هناك ضعف وفساد وعجز الحكومة العراقية التي لم تستطع اقناع الكثيرين للقتال من أجلها بسبب سياساتها.
ومن هنا تبدو خطورة داعش الذي سيقوم باستخدام إمارته الإسلامية كقاعدة للإرهاب الدولي، وعليه فالطريقة التي سترد فيها الدول الجارة مثل تركيا وإيران على الدولة الجديدة حيوي.
وتقول الصحيفة إنه من السهل لوم «بوش وبلير» لكن هناك خطوات عسكرية حاسمة لو اتخذها الغرب كانت كافية لمنع داعش مثل التصويت الفاشل على التدخل العسكري في مجلس العموم البريطاني العام الماضي.
وفي ضوء الوضع الحالي تدعو الصحيفة الغرب لوضع اخطاء الماضي جانبا ودراسة مزايا التدخل الآن. ففي حالة استمرار داعش في تقدمه يصبح التدخل، من جانب أمريكا ضروريا نظرا لخطورة الدولة الجديدة على مصالح إسرائيل وتركيا عضو حلف الناتو، وبمنظور كهذا هل من الأفضل التحرك الآن، وهل ستعيد الولايات المتحدة أخطاء عام 2003.
وتشير الصحيفة إلى ان «فشلنا في العراق عزل الناخبين الغربيين عن أية رغبة بتكرار التجربة، مهما كان الغزو للعراق حقيقة وإن كان تحريرا للشعب العراقي وإنقاذ أرواح في كل المنطقة» ففشل بلير وبوش يعني أننا لا يمكن التدخل، فقد أنجزت المهمة. هل هذا يعني عدم التدخل؟

لا نستطيع التجاهل

تعتقد صحيفة «دايلي تلغراف» أن الغرب لا يمكنه تجاهل الوضع المسموم في العراق، مشيرة إلى ان النزاع في هذا البلد دخل مرة جديدة ولكنها قاتلة.
فمع تقدم داعش وخطط الحكومة الإيرانية للتدخل وتعهد اوباما بالدعم أصبح الوضع غير واضح في العراق.
وتحدثت الصحيفة عن النقاش الذي عاد من غيوم الزمن حول ضرورة التدخل العسكري، فالداعون للتدخل في سوريا «يقولون اننا نحصد ثمار فشلنا في دعم المقاتلين المعتدلين في الجارة سوريا، أما المعارضون للحرب فيقولون إننا كنا حمقى عندما أخرجنا صدام من السلطة عام 2003، فقد كان مثل تيتو قويا وسيطر على البلاد»، وترى أن النقاش قد يعيدنا للحرب العالمية الأولى عندما قامت القوى الإستعمارية بإعادة رسم حدود العراق الذي لم يأخذ بعين الإعتبار التنوعات الدينية للمجتمعات التي تعيش فيه «بالتأكيد، ففي الوقت الذي كان فيه صدام حسين يمثل ديكتاتورا من فترة الحرب الباردة إلا أن النزاع الحالي يستند على الخلاف السني ـ الشيعي والذي ساء بسبب فشل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضم السنة وبشكل كامل في الحكومة».
وأيا كان الشخص المسؤول عن الخطأ في الماضي فالحالة الطارئة الآن تستدعي قيادة من الغرب غير التي شاهدنا في الأعوام الماضية، فإدارة اوباما تميزت بزيادة عدد الجنود ثم سحبهم بشكل ادى للتشوش والخلط، وتميزت بتحول حول من يدعم في مصر التي شهدت انقلابا والتخلي عن «الخطوط الحمراء» في سوريا والتخبط في العراق.
وتعتقد الصحيفة أن هذه السياسة مرتبطة بموقف الرأي العام والثورة في مجال الغاز والطاقة التي قللت من اعتماد الولايات المتحدة على الدول النفطية التي تعيش حالة من الإضطرابات والذكريات المؤلمة عن أكياس الجثث التي كانت تأتي من العراق.
ورغم كل هذا فالفوضى في العراق قد تؤدي إلى نشر المعاناة والبؤس في كل المنطقة وسيترك أثره على الإقتصاد العالمي.
وعليه وبعيدا عما يجب عمله وما لم يعمل في السابق «فالغرب لا يمكنه تجاهل ما يجري في هذه اللحظة، فهناك حاجة لقيادة وقرارات واضحة، وعلى الغرب تقديم دبلوماسية حاسمة خاصة أنه لا يريد التورط عسكريا في العراق قبل أن يتأخر الوقت»، وإلا اندلعت حرب أهلية.

حرب أهلية

وهو ما تطرقت إليه صحيفة التايمز في افتتاحيتها قائلة إن العراق يواجه سيناريو حرب أهلية كاملة بعد ثلاث سنوات من انسحاب القوات الأمريكية، مضيفة أن السرعة التي تقدم فيها داعش جعلتهم يقتربون من بغداد وتهدد بتمزيق البلاد. مما يطرح على الحكومات الغربية سؤالا خطيرا هو: هل عليهم التدخل وإن كان الجواب نعم فكيف؟ وتجيب أنه لا واشنطن ولا أوروبا تريد حربا جديدة في العراق ولكن غض الطرف أيضا هو خيار ليس جيدا. فالصراع هذا لا تستطيع الدول الغربية أن تحدد نتائجه ولكن ما تستطيع فعله هو توظيف كل الأدوات التي تملكها لتؤثر على تلك النتيجة.
وفي حالة تحولت الحرب الخاطفة التي شهدناها على مدى الأيام الأربعة الماضية إلى حرب طويلة الأمد فإنها ستسبب فوضى كبيرة في أسعار النفط العالمية وستخلق موجة أخرى من اللاجئين العراقيين إلى بلدان لديها فيضان من اللاجئين السوريين. وإذا كسب داعش المعركة فسيحول العراق إلى ملاذ جديد للإرهابيين الدوليين.
وهو أمر صار تحصيل حاصل بعد سيطرة داعش على الفلوجة والموصل وتكريت ومعظم الطريق السريع من بغداد إلى الشمال أيضا. وترى الصحيفة أن المالكي يعتمد على الأكراد لحماية الشمال التي دخلت قواتهم كركوك «لحمايتها» ولكنهم سيطلبون ثمنا غاليا لإعادتها لبغداد.
وتعتقد أن هذا الوضع شكل فرصة لإيران بالوقوف إلى جانب النظام في بغداد، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة استثمرت مليارات في الإبقاء على سياسة الامر الواقع في العراق، إلا أنها فشلت بشكل ذريع بسبب إساءة المالكي للسلطة حيث أقصى السنة من الحكومة وسجن المئات دون محاكمة ومع هذا فإن واشنطن ملامة أيضا فوعودها بنشاط دبلوماسي بعد الانسحاب العسكري لم تحقق.
وبتبخر الثقة ساءت العلاقات بين المالكي وأوباما إلى درجة أن رفضت واشنطن طلب بغداد إمدادها بالأسلحة لأسباب بيراقراطية سخيفة.
وترى الصحبفة أن الخيارات امام الغرب محدودة في هذه الأزمة ولكن عليهم ألا يستسلموا للتردد كما فعلوا في سوريا.

تحليل: طائفية حكومة المالكي وتهميش الوحدات السنية والإرهاق من مواجهة «القاعدة» تتصدر أسباب إنهيار جيش «المليون جندي» خلال أيام
أربيل ـ الأناضول: أثار الانهيار المفاجئ الأخير لمنظومة الجيش العراقي، أمام زحف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ومسلحين سنة متحالفين معه، غربي البلاد، تساؤلات كثيرة وكبيرة، خاصة في ظل التباين الكبير في العدد والعتاد لصالح الجيش الذي يبلغ قوامه نحو «مليون جندي» بضم أعداد القوى الأمنية والميليشيات المسلحة الموالية له.
وبالعودة إلى الأسباب والعوامل التي كانت وراء «الانتكاسة الكبيرة» للجيش، حسب ما وصفها مراقبون، يظهر جلياً أن نقطة أساسية يجب أن توضع خارج هذه المعادلة، وهي نوعية الأسلحة والمعدات التي يمتلكها كل طرف، حيث تميل الكفة بشكل واضح لصالح الجيش العراقي الذين تخصص له الدولة ميزانية سنوية تفوق 100 مليار دولار، وتشتري له أسلحة نوعية ومتنوعة من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وحتى إيران، وفق ما ذهبت إليه تقارير استخfاراتية ورسمية مؤخراً.
وفي المقابل، فإن مسلحي «داعش»، مجهزون بأسلحة خفيفة ومتوسطة، ابتاعوها من السوق السوداء، أو غنموها من الجيشين العراقي والسوري النظاميين عبر تقدمهم في ميادين القتال في البلدين (سوريا والعراق) اللذين ينتشر بهما عناصر التنظيم.
ولعل الأحداث المتسارعة التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية، تظهر أن الانهيار المفاجئ يتصل في الأساس بهيكلية القوات العراقية التي أثرت عليها الانقسامات السياسية والطائفية العميقة في البلاد والتي تزايدت على نحو متصاعد العام الماضي منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في المحافظات السنية ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الشيعي. إضافة إلى انعدام الثقة والتأييد الشعبي للقوات العراقية خاصة في المحافظات السنية، شمالي وغربي البـلاد، على خلفية الانتهاكـات التي يتهمها بهـا السكان.
ويشكو سكان العراق من طائفة السنة على مدى السنوات القليلة الماضية من «انتهاكات» عناصر الجيش لحقوقهم، إضافة إلى الاعتقال التعسفي لبعضهم، واقتحام منازلهم والتنكيل بهم على نحو مخالف للإجراءات القانونية التي تقتضي الحصول على أمر قضائي، وكذلك الزج بهم في السجون، وعدم النظر في قضاياهم لفترات طويلة. وطالما طالب السنة بسحب قوات الجيش من مراكز المدن، وإسناد المهام الأمنية إلى قوات الشرطة المحلية، لكن هذه المطالب لم تلق آذانا صاغية لدى المالكي، الذي هو بطبيعة الحال القائد العام للقوات المسلحة، وهو المعني بتعيين قادة الفرق وكبار ضباط الجيش، حتى أنه لم يتبع الآلية المنصوص عليها بالقوانين السارية التي تستوجب حصول كبار قادة الجيش على ثقة أعضاء مجلس النواب (البرلمان) قبل تعيينهم في مناصبهم، بل قام بتعيينهم بقرارات فردية.

ملاحقة القادة السنة

ولاحقت حكومة المالكي قادة سنة بارزين، ووجهت إليهم تهما بـ»دعم فرق الموت»، إبان فترة أعمال العنف الطائفية في البلاد الممتدة بين عامي 2006 و2008، ودفعت بعدد منهم إلى الفرار خارج البلاد، فيما وقع آخرون في قبضة أجهزة الأمن وصدرت بحقهم أحكام إعدام.
ويرفض قادة السنة الاتهامات الموجهة لهم والأحكام الصادرة بحقهم ويتهمون القضاء بـ»الخضوع للسلطة التنفيذية التي يتهمونها بالطائفية».
وزادت الانقسامات الطائفية في العراق بعد رحيل القوات الأمريكية عن البلاد أواخر العام 2011، قبل اكتمال البنية السياسية والأمنية الوطنية في البلاد التي احتلتها بدعم غربي عام 2003.
ومنذ كانون الأول/ديسمبر عام 2012 تشهد أنحاء مختلفة من العراق مظاهرات حاشدة تطالب بإلغاء المادة الرابعة من قانون الإرهاب، بجانب مطالب أخرى من بينها: إسقاط حكومة المالكي، والتوقف عن ملاحقة سياسيين سنة، وإطلاق سراح معتقلين ومعتقلات في السجون دون محاكمات، وإجراء إصلاحات في الجيش والأمن وتوفير الخدمات.
وبينما يقول متظاهرون إن السلطات العراقية تستخدم المادة الرابعة من قانون الإرهاب للنيل من خصومها وأنها تستهدف بصفة خاصة المواطنين السنة، ترفض السلطات العراقية إلغاء هذه المادة، معتبرة أن الظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق لا تسمح باتخاذ مثل هذه الخطوة في الوقت الراهن.
ورغم أن هناك اتهامات تطال القضاء العراقي بـ»الخضوع للسلطة التنفيذية»، فإن الأحكام التي توصل إليها القضاء بحق قادة السنة، قابلها وقف القضاء «مكتوف الأيدي» بشأن قادة شيعة كانوا يقودون مليشيات مسلحة إبان الحرب الطائفية، ومارست أعمال القتل على الهوية بحق السنة، وفق قادة سنة.

احتضان الميليشيات الطائفية

والأمر الذي زاد الانقسام في المجتمع ورسخ الطائفية إلى حد وصول الوضع إلى حد الانفجار، هو احتضان الحكومة لقادة الميليشيات الشيعية المدعومة بطبيعة الحال من إيران مثل حزب الله العراقي، وعصائب أهل الحق وغيرهما.
ويُنظر إلى قادة الفصائل الشيعية على أنهم مقربون من المالكي، حيث اعتمد الأخير على مليشيات شيعية في الأشهر الأخيرة، لصد زحف (داعش)، والمتحالفين معها في محافظتي الأنبار (غرب)، وديالى (شرق)، وتواترت الأنباء بشأن انتهاك الميليشيات حقوق السكان السنة، وقتلهم على خلفية الهوية.
وفي المقابل، همشت الحكومة العراقية دور الوحدات السنية المسلحة من أبناء العشائر أو ما يسمى «الصحوات» التي شكلتها القوات الأمريكية عام 2006، لمحاربة تنظيم القاعدة، وطرده من غرب البلاد، ونجحت تلك الجهود بالفعل.
وبعد خروج القوات الأمريكية من العراق نهاية 2011، عمدت حكومة المالكي إلى تحجيم دور الصحوات، ودمج الكثير من عناصرها في وظائف مدنية، وترك عشرات آلاف آخرين من دون رواتب، لدوافع طائفية، حسب تفسير بعض المراقبين.
هذه العوامل وغيرها، شكلت يوما بعد آخر عداء غير معلن بين قوات الجيش العراقي، وسكان المناطق ذات الأغلبية السنية، إلا أن ما زاد من هذا العداء بصورة أكبر، محاصرة الجيش ساحات اعتصام المحتجين على سياسات المالكي واقتحامها وقتل العشرات منهم في الرمادي بمحافظة الأنبار (غرب)، والحويجة بمحافظة كركوك (شمال) عام 2012.
وتشهد محافظة الأنبار غربي العراق، ذات الأغلبية السنية، منذ بداية عام 2014 اشتباكات متقطعة بين قوات الجيش وبين ما يعرف بـ «ثوار العشائر»، وهم مسلحون من العشائر يصدون قوات الجيش، التي تحاول السيطرة على مدينتي الرمادي والفلوجة.
وجاءت تلك الاشتباكات على خلفية اعتقال القوات الأمنية النائب البرلماني عن قائمة متحدون السنية، أحمد العلواني، ومقتل شقيقه، يوم 28 كانون الأول/ديسمبر الماضي. كما ساهم في الانهيار السريع للجيش العراقي، افتقار الجندي إلى الولاء للوطن أو الدافع للقتال في معركة الدفاع عنه، وذلك يعود إلى هيكلية الجيش نفسه، التي تأثرت بالانقسامات السياسية والطائفية والعرقية التي تشهدها البلاد، وانحياز الانتماء نحو الطائفة والقومية قبل الوطن.
وهذا الأمر يفسر بصورة جلية الانهيار المفاجئ من شمال البلاد إلى أعتاب بغداد في غضون يومين، حيث دخل مسلحو (داعش) وحلفاؤها مدينة الموصل (عاصمة محافظة نينوى) ثاني أكبر مدن العراق، الجمعة الماضي، وصولا إلى السيطرة الكاملة عليها الثلاثاء، والزحف خلال يوم واحد نحو محافظة صلاح الدين (شمال)، والسيطرة على مركزها (مدينة تكريت)، فضلا عن مناطق في محافظة كركوك، ومن ثم التوجه نحو مدينة سامراء التي تضم مراقد مقدسة لدى الشيعة كان تفجيرها عام 2006 سببا مباشرا لاندلاع حرب طائفية قبل سنوات، وبات المسلحون على بعد نحو 100 كم من بغداد، وقريبين من الحدود الإيرانية بعد سيطرتهم على بلدة «جلولاء» شمال شرقي بعقوبة مركز محافظة ديالى (شرق). كما أن إنهاك الجيش العراقي على مدى السنوات الماضية في حربه ضد القاعدة وتنظيماتها التي شنت هجمات عنيفة على مدى السنوات العشر الماضية على أفراده ومقاره في أرجاء البلاد، ساهم في سرعة انهياره.
ويبدو أن المالكي، تنبه إلى هذه المسألة فعمد إلى إشراك ميليشيات شيعية مدربة تدريبا جيدا، ومدعومة من إيران، حيث أفادت عدة تقارير في هذا الشأن بأن الميليشيات كانت تقاتل في الصفوف الأمامية، ويرتدي أفرادها زي أجهزة الأمن من الجيش والشرطة في مساعي الحكومة العراقية، لكبح جماح المتشددين الإسلاميين في محافظات الأنبار (غرب)، وصلاح الدين وديالى (شمال) وغيرها، قبل هجمتهم الأكبر من نوعها قبل أيام.
وعزز المالكي هذا الواقع، عندما أعلن، بعد سقوط نينوى بيد (داعش) وحلفائها، الثلاثاء الماضي، أن حكومته ستقوم بتشكيل جيش رديف من المتطوعين بعد أن تحدث عن «خدعة ومؤامرة» لم يبيّن أطرافها، وتخاذل من قبل بعض قادة الجيش، في إشارة إلى تواطؤ بين قادة عسكريين سنة مع المسلحين أدى إلى انسحاب القطعات العسكرية العراقية من مواقعها دون قتال. وإذا ما كان المالكي سيعمد بالفعل إلى الاعتماد على ميليشيات شيعية دون أن يحاول استمالة عشائر سنية، لطرد جماعة (داعش) من المناطق التي سيطرت عليها، فإن ذلك سيفتح الباب أمام حرب طائفية مفتوحة قد تؤدي بالعراق إلى «دولة فاشلة»، وهو الخطر الذي تواجهه سوريا بعد أكثر من 3 سنوات من الصراع فيها.

النظام السوري يقصف قرية في درعا
عمان- الأناضول: هزت انفجارات متتالية، فجر السبت، بيوت أردنيين قريبة من الحدود السورية، شمالي البلاد، إثر قصف النظام السوري لبلدة في محافظة درعا، بحسب شهود عيان.
وأوضح الشهود أن “مواطنين في قرى بلواء بني كنانة في إربد (المحاذية للحدود السورية) صعدوا الى أسطح منازلهم لمشاهدة نيران قذائف قوات النظام السوري”.
ولفتوا إلى أن “قذيفة يعتقد بأنها قذيفة مدفعية سقطت على أطراف بلدة حرثا في بني كنانة (بمحافظة إربد الأردنية)، ليتسبب صوتها بهلع كبير بين المواطنين”.
من جهتها، قالت مصادر سورية معارضة لوكالة الأناضول السبت، إن “النظام قصف بلدة تسيل في درعا بصاروخ سكود مما تسبب بوقوع قتلى وإصابات”، دون بيان عددهم.
وأضافت أن “طائرات النظام السوري شنت هجمات بالبراميل المتفجرة ضد مناطق مختلفة بدرعا”.
والبراميل المتفجرة هي سلاح سوفيتي قديم، عبارة عن خزانات معدنية صغيرة مملوءة بمواد شديدة الانفجار وقطعا معدنية صغيرة.
وتفيد إحصاءات حقوقيين سوريين بمقتل حوالي 3 آلاف شخص منذ بدء الثورة الشعبية منتصف مارس/ آذار 2011 جراء إسقاط طائرات النظام لـ”براميل متفجرة”.

حرس الحدود الأردني يدمر أربع سيارات حاولت التسلل من سوريا‎
عمان- الأناضول: دمرت قوات حرس الحدود الأردنية مساء الجمعة أربع سيارات قادمة من سوريا حاولت دخول البلاد بطريقة غير شرعية، وفقا لبيان رسمي للجيش الأردني على موقعه الالكتروني.
وقال البيان إن “أربع سيارات حاولت مساء الجمعة اجتياز الحدود من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الأردنية وبطريقة غير شرعية”.
وتابع “بالرغم من تحذيرها وتنبيهها من قبل قوات حرس الحدود إلا أنها لم تمتثل للتوقف وتم تبادل إطلاق النار مع الأشخاص الذين كانوا على متنها وتم تدميرها جميعا وسحبها إلى نقاط آمنة”.
وأكد البيان أن “القوات المسلحة الأردنية ستتعامل بكل حزم وبشتى الوسائل للحفاظ على أمن وسلامة حدود المملكة الأردنية الهاشمية ومواطنيها”.
ولم يذكر البيان مصير سائقي السيارات أو هوية من كانوا على متنها.
ودائما ما يحبط الجيش الأردني محاولات لاختراق حدوده من قبل سيارات ومهربي أسلحة ومخدرات، غير أن مصادر حكومية تحدثت سابقا عن محاولات لاختراق الحدود من قبل جماعات ارهابية تقاتل بسوريا تم ردعها باستخدام مقاتلات سلاح الجو الأردني.
وكان مسؤولون أردنيون، قالوا في فترات سابقة إن مشكلة حدود بلادهم مع سوريا تأتي بسبب الانفلات الأمني الذي تعيشه الجهة المقابلة، مما يضع العبء على كاهل جيش بلادهم على الحدود بشكل أكبر.
وأواخر العام الماضي قال قائد قوات حرس الحدود الأردني، العميد الركن حسين الزيود، إن عمليات التسلل لسوريا من الأردن، والعكس زادت بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة، حيث ارتفعت محاولات المتسللين من الأردن إلى سوريا بنسبة 250% عن العام الذي سبقه، فيما ارتفع عدد محاولات التسلل من سوريا للأردن بنسبة 300%.
ويصل عدد السوريين في الأردن إلى أكثر من مليون و300 ألف، بينهم 600 ألف لاجئ مسجل لدى الأمم المتحدة، في حين دخل الباقي قبل بدء الأزمة السورية، بحكم علاقات عائلية، وأعمال التجارة.
ويعد الأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا استقبالاً للاجئين السوريين وتأثرا بالأزمة منذ اندلاعها في عام 2011، وذلك لطول الحدود البرية بين البلدين، والتي تصل إلى 375 كم.

العراق وسورية والحسابات الإيرانية الخاطئة
تحليل إخباري ــ بشير البكر
لا يختلف اثنان أن إيران باتت قوة إقليمية عظمى، بل هي القوة الإقليمية الوحيدة في المنطقة منذ عشرة أعوام على الأقل، واستفادت في صورة أساسية من غياب طرف عربي قيادي، وعدم جاهزية تركيا للعب دور يتعدى حسابات المصالح الاقتصادية من جهة، ومن جهة ثانية وجود وجهتي نظر داخل حزب “العدالة والتنمية” بشأن التعاطي مع ملفات الشرق الأوسط. فبينما يبدي رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، رغبة زجّ بلاده بقوة، يعارض رئيس الدولة، عبد الله غول، ذلك.

تركّز الحضور الإيراني بقوة في العديد من البلدان العربية: لبنان، سوريا، العراق، اليمن، البحرين. وبفضل النجاحات التي حققتها طهران في مد نفوذها إلى هذه البلدان، أخذ طموحها يذهب للتوسّع نحو بقية البلدان العربية في الخليج ومصر والسودان، وحتى المغرب، وبعض بلدان أفريقيا السوداء.

ويمكن اعتبار عدوان يوليو/ تموز على لبنان سنة 2006، محطة رئيسية. فبفضل فشل إسرائيل في القضاء على “حزب الله”، حققت إيران نصراً كبيراً ساعدها على تعزيز رصيدها في المنطقة، الذي اكتسب للمرة الأولى بعداً شعبياً، من طرف الشارع العربي التواق إلى ردع إسرائيل.

وهناك إجماع في الأوساط الدولية على أن إيران تعرف ما تريد جيداً، ولذلك كانت حريصة في كافة جلسات التفاوض مع مجموعة الدول الست، على أن يتم التفاوض حول حزمة مواضيع. ويقول دبلوماسي فرنسي، شارك في المباحثات مع إيران، إنها كانت تفاوض دائماً وعينها على الدور الإقليمي، وخصوصاً في مسألة أمن الخليج. ويؤكد الدبلوماسي أن الإيرانيين أبدوا مرونة حيال مجموعة من الملفات، لكنهم كانوا يصرون على موقع متميّز في معادلة أمن الخليج. وقد رفضوا مبدأ الشراكة مع الأطراف المعنية من بلدان الخليج، من دون أن يبدوا أي تحفظ على حصة أميركية. وفهم الأوروبيون أن طهران كانت معنية بالتفاهم مع الأميركيين فقط، بسبب قناعة بأن مَن يضمن لها الدور هو واشنطن، وليس غيرها.

ومن الثوابت التي بات متعارفاً عليها، أن هناك تلازماً بين السلاح النووي والدور الاقليمي، فالقنبلة الذرية هي ليست للاستخدام ضد عدو خارجي، بل للردع وحراسة الدور، ولذا يبطل مفعولها في حالين، حين لا يتوفر الدور، وعندما يصبح هذا الدور استحقاقاً لا يمكن لأحد أن يصادره أو يعطله. ومن هنا سر معارضة إسرائيل لحصول إيران على سلاح نووي، لأن إسرائيل تريد الاستمرار في لعب دور القوة الإقليمية الرئيسية في المنطقة من دون تهديد أو منافسة.

رغم كل هذه المعطيات، فإن السلوك الإيراني يخالف كثيراً السياق المنطقي للأمور، وتحديداً في العراق وسورية. ففي الوقت الذي لاقى دعم طهران للمقاومة في لبنان استحساناً كبيراً وتعاطفاً شعبياً واسعاً، فإن اصطفافها إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي في وجه الاحتجاجات الشعبية في البلدين، أفقدها الكثير من رصيدها، ولا سيما أن هذا الموقف لا يمكن تفسيره بعيداً عن الجذر الطائفي. وبغض النظر عن الخسارتين الأخلاقية والسياسية، تشكل وقفة إيران إلى جانب النظام السوري استنزافاً اقتصادياً وعسكرياً، حتى أن الكثير من الأوساط الغربية تعوّل على هذا الاستنزاف في إضعاف إيران على المدى الطويل. وممّا لا شك فيه أن إيران لن تفلح في إبقاء الأسد في الحكم، وربما استفادت منه كورقة في بازار المفاوضات، ولكنها ستخسر سورية وشعب سورية في نهاية المطاف.

الأمر الذي لا يقبل الجدل هو أن إيران غرقت في المستنقع السوري، وأغرقت معها “حزب الله”، الذي يشكل بالنسبة لها أكثر من حليف، وسلوكها اليوم في العراق، من خلال إسناد المالكي الذي يتهاوى أمام الحراك العسكري الآتي من المناطق السنية، هو انحدار نحو نفق جديد لا يقل خطورة عن المأزق السوري. صحيح أن الأمر سوف يختلف بالنسبة لها من الناحية الميدانية بسبب قرب المسافات، ووجود حاضنة شيعية قوية، ولكن الاصطفاف إلى جانب المالكي سوف تكون له كلفة عالية.

قادة فصائل سورية ينفون لـ”العربي الجديد” تعليق “داعش” قتاله
إسطنبول ــ عبسي سميسم
نفى القائد العسكري في “الجبهة الإسلامية السورية”، مضر نجار، مساء الجمعة، لـ”العربي الجديد”، ما نشرته وكالة “رويترز” حول إيقاف تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) لعملياته العسكرية في سورية، موضحاً أن الاشتباكات مع “داعش” تدور على جبهة الريف الشمالي لمحافظة حلب. كما أكد عضو المكتب الإعلامي لـ”تجمع كتائب قبضة الشمال” أبو المجد، أن المعارك مع “داعش” لا تزال على أشدها وعلى جميع الجبهات في شمال سورية، خصوصاً في الجبهات مع الفصائل الكردية (محاور جرابلس والراعي وريف منبج). وأضاف أن الفصائل المشاركة في معركة “نهروان الشرق” تشهد حالات كر وفر مع “داعش”.

وذكر المركز الإعلامي في الرقة أن “داعش” استهدف، مساء الجمعة، قريتي خراب سارونج والكيتكانية، الواقعتين في ريف تل أبيض الغربي بعدد من قذائف “الهاون”، فيما تدور اشتباكات بأسلحة “الدوشكا” و”الشيلكا” بين “داعش” وعناصر “الجبهة الإسلامية” في المنطقة.

وفي مدينة الشدادي في ريف الحسكة، قال الناشط الإعلامي إبراهيم عبد القادر، إنه تمت مشاهدة أعداد من المدرعات وعربات “الهمر” يقودها عناصر “داعش”، وقد دخلت إلى المدينة، مرجّحاً أنها من الآليات العسكرية التي استولى التنظيم عليها من العراق.

وفي محافظة دير الزور، لا يزال “داعش” يحاصر مدينة دير الزور تمهيداً لاقتحامها، بعدما سيطر على الجسر الكبير في المدينة والذي يشكل المنفذ البري الوحيد للأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية مع ريف المحافظة.

وذكر مصدر عسكري، رفض الإفصاح عن هويته، أن “داعش” يحضّر لاقتحام مدينة دير الزور عن طريق كتيبة من المقاتلين الشيشان (قيادة وعناصر) لا تضم أي عنصر سوري. وأضاف المصدر أنه في حال تم إرسال مثل هذه الكتيبة لاقتحام الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، فمن المتوقع حصول مجازر في تلك الأحياء، بسبب عدم وجود عناصر سورية، وهو العامل الذي يحد من وتيرة القتل العشوائي عادةً، وكون الأجانب يتعاملون مع كل مَن يواجهونه على أنه “مرتدّ” ويجب قتله.

داعش: لن يحمى “الوطيس” إلا في بغداد وكربلاء
المدن
حذرت الدولة الإسلامية في العراق والشام، باسم متحدثها الرسمي، رئيس الوزراء العراقي من أن الحساب سيكون في بغداد وكربلاء. وفي الوقت الذي يسارع فيه الغرب لإدانة سيطرة متشددين إسلاميين على مناطق واسعة في العرق، أعلنت إيران أن داعش هي إفراز لتدخلات “الإستكبار”.

وبثت مواقع على شبكة الإنترنت الخميس، تسجيلاً صوتياً للمتحدث الرسمي باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام أبي محمد العدناني الشامي، بعنوان “ما أصابك من شيء فمن الله”، وقد جاء فيه: “هذه رسالة إلى أحمق الرافضة نوري (المالكي) ماذا فعلت بقومك يا أحيمق؟ وما أحمق منك إلا من رضي بك رئيساً وقائداً”. مؤكداً بأن “تصفية الحساب لن يكون في سامراء أو بغداد، وإنما في كربلاء”. العدناني أعلن مقتل “ساعد أبو مصعب الزرقاوي الأيمن” عدنان إسماعيل نجم أبو عبد الرحمن البيلاوي الأنباري، وقال أنه كان “المخطط في المعارك الأخيرة في الأنبار ونينوى وصلاح الدين، والعقل المدبر لهذه الفتوحات والانتصارات الأخيرة”. وأضاف مخاطباً مقاتلي الدولة الإسلامية: “إياكم ان تغتروا بما فتح الله عليكم فتستهينوا بعدوكم فيدول عليكم، إياكم أن تعجبوا بما أفاء الله عليكم من طائرات ودبابات ومدرعات وهمرات ومدافع واسلحة وذخيرة وعدة وعتاد، فليس بها تنصرون فاعتمدوا على الله لا عليها وتوكلوا عليه لا عليها”. وشدد على الجهاد، ومواصلة الزحف فإنه “ما حمي الوطيس بعد، فلن يحمى إلا في بغداد وكربلاء”.

وصرح الرئيس الإيراني حسن روحاني الخميس، بأن إيران ستكافح “العنف والتطرف والإرهاب في المنطقة والعالم”. وكانت إيران قد أكدت أن داعش هي إفراز لتدخلات “الإستكبار”، وأعربت عن استعدادها “لإحباط أي مؤامرة”.
وكان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ قد أكد الخميس، أنه “من الضروري تحقيق تقدم سياسي في العراق يساعد الحكومة على التعامل مع ما يجري”. مشيراً إلى أن ما يحدث بالعراق “يجعل من الضروري التوصل لاتفاقات بشأن سوريا حتى لو لم تحل كل شيء”.

ميدانياً، قال متحدث باسم قوات البشمركة الخميس، إن القوات الكردية تسيطر تماماً على مدينة كركوك النفطية العراقية، بعد أن تخلى الجيش الإتحادي عن مواقعه. وأكد المتحدث أن كركوك بأكملها سقطت في أيدي البشمركة ولم يعد هناك وجود للجيش العراقي في كركوك الآن. ولكن الجيش العراقي نفى ذلك وأعلن عبر وسائل الإعلام المحلية استعادة السيطرة بالكامل على تكريت.

وتضاربت الأنباء الأربعاء، حول سقوط مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين بيد داعش. وزعمت الدولة الإسلامية أنها في طور الدخول إلى مدينة سامراء قائلة: “اشتباكات على مداخل سامراء، عاصمة بني العباس، ولازالت الأسوار تتهدم والدولة تتقدم”. وحول ما قالت إنه “تحرير” سجن التسفيرات بتكريت أشارت داعش إلى “انضمام ما يقارب أربعة آلاف مقاتل اليوم في صفوف الدولة الإسلامية، رغبة من أنفسهم، وهم الأسرى الذين حررتهم الدولة ويتوعدون جنود الهالكي”.

وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان الأربعاء، تصعيد العنف في مدينة الموصل بشمال العراق من جانب “تنظيم ارهابي يحاول زعزعة استقرار المنطقة”. وطالب المجلس بالإفراج فوراً عن رهائن أتراك احتجزهم متشددون إسلاميون مرتبطون بداعش. وأضاف قائلاً “الهجمات الإرهابية الأخيرة يجري ارتكابها ضد‭‭ ‬‬شعب العراق في محاولة لزعزعة استقرار البلد والمنطقة”. وقد يضيف المجلس تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام إلى قائمته للعقوبات الخاصة بالقاعدة، وهو ما سيخضعه لتجميد دولي للأصول. وردد الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون إدانة المجلس قائلاً “يجب عدم السماح للإرهاب، بأن ينجح في تعطيل المسار نحو الديمقراطية في العراق كما حددته إرادة الشعب العراقي”. ‬‬

وعقد سفراء الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي اجتماعاً طارئاً الأربعاء بناءً على طلب تركيا، لبحث الوضع في شمال العراق حيث احتجز متشددون إسلاميون 80 مواطناً تركياً كرهائن. وقال مسؤول بالحلف إن الاجتماع عقد لأغراض الإطلاع على المعلومات، وليس بموجب المادة الرابعة من معاهدة تأسيس الحلف، والتي تسمح لأي عضو بطلب التشاور مع الحلفاء، عندما يشعر بتهديد لسلامته الإقليمية.

من جهتها، تعهدت الولايات المتحدة الأربعاء، تقديم مساعدة عسكرية للعراق، لمحاولة وقف هجوم مقاتلي داعش. إلا أنها استبعدت إرسال جنود إلى العراق. كما لفتت الخارجية الأميركية إلى أنها لم تفاجئ بالهجوم، مذكّرة بأنها أعربت منذ أشهر عن “قلقها” إزاء “التهديد الإرهابي” الذي يشكله هؤلاء المقاتلون على كل المنطقة. كما رفضت الحديث عن أي فشل لسياسة الغرب في العراق منذ أكثر من عقد. وتعهدت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس بأن الولايات المتحدة “ستبذل جهوداً أكبر لتعزيز قدرات شركائها في القضاء على التهديد الإرهابي، من خلال تأمين التدريب والمعدات والدعم اللازم”.

وأكد مسؤول غربي أن العراق أبلغ بشكل غير رسمي الولايات المتحدة، أنه منفتح أمام شن ضربات جوية للقضاء على التهديد الجهادي. وتدرس الإدارة الأميركية خيارات عدة لمساعدة العراق، ومنها إمكانية شن ضربات بطائرات بدون طيار، بحسب المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته. لكن مسؤولاً عراقياً قال إنه لا يعتقد أن الأميركيين لديهم أي اهتمام بمثل هذا الإلتزام الكبير. في إشارة إلى اتفاق إطار استراتيجي وقعته الولايات المتحدة والعراق في العام 2008، يمكن بموجبه لقوات أميركية محدودة أن تشن مثل هذه الهجمات.

تراجع عمليات «داعش» بدير الزور.. و«المرصد السوري» يرجح ترقبه إمدادات من العراق
فصائل المعارضة تواجه صعوبة في إخلاء جرحاها بعد إقفال منافذ عاصمتها
بيروت: ليال أبو رحال
تواجه كتائب المعارضة السورية صعوبات كبيرة في إجلاء جرحاها من مدينة دير الزور، بشرق سوريا، بعد سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) قبل أيام على مدخل المدينة الوحيد الذي كان مفتوحا أمامها، في حين أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس توقف المواجهات التي يخوضها هذا التنظيم مع كتائب المعارضة منذ 4 أيام.

«المرصد» أفاد عن مقتل عنصر من الكتائب الإسلامية وإصابة 34 عنصرا من الكتائب المقاتلة المعارضة بجروح، بعضهم في حالة خطرة وحياتهم مهددة بالخطر، وذلك بسبب إغلاق «الدولة الإسلامية» جسر السياسية، المعبر الوحيد لنقل الجرحى خارج المدينة التي هي العاصمة الإدارية لمحافظة دير الزور المتاخمة للعراق. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أمس، إن عناصر «داعش» لا يقاتلون منذ أربعة أيام، ولا يوجد إلا بعض المناوشات إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب. ولم يستبعد عبد الرحمن أن يكون التنظيم «ربما تفاوض على هدنة مع كتائب المعارضة المنافسة في سوريا على الرغم من أنه ما زال يضرب حصارا على أجزاء من مدينة دير الزور حيث يتحصّن مقاتلو جبهة النصرة أيضا»، مرجحا أن يكون عناصره بانتظار الحصول على إمدادات أسلحة من الجانب العراقي.

وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» قد بدأ هجوما مباغتا في العاشر من شهر مايو (أيار) الماضي على مناطق عدة في شمال العراق وغربه، وتمكن من السيطرة على محافظة نينوى ومناطق كثيرة في محافظتي صلاح الدين وديالى بجانب وجوده في محافظة الأنبار، تزامنا مع توقف المعارك في الجانب السوري، وفق ما أكده المرصد السوري أمس.

ميدانيا، في هذه الأثناء، يخوض مقاتلو المعارضة السورية في دير الزور معارك على جبهتين: الأولى تتركز داخل المدينة مع قوات النظام، والثانية في ريفها الشمالي مع مقاتلي «داعش». وفي حين تسيطر القوات النظامية على غالبية مداخل المدينة والمناطق المحيطة، باستثناء مدخل جسر السياسية، يحاصر مقاتلو «داعش» تقريبا المناطق التي يتمركز فيها مقاتلو المعارضة في دير الزور. ولقد تمكن تنظيم «داعش» في الأيام الأخيرة من الحصول على أسلحة واليات عسكرية من تشكيلاته في العراق، عبر منطقة الهول الحدودية، جنوب شرقي محافظة الحسكة، إلى الشمال الشرقي من دير الزور، حيث لا توجد فيها معابر رسمية. ويقول المرصد السوري إن «السواتر الترابية الموجودة على الحدود في المنطقة قد أزيلت وفتحت معابر غير قانونية يمر السلاح عبرها بشكل يومي».

هذا، وأظهرت صور نشرها مؤيدو التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي معدّات عسكرية تشمل عربات من نوع همفي، الأميركية الصنع يجري نقلها. ونقلت وكالة «رويترز» أمس عن ماثيو هنمان، رئيس مركز دراسات الإرهاب والتمرد في مجلة «جينز»، إشارته في تقرير، إلى أن «استيلاء داعش على أراض عراقية على امتداد الحدود السورية، سيعطي التنظيم حرية حركة أكبر لنقل الرجال والعتاد عبر البلدين». وأردف أن «الأسلحة الخفيفة والثقيلة والعربات العسكرية والأموال التي استولى عليها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أثناء اجتياحهم للموصل ستنقل إلى المناطق الصحراوية في شرق سوريا الذي يستخدمه التنظيم في إطلاق هجماته».

من ناحية أخرى، كان المجلس العسكري الأعلى في «الجيش السوري الحرّ» قد طالب مطلع الأسبوع، الدول الصديقة للمعارضة السورية بدعم فصائله المقاتلة في محافظة دير الزور لمواجهة «داعش»، كما طالبها باعتبار محافظة دير الزور «منطقة منكوبة». وفي سياق متصل، أطلق ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي أمس شعار «دير الزور تستغيث» في يوم الجمعة الذي دأبت فيه المعارضة إجمالا على الدعوة إلى اعتصامات ومظاهرات تحت شعارات مختلفة كل أسبوع لدعم مطالبها.

وفي أنحاء أخرى من سوريا، أعلنت فصائل إسلامية وأخرى تابعة لـ«الجيش الحرّ» تشكيل «غرفة عمليات صدى الشهباء» في ريف محافظة حلب الشمالي، وتضم كتيبة «فرسان الشريعة»، و«لواء أحرار سوريا»، و«لواء النصر»، وكتائب «سيوف الشهباء»، وتجمّع «كتائب سيوف الله الأحرار»، وكتيبة «الشهيد محمد صطوف». وقالت، في بيان مصوّر بثّ على موقع «يوتيوب»، إنها «ستعمل على استهداف مواقع لميليشيات عراقية ولبنانية في مدينتي نبّل والزهراء الشيعيتين، وذلك ردا على قصف قوات النظام للمدنيين في حلب وريفها»، داعية «المدنيين في نبّل والزهراء إلى نبذ الميليشيات المستهدفة». وفي محافظة حلب أيضا، قصف الطيران الحربي بلدات الابزمو وحيان وكفر كرمين ومارع في الريف الشمالي، إضافة إلى أحياء داخل مدينة حلب، ما أسفر عن جرح عدد من المدنيين. وذكرت وكالة «سمارت نيوز» المعارضة أن «الطيران المروحي ألقى برميلا متفجرا على حي الفردوس، ما أوقع عددا من الجرحى، بينهم طفل. كما سقط جرحى في قصف مماثل على حي بستان القصر».

وفي وسط سوريا، ارتفعت حصيلة تفجير السيارة المفخّخة في حي وادي الدهب الذي تقطنه غالبية من الطائفة العلوية في مدينة حمص، قبل يومين، إلى 12 قتيلا بينهم طفل وامرأة وأكثر من أربعين جريحا، وكان الإعلام الرسمي أفاد أول من أمس بمقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو خمسين بجروح.

وفي محافظة درعا، بأقصى جنوب سوريا، سقط خمسة قتلى من «الجيش الحرّ» وجرح عدد آخر من جراء قصف صاروخي قرب بلدة عتمان القريبة من مدينة درعا عاصمة المحافظة. وأفادت وكالة «سمارت نيوز»، بأن القوات النظامية استهدفت بصاروخ حراري، عربة لكتيبة «أحرار اليادودة»، التابعة لـ«لواء المعتز بالله»، قرب مدخل عتمان، ما أدى إلى مقتل خمسة مقاتلين، وجرح عدد آخر. وفي درعا المدينة، اعتقلت القوات النظامية عددا من الشبّان، خلال مداهمتها منازل قرب «مصرف التسليف الشعبي» بمنطقة درعا المحطة، واقتادتهم إلى مقراتها في المدينة الرياضية.

صعود تنظيم داعش
كيف تمكّنت إحدى مجموعات “القاعدة” الخطرة من السيطرة على نصف العراق وسوريا
في السابع من حزيران عام 2006، ألقت القوات الأميركية قنبلة زنتها 230 كلغ على أحد المنازل الواقع على بعد خمسة أميال تقريباً شمال بعقوبة في العراق. أدّت تلك الغارة الى مقتل أبو مصعب الزرقاوي، قائد “القاعدة” في العراق آنذاك. وعلى أثر ذلك انسحب مقاتلو “القاعدة في العراق” نحو شمال محافظة الأنبار لتصرعهم في النهاية القوات الأميركية. في ذلك الوقت، ظنّ العالم أنّ تلك كانت نهاية “القاعدة” في العراق.

في العاشر من حزيران 2014، سيطرت الدولة الإسلامية في العراق والشام أو (تنظيم داعش)- وليد “القاعدة” في العراق- على الموصل، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق، بعد أن هربت القوات العراقية من قواعدها العسكرية مخلّفة وراءها أزياء العناصر الرسمية وأسلحتهم. في 11 حزيران استولى تنظيم داعش على تكريت- مسقط رأس صدّام حسين- وفي اليوم التالي، حثّ مقاتلو داعش الخطى نحو بغداد، مدجّجين بالأسلحة التي تركها الجيش العراقي.

في فترة عام ونيّف، تمكّن تنظيم داعش من أن يصبح أقوى فصيل يقاتل في الحرب الأهلية في سوريا، وأن يسيطر على أجزاء من محافظات الرقّة، وإدلب، وحلب، متفوّقاً على الجيش السوري وعلى قوات المعارضة العلمانية، وعلى الميليشيات الكردية، وجبهة النصرة، وهي الفرع الرسمي للقاعدة في سوريا.

بالإجمال، يسيطر تنظيم داعش اليوم على منطقة واسعة يبلغ عدد سكانها قرابة السبعة ملايين شخص. وخلال هذه الفترة القصيرة، استطاع التنظيم أن يحقّق ما لم تستطع “القاعدة” نفسها تحقيقه: بات على قاب قوسين أو أدنى من تأسيس خلافة، مدمّراً جزءاً من الحدود التي تفصل بين العراق وسوريا.

عام 2013، طُرد تنظيم داعش رسمياً من القاعدة بعد أن رفض زعيمه، أبو بكر البغدادي، أن يطيع أمر رئيس “القاعدة” أيمن الظواهري بالانسحاب من سوريا، مطلقاً بدل ذلك حملة ضدّ “جبهة النصرة”، منافسة داعش. وما إن بات تنظيم داعش والبغدادي يعملان باستقلال حتى باتا طليقين من كل القيود ولم يعد أحد قادراً على ردعهما. حيث سارع التنظيم الى تجنيد آلاف المقاتلين من كافة أنحاء العالم للقتال في سوريا والعراق، وتلقى أموالاً فاقت بكثير ما كانت تتلقاه التنظيمات التابعة للقاعدة المشابهة له، وكسب شعبية إقليمية ودولية.

“لم يتنبّأ أحد بأن يحصل ذلك خلال هذا الوقت السريع”، قال لـNOW الباحث في مؤسسة “هنري جاكسون سوسايتي” روبين سمكوكس. “لكن دعونا لا نخدع أنفسنا. فتنظيم داعش يزداد قوة يوماً بعد يوم. هذا الأمر دأب بعض العلماء على التحذير منه منذ سنوات: بأن هذه مجموعة لديها قدرة بشرية على تنفيذ عمليات إرهابية تزداد قوتها يوماً بعد يوم. وكما يبدو فإن أي جهد دولي للتخفيف من تناميها في العراق لم يُفلح”، كما أضاف.

بالإضافة الى ذلك، يرى المحلّل في صحيفة “الحياة” حسام عيتاني أنّ تنظيم داعش استغلّ الخلافات الطائفية الداخلية في العراق وعدم القدرة على تشكيل حكومة موحدّة. والمشكلة الحقيقية برأيه هي عدم قدرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على القيام بحوار مع القبائل السنيّة. فسوء التفاهم هذا مع القبائل، كما قال، هو ما أدّى الى سقوط الفلوجة بين يدي داعش في كانون الثاني الماضي.

كما أنّ انسحاب القوات الأميركية من العراق عام 2011 سهّل بروز البغدادي كـ”بن لادن الجديد”. “ما إن غادرت القوات الأميركية حتى بات المالكي قادراً على قمع السنّة كما يشاء. وحُلّت مجموعات الصحوة التي كانت قادرة على المساعدة في السيطرة على القاعدة في العراق. وفي ظلّ تهميش السنّة، بات هناك مجال أكبر أمام القاعدة للتحرّك”، شرح سمكوكس. وقال إن الأحداث الجارية في سوريا، ومالي الصومال، وقيام مجموعات جهادية عديدة على صلة بالقاعدة، كل ذلك طغى على الوضع في العراق. وفي الوقت نفسه، كان هناك بعض “التعب من العراق” في واشنطن ولندن بعد حرب العراق. ونتيجةً لذلك، غضّ السياسيون النظر عن التطورات الحاصلة هناك. “يمكننا أن نرى نتيجة ذلك الآن”، شدّد سمكوكس قائلاً.

لكنّه أشار كذلك الى وجود متغيرات قد ترتد سلباً على تنظيم داعش: ذلك أن هذه المجموعة المولودة من رحم القاعدة لم تنجح في حشد أي تأييد شعبي لها، وبالإضافة الى ذلك لم تتمكن من الصمود أمام هجومات الحكومة [والحفاظ على الأراضي التي سيطرت عليها].

وبالفعل، فإنّ تنظيم داعش نفسه يعاني من مشاكل في حكم أراضيه السورية. فوفقاً لأحد الناشطين العلمانيين في الرقّة، إحدى المدن التي يسيطر عليها تنظيم داعش، “الناس اليوم خائفون من داعش أكثر مما هم خائفون من قصف نظام الأسد”، ويضيف لـNOW: “النساء يخشين الخروج من منازلهن خوفاً من احتمال أن يتعرّضن للجلد في الساحات العامة لعدم ارتدائهن الثياب المناسبة. أيدي الرجال تُقطع. كل يوم نصحو على خبر ذبح أحد على يد تنظيم داعش”، وشدّد قائلاً “تنظيم داعش يعمل لمصلحة النظام”.

“أكثرية المدنيين لم يعودوا قادرين على تحمّل ممارسات تنظيم داعش”، قال الصحافي السوري منهل بهريش لـNOW. “لقد تخلّوا عن أهداف مهمة مثل مطار الطبقة والفرقة 17، وانشغلوا في حملات الإعدام للناشطين والصحافيين، متهمينهم بالكفر بالله وبأنهم علمانيون. ففي مدن مثل الرقّة، من المستحيل أن يحظوا بتعاطف الناس معهم”.

إلاّ أنّ عيتاني أشار الى أنّ بعض المجموعات السورية القبلية دعمت البغدادي ومقاتليه على الرغم من طرقهم القاسية في الحكم. “حتى الآن، لا نعلم إن كان ذلك سيحصل في العراق أيضاً. لن تدعم كل العشائر داعش. في مناطق مثل صلاح الدين ونينوى قد يدعمونهم، ولكن توجد كذلك عشائر قد لا تدعمهم”، كما قال.

وأضاف سمكوكس أنّه من غير المتوقع بأن يتوقّف البغدادي هنا. فشعبيته تزداد باطراد بين الجهاديين في المنطقة والعالم، وأحياناً تطغى على شعبية القاعدة والظواهري. “تنظيم داعش هو مجموعة منافسة وهو يتحدّى القاعدة”، قال سمكوكس لـNOW.

في الوقت الراهن من الصعب التكهّن بمن يريد ومن يستطيع أن يوقف داعش من التوسّع أكثر. ويشدّد كل من البهريش وعيتاني على أن تنظيم داعش هو مؤامرة تدبّرها كل من دمشق وطهران، بالتعاون مع الحكومة المدعومة من إيران في بغداد. “نظام المالكي سوف يعمل مع نظام الأسد للترويج لفكرة محاربة الإرهاب لمصلحة المنطقة”، قال البهريش.

وفي غضون ذلك، وفقاً لمصادر عراقية وأميركية، فقد طلب المالكي سراً من البيت الأبيض بأن يقوم بتنفيذ ضربات جوية على المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، ولكن قيل إن طلبه قوبل بالرفض.

“إن سيكون هناك أي تدخّل دولي لردع تنظيم داعش، أعتقد بأنه سيكون على الأرجح إيرانياً وليس غربياً” خلص سمكوكس الى القول.

ساهمت ميرا عبدالله في إعداد هذا المقال
هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية
(ترجمة زينة أبو فاعور)

سوريا.. الجيش الحر يسيطر على عسال الورد
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكر ناشطون سوريون معارضون، السبت، أن الجيش الحر وكتائب المسلحين تمكنت من السيطرة على العديد من المناطق، من بينها “تل الجموع” بمحافظة درعا، الذي يعد منطقة استراتيجية بالنسبة للقوات الحكومية.

فقد نقل المركز الإعلامي السوري أن الجيش الحر تمكن من “تحرير تل الجموع في المنطقة الغربية من محافظة درعا”، الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل غربي المحافظة الواقعة جنوبي البلاد.

وفي وقت لاحق، ذكر الناشطون أن الطيران الحربي شن غارات جوية على المنطقة.

وأشار المركز إلى أن المنطقة كانت من النقاط الاستراتيجية المهمة بالنسبة للقوات الحكومية، حيث كان يستخدمها في التغطية النارية الكثيفة أثناء محاولاتها اقتحام المناطق المجاورة.

وفي القلمون بريف دمشق، تمكن الجيش الحر ووحدات المسلحين من فرض سيطرتهم الكاملة على بلدة عسال الورد بعدما سيطروا على 4 حواجز للجيش السوري خلال “هجوم مباغت”.

وقال الناشطون إن عشرات القتلى من أفراد الجيش السوري ومليشيا حزب الله سقطوا إثر سيطرة “الثوار على حاجزي العوجا والدير” على أطراف البلدة.

وبث الناشطون تسجيلاً مصوراً قالوا فيه إنه لقتلى من القوات الحكومية في مرصد عسال الورد، ولم يتسن لسكاي نيوز عربية التحقق من صحة التسجيل من مصادر مستقلة.

وتحدث الناشطون عن “اشتباكات عنيفة” بين المسلحين والقوات الحكومية على جبهة كراجات العباسين في حي جوبر بدمشق، وأخرى على جبهة قمة تشالما بريف اللاذقية.

20 قتيلا بقصف سوق

وفي حلب، قال ناشطون إن أكثر من 20 شخصاً قتلوا السبت في قصف للقوات الحكومية السورية على أحد الأسواق بمدينة عندان في ريف حلب.

وفي وقت سابق، ألقى الطيران المروحي براميل متفجر على حي الحلوانية ومساكن هنانو وبستان الباشا، وعلى بلدة حريتان بريف حلب الشمالي.

وكان الناشطون قالوا في وقت سابق إن نحو 70 شخصاً قتلوا خلال المعارك والاشتباكات التي وقعت في مناطق مختلفة من سوريا الجمعة، غالبيتهم في ريف دمشق وحلب وحمص.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى