أحداث السبت 21 حزيران 2014
«داعش» إذ يُنهي سياسة احتواء سورية
إبراهيم حميدي
في الأسابيع الأخيرة، انكسر الحاجز النفسي لدى كثيرين من السوريين والدول الإقليمية والدولية. ليس هناك حل سريع للأزمة السورية. النظام باق في «سورية المفيدة» ويتمدد من دمشق إلى القلمون إلى مدينة حمص في الوسط والساحل وكسب غرباً، مع السيطرة على طريق دمشق – بيروت، وفي السويداء ومناطق في درعا بين العاصمة السورية وحدود الأردن جنوباً.
وفي المناطق الخارجة عنه، يسيطر الأكراد على ثلاثة كانتونات: منطقة الحسكة وتمتد من رأس العين (سري كانيه) و30 كيلومتراً غرباً على حدود تركيا إلى القامشلي وعين ديوار واليعربية على حدود العراق شرقاً، ومنطقة عفرين بين حلب وحدود تركيا شمالاً، ومنطقة عين العرب (كوباني) على حدود تركيا إلى تل أبيض بشريط يتراوح عمقه بين 30 و60 كيلومتراً.
وما تبقى من مناطق على الأرض، يسيطر على مساحة منها «الجيش الحر» ويتصارع على أخرى أمراء حرب وقادة في المعارضة المسلحة وتنظيمات مثل «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) التي تخوض قتالاً ضد «جبهة النصرة»، مقابل احتكار النظام التفوق الجوي والسيطرة على سماء سورية كلها.
إنه توازن مرن. يتقدم النظام في منطقة. تهاجم المعارضة في منطقة أخرى. (سيطرت المعارضة على تل جموع في درعا جنوباً، واستعاد النظام كسب في ريف اللاذقية غرباً). توازن عسكري على الأرض ارتسمت فيه خطوط عامة لم تغير منها «انتصارات» هنا أو «انسحابات تكتيكية» هناك. واقع لا يسمح بالتوصل إلى تسوية سياسية لأزمة عميقة، بل تغوص سورية مع امتداد عمرها في مزيد من التفسخ في المجتمع والاقتصاد تصعب لملمته قبل التعامل عن المطالب التي خرج الناس إلى الشوارع من أجلها ووضعوا أسئلتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الطاولة.
انكسر الحاجز النفسي. السوريون في أماكن اللجوء راحوا يتكيفون مع «بلادهم» الجديدة ويؤسسون لاستقرار من نوع ما. يدرسون ويشتغلون ويتزوجون. السوريون الموجودون في الداخل، بعضهم «تصالح وسامح» وهناك من «صالح ولم ينسَ». بعضهم «انتصر وانتقم» وهناك من «انتصر وسامح» أو «انتصر وهو خائف». هناك من قبل بـ «نصف انتصار»، بينما يصر آخرون على «انتصار كامل». بعضهم يراها «معركة سياسية» لها علاقة بالشراكة والمحاصصة، في حين ينظر إليها آخرون على أنها «معركة بقاء»، ما يعني أن أنصاف الحلول وتوقف عجلة رحى الحرب غير مقبولين. هناك من خسر وانحدر اجتماعياً واقتصادياً. لكن هناك أيضاً، من قفز إلى طبقة جديدة مستفيداً من الحرب وتسلق على سلم آلام الآخرين. لكن كلهم يجمعون على أن الأزمة لم تحل من جذورها وأنهم يعيشون في الموقت.
حاولت حكومات جيران سورية التكيف مع وجود أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ والاستعداد للتحديات الأمنية والاقتصادية والديموغراقية. بعض هذه الحكومات عثر على «عباءة عثمان» بوجود مئات آلاف السوريين لتكون شماعة يعلق عليها فشل السياسات المحلية. وجد في «الإخوة السوريين» منصة لانتصارات على خصوم محليين. أما المجتمعات المجاورة، فبعض أفرادها استيقظ على عنصرية. آخرون راهنوا على انتصار فئة في سورية لتعزيز مواقعهم في المعارك الداخلية. يقبل البعض بوجود مئات آلاف السوريين لتغيير التوازن الطائفي أو الديني، ويهلع آخرون من وجودهم الطويل.
لم تعد مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» تتحدث عن «أيام معدودة» للنظام، أو «رحيل» الرئيس بشار الأسد. ووضع انسداد أفق التسوية مفاوضات جنيف في الثلاجة. ولا استعجال في البحث عن بديل للمبعوث الدولي – العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي ولا في البحث في مهمة المبعوث الجديد. وعندما يجري الحديث عن «تغيير ميزان القوى على الأرض» بهدف «تغيير حسابات» الرئيس الأسد لقبول تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة وقبول متبادل بين النظام والمعارضة، لم يعد الكلام عن «ستة أو ثلاثة أشهر».
في الاجتماعات الأخيرة لـ «النواة الصلبة» التي تضم 11 من «أصدقاء سورية»، سواء اجتماعات رؤساء أجهزة الأمن أو كبار الموظفين السياسيين، بدأ الحديث عن إطار زمني لـ «تغيير ميزان القوى» يمتد إلى «السنوات وليس أشهراً». بعضهم يتحدث عن «سنة أو سنتين»، فيما تحدث مسؤول غربي كبير في جلسة مغلقة عن «ما بين ثلاث وخمس سنوات».
يقول مسؤولون في هذه الدول للمعارضة إنهم يعملون على «خطة استراتيجية منسقة» تتضمن عناصر عسكرية ومدنية واقتصادية ترمي إلى دعم «المعارضة المعتدلة» بالسلاح والتدريب والخبرات والمعلومات لـ «إقناع النظام وحلفائه (إيران، روسيا) أنه ليس هناك حل عسكري للأزمة ولا بد من تشكيل هيئة حكم انتقالية». أيضاً، الهدف هو «محاربة المتطرفين والجهاديين». أميركا ودول غربية، مقتنعة وراضية من أن المعارضة تحارب «داعش»، لكنها تريد من المعارضة المسلحة أن تحارب أيضاً «النصرة» مع إدراكها زيادة نفوذ هذه الجبهة، خصوصاً في حلب. وكان التعهد بقتال «النصرة» شرطاً لتقديم «سلاح نوعي».
على رغم التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والكلفة السياسية، يمكن احتواء الأزمة السورية. هكذا، كان الاعتقاد والسياسة الفعلية. لا الانخراط الكامل مع النظام مقبول، ولا الدعم الكامل للمعارضة مطروح. أرادوها فعلياً حرب استنزاف بين الجهاديين و «حزب الله». بين المتشددين والنظام السوري. حرب بالوكالة بين قوى إقليمية. إنهاك إيران وروسيا. أن تبقى حرباً داخل أسوار سورية، لا تفيض على دول الجوار. تفجير هنا وتوتر هناك. مخيم هنا ونازحون هناك. مساعدات إنسانية وطبية وغذائية وتمكين جمعيات أهلية. المعروض إدارة جميع التحديات إلى سنوات إلى أن يحين وقت قطاف الحل السياسي.
فجأة، تحركت المياه الراكدة. انهارت نظرية «احتواء» الأزمة السورية مع الانهيار الكبير للقوات العراقية في الموصل والتقدم السريع لـ «داعش» وتوجه مقاتليه ووراءهم بعض «الصحوات» والجيش العراقي المنحل و «بعثيون» إلى بغداد. كان العراق قائماً على التوافق بين المكونات الشيعية – السنّية – الكردية. عندما انهار هذا التوافق بتراجع حضور الرئيس جلال طالباني وإقصاء نائب الرئيس طارق الهاشمي واستئثار رئيس الوزراء نوري المالكي وفئته بالسلطة، توافرت شروط ازدهار «داعش» وأخواته. توافرت الذخيرة العقائدية كي يستفيد المتشددون من المظالم الاجتماعية – الاقتصادية والإقصاء السياسي المتراكم منذ حل الجيش العراقي قبل أكثر من عقد، لشحن المشاعر وتذخيرها بتنظيم وعقيدة.
هل يمكن سحب معادلة الإقصاء – الاستئثار الموجودة في العراق على سورية ولبنان ودول أخرى؟
الربط ليس فقط لأن «داعش» مسح الحدود بين البلدين، بل لأنه كشف عمق الترابط والتداخل وأن الأزمة سياسية وليست أمنية. لذلك، فالرد على تهديدات «داعش» والإرهابيين بأدوات عسكرية، لن يكون إلا تعميقاً للأزمة. اعتماد الحل الأمني لا يستعيد الأمن، بل يبعد الاستقرار. هناك من يراهن على معادلة «بديلنا هم الجهاديون» و «إما أنا أو داعش»، وهناك من يبحث عن دور وظيفي في الحرب على الإرهاب أو أن يستثمر مفاجأة «داعش» لتحقيق مكاسب سياسية، وإلا لِمَ هذا التهليل السريع بـ «انتصارات» تنظيم «داعش» من أطراف يفترض أن يكونوا في الضفة الأخرى، طرف العداء للجهاديين. وهناك من راهن على استخدام الجهاديين أداة للضغط لتحقيق مآرب سياسية للدفع إلى حافة الهاوية للوصول إلى تنازلات وشراكة. الطيران قصف لأول مرة بـ «غارات عنيفة» مقار لـ «داعش» شرق البلاد. «الائتلاف الوطني السوري» المعارض جدد إدانته «إرهاب داعش ومحاربته». الطرفان يريدان ركون أمواج الحرب على الإرهاب.
هذا لا يعدو كونه تمديداً وتعميقاً للمأزق. يقول مسؤول غربي إنه لا يمكن شن الحرب على الجهاديين و «داعش» من دون تمثيل حقيقي لكل مكونات المجتمع، وإلا فإنه سيكون الانطباع أنها «حرب شيعية ضد أهل السنّة». وهذا الانطباع سيولد مزيداً من الذخيرة للتطرف والتشدد ويخلق الظروف المثالية لـ «داعش» وأخواته. كذلك، لا يمكن استخدام الجهاديين للوصول إلى غايات في حقل السياسة. دلت التجارب في العقدين الماضيين، على أن من يخرج مارد الجهاديين من القمقم، لن يكون قادراً على إعادته، وأن الجهاديين لسعوا من عزف لهم الموسيقى، وضربوا من رقص معهم، وعضوا من نام معهم في السرير، والتهموا من أطعمهم.
زالت حدود سايكس – بيكو على الأرض، على الأقل في ضلعها العراقي. كما تآكلت في ضلوعها الأخرى في المنطقة. بقيت في الخرائط. وبمقدار ما شكلت غزوة «داعش» الأخيرة من تحديات، فإنها كشفت عمق الأسئلة المطروحة في المنطقة التي كانت رموضوعة على الرف ومستودعات التاريخ لغض الطرف عنها أو تأجيل قراراتها الصعبة بسبب تخيل إمكانية التعايش معها. «داعش» قلب الطاولة. وقد يمثل هذا فرصة حقيقية لحلول غير تجميلية والتفكير خارج الصندوق المغلق منذ ثلاث سنوات باتجاهي النظام والمعارضة.
* صحافي سوري من أسرة «الحياة»
بان: شرعية الاسد لا تُستعاد بذبح الشعب
جدة، لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، ا ف ب
تأكد امس سقوط 27 قتيلا وجريحا من «حزب الله» في القلمون شمال دمشق، في وقت سيطر تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) على مناطق استراتيجية في شمال شرقي سورية، مع بدء وصول المواجهات بين «داعش» وكتائب اخرى الى شرق العاصمة. (للمزيد)
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان سورية «تتحول اليوم بشكل متزايد إلى دولة فاشلة»، مشددا على ان الحكومة التي تسعى الى استعادة الشرعية «لا تذبح شعبها»، وحض مجلس الامن على «فرض حظر السلاح».
وأعاد بان في خطاب أمام جمعية «مجتمع آسيا» في نيويورك امس، توجيه بوصلة اهتمام المنظمة الدولية نحو الأزمة السورية وأبعادها الإقليمية المتمثلة خصوصاً بخطورة اندلاع «نزاع طائفي يتجاوز الحدود الوطنية»، وطرح مبادئ من ست نقاط للعودة إلى مسار الحل السياسي تتضمن فرض حظر أسلحة على كل الأطراف في سورية وحماية دولية للمدنيين وإجراء محاسبة على الجرائم المرتكبة وإنهاء نزع الأسلحة الكيماوية ومعالجة البعد الإقليمي ومواجهة خطر التطرف.
في موازاة ذلك، سيطر مقاتلو «داعش» على مدينة موحسن وبلدتي البوليل والبوعمر التي تحظى بـ «مواقع استراتيجية» في ريف دير الزور القريبة من المطار العسكري، بحسب «المرصد» الذي افاد بان هذا «التقدم خطوة استراتيجية هامة، في طريق محاولة الدولة الإسلامية فرض سيطرته على مناطق في شرق المدينة للوصول إلى الحدود السورية – العراقية وربط المناطق الخاضعة لسيطرتها في العراق مع المناطق الخاضعة لسيطرتها في سورية».
وكان لافتا ان التوتر بين «داعش» وتنظيمات معارضة وصل الى شرق دمشق. اذ هاجمت مجموعة من عناصر التنظيم أحد حواجز “جيش الإسلام” في منطقة الأشعري في الغوطة الشرقية، «ما أدى إلى مقتل أحد عناصر الحاجز وخطف ثمانية اخرين»، بحسب نشطاء اوضحوا ان هذا جاء بعد تهديد «الجبهة الاسلامية» التي تضم «جيش الاسلام» بالانتقام من «داعش» لانه قتل قاضياً انشق عن التنظيم.
واكد «المرصد» مقتل سبعة عناصر من «حزب الله» وجرح 20 اخرين «خلال اشتباكات في جرود القلمون خلال الايام الثلاثة الماضية، حيث تم فصل رأس أحد عناصر حزب الله عن جسده اذ عثر على الجسد من دون رأس»، ذلك بعدما تحدث نشطاء معارضون عن مقتل 40 من «حزب الله» وتدمير 15 سيارة تابعة للحزب.
الامم المتحدة: 10,8 ملايين سوري يحتاجون الى مساعدة انسانية
الامم المتحدة (الولايات المتحدة) – ا ف ب
أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في تقرير الى مجلس الامن الدولي ان عدد السوريين الذين يحتاجون الى مساعدة إنسانية ملحة ارتفع الى 10.8 ملايين شخص، اي حوالى نصف سكان هذا البلد البالغ عددهم 22 مليون نسمة.
وفي تقريره الشهري الى مجلس الامن الدولي، قال بان كي مون ان 4.7 ملايين من هؤلاء السوريين موجودون في مناطق “يصعب ان لم يكن يستحيل” وصول العاملين في المجال الانساني اليها، بما في ذلك 241 الف شخص في مناطق محاصرة.
وكانت تقديرات سابقة ذكرت ان عدد هؤلاء يبلغ 3.5 ملايين شخص.
واوضح الامين العام للامم المتحدة في تقريره الرابع حول هذه المسألة الذي يغطي الفترة من 20 ايار (مايو) الى 17 حزيران (يونيو) انه من اصل 10,8 ملايين شخص يحتاجون الى المساعدة وهي زيادة نسبتها 17 في المئة او 1.5 مليون شخص عن التقديرات السابقة، هناك نحو 6.4 ملايين نازح في الداخل.
ويقدر عدد الذين قتلوا في النزاع بـ160 الف شخص.
وقال بان انه “لا يوجد اي تقدم على صعيد وصول المساعدات الانسانية الى كل الاشخاص الذين هم بحاجة لها في سورية وخصوصاً الاشخاص المتواجدين في مناطق يصعب الوصول اليها”.
واوضح بان ان “رقم 3.5 مليون نسمه الذي تم الحديث عنه حتى الان بالنسبة للاشخاص القاطنين في مناطق صعبة او يتعذر الوصول اليها من قبل العمال الانسانيين ازداد ايضا ووصل على الارجح الى 4.7 مليون شخص حالياً”.
واكد بان في تقريره ان “الجهود لتوسيع المساعدات الانسانية الى اكثر المحتاجين اليها واجهت تأخيراً وعراقيل”. واضاف ان “اجراءات جديدة اتخذت قبل شهرين أدت الى مزيد من التأخير وقللت من وصول العاملين في القطاع الانساني الى اماكن ابعد، بدلاً من تحسين ذلك”.
ودان بان كي مون استمرار رفض دمشق السماح للقوافل الانسانية بالمرور عبر الحدود السورية مع تركيا والعراق والاردن حسب ما نص القرار 2139 الصادر عن مجلس الامن الدولي في شباط (فبراير) الماضي.
وقال التقرير انه في الشهر الجاري لم تصل مساعدات الامم المتحدة “إلا الى منطقتين محاصرتين هما اليرموك ودوما” وبعينات ضئيلة جداً اي بنسة 1% و7% على التوالي للسكان المحاصرين في هاتين المنطقتين.
واكد ايضا ان توزيع الادوية “ما زال يخضع لعقبات” وان هذه العقبات ادت الى “توزيع غير متكافىء كلياً” بين المناطق التي تسيطر عليها الحكومة والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة: لم تتلق المناطق التي تسيطر عليها المعارضة سوى على 25% من المساعدة الطبية الاجمالية التي رصدت للفصل الاول من العام 2014.
وحذر التقرير من التقدم الذي حققه تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، مشيراً الى انه سيؤدي الى تفاقم الوضع في سورية.
وقال ان هذا الاختراق “سيكون له تأثير مباشر على المحافظات في شرق سورية خصوصً في دير الزور والرقة وقد يعزز تواجد المجموعات المتطرفة في المناطق السورية التي يسيطر عليها داعش”.
ويأتي التقرير بينما تسعى الدول الغربية لاستصدار قرار جديد في مجلس الامن الدولي لايصال المساعدات.
لكن في رسالة وجهتها الى مجلس الامن وتحمل تاريخ الاربعاء، حذرت البعثة السورية لدى الامم المتحدة من ان “تقديم إغاثة بالتنسيق مع منظمات ارهابية ودون استشارة الدولة السورية يوازي هجوما على سورية”.
واشارت الى انه “للتمكن من تمرير اي مساعدة انسانية في بلد عضو في الامم المتحدة، يتعين الحصول على موافقة مسبقة من هذا البلد”.
وتعارض السلطات السورية مرور مساعدات عبر حدودها لانها ستذهب مباشرة الى مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة وخصوصا على الحدود مع تركيا.
“داعش”: لبنان والأردن وجهتنا السهلة
دبي – رويترز
دعا خمسة متشددين إسلاميين ذكر إنهم يحملون الجنسيتين البريطانية والاسترالية، المسلمين إلى “الجهاد” في سورية، وذلك في شريط فيديو جديد بثه تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش).
وأظهر الفيديو المقاتلين الخمسة، وهم جالسون في منطقة ريفية حاملين البنادق فيما يرفرف علم “القاعدة” الأسود خلفهم. وقال أحدهم باللغة الإنكليزية “نحن دولة تطبق الشريعة في العراق والشام، انظروا إلى الجنود لتعرفوا أننا لا نعترف بحدود”، فيما أوضح شريط في أسفل الشاشة أن الرجل يدعى “أبو مثنى اليمني” وهو من بريطانيا.
وأضاف “شاركنا في معارك في الشام وسنذهب إلى العراق في غضون أيام قليلة، سنقاتل وسنعود. وسنتوجه حتى إلى الأردن ولبنان من دون مشاكل”. وأورد الفيديو أسماء المقاتلين الآخرين الذين ظهروا فيه وهم “أبو براء الهندي” و “أبو دجانة الهندي” و “أبو يحيى الشامي” من بريطانيا و”أبو نور العراقي” من أستراليا.
«داعش» يدمر تمثال ابي تمام
الموصل – رويترز
دمر المتشددون رموزا من التراث في الموصل من بينها تمثالان لرمزين ثقافيين وقبر فيلسوف ومؤرخ من القرن الثاني عشر.
وقال شهود إن مسلحي «داعش» دمروا تمثال عثمان الموصلي الموسيقي والملحن العراقي من القرن التاسع عشر وتمثال للشاعر أبي تمام الذي عاش إبان الخلافة العباسية.
وبعد سيطرة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام على الموصل جرى نبش قبر ابن الأثير وهو فيلسوف عربي سافر مع جيش السلطان صلاح الدين في القرن الثاني عشر. وقال شهود إن القبة المقامة فوق الضريح دمرت مع الحديقة المحيطة به.
وقال شهود إن المسلحين سرقوا أيضا 250 حصانا من منزل محافظ الموصل وسيطروا على صوامع الحبوب والغلال. وأضافوا أنهم قتلوا بعض الخيول التي لم يستطيعوا نقلها.
وقال التلفزيون العراقي إن المتشددين فرضوا جزية على المسيحيين الذين يعيشون في الموصل.
السيستاني يتخلى عن المالكي… ويؤيد حكومة وطنية
بغداد، باريس – «الحياة»
تصاعدت الضغوط على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كي يتنحى ويفسح المجال لتشكيل «حكومة وحدة وطنية» تشارك فيها مختلف الأطراف، فيما تلقى إتصالاً هاتفياً من الرئيس الروسي فلادمير بوتين الذي أكد دعمه الكامل لحكومته في محاربة الإرهاب.
وفي دعوة ضمنية إلى المالكي كي يتنحى عن رئاسة الحكومة، طالب المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني البرلمان بالإنعقاد في المواعيد الدستورية لتشكيل «حكومة تحظى بقبول وطني»، ودعاه إبن مؤسس «حزب الدعوة» جعفر الصدر صراحة إلى «الرحيل».
وينص الدستور العراقي على ضرورة اجتماع البرلمان بعد 15 يوماً من مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الإنتخابات. لكن اوساطاً سياسية اكدت لـ»الحياة» امس ان هناك شبه اجماع على تأجيل الجلسة، الى حين التوصل إلى توافق على تشكيل الحكومة.
وأوضح السيستاني، عبر ممثله في كربلاء احمد الصافي امس أن فتواه الداعية إلى التطوع في صفوف الجيش موجهة إلى كل العراقيين «ولا تخص طائفة معينة وانما تهدف الى الدفاع عن البلاد في مواجهة العصابات التكفيرية المسماة داعش التي لها اليد العليا والحضور الاقوى في ما يجري في المحافظات وقد اعلنت بكل صراحة انها تستهدفها كلها حتى النجف وكربلاء».
وأضاف أن «داعش يستهدف مقدسات جميع العراقيين على اختلاف اديانهم ومذاهبه، ويقتل كل من لا يوافقه الرأي او يخضع لسلطته، حتى من يشترك معه في الدين والمذهب».
واشار الى ان «هذه الجماعة التكفيرية بلاء عظيم ابتليت به منطقتنا والدعوة الى التطوع كانت بهدف حض الشعب العراقي على مقاتلة وطرد هذه الجماعة التي ان لم تتم اليوم فسيندم الجميع على ترك ذلك غدا ولا ينفع الندم عندئذ».
وزاد أن «دعوة المرجعية كانت للانخراط في القوات المسلحة وليس لتشكيل ميليشيات ولا نؤيد اي تنظيم مسلح خارج القانون، وهي (المرجعية) تعلن اسفها عما حصل لكثير من المتطوعين نتيجة عدم توفر الاستعدادات الكافية لتطوعهم».
واكد «ضرورة حصر السلاح بيد الدولة» وقال: «على الجهات المختصة تنظيم التطوع الذي لم تكن العودة إليه من منطلق طائفي ولا يمكن ان تكون كذلك».
وكان نجل مؤسس «حزب الدعوة» جعفر الصدر دعا إلى الى اقصاء المالكي. وطالب في بيان بـ بتشكيل «حكومةِ وحدة وطنية جامعة لكل مكونات شعبنا تأخذ على عاتقها معالجة الأزمة التي تمر بها البلاد، وإقصاءٍ المسؤولين المباشرين عنها»، و»أخص بالمسؤولية رئيس مجلس الوزراء المنتهية صلاحيته، نوري المالكي، الذي فشل في التعاطي مع كل الملفات حتى صار عامل فرقة لا وحدة».
وأضاف ان «النظام السياسي نشأ بعد 2003 على أساس المحاصصة الطائفية والعرقية، وظَنَّ كل مكون وفريق، أن ما يضمن حقوقه تمسكه بمطالبه الفئوية الضيقة من دون النظر إلى باقي شركائه».
وأوضح أن «السياسات الخاطئة التي انتهجها القائمون على الحكم، كالتفرد بالسلطة واتخاذ القرار، وتهميش الآخرين واختلاق الأزمات، والدخول في محاور إقليمية، كان لها الأثر البالغ في تأزم الوضع.
«لكن هذه الدعوة بالاضافة الى اشارات صريحة من قيادات سنية وكردية، واخرى ضمنية اعرب عنها الرئيس باراك اوباما، قوبلت برفض من ائتلاف المالكي وقال القيادي فيالإئتلاف عدنان السراج ان «المالكي هو المرشح الوحيد لرئاسة الحكومة».
من جهة أخرى، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس من أن أي ضربة جوية ضد المسلحين المتشددين في العراق قد تأتي بنتائج عكسية ما لم تكن هناك تحركات لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وعلمت «الحياة» أن فرنسا بدأت تحركاً ديبلوماسياً في اتجاه الدول العربية والإقليمية محورها الوضع في العراق وسورية. واستقبل الرئيس فرانسوا هولاند بعد ظهر امس رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، كما يستقبل مساء الاثنين امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وسيلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري، في باريس ايضا، نظراءه السعودي الامير سعود الفيصل والاماراتي عبدالله بن زايد والاردني ناصر جودة، بعد قمة الأطلسي خلال الاسبوع المقبل.
وقال مصدر عربي رفيع المستوى ان كيري تحدث هاتفيا مع كل من وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس والامير سعود الفيصل والوزير القطري خالد العطية وان «فرنسا والعالم باسره يعرف ان الخلل في المالكي. ولا احد يريد التضحية بالألوف في سبيل سياسته وتوجهه الطائفي. ورأى ان «المخرج من الأزمة بحكومة انقاذ من دونه، على ان تلغي التهميش، والا فالعراق ذاهب الى التقسيم». وتابع أنه استنتج من اتصالاته مع دول الخليج أنها ضد الغارات الجوية التي تعهدت أميركا شنها على المسلحين في العراق».
طائرات أميركية تقوم بطلعات مكثّفة فوق العراق وواشنطن تتحدّث عن إرسال إيران “عدداً محدوداً من العناصر“
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
تحدث وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” عن ارسال ايران “عددا محدودا من العناصر” الى العراق لمساعدة الحكومة برئاسة نوري المالكي في مواجهة اسلاميين متشددين بينهم تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش). بينما جدّد المرجع الشيعي الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني دعوته العراقيين الى مقاتلة الجهاديين وطردهم من العراق، وحض على تأليف حكومة جديدة تحظى بقبول وطني واسع و”تتدارك الاخطاء السابقة”. وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن “الدعم الكامل” للحكومة العراقية في معركتها ضد الجهاديين.
وصرح الناطق باسم البنتاغون الاميرال جون كيربي بأن هناك “عناصر ثورية ايرانية” في العراق، في اشارة على الارجح الى الوحدة المكلفة عمليات سرية داخل الحرس الثوري الايراني “الباسدران”. وسبق لواشنطن ان اتهمت هذه الوحدة التي يطلق عليها “فيلق القدس” بدعم المتمردين العراقيين الشيعة المناهضين للوجود العسكري الاميركي.
ورفض كيربي توصيف الوجود الايراني في العراق، مكتفياً بان لدى واشنطن “مؤشرات مفادها ان هناك على الاقل بضعة عناصر في العراق… لكنني لم اطلع على معلومات عن قوات برية او وحدات كبيرة”.
وأفاد كيربي أن الطائرات الاميركية وبعضها من دون طيار تقوم حالياً بطلعات استطلاعية مكثفة فوق العراق وذلك للحصول على مزيد من المعلومات عن الوضع على الأرض. وكشف أن عدداً من القوات الأميركية التي أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بإرسالها الى العراق ستصل في غضون يومين.
وقال أن مهمة الفريق الأول من تلك القوات هي تقويم قدرات القوات العراقية بالاضافة الى المساعدة في الحصول على مزيد من المعلومات الاستخبارية عن مدى قدرة “داعش”، وكذلك تقويم أماكن انتشار القوات الأميركية الإضافية التي ستصل الى العراق لاحقاً. وأكد أن القوات الأميركية الإضافية التي سترسل الى العراق لن تشارك في أي مهمات قتالية، مشيراً الى أنها ليست في مهمة لغزو العراق بل إنها جاءت بناء على رغبة من الحكومة العراقية وبالتشاور مع القيادات العراقية. وذكر ان في العراق حالياً ما بين 350 و370 رجلاً من القوات الاميركية مهمتهم تأمين السفارة الأميركية والمنشآت الأميركية في العراق.
روسيا تستبق جولة كيري:تداخل الخطرين السوري والعراقي
بغداد تستعد لهجوم مضاد .. وفكرة الحكومة الجامعة تتبلور
عكس الحراك الديبلوماسي، الإقليمي والدولي، بشأن الأزمة العراقية أمس، تحولها في غضون أيام إلى القضية الأساس في المنطقة، حيث تسارعت التصريحات الرابطة بينها وبين الأزمة السورية، فيما بدا أنّ التوجه القاضي بضرورة تشكيل “حكومة وحدة وطنية” طغى على الدعوات إلى استباق أي تحرك باستقالة رئيس الوزراء نوري المالكي، على اعتبار أنّ بعض الاطراف الغربية والخليجية ترى فيه سبباً رئيسياً في اندلاع الأزمة.
ميدانياً، باتت القوات العراقية تحشد قواها إلى الشمال من بغداد استعداداً لمهاجمة المسلحين المتشددين. ونقلت وكالة “رويترز” عن “حليف وثيق للمالكي” قوله إنّ “الإستراتيجية على مدى الأيام القليلة الماضية كانت إنشاء خط دفاع جديد لمنع تقدم تنظيم الدولة الإسلامية”، مضيفاً “نجحنا في صد التقدم والآن نحاول استعادة المناطق التي فقدت من دون داع”.
كما دارت اشتباكات في غرب البلاد عند الحدود السورية، حيث أعلن مصدر أمني أنّ 34 عنصراً من القوات الحكومية العراقية قتلوا في اشتباكات مع مسلحين في مدينة القائم الحدودية، فيما طالب قائم مقام القائم فرحان فتيخان الحكومة العراقية بإرسال تعزيزات “تفوق أسلحة داعش التي تمتلك أسلحة ومعدات وسيارات مصفحة جلبتها من الموصل”.
وكان لافتاً من مجمل التصريحات الغربية التركيز على أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق، حيث أكد الرئيسان الفرنسي والأميركي فرنسوا هولاند وباراك اوباما، مساء أمس، ضرورة تشكيل “حكومة وحدة وطنية” في العراق، بحسب ما أعلن قصر الرئاسة الفرنسي في بيان في ختام محادثات هاتفية بين الرئيسين. وأوضح البيان أنّ الرئيسين “شددا على خطورة الوضع وعلى ضرورة إيجاد حل سياسي دائم على أساس حكومة وحدة وطنية. واتفقا على أهمية تنسيق جهودهما من اجل التوصل إلى هذه الأهداف”.
وفي موقف له أهميته الكبيرة في الداخل العراقي، دعا ممثل المرجعية الدينية في كربلاء السيّد أحمد الصافي، أمس، إلى تشكيل حكومة جديدة في العراق تحظى بقبول وطني و”تتدارك الأخطاء السابقة”، موضحاً في الوقت ذاته أنّ دعوة التطوع إلى “محاربة الإرهاب” لا تخص “طائفة معينة” وإنما للدفاع عن البلاد بأكملها.
وفي حدث لافت، وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى مدينة جدة السعودية مساء أمس، في زيارة تنتهي اليوم، مستبقاً زيارة إلى المنطقة لنظيره الأميركي جون كيري تبدأ غداً. والتقى لافروف لدى وصوله ولي ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز حيث تم “استعراض القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وخصوصاً ما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط”، فيما من المفترض أن يلتقي نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل اليوم بهدف إجراء “محادثات حول عدد من المسائل تتصدرها الأوضاع في سوريا”، وفقاً لمصدر سعودي.
من جهتها، أعلنت الخارجية الأميركية، أمس، أنّ الوزير جون كيري سيبدأ غداً جولة في أوروبا والشرق الأوسط يجري خلالها مشاورات تتناول الأزمة العراقية. وقالت الخارجية انه بين 22 و27 حزيران الحالي سيتوجه كيري إلى عمان ثم إلى بروكسل وباريس لإجراء “مشاورات مع شركاء وحلفاء تتناول كيفية تقديم دعمنا لأمن واستقرار العراق وتشكيل حكومة جامعة”، إضافة إلى التباحث في “التحديات على الصعيد الأمني في الشرق الأوسط … وخصوصاً في العراق وسوريا”، وفق الخارجية.
وتشير هذه المعطيات إلى الترابط القوي الواقع حالياً بين الأزمة في العراق والصراع في سوريا. وقد شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، على أنّ “نشاط المتطرفين الذين يخوضون معارك على أراضي سوريا اكتسب طابعاً يتجاوز حدود الدول وبات يشكل تهديداً للمنطقة برمتها”.
في هذا الوقت، وجهت إيران انتقادات علنية إلى الإدارة الأميركية بشأن تعاطيها مع الملف العراقي، حيث اعتبر مساعد وزیر الخارجیة للشؤون العربیة والأفریقیة حسین أمیر عبد اللهیان أنّ الرئيس باراك أوباما يفتقد “الإرادة الجادة لمواجهة الإرهاب في العراق والمنطقة”، مضيفاً أنّ “أميرکا ترکز الیوم في العراق علی تصعید الطائفیة، بدلا من التركيز على مكافحة الإرهاب وعلی الوحدة الوطنیة وسلطة الحكومة ومؤسسات الدولة”. واعتبر أنّ “تسویة الأزمة العراقیة تكمن في خطوتین واضحتین” هما الوحدة الداخلية، إضافة إلى الوحدة في العملیة السیاسیة علی “أساس نتائج الانتخابات البرلمانیة الأخیرة في العراق”.
(“السفير”، أ ف ب، رويترز، أ ب)
مخاوف أوروبية من تحصن “داعش” في حلف سياسي
العيون شاخصة إلى العراق الذي يشهد اختبارا فارقا: انخراط “الإرهاب” في تكتل سياسي، والخشية أن يصبح محتضنا من قاعدة شعبية تراه حاملا لمطالبها. هذا جانب بارز من نظرة الأوروبيين إلى يوميات الأزمة العراقية. يعتبرون أنه يشهد الآن تحولا، تتجاوز أبعاده قضية تمدد “الإرهاب” أو مكافحته.
هناك مخاوف حقيقية من تزايد نفوذ تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش). المسألة لا تتعلق فقط بقوته العسكرية، بل تذهب باتجاه “نجاحه” في جمع أطراف أخرى حوله.
هذه خلاصة تقييم الموقف المشترك لدول الاتحاد الأوروبي، كما نقلها مسؤول أوروبي رفيع المستوى تحدث إلى الصحافيين، مفضلا عدم كشف هويته.
وبدا واضحا من حديثه أنه لا يمكن للأوروبيين رؤية الأزمة الحالية في العراق على طريقة “أبيض وأسود”. هناك لوم ومآخذ على سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي، لكن ذلك لا يصل إلى تبنيه قضية انتقاده كسياسة.
أبرز المآخذ هو عدم قيام المالكي بتطوير تجربة “الصحوات”، التي رعاها الأميركيون لقتال تنظيم “القاعدة”. شرح المسؤول أن تجربة الأميركيين “شكلت نجاحا، وعندما أتى المالكي قيل له إنه يجب متابعة العمل على ما بناه الأميركيون، وعليه دعم الصحوات، وإقامة حوار سياسي”. طريقة رد المالكي على الحراك الشعبي الذي تظاهر ضده خلال أشهر، ومواجهته بحملة للجيش، يراها الأوروبيون اختبارا يشكك بجدوى سياسات الرجل.
يستعرض المسؤول الأوروبي تلك التجربة، متسائلا: “المالكي قرر المضي إلى رد عنيف، فهل كان ذلك ضد الإرهاب؟”، قبل أن يجيب بلهجة لوم باردة “لقد ذهب عدد كبير من الضحايا، كما أن ضحايا الإرهاب عادوا للارتفاع كما كان الوضع بين العامين 2005 و2006″.
لكن تقييم سياسات المالكي شيء، والموقف من مجمل الوضع الجاري شيء آخر. يخشى الأوروبيون، والغرب عموما، من نجاح منظمات إرهابية في أن تصبح خيارا سياسيا لقواعد شعبية تحس بالغبن.
ما حدث كان خارج توقعات الأوروبيين، كما يؤكد المسؤول الأوروبي نفسه :”المفاجأة الحقيقية أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كان قادرا على أن يجمع حوله بعض الأطراف من السنة وعناصر قدامى من نظام صدام حسين التي استطاعت النجاح واستجماع قوتها”.
لتلك الأسباب يتجنب الأوروبيون الدخول في تجاذبات سياسية، كالدعوة إلى استقالة المالكي أو اقتراح بدلاء. يؤكدون أن الحل الأمني لا يمكن الاستغناء عنه، لكنه يجب أن يتزامن مع حوار سياسي يقود إلى تقاسم حقيقي للسلطة. ويقول المصدر الأوروبي إن “ما نراه أن على المالكي دعم الحوار بين المكونات العراقية، وأن الاستقرار ممكن فقط عبر حوار بين السنة والشيعة، وأيضا مع الأكراد”.
الملف العراقي سيكون موضوعا رئيسيا خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين في لوكسمبورغ. لذلك سينضم إليهم نيكولاي مالدينوف، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، وهو رئيس البعثة الأممية للمساعدة هناك. سيستمعون إلى تقييمه لمسار الأحداث، وخصوصا التوازن العسكري على الأرض.
وردا على أسئلة طرحتها “السفير”، أكد المسؤول الأوروبي أن ما يحدث في العراق يشكل “تحولا يتخطى عنوان الإرهاب، لأنه قضية ليست جديدة وكان موجودا سابقا”. ولفت إلى أن الحكومة العراقية طلبت مساعدة الاتحاد الأوروبي في مواجهة “الإرهاب”، موضحا أنه “علينا رؤية المساعدة بناء على تطور الوضع، لكن لا أعتقد أن لدينا الكثير لنقدمه”.
وكان الاتحاد الأوروبي أنهى قبل أشهر بعثة للتدريب، عملت لسنوات مع أجهزة الشرطة والقضاء في العراق. المسؤول الأوروبي أكد أنه “ليس هنالك نية لتجديد عمل البعثة”. ولفت أيضا إلى أن قضية الدعم العسكري “سنناقشها يوم الاثنين، لكن لا اعتقد أن هنالك رغبة لإطلاق بعثة عسكرية أوروبية. في الأساس لم يبد حلف شمال الأطلسي حماسا لعملية عسكرية، وكذلك الولايات المتحدة”.
أساس الموقف الأوروبي لا يزال موجودا في البيان المشترك مع الدول العربية، الذي صدر بعد الاجتماع الوزاري للجانبين في أثينا في العاشر من حزيران الحالي. من جهة هنالك الدعوة لإطلاق عملية سياسية تجمع “كل القوى الديموقراطية العراقية للعمل معا وفق قواعد الدستور”، مع التأكيد أن هذه الخطوة ضرورية “لمواجهة التحدي الأمني”.
من جهة أخرى، هناك الدعم الواضح للعملية العسكرية ضد معاقل “داعش”، إذ جاء في البيان المشترك “ندعو حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان لجمع قواهم السياسية والعسكرية لاستعادة الأمن في الموصل ونينوى، ونشجع جميع العناصر الديموقراطية في المجتمع لدعم هذه الجهود”.
حرب “الجهاديين” تمتدّ إلى غوطة دمشق
عبد الله سليمان علي
بقيت الغوطة الشرقية في ريف دمشق طوال الأشهر الماضية محيَّدةً عن نار الصراع الدائر في مناطق كثيرة من سوريا بين “الجهاديين”. لكن على ما يبدو فإن انتقال الصراع إلى هذه المنطقة أصبح مسألة وقت فقط، لاسيما في ظل معطيات تشير إلى رغبة سعودية – تركية بالحصول على تنازلات من تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) لصالح مجموعات مدعومة منهما في العراق.
وتصاعدت حدّة التوتر في الغوطة الشرقية أمس الأول، بعد شيوع نبأ مقتل أنس قويدر مع والدته وتوجيه أصابع الاتهام إلى “داعش” بقتله، لاسيما أن قويدر، المعروف باسم أبو همام الشامي، كان يشغل منصب القاضي الأول لـ “داعش” في منطقة الغوطة الشرقية قبل أن ينشق عنه مؤخراً، الأمر الذي رأى فيه خصوم “الدولة الإسلامية” أنه يثبت تورطه بقتله انتقاماً منه لانشقاقه. لكن ما زال الغموض يلف وقائع انشقاق قويدر، ولماذا اختار اللجوء إلى “جيش الإسلام” وليس إلى “جبهة النصرة” كما جرت عادة المنشقين عن “داعش”؟.
وأصدر “جيش الإسلام” بياناً دان فيه مقتل قويدر الذي “ترك داعش وقدم إلينا تائباً إلى الله من بدعة الخوارج، وسُجِّلت توبة أخينا أبي همام عند الهيئة الشرعية أصولاً”. وأضاف أن “جيش الإسلام خصّص لأبي همام مقراً وحرساً” لحمايته من “داعش” التي حكمت عليه بالكفر لتركه بيعة زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي.
وفي لهجة تصعيدية واضحة، رأى البيان أن مقتل قويدر ووالدته من قبل “داعش” يعتبر “شنّاً لحرب اغتيالات على المسلمين السنّة”، وأن من أسماهم “كلاب النار” سيدفعون ثمناً باهظاً على هذه الحرب التي بدأوا بشنّها على أهل السنة في الغوطة”، وهو ما يعني أن “جيش الإسلام” يعلن بطريقة غير مباشرة الحرب على “داعش”، لكنه يريد إظهارها على أنها دفاع عن النفس أو “رد للصائل” بحسب أدبيات “الجهاديين”، خاصةً وأن مقتل قويدر جاء بعد أيام قليلة فقط من أول تفجير سيارة استهدف الأحد الماضي، أي بعد خمسة أيام فقط من “غزوة الموصل”، مدينة دوما بريف دمشق، معقل “جيش الإسلام” الرئيسي”، والذي أدّى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. ووجه “جيش الإسلام” أصابع الاتهام بارتكابه إلى “داعش” الذي سارع عبر أنصاره الإعلاميين إلى إنكار علاقته بالحادثة.
كل هذه التطورات المبنية على وقائع يشوبها الغموض، تشير إلى أن ثمة من يدفع باتجاه تسخين جبهة الغوطة الشرقية وإشعال نار الصراع بين الفصائل “الجهادية” بعضها ضد بعض، وعلى نحو خاص تحريض الفصائل على محاربة “داعش”.
وحماسة “جيش الإسلام” على تسعير نار هذه الحرب ضد “داعش”، رغم أنه كان يتجنب مواجهته طوال الفترة الماضية، تطرح الكثير من الأسئلة عن التوقيت الذي جاء بعد أيام قليلة من استيلاء “داعش” على الموصل في العراق، فهل ثمة علاقة بين الأمرين؟ وهل الدول الداعمة لـ “جيش الإسلام”، وعلى رأسها السعودية، تريد الضغط على “داعش” في سوريا للحصول منه على تنازلات لصالح الفصائل التي تدعمها في العراق؟.
فهذه الفصائل مثل “الجيش الإسلامي” و”المجلس العسكري العام” و”جيش المجاهدين” لم تتمكن بعد حوالي أسبوعين من السيطرة على الموصل أن تثبت أي دور لها في عملية السيطرة، التي برز فيها اسم “داعش” بلا منافس، وذلك رغم أن وسائل إعلام الدول الداعمة ما تزال تروج لدور هذه الفصائل، وتصف ما يحدث في العراق بأنه “ثورة شعبية” وليس أعمالاً إرهابية رافضة كل ما يقال عن قيادة “داعش” للمعارك الأخيرة في العراق؟.
فهل تريد الرياض إرسال رسالة إلى “داعش” إما أن يقبل بالفصائل التي تدعمها في العراق شركاء له في إدارة الموصل، وإما تمدّ الحرب عليه في سوريا لتشمل مناطق جديدة لم تدخل من قبل دائرة الصراع مثل الغوطة؟.
يعزز من هذا الاحتمال، أن أجهزة استخبارات عدة دول، على رأسها الاستخبارات السعودية والتركية، ربما بدأت تستشعر على نحو جدي بالخطر الذي يتهدد الفصائل التي تدعمها في المنطقة الشرقية من سوريا، على خلفية التقدم الكبير الذي تمكن “داعش” من إحرازه في ريف دير الزور مؤخراً، وبروز دلائل تشير إلى أن انهيار هذه الفصائل في المنطقة الشرقية، وانه سيكون لسيطرة “داعش” عليها تداعيات كارثية على شقيقاتها في مدينة حلب التي سيكون من السهل الانقضاض عليها بعد ذلك. وبالتالي سيكون ريف دمشق مع درعا هو المنطقة الوحيدة التي بإمكان الفصائل المدعومة سعودياً وتركياً أداء دور فيها، لذلك كان لا بد من استبعاد “داعش” من هذه المنطقة مسبقاً، لأنه يعتبر فصيلاً متمرداً خرج من بيت الطاعة ولم يعد بإمكان هذه الدول التحكم به وفق مشيئتها، خاصةً وأن من شأن سيطرة “داعش” على نينوى وصحراء الأنبار، المحاذية للحدود السعودية، أن يقرع جرس الإنذار في الرياض بأن الخطر بات وشيكاً، إضافة إلى أن سيطرته على دير الزور وريف الحسكة وريف الرقة ستجعل منه جاراً غير مرغوب به لدى أنقرة.
وتشير التقديرات إلى أن أنقرة والرياض مضطرتان إلى ممارسة لعبة مزدوجة مع “داعش”، تقضي بالاستفادة منه في زرع الفوضى والدمار حيث تريدان، وفي الوقت ذاته اتقاء شره ومنعه من الوصول إلى أراضيها، فهل تكون الغوطة الشرقية الميدان الجديد لهذه اللعبة؟.
كلفة “غزوة داعش” على أنقرة وازدواجية المعايير في العراق
محمد نورالدين
تواجه تركيا مأزقاً جديداً في العراق يتعرى أكثر بالمزيد من الشواهد. ففي كلمة أمام الجالية التركية في فيينا أمس الأول انتقد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، جماعة فتح الله غولين، قائلاً إنها كانت تحاول ايقاف الشاحنات التي كانت تركيا ترسلها الى “اخوتنا التركمان” في سوريا وكانت تحمل مساعدات إنسانية لتضلل الرأي العام “بأننا نرسل أسلحة الى هناك”.
كلام أردوغان يطرح سؤالاً عن السياسات العرقية التي تتبعها حكومته، بحيث تركّز على إرسال المساعدات الى التركمان، تحديداً، في سوريا، وليس الى المكونات الأخرى من الشعب السوري.
هذا الأمر يعكس سياسة تركية ثابتة في استخدام الأقليات العرقية والمذهبية من أجل تمرير سياسات خارجية أو تحقيق مكاسب داخلية. وهي بالمناسبة سياسة لا تقتصر على إسلاميي “حزب العدالة والتنمية”، بل على كل العقل السياسي التركي منذ استقلال الجمهورية في العام 1923. ولكن كما أن كلام أردوغان عن شاحنات “إنسانية” الى سوريا غير صحيح، اذ إن هذه الشاحنات كانت ملأى بالصواريخ والقذائف؛ وقد تم عرضُ بعضها سابقاً، فإن “انسانية” أردوغان تظهر في مكان ولكنها بقدرة قادر تختفي في مكان آخر. وهكذا مثلاً، لم يكن ممكناً على تركمان مدينة تلعفر ومحيطها أن يحظوا بأي لفتة من أردوغان.
لقد هدد أردوغان بالتدخل في سوريا عسكرياً في حال سيطر مقاتلو “حزب العمال الكردستاني” على مناطق في شمال سوريا. وهؤلاء هم أكراد سوريون والأرض سورية. ومع ذلك هدد أردوغان باجتياح المناطق الكردية.
أما اليوم، ففي حين يدّعي أردوغان أنه يدافع عن التركمان في سوريا، فإنه وقف هو وإعلامه ساكتين ليس فقط عن مجازر “داعش” في العراق ولا سيما إعدام 1700 مجند في تكريت، بل أيضاً على المجازر في مدينة تلعفر وكلهم من التركمان لكن من طائفة أخرى. وقال إن تركمان العراق لا ينتظرون سوى دعم إنساني.
وفي لقائه الآنف الذكر في فيينا عارض أردوغان أي تدخل عسكري أميركي ضد “داعش”، قائلاً إن أي هجمات جوية ستودي بمئات القتلى من المدنيين.
لم ينتقد أحد من مسؤولي “العدالة والتنمية” مجازر “داعش” في العراق ولا وصفها أي منهم بالإرهابية، ولكنهم يعترضون على غارات لم تقع بعد وقد لا تقع.
أيضاً كلنا يذكر كيف أن أردوغان خرق الدستور التركي وكان مستعداً لدعم عملية عسكرية أميركية ضد النظام السوري في الصيف الماضي بسبب مجزرة لم يكن حينها قد تأكد أحد مَن هو مرتكبها. كان مستعداً للمشاركة في العملية خارج أي قرار لمجلس الأمن الدولي وما قد يترتب على ذلك من مجازر.
وأشارت صحيفة “زمان” في عددها الصادر أمس، أن الحدود التركية مع سوريا والعراق قد تحولت الى مركز لتهريب النفط الذي تُستَخدم أمواله لتمويل المنظمات الإرهابية مثل “داعش”. وقالت الصحيفة إن غالبية محطات المحروقات في جنوب تركيا قد تأثرت بذلك سلباً، نتيجة بيع كميات الوقود المُهرّبة خارج المحطات، ولا سيما في ايلازيغ وتونجيلي وغازي عينتاب.
من ناحية أخرى، بدأت ترتفع الأصوات المؤيدة لـ”حزب العدالة والتنمية” من مخاطر ما يحدث في العراق على الاقتصاد التركي. وقد رأى الكاتب في صحيفة “يني شفق” المؤيدة للحزب الحاكم، أونسال بان، أن سيطرة “داعش” على مساحات واسعة من العراق يخلق قلقاً كبيراً للاقتصاد التركي لجهة تأثيرها على واردات النفط. يقول الكاتب إن سعر برميل النفط قد ارتفع الى 115 دولاراً؛ وهو السعر الأعلى خلال تسعة أشهر.
ووفقاً لوكالة الطاقة العالمية، فإن الطلب اليومي على النفط سيكون خلال العام 2014 حوالي 93 مليار دولار. كما سيرتفع الطلب على النفط من 92 مليون برميل يومياً الى 94 مليوناً. ويمكن للطلب أن يتزايد مع بدء تعافي الاقتصاد الأميركي وبدء خروج أوروبا من جمودها الاقتصادي.
يقول الكاتب إن كلفة هجوم “داعش” ستكون كبيرة جداً على الاقتصاد العالمي. اذ إن ارتفاع سعر برميل النفط من 109 الى 115 دولاراً، يجعل الكلفة اليومية في العالم للنفط 557 مليون دولار. وفي حال ارتفع سعر البرميل الى 120 دولاراً مع نهاية العام الجاري فإن الكلفة ستكون ضخمة.
وهذا المشهد سيؤثر على تركيا وسيزداد الإحساس بالضغط لكون تركيا بلداً مستورداً للنفط. وأي متغيرات صغيرة تؤثر على ميزان التجارة الخارجية ونسبة العجز.
فالفاتورة النفطية التركية في العام 2013 كانت 56 مليار دولار. وكلما ارتفع سعر البرميل دولاراً واحداً زادت الكلفة سنوياً 550-600 مليون دولار.
ومنذ أن ازداد سعر البرميل بعد احتلال الموصل ستة دولارات، فإن الكلفة ارتفعت الى 1.7 مليار دولار. واذا وصل سعر النفط الى 122-123 في نهاية العام فستبلغ الكلفة أربعة مليارات دولار. وفي ظل تأثير الارتفاع والكلفة على سعر الفائدة فإن العجز التجاري التركي قد يزداد من 50 الى 54 مليار دولار.
النظام السوري: إدخال المساعدات بالقوة اعتداء يستوجب الردّ
فرانس برس، رويترز، الأناضول
حذّر النظام السوري مجلس الأمن الدولي من أن توصيل المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، من دون موافقته، سيشكل اعتداءً له الحق في الرد عليه.
وجاء التحذير السوري، الذي كشفت عنه وكالة “رويترز” الجمعة، بالتزامن مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى حظر توريد الأسلحة إلى سورية، واقتراحه خطة من ست نقاط لحل الصراع فيها وقبيل محادثات حول سورية بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره السعودي، سعود الفيصل، في جدة، السبت.
ووزع ممثل سورية في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، على أعضاء المجلس الخمسة عشر رسالة من عشرات المحامين السوريين والعرب، في الوقت الذي تناقش فيه الدول صاحبة حق النقض (الفيتو)، في مجلس الأمن، مشروع قانون لإتاحة دخول المزيد من المساعدات. وترفض الرسالة، المؤرخة في 18 يونيو/ حزيران، والتي حصلت وكالة “رويترز” على نسخة منها، اليوم الجمعة، مسعى الدول الغربية استصدار قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يجعله ملزماً قانوناً، ويسمح بالقيام بعمل عسكري. ووضعت استراليا والأردن ولوكسمبورج مسودة القرار الخاص بالمساعدات.
وقال المحامون، أصحاب الرسالة، إن “إدخال المساعدات، بالتنسيق مع التنظيمات الإرهابية، ومن دون التشاور مع الحكومة السورية، سيصل الى حد الاعتداء على الدولة السورية، وعلى سلامة أراضيها واستقلالها السياسي”. واعتبروا أن “الهدف الوحيد من المبادرة هو استخدام رعاية الأمم المتحدة في توصيل الدعم اللوجيستي للإرهابيين”.
وكانت روسيا قد أعلنت، الثلاثاء، أنها حصلت على موافقة سورية على فتح أربعة معابر حدودية لإيصال المساعدات. وأوضح دبلوماسيون من الأمم المتحدة أن الموافقة السورية تتضمن الاستعانة بمراقبين للتفتيش على القوافل.
وكان مجلس الأمن قد وافق، بالإجماع، في فبراير/ شباط الماضي، على قرار يقضي بتسهيل دخول المساعدات إلى سورية. غير أن القرار، الذي كان ملزماً قانونياً، قوبل بوضع عوائق من قبل النظام السوري.
بان كي مون: خطة من 6 نقاط
في هذه الأثناء، اقترح الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم الجمعة، خطة من ست نقاط لمواجهة الأزمة الحالية في سورية، التي أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 160 ألف شخص، وتهجير نحو 11 مليون شخص.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أمام مؤتمر نظمته “جمعية المجتمع الآسيوي” في نيويورك، إن البند الأول في خطته يتمثّل في دعوته أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار بفرض حظر على توريد السلاح إلى سورية، في حين يتمثل البند الثاني بضرورة رفع الحصار المفروض على المدنيين من قبل قوات النظام السوري، وجماعات المعارضة المسلحة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى المدنيين. أما البند الثالث في الخطة، فيتمثل في إطلاق عملية سياسية جادة لإنشاء سورية الجديدة.
وفي السياق، أكد المسؤول الأممي أن الانتخابات الرئاسية التي جرت أوائل الشهر الجاري، مثلت ضربة للعملية السياسية.
في المقابل، أكد بان على أن العديد من جماعات المعارضة المسلحة في سورية، تريد أن تكون جزءاً من حل سياسي.
وشدد بان على أهمية البند الرابع من خطته، والمتعلق بضرورة ضمان محاسبة المتورطين في ارتكاب الجرائم “الخطيرة”. أما النقطة الخامسة التي كشف عنها الأمين العام في خطته، فتتمثل في التخلّص النهائي من الأسلحة الكيمائية التي في حوزة النظام السوري.
وتتعلق النقطة السادسة والأخيرة، بضرورة “مواجهة الأبعاد الإقليمية للصراع، بما في ذلك تهديدات الجماعات المتطرفة”.
وقال بان إنه يطالب النظام السوري، والجماعات المسلحة، بإطلاق سراح جميع المعتقلين، الذين تم احتجازهم بشكل تعسفي، خلال سنوات الصراع.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن أمله في أن تؤدي خطته ذات النقاط الست، إلى إيجاد الطريق للتحرك نحو الأمام “شريطة أن يكون هناك دعم قوي من جانب الأطراف المتحاربة و(موافقة) جميع أصحاب النفوذ عليها”.
وأضاف: “إن أكبر عقبة أمام إنهاء الحرب في سورية هي فكرة أنه يمكن كسبها عسكرياً”. وشدد على أن “الاستحواذ على الأرض، من خلال عمليات القصف الجوي في الأحياء المدنية المكتظة بالسكان، ليس انتصاراً، وتجويع المجتمعات المحاصرة وإجبارها على الاستسلام ليس انتصاراً”.
مباحثات سعودية ـ روسية
في هذه الأثناء، أعلن مسؤول سعودي، رفض الكشف عن اسمه، أن وزير الخارجية الروسي سيجري محادثات في جدة، السبت، مع نظيره السعودي، ستتركز حول سورية خصوصاً.
وأضاف المسؤول، رافضاً ذكر اسمه، لـ”فرانس برس”، أن “لافروف سيصل ليل الجمعة على أن يجري المحادثات السبت حول عدد من المسائل تتصدّرها الأوضاع في سورية”.
يذكر أن الكرملين أعلن قبل عشرة أيام أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التقى الفيصل قبل فترة وجيزة، رافضاً الكشف عن مكان اللقاء والمواضيع التي تم التطرق إليها خلاله.
كما كان الفيصل أجرى محادثة هاتفية قبل أسبوع مع نظيره الروسي و”تم إيلاء اهتمام خاص إلى ضرورة (إيجاد) حل سياسي ودبلوماسي للأزمة في سورية”.
الانعكاسات العراقية في سورية: المعارضة تحسّن مواقعها
إسطنبول ــ عبسي سميسم
بالتزامن مع تسارع الأحداث الميدانية في العراق، شهد الأسبوع الماضي، تحقيق كتائب المعارضة السورية المسلحة انتصارات ميدانية على جبهات عدة، ترافقت مع تزايد ملحوظ في أعداد قتلى قوات النظام، وعناصر “حزب الله” اللبناني، وجاء ذلك مع بروز ميل واضح لتنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” (داعش)، إلى عقد هدن مع المعارضة، للمرة الأولى منذ ظهوره في سورية.
في الميدان
وشهدت منطقة القلمون، في محافظة ريف دمشق، تقدماً لقوات المعارضة في مواقع عديدة، ترافقت مع إرباك لدى عناصر “حزب الله”، ما أدى إلى فقدانه العشرات من عناصره، بينهم قياديون، بحسب مصادر المعارضة.
وفي الشمال السوري، شهد ريف حلب الجنوبي والشرقي، تقدماً للمعارضة، وخاصة في منطقة السفيرة. وتمكن “الجيش الحر” من استعادة بلدة العزيزية، وست قرى أخرى في ريف حلب الشرقي، خلال الأسبوع الماضي.
وفي الجنوب، شهدت منطقة المليحة، في ريف دمشق، تقدماً لـ “الجيش الحر”، الذي سيطر على مبانٍ في محيط البلدة، وأجبر قوات النظام على التراجع إلى البساتين المحيطة بها، بعد مقتل عشرين عنصراً من قواته، يوم الخميس، بحسب المتحدث باسم “الجبهة الإسلامية”، النقيب إسلام علوش.
وفي حمص، وسط البلاد، سيطر “الحر” على بلدتي أم شرشوح والثورة، وهو ما رد عليه النظام بإعلان “نصر إعلامي”، تجلى في حديثه عن السيطرة على بلدة تل السلاسل، وهي، بالأصل، تحت سيطرته، في محاولة منه لرفع معنويات أنصاره.
وفي دير الزور، شرقي البلاد، والقريبة من الحدود مع العراق، جرى الحديث عن هدنة، أعلنها “داعش” من طرف واحد، مع “مجلس شورى المجاهدين”، وهو أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة، التي كانت السباقة إلى إعلان الحرب على “دولة الاسلام” مطلع العام الجاري.
في استراتيجية القتال
يبدو أن ارتباك حكومة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، نتيجة التقدم المنسق للمسلحين العراقيين ضده، وما تبعه من شبه انهيار في الجيش العراقي، ترافق مع إرباك مماثل في صفوف قوات النظام السوري، بعد خسارته لجهود الميليشيات العراقية التي كانت تقاتل إلى جانبه، الأمر الذي زاد العبء على مقاتلي “حزب الله”، وهو ما يفسر تعرض الحزب لخسائر كبيرة في كل من رنكوس وحلب والغوطة الشرقية، خلال الفترة الأخيرة.
وبدا أن قوات “داعش”، المتمركزة بكثافة في المناطق الشرقية من سورية، تبني استراتيجيتها القتالية على تركيز جهدها في العراق، وتثبيت الوضع الراهن في سورية، وهذا ما ترجمه “داعش” بإعلان هدنة من جانب واحد، في كل المناطق التي يسيطر عليها، ترافق مع سماحه بإدخال بعض سيارات المساعدات الإنسانية لمدينة دير الزور، التي يحاصرها، كنوع من إظهار “حسن النية”.
وعلى الرغم من عدم الالتزام بوقف إطلاق النار، فإن الأيام الأخيرة لم تشهد معارك كبيرة في المنطقة، ولم يحصل تبدل في المواقع، باستثناء سيطرة “داعش”، يوم الجمعة، على مدينة الموحسن، وقريتي البوليل وبو عمر، وهو الأمر الذي تم من دون معارك بعد مبايعة “داعش” التي قام بها، قبل يومين، كلاً من قائد المجلس العسكري لـ “الجيش الحر” في ريف دير الزور، العقيد منير مطر، وأحد مسؤولي مستودعات الذخيرة التابعة لـ”الجيش الحر”، الرائد عبد الرحمن.
ويأتي ذلك في أعقاب سيطرة “داعش” على كميات كبيرة من أسلحة الجيش العراقي، ونقلها إلى سورية، بسبب عدم القدرة على استخدامها، حالياً، في المعارك الدائرة هناك، خصوصاً المروحيتين اللتين تم الاستيلاء عليهما في الموصل.
وفي السياق، قال المتحدث باسم “هيئة أركان الجيش الحر للجبهة الشرقية”، عمر أبو ليلى، إن أسلحة ثقيلة، وأخرى متوسطة، تم نقلها من العراق إلى سورية، وتحديداً إلى الرقة، وهي معقل “داعش” الرئيسي، شرق البلاد.
وكشف أبو ليلى عن معلومات تفيد بأن بعض المدرعات التي استقدمت من العراق، تم تفخيخها، ويجري العمل على إرسالها إما إلى دير الزور في سورية، أو إلى مناطق عراقية، وربما إلى الجهتين.
تأثيرات متبادلة
وحول تأثير التغييرات الميدانية في العراق، على الوضع في سورية، يقول أبو ليلى إن ما جرى، ويجري في العراق، لا يقتصر على “داعش”، بل هناك مقاتلون من العشائر وسواها، ولكن “داعش” يلجأ للتضخيم الإعلامي. ولا ينكر أبو ليلى تمكن التنظيم من السيطرة على معدات ثقيلة، وإدخالها إلى سورية، عن طريق معابر الحسكة ودير الزور، وصولاً إلى الرقة.
من جهته، يتوقع “قائد تجمع القوى الثورية لتحرير سورية”، العميد الركن المنشق أحمد رحال، في أن يكون “لثورة العراق صدى إيجابي، وانعكاس فاعل، على مجريات الثورة السورية، كون المالكي و(الرئيس بشار) الأسد تابعين لمشروع واحد يهدف للسيطرة على المنطقة، وبدت بوادر تلك الانعكاسات بسحب المالكي للميليشيات العراقية” التي تحارب إلى جانبه.
ورأى رحّال أن هناك “تغيرات في ميزان القوى حصلت، نتيجة لتلك الانسحابات، يحاول حزب الله معالجتها ويتم العمل حالياً على الاستفادة منها لمصلحة الثورة السورية، وهذا ما ظهر في معارك القلمون، إذ استعاد الثوار الكثير من المواقع المهمة”.
رئيس الوزراء يحشد قواته… والبارزاني يرفض محاربة السنّة باسم مكافحة الإرهاب
بان كي مون: التدخل في العراق لا يحتاج تفويض مجلس الأمن… وفرنسا تدعو لتشكيل حكومة مع المالكي أو بدونه
بغداد ـ «القدس العربي» من مصطفى العبيدي: مع تسارع الأحداث في العراق، تجري تحركات للقوى السياسية لإيجاد حلول سياسية للأزمة الحالية، وذلك بالترافق مع تصعيد حكومي في التأكيد على الحل العسكري لمواجهة هذه الأزمة.
فقد طرح رئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي مبادرة تتضمن عقد اجتماع قمة لرئاسات العراق الثلاث يكون محورها خارطة طريق لإخراج العراق من أزمته.
جاء ذلك فيما اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة ان فرنسا تدعو العراق الى تشكيل حكومة وحدة وطنية «مع (رئيس الوزراء نوري المالكي) او بدونه».
وقال فابيوس ردا على اسئلة مجموعة بي اف ام- راديو مونتي كارلو الاعلامية «يجب ان تكون هناك حكومة وحدة وطنية (…) مع المالكي او بدونه».
وقال منتقدا المالكي انه لم يرفض التحالف مع العشائر السنية فحسب بل «لاحقها بطريقة غير مناسبة على الاطلاق».
من جانبه قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة إن قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري في العراق ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)لا يحتاج تفويضا من مجلس الأمن الدولي.
وفي الوقت نفسه، وجه رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني رسالة مفتوحة الى الشعب العراقي أشار فيها الى «أن على الجميع أن يعلم أن أوضاعا جديدة حلت بالعراق بعد أحداث الموصل وباقي المحافظات الشمالية مؤخرا وينبغي التعامل معها بواقعية».
وأكد البرزاني «أننا لن ننزلق الى حرب ضد طائفة تحت ستار الحرب على الارهاب». وقد أشاد تجمع العشائر في المحافظات الست بهذه الرسالة واعتبرها دعما لمطالبها ومواقفها.
كما جدد التيار الصدري موقفه الرافض لبقاء المالكي، حيث دعا القيادي في التيار جعفر محمد باقر الصدر الى تشكيل حكومة وحدة لا يكون فيها نوري المالكي وأكد الصدر»أن المالكي أصبح عامل فرقة في البلد وليس عامل وحدة. مبينا ضرورة التفريق بين تنظيم «داعش» وبين حاملي المطالب التي يرفعها المكون السني».
ومن الناحية الأخرى، فقد تواصلت الجهود المحمومة لرئيس الوزراء في اللجوء الى الحل العسكري لحل الأزمة، وذلك عبر سلسلة من الإجراءات العسكرية، حيث أصدر المالكي قرارات بإحالة كل الضباط في دائرة المحاربين من رتبة عقيد فما فوق على التقاعد، وضم الضباط الباقين الى الجيش. وأصدر المالكي قرارا آخر بمنح راتب يتراوح بين 650 الى 900 دينار لكل متطوع جديد من الشباب الذين تطوعوا مؤخرا لدعم القوات الأمنية.
لندن ـ «القدس العربي»: بث موقع وتلفزيون «فدك» الشيعي أمس عرضاً لمظاهرة لجماعة خدام المهدي، وذلك في مدينة كربلاء العراقية يهتف المشاركون فيها شعار «الشعب يريد ظهور الإمام».
الشريط تم تحميله على مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول الجماعة ان الدعوة لظهور الإمام الغائب المنتظر هي لتجديد البيعة له و»اعلان التحدي لبقايا الإرهاب الناصبي»، وقد ترددت مؤخراً إشاعات عديدة عن ظهور المهدي في العراق، كما أن قادة مثل السيد حسن نصر الله قال في خطابه الأخير قبل أيام «إننا الآن في عصر ظهور المهدي».
القوى الكبرى وايران تقر بصعوبة التوصل الى اتفاق وتستعد لاجتماعات ماراتونية
فيينا ـ أ ف ب ـ اقرت القوى الكبرى وايران الجمعة بان التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني لا يزال بعيد المنال في موازاة استعدادها لاجتماعات ماراتونية املا بتحقيق نجاح قبل عشرين تموز/يوليو المقبل.
واعلن قرار استئناف المفاوضات في فيينا في الثاني من تموز/يوليو بعد خمسة ايام من الحوار الشاق في العاصمة النمسوية حيث اصطدم الجانبان بعوائق عدة.
وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف للتلفزيون الايراني من فيينا “بالنسبة الى المسائل الرئيسية ليس هناك اتفاق بعد. يمكن ان نلمح بارقة (امل) في بعض الحالات ولا نلمحها في حالات اخرى”.
من جانبها، قالت كبيرة المفاوضين الاميركيين وندي شيرمان ان المفاوضات هذا الاسبوع كانت “صعبة جدا ولكن بناءة”.
واضافت “لا نعلم بعد ما اذا كانت ايران مستعدة لاتخاذ كل التدابير الضرورية لكي تضمن للعالم ان برنامجها النووي سلمي بحت وسيبقى” على هذا النحو.
وتتفاوض مجموعة خمسة زائد واحد (المانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) والجمهورية الاسلامية منذ بداية العام حول اتفاق تاريخي يكفل عدم سعي ايران الى امتلاك سلاح نووي مقابل رفع العقوبات الدولية التي تحرم طهران مليارات الدولارات من العائدات النفطية.
والبند الاول الذي يحول دون بلوغ اتفاق هو تخصيب اليورانيوم الذي يسمح بدرجة مرتفعة بالحصول على الوقود النووي. وتتمسك طهران بالاحتفاظ بقدرتها على التخصيب.
والمقايضة ستشمل عمليا عدد اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم التي يمكن ان تحتفظ بها طهران بعد الاتفاق. ويطالب الغربيون بخفض كبير لهذا العدد.
ويتصل الخلاف الثاني الكبير بوتيرة رفع العقوبات بعد اتفاق محتمل.
وتبدي الدول الست الكبرى استعدادها لرفع سريع للعقوبات الاقتصادية والمالية “الاحادية الجانب” التي فرضها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بعد توقيع اتفاق، على ان يعقب ذلك “رفع تدريجي” لعقوبات الامم المتحدة.
والجمعة، اعتبر وزير الخارجية الايراني ان واشنطن تتبنى “موقفا اكثر تشددا من الدول الاخرى”.
والتقى الجانبان للمرة الخامسة في فيينا. وبعد تحديد اطار التفاوض، باشرا منذ ايار/مايو صوغ وثيقة مشتركة الامر الذي اظهر حجم الخلافات.
واملا باحراز تقدم، اضاف الجانبان الى جدول اعمالهما اياما عدة من الاجتماعات الثنائية في جنيف عقدت في بداية الشهر. واوضح مصدر اميركي ان المفاوضات ستستمر يوميا او في شكل شبه يومي حتى عشرين تموز/يوليو، موعد انتهاء المهلة التي حددها الطرفان لبلوغ اتفاق.
وحتى الان، لم تعلن ايران ولا القوى الكبرى العزم على تمديد المفاوضات لستة اشهر اضافية، وهو احتمال يلحظه الاتفاق المرحلي.
لكن جواد ظريف اعلن الجمعة قبل مغادرته فيينا ان المفاوضات ستتواصل “ما دامت مفيدة”.
واعتبر ان من “الطبيعي” في مفاوضات مماثلة ان تتم تسوية المسائل الشائكة في اللحظة الاخيرة.
وادلى مصدر في مجموعة خمسة زائد واحد بالملاحظة نفسها مساء الخميس.
غير ان تمديد المفاوضات سيكون بمثابة مجازفة سياسية سواء بالنسبة الى الولايات المتحدة التي ستنتخب في تشرين الثاني/نوفمبر الكونغرس الجديد الذي يتوقع ان يكون اكثر حذرا بازاء ايران، او بالنسبة الى الرئيس الايراني حسن روحاني الذي لا يوفره محافظو النظام من سهام انتقاداتهم.
«داعش» تتقدم في شرق سوريا
34 قتيلاً وعشرات الجرحى في انفجار في ريف حماة… وأعضاء في الائتلاف «يتوافقون» على حجاب رئيسا
عواصم ـ وكالات: قتل 34 سورياً وأصيب أكثر من 50 آخرين بجروح، الجمعة، بانفجار سيارة مفخخة في قرية بريف محافظة حماة وسط سوريا، بحسب وكالة ألانباء السورية (سانا).
ونقلت «سانا»، عن مصدر في قيادة شرطة حماة، لم تحدد اسمه أو صفته، قوله إن شاحنة محملة بكمية كبيرة من المواد المتفجرة يقدر وزنها بنحو 3 أطنان انفجرت في قرية الحرة بريف حماة، ما أسفر عن مقتل 34 مواطناً وجرح أكثر من 50 آخرين بعضهم بحالة خطرة.
من جهتها تبنت الجبهة الإسلامية، أكبر تحالف للفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا، عملية التفجير، حيث ذكرت على حساب منسوب لها على «تويتر» أن التفجير استهدف حاجزاً لقوات أمن وشبيحة النظام.
وبث الحساب تسجيلاً قال إنه للعملية، يسمع فيه صوت شخص، مجهول الهوية، معلقاً بأن الجبهة الإسلامية استهدفت حاجز الحرة التابع لقوات النظام بريف حماة الشمالي.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض إن قوات الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام استولت على ثلاث بلدات على الأقل في شرق سورية قرب الحدود العراقية أمس الجمعة.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له في بيان أن مقاتلي داعش استولوا على بلدات محسن والبليل والبومار قرب قاعدة عسكرية رئيسية في محافظة دير الزور شرقي البلاد.
من جهة اخرى قالت مصادر من الائتلاف السوري المعارض لـ»القدس العربي» ان اعضاء من الائتلاف اجتمعوا في اسطنبول مساء الخميس وتم التوافق على التصويت لرياض حجاب رئيسا لخلافة أحمد الجربا.
وذكرت المصادر ان من بين الاعضاء الذين اجتمعوا في احد فنادق اسطنبول فاروق طيفور نائب رئيس الائتلاف الوطني، وجورج صبرا رئيس المجلس الوطني، وسمير نشار، وأحمد رمضان عضو الهيئة السياسية، وبرهان غليون وآخرين، ولم يحضر مصطفى الصباغ.
خفايا إنفجار المفخخات وسط دوما السورية المحصنة بكتائبها وسر إختفاء رزان زيتونة
هبــه محمــد:
دمشق ـ «القدس العربي» توجهت أصابع الإتهام من أهالي مدينة دوما في الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق إلى نظام الأسد وأزلامه من أهالي المنطقة، والمحسوبين عليه ضمن دائرة التصفيات والإغتيالات لرموز الجيش الحر والثوار، ففي اختراق هو الأول من نوعه تم تفخيخ سيارة وسط المدينة وفي سوق شعبي محملة بثلاثمئة كيلو غرام من مادة(TNT) محدثــــة بذلك مجزرة راح ضحيتها العشرات من المدنيين وجرح ما يزيد عن خمسين.
ويقول شهود عيان: أن سيارة خضراوات محملة بعشرات الكيلوات من «البطاطا» دخلت دوما قادمة من مخيم الوافدين شرق المدينة مرورا بحاجز لمسلحي المعارضة المشترك من جميع عناصر التشكيلات العسكرية المقاتلة على أرض مدينة دوما والغوطة الشرقية دون تفتيش يذكر – بما أنها سيارة أغذية وخاصة البطاطا كونها شبه مفقودة في المدينة- ولكون السيارات ذات الحمولة الغذائية مألوفة ويسهّل لها العبور، ويضيف أن سائق السيارة تمكن من بيع كامل حمولته في وقت قياسي وبأسعار زهيدة بالمقارنة مع أسعار السوق المرتفعة أصلا نظرا للحصار المفروض على دوما منذ شهور من قبل جيش النظام.
وفي أجواء الهدوء الخالية من سلاح الجو التابع لجيش النظام ومن القصف الصاروخي تم ركن السيارة المحملة بــ « البطاطا» في صندوقها المفتوح والمحملة في جوفها بعشرات الكيلوات من المواد المتفجرة في ساحة المسجد الكبير – المعروف في أوساط الثوار كونه مركز إنطلاق المظاهرات السلمية وأول موقع مستهدف من قبل جيش النظام بالصواريخ الفراغية – وتم تفجيرها عن بعد. الأمر الذي أثار حالة من الفزع بين أهالي المدينة المنهكين من الحصار والجوع والقصف بعد رؤية الجثث المتفحمة، ومحاولة جمع الأشلاء المتطايرة، وسط هلع سيارات الإسعاف والأهالي على حد سواء.
وأكد تلك المعلومات قائد لواء شهداء دوما، وقال: إن المعلومات المتوفرة تثبت تورط نظام الأسد المخابراتي حيث أن شخصا يدعى: «أ . ل . ت «، من أهالي المنطقة، هو وراء إدخال السيارة المفخخة، وأنها دخلت من جهة مخيم الوافدين الواقع شرق دوما، وشوهد السائق من قبل عدد من الأهالي.
يذكر أن المشتبه به «أ . ل . ت « متهم من قبل جهات ثورية بالتورط في عمليات اغتيال سابقة كانت قد شهدتها المدينة كاغتيال القائد الميداني للكتيبة الأمنية التابعة للواء شهداء دوما «عدنان خبية» المعروف بلقب «أبو عمار»، حيث أطلق مسلحون النار عليه مع أحد مرافقيه، أمام مشفى حمدان في شارع الجلاء في المدينة.
واغتيال المعارض السياسي والناشط في مدينة دوما – محمد سعيد فليطاني عضو هيئه التنسيق الوطني، وعضو المكتب السياسي للإتحاد الاشتراكي العربــــي، والملقب «اليهودي»، وذلك بإطلاق النار عليه مباشرة وإصابته بأربع رصاصات أودت بحياته أثناء خروجه من منزله إلى المعهد الذي يقوم بإعطاء الدروس فيه .
ومن جهة أخرى، فإن المصدر نفسه توجه بالشك الى تنظيم «داعش» حيث هدد منذ أيام بتفخيخ السيارات وتفجيرها في المدينة، بالإضافة إلى كون السيارة محملة بهذا الكم الهائل من المواد المتفجرة والتي يصعب جدا تعبئتها خارج المدينة وإدخالها بسهولة.
رزان زيتونة في ذمة «النصرة»
وشهدت الغوطة الشرقية في الفترة السابقة حالات مشابهة من عمليات الإغتيال، أو الخطف للناشطين الميدانيين في الثورة السورية، والذين ما زال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم، مثل: قيام مجموعة مجهولة ترجح مصارد مطلعة أنها «جبهة النصرة» بمهاجمة مقر عمل فريق مركز توثيق الإنتهاكات في دوما، وتم إختطاف الناشطة رزان زيتونة، وفريق عملها في الحادي عشر من شهر كانون الاول/ديسمبر الماضي، والى الآن لم يزل مصيرها مجهولا، وفي آذار/مارس الماضي قامت عناصر من «جيش الإسلام» – بتصرف فردي دون الرجوع الى قادتهم – مدعومين بقوة كبيرة بخطف الشيخ رياض الخرقي، أبي ثابت نائب رئيس الهيئة الشرعية لدمشق وريفها من مقر عمله في القضاء الشرعي، والاعتداء عليه بالضرب واقتياده إلى جهة مجهولة، ومن ثم الإفراج عنه وعلى جسده علامات تعذيب. وردا على هذا قام عناصر من الهيئة الشرعية باعتقال نائب «جيش الإسلام» المعروف باسم فيصل الحر.
وانتهى الخلاف بتدخل من قيادات في الغوطة الشرقية، سعت إلى التهدئة فورا وتدخل معاذ الخطيب الرئيس السابق للإئتلاف السوري المعارض، الذي أجرى اتصالا هاتفيا مطولا مع زهران علوش قائد «جيش الإسلام» وأبو محمد الفاتح قائد «أجناد الشام» لحل المشكلة بين الفصائل المتقاتلة.
مقتل شاب مسيحي في مدينة اللاذقيةبعد عملية خطف وابتزاز
سليم العمر
اللاذقية ـ «القدس العربي» منذ يومين وجدت جثة شاب مسيحي سوري ملقاة في حي المشاحير (شريتح) امام احد الابنية الغير مأهولة، وقد تم خطفه في منتصف النهار في سوق الصفن او ما يدعى سوق الذهب في وضح النهار وامام جميع المارة في مدينة اللاذقية على الساحل السوري.
الضحية يدعى يوسف حنا موسى، عشرون عاما، طالب جامعي في جامعة تشرين، من عائلة متوسطة الغنى، مصادر خاصة لـ «القدس العربي» اكدت ان هنالك حالة خطف حدثت في السوق ولم يكن معلوما الضحية ولم يستطع احد من التجار في تلك المنطقة او من اهل الحي المسيحي ان يتدخل لخوفهم من عمليات خطف او قتل مشابهة حيث أستخدمت سيارتان وأسلحة في عملية الخطف، اعتقد الجميع ان الخاطفين هم من الأمن بسبب الطريقة التي استعملوها في خطف الشاب ليتبين لاحقا انها عملية خطف وليست عملية اعتقال.
احد الناشطين اكد لـ»القدس العربي» ويدعى (أ. ي) ان الدفاع الوطني هو من قام بخطف الشاب وقتله بعد ان قاموا بابتزاز اهله وطلبوا فدية مقابل اطلاق سراحه، حيث طلبوا مبلغ تجاوز العشر ملايين ليرة سورية، واضاف الناشط ان اهله دفعوا مبلغ مليون ومئتي الف ليرة سورية ولم يتمكنوا من دفع بقية المبلغ بسبب ضيق الاحوال المادية.
التجار في حي سوق الصفن او سوق الذهب باتو يعيشون حالة من الخوف واصبحوا يغلقون محالهم التجارية في وقت مبكر من النهار خوفا من اية عمليات مماثلة.
تنشط قوات الدفاع الوطني في مدينة اللاذقية بشكل كبير وتعمل بشكل مستقل تماما عن افرع الأمن حيث لديها عدة مقرات في منطقة الشاطيء الازرق ومنطقة الزراعة المؤيدتين للأسد وتقوم عادة عناصر الدفاع الوطني بعمليات سرقة ونهب وفي وضح النهار امام اعين الافرع الأمنية، دون محاسبة ولها سجن كبير في المدينة الرياضية المحاذية لمنطقة الشاطيء الازرق، وكان هلال الاسد هو المسؤول عنها، وبعد مقتله تولى قيادة الدفاع الوطني علي كيال او معراج اورال الذي يرفع شعار تحرير لواء اسكندرون التركي. وابرز ما قاموا به مؤخرا هو سرقة مدينة كسب بعد ان دخلها الجيش النظامي مدعوما بمليشيا حزب الله اللبناني. وقد تدوال ناشطون عبر شبكات التواصل الاجتماعي صورا تبين اعمال السرقة والنهب التي قاموا بها في مدينة كسب مؤخرا.
سباق في بغداد لاستبدال المالكي والأسماء المطروحة: عادل عبد المهدي وبيان جبر وأحمد الجلبي
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: لم يكن إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن إرسال 300 من المستشارين العسكريين ليتعاونوا مع الجيش العراقي حالة اتخاذ قرار ضربات جوية «محدودة» ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) مفاجئا فهو متساوقا مع استراتيجيته في ملاحقة ناشطي تنظيم القاعدة في الصومال ومالي واليمن والباكستان وأفغانستان، وهي الإستراتيجية التي جعلت تنظيم القاعدة يفقد قدرته على التخطيط على المستوى المركزي وشتت قادته، لكن الإستراتيجية لن تكون ناجعة في حالة داعش الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق والشام، ويتمتع بتحالفات محلية في العراق.
ولن يؤدي إلى اقتلاع تأثير التنظيم الذي ستحاول الإستخبارات الأمريكية جمع معلومات عنه وصيد قادته حالة تحركهم في عربات.
وسيظل قائد التنظيم بعيدا في الظل، خاصة أنه بارع في إخفاء حركته، وعدد كبير من سجناء داعش اعترفوا أنهم شاهدوا أبو بكر البغدادي شخصيا، كما وسيحاول قادة التنظيم الذين تلقوا تدريبا على يد قادة الجيش العراقي السابق التصرف بحذر وعدم تعريض عناصرهم لمخاطر الهجمات الجوية.
وبحسب باتريك كوكبيرن في صحيفة «إندبندنت» فالعملية التي يقودها داعش تحولت لثورة سنية حيث انضم إليها الشبان الذين يلوحون ببنادقهم في سيارات البيكب، مما يعني أن استهداف أعداد منهم سيؤدي لإغضاب السنة أكثر.
ويضيف أن الحكومة الأمريكية لا تريد أن تظهر بمظهر من يقوم بإنقاذ رئيس الوزراء العراقي المالكي الذي تمقته. ومن الضروري تذكر أن قوة جوية أكبر من التي يقترحها أوباما اليوم لم تكن كافية في عام 2003 لتحقيق النصر.
وكل ما يمكن للعملية المحدودة هذه تحقيقه هو رفع معنويات الجيش العراقي ودفعه مع الميليشيات الشيعية للدفاع عن بغداد. ويشير كوكبيرن لعامل آخر ولم يذكر في العادة وهو أن داعش تنظيم فعال ومجرب وقادر على رد الضربة بضربات أخرى ويرسل انتحارييه للولايات المتحدة للإنتقام. ومن هنا يرى جنرال أمريكي متقاعد أهمية دعم العراق بضرب تنظيم داعش.
لا بد من ضربه
وفي مقابلة أجرتها صحيفة «دايلي تلغراف» مع قائد القوات الأمريكية السابق في العراق الجنرال ديفيد بترايوس، طلب فيها الجنرال المتقاعد بالتدخل العسكري وتوجيه ضربات لـ «الجيش الإسلامي» البارز في العراق في حالة تعرض أمن الغرب للخطر. ونقلت عنه أثناء زيارته للندن قوله إنه سيدعم عملا عسكريا محدودا ضد قيادة داعش.
وقال الجنرال بترايوس الذي استقال من الإستخبارات الأمريكية (سي أي إيه) بعد فضيحة مع كاتبة سيرته الذاتية «إذا توصل الرئيس أوباما وبقية القادة إلى أن خطر داعش عال فعندها أدعم عملا عسكريا يستهدف القيادات الرئيسية، وإذا ظهر أن داعش تمثل تهديدا خارج الشرق الأوسط فهذا يستدعي عملا عسكريا ضد قادتها».
ويقترح في دعوته هذه استهداف زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، الرجل الذي رصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية قيمتها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه. ودعا بترايوس الولايات المتحدة الحذر من عدم دعم طرف على آخر «يجب أن نكون حذرين في عدم اتخاذ مواقف، ولكن التهديد البارز من داعش يعني أن العمل العسكري بات ضروريا، ويجب أن نعرف أن داعش لا يمثل تهديدا على العراق ولكن بريطانيا والدول الأخرى كذلك، ويمثل داعش تهديدين على العراق وكذلك على استقرار سوريا». وقال إن «ملجأ آمنا لداعش في العراق وسوريا سيكون مصدر خطر للغرب».
ووصف بترايوس داعش بأنه أكبر من جماعة إرهابية بل « جيشا إرهابيا لديه مصادر هائلة اكتسبها من نهب البنوك ونشاطات إجرامية إخرى».
وانضم بترايوس للجهود التي دعت الحكومة العراقية مد يدها للسنة العرب والأكراد والمساعدة في حل الإنقسام الذي يمزق البلاد لأجزاء. وشك بترايوس بترحيب العراقيين بعودة الأمريكيين على الرغم من الوضع الصعب.
لا ندعم داعش
وفي سياق الحديث عن الضربات الجوية والتحذير من تداعياتها كتب السفير السعودي في لندن محمد بن نواف آل سعود.
وعلق على طلب حكومة المالكي من الولايات المتحدة القيام بغارات جوية ضد المتمردين حيث قال إنها إشارة عن لا مبالاة الحكومة بمصير شعبها. وأكد السفير على تطلعات حكومته بلاده التي تطمح لتحقيق الإستقرار والسلام والأمن للمجتمع الدولي وللمنطقة وللسعودية أيا كان المواطنين سنة أم شيعة «فهذه تشكل حجر الأساس في تفكير حكومتنا». وتساءل الأمير محمد بن نواف «ما هو موقفنا؟ فالسعودية تدعم الحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة حدوده رغم الإتهامات الكاذبة الصادرة عن حكومة العراق التي فاقمت سياستها الإقصائية من الأزمة الحالية».
وأكد أن حكومة بلاده تعارض التدخل الأجنبي «وعليه فدعوة وزير الخارجية العراقي للرئيس باراك اوباما والحكومة الأمريكية شن غارات جوية ضد داعش لا يمكننا فهمها، فالغارات الجوية لن تقوم بسحق المتطرفين، الذين لا ندعمهم، ولكنها تقوم بتوقيع حكم الإعدام على الكثير من المواطنين العراقيين، والعائلات العراقية البريئة التي وجدت نفسها عالقة في هذه الأزمة المخيفة، وهذه الدعوة للرئيس أوباما ما هي إلا ضرب من الجنون، وتكشف عن حكومة لم تعد ترى بوضوح ولم تعد تهتم بسلامة المواطنين الذين انتخبت من أجل تقديم الرعاية لهم».
وعبر السفير عن معارضة بلاده للتدخل الأجنبي والتدخل في الشؤون الداخلية العراقية «منا او من الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو أي بلد آخر» لأن «ما يجري هو مشكلة عراقية وعلى العراقيين حلها بأنفسهم، وأي حكومة تخاطر وتتدخل في الشؤون العراقية لن تزيد إلا من تصعيد الوضع، وستؤدي لخلق حالة من عدم الثقة بين الشعب العراقي- السنة والشيعة».
سياسات طائفية
وتساءل السفير عن الخطوات العملية الواجب اتخاذها مشيرا إلى أن الازمة لم تحدث بين ليلة وضحاها ولكنها تطورت عبر السنوات الماضية في ظل السياسات الطائفية والإقصائية لحكومة نوري المالكي والتي أغضبت قطاعا واسعا من الشعب العراقي المتعدد عرقيا وطائفيا.
ودعا القيادة العراقية الحالية الى «وقف سياساتها القاسية والتي غذت بوضوح العنف والفوضى الحالية، فهذه السياسة الطائفية الفاضحة والتي اشتملت على عنف وأفعال قاتلة ضد جماعات الإحتجاج السنية، وهمشت السكان السنة العراقيين الذين اختفى الكثير منهم في ظل النظام الحالي».
ويعتقد أن الحل هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل قطاعات الشعب العراقي- السنة والشيعة.
وعبر عن قلق بلاده من اقتراحات رئيس الوزراء المالكي وبعض المعلقين الغربيين «أننا قمنا وبطريقة ما بدعم داعش، فالمملكة العربية السعودية تتمنى رؤية هزيمة شبكة القاعدة وكذا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولا تقدم السعودية دعما معنويا أو ماليا لداعش أو اي شبكات إرهابية، وأي اقتراح غير هذا خطأ خبيث، ولا نريد دعم او سندعم العنف أو التطرف بأي شكل لأي شخص وفي أي مكان، وفي كل الوقت كنا نسعى نحو التعايش السلمي لكل الناس سواء في داخل بلدنا، في المنطقة وفي عموم العالم».
ووصف القاعدة وداعش والجهاديين بأنهما«آفة القرن الحادي والعشرين».
موقف إيران
والوضع في العراق متعلق بموقف إيران ومصير المالكي الذي رفض حتى الآن الإستجابة القيام بجهود إصلاحية أو مد يده للسنة والأكراد. وبل ورد على التقارير التي تطالب بخروجه من السلطة بأنه لا يعتزم التنحي. ويرى تقرير في صحيفة «التايمز» أن المالكي استخدم الأزمة لصالحه.
ونقلت كاثرين فيليب عن توبي دودوج المتخصص بالعراق تقليله من أهمية التقارير التي تتحدث عن خروج المالكي من السلطة.
وقال الباحث في مدرسة لندن للإقتصاد إن «المالكي سيظل في السلطة»، مشيرا لضعف النفوذ الأمريكي في العراق. وقال إن أي استبدال له يجب أن يأتي من «قائمة دولة القانون» التي فازت في انتخابات نيسان/ إبريل وهذا يقتضي موافقة من القيادات الشيعية البارزة.
يريدون رحيله
وقرأ مارتن شولوف معضلة الولايات المتحدة مع المالكي وتراجع نفوذها في العراق في أثناء المفاوضات حول انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
في تقرير له في صحيفة «الغارديان» جاء فيه أن جذور توتر العلاقة بين الولايات المتحدة التي لعبت دورا في وصول المالكي للحكم قائلا إنها بدأت بالتوتر في تشرين/ اكتوبر 2011 عندما عقد باراك أوباما وفريقه من مجلس الأمن القومي مؤتمرا عبر الفيديو مع المالكي في بغداد.
وفي الوقت الذي حضر الجانب الأمريكي نفسه للمؤتمر، ملفات ودفاتر لكتابة الملاحظات جلس المالكي مع مترجم، ولم يكن راغبا في فتح نقاش حول بقاء الأمريكيين في العراق، ولا حتى كي يشاركوا في التدريب والإشراف.
ويقول شولوف أن عددا ممن كانوا في الغرفة رحبوا بموقف المالكي ورأوا في غزو العراق مغامرة فاشلة» وعبروا في الوقت نفسه عن دهشتهم من موقف الزعيم العراقي المتحدي.
فبعد ثمانية أعوام من العمل المشترك وصلت الأمور لهذه النقطة: «لا وقت للتفاوض، وعراق الماضي سيمضي في طريقه، ويمكن للولايات المتحدة إطفاء النور عندما تغادر».
وتساءل البعض في واشنطن عن الثمن الذي دفعته الولايات المتحدة تريليون دولار، و4500 جندي قتيل إن كان العراقيون في الحقيقة يريدون شريكا استراتيجيا، ولكن الجواب عن هذا السؤال أجل بسبب ما أحدثه الربيع العربي من اضطرابات فيما اندفع المالكي لتعميق العلاقة مع إيران.
ويحلل الكاتب سياسات المالكي التي قال إنها قدمت مصلحة الشيعة على الغير وابتعد عن السنة، واعتقل قادتهم، وحاصر مخيمات الإعتصام في الرمادي وأصدر أمرا باعتقال نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي بعد خروج الأمريكيين من العراق.
وبدأ عملية للسيطرة على المؤسسات خاصة المخابرات الوطنية التي ازدحمت بمسؤولين من حزب الدعوة الذي يقوده، بالإضافة إلى قوات النخبة العراقية التي تحولت لحراسته. ونقل الكاتب عن دبلوماسي أمريكي تعليقه على سياسات المالكي الطائفية بأنها «كانت محاولة للتأكد من عدم خروجه من السلطة أبدا»، وقال مسؤول أخر عمل مستشارا للحكومة العراقية ما بين 2004-2011 « الشيء الوحيد الذي شاهدته بأم عيني واعتبرته طائفيا هو تعييناته خاصة في الجيش»، وأن لم تكن كلها مدفوعة بالطابع الطائفي إلا ان معظمها لم يبن على معيار الكفاءة والقدرة.
ويشير الكاتب إلى محاولات التأثير لكن الغازي السابق لم يكن لديه النفوذ الكافي لدفع المالكي على تغيير عاداته. ولهذا السبب ينهار المعمار الطائفي الذي بناه المالكي وزوده بجرعة من الخوف والإرهاب، حيث استسلم جيشه بسرعة.
فقدوا الثقة به
وتظهر واشنطن انها فقدت الثقة بالمالكي الذي سارع يوم الأربعاء الماضي وقال إنه لن يستقيل كشرط للغارات الأمريكية على مواقع المتمردين.
ويرى الكاتب أن الإبتعاد عن المالكي كان واضحا في شهادة قائد هيئة الأركان الجنرال مارتن ديمبسي امام الكونغرس يوم الأربعاء الذي كرر على فشل الحكومة العراقية في مواجهة الطائفية.
وتحدث ديمبسي ووزير الدفاع تشاك هيغل لنواب الكونغرس أن أي تدخل عسكري سيكون عبثيا في حالة فشل المالكي مد يده للسنة. وقال زلماي خليل زاد، السفير الأمريكي في العراق سابقا للصحافيين والذي ساعد في تنصيب المالكي إن إيران يمكنها المساعدة في «استبدال المالكي».
والعامل الحاسم في خروج المالكي من السلطة سيكون إيران التي لم تعلن رأيها فيمن سيحكم العراق، لكن الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس وصانع الملوك في بغداد لديه موقف من المالكي «يقول عنه إنه أحمق» حسب مسؤول عراقي بارز التقى سليماني الإسبوع الماضي لكنه لم يجب عندما عندما سئل عمن سيحكم العراق.
ويذكر الكاتب بما كتبه المعلق ديفيد إغناطيوس الكاتب في «واشنطن بوست» الذي وصف تعيين المالكي بانتصار خليل زاد الذي توقع أن يعطي المالكي «العراقي الأصيل توحيد البلاد». في وقت كان المالكي يمارس سلطته الطائفية حيث نقلت «فورين بوليسي» عن طارق الهاشمي، أحد ضحايا طائفية المالكي أن دعم الولايات المالكي يعتبر مفارقة ساخرة وتعبير عن تداخل مصالحها مع طهران «فقد دعمت إيران المالكي بقوة، واكتشفنا في الوقت نفسه دعم الولايات المتحدة له.
وفي هذا السياق يجري تسويق أحمد الجلبي كخليفة محتمل للمالكي، هذا المنفي العراقي الذي أقنع إدارة بوش بشن حرب على بلاده ولكنه أصبح منبوذا بعد الإحتلال، وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» التقى الجلبي مع السفير الأمريكي في بغداد، وتؤكد «الغارديان» أنه التقى مع قاسم سليماني.
سباق
وتحدثت الصحيفة عن سباق لخلافة المالكي عبر سلسلة من اللقاءات تمت في بغداد. ونقلت عن شخصين شاركا في الإجتماعات مع مسؤولين أمريكيين، مشيرة إلى ظهور ثلاثة أسماء محتملة لخلافة المالكي. مشيرة إلى أن اي مرشح محتمل يجب أن يقنع السنة والأكراد بقدرته على حماية العراق والحفاظ عليه متماسكا، وعليه تطمين الأكراد والسنة انه سيستجيب لطلباتهم وتحقيق معاملة متساوية لهم. فالأكراد يرغبون في اعتراف بغداد بسيطرتهم على مدينة كركوك النفطية ويريدون بيع نفطهم المستخرج من مناطقهم في الأسواق العالمية. أما السنة فيريدون إدارة وزارة أمنية واحدة على الأقل. وترى الصحيفة أن هناك إجماعا على ضرورة رحيل المالكي حسب نبيل الخشاب، المستشار لأسامة النجيفي، رئيس البرلمان السابق «لن نسمح له بتولي ولاية ثالثة، يجب عليهم تغييره إن أرادوا تهدئة الأوضاع». وحتى بعض حلفاء المالكي السابقين تحولوا ضده، فحسب ضياء الأسدي من التيار الصدري «لا يستحق ولاية ثالثة»، «نحن واثقون بقدرتنا على تنحيته عبر الوسائل الدستورية».
ويدعم الاكراد التغيير حسب فلاح مصطفى، الذي يعمل وزير خارجية حكومة إقليم كردستان. وأشارت الصحيفة أن الاسماء المطروحة لخلافته بالإضافة للجلبي، عادل عبدالمهدي، نائب الرئيس السابق وبيان جبر صولاغ.
وكان مهدي مرشحا للحكومة لولا التيار الصدري الذي أفشله وفتح المجال أمام المالكي. اما الجلبي فهو شخصية معقدة ومشكلته أنه كان وراء عملية اجتثاث البعث- أي السنة، فيما سيواجه بيان جبر مشاكل لاتهامه باستخدام وزارة الداخلية للتعذيب عندما كان وزيرا لها قبل تعيينه وزيرا للمالية. وتدعو الولايات المتحدة للتحرك بسرعة واختيار بديل عن المالكي.
وبدأت التحركات قبل عقد أوباما مؤتمرا صحافيا أعلن فيه عن ارسال مستشارين عسكريين للعراق.
وتقول الصحيفة إن مسؤولين بارزين في بغداد بمن فيهم السفير روبرت بيكروفت ونائب وزير الخارجية لشؤون إيران والعراق بريت ماكراك حثوا العراقيين للعمل كفريق واحد والإتفاق على اختيار بديل للمالكي، وبحسب مسؤول عراقي «يريدون رؤية ظهره» اي مغادرته.
وقال الخشاب إن السفير وماكراك كانوا واضحين في حديثهم مع النجيفي يوم الأربعاء الماضي «كان بريت والسفير واضحان حول الموضوع، لا يريدان بقاء المالكي « في الحكم.
انفجار في حماة.. ومجلس الأمن يدرس إيصال المساعدات
قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” الجمعة، إن انفجار سيارة ملغومة في محافظة حماة بغرب سوريا، أسفر عن مقتل 34 وإصابة أكثر من 50 آخرين. وذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان” أن 37 شخصا قتلوا، وأصيب أكثر من 40 في الانفجار الذي وقع في قرية الحرة. واستهدف التفجير تجمعاً لجنود النظام، وذلك بعد اشتباكات دامية خلال الليل بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة المسلحة، في منطقة السطحيات وأطراف بلدة قبة كريدي بريف مدينة سلمية. وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وترافق مع قصف قوات النظام لمناطق الاشتباكات.
وأكد المرصد ارتفاع عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق في مدينة المليحة ومحيطها إلى 25 غارة منذ صباح الخميس، وذلك بالتزامن مع قصف بـ 15 صاروخ أرض- أرض، على المنطقة ذاتها، وقصف بقذائف المدفعية. وبذلك يصل عدد الغارات على المليحة إلى 575 غارة خلال 79 يوماً من الحصار.
وأفاد ناشطون بمقتل الملازم أول في حزب الله “وائل عبدو” مع 17 عنصراً، إضافة إلى جرح أربعة من قوات النظام، على خلفية الاشتباكات التي جرت في حي الخالدية بحلب.
أما في القلمون، فلا تزال المعارك مستمرة في محاولة جيش النظام مدعوماً بميليشيات حزب الله، اقتحام بلدتي حوش عرب وعسال الورد ومزارع رنكوس لليوم الثالث على التوالي. وقتل قائد لواء غرباء الشام “أبوالحسن التلي”، التابع للجيش الحر، خلال المعارك الدائرة في جرود القلمون بريف دمشق الخميس، في حين أكدت مصادر تمكن الثوار من قتل 4 عناصر من ميليشيات حزب الله، أثناء الاشتباكات المستمرة في محيط قرية عسال الورد.
وفي مدينة موحسن في دير الزور شمال شرقي البلاد، قامت كتيبة موالية لتنظيم داعش، بخطف قائدين ميدانيين للمعارضة المسلحة المقاتلة ضد النظام.
وفي سياق آخر، يتوقع أن يعلن الأمين العام بان كي مون الجمعة، عن تصوره للمرحلة المقبلة، من العملية السياسية في سورية، وذلك في خطاب امام منظمة “المجتمع الآسيوي” قرب مقر الأمم المتحدة. ويستبعد أن يعلن الأمين العام عن اسم خلف المبعوث الدولي-العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
وتواصل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى أستراليا ولوكسمبورغ والأردن، مشاوراتها حول مشروع القرار الإنساني المعني بإيصال المساعدات عبر الحدود إلى المناطق التابعة لسيطرة المعارضة. وقال ديبلوماسي غربي أن “البحث جار الآن في تفاصيل تقنية تتعلق بآلية مراقبة مرور شحنات المساعدات عبر الحدود، وهي آلية جديدة لم تكن معتمدة حتى الآن، وتلبي هواجس الحكومة السورية بعدم دخول مواد غير إنسانية مع المساعدات، وتؤمن وصول المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة”.
اليوم العالمي للاجئين.. سوريا في مقدمة المأساة
للمرة الاولى “في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية”، يتخطى عدد اللاجئين والنازحين حول العالم 50 مليون شخص. هكذا افتتحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تقريرها السنوي “الاتجاهات العالمية”، الذي تصدره عن اللاجئين والنازحين حول العالم، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين.
ويستند التقرير إلى بيانات “تم تجميعها من قبل الحكومات والمنظمات غير الحكومية الشريكة ومن سجلات المفوضية”، ترصد زيادة هائلة في أعداد “النازحين قسراً” بين العامين 2012 و2013، إذا سجلت في التقرير الجديد، الذي جُمعت بياناته حتى نهاية العام 2013، زيادة قدرها ستة ملايين شخص، عن العام 2012 حين بلغ عدد النازحين قسراً 45.2 مليون شخص، ليسجّل مع نهاية العام 2013 51.2 مليون شخص.
وتتصدر جنسيات الأفغان والسوريين والصوماليين، قائمة التقرير، الذي يقول إنهم يشكلون مجتمعين أكثر من نصف العدد الإجمالي للاجئين في العالم، في حين تعتبر باكستان وإيران ولبنان، أكثر الدول التي تستضيف اللاجئين بأعداد تفوق ما تستضيفه الدول الأخرى.
الزيادة الكبيرة في أعداد اللاجئين، مقارنة مع إحصائيات العام 2012، عزاها التقرير إلى “الحرب في سوريا”، التي دفعت، حتى نهاية العام الماضي، 2.5 مليون شخص على اللجوء، و6.5 مليون شخص على النزوح داخلياً، لافتاً إلى موجات نزوح “حديثة وكبيرة” تم تسجيلها في جمهورية إفريقيا الوسطى وفي جنوب السودان مع نهاية العام 2013.
وفي هذا السياق، يحذّر المفوض السامي، أنطونيو غوتيريس، من تفاقم أوضاع وأعداد النازحين أكثر مطالباً المجتمع الدولي ب”تجاوز خلافاته وإيجاد الحلول للأزمات الحالية في جنوب السودان وسوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى وسواها. ويتعين على الجهات المانحة غير التقليدية الانضمام للجهات المانحة التقليدية”، لافتاً إلى أن أعداد النازحين قسراً باتت تساوي اليوم “عدد سكان دول متوسطة إلى كبيرة المساحة ككولومبيا أو إسبانيا أو جنوب إفريقيا أو كوريا الجنوبية”.
وإضافة إلى اللاجئين، يذكر التقرير أن أكثر من مليون شخص، تقدموا في العام 2013، بطلبات لجوء، معظمها كانت إلى بلدان متقدمة “حلت ألمانيا في العام 2013 في صدارة الدول المتلقية لطلبات لجوء جديدة”، فيما بلغ عدد الأطفال غير المصحوبين (مفصولون عن ذويهم)، الذين تقدموا بطلبات لجوء “رقماً قياسياً قوامه 25,300 طلب”. وكان عدد السوريين وحدهم، الذين تقدموا بطلبات لجوء قد بلغ 64,300 طلب، يقول التقرير إنهم تفوقوا “بذلك على المتقدمين بطلبات من أي جنسيات أخرى”.
«الائتلاف» ينفي التوافق على رياض حجاب رئيساً له
«الائتلاف» ينفي التوافق على رياض حجاب رئيساً له أكّد الناطق باسم «الائتلاف» السوري المعارض، لؤي صافي، عدم وجود أي اسم رُشِّح رسمياً لرئاسة «الائتلاف». واستبعد أن يتوافق الأعضاء على تعديل النظام الداخلي لإتاحة المجال لانتخاب الرئيس الحالي أحمد الجربا لدورة رئاسية ثالثة.
وأكد أنّ «انتخابات رئيس الائتلاف ستجري في اجتماع الهيئة العامة المتوقع في الأسبوع الأول من شهر تموز المقبل، والنظام الأساسي لا يُعطي فترة انتخابية للقيام بحملات، لكنه يشترط أن يكون ترشيح الأسماء من قبل أعضاء الهيئة العامة في اليوم المخصص للانتخابات، يعقبه مباشرة التصويت».
ورأى أنّ ما نشرته بعض وسائل الإعلام يقع في باب التكهنات والتوقعات، «وبطبيعة الحال هناك تحركات داخل الكتل السياسية الممثلة في الائتلاف للتفاهم على مرشح قادم، وثمة بضعة أسماء يتم تداولها، ومن المرجح أن تُرشح نفسها أو يتم ترشيحها من قبل كتلها».
وكانت بعض وسائل الإعلام قد نقلت أنّ أعضاء «الائتلاف» توافقوا على التصويت لرياض حجاب رئيساً بديلاً من أحمد الجربا، كما قالت إن أعضاء «يدرسون أن تكون مدة الرئاسة في الائتلاف عاماً كاملاً، لا ستة أشهر.
(الأخبار)
الغوطة الشرقية… حرب بين «داعش» و«جــيش الإسلام»
قرر «داعش» البدء بعمليات ضد «المرتدين والمحاربين» من «الحر» في ريف حلب الشرقي (أ ف ب) بدأت حرب الاغتيالات أمس بين تنظيم «داعش» و«جيش الاسلام» في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية. فبعد مرور أكثر من أسبوع من التوتّر والإشكالات بين التنظيمين، شنّ «داعش» أمس هجوماً على حاجز لـ«جيش الإسلام» في منطقة الأشعري وقتل وأسر عدداً من أفراده
ليث الخطيب
ريف دمشق – الحرب بين «الإخوة» حطّت رحالها رسمياً أمس في الغوطة الشرقية لدمشق بين «داعش» الذي يخوض الحرب على جبهات عدة ضد الجماعات المعارضة، و«جيش الاسلام» (من أبرز مكونات «الجبهة الاسلامية). وأصدر «جيش الاسلام» أمس بياناً رأى فيه أن «داعش» أعلن الحرب على «أهل السنّة في الغوطة الشرقية»، إثر اغتياله القاضي الأول السابق لـ«داعش» المدعو أنس قويدر، أبو همام، الذي انشق عنه، وأعلن «توبته» التي «سُجّلت أصولاً» لدى «الهيئة الشرعية للجبهة الإسلامية».
ويشير البيان إلى أنّ «الجبهة الإسلامية» كانت قد أمّنت الحماية للقاضي المنشق، بعد «إعلانه التوبة»، وأن «داعش» تمكّن من اغتياله مع والدته، عند قيامه بزيارتها في زملكا من دون مرافقة عناصر الحماية له، بطلب منه. وعدّ بيان «جيش الإسلام» تلك الحادثة «شنّاً لحرب الاغتيالات على المسلمين السنّة في هذه البقعة المباركة (الغوطة الشرقية)»، وعليه فإن «كلاب أهل النار (داعش) سيدفعون الثمن باهظاً في هذه الحرب التي بدأوا بشنّها».
وفي المقابل، وفي ردّ سريع لـ«داعش» على التهديدات، شنّ عناصر التنظيم هجوماً على حاجز لـ«جيش الإسلام» في منطقة الأشعري في الغوطة الشرقية، وقتلوا أحد أفراده وأسروا ثمانية آخرين، ليؤكّد «داعش» ما ذهب إليه «جيش الإسلام» في بيانه، بأن الحرب بين التنظيمات «الجهادية» تمدّدت إلى الغوطة الشرقية. ويذكر أن عدد مسلّحي «داعش» في ريف دمشق يقارب 800 مقاتل، بحسب المصادر الميدانية، يتوزّعون بين عمق الغوطة الشرقية ومناطق في الريف الجنوبي، كمخيّم اليرموك والحجر الأسود، ويتلقّون دعمهم من الشمال السوري، حيث يسيطر«داعش» على محافظة الرقة وأجزاء من ريف حلب الشمالي والشرقي، وفي مناطق متعدّدة من محافظة دير الزور الشرقية.
وفي بلدة بيت سحم، في الريف الجنوبي، سلّم 55 مسلّحاً من منطقة ببيلا أنفسهم إلى الجيش السوري. وفي الوقت ذاته، تسلّلت مجموعة مسلّحة إلى منطقة التسليم وأطلقت النار باتجاه المسلّحين الراغبين في تسوية أوضاعهم ولجنة المصالحة، ما أدى إلى إصابة أحد أعضاء لجنة المصالحة. واندلعت اشتباكات عنيفة ليلاً بين «جبهة النصرة» وفصائل «الحر» على خلفية اغتيال قائد أركان «لواء حطين» إثر تسوية ببيلا.
إلى ذلك، أحبطت وحدات من الجيش محاولة تسلل لمسلحي «جيش الإسلام» على محور جوبر ــ العباسيين. المخطط هدف إلى تفجير مبنى للجيش يعقبه هجوم بهدف فتح ثغرة في الطوق الذي يفرضه العساكر، بغرض التسلل إلى داخل العاصمة دمشق.
مصدر ميداني في العاصمة أكد لـ«الأخبار» أنّ أعداد قتلى «جيش الإسلام» تجاوزت «100 إضافة إلى عشرات الجرحى». يذكر أن محاولة التسلل ليست الأولى من نوعها على محور جوبر، الواقع شمال دمشق والذي يغص بأنفاق المسلحين، إذ إنها المحاولة الثانية خلال الشهر الحالي، بعد تفخيخ مبنى وإحباط هجوم مماثل الأسبوع الفائت.
سيارة مفخخة في ريف حماه تودي بحياة 34 شخصاً
في موازاة ذلك، تشهد جرود منطقة القلمون، في الريف الشمالي لدمشق، اشتباكات متقطّعة بين الجيش والمجموعات المسلّحة التي فرّت إلى تلك الجرود بعد سيطرة الجيش على مدن وبلدات القلمون.
مصدر ميداني قال لـ«الأخبار» إنّ البلدات المحاذية لمناطق الاشتباكات، كرنكوس ورأس المعرّة، «تشهد هدوءاً تاماً، فيما تتواصل العمليات التي يشارك فيها سلاح الجو بنحو كثيف، في المزارع المكشوفة والجرود المجاورة لتلك البلدات، ما أدى إلى مقتل العديد من المسلّحين، وجرح العشرات».
34 شهيداً في حماه
وفي ريف حماه، هزّ تفجير بلدة الحرة في منطقة الغاب بسيارة مفخّخة، ما أدى إلى استشهاد 34 مدنياً وجرح نحو 50 آخرين. وتبنّت «الجبهة الإسلامية» التفجير، ونشرت على مواقع تابعة للتنظيم أنها استهدفت «شبيحة الجيش».
وفي دير الزور، تمكّن «داعش»، أمس، من السيطرة على بلدة البوليل جنوبي شرقي ريف المحافظة، وأجزاء واسعة من منطقة الموحسن المجاورة. كذلك اغتال «داعش» زعيم «لواء محمّد» التابع «لألوية أحفاد الرسول» حسن الحافظ، بعد أن ألقى القبض عليه وعلى مرافقه في البوليل.
وفي حلب، تراجعت حدة المعارك التي يخوضها الجيش في المدينة وريفها، وتركز أعنفها غربي سجن حلب المركزي وجنوبي جبل عزان في الريف الجنوبي. وصدّت وحدات من الجيش هجومين للمسلحين على نقاط عسكرية قرب السجن المركزي وقرية البريج، وأوقعت ما لا يقل عن 14 قتيلاً في صفوفهم، وفق مصدر عسكري. من جهتها، أعلنت «غرفة عمليات أهل الشام» مقتل أربعة من مسلحيها على جبهة الجوية ــ الزهراء، وثلاثة آخرين في قصف على منطقة آسيا غربي حريتان.
من جهة أخرى، أصدرت «الغرفة المشتركة لأهل الشام» بياناً أكدت فيه عدم اشتراكها في غرفة العمليات الجديدة التي أنشأتها 13 جماعة مسلحة باسم «غرفة عمليات الجنوب» لوقف تقدم قوات الجيش في قرى جنوب حلب، في وقت وجه فيه ناشطون الاتهامات لـ«جبهة ثوار سوريا» بالاستيلاء على مخازن سلاح وذخائر في العامرية كانت مخصصة لجبهة جنوب حلب، ما تسبب بخسارة المعارك. وفي السياق، أصدر «داعش» قراراً بالبدء بعمليات عسكرية ضد «المرتدين والمحاربين» من «الحر» في كل من أخترين وتركمان بارح ودوديان والجكة في ريف حلب الشرقي. كذلك طلب التنظيم من أهالي تلك القرى مغادرة قراهم خلال مدة أقصاها 48 ساعة للبدء بعملياته العسكرية.
اوباما: منحنا العراقيين فرصة الديموقراطية وضيعوها
أ. ف. ب.
أكد ان سبب الصراع الانقسامات الطائفية
يقول الرئيس الأميركي إن اي لجوء الى القوة الاميركية لن يساعد العراق ان لم يبق موحدا، مؤكدا ان سبب الصراع الدائر هو الانقسامات الطائفية.
واشنطن: اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة ان اي لجوء الى القوة العسكرية الاميركية لن يساعد العراق على النهوض اذا لم يعمل قادته السياسيون على توحيد البلاد.
وقال اوباما في تصريح لمحطة “سي ان ان” ان التضحيات الاميركية اعطت العراق فرصة لاقامة ديموقراطية دائمة ولكنها ضاعت.
واضاف “اي لجوء الى قوة النار الاميركية لن يكون قادرا على ابقاء البلاد موحدا”.
واوضح “قلت هذا بوضوح ل(رئيس الوزراء العراقي) نوري المالكي ولكل المسؤولين الاخرين في داخل” البلاد.
وقال ايضا “اعطينا العراق فرصة لاقامة ديموقراطية منفتحة على جميع الاطراف وللعمل لمواجهة تحدي الانقسامات بين الطوائف وتأمين مستقبل افضل لاطفالهم. وللاسف، شاهدنا تدهورا في الثقة” بين الطوائف.
وقال أوباما إن الصراعالدائر في العراق هو نتيجة الانقسامات الطائفية التي سمح لها بالتفاقم.
وقال لبرنامج نايتلي نيوز في شبكة (إن.بي.سي) إن “بعض القوى التي ربما دائما تقسم العراق أصبحت أقوى الآن وتلك القوى التي يمكن أن تحافظ على وحدة البلاد أصبحت أضعف.
واضاف: “المسألة تعود في نهاية الأمر للقيادة العراقية أن تعيد الامور السياسية في البلاد لنصابها مرة آخرى.”
واعلن الرئيس الاميركي الخميس ان الولايات المتحدة مستعدة لارسال حتى 300 مستشار عسكري الى العراق بهدف “تدريب ومساعدة ودعم” القوات العراقية في مواجهة الجهاديين السنة، مبديا الاستعداد لتوجيه ضربات محددة الهدف اذا استدعى الامر.
ونبه الى ان هؤلاء المستشارين الذين ينتمون على الارجح الى القوات الخاصة لن يكونوا قوات تخوض معارك.
وقال اوباما من البيت الابيض انه بعد ثمانية اعوام من الحرب في العراق وسقوط نحو 4500 قتيل، فان “القوات الاميركية لن تعود الى القتال في العراق لكننا سنساعد العراقيين في معركتهم ضد الارهابيين الذين يهددون الشعب العراقي والمنطقة والمصالح الاميركية”.
بان كي مون: يجب فرض حظر إرسال السلاح إلى سوريا
عشرات القتلى والجرحى في تفجير سيارة في ريف حماه
بيروت: «الشرق الأوسط» ووكالات الأنباء
ناشد بان كي مون، أمين عام منظمة الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي فرض حظر لإرسال السلاح إلى سوريا، وعد استمرار القوى الأجنبية في إمداد السلاح أمرا «غير مسؤول»، بينما أعلنت وكالة «سانا» السورية التابعة للنظام أمس أن تفجير سيارة مفخخة في محافظة حماه، بشمال غربي سوريا، أسفر عن مقتـــــل 34 وإصابة أكثر من 50 آخرين، وألقت الوكالة مســــــؤولية الهجوم على المعارضة التي تقاتل لإسقاط حكم الرئيس بشار الأسد.
كلام بان، مساء أمس، تناول عدة مسائل في منطقة الشرق الأوسط، بينها الوضعان في سوريا والعراق، أما بالنسبة إلى تفجير محافظة حماه فإنه وقع في بلدة الحرة، ومع أن مصادر النظام اتهمت المعارضة بأنها وراءه ووضعت عدد المصابين عند 34 قتيلا وأكثر من 50 جريحا، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن عدد القتلى بلغ 37 شخصا وأصيب أكثر من 40 بجروح. وبينما ذكرت وكالة «رويترز» أنه لم يتضح على الفور ما إذا كان الهجوم يرتبط بأي شكل بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الناشط في شمال سوريا وشرقها، وكذلك في غرب العراق. ذكر المرصد أنه دارت اشتباكات خلال الليل بين القوات الحكومية ومقاتلين إسلاميين في المحافظة كما كان هناك قصف من جانب الجيش السوري.
وعلى الصعيد الميداني أشارت «سانا» إلى أن الجيش النظامي هاجم مواقع لمقاتلي المعارضة الذين تصفهم بـ«الإرهابيين» في عدد من قرى محافظة حمص، الواقعة إلى الجنوب من محافظة حماه. وأفاد «المرصد» بأنه في محافظة حلب، كبرى محافظات الشمال السوري، قصفت القوات الجوية، مضيفا أنه لم ترد تفاصيل عن عدد الضحايا.
في هذه الأثناء، دعا خمسة متشددين إسلاميين قيل إنهم يحملون الجنسيتين البريطانية والأسترالية المسلمين للجهاد في سوريا في مقطع فيديو جديد بثه تنظيم «داعش» وفق وكالة «رويترز». وأظهرت اللقطات المقاتلين الخمسة جالسين في منطقة ريفية ويحملون البنادق بينما خفق علم «القاعدة» الأسود خلفهم، وقال أحد المقاتلين باللغة الإنجليزية في الفيديو: «نحن دولة تطبق الشريعة في العراق والشام. انظروا إلى الجنود لتعرفوا أننا لا نعترف بحدود». وأوضح شريط في أسفل الشاشة أن الرجل يدعى أبو المثنى اليمني وأنه من بريطانيا. وأضاف اليمني في الشريط: «لقد شاركنا في معارك في الشام وسنذهب إلى العراق في غضون أيام قليلة، وسنقاتل هناك بإذن الله ونعود. حتى إننا سنتوجه إلى الأردن ولبنان من دون مشكلات».
وحسب الوكالة وردت في الفيديو أسماء المقاتلين الآخرين الذين ظهروا فيه وهم: أبو براء الهندي، وأبو دجانة الهندي – وهما أيضا من بريطانيا – في حين ينحدر أبو يحيى الشامي وأبو نور العراقي من أستراليا.
المليحة بوابة النظام إلى الغوطة الشرقية وممر المعارضة نحو وسط العاصمة السورية
تقع بمحاذاة إدارة الدفاع الجوي والمقاتلون العراقيون انسحبوا منها
بيروت: «الشرق الأوسط»
تسعى قوات النظام السوري السيطرة على بلدة المليحة بريف دمشق، تمهيدا لإحكام قبضتها على كامل مناطق الغوطة الشرقية، وتأمين طريق مطار دمشق الدولي، في حين تجهد كتائب المعارضة للاحتفاظ بالبلدة، وجعلها ممرا للوصول إلى منطقة جرمانا الموالية للنظام، تمهيدا للوصول إلى وسط مدينة دمشق.
بلدة المليحة التي تفضل الغوطة الشرقية عن العاصمة دمشق شهدت تصعيدا عسكريا من قبل القوات النظامية، إذ وصل عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق المليحة ومحيطها، أول من أمس، إلى 23، بحسب ما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مشيرا إلى «سقوط تسعة صواريخ من نوع (أرض – أرض) على المنطقة ذاتها».
التصعيد النظامي جاء بعد حصار دام أكثر من شهرين لجميع منافذ البلدة التي تتحصن فيها كتائب المعارضة السورية، بهدف اقتحامها والسيطرة عليها، خصوصا أن المليحة تعد نقطة استراتيجية بالنسبة للنظام نظرا إلى قربها من العاصمة دمشق (خمسة كيلومترات)، ومحاذاتها أكثر المواقع النظامية أهمية لا سيما إدارة الدفاع الجوي، التي جرت مهاجمتها من قبل مقاتلي المعارضة أكثر من مرة.
وتخشى القوات النظامية من أن يؤدي احتفاظ المعارضة بمواقعها في المليحة، وتقدمها نحو المناطق المحيطة، إلى إعادة قطع طرق مطار دمشق الدولي، خصوصا أن البلدة تقع على الحد الفاصل بين جزأي الغوطة؛ الشمالي الواقع تحت سيطرة المعارضة، والجنوبي المحاذي للمطار الخاضع لسيطرة القوات النظامية. وترجع مصادر ميدانية معارضة لـ«الشرق الأوسط» قدرة «قوات المعارضة في المليحة بالتصدي لمحاولات القوات النظامية اقتحامها، إلى وجود قيادة موحدة وغرفة عمليات محترفة، بخلاف قلة الخبرة التي كانت تغلب على تصرفات المجموعات في مناطق ومعارك أخرى، إضافة إلى استخدام الفصائل الموجودة على الأرض سلاح الدبابات للمرة الأولى في معارك الغوطة داخل المليحة»، بحسب المصادر التي تؤكد أيضا أن المعارضة استفادت «من البساتين المنتشرة بين شبعا والمليحة وبلدات أخرى، كساتر لخنادقها، ومنطلق لهجماتها أو كمائنها، ليلا، بينما كانت تنكفئ نهارا إلى خطوط المواجهة المتمترسة خلف الأبنية والكتل الإسمنتية».
وتعتبر المليحة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لمقاتلي المعارضة بوصفها بوابة دمشق. وتوضح المصادر أن «صمود كتائب المعارضة في المليحة سيساهم في إسقاط جرمانا القريبة منها، مما سيعزز فرص المعارضين في الدخول إلى دمشق، ومحاصرة أكثر الفروع النظامية قمعا في سوريا وهو «فرع فلسطين»، الواقع عند المتحلق الجنوبي.
من الناحية العسكرية، تشمل محاور الاشتباك حاليا في المليحة بين القوات النظامية وكتائب المعارضة، كلا من مجمع التاميكو الذي فجره مقاتلو المعارضة قبل فترة، دون أن يتمكنوا من التقدم نحو جرمانا، ومحور حاجز النور الحامي الأساسي لإدارة الدفاع الجوي، إضافة إلى أطراف البلدة الجنوبية الغربية القريبة من إدارة الدفاع الجوي، ومحور مزارع جرمانا «البساتين» غرب المليحة.
ويحاول مقاتلو المعارضة في البلدة استغلال النقص الذي برز على جبهة المليحة، بسبب انسحاب المقاتلين العراقيين، الذين يقاتلون إلى جانب النظام، بهدف التقدم والسيطرة على نقاط يتمركز بها الجيش النظامي.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بسحب القوات النظامية أعدادا من المسلحين الموالين لها من الجنسية العراقية من بلدة المليحة في محافظة ريف دمشق. لكن «الهيئة العامة للثورة السورية» أشارت إلى تسريبات نظامية تفيد باستقدام أكثر من 40 مدرعة بين دبابات وناقلات جنود ستتوزع على جميع محاور جبهة المليحة لمحاولة اقتحامها والسيطرة عليها.
جبهة العراق التي طغت على جبهة سوريا
(أ.ف.ب.)
أنّـا ماريـا لوكـا
“لم يعودوا خائفين من أي شيء بعد الآن”، قال أحد الناشطين السوريين لـNOW عن أفراد تنظيم “داعش”، “حتى أنهم باتوا أكثر تشدداً وأكثر عدوانية تجاه الناس في فرض شريعتهم”.
الناشط السوري هذا، والذي يأخذ من الرقّة مقراً له وطلب عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، قال عقب الانتصارات الكاسحة التي حقّقها الجهاديون في العراق، إنّ الرقّة تفقد أي أمل بانسحاب مقاتلي داعش منها. “هذا كابوسنا. أحد كوابيسنا”، كما قال.
لكن في حين يبدو أنّ الوضع في المناطق التي يسيطر عليها داعش تغيّر نحو الأسوأ، فقد شكّل بالنسبة لبعض ناشطي المعارضة السورية ومقاتليها تحويل داعش أنظاره نحو العراق بارقة أمل بالنسبة لهم. “المعارضة السورية سوف تستفيد كثيراً من الوضع في العراق لأنه سيكون لديها سلاسل توريد جديدة، واستراتيجية جديدة، ومعنوياتها سوف ترتفع لأن النظام سوف يضعف بعد أن تعود الميليشيات الشيعية للقتال في العراق”، قال الناشط السوري غسان ياسين. “سوف يكون لدى المعارضة المزيد من الفرص لحسم المعارك السورية [لصالحها]”.
إلاّ أنّه يبقى من غير الواضح كيف ستقوم الكتائب المعارضة بإعادة تنظيم نفسها لطرد داعش من أراضيها، وإن كانت ستقوم بذلك أصلاً. ورغم تفاؤل هؤلاء الناشطين، يقول محللون إن ثمة حظوظاً قليلة بحصول تغييرات جذرية في سوريا يكون مسببها إعادة تركيز داعش على العراق.
“بشكلٍ عام، تفتقر المعارضة السورية الى القدرة على مواجهة داعش في كافة المناطق”، قال يزيد صايغ من مركز كارنيجي للشرق الأوسط لـ NOW. “لقد كانت [المواجهة] فعالة في إدلب لعدة أسباب، ولكنّها لم تحقّق نجاحاً مماثلاً في شمال وشرق حلب، ولم تتمكّن [المعارضة] من طردهم من الرقّة، أما في دير الزور وحولها فقد خسرت الكثير من الأراضي. الصورة تتنوّع كثيراً. لم يتمكّن الثوار من العمل بشكل استراتيجي”.
هذا ويشهد الوضع الحالي العديد من المتغيرات، كما شرح الصايغ. “لم يتضّح إذا ما كان داعش سوف يُحضِر الى سوريا الأسلحة التي استولى عليها في العراق والسجناء الذين حرّرهم والذين يُفترض بأن لديهم الخبرة، والكثير من الأموال للدفع لتجنيد مقاتلين جدد”، كما قال لـ NOW.
ولكن تلك ليست سوى مجرّد احتمالات، لأنّه لم يتضّح بعد إذا ما كان داعش قادراً على القتال على جبهتين في الوقت عينه. “لا أعتقد بأنهم سوف يعطون سوريا الأولوية على حساب العراق، إذا كان عليهم أن يختاروا بين الإثنين”، قال الصايغ. “في الوقت الحالي، تواجههم تحديات عسكرية متزايدة في العراق، مع محاولة الحكومة الرد على الهزيمة [التي مُنيت بها]”.
هذا ويستمر القتال في دير الزور، حيث قام تنظيم داعش والجيش السوري بمحاصرة هذه البلدة التي تسيطر عليها قوى المعارضة في الوقت الحالي. وفي 16 حزيران، أصدر المجلس العسكري الأعلى للإئتلاف السوري بياناً طلب فيه من المجتمع الدولي وبشكل خاص من باقي البلدان العربية، مساعدتهم على قتال داعش في سوريا. “يطلب المجلس العسكري الأعلى من البلدان الشقيقة، ولاسيما من السعودية، وتركيا، وقطر، والإمارات المتحدة والأردن أن تدعم الكتائب الناشطة في دير الزور لكي تطرد تنظيم داعش الإرهابي”، كما جاء في البيان. “ويدعو المجلس العسكري الأعلى كافة الكتائب الناشطة في دير الزور للتوحّد في وجه عصابات الأسد وتنظيم داعش”. إلاّ أنّه وحتى الآن لا يوجد أي إشارة تدلّ على أنّ أياً من البلدان المذكورة قد تمدّهم بالعون.
ووفقاً للصايغ، فإنّ “حزب الله”- أحد أقوى حلفاء النظام السوري- قد يجد نفسه مضطراً الى البدء بحملات لم يخطّط لها. “يُعتقد بأنّ بعض شيعة العراق طُلب منهم الخروج من دمشق والتوجه الى العراق” كما شرح الصايغ. “هذا قد يُجبر “حزب الله” على التمدّد والتوسّع أكثر بينما كان يحاول أن يحدّ من تورّطه العسكري في سوريا”.
وفي هذا السياق، اتّسمت التصريحات التي صدرت عن الأمين العام لـ “حزب الله” السيّد حسن نصرالله بالكثير من الحماسة. “نحن مستعدون لتقديم شهداء في العراق أكثر بخمس مرات من التضحيات التي قدمناها في سوريا، من أجل حماية المقامات الدينية، لأنها أهم بكثير من المقامات المقدسة الموجودة في سوريا”، هذا ما قاله نصرالله في أحد الاجتماعات كما نُقل عنه.
وفي غضون ذلك، يخوض “حزب الله” معركة دامية مع الثوّار السوريين في منطقة القلمون في محاولة منه لفرض سيطرته على الحدود اللبنانية- السورية. وحسب قائد الجيش السوري الحر، أبو عمر علوش، قُتل 29 مقاتلاً من “حزب الله” في الرنكوس في سوريا الأسبوع الماضي خلال اشتباكات مع المعارضة.
وكانت قرية الطفيل اللبنانية، التي حاصرها “حزب الله” في 18 حزيران الجاري، هي الجبهة الأخيرة في هذه الحملة وفقاً لأحد المصادر الإدارية في القرية. فقد أراد مقاتلو “حزب الله” استخدام القرية كمنصة يُطلقون منها هجماتهم على المعارضة السورية التي لا تزال تسيطر على أراضٍ في الرنكوس. “طلبوا منّا أن نبعد النساء والأطفال عن وسط القرية لأنهم يخططون لدخولها. هربت بعض النسوة نحو الغابة لتقوم الطائرات السورية بإلقاء البراميل المتفجرة عليهن”، قال المصدر لـ NOW.
ومع محاولة المعارضة تغيير استراتيجيتها، يستمر النظام السوري بالقتال في مناطق حاسمة. فعدا عن دير الزور، قام الجيش السوري بقصف مناطق حلب التي يسيطر عليها تنظيم داعش، في بداية الأسبوع. وفي الوقت نفسه، يقاتل النظام من أجل الإبقاء على الحدود اللبنانية- السورية خالية من قوى المعارضة.
“لن يقوم النظام على الأرجح بزيادة مواجهاته. فقد سبق أن تخلّى عن الشرق حيث تتمركز قوات داعش اليوم”، قال الصايغ لـ NOW. “ليس عليه أن يقلق مباشرة من داعش، ويمكنه أن يركّز على مناطقه الأساسية”.
ساهمت نادين العلي في جمع المعلومات لإعداد هذا المقال.
ساهمت ميرا عبد الله في الترجمة لإعداد هذا المقال.
هذا المقال ترجمة للنص الأصلي بالإنكليزية
(ترجمة زينة أبو فاعور)
تنظيم الدولة يسيطر على مناطق بدير الزور
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على مناطق في محافظة دير الزور شرق سوريا، بينما سقط عشرات القتلى -أغلبهم من قوات النظام- اليوم الجمعة في تفجيرين بسيارتين مفخختين في محافظة حماة وسط البلاد.
وقال ناشطون سوريون إن تنظيم “الدولة” سيطر بشكل كامل على مدينة الموحسن المحاذية لمطار دير الزور العسكري، وعلى قريتي البوعمر والبوليل في ريف دير الزور الشرقي.
بلدات مهمة
وأفادت وكالة سمارت السورية للأنباء بأن أربعة من عناصر الجيش السوري الحر قتلوا خلال المواجهات التي دارت مع تنظيم “الدولة” في مدينة الموحسن.
وبدورها قالت وكالة رويترز للأنباء إن البلدات التي سيطر عليها التنظيم بلدات رئيسية في المنطقة ومتاخمة للمناطق التي يسيطر عليها في العراق.
ونقلت الوكالة عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله إن هذه البلدات تقع على نهر الفرات الذي يربط سوريا والعراق، وإنها مهمة لأنها قريبة من مطار دير الزور العسكري.
من جهة أخرى أفاد ناشطون بمقتل ثلاثة قياديين من المعارضة السورية المسلحة كانوا قد اختفوا قبل أيام. ويتهم الناشطون تنظيم “الدولة” باختطافهم، في حين أعلن ضباط من المجلس العسكري في دير الزور انضمامهم إلى التنظيم.
وقد أصدرت الجبهة الإسلامية في الغوطة الشرقية بريف دمشق بيانا يتوعد تنظيم “الدولة” بدفع “ثمن باهظ بسبب انتهاجه نهج الاغتيالات بحق المسلمين”، وذلك بعد اغتيال التنظيم قاضيا ووالدته انشق عنه وانضم إلى الجبهة الإسلامية.
سيارتان مفخختان
وفي ريف حماة قتل اليوم الجمعة عشرات -أغلبهم من قوات النظام- وجرح آخرون بعد تفجيرين بسيارتين مفخختين.
وقال مركز حماة الإعلامي إن عشرات بين قتيل وجريح من قوات النظام سقطوا جراء انفجار سيارة مفخخة مساء اليوم في مقر لهم بقرية الصبورة الموالية للنظام في ريف حماة الشرقي.
وفي ريف حماة الغربي أفادت وكالة سمارت بأن 34 عنصرا من قوات النظام قتلوا صباح اليوم إثر انفجار سيارة مفخخة عند حاجز عسكري.
وتبنت “الجبهة الإسلامية” هذا التفجير الذي تم التحكم فيه عن بعد، ووقع عند حاجز “الحرة” في سهل الغاب.
وفي ريف حمص الشمالي ذكرت وكالة “مسار برس” أن القوات النظامية سيطرت على تلة أبو السلاسل القريبة من قرية أم شرشوح بعد اشتباكات مع المعارضة المسلحة.
وأضافت الوكالة أن المعارك ما تزال مستمرة بين الطرفين على محور أم شرشوح-تسنين، مما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر من قوات النظام، وسط قصف من قبل الطيران الحربي التابع للنظام على قريتي أم شرشوح والفرحانية ومزارع الرستن بالقنابل الفراغية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
العراق.. معارك محتدمة حول معبر إستراتيجي مع سوريا
دبي – قناة العربية
مرة ثانية يعود معبر القائم الحدودي مع سورية إلى واجهة الأحداث الميدانية التي تشهدها العراق مع اشتداد المعارك بين قوات المالكي ومقاتلي داعش لفرض السيطرة على المعبر الإستراتيجي.
إلى ذلك، لا تقل الاشتباكات في محيط مصفاة بيجي حدة، لا سيما أن داعش بدأ بتعزيز مواقعه في محيط المنشآت النفطية، فيما يبدو أنها استعدادات لمعركة عنيفة لن يثني طرفيها أي شيء لفرض السيطرة الكاملة عليها.
فقد لجأت قوات المالكي إلى استخدام سلاح الطيران لشن ضربات جوية على مواقع داعش في مدينة تكريت التي سيطر عليها التنظيم بعد تقدمه من الموصل.
وفي شمال بغداد، وفي المنطقة المحيطة بسامراء على الطريق السريع الرئيسي، قالت مصادر مطلعة إن قوات المالكي بدأت بالحشد استعداداً لصد هجمات محتملة من قبل المتشددين. وقالت المصادر إن “الإستراتيجية على مدى الأيام القليلة الماضية كانت إنشاء خط دفاع جديد لمنع تقدم تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي الضلوعية بين سامراء وبغداد قال سكان محليون إن طائرة هليكوبتر قامت بعملية تمشيط وقصفت عددا من المنازل بالصواريخ.
أما في المقدادية في محافظة ديالى شمال العراق، فقال مصدر أمني إن القتال احتدم بشكل عنيف، حيث هاجمت قوات الأمن مساحات من الحقول يسيطر عليها متشددون. وأضاف المصدر أن حوالي ألف مدني فروا إلى الشمال.
داعش يسيطر على قرى مهمة في شرق سوريا
بيروت – رويترز
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطروا الجمعة على بلدات رئيسية في شرق سوريا متاخمة للأراضي التي سيطر عليها التنظيم في العراق.
وقال المرصد إن المتشددين الذين يسعون لإقامة دولة خلافة إسلامية على جانبي الحدود بين العراق وسوريا سيطروا على بلدات موحسن والبوليل والبوعمر.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن البلدات الثلاث التي تمت السيطرة عليها مؤخرا تقع على نهر الفرات، الذي يربط سوريا والعراق، وهي مهمة لأنها قريبة من مطار دير الزور العسكري ومدينة الميادين.
وشدد على أنه بالسيطرة على مدينة الميادين لا تبقى مدن أخرى مهمة خارج سيطرة داعش سوى البوكمال القريبة من الحدود السورية العراقية. وأضاف أن بلدة موحسن التي تقع على بعد نحو 100 كيلومتر من الحدود مع العراق موقع مهم لأي محاولة للسيطرة على المطار.
يذكر أن محافظة دير الزور تشهد قتالاً منذ أكثر من عامين بين جماعات المعارضة وقوات النظام. ويقاتل داعش جماعات معارضة أخرى في محافظة دير الزور، وهي محافظة منتجة للنفط في شرق سوريا دمرتها الحرب التي دخلت عامها الرابع. وكان التنظيم انتزع السيطرة على أحياء في مدينة دير الزور من جبهة النصرة الفرع الرسمي للقاعدة في سوريا.
انتهاء مفاوضات فيينا بين طهران والغرب حول النووي
فيينا – فرانس برس
انتهت المفاوضات حول الملف النووي الإيراني اليوم الجمعة في فيينا، ومن المقرر أن تتواصل في 2 يوليو القادم.
وقال الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون التي تفاوض إيران باسم القوى الكبرى “أتوقع أن نحتاج إلى الكثير من المفاوضات في يوليو”. وأقر دبلوماسي إيراني أن “التقدم في صياغة الاتفاق محدود”، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية.
وتتفاوض مجموعة 5+1 (ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) منذ مطلع العام للتوصل إلى اتفاق تاريخي يفترض أن يضمن للدول الكبرى أن إيران لن تسعى لحيازة السلاح النووي، لقاء رفع العقوبات الدولية التي تحرم الاقتصاد الإيراني كل أسبوع من مليارات الدولارات من عائدات النفط.
وأشارت عدة مصادر قريبة من المفاوضات هذا الأسبوع إلى أن المحادثات تتعثر عند نقطتين أساسيتين هما مستوى تخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن يسمح به لإيران بعد توقيع الاتفاق، والجدول الزمني لرفع العقوبات عنها.
إلا أن الجانبين يواصلان العمل على أمل التوصل إلى اتفاق بحلول موعد 20 يوليو. ومع أن تمديد المهلة ممكن، إلا أنه ليس مطروحا رسميا في الوقت الحالي.
ويقر الجانبان أن التوصل إلى اتفاق بحلول المهلة يحتم تسريع وتيرة المشاورات التي يمكن أن تصبح يومية بشكل أو بآخر.
غارات قرب دمشق وقتلى بقصف على حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
شن الطيران الحربي السوري غارات جوية قرب دمشق، السبت، في وقت استمرت البراميل المتفجرة بحصد المزيد من الأرواح في أحياء حلب الشرقية وريف المدينة.
وقالت “الهيئة العامة للثورة السورية” إن قصفا جويا شنته المقاتلات السورية على حي جوبر شرقي دمشق أسفر عن عدد من الجرحى.
كما ألقى الطيران المروحي 4 براميل متفجرة على جرد حوش عرب في القلمون بريف دمشق بعد تجدد الاشتباكات في المنطقة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة والمجموعات المسلحة الموالية لها.
وفي حمص، وقعت اشتباكات بين كتائب المعارضة المسلحة والجيش السوري في محيط قرية أم شرشوح في ريف المدينة الشمالي، كما شهدت بلدة تلبيسة غارات من القوات الحكومية.
وبثت “الجبهة الإسلامية” شريط فيديو على الإنترنت قالت إنه لتفجير سيارة مفخخة في حاجز للقوات الحكومية في ريف حماة أسفر عن عشرات القتلى، ولم يتسن لنا التأكد من صدقيته من مصدر مستقل.
كما ذكر الناشطون أن القصف بالبراميل المتفجرة على بلدة كفرزيتا في ريف حماة أسفر عن 3 قتلى و8 جرحى.
وفي حلب، قتل وجرح عدة أشخاص نتيجة إلقاء البراميل المتفجرة على بلدتي تل رفعت ومارع في ريف المدينة الشمالي.
وبث نشطاء على الإنترنت فيديو لعمليات بحث عن ناجين تحت أنقاض المباني جراء قصف الطيران الحربي على بلدة مارع.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين من تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” سيطروا على بلدات رئيسية شرقي البلاد على الحدود العراقية بعد معارك مع مقاتلي الجيش الحر.
لافروف في السعودية لبحث أزمة سوريا
سياسيا، قال مسؤول سعودي إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيجري في جدة، السبت، محادثات مع نظيره الأمير سعود الفيصل حول سوريا خصوصا.
وأضاف لفرانس برس “سيصل لافروف الليلة على أن يجري محادثات مع الأمير سعود السبت حول عدد من المسائل تتصدرها الأوضاع في سوريا”.
غارنر: ما يحدث بالعراق حرب عربية وطائفية.. على أمريكا عدم التدخل فيها
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — دعا، جيه غارنر، الحاكم المدني الأمريكي الذي أشرف على إعادة أعمار العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، الإدارة الأمريكية إلى النأي بالنفس عن أحداث العراق الراهنة، بعدما سيطرت مليشيات “داعش” على بلدات ومدن، ودعوات لتدخل أمريكي لوقف تدعم التنظيم الإرهابي.
وقال غارنر للمذيعة بـ CNN، كريستيان أمانبور: “قمنا بعمل جيد بالدخول للعراق، وآخر مستهتر لدى خروجنا من هناك.”
وينظر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في عدد من الخيارات للتعامل مع الوضع بالعراق مع استمرار تقدم “داعش” علما أنه من أبرز معارضي الحرب التي شنها سلفه جورج بوش على العراق عام 2003، ووعد خلال حملته الانتخابية عام 2008 بسحب القوات الأمريكية من هناك، وهو ما فعله أواخر 2011.
وعقب غارنر داعيا أوباما إلى عدم التدخل بالعراق قائلا: “ما نراه حاليا هو حرب العرب ضد العرب، حرب دينية، لا أرى أي حاجة للدخول في الوسط.”
وتابع: “الوضع الراهن أكثر خطورة بكثير على إيران عن الولايات المتحدة، أنا شخصيا لا أدعم توفير أي قوى جوية أو برية عن تلك الضرورية لحماية سفاراتنا أو العاملين بها.”
وأشار إلى أن واشنطن ارتكبت أخطأ بالعراق بعد الغزو 2003 منها عدم تأسيس نظام فيدرالي :”عندها كان سيكون هناك ارتياح عرقي وعشائري وطائفي… ما من أحد يراد أن يحكم بواسطة بغداد”
وتابع معددا أخطأ الإدارة الأمريكية هناك: “ثم دعمنا المالكي رغم علمنا التام بأنه سيحرم الأكراد وسيضطهد السنة ويكون بحق دمية في يد الإيرانيين”، ويواجه رئيس الوزراء العراقي اتهامات له بتأجيج جذوة العنف الراهن بانتهاجه سياسة الإقصاء الطائفي.
وفشلت الولايات المتحدة والعراق في توقيع اتفاقية أمنية تقضي بوجود قوات أمريكية بعد انسحاب الجيش الأمريكي من هناك أواخر 2011، وشرح الحاكم المدني السابق بالعراق التداعيات الناجمة عن ذلك: عرضنا للخطر المكاسب والعمل الجيد الذي قمنا به.”
وأضاف: “في 2013، رسمنا خطا أحمرا في الرمل بشأن سوريا، ثم تراجعنا بجبن، وأدركت المليشيات المسلحة بأننا لن نفعل شيئا.. وفي 2014، مجددا دعمنا المالكي رغم معرفتنا التامة به.”
ميشيل كيلو يفشل في انتخابات الكتلة الديمقراطية
علاء غانم : كلنا شركاء
فشل “ميشيل كيلو” في انتخابات الكتلة الديمقراطية في الائتلاف الوطني السوري بصوتين وانسحب في اللحظات الاخيرة فيما حاز “موفق نيريبة” على عشرة اصوات مقابل تسعة اصوات لـ “هادي البحرة” وبذلك سيكون نيريبة مرشح الكتلة الديمقراطية الى رئاسة الائتلاف في خطوة مفاجئة لم يتدخل بها احمد الجربا رئيس الائتلاف ولكن في حال قرر الائتلاف الذهاب الى التوافق فستقرر الكتلة ذلك وتذهب مع الائتلاف الى التوافق. والغى كيلو ندوة له بعد غد في غازي عنتاب بينما يجتمع اليوم مع حكماء الائتلاف للبت في مصير الهيئة الاستشارية .