أحداث السبت 17 حزيران 2017
موسكو تعلن قتل البغدادي وواشنطن تشكك
موسكو – رائد جبر واشنطن، لندن، بغداد – «الحياة»
دخلت روسيا بقوة على خط معركة الرقة عبر إعلان وزارة الدفاع أمس، عن توافر «معطيات تدل على مقتل زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي مع عشرات من قادة التنظيم نتيجة غارة روسية نهاية أيار (مايو) الماضي». لكن قيادة التحالف ووزارة الدفاع والاستخبارات الأميركية رفضت تأكيد أو نفي المعلومات الروسية «بسبب غياب الأدلة».
وتباينت المعلومات الروسية حول الغارة، وقلل وزير الخارجية سيرغي لافروف من أهمية التطور، معتبراً أنه «لا داعي للمبالغة في حجم الحدث».
وأصدرت وزارة الدفاع الروسية بياناً أمس، أفاد بأن معلومات توافرت لدى الأجهزة الروسية من قنوات عدة، دلت على أن البغدادي قتل نتيجة غارة استهدفت أحد معاقل التنظيم جنوب الرقة، خلال اجتماع حضره عشرات القياديين في «داعش». وعلى رغم أن الوزارة أكدت أنها «تدرس المعلومات»، لكن لهجة البيان عكست اطمئنان القيادة العسكرية إلى صحة المعطيات التي «تطابقت من مصادر مختلفة».
وأوضحت الوزارة أن الاجتماع «كان مكرساً للبحث في مسارات خروج الإرهابيين من الرقة عبر الممر الجنوبي». وقالت إن قيادة القوات الروسية في سورية تلقت أواخر الشهر الماضي، معلومات عن خطط «داعش» لعقد اجتماع للقادة على المشارف الجنوبية للرقة. و «بعد التأكد من صحة المعلومات حول مكان وزمان عقد الاجتماع تم توجيه الضربة بوساطة طائرات مسيرة، ما أسفر عن قتل قرابة 30 قيادياً ميدانياً في التنظيم، إضافة إلى حوالى 300 مسلح من العناصر والحراس». وأشارت إلى أن موسكو «أبلغت الجانب الأميركي مسبقاً بتوجيه الضربة».
وكان لافتاً أن الوزارة أوردت أسماء عدد من القياديين في التنظيم الذين قتلوا في الغارة، بالإضافة إلى البغدادي وبينهم «أمير الرقة أبو الحاج المصري» و «الأمير» إبراهيم النايف الحاج، الذي كان يسيطر على المنطقة الممتدة بين الرقة ومدينة السخنة، ورئيس جهاز الأمن التابع لـ «داعش» سليمان الشواخ.
وأعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن وزارة الدفاع أبلغت الرئيس فلاديمير بوتين بأنها ترجح مقتل البغدادي في الرقة السورية. لكنه تجنب تقويم التطور في حال صحت المعطيات، وقال إن التقويم التكتيكي والاستراتيجي من صلاحيات المستوى العسكري وليس الكرملين.
وكان رد فعل الخارجية الروسية مشابهاً لجهة التزامه الحذر، إذ قال وزير الخارجية سيرغي لافروف إنه «لا يوجد حتى الآن تأكيد مئة في المئة لتصفية زعيم «داعش» نتيجة الغارة الروسية على الرقة».
ونبه لافروف إلى أنه «لا داعي للمبالغة في أهمية القضاء المحتمل على البغدادي». موضحاً أن «كل الأمثلة لهذا النوع من العمليات كانت دائماً تحظى بقدر كبير من الحماسة وتحاط بضجة، ولكن على رغم ذلك، أثبتت التجربة أن مثل هذه الجماعات سرعان ما كانت تستعيد قدرتها القتالية».
وربطت تعليقات الخبراء العسكريين الروس بين المعطيات عن مقتل البغدادي و «إسهام روسيا المباشر في معركة الرقة»، لجهة أن «الضربة التي وجهتها روسيا كان لها الأثر المعنوي الأكبر في تبديد قوة التنظيم وتفكيك قواعده».
ولكن اللافت أن وسائل الإعلام الرسمية الروسية كانت نقلت في وقت سابق تفاصيل عن احتمال أن يكون البغدادي قتل في غارة نفذها الطيران السوري. بينما أشارت البيانات العسكرية الروسية في نهاية الشهر الماضي، إلى غارات روسية استهدفت قوافل متحركة، ومواقع في ريف الرقة كان عناصر التنظيم انتقلوا إليها.
وفي واشنطن، قال مسؤول في البيت الأبيض «إن الإدارة الأميركية لا تستطيع تقديم أي معلومات عن تقرير وزارة الدفاع الروسية الخاص بمقتل البغدادي، كما أن أي مصدر مستقل لم يؤكد النبأ.
وقال التحالف الدولي ضد «داعش» إنه لا يستطيع تأكيد مقتل البغدادي، بينما قال مسؤولون عراقيون لوكالة «رويترز» إنهم يشككون في التقرير.
وفي بغداد، تضاربت المعلومات حول مصير البغدادي، ورجحت مصادر أمنية عراقية أن يكون البغدادي ما زال يتجول في مناطق جغرافية وعرة قرب الحدود العراقية- السورية.
والبغدادي هو إبراهيم عواد البدري الذي ولد في سامراء ضمن محافظة صلاح الدين عام 1971، أكمل دراسته الجامعية في كلية الشريعة ببغداد، قبل أن يصبح خطيباً في عدد من مساجد محافظة ديالى حيث شكل مجموعة مسلحة بعد 2003 واعتقل بعد ذلك بعام قبل أن ينضم بعد خروجه إلى ما يعرف بـ «مجلس شورى المجاهدين» ثم يصبح مسؤولاً للولايات بعد إعلان تنظيم «دولة العراق الإسلامية» ليصبح أميراً للتنظيم عام 2010 ويعلن نفسه خليفة بعد دخول تنظيمه الموصل وعدداً من المدن العراقية عام 2014.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية خصصت 100 مليون دولار لرأس البغدادي، فيما ترددت الأنباء والإعلانات عن مقتله أو إصابته أكثر من 10 مرات خلال الفترة التي أعقبت هذا التاريخ.
واستبعدت مصادر استخبارية وأمنية عراقية تعرض البغدادي إلى القتل خلال اجتماعه بقرابة 100 من أنصاره خلال غارة جوية روسية، خصوصاً أن البغدادي لا يعقد اجتماعات كبيرة منذ أكثر من عامين، وأنه أوجد نظاماً خاصاً ومعقداً لحركته التي رجحت أنها تمتد في قرى متباعدة على الحدود العراقية- السورية، مستبعدة أن يكون داخل الرقة.
وفي المقابل، ترى المصادر أن البغدادي لم يعد يدير التنظيم بالمعنى الحرفي، وتكشف عن اتفاق حصل في مجلس شورى التنظيم يتضمن إبعاد البغدادي خارج نطاق المعارك والخطر الأمني، خصوصاً أن مقتله مع انحسار سيطرة التنظيم في العراق وسورية قد يطرح أزمة زعامة حادة.
ويرى مطلعون على نمط عمل التنظيم، خصوصاً من وجهاء العشائر، أن أزمة اختيار بديل للبغدادي قد تكون الأبرز في صفوف التنظيم الذي لا يملك وجوهاً بارزة لديها مؤهلات القيادة.
الطوق يشتد حول «داعش» في الصحراء السورية
لندن – «الحياة»
واصلت القوات النظامية السورية أمس توغلها في ريف الرقة وسيطرت على مزيد من القرى والبلدات، مستغلة الوهن الواضح في صفوف عناصر تنظيم «داعش» الذين يحاربون على عشرات الجبهات ويبدون مشغولين حالياً بمنع سقوط مدينة الرقة مركز المحافظة وعاصمة «خلافتهم» في سورية. ويأتي هذا التقدم في وقت تبدو القوات النظامية أيضاً على أهبة إطلاق معركة كبيرة لطرد فصائل المعارضة من حي جوبر آخر جيب لها في شرق دمشق (للمزيد).
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس، إلى تواصل الاشتباكات بين القوات النظامية مدعومة بمسلحين موالين من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، على محاور في الريف الجنوبي لمدينة الطبقة بريف الرقة الجنوبي الغربي. وتابع أن القوات النظامية «حققت تقدماً جديداً وسيطرت على 4 مناطق جنوب طريق السلمية- أثريا- الرقة». وأضاف أنها بهذا التقدم تكون وسعت نطاق سيطرتها على الطريق المار في مناطق صحراوية بطول 24 كلم. وجاء هذه التقدم بعدما سيطرت القوات النظامية و «نخبة حزب الله» قبل أيام على حقل الثورة ومحطة ضخ الثورة القريبة من طريق سلمية- أثريا- الرقة ومن منطقة الرصافة. ويتم بعض هذا التقدم من دون معارك، إذ تُسجّل «عمليات انسحاب متتالية» لتنظيم «داعش» نتيجة القصف المدفعي والصاروخي ومن الطائرات والمروحيات التابعة للقوات النظامية وربما الروسية. وإذا استمر التقدم بهذه الوتيرة، فإن «داعش» سيتعرض لأكبر عملية تطويق في المناطق الممتدة من سبخة الجبول في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وصولاً إلى طريق السخنة- تدمر، مروراً بريف حماة الشرقي وباديتي تدمر الشمالية والشمالية الغربية، ما سيرغمه على الانسحاب قبل اكتمال الطوق أو القتال حتى النهاية.
على صعيد آخر، تحدث «المرصد» عن «انفجار عنيف» هز منطقة «مسجد أبي ذر الغفاري» في إدلب عقب صلاة الجمعة، مشيراً إلى معلومات متضاربة حول ما إذا كان ناجماً عن تفجير شخص نفسَه بحزام ناسف أم تفجير عبوة ناسفة بآلية. وتابع أن التفجير استهدف «قيادياً بارزاً في هيئة تحرير الشام من الجنسية السعودية خلال خروجه من المسجد، ومعلومات مؤكدة عن مقتل أحد مرافقيه». لكن مصادر إخبارية أخرى في المعارضة السورية كشفت أن هذا القيادي هو عبدالله المحيسني القاضي العام لـ «جيش الفتح» والذي كان يلقي خطبة الجمعة في المسجد، وفق وكالة «سمارت» التي قالت إن «انتحارياً» فجّر نفسه عند بوابة المسجد، ما أسفر عن جرح عشرة مدنيين حالة بعضهم خطيرة. وقال بعض المصادر إن القتيل ليس مرافق المحيسني بل الانتحاري.
وكانت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت هذا الشهر تصنيف 59 فرداً (بينهم المحيسني) و12 منظمة مرتبطين بقطر، في قوائم الإرهاب المحظورة.
وفي زوريخ (رويترز)، أحبطت المحكمة الأعلى درجة في سويسرا أمس الجمعة محاولة مصرف سورية المركزي لرفعه من قائمة عقوبات سويسرية، تهدف إلى الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لتظل أصول البنك مجمدة. وقالت المحكمة الاتحادية إنها لا ترى أي مبرر للنظر في طلب استئناف من البنك المركزي ضد حكم أصدرته المحكمة الإدارية الاتحادية السويسرية في 2014 وأبقى المصرف السوري على قائمة العقوبات.
وتبنت سويسرا القائمة في 2011 تماشياً مع إجراء أوروبي.
وتشير بيانات حكومية إلى أنه تم تجميد أصول في سويسرا بقيمة نحو 115 مليون فرنك سويسري (118 مليون دولار) مملوكة لمؤسسات وأفراد سوريين ومدرجة على قائمة العقوبات. ولم توضح البيانات ما يخص البنك المركزي من هذه الأصول.
القوات العراقية تسيطر على معبر حدودي مع سورية
بغداد – رويترز
قال بيان عسكري عراقي اليوم (السبت) أن الجيش العراقي ومقاتلين داعمين له طردوا تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من منفذ الوليد على الحدود مع سورية.
وقال البيان أن طائرات من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وقوة جوية عراقية شاركت في العملية.
ومنفذ الوليد قريب من التنف وهو معبر حدودي بين سورية والعراق، حيث ساعدت قوات أميركية مقاتلين من المعارضة في محاولة استعادة السيطرة على المنطقة من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» الفارين. وتتمركز قوات أميركية في التنف منذ العام الماضي.
قتلى «أجانب» في درعا والقوات النظامية «تُمهّد لإنهاء» وجود الفصائل شرق دمشق
لندن – «الحياة»
استمرت المعارك في مدينة درعا بجنوب سورية أمس، وسط معلومات عن مقتل عناصر من الميليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب القوات النظامية التي تستعد على ما يبدو لهجوم وشيك لإنهاء وجود المعارضة المسلحة في الأحياء الشرقية لدمشق. وفيما أعلنت فصائل معارضة أنها دمّرت طائرات مروحية في مطار عسكري في بادية السويداء (جنوب)، تحدثت تقارير عن إنشاء قاعدة روسية في محافظة حماة (وسط البلاد)، في حين ترددت أنباء عن تفجير قد يكون انتحارياً استهدف عبدالله المحيسني أحد المراجع الشرعية الأساسية لـ «هيئة تحرير الشام» التي نشأت عن اتحاد «جبهة النصرة» (فرع «القاعدة» سابقاً) وفصائل إسلامية أخرى.
وأعلنت فصائل من «الجيش السوري الحر» ومجموعات إسلامية، أمس الجمعة، مقتل خمسة عناصر من الميليشيات الأجنبية الموالية لقوات الحكومة السورية بالإضافة إلى عنصرين من هذه القوات خلال المعارك في محيط مدينة درعا. ونقلت وكالة «سمارت» عن «غرفة عمليات البنيان المرصوص» التي تضم فصائل عدة في مدينة درعا تأكيدها في بيان قتل «مستشار إيراني» وعنصر من «ميليشيات لبنانية» («حزب الله») وثلاثة عناصر من أفغانستان، من دون تحديد زمن ومكان مقتلهم.
ونقلت الوكالة أيضاً عن ناشطين، إن طائرات حربية يرجح أنها للقوات النظامية شنت ثلاث غارات على أحياء درعا البلد، ترافقت مع إلقاء طائرات مروحية 14 برميلاً متفجراً على الأحياء ذاتها التي قُصفت بـ14 صاروخ «أرض-أرض» من نوع «فيل». كذلك قصفت طائرات النظام الحربية والمروحية منطقة اللجاة شمال شرقي درعا.
في غضون ذلك، أفادت «شبكة شام» الإخبارية بأن فصيل «جيش أسود الشرقية» استهدف بعد منتصف الليلة قبل الماضية مطار بلي العسكري الواقع في ريف السويداء الشرقي، بأكثر من 100 صاروخ «غراد» ما أدى إلى تدمير 6 طائرات مروحية في أرض المطار. وتابعت أن الاستهداف أدى إلى تدمير مستودع للذخيرة وبراميل متفجرة داخل المطار «حيث سمعت أصوات انفجارات قوية جداً على مسافة أكثر من 60 كلم في محيطه، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من داخل المطار». ولفتت إلى أن «هذه المرة الثالثة التي يتم استهداف المطار فيها خلال أقل من أسبوع بعشرات من صواريخ غراد، ولكن هذه المرة كانت الأعنف وحققت إصابات مباشرة»، مشيرة إلى أن طائرات حربية روسية أو تابعة للقوات النظامية السورية ردت بشن عشرات الغارات على المناطق التي تم إطلاق الصواريخ منها، وتحديداً على تل المسطيمة ومحيطها.
وذكرت «شام» أن مطار بلي يُعد أحد أهم المطارات التي تستخدمها القوات النظامية في قصف الجنوب السوري (درعا والقنيطرة) حيث يوجد فيه قرابة 8 طائرات مروحية تشارك يومياً في عمليات القصف، وفيه مهبط للطائرات الحربية ومستودعات للذخيرة بما في ذلك مخازن البراميل المتفجرة.
وكان «جيش أسود الشرقية» تبنى قبل أسبوع تدمير طائرة حربية في مطار الضمير العسكري بالقلمون الشرقي بعد استهدافها بصاروخ موجه، وتبنى قبل قرابة 10 أيام إسقاط طائرة حربية من نوع «ميغ 21» في منطقة تل دكوة ونشر صوراً لحطام الطائرة وجثة الطيار.
على صعيد آخر، أشارت «شام» إلى أن مواقع إعلامية روسية تداولت صوراً قالت إنها لقاعدة عسكرية روسية يتم تجهيزها بريف حماة الشمالي، مهمتها مراقبة اتفاق «خفض التصعيد»، وذلك ضمن البنود المتفق عليها بين الدول الراعية للاتفاق (إيران وتركيا وروسيا). وأضافت أن من المتوقع أن يدعم المعسكر بمعدات عسكرية وقرابة 500 عنصر من القوات الروسية، مشيرة إلى أنه يتم تجهيز 8 من الخيم العسكرية المخصصة للإقامة. لكن لم يتم تحديد الموقع الذي يتم بناء المعسكر فيه.
ولفتت «شام» إلى أن مصادر ميدانية في ريف حماة الشمالي الغربي أكدت أن القوات النظامية والميليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانبها بدأت برفع سواتر ترابية على نقاط التماس بين مناطقها ومناطق سيطرة فصائل المعارضة، مضيفة أن ذلك يمكن أن يكون «بداية تطبيق بنود اتفاق خفض التوتر». ونقلت عن المصادر ذاتها أن «العديد من الجرافات العسكرية» التابعة للقوات النظامية «بدأت برفع سواتر ترابية يصل ارتفاعها لأكثر من 5 أمتار في قرى سهل الغاب» تفصل مناطق سيطرة الحكومة عن قرى الحاكورة وقبر فضة والكريم والأشرفية والرملة، فيما رصد ناشطون مد أسلاك شائكة في منطقة المغير بالريف الشمالي لحماة.
وفي محافظة حماة، تعرض «الشرعي» في «هيئة تحرير الشام» عبدالله المحيسني لمحاولة اغتيال أثناء خروجه من مسجد أبو ذر في مدينة إدلب عقب صلاة الجمعة أمس، بحسب ما أوردت «شام» التي نقلت عن «ناشطين في إدلب» قولهم: «إن انفجارات عدة سمعت من جهة مسجد أبو ذر بمدينة إدلب، رُجّح أن سببها انتحاري فجّر نفسه، أو دراجة نارية مفخخة، أثناء خروج الشيخ عبدالله المحيسني من صلاة الجمعة، ما أدى إلى إصابة تسعة مدنيين من المصلين بجروح، ونجاة المحيسني» الذي ترددت أنباء عن مقتل أحد مرافقيه.
حي جوبر
إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية واصلت تصعيد قصفها منذ أول من أمس على حي جوبر الواقع في الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، مشيراً إلى تنفيذ الطائرات الحربية منذ صباح أمس ما لا يقل عن 17 غارة استهدفت الحي ليرتفع بذلك إلى 27 على الأقل عدد الغارات التي استهدفت الحي خلال الساعات الـ24 الماضية، بالإضافة إلى استهدافه بنحو 20 قذيفة مدفعية وصاروخية وستة صواريخ من نوع أرض- أرض. وتابع أن هذا التصعيد للغارات والقصف على شرق دمشق «يأتي كتمهيد لتنفيذ قوات النظام عملية عسكرية تتحضر لها لإنهاء تواجد الفصائل المقاتلة والإسلامية في شرق العاصمة… عبر التقدم في حي جوبر وإجبار الفصائل على الانسحاب إلى الغوطة الشرقية». ولفت «المرصد» إلى أن التصعيد الذي بدأ الأربعاء جاء بعد 52 يوماً من الهدوء على جبهة حي جوبر، كما أنه «أول تصعيد من نوعه منذ انتهاء عملية التهجير وخروج آخر دفعة من الأحياء الشرقية للعاصمة في 29 أيار (مايو) الجاري».
وقال شاهد لـ «رويترز»، إن ضربات استهدفت الخميس الغوطة الشرقية التي تضم بساتين ومزارع خارج دمشق بعد سقوط قذيفتين على الأقل على حي القصاع في العاصمة.
وذكر مصدر في الجيش السوري الأربعاء أن الجيش استولى على حقل آراك النفطي ومحطة للضخ شرق تدمر في إطار الهجوم لفك الحصار عن جيب في دير الزور يطوقه تنظيم «داعش» المتشدد. وذكر الإعلام الحربي التابع لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع الحكومة السورية أن الجيش السوري سيطر على حقل الثورة النفطي جنوب الطبقة في شمال سورية. وأفاد الإعلام الحربي في تقرير آخر أمس بأن الجيش السوري «واصل تقدمه جنوب أوتوستراد أثريا- الرصافة- الرقة بريف الرقة الجنوبي الغربي وسيطر على قرى صهاريج الوهاب وجب الأفادوس وجب مشرفة».
محللون: الأسد يكمل رسم «سوريا المفيدة» في معارك حوران
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: دأب بشار الأسد على ترديد مصطلح سوريا المفيدة منذ 2015 عندما أفصح عن المصطلح لأول مرة وأعلن فيه محتواه أيضاً، حيث قال إن: «سوريا لمن يدافع عنها وليس لمن يحمل جنسيتها»، وإن من يدافع عنها حسب الأسد هم أولئك الشيعة الإيرانيون والعراقيون والأفغان واللبنانيون، الذين استقدمهم لحماية كرسيه من خلال تأمين مصالح إيران الشيعية على حساب أولئك الذين يحملون جنسية البلاد من الثوّار الذين يمثلون فئات كبيرة من الشعب السوري، وهم من فئة المسلمين «السنة» على الغالب، فقد استبدل بشار شيعة إيران ولبنان والعراق وأفغانستان بالمسلمين السنة أصحاب الأرض والحق في تملكها.
ورأى المحلل السياسي العقيد محمد العطار في تصريح خاص لـ»القدس العربي»، «أن بشار الأسد يكمل اليوم وبمساعدة روسيا وإيران رسم وهندسة حدود تلك الدولة التي بشّر بها، بمساندة الميليشيات الطائفية، فمعركة درعا هي محاولة منه لمد حدود تلك الإمارة المفترضة لتصل إلى حدود الأردن، ويقسم بها منطقة حوران إلى منطقتين شرقية وغربية، الخاضعتين أصلاً لفصائل المعارضة، لما سيجني النظام بتقسيمها من مكاسب عظيمة».
وأضاف «أن معارك درعا ستمكن النظام من الوصول إلى أهدافه في تقسيم حوران إمعاناً منه في تجزئة الثورة وشرذمتها، محاولاً إنهاء جـذوة الثـورة في درعا، وسـتكون ضربة قاسمة للمرحلة الحرجة التي تمر بها الثورة السورية، بينما القوات الحليفة بقوام إيراني ودعم روسي، تحاول منذ شهر ونيف الوصول إلى معبر التنف الذي يصل العراق بسـوريا تنفـيذاً لمخـطط الهـلال الشيـعي الإيراني».
وقال الإعلامي عبد الحي أحمد من درعا في تصريح خاص لـ «القدس العربي» إن: مقاتلي فصائل الجنوب وبعد خمود جبهاتهم ضد قوات الأسد لعام كامل أثبتوا خلال معركة حي المنشية أنهم قادرون على الصمود، مضيفاً أن هناك دفعات معنوية كبيرة شكلها التقدم في الحي لهؤلاء المقاتلين، كما أن الدعم العسكري لفصائل الجبهة الجنوبية والرغبة الدولية بالتصدي لهذه الحملة يعني الكثير على الأرض وبالأخص أن أبناء وأهالي محافظة درعـا يعلمون خطورة وصول الحلف الإيراني إلى الحدود الأردنية، مما يعني القتال حتى الرمق الأخير وحتى كسر هذه الحملة «المحدودة زمنياً»، إن تلقوا الدعم بالأسلحة النوعية، كما حصل قبل أيام بالطائرات المسيرة المفخخة».
وتحدث عن إرادة الحلف الإيراني السوري للوصول إلى الحدود الأردنية، قائلاً: «بالطبع هو يريد الوصول للحدود والسيطرة على المعابر لكن التوقيت غير مناسب، لكن إن حدث أي انهيار فهو لن يوفر ذلك، إلا أن الهدف الأسمى هو استنزاف فصائل الجنوب وتشتيتهم، أما عيون الحلف فتتجه إلى الريف الغربي لدرعـا وهو الهدف الرئيسي والتقدم فيه للوصول إلى تل الحارة الإستراتيجي، والتوغل قدر الإمكان لتوسيع مناطق النفوذ في مثلث الموت».
لماذا نشرت واشنطن منظومة راجمات صاروخية جنوب سوريا؟
عبد الرزاق النبهان
حلب ـ «القدس العربي»: أكد مسؤولون في الجيش الأمريكي مؤخراً، نشر منظومة الراجمات الصاروخية المتعددة «HIMARS» في جنوب سوريا، والتي تهدف وفق مراقبين إلى تعزيز قاعدة «التنف» العسكرية، الواقعة عند مثلث الحدود العراقية السورية الأردنية، وذلك عقب استيلاء ميليشيات إيران على مناطق عدة في البادية السورية ووصولها إلى الحدود العراقية.
ويقول العميد أحمد رحال إن المنظومة الصاروخية المحمولة هيمارس المضادة للدروع، والتي يترواح مداها ما بين 30 و300 كم سيصل مداها لـ480 كم وتتميز بالدقة العالية بإصابة الهدف، وهي ليست جديدة على سوريا فقد تم استخدامها من داخل الاراضي الأردنية بالتمهيد الناري ضد تنظيم الدولة أثناء تحرير التنف.
وأضاف لـ «القدس العربي» أن هذه المنظومة موجودة في الشمال السوري من قبل الامريكان لدعم ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، لكن الدفع بها لداخل التنف الآن هو لتأمين جاهزية قتالية عالية، والتدخل لحماية الجنود والمدربين الامريكان والبريطانيين والنرويجيين، بالإضافة إلى تقليل الاعتماد على الطيران الذي يحتاج لوقت لزجه في المعركة.
ويعتقد رحال أن نشر المنظومة الصاروخية يخضع للتوافقات الروسية الأمريكية، خاصة بعد اجتماعين عقدا في عمان، حيث ظهر بتلك الاجتماعات تراخي الموقف الأمريكي لصالح إيران والنظام.
وأضاف أن التصريحات الأمريكية لا تتعارض مع وجود رمزي للنظام على معابر الأردن، وبالتالي لن تمانع أمريكا بوجودهم أيضاً على حدود العراق، فأمريكا الآن تساير إيران وروسيا ريثما تنتهي من معركة الرقة وبعدها قد نجد مواقف أمريكية أكثر صرامة.
وقال الباحث السياسي جلال سلمي لـ»القدس العربي»: إن نشر منظومة الصواريخ في جنوب سوريا يهدف إلى الامتثال لمبدأ فرصة التكاليف البديلة، الذي يعني اختيار الفرصة الأفضل من أجل تحقيق أكبر مكاسب، فالولايات المتحدة تريد الحفاظ على أمن الدول المحيطة من خلال فرصة السيطرة على الحدود وليس من خلال فرصة تحقيق السيطرة الجغرافية المباشرة المكلفة.
وأضاف، هناك رغبة أمريكية في احتواء إيران وميليشياتها في سوريا عبر التوافق مع روسيا التي لها دور أساسي في اندفاعها للسيطرة على الحدود وليس المناطق الداخلية.
وحسب سلمي، فإن الولايات المتحدة على ثقة تامة بعدم نجاح أو قدرة الفصائل السورية في الجبهة الجنوبية على تحقيق سيطرة وإدارة ناجعة للمنطقة، لذلك الولايات المتحدة تفضل سياسة التوافق مع الدول المعنية بالشأن السوري على سياسة حرب الوكالة.
وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب تبحث عن أي نجاح تواجه به الجبهة المؤسساتية الداخلية من خلال احتواء الأزمة السورية بشكل سريع، ويمكن أن تسجل الإدارة الأمريكية نجاحاً يزيد من ثقة الكونغرس بها وبالتالي تزداد قوتها أمام حكم المؤسسات التكنوقراطية ذات التأثير القوي في عملية صياغة القرار الأمريكي.
وحسب مراقبين، فإن خطوة الولايات المتحدة الأمريكية في نشر منظومة الصواريخ جاءت للحد من تقدم قوات الأسد والميليشيات الموالية له نحو التنف التي تمثلت في وصولها إلى الحدود السورية العراقية، بالرغم من التحذيرات الأمريكية من الاقتراب نحو المعبر الذي يربط سوريا بالأردن والعراق والتي ترجمتها عبر شن ثلاث ضربات جوية استهدفت أرتالاً لقوات الأسد والميليشيات التي تقاتل بجانبها بإشراف إيراني.
حلب: غليان شعبي ضد مليشيات النظام
خالد الخطيب
تشهد المناطق التي تسيطر عليها مليشيات النظام في محافظة حلب حالة فلتان أمني غير مسبوق، ويسود الاحتقان بين الناس جراء الانتهاكات المستمرة من قبل المليشيات التي باتت تقتل وتسرق وتفرض الغرامات وتختطف من أجل الفدية، عدا عن حالات الاغتصاب المتكررة، في ظل شراكة وثيقة تربطها مع مؤسسات النظام الأمنية.
واختطفت مجموعة مسلحة من عناصر المليشيات، الخميس، سناء ذكرت (17 عاماً)، من السوق الشعبية في حي سيف الدولة في مدينة حلب، واقتادها الخاطفون إلى بناء سكني تسيطر عليه المليشيا، وتناوب 9 من أعضاء المليشيا على اغتصاب الفتاة. وقبل يومين اختطفت شهد عابدين، 16 عاماً، وهي في طريق عودتها إلى المنزل في حي الشيخ خضر، برفقة إحدى قريباتها، وما يزال مصيرها مجهولاً حتى الآن. وشهد حي الميدان حادثة اغتصاب لفتاة قاصر، الأربعاء، قالت صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل إن مجموعة مسلحة لاذت بالفرار بعدما ارتكبت جريمتها، وقيّدت الجريمة ضد مجهول كما جرت العادة في جرائم المليشيات المتواصلة بحق أهالي حلب.
وشهدت أحياء الحيدرية والفرقان ومساكن هنانو، منذ بداية حزيران/يونيو حوادث دهس لأطفال ونساء وكبار في السن، قتلوا بعدما صدمتهم سيارات يقودها عناصر المليشيات، أو سيارات نقل عام “ميكروباصات” تديرها المليشيات داخل المدينة. طبيبة الأسنان تارلا فوسكيان قتلت في 8 حزيران بعد دهسها من قبل عنصر تابع لـ”النمر” أثناء عبورها الطريق العام بالقرب من جامع التوحيد، وهي في طريقها إلى عيادتها في حي العزيزية.
عنصر تابع لمليشيا شيعية، قَتَلَ في 11 حزيران، الطفل أحمد جاويش، 12 عاماً، في حي الموكامبو، بعدما طلب الطفل من القاتل أن يشتري منه العلكة. عضو المليشيا أطلق الرصاص من مسدسه على رأس الطفل، وسط ذهول المارة. وتتكرر حوادث القتل والشروع بالقتل بحق أهالي المدينة على يد عناصر المليشيات، والكثير من حوادث القتل تبقى مجهولة، ولا يتم الحديث عنها بسبب الخوف من الانتقام.
وللمرة الأولى منذ اندلاع الثورة السورية يخرج الحلبيون الموالون للنظام عن صمتهم، في مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت مؤخراً مئات الصفحات الشخصية والعامة باسماء مستعارة في “فايسبوك”، يديرها ناشطون موالون في مدينة حلب، تتناول جرائم المليشيات في مدينة حلب، وفساد أجهزة الأمن التابعة للنظام. وتتهم تلك الصفحات أجهزة الأمن بأنها شريكة للمليشيات وباتت تصفها بـ”دواعش الداخل” أو “الشبيحة”. لكن استياء الحلبيين الموالين ما زال خجولاً في ظل الخوف المتحكم بهم. وقد وصلت بهم الأمور إلى أن يشاهدوا جرائم القتل والخطف تحدث أمام عيونهم من دون أن يبادروا بأي تصرف، أو على الأقل محاولة انقاذ الضحايا. الطفل أحمد جاويش، ظل ينزف لأكثر من نصف ساعة، وعشرات المارة يتابعون المشهد، ولم يتجرأ أي منهم على اسعافه.
وتتحكم المليشيات في كامل مفاصل الحياة في مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب، وبرعاية مباشرة من مسؤولي النظام. وقد حوّلت مختلف القطاعات الخدمية إلى قطاعات استثمارية، لابتزاز المدنيين وسرقة أموالهم. وتدير كل مليشيا مسلحة نوعاً من الخدمات والمرافق العامة، تتقاسم ريعها مناصفة مع أجهزة النظام الأمنية في حلب، كـ”الأمن العسكري” و”الأمن السياسي” و”المخابرات الجوية” و”فرع حزب البعث” و”مجلس المحافظة”.
مليشيا “لواء الباقر” باتت تدير قطاع النقل داخل المدينة، من خلال اسطول كبير من سيارات “الميكروباص” التي تغطي كامل المدينة بقسميها الغربي والشرقي. وينحدر معظم السائقين من عشائر محلية كانت تقاتل في صفوف النظام والمليشيات. ويعود ريع خدمات النقل إلى مليشيا “الباقر” بالتعاون مع “إدارة شرطة المرور” و”الأمن العسكري”. ويشكو أهل حلب من سوء معاملة سائقي سيارات النقل العامة، ويتهمونهم بارتكاب جرائم قتل عمد، وعمليات دهس مقصودة، واستخدام سيارات النقل العامة في عمليات الخطف والسرقة التي تجري بشكل يومي في مختلف أحياء المدينة.
وعلى الرغم من دعاية النظام المستمرة حول إعادة ضخ المياه إلى حلب من نهر الفرات بعد انسحاب تنظيم “داعش”، وتسلم النظام لمحطات الضخ الرئيسية، إلا أن أزمة المياه ما تزال مستمرة من دون أي مبرر مقنع. ويقول أهل حلب إن المليشيات تتعمد تعطيل محطات الضخ، ونقاط التوزيع داخل المدينة، لتحافظ على دخلها من بيع المياه، فقد وصل سعر 1000 لتر من الماء في شهر رمضان إلى 2000 ليرة سورية (الدولار 500 ليرة).
وما زال أهل حلب يعتمدون بشكل رئيسي على المولدات للحصول على الكهرباء، وبأسعار تتجاوز 1500 ليرة للأمبير الواحد. والمولدات هي ملك للمليشيات التي تحرص على عدم توصيل الكهرباء إلى المدينة.
المساعدات الإنسانية المخصصة لمئات الآلاف من أهالي حلب تستولي عليها المليشيات، وتشكو الجمعيات الخيرية المحلية من عمليات السلب التي تتعرض لها مستودعاتها. وعيّنت المليشيات في كل حي مسؤولاً إغاثياً يتم من خلاله حصرياً توزيع أي حصص غذائية في الحي. وفي العادة تكون الفئات المستهدفة من التوزيع هي عائلات عناصر المليشيات، ولا تحصل العائلات التي ليس لديها أبناء في المليشيات على أي إعانة غذائية من أي نوع.
وفي ريف حلب الواقع تحت سيطرة النظام، يغيب دور فروع الأجهزة الأمنية الرسمية، لصالح المليشيات المسلحة المحلية التي تم إنشاؤها بالشراكة مع مليشيات كبيرة. وأصبحت مناطق ريف حلب عبارة عن إقطاعات تديرها المليشيات عبر وكلاء محليين. مليشيات “لواء الباقر” و”النمر” في ريف حلب الشرقي، ومليشيات “حزب الله” و”لواء القدس” في ريف حلب الشمالي، والمليشيات العراقية والأفغانية في ريف حلب الجنوبي. ومهمة المليشيات المحلية هي احكام القبضة الأمنية على المناطق التي تديرها، وتسخير قدراتها المالية والبشرية في خدمة المليشيات.
وأمام الاحتقان الشعبي المتزايد يحاول النظام الحد من سلطة المليشيات عبر تمكين أجهزته الأمنية في ظل الغياب شبه الكامل لدور “الشرطة العسكرية الروسية” التي انسحب جزء كبير منها خلال الشهر الماضي. فرع “حزب البعث” في حلب أصدر تعليمات جديدة، مؤخراً، تخص مليشيا “كتائب البعث” المنتشرة داخل المدينة، وتضمنت التعليمات، منع عناصرها من التجول باللباس العسكري داخل المدينة، ومنع حمل السلاح خارج المقرات، ومنع التجوال بالسيارات والسلاح، وعدم استخدام الآليات من دون لوحات، ومنع قيادة الدراجات النارية من دون مهمة رسمية موقعة من أمين الفرع.
وتناقل ناشطون وإعلاميون محسوبون على النظام في حلب، الخميس، خبر وصول قائد “شعبة المخابرات العامة” اللواء ديب زيتون إلى حلب. ومن المقرر أن يتولى زيتون ملف الفلتان الأمني وتجاوزات المليشيات في حلب، بحسب الأنباء التي يتم تناقلها. إلا أن الحلبيين قللوا من أهمية الأخبار الجديدة التي يروجها النظام، واعتبروا القرارات الجديدة مجرد خدع وتضييع للوقت. وهذه الخطوات لا يمكن أن تكون فعالة في ظل الشراكة المعلنة بين الأجهزة الأمنية والمليشيات.
ناشطون موالون للنظام في حلب أكدوا أن كبار المسؤولين في حلب متورطون بشكل مباشر بما يجري في المدينة على يد المليشيات، لذلك لن تنجح محاولات النظام للتهدئة. وتحدث الناشطون عن تدخل مسؤولين وأعضاء من “مجلس الشعب” لإخراج المتهم بالاعتداء على لاعبي “نادي الاتحاد” محمود معراوي، الذي قام بإطلاق الرصاص على أعضاء النادي وضربهم بالسكين. فمعراوي محسوب على إحدى المليشيات العشائرية في المدينة التي يديرها أعضاء في “مجلس الشعب”.
محاولة اغتيال المحيسني..و”لائحة الإرهاب” الخليجية
فجّر انتحاري يحمل حزاماً ناسفاً نفسه بسيارة الداعية السعودي عبدالله المحيسني، أحد قضاة “هيئة تحرير الشام” والمقرب من “جبهة فتح الشام/النصرة”، على بعد أمتار من بوابة جامع أبي ذر الغفاري وسط مدينة إدلب.
وكان المحيسني ضمن حلقة دعوية في المسجد الذي أقام فيه خطبة الجمعة، ولدى خروجه من المسجد وصعوده مع مرافقته إلى سيارته المصفحة، حوالى الساعة الثانية والنصف بعد ظهر الجمعة، فجّر الانتحاري نفسه.
وأدت الشظايا المتناثرة إلى مقتل شخصين وإصابة عشرة بين المدنيين صودف تواجدهم في المكان الذي يضم سوقاً شعبية صغيرة. ومعظم المصابين من أصحاب البسطات، ومنهم أربعة أطفال بينهم حالتين بالغتي الخطورة.
ونجا المحيسني، ومرافقوه، بفضل تواجدهم داخل السيارة المصفحة التي تأذت بشكل جزئي. وكان انفجار آخر قد ضرب محيط “معمل الكونسروة” في أطراف مدينة إدلب الغربية قبيل حادثة المحيسني بنحو نصف ساعة. كما كانت فرق الدفاع المدني والإطفاء والإسعاف قد انشغلت بإخماد حريق ناجم عن انفجار قنبلة يدوية في حي الثورة، ناتجة عن لعب طفل بها.
المكتب الأمني في “هيئة تحرير الشام” أعلن بعد منتصف ليل الجمعة/السبت، عن إلقاء القبض على خلية أمنية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” غربي مدينة إدلب، بعد إطلاق نار ادى إلى مقتل أحد عناصر الخلية واعتقال الأخرين. كما دوّت أعيرة نارية جراء اشتباك في محيط حي الجامعة بين القوى التنفيذية التابعة لـ”جيش الفتح” وبين مجموعات تابعة لـ”هيئة تحرير الشام/قطاع البادية” التابعة لـ”الأمير” أبعبدو.
ورغم أن المهاجرين السعوديين يشغلون مواقع مهمة في تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلا أن المحيسني هو السعودي الوحيد الذي ورد اسمه في “قوائم الإرهاب” التي أصدرتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر وضمّت 59 فرداً و12 منظمة، في ظل الأزمة الخليجية الراهنة.
والمحيسني دخل إلى سوريا في العام 2013، ونجا من محاولات اغتيال متعددة، وأصيب أكثر من مرة كان أخرها في 8 حزيران/يونيو الحالي، بعد خلاف بين “هيئة تحرير الشام” و”فيلق الشام”. وكان الداعية السعودي حينها من ضمن وساطة أفضت إلى إطلاق سراح أبوعبد الله الصيدلي، وأثناء مروره على حواجز الطرفين التي كانت في حالة استنفار واشتباك في محيط بلدة كفرنبل جنوبي إدلب، اصيب بطلق ناري في ساقه.
موسكو تتهم واشنطن بنشر نظام ‘هيمارس’ لضرب القوات السورية
مسؤول دفاعي أميركي يؤكد أن بلاده نشرت بطاريات هيمارس المتطورة في جنوب سوريا لتدريب مجموعات محلية سورية تقاتل تنظيم داعش.
واشنطن- اتهمت روسيا الخميس الولايات المتحدة بنشر صواريخ تستهدف الجيش السوري في التنف بجنوب سوريا. واكدت الولايات المتحدة انها نشرت تلك الصواريخ من دون ان تحدد الهدف من خطوتها هذه.
واكد مسؤول دفاعي اميركي ان الولايات المتحدة نشرت بطاريات هيمارس المتطورة في جنوب سوريا قرب التنف حيث ينتشر جنود اميركيون لتدريب مجموعات محلية سورية تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية.
وتقع التنف على طريق دمشق بغداد على الحدود مع العراق وعلى مسافة غير بعيدة من الحدود الاردنية. والولايات المتحدة قلقة لوجود قوات موالية للنظام السوري على بعد عشرات الكيلومترات من التنف، وكانت أعلنت سابقا انها ستعزز مواقعها في مواجهة “التهديد” الذي تُمثله تلك القوات.
وقصفت طائرات اميركية مرارا عناصر تابعة لتلك القوات المدعومة ايرانيا بحسب واشنطن. في 18 مايو، اوقفت مقاتلات اميركية تَقَدّم هذه القوات نحو التنف عبر قصف قافلة كانت تقترب من المدينة ما اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وهيمارس نظام مدفعي صاروخي متحرك على متن شاحنات، سبق ان تم نشره في العراق وسوريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
ويُطلق النظام صواريخ موجهة عبر نظام جي بي إس يصل مداها الى 70 كلم. وهو قادر ايضا على اطلاق صاروخ صغير موجه ايضا عبر “جي بي إس” ويصل مداه الى 300 كلم.
ويُتيح هيمارس خصوصا شن ضربات محددة، حتى في حال لم تسمح الاحوال الجوية للطائرات، ومنها الطائرات بلا طيار، من القيام بعملها.
والخميس اتهم الجيش الروسي في بيان الولايات المتحدة بنقل “بطاريتي صواريخ من نوع هيمارس” من الاردن الى قاعدة التنف، مشيرا الى ان البطاريتين ستستخدمان لضرب القوات السورية الحكومية.
وقال البيان ان “نشر أي نوع من الأسلحة الخارجية على الأراضي السورية .. يجب أن يتم بموافقة حكومة البلد الذي يتمتع بالسيادة”.
واضاف “وجهت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، مرارا ضربات ضد قوات الحكومة السورية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية قرب الحدود الأردنية”.
وتابع البيان “من غير الصعب أن نحزر أن ضربات مشابهة ستستمر ضد كتائب الجيش السوري في المستقبل باستخدام بطاريات هيمارس”.
وتشن روسيا عمليات قصف في سوريا دعما للرئيس السوري بشار الاسد منذ سبتمبر 2015، ووصفت الضربة التي وجهها التحالف لمقاتلين موالين للحكومة السورية الاسبوع الماضي بأنها “عمل عدائي”.
انسحاب أعضاء الكوتا القطرية من هيئة التفاوض السورية، أكدا أن لا علاقة للخطوة بالأزمة الخليجية
بهية مارديني
إيلاف: رغم تأكيد العضوين، اللذين يقيمان في الدوحة، أن الموضوع لا علاقة له بالأزمة الخليجية الأخيرة، إلا أنهما محسوبان على الكوتا القطرية في الهيئة، التي تجتمع منذ اجتماعها التأسيسي في الرياض.
امتنعت المعارضة السورية بكل مؤسساتها عن إصدار بيانات حول الأزمة الخليجية، وتجنب معارضون الخوض في تفاصيلها، وتحدثوا فقط عن تأثيرها المتوقع على الملف السوري.
أفخاخ عديدة
“إيلاف” إطلعت على نص الرسالة التي أرسلها الخطيب إلى صفوان عكاش أمين سر الهيئة العليا للمفاوضات، والتي أكد فيها أنه ” منذ أشهر عدة اتخذت قراري بالانسحاب من هيئة المفاوضات العليا ومن هيئتها العامة كذلك، وأخبرت العديد من الإخوة بهذا الأمر وبعض الأشقاء كذلك، ثم أخّرت إعلانه لعل الأداء يتجه إلى الأفضل”.
أضاف: “لا أشك بوجود غيارى على بلدنا وأهلنا في الهيئة، ولكن صار واضحًا لي أن فخاخًا عديدة مررت تحت غطائها، سواء في أستانة التي كانت فخًا للفصائل العسكرية وقع فيه متحمسون ترفعوا عن استشارة كل القيادات العسكرية النظامية، وكذلك موضوع المناطق الآمنة الذي يظنه البعض رحمة بشعبنا، وهو شرعنة للتقسيم وتناهب دولي لأرضنا، كما إن الآلية التشاورية التي ألهى دي مستورا بها الهيئة العليا عن مباحثات الانتقال السياسي هي فخ آخر”.
محاصصات لا كفاءات
واعتبر الخطيب “أن الضبابية في اتخاذ القرارات، وعدم الشفافية في التعامل، ثم اتخاذ مواقف متعاكسة محيرة بشكل مستمر، وعدم وضوح الرؤية، ثم الغموض الذي يكتنف حراك الهيئة والطرق التحتية في اختيار الوفود التي لا تقوم على الكفاءات، بل على المحاصصات، وتهميش كامل الهيئة العامة وعدم التنازل من أجل أي تواصل معها بل حتى وضعها في صورة ما يجري، كل ذلك لا يشجّع على استمرار الثقة بالهيئة العليا، (والتي لم تتقدم إلى شعبنا وخلال أكثر من سنة ونصف سنة بأي خطاب وطني يلم شمله ويشعره بالأمان النفسي، وهو في أيدي الديكتاتورية الشمولية المجرمة)، ولذا أعلن انسحابي من الهيئة العليا ومن هيئتها العامة التي تضم، ولا شك العديد من الكفاءات التي يمكن أن تسد الثغرات مع الأمل بأن يكون هناك عمل عنيد من أجل حماية شعبنا مع وضوح الرؤية المسار”.
ورأى أن “هناك من يأتون متآخرين، ولا تتضح الحقائق أمام أعينهم إلا بعد سنوات، وما تُدفع بلادنا إليه رغم كل ما مر هو المزيد من الدمار والدماء وتصفية حسابات إقليمية ودولية بدم شبابنا وأهلنا، وأعتقد جازمًا أن المطلوب الآن بعدما صارت بلدنا محتلة من كل الجهات هو نداء وطني لإنقاذ سوريا يلمّ شعبنا الذبيح بعيدًا عن ألاعيب الدول وحيل المفوض دي مستورا وأحاجي الدول المنافقة”.
وتمنى الخطيب التوفيق لكل الوطنيين الصادقين، وقال: “سأبقى على تواصل معهم وفي خدمة أي جهد مشترك ينقذ بلدنا من المصير الأشد بؤسًا الذي يساق إليه. ودمتم جميعًا وأهلنا وبلدنا بعافية واستقلال وخير”.
الأزمة الخليجية تحرج المعارضة السورية، أبرز داعميها يبتعدون عن النزاع
إيلاف- متابعة
بيروت: وضعت الأزمة الخليجية فصائل المعارضة السورية في موقف محرج بعد أن أضعفها توتر العلاقات المتنامي بين السعودية وقطر، أبرز الدول الراعية لها، وابتعادهما تدريجيا عن النزاع الدائر في البلاد، وفق ما يرى محللون.
منذ بدء حركة الاحتجاجات في سوريا في مارس العام 2011 وبعد تحولها الى نزاع مسلح، حافظت الدولتان الخليجيتان على دعم المعارضة السياسية ثم المسلحة ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
برز الدعم الخليجي للمعارضة السورية والفصائل المقاتلة وخاصة الإسلامية منها خلال سنوات النزاع الاولى، الا انه وبعد ست سنوات من الحرب لم تعد تلك الدول تقوم بالدور ذاته.
ويقول الباحث الرئيسي في مركز كارنيغي للشرق الاوسط يزيد صايغ “وضعت القطيعة الحالية المعارضة في موقف محرج (سياسيا) لان لا أحد يريد ان يكون جزءا منها بشكل علني كما ان أحدا لا يتحمل التخلي عن اي من الطرفين” السعودي أو القطري.
“سحابة صيف؟”
وفي مؤشر الى ارتباك المعارضة الناتج عن هذه الأزمة الخليجية، رفضت فصائل معارضة عدة تواصلت معها وكالة فرانس برس التعليق على الموضوع بسبب “حساسيته”.
واكتفى مسؤول في فصيل معارض في الغوطة الشرقية قرب دمشق بالقول “قطر والسعودية وتركيا والأردن والإمارات من الدول الداعمة لثورة الشعب السوري ووقفت مع معاناته منذ سنوات”.
واضاف “نسأل الله أن تكون الخلافات سحابة صيف”.
قطعت كل من السعودية والامارات ومصر في الخامس من الشهر الحالي علاقاتها مع قطر، واتهمتها بدعم “الارهاب” معددة الاخوان المسلمين وحركة حماس وتنظيم الدولة الاسلامية وتنظيم القاعدة.
واتخذت دول أخرى مواقف أقل حدة مثل الأردن الذي خفض التمثيل الدبلوماسي القطري لديه.
وبرغم حالة الارباك التي تعيشها الفصائل المعارضة، يرى صايغ انه سيكون للازمة الخليجية تأثير محدود على النزاع السوري حيث “تراجع التدخل القطري والسعودي عما كان في الماضي”، مشيرا الى ان الرياض “خفضت الى حد كبير تمويلها منذ العام 2015 بسبب تدخلها في اليمن”.
كما لن يكون هناك على الارجح اي تأثير كبير على الصعيدين المالي والسياسي كون “الولايات المتحدة وتركيا عززتا دعمهما للفصائل التي كانت سابقا مقربة من قطر أو من السعودية”.
“لاعب ثانوي”
وتدعم الفصائل المعارضة في سوريا دول عدة بينها السعودية وقطر وتركيا والأردن وحتى الولايات المتحدة.
وفي شمال سوريا، تعد الفصائل المدعومة من قطر وتركيا الأكثر نفوذا مثل حركة أحرار الشام الإسلامية، ويطغى على الغوطة الشرقية قرب دمشق فصيل جيش الإسلام المدعوم من السعوديين.
وفي جنوب البلاد تنشط فصائل تلقت تدريباتها من الأردن والولايات المتحدة.
وتعد هيئة تحرير الشام وهي تحالف مجموعات إسلامية بينها تنظيم القاعدة سابقا، أحد الفصائل الأكثر نفوذا في مناطق سيطرة المعارضة، وتربطها علاقات مع قطر، وفق ما يقول محللون ومسؤولون من فصائل أخرى، الا ان الدوحة تنفي ذلك.
وقامت قطر بدور الوسيط في غالبية عمليات إطلاق سراح رهائن كان لجبهة النصرة يد فيها.
وبالاضافة الى الخسائر الميدانية التي منيت بها، بحيث لم تعد الفصائل المعارضة ومعها هيئة تحرير الشام تسيطر سوى على 11 في المئة من الأراضي السورية، فانها تشهد في ما بينها توترا متصاعدا أدى الى اندلاع عدة جولات من الاقتتال الداخلي.
وظهر التوتر القطري السعودي بشكل أساسي في الغوطة الشرقية التي شهدت اقتتالا داخليا اودى بحياة مئات المقاتلين بين فصائل مدعومة من السعودية وأخرى تدعمها قطر.
ويرى الباحث في جامعة اوكسفورد رفاييل لوفيفر ان تأثير التوتر القطري السعودي قد ينعكس أكثر على الغوطة الشرقية كونها “منطقة جغرافية صغيرة تتركز فيها فصائل معارضة مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالدولتين الخليجيتين”.
وبالنتيجة، قد يكون للازمة بين الدولتين “نتائج دموية أكثر خاصة أنهما تدعمان فصائل متنافسة في مناطق شهدت أصلا اقتتالا داخليا مثل الغوطة الشرقية”.
الا ان االخبير في الشؤون السورية والأستاذ في جامعة إدنبره توما بييريه يقلل من أثر ذلك، اذ يرى أن “التحالفات (في الغوطة الشرقية) تحددها الموازين الداخلية أكثر من الجهات الراعية في الخارج”.
اما في محافظة إدلب (شمال غرب) الواقعة بالكامل تحت سيطرة الفصائل المعارضة، فقد “تعاني حركة أحرار الشام من تغيير قطر لسياستها التمويلية”، وفق بييريه، الا ان الحركة ستبقى مهمة جدا بالنسبة لتركيا التي تقوم اليوم بدور الوسيط بين الدوحة والرياض.
تعرضت الفصائل المعارضة منذ العام 2015، عام التدخل الروسي في سوريا، إلى نكسات متتالية كان أبرزها خسارة مدينة حلب في ديسمبر.
وينعكس ذلك أيضا على المعارضة السياسية التي لم تتمكن طوال هذه السنوات من فرض أي تقدم لصالحها في المفاوضات السياسية.
ويخلص صايغ إلى القول إنه من غير المتوقع ان يكون للأزمة بين الرياض والدوحة أي تأثير “ما دامت المعارضة كلها تحولت الى لاعب ثانوي”.
دي مستورا يعلن عن موعد جولة جديدة من مفاوضات جنيف
أعلن المكتب الصحفي للمبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي مستورا، أنه من المقرر أن تنطلق الجولة السابعة من المحادثات السورية– السورية في جنيف، يوم 10 يوليو/تموز المقبل.
وجاء في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي، السبت، أنه من المقرر أن يصل المدعوون إلى جنيف يوم 9 من الشهر المقبل.
وأضاف البيان أن دي مستورا يعتزم الدعوة إلى جولات أخرى خلال الشهر الجاري، وكذلك خلال شهر أغسطس/آب، مشيراً إلى أن الدعوات سوف ترسل وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وإلى جانب الجولات الرسمية للمحادثات السورية التي ستناقش السلات الواردة على جدول الأعمال، سوف تستمر اجتماعات الخبراء في إطار العملية التشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية، التي أنشأها المبعوث الخاص خلال الجولة السادسة من المحادثات.
يذكر أن مسار مباحثات جنيف لم يحقق أي تقدم، رغم انعقاد جولات تفاوضية عديدة خلالها، كان آخرها في مارس/آذار الماضي، دون تحقيق تقدم ملموس، وفق النظام والمعارضة، في حين اعتبر دي مستورا، آنذاك، أن القطار بدأ يتحرك ببطء على سكته.
معارك بين الحشد وتنظيم الدولة على الحدود السورية
تشهد الحدود العراقية السورية اشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلي الحشد الشعبي اندلعت منذ أسبوع، وهو ما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين من القرى الحدودية.
وقالت مصادر محلية في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا القريبة من الحدود العراقية -أمس الجمعة- إن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة مستمرة بين مقاتلي تنظيم الدولة الموجودين على الأراضي السورية وقوات الحشد الشعبي المتمركزة على الجانب العراقي من الحدود.
وأضافت أن 14 قرية في المنطقة الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة في سوريا خلت من سكانها بسبب الاشتباكات المستمرة منذ أسبوع.
ووفق المصادر نفسها، فإن سكان قرى: العطشانة، والروسان، وتل حجر، والبواردي، وشويخان، والحسو فوقاني، وفكة شويخ، والراوي، وصلهام، وخويتلة، والهزاع، إضافة إلى الحنافيش، والتويمين، ورجم الحجر، الواقعة في ريف الحسكة؛ نزحوا هربا من قذائف الحشد الشعبي.
وفي حال استمرار الاشتباكات، يتوقع أن تشهد قريتا تل الشاير وأبو حامضة أيضا موجة نزوح.
وخرجت قوات الحشد الشعبي -التي تشارك مع الجيش العراقي في عملية استعادة مدينة الموصل (شمال) نهاية مايو/أيار الماضي- عن اتفاقها مع حكومة بغداد وإدارة إقليم كردستان العراق، وتوجهت إلى الحدود السورية العراقية.
وقال عدد من زعماء العشائر في المنطقة إن قوات الحشد الشعبي بدأت في الدخول إلى سوريا، وسيطرت على أربع قرى سورية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
نظام الأسد المستفيد الأكبر من اتفاق “خفض التصعيد”
تكشف وقائع ميدانية أن المستفيد الأكبر من اتفاق “خفض التصعيد” في سوريا كان النظام وحلفاؤه بعد أكثر من شهر على سريانه، في الوقت الذي سجلت فيه استمرار الخروقات رغم الانخفاض الملحوظ في عدد الضحايا لأول مرة منذ عام 2011.
ومع دخول الاتفاق الموقع في العاصمة الكزاخية أستانا شهره الثاني، شهدت بعض المناطق المشمولة به هدوءا ملحوظا، في المقابل ركّز جيش النظام السوري عملياته على مناطق غير مشمولة بالاتفاق، وبسط سيطرته على مساحات واسعة في عدد من المحافظات.
واستفادت قوات النظام والمليشيات المقاتلة معها من تبريد جبهات القتال ضد المعارضة المسلحة في مناطق دون أخرى من سوريا، حيث تمكنت من تركيز عملياتها على مناطق وأطراف لم يشملها اتفاق خفض التصعيد.
وأعلنت قوات النظام أنها سيطرت على عشرين ألف كيلومتر مربع في البادية السورية على حساب تنظيم الدولة الإسلامية بشكل أساسي في محافظات حمص والسويداء وريف دمشق، وهي مساحة تعادل 90% من مساحة سوريا كاملة، وأمّنت وصولا لقواته نحو الحدود العراقية، والسيطرة على شبكة طرق هامة، كما تضم موارد اقتصادية كالنفط والغاز.
مواقع هامة
كما تمكنت قوات النظام السوري من استعادة السيطرة على أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مربع في ريفي حلب الشرقي والرقة الغربي على حساب تنظيم الدولة أيضا، بينها مدن ومواقع هامة كمسكنة ومطار الجراح العسكري، ومحطات ضخ مياه عملاقة على نهر الفرات.
وتظهر الوقائع على الأرض أن النظام السوري سيطر على مناطق لم تكن مشمولة بالاتفاق، من أهمها أحياء برزة وتشرين والقابون شرقي دمشق، وحي الوعر في مدينة حمص، وذلك بعد أن شنت هجمات مركزة عليها، أمنت فرض تسوية انتهت بخروج المعارضة المسلحة والآلاف من سكانها نحو الشمال السوري.
ونتج عن سيطرة النظام هذه السيطرة الكاملة على مدينة حمص لأول مرة منذ انطلاق الثورة السورية، وعلى الجهة الشرقية من العاصمة دمشق بالكامل.
ورغم أن اتفاق خفض التصعيد استثنى تنظيم الدولة وهيئة تحرير الشام وبعض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، فإن النظام استمر بتنفيذ هجمات برية وجوية على مناطق كحي المنشية الإستراتيجي في مدينة درعا ومناطق من ريفي حلب وحماة والغوطة الشرقية بريف دمشق، لكن دون الإعلان عن انهياره أو وقف العمل به حتى الآن.
خروقات النظام
وفي إطار متصل أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم السبت أنها سجلت 75 خرقا منها 91% على يد النظام السوري، وذلك بعد انقضاء شهر على اتفاق “خفض التوتر” الذي أقره اجتماع “أستانا 4″، وأسفرت تلك الخروق عن مقتل 108 مدنيين، و88 من المعارضة المسلحة.
ولفتت الشبكة إلى أن هذا هو “الشهر الأخفض في حصيلة الانتهاكات منذ مارس/آذار 2011″.
وبحسب التقرير فإن 47 خرقا كانت عبر عمليات قتالية، 45 على يد قوات النظام السوري، و2 على يد فصائل المعارضة المسلحة، في حين بلغت الخروقات عبر عمليات الاعتقال 28 خرقا، 23 منها على يد قوات النظام السوري، و5 على يد فصائل المعارضة المسلحة.
أما حصيلة ضحايا العمليات القتالية فبلغت 196 شخصا، هم 108 مدنيا، بينهم 29 طفلا و8 سيدات، إضافة إلى 88 من مقاتلي فصائل المعارضة”.
وفصّل التقرير قائلا إن “قوات النظام السوري قتلت منهم 194 شخصاً، بينهم 29 طفلاً و7 سيدات، و88 من فصائل المعارضة المسلحة، بينما قتلت فصائل المعارضة المسلحة مدنيان، أحدهما سيدة”.
وفي اجتماعات “أستانا 4” التي عقدت في 4 مايو/أيار الماضي، اتفقت تركيا وروسيا وإيران على إقامة “مناطق تخفيف التوتر”، يتم بموجبها نشر وحدات من قوات الدول الثلاث لحفظ الأمن في مناطق محددة بسوريا.
وبدأ سريان الاتفاق منتصف ليل 6 مايو/أيار الماضي، ويشمل أربع مناطق هي محافظات إدلب وحلب (شمال غرب) وحماة (وسط) وأجزاء من اللاذقية (غرب).
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
قوات الأسد تعلن هدنة ليومين بدرعا بعد فشلها في التقدم
أعلنت قوات #النظام_السوري عن وقف عملياتها القتالية في مدينة درعا لفترة 48 ساعة اعتباراً من ظهر اليوم بعد ورود أنباء عن #محادثات بين #المعارضة والجانب الروسي.
وقال ناشطون أن #الهدنة أتت بشكل مفاجئ حيث لم تستطع قوات النظام والمليشيات الموالية لها من التقدم في الحملة العسكرية التي شنتها في بداية الشهر.
كما أعلنت غرفة عمليات #البنيان_المرصوص التابعة للجيش السوري الحر أنها تمكنت من قتل أكثر من 40 عنصرا بينهم ضباط وقادة في نظام الأسد وحزب الله والحرس الثوري الإيراني وتدمير العديد من الدبابات والعربات والآليات العسكرية.