أحداث السبت 20 أيار 2017
مفاوضات جنيف: اختتام الجولة السادسة بلا «اختراق»
لندن، جنيف – «الحياة»، رويترز
بعد أربعة أيام من المحادثات، انتهت المفاوضات السورية- السورية التي تستضيفها الأمم المتحدة في جنيف أمس، بدون مؤشرات على حصول تقدم كبير يساهم في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ ست سنوات.
وعقد رئيس وفد المعارضة إلى جنيف نصر الحريري مؤتمراً صحافياً في ختام المفاوضات مساء أمس قال فيه إنه لم يحصل اختراق جدي في الجولة الحالية وهي السادسة، لكنه قال إن من مصلحة المعارضة إبقاء مسار جنيف حيّاً وعدم توقفه. وشرح أن المعارضين حاولوا في المفاوضات الحالية الدفع بمسار الانتقال السياسي وتسريع العملية السياسية. وأقر بأنه كانت هناك بعض الاعتراضات من داخل صفوف وفد المعارضة، لكنه قلل منها، مؤكداً أن «الهيئة العليا للمفاوضات» ستعالج أي اعتراضات وتجد حلاً لها.
وكان ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية قد وعد بجولة جديدة من «المحادثات الجادة» بجدول أعمال يركز على إجراء انتخابات جديدة ووضع دستور جديد وإصلاح نظام الحكم ومكافحة الإرهاب. لكن لم تتقدم المحادثات كثيراً، بعدما تحفظ وفدا النظام والمعارضة على مقترح للمبعوث الأممي بآلية استشارية متعلقة بدستور جديد. واقترح دي ميستورا إنشاء «آلية تشاورية» تكون برئاسته لتجنب حدوث فراغ في السلطة في سورية قبل إقرار دستور جديد.
ورفضت الحكومة السورية الاقتراح الذي أثار أيضاً سلسلة من التساؤلات من جانب المعارضة، وهو ما دفع دي ميستورا للقول إنه «سيمضي قدماً إلى ما وراء» هذه المناقشات لبدء مجموعة جديدة من اجتماعات الخبراء مع كل جانب.
وأشار بيان للأمم المتحدة إلى «جزء مبدئي من اجتماعات خبراء يتعلق بالقضايا القانونية والدستورية المتصلة بالمحادثات السورية».
وأفادت «الهيئة العليا للمفاوضات» بتعليق 8 كتل من الفصائل العسكرية مشاركتها في الوفد التفاوضي الرئيسي في جنيف. وأصدرت كتلة الفصائل العسكرية المتكونة من «جيش اليرموك» و «حركة تحرير الوطن» و «تحالف قوات الجنوب» و «جيش أحرار الشام» و «الجبهة الشامية» و «فيلق الشام» و «جيش الثورة» و «فرقة السلطان مراد»، بياناً قالت فيه إنها علّقت مشاركتها في الوفد التفاوضي الرئيسي. وأفادت الكتلة في بيانها بأن تعليق مشاركتها يعود أولاً إلى «عدم وضوح المرجعية والتخبط في اتخاذ القرار»، بالإضافة إلى «عدم وجود استراتيجية تفاوضية». كما أشارت إلى أن العلاقة بين «الهيئة العليا للمفاوضات» وبين الوفد المفاوض الرئيسي لا تصب في مصلحة الثورة، وفق ما جاء في نص الوثيقة.
وكان نصر الحريري قال إن الوفد عقد جلسة مع خبراء الفريق الأممي بحثت الإجراءات الدستورية والقانونية التي تخدم عملية الانتقال السياسي وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي. وأوضح الحريري أنه تمت مناقشة كيفية الانتقال السياسي وأمور فنية أخرى. وتابع أن الوفد قدم تقارير إلى المبعوث الأممي عن الأوضاع الإنسانية، ركزت على ملف المعتقلين، بخاصة عمليات الاعتقال المستمرة التي لم تتوقف، واعتقال الشباب من المناطق المهجرة وإرسالهم مع المفرج عنهم إلى جبهات القتال.
وفي مؤتمر صحافي عقب المحادثات اول من أمس، قال الحريري «دورنا هو تخفيف معاناة شعبنا ولكن التأخر في حل المأساة السورية هو مسؤولية المجتمع الدولي الذي تساهل في دعم الانتقال السياسي». وتابع «هدفنا تحقيق الحرية لشعبنا السوري وهذا سيتم تحقيقه عبر العملية السياسية التي تجري هنا في جنيف». ودعا روسيا إلى أن تتوقف عن دعم النظام السوري، قائلاً «الرهان على نظام قاتل فاشي مستبد هو رهان خاسر والرهان الحقيقي على الشعب السوري».
وعن مسار المحادثات، قال الحريري إن الجلسة الأولى كانت جلسة تقنية استمراراً لجلسات سابقة ضمن إطار تحقيق الانتقال السياسي مع خبراء في الأمم المتحدة وذلك لتعجيل العملية السياسية. وتابع: «لا يمكن الفصل بين اللقاءات الرسمية واللقاءات التقنية، وإلا ستطول العملية التفاوضية كثيراً». وسلم وفد المعارضة دي ميستورا مذكرتين الأولى حول المعتقلين والثانية حول دور إيران.
وكان رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري قد قال للصحافيين إن «اجتماعات الخبراء» كانت مبادرة من وفد النظام السوري، موضحاً أنه يأمل في أن «تساعد الخطوة في دفع عملية جنيف بوجه عام نحو الجدية التي يتمناها الجميع»، مستطرداً «أن الدستور هو حق حصري للشعب السوري الذي لا يقبل أي تدخل أجنبي فيه».
يُذكر أنه إلى جانب وضع دستور جديد، ركزت مفاوضات جنيف على ثلاثة محاور أخرى، هي مكافحة الإرهاب، ونظام الحكم، وتنظيم الانتخابات. لكن لم يتحقق أيّ تقدّم في هذه المحاور منذ تحديد هذه المواضيع الأربعة بالجولة السابقة في آذار (مارس) الماضي. وقال الناطق باسم المعارضة يحيى العريضي لوكالة «رويترز» إن وفد النظام يريد أن يحرف الانتباه بعيداً عن الانتقال السياسي.
في غضون ذلك، التقى رئيس «الائتلاف الوطني» رياض سيف المبعوث الأميركي مايكل راتني أمس الجمعة في جنيف، بحضور عضوي الهيئة السياسية هادي البحرة وحواس خليل. ونقل «الإئتلاف» عن سيف مطالبته الجانب الأميركي بالضغط على روسيا من أجل دعم العملية التفاوضية نحو الأمام للوصول إلى حل سياسي وفق القرارات الدولية، و «تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية لا دور فيها لبشار الأسد (الرئيس السوري)». وقدم رئيس «الائتلاف» شرحاً لخطة عمله في المرحلة المقبلة و «خطة إصلاح الائتلاف الوطني ليتمكن من الارتقاء بعمله ولعب دور أكبر في الدفاع عن الثورة السورية». كما تم التأكيد، وفق ما جاء في تقرير عن اللقاء أوردته «شبكة شام»، «على دور المجلس الوطني الكردي في سورية وتمثيله في الائتلاف بموجب الاتفاقية الموقعة بين الطرفين وكذلك التأكيد أن أي حل سياسي يجب أن ينطلق من التنوع على قاعدة الشراكة الوطنية ووحدة سورية أرضاً وشعباً».
ماتيس: «داعش» انتهى و«دولة الخلافة» تتلاشى
لندن – «الحياة»
قال وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس أمس إن قوات التحالف الدولي ضد «داعش» في العراق وسورية حققت تقدماً كبيراً على الأرض في مواجهة التنظيم وعطلت شبكة تمويله وتجنيده وتمدده جغرافياً، وأكد إن «داعش لم يعد قوياً كما كان». وأضاف في مؤتمر صحافي في واشنطن إن «داعش» لم يعد له ملاذ على الأرض و»دولة الخلافة التي اقامها تتلاشى». لكنه حذر من أنه يظل خطيراً على أمن العالم. (للمزيد)
وخفف رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزف دانفورد من تداعيات الضربة الأميركية لموقع القوات النظامية السورية قرب التنف، قال إن «تلك العملية كانت للحماية، واذا لم يكن هناك تهديد لقواتنا فإننا سنواصل عملنا» ضد «داعش» من دون التعرض لقوات الحكومة السورية.
وانتهت أمس، الجولة السادسة من مفاوضات جنيف من دون ظهور مؤشرات إلى حصول اختراق بين الأطراف السورية. وأقر المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، الذي أشرف على المفاوضات، بأن الجولة الحالية لم تناقش في شكل معمّق «السلال الأربع» التي تم «ترحيلها» إلى الجولة المقبلة، وهي الدستور والانتخابات وشكل الحكم والإرهاب، بل ناقشت إطلاق آلية تجمع خبراء دستوريين من وفدي الحكومة والمعارضة بهدف إعداد دستور جديد للبلاد، مع تأكيد أن هذه المهمة هي للسوريين فقط «والأمم المتحدة لا تريد صوغ دستور» لسورية. وبدا موقف دي ميستورا متوافقاً مع كلام رئيس وفد المعارضة الرئيسي نصر الحريري الذي قال إن الجولة الحالية انتهت من دون حصول اختراق.
وجاء ختام جولة جنيف على وقع تداعيات ضربة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لقافلة تضم جنوداً سوريين وميليشيات حليفة خلال تقدمهم نحو قاعدة التنف، التي تسيطر عليها فصائل المعارضة عند مثلث الحدود السورية- الأردنية- العراقية. وأعلنت الولايات المتحدة أنها لا تعتزم توسيع دورها في الحرب السورية، لكنها شددت في الوقت ذاته على أنها «ستدافع عن قواتها عند الضرورة».
ووصفت دمشق الهجوم بأنه «إرهاب حكومات»، فيما حذّرت روسيا من تداعياته السياسية، قائلة إنه يمثّل انتهاكاً «غير مقبول» للسيادة السورية.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي في ختام مفاوضات جنيف، مساء أمس، إن الجولة السادسة كانت «قصيرة عمداً»، مضيفاً أن هدفها العمل على تسهيل العملية السياسية. وقال إن الجولة السابقة أقرت «أربع سلال»، لكن هناك حاجة إلى «أساس دستوري» لأي عملية سياسية، و «لذلك أخذت قرار إنشاء آلية لمناقشة هذا الموضوع وعرضته على الوفود»، أي وفد الحكومة السورية ووفود «الهيئة العليا للمفاوضات» ومنصتي القاهرة وموسكو. وقال إنه عرض «ورقة داخلية» على الوفود لمناقشتها قبل الاتفاق على «عقد اجتماعات منفصلة دستورية وقانونية على مستوى الخبراء»، وهو ما حصل الخميس والجمعة. وشدد على أن «اجتماعات الخبراء ليست محل السلال الأربع، لكنها خطوة مهمة وليس هدفها صوغ دستور جديد لسورية الذي هو عمل يقوم به السوريون. ما تريده الأمم المتحدة هو تسهيل هذا العمل للسوريين». وأوضح أن الجلسات مع الوفود «بحكم أنها قصيرة لم تناقش بالتفصيل السلال الأربع». ولفت إلى أنه لم يتمكن من جمع خبراء من منصتي القاهرة وموسكو مع خبراء منصة «الهيئة العليا للمفاوضات» من أجل توحيد جهد وفود المعارضة الثلاثة.
وأكد أنه يأمل بعقد الجولة المقبلة من المفاوضات في حزيران (يونيو)، لكنه غير قادر حالياً على تحديد موعدها. كما قال إنه تم تحقيق بعض التقدم، لكن المفاوضات بمثابة «لقاءات عمل غابت عنها الخطابات».
نظام دمشق «يتخابث» وميليشيات إيران تريد مساحة في درعا والتحالف يتدخل لتلبية احتياجات عمان وسحبها من الحضن الروسي
بسام البدارين
عمان ـ «القدس العربي»: يميل الأردن للتعاطي مع الغارة التي وجهتها الولايات المتحدة أمس الأول لرتل من الجيش السوري وميليشيات حليفة له باعتبارها خطوة أساسية في الاتجاه الصحيح تنسجم مع استراتيجية عمان المعلنة بعنوان «الدفاع عن المملكة بعمق الأرض السورية».
هذه الغارة لها ظروفها لكنها تمثل «هدية أمنية» للجانب الأردني من الحليف الأمريكي الذي استعمل لافتة التحالف الدولي في شن هذه الغارة على أمل ان يظهر الجانب الأمريكي التزاماً أكبر تجاه الحليف الأردني عندما يتعلق الأمر بالحدود مع سوريا.
عمان كانت اعتبرت مخاوفها الأمنية متوازية عندما يتعلق الأمر بالميليشيات الإيرانية واللبنانية التي تتجمع وسط وفي محيط درعا القريبة إلى جانب النظام السوري. وقد عبر عن ذلك صراحة وزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي عندما أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف بأن المملكة لا ترغب بمشاهدة ميليشيات مذهبية او عصابات تنظيم «الدولة ـ داعش» بالقرب من حدودها.
بوضوح لم يقدم لافروف رغم تعاون عمان معه سياسياً ضمانات عسكرية محددة تطمئن الأردنيين بخصوص معطيات الواقع العسكري وقواعد الاشتباك في الجنوب السوري، الأمر الذي سمح للولايات المتحدة وتحديدًا للجيش الأمريكي وللقيادة المركزية فيه التي زار قائدها عمان الأسبوع الماضي بالتسلل وإظهار الجدية فيما ذكرت «القدس العربي» في تقرير سابق لها بانه التزام تجاه الاحتياجات والمخاوف الأردنية التي تتموقع في نقطة أساسية قوامها فكرة منع تحشيد قوات داعش بالقرب من الحدود.
تشعر الدائرة المغلقة في دوائر القرار الأردني بأن النظام السوري «يتخابث» ميدانياً فيمرر للروس بعض المطلوب من جهتهم لكنه يستسلم ميدانياً لرغبة الحرس الثوري الإيراني تحديداً ولرغبة ميليشيات حزب الله بالتوجه جنوباً وإيجاد موطئ قدم لها في جنوب سوريا بذريعة وحجة مطاردة التنظيمات الإرهابية المتشدة.
وجود قوات تتبع إيران وحزب الله خط أحمر بالنسبة للأردن ينبغي عدم تجاوزه حتى لو كانت الحجة الأمنية مطاردة تنظيم «الدولة» لأن الأردن لن يدخل في مجازفات ولن يقبل أقل من السيطرة التامة على حدوده كما تفهم «القدس العربي» من الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني. وسبق لعمان ان اشتكت لموسكو وطلبت منها حصرياً المساعدة في ترتيب الأوراق العسكرية لما يحصل في جنوب سوريا.
لكن استنادا لما رصده وسجله المراقب الخبير في الشأن السوري علناً صلاح ملكاوي توسعت إستراتيجية نظام دمشق في محاصرة تنظيم «الدولة» وفتح المجال أمامها فقط باتجاه الحدود مع الأردن وهو الأمر الذي يرى محللون ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة حاول معالجته برسالة جدية وملتزمة عسكرياً أمس الأول عندما تحرك وقصف مباشرة رتلاً عسكرياً سورياً مع مجموعات ميليشيات تسانده كانت تتحرك بصورة غير منسقة.
يعتقد أردنياً وأمريكياً على نطاق واسع بان النظام السوري يريد او يتبع تحركات تؤدي إلى نقل المعركة والمواجهة فعلياً إلى منطقة البادية الشمالية الأردنية حيث تتواجد قوات تنظيم داعش في الجهة المقابلة وبنسبة لا تقل عن 50% من مساحة الحدود.
عمان السياسية ترى بأن تكتيك النظام السوري قد يكون مستمراً في العمل على اساس توفير ملاذ واحد لقوات «الدولة» و «جبهة النصرة» وهو باتجاه الأردن، وحصـل ذلك عملياً طوال الأيام الأربعة الماضية حسب مراقبين وخـبراء عسكريين وبصورة تنطوي على مجازفة أمنية، الأمر الـذي استوجب الـرد والمـعالجة وفقاً للمنظور الأمني الأردنـي ولتلبية الاحـتياجات الأردنـية من خـلال قـوات التـحالف.
على هذا الأساس وفي القراءة السياسية يمكن القول بأن هدف الغارة الأمريكية على رتل من قوات النظام قد يكون بمثابة «ضربة على اليد» في حال السعي لتثبيت اتجاهات عسكرية تهدد الأردن وتخطط لتوجيه قوات «داعش» نحو الجنوب.
عملياً يعني ذلك بأن الإدارة الأمريكية للتحالف تظهر إلتزاماً بما طلبته عمان الأسبوع الماضي وكاد يدفعها للحضن الروسي تدريجياً وعلى أساس إبعاد نطاق العمليات ضد «داعش» لأبعد مسافة ممكنة من مناطق الجنوب حيث الحدود مع الأردن وحيث قوات شبه عسكرية بأسماء عدة دربها الأمريكيون وتواجدت بالتنسيق مع الأردن في المنطقة العازلة لإشغال قوات «داعش» او قوات اي عصابات إرهابية تحاول الإقتراب لأن عمان وكما يؤكد المومني قررت ان تتعامل بقسوة وبلا رحمة مع أي محاولة للعبث بالحدود اوالاقتراب من حدود المملكة ولأغراض عدائية أو بدون تنسيق.
معتقلون سابقون يروون قصصاً مروعة عن «محرقة الجثث» بعض السجناء ألقوا فيها أحياء
حسان كنجو
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: رغم أن غالبية السوريين أصبحوا يعرفون ما تعني أفرع النظام الأمنية وسجونه، إلا أن التقرير الأمريكي الأخير عن «محرقة الجثث» قرب سجن صيدنايا المشهور في سوريا، أعاد للأذهان ما يتعرض له المعتقلون في سجون النظام من تعذيب وتنكيل وقتل بطرق شتى منها الصعق والشنق وأساليب أخرى أكثر وحشية.
«إكرام الميت دفنه» هذا ما يقوله العرف والشريعة، إلا أن الوضع في سجون النظام مختلف تماماً، فمن وجهة نظرهم «إكرام الميت حرقه» وفي أحسن الأحوال رميه في أحد مكبات النفايات على أطراف العاصمة، أما قتل الأحياء فقد أصبح عادة بالنسبة لهم.
بدر الدين علي معتقل سابق في الفرع 235 أو ما يعرف باسم (فرع فلسطين/ الفرع الأسود)، قال في حديث لـ «القدس العربي»، إن «ما يحدث داخل السجون وبخاصة صيدنايا وفلسطين لا يمكن وصفه بالوحشية والقتل الممنهج فحسب، بل ليس له أي توصيف في القانون البشري الذي تفرضه القيم الإنسانية أو الأديان، هناك يُعد الشخص ميتاً منذ دخوله وعلى أقاربه إقامة عزاء له بمجرد أنهم علموا بأنه في (فرع الجحيم)، ومن يخرج منه فيكون هناك معجزة سماوية قد تحققت أو أن أجله لم يأتِ بعد».
بدر الدين الذي أمضى أشهراً عدة في الفرع المذكور، روى أحداثاً وتفاصيل مروعة عن عمليات تصفية جماعية قام بها النظام السوري بحق السجناء بأساليب مختلفة لا تقل وحشية عن بعضها، حيث ذكر أنه «في إحدى الليالي دخل عدد من العناصر إلى (المهجع) واقتادوا أربعة شبان للتحقيق، قاموا بسحلهم في الممرات وصولاً لغرفة التحقيق بعد إغماض عينيهم، مرت ساعات قبل أن يعيدوهم إلى المهجع وهم يحتضرون من شدة الضرب والتعذيب، أحدهم كان رأسه ينزف بشدة والدماء قد غطت جسده، لم يكن باليد حيلة، فكل ما نملك هو سراويل داخلية».
يضيف «بعد ساعات توفي الشبان الأربعة متأثرين بجراحهم، وتمت مناداة الحرس من أجل أن يروهم، الذين بدأوا بشتمهم قبل أن يحملوهم من المهجع، لأقول في نفسي بصوت خافت: الله يصبر أهلهم لما يشوفوهم، لأتفاجأ بأحد السجناء يبتسم ابتسامة خافتة ويقول: يشوفوهم.. هدول ما عاد حدا يشوفهم، وعندما سألته عن السبب أخبرني بأن من يموت من السجناء يتم إرساله إلى المحرقة، وهي عبارة عن فرن مخصص لحرق الجثث ويوجد منه اثنتان أحدهما في فرع فلسطين والآخر في سجن صيدنايا، ويتم إحراق من يُتوفى فوراً ولا تتم إعادته لأهله أو ذويه أو إخبارهم، أما (الميت المحظوظ) فيدفن في مقبرة جماعية في منطقة (مكبات القمامة) التابعة لمنطقة نجها قرب العاصمة دمشق المعروفة باسم (مزابل نجها)».
أما الشاب أحمد القاسم، الذي أمضى أربع سنوات في سجن صيدنايا بين الـ 2014 – 2016، فقد قال في حديث لـ «القدس العربي»، «المحرقة بحد ذاتها كانت الشيء الأبرز في ذلك السجن، يُهدد السجناء الذين ينكرون التهم الملفقة لهم، بالزج في المحرقة وهم أحياء، هي إحدى وسائل الضغط النفسي على السجناء من أجل دفعهم للاعتراف بأمور لم يفعلوها وقد شهد بعضنا حالات حرق عدة للجثث في تلك المحرقة».
يضيف «في إحدى المرات تم إخراجنا إلى حيث المحرقة، وبدأ عناصر الفرع بإدخال الجثث إليها، كانت مشاهد مروعة الهدف منها إيقاع الرعب في قلوبنا وفعل أي شيء يريدونه كي لا ندخلها، لكن فجأة حدث أمر جعلني أفقد صوابي، أحد السجناء الذين أحضروهم على أنهم متوفون كان ما زال يتنفس ببطء وأعتقد أنه كان في حالة (إغماء)، غالبيتنا لاحظ هذا الأمر ولكن من يجرؤ أن يتفوه ولو بكلمة واحدة، قاموا بإدخاله إلى المحرقة وبعدها بدأنا بسماع صوت أنين خافت، أصبحنا نبكي بحرقة من هول الموقف وبعضنا دخل في حالة (تشوش عقلي)».
وقال «أمضيت أربع سنوات في السجن ولا أدري لماذا، وخرجت بموجب عفو صدر عن بشار الأسد هكذا تم إخباري، وأنني قد لا أكون بهذا المقام ليشملني العفو إلا أن الأوامر أوامر وفق تعبير رئيس الفرع»، مضيفاً أن الطريق من دمشق نحو ريف حلب حيث يقيم لم يكن سهلاً أيضاً، فلون البشرة والشعر الحليق كان يكشف بأن هذا الشخص (سجين خرج للتو)، وأن حواجز النظام في كل مرة كانت تنزلهم من الحافلة وتضربهم وتشتمهم ثم تتركهم بحال سبيلهم، باعتبارهم (خونة للوطن ولرب الوطن).
افتتاح أول قرية لأيتام سوريا من ضحايا الحرب جنوب تركيا بتكلفة 80 مليون دولار
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: واقع صعب يعيشه آلاف الأطفال الأيتام والمشردين السوريين، دون وجود إحصاءات وأرقام دقيقة، لهؤلاء الأطفال، فجميعها تقديرية، بسبب عدم توفر إحصاء حقيقي من قبل المنظمات الإنسانية، حيث يتم استنتاج الأرقام التقريبية نسبة إلى أعداد ضحايا البالغين، ويقدر عدد الأيتام السوريين بمئات الآلاف موزعين على مخيمات النزوح الداخلي ومخيمات اللجوء في الخارج.
ودعما للأطفال ممن يحتاجون إلى رعاية خاصة بسبب ظروف الحرب، افتتحت الحكومة التركية بمشاركة قطرية، أكبر قرية لإيواء 1000 طفل من الأيتام السوريين تحت اسم «مركز الحياة للأطفال» في ولاية هاتاي التركية، تمتد على مساحة 100 ألف متر مربع، وفق نظام «فلل» وتضم 35 فيلا للذكور، و20 فيلا للإناث، مزودةً بمدارس وعيادات وصالات رياضية، حيث تقدر التكلفة الإجمالية بحوالي 80 مليون دولار، ومن المخطط ان يستقبل المركز في خطوته الأولى قرابة 250 طفلاً، وستبلغ طاقته الاستيعابية القصوى في نهاية 2017.
وقالت مسؤولة الدعم النفسي في القرية مرح الزير في تصريح لـ»القدس العربي»: إن قرية بناء الإنسان التي تم افتتاحها في مدينة الريحانية، من قبل هيئة الإغاثة الإنسانية، بكونها المنفذ للمشروع، ومنظمة راف القطرية الممولة له، تحوي 55 فيلا، وكل فيلا تحوي 18 طفلاً، و6 مشرفات، تشرف كل اثنتين منهن على 6 أطفال، بحيث توجد 3 مشرفات نهاراً وثلاث ليلاً، أما عن الفيلا فإنها تتكون من طابقين، خصص أحدهما للتعليم والمطعم والمطبخ، وطابق آخر لنوم الأطفال.
مضيفة ان القرية مجهزة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و12 سنة، للأطفال يتيمي الاب او الام، وهي مجهزة لاستقبال 1000 طفل يتيم، يوجد فيها حالياً 100 طفل، ممن كانوا موزعين على دور الأيتام التابعين للمنظمة، حيث تم اغلاق هذه الدور، ونقل الأطفال إلى القرية، وخلال الأيام القليلة المقبلة ومع انتهاء المدارس سوف تستقبل القرية 300 طفل، وبعد ترتيب أوضاع الأطفال الجدد، سيتم الاعداد إلى استقبال دفعات أخرى تباعاً.
القرية تضم حسب المشرفة ملعباً وثلاث مدارس، ابتدائية واعدادية للذكور والاناث، ومركزاً نفسياً ومركزاً طبياً، ومبنى ادارياً، إضافة إلى محل تجارية، وحديقة حيوانات، بحيث تحوي كل السبل المناسبة للعيش الكريم، التي يعيشها أي طفل خارج القرية.
بالنسبة لمركز النفسي قالت المشرفة فرح ان المركز يهدف إلى استقبال جميع أطفال القرية، وتقديم خدمات الدعم النفسي، وحل مشاكلهم النفسية والسلوكية، وخاصة للأطفال الذين يعانون من تأخر دراسي او مشاكل سلوكية، أو ممن تأثروا بسبب ظروف الحرب، مع توفير العلاج المناسب لهم، إما علاج بالأنشطة، او باللعب أو حتى العلاج بالفن، حسب المشكلة التي يعاني منها كل طفل.
وقدم نائب الرئيس المسؤول عن الأيتام في هيئة الإغاثة الإنسانية مراد يلماز في تصريحات صحافية معلومات حول تشغيل مركز بناء الإنسان قائلاً: سيتواجد ستة موظفين للرعاية في كل منزل، سيعمل هنا إخوتنا وأخواتنا ممن لديهم الخبرة والتعليم والشهادة في المجال، سيكون 330 موظفاً في 55 منزلاً، ستتولى وزارة التربية الوطنية متطلبات التعليم كافة بدءاً من اللوحات الذكية وأنابيب الاختبار ووصولاً إلى الحقوق الخاصة ورواتب المعلمين، كما ستكون وزارة الأسرة والسياسة الاجتماعية في صلب النشاط، ونطمح إلى العمل معاً في الأساس، وستكون لوزارة الصحة مشاركة فعالة في موضوع العيادات.
ويهدف المشروع حسب يلماز إلى توفير مأوى آمن للأطفال الأيتام ومعالجة المشاكل النفسية والصدمات التي لحقت بهم نتيجة الحرب وحمايتهم من الوقوع بيد البعثات التبشيرية، وتوفير بيئة آمنة من الوقوع بيد المافيات والمنظمات ذات الأهداف السيئة. وسيتمكن الطفل من متابعة دراسته مع كادر تعليمي بارع، كما سيتمكنون من الحياة في الظروف الاجتماعية والثقافية التي يحتاجونها، وبناء الثقة لدى الأطفال تجاه أنفسهم والعالم لينظروا بأمل إلى المستقبل.
بدء تنفيذ المرحلة الثالثة من اتفاق المصالحة في حي برزة السوري
دمشق – د ب أ – بدأ صباح السبت، خروج الدفعة الثالثة من المسلحين وبعض أفراد عائلاتهم من حي برزة على الأطراف الشرقية لدمشق، وذلك في اطار تنفيذ اتفاق التسوية القاضي بإنهاء المظاهر المسلحة في الحي تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة اليه.
وذكرت وكالة الأنباء السورية ” سانا” اليوم أن عدداً من الحافلات تجمعت في المنطقة لنقل الدفعة الثالثة من المسلحين وبعض أفراد عائلاتهم الرافضين للتسوية في حي برزة تمهيداً لإخراجهم باتجاه الريف الشمالي.
وكان جرى في 12 أيار/ مايو الجاري اتمام المرحلة الثانية من اتفاق المصالحة في برزة وحي تشرين عبر خروج 1246 شخصاً بينهم 718 مسلحاً باتجاه الريف الشمالي.
وكانت السلطات الحكومية السورية يوم الاثنين الماضي قد اعلنت عن إنجاز جميع بنود الاتفاق الذي توصلت إليه مع فصائل المعارضة المسلحة، لإخراج مقاتليها من منطقة القابون على الأطراف الشرقية لمدينة دمشق.
وقال محافظ دمشق بشر الصبان ، في بيان أصدره إن “منطقة القابون أصبحت خالية تماما من المجموعات المسلحة بعد إنجاز المرحلة الثانية والأخيرة من اتفاق التسوية”.
انتخاب حسن روحاني رئيساً لإيران لولاية ثانية
أعلن وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، اليوم السبت، عن انتخاب حسن روحاني لولاية ثانية من أربع سنوات، بعد حصوله على 57 في المائة من الأصوات، متقدما على منافسه الأبرز إيراهيم رئيسي.
وأفاد بأن روحاني حصل على 23 مليون صوت، ما يعادل 57 في المائة من إجمالي الأصوات، بعد فرز 97 في المائة من الدوائر الانتخابية، متبوعا برئيسي الذي نال 15 مليون صوت.
وذكرت وزارة الداخلية أن عدد المشاركين في الاقتراع تجاوز أربعين مليوناً، وهو ما يعني أن نسبة المشاركة في الاقتراع تزيد عن 70 في المائة.
كذلك أعلنت الهيئة المسؤولة عن الانتخابات أن نسبة التصويت في العاصمة طهران وحدها تجاوزت 70 في المائة، وهو ما يعني نسبة عالية، مقارنة باستحقاقات سابقة جرت في المدينة ذاتها.
وكانت بعض المواقع الإيرانية قد نقلت أنه جرى تسجيل عدد من المخالفات في بعض مراكز الاقتراع، وكان المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي قد ذهب إلى مقر وزارة الداخلية، في وقت سابق الجمعة، للتقدّم بشكاوى وقعت في بعض المراكز.
أين المكيدة في اتفاق الخفسة بين “قسد” والنظام؟
خالد الخطيب
من المتوقع أن تنسحب مليشيات النظام من بلدة الخفسة، بالقرب من نهر الفرات شرقي حلب، ابتداءً من السبت، بعد اتفاق توصلت إليه مع مليشيا “قوات سوريا الديموقراطية”، بحضور وجهاء من البلدة وريفها. الاتفاق عُقدَ في بلدة العريمة شرقي منبج، الأربعاء، وينص على انسحاب مليشيات النظام من الخفسة، وعدد من المزارع القريبة منها لصالح “قسد”، على أن تحتفظ مليشيات النظام بمحطات ضخ المياه القريبة، لإدارتها وصيانتها بشكل دوري.
وسبق هذا الاتفاق تظاهر المئات من نازحي أبناء بلدة الخفسة وريفها إلى مناطق “قسد” في محيط منبج، الثلاثاء والأربعاء، بالقرب من خط التماس بين النظام و”قسد” جنوبي منبج. وبتشجيع من “قسد” طالب المتظاهرون مليشيات النظام بالخروج من قراهم، والسماح لهم بالعودة إليها ليتمكنوا من جني محاصيلهم الزراعية. وهاجم المتظاهرون حاجزاً لمليشيات النظام جنوبي قرية خان الحمر، ولم يصطدم الطرفان، ولم يحدث أي اشتباك، بحسب ناشطين محليين، لأن عناصر النظام كانوا قد أخلوا الحاجز قبل وصول المتظاهرين إليه.
مليشيات النظام كانت قد سيطرت على الخفسة في 7 آذار/مارس 2017، خلال الهجوم البري الواسع الذي شنته ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشرقي. وللبلدة قيمة كبيرة بالنسبة للنظام بسبب قربها من محطات ضخ مياه الشرب، التي تدفع مياه الشرب إلى مدينة حلب. ويزيد عدد سكان الخفسة والقرى التابعة لها عن 100 ألف نسمة. وتسببت المعارك حينها بتهجير 70 في المئة من السكان، ممن لجأوا إلى مناطق سيطرة “قسد” شمالاً؛ في بلدات مزرعة الحديدي والحديدي وجب حمد وجب الخميس وتل الأسود وتل الحمر، وأقاموا فيها على شكل تجمعات سكنية مؤقتة في الخيام، والقليل منهم حالفه الحظ ووجد مسكناً.
ويشتكي أبناء الخفسة من حملة السرقة التي طالت معظم بيوتهم وممتلكاتهم الخاصة بعد دخول مليشيات النظام إلى مناطقهم، كذلك صودرت أعداد كبيرة من المواشي التي يشتهرون بتربيتها. ويطالب نازحو البلدة وريفها، النظام، بالإفراج عن عشرات العائلات التي اعتقلتها قواته، ويتهمون المليشيات (مع كتائب مسلحة محلية نشأت فيما بعد من الموالين للنظام) باعتقال العائلات التي وشت بها الكتائب الموالية “الشبيحة”، وكذلك بقتل العشرات من أبناء البلدة ممن ظلوا فيها. ويتحدث النازحون عن حملات التجنيد في صفوف المليشيات، وحالات خطف للنساء على الحواجز المنتشرة بكثرة في المنطقة، ومنع الأهالي من العودة إلى بيوتهم.
قسم كبير من أهالي الخفسة لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم، على خلاف قرى وبلدات أخرى سيطر عليها النظام في ريف حلب الشمالي، منذ مطلع العام 2017. ربما لأن قسماً كبيراً من أبناء البلدة وريفها كانوا يوالون المعارضة، وهم على عداء مع النظام قبل سيطرة تنظيم “الدولة” عليها مطلع العام 2014. ومن كبرى العشائر التي تعرف بمعارضتها للنظام هي عشيرة الغانم، بالإضافة إلى عشائر محلية أخرى ترفض العودة إلى الديار في ظل سيطرة النظام، وذلك خوفاً من الاعتقال والأعمال الانتقامية ضدها، وتجنيد شبابها في صفوف المليشيات، كما حصل مع قسم كبير ممن بقوا في بيوتهم أثناء دخول مليشيات النظام.
تشجيع مليشيا “قسد” للنازحين من أبناء الخفسة على التظاهر ومطالبة النظام بالعودة بعد انسحابه الجزئي من البلدة، لم يطمئن شريحة واسعة من أبناء العشائر، وكثيرون منهم يعتبرونها مكيدة للإيقاع بهم. فهناك مئات المطلوبين للاعتقال بينهم، ولم تتمكن “قسد” من تسليمهم لمليشيات النظام، التي طالبت بهم أكثر من مرة. ولم تتمكن مليشيا “قسد” من الاستفادة منهم، عبر تجنيدهم في صفوفها، وكل محاولاتها لإغرائهم باءت بالفشل.
مصادر خاصة من المنطقة، قالت لـ”المدن”، إن الاتفاق إذا ما طُبّق فعلاً، فهو عبارة عن صفقة بين النظام و”قسد”، بحيث يستفيد منه الطرفان؛ مليشيا “قسد” ترغب بالتخلص من العبء الكبير الذي يشكله هؤلاء النازحون إلى مناطق سيطرتها في ريف منبج الجنوبي، وهي لا تريد السماح لمكون عربي جديد بدخول منبج ومناطق شرقي الفرات، وتحديداً إذا كان من صفات هذا المكون الطبيعة العشائرية المتماسكة التي تثير مخاوفها، وربما يشكل خطراً عليها مستقبلاً. أما النظام فسيستفيد من تجنيد آلاف الشباب في صفوف مليشياته، ويقضي على التكتل العشائري المعارض. ويقول آخرون إن مسألة انسحاب النظام من الخفسة أمر مستحيل، وذلك لأهميتها وحساسية موقعها بالقرب من محطات ضخ مياه الشرب.
وتعتبر ناحية الخفسة، بالقرب من نهر الفرات، منطقة زراعية خصبة، وفيها مساحات لا بأس بها من السهول المروية بقنوات الري والسواقي القادمة من الفرات. وهو ما جعل سكانها من أبناء العشائر من الميسورين مادياً. فالبلدة مكسب اقتصادي ومائي للطرف الذي يسيطر عليها، ولن يكون من السهل على النظام التخلي عنها إلا إذا كان الاتفاق عبارة عن خدعة، والساعات القادمة ستكشف عن إمكانية انسحاب النظام من البلدة، كما النوايا التي يخفيها الطرفان حول الاتفاق المزعوم.
وليس بعيداً عن الخفسة، تمكنت مليشيات النظام، الجمعة، من السيطرة على بلدتي القواص والحمرا، في المحاور جنوبي مطار الجراح. وقُتل 20 عنصراً من تنظيم “الدولة”، على الأقل، في قصف جوي روسي. واستهدف الطيران المروحي مواقع التنظيم. واستهدف التنظيم بسيارة مفخخة تجمعاً لمليشيات النظام في بلدة المزيونة، وفجر دبابة في بلدة الحمرا، وقتل نحو 15 من عناصر النظام بينهم قادة ميدانيون مثل المقدم أحمد إبراهيم، والنقيب صالح فايز ديبو.
واشنطن ترسم خطوط النار الجديدة في سوريا
الضربة الجوية الأميركية للميليشيات تقطع الطريق على ربط إيران بالبحر المتوسط عبر العراق وسوريا.
واشنطن – أكد خبراء غربيون في الشؤون الاستراتيجية أن الضربة الجوية التي وجهتها واشنطن ضد قافلة للميليشيات المدعومة من إيران كانت تقترب من قاعدة التنف العسكرية جنوب سوريا قرب الحدود مع الأردن والعراق، ليست حادثا ظرفيا منعزلا، بل إنها تكشف عن معالم الخطط العسكرية الأميركية في المنطقة.
وأعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنّ طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قصفت الخميس قافلة موالية للنظام يبدو أنها كانت تنقل عناصر من الميليشيات الشيعية في سوريا بينما كانت متّجهة إلى موقع “داخل” منطقة أقيمت شمال غرب موقع التنف العسكري حيث تتولى قوات خاصة بريطانية وأميركية تدريب قوات محلية تقاتل تنظيم داعش وتقديم المشورة لها.
ويرى مراقبون أنه، وعلى الرغم من أن واشنطن تحاول عدم إعطاء أهمية استراتيجية لتلك الغارة، فإنها سلطت الضوء على الخطوط الحمراء التي لا تسمح واشنطن بتجاوزها وفق خططها العسكرية والسياسية في سوريا والعراق.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن بلاده ستدافع عن قواتها قائلا “سندافع عن أنفسنا إذا اتخذت خطوات عدائية ضدنا، وهذه سياستنا المستمرة منذ فترة طويلة” من دون أن يؤكد انخراط قوات بلاده في الحرب الدائرة في سوريا.
العميد الركن مصطفى الشيخ: سوريا أصبحت مقسمة إلى مناطق نفوذ واضحة دوليا بين أميركا وروسيا
وذكرت مصادر البنتاغون أنّ “قافلة كانت على الطريق لم تستجب للتحذيرات من عدم الاقتراب من قوات التحالف في التنف”، وأنه “في النهاية وجهت ضربة إلى طليعتها”.
وأضافت المعلومات أنّ القوة التي كانت في القافلة من المرجح أنها من الميليشيات الشيعية، وأنّ حجم القافلة كان “كبيرا”، إلا أنّ السيارات التي كانت في الطليعة فقط تم استهدافها.
ووصف المصدر هذا الحادث الذي استمر ساعات عدّة بأنه “تصعيد للقوة”، قائلا إنه ليس مؤشرا على تحول استراتيجي للتحالف الذي مازال يركز على محاربة تنظيم داعش.
وتعتقد مصادر أميركية مراقبة أن واشنطن تسعى للسيطرة على المناطق الواقعة جنوب سوريا على الحدود مع الأردن كما على المناطق المحاذية للحدود السورية العراقية.
وأوضحت “غارة التنف” أن الولايات المتحدة جادة في منع قوات النظام السوري والميليشيات الموالية والمدعومة من إيران من السيطرة على هذه المناطق، وأن واشنطن تدرب وتسلح وتشرف على قوات المعارضة السورية التي تعمل في تلك المناطق.
وترى مراجع دبلوماسية غربية أن التحرك العسكري الأميركي في تلك المناطق، كما في المناطق المرتبطة بمعركة الرقة شمالا، يجري وفق تفاهمات عسكرية بين واشنطن وموسكو، وأن إدانة روسيا لغارات التحالف قرب التنف لا يعدو كونه تمرينا دبلوماسيا روتينيا لا يخرق هذه التفاهمات.
وبحسب مصادر أميركية فقد شملت محاولات وقف القافلة اتصالا مع الروس تلاه “استعراض للقوة” فوق الآليات، قبل توجيه طلقات تحذيرية.
وقال مسؤولون في التحالف إنّ القوات الروسية حاولت على ما يبدو أن تُثني تحرّك القوة الموالية للنظام في الجنوب، وأنه لم يلجأ إلى ضرب القافلة “إلا بعد أن باءت محاولات روسية لثنيها عن التحرك جنوبا باتجاه التنف”.
ويرى العميد الركن مصطفى الشيخ أن سوريا بعد الضربة الأميركية أصبحت مقسمة إلى مناطق نفوذ واضحة دوليا بين أميركا وروسيا بالإضافة إلى مساهمة الأطراف الإقليمية.
وقال الشيخ في تصريح لـ”العرب”، “لا شك أن سوريا بدت اليوم أوضح من السابق فهي باتت مقسمة إلى مناطق نفوذ وتخوم وحدود، وهذا للأسف تم تكريسه من خلال إيهام الجميع بأن المسألة السورية مستعصية عن الحل”.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف الجمعة إن “الضربة العسكرية الأميركية في سوريا غير مقبولة ولن تفيد المساعي لإيجاد حل سياسي للصراع هناك”.
منذر آقبيق: التدخل العسكري الأميركي الجديد وجه ضربة للمشروع الإيراني
وتعتبر مراجع سياسية أميركية مطلعة أن غارة الخميس تتسق تماما مع خطط تعمل عليها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتقويض النفوذ الإيراني في سوريا والعراق.
وتضيف هذه الأوساط أن إيران تسعى للإمساك بالحدود السورية العراقية عبر ميليشياتها لتأمين خطوط إمداد التواصل من إيران إلى لبنان مرورا بالعراق وسوريا، وهو ما يفسر أن القافلة التي كانت متجهة صوب قاعدة التنف هي من الميليشيات الشيعية التابعة لها، وأن المبادرة العسكرية الجوية تعبر عن عزم أميركي لقطع خطوط الإمداد الإيرانية هذه.
ويقول مراقبون للشأن السوري إن إعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن دمشق تعتبر معركة دير الزور أولوية على تلك التي ضد إدلب وتحريك القوات السورية والميليشيات صوب الشرق كان هدفه اختبار الموقف الأميركي.
ويضيف هؤلاء أن عدم صدور موقف من واشنطن شجع دمشق وحلفاءها على محاولة الذهاب بعيدا من خلال السعي إلى السيطرة على معبر التنف بين سوريا والعراق.
وتعتقد هذه الأوساط أن الغارة الأميركية أوقفت نهائيا مساعي دمشق وطهران في هذا الصدد، وأنها، وإضافة إلى غارات واشنطن بصواريخ توماهوك على قاعدة الشعيرات في أبريل الماضي، تحدد بالنار خطوط واشنطن الحمراء في سوريا.
واعتبر المعارض السوري منذر آقبيق أن التدخل العسكري الأميركي الجديد وجه ضربة للمشروع الإيراني الذي يريد ربط طهران ببيروت مرورا ببغداد ودمشق.
وقال آقبيق في تصريح لـ”العرب”، “تظهر لدينا بوضوح منطقتا سيطرة أساسيتين في سوريا، غرب البلاد تحت السيطرة الروسية الإيرانية، وشرقها تحت السيطرة الأميركية الغربية”، متوقعا أن تتضح أكثر الخطوط الجغرافية لهذا التقسيم خلال الأشهر القادمة.
وأكد على أن الحل السياسي للقضية السورية مرتبط بالدرجة الأولى بالصفقة المنتظرة بين موسكو وواشنطن والتي سوف يتم فرضها على جميع الأطراف بما فيها المعارضة والنظام.
لماذا قصفت أميركا قوات موالية للأسد؟
أشارت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إلى قيام طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بقصف قافلة عسكرية موالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد كانت متجهة نحو بلدة التنف على الحدود العراقية السورية، وتساءلت عن سر هذه الضربة.
ونشرت الصحيفة تحليلا للكاتب روبرت فيسك قال فيه إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إذا حاولت اعتبار هذه الضربة عرضا من عروض معركة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، فإنها تكون قد بالغت في سحب الحقيقة بعيدا عن الصدقية.
وأضاف أن هذه الغارة التي شنها طيران التحالف الدولي الخميس الماضي على قافلة عسكرية لمليشيا موالية للأسد تكشف عن قصة حقيقية تتمثل في أن هناك سباقا نحو الحدود السورية العراقية.
وأوضح أن هذا السباق تتنافس عليه فصائل مسلحة يعمل بعضها مع الأميركيين، ويعمل البعض الآخر لصالح النظام السوري.
وقال يبدو أن لائحة الأهداف التي حددتها الولايات المتحدة في سوريا بشكل عام كانت خاطئة، موضحا أن ما يصفه الأميركيون بأنه إجراء بسيط من خلال هذه الضربة، إنما هو في الحقيقة جزء من صراع أكثر أهمية بين أميركا والنظام السوري.
خط إمداد
وأوضح فيسك أن هذا الصراع يهدف إلى السيطرة على الحدود السورية الجنوبية الشرقية، التي تعدّ خط إمداد حيويا بالنسبة إلى إيران، ومن أجل أن تتمكن من الحفاظ على قواتها المنتشرة في سوريا.
وأشار فيسك إلى عدد وأصناف الآليات العسكرية التي دمرها القصف في هذه القافلة، ومن بينها دبابات ومضادات طيران روسية يستخدمها عراقيون شيعة موالون للأسد، بالإضافة إلى وحدة من الإيرانيين المسلحين.
وأضاف أن هذه القافلة كانت في طريقها لمحاولة إنشاء موقع لها في الأراضي الشاسعة الفارغة قرب بلدة التنف، وذلك كي تسبق القوات التي تدربها الولايات المتحدة إلى هذه المنطقة.
وأضاف أن هذا الإجراء كان بمثابة محاولة من النظام السوري للإبقاء على الطريق بين العراق وسوريا مفتوحا، وذلك بعد أن صارت مدينة الرقة السورية -التي يتخذها تنظيم الدولة عاصمة له- محاطة بشكل كبير بمقاتلين أكراد موالين لأميركا.
وقال الكاتب إن هذا الإجراء في الصحراء السورية يعد ذا أهمية كبيرة، وإن هذه الأهمية تتمثل في أن النظام السوري يحاول اختبار مدى عزم الولايات المتحدة على نقل فصائل مسلحة مناوئة للأسد إلى جنوب شرق سوريا.
استعداد أميركي
وأضاف فيسك أن الولايات المتحدة أثبتت أنها كانت مستعدة للضغط على الزناد، وإن على نطاق ضيق.
واستدرك بالقول إن بلدة التنف قد تتحول إلى نقطة إستراتيجية رئيسية لدى النظام السوري، وذلك لمحاولة استعادته السيطرة عليها للإبقاء على الطريق مفتوحا إلى العراق ومنه إلى إيران، وأضاف أن هذه البلدة تقع على مسافة قريبة من الحدود الأردنية، وذلك حيث تتمركز المليشيات التي تقوم أميركا بتدريبها.
واختتم بالقول يبدو أن قطع سوريا عن العراق، وبالتالي عن إيران، كان هو الهدف الأميركي من وراء هذه الضربة، وذلك أكثر من كون الولايات المتحدة تسعى للقضاء على “الخلافة” أو على تنظيم الدولة الذي تزعم أميركا أنه عدوها الرئيسي في الشرق الأوسط، على حد تعبيره.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
لماذا لا يتعاون فيسبوك بالتحقيق في التدخل الروسي؟
قال خبير في الإنترنت إن فيسبوك يستطيع معرفة الكيفية التي تدخلت بها روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتساءل عن سبب امتناعه عن إبلاغ الناس بذلك، داعيا جهات التحقيق لمطالبة فيسبوك بالإدلاء بشهادته في التحقيق.
وأوضح الأستاذ في دراسات الإنترنت بجامعة أوكسفورد البريطانية فيليب هاوارد في مقال بواشنطن بوست، أن التقرير الذي صدر هذا الشهر عن فيسبوك بشأن التدخل الروسي هو أهم وثيقة بهذا الشأن، وأهم مما صدر عن أجهزة الأمن والاستخبارات المتخصصة مثل وكالة الأمن الداخلي ولجنة الاستخبارات التابعة لـمجلس النواب الأميركي.
وأوضح أن تقرير فيسبوك هو أول اعتراف من هذه الشركة بأن لاعبين سياسيين أثّروا تأثيرا كبيرا على الرأي العام الأميركي عبر منصته.
فيسبوك يتعهد
ونقل هاوارد عن فيسبوك تعهده بأنه سيعمل على مكافحة العمليات التي تستهدف التلاعب بالمعلومات للتأثير على الرأي العام لتحقيق أهداف مرسومة، وأنه اتخذ خطوات إيجابية في هذا الاتجاه، معلنا عن إزالته 30 ألف حساب مزيف قبيل الانتخابات الفرنسية الشهر الماضي، كما أنه شطب آلاف الحسابات قبل الانتخابات البريطانية المقبلة.
وأشار إلى أن فيسبوك بدأ يستخدم فريقا من المهندسين والمحليين وعلماء البيانات كجزء من تحقيق مفصل في قضية التدخل في الانتخابات، مشيرا إلى أنهم عثروا على مجموعات و”إعجابات” (لايكات) وتعليقات مزيفة، ونشر آلي لهذه المواد على نطاق شبكة فيسبوك ولاعبين سياسيين خبثاء لا يكتبون أسماءهم.
وأعلن كتاب التقرير أن تحقيقهم لا يتناقض مع النتائج التي تضمنها تقرير مدير الاستخبارات القومية الذي صدر في يناير/كانون الثاني المنصرم والذي حمّل روسيا مسؤولية إدارة حملة واسعة التأثير عن طريق الإنترنت قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية الماضية.
شكوك قديمة
وأضاف الكاتب أن ذلك يؤكد شكوك الباحثين التي استمرت لسنوات والتي تشير إلى استخدام عدد كبير من الحسابات المزيفة لنشر دعاية سياسية لتضليل الناخبين، وأعرب عن أسفه لرفض فيسبوك التعاون مع العلماء لمشاركة البيانات، الأمر الذي جعل من الصعب معرفة عدد الناخبين الذين تأثروا بهذه الحملة التضليلية.
وأورد هاوارد أنهم وخلال الدراسات التي نفذوها بالجامعة اكتشفوا خلال الانتخابات الفرنسية الأخيرة أن كل خبرين مهنيين يقابلهما خبر واحد مزوّر صادر من جهات مهتمة بهذه الانتخابات، وفي ألمانيا هناك خبر واحد مزوّر يتبادله الناخبون مقابل كل أربعة، لكن وفي الانتخابات الرئاسية الأميركية وفي منطقة متشيغان بالتحديد كان هناك خبر واحد مزوّر مقابل كل خبر واحد من جهة مهنية.
وأوضح الكاتب أن فيسبوك لديه الوسائل التي تمكّنه من التعرّف بدقة على الحسابات التي تم إنشاؤها ومكان تشغيلها وما هي الأهداف التي أُنشئت من أجلها خلال الانتخابات الأميركية، مضيفا أن علماء فيسبوك باستطاعتهم الخروج بنتائج لا تستطيع أجهزة الاستخبارات الخروج بها لا عن التدخل الروسي فحسب، بل عما إذا كان هناك تواطؤ بين الروس وحملة ترمب الانتخابية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
ماتيس: واشنطن قصفت قوات تقودها إيران في سوريا
العربية نت
أعلن وزير #الدفاع #الأميركي جيم #ماتيس الجمعة أن قافلة #المسلحين الموالين للنظام #السوري التي استهدفتها طائرات #التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة داخل #سوريا هذا الأسبوع “تقودها إيران” على الأرجح.
وقال إن الضربة الجوية التي استهدفت القافلة التي كانت متجهة إلى موقع عسكري قرب الحدود #الأردنية “كانت ضرورية بسبب تحرك طابعه هجومي بقدرات هجومية لما نعتقد أنه قوات تقودها إيران” مضيفا أنه غير متأكد من وجود قوات ايرانية على الأرض.
وشنَّت قوات أميركية أمس الأول غارات على موكب عسكري لميليشيات موالية للأسد، قرب المثلث الحدودي مع العراق والأردن.
وجاء استهداف هذا الموكب قرب معبر التنف بعدما تحرك تجاه قوات تدعمها الولايات المتحدة في سوريا.
وبحسب قوى الثورة السورية، فإن الميليشيات الموالية للأسد كانت تتحرك باتجاه جيش مغاوير الثورة، التابع للجيش السوري الحر الذي أنشأ معبراً تجارياً بالقرب من منطقة التنف الحدودية، بهدف تأمين وحماية المنطقة المحاذية للحدود من خطر داعش.
وقال مسؤول في #وزارة_الدفاع_الأميركية إن “قافلة كانت على الطريق لم تستجب للتحذيرات من عدم الاقتراب من قوات التحالف في التنف”. وأضاف: “وفي النهاية وجهت ضربة إلى طليعتها”.
وجاء الهجوم عقب طلقات تحذيرية أطلقتها الطائرات الأميركية، بهدف ردع المقاتلين الموالين لنظام بشار الأسد.
الأمم المتحدة ترى “تقدما تدريجيا” بعد محادثات سوريا
جنيف- رويترز
اختتم مبعوث الأمم المتحدة #ستيفان #ديميستورا أربعة أيام من المحادثات بشأن #سوريا الجمعة، قائلا إنه حدث “تقدم تدريجي” وإنه يخطط لاستئناف المفاوضات في يونيو/حزيران.
لكن الأطراف المتحاربة لم تظهر حتى الآن أي بادرة على أنها تريد الاجتماع في قاعة واحدة ناهيك عن التفاهم فيما يتعلق بالتفاوض على المستقبل السياسي لسوريا.
وأبلغ بشار #الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية الصحفيين أن المحادثات لم تشمل أي مناقشة للبنود الأربعة الرئيسية في جدول الأعمال وهي إصلاح الحكم وانتخابات جديدة ودستور جديد ومحاربة الإرهاب.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة حاولت تقويض موقفه التفاوضي بالقول في بداية جولة #المحادثات بأن محرقة بنيت في سجن #صيدنايا شمالي دمشق للتخلص من جثث معتقلين.
ووصف الجعفري هذا الاتهام بأنه “أكذوبة كبرى” وقال إن التوقيت “ليس مصادفة”.
وقال نصر الحريري رئيس وفد المعارضة السورية إن من غير الممكن الوصول إلى حل سياسي أو محاربة الإرهاب ما دامت إيران وفصائلها المسلحة باقية في سوريا وجدد مطلب المعارضة لإبعاد الرئيس بشار الأسد.
ولم تعد محادثات الأمم المتحدة تهدف إلى إيجاد نهاية للقتال، فذلك الهدف تسعى إليه محادثات موازية ترعاها روسيا وتركيا وإيران، لكنها تهدف إلى تمهيد الطريق لإصلاحات سياسية في سوريا إذا انتهت الحرب التي مضى عليها ست سنوات.
وكان من بين الأهداف المتواضعة لجولة المحادثات السادسة هذه التوصل لشكل أكثر عملية للاجتماعات وأن تقلل الأطراف المتحاربة من أحاديثها الخطابية.
واشنطن: ضربة أمريكية في سوريا استهدفت قافلة توجهها إيران
من فيل ستيوارت
واشنطن (رويترز) – قالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها تعتقد أن قوات قافلة استهدفتها طائراتها العسكرية في جنوب سوريا يوم الخميس كانت توجهها إيران في مؤشر محتمل على زيادة التوتر بين واشنطن وطهران في الحرب السورية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس في مقر وزارة الدفاع (البنتاجون) إن الضربة الأمريكية كانت دفاعية بطبيعتها. وأدانت الحكومة السورية المدعومة من إيران وروسيا الهجوم.
وقال عضو في إحدى جماعات المعارضة المسلحة التي تدعمها الولايات المتحدة لرويترز إن القافلة كانت تضم مسلحين سوريين ومسلحين تدعمهم إيران وكانت متجهة نحو قاعدة في سوريا تستخدمها قوات أمريكية وقوات تدعمها واشنطن حول بلدة التنف.
وقررت الولايات المتحدة أن القافلة تشكل تهديدا.
وقال ماتيس في مؤتمر صحفي “لقد استدعت الضرورة (الهجوم)… بحركة هجومية وبقدرة هجومية لما نعتقد أنها قوات موجهة من إيران، لا أعرف ما إذا كان هناك إيرانيون على الأرض، لكن القوات كانت موجهة من إيران”.
وحذرت مصادر بالمعارضة المسلحة من تقدم الجيش السوري والقوات المدعومة من إيران في المنطقة قرب الطريق السريع الاستراتيجي بين دمشق وبغداد الذي كان في السابق طريقا رئيسيا للإمداد بالأسلحة الإيرانية.
وقال ماتيس إنه يعتقد أن القوات التي توجهها إيران دخلت المنطقة بالمخالفة لمشورة روسيا إلا أنه لم يتمكن من تأكيد ذلك.
وأضاف “لكن يبدو أن الروس حاولوا منعهم”.
وقال مسؤول مخابراتي غربي طلب عدم نشر اسمه إن الضربة بعثت رسالة قوية للمسلحين المدعومين من إيران مفادها أنه لن يسمح لهم بالوصول إلى الحدود العراقية من سوريا.
وقال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية بمحادثات جنيف يوم الجمعة إنه أثار الواقعة مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا أثناء محادثات السلام في جنيف.
وقال الجعفري للصحفيين “كنا نتحدث بشكل مسهب عن المجزرة التي أحدثها العدوان الأمريكي أمس في بلادنا وأخذ هذا الموضوع حقه من النقاش والشرح ولم يكن غائبا عن أنظارنا”.
وهجوم الخميس في حد ذاته لا يشير إلى تحول في التركيز الأمريكي في سوريا وهو قتال متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن التحرك الأخير أظهر أن المنطقة حول قاعدة التنف في جنوب سوريا معرضة لضغوط.
وقال الجنرال الأمريكي جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة إنه يعمل على سبل إدارة ساحة المعركة مع روسيا. ولا يوجد أي اتصال بين الجيشين الأمريكي والسوري.
وقال دانفورد “هناك اقتراح نعمل عليه مع الروس في الوقت الراهن. لن أقدم التفاصيل”.
وأضاف “لكن إحساسي أن الروس متحمسون مثلنا لعمليات وقف التصعيد وضمان أن بإمكاننا مواصلة توجيه الحملة إلى داعش (الدولة الإسلامية) وضمان سلامة أفرادنا”.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية)
مصادر: بدء خروج معارضين سوريين من حي الوعر المحاصر في حمص
حمص (سوريا)/بيروت (رويترز) – قال شاهد من رويترز والمرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل إعلام رسمية إن مقاتلي معارضة سوريين بدأوا يخرجون من آخر حي واقع تحت سيطرة المعارضة في مدينة حمص يوم السبت وفقا لاتفاق إجلاء سيعيد السيطرة على المنطقة إلى حكومة الرئيس بشار الأسد.
وغادرت حافلة واحدة على الأقل تقل مقاتلي المعارضة وأفراد عائلاتهم حي الوعر في وقت مبكر من صباح يوم السبت ومن المتوقع أن يليهم عشرات آخرون ليخرج نحو 2500 شخص من الحي الذي تحاصره القوات الحكومية وحلفاؤها منذ وقت طويل.
والاتفاق على إخلاء حي الوعر هو الأكبر من نوعه بعد سلسلة اتفاقات مماثلة في الشهور القليلة الماضية جعلت مناطق كثيرة بغرب سوريا تحت سيطرة الأسد بعد أن سيطرت عليها المعارضة وحاصرتها الحكومة والقوى المتحالفة معها.
وبدأ تنفيذ اتفاق الوعر في مارس آذار. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاتفاق سيؤدي عند استكماله إلى خروج ما يصل إلى 20 ألف شخص من الحي.
وسيتوجه الكثير من مقاتلي المعارضة إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب البلاد وإلى بلدة جرابلس على الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا.
وسيظل بعضهم في الوعر وسيسلمون أسلحتهم.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
ترامب أمر بشن “حملة إبادة” ضد الجهاديين في العراق وسوريا
© رويترز
صرح وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الجمعة 19 أيار ـ مايو 2017، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أمرت بشن “حملة إبادة” ضد الجهاديين في العراق وسوريا للحد من عدد المقاتلين الأجانب الذين يعودون إلى بلدانهم قدر الإمكان.
وأوضح ماتيس في مؤتمر صحافي في البنتاغون، مقر وزارة الدفاع الأميركية، أن “حملة الإبادة” هذه تعني أن “تطوق” قوات التحالف مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” قبل مهاجمتها، حتى لا يتمكن الجهاديون من الفرار أو التجمع في مكان آخر، ومنعهم من نقل خبرتهم العسكرية وعقيدتهم إلى العواصم الأوروبية وغيرها.
وقال إن الرئيس “أمر بالقيام بتغيير تكتيكي يقضي بالانتقال من طرد تنظيم الدولة الاسلامية إلى خارج المناطق الآمنة، لتطويق العدو في معاقله لنتمكن من إبادته”.
وأضاف ماتيس “باختصار، هدفنا هو أن لا يفر المقاتلون الأجانب” أو على الأقل أن يكون عدد الذين يتمكنون الفرار “قليلا جدا”.
وكان ترامب الذي أكد خلال حملته الانتخابية أنه يريد القضاء على التنظيم الجهادي، وقع أمرا تنفيذيا عند توليه مهامه يطلب من جنرالاته أن يقدموا خطة معدلة خلال ثلاثين يوما للقضاء على الجهاديين.
وكانت نتيجة هذه المراجعة “خطة إبادة” ومنح القادة العسكريين مزيدا من سلطات القرار على أرض المعركة.
وكانت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما متهمة بالتدخل في تفاصيل العمليات العسكرية والسيطرة على القرارات المتعلقة بالعمليات التي يرى العسكريون أنها يجب أن تعود إليهم.
وقال ماتيس إن “المقاتلين الأجانب يشكلون تهديدا استراتيجيا سواء عادوا إلى تونس أو إلى كوالالمبور أو باريس وديترويت أو غيرها”.
وأكد أن القرار الآخر الذي اتخذه ترامب هو نقل مزيد من سلطات القرار إلى القادة العسكريين الذين يقودون العمليات، لاختصار مهلة اتخاذ القرار.
تسليح الاكراد
ويقاتل التحالف الدولي تنظيم “الدولة الإسلامية” منذ صيف 2014 ويدعم المقاتلين المحليين على الأرض بمساندة جوية وتدريب وتسليح.
وقد سمح ترامب خلال الشهر الجاري بتسليح الأكراد في التحالف الذي يقاتل تنظيم “الدولة الإسلامية” في شمال سوريا، ما أثار استياء تركيا التي تعتبر هؤلاء إرهابيين.
وأظهر التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” مؤخرا أنه لا يتردد في إطلاق النار على جهاديين فارين.
فقد قصف الأسبوع الماضي مقاتلين من تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد انسحابهم من مدينة وسد الطبقة التي سيطرت عليها قوات “سوريا الديموقراطية” المدعومة من التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وقد حصلوا من قوات “سوريا الديموقراطية” على إمكانية الفرار بعد تسليم أسلحتهم الثقيلة وتفكيك الألغام التي زرعوها.
لكن التحالف الدولي قصف الذين لم يحيطوا أنفسهم بمدنيين أثناء فرارهم. وبرر ناطق باسم التحالف ذلك قائلا “لم يتفقوا معنا” بل مع قوات “سوريا الديموقراطية” فقط.
وقال ماتيس إن تنظيم “الدولة الإسلامية” خسر 55 بالمئة من الأراضي التي كان يحتلها في العراق وسوريا وتم تحرير أربعة ملايين شخص من سيطرته.
لكن التنظيم الجهادي ما زال يسيطر على الرقة في سوريا ومناطق من وادي الفرات وأجزاء صغيرة من مدينة الموصل في العراق.
من جهة أخرى، وفي مذكرة منفصلة، رحب رئيس أركان الجيوش الأميركية جو دانفورد بحسن سير الاتفاق الأميركي السوري لتجنب الحوادث بين قوات البلدين في سوريا حيث تدعم روسيا عسكريا منذ 2015 نظام الرئيس الأسد.
وقد أقام الجانبان خط اتصال بينهما لتبادل المعلومات عن مواقع قوات كل منهما من أجل تجنب أي حادث.
وقال الجنرال دانفورد إن الولايات المتحدة قدمت “اقتراحا” إلى موسكو لتعميق تبادل المعلومات بدون أن يذكر أي تفاصيل.
وأضاف “انطباعي هو أن الروس يحاولون بالحماس نفسه الذي لدينا تجنب الحوادث والتأكد من مواصلة الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية وضمان سلامة طاقمنا”.
وأخيرا، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية تمديد ولاية الجنرال دانفورد في أعلى منصب في الجيش الأميركي لولاية جديدة تمتد سنتين.