أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 20 آب 2016

الطيران الأميركي يحمي قواته في ريف الحسكة

طهران – محمد صالح صدقيان لندن، واشنطن، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

كشفت واشنطن أمس، إرسالها مقاتلات من التحالف الدولي بقيادة أميركية إلى ريف الحسكة لحماية قواتها ومقاتلين أكراد بعد تعرض المدينة أول من أمس لغارات الطائرات السورية التي واصلت أمس قصف المقاتلين الأكراد في الحسكة وسط نزوح مدنيين إلى ريف المدينة هرباً من القصف والمعارك، في وقت أعلنت موسكو استخدامها صواريخ «كروز» من البحر المتوسط في قصف مواقع لـ «جبهة فتح الشام» («جبهة النصرة» قبل فك علاقتها مع تنظيم «القاعدة») شمال سورية، وسط أنباء عن زيارة قام بها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى طهران الخميس لاستكمال بحث الملف السوري.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن التحالف الدولي بقيادة أميركا أرسل مقاتلات لحماية المستشارين الأميركيين العاملين مع القوات الكردية خلال تعرضها لقصف من طائرات النظام. وقال الناطق باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس: «تم ذلك كإجراء لحماية قوات التحالف». وأضاف «أعلناها بوضوح أن الطائرات الأميركية ستدافع عن قواتنا على الأرض إذا تعرضت لتهديد»، لافتاً إلى عدم وقوع إصابات.

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد أمس: «لا يزال التوتر يسود مدينة الحسكة وسط استمرار الأهالي في محاولات النزوح نحو مناطق بعيدة من القصف (من الطيران السوري) والاشتباكات بين قوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين للنظام من جانب، والقوات الكردية وقوات الأمن الداخلي الكردي (أسايش) من جانب آخر»، في حين شهدت محاور أخرى «تراجع حدة الاشتباكات من عنيفة إلى متقطعة، وسط سماع دوي انفجارات في المدينة يعتقد أنها ناجمة عن قصف قوات النظام مناطق تسيطر عليها القوات الكردية في المدينة». وأضاف: «ارتفع إلى 23 بينهم 9 أطفال و4 مواطنات عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف قوات النظام وإطلاق النار المتبادل، إضافة إلى 9 من القوات الكردية و7 عدد عناصر الدفاع الوطني والمسلحين الموالين للنظام، حيث تمكنت القوات الكردية من أسر عشرات من هؤلاء المسلحين في الاشتباكات داخل المدينة».

وبدأت ليل الأربعاء اشتباكات عنيفة بين قوات «أسايش» ومجموعات الدفاع الوطني الموالية للنظام، على خلفية توتر في المدينة، إثر اتهامات متبادلة بتنفيذ حملة اعتقالات خلال الأسبوعين الأخيرين. وأشار مصدر حكومي إلى أن اجتماعات عدة عقدت بين الطرفين «لاحتواء التوتر» لكنها فشلت بعد مطالبة الأكراد بـ «حل قوات الدفاع الوطني» في المدينة. واعتبر أن «الضربات الجوية هي بمثابة رسالة للأكراد للكف عن مطالبات مماثلة (حل قوات الدفاع الوطني) من شأنها أن تمس بالسيادة الوطنية». وقال مصدر أمني سوري: «يجب ألا يحولوا (الأكراد) حلمهم بالحكم الذاتي إلى واقع».

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن سفناً حربية روسية أطلقت من البحر المتوسط ثلاثة صواريخ «كروز» على أهداف لـ «المتشددين» شمال سورية. وأضافت أن الصواريخ مرت فوق مناطق غير مأهولة واستهدفت «جبهة فتح الشام»، في وقت تدور مفاوضات بين الأمم المتحدة وموسكو لبحث اقتراح روسي بهدنة لـ48 ساعة في حلب وسط استمرار المعارك والقصف في ثانية كبريات مدن سورية.

وأكدت طهران أمس، أن وزير الخارجية التركي زار الخميس العاصمة الإيرانية لخمس ساعات. ولم تعرف الأسباب التي دعت طهران إلى عدم الإعلان عن الزيارة إلا بعد إعلان جاويش أوغلو عنها أمس خلال الزيارة التي قام بها إلی نيودلهي. لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قال إن جاويش أوغلو تابع مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف «البحث في التفاهمات التي تمت خلال زيارة الأخير إلی أنقرة الجمعة الماضي، إضافة إلی آخر التطورات التي تجري في المنطقة والعلاقات الثنائية». وذكر قاسمي أن البلدين اتفقا علی إجراء مشاورات مكثفة علی مختلف المستويات، مشيراً إلی أن الأيام القليلة القادمة ستشهد زيارات متبادلة بين البلدين.

 

الأمم المتحدة تختبر «الهدنة الروسية» في حلب… وتدمير آخر مستشفيات داريا

لندن، جنيف، موسكو، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب –

تجري مفاوضات بين الأمم المتحدة وموسكو لبحث اقتراح روسي بهدنة لـ 48 ساعة في حلب وسط استمرار المعارك والقصف في ثاني أكبر مدينة سورية، في وقت جددت القوات النظامية والميلشيات الموالية هجومها على داريا جنوب غربي دمشق تحت غطاء من القصف أسفر عن تدمير آخر مستشفيات المدنية. وأفيد بمقتل وجرح عشرات بقصف على ريف حمص.

وكانت موسكو أعلنت إنها ستدعم وقفاً لإطلاق النار لمدة 48 ساعة في حلب في خطوة قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا إنها ستسمح بوصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة قريباً إذا احترمت جميع الأطراف الهدنة الموقتة. وطالب دي ميستورا منذ فترة طويلة بوقف القتال لمدة 48 ساعة أسبوعياً للسماح بتسليم المساعدات وإجلاء المرضى والمصابين من المناطق الشرقية التي تقع تحت سيطرة المعارضة والمناطق الغربية التي تسيطر عليها الحكومة من حلب.

ورحب دي ميستورا بإعلان وزارة الدفاع الروسية. وقال: «فريق الإغاثة التابع للأمم المتحدة يستعد الآن لحشد قدراته للاستجابة لهذا التحدي». وأضاف مكتبه في بيان: «خطتنا هي أن نعمل بشكل شامل على التفاصيل العملية ونكون مستعدين لإيصال المساعدات في أسرع وقت ممكن».

وتابع أنه يتعين على موسكو ضمان التزام قوات الحكومة السورية المتحالفة معها بالهدنة، في حين ينبغي للولايات المتحدة والقوى الإقليمية ضمان التزام مقاتلي المعارضة. وقال ديبلوماسي غربي لـ «رويترز»: «التحدي سيكون في الترتيبات المتعلقة بالعمليات والتأكد من أن هناك وقفاً حقيقياً في القتال ومن أنها (روسيا) لا تستخدم هذه (الهدنة) لمصلحتها الاستراتيجية ولحشد القوات لهجوم آخر…

ليس مفاجئاً أن يأتي هذا في وقت تمكن مقاتلو المعارضة من كسر حصار حلب وفتح ممر خاص بهم».

وأصبحت حلب التي انقسمت إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة وأخرى تحت سيطرة مقاتلي المعارضة محور الصراع في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام. ولا يستطيع زهاء مليوني شخص في الجانبين الحصول على مياه شرب نظيفة بعد أن دمرت البنية التحتية في القصف. وتسبب تصاعد العنف في حلب -التي كانت كبرى المدن السورية من حيث عدد السكان قبل الحرب وأكبر مركز تجاري فيها- في انهيار مفاوضات السلام التي يشرف عليها دي ميستورا في جنيف.

وقالت المعارضة السورية إنها تريد أن ترى وقفاً يعتد به للعنف هناك بالإضافة لتحسين فرص وصول المساعدات الإنسانية قبل استئناف المفاوضات. وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه «الشاحنات المحملة بالغذاء والماء والدواء مستعدة للتحرك على الفور وسيارات الإسعاف على أهبة الاستعداد لإجلاء الحالات الطبية العاجلة». وقال ديبلوماسي غربي آخر إن من المهم للأمم المتحدة أن تقود جهود الإغاثة. وأضاف لرويترز: «أنها ليست عملية روسية. ينبغي أن تكون عملية للأمم المتحدة لتكون عملية جيدة ويعتد بها. ستبدأ بداية من الأسبوع المقبل بشرط أن يكون هناك اتفاق بين الأمم المتحدة وروسيا والنظام (السوري) في شأن أشكال (التنفيذ)». وفي برلين أبلغ ديبلوماسي ألماني رويترز أن موسكو لديها مسؤولية خاصة لضمان عدم تصاعد القتال في حلب قبيل وقف إطلاق النار.

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال: «تشن طائرات سورية وروسية عشرات الغارات يومياً على محافظة إدلب وريف حلب الغربي لمنع الفصائل من إرسال تعزيزات إلى مواقعها في جنوب مدينة حلب». وأضاف أمس: «سقط المزيد من القذائف أطلقتها الفصائل الإسلامية والمقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في الحيين الثالث والرابع بالحمدانية غرب حلب، ما أدى إلى سقوط جرحى، بينما تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام ومسلحين موالين لها من جنسيات عربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام من جهة أخرى، في محيط الكلية الفنية الجوية قرب الراموسة ومحيط مشروع 1070 وتلة المحروقات والعامرية جنوب غربي حلب، وأنباء عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين فيما نفذت طائرات حربية عدة غارات على أماكن في أحياء الراموسة والمشهد والسكري والأنصاري».

في الوسط، ارتكبت طائرات النظام الحربية «مجزرة في بلدة الغنطو بريف حمص الشمالي، راح ضحيتها أكثر من 11 مدنياً في حصيلة أولية، وعشرات المصابين والمفقودين»، بحسب موقع «كلنا شركاء» المعارض. وأضاف أن طائرات النظام الحربية «استهدفت بلدة الغنطو بعدة غارات جوية بالقنابل الفراغية وبلدة الزعفرانة بريف حمص الشمالي بعدة غارات بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية، إضافة إلى استهداف البلدة براجمات الصواريخ».

وأفاد مركز حمص الإعلامي، من خلال حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، بأن «أهالي الحولة بريف حمص الشمالي أصابتهم حالة من الخوف والرعب بسبب أصوات الصواريخ البالستية التي تنطلق من قاعدة ظهر القصير بتجاه إدلب وحلب، وهذه القاعدة تقع غرب منطقة الحولة».

من جهته، قال «المرصد»: «قصفت طائرات حربية مناطق في مدينة السخنة ومحيطها بريف حمص الشرقي، في وقت سقطت عدة قذائف اطلقها تنظيم داعش على مناطق في قريتي جب الجراح ومكسر الحصان بريف حمص الشرقي، فيما ارتفع إلى طفل ورجل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف طائرات حربية لمناطق في بلدة الزعفرانة بريف حمص الشمالي، كما قصفت قوات النظام مناطق في حي الوعر بمدينة حمص، ترافق مع فتح قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الحي».

في الجنوب، قال «المرصد»: «نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في اطراف حوش الضواهرة وبلدة اوتايا بالغوطة الشرقية، ومعلومات عن استشهاد مواطنة في بلدة اوتايا، وسقوط جرحى، بينما سقطت قذيفة هاون على منطقة في ضاحية الأسد الخاضعة لسيطرة قوات النظام قرب مدينة حرستا في الغوطة الشرقية».

من جهته، قال «المجلس المحلي في داريا» على صفحته في «فايسبوك» امس: «عاودت قوات الأسد محاولات اقتحام المدينة من المحور الغربي والجنوبي للمدينة مستخدمة عدة آليات ودبابات وكاسحات بالتزامن مع قصف جوي عنيف حيث ألقت طائرات النظام 42 برميلاً متفجراً، ومئات القذائف المدفعية والصاروخية من جبال الفرقة الرابعة، كما قامت قوات الأسد باستهداف المستشفى الميداني الوحيد في داريا بأربعة براميل نابالم ما أدى إلى نشوب حرائق هائلة في بناء المستشفى العلوي وخروجه عن الخدمة في شكل كامل، في وقت يعاني حوالى 1000 عائلة محاصرة في داريا من أوضاع صحية ومعيشية صعبة وبخاصة بعد توقف المستشفى الميداني الوحيد في المدينة وفقدان أغلب المخزون الغذائي لديهم».

وأضاف في بيان: «إننا في المجلس المحلي في مدينة داريّا، نؤكد دعمنا وتأييدنا لحلٍ سياسي عادل يحقق أهداف ثورتنا في الحرية والكرامة ويحفظ حياة المدنيين العزّل، وندين بشدّة استمرار النظام في إجرامه ضد المدنيين، وضرب كل مقومات الحياة، وإصراره على تدمير المدينة بأكملها، في ظل صمت دولي مريب – ما كان ليتسنّى للنظام أن يمارس هذه الجرائم من دونه – على رغم زعم المجتمع الدولي المتكرر حرصَه على إيجاد حلٍ سلمي لما يسمّيه الأزمة السورية”. وأضاف: «نكرر دعوتنا للمجموعة الدولية لدعم سورية والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الدولية للتدخل الفوري لوقف الحرب الشرسة وغير المتكافئة التي تشنها قوات النظام السوري ومن يساندها من الميلشيات الأجنبية… ودخول فريق تحقيق دولي للوقوف على استخدام النظام للنابالم الحارق.

بين دمشق والجولان، قال «المرصد»: «دارت اشتباكات بين قوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط بلدة جباتا الخشب، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

 

مخاوف في موسكو من قدوم «داعش»

موسكو – رائد جبر

زادت المخاوف في روسيا من احتمال بدء تنفيذ تنظيم «داعش» فعلياً تهديده بشن هجمات في مدنها، مع تبنيه هجوماً شنه الأربعاء الماضي شيشانيان حملا ساطورين على نقطة تفتيش للشرطة قرب موسكو، وأسفر عن جرح شرطيات وقتل المهاجمين.

وحاولت أجهزة الأمن الروسية التقليل من أهمية إعلان «داعش»، مشيرة إلى أن «هذه الفرضية توازي فرضيات أخرى». لكن تبني الهجوم ذكّر بشريط فيديو جرى ترويجه على شبكات التواصل الاجتماعي مطلع الشهر الجاري، وظهر فيه ملثم خلفه علم «داعش» يهدد روسيا بعمليات قاسية رداً على تدخلها في سورية.

وجاء رد الكرملين وأجهزة الأمن مماثلاً حينها، إذ شدد الطرفان على أن «موسكو تولي الاهتمام المطلوب بالتهديدات التي تأخذها أجهزة الأمن في الاعتبار، لكنها لن تؤثر على سياستها في محاربة الإرهاب».

وتأكيداً لقناعة السلطات بأن «داعش لا يتمتع بأي نفوذ على المتشددين في منطقة القوقاز، هزأ رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف من شريط الفيديو، ووصفه بأنه «فارغ، ويخلو من أي قوة حقيقية، إذ قضينا في الشيشان على مسلحين مدربين ومدججين بالسلاح من 51 بلداً، وقتلنا موظفي أقوى أجهزة خاصة في العالم، وفر الباقون».

الى ذلك، نقلت وكالة أنباء «تاس» الرسمية عن جهاز الأمن الفيديرالي الروسي، أن رجلاً من إحدى جمهوريات آسيا الوسطى اعتقل بتهمة «تزعم خلية متشددة خططت لتنفيذ عمل إرهابي في مدينة سامارا»، مشيرة إلى العثور في منزله على أسلحة رشاشة ومواد متفجرة مع كتيب بتعليمات لصنع عبوات ناسفة، وكذلك على نص «مبايعة لداعش»، وتوجيهات في شأن كيفية التصرف في مواقف محرجة، ومنشورات وكتيبات محظورة.

وأعلنت السلطات في الأسابيع الأخيرة اعتقال إمام مسجد في موسكو بتهمة التحريض على العنف، وطلاب اشتبهت في تحضيرهم للانضمام إلى التنظيم. كما نفذت القوات الخاصة عمليات ملاحقة ودهم في مدن قوقازية، إضافة إلى موسكو وسان بطرسبرغ قبل يومين، حيث أعلنت عن مقتل 4 من متشددي جمهورية كباردينا بالكاري القوقازية بعد مواجهات مع الشرطة.

على صعيد آخر، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، اجتماعاً لمجلس الأمن في شبه جزيرة القرم التي زارها للمرة الخامسة منذ أن ضمتها بلاده إلى أراضيها عام 2014. وناقش المجلس «أعمال التخريب التي استهدفت زعزعة الوضع» في شبه الجزيرة أخيراً. وقال بوتين إن «موسكو لن تقطع علاقاتها الديبلوماسية مع كييف التي اتهمها بمحاولة التنصل من تنفيذ اتفاق مينسك للهدنة، وأمل في أن يتراجع «الشركاء الأوكرانيون عن محاولات تأجيج الوضع».

وكانت موسكو اتهمت الاستخبارات الأوكرانية بتدبير «أعمال تخريب» في شبه الجزيرة، مشيرة إلى اعتقال شبكة تلقت تدريبات في كييف لشن هجمات.

وتزامنت زيارة بوتين إلى القرم مع إعلان وزارة الدفاع الروسية إجراء قواتها البحرية والبرية تدريبات «على تحريك عتاد وقوات بسرعة إلى القرم، في إطار تدريبات لوجيستية تستبق مناورات على نطاق أكبر مقررة هناك الشهر المقبل.

إلى ذلك أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أن لا سبب يدعو الاتحاد الأوروبي إلى رفع عقوباته عن روسيا «لأنها لم تفِ بكل التزاماتها في اتفاق مينسك للهدنة».

واعتبرت أن روسيا «أثارت أزمة كبيرة بضمها القرم عام 2014 ودعمها انفصاليي شرق أوكرانيا، وكان يجب أن ترد أوروبا على هذا الانتهاك للمبادئ الأساسية».

وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير وشخصيات بارزة من الحزب الديموقراطي الاشتراكي، الشريك في ائتلاف ميركل الحكومي، أظهر نغمة «أكثر تصالحية» بالقول إن «الاتحاد الأوروبي يجب أن يرفع العقوبات على روسيا تدريجاً للسماح بتقدم عملية السلام».

 

النظام أربك واشنطن بتصعيد “غير عادي” غارات على مواقع كردية هدّدت الأميركيين

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب، سي أن أن)

أربك النظام السوري واشنطن واضطرها الى سحب قوات عملياتها الخاصة المنتشرة في شمال سوريا وارسال مقاتلات لحمايتها، بعدما بدأت مقاتلات سورية قصف مواقع للاكراد في مدينة الحسكة وحولها، في تصعيد جديد وصفته وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” بأنه “غير عادي”، وقت نزح آلاف السكان خوفا من القصف والمعارك.

ولم يعرف عدد الجنود الذين نقلت مواقعهم، علماً أن واشنطن تنشر منذ أشهر نحو 300 من أفراد القوات الخاصة في شمال سوريا يتولون مهمات تدريبية واستشارية مع “قوات سوريا الديموقراطية” المؤلفة خصوصاً من وحدات كردية، إلا أن مسؤولي “البنتاغون” أكدوا أن أحداً من هؤلاء لم يصب بأذى.

ومع ذلك، يبدو أن القصف أربك واشنطن، إذ قالت وزارة الدفاع إن قوات التحالف ارسلت مقاتلات لحماية المستشارين الاميركيين العاملين مع القوات الكردية بعدما قصفت طائرات سورية منطقتهم.

وكانت مقاتلتان سوريتان من طراز “سوخوي- 24 ” شنتا الخميس غارات على القوات الكردية التي يدربها مستشارون أميركيون في المنطقة المحيطة بمدينة الحسكة بشمال شرق سوريا.

وأوضح الناطق باسم “البنتاغون” الكابتن جيف ديفيس أنه عندما بدأ القصف حاولت قوات التحالف على الارض عبثاً الاتصال بالمقاتلة السورية من خلال قناة لاسلكية مشتركة. وبعد ذلك، اتصلت القوات الاميركية بالجيش الروسي الذي تقصف مقاتلاته مناطق في سوريا دعما لنظام الرئيس بشار الاسد، إلاّ انه أكد عدم مشاركته في الغارات. عندها قال الاميركيون للروس إنهم “سيتخذون كل الاجراءات الضرورية” لحماية القوات الاميركية على الارض إذا استمرت الغارات.

وعلى الفور، أرسلت واشنطن مقاتلة الى المنطقة، ولكن عند وصولها كانت المقاتلات السورية تنسحب. وأوضح ديفيس انه كانت هناك مقاتلتان سوريتان من طراز “سوخوي- 24” تقصفان مواقع كردية في أربعة أماكن. وقال إن ارسال مقاتلات أميركية كان “اجراء لحماية قوات التحالف” و”سنضمن سلامتهم، وعلى النظام السوري عدم القيام بأمور تعرضهم للخطر… وننظر بجدية بالغة الى الحوادث التي تعرض التحالف للخطر، ولنا حق ثابت في الدفاع عن أنفسنا”.

ويبدو ان هذا التحذير لم يلق آذاناً صاغية لدى النظام السوري الذي عاودت طائراته قصف مدينة الحسكة أمس لليوم الثاني توالياً.

ووصف ديفيس ما حصل بأنه ” أمر غير عادي، لم نشاهد قط النظام السوري يقوم بمثل هذا الامر”.

 

بيان سوري

وأصدر الجيش السوري بياناً جاء فيه أن القتال في الحسكة بشمال شرق سوريا بين قواته ومسلحين أكراد كان نتيجة محاولة قوات الأمن الكردية السيطرة على المدينة، مما دفع الجيش الى الرد باستهداف الجماعات المسلحة.

وقال إن رد الجيش جاء “مناسباً” وإن أي هجمات أخرى ستواجه بالقوة بعد اليوم الثاني من الاشتباكات والغارات الجوية التي شنتها الحكومة السورية على “وحدات حماية الشعب” الكردية في الحسكة.

وقال المرصد إن الاشتباكات تسببت منذ نشوبها بمقتل 23 مدنياً بينهم تسعة أطفال، الى تسعة مقاتلين أكراد وسبعة من قوات الدفاع الوطني. كما أدت الى انقطاع الكهرباء وفقدان الخبز من الاسواق.

ودفعت الغارات والمعارك الالاف من سكان المدينة في المناطق الخاضعة لسيطرة الاكراد وتلك الخاضعة لسيطرة قوات النظام الى النزوح خوفا منذ يوم الخميس.

 

صواريخ روسية من البحر

في غضون ذلك، أعلنت موسكو انها قصفت مواقع للجهاديين في سوريا انطلاقا من سفنها الحربية المنتشرة في البحر الابيض المتوسط، بعدما بدأت هذا الاسبوع استخدام قاعدة همدان في ايران منطلقاً لقاذفاتها للغرض نفسه.

وقالت وزارة الدفاع في بيان إن “السفن المزودة منصات لاطلاق الصواريخ زيليني دول وسيربوخوف من اسطول البحر الاسود اطلقت ثلاث مرات صواريخ كروز على اهداف تابعة لجبهة النصرة الارهابية (جبهة فتح الشام، بعد اعلانها فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”)”، و” تم تدمير مركز قيادة وقاعدة للارهابيين في دارة عزة (غرب حلب)، فضلاً عن مصنع للمتفجرات ومستودع كبير للذخائر في منطقة حلب خلال هذه الهجمات”. واكدت ان الصواريخ عبرت “فوق مناطق غير مأهولة من اجل ضمان سلامة السكان المدنيين”.

 

حلب

وفي تطورات حلب، أفاد مصدر عسكري أن طائرات حربية سورية نفذت 46 طلعة جوية في الساعات الـ24 الأخيرة شملت غارات في حلب دمرت دبابة ومركبة محملة بالذخيرة وثلاثة مرابض لقذائف الهاون وقتلت عشرات من مقاتلي المعارضة.

 

واشنطن تلعب «الورقة الكردية» ضد دمشق و«معادلة همدان» وأردوغان

تدحرج أميركي نحو سلخ «كردستان سورية»؟

خليل حرب

معركة الحسكة دخلت الى قلب الصراع الدولي بقوة، وبدّدت الهدنة «الأخوية» التي حكمت العلاقة بين دمشق والمسلحين الأكراد في أقصى الشمال الشرقي لسوريا، المحاذي لمناطق حزب العمال الكردستاني في الجنوب الشرقي للداخل التركي، ولمعاقلهم في جبال قنديل العراقية اتصالا بالأراضي الإيرانية.

لم يعد الخلاف على مواقع أو حواجز متفرّقة في المدينة التي تتقاسمها قوات الدولة السورية، وفصائل كردية مسلّحة. الأنباء الأخيرة تشير الى هجوم كبير للمسلحين على ما تبقى للجيش السوري من مواقع في المدينة التي تقطنها غالبية عربية عشائرية. الطيران العسكري الأميركي فجأة في سماء الحسكة، بينما المقاتلات السورية تقصف مواقع للمسلحين الأكراد.. وموسكو تسرّب أنباء عن استعدادها لعمليات عسكرية كبرى في سوريا.. فما هي الرسالة؟

مولود جاويش اوغلو كان في طهران امس الاول، في زيارة لم يعلن عنها سوى في اليوم التالي. بيان الجيش السوري وصف مسلحي «الأسايش» في الحسكة بأنهم «الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني». أنقرة سمعت البيان ايضاً. منظمة «بيجاك» الأخرى، بحسب التضخيم الاعلامي لبعض الأطراف الخليجية، تصعّد نشاطها في المناطق الحدودية حيث التجمعات الكردية الايرانية. صالح مسلم، زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، كان في كردستان العراق للتشاور مع مسعود البرزاني، عراب الانفصال الكردي، وسط انباء عن اجتماعات مفتوحة جمعته مع قائد «التحالف الاميركي» الجنرال الاميركي شون ماكفرلاند.

اشتباك الحسكة الحالي يتجاوز معايير ومعادلات العلاقة بين دمشق وبعض الفصائل الكردية في الحسكة. لم يعد حدثا منعزلا. ايام انقضت على «الصفقة» التي اخرجت «داعش» من مدينة منبج، كيف تمت ومن رعاها وماذا سيتبعها؟ كلها امور لم تظهر بعد، لكن الاكيد ان الوحدات الكردية الشريكة في «قوات سوريا الديموقراطية»، كانت طرفاً اساسياً في «الصفقة». التكهنات الآن تدور حول ممر آمن اخر لـ «داعش» من جرابلس. وقالت مصادر معارضة إن «فيلق الشام» حشد قواته داخل الاراضي التركية قرب المعبر الحدودي الفاصل بين قضاء «قرقميش» التركية ومدينة جرابلس، وذلك تمهيداً لبدء عملية اقتحام المدينة والسيطرة عليها. ويأتي ذلك فيما يحاول «داعش» اعادة فتح جبهة مطار كويرس ضد الجيش السوري.

البنادق التي يفترض انها تقاتلت في منبج وعين العرب «كوباني» وغيرهما، تلتقي الان، ولو في جبهات متفرقة، على خصم واحد: الدولة السورية، او بشكل ادق، على ما تبقى للدولة السورية من سيطرة في الشمال والشرق السوري.

الوجود العسكري الاميركي، سواء لقوة «المارينز» التي اعلن عنها قبل يومين في الحسكة، او في قاعدتي الرميلان وعين العرب، معززا بالوجود العسكري للفرنسيين والانكليز والالمان، وهم يمثلون حكومات سبق لها ان تحركت دعما للنزعات الكردية، في الشمالين السوري والعراقي، يشكل بحسب المراقبين عملية تدحرج للحضور الاميركي و»الاطلسي» في سوريا، بما يحاكي تجربة التدحرج العراقية في مطلع التسعينيات وفرض منطقة الحظر الجوي، الممهدة للانسلاخ الكردي لاحقاً.

واذا كان الغرب وقتها تسلح بقوانين دولية اجازت له منع الطيران العراقي عن شمال البلاد، فإن حادثة الامس في الحسكة، باعلان البنتاغون للمرة الاولى عن تحليق سلاحه الجوي في سماء المدينة باسم حماية جنود «المارينز» الذين يبدو انهم اضطروا الى التراجع نحو الحدود التركية للحماية، يشكل تحولا في ادوات العمل الاميركية ويفتقر الى الغطاء القانوني الدولي، في لحظة الاشتباك الكردي مع الدولة السورية.

لكن رسائل الحسكة تحمل مضامين اخرى لا تقل خطورة. الاشتباك الكردي مع الدولة، يأتي في ذروة المواجهة في الريف الحلبي ضد «جيش الفتح»، بينما اكراد حلب، في حي الشيخ مقصود مثلا، يقاتلون كتفا بكتف مع الجيش السوري، دفاعا عن المدينة التي انتهكت «خاصرتها» الجنوبية الغربية قبل ايام من لقاء القمة التي جمعت رجب طيب اردوغان مع فلاديمير بوتين، والذي كانت احد عناوينه ملف العلاقات الروسية مع الاكراد، واعلان أنقرة مرارا منذ ما بعد سان بطرسبورغ، انها وموسكو وطهران، حريصون على «وحدة وسلامة اراضي الدولة السورية». واشتباكات الحسكة، تأتي في ما بعد الامتعاض التركي الواضح من الموقف الاميركي من انقلاب تموز الفاشل.

وتراقب انقرة بهلع تقدم الاكراد على طول الحدود من محافظة الحسكة مرورا بمدينة عين العرب وربطها بمدينة عفرين غربًا من خلال العبور غربي الفرات بعد السيطرة على منبج، وبالتالي اقامة «حزام كردي» متواصل جغرافياً.

واشنطن قررت الآن لعب «الورقة الكردية». الاقتحام الروسي للمشهد السوري عبر «قاعدة همدان» الايرانية، بالاضافة الى الكلام التركي على حتمية التقارب مع موسكو وطهران، ورفض «اذلال» روسيا، يستحضر ردا اميركيا واضحا. اكراد الشمال السوري، لخلط اوراق العمل الروسي ـ السوري ـ الايراني.

الرسالة البديهية الاولى من تحليق طائرات «البنتاغون»: اوقفوا الغارات على المسلحين الاكراد في الحسكة.

لكن المغزى الأبعد لكل المشهد، كما يرى مراقبون، تعكس مؤشرات على محاولة لاجتثاث وجود الدولة السورية في الشرق والشمال السوري من ثلاث بؤر متبقية: دير الزور، الحسكة والقامشلي، بما يهدد مصير العشائر العربية في معركة مصير ديموغرافي واقتلاع، ومواجهة ممارسات عنصرية تمثلت اخيرا في اضرام النيران في وثائق ومستندات الملكية في مدينة منبج بعد دخول المقاتلين الاكراد اليها.

يلاحظ مصدر مطلع ما يلي:

1 – واشنطن تقول لأردوغان إن بوتين اعجز من ان يمنحك ضمانات في الموضوع الكردي

2 – بإمكان اردوغان وهو يتابع ما يجري في الحسكة، ان يدرك ان ما من جهة اكثر حرصا على منع الانسلاخ الكردي ونيرانه الاقليمية الحتمية، اكثر من شرعية الحكم في دمشق.

3 – معادلة «قاعدة همدان»، ان العلاقة بين موسكو وطهران تترسخ استراتيجيا من خلال تحالفات غير مسبوقة الطابع والعناصر.

4 – نحن امام شهرين مزدحمين بذروة المخاطر السورية. لقاء سيرغي لافروف وجون كيري الاسبوع المقبل، سيسبقه لقاء كيري مع نظرائه الخليجيين في جدة.

5 – التهاب خطي التماس: الكاستيلو ـ الراموسة، ومنبج ـ الحسكة. وتركيا حائرة بين الخطين ومصالحها المتعارضة في المعركتين. بيان الجيش السوري حول «الأسايش» يدغدغ في مكان ما القيادة التركية التي اقرت أمس بفشل سياستها السورية حتى الآن. أردوغان هدد أمس الأول صراحة المسلحين الاكراد في الشمال السوري، بضربهم «اذا اقتضت الضرورة».

6 – بيان الجيش السوري، خطاب موجه للخارج ايضا، وللاميركي خصوصا، بأن رسائلكم مفهومة في دمشق.

 

روسيا

قصفت البحرية الروسية، أمس، مواقع «جبهة النصرة» في دارة عزة في غرب حلب بثلاثة صواريخ مجنّحة من نوع «كاليبر»، انطلقت من سفينتين في شرق البحر المتوسط.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن مصادر عسكرية روسية أن سفن أسطول بحر قزوين ستشارك في العمليات العسكرية القائمة، فيما أوضحت أن انطلاق الطائرات الاستراتيجية من همدان الايرانية إنما هو «مؤشر إلى عملية كبيرة في سوريا».

 

واشنطن

ذكر «البنتاغون» أنه ارسل مقاتلات لحماية «المستشارين» الاميركيين الذين يدربون القوات الكردية في المنطقة المحيطة بالحكسة.

وقال المتحدث باسم «البنتاغون» جيف ديفيس إن ارسال المقاتلات يأتي «كإجراء لحماية قوات التحالف»، مضيفاً «سنضمن سلامتهم، وعلى النظام السوري عدم القيام بأمور تعرضهم للخطر، وننظر بجدية بالغة للحوادث التي تعرّض التحالف للخطر، ولدينا الحق الثابت في الدفاع عن انفسنا».

وأضاف «هذا امر غير عادي مطلقا، لم نشاهد النظام السوري يقوم بمثل هذا ضد وحدات حماية الشعب الكردي» المدعومة من الولايات المتحدة، موضحاً أنه تم نقل القوات الاميركية الى مكان آمن خارج المنطقة.

وبحسب ديفيس، فإنه «فور بدء الغارات حاولت القوات على الارض الاتصال بالطيارين (السوريين) عبر اللاسلكي للطلب منهم التوقف عن القصف ولكن من دون جدوى، بعدها اتصلنا بروسيا التي أكدت لنا أن الطائرات ليست لها بل تعود لسلاح الجو السوري».

وأشار إلى أنه تم إرسال طائرات التحالف للمنطقة ولكن عندما وصلت كانت الطائرات السورية قد غادرت الأجواء، لافتاً إلى أن طائرات التحالف تقوم بدوريات قتالية جوية اضافية في المنطقة.

واستدرك ديفيس قائلاً: «كما قلنا سابقاً، يستحسن للنظام السوري أن لا يتصادم مع قوات التحالف او مع شركائنا».

ولاحقاً، أكد مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن «وصول تعزيزات عسكرية مع مروحيات الى قواعد اميركية تبعد ستة كيلومترات شمال مدينة الحسكة»، نافياً وجود عناصر من «القوات الخاصة» الاميركية داخل المدينة.

وكانت قد سرت أنباء في وقت سابق عن إرسال واشنطن 45 عنصراً من سلاح مشاة البحرية «المارينز» إلى قرية المبروكة الواقعة بريف الحسكة الغربي، بحجة العمل على نزع الألغام.

 

وفد عسكري روسي يصل إلى مطار القامشلي والجيش السوري يدفع بتعزيزات إلى الحسكة

دمشق- د ب أ- تتسارع الأحداث في مدينة الحسكة بشمال سورية في ظل حشد طرفي الصراع قواتهما استعداداً لمعارك قادمة وسط وصول ضباط روس من قاعدة حميميم الى مدينة القامشلي شرق سوريا.

 

وقال مصدر حكومي سوري رفيع المستوى في محافظة الحسكة لوكالة الأنباء الألمانية السبت إن “وفداً من الضباط الروس وصل الى مطار القامشلي شمال شرق سورية قادماً من قاعدة حميميم العسكرية في محافظة اللاذقية، ويعقد اجتماعاً حالياً مع قيادات الاكراد (وحدات حماية الشعب – والاسايش) فقط في مطار القامشلي دون وجود اي احد من قبل الحكومة السورية”.

 

وأكد المصدر أن “الدعوات التي وجهتها الحكومية السورية لعقد اجتماعات تنهي التوتر في مدينة الحسكة منذ أيام قوبلت بالرفض والاستهزاء من قبل الأكراد، إلا أن تدخل الجيش السوري وسلاح الطيران كان له دور حاسم في مجريات المعارك خلال الساعات الـ48 الماضية، وأن قوات الجيش السوري حققت تقدماً كبيرا،ً وسيطرت على مواقع عديدة كانت تحت سيطرة المتمردين الأكراد، منها حيا الزهور وحوش الباعر قرب حي غويران.

 

وأضاف أن العشرات من عناصر الوحدات الكردية سقطوا قتلى وجرحى خلال المواجهات الليلة الماضية في مبنى البريد ومعهد المراقبين وعلى اطراف حي الزهور.

 

الى ذلك قالت مصادر محلية في مدينة دير الزور لوكالة الأنباء الألمانية إن أربع طائرات مروحية محملة بالعناصر المدججين بالأسلحة أقلعت من اللواء 137 التابع للجيش السوري واتجهت الى مدينة الحسكة لتعزيز القوات الحكومية هناك.

 

وقالت مصادر اعلامية كردية مقربة من وحدات حماية الشعب الكردي في مدينة القامشلي إن وحدات حماية الشعب الكردي حققت خلال معارك الليلة الماضية تقدما،ً وسيطرت على عدد من الدوائر الحكومية التي كانت مقرات للجيش السوري والدفاع الوطني.

 

وقالت المصادر إن قوات الوحدات سيطرت على “مبنى البريد ومعهد المراقبين الفنيين وحي الزهور جنوبي المدينة، وأن القوات الحكومية في قصفها المدفعي قتلت 13 مدنيا، بينهم سبعة أطفال في حي العزيزية، وامرأة واحدة، بالإضافة إلى إصابة 21 شخصا”.

 

وحسب المصادر، تسببت الاشتباكات بنزوح آلاف المواطنين من الأحياء الكردية في المدينة باتجاه مدن القامشلي وعامودا ورأس العين.

 

وكشف المصادر أن وحدات حماية الشعب وافقت على وقف الاشتباكات وفق شروط حل الميليشيات التابعة للنظام وطردهم ووضع جميع مراكز المدينة تحت سيطرة (الآسايش) باستثناء المربع الأمني، وهي المنطقة الواقعة ضمن جسري غويران والنشوة.

 

وكان الجيش السوري أعلن مساء الجمعة في بيان صحفي، أن الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني “الأسايش” صعد في الآونة الأخيرة من أعماله الاستفزازية في مدينة الحسكة، كالاعتداء على مؤسسات الدولة وسرقة النفط والأقطان وتعطيل الامتحانات ، وارتكاب أعمال الخطف بحق المواطنين الآمنين وإشاعة حالة من الفوضى وعدم الاستقرار”.

 

النظام السوري يقصف الحسكة رغم التحذيرات الأمريكية وآلاف المدنيين يفرّون من المدينة

صواريخ روسية على أهداف في حلب وطائرات أمريكية ستحمي القوات الكردية العاملة معها

عواصم ـ «القدس العربي» من أحمد المصري: شنّ الطيران الحربي السوري أمس الجمعة غارات على حي النشوة الغربية الذي تسيطر عليه القوات الكردية في محافظة الحسكة، رغم التحذيرات الأمريكية للنظام بعدم التحليق فوق المدينة.

وأعلن البنتاغون الجمعة أن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة أرسلت مقاتلات لحماية القوات الكردية العاملة مع مستشارين أمريكيين في سوريا بينما كانت تستهدفهم طائرات نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال المتحدث الكابتن جيف ديفيس «تم ذلك كإجراء لحماية قوات التحالف»، مشيرا إلى غارات جوية الخميس في محيط مدينة الحسكة. وأضاف «أعلناها بوضوح أن الطائرات الأمريكية ستدافع عن القوات على الأرض إذا تعرضت لتهديد». واكد عدم وقوع إصابات.

وقال مصدر مسؤول في محافظة الحسكة «إن الطيران الحربي نفذ ثماني غارات جوية على مواقع الأسايش ووحدات الحماية الكردية في حيي النشوة الغربية والشريعة وسط المدينة».

كانت وتيرة الاشتباكات في مدينة الحسكة تراجعت في ساعات الصباح الأولى بين القوات الكردية والقوات الحكومية، حيث ساد هدوء نسبي تخللته أصوات إطلاق نار متبادل بين الطرفين بعد استمرار الاشتباكات بعنف في محاور النشوة وسوق مدينة الحسكة ومركزها وفي جنوب شرق مدينة الحسكة.

وأكد المصدر أن القوات الحكومية تمكنت من السيطرة على عدد من النقاط التي كانت تتمركز فيها القوات الكردية وسط المدينة، ولاسيما كلية الآداب على أطراف حي النشوة، مشيرا إلى سقوط العديد من القتلى في صفوف من وصفهم بـ»المتمردين الأكراد».

في هذه الأثناء اتهمت وسائل إعلام كردية القوات الحكومية بقصف حاجز لوحدات حماية الشعب الكردي قرب منطقة الغزل شرق مدينة الحسكة وعدد من المناطق السكنية المدينة، الأمر الذي نفاه مصدر أمني من القوات الحكومية حيث أكد أن «القصف يستهدف فقط مواقع المسلحين الأكراد».

وقال متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية إن السلطات الكردية أجلت أمس الجمعة آلاف المدنيين من المناطق الكردية في مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا في اليوم الثاني للضربات الجوية والقصف المدفعي من جانب القوات الحكومية.

وقال المتحدث ريدور خليل إن عشرات المدنيين قتلوا خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية. ووصف المعركة بأنها الأشرس بين الوحدات الكردية والحكومة السورية منذ بداية الحرب قبل خمس سنوات.

وأضاف «الحسكة تشهد حربا حقيقية الآن.»

وقال إن معظم الذين تم إجلاؤهم من النساء والأطفال. وأضاف «كل من يستطيع حمل السلاح يقاتل النظام وعصاباته». ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في الجيش السوري للتعقيب.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن السفن الصاروخية التابعة لأسطول البحر الأسود، أطلقت أمس الجمعة، صواريخ من طراز «كاليبر» على أهداف لـ»جبهة النصرة» في حلب شمالي سوريا.

ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية الرسمية، قالت وزارة الدفاع: «أُطلقت 3 صواريخ مجنحة من نوع كاليبر من القسم الشرقي للبحر المتوسط من على متن سفينتين صاروخيتين تابعتين لأسطول البحر الأسود، على أهداف تابعة لتنظيم جبهة النصرة في حلب في سوريا».

وأضافت الوزارة أنه «لتأمين أمن المدنيين فإن مسار طيران الصواريخ مرّ فوق منطقة خالية من السكان»، دون مزيد من التفاصيل.

 

العمال الكردستاني يطرد أعضاء المجلس الوطني الكردي في الحسكة وخلافات شديدة بين أنصار أوجلان والبارزاني

غازي عنتاب «القدس العربي»: كشفت مصادر خاصة بـ «القدس العربي» عن خلافات عميقة داخل المجلس الوطني الكردي في مدينة الحسكة السورية بعد قيام حزب الاتحاد الوطني الكردستاني المتحالف مع حزب العمال الكردستاني مطلع الأسبوع بطرد مقاتلين اكراد مقربين من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني.

ويتكون المجلس الوطني الكردي من مقاتلين مقربين من الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي ومقاتلين تابعين لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني السوري وآخرين من حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

وأشار المصدر في حديث خاص بـ «القدس العربي» إلى أن هذه الخلافات تمتد لسنوات طويلة لكنها «بدأت تطفو على السطح مع زيادة نفوذ حزب العمال الكردستاني في الأراضي السورية ومحاولته إضعاف الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البارزاني».

ويعود أصل الخلاف، كما قال المصدر، إلى أن انصار البارزاني يعتبرون الملا مصطفى البارزاني هو القائد القومي للاكراد في كل العالم، بينما يرفض انصار العمال الكردستاني هذا التنصيب معتبرين ان القيادة من حق عبدالله اوجلان زعيم منظمة بي كي كي الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني الذي ينتشر في جنوب شرق تركيا ويتخذ من جبال قنديل في العراق مقراً له، وهو محظور في تركيا منذ سنين طويلة.

وكشف المصدر ان اعضاء المجلس الوطني الكردي «قاموا بمظاهرات في كل من مدن عامودا، والقامشلي، والقحطانية، وتل نمر في الحسكة تنديداً بطرد قياداتهم من ما يُسمى «روج افا» مدينة الحسكة السورية.

وأكد المصدر «أن الطرد جاء بسبب خلافات على السلطة حيث ان البي واي دي الوحدات الكردية تنعت اعضاء المجلس الوطني الكردي التابع لمسعود بأنهم عملاء اردوغان، ولم يمنحوهم اي منصب، كما ان الاعلام التابع للبارزاني كان يطعن الوحدات الكردية في الظهر اثناء معارك منبج وان طرد هذه القيادات كان لاحباط محاولة ادخال البيشمركة إلى روج افا لتأمين مناصب للمجلس الوطني الكردي بنسبة 50% على الاقل».

وأوضح المصدر «أن الخلافات وصلت إلى تهديدات متبادلة بين الطرفين»، إضافة إلى حملات إعلامية ضد «أنصار مسعود البارزاني تتهمه بالتحالف مع الرئيس التركي في ضرب حزب العمال الكردستاني في تركيا».

وأبعد من ذلك، كما قال المصدر، هناك «اتهامات تروجها وسائل الإعلام الداخلية من خلال النشرات ومواقع التواصل تتهم مسعود البارزاني بالخيانة العظمى وتطالب بمحاكمته وإزاحته عن المشهد الكردي واعتبار عبد الله اوجلان زعيماً للاكراد في العالم».

وختم المصدر حديثه «إن الخلافات اشتعلت حين قُتل صحافي يعمل في قناة تابعة للبي كي كي على يد قوات الاسايش التابعة لمسعود البارزاني، وانتشرت الإشاعات أنه قضى تعذيباً في أحد سجون حزب الاتحاد الديمقراطي» مؤكداً أن هناك احتمالاً كبيراً أن يصل الامر إلى الاقتتال كما حصل عام 1998 الا ان «وجود تنظيم الدولة يجعلهم يتجنبون المواجهة في الوقت الحاضر، لكنها مواجهة حتمية عاجلاً او اجلاً»، كما يقول المصدر لـ «القدس العربي».

 

8 آلاف سوري حصلوا على جنسية ثانية ودفعوا قرابة ثلاثة مليارات ونصف مليار دولار لقاء ذلك

كامل صقر

دمشق «القدس العربي»: قالت مجلة «ماجستي» السورية التي تصدر في دمشق ان السوريين دفعوا حتى الآن ما يزيد عن ثلاثة مليارات ومئتي مليون دولار للحصول على جنسية ثانية غير الجنسية السورية، وذكرت المجلة في تقرير لها أن نحو 8 آلاف مواطن سوري حصلوا على جنسيات دول أو جزر غربيّة، وبعض هؤلاء مقيمون في دول الخليج

وذكر أن السوريين دفعوا أكثر من3.2 مليار دولار للحصول على جنسيات هذه الدول والجزر، على اعتبار أن كل شخص دفع بالحد الأدنى وكمعدل وسطي نحو 400 ألف دولار فقط! للحصول على تلك الجنسية.

وقالت المجلة إن ظاهرة الحصول على جنسية ثانية تشكل استنزافاً حقيقياً لثروات السوريين، خاصة أن هذه الجزر التي يحصل السوريون على جنسيتها ليس لديها سفارات ترعى مصالح حاملي جنسيتها.

وذكرت المجلة أن تلك الجنسيات التي يحصل عليها السوريون تخولهم الدخول إلى ما بين 80-130 دولة بالعالم بدون فيزا، أما الفترة الزمنية التي يستغرقها استلام الجنسية فتتراوح بحسب المجلة ما بين 60-90 يوماً، وعادة ما يجري تسليم الجنسيات في حفل يقام في لبنان أو الإمارات وغيرهما.

وأكدت المجلة سعي بعض رجال الأعمال إلى شراء جنسيات من دول مختلفة، تتيح لهم التنقل بحرية وتمكنهم من تجاوز العقوبات الغربية والإجراءات المطبقة بحق السوريين في السفر ودخول الدول والإقامة فيها.

وتبعاً للمجلة المذكورة فإن هناك عدداً كبيراً من السوريين حصلوا فعلاً على جنسيات دول أو بالأحرى جزر مقابل مبالغ مالية كبيرة تدفع إما لشراء عقار في هذه الجزر بقيمة تتراوح ما بين 100 إلى 400 ألف دولار تبعاً لكل جزيرة أو دولة، ويمنع بيع العقار قبل خمس سنوات، أو تدفع منحة إلى الدولة أو الجزيرة المعنية وبقيمة تصل إلى 250 ألف دولار.

 

لأسباب مزاجية المدنيون في جرمانا على أبواب دمشق يقتلون عمداً بالقنابل اليدوية والرصاص

هبة محمد

أنطاكيا «القدس العربي»: «قد لا يشفع لهم أن يكونوا موالين للنظام السوري، لينعموا بهناءة العيش وطمأنينته، فهنا الفوضى والانفلات الأمني سيد الوقف، حيث يتكلم السلاح بدون رادع»، بهذه العبارات وصف الناشط الإعلامي ميلاد الجمال من سكان مدينة جرمانا بريف دمشق، وضع المدينة التي يقتل المدنيون فيها قبل العسكريين بدون محاسبة، بحسب وصفه.

نقل الشاب المعارض من أبناء مدينة السويداء وأحد سكان مدينة جرمانا عن مصادر موالية وقوع حادثتي قتل خلال الـ 72 ساعة الأخيرة، والتي راح ضحيتها شاب ورجل، مرجعاً السبب إلى فوضى السلاح وتحكم المراهقين المسلحين ضمن ميليشيات الدفاع الوطني واللجان الشعبية بالمدنيين القابعين تحت سطوتهم في ظل حكومة النظام وقواته.

وأردف المصدر «بحكم الواقع الذي آلت إليه المدينة، رصدنا العشرات من الحوادث التي أزهقت أرواح مدنيين في مدينة جرمانا، ومطالبة الموالين بقوات ردع لكي تلجم المراهقين الذين يتطوعون ضمن الميليشيات الشعبية، ويستخدمون أسلحتهم لتصفية حسابات شخصية، بعيداً عن الجبهات التي يدّعون من خلالها حماية الوطن والمواطن، وكان آخر هذه الحوادث، انفجار قنبلة يدوية لسبب غير معروف، بيد المتطوع «وائل مسعود» والذي كان يتجول فيها ضمن شارع الخضر، المزدحم بالمدنيين، مما أدى إلى مقتله على الفور، بدون وقوع أضرار أخرى، وتلا هذه الحادثة مقتل «محمد مصطفى خضر» وهو بائع متجول يبيع الحلي المصنوعة يدوياً في الطرقات، ويتخذ زاوية على مدخل حي القريات لعرض تلك القطع الرخيصة على الأرض».

وفي تفاصيل الجريمة يقول ميلاد: قتل البائع الكهل برصاص جاره المعروف باسم عمار إسكندر وهو مقاتل متطوع لدى الدفاع الوطني، حيث أطلق اسكندر من سلاحه الحربي عشرات الطلقات، على جاره فأرداه قتيلاً، في نهاية سهرة طويلة بعد أن تناولا الشاي، من دون أي خلاف مسبق.

وأردف المصدر الذي نقل عن شهود عيان ما جرى قائلاً: «قام عمار إسكندر باستهداف جاره الضحية محمد خضر بالرصاص الحي، بعد جلسة شاي طويلة، وأكد الجيران وذوو الضحية، أن خضر قتل بدم بارد وبسلاح حربي كان من المفروض أن يدافع به عن الوطن والمواطن».

ونشرت صفحات موالية للنظام السوري عن استهتار القوات النظامية بأمن المدنيين في المناطق الداخلة ضمن سيطرتها، رصدت منها «فقط جرمانا.. يمكن لأي من «حملة» السلاح الحربي التجول به بحرية، وحتى الدخول والخروج إلى جرمانا بحرية، وتهديد حياتنا بحرية، وارتكاب ما يحلو لهم من مضايقات والحصول على المتعة بحرية، والتهديد والوعيد بحرية، أما عن الجواب لأي سائل أو معترض، فالرصاص هو الطريقة الأفضل والأسرع للجواب، أو لحل أي خلاف».

 

واشنطن لا تعتبر مطالبة أوباما برحيل الأسد قراراً خاطئا واستجابة لرغبات الشعب السوري وتقبل اقتراح الروس إيقاف القتال 48 ساعة

تمام البرازي

واشنطن «القدس العربي»: أكدت الخارجية الأمريكية أن قرار الرئيس الأمريكي المطالبة بتنحي الأسد عن السلطة في سوريا منذ 5 سنوات لم يكن قراراً خاطئاً.

وقال جون كيربي الناطق بإسم الخارجية الأمريكية ان رحيل الأسد كان لأجل الشعب السوري، وان اوباما قال آنذاك ان الولايات المتحدة لا تستطيع ولا تريد أن تفرض هذا الانتقال في سوريا إنما الشعب السوري هو الذي يختار قادته، مضيفاً «وسمعنا رغبة الشعب السوري القوية بألا يكون هناك تدخل أجنبي في تحركهم، وإنما دعمت الولايات المتحدة التحول نحو الديموقراطية في سوريا والعدالة لكل السوريين، وكل ما قامت به الولايات المتحدة هو دعم الشعب السوري والعمل مع روسيا ومجموعة الدول الداعمة لسورية لدفع سورية إلى الأمام عبر العملية السياسية». وأضاف كيربي «لقد شاهدنا صور الطفل الذي عمره 5 سنوات والذي عاش حياته كلها في ظل الحرب والموت والدمار والفقر في بلاده، انه يمثل وجه سوريا ومعاناتها، ان الوضع معقد ولكننا نعمل مع روسيا لإيقاف فعلي للأعمال العدائية في كل أنحاء سورية حتى لا نرى المزيد من هذه الصور التي يمثلها طفل حلب اليوم».

ولما سئل كيف يمكن ان يبقى الأسد في السلطة بعدما طالبت امريكا بتنحيته عن السلطة فأجاب كيربي «لقد قدر الرئيس اوباما تجريد سوريا من سلاحها الكيميائي عبر المفاوضات وليس عبر استخدام القوة، ولم تستخدم الولايات المتحدة القوة ضد النظام السوري بل ضد تنظيم «الدولة» ودعمت قوى داخل سورية تقاتل التنظيم على الأرض، بينما بذل وزير الخارجية جهوداً دبلوماسية لتحقيق حل سياسي في سورية لأنه لا حل عسكرياً للحرب الأهلية في سوريا».

وعندما سئل عما اذا كان مقتل أكثر من 500 ألف سوري يعتبر فشلاً أمريكيا بعد 5 سنوات من المطالبة برحيل الأسد فأجاب الناطق كيربي «ان هذا فشل للأسد وإنه يقوم بقتل شعبه وفقد شرعيته، وان امريكا لم تتخل عن الشعب السوري وتقود الجميع في المساعدات الإنسانية لسوريا وأصبحنا قرب ادخال 10 آلاف لاجئ سوري إلى امريكا، وأمريكا جمعت مجموعة الدول الداعمة لسورية وأدت إلى إصدار قرار مجلس الأمن الدولي لوقف الأعمال العدائية».

وأكد كيربي دعم الاقتراح الروسي الحالي بإيقاف القتال لـ48 ساعة لإدخال المساعدات الإنسانية لحلب والمناطق المحاصرة الأخرى «ولكن سنستمر في العمل لتطبيق وقف الأعمال العدائية بدون وقت محدد وعلى مستوى سوريا كلها، وان على النظام السوري وقف قصف الشعب السوري والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول لحلب والمناطق المحاصرة الأخرى».

 

قيادي بالجيش السوري الحر: نستعد لانتزاع السيطرة على جرابلس

محمد أمين

أكدت المعارضة السورية المسلحة أنها بصدد التحضير لعمل عسكري وصفته بـ “الكبير” لانتزاع السيطرة على مدينة جرابلس على الحدود مع تركيا من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

 

وقال المقدم أبو حمود، وهو أحد القادة الميدانيين في الفرقة 13 التابعة للجيش السوري الحر، إن فصائل تابعة للمعارضة السورية بدأت التحرك من بلدة الراعي (غرب جرابلس) التي سيطرت عليها الأربعاء الفائت باتجاه مدينة جرابلس (120 كيلومتراً شمال شرق مدينة حلب) من أجل انتزاع السيطرة عليها من التنظيم الذي استحوذ عليها في بداية عام 2014.

 

وأكد أبو حمود في تصريحات لـ”العربي الجديد” أن فصائل المعارضة السورية بدأت التحضير لعمل عسكري “كبير”، للسيطرة على المدينة، محذراً قوات “سورية الديمقراطية” التي تشكّل الوحدات الكردية قوامها وقيادتها من مغبة التقدم باتجاه جرابلس، مشيرا الى أن سيطرة المعارضة على المدينة من شأنها “تقليم أظافر” مشروع وصفه بـ “الخبيث” يقوده حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لتقسيم سورية.

 

وسيطرت فصائل سورية معارضة، الأربعاء الماضي، على بلدة الراعي الواقعة الى الغرب من جرابلس بنحو 40 كيلومتراً في الطريق الى جرابلس التي تضم عرباً وتركماناً.

 

وكان ناشطون قد أكدوا أن تنظيم “داعش” أخلى المدينة منذ يومين من عائلات مقاتليه، الأمر الذي يؤكد، وفق مراقبين، نيته خوض معارك دفاعاً عن معقله على الحدود السورية التركية.

 

وأكدت مصادر محلية لـ “العربي الجديد” أن التنظيم حصّن المدينة بنحو 20 ألف لغم، وخاصة على سرير نهر الفرات والشريط الحدودي، ما قد يصعّب مهمة أي قوة مهاجمة.

 

وتتمركز قوات “سورية الديمقراطية” إلى الجنوب من المدينة بنحو 15 كيلومتراً، إثر سيطرتها أخيرا على مدينة منبج التي كانت أهم معاقل التنظيم في شمال شرق حلب، وأعلنت نيتها التحرك أولا لانتزاع السيطرة على مدينة الباب القريبة من منبج.

 

من جانبه، أكد القيادي الكردي السوري البارز الدار خليل في تصريحات لـ “العربي الجديد” أن القوات الكردية يهمها “فك الحصار المفروض على عفرين (مدينة ذات اغلبية كردية في شمال غرب حلب تسيطر عليها قوات كردية) منذ ثلاث سنوات، مضيفا: “هذا يستوجب أن نفتح طريقا بين كوباني (عين العرب) وعفرين، ومن ثم فإن جرابلس تقع بين المنطقتين”.

 

وتكتسب جرابلس أهمية استراتيجية بموقعها الجغرافي على نهر الفرات، حيث يشير المحلل العسكري العقيد مصطفى بكور إلى أنها “تشكل عقدة مواصلات مهمة بين عين العرب، وريف حلب الشمالي وصولا إلى منبج والباب والراعي”، موضحا في حديث مع “العربي الجديد” أنها “تتحكم بالطريق بين شرق نهر الفرات وغربه من الناحية الشمالية وتعتبر عقدة الوصل بين جهتي النهر”.

 

#كيماوي_الأسد: السوريون يحيون ذكرى مجزرة الغوطة

عمار الحلبي

فجر الحادي والعشرين من آب/أغسطس من عام 2013، سقط أكثر من 1500 شهيد من دون قطرة دماء، بعد مجزرة ارتكبتها طائرات النظام السوري بريف دمشق، مستخدمةً أسلحة كيماوية.

ومهما طوت السنين هذه المجزرة، وإن تغاضى عنها مجلس الأمن وتجاهلتها الدول الكبرى، فإن لعنة أرواح 1500 شخص ستظل مصوّبة نحو ضمائر أمم كبرى تركت المجرمين طلقاء.

اليوم، وبعد مرور ثلاث سنوات على هذه المجزرة، يستحضر ناشطون سوريون ما علق بأذهانهم من تفاصيلها، عبر حملةٍ إعلامية ضخمة أطلقها الناشطون، لتذكير العالم بالجرائم التي تُرتكب ضد السوريين.

وأسس ناشطون صفحة على “فيسبوك” حملت عنوان “كيماوي الأسد”، تخّصصت بنشر رموز تعبيرية وصور ومعلومات عن مجزرة الكيماوي. وقال القائمون على الحملة “نعمل كل عام على إحياء ذكرى مجزرة الكيماويّ الّتي ارتكبتها قوات الأسد بتاريخ 21/08/2013، تذكيراً بضحايا المجزرة الّذين رحلوا منهم والّذين نجوا، وسعياً للعدالة وفضحاً للدول المتواطئة مع عصابة الأسد الإرهابيّة”.

ونشرت الحملة أربع صور، للرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس الأميركي باراك أوباما، وعلى وجوههم الكمّامة ذاتها.

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي منذ فجر اليوم السبت بالتغريدات والمنشورات التي تدعو العالم للوقوف مع الشعب السوري ومحاكمة المتواطئين مع الأسد، والذين سكتوا عن المجزرة.

وكتب مغرّد تحت اسم “الثورة مستمرة” “عزيزي العالم، نرغب أن نخبرك أنه هناك مجزرة جديدة اليوم في سورية”.

وقال المغرّد زياد الحسيني “أكثر من 1500 شهيد قضوا في لحظات ومازال القاتل طليقاً ومازال استخدام الكيماوي مستمرّاً”.

إحياء المجزرة لم يقتصر على العالم الافتراضي بل امتد لوقفات تضامنية ولافتاتٍ من مناطق سوريةٍ عدّة، تطالب بمحاكمة مرتكب الجريمة.

وذكرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقريرٍ نشرته اليوم عن ذكرى الهجوم الكيماوي، إن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية 33 مرة قبل قرار مجلس الأمن 2118 الذي يفرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة على من يستخدم الأسلحة الكيماوية، في حين شنَّ النظام 139 هجمة بعد قرار مجلس الأمن الصادر في 7 سبتمبر/ أيلول 2013، أي بعد أيام من مجزرة الكيماوي.

 

يلدريم: الأسد لمرحلة انتقالية ولا دور له بمستقبل سورية

اسطنبول – باسم دباغ

أكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أنّ أنقرة ستضطلع بدور “أكثر فعالية” في التعامل مع القضية السورية في الأشهر الستة المقبلة، مشدداً على أنّ بلاده ترفض تقسيم سورية على أسس عرقية.

وأكد في حديثٍ مع مجموعة من الصحافيين في إسطنبول اليوم، السبت، أنّه لا يمكن أن يكون لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، دور في مستقبل البلاد، بل دوره يمكن أن يكون فقط في القيادة الانتقالية.

كما اعتبر أنّ “النظام السوري بدأ ينظر إلى الأكراد كتهديد”، لافتاً إلى أنّ تركيا تستطيع العمل مع إيران ودول الخليج والولايات المتحدة وروسيا بشأن حل في سورية، وأنّ الولايات المتحدة “شريك استراتيجي، وليست عدونا”.

 

وشدد رئيس الوزراء التركي على ضرورة الإسراع في اتخاذ الخطوات لإنهاء الأزمة السورية، مشيراً إلى الطفل، عمران دقنيش، الذي تم إنقاذه في حلب بعد تعرّض منزله لقصف من الطيران الروسي. وقال “لا شيء أكثر أهمية من مستقبل هذا الطفل، الذي حفرت صورته في ذاكرتنا، كما فعلت صورة الطفل، أيلان، الكردي، الذي قذفته الأمواج على الساحل”.

وأضاف “أزمة سورية تحوّلت إلى جرح عالمي”، داعياً إلى الإسراع في اتخاذ خطوات لإنهاء هذه الأزمة، من دون إضاعة الوقت”.

كذلك، جدد رفض بلاده تقسيم سورية على أساس إثني، مؤكداً أنّ “هذا الأمر وجودي للغاية بالنسبة لتركيا”. وطالب بتشكيل إدارة تمثل مختلف المجموعات الإثنية والمذهبية، وتحافظ على وحدة الأراضي السورية.

وأشار يلدريم، أيضاً، إلى أنّ رؤية القيادة التركية للحل في سورية تتمثل في أن لا يكون هناك وجود للأسد، أو “داعش” أو “العمال الكردستاني” في مستقبل البلاد”.

 

وعن  قدرة سورية على تحمل بشار الأسد الذي قتل أكثر من 500 ألف إنسان، أكد أن “الأميركيين والروس يعرفون استحالة الأمر”، مستدركاً بالقول “ولكن لتحقيق الاستقرار، شئنا أم أبينا فإنّ الأسد هو أحد العوامل لتحقيق ذلك”.

من جهةٍ أخرى، أكد يلدرم أنّ حكومته تعمل على إعادة هيكلة جهاز المخابرات التركي، معتبراً أنّ المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 تموز/يوليو الماضي، أثبتت “أهمية خطوات الحماية والمعلومات الوقائية”.

 

وبيّن أنّ الحكومة “حتى وإن كانت لم تحصل على أية معلومات تمنع محاولة الانقلاب، كانت ستعيد هيكلة جهاز المخابرات بتقسيمه إلى قسمين خارجي وداخلي، مع بنية تنسيقية بينهما للرقابة عليهما”.

إلى ذلك، شدد على أهمية اللقاء الذي سيجمعه، الإثنين المقبل، بمقر رئاسة الوزراء، مع كل من زعيم حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة) كمال كلجدار أوغلو، ورئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي، كاشفاً عن أنّ “اللقاء سيناقش مسائل الإرهاب، والدستور، ومستقبل كل من سورية وتركيا، والخطوات التي يجب تنفيذها بعد المحاولة الانقلابية”.

 

سرّ قوة صورة الطفل عمران

اجتاحت صورة الطفل السوري عمران دقنيش مواقع التواصل الاجتماعي كما الإعلام. لقيت هذه الصورة تفاعلاً كبيراً رغم أن يوميات سورية لا تخلو من مشاهد قاسية. لذا حلل ثلاثة مصوري حرب مكامن القوة في صورة هزت العالم، حتى يتعرفوا على سرها.

 

وشارك في تحليل الصورة لصحيفة “ذي إندبندنت” كلاً من المصورة الأميركية نيكول تونغ التي كانت برفقة جيمس فولي، الصحافي الذي كان خطفه وأعدمه تنظيم “داعش”، ومدير التصوير في وكالة “فرانس برس” في تركيا، بولنت كيليك، والذي أشرف على خدمات تصوير في كل من أوكرانيا وسورية، ثم المصورة إما بيلز، وهي نصف بريطانية غطت بعدستها الأحداث في سورية منذ 2012.

 

وقالت تونغ إنها أمضت وقتاً في المستشفيات السورية وشاهدت حالات مشابهة لأطفال لا يبكون من هول الصدمة، فهم تعرضوا لصدمة كبرى، فقد تعرض آباؤهم للقتل، ووجدوا أنفسهم ضحية قنبلة.

 

وأشارت إلى أن صورة الطفل عمران كان لديها التأثير الأكبر على البالغين، وخصوصاً الآباء. إذ يضعون أطفالهم مكان عمران. طفل بريء كان من المفروض أن يلعب مع أصدقائه الآن بدل أن يكون ضحية حرب. وهو ضحية عنف بشري كبير، ما يجعل الأمر صادماً.

 

وأكدت المصورة أن الصورة ليست أسوأ ما شاهدت، إذ تصادفت مع أطفال برؤوس مقطوعة وأطراف مفقودة. لكن وسائل الإعلام تفرض رقابة على هذه الصور حتى لا يهرب منها الجمهور. ووصفت ذلك بالمحبط لأنه لا يسمح بإظهار الحقيقة كما هي. أما صورة الطفل عمران فلم تكن دموية بشكل مبالغ فيه، لذا استطاع الناس مشاهدتها وتأملها.

 

واتفق كيليك مع تونغ في كون قوة الصورة تكمن أساساً في أن البالغين يضعون أبناءهم مكان عمران. وأكد أن الصورة كانت قوية حتى عليه شخصياً.

 

وتابع كيليك أن الصورة تصبح هامة حين يتخيلون أن أبناءهم كانوا من الممكن أن يكونوا موتى على شاطئ أو جالسين في سيارة إسعاف كما شاهدوا أيلان وعمران في التلفزيون. وتابع مشيراً إلى لمس دقنيش لوجهه، وهو لا يعرف ما الذي جرى له. وقال إن الضوء والوجه والتماثل كانت كلها لمسة إلهية جاءت بالصدفة دفعة واحدة.

 

وتساءل كيليك عن التأثير الحقيقي لهذه الصورة، فالصور التي يتم أخذها يكون هدفها أساساً أن تكون قوية حتى تؤثر على قرارات المسؤولين. واستبعد أن توقف الصورة الحرب.

وضمت إيما بيلز صوتها إلى صوت زميليها المصورين، معتبرة أن أقوى ما في الصورة هو أن الآباء وضعوا أبناءهم مكان عمران.

 

ولم تخرج بيليز عن مكان القوة التي توصل إليها المصوران. فالتفاصيل الصغيرة كانت هي منبع القوة، من ارتباك الصغير عمران وصدمته الواضحة والطريقة التي مسح بها دمه عن رأسه، وعينه التي غطاها الدم ووجهه الذي غطاه الدم والغبار.

 

وأكدت بدورها أن الصورة، رغم قوتها، تظل بدون تأثير. فليس من المفروض مناقشة الصورة بطريقة عاطفية لوقت قصير ثم ينتهي الحديث، بل من المفروض أن يكون النقاش هو حول وضع حد للحرب.

 

(العربي الجديد)

 

مقتل اكثر من 300 مدني خلال ثلاثة اسابيع في مدينة حلب

أ. ف. ب.

حلب: قتل اكثر من 300 مدني خلال ثلاثة اسابيع من القصف المتواصل في مدينة حلب في شمال سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.

 

ومنذ 31 تموز/يوليو، تاريخ بدء الفصائل المقاتلة والجهادية معارك لفك الحصار عن احياء حلب الشرقية، قتل “333 مدنيا” جراء القصف المتبادل بين طرفي النزاع في المدينة المقسمة.

 

ووثق المرصد السوري “مقتل 163 مدنيا، بينهم 49 طفلا” في قصف للفصائل المعارضة على الاحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام، فضلا عن اثنين آخرين في قصف الفصائل لحي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية.

 

كذلك قتل “168 مدنيا، بينهم 26 طفلا”، بحسب المرصد، جراء القصف الجوي الروسي والسوري فضلا عن القصف المدفعي لقوات النظام على الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة.

 

واستهدف طائرات حربية السبت مجددا الاحياء الشرقية، وتركز القصف عند اطرافها الجنوبية القريبة من منطقة الاشتباك، وفق ما افاد مراسل فرانس برس الذي اشار الى ان اصوات المعارك العنيفة مسموعة بوضوح في المدينة.

 

وفي اماكن اخرى في محافظة حلب، قتل خلال الفترة ذاتها 109 مدنيين جراء القصف الجوي على مناطق واقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة.

 

وشنت فصائل مقاتلة وجهادية بينها جيش الفتح، الذي يضم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) في 31 تموز/يوليو هجوما على جنوب غرب حلب. وتمكنت من التقدم في منطقة الراموسة والكليات العسكرية، ما مكنها في السادس من آب/اغسطس من كسر حصار قوات النظام للاحياء الشرقية وقطع طريق امداد رئيسي لقوات النظام الى غرب حلب.

 

وتدور منذ نحو ثلاثة اسابيع معارك عنيفة في المنطقة حيث تحاول قوات النظام وحلفاؤها استعادة المواقع والنقاط التي خسرتها.

 

وحققت قوات النظام، وفق مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، السبت “تقدما بسيطا، وهي تسعى لتثبيت نقاط تواجدها”.

 

وتنفذ طائرات روسية منذ 30 ايلول/سبتمبر ضربات جوية مساندة لقوات النظام السوري تقول انها تستهدف بشكل رئيسي تنظيم الدولة الاسلامية الى جانب مجموعات “ارهابية” اخرى.

 

وابدت موسكو الخميس استعدادها لاعلان هدنة انسانية اسبوعية لمدة 48 ساعة “اعتبارا من الاسبوع المقبل” في مدينة حلب لتسهيل وصول المساعدات الانسانية.

 

قتلى في غارات للنظام وروسيا بحلب وحمص ودمشق  

قتل عشرات المدنيين في محافظات حلب وحمص ودمشق وإدلب أثناء غارات لسلاح الجو السوري والروسي، بينما قالت جبهة فتح الشام إن قتلى قوات النظام وحزب الله اللبناني والمليشيات الموالية لهما عند مدخل مدينة حلب وريفها الجنوبي؛ بلغوا 150 في أسبوع واحد.

وأفاد مراسل الجزيرة بمقتل سبعة مدنيين من عائلة واحدة وإصابة آخرين نتيجة غارات بالبراميل المتفجرة نفذها سلاح الجو السوري على حي الجلوم الذي تسيطر عليه المعارضة في البلدة القديمة لحلب.

 

وأضاف المراسل أن القصف أدى إلى انهيار مبنى كامل، وأن عددا من المدنيين -بينهم أطفال ونساء- ما زالوا تحت الأنقاض، مما يرشح ارتفاع عدد القتلى. كما أفاد مراسل الجزيرة في ريف حلب الغربي بأن غارة روسية استهدفت صباح اليوم السبت قرية كفرجوم بالقنابل العنقودية.

 

ووقعت تلك الغارة في وقت تقول فيه روسيا إن حلب تشهد هدنة لإتاحة المجال أمام إيصال معونات إلى المدنيين. في المقابل تؤكد المعارضة أن روسيا والنظام “لم يلتزما بتلك الهدنة ولو لساعة واحدة، بل اشتدت فيها غاراتهما، وتركزت على طريق الراموسة (جنوب حلب)، وهو ما جعل المرور منه أشبه بالانتحار”.

 

خسائر النظام

وقالت جبهة فتح الشام -أحد مكونات جيش الفتح- إن الخسائر البشرية للجيش السوري النظامي وحزب الله اللبناني والمليشات الموالية لهما عند مدخل حلب وريفها الجنوبي بلغت 150 قتيلا خلال أسبوع واحد فقط من محاولات لهم لاقتحام مشروع الـ1070 شقة سكنية، والمدرسة الفنية الجوية.

 

وكان جيش الفتح وفصائل من المعارضة قد تمكنوا من كسر الحصار على أحياء حلب الشرقية قبل أسبوعين؛ بالسيطرة على حي الراموسة جنوب المدينة وعلى عدد من الكليات العسكرية في المنطقة.

 

في المقابل، قالت وكالة “سانا” الإخبارية التابعة للنظام إن من أسمتها “التنظيمات الإرهابية” اعترفت في صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي بمقتل ستين من مسلحيها، بينهم المسؤول العام لجماعة أنصار الإسلام، ومسؤول في جبهة فتح الشام، ومسؤول عسكري في الجبهة الشامية، ومسؤول الدبابات في حركة أحرار الشام، ومسؤول في فيلق الشام.

 

وفي ريف حمص الشمالي، قال مراسل الجزيرة إن شخصا على الأقل قتل وجرح آخرون -معظمهم أطفال- جراء غارات لطائرات النظام على الأحياء السكنية في بلدة الغنطو التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

وذكر المراسل أن القصف خلف دمارا وأضرارا كبيرة في ممتلكات ومنازل المدنيين. وتتعرض الغنطو لليوم الثاني على التوالي لقصف قوات النظام الذي خلف خلال الساعات الـ24 الماضية نحو 15 قتيلا وعشرات الجرحى.

 

غوطة دمشق

وفي ريف دمشق، قتل عدة مدنيين وجرح آخرون -معظمهم أطفال- جراء غارات لطائرات النظام على الأحياء السكنية في مدن وبلدات دوما والشيفونية والمرج بغوطة دمشق الشرقية. وأضاف مراسل الجزيرة أن القصف أسفر أيضا عن دمار لحق بالممتلكات وأضرار مادية.

 

وفي سياق آخر، قال مراسل الجزيرة إن معارك اندلعت بين قوات النظام والمعارضة في بلدة حوش نصري بالغوطة الشرقية لدمشق أيضا، وقد استهدف النظام مناطق المعارضة في البلدة بقصف صاروخي ومدفعي.

 

وفي ريف إدلب، ذكر مراسل الجزيرة أن شخصين قتلا وأصيب العشرات جراء غارات لطائرات النظام على في بلدة بنش القريبة من بلدة الفوعة الموالية لسلطات دمشق.

 

واشنطن تايمز: أوباما فشل بتنحية الأسد منذ سنوات  

قالت “واشنطن تايمز” في تحليل إخباري كتبه ديف بوير إن الرئيس باراك أوباما دعا قبل خمس سنوات الرئيس السوري بشار الأسد إلى ضرورة التنحي عن السلطة، لكن طلب أوباما أثبت عدم جدواه، وسط اندلاع حرب أهلية وحشية في البلاد، وفق الصحيفة.

 

وأضافت أن الحرب التي تعصف بـسوريا اتسع نطاقها قبل أيام حتى صارت القاذفات الروسية العملاقة تشارك فيها انطلاقا من قاعدة عسكرية قرب مدينة همدان في إيران بغارات تستهدف المستشفيات والمدنيين بسوريا في إطار دعم نظام الأسد.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما سبق أن أعلن يوم 18 أغسطس/آب 2011 لأول مرة أن الوقت قد حان للشعب السوري لتحديد مصيره “وإننا سنستمر بالوقوف بحزم إلى جانبه” وأن مسؤولين بالإدارة الأميركية قالوا إنه لن يكون هناك سلام دائم بسوريا ما بقي الأسد في السلطة بعد أن سفك المزيد من الدماء.

 

وأوضحت أنه بدلا من أن يتخلى الأسد عن السلطة تشبث بها بشكل أكبر، في حين بقيت الولايات المتحدة مترددة وتتخذ دورا هامشيا على المستوى العسكري بالحرب التي قضى فيها أكثر من 450 ألفا، بينما اعتمد الأسد على الدعم الروسي في القتال.

 

قاذفات روسية

وقالت واشنطن تايمز إن القاذفات الروسية انطلقت الأربعاء الماضي للمرة الثانية من إيران، في خطوة يمكن أن يكون لها هزة ارتدادية بمنطقة الشرق الأوسط، حيث أكدت إيران نفسها أن روسيا تستخدم أراضيها لشن ضربات جوية في سوريا.

 

وأضافت أن الخطوة الروسية هذه من شأنها تعميق دور روسيا في الحرب المستعرة في سوريا، وأنها تتسبب في إغضاب الولايات المتحدة التي اعتبرتها بأنها قد تشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يحظر توريد أو نقل طائرات عسكرية إلى إيران.

وأشارت إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح الأربعاء الماضي بأن أي استياء من جانب الولايات المتحدة إزاء التعاون العسكري الروسي الإيراني لا ينبغي له أن يصرف الجهود للوصول لاتفاق بين موسكو وواشنطن حول تنسيق العمل في سوريا وتأمين وقف لإطلاق النار.

 

وأضافت الصحيفة أن روسيا لا ترى في خطوتها انتهاكا للقانون الدولي، وذلك بدعوى أنها لا تقوم بتزويد إيران بطائرات عسكرية لاستخدامها الخاص.

 

تشويه

ونسبت واشنطن تايمز إلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي بالبرلمان الإيراني علاء الدين بوروجيردي القول إن القاذفات الروسية تهبط في إيران للتزود بالوقود.

 

وأوضح بوروجيردي أن القاذفات الروسية من طراز تي.يو22-إم3 تهبط في إيران بإذن من مجلس الأمن القومي الأعلى، وأضاف أنه لا قواعد عسكرية ثابتة لروسيا في بلاده.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس أوباما سبق أن وضع “خطا أحمر” أمام استخدام الأسد الأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري، وأنه بينما لم يكترث الأسد لتحذيرات أوباما اكتفت الولايات المتحدة برد محدود متعلق بفرض عقوبات، وأنها لم تقم بمهاجمة نظام الأسد الذي استخدم الأسلحة الكيميائية ضد قوات المعارضة.

 

وأضافت أن إدارة أوباما تنسق مع روسيا بشأن حملات جوية في سوريا، وذلك بالرغم من أن روسيا تستهدف بالقصف الجماعات السورية المعتدلة التي يحظى بعضها بدعم من أميركا نفسها، الأمر الذي يزيد من تشويه مصداقية الولايات المتحدة لدى الثوار في سوريا ولدى حلفائها في الشرق الأوسط بشكل عام.

 

تواصل غارات النظام على الحسكة  

أفادت مصادر للجزيرة أن عدة أشخاص قتلوا وآخرين أصيبوا بجروح في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا جراء قصف النظام تجمعا سكنيا في حي العزيزية الواقع تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، بينما طالبت واشنطن النظام بتجنب استهداف قوات التحالف بالمدينة.

 

وقالت مصادر الجزيرة إن القصف أسفر أيضا عن أضرار لحقت بالأبنية المستهدفة، حيث تم إخلاء التجمع السكني بالكامل من الأهالي المقيمين.

 

وأوضحت أن وحدات حماية الشعب الكردية -التي تتقاسم النفوذ مع النظام على الحسكة- فشلت في محاولة اقتحام حي غويران الخاضع لسيطرة النظام بمدخل المدينة الجنوبي. كما قالت المصادر إن قوات النظام استعادت السيطرة على حي الزهور وكلية الاقتصاد بمدخل الحسكة الجنوبي أيضا.

وفي قت سابق، أعلن المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية ريدور خليل أن السلطات أجلت أمس الجمعة آلاف المدنيين من المناطق الكردية باليوم الثاني للضربات الجوية والقصف المدفعي من جانب قوات النظام.

 

ونقلت  وكالة أنباء رويترز عن المتحدث قوله إن عشرات المدنيين قتلوا خلال الـ48 ساعة الماضية، مضيفا أن الحسكة “تشهد حربا حقيقية الآن” مشيرا إلى أنها المعركة الأشرس بين الوحدات الكردية وقوات النظام السوري منذ خمس سنوات “وموقفنا حتى الآن دفاعي، لكنه سيتغير كليا إذا استمر النظام في التصعيد بهذا الشكل”.

 

وفي واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها طالبت النظام السوري عبر موسكو بتجنب استهداف مناطق وجود قوات التحالف بالحسكة، وقال متحدث باسم البنتاغون إن مقاتلات أميركية حلقت قرب المدينة لحماية القوات الخاصة التابعة لـالتحالف الدولي، وذلك بعد غارات النظام على مواقع قوات حماية الشعب الكردية.

 

وأكد المتحدث باسم البنتاغون أن الطائرات الأميركية “ستدافع عن القوات على الأرض إذا تعرضت لتهديد” مشيرا إلى أنه تم إرسال مزيد من القوات قرب الحسكة “لتوفير الحماية للمقاتلين على الأرض”.

 

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول بالبنتاغون قوله إن طائرتين حربيتين سوريتين حاولتا الاقتراب من أجواء الحسكة قبل أن تتصدى لهما طائرة تابعة للتحالف وتدفعهما للابتعاد دون أي مواجهة.

 

وأفادت مصادر الجزيرة أن نحو خمسين عنصرا أميركيا بين مستشار ومقاتل وصلوا قبل أيام لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل قوات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري- بريف الحسكة.

 

من جهتها، قالت القيادة العامة لجيش النظام السوري في بيان لها إن المسلحين الأكراد صعدوا في الآونة الأخيرة ما وصفه “الأعمال الاستفزازية في الحسكة”.

 

ُيُذكر أن الطيران الحربي للنظام شن ظهر الجمعة غارات على حي النشوة الغربية في الحسكة، وقال مصدر مسؤول بالمحافظة إن ثماني غارات جوية نقذت على مواقع الأسايش ووحدات الحماية الكردية في حيي النشوة الغربية والشريعة وسط المدينة.

 

وهذه ثاني معركة كبرى بين الوحدات الكردية وقوات النظام السوري هذا العام، إذ سبق أن خاض الطرفان في أبريل/نيسان الماضي معارك دامية على مدى أيام في القامشلي شمالي الحسكة.

 

تايمز: لا تتركوا الأسد وبوتين يطيلان مأساة سوريا  

دعت صحيفة تايمز إلى عدم ترك الرئيسين السوري بشار الأسد والروسي فلاديمير بوتين يطيلان آلام سوريا بإرادتيهما، قائلة إن تعقيد هذه الأزمة يجب ألا يكون مبررا للعجز إزاءها.

 

وقالت الصحيفة “يجب أولا وقف القتال” ووصفت المقترح الروسي بوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة قابلة للتمديد بأنه غير كاف، لكنها قالت “لا يوجد سبب لرفضه”.

 

وذكرت أن موسكو ربما تسعى للحصول على تنازلات في شكل تخفيف للعقوبات الغربية ضدها بعد غزوها شبه جزيرة القرم. وقالت: إذا كان الأمر كذلك، فعلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف هذا الأسبوع أن يوضح له دون أي لبس وبعبارات أقوى مما اعتاد على استخدامها حتى الآن بأن الغرب لن يُبتز بالتهديد بمذبحة أخرى في الأحياء السورية.

 

وطالبت تايمز كيري أيضا بأن يحذّر موسكو من أن المزيد من القصف للمدنيين من قبل المقاتلات الروسية والسورية سيُعتبر جرائم حرب لا تسقط بمرور الزمن.

 

تنظيم الصفوف

واستمرت الصحيفة بالقول: إذا كان الهدف الأول لسياسة الغرب هو تنفيذ هدنة، فيجب أن يكون الهدف الثاني هو إعادة تنظيم الصفوف، قائلة إنه وفي حالة غياب قيادة أميركية حازمة فيجب نقل هذا الواجب إلى حلف الناتو وأعضائه الآخرين، على الأقل حتى مجيء رئيس جديد لـالبيت الأبيض.

 

وعلقت بأن ضعف حلف الناتو تم استغلاله من قبل بوتين في أوكرانيا وسوريا وتركيا. ودعت إلى أن يرد الحلف بإستراتيجية متماسكة لاحتواء قوات الأسد، وهزيمة تنظيم الدولة وعودة الاستقرار لسوريا، مشيرة إلى أن ذلك يتطلب استخدام القوة والدبلوماسية معا، ورحبت بفرض منطقة آمنة لحماية قوافل المعونات الإنسانية.

 

كما علقت بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما رفض إقامة مناطق آمنة بحجة أن تنظيم الدولة لا يملك طائرات، قائلة: لكن الأسد يملك طائرات ويستخدمها بقصف المدنيين في حلب بـالبراميل المتفجرة وغاز الكلور والمتفجرات القوية ويستهدف بها المستشفيات على وجه الخصوص.

 

وقالت تايمز أيضا إن عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال قضوا خلال السنوات الماضية بسوريا، وإن الأطباء الذين اعتنوا بالطفل السوري عمران داغنيش مؤخرا محقون في التعبير عن غضبهم من أن ضمير العالم لم تحركه إلا هذه الصورة التي تفطر القلوب ويبدو أنها التقطت بشكل عشوائي بعد أن تجاهل المجتمع الدولي مأساة سوريا خمس سنوات كاملة.

 

أكراد الحسكة يشكون استبداد “الإدارة الذاتية”  

أمير العباد-غازي عنتاب

 

يعم الاستياء غالبية مدن محافظة الحسكة السورية التي يدير شؤنها ما يسمى “الإدارة الذاتية” التي يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، وذلك بسبب ممارسات الحزب, واعتقال القوات الأمنية المعروفة بـ(الأسايش) عددا من القيادات الكردية التي تتبع لأحزاب كردية أخرى.

وخلال الأيام الماضية شهدت غالبية المدن الكردية اضطرابات ومظاهرات احتجاجية، خرجت إحداها الثلاثاء الماضي تندد باعتقال خمسة قياديين من الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري، أثناء مشاركتهم في تشييع أحد القتلى، واقتيادهم إلى جهة مجهولة.

 

كما نظمت مجموعة من أنصار “المجلس الوطني الكردي” وقفات احتجاجية أمام مكتب حزب “يكيتي” بمدينة القامشلي شمال الحسكة، تنديدا باعتقال الأسايش رئيس المجلس الوطني الكردي “والتنديد” بممارسات الأسايش وحزب الـPYD.

وهذه الاحتجاجات على ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي ليست الأولى من نوعها، وفق القيادي باتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكردستاني شفان إبراهيم الذي ذكر أنه “سبق وتظاهر واعتصم المجلس الوطني الكردي مرارا, وفي كل مرة كان يُصرح بأنه يخرج ضد قرارات وتصرفات الإدارة الذاتية والاتحاد الديمقراطي”.

 

ويرى إبراهيم أن “المشكلة ليست وليدة اليوم، فهناك احتقان كبير بالشارع الكردي، والأمور تتجه نحو مزيد من التعقيد والتوتر، كما أن الاعتصام نوع من أنواع التمرد ضد الاتحاد الديمقراطي. وهو تمرد سلمي ومدني، وقسم كبير من المتظاهرين كانوا نزلاء دائمين في سجون النظام, ومنهم من اعتقل مرة أو أكثر من قبل الأسايش، ومع ذلك يخرجون من جديد. وهذه الاعتقالات لن تنهي المظاهرات والاعتصامات.. ثمة حساسية صرفة تجاه الإدارة الذاتية وقرارات الاتحاد الديمقراطي”.

 

وفي حديثه للجزيرة نت أرجع إبراهيم خروج المظاهرات إلى أسباب تراكمية، منها ما يتعلق بفقدان الأمن وانتشار الفقر, وإهانة الرموز، واعتقال القيادات, وتكرار سيناريو طردهم إلى الإقليم. إضافة إلى عدم الاقتناع وعدم الثقة في قدرة الإدارة الذاتية على إدارة منطقة تعج بتناقضات سياسية كبيرة ومتنوعة، مضيفا أن “المظاهرات يمكن أن تتوقف في حالتين: إطلاق سراح المعتقلين والبدء بحوار جدي, أو تعرض المنطقة لخطر كبير”.

 

على الجانب الآخر، يرى مستشار الإدارة الذاتية الديمقراطية الدار خليل أن هذه المظاهرات كانت محضرة منذ فترة، وموضوعها كان ذكري تأسيس الحزب الديمقراطي في سوريا، بالتزامن مع ذكرى تأسيسه في العراق، ولكنها وافقت احتجاجات من قبل أشخاص مذنبين خالفوا القانون “وهذا طبيعي يحدث في كل بلدان العالم”.

 

وحول اعتقال القيادات الكردية من الأحزاب الأخرى، قال خليل “لا يمكن اعتبارهم شخصيات اعتبارية، فهم محسوبون على أحزاب غير مرخصة وأحزابهم لا تعترف بالإدارة الذاتية، وبالتالي الإدارة الذاتية لا تعترف بهم، وكل من ينتهك القانون سواء كان كرديا أو عربيا أو آشوريا أو سريانيا يتم تحويله للقضاء. إضافة إلى أن هناك دعاوى وشكاوى من المواطنين وخصوصا من عوائل الشهداء ضد هؤلاء الاشخاص، ولابد للقضاء أن ينظر في موضوعهم ومحاسبتهم”.

 

وختم خليل حديثه للجزيرة نت بالقول “كل من يود ممارسة حقه الديمقراطي في التظاهر هو حر، لكن هناك قوانين يجب مراعاتها وخصوصا في هذه الظروف العصيبة، كما يجب التواصل مع الجهات المعنية للحصول على ترخيص لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم”.

 

تجدد الاشتباكات في الحسكة ونزوح جماعي للسكان

وصول تعزيزات عسكرية أميركية إلى محيط المدينة

تجددت الاشتباكات العنيفة منذ ساعات بين قوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين للنظام السوري، والقوات الكردية وقوات الأمن الداخلي الكردي “الأسايش” في مدينة الحسكة وأطرافها.

وتمركزت المعارك في منطقة النشوة ومحيطها، وفي شرق منطقة غويران بشمال شرق الحسكة، في حين ذكرت معلومات أولية سقوط خسائر بشرية وهروب آلاف السكان من منازلهم خوفاً من الموت بسبب الاشتباكات والقصف.

من جانبه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوصول تعزيزات عسكرية إلى القاعدة الأميركية الواقعة على بعد عدة كيلومترات شمال غرب ضواحي مدينة الحسكة، فيما حلقت طائرات عسكرية تابعة للتحالف الدولي في سماء مدينة الحسكة وأطرافها.

 

المعارضة السورية والأكراد يتسابقون نحو جرابلس

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 19 أغسطس 2016

ForzeDemocraticheSirianeروما ـ تتسابق فصائل الجيش السوري الحر مع (قوات سورية الديمقراطية) التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري للسيطرة على مدينة جرابلس، بعد أن تمكن كل طرف من السيطرة على مناطق استراتيجية قريبة وطرد تنظيم (الدولة الإسلامية) الذي كان يسطر عليها.

 

وقد سيطرت المعارضة السورية المسلحة على مدينة (الراعي) شمال حلب وطردت تنظيم (داعش) منها، فيما سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على مدينة منبج وطردت التنظيم منها أيضاً، وبدأت التحضيرات للتوجه نحو مدينة الباب قرب الحدود التركية في شمال سورية، بعد أن شكّلت (المجلس العسكري لمدينة الباب) التابع لها.

 

وبدأت الأنظار تتجه لمدينة جرابلس، ومن الواضح أن كلا الطرفين، المعارضة السورية والقوات الكردية، يخوضان منافسة حقيقية للسيطرة على المدينة التي يستحكم بها تنظيم (الدولة الإسلامية)، لما تُشكِّله من أهمية استراتيجية لكل الريف الشمالي والشمالي الشرقي لمدينة حلب السورية.

 

وأكّد ناشطون من المدينة لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بدء انسحاب مقاتلي وأسر التنظيم، من مدينة جرابلس، باتجاه مدينة الباب شمالي حلب، كتحرك استباقي قبل حصار قوات المعارضة والقوات الكردية لهذه المدينة، وبات أمر اقتحامها للسيطرة عليها سهلاً.

 

وتعتبر جرابلس أحدى البوابات الحدودية مع تركيا، وتخشى تركيا أن تسيطر عليها (قوات سورية الديمقراطية) التي يُشكِّل الأكراد عمودها الفقري، وتعتبر ذلك تهديداً للأمن القومي، فيما تخشى المعارضة السورية أن يسيطر الأكراد على هذه المدنة وغيرها ما يسمح لهم بوصل مناطق متفرقة أعلنوا عليها فيدرالية، ما يُسهّل عليهم طرح فكرة الانفصال.

 

ويرى الأكراد ضرورة السيطرة على جرابلس لاستكمال مشروعهم الهادف لربط ما يدعونه (الكانتونات الثلاث)، عفرين وعين العرب والجزيرة، لاستكمال فيدرالية قومية أعلنوها مطلع العام الجاري.

 

ويُعتقد على نطاق واسع أن وصول قوات المعارضة السورية لجرابلس أسهل من وصول الأكراد، لقربهم منها، ولوجود حاضنة شعبية تُرحّب بهم، لكن السكان يخشون أن يتدخل سلاح الطيران الروسي أو الأمريكي ليمنع تقدّم قوات المعارضة السورية لصالح الأكراد.

 

الهيئة العليا للمفاوضات ترحب “بأي مبادرة تحقن دماء السوريين

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 19 أغسطس 2016

روما- أبدت الهيئة العليا للمفاوضات، المنبثقة عن المعارضة السورية، “الترحيب بأية مبادرة تحقن دماء السوريين، وتسهم في إيصال المساعدات للمناطق المحاصرة”.

ولكن الهيئة استرطت في بيان الجمعة بهذا الصدد “الالتزام الفعلي بها وفق آلية أممية للمراقبة وضبط الامتثال، وان لا تتخذ ذريعة للتهرب من الاستحقاقات الدولية واجبة التنفيذ الفوري وغير المشروط وخاصة البنود الانسانية 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن الدولي 2015/2254″.

 

وأشارت إلى أنها “بانتظار تفاصيل مبادرة المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة السيد ستافان دي ميستورا، وتقييم دورنا في إمكانية تفعيلها لرفع المعاناة عن شعبنا”.

 

سوريا: احتداد القتال بين الجيش النظامي السوري والقوات الكردية يهدد بفتح جبهة جديدة

استعر القتال بين الجيش السوري والقوات الكردية في وقت متأخر الجمعة 19 آب ـ أغسطس 2016، واستمر السبت 20 آب ـ أغسطس 2016، مثيرا مخاطر بفتح جبهة جديدة في الحرب الاهلية المتعددة الأطراف التي تعصف بسوريا.

وغالبا ما تجنب الطرفان المواجهة على مدار خمسة أعوام من الصراع مع تركيز الحكومة جهودها ضد معارضيها من العرب السنة في الغرب في يقاتل الأكراد بشكل رئيسي تنظيم “الدولة الإسلامية” في شمال سوريا.

 

وفي إشارة إلى عدم الرغبة في مزيد من التصعيد قالت وسائل إعلام موالية للحكومة السورية اليوم السبت إنه جرى عقد محادثات سلام مبدئية.

 

وقبل أيام نشب قتال قصفت خلاله طائرات حكومية مناطق يسيطر عليها الأكراد في الحسكة إحدى مدينتين في شمال شرق البلاد الذي يسيطر الأكراد على معظمه في حين تحتفظ الحكومة بالسيطرة على بعض المناطق.

 

وقد يفاقم القتال المعركة ضد “الدولة الإسلامية” لأن للأكراد دورا في حرب “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة ضد الجماعة المتشددة.

 

وفي يوم الجمعة نفذت طائرات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ما سماه البنتاجون دوريات حماية حول الحسكة لمنع الطائرات السورية من استهداف قوات أمريكية خاصة تعمل على الأرض بجانب “قوات سوريا الديمقراطية” وذلك في أول طلعات من نوعها منذ بدء الحرب.

 

وقال أكراد ومراقبون إن القتال برا اشتد في وقت متأخر يوم الجمعة بين مقاتلي وحدات “حماية الشعب الكردية” والقوات السورية النظامية التي قامت طائراتها بطلعات فوق المدينة.

 

وقال مسؤول كردي “الاشتباكات تواصلت في مناطق داخل المدينة اليوم. كانت هناك عمليات عسكرية.”

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان – وهو جماعة مقرها المملكة المتحدة تراقب الحرب في سوريا – إن كثيرين من سكان المناطق الكردية فروا أمس الجمعة وإن 41 شخصا على الأقل قتلوا.

 

وإلى جانب التعقيد بشأن المعركة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” قد يخلق القتال في الحسكة مشكلات لحملة الحكومة في مدينة حلب حيث توجه اتهامات إلى قوات كردية بالتنسيق مع الجيش النظامي السوري ضد المعارضة المدعومة من تركيا.

 

ولوحدات “حماية الشعب” صلات وثيقة بحزب العمال الكردستاني في تركيا الذي تشن ضده أنقرة معركة أخرى منذ نحو ثلاثة عقود بسبب تمرده الانفصالي. وتخشى تركيا أن قتال الأكراد ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” يستهدف جزئيا إقامة منطقة كردية بمحاذاة حدودها الجنوبية.

 

وألقى الجيش النظامي السوري باللوم على وحدات “حماية الشعب” فيما يتصل بالقتال في الحسكة ووصفها بأنها تمثل فرعا لحزب العمال الكردستاني وهو الوصف الذي رفضته الميليشيا اليوم السبت.

 

وفي حلب تواصل القتال بالقرب من مدخل طريق ضيق كانت المعارضة فتحته هذا الشهر للوصول إلى مناطق محاصرة تحت سيطرتهم.

 

وحذر جاكوب كيرن مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في سوريا من قرب نفاد الغذاء في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

 

وقال لصحيفة سويسرية “في شرق حلب الغذاء يكفي لأسبوعين كحد أقصى وربما حتى نهاية أغسطس (آب).”

 

وقالت روسيا الداعم العسكري الرئيسي للرئيس بشار الأسد يوم الخميس 19 آب ـ أغسطس 2016، إنها تعتزم دعم اتفاقات لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة

أسبوعيا للسماح بدخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى