أحداث السبت 19 نيسان 2014
حرب شوارع في حمص… ومعارك في حلب
باريس – رندة تقي الدين < لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
اندلعت «حرب شوارع» بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة في الأحياء المحاصرة في حمص وسط البلاد، في حين عطلت روسيا اصدار بيان في مجلس الأمن واستبداله ببيان صحافي، تضمن التعبير عن «القلق الشديد» حول مصير مدنيي «عاصمة الثورة» المحاصرين. (للمزيد)
في غضون ذلك، قالت مصادر دولية متطابقة لـ «الحياة»، في باريس، إن المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي اكد انه سيترك مهماته في غضون شهر، كما أعلن في السابق مراراً، وان هذه المرة أصبح الخبر جدياً ومؤكداً، في حين أفادت مصادر مقربة من الإبراهيمي بأن لا جديد في الامر، اذ سبق للابراهيمي أن أعرب عن مثل هذه الرغبة. لكنها أضافت أنه في الوقت الراهن لن يترك مهماته وهو سيتوجه إلى نيويورك في بداية أيار (مايو) المقبل.
إلى ذلك، رأت المصادر بعد اجتماع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومبعوثه الى سورية دانييل روبنستين مع الإبراهيمي في سويسرا أن مسار جنيف للحل في سورية «معلق». وتابعت المصادر انه طالما أن النظام السوري يعد لإجراء انتخابات رئاسية، فإنه يقوم بما يناقض مسار جنيف، وانه اختار طريقاً آخر غير مسار التفاوض. واعتبرت «ان استنتاج النظام انه يكسب المعركة خطأ، ولسوء الحظ سيستمر الشعب السوري في المعاناة من هذا الوضع، كما ستعاني الدول المجاورة مثل لبنان والأردن».
وفي نيويورك، أعرب جميع اعضاء مجلس الامن في بيان صحافي عن «قلقهم الشديد» حيال مصير المدنيين المحاصرين في حمص، مطالبين «بالتطبيق الفوري للقرار 2139» الصادر في 22 شباط (فبراير) الماضي، الذي يدعو الى تسهيل وصول المساعدات الانسانية في سورية.
على الصعيد الميداني، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر أمني سوري رسمي أن قوات النظام تقدمت مع موالين في الأحياء المحاصرة لمدينة حمص و «ضيّقت الخناق» على مقاتلي المعارضة. وأضاف المصدر: «ثمة تقدم في المدينة القديمة. كل يوم تتم استعادة كتل من الابنية».
وأكد مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن ان «ثمة تقدماً للقوات النظامية في حيي باب هود ووادي السايح، وسيطرة على مبان وكتل بنائية»، مشيراً الى ان «هذا التقدم لا يغيّر أي شيء في موازين القوى حتى اللحظة». وأوضح أن «القوات النظامية لم تتمكن من السيطرة على شوارع بكاملها».
وأفاد المرصد في بريد الكتروني ان الأحياء المحاصرة تعرضت لقصف بالطيران المروحي، تزامناً مع تواصل الاشتباكات «بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة من جهة أخرى».
ومن أبرز الاحياء المحاصرة حمص القديمة وباب هود ووادي السايح. وتقع هذه المناطق التي لا تتعدى مساحتها اربعة كيلومترات مربعة، تحت حصار خانق مفروض من القوات النظامية منذ نحو عامين. وقال عبدالرحمن ان «المعارك هي على شكل حرب شوارع»، مشيراً الى وجود «مئات المقاتلين الذين يعرفون المنطقة جيداً، وهم رفضوا الخروج في اطار التسوية ويريدون القتال حتى النهاية».
وفي حمص ايضاً، أفاد التلفزيون الرسمي السوري بسقوط 14 قتيلاً وعدد من الجرحى في تفجير امام جامع بلال الحبشي في مساكن ضاحية الوليد في حمص الواقعة تحت سيطرة النظام.
وفي شمال البلاد، أفاد «المرصد» عن «استشهاد خمسة مواطنين بينهم ثلاثة اطفال وسيدة جراء قصف الطيران الحربي مناطق في حي طريق الباب» في شرق المدينة، في حين قصف الطيران المروحي بـ «البراميل المتفجرة» مناطق في حيي بستان القصر وباب قنسرين. واستمرت المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط ثكنة هنانو، وهي من الأكبر في البلاد، وفق «المرصد»، ذلك بعد الهجوم الذي شنه مقاتلو المعارضة على الثكنة الواقعة على مرتفع يشرف على طريق امداد رئيسية من الريف الشمالي لحلب، ما ادى الى مقتل نحو 50 عنصراً من القوات النظامية ومقاتلي المعارضة.
في عمان، شاركت «الحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين» في ورشة عمل مخصصة لتنسيق الدعم الإنساني بين دول مجلس التعاون والمنظمات غير الحكومية الأردنية، ذلك عبر «برنامج الاستجابة للاجئين السوريين في الأردن»، الذي أقامته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العاصمة الأردنية أول من أمس (الخميس)، بحضور عدد من ممثلي سفارات الدول المانحة والجمعيات الإنسانية في دول مجلس التعاون الخليجي والجمعيات الخيرية الأردنية. وعرض المدير الإقليمي للحملة الوطنية السعودية الدكتور بدر السمحان في كلمته أبرز نشاطات الحملة في جميع المحاور الإغاثية والطبية والإيوائية والتعليمية والموسمية، معرباً عن شكره للحكومة الأردنية لما تقدمه من تسهيلات على أراضيها لتقديم المساعدات.
هولاند: 4 صحافيين فرنسيين كانوا محتجزين في سورية “احرار”
أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان “الصحافيين الفرنسيين الاربعة الذين خطفوا في سورية في حزيران (يونيو) 2013 “احرار” و”بصحة جيدة”.
وخطف ديدييه فرنسوا مراسل اذاعة “اوروبا 1” والمصور ادوار الياس شمال حلب في 6 حزيران (يونيو) 2013، فيما خطف نيكولا اينان مراسل مجلة “لو بوان” وبيار توريس المصور المستقل بعد اسبوعين في 22 حزيران (يونيو) في الرقة.
و ذكرت وكالة انباء تركية أن “جنوداً أتراكاً عثروا على أربعة صحفيين فرنسيين على الحدود مع سورية اليوم السبت بعدما خطفتهم جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”.
وقالت وكالة دوجان التركية للأنباء إنه تم العثور على الصحفيين نيكولا اينان وبيار توريس وادوار الياس وديدييه فرانسوا في إقليم شانلي أورفا مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين. وأضافت الوكالة أن جماعة غير معروفة نقلت الصحفيين إلى الحدود التركية الليلة الماضية، موضحة أنهم سينقلون إلى المستشفى ثم يسلمون إلى مسؤولين فرنسيين.
النظام “يتقدّم” في حمص القديمة وموسكو أعاقت بياناً لمجلس الأمن
العواصم – الوكالات
نيويورك – علي بردى
بينما تحاول القوات السورية النظامية التقدم في الاحياء الداخلية لحمص، أعاقت روسيا مشروع بيان اقترحته بريطانيا في مجلس الأمن ليل أول من أمس لرفع الحصار عن المدينة، واكتفى بالتعبير عن “القلق البالغ” من العواقب الإنسانية للقتال الضاري في المدينة القديمة.
وبطلب من فرنسا، عقد المجلس جلسة مغلقة استمرت زهاء ثلاث ساعات، واستمع فيها الى احاطتين، الأولى من الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية أوسكار فيرنانديز – تارانكو ووكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية والمعونة الطارئة البارونة فاليري آموس. وأفاد ديبلوماسيون شاركوا في الجلسة أن المندوب الروسي الدائم لدى المنظمة الدولية السفير فيتالي تشوركين رفض القاء تبعة ما يجري في حمص على الحكومة السورية، وتبنى عملياً وجهة نظرها بأنها تحارب الجماعات الإرهابية المدعومة من دول غربية وعربية.
وعقب الجلسة، أفادت رئيسة المجلس للشهر الجاري المندوبة النيجيرية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة جوي أوغوو أن الأعضاء الـ15 لم يتفقوا على اصدار بيان صحافي، بل على عدد من العناصر في مشروع البيان. ولذلك حض أعضاء المجلس الجهات المعنية على “التنفيذ الفوري لقرار المجلس الرقم 2139” الذي يدعو الى ايصال المساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصرة. وأيدوا دعوة الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي لمعاودة المناقشات بين السلطات السورية واللجنة التفاوضية التي تمثل المدنيين والمقاتلين المحاصرين في حمص للتوصل الى اتفاق.
وكان الابرهيمي أبدى “أسفه العميق” لتوقف هذه “المناقشات”، معرباً عن تخوفه من عودة المدينة “مسرحاً للموت والدمار”.
وأصدرت المندوبة الأميركية الدائمة السفيرة سامانتا باور بياناً جاء فيه إن الولايات المتحدة “قلقة جداً” من الوضع في حمص. ورأت أن سياسة “التجويع هدفها دفع المقاتلين الى الاستسلام”، وان هذا الأسلوب يمثل “أحد الأساليب الوحشية للنظام في الحرب”.
أما المندوب السوري السفير بشار الجعفري فلاحظ أن الوفود الفرنسي والبريطاني والأميركي تقدم “معلومات مجتزأة” عن الوضع في بلاده، إذ أنها “تركز فقط على ما يسمى مدينة حمص القديمة ويتناسون الإرهاب المدعوم من تركيا ضد كسب”. وقال: “إنهم يأخذون المجلس في الاتجاهات الخاطئة تماماً كما فعلوا بأخذه قبل 20 عاما في ما يتعلق برواندا، ويكررون الأخطاء نفسها التي ارتكبوها في العراق وليبيا ولبنان والصومال”. وطالب مجلس الأمن بإتخاذ إجراءات لممارسة ضغوط على الحكومات التي تتولى تمويل الإرهابيين داخل سوريا “ودفعها الى وقف مساعدتها على عبور الحدود التركية وكذلك الحدود مع الأردن ولبنان وتحذير النظامين القطري والسعودي اللذين يدعمان الإرهابيين في سوريا”. وأعلن أن في حمص القديمة حالياً نحو ألفي إرهابي”.
وقال تشوركين إن “الجانب البريطاني قدم اقتراحاً يتبنى بياناً عن الوضع في حمص. وقد ناقشنا النص مدة ساعتين لكنهم رفضوا تبني عناصر أساسية جداً في البيان هي دعوتنا الى دعم المصالحات المحلية، كما رفضوا تأييد معاودة محادثات جنيف”.
وأعربت وزارة الخارجية الاميركية عن قلقها البالغ من الوضع المأسوي في حمص. وصرحت الناطقة باسمها جين بساكي بأن الاحداث الاخيرة التي وقعت في حمص تشير الى ما سمته بالأساليب الوحشية التي يتبعها النظام في سوريا ضد سكان المدينة. وحضت على وقف الهجمات والسماح بدخول المساعدات الانسانية، قائلة: “يجب ألا تكون الاغاثة الانسانية سلاحا يستخدمه النظام ضد شعبه، وإن مجلس الامن اوضح ان المجتمع الدولي يتخذ موقفا موحدا من ضرورة تسهيل دخول منظمات الاغاثة لايصال المساعدات الانسانية”.
وأكدت أن الولايات المتحدة ستواصل جهودها للفت انتباه العالم الي الوضع المأسوي في حمص والمدن السورية الأخرى الى أن توضع نهاية لمعاناة الشعب السوري. وأشارت الى أن وزير الخارجية الاميركي جون كيري اجتمع الخميس في جنيف مع الابرهيمي وبحثا في الوضع الانساني في سوريا والجهود الرامية الى إحراز تقدم على الصعيد السياسي. ورفضت التعليق على ما تردد عن اعتزام الابرهيمي تقديم استقالته، وقالت: “إن الابرهيمي إضطلع بدور صعب”.
ميدانياً، بث التلفزيون السوري الرسمي أن قنبلة انفجرت أمام مسجد في حمص، مما أدى إلى مقتل 14 شخصاً، بينما تحاول القوات النظامية التقدم في الاحياء القديمة للمدينة.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر عسكري أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة “قضت على أعداد من الإرهابيين” في وسط حمص وسيطرت على مبان في حي باب هود وحي وادي السايح وكلاهما يقع في البلدة القديمة التي يحتدم القتال للسيطرة عليها.
الطلاق النهائي بين “داعش” و”القاعدة”
الجيش يضيّق الخناق على مسلحي حمص
ضيّق الجيش السوري، أمس، الخناق على المسلحين في حمص القديمة، عبر تقدّمه داخل الأحياء المحاصرة، فيما قتل 14 شخصاً بانفجار سيارة أمام جامع في مساكن ضاحية الوليد الخاضعة لسيطرة السلطات السورية، فيما كانت حلب تضمد، أمس، جراح “مجزرة” قصف المسلحين لمناطق مدنية، بعد فشلهم في اقتحام ثكنة هنانو.
في هذا الوقت، يبدو أن معارك “الجهاديين” تتجه الى الاشتعال أكثر، بعد وصول العلاقة بين تنظيم “القاعدة” وتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) إلى نقطة اللاعودة، عندما أعلن المتحدث باسم “داعش” أبو محمد العدناني انحراف “القاعدة” عن النهج، وأنها لم تعد “قاعدة الجهاد”.
وشنّ العدناني، في شريط صوتي بُث أمس، هجوماً عنيفاً على “القاعدة” وزعيمه أيمن الظواهري من دون تسمية الأخير. وكان العدناني واضحاً في توصيفه لحقيقة الصراع مع “القاعدة” كما يراه، ناقلاً إياه من خلاف على السلوك إلى خلاف حول المنهج والعقيدة، في نقلة نوعية للصراع من مستوى إلى مستوى أكثر تعقيداً وخطورة.
واعتبر أن “القاعدة لم يكتف بترك طريق الجهاد وتبديل منهجه، بل باتت قيادته معولاً لهدم مشروع الدولة الإسلامية والخلافة المقبلة”، وهي إشارة صارخة إلى أن “الدولة الإسلامية” أصبح يعتبر “القاعدة” خطراً وجودياً عليه، لأنه يستهدف هدم دولته.
وأعلن في مدينة الباب بريف حلب تشكيل سرايا أبو خالد السوري لاغتيال قيادات في “داعش”، وذلك بعد ساعات من تفجير سيارة القيادي في “الدولة الإسلامية” أبو هريرة العراقي في المدينة، وأنباء عن مقتله مع ثلاثة أشخاص.
وأعلن مصدر أمني سوري أن القوات السورية تتقدم في الأحياء المحاصرة لمدينة حمص، وتضيّق الخناق على المسلحين الذين يسيطرون عليها، وذلك بعد 3 أيام من إطلاقها عملية عسكرية واسعة في المدينة. وقال “ثمة تقدم في المدينة القديمة. كل يوم يتم استعادة كتل من الأبنية، ويضيق الحصار على المجموعات الإرهابية في الداخل”، مشيرا إلى أن “الطوق يضيق عليهم بالتدرج”.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن “وحدات من الجيش والقوات المسلحة قضت على أعداد من الإرهابيين وسط حمص، وسيطرت على مبان في حيي باب هود ووادي السايح”.
وأوضح مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبد الرحمن ان القوات السورية سيطرت على “مبان وكتل بنائية” في حيي باب هود ووادي السايح، لكنه اعتبر أن “هذا التقدم لا يغير أي شيء في موازين القوى، إذ إنها لم تتمكن من السيطرة على شوارع بكاملها”. إن “المعارك هي على شكل حرب شوارع”، مشيرا إلى وجود “مئات المقاتلين الذين يعرفون المنطقة جيداً، وهم رفضوا الخروج في إطار التسوية ويريدون القتال حتى النهاية”.
وذكر “المرصد” أن الأحياء المحاصرة تعرضت لغارات جوية، مع تواصل الاشتباكات الضارية بين القوات السورية والمسلحين الذين رفضوا مغادرة باب هود ووادي السايح، وجورة الشياح، والحميدية، والورشة، والصفصافة.
وانفجرت سيارة أمام جامع بلال الحبشي في مساكن ضاحية الوليد في حمص، لحظة خروج المصلين من صلاة الجمعة، ما أدى إلى مقتل 14 مدنياً، وإصابة نحو 75، حسب ما أكدت مصادر طبية لـ”السفير”.
وفي واشنطن، نددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي بما وصفته بأنه “انتهاك للهدنة” من جانب الحكومة السورية وشن “عدوان وحشي على سكان” الحي القديم في حمص. وقالت إن “ما يقوم به النظام من قصف وحصار للمدينة هو نموذج بغيض على انتهاجه سياسة حرب التجويع والاستسلام. نطالب النظام بوقف هجماته على الحي القديم والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية”.
وفي حلب، كشف مصدر عسكري لـ”السفير”، أن المسلحين لم يفشلوا في هجومهم على ثكنة هنانو أمس الأول فحسب، بل تحول الهجوم إلى كمين وقعوا فيه، موضحاً أن معلومات وصلت إلى القائمين على حماية الثكنة حول قيام المسلحين بحفر أنفاق وتفخيخها، فتم الاستعداد لساعة التفجير والاقتحام.
ولم يكد غبار معركة الثكنة ينقشع عن ضربة موجعة في صفوف الفصائل التي شنت الهجوم، حتى أمطر المسلحون المدينة بعشرات القذائف المتفجرة وقذائف الهاون والصواريخ، لتشهد المدينة خلال ساعات قليلة، ما وصفه مصدر طبي بـ”مجزرة في صفوف المدنيين”، حيث استقبلت المستشفيات أكثر من 270 ضحية، بينهم نحو 50 قتيلاً.
وعن أوضاع بقية الجبهات في حلب، أكد المصدر أن خريطة السيطرة لم تتغير أبداً، نافياً ما أشيع عن تقدم للفصائل الإسلامية في منطقة الليرمون نحو مبنى الاستخبارات الجوية، أو أي تقدم للجيش في منطقة الراموسة، لكنه تمكن من تأمين طريق فرعي فيها لإعادة فتح طريق حلب – حماه.
إلى ذلك، شهدت بلدة مورك في ريف حماه اشتباكات عنيفة، فيما أعلنت مجموعات مسلحة أنها “تصدت لتقدم القوات السورية في البلدة”.
(“السفير”، “سانا”، ا ف ب، رويترز)
الجيش السوري الحر يشكو شح الدعم المقدم لجبهة الساحل
علاء وليد- الأناضول: اشتكى قيادي في هيئة أركان الجيش الحر، من شح الدعم المقدم من الائتلاف السوري المعارض والحكومة المؤقتة التابعة له، لجبهة “الساحل” غربي البلاد، التي تخوض فيها قوات المعارضة منذ شهر معارك ضد قوات النظام في أحد أهم معاقل بشار الأسد ومركز ثقله الطائفي.
وفي بيان أصدره، ووصل مراسل (الأناضول) نسخة منه السبت، قال العقيد مصطفى هاشم، قائد الجبهة “الغربية والوسطى” التابعة لهيئة أركان الجيش الحر، إنه “بعد مضي شهر على معارك الساحل لم يقدم الائتلاف السوري أي دعم مادي أو عسكري لقوات المعارضة فيها، في حين أن الحكومة المؤقتة قدمت مبلغ 398 ألف دولار فقط”.
كما اشتكى قائد الجبهة، التي تنضوي جبهة الساحل ضمنها، من ضعف الدعم المقدم من الدول الداعمة للمعارضة، موضحاً أن دولة وحيدة وصفها بـ”الشقيقة”، دون أن يسميها، قدّمت شحنتي ذخيرة للمقاتلين إلا أنها “لا تكفي ليوم قتالي واحد”.
ومنذ 21 مارس/ آذار الماضي، أعلنت فصائل إسلامية مثل جبهة “النصرة” وحركة “شام” الإسلامية وأخرى تابعة للجيش الحر، عن إطلاق معركتين باسم “الأنفال” و”أمهات الشهداء”، تستهدف مناطق تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية (غرب) ذات الغالبية العلوية، التي ينحدر منها رأس النظام بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه وقادة أجهزته الأمنية.
واستطاعت قوات المعارضة السيطرة على مدينة “كسب” الاستراتيجية التي يوجد فيها سكان من “الأرمن”، ومعبرها الحدودي مع تركيا، وعلى قرية وساحل “السمرا” أول منفذ بحري لها على البحر المتوسط، وعدد من المواقع الأخرى القريبة منها.
وقال أنس أبو مالك، القيادي في الجيش الحر في جبهة الساحل، إن قوات المعارضة بعد شهر من المعارك العنيفة مع قوات النظام، أصيبت بنوع من الإنهاك بعد وقوع قتلى وجرحى في صفوفها وقياداتها، ووجود بعض النقص في الذخيرة التي تمتلكها، بحسب تصريحات سابقة لـ”الأناضول”.
وأشار القيادي إلى أن الإمدادات بالمقاتلين والسلاح من باقي المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة هو ما يعينها على الاستمرار.
وتعد منطقة الساحل الأكثر هدوءاً في البلاد منذ بداية الصراع قبل ثلاثة أعوام، ولم تشهد معارك كبيرة فيها، قبل معركتي “الأنفال” و”أمهات الشهداء” التي ما زالت مستمرة.
وتسيطر القوات الحكومية على أكثر من 95% من مساحتها، بحسب تصريحات سابقة لأحد قياديي الجيش الحر للأناضول.
ولمنطقة الساحل التي تضم محافظتي اللاذقية وطرطوس، أهمية استراتيجية كبيرة، كونها المنفذ الوحيد للبلاد على البحر المتوسط، كما أنها تحتضن القاعدة العسكرية الروسية في ميناء طرطوس.
قتلى وجرحى في تفجير سيارة مفخخة بريف حماة وإصابة 100 شخص جراء استخدام غاز الكلور
دمشق- (د ب أ)- الأناضول: أفادت الوكالة السورية للأنباء بسقوط قتلى وجرحى جراء تفجير سيارة مفخخة قرب الفرن الآلي بمدينة السلمية بريف حماة، فيما اصيب 100 شخص بالاختناق جراء قيام المروحيات التابعة للنظام السوري بإلقاء براميل متفجرة تحتوي على “غاز الكلور” على كفر زيتا التابعة لمحافظة حماة وسط البلاد.
ونقلت وكالة (سانا) عن مصدر أمني قوله إن معلومات أولية تشير إلى وقوع قتلى وجرحى.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مقاتلا فجر صباح السبت سيارة مفخخة قرب حاجز الخدمات الفنية على المدخل الغربي لمدينة سلمية بريف حماة الشرقي ما ادى لمقتل ستة من عناصر من قوات الدفاع الوطني التي تقاتل مع الرئيس بشار الاسد.
وأشار المرصد إلى أنباء عن قتلى مدنيين.
ومن جانب آخر، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، أن نحو 100 شخص أُصيبوا بالاختناق، في وقت متأخر الجمعة، “جراء قيام المروحيات التابعة للنظام السوري بإلقاء براميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور” على كفر زيتا التابعة لمحافظة حماة وسط البلاد.
ولفتت الهيئة السورية، في بيان لها، حول ذلك، أن من بين المصابين أطفال ونساء، موضحة أن الأعراض التي أُصيبوا تمثلت، في ضيق في التنفس، وتقيؤ، واضطرابات في الإبصار، وضيق في حدقة العين، وذكرت أنه تم نقل المصابين جميعا إلى المستشفيات الميدانية لتلقي العلاج.
وفي الأثناء أكد نشطاء محليون ما نقلته الهيئة السورية، لافتين إلى أن قوات النظام دأبت في الفترة الأخيرة، قصف البلدة بالبرامية المتفجرة المحتوية على غاز الكلور، بدلا من البراميل المتفجرة العادية، بحسب قولهم.
وتجدر الإشارة إلى أن مكتبا لتوثيق الملف الكيماوي السوري، أعلن الجمعة، أن غاز “الكلور” السام الذي كثّفت قوات النظام مؤخراً استخدامه في قصف المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، لا يدخل ضمن الأسلحة الكيميائية التي تم الاتفاق على تسليمها، محذراً من اتساع دائرة استخدامه خلال الفترة القادمة مع سهولة تصنيعه وتعبئته.
الأردن: تدمير الآليات السورية رسالة واضحة للجميع
عمان- الأناضول: قال وزير الداخلية الأردني، حسين المجالي، مساء الجمعة، إن “تدخل مقاتلات سلاح الجو لتدمير آليات سورية، كانت بصدد الدخول للبلاد عبر الحدود بين البلدين، رسالة واضحة للجميع″.
وفي أول تعليق حكومي على الحادثة، قال المجالي خلال حديث للتلفزيون الأردني الرسمي، “هذه رسالة لكل من يعتقد أنه يستطيع انتهاك حدود المملكة الأردنية الهاشمية”.
وكان الجيش الأردني، أعلن الأربعاء الماضي، أن طائرات من سلاح الجو التابع له دمرت عدداً من الآليات السورية أثناء محاولتها اجتياز الحدود الأردنية.
وأضاف وزير الداخلية الأردني، “أقول لكل من يحاول أن يخترق حدودنا بأن لا يجرب القوات المسلحة الباسلة، لأن الوطن مسؤولية القوات المسلحة ومسؤولية كل مواطن”.
وأوضح المجالي أن التدخل جاء بعد إطلاق وحدات حرس الحدود طلقات تحذيرية، ليتدخل سلاح الجو بعد عدم امتثال الآليات للتحذير.
ويعد تدخل سلاح الجو الأردني باستهداف آليات سورية على الحدود المرة الأولى من نوعها، منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، في حين أن قوات حرس الحدود الأردني تقوم بشكل دائم بإحباط محاولات دخول آليات ومهربين عبر الحدود المشتركة بين البلدين، بحسب مصادر عسكرية أردنية.
وكان النظام السوري نفى أن تكون الآليات التي استهدفها سلاح الجو الأردني، تابعة لجيشه، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.
موقع اسرائيلي: القصف الأردني استهدف قافلة لـ’القاعدة’ خططت لضرب قواعد أمريكية في المملكة
واشنطن ـ ‘القدس العربي’ ـ من رائد صالحة: زعمت مواقع استخبارية إسرائيلية خاصة أن قصف سلاح الجو الملكي الأردني لقافلة مركبات قتالية قادمة من سوريا كان يستهدف إجهاض عملية لتنظيم القاعدة في طريقها لمهاجمة أهداف عسكرية أمريكية في المملكة. وقالت تلك المواقع إن الهجوم الأول في الأردن لهدف خارج البلاد قبالة بلدة الرويشد يكشف تزايد الخطر الكبير لتنظيم القاعدة في الشام والعراق على الأردن. ولم تكشف عمان المكان الذي تم فيه تدمير العربات المدرعة ولا الجهة التي حضرت منها إلا أن موقع ‘ديبكا’ الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية قال إن القافلة مدفوعة من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وكانت قادمة من محافظة الأنبار غربي العراق، ولكنها انتقلت عبر سوريا في منطقة البوكمال لتجنب الوقوع في اشتباكات عسكرية مع الجيش الأردني حول رويشد، وبعد تزودها بالوقود وتجميع المقاتلين والأسلحة تحركت الى الجنوب باتجاه الحدود الأردنية قبل أن تفاجئهم القوات الأردنية بنهاية الرحلة.
وقال الموقع نقلا عن مصادر استخبارية إن هدف هجوم القافلة كان منشأة تدريب أمريكية أردنية سرية تقع غرب الرويشد حيث يتم تدريب قوات من الجيش العراقي على تكتيكات مكافحة الإرهاب القتالية المتقدمة، وفي نهاية الدورات يعود الجنود الى وحداتهم بقدرة أكبر لخوض المعركة ضد قوات القاعدة التي تشكل خطرا حقيقيا على بغداد.
وحسب التحليل الاستخباري الإسرائيلي فإن الحدث يكشف آفاقا معلوماتية جديدة حيث تعد هذه العملية الأولى لتنظيم القاعدة ضد الحضور العسكري الأمريكي في الأردن، وأيضا المرة الأولى التي يستخدم فيها الجهاديون طريقة التسلل خلسة بين الشقوق الحدودية بين العراق وسوريا والأردن، ويتضح كذلك أن تنظيم القاعدة على علم بوجود كثيف لوحدات الجيش الأردني على طول الحدود مع سوريا والعراق، لذلك اختار التسلل عبر المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الجهادية، وكان التخطيط ماكرا بما فيه الكفاية للعثور على ممرات عبور بعيدا عن الحوجز الأمنية.الأردنيون لم يكشفوا الطريقة التي عرفوا من خلالها أن القافلة تسير باتجاههم، ولكن الموقع الإسرائيلي يقترح بأنه من المنطقي أن تكون طائرات الاستطلاع الأردنية أو الأمريكية قد كشفت هذه المركبات، ولم يكن هناك وقت لإسقاط ‘كوماندوس′ أردني على القافلة على غرة قبل عبورهم الحدود ولذلك تقرر في غرفة عمليات مشتركة بين الأردن وأمريكا إرسال سلاح الجو الأردني لقصف الرحلة، ومن المحتمل وفقا للموقع أن غرفة العمليات التي اتخذت القرار قريبة من عمان وهي سرية للحفاظ على التنسيق العسكري بين الأردن والولايات المتحدة.
‘القدس العربي’ بدورها لم تتمكن من تأكيد هذه المعلومات من الطرف الأردني أو الأمريكي وما زالت العاصمة الأردنية تردد نفس الرواية الرسمية الأولية حول الغارة.
سعوديون هاربون من القلمون يسلمون أنفسهم لسفارة بلادهم في بيروت
لندن ـ ‘القدس العربي’: علمت ‘القدس العربي’ أن عشرات السعوديين الذين كانوا يقاتلون مع ‘جبهة النصرة’ في منطقة القلمون السورية، وهربوا الى لبنان بعد سيطرة قوات النظام السوري المدعومة بعناصر حزب الله على المنطقة ،سلموا أنفسهم للسفارة السعودية في بيروت التي أمنت عودتهم الى بلادهم.
وقالت المصادر إن السفارة السعودية طلبت من السلطات اللبنانية تسهيل دخول أي سعودي يهرب من سوريا ويتخلى عن انضمامه للجماعات الإسلامية المسلحة في سوريا واحتجازه في أماكن آمنة بعيدا عن أعين أعوان النظام السوري وأعوان الجماعات الإسلامية المتطرفة
وتقوم جهات في السفارة السعودية عبر جهات نافذة بالإتصال مع السعوديين الذين غرر بهم ‘ والتحقوا مع الجماعات الإسلامية للقتال في سوريا لإقناعهم بالعودة الى بلادهم .
وكانت السعودية قد أصدرت الشهر الماضي قانونا يجرم أي سعودي يلتحق بأي جماعة إرهابية تقاتل في الخارج وبسجنه الى مدة تصل الى 20 عاما واعتبر القانون تنظيم القاعدة وحركتي ‘داعش’، و’جبهة النصرة ‘التي تقاتل في سوريا حركات إرهابية، وأعطت السلطات السعودية فترة عفو لمن قاتل في سوريا انتهت في منصف شهر اذار/مارس الماضي، ولكن يبدو أن السلطات السعودية مددت فترة العفو لبعض الحالات الخاصة.
واستقبلت سفارات السعودية في عمان وبيروت وأنقرة العديد من السعوديين الذين هربوا من سوريا وأمنت عودتهم لبلادهم وأعطت السلطات السعودية تعليماتها لسفارتيها في عمان وبيروت وقنصليتها في اسطنبول، لتقديم كل التسهيلات الممكنة لأي سعودي يرغب بترك التنظيمات المسلحة في سوريا، وصرح السفير السعودي لدى الأردن الدكتور سامي الصالح ‘أنه تنفيذا للتوجيهات فإن جميع إمكانات السفارة معدة لاستقبال أي سعودي مغرر به ويقاتل في سوريا ويريد العودة الى بلده’.
وأشار في تصريح صحافي ‘إن السفارة السعودية مستعدة لاستقبال أي سعودي يعود من سوريا وتؤمن له الاقامة الى حين استصدار الوثائق الرسمية له وتذاكر السفر وإنهاء إجراءات سفره وتأمين عودته سالما للمملكة’.
كما أكد السفير السعودي لدى لبنان علي عسيري أن سفارة بلاده تلقت التوجيهات نفسها، وأنها تبذل جهودها لمساعدة أي عائلة سعودية تريد استعادة أي من أبنائها من سوريا، وأوضح لصحيفة ‘مكة’ أن ‘الإجراءات الأخرى بعد وصولهم ـ السعوديين العائدين ـ ليست من مهامنا بل هي من اختصاص السلطات السعودية’، ونفى السفير السعودي أن يكون لدى سلطات بلاده أعدادا دقيقة حول عدد السعوديين ‘المغرر بهم ويقاتلون في سوريا’.
وعلم أن السلطات السعودية تسعى لدى التنظيمات الإسلامية وغير الاسلامية التي تدعمها ماليا وعسكريا من أجل إعادة أي مقاتلين سعوديين يحاربون الى جانبها، كما تحثها على تسليم أي سعودي يتم أسره خلال القتال مع تنظيم ‘داعش’.
إلا أن مصادر سعودية تقدر عددهم بأنه يتراوح بين 1500 و2000 سعودي معظمهم انضم الى ‘جبهة النصرة’ وبعضهم يقاتل مع ‘داعش’ الأكثر تطرفا.وتأمل السلطات السعودية أن يعود المئات من مواطنيها الذين يقاتلون في سوريا استجابة لفتاوى رجال دين سعوديين مثل الشيخ محمد العريفي، وغير سعوديين مثل الشيخ عدنان العرعور، وشن الإعلام السعودي هجوما على هؤلاء متهما إياهم بالتغرير بالشباب السعودي، وأصدر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز قبل نحو أسبوع أمرا ملكيا يعاقب بموجبه بالسجن مدة تبدأ من 3 سنوات ولا تزيد على عشرين عاما كل من شارك في أعمال قتالية خارج المملكة أو الانتماء للتيارات أو الجماعات الدينية والفكرية المتطرفة.
وبوجب الأمر الملكي يعاقب كل من ينتمي للتيارات أو الجماعات ـ وما في حكمها ـ الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت، أو الإفصاح عن التعاطف معها بأي وسيلة كانت، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها، أو التحــــريض على شيء من ذلك أو التشجيع عليه أو التـــرويـج له بالقول أو الكتابة بأي طريقة.
الحلبيون يتزوجون بلا أعراس ولا مهور
وائل عادل
حلب ـ ‘القدس العربي’ الحرب في مدينة حلب فرضت نفسها على العادات والتقاليد، خاصة مناسبتي الخطبة والزواج حيث انقلبت معاييرهما إنقلاباً كاملاً، فالعرف في مدينة حلب كان حاضراً دائماً حتى في أحلك الظروف، والعادات والتقاليد لم تتغيرا منذ سنين طويلة، ربما تطورتا بعض الشيء في السنوات الأخيرة، لكنهما اليوم تكادا تندثران، بعد سنتين من سيطرة الجيش الحر.
يقول أبو الليث لـ’القدس العربي’ أنه لم يكن يتخيل يوماً منذ طفولته حتى لحظة زواجه بأنه لن يقيم عرساً وأن الإحتفال بزواجه سيكون في غرفة ضيقة في أحد الأقبية المحمية من القصف في مدينة حلب بحسب طلب عمه أبو زوجته، ويتابع: لقد كنت أحلم دوماً بأن أتزوج في صالة كبيرة وأن يكون عدد الحضور أكثر من ألف شخص، وكنت أختلف مع أصدقائي على اسم المطرب الذي سوف يحيي الحفل، لكن الظروف انقلبت وتغيرت السنن، واضطررت أن تكون الحفلة ظهراً و هذا بالأصل شيء غير مألوف في مدينة حلب.
إعتاد سكان مدينة حلب الإهتمام بطريقتهم الخاصة بأعراسهم، و لكن ظروف الحرب قلبت مفاهيم كثيرة كالمهر، والذهب الذي تضاعف سعره بشكل جنوني، سابقاً كانت العروس – في المناطق الشعبية- لا ترضى بأقل مما يعادل 1000 أو 2000 دولار من المصاغ، لكنها اليوم صارت تخجل من هذا الطلب فلا أحد يملك هذا المبلغ، وكان الطلب الأهم هو امتلاك بيت ولو كان صغيراً، لكن البيوت اليوم لم تعد تعني الأمان والإستقرار كالسابق بعد تعرضها للقصف، فصارت الحياة كلها مؤقتة، بين نزوح وانتقال من بيت إلى بيت آخر، لذلك صارت العروس اليوم لا تستطيع أن تطلب إلا نادراً، وبالطبع الوضع يختلف كلياً في المناطق التي يسيطر عليها النظام، فهي أكثر أماناً ولا تتعرض للقصف اليومي بالبراميل المتفجرة، لذلك حافظت على القليل من العادات القديمة، ما عدا موعد العرس فلم تعد مدينة حلب بقسميها تسهر حتى الصباح.
تقول أم خالد إنها تتعب كثيراً في البحث عن عروس لابنها، فهو مقاتل في صفوف الجيش الحر وهذا ما يعرقل البحث، فأهل العروس يعتقدون أنه سيموت بسرعة أو سيصاب ولا مستقبل له، أخرج يومياً منذ الصباح الباكر وأحرص أن أبتعد عن المناطق التي تحوم فوقها الهيلوكبتر، البارحة كانت تحوم فوق حي الأنصاري الشرقي، فذهبت إلى حي الفردوس، عندما خطبت لابني الأكبر خالد كان الوضع مختلف تماماً، اليوم تخاف النساء من إدخالي إلى بيوتهن فلم يعد هناك أمان فهن يخفن أن أكون لصة على الرغم من أنني لم أسمع قصة مشابهة إلا أن الوضع بشكل عام يخيف الجميع، وتضيف أم خالد أن المباني صارت معظمها فارغة، فلا تجد سكناً سوى في الطوابق السفلية في المباني، وأن الأطباء والمهندسين والكثير من المحامين قد هجروا المدينة و تكاد مناطق المعارضة تفرغ من الطالبات الجامعيات وهي مشكلة أيضاً.
للمهر في مدينة حلب سابقاً أسعار تتعلق بالعرف و بالحالة المادية والإجتماعية للفتاة، لكنها اليوم باتت تتعلق بظروف الشاب المتقدم للخطبة، ويقول عابد الذي يجلس طوال اليوم أمام أحد مقاهي الإنترنت في حي السكري بأن طرق التواصل صارت صعبة للغاية، فلكي يتحدث إلى خطيبته التي تسكن في حي قريب يحتاج إلى النزول إلى الشارع والجلوس على الرصيف المقابل لمقهى الإنترنت الوحيد في حيه، وأما خطيبته فتضطر للخروج إلى شرفة بيتها أو تعرض نفسها للخطر بالصعود الى السطح لالتقاط إشارة لشبكة الجوال والدخول لبرنامج التواصل لتتكلم مع خطيبها، ويضيف ضاحكاً: أنت تسألني عن الإختلاف بين قبل وبعد، أنظر إلى الحديث الذي نتكلمه أنا أسألها عن عمها النازح وهي تخبرني عن جارتهم المقنوصة وزوج عمتها المفقود منذ أيام، لقد تحولت الحياة في سوريا إلى كوارث متلاحقة لم يعد للحب مكاناً فيها، هكذا أنهى عابد حديثه قبل أن تستطيع خطيبته الولوج إلى برنامج التواصل بعد طول انتظار والحديث معه.
نحو ألف قتيل سوري بالبراميل المتفجرة منذ القرار الأممي 2139 المطالب بوقف العنف
إسطنبول ـ من محمد شيخ يوسف: قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن 949 شخصاً قتلوا في سوريا بالبراميل المتفجرة -’منذ قرار مجلس الأمن الدولي 2139، الصادر في 22 شباط/فبراير الماضي، والذي يطالب بوقف العنف الدائر في سوريا. (96′ من الضحايا مدنيون، سقط أكثر من نصفهم في مدينة حلب وريفها وحدها).
وأكدت الشبكة في تقرير صادر عنها أن ‘ 920 مدنياً سقطوا بقصف قوات النظام بالبراميل المتفجرة لوحدها منذ تاريخ إصدار القرار الأممي، حتى 16 نيسان/أبريل الجاري، من بينهم’ما لا يقل عن’252 طفلاً، و137 سيدة، حيث بلغت نسبة الأطفال والنساء من القتلى’42′،’وهي نسبة مرتفعة جداً ‘، على حد وصف الشبكة. وأضافت الشبكة أن ‘ من بين الضحايا المدنيين 3′أطباء وممرضان، و4′من عناصر’الدفاع المدني وإعلاميان، فضلاً’عن مقتل’29 مقاتل’فقط من المعارضة بنسبة 4′ من المجموع الكلي، فيما ترى’أنهم قتلوا على سبيل المصادفة’،’على حد تعبيرها.
ووثقت الشبكة التي تصف نفسها على’أنها منظمة حقوقية مستقلة ‘ مقتل ما لا يقل عن 541 شخصاً في مدينة حلب وريفها’بالبراميل المتفجرة خلال نفس الفترة، 99′ منهم مدنيون، حيث قتل نحو’538 مدنياً، من بينهم 163 طفلاً و69 امرأة، و4 من أفراد الدفاع المدني، فيما قتل من المقاتلين 3 فقط ‘.
من جانب آخر، أوضحت الشبكة أن ‘ القصف بالبراميل المتفجرة تسببت في سقوط’عدد كبير من الجرحى، أدت’حالات كثيرة منها إلى’بتر للأعضاء ‘، ناقلة عن أحد المشافي الميدانية في مدينة حلب،” تلقيها ما لا يقل عن 12 جريحا كمعدل وسطي يومياً، بسبب القصف العشوائي، من بينهم حالة أو حالتان بحاجة إلى بتر للأعضاء’، مشددة على أن ‘هذا في مستشفى واحد فقط ‘.
كما شددت أن ‘ القصف بالبراميل المتفجرة على الأحياء السكنية’تسبب’دماراً للأبنية وتهجيراً لأهلها ‘، متهمة’القوات الحكومية بأنها ‘لا تميز بين أعيان مدنية أو عسكرية، بل تقوم بهجمات أشبه ما توصف بالبربرية’، على حد تعبيرها
وينص القرار الأممي’2139 الصادر في’22 شباط/فبراير الماضي على” التوقف الفوري عن كافة الهجمات على المدنيين، ووضع حد للاستخدام العشوائي عديم التمييز للأسلحة في المناطق المأهولة، بما في ذلك القصف المدفعي والجوي، مثل استخدام القنابل البرميلية ‘.
ومنذ مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاماً’من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا’إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية ‘مستقلة’، تتخذ من لندن مقراً لها.(الاناضول)
تنسيقية معارضة: نحو 22 ألف قتيل في حمص منذ بداية الثورة السورية
مقتل 21 وإصابة 80 جراء قصف قوات المعارضة لأحياء في مدينة حلب
دمشق ـ وكالات: أعلنت تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة السورية، أن نحو 22 ألف قتيل سقطوا’في حمص وسط البلاد منذ بداية الثورة ضد حكم بشار الأسد’التي دخلت عامها الرابع، مشيرة إلى أن من بين القتلى’1423 طفلاً ونحو ألف امرأة.
وفي بيان أصدره، الجمعة، قال ‘اتحاد تنسيقيات الثورة السورية’، إحد أكبر التنسيقيات الإعلامية للمعارضة، إن المكتب الحقوقي التابع له أحصى’21 ألفاً و817 قتيلاً سقطوا في هجمات لقوات النظام على حمص منذ بداية الثورة آذار/مارس 2011 وحتى السادس عشر من الشهر الجاري.
وأشار إلى أن من بين القتلى 1423 طفلاً و986 امرأة، ولم تبيّن التنسيقية ما إذا كانت الإحصائية التي قدمتها تشمل مقاتلي المعارضة الذين سقطوا خلال المعارك مع قوات النظام، أم أن جميع القتلى من المدنيين.
وأوضح ‘اتحاد التنسيقيات’ أنه قتل في حمص منذ بداية العام الحالي لوحده 928 شخصاً بينهم 77 امرأة و95 طفلاً.
ولفت إلى أن’الأحياء التي’تحاصرها قوات النظام في المدينة’منذ حزيران/يونيو 2012، يعاني ما تبقى من سكانها الذين نزح معظمهم، من جوع شديد ونقص حاد في الكوادر والمواد الطبية، وتوفي 10 أشخاص منهم على الأقل بسبب سوء التغذية.
ولم يتسنّ التأكد من الإحصائية التي قدمتها التنسيقية المعارضة من مصدر مستقل، كما لا يتسنّى عادة الحصول على تعليق من النظام السوري على مثل تلك الأنباء بسبب القيود التي يفرضها على الإعلام.
وتحاصر قوات النظام منذ أكثر من 22 شهراً 13 حياً في مدينة حمص’تسيطر عليها قوات المعارضة، وبدأت قوات النظام حملة عسكرية جديدة لاقتحامها الأسبوع الجاري، وفق مخاوف دولية من سقوط قتلى كثر بين المدنيين.
ولحمص أكبر محافظة سورية من حيث المساحة، أهمية استراتيجية كونها تتوسط البلاد وتشكل عقدة طرق بين أنحائها، كما أنها صلة الوصل بين منطقة الساحل(غرب) التي ينحدر منها بشار الأسد ومركز ثقله الطائفي، مع العاصمة دمشق. ويقول معارضون أنه من دون حمص لا يستطيع النظام إعلان دويلة ‘علوية”له، ضمن أي سيناريو محتمل لتقسيم البلاد على أساس طائفي، أو في حال فشله في بسط سيطرته مرة أخرى على كامل أنحاء البلاد.
ومنذ آذار/مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية ‘مستقلة’، تتخذ من لندن مقراً لها.
وذكر مصدر في محافظة حلب لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن قوات المعارضة قصفت الخميس أحياء السليمانية والميدان وميسلون السكنية بمدينة حلب بقذائف صاروخية ما أدى إلى استشهاد 21 مواطنا وإصابة 80 آخرين بجروح حالة بعضهم خطيرة وإلحاق أضرار مادية كبيرة بممتلكات المواطنين.
وكان مواطنان قد استشهدا وأصيب 13 آخرون جراء سقوط قذائف هاون أطلقتها قوات المعارضة على أحياء الحمدانية والجميلية والميدان بمدينة حلب يوم السبت الماضي.
ووسط تصاعد أعمال العنف الميدانية تلك ، أعلن وزير الإعلام عمران الزعبي أن البرلمان سيجتمع الاثنين المقبل لتحديد عملية الترشيح للانتخابات الرئاسية وتحديد موعد تلك الانتخابات.
وكانت الحكومة قد اعلنت انها ستمضي قدما في إجراء الانتخابات الرئاسية قبل نهاية ولاية الرئيس بشار الأسد في 17 تموز/يوليو المقبل على الرغم من أن كثير من المناطق السورية أصبحت الآن تحت سيطرة جماعات المعارضة.
ووثقّت’الشبكة السورية’لحقوق الإنسان، مقتل 76 شخصا في العمليات العسكرية المختلفة التي شنتها القوات النظامية في العديد من المدن والبلدات السورية.
وذكرت’الشبكة السورية’التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها، أن العمليات العسكرية التي شنتها الوحدات العسكرية التابعة للنظام السوري، الخميس، في كافة الأنحاء السورية برا وجوا، مستخدمة الأسلحة الثقيلة والطائرات والمدافع، أدت إلى مقتل 28 شخصا’في حلب، و15 في ريف العاصمة دمشق، و13 في دير الزور، و12 في حمص، و4 في إدلب، و2 في درعا، وقتيل واحد في كل من اللاذقية وحماة. وفي الأثناء أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن القوات الحكومية تمكنت من القضاء على عدد كبير من المسلحين وتدمير آلياتهم، خلال الاشتباكات التي وقعت بينهم.
مكتب لتوثيق الكيميائي السوري: غاز ‘الكلور’ السام لا يدخل في الأسلحة التي يسلمها النظام
دمشق ـ الأناضول: أعلن مكتب لتوثيق’الملف الكيميائي’السوري، الجمعة، أن غاز ‘الكلور’ السام الذي كثّفت قوات النظام مؤخراً استخدامه في قصف’المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، لا يدخل’ضمن الأسلحة الكيميائية’التي تم الاتفاق على تسليمها، محذراً من اتساع دائرة استخدامه خلال الفترة القادمة’مع سهولة تصنيعه وتعبئته.
وقال نضال شيخاني،’مسؤول العلاقات الخارجية في ‘مكتب’توثيق الملف الكيميائي في سوريا’، الذي يضم عسكريين منشقين عن جيش النظام ويصف نفسه بأنه ‘مستقل’، إن ‘الكلور’ غاز خطير وسام ومن الممكن أن يؤدي استنشاقه’إلى الوفاة، إلا أنه في الوقت نفسه من السهل تصنيعه وتعبئته في قنابل وصواريخ.
وتم تأسيس مكتب ‘توثيق الملف الكيميائي في سوريا’، في تشرين الأول/اكتوبر 2012، بهدف توثيق انتهاكات النظام واستخدامه للأسلحة الكيميائية في المناطق السورية، وجمع الدلائل والشهادات بخصوص ذلك. وعمل المكتب الذي يتخذ من’بروكسل مقراً له،’على متابعة عملية نقل المخزون الكيميائي لدى النظام بعد قرار الأخير تسليمه نهاية العام الماضي، من خلال ناشطين سوريين على الأرض والمنظمات الدولية المختصة.
وأوضح شيخاني أن ‘الكلور’ مادة سائلة تستخدم بشكل كبير’في المصانع والمختبرات وتدخل في صناعة بعض مواد التنظيف المنزلية، إلا أن’اختلاطها’بالهواء بعد تعرضها لمصدر حرارة’كبير ناتج عن انفجار القنبلة أو العبوة التي تحملها، يحولها’إلى مادة غازية يسبب استنشاقها حرقة شديدة بالأنف والعينين وتقرحات جلدية، إلى جانب إلحاق’أضرار كبيرة في الجهاز التنفسي قد تصل إلى الوفاة إذا تم استنشاق كميات كبيرة منه.
وأضاف أن استنشاق الكلور’يستدعي سرعة نقل المصاب إلى نقطة طبية’وتقديم الإسعافات الأولية له من خلال الأكسجين والمحاقن الطبية، الأمر الذي قد يقلل من مخاطر الوفاة، لافتاً إلى أن معظم المناطق التي تسيطر عليها المعارضة تشكو من نقص’في الكادر الطبي والمواد الإسعافية.
وأضاف ان المكتب، يعمل على إنجاز دليل تعريفي بالأسلحة الكيميائية والغازات السامة وأضرارها لتوزيعه على مناطق المعارضة،’وذلك للحد من مخاطر التعرض لها واستنشاقها، محذراً من أن النظام من المحتمل أن يوسع نطاق استخدام تلك الأسلحة خلال الفترة القادمة في ظل الصمت الدولي عن جرائمه وتذرّعه بمحاربة الإرهاب.
في سياق متصل، لفت شيخاني إلى أن النظام السوري استعان مؤخراً بخبراء إيرانيين وروس لتصنيع قنابل قادرة على حمل غاز الكلور’وقصف المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وهو ما قاله أسعد المصطفى وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة، في تصريحات له مؤخراً.
وتبادل النظام والمعارضة خلال الشهر الجاري الاتهامات باستخدام الغازات السامة وأهمه الكلور في قصف عدد من المناطق في البلاد أهمها بلدة كفرزيتا في حماة (وسط) ومدينة حرستا بريف دمشق وحي جوبر بدمشق جنوبي البلاد، ما أوقع عشرات القتلى والمصابين بحالات اختناق شديد.
ولم يتسنّى حتى الساعة (30:’9 تغ)، التحقق مما ذكره’مسؤول العلاقات الخارجية في المكتب من مصدر مستقل، كما لا يتسنّ عادة الحصول على تعليق رسمي من النظام السوري على ما ينسب له بسبب القيود التي يفرضها على الإعلام.
وفيما لم يؤكد المسؤول’الدلائل التي استند إليها في معلوماته،’قال خبير سوري في الفيزياء النووية إن’التحقق بشكل ‘جازم’ من استخدام الأسلحة الكيميائية’أو الغازات السامة،’وتحديد نوعها يحتاج إلى اختبار الحمض النووي أو الـ’(DNA) للمصابين، وذلك من قبل خبراء مختصين’في هذا المجال، بحسب ما ذكر في تصريحات سابقة للـ’الأناضول’.
وأضاف الخبير، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن الطبيب الذي يستقبل الحالة الإسعافية’يستطيع′أن يحدد ‘بشكل أولي’ تعرض المصاب لغاز سام أو سلاح كيميائي، لكن تأكيد ذلك بحاجة لـ’تحليلات واختبارات أكثر تعقيداً’، حسب وصفه.
وبعد تهديد الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب الهجوم’الكيميائي ‘الأكبر’ على ريف دمشق أغسطس/آب الماضي وأودى بحياة 1400 قتيل، وافق النظام على مقترح حليفته روسيا بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيميائية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدميرها.
وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة، التي تقدر بنحو 1300 طن،’بحسب ما أعلنته’دمشق العام الماضي امتلاكها، عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري، إلا أن تسليم بعض الدفعات من الأسلحة تأخر عن البرنامج الزمني المحدد.
وذكرت’الخارجية الامريكية، الأربعاء الماضي، أن ‘سوريا سلّمت ما بين 65 و70′ من أسلحتها الكيميائية’، وذلك’في المؤتمر الصحافي اليومي بمقر الخارجية الأمريكية بواشنطن.
في الوقت الذي تشكك مصادر المعارضة في دقة هذا الرقم، وتقول إن النظام لم يسلم سوى 20 ‘ فقط مما يملك، وإنه يقوم بالمماطلة في عملية التسليم لصالح إجراء الانتخابات الرئاسية التي يعتزم بشار الأسد خوضها بعد نهاية ولايته يوليو/تموز المقبل.
مبعوث أمريكي يبدأ جولة في الشرق الأوسط الجمعة للتشاور حول الأزمة في سوريا
واشنطن ـ يو بي اي: بدأ المبعوث الامريكي الخاص إلى سوريا، دانيال روبنشتاين، الجمعة، جولة في منطقة الشرق الاوسط، للتشاور مع الشركاء الدوليين حول الأزمة في سوريا.
وأعلنت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية، ماري هارف، خلال مؤتمر صحافي ان روبنشتاين ‘يسافر إلى المنطقة الجمعة لاستكمال مشاوراته مع الشركاء الدوليين حول الأزمة في سوريا’.
وأضافت انه ‘في الأيام المقبلة، سيتوجه (روبنشتاين) إلى تركيا ومن ثم السعودية والإمارات وقطر’.
ولفتت إلى انه عند مغادرته المنطقة، سيتوقف المبعوث الامريكي في العاصمة البريطانية لندن، قبل العودة إلى الولايات المتحدة.
وأشارت هارف إلى ان ‘هذه فرصة للمبعوث الخاص روبنشتاين بغية إجراء مزيد من التشاور مع السوريين والأطراف الأخرى التي تسعى لوضع حد لهذا الصراع الرهيب ولمستقبل من نوع آخر لكل السوريين’.
وأكدت ان الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالعملية الدبلوماسية، وبجميع الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، باعتباره السبيل الوحيد للتوصل إلى نهاية دائمة ومستدامة لهذا الصراع.
تفجيران في حماه وحمص والمعارضة تعلن مناطق عسكرية بحلب
سقط قتلى وجرحى من عناصر اللجان الشعبية، التي تقاتل إلى جانب قوات الجيش السوري، في مدينة السلمية بريف حماه، بعد تفجير سيارة مفخخة على حاجز تابع لها، وذلك بالتزامن مع انفجار سيارة مفخخة قرب مسجد كعب الأحبار في حي الجندلي في حمص، في حين أعلنت فصائل المعارضة المسلحة مناطق عسكرية في حلب.
وقتل خمسة من عناصر اللجان وجرح 12 آخرون، اليوم السبت، جراء تفجير سيارة مفخخة عند حاجز الخدمات الفنية التابع للجان، كانت مركونة قرب الفرن الآلي للمدينة.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، أن “إرهابيين استهدفوا، صباح اليوم، قافلة مساعدات لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري بسيارة مفخخة بالقرب من الفرن الآلي في مدينة السلمية بحماه، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين وإصابة 9 آخرين”.
وفي حمص، أفاد التلفزيون السوري الحكومي أن “سيارة مفخخة انفجرت قرب مسجد كعب الأحبار في حي الجب الجندلي بحمص، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى”.
وأشار ناشطون معارضون إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات النظام واللجان الشعبية، بعد تفجير سيارة مفخخة قرب مسجد كعب الأحبار في الحي ذاته، مشيرين إلى وجود ضباط ضمن القتلى.
وأوضح الناشطون، لـ”العربي الجديد”، أن اشتباكات عنيفة اندلعت عقب التفجير بين قوات النظام والمعارضة المسلحة، مشيرين إلى أن عناصر من “جبهة النصرة” هي من نفذت التفجير، لكنها لم تصدر بياناً يؤكد مسؤوليتها عنه.
وكان التلفزيون السوري أعلن، أمس الجمعة، عن مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص، في تفجير وقع أمام مسجد بلال الحبشي، أثناء خروج المصلّين من صلاة الجمعة في مساكن ضاحية الوليد بحمص.
في غضون ذلك، تشهد أحياء حمص القديمة، قصفاً براجمات الصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة من قبل قوات النظام، التي تستعد منذ يومين لاقتحام المدينة.
وقتلت طفلة وأصيب آخرون، في قصف بقذائف الدبابات والهاون على بلدة الغنطو بريف حمص، من مقار قوات النظام في حاجز ملوك وقرية جبورين. كذلك سقط جرحى في قصف الطيران الحربي بالصواريخ الفراغية مدينة تلبيسة في الريف الشمالي.
مناطق عسكرية في حلب
في هذه الأثناء، أعلنت فصائل من المعارضة المسلحة أحياء في مدينة حلب كمناطق عسكرية في حلب، خلال المواجهات ضد قوات النظام.
وأوضح المتحدث باسم “غرفة عمليات أهل الشام”، المكنى بأبي حمزة، لـ”العربي الجديد”، أن فصائل المعارضة أعلنت كلا من حي الخالدية وجمعية الزهراء ومبنى الاستخبارات الجوية مناطق عسكرية.
وحذر أبو حمزة، المدنيين من الاقتراب من المنطقة، التي تشهد مواجهات عنيفة ضد قوات النظام، وخلفت عشرات القتلى والجرحى. وفيما أشار إلى أن المعارضة في عدد من المباني، أوضح أن قوات النظام تستخدم بعض المدنيين كدروع بشرية.
وتحالف “غرفة عمليات أهل الشام” يضم “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” و”جيش المجاهدين”. وأعلن عن تشكيله قبل نحو شهر ونصف، بهدف توحيد العمل العسكري في حلب ضد قوات النظام.
وأعلنت الفصائل، قبل أسبوعين، بدء معركة “غزوة الاعتصام” بهدف السيطرة على مواقع لقوات النظام غرب حلب. وسيطرت قبل يومين على مجمع الأيتام قرب مبنى المخابرات الجوية في حلب.
دمشق تعد للانتخابات.. وحمص للحرب
المدن
يأتي قرار النظام السوري فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية الاثنين المقبل، الذي أعلنه وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، مدفوعاً بانجازات ميدانية حققتها قواته، بعد سيطرتها على مناطق واسعة في القلمون وحمص، وتهجير واسع النطاق لأهلها. لا يهم النظام في ذلك، وقوع ما يقارب نصف البلاد خارج سيطرته، ولا التحذيرات الدولية من نسف مقررات “جنيف 1”. لا بل أن التصعيد الأخير وغير المسبوق، الذي تخوضه قوات النظام في حمص القديمة، يتم في ظل تعطيل روسيا لمشروع إعلان جديد عن مجلس الأمن، يدين العمليات في المدينة المحاصرة.
وكانت قوات النظام قد قصفت بالمدفعية الثقيلة، يوم الجمعة، مدينة داريا وعدداً من مناطق الغوطة الشرقية إضافة إلى حي جوبر بدمشق. وأغار سلاح الجو منذ ساعات الصباح على بلدتي سقبا والمليحة بريف دمشق، حيث تتعرض هاتان البلدتان منذ أسابيع لغارات كثيفة أدت إلى مقتل وجرح عشرات من المدنيين.
وفي حلب، قُتل أربعة مدنيين وأصيب عدد آخر في غارات لقوات النظام بالبراميل المتفجرة على حي البستان في حلب، يوم الجمعة. مع استمرار الاشتباكات عنيفة في منطقة الجزيرة ومحيط جبل شويحنة، وسط قصف لقوات النظام على تلك المناطق. وكانت قوات المعارضة المسلحة، قد بدأت خلال الساعات الماضية، هجوماً ضخماً على ثكنة هنانو العسكرية في شمال شرقي مدينة حلب. وتمكنت من اقتحام أجزاء منها لفترة وجيزة، بعد أن فجّرت ثلاثة أنفاق تحت أبواب الثكنة الاستراتيجية. لكن النظام استعاد السيطرة على الثكنة، وبثت قنوات الإعلام الرسمية تقارير عن صد الهجوم.
كما قصفت قوات المعارضة بقذائف الهاون تمركزات لقوات النظام على أسوار مطار دير الزور العسكري. بدورها، ردت قوات النظام بقصف عنيف على عدد من الأحياء بالمدينة تزامناً مع اشتباكات عنيفة في حي الصناعة. وفي حماة ألقت الطائرت المروحية البراميل المتفجرة على مدينتي كفر زيتا ومورك في الريف الشمالي، وسط اشتباكات عنيفة على أطراف مورك، في حين استهدف الجيش الحر بصواريخ غراد مطار أبو الضهور العسكري في إدلب. ترافق ذلك مع قصفت قوات النظام أطراف مدينة سرمين بريف إدلب.
وفي مدينة درعا جنوب البلاد، استهدف الطيران الحربي السهول الشمالية للمدينة الرياضية ودرعا البلد وطريق السد ومخيم درعا، في حين ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على بلدات المسيفرة والكحيل وبصر الشام والنعيمة وبلدة الغارية الغربية بريف درعا.
سقوط الصواريخ مجهولة المصدر على أطراف مدينة السويداء استمر لليوم الثالث، دون وقوع إصابات أو أضرار. الناشطون يتهمون النظام بالتصعيد لتخويف المدينة بعد ما شهدته من هبة شعبية قبل أيام.
وعلى جبهة الأحياء المحاصرة في حمص، أحرزت قوات النظام تقدماً جديداً، بعد قصف عنيف بالمدفعية والطائرات الحربية، في إطار عمليتها العسكرية التي بدأتها قبل أيام ضد أحياء المدينة المحاصرة. كما أن قصفاً براجمات الصواريخ والاسطوانات المتفجرة والدبابات استهدف حي الوعر، بالتزامن مع اشتباكات في منطقة الجزيرة السابعة بالحي، مما أدى الى وقوع ضحايا ودمار واسع. وبث ناشطون على صفحة مخيم العائدين في حمص مقاطع مصورة لإنفجار سيارة مفخخة، أثناء خروج المصلين، من جامع بلال الحبشي بعد صلاة الجمعة، مما تسبب في مقتل 9 أشخاص وإصابة 36 بينهم فلسطينيون من مخيم العائدين، بحسب ما ذكرت الصفحة.
الهجوم على مدينة حمص القديمة والمحاصرة منذ عامين، يعتبر الأعنف من نوعه، وسط مخاوف من اقتحامها، وحدوث مجازر كبرى فيها، حيث ما زال أكثر من ألف مقاتل يتحصنون بداخلها متعهدين الدفاع عن “عاصمة الثورة”.
وكان المبعوث العربي والدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، قد قال في بيان صدر عنه الخميس، أن الاتفاق الذي أبرم على هامش مؤتمر “جنيف 2″، بين المعارضة المسلحة والسلطات السورية، في حمص قد انهار. الإبراهيمي قال: “إنه لأمر مقلق أن تتحول حمص، من جديد إلى مسرح للموت والدمار”.
مناشدة الإبراهيمي لرفع الحصار عن حمص، حثت مجلس الأمن على عقد جلسة طارئة لبحث لبحث الوضع الإنساني في المدينة المحاصرة. الجلسة انعقدت الخميس، لكن من دون الإتفاق على البيان الصحافي الذي اقترحته بريطانيا. وعوضاً عن ذلك، أعلنت الرئيسة الدورية للمجلس أن الدول الأعضاء أعربت عن “قلقها العميق” حيال مصير العالقين بسبب المعارك في القسم القديم من مدينة حمص، في حين طلبت السفيرة الأميركية في بيان من “كل الدول التي لها نفوذ على دمشق أن تمارس ضغطا على النظام”، كي يستأنف المحادثات بشأن رفع الحصار عن حمص. وقال السفير البريطاني إن “المدنيين المحاصرين في القسم القديم من مدينة حمص وفي حي الوعر بسبب هجوم النظام معرضون فعلا لخطر الموت”. بدوره، أوضح السفير الفرنسي أن روسيا عطلت مشروع قرار فرنسي-بريطاني يدعو النظام إلى رفع الحصار عن حمص.
دولة العراق والشام رصدت 20 مليون ليرة لمن يقدم معلومات عنه
أخطر المطلوبين لـ”داعش” يتحدث لإيلاف: إيران تحرك التنظيم
بهية مارديني
قال نهاد البدر الذي يعمل على فضح عناصر وقادة تنظيم “داعش” أنه سيواصل مهمته ولن يتوقف رغم التهديدات التي يتلقاها، وأكد أن المخابرات الإيرانية هي التي تحرك تنظيم دولة العراق والشام.
رصد تنظيم دولة العراق والشام “داعش” مبلغ 20 مليون ليرة سورية لمن يدلي بأية معلومات تدل على الناشط أو الناشطة السورية نهاد البدر .
والبدر يتخفى وراء اسم وهمي، وعمل على فضح أسماء قادة التنظيم بالاضافة الى نشره مقاطع فيديو، وصورًا عن تنظيم الدولة، وتم اختراق صفحة البدر على موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” من قبل عناصر التنظيم اكثر من مرة ، وظل البدر مستمرا بنشر فضائح وممارسات دولة العراق والشام، ما جعل التنظيم يضع نهاد كأول مطلوب له ويريد رأسه حيا أو ميتا .
في حديث خاص مع نهاد البدر عن عمله ضد “داعش” قال لـ”ايلاف” “بدأت العمل باسم مستعار ضد تنظيم الدولة بعد خطف الاعلاميين والنشطاء في الرقة ، وبعد الممارسات الجائرة لـ”داعش”، واستطعت اختراق التنظيم عبر اشخاص ثقة داخلهم ، وبدأت انشر عنهم وأفضح قادتهم ممن انضموا للتنظيم من الشخصيات التي لها حضورها الاجتماعي في الرقة، وثقلها العشائري حيث اشترى التنظيم بعض تلك الشخصيات، ومنهم ابو لقمان والي الرقة، وبدأت نشر الصور والوثائق .
وأضاف” ارسل لي التنظيم رسائل على حسابي في فايسيوك ان اتوقف وان علي الامان وعرضوا علي مبلغ خمسة ملايين ليرة سورية وسيارة، فرفضت ذلك وتابعت، فتم اختراق صفحتي ، من قبل التنظيم، ونشروا اشاعة انهم قبضوا علي ،لأعود من جديد ثم تم اختراق حسابي عدة مرات دون جدوى، وبعدها وضعت داعش مكافأة عشرة ملايين ليرة سورية لمن يدلي بأية معلومات عني ثم تم رفعها الى 20 مليون ليرة سورية “.
واعتبر البدر أن “اكثر ما تخافه داعش هو الاعلام المعاكس ولذلك اغلقت كل المكاتب الاعلامية غير التابعة لها، واشترت بعض الاعلاميين وأرهبت الآخرين وتعتمد داعش على الترهيب والمال وليس لها حاضنة شعبية الا من صغار السن محبي افلام الأكشن وقادة داعش الكبار من بعض الجنسيات العربية”.
وأكد البدر “أن الكل يعرف هذه الحقيقة المطبخ الخلفي لداعش هو المخابرات الايرانية، كل الممارسات تدل على ذلك من حضورهم اول مرة الى الرقة بعد تحرير ابوغريب وهو تحرير كاذب” .
واتهم البدر” رئيس الوزراء العراقي بأنه هو من فتح السجون هناك بايعاز من المخابرات الايرانية” ،ولاحظ ايضا “عدم قتالهم لنظام بشار الاسد “وهو ما اعتبره “يثبت عمالتهم للنظام “.
وأشار الى” أن القادة الاصغر في داعش من ابناء المنطقة فهم من العشائر الكبيرة في الرقة، وقد باعوا المحافظة للتنظيم اما اكثر المنتسبين للتنظيم فهم من اللصوص، وقطاع الطرق ،والقتلة ولا يوجد لديهم اية قاعدة اسلامية دينية بل أغلبهم عبارة عن مرتزقة” .
ورأى البدر “أن الرقة الان تعاني وفي هلاك ووجود داعش فيها سيجر باقي المناطق وتمتد اكثر ان لم يتم القضاء عليها وغير ممكن القضاء على داعش الا بعمل عسكري وقوة عسكرية كبيرة اضافة الى الجانب الاعلامي والتركيز الاعلامي وهو اكثر ما تخافه داعش لكون الاعلام له تأثيره على الشارع .وتخشى داعش ان ينتفض الناس فجأة ضدها ،وهي دوما على حذر،وقد حفرت اماكن في الجبال في حال تمت مهاجمها او تحرك الشارع ضدها” .
وكشف البدر أخيرا أن “عناصر داعش منظمون جدا ولهم خبرات قتالية ومخابراتية وباستطاعة عدة عناصر قليلة تمشيط منطقة خلال دقائق وهو دليل على وجود خبرة عاليا وتجربة لديهم” .
وقال “لاأنكر انني خائف بعد ان وضعت داعش الجائزة ، وصرت اكثر حذرا ولكني لن اتوقف ابدا ولو كلفني ذلك حياتي” .
مئات الآلاف من السوريين في المنفى يعيشون «هاجس» إثبات الهوية
مكتب القنصلية السورية الصغير في إسطنبول.. منفذ نظام الأسد الوحيد في تركيا
إسطنبول: هانا لوسيندا سميث
مع إشارة عقارب الساعة إلى العاشرة صباحا، يوم الاثنين الماضي، بدأت مشاعر الغضب تدب بين الحاضرين، واندفع حشد كبير من الرجال تجاه المكتب الزجاجي، وأخذوا يلوحون بأوراق بيضاء كانت بأيديهم ويصرخون ببعض الأسماء أملا في جذب انتباه واحد من الموظفين، الذين بدت على وجوههم علامات التوتر والانفعال.
ويعلق شاب على ذلك المشهد بقوله إن «هذا ما يحدث كل يوم»، وقال الشاب تلك الكلمات بعد أن نجح في اختراق الحشد الكبير من الناس ليضع الطلب الخاص به في يد أحد المسؤولين قبل أن يعود مرة أخرى مخترقا الصفوف، معتذرا لهذا وذاك حتى يخرج من الزحام. وبعيدا عن الفوضى التي تملأ المكان، كان هناك طابور طويل من الناس امتد حتى جاوز باب المكتب ليخرج إلى السلم الضيق، حيث يقف الجميع منتظرين دورهم للمشاركة في ذلك الوضع الفوضوي. وكانت اللافتة الورقية، المكتوبة باللغة العربية والتي جرى لصقها على باب المكتب، تحذر من أن مواعيد العمل تنتهي عند العاشرة والنصف صباحا. ويقول الشاب إنه جاء إلى هنا ليأخذ مكانا في ذلك الطابور الطويل عند الساعة السابعة.
قبل بضع سنوات كانت العلاقات بين سوريا وتركيا هي الأفضل على مدى عقود، لكن الانتفاضة في سوريا حولت البلد، الذي كان أكثر دول الجوار ودا تجاه دمشق، إلى أشد الدول عداوة تجاه سوريا. وأدت الكثير من الأشياء والمواقف، التي تبنتها أنقرة، إلى زيادة التوتر بشكل خطير بين سوريا وتركيا. ويأتي على رأس تلك والمواقف استضافة تركيا للمعارضة السورية في إسطنبول، ورفض أنقرة إغلاق المعابر الحدودية التي يسيطر عليها المتمردون، فضلا عن المشاحنات العسكرية التي تحدث بين الحين والآخر على امتداد الحدود بين البلدين، والتي كان آخرها قيام تركيا بإسقاط مقاتلة سورية ادعت أنها تسللت داخل أراضيها. ومضى أكثر من عامين حتى الآن منذ قيام البلدين بالإغلاق المتبادل لسفارتيهما في أنقرة ودمشق.
غير أنه ما زال هناك منفذ وحيد لنظام بشار الأسد في تركيا، إنه مكتب القنصلية الصغير في إسطنبول. وربما لا يلاحظ أعضاء الطبقة الراقية والنخبة في إسطنبول، الذين يرتادون محلات ملابس «غوتشي» ومعارض سيارات «بورش» في شارع الاستقلال، علم سوريا ذا النجمتين وهو يرفرف من نافذة الدور الثالث، لكن الآلاف من السوريين، الذين فروا إلى تركيا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، يعتبرون مكتب القنصلية الصغير هو البوابة الوحيدة الباقية أمامهم للنفاذ إلى بيروقراطية البلاد التي تركوها وراءهم. من يريد من السوريين تجديد جواز سفره أو توثيق عقد زواج أو شهادة ميلاد يجب عليه الذهاب إلى ذلك المكتب.
وعلى السلالم ذات الإضاءة السيئة، وقف خليل، شاب من مدينة إدلب، في الطابور لتجديد جواز سفره. ويقول خليل إن «تصريح الإقامة في تركيا الخاص بي انتهى منذ شهر فبراير (شباط) الماضي، وعليه فينبغي علي الحصول على جواز سفر ساري المفعول حتى يمكنني تجديد تصريح الإقامة».
ويحق للسوريين الذين لجأوا إلى تركيا الحصول على تصريح للإقامة يجري تجديده كل عام بشرط أن تكون لديهم الوثائق التي تثبت هويتهم. وقد سبب ذلك الشرط الكثير من المشاكل لأولئك السوريين الذين فروا من سوريا من دون ممتلكاتهم، أو الذين لا يملكون جوازات سفر بالأساس، وهذا يعني أنهم ينبغي عليهم الإقامة في معسكرات اللاجئين التي تديرها الحكومة التركية، وإلا فإنهم سيتعرضون لخطر الاعتقال. كما يواجه السوريون الذين يجري اعتقالهم خارج معسكرات اللاجئين خطر إعادتهم إلى داخل سوريا عبر الحدود مع تركيا. وتسعى الحكومة التركية في الوقت الحالي لحل تلك المشكلة عن طريق إصدار بطاقات هوية مصممة خصيصا للسوريين، بمن في ذلك من يعيشون في معسكرات اللاجئين، ولكن بحد أقصى 600.000 لاجئ في البلاد. لكن تلك الخطوة من المرجح أن تستغرق وقتا طويلا.
في الوقت ذاته، يجب على السوريين، الذين يعيشون في تركيا، أن يتأكدوا دوما من أن أوراقهم ووثائقهم محدثة باستمرار، أو يواجهوا العيش في حالة من الذعر المستمر. استطاع خليل الحصول على فرصة بإحدى منظمات الإغاثة الدولية، كما تلقى منحة للدراسة في الخارج، لكن كلا الأمرين يعتمد على تحديث جواز السفر السوري الخاص به. إلا أنه، ومثل آلاف غيره من السوريين الذين يعيشون في تركيا، لم يكمل خليل مدة الخدمة العسكرية الإلزامية في وطنه. وهذا يعني أنه حتى عندما يقوم بتجديد جواز سفره، فإنه سيكون ساريا لمدة عام واحد، وليس أربعة أعوام كما يحدث مع من أنهى الخدمة العسكرية.
ويشرح خليل أبعاد حالته بقوله «آخر مرة قمت بتجديد جواز سفري لمدة عامين حيث كان ذلك في سوريا. أما الآن، ولأنه من المفترض أن أؤدي الخدمة العسكرية، فسوف يقومون بتجديد جواز السفر لمدة عام واحد، بالإضافة إلى أن الأمر سيستغرق ستة أشهر كاملة حتى أحصل على جواز السفر المُجدد».
في بداية الشهر الحالي، شكل الائتلاف الوطني السوري – الهيئة التي تمثل المعارضة السورية المناوئة لنظام الأسد – حكومة مؤقتة في اسطنبول. وسيبدأ أعضاء تلك الحكومة ممارسة الجوانب الفنية الخاصة بالدولة التي ستحل محل نظام الأسد عند سقوط النظام بالفعل. أما الآن، فلا تمتلك المعارضة سلطة إصدار وثائق لمئات الآلاف من السوريين الذين يعيشون المنفى. وما دام نظام الأسد ظل متمسكا بالسلطة في دمشق، فسوف يبقى متحكما في مظاهر الحياة اليومية للسوريين، الذين يعيشون في تركيا.
في المنطقة التي تمثل فيه الهوية – والقدرة على إثبات تلك الهوية – كل شيء بالنسبة للإنسان الذي يعيش فيها، تضيع أعداد لا تحصى من البشر تحت أنقاض البلد الذي ينهار. جاءت «ريم»، وهي امرأة شابة من دمشق، إلى تركيا بعد فترة قصيرة من اندلاع الثورة، ووقعت في شراك الحب. قابلت ريم شابا وأحبته وتزوجته، ثم رزقت بطفل بعد ذلك بفترة قصيرة.
تبدو قصة ريم من ذلك النوع من القصص السعيدة التي تظهر أن الحياة تستمر حتى بالنسبة لأولئك الذين أُجبروا على الفرار من بلادهم، لكن تبقى قضية الهوية تلقي بظلالها القاتمة على تلك القصة السعيدة. زوج ريم فلسطيني من أصل عراقي، وعلى الرغم من حصول الزوجين على تصريح إقامة في تركيا، فإنهما لم يتسن لهما توثيق زواجهما بشكل رسمي حتى الآن، كما أن الجنسية الوحيدة التي يحق لابنتهما الحصول عليها هي جنسية بلد لا يجوز لها الذهاب إليه أبدا.
تشرح ريم حالة ابنتها بقولها «المرأة السورية لا تمنح جنسيتها لأطفالها، حيث إن الرجال فقط هم من يمنحون الجنسية السورية لأبنائهم. والفلسطينيون لا يحصلون على الجنسية العراقية، على الرغم من أن زوجي ووالده وُلدا في العراق. جواز السفر الخاص بزوجي صادر عن السلطة الفلسطينية، لكن ذلك لا يسمح له بالذهاب إلى فلسطين. وعليه، فإن ابنتي تعتبر نظريا فلسطينية».
وتضيف ريم أن توثيق عقد الزواج بات مسألة معقدة للغاية. وتمضي قائلة «ينبغي علينا (أنا وزوجي) أن نأتي بوثائق من سوريا والعراق نثبت بها أننا لسنا متزوجين، ثم نرسل تلك الوثائق إلى القنصليات الفلسطينية والسورية في إسطنبول حتى يجري التحقق من صحتها. وقد واجهتنا بعض المشاكل بسبب انتهاء مدة سريان جواز السفر الخاص بزوجي، وكان يجب عليه تجديده، ثم انتهت مدة سريان الوثيقة الخاصة بي، وبالتالي كان يجب علي الحصول على واحدة جديدة».
وقد استغرقت عملية توثيق الزواج حتى الآن عاما كاملا. وتوجد الوثائق الخاصة بريم في الوقت الحالي في القنصلية السورية في إسطنبول، ويجب بعد ذلك إرسالها إلى السلطات التركية حتى تتحقق من صحتها أيضا. وبعد تمام عملية التحقق، سيكون بمقدورها في نهاية الأمر توثيق عقد الزواج في تركيا، لكن سيظل زواج ريم غير موثق في سوريا. تقول ريم «لست مهتمة بتوثيق عقد الزواج في سوريا في الوقت الحالي، فربما يحدث ذلك بعد انتهاء الثورة».
ومع دخول الأزمة في سوريا عامها الرابع، تتصاعد مشكلة التوثيق بشكل كبير. ويقول السوريون، الذين غادروا المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد إلى تركيا، إن الحصول على الأوراق اللازمة للفرار من سوريا أصبح أمرا صعبا ومكلفا للغاية. وبمجرد أن يغادروا سوريا يعرفون أنها مسألة وقت وسيعودون إلى خوض العملية البيروقراطية الطويلة من خلال القنصلية السورية في إسطنبول حتى يقوموا بتجديد وثائقهم باستمرار.
أزمة إنسانية ـ اقتصادية تعصف بحلب على وقع الاشتباكات المستمرة
في ظل انقطاع الكهرباء وعدم توفر المحروقات وارتفاع جنوني بأسعار المواد الغذائية
بيروت: بولا أسطيح
ترزح مدينة حلب تحت وقع أزمة إنسانية – اقتصادية خانقة لا توفر الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام أو المعارضة على حد سواء.
وقد اشتدت حدة الأزمة مع ارتفاع وتيرة الاشتباكات في الأيام الثلاثة الماضية وخاصة على جبهات مساكن هنانو وحلب القديمة والمخابرات الجوية والراموسة. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن استهداف مقاتلين إسلاميين لمحطة تحويل الكهرباء في بلدة الزربة أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن مجمل أحياء مدينة حلب بشكل شبه كامل، لافتا إلى أن أزمة الكهرباء تترافق مع أزمة إنسانية – اقتصادية كبيرة في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وقال عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات المحتدمة في الراموسة أدت إلى إغلاق طريق حلب – خناصر التي تشكل شريانا حيويا لإيصال المواد الحياتية للمدينة، ما تسبب بأزمة اقتصادية خانقة في أحياء حلب الغربية التي يسيطر عليها النظام كما الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وأشار محمد الحلبي الناشط في مدينة حلب إلى أن الأحياء التي تسيطر عليها كتائب المعارضة «تعيش أياما عصيبة بعد سقوط مئات البراميل المتفجرة على رؤوس المدنيين في الأسابيع الماضية، في ظل نقص حاد بكوادر المسعفين وآليات رفع الأنقاض، ما يؤدي إلى ارتفاع عدد القتلى بسبب مكوث الجرحى تحت أنقاض منازلهم لفترات طويلة».
وأشار الحلبي لـ«الشرق الأوسط» إلى شح كبير بالمواد الغذائية وخاصة بالخضراوات والفواكه في مناطق النظام المحاصرة، لافتا إلى ارتفاع أسعار ما تبقى منها إلى أرقام خيالية، فيما أغلقت معظم محلات اللحوم والأجبان أبوابها بسبب انقطاع طريق الراموسة.
وتشهد أحياء حلب نقصا حادا بالمحروقات، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل جنوني، بحيث وصل سعر لتر البنزين في عدد من الأحياء إلى 350 ليرة وسعر لتر الديزل إلى 150 ليرة وسعر أسطوانة الغاز إلى ستة آلاف ليرة سورية، أي ما يعادل 30 دولارا أميركيا تقريبا.
وقد أغلقت جميع محطات الوقود أبوابها في وجه آلاف السيارات التي اصطفت طوابير ضخمة للحصول على المحروقات.
وتدهور سعر صرف الليرة السورية في حلب، حيث وصل سعر صرفها مقابل الدولار إلى 174 ليرة.
وكان رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي قال مطلع الأسبوع إن الليرة السورية تتعرض لحرب اقتصادية، لافتا إلى أنها فقدت أكثر من ثلاثة أرباع قيمتها منذ بدء النزاع قبل ثلاث سنوات. وقد أعلن المصرف المركزي السوري في وقت سابق أنه سيضخ 20 مليون دولار أميركي في السوق المحلية لمواجهة هذا الارتفاع. ونجحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا مطلع الشهر الحالي بإدخال المساعدات الإنسانية إلى حي بستان القصر المحاصر والواقع في شرق حلب شمال سوري. ووصفت المفوضية الوضع في مناطق شرق حلب، بالمتردي نظرا للنقص الشديد في الغذاء والدواء.
وكانت آخر مرة أدخلت فيها المساعدات إلى تلك المنطقة في شهر يونيو (حزيران) عام 2013، ولم تصل أي مساعدات إنسانية للسكان هناك منذ ذلك الحين.
ويؤكد ناشطون معارضون أن كتائب المعارضة تسيطر على 70 في المائة من أحياء مدينة حلب وعلى الريف الشمالي والغربي والشرقي، وهو ما يعده مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن كلاما غير دقيق وغير صحيح، لافتا إلى أن النظام السوري يؤكد كذلك سيطرته على معظم أحياء مدينة حلب.
تفجير بحماة وحالات اختناق بالغازات في إدلب
أفادت وكالة الأنباء السورية أن أربعة أشخاص قتلوا في تفجير سيارة مفخخة في السلمية بريف حماة، بينما اختنق نحو مائة شخص في قصف للقوات النظامية بالغازات السامة في كفر زيتا بريف حماة والتمانعة بريف إدلب، مع تواصل الاشتباكات في حمص القديمة.
وأضافت الوكالة أن السيارة الملغومة انفجرت بالقرب من المخبز الآلي والمطحنة بالمدينة على طريق حماة السلمية، مضيفة أنه أسفر أيضا عن إصابة تسعة آخرين.
ووفق المصدر السوري لحقوق الإنسان فإن الانفجار وقع قرب حاجز الخدمات الفنية على المدخل الغربي لمدينة السلمية، وأشار إلى أنه أدى لمقتل ستة من عناصر “قوات الدفاع الوطني” مشيرا إلى أن هناك أنباء عن مقتل مدنييْن اثنين.
من جهته، أفاد مركز صدى الإعلامي أن خمسة من عناصر “اللجان الشعبية” قتلوا وأصيب تسعة آخرون جراء الانفجار قرب المخبز الآلي بالسلمية، في حين أفادت شبكة شام أن الطيران الحربي قصف بالبراميل المتفجرة مدينة مورك بريف حماة.
غاز الكلور
من جهة أخرى، قال ناشطون سوريون إن الطيران المروحي للنظام ألقى براميل تحوي غاز الكلور السام على بلدة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي.
وقالت كوادر طبية إن الغاز تسبب في نحو مائة حالة اختناق بصفوف المدنيين في البلدة. كما ذكر ناشطون أن حالات اختناق أخرى سجلت بقرية التمانعة في ريف إدلب بعد إلقاء المروحيات برميلا يحوي غازات سامة على القرية.
وأفاد مراسل الجزيرة في ريف إدلب أدهم أبو الحسام أن الضحايا مصابون باختناق بتهيج عصبي شديد ووهن وهبوط حاد في ضغط الدم، مضيفا أن المستشفيات تعاني من نقص في الأكسجين الذي يحتاجه المرضى بشدة.
وبدوره، قال مدير صحة محافظة حماة من مستشفى كفر زيتا بريف حماة في اتصال مع الجزيرة إن هناك عشر حالات بين المسعفين بالعناية المشددة، مشيرا إلى أن كفر زيتا تعرضت خلال أسبوع لست عمليات قصف بغاز الكلور.
وأوضح د. حسن الأعرج أن عدد الإصابات بلغ أربعمائة حالة بينها ثلاث وفيات، مناشدا عبر الجزيرة تدخل المجتمع الدولي لوقف ما وصفها بالإبادة.
اشتباكات بحمص
وفي ريف حمص، قال ناشطون سوريون إن اشتباكات عنيفة جرت على جبهة حاجز ملوك، بين مقاتلي المعارضة السورية وقوات النظام في تلبيسة بريف المدينة.
وتواصل قوات النظام عمليتها العسكرية في مدينة حمص المحاصرة والتي بدأتها قبل عدة أيام.
وقد تعرضت المدينة أمس لقصف جوي أسفر عن إصابة خمسة أشخاص بجروح. وأفادت شبكة شام بأن قصفا براجمات الصواريخ والأسطوانات المتفجرة والدبابات استهدف حي الوعر بالتزامن مع اشتباكات بمنطقة الجزيرة السابعة بالحي، مما أدى إلى وقوع جرحى ودمار واسع.
في حين أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن مدينة حمص تصدرت قائمة الإحصاءات من حيث القتلى والجرحى وحالات الاغتصاب والنزوح.
وقد عبرت الولايات المتحدة عن “قلقها العميق” بشأن ما وصفته بالوضع المأساوي والمرعب في حمص، وقالت إن ما يحصل أحدث مثال على وحشية النظام نحو شعبه.
في غضون ذلك، أفاد مراسل الجزيرة في حمص بأن أكثر من 15 قتيلا وعددا كبيرا من الجرحى سقطوا جراء انفجار سيارة مفخخة أثناء خروج المصلين من أحد مساجد المدينة.
وقد أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن 14 شخصا قتلوا، بينهم نساء وأطفال. وتسبب التفجير بأضرار جسيمة في ممتلكات المواطنين.
براميل بحلب
وفي حلب، قصفت قوات النظام بالبراميل المتفجرة حي قاضي عسكر بحلب، وقرية بيانون بريف حلب. وبث ناشطون صورا تظهر آثار الدمار في قاضي عسكر.
كما أفادت شبكة سوريا مباشر أن الجيش الحر سيطر على حاجز قرية فجدان في ريف حلب الجنوبي، وعلى طريق الإمداد السفيرة-معامل الدفاع.
وفي درعا، أفاد مركز صدى الإعلامي أن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام بالأسلحة الثقيلة تدور في درعا المحطة وحي البقعة بالتزامن مع قصف قوات النظام للحي من الفوج 175 بدرعا، كما قصف الطيران برميلين متفجرين على بلدة النعيمة بريف درعا.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
الجربا يزور الأردن والائتلاف يجتمع بوفد الكونغرس
وصل رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا إلى عمان اليوم السبت لبحث أوضاع اللاجئين ومستجدات الأزمة السورية مع المسؤولين الأردنيين، وفق ما كشفه مصدر سياسي سوري معارض لوكالة الأنباء الألمانية.
وقال المصدر للوكالة إن “الجربا سيلتقي أيضا ببعض المعارضين السوريين فضلا عن دبلوماسيين غربيين وعرب”. وأضاف أن “الجربا سيزور الولايات المتحدة نهاية الشهر الجاري للقاء مسؤولين في الإدارة الأميركية وأعضاء في الكونغرس”.
ويعيش أكثر من نحو ستمائة ألف سوري في الأردن منذ اندلاع الثورة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مارس/آذار ٢٠١١، من بينهم أكثر من ١٣٠ ألف لاجئ بمخيم الزعتري.
وكان الجربا قد أنهى زيارة رسمية للصين الخميس الماضي في إطار دعم التعاطي والحوار مع الشعب السوري عبر قوى المعارضة، وتوسيع هامش التواصل بغية إقناع بكين بتغيير موقفها الحالي جذريا من نظام الأسد وتشبيك مصالحها مع الشعب لا مع النظام.
اجتماع إسطنبول
في غضون ذلك، اجتمع وفد من الائتلاف في إسطنبول مع كبار الموظفين بلجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي اليوم السبت، وبحثوا بالاجتماع سبل تطوير العلاقة المشتركة ودعم الثورة السورية.
وقال بيان للائتلاف إن أعضاء الهيئة السياسية برئاسة فاروق طيفور نائب رئيس الائتلاف وبحضور نورا الأمير نائب الرئيس أيضا، والأمين العام بدر جاموس “بحثوا سبل تطوير آليات دعم الشعب السوري في مواجهة آلة القتل التي يستخدمها نظام الأسد تجاه الشعب مع وفد من كبار موظفي لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي”.
وتابع أن “المباحثات تناولت أيضا الوضع الداخلي في سوريا، ولاسيما في حمص وحلب، والخدمات التي تقدمها المجالس المحلية في الداخل ومنظمات الإغاثة الدولية، واتّباع النظام سياسة الحصار والتجويع أو الاستسلام عبر محاولات فرض اتفاقيات ما يسميها بالهدن والمصالحات”.
ونقل البيان عن جاموس “دعوته الكونغرس الأميركي لدعم الثوار والضغط على النظام سياسيا وعسكريا”.
وأضاف الأمين العام أن السوريين في الداخل “فقدوا الأمل في المجتمع الدولي، ويعتبرونه يمارس سياسة بالغة السلبية في سوريا وأنهم لا يريدون فعل شيء لإيقاف جرائم النظام”.
ولفت إلى “ملف اللاجئين وأزمتهم التي تتفاقم يوماً بعد يوم، وأنها لن تحلّ في ظل عدم التدخل المباشر وفقدان الاهتمام بمعاناتهم”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
مآسي السوريين تدخل دهاليز النسيان
دبي – قناة العربية
تطالب الأمم المتحدة بما يقارب 6 مليارات دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية المترافقة مع الأزمة السورية، حيث يخشى العاملون في منظمات الإغاثة من أن تفقد المجتمعات والحكومات الغربية الغنية الاهتمام في التبرع للقضية السورية.
وتذكر التقارير أن المسؤولين الأميركيين يجمعون أن الرأي العام في بلدهم لم يعد يضغط من أجل إيقاف الصراع السوري، ولم يعد هناك اهتمام للتبرع بعد موجة المعارضة للتدخل العسكري، الذي هددت الولايات المتحدة بشنه على نظام الأسد.
وتحركت وسائل الإعلام ونظمت حفلات جمع التبرعات مؤخراً لصالح المنكوبين من الكوارث التي ضربت العالم في الآونة الأخيرة.
وتقول منظمة Mercy Corps الإنسانية العالمية، وأكبر شريك للأمم المتحدة أنها جمعت ما يقارب مليون ونصف دولار، خلال ثلاثة أيام للمساعدة في مأساة إعصار الفلبين، وهو مبلغ يفوق ما تمكنت من جمعه لسوريا خلال ثلاثة أعوام.
ويؤكد المتابعون أن أحد أهم الأسباب هو أن الرأي العام الأميركي لا يعرف تفاصيل الصراع السوري، ويرى سوريا أرضا بعيدة لا علاقة له بها، خصوصا أن وسائل الإعلام الغربية والأميركية على وجه الخصوص فقدت الاهتمام بتغطية الأزمة الإنسانية في سوريا، وركزت على الجانب العسكري وخصوصا وجود القاعدة.
ويحرص نظام الأسد وخصوصا في الأشهر الماضية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية على السماح لمراسلي القنوات العالمية بالدخول إلى المناطق التي يسيطر عليها، وعلى رأسها دمشق.
ويكتب محرر الشؤون السياسية في صحيفة “الديلي تلغراف” انطباعاته الأولى خلال زيارته للعاصمة دمشق، وقال إنه شعر بأمان مثير للدهشة، وكتب عن تأييد كبير للأسد في مختلف شرائح سكان دمشق.
ولم تعد تفكر القنوات الغربية أبداً بالدخول إلى مناطق المعارضة بعد خطف، وقتل عشرات المراسلين والصحفيين على يد تنظيم “داعش”.
راهبة سورية لإذاعة الفاتيكان: مسلحون صلبوا شابين
الفاتيكان – فرانس برس
أكدت إحدى الراهبات السوريات لإذاعة الفاتيكان، أمس الجمعة، أن متطرفين في سوريا صلبوا مسيحيين لأنهم رفضوا اعتناق الإسلام أو دفع جزية.
وحسب الراهبة رغد، التي كانت تدير مدرسة البطريركية الكاثوليكية في دمشق، وتعيش حاليا في فرنسا، فإن “الفئات المسلحة والجهاديين والتنظيمات المتطرفة التي احتلت المدن أو القرى، تطلب من المسيحيين نطق الشهادة (اعتناق الإسلام) أو الموت، وأحيانا يطلبون منهم دفع جزية”.
وأضافت: في معلولا صلبوا شابين لأنهما لم ينطقا بالشهادة. وقالوا لهما: إذن تريدان أن تموتا مثل معلمكما الذي تؤمنان به. أمامكما الخيار: إما أن تنطقا بالشهادة أو تصلبا.
وتابعت: “تم صلب أحدهما أمام والده قبل أن يقتلوا الأخير، وهذا ما جرى في عبرا بالمنطقة الصناعية في ضاحية دمشق”.وأشارت الى أن متطرفين “فصلوا رؤوسا وحولوها الى كرات يلهون بها”، كما أخذوا الأطفال والنساء “وعلقوهم على الأشجار”.
وبثت إذاعة الفاتيكان هذه المقابلة يوم الجمعة العظيمة، وهي ذكرى صلب يسوع المسيح عند المسيحيين.
يشار الى أن الأقلية المسيحية في سوريا أعربت بأكثريتها الساحقة عن تأييدها للنظام السوري العلماني بقيادة الرئيس بشار الأسد خشية التنظيمات المتطرفة.
المعارضة تتهم الأسد باستخدام الكيمياوي 14 مرة بـ2014
دبي – قناة العربية
أعلن مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، أنه رصد استخدام النظام السوري خلال العام الجاري غازات كيمياوية وسامة 14 مرة ضد أهداف مدنية وعسكرية، أسفرت عن مقتل 22 وإصابة 259.
فقد استخدم النظام الكيمياوي ثلاث مرات في جوبر في دمشق باستخدام قنابل يدوية، ومرة في كل من داريا وعدرا في ريف دمشق باستخدام القنابل أيضاً.
أما حرستا في ريف دمشق فتم استهدافها ثلاث مرات دون معرفة طريقة استخدام الكيمياوي، كما استهدفت كفرزيتا في حماة ثلاث مرات بالكيمياوي بالقصف بالبراميل المتفجرة، ومرة واحدة في كل من التمانعة في إدلب وعطشان وزور الحيصة في حماة بالبراميل المتفجرة.
وفي التطورات الميدانية، مازال النظام مستمراً بحملته العسكرية على حمص القديمة وسط مخاوف من اقتحام مفاجئ في ظل وجود مدنيين محاصرين في الداخل.
من جانبها، قالت الهيئة العامة للثورة إن قصفاً عنيفاً براجمات الصواريخ والأسطوانات المتفجرة والدبابات استهدف حي الوعر بحمص.
وتواصل الطائرات إلقاء البراميل المتفجرة على بلدة المليحة في ريف دمشق، كما شنت بحسب الهيئة 4 غارات على حي طريق الباب في حلب.
كما استهدفت الهجمات الجوية عدة مدن وبلدات في درعا على رأسها المسيفرة وبلدة كحيل في ريف المدينة، فيما تجري اشتباكات عنيفة في مختلف أنحاء دير الزور بين قوات النظام والجيش الحر بحسب تنسيقيات الثورة السورية.
“الرقة تذبح بصمت”.. ناشطون يفضحون ممارسات داعش
دمشق- جفرا بهاء
“الرقة تذبح بصمت” توصيف أليم اعتمده أهل مدينة الرقة السورية، على الرغم من أن القاتل معروف، ويتمثل بتنظيم داعش. مأساة الرقة باتت يومية، حيث يضيع دم القتيل، وما من وسيلة يملكها أهله سوى الحزن على ابنهم أو زوجهم. فالرقة تذبح بصمت اليوم، تماماً كما ذبحها النظام طيلة 40 عاماً.
ولنصرتها، أطلق نشطاء الرقة نداء لإنقاذها من داعش بعد أن كانت أول مدينة سورية تحررت من النظام. وفي هذا السياق، يقول أبوإبراهيم الرقاوي الناشط وشاهد العيان “كل يوم يقتل أبناء الرقة في سجون تنظيم داعش، ويقوم هذا التنظيم بإعدام العشرات بشكل سري، وقتل النشطاء وخطف الإعلاميين حتى باتت الرقة أقرب لمقبرة منها لمدينة، ما دعا هؤلاء لهجرها. في حين اكتفى شبابها بمحاولة نقل الواقع وتسريب جرائم داعش للإعلام عبر اتصالات غاية في الصعوبة”. ويضيف: “هدف حملتنا أن نطرد داعش من الرقة”.
فقد اعتقل التنظيم ما لا يقل عن 1200 شخص، وتبدو المجازر حاضرة بقوة في الشارع، بينما يلوذ الإعلام بالصمت المطبق.
المدينة المظلومة
لم يترك التنظيم وسيلة لإسكات سكان المدينة إلا واستعملها. وقد بدأت تلك الممارسات بالاعتقال والخطف، وانتقلت بسرعة إلى التصفية العلنية والقتل في الساحة الرئيسية للمدينة، حتى إن داعش قام بصلب أحد الأشخاص الذي اتهم التنظيم بالقتل والسرقة. وحين اكتشف ناشطو المدينة هويته وانتماءه للجيش الحر، عمد داعش إلى الانتقام منه بقتله وصلبه علناً، وتركه معلقاً أمام أنظار السكان لثلاثة أيام متواصلة.
وقبل أيام قليلة رصد داعش مبلغ 20 مليون ليرة سورية لمن يدلي بمعلومات عن الناشط “نهاد البدر”، الذي كان قد كشف شخصية أمير الرقة ومسؤولها الشرعي وبعض قادة التنظيم.
ومن المعلومات التي كشفها “نهاد البدر”، الناشط الذي وصل سعر المعلومة عنه إلى 20 مليون ليرة، أن داعش لديه “شرعي” لا يفقه في الدين شيئاً، يطلق عليه اسم “أبو علي”، ويحمل بيده سيفاً ويقوم بإصدار الأحكام على المعتقلين، كما يحكم بقطع الرأس على كل من يتم اعتقاله من الثوار.
كما كشف “نهاد” استهداف داعش لقادة كتائب الثوار واختطافهم، كعبدالله الخليل وأبوسعد الخضرمي والناشط إبراهيم الغازي وغيرهم.
إلى ذلك، يقوم تنظيم داعش بتجنيد أطفال من الرقة، لا تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، في معسكرات تدريب، أنشأها في المدينة، وحمل أكبر معسكر اسم “أسامة بن لادن”.
ويتم في هذه المعسكرات بحسب الرقاوي، غسل أدمغة أولئك الأطفال، بما يتماشى مع سياساتهم، وذلك بعد اختطافهم من بيوتهم دون أن يستطيع الأهل تحريك ساكن أو حتى الاعتراض .
ويضيف الرقاوي: “إن الأوضاع المعيشية في الرقة باتت الأسوأ على الإطلاق منذ انطلاق الثورة، فالأسعار في ارتفاع دائم والسلع في تناقص متزايد بسبب إغلاق معبر تل أبيض الحدودي، الذي يعتبر الشريان الرئيس للحياة في شمال شرق سوريا.
قوانين داعش
ولم يكتفِ داعش بخطف المعارضين له، بل فرض قوانينه على الناس، وضيق الخناق على السكان، ففرض النقاب وحرم الدخان وجرم المدخنين، كما فرض عقوبات شديدة القسوة على كل مخالف له، حتى بات أهل المدينة يمشون في الشارع ويتلفتون خلفهم، خوفاً من مخالفة القوانين. حتى إن عناصر التنظيم جلدوا الفتيات في المدراس وقطعوا أيدي أشخاص اتهموا بالسرقة وأحرقوا سيارات الدخان. كما عاقبوا كل من وجدت لديه سيجارة واحدة.
إلى ذلك، قام داعش بافتعال اضطرابات في المدينة، لكي يتسنى له التدخل وفرض سيطرته على المدينة، بحسب ما أكد الرقاوي، فأصبح كل مواطن معرضاً في أي لحظة للجلد والقتل، لمجرد أن داعش قرر ذلك.
40 عاماً من الظلم
ويقول نشطاء من الرقة إن المدينة مظلومة منذ 40 عاماً، بعد أن اعتادت في عهد الأسد الأب والابن على أن تكون مهمشة، أهلها بلا مناصب ولا مكاسب.
واليوم يقوم داعش بتهريب النفط السوري الموجود في الرقة إلى الحدود التركية والشمال السوري، ويسيطر على مقدرات المدينة الاقتصادية، وعلى معظم مصادر المواد الغذائية، في حين تم إهمال الخدمات والمرافق العامة، الأمر الذي دفع أغلب الأهالي إلى مغادرتها.
ويقدر عدد أفراد التنظيم في الرقة بحوالي 8 آلاف شخص.
قتلى بتفجير سيارة مفخخة في حماة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال نشطاء سوريون إن انتحاريا فجر سيارته المفخخة، صباح السبت، عند نقطة تفتيش قرب بلدة بحماة خاضعة لسيطرة الحكومة السورية، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل.
وذكرت مصادر للمعارضة السورية أن التفجير وقع في وقت مبكر السبت بالقرب من بلدة السلمية في محافظة حماة بوسط البلاد.
من جانب آخر، أفاد مصدر أمني سوري بأن قوات الجيش تحرز تقدماً في أحياء البلدة القديمة بحمص، وتضيق الخناق على مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون عليها.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن غارات الطيران المروحي لم تتوقف، وأن قوات الجيش سيطرت على مبان في حيي باب هود ووادي السايح.
ويتزامن قصف الطيران المروحي، مع استمرار الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات الجيش على أطراف البلدة القديمة بحمص.
وتدور حرب شوارع بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة، فيما رفض مئات المقاتلين الخروج من الأحياء القديمة في إطار تسوية بين الطرفين، ويصرون على الاستمرار في القتال.
يأتي ذلك وسط قلق دولي حيال مصير المدنيين المحاصرين في حمص ومطالب بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات.
وفي ريف دمشق الشرقي، شن الطيران الحربي نحو 15غارة على بلدة المليحة ومحيطها، ما أسفر عن وقوع إصابات وإلحاق أضرار مادية، بينما تدور اشتباكات على كافة محاور البلدة.
وتتعرض المليحة منذ أكثر من أسبوعين لقصف جوي ومدفعي مع محاولة قوات الجيش اقتحام البلدة الواقعة على المدخل الجنوبي للغوطة الشرقية، التي تعد من أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق.
قيادي بهيئة التنسيق: الانتخابات الرئاسية السورية المقبلة منزوعة الشرعية دولياً ووطنياً
روما (18 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد قيادي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية على وجود خلافات في وجهات النظر بين الهيئة وروسيا حول شكل ومستقبل السلطة السياسية في سورية وتوافق بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة، ونبّه من أن الانتخابات الرئاسية المقبلة منزوعه الشرعية الدولية سلفاً وليس لها أي شرعية وطنية، على حد وصفه
وحول بوادر تراجع حماسة روسيا تجاه هيئة التنسيق، قال ماجد حبو، أمين سر الهيئة في فرع المهجر، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد قامت سياسة الهيئة ومنذ لحظة تأسسها على استقلالية القرار الوطني والانفتاح على كل القوى الوطنية السورية ومكونات المجتمع السوري في كل المواقع داخلياً وكل القوى الإقليمية والدولية باستثناء الكيان الصهيوني باعتباره عدواً للشعب وللمشروع الوطني الديمقراطي، وفي هذا السياق كانت العلاقة مع الاتحاد الروسي كطرف دولي فاعل وحاسم في الشأن السوري، وللعلم كان وفد الهيئة هو آخر وفود المعارضة السورية التي تزور روسيا بعد أن سبقته إلى هناك بقية وفود المعارضة”.
وتابع “إذا كان من (حماسة روسية) تجاه الخطاب السياسي للهيئة فمرد ذلك إلى رؤيتها للحل السياسي للأزمة وواقعيته وقابليته للحل، وهي ذات الأسباب التي تتشارك بها الكثير من الدول والكتل السياسية الدولية ـ مجموعة البريكس ـ مثلاً، فالهيئة تتقاطع مع الموقف الروسي في تعاطيه مع الحل السياسي للأزمة السورية بشكل سلمي، والمواقف الروسية في المحافل الدولية ـ مجلس الأمن ـ لقطع الطريق على الاستفراد في الهيمنة على سورية أو الاعتداء عليها تحت قوانين دولية أحادية المصالح”. واضاف “لكننا لا نجد ذات الأمر فيما يتعلق برؤية الهيئة للسلطة السياسية في سورية من منظور علاقة المواطن السوري لنظام استبدادي يحتكر السلطة ويمارس العنف في تعاطيه مع المطالب المشروعة للشعب السوري ورؤيته للحل الأمني ـ العسكري للأزمة، وهذا شأن سوري صرف يحدده الشعب السوري وليست أيه دولة إقليمية أو دولية”.
ورأى المعارض السوري أن هناك تراخياً دولياً لحل الأزمة في بلاده، وعن غياب الشأن السوري نسبياً في هذه الفترة عن واجهة الأحداث الدولية، وقال “لقد تعاملت الولايات المتحدة الأمريكية مع الشأن السوري من منظور الحماية المستمرة لإسرائيل ومصالحها في المنطقة ومن منظور الإرهاب من خلال توصيفها لبعض الأطراف المشاركة في الحدث السوري (جبهة النصرة) وما تلا ذلك للكثير من الدول الإقليمية والدولية من زاوية تعاطيها للأزمة السورية، يضاف إلى ذلك الموقف الدولي الوحيد المتوافق عليه (جنيف 1) كرؤية سياسية للحل”. ورأى أنه “في ظل التفسير أو عدم توافق المصالح الدولية لجنيف تبقى المواقف الدولية تتفاوت في تعاطيها مع الشأن السوري بحسب موازين القوى والأولويات السياسية لديها، ومن الجلي بأن المصالح المباشرة لبعض الأطراف الدولية والمؤثرة وبعض القوى الإقليمية تركز ومنذ البداية على تحطيم الدور الإقليمي لسورية وصولاً إلى تحطيم ما أمكن من قوى وإمكانيات سورية، دولة وشعباً، وهو ما يتم إنجازه على الأرض من قبل كل الأطراف المتصارعة صاحبة الحل الأمني العسكري أو الخيار العسكري للمعارضة السورية وبدعم إقليمي ودولي”، حسب رأيه.
ورأى أن “المعارضة السورية، المسوقة إعلامياً، لقد فشلت في إقناع الشعب السوري أولاً بجدارتها في حمل أو تسويق مطالبهم المشروعة إلى كامل الشعب، وبالتالي فشلت أكثر في ريادتها أو مشروعيتها في الخارج، أما الموقف الشعبي الأوربي في تصوراته حول الحرب الأهلية فهو خاضع بالأساس إلى الآلة الإعلامية الضخمة التي تقدمها له أنظمته والمصالح الدولية الكبرى من وراءها” وفق تقديره.
ونفى حبو أن يكون هناك أي معنى لمواصلة مؤتمر جنيف2 ما لم يسبقه مقدمات أهمها إعادة اختيار المفاوضين والجدية الدولية. وقال “لقد شكلت النقاط الست لمبادرة جنيف التوافق الدولي الوحيد في تعاطيها مع الشأن السوري بعمومياته دون الدخول في التفاصيل المهمة، ولكن هذا التوافق الدولي على أهميته في ظل حالة التدويل لم يغط المساحة الكاملة لتصور الحل السياسي في ظل اعتماد ممثلين وبرامج تفتقد للتمثيل الصحيح لعناصر الأزمة السورية وغياب النية الجدية والصادقة للحل من الجميع نظاماً ومعارضة”.
وأضَاف “إن اعتبار جنيف مدخلاً مهماً وصالحاً للحل السياسي في سورية يفترض وبالحد الأدنى جملة من الممهدات والمقدمات الأساسية الواجب توفرها قبل الدخول في العملية التفاوضية سواء كان من النظام أو المعارضة ربما أبرزها التمثيل الكامل والجدي لطموح الشعب السوري وممثليه السياسيين والجدية الدولية في التعاطي مع الأزمة السورية في ظل توافق المصالح الدولية التي لم تتبلور بعد، عدا ذلك لن يكون لأي أشكال تفاوضية مباشرة أو سواها أي معنى حقيقي”.
وحول ما ستقوم به الهيئة في مواجهة الانتخابات الرئاسية، قال حبو ممثل حزب العمل الشيوعي في الهيئة “الموقف الواضح لهيئة التنسيق الوطني واضح، فأيه إجراءات أحادية الجانب لكل أطراف النزاع تفتقر إلى الشرعية الوطنية أولاً ولا تصلح لأي حل سياسي للأزمة السورية، وتعتبر إعاقه واضحة للمسار السياسي السلمي، و(تغيير دستور، انتخابات مجلس شعب، حكومة منفى، انتخابات رئاسية) كلها محاولات تتعارض والالتزام الذي تعهدت به كل القوى السياسية السورية نظاماً ومعارضة من خلال قبولها بالنقاط الست لتفاهم جنيف والذي ينص صراحة على التفاوض بين المعارضة والنظام من أجل إعلان دستوري تتشكل على أساسه حكومة كاملة الصلاحيات لإدارة المرحلة والعمل على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة بإشراف دولي. واضاف “لذلك (الانتخابات الرئاسية) فهي منزوعه الشرعية الدولية سلفاً وليس لها أي شرعية وطنية داخلية، وسنقوم بفضحها وكشف لا شرعيتها وبالتالي مقاطعتها حتماً، واستمرار كل أشكال النضال المدني السلمي لمواجهتها كشكل من أشكال الديكتاتورية والاستبداد، والهيئة تجد أن النضال المدني السلمي لكل القوى المدنية والسياسية هي الطريق الأنجع للانتقال الوطني الديمقراطي المنشود في سورية
العثور على صحفيين فرنسيين كانوا مخطوفين في سوريا على الحدود التركية
اسطنبول (رويترز) – ذكرت وكالة انباء تركية أن جنودا أتراكا عثروا على أربعة صحفيين فرنسيين على الحدود التركية السورية يوم السبت بعد خطفهم في سوريا في يونيو حزيران وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إنهم جميعا بصحة جيدة.
وقالت وكالة دوجان التركية للأنباء إنه تم العثور على الصحفيين نيكولا انين وبيير توريس وادوار الياس وديدييه فرانسوا في إقليم شانلي أورفا مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين.
وقال أولوند إن الأربعة “بصحة جيدة رغم ظروف احتجازهم بالغة الصعوبة.” وأضاف في بيان أنهم سينقلون إلى فرنسا في الساعات المقبلة.
وذكرت دوجان أن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) خطفت الصحفيين الفرنسيين الأربعة وأن جماعة غير معروفة نقلتهم إلى الحدود التركية ليل الجمعة. وذكرت أنهم سيسلمون إلى مسؤولين فرنسيين بعد فحوص طبية.
وخطف فرانسوا المراسل الحربي المخضرم الذي يعمل في إذاعة أوروبا 1 والياس وهو مصور في أوائل يونيو حزيران بينما كانا في طريقهما إلى مدينة حلب السورية. وخطف انين الذي يعمل في مجلة لو بوان وتوريس الذي يعمل في قناة آرت الفرنسية الألمانية في وقت لاحق من ذلك الشهر.
وتقول لجنة حماية الصحفيين إن سوريا هي أخطر مكان في العالم بالنسبة للصحفيين.
ومازال صحفيان فرنسيان مفقودين في منطقة الساحل بشمال افريقيا.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)