أحداث السبت 21 كانون الثاني 2017
الأطراف المتحاربة «تتفاوض» في آستانة … وجهود أميركية لـ «وأد» مرجعية جديدة
لندن – إبراهيم حميدي
يتوقع أن يشارك المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني في مفاوضات آستانة بعد غد، لـ «فرملة» جهود روسية لإصدار وثيقة سياسية تشكل مرجعية جديدة لمفاوضات جنيف الشهر المقبل، في وقت لوحظ وجود ممثلي جميع الأطراف المتحاربة عدا طرف كردي تعارضه أنقرة كان بينهم ضابط من «قوات الدفاع الوطني» (ميليشيات مدعومة من إيران) ضمن تشكيلة وفد الحكومة السورية الذي ضم ديبلوماسيين وأمنيين وعسكريين وإعلاميين كما هو الحال مع وفد فصائل المعارضة المؤلف من حوالى 30 شخصاً بينهم إسلاميون ومعتدلون، ما يؤكد أهمية ملف وقف النار والتعاون بين المشاركين لتثبيته وتوسيعه.
ويبدأ اليوم ممثلو روسيا وإيران وتركيا من نواب وزراء الخارجية وضباط من وزرارات الدفاع وأجهزة الاستخبارات ومكتب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بالوصول إلى آستانة لإجراء محادثات تمهيدية ثنائية وموسعة تضع أسس المفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة بدءاً من الإثنين، على أمل إجراء مفاوضات مباشرة بين الجانبين قبل نهايتها الأربعاء.
ويرأس وفد الحكومة السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري وعضوية المستشار القانوني في الخارجية وعضو مجلس الشعب (البرلمان) أحمد الكزبري ومسؤول الإعلام في القصر أمجد عيسى وديبلوماسيين من الخارجية ومسؤول من «مكتب الأمن الوطني» قاسم البريدي، كما كان الحال في مفاوضات جنيف بداية العام الماضي. وأضيف إلى الوفد كل من السفير في موسكو رياض حداد ومدير إدارة التوجيه السياسي في الجيش اللواء أسامة خضور. وكان لافتاً وجود اللواء محمد رحمون مسؤول الاستخبارات الجوية في دمشق الذي يعتقد أنه ذاته الذي أدرجته واشنطن قبل أيام ضمن 18 مسؤولاً اتهمتهم بالمسؤولية عن هجمات كيماوية، الأمر الذي انتقده دمشق ورفض اتهامات غربية بالمسؤولية عن هذه الهجمات. كما ضم الوفد العميد علي ضافي مسؤول «قوات الدفاع الوطني» في دمشق، في اعتراف رسمي بدور هذه القوات غير النظامية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري ومدعومة من إيران.
في المقابل، ضم وفد المعارضة ممثلي 13 فصيلاً مسلحاً بينهم «فيلق الشام» و «جيش العزة» و «شهداء الإسلام» الذي أبعد عناصره من داريا قرب دمشق، إضافة إلى فارس بيوش قائد «جيش إدلب الحر» الذي تشكل من ثلاث فصائل في إدلب. ويرأس الوفد محمد علوش القيادي في «جيش الإسلام» الذي كانت سعت موسكو إلى إدراجه ضمن التنظيمات الإرهابية، لكنها استجابت لطلبات أنقرة بالتعامل مع «القوى الفاعلة على الأرض» واقتصار محاربة الإرهاب على تنظيمي «داعش» و «فتح الشام» (النصرة سابقاً) المدرجين في قوائم مجلس الأمن الدولي. وغاب عن قائمة الفصائل ممثلو «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي رفضت بعد مناقشات المشاركة في آستانة، لكن «أيدت» المشاركين واختارت بعد نقاشات أن تبقى في المنطقة الرمادية بسبب انتشار عناصرها جنباً إلى جنب مع «فتح الشام» (النصرة سابقا) المستهدفة من الاتفاق الروسي- التركي.
وضم الوفد مستشارين قانونيين مثل هشام مروة وعسكريين مثل قائد «الفرقة 13» المقدم أحمد سعود من إدلب والناطق باسم «الجبهة الجنوبية- الجيش الحر» عصام الريس ومسؤول المكتب السياسي في «جيش الإسلام» محمد بيرقدار، بحيث لا يقتصر تمثيل الفصائل المسلحة على قوى الشمال قرب حدود تركي. وفي إشارة ضد «الاتحاد الديموقراطي الكردي» برئاسة صالح مسلم الذي تعارضه أنقرة، ضم الوفد عبد الحكيم بشار مسؤول «المجلس الوطني الكردي» المنافس لـ «الاتحاد»، إضافة إلى القيادي في «الائتلاف الوطني» نصر حريري.
ويتضمن جدول الأعمال ثلاثة عناصر، تتعلق بوقف النار والمساعدات الإنسانية ومبادئ الحل السياسي، وتتفق موسكو وأنقرة وطهران من جهة والحكومة والمعارضة من جهة أخرى على أولوية التركيز على وقف النار خلال المفاوضات. لكن هناك خلافاً على بقية العناصر الذي يتوقع أن تكون مدرجة على جدول الأعمال. وإذ يسعى وفد الحكومة إلى التركيز على محاربة الإرهاب واتخاذ إجراءات لوقف تمويل ودعم فصائل المعارضة و «إغلاق» حدود تركيا و «دعم الجيش في حربه ضد الإرهاب»، فإن فصائل المعارضة ستركز على توسيع وقف النار ووقف العمليات الهجومية في وادي بردى قرب دمشق، إضافة إلى إقرار آليات للرد على خروقات وقف النار بما يشمل ذلك الجيش السوري، وتركيز على رفع الحصار وإيصال مساعدات إنسانية وإطلاق معتقلين.
وإذ تسعى موسكو وحلفاؤها إلى الخروج بوثائق سياسية من مفاوضات آستانة تخفض سقف المطالب السياسية بعد انخفاضها من «هيئة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة» بموجب «بيان جنيف» إلى «حكم تمثلي يعدل الدستور ويجري انتخابات» بحسب القرار 2254، فإن فصائل المعارضة ترفض الدخول في ذلك، خشية وضع وثيقة تجري مفاوضات جنيف على أساسها. ويدعمها في ذلك كل من الأمم المتحدة، إذ إن دي ميستورا لا يزال يريد أن تكون آستانة محطة قبل مفاوضات جنيف في 8 الشهر المقبل. وبحسب مسؤول غربي، فإن المبعوث الأميركي إلى سورية الذي سيشارك بعد توجيه موسكو دعوة لإدارة دونالد ترامب، سيركز على الحيلولة دون إقرار وثائق سياسية تشكل مرجعية جديدة بعيداً من شراكة أميركية- روسية بحيث يكون «بيان جنيف» والقرار 2254 أساساً للمفاوضات السياسية في جنيف وليس وثائق يمكن أن تصدر من آستانة.
وكان لافتاً أن طهران التي منعتها واشنطن من حضور مفاوضات جنيف في 2014، ردت على ذلك بأنها منعت توجيه دعوة إلى الإدارة الأميركية إلى آستانة وتمسكت بأن تكون الدعوات إلى آستانة صادرة من الرعاة الثلاثة: روسيا، إيران، تركيا. لكن موسكو تمسكت بدعوة ترامب ضمن مساعيها لفتح صيغة من التعاون في سورية. ويعتقد أن الوفد الإيراني يسعى إلى إحياء خطة طهران ذات النقاط الأربع: وقف النار، حكومة موسعة، دستور وانتخابات.
واذ تريد موسكو من فريق دي ميستورا أن يشارك في تسهيل المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة في آستانة لإعطاء شرعية لجهودها مع تركيا، فإن الأمم المتحدة طالبت بأن يكون لها دور في إقرار أجندة هذه المفاوضات بحيث تشمل بنوداً سياسية تنسجم مع تكليف دي ميستورا ومرجعياته وأن تكون محطة تتضمن «إجراءات بناء الثقة» قبل العودة إلى جنيف التي يمكن أن تكون فرصة أخرى لدي ميستورا قبل أن يبحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن مرشحين جدد.
«فتح الشام» تشن هجوماً على «أحرار الشام» في إدلب
بيروت، واشنطن – رويترز، أ ف ب
ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن مقاتلين من «جبهة فتح الشام» التي كانت تعرف في السابق باسم «جبهة النصرة» وكانت مرتبطة بـ «القاعدة» هاجموا أمس (الخميس) نقاط تفتيش ومواقع لجماعة «أحرار الشام الإسلامية» المعارضة في محافظة إدلب السورية.
وأضاف «المرصد» الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا، أن الجماعتين المسلحتين اشتبكتا في ريف إدلب الغربي، وأن «فتح الشام» سيطرت على معبر حدودي مع تركيا.
وكان أكثر من 40 عنصراً من «جبهة فتح الشام» قتلوا ليل أمس، في غارات نفذتها طائرات لم تحدد هويتها في محافظة حلب شمال سورية، وفق ما أفاد «المرصد السوري».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «استهدفت طائرات حربية لم يعرف ما إذا كانت روسية أو تابعة للتحالف الدولي ليل الخميس معسكراً لجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) في جبل الشيخ سليمان في ريف حلب الغربي»، ما أسفر عن مقتل «أكثر من 40 عنصراً من الجبهة».
وفي شأن متصل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس مسؤوليتها عن اغتيال مسؤول في تنظيم «القاعدة» في غارة جوية شمال غربي سورية.
وقال الناطق باسم الوزارة بيتر كوك في بيان، إن محمد حبيب بوسعدون التونسي الذي قتل في 17 كانون الثاني (يناير) الجاري في محافظة إدلب كان «مسؤولاً عن العمليات الخارجية لتنظيم القاعدة». وأضاف كوك أنه كان «مرتبطاً بمشاريع اعتداءات إرهابية ضد مصالح غربية».
وأشار إلى أن محمد حبيب بوسعدون التونسي وصل إلى سوريا في العام 2014 بعد «قضائه سنوات عدة في بلدان عدة في أوروبا والشرق الأوسط حيث كانت له روابط بعدد من المتطرفين». وتبنت وزارة الدفاع الأميركية أيضاً مقتل عضو آخر في «القاعدة» في 12 كانون الثاني (يناير)، هو عبد الجليل المسلمي بضربة أخرى تم شنها في إدلب.
وبحسب «البنتاغون» فإن هذا التونسي الذي تدرب لدى حركة «طالبان» في أواخر تسعينات القرن الماضي كانت لديه «روابط عدة وقديمة» مع عناصر تنظيم «القاعدة» الذين يعدون لـ «عمليات خارجية» وهي عبارة تعني اعتداءات. وفي 5 كانون الثاني قال كوك «نواصل عملنا بحيث لا يكون للقاعدة أي ملاذ في سورية».
تفجير في مخيم للنازحين السوريين على الحدود الأردنية
دبي، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
قتل أربعة أشخاص اليوم (السبت) في تفجير سيارة مفخخة استهدف مخيم الركبان للنازحين السوريين بالقرب من الحدود مع الأردن في جنوب البلاد، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «انفجرت سيارة مفخخة عند أطراف مخيم الركبان عند الحدود الأردنية، ما أسفر عن مقتل أربعة نازحين وسقوط عدد من الجرحى». وأكدت «وكالة الأنباء الأردنية» (بترا) نقلاً عن مصدر عسكري وقوع تفجير في المخيم.
ويعيش في مخيم الركبان 85 ألف شخص عالقين على الحدود السورية – الأردنية.
وتدهورت أوضاع هؤلاء بعد إعلان منطقة الركبان منطقة عسكرية مغلقة عقب هجوم بسيارة مفخخة على موقع عسكري أردني يقدم خدمات للنازحين في 21 حزيران (يونيو). وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وقتها الهجوم الذي أوقع سبعة قتلى و13 جريحاً.
ولم تتمكن الأمم المتحدة منذ ذلك الحين من إدخال المساعدات سوى مرتين إلى النازحين، الأولى في الرابع آب (أغسطس) والثانية في 22 تشرين الثاني (نوفمبر).
وخفّض الأردن، بسبب مخاوف أمنية، عدد نقاط عبور القادمين من سورية من 45 نقطة في العام 2012 إلى خمس نقاط في شرق المملكة في 2015، ثلاث مخصصة للجرحى فيما خصص معبران هما الركبان والحدلات للاجئين، قبل تعرض منطقة الركبان للهجوم بسيارة مفخخة.
وبحسب الأمم المتحدة، هناك حوالى 630 ألف لاجئ سوري مسجلين في الأردن بينما تقول المملكة إنها تستضيف حوالى 1.4 مليون لاجئ منذ اندلاع النزاع في سورية في آذار (مارس) 2011.
القاعدة الروسية في طرطوس تستضيف سفناً نووية
موسكو – رائد جبر لندن، واشنطن، نيويورك، دافوس، موسكو – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
نشرت موسكو رسمياً أمس، نص اتفاق وقعته مع دمشق يمنح الروس حق الاستخدام المجاني لقاعدة طرطوس البحرية لمدة 49 سنة قابلة للتمديد تلقائياً. ويوفر الاتفاق للقوات الروسية حصانة كاملة وحق نشر 11 سفينة حربية في الميناء الموسع، بما في ذلك سفن نووية، في وقت بدأت وفود من روسيا وإيران وتركيا والأمم المتحدة بالوصول إلى آستانة استعداداً لمفاوضات بين وفدي الحكومة السورية وفصائل معارضة بالتزامن مع طلب باريس عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لتأكيد مرجعية «بيان جنيف» في المفاوضات السياسية. وصعّد «داعش» هجماته ضد مدينة تدمر الأثرية بعد خسائره في العراق، في وقت قتل عشرات من «فتح الشام» (النصرة سابقاً) قرب حلب بغارات أميركية.
ونصُّ الاتفاق، الذي نشر على موقع الوثائق الرسمية التابع للكرملين أمس، مطابق للاتفاق الذي وقعته روسيا مع الحكومة السورية في أيلول (سبتمبر) 2015 ويتناول الوجود العسكري الروسي في قاعدة «حميميم» الجوية، مع فوارق بسيطة، منها أن الاتفاق الأول لم يقيد الروس بسقف زمني، بينما نص اتفاق طرطوس على «49 سنة قابلة للتمديد بشكل تلقائي في حال لم يقع أي انتهاك لبنود الاتفاق». ولفت الموقع الرئاسي إلى أن الطرفين وقعا الوثيقة في 18 كانون الثاني (يناير) 2017 وهو التاريخ الذي سيبدأ منه سريان الاتفاق، الذي أعلنت الوثيقة أنه «دفاعي وليس موجهاً ضد أي طرف».
ومنح الاتفاق الروس حق الوجود واستخدام «مركز الإمداد والتموين» الذي تقوم موسكو بعمليات ضخمة لتوسيعه وتحويله إلى قاعدة عسكرية متكاملة، من دون مقابل مادي، كما تتمتع القاعدة والأملاك المنقولة وغير المنقولة فيها والأراضي التابعة لها والقوات العاملة فيها بحصانة كاملة ولا تخضع للقوانين السورية. ولا يحق للجهات السورية دخول القاعدة أو منشآت تابعة لها إلا بإذن مسبق من قائدها.
ووفق الاتفاق، سيكون من حق موسكو نشر 11 سفينة حربية في الميناء الموسع، بما في ذلك السفن النووية، على أن تراعي روسيا متطلبات حماية البيئة. وتتولى روسيا تأمين الحماية اللازمة للقاعدة، كما ينظم الاتفاق دخول السفن الحربية الروسية إلى المياه الإقليمية السورية والموانئ. وبحسب النص المنشور، تقوم روسيا بإبلاغ الجانب السوري بوصول سفنها الحربية قبل 12 ساعة، وفي حالات خاصة قبل 6 ساعات، كما تبلغه بمغادرة سفنها قبل 3 ساعات، وفي حالات الضرورة قبل ساعة واحدة من تحرك السفن العسكرية. وسمح الاتفاق لروسيا بنشر نقاط تمركز متنقلة خارج الأراضي التابعة للقاعدة البحرية، بهدف حراسة ميناء طرطوس، على أن تقوم بإبلاغ الجانب السوري بخططها.
وقال الأميرال فيكتور كرافتشينكو، الرئيس السابق لهيئة أركان الأسطول الحربي الروسي، إن الاتفاق تضمن إشارة إلى «تحويل مركز الإمداد المادي التقني في طرطوس قاعدة عسكرية بحرية متكاملة». وأوضح أن ذلك يعني تأهيل المركز لاستقبال كل أنواع السفن الروسية مهما كان حجمها. وزاد أن ضمان أمن القاعدة سوف يتطلب نشر منظومات صاروخية جديدة حولها، إضافة إلى نشر منظومات صاروخية في البحر من طراز «بال» أو «باستيون»، علماً أن موسكو نشرت في وقت سابق صواريخ «أس 300» في محيط قاعدة طرطوس.
وجاء هذا قبل أيام من انطلاق مفاوضات آستانة بمشاركة ممثلي جميع الأطراف المتحاربة سوى طرف كردي تعارضه أنقرة كان بينهم ضابط من «قوات الدفاع الوطني» (ميليشيات مدعومة من إيران) ضمن تشكيلة وفد الحكومة السورية الذي ضم ديبلوماسيين وأمنيين وعسكريين وإعلاميين، كما هي الحال مع وفد فصائل المعارضة المؤلف من حوالى 30 شخصاً بينهم إسلاميون ومعتدلون، ما يؤكد أهمية ملف وقف النار والتعاون بين المشاركين لتثبيته وتوسيعه.
ويبدأ اليوم ممثلو روسيا وإيران وتركيا، من نواب وزراء الخارجية وضباط من وزارات الدفاع وأجهزة الاستخبارات ومكتب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، بالوصول إلى آستانة لإجراء محادثات تمهيدية ثنائية وموسعة تضع أسس المفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة بدءاً من الإثنين، على أمل إجراء مفاوضات مباشرة بين الجانبين قبل نهايتها الأربعاء.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس أمس: «علينا أن نكون براغماتيين، واقعيين. الوضع تغير على الأرض بدرجة كبيرة وتركيا لم يعد في وسعها أن تصر على تسوية من دون الأسد. هذا غير واقعي». وتابع: «في ما يتعلق بموقفنا من الأسد، نعتقد أن معاناة الشعب السوري والمآسي يتحمل مسؤوليتها بوضوح… الأسد في شكل كامل».
ودعت فرنسا مجلس الأمن إلى عقد جلسة مشاورات مغلقة، كان مقرراً أن تُعقد الجمعة، ليستمع المجلس فيها إلى إحاطة من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فلتمان «حول الوضع الميداني وتطبيق قرار مجلس الأمن ٢٣٣٦».
وقال ديبلوماسيون في المجلس إن فرنسا أكدت ضرورة «بحث تطبيق قرار مجلس الأمن ٢٣٣٦» في الاجتماع، في إشارة إلى أن مفاوضات آستانة ليست إطاراً منفصلاً عن العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، بل هي «خطوة إضافية قبل استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف في ٨ شباط (فبراير) ٢٠١٧».
وفي التوازي، ومع خسائر «داعش» في العراق، صعد التنظيم عملياته شرق سورية ودمر معالم تاريخية من مدينة تدمر الأثرية. وقالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) إيرينا بوكوفا: «هذا التدمير المتعمد جريمة حرب جديدة. إنها خسارة كبيرة للشعب السوري وللإنسانية».
وأعلن مسؤول أميركي مقتل أكثر من 100 إرهابي في ضربة جوية نفذتها قاذفة أميركية «بي-52» ضد تنظيم «القاعدة»، وذلك بعدما أفاد نشطاء ومرصد حقوقي بمقتل 50 من عناصر «فتح الشام» غير المشمولة باتفاق وقف النار الروسي- التركي.
نائب يلدرم ينفي تصريحات حول الأسد
دبي، نيويورك (الولايات المتحدة) – «الحياة»، رويترز
نفى نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك تصريحات نسبت إليه أمس (الجمعة) مفادها أن «تركيا لم يعد بإمكانها الإصرار على التوصل إلى اتفاق في سورية من دون بشار الأسد،» متهماً وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية «باجتزاء كلمته».
وقال بيان صادر عن مكتب شميشك نقلته وكالة أنباء «الأناضول» وصحيفة «الصباح» التركية إن الأخير قال في رده على سؤال حول المسألة السورية على هامش مشاركته في منتدى «دافوس» الاقتصادي، المنعقد حالياً في سويسرا إن «الأسد سبب المأساة في سورية، ولا يمكن قبول حل يكون الأسد جزءا منه». وأضاف خلال مشاركته في ندوة بعنوان «إنهاء النزاع في سورية والعراق» أن «الولايات المتحدة لم تقم بما يقع على عاتقها، وتمكنت روسيا وإيران من تغيير الوضع في الميدان».
وأشار شيمشك إلى «ضرورة التركيز بعد الآن على الحفاظ على أرواح الناس عبر اتفاق وقف إطلاق النار». ولفت البيان إلى أن الوكالة الروسية «عملت على خلق تصور عبر إخراج حديث نائب رئيس الوزراء التركي من سياقه»، و«الزعم بأنه قال لم تعد تركيا تصر على اتفاق من دون الأسد»، وأكد أن «شيمشك لم يذكر بأي شكل من الأشكال ما ذكرته الوكالة، وأن ما ذكرته يعكس رأيها الخاص».
وفيما يتعلق بمفاوضات السلام السورية المقررة في العاصمة الكازاخستانية آستانة بعد غد، قال الوزير التركي: «هناك توقعات عالية من اجتماع آستانة، في الحقيقة يمكننا تحقيق اتفاق دائم، وستكون كل الأطراف الفاعلة هناك»، مؤكداً أن بلاده وروسيا وإيران ستشارك في الاجتماع، مشيراً إلى أن الدعوة أُرسلت إلى الإدارة الأميركية الجديدة.
في الإطار أعرب مجلس الامن أمس عن تأييده محادثات آستانة مشيراً إلى أنها «يجب ان تساعد في تثبيت وقف النار، من دون تهميش محادثات جنيف بقيادة الأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن».
وخلال اجتماع مغلق ناقش المجلس المحادثات التي ستبدأ في العاصمة الكازاخستانية بعدما قررت الامم المتحدة ارسال المبعوث ستافان دي ميستورا للمشاركة فيها، وقال سفير السويد ورئيس المجلس اولوف سكوغ ان محادثات آستانة يمكن ان تساعد في تثبيت وقف النار، وتمثل خطوة مهمة للعودة الى محادثات جنيف».
وحول المخاوف من تهميش محادثات جنيف قال سكوغ: «هذه المخاوف موجودة» لذا يجب أن «تنسجم محادثات آستانة مع جنيف».
وتعمل الامم المتحدة على اعادة الحكومة السورية والفصائل المسلحة الى طاولة المحادثات في جنيف في الثامن من شباط (فبراير).
ترامب يلغي «أوباماكير» والشرطة تعتقل عشرات المتظاهرين
واشنطن، مكسيكو – أ ف ب، رويترز
وقع الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب فور دخوله البيت الأبيض أمس (الجمعة) مرسوماً تنفيذيا ضد قانون التأمين الصحي «اوباماكير» الذي كان وعد خلال حملته الانتخابية بإلغائه، في وقت تتصاعد الاحتجاجات التي بدأت على هامش مراسم تنصيبه والتي اعتقل خلالها 95 متظاهراً، بحسب ما أعلنت شرطة العاصمة.
واوضح الامين العام للبيت الابيض راينس بريبوس ان الامر يتعلق بمرسوم يهدف الى «التقليل من الثقل» المالي لهذا القانون، وكان متوقعاً أن يوقع مراسيم تطيح بمشاريع أقرت خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
من جهته قال ناطق باسم الشرطة: «اوقفنا حوالى 95 شخصا» خلال مواجهات عنيفة دارت بين متظاهرين وقوات الأمن، وألقى ما بين 400 و500 متظاهر مقذوفات على شرطة مكافحة الشغب على مقربة من البيت الابيض.
وترجمة لجملة ترامب أثناء التنصيب «لنبدأ العمل» صادق مجلس الشيوخ الأمريكي بعد ساعات من التنصيب على تعيين أول عضو في إدارته بعد موافقته بغالبية ساحقة على تولي الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس وزراة الدفاع، وتعيين تعيين الجنرال المتقاعد جون كيلي وزيرا للأمن الداخلي يوم ليصبح ثاني عضو، ووافق 88 عضوا على تعيين كيلي مقابل اعتراض 11 عضوا فقط، ولم يصوت عضو واحد فقط.
وفي إطار ردود الفعل على تنصيب ترامب اكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في مقابلة مع صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية أنه «سيقر باهمية حلف شمال الاطلسي (ناتو) ،الذي قال قبل أيام أنه (عفى عليه الزمن)، وبأهمية التعاون الذي لدينا في اوروبا لضمان دفاعنا وأمننا المشترك». وستلتقي ماي ترامب في الربيع المقبل خلال زيارة رسمية لواشنطن، بحسب رئاسة الوزراء وقد يكون الاجتماع في شباط (فبراير) المقبل.
أما الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو فعبّر أمس عن رغبته في اجراء حوار «محترم» مع ترامب الذي وعد ببناء جدار على الحدود مع المكسيك ،بتمويل مكسيكي، وطرد 11 مليون أجنبي مقيمين على الأراضي الأميركية بصورة غير شرعية.
وكتب بينيا نييتو على «تويتر»: «سنعمل معا بمسؤولية مشتركة لتعزيز علاقاتنا وسنقيم حوارا محترما مع ادارة ترامب».
وكان ترامب أدى أمس القسم بقوله: «أنا، دونالد جون ترامب، اقسم رسمياً بانني ساؤدي مهمات رئيس الولايات المتحدة باخلاص وبان ابذل كل ما في وسعي لحماية وصون والدفاع عن دستور الولايات المتحدة، فليكن الرب بعوني». وقبل ذلك أدّى القسم أيضاً نائبه مايك بنس.
وبعد اداء اليمين، أكد في خطابه انه ملتزم وعده أن «يعيد لأميركا عظمتها» وأنه سيعمل على إنهاء الانقسامات في البلاد وبناء تحالفات جديدة. وأكد أنه «من الآن فصاعداً، أميركا فقط ستكون أولاً»، مؤكداً أنه سيعطي الأولوية لشراء «المنتجات الأميركية وتوظيف أميركيين».
ترامب يعيد السلطة الى الشعب ويؤكد شعار «أميركا أولاً»
واشنطن – جويس كرم موسكو، برلين – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب
رفع دونالد ترامب الذي نُصِّب أمس الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، شعار «أميركا أولاً» لتطبيق «رؤية جديدة» في الحكم، تعيد «السلطة إلى الشعب»، متعهداً «محو الإرهاب الإسلامي المتطرف عن وجه الأرض».
وبعد دقائق على تنصيبه، أعلن البيت الأبيض أن إدارة ترامب تعتزم تطوير نظام دفاع صاروخي «متطور» لحماية الولايات المتحدة من هجمات قد تشنّها إيران وكوريا الشمالية.
وجذبت احتفالات التنصيب في واشنطن مئات الآلاف من معسكرين متناقضين، يجسّدان انقساماً عميقاً، إذ يرى أولهما في ترامب مخلّصاً من إرث باراك أوباما، أول رئيس أسود للولايات المتحدة، فيما يعتبره الثاني شعبوياً عنصرياً مدمراً لمبادئ الأمّة، علماً أن شعبيته لا تتجاوز 37 في المئة، وفق استطلاع أعدّته شبكة «فوكس نيوز».
وانعكس الاحتقان في الشارع الأميركي، في استخدام الشرطة في واشنطن غاز الفلفل لتفريق مئات من المحتجين المتشحين بالسواد، والمعارضين تنصيب ترامب، بعدما حطّموا نوافذ سيارات وواجهات متاجر تُعتبر رمزاً للرأسمالية الأميركية، مثل «بنك أوف أميركا» و «ستارباكس» و «مكدونالدز»، وهم يهتفون «لا للترحيل، لا للفاشية في الولايات المتحدة».
وكان مناهضو ترامب نظموا مسيرات في واشنطن ونيويورك ومدن أخرى في الولايات المتحدة والعالم، شهدت صدامات مع الشرطة، علماً أنهم رفعوا لافتات كُتب عليها «لتقرع الحرية»، و «فلسطين حرة»، وتعهدوا «الكفاح» ضد خلف أوباما.
ولفت إعلان الكرملين امتناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن متابعة وقائع تنصيب ترامب، على رغم تعرّض الأخير لحملة عنيفة بسبب تأييده تطبيعاً للعلاقات مع موسكو، وإقراره على مضض بتدخلها في انتخابات الرئاسة الأميركية. وودّعت موسكو أوباما بهجوم عنيف، إذ اتهمته بـ «تدمير» العلاقات مع واشنطن، معتبرة الأمر «أكبر خطأ في السياسة الخارجية، سيبقى إلى الأبد في التاريخ». في المقابل، أبلغت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الرئيس السابق أنها ستحضّ دول الاتحاد الأوروبي على «ألا تتأثر بانتقادات» خلفه.
أما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو فأعرب عن «سعادته بالعمل في شكل وثيق» مع ترامب لـ «جعل التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة أقوى من أي وقت».
وأدى ترامب القسم الدستوري على الكتاب المقدس أمام مبنى الكابيتول، قائلاً: «أنا، دونالد جون ترامب، أقسم رسمياً بأنني سأؤدي مهمات رئيس الولايات المتحدة بإخلاص، وبأن أبذل كل ما في وسعي لحماية دستور الولايات المتحدة وصونه والدفاع عنه، فليكن الرب بعوني»، ثم رفع قبضته. وكان نائبه مايك بنس أدى القسم قبله.
وفي صورة تضامنية، حضر احتفال التنصيب الرؤساء السابقون جيمي كارتر وجورج بوش وبيل كلينتون، وزوجته هيلاري التي نافست ترامب في الحملة الانتخابية. وارتدى ترامب ربطة عنق حمراء، فيما بدت زوجته ميلانيا التي ارتدت ثوباً أزرق، أقرب في لباسها إلى السيدة الأولى السابقة جاكي كينيدي. كما حضر أبناء ترامب، يتقدّمهم إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر الذي سيكون له دور أساسي في الإدارة المقبلة.
ووَرَدَ في خطاب الرئيس الجديد بعد تنصيبه: «اليوم، نحن لا ننقل السلطات من إدارة إلى أخرى أو من حزب إلى آخر، بل ننقل السلطات من واشنطن لنعيدها إليكم، إلى الشعب. سنحدد معاً مسار أميركا والعالم لسنوات مقبلة. سنواجه التحديات وسنتحدى الصعوبات، لكننا سننجز العمل».
وأضاف أن «رؤية جديدة ستحكم بلادنا… ستكون أميركا فقط أولاً. معاً سنجعل أميركا قوية مرة أخرى. سنجعلها ثرية وفخورة وآمنة مرة أخرى. نعم، معاً سنعيد إلى أميركا عظمتها مرة أخرى، وستربح مرة أخرى». وتعهد منح أولوية لشراء «المنتجات الأميركية وتوظيف أميركيين». وأسِف لتعرّض الجيش الأميركي لـ «إنهاك محزن»، وتابع: «سنعزز التحالفات القديمة ونشكّل تحالفات جديدة، ونوحّد العالم المتحضر ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف الذي سنمحوه تماماً من وجه الارض».
وكان ترامب استبق تنصيبه أمس، بإعلانه «بدء العمل»، والذي يُرجّح أن يتضمّن توقيعه مراسيم تنفيذية تطيح مشاريع أُقِرت خلال عهد أوباما الذي تعهد للأميركيين «البقاء إلى جانبهم». واعتبر السيناتور الجمهوري البارز جون ماكين أن الرئيس الجديد «يبدو أنه سيحارب كل طاحونة هواء يجدها، بدل التركيز على مهمات أهم منصب في العالم». لكن إيفانكا ترامب حضّت معارضي والدها على منحه «وقتاً».
وبتنصيب ترامب تدخل الولايات المتحدة وسياستها في الشرق الأوسط، مرحلة جديدة رجّح خبراء ومسؤولون سابقون أن تشمل سياسة متشددة ضد «التطرف الإسلامي»، وتصعيداً سريعاً ضد إيران ونشاطاتها الإقليمية، يقابله تسريع للحرب على تنظيم «داعش» وتعزيز للعلاقات مع إسرائيل.
وأبلغ بنجامين حداد، وهو خبير في معهد «هادسون» المقرّب من الجمهوريين، «الحياة» بأن سياسة ترامب في الشرق الأوسط ستنعطف في اتجاه خط أكثر تشدداً و «وضوحاً في محاربة التطرف الإسلامي»، ما «سيحسّن العلاقات مع أنظمة في المنطقة تحارب الإسلام السياسي، أبرزها مصر». ولفت إلى أن تعيينات ترامب في وزارتَي الخارجية والدفاع هي أقرب إلى الخط التقليدي للحزب الجمهوري، مستدركاً أنها ستتبنّى أيضاً نهجاً أكثر تشدداً مع إيران، من دون الإخلال بالاتفاق النووي.
أما مارك ديربويتزن، وهو خبير في معهد «مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية»، فأشار إلى أن إدارة ترامب «ستطبّق الاتفاق النووي في شكل أكثر صرامة، وأي اتفاقات أُبرمت على جانبه». ورجّح الامتناع عن إلغاء الاتفاق، لكنه توقّع فرض عقوبات على طهران ترتبط بتسلّحها وصواريخها الباليستية وزعزعتها الاستقرار الاقليمي.
ولفت إلى أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس «قد يتم سريعاً»، مضيفاً أن الإدارة الجديدة قد تعود إلى تعهدات سابقة، بينها رسالة وجّهها الرئيس السابق جورج بوش إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل أرييل شارون، تُقرّ بـ «معطيات جديدة على الأرض» بدل القرار الدولي الرقم 2334، الذي ترفضه إدارة ترامب.
روسيا تودّع أوباما بهجوم عنيف ومركل ترفض تأثر أوروبا بانتقادات خلفه
برلين – اسكندر الديك طوكيو، مكسيكو سيتي – رويترز
ودّعت موسكو الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بهجوم عنيف، إذ اتهمته بـ «تدمير» العلاقات بين الجانبين، معتبرة الأمر «أكبر خطأ في السياسة الخارجية سيبقى إلى الأبد في التاريخ». لكن روسيا أعربت عن استعدادها لـ «حوار بنّاء» مع الولايات المتحدة، فيما أبلغت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أوباما أنها ستحضّ دول الاتحاد الأوروبي على «ألا تتأثر بانتقادات» الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده «مستعدة لأداء دورها في التوجّه إلى حوار بنّاء مع الولايات المتحدة»، مضيفاً أن موسكو اهتمت بتصريحات ترامب في شأن استعداد واشنطن للمشاركة في قتال تنظيم «داعش».
أما الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف فنبّه إلى أن «روسيا ليست قادرة على أن تسوّي بمفردها، قضايا كثيرة في العالم»، مشيراً إلى أنها «ترغب في علاقات جيدة مع الولايات المتحدة». وأضاف: «لسنا قادرين على حلّ مسائل كثيرة في العالم ومنطقتنا، والتي تعرّض بلادنا لخطر، من دون التعاون مع الأميركيين. لذلك نحن في أمسّ الحاجة إلى علاقات جيدة مع واشنطن، ولكن يُقال إن رقصة التانغو تتطلّب شخصين، وموقف الرئيس ترامب ما زال موضع استفهام».
ولفت إلى أن روسيا «لا يمكنها أن تثق» في احتمال حدوث تغييرات جذرية في سياسات الولايات المتحدة خلال عهد ترامب، مستدركاً: «يمكننا فقط أن نعبّر عن أملنا». وأبدى «تفهماً» لتصريحات معادية لروسيا أدلى بها مرشحون لمناصب وزارية في إدارة الرئيس الأميركي.
وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف اتهم إدارة أوباما بـ «تدمير العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، ودفعها إلى أدنى مستوى لها في العقود الأخيرة»، ورأى في الأمر «خطأها الأكبر في السياسة الخارجية، والذي سيبقى إلى الأبد في التاريخ».
وكتب على موقع «فايسبوك»: «بحلول نهاية الولاية الثانية لإدارة الرئيس أوباما، تدهورت تماماً علاقات روسيا والولايات المتحدة. يدرك الجميع أن الولايات المتحدة حاولت دوماً «قيادة» كل العمليات العالمية تقريباً، وتدخلت بوقاحة في الشؤون الداخلية لدولٍ، وشنّت في وقت واحد حروباً على أراض أجنبية».
وأشار إلى أن العراق و «الربيع العربي» وأوكرانيا وسورية هي جزء من «قائمة مغامرات السنوات الأخيرة»، مضيفاً: «نشهد عواقبها حتى الآن: من انهيار كامل للنظم السياسية في هذه البلدان، حتى حروب أودت بحياة عشرات الآلاف». وتابع: «العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا تحدّد، بلا مبالغة، مصير المبادرات الدولية الرئيسة. أحياناً يمكن أن يعجبنا أو لا يعجبنا أمر في سياسة شركائنا الأساسيين، ولكن يجب أن نكون على مستوى من المسؤولية المشتركة. وهذا الأمر لم يتوافر لدى إدارة أوباما».
وعكست مكالمة وداعية بين أوباما ومركل، توتراً في العلاقة بين المستشارة وترامب الذي كان انتقد سياستها المنفتحة على اللاجئين، إذ اعتبرها «كارثية على أوروبا»، وهدد بوقف دعم الحلف الأطلسي «البائد».
وفي رد غير مباشر على ترامب، ذكر مصدر في برلين أن مركل أكدت لأوباما خلال المكالمة أن «الأوروبيين وحدهم يتحكمون بمصيرهم، وأنها ستحضّ دول الاتحاد الأوروبي على ألا تتأثر بانتقادات ترامب»، معتبرة أنها تستطيع التصدي للإرهاب وتحديات أخرى، من خلال قوتها. وأكدت للرئيس السابق أن «الروابط القوية بين ألمانيا وأميركا حيوية بالنسبة إلى للنظام العالمي». وأعلن البيت الأبيض أن أوباما ومركل اتفقا على أن التعاون «جوهري لضمان رابطة متينة بين القارتين، لضمان نظام دولي يدافع عن القيم ويدفع بالتقدّم البشري إلى أمام». وسُئلت مركل عن مستقبل العلاقات الأميركية – الألمانية، فأجابت أن «مواقف ترامب باتت معروفة»، مستدركة أنها تفضّل الانتظار «إلى أن يتسلّم الرئيس الجديد منصبه رسمياً».
وانتقد وزير المال فولفغانغ شويبله، الرجل الثاني القوي في الحزب المسيحي الديموقراطي الذي تتزعمه مركل، الرئيس المُنصّب على تهديداته لشركات السيارات العالمية، وانزعاجه من رؤية سيارات «مرسيدس» بكثرة في شوارع الولايات المتحدة، فيما أن أحداً في ألمانيا تقريباً لا يشتري سيارة «شيفروليه» الأميركية. وانتقد ترامب امتناع شركات السيارات الألمانية عن إنتاج مزيد من السيارات في الولايات المتحدة، محذراً من أنه سيفرض ضريبة جمركية قيمتها 35 في المئة، على السيارات المستوردة إلى السوق الأميركية.
وقال شويبله لموقع «شبيغل أونلاين»: «إذا كان ترامب يريد أن يفرض على الأميركيين أي ماركة سيارة عليهم شراؤها، أتمنى له الكثير من الحظ! ليس هذا تصوّري لأميركا، وأعتقد بأن ذلك ليس تصوّره أيضاً. الولايات المتحدة وقّعت اتفاقات دولية، ولا أعتقد بأن حرباً تجارية ضخمة ستندلع غداً، ولكننا سنصرّ على التزام الاتفاقات القائمة».
إلى ذلك، شدد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي على أن «التحالف الياباني – الأميركي كان وما زال وسيبقى حجر أساس للسياسات الديبلوماسية والأمنية لبلدنا». وأضاف أمام البرلمان: «أهدف إلى زيارة الولايات المتحدة في أقرب وقت، لتحصين رباط التحالف معاً في شكل أكبر مع الرئيس الجديد ترامب».
وكان آبي اعتبر بعد لقائه ترامب في نيويورك إثر الانتخابات الأميركية، أنه «قائد جدير بالثقة». لكن الأخير أثار مخاوف في طوكيو ودول منطقة آسيا – المحيط الهادئ، بتعهده جعل حلفاء الولايات المتحدة يدفعون أكثر في مقابل الأمن الذي تؤمنه القوات الأميركية، ومعارضته اتفاق الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ.
في السياق ذاته، أعرب كوساي شيندو، رئيس مجلس إدارة اتحاد الحديد والصلب في اليابان، عن «قلق من أخطار تبنّي إدارة ترامب إجراءات أو سياسات للحماية التجارية».
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة المكسيكية أن وزيرَي الخارجية لويس فيدغاراي والاقتصاد إلديفونسو خواخاردو سيجريان محادثات مع رينس بريباس، أبرز موظفي البيت الأبيض، وجاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره، في واشنطن في 25 و26 الشهر الجاري، لمناقشة العلاقات الثنائية، مثل الأمن والتجارة والهجرة.
وكان ترامب هدّد بفرض رسوم على دخول المنتجات المكسيكية إلى السوق الأميركية، وبتشييد جدار على حدود البلدين والتخلّي عن اتفاق للتجارة الحرة مع المكسيك، إن لم يتمكّن من إعادة التفاوض عليه بحيث يخدم المصالح الأميركية.
الكرملين: موقف إيران يعقّد مشاركة واشنطن في مباحثات أستانة حول سوريا
واشنطن – الأناضول – قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، السبت، إن موقف إيران “يعقد” مسألة مشاركة واشنطن في مباحثات أستانة حول الأزمة السورية.
وأضاف بيسكوف، في مقابلة مع قناة “بي بي سي” البريطانية، أن “موسكو ترحب بدور أمريكي في المباحثات، إلا أن طهران تعقد الأمر”.
وأكد أنه “لا يمكن حل الأزمة السورية بدن دور لواشنطن”.
وسعت إيران إلى عدم مشاركة واشنطن، بسبب انزعاج إدارتها من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول برنامجها النووي، غير أن أنقرة وموسكو لم ترغبا في استبعاد الولايات المتحدة عن المباحثات التي تجري بعد غدٍ الإثنين بين وفود عن المعارضة العسكرية السورية ونظام بشار الأسد.
وكانت تركيا وروسيا توصلتا إلى اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، نهاية الشهر الماضي، تمهيداً لمحادثات سلام تحتضنها أستانة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
الجيش التركي يعلن مقتل 46 مسلحاً من “الدولة” شمالي سوريا
أنقرة – الأناضول – أعلن الجيش التركي، السبت، مقتل 46 من تنظيم “الدولة الاسلامية” وإصابة 16 آخرين شمال سوريا في إطار عملية “درع الفرات”.
وفي بيان صادر عنه، قال الجيش التركي إن “قوات درع الفرات قصفت بالأسلحة الثقيلة 318 هدفاً لداعش بريف محافظة حلب السورية”.
وأكّد البيان أن “مقاتلات تركية نفّذت غارات جوية استهدفت 21 هدفاً للتنظيم الإرهابي في مدينة الباب، وقريتي بزاغة، وقباسين، بريف حلب”.
وأوضح أن “الغارات الجوية أسفرت عن مقتل 46 مسلحاً من “داعش” وإصابة 16 آخرين، فضلاً عن تدمير عدد من الآليات المسلحة التابعة للتنظيم”.
وأشار البيان، إلى أن “فصائل المعارضة السورية المشاركة في درع الفرات تمكنت من السيطرة على 227 منطقة مأهولة بالسكان منذ انطلاق العملية”.
ودعماً لقوات “الجيش السوري الحر”، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا).
وانطلقت العملية، تحت اسم “درع الفرات”، بهدف تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم “الدولة” الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.
استكمالاً لخطة التغيير الديموغرافي… بلدة زاكية في ريف دمشق تواصل مسيرة التهجير القسري إلى إدلب
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: على الرغم من انشغاله بمعارك وادي بردى بريف دمشق الغربي، ومحاولته السيطرة على أكبر مساحة ممكنة قبل عقد أي اتفاق من شأنه إيقاف اطلاق النار، المتمثل باجتماع «الاستانة» ووقف تقدم القوات المهاجمة على قرى الوادي، التي تضم إلى جانب قوات النظام الميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية، لم يهمل النظام السوري مشروعه في عقد الصفقات والهدن، التي تجعل من الحزام الدمشقي منطقة آمنة وجاهزة للدخول في الخريطة الجديدة لسوريا.
وفي هذا الصدد، يواصل النظام السوري تهجير أهالي بلدة زاكية بريف دمشق الغربي، وكل من حمل السلاح من أهالي البلدة، ويرفض المصالحة أو التسوية، إلى محافظة إدلب شمالاً، مقابل تخفيف الحصار عن البقية الباقية، والسماح لهم بإدخال المواد الغذائية، والمحروقات إلى بلدة زاكية، مع وجود الحواجز العسكرية التي ستبقى تقطع أوصال ريف دمشق، حتى خروج آخر ثائر من المنطقة. وقال عضو المجلس المحلي لبلدة زاكية في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: سيخرج من البلدة إلى شمال سوريا حوالي 130 شاباً، مع عوائلهم، ممن سجلوا أسماءهم لدى لجنة المفاوضات، وأعلنوا رفضهم للتسوية، وعدم قبولهم بالانخراط ضمن قوات النظام من جديد.
وبيّن المتحدث «أن قوافل المهجرين ستضم أيضاً عدداً من الثوار من أهالي بلدة كناكر، مع عائلاتهم، ممن كانوا قد نزحوا إلى بلدة زاكية في فترات سابقة».
أتى ذلك بالتزامن مع إرسال النظام السوري إلى لجنة المفاوضات في زاكية، لوائح تضم قرابة 200 اسم، ممن فضلوا البقاء ضمن بلدتهم، وسيتم تعبئتهم قريباً ضمن قوات النظام السوري.
ورأى الناشط الاعلامي من غوطة دمشق الغربية فواز الشامي خلال اتصال خاص مع «القدس العربي»: ان تهجير ثوار بلدة زاكية، ومن يتواجد فيها من مقاتلي المعارضة المتحدرين من مناطق أخرى، كان حدثاً متوقعاً ومعمولاً به من قبل لجنة المصالحة في البلدة، منذ ان هجّر أهالي مخيم خان الشيح، وكفر حور وبيت سابر وبيت تيما، باتجاه الشمال السوري، وبعد سيناريوهات مماثلة، في المعضمية وداريا والهامة وقدسيا والتل، تقضي بإفراغ ريف دمشق كاملا، وتنهي مظاهر التسليح، وتمحو أي معالم للثورة.
وأضاف «استغل النظام السوري التصعيد العسكري الكبير في وادي بردى والضجة الإعلامية التي واكبت حملته العسكرية هناك، لتطبيق اتفاق اخراج مقاتلي زاكية نحو الشمال السوري، منوهاً إلى ان نظام الاسد تعمد اجراء كل خطوات التهجير بعيداً عن اعين الكاميرات حتى لا يمارس ضده المزيد من الضغوط الإعلامية».
وقال الناشط الحقوقي هيثم المحمود، لـ «القدس العربي»، ان «النظام السوري مهتم للغاية بالذهاب إلى مفاوضات الاستانة بأكبر قدر ممكن من أوراق القوة، والمزيد من المساحات المسيطر عليها، وخاصة في محيط العاصمة دمشق، الأمر الذي يدفعه إلى نقض أي اتفاق معلن او غير معلن، ليكون ذلك بمثابة ضغط على الأهالي للخروج من مناطقهم، ضمن استمراره في عمليات التهجير الممنهج على الأصعدة كافة».
ورأى «أن ترهل المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً في النصف الثاني من العام المنصرم كانت ضريبته تفريغ الريف الدمشقي من سكانه الأصليين، مقابل المزيد من التغلغل الإيراني، وتمدد مشروع طهران الطائفي في العاصمة دمشق».
واعتبر المتحدث» ان الرعاية الأممية لملف التغيير الديموغرافي كان عاملاً مساعداً لتطبيق المشروع الإيراني بشكل غير مباشر، وضماناً لاستمرار عمليات التفريغ»، مضيفاً «التهديدات الدولية جراء ممارسات النظام السوري لن تتجاوز الإطار الإعلامي»، حسب وصفه.
آخرها الأستانة… المعارضة السورية تفشل في جميع استحقاقات الاندماج… والأتراك يدفعون نحو «جيش وطني»
منار عبد الرزاق
حلب ـ «القدس العربي»: فشلت فصائل المعارضة السورية في الذهاب موحدة إلى مؤتمر الأستانة، بعد إعلان البعض منها الذهاب إلى المؤتمر، وامتناع آخرين عن الذهاب من أبرزهم «حركة أحرار الشّام» في بيان رسمي لمجلس شورى الحركة، لتستكمل سلسلة الفشل في توحيد الجهدين العسكري والسياسي بين فصائل المعارضة كافة، وهو ما دفع الأتراك للتمني على الفصائل في تشكيل «جيش وطني» يُبعد الفصائلية عن المعارضة، ويعتمد على الكفاءات من أفراد تلك الفصائل.
عضو في مؤتمر أنقرة التشاوري بين فصائل المعارضة، والقيادي في «ألوية المعتصم» مصطفى سيجري يقول في تصريح خاص بـ»القدس العربي» إنّ «انقسام الفصائل ما بين مؤيد، ومعارض للذهاب إلى الأستانة، ظاهرة إيجابية؛ كون لكل فريق مبراراته، فالفريق الأول يؤكد على الذهاب إلى المؤتمر من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، فيما الفريق الآخر يطالب بضامن حقيقي لوقف إطلاق النار قبل الذهاب إلى الأستانة».
واتخذت فصائل المعارضة في وقت سابق قراراً بالذهاب إلى مؤتمر الأستانة المزمع عقده في 22 من الشّهر الجاري، في الوقت الذي امتنعت فيه حركة «أحرار الشّام» و»نور الزنكي الزنكي» عن الذهاب، لغياب الضامن.
ويأتي فشل التوافق والاتحاد بين فصائل المعارضة، في التصويت على الذهاب إلى «الاستانة» بين الفصائل، عقب فشل محاولتين للاتحاد، بين التيار الإسلامي والمكوّن من «أحرار الشّام» و»فتح الشّام»، إضافة إلى حركة «نور الدين الزنكي» التي اصطفت خلف معسكر الحركتين مؤخراً، فيما فشلت تسعة فصائل أخرى باستكمال مشروع الاندماج فيما بينها بعد اجتماعات متكررة في الريف الغربي من حلب.
فشل المجتمعين في أنقرة دفع الأخيرة لحث الفصائل على تبني جيش «وطني» يبتعد عن الفصائلية، ويعتمد على الكفاءات، لقيادة العمل السياسي والعسكري للمعارضة السورية.
حيث أكدّ القيادي في «ألوية المعتصم» مصطفى سيجري لـ»القدس العربي» طرح الأتراك لمشروع جيش وطني، دون إيراد المزيد من التفاصيل حول الموضوع.
و قال القيادي في «جيش إدلب الحر»، المقدم فارس بيوش، لـ «القدس العربي» إنّ «الأتراك تمنوا على المجتمعين في العاصمة أنقرة إنشاء جيش وطني جامع لكل الفصائل»، مشيراً إلى أنّه مطلب لدى الجميع على الساحة السورية، مؤكداً في الوقت ذاته على أنّ الأولوية في الوقت الحالي بحث الفصائل لإمكانية الذهاب إلى الأستانة من عدمه.
وكان سيجري قال في منشور له عبر «فيسبوك» إنّ «الخطوات الأولى لتشكيل جيش وطني من أبناء الثورة السورية، قد بدأت، بدعم تركي كامل، مشيراً إلى أنّ الجيش المراد تشكيله؛ يهدف إلى إلغاء كامل للحالة الفصائلية».
ورأى في منشوره أنّ «الالتحاق في صفوف الجيش واجب وضرورة لمن أراد بناء سوريا المستقبل سوريا الثورة، بعيدًا عن التكتلات والتحزبات وأمراء الحرب والمصالح الشخصية».
وأشار سيجري إلى أنّ «نواة تشكيل الجيش، وكوادره القيادية، ستكون من النخب والكفاءات وأصحاب الخلق الطيب، والعقيدة الصحيحة، والشباب المؤمن، حتّى لا تُعاد تجربة جيش آل الأسد» ـ حسبما جاء في منشوره.
من جانبه، نفى الناطق باسم «حركة أحرار الشّام» أبو يوسف المهاجر لـ»القدس العربي» علمه بأي تشكيل جديد على الساحة.
وبالرغم من ظهور وثيقة للاندماج السياسي والعسكري بين عدد من الفصائل في مطلع الشّهر الجاري، فيما سُمي حينها بـ»مجلس قيادة لتحرير سوريا»، والمذيلة بتوقيع ثمانية فصائل من أبرزها: «أحرار الشام، جيش الإسلام، تجمع فاستقم كما أمرت، أجناد الشّام، وغيرها»، نصت الوثيقة على تشكيل قيادة سياسية وعسكرية، من قادة الفصائل، والمكاتب السياسية لها، تكون صاحبة القرار في اتخاذ أي قرار يخص فصائل المعارضة في المجلس من خلال التوافق، إلا أنّ الناطق باسم «حركة أحرار الشّام» نفى أن تكون الوثيقة الأخيرة، تتحدث عن اندماج عسكري، مشيراً إلى أنّها تتطلع لتوحيد المكاتب السياسية للفصائل الموقعة على الوثيقة.
وقال رئيس المكتب السياسي في «تجمع فاستقم كما أمرت» زكريا ملاحفجي لـ»القدس العربي» إنّ «مشروع مجلس القيادة، لازال قيد البحث بين الفصائل الموقعة على الوثيقة»، منوهاً إلى أنّ اجتماعات أنقرة هي التي أجلّت التشاور بين الفصائل الموقعة على الوثيقة.
ويبقى توحيد فصائل المعارضة صعب المنال، في ظل اختلاف الرؤى الايديولوجية بين الفصائل، وغياب المشروع الوطني الجامع، إضافةً إلى ضياع البوصلة، وتغير المسار لدى تلك الفصائل، بسبب التغيرات المفاجئة على الأرض وخاصة في الشّمال السوري، إلا أنّ مشروع «الجيش الوطني» المقترح من قبل الأتراك، قد يحظى بتبني عدد كبير من الفصائل في ظل تمني تركيا المتكرر على المعارضة في ترتيب صفوفها، من أجل استحقاقات المرحلة المقبلة.
صورة اللاجئ السوري وشاشات اليمين الغربي
عماد مفرح مصطفى
ما إن يقع أي اعتداء إرهابي في الغرب، حتى تتجه بعض الظنون نحو تورط أحد اللاجئين السوريين في الأمر، على اعتبار أن صورتهم التي ساهمت بعض التلفزيونات الغربية اليمينية بتشكيلها، باتت ترتبط بأهم قضيتين متفاعلتين على المستوى الدولي، وهما الإرهاب واللجوء.
صورة تم إعادة تركيبها على وقع تفاعلات الحالة السورية وتأثيراتها، وبما يتناسب والحسابات السياسية الدقيقة للدول الغربية ومصالحها، مانعةً بذلك تحول تلك الصور إلى أيقونة لقضية إنسانية كبيرة، أو تعنون قصص أصحابها كرمز لأزمة الإنسان المعاصر. على العكس، تم تطويع ذلك الألم في قوالب سياسية وأيديولوجية تخدم قضايا معقدة ومتداخلة، كانت سباقة للحظة السورية ومأساتها. وهنا نتكلّم بشكل خاص عن الإعلام اليميني إن كان في اوروبا أو في الولايات المتحدة الأميركية، وما ركلة المصورة المجرية بيترا لازلو، سوى جزء صغير من السياق اليميني العام الكاره للاجئ.
وبهذا المعنى، فإنّ تقديم الجانب السياسي وتلاعباته على الإنساني وضروراته، حول الوجع السوري الهادر، وصورة اللاجئين الهاربين من الموت والحرب، إلى قوة بشرية تهدد الكيان الغربي وسماته، وتزيد من الفجوة والأشكال في نظام العلاقة بين الدولة الغربية الحديثة وبعض مواطنيها الهامشيين.
هكذا، ومع الاعتقاد بأن اللاجئين السوريين لم يزيدوا إلا كتلة الهامشيين في الغرب قوةً ومتانة، أصبحت قضيتهم تثير المخاوف والهواجس، أكثر من إثارتها لسبل التعاطف والتراحم الإنساني. جرى ذلك بعد أن تمت شيطنة اللاجئ، وتصوير أسباب لجوئه بأنها مشاركة عضوية وفعلية في “غزوة إسلامية جديدة”، إن كان في صحف وقنوات يمينية في أوروبا بشكل خاص… وصولاً إلى أساليب إعلامية أخرى، مثل الملصقات والإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، ونذكر منها هنا مصلقات “بوكيمون” التي ظهرت فجأة في شوارع لندن والمحرضة على اللاجئين وعلى المسلمين، كما نذكر الملصقات التي كتب عليها “الدولة تفرضهم علينا: لقد وصلوا… إنهم في قلب المدينة” والتي انتشرت على شكل لافتات إعلانية في شوارع مدينة بيزييه الجنوبية في فرنسا. وعلى نفس اللافتات صورت كنائس بدت كأنها محاصرة ومحاطة باللاجئين الملتحين.
في المقابل، لم تقف تلك “العقلية الغربية” المنفعلة، والمسكونة بأوهام العظمة القومية، عند حدود اتهام اللاجئين بمحاولة تغير ملامح “أوروبا المسيحية” في تحليلاتها التلفزيونية وصورها المرافقة، بل جاء الخطاب المتناسق في نهجه الشعبوي المتصاعد في فضاءات السياسة الغربية، ليحمّل الضحية السورية، أسباب عجز الاقتصاديات الأوروبية الكبيرة، وتصوير اللاجئ، الذي يجر وراءه بقايا أسرة وحياة في “الجنة الأوروبية”، كنقطة عطالة في تلك الاقتصاديات والنظر إليه كشحاذ، قادم من “الشرق المتدين”، فقط من أجل التنعم “براتب الإعانة” و”السوسيال”.
هكذا باتت صورة اللاجئ السوري، السائلة على بعض التلفزيونات الغربية اليمينية، هي صورة الضحية المجردة من الحاجات الإنسانية والسياسية، بعد التشويش على حقيقة نزوحها وشرودها، وإعادة أسباب نزوحها إلى إرهاب الجماعات “الإسلامية السنية” فقط، وتناسي ما أقدمت عليها المليشيات الطائفية الأخرى، وهو ما يتوافق والمصالح الغربية وسياساتها في المنطقة.
حقيقة، لا تكمن صعوبة الأمر في مقاصد التشويش ومأربه، بل في محاصرة اللاجئ بصور يستوجب منه تبنيها حول نفسه وثقافته. صور تحاصره بما هو مطلوب منه، وتذكره بالشكل والصيغة التي عليه اتباعها من أجل أن يستوفي شروط وجوده وحياته في الغرب. صور تسمح لنفسها بالتدخل في تكوين الذهني للاجئ بكونه الضعيف والهامشي و”الجاهل”، في مقابل الرجل الغربي، الأبيض، السيد، العارف.
الإشكالية السابقة، لم تعد مقتصرة على الجانب الإعلامي، فالثقافي أيضا بات رهين ذلك التدخل. وعلى اللاجئ أن يتهيأ لدورة الحياة والذوبان في اللحظة الغربية وراهنيتها، وإلا فإن طريقه الوحيد لدفاع عن نفسه، وردة فعله على القوة الناعمة والجبارة للدولة، ربما لن يكون سوى الانتحار في تيارات دينية متطرفة.
وبعيدًا عن صور التعالي الغربية ونظرتها إلى ذاتها بكونها مركز كل علم وإبداع وقيم مثلى في العالم، فإن صورة اللاجئ السوري، رغم هشاشتها، تكشف عن حاجة النظام السياسي الأوروبي وتحولاتها الداخلية إلى ضحيتها السورية، من أجل تحميلها صورة عجزها، وجعل الموقف من تلك الضحية المهرب الأسهل من المشكلات الأكبر والأعقد، التي تعاني منها تلك الأوساط السياسية، بحيث أصبح ملف اللاجئين الملف الأكثر خصوبة لاستثمار الخطاب الشعبوي حوله.
كل ذلك لا يخفي حقيقة تعاطف بعض القطاعات من المجتمعات الغربية مع اللاجئين السوريين، وهو تعاطف نابع من إيمانهم العميق، بشرعة حقوق الإنسان والحرية والعدالة، أي ذات الجذر والمفاهيم التي ثار السوريون من أجلها، وقبلت بالرصاص والدم والقتل، حتى يتم تحويلهم إلى شعب، تحت خط الفقر والموت والرحمة.
العربي الجديد
وفد المعارضة السورية: لا نحمل أية مبادرات إلى “أستانة“
عدنان علي
نفت المعارضة السورية أنها تحمل أية مبادرات إلى محادثات أستانة، التي من المقرر أن تبدأ أعمالها بعد غد الإثنين تحت رعاية روسية تركية وبمشاركة من الأمم المتحدة.
وقال مسؤول المكتب السياسي لتجمّع “فاستقم” المشارك في مفاوضات أستانة زكريا ملاحفجي، لـ”العربي الجديد” إنه “لا يوجد أي شيء مقرر مسبقاً بشأن أستانة”.
وأكد أن ما يُقال عن مبادرة ستطرحها فصائل المعارضة بشأن الغوطة الشرقية عارٍ عن الصحة، مشيراً إلى أن ذلك طرحٌ روسيٌّ ولا يخص المعارضة التي تتمسك بمبادئها المعلن عنها.
من جهته، أكد رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم مصطفى سيجري لـ”العربي الجديد” أن وفد المعارضة سوف يناقش بالدرجة الأولى تثبيت وقف إطلاق النار، وإيجاد آلية للمحاسبة، ولن يكون هناك انتقال لأي نقطة ثانية إن لم تتحقق الأولى، و”لن نقبل أن تكون أستانة محطة لإعادة إنتاج بشار الأسد، وأي عرض من شأنه جمع الفصائل مع عصابات الأسد بدعوى محاربة الإرهاب مرفوض قطعاً”.
وكان وائل علوان من “فيلق الرحمن” قال بدوره لـ”العربي الجديد” إن الفيلق، الذي يتقاسم السيطرة مع “جيش الإسلام” في الغوطة الشرقية، لا علم له بوجود مثل هذه المبادرة.
وجاء ذلك بعدما أورد موقع “روسيا اليوم” نقلاً عما وصفه بمصدر مقرب من الفصائل المسلحة المشاركة في اجتماع أستانة، أن المبادرات التي اتفقت المعارضة على طرحها في المحادثات، تضم تشكيل كتائب مشتركة من عناصرها ومقاتلي قوات النظام لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
ونقل الموقع عن المصدر قوله في حديث لوكالتي “سبوتنيك” و”نوفوستي” الروسيتين، إن رئيس وفد المعارضة محمد علوش، سيفاوض على تحييد “جيش الإسلام”، والانسحاب من محيط العاصمة دمشق بما يشمل تسليم سلاح الفصائل، وإمكانية انسحاب القوات التابعة لـ”حزب الله” وإيران، واستقدام قوات فصل لجمع السلاح عبر مراقبين أمميين، بالتوازي مع عودة قوات النظام إلى ثكناتها.
في غضون ذلك، انتهت التحضيرات المتعلقة بمباحثات أستانة حيث من المتوقع أن يتكون وفد المعارضة من 13 شخصاً، من بين نحو 50 يشاركون بصفة مستشارين فنيين وسياسيين بحسب وكالة “الأناضول”.
وأوضحت الوكالة أنه من المقرر أن تشارك في المباحثات إلى جانب البلدين الضامنين تركيا وروسيا، كل من إيران والولايات المتحدة، والأمم المتحدة.
ونقلت عن مصادر مطلعة قولها إن تركيا وروسيا عمدتا إلى خفض الدول المشاركة في المباحثات السورية، بهدف الحصول على نتائج مثمرة.
وذكرت أن وفد تركيا سيرأسه نائب مستشار وزارة الخارجية سادات أونال، مع مسؤولين في جهاز الاستخبارات وهيئة الأركان العامة، بينما يرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ممثله الخاص ألكسندر لافرنتييف، بصحبة مبعوث بلاده إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، في حين يرأس ستيفان دي ميستورا، وفد الأمم المتحدة.
الأستانة:روسيا تقترح سيناريو الشيشان
بسام مقداد
لا تشغل واشنطن، على الرغم من الحدث التاريخي بتنصيب الرئيس الجديد دونالد ترامب، بال الكرملين هذه الأيام، كما تشغله التحضيرات الجارية للمحادثات الأستانة، على حد قول صحيفة “فزغلياد”. ويعتبر الكرملين في اللحظة الراهنة، أن من المهم ألا يفشل اللقاء، الذي يحدث للمرة الأولى بين المعارضة المسلحة والنظام خلال الحرب السورية منذ اندلاعها، وأن يتمكن من عقد هدنة بين هذه الأطراف.
لكن السؤال يبقى كيف يستعد الكرملين لهذه المفاوضات؟ فبعد أن فتح النار على “الأممية الشيعية”، كما يسميها بعض إعلامه، وأعلن عن تحالف ثنائي مع تركيا ضد إيران، ضمن التحالف الثلاثي الإيراني-التركي-الروسي، يفتح النار الآن باتجاه السعودية والتحالف الإسلامي، الذي تتزعمه.
وكتبت “صحيفة الكرملين فزغلياد” في هذا الشأن، بتاريخ 15 يناير/كانون الثاني، تحت عنوان “السعوديون يستعدون للحرب في سوريا والعراق”، أن التحالف الإسلامي، الذي تتزعمه السعودية ينوي المشاركة في الحرب ضد “الدولة الإسلامية”. وثمة تخوف من أن “تحاول بلدان الخليج بذلك فرض تقسيم سوريا وفقاً للشروط الملائمة لها”. ولذا، ترى الصحيفة “أن من مصلحة روسيا وسوريا الآن أن تقوما بنفسيهما، وفي أقصر مدة ممكنة، بتطهير البلاد من الدولة الإسلامية”، إذ إن مشاركة لاعبين جدد في الصراع السوري قد تدفعهم إليها الرغبة في المشاركة بالمفاوضات، ويدفعهم “التخوف أيضاً من التأخر في تقسيم الكعكة السورية”، على حد قول الصحيفة.
من جانب آخر، تعلن روسيا أنها اصبحت كذلك شريكة في المعارضة السورية المسلحة. فقد نشرت وكالة “نوفوستي” في 13 من الشهر الحالي، مقالة بعنوان “كيف تصبح المعارضة السورية موالية لروسيا؟”. وتقول الوكالة، إن الجنرال السابق (المنشق) في الجيش الرسمي السوري مصطفى الشيخ، وصل إلى موسكو على رأس “مجموعة من المعارضين السويين”، وليس كما كان قد أُعلن سابقاً، على رأس وفد يمثل طرفاً معارضاً واحداً. وتشير إلى أن “ممثلي المعارضة السورية المسلحة يخططون لمناقشة سبل إخراج البلاد من الأزمة في 23 يناير/كانون الثاني في الأستانة”.
وتشير مقالة نوفوستي إلى اللقاء، الذي سبق أن عقده نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في 10 من الشهر الحالي مع “مجموعة المعارضين السوريين” (الجنرالان السابقان مصطفى الشيخ وخالد حلبي – المدن)، ركزت المحادثات خلاله على “التسوية السلمية للأزمة، مما يتناقض مع المحادثات، التي جرت في الدوحة في آب/أغسطس الماضي”. وتنقل عن الجنرال الشيخ قوله خلال مؤتمر صحافي في موسكو، إنه “يمثل المجتمع السوري الوطني العلماني ومجموعة من الضباط، الذين ليس لهم طموحات سياسية ولا يؤيدون افكار الإسلام المتشدد”. ثم يضيف “نحن لم نأتِ إلى موسكو للإستسلام، بل من أجل وقف الحرب في سوريا”.
وتسهب الوكالة لاحقاً في سرد أقوال الرجل، التي يصبح من غير المفهوم ما إن كانت تعبر عن رأي معارضة سورية ما، أم عن ما تريده روسيا من المعارضة السورية في المرحلة المقبلة. فهو يقول إن الجيش السوري الحر وسواه من التشكيلات المسلحة “عازمون على الوقوف على الحياد سياسياً، ولا يهتمون سوى بأمن سوريا في حدودها الراهنة”، حيث لم تتمكن المعارضة من وقف عملية أسلمة الثورة السورية، وفي حال تسوية التناقضات السياسية الداخلية في البلاد “سوف يبدأ الجيش السوري الحر مع الجيش الرسمي بتحرير الأراضي السورية من مقاتلي الدولة الإسلامية والجماعات الإرهابية الأخرى”.
ويثني الجنرال المعارض على تطبيع العلاقات الروسية-التركية، إلا أنه يطالب بخروج جميع القوات الأجنبية من سوريا “باستثناء الروسية منها (التي يجب أن تتزايد)”. ثم يقول، إن “الجيش السوري الحر يدين الجهود، التي تبذلها الولايات المتحدة والتحالف الأميركي منذ سنوات، لتحويل سوريا إلى عراق آخر”، بحسب الوكالة.
إن تحليل ما أدلى به الجنرال مصطفى الشيخ، أثناء زيارته إلى موسكو على رأس “وفد المعارضة السورية”، دفع صحيفة “نيزافيسيموي” المستقلة إلى القول، إن الإنتقال إلى السلام في سوريا، إثر المفاوضات في الأستانة، سوف يتخذ شكل عملية عسكرية-أمنية، تلعب الدور الرئيسي فيها القبعات الزرقاء الروسية. ويشارك في مثل هذه العملية مراقبون من الأمم المتحدة وضباط/مراقبون من الوحدات المعنية في تركيا وإيران. وليس غير عملية سلام بوساطة روسية رئيسية وإرادة حسنة بالمشاركة فيها من التشكيلات المسلحة المعتدلة، التي حاربت ضد نظام بشار الأسد، يمكن أن تصبح “خريطة طريق تفضي بالبلاد إلى السلام”، على حد قول الصحيفة.
وعلى الرغم من كل ما تسوقه الصحيفة من حجج على استحالة مشاركة روسيا في عملية برية في سوريا، إلا أنها تعود لتقول، إن الانتقال إلى سكة السلام في سوريا “يتطلب مواكبته بالقوة من قبل الأطراف الخارجيين”، وتشير إلى أنه في ظل محدودية مساحة المناطق، التي تسيطر عليها القوات الرسمية في سوريا “يصبح من الواضح، أن ليس سوى وحدات سلام بوسعها أن تسيطر على الوضع في سوريا”.
وتقول الصحيفة، إن مصادرها العسكرية-الدبلوماسية تؤكد “أن وجود قوات حفظ سلام روسية في سوريا سوف يكون بنداً رئيسياً للنقاش في الأستانة”. وليس من المستبعد، بحسب الصحيفة، أن يكون مثل هذا القرار قد اتخذ. وتذكِّر، بأن سكرتير مجلس الأمن في روسيا نيكولاي باتريشيف، سبق له أن أكد في مايو/أيار العام الماضي، أن تجربة روسيا في تسوية الوضع في الشيشان “يمكن أن تكون صالحة في بلدان أخرى”. ولا شيء يحول دون تكرار هذه التجربة في سوريا، برأي الصحيفة. وستكون هذه التجربة مطلوبة، على نحو خاص، في محافظة إدلب وفي حلب واللاذقية، حيث تسيطر على جزء من أراضيها “عصابات سنية موالية لتركيا ومعادية لدمشق” على حد وصف الصحيفة.
كان مسؤولو الكرملين يفاخرون دوماً “بتجربتهم الناجحة” في التعامل مع “الإرهابيين” في الشيشان، ويدعون التحالف الغربي للتعلم من خبرتهم هذه في محاربة الإرهاب في سوريا والعراق. وقَدِمت روسيا إلى سوريا في سبتمبر/أيلول العام 2015 لتلقن الغرب درساً في “التعامل الفعال” مع الإرهاب، والذي يتلخص في اعتبار كل من هو، وما هو على الأرض، إرهابياً ويخدم الإرهاب. وتواصل روسيا الآن في الأستانة تلقين الآخرين درسها الشيشاني في اقامة السلام بعد القضاء على الإرهاب. فيتبين أن الوحدات الشيشانية، التي شاركت في معركة حلب، كانت “قوات سلام، تساعد الناس وتدافع عنهم”، على ما نسب للجنرال الشيخ من كلام في موسكو.
قد تكون مستشفيات حلب ومدارسها ومنازلها، التي دمرها الطيران الروسي على رؤوس الأطفال والمرضى والعجزة والمدنيين، غير كافية لاكتشاف جوهر “الخبرة الروسية في التعامل مع الإرهاب” في الشيشان. ولذلك يمكن العودة إلى شهادة الصحافية النرويجية “آسني سييرستاد”، التي نشرتها عام 2007 في كتاب بعنوان “ملاك غروزني”، من أجل معرفة “الخبرة الروسية” في إقامة السلام في سوريا.
بنود اتفاقية توسيع “مركز الإمداد” الروسي في طرطوس
وقّعت موسكو ودمشق اتفاقية جديدة حول الانتشار العسكري الروسي في سوريا، تنص على “توسيع مركز الإمداد المادي والتقني التابع للأسطول الحربي الروسي” في محافظة طرطوس الساحلية.
وفي ما يلي البنود الرئيسية للاتفاقية، بحسب “روسيا اليوم”:
سوريا توافق على توسيع حرم مركز الإمداد المادي والتقني في طرطوس، وعلى تطوير وتحديث بنيته التحتية من أجل إجراء عمليات الإصلاح للسفن الروسية وتزويدها بالإمدادات وضمان استراحة أفراد طواقم السفن الروسية.
الجانب السوري يقدم لروسيا الأراضي المخصصة للمركز الروسي بلا مقابل، بالإضافة إلى المنشآت الضرورية لعمل مركز الإمداد المادي والتقني
حرم مركز الإمداد المادي التقني الروسي يشمل مناطق ساحلية ومياه حوض ميناء طرطوس، بما في ذلك سطح البحر والقاع.
الجانبان الروسي والسوري يستخدمان المنشآت (في ميناء طرطوس) التي لم يتم تسليمها للاستخدام من قبل المركز الروسي، بشكل مشترك. وتُقدّم تلك المنشآت للاستخدام من قبل الجانب الروسي دون أي مقابل.
الهيئتان المكلفتان بتنفيذ الاتفاقية هما وزارة الدفاع الروسية، التي يمثلها قائد مركز الإمداد المادي والتقني الروسي، ووزارة الدفاع السورية، التي يمثلها قائد قوات البحرية والدفاع الساحلي في القوات المسلحة السورية.
يحق للجانب الروسي إرسال الأعداد الضرورية من العسكريين لضمان عمل مركز الإمداد المادي والتقني في طرطوس.
العدد الأقصى للسفن التي يسمح لها بالتواجد في آن واحد في مركز الإمداد المادي والتقني، يبلغ 11 سفينة، بما في ذلك سفن حربية ذات مولدات طاقة نووية، شريطة الالتزام بقواعد الأمن النووي والبيئي.
يجب إبلاغ الجانب السوري بوصول سفن جديدة إلى المركز قبل دخول السفينة للميناء بـ12 ساعة على الأقل، أو بـ 6 ساعات في حال نشوب حاجة عملياتية. أما خروج السفن فيجب إبلاغ الجانب السوري به قبل الإبحار بـ3 ساعات أو ساعة واحدة في ظروف طارئة.
يحق للجانب الروسي، شريطة التنسيق مع الجانب السوري، إجراء عمليات الترميم والتطوير وإعادة الإعمار والهدم للمنشآت التي يستخدمها، والقيام بعمليات بناء في الأراضي التي يستخدمه، وبناء مراس عائمة، وإجراء عمليات تعميق القاع، ونشر الأجهزة الضرورية لضمان عمل مركز الإمداد المادي والتقني، واستخدام وسائل الاتصال الضرورية، وإجراء عمليات تحت سطح الماء وإنزال الغواصين من متن السفن الحربية الروسية..
حق الملكية في المنشآت التي يبنيها الجانب الروسي في حرم مركز الإمداد المادي التقني يعود للاتحاد الروسي، لكن بعد انتهاء سريان الاتفاقية يجب تسليم الملكية في تلك المنشآت للجانب السوري. أما الممتلكات الروسية المنقولة المنشورة في مركز طرطوس فسيتم نقلها إلى روسيا بعد انتهاء سريان الاتفاقية.
يحق للجانب الروسي إرسال أي أسلحة وذخيرة وأجهزة ومواد، لضمان عمل مركز الإمداد المادي والتقني ولضمان أمن العاملين في مركز الإمداد وأفراد عائلاتهم وأفراد طواقم السفن، ولتنفيذ مهام السفن الحربية الروسية. ولا يفرض الجانب السوري أي رسوم على إدخال المواد المذكورة إلى الأراضي السورية.
العاملون في مركز طرطوس الذين يصلون سوريا على متن سفن حربية، لا يجوز تفتيشهم من قبل أجهزة حرس الحدود والجمارك للجمهورية العربية السورية.
العاملون في مركز الإمداد المادي والتقني وأفراد طواقم السفن الروسية، أثناء تواجدهم في الأراضي السورية، سيحترمون قوانين وتقاليد هذه البلاد.
الممتلكات المنقولة وغير المنقولة لمركز الإمداد الروسي، لا يمكن المساس بها. ولا يحق لممثلي السلطات السورية الدخول إلى المركز، إلا بموافقة قائده.
يتمتع مركز الإمداد المادي والتقني بحصانة كاملة من القانونين المدني والإداري للجمهورية العربية السورية.
يتم تقديم امتيازات وحصانات للعاملين في المركز بمن فيهم قائد المركز، وكذلك لأفراد عائلات العاملين في المركز. ولا يمكن اعتقال أو توقيف أي منهم من قبل الأجهزة السورية المعينة، كما يتمتع هؤلاء بالحصانة من الملاحقة الجنائية وفي إطار القانونين المدني والإداري، ماعدا حالات رفع دعاو مرتبطة بممتلكات خاصة في أراضي سوريا.
لا يمكن المساس بالسفن والطائرات أو أي وسائل نقل روسية أخرى تستخدم في صالح مركز الإمداد المادي والتقني، ولا يمكن تفتيشها أو مصادرتها أو فرض الحجز عليها.
الدفاع الخارجي عن الحدود الساحلية لحرم مركز الإمداد المادي التقني، تتولاه القوات والوسائل التابعة للجانب السوري.
حماية الحدود البحرية الخارجية والدفاع الجوي وكذلك الحراسة الداخلية والحفاظ على النظام العام داخل مركز الإمداد المادي والتقني، تتولاه القوات والوسائل التابعة للجانب الروسي.
لا يحق للعاملين في المركز الروسي حمل السلاح واستخدامه خارج حرم مركز الإمداد المادي والتقني، إلا لدى تنفيذهم مهام قتالية أو مهمات حراسة أو في حالات ضرورية أخرى، بالتنسيق مع الجانب السوري
يحق لوزارة الدفاع الروسية نشر نقاط تمركز متنقلة مؤقتة خارج حرم المركز من أجل ضمان حراسة ميناء طرطوس والدفاع عنه، وذلك بالتنسيق مع وزارة الدفاع السورية. ويستخدم العسكريون في تلك النقاط الأسلحة وفق القوانين الروسية.
في حال توفر معلومات حول خطر خارجي يهدد مركز الإمداد المادي والتقني والمنشآت الاستراتيجية على الساحل السوري، تبلغ وزارة الدفاع الروسية نظيرتها السورية بذلك، من أجل تنسيق الإجراءات الضرورية للدفاع.
لا يقدم الجانب السوري أي اعتراضات ولا يرفع أي دعاو ضد الاتحاد الروسي ومركز الإمداد المادي والتقني والعاملين فيه وأفراد طواقم السفن بسبب عملهم في أراضي سوريا.
إعفاء مركز الإمداد المادي والتقني والعاملين فيه وأفراد طواقم السفن من كافة الضرائب والرسومات في سياق الأنشطة المتعلقة بعمل المركز.
يتخذ الطرفان كافة الإجراءات الضرورية لضمان سرية كافة المعلومات المتعلقة بتنفيذ الإتفاقة ويمتنعان عن نشر أي من الملحقات للاتفاقية( بما في ذلك الملحق الخاص بحدود المركز الروسي بعد توسيعه).
تتعهد وزارة الدفاع الروسية بتقديم المساعدات التالية للجانب السوري بلا مقابل واستجابة لطلب من وزارة الدفاع السورية: تقديم المعلومات حول الوضع في البحر والجو والطقس البحري في المتوسط، تقديم المساعدة في تنظيم عمليات البحث والإنقاذ في المياه الإقليمية وفي المياه الداخلية في سوريا، تقديم المساعدة في تنظيم الدفاع الجوي لميناء طرطوس وفي تنفيذ مهمات الدفاع الجوي، سترسل وزارة الدفاع الروسية ممثلين عنها لمساعدة خبراء وزارة الدفاع السورية في استعادة حالة الاستعداد القتالي للسفن الحربية السورية.
يتخذ قائد مركز الإمداد المادي والتقني كافة الإجراءات لضمان الأمن البيئي والحيلولة دون إلحاق أي ضرر بالسكان والممتلكات والموارد الطبيعية والآثار والقيم الثقافية السورية.
ضمان حرية التنقل الكاملة في أراضي سوريا للعاملين في مركز الإمداد المادي والتقني الروسي وأفراد عائلاتهم.
نقل قوافل عسكرية روسية تضم أكثر من 3 آليات قتالية أو وحدة سلاح أو شاحنات تقل مواد خطيرة، يتم بالتنسيق مع وزارة الدفاع السورية.
يبدأ تطبيق الاتفاقية بصورة مؤقتة مباشرة بعد التوقيع عليها، وتدخل الاتفاقية حيز التنفيذ بعد تلقي آخر بلاغ رسمي حول انتهاء الطرفين من كافة الإجراءات الداخلية الضرورية لذلك.
تبلغ مدة سريان الاتفاقية 49 عاما، وبعد انتهاء هذه الفترة يتم تمديد الاتفاقية تلقائيا لمدد تبلغ 25 عاما، إلا في حال إبلاغ أحد الطرفين للآخر قبل عام من انتهاء مدة الاتفاقية عن قراره وقف سريانها.
“أنونيموس” تنضم للحرب الإلكترونية ضد ترامب
بعكس جماعات القراصنة الروسية المرتبطة بالكرملين، لم تكن مجموعة القراصنة العالمية الشهيرة “أنونيموس” فعالة وناشطة خلال فترة الانتخابات الأميركية التي هزم فيها دونالد ترامب غريمته هيلاري كلينتون، لكنها بشكل مفاجئ، توعدت ترامب بأنه سيندم خلال سنواته الأربع المقبلة في البيت الأبيض، عبر مجموعة من التغريدات شديدة اللهجة قبل أيام.
تهديدات “أنونيموس” جاءت رداً على تغريدة ترامب التي اتهم فيها مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية “CIA” جون برينان، بتسريب معلومات حول تقرير سري كتبه جاسوس بريطاني سابق، يفيد بوجود علاقات راسخة بين ترامب وروسيا التي تمتلك معلومات محرجة ضد ترامب تستخدمها لابتزازه، وهي المعلومات التي نشرتها وسائل إعلام أميركية، ووصفها ترامب بأنها “أخبار كاذبة”.
وتعهدت “أنونبيموس” بأنها ستبحث عن المعلومات التي تربط ترامب بأنشطة مالية وإجرامية مرتبطة بروسيا قبل الكشف عنها وتسريبها: “نحن لسنا في الثمانينيات، المعلومات لا تختفي، إنها في مكان ما هناك”، مقدمة وعوداً بكشف معلومات وتفاصيل حول “العلاقات المالية والشخصية التي تربط ترامب بعصابات روسية ومتاجرين بالأطفال وغاسلي أموال”.
وأوضحت “أنونيموس” في تغريدات لاحقة أن هجومه ضد ترامب ودخوله في المعركة ضده، لا يرتبط بدعم الحزب الديموقراطي ولا انحيازاً لخصوم ترامب، بل هو تصرف شخصي مرتبط بتورط ترامب “في أشياء مقرفة فعلاً”.
ولم يصدر أي رد فعل من ترامب تجاه تغريدات “أنونيموس”، رغم أن المنظمة نشرت في وقت سابق رقم هاتف ترامب وبطاقة تأمينه الاجتماعي، لكنها لم تنشر أشياء حساسة، من قبيل ما توعدت به الآن، خلال حملته الانتخابية، وإن كانت قد اتهمت ترامب حينها بأنه يخوض السباق الرئاسي من “أجل السلطة وتحقيق مطامع شخصية”.
الحكومة السورية والفصائل المسلحة وجهًا لوجه في أستانة
المعارضة قلقة من إنجرار المفاوضات نحو حل يخدم النظام
إيلاف- متابعة
يجلس ممثلون عن الحكومة السورية والفصائل المعارضة الاثنين حول طاولة واحدة في عاصمة كازاخستان لإجراء مباحثات هي الأولى بين الطرفين منذ بدء النزاع الدامي قبل حوالى ست سنوات.
إيلاف – متابعة: تختلف هذه المباحثات عن سابقاتها، إذ تجرى للمرة الأولى برعاية تركيا، الداعمة للمعارضة، وإيران وروسيا، أبرز حلفاء دمشق.
تبدو مباحثات استانة عسكرية أكثر منها سياسية، إذ تهدف أساسًا إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد، بحضور وفد سياسي يمثل الحكومة السورية، وآخر يمثل المعارضة المسلحة، فيما يقتصر دور المعارضة السياسية على تقديم الاستشارة.
ويبدو التباين حيال رؤية الطرفين لمضمون المحادثات واضحًا، إذ أعلن الرئيس السوري بشار الأسد الخميس أنها ستركز على وقف إطلاق النار من أجل “السماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سوريا، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة”. أما الفصائل فتؤكد أن النقاش سيقتصر حصرًا على تثبيت وقف إطلاق النار.
وأعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، الذي سيرأس وفد الأمم المتحدة إلى استانة، عن امله في ان تشكل المباحثات اساسًا لحل سياسي يُستأنف بحثه في مفاوضات جنيف، التي يأمل عقدها في الثامن من فبراير.
قلق حقيقي
وترسل دمشق الى استانة وفدا سياسيا برئاسة مندوبها لدى الامم المتحدة بشار الجعفري. وتشارك الفصائل عبر وفد عسكري يرأسه محمد علوش، القيادي في جيش الاسلام، وهو فصيل نافذ قرب دمشق. ويعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين من الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة في المعارضة السورية.
اما حركة احرار الشام الاسلامية، الاكثر نفوذا بين الفصائل المعارضة، والمدعومة من تركيا، فأعلنت عدم مشاركتها لاسباب عدة بينها “عدم تحقق وقف اطلاق النار” واستمرار القصف الروسي. الا انها اكدت في الوقت نفسه دعمها للفصائل التي ستحضر ان توصلت الى “نتائج طيبة”.
تأتي المباحثات التي ستعقد في فندق ريكسوس في استانة، في وقت بات فيه الجيش السوري في موقع قوة على الارض، خاصة بعدما تمكن خلال الشهر الماضي من السيطرة على كامل مدينة حلب.
وقال مصدر دبلوماسي اوروبي “هناك قلق حقيقي لدى المعارضة، من ان ينجر ممثلو الفصائل المعارضة غير المعتادين على هذا النوع من المفاوضات الدولية الى حل سياسي لمصلحة النظام”.
واشنطن مدعوة
يلقي مؤتمر استانة الضوء اكثر على التقارب بين روسيا وأنقرة بعد سنوات من الاختلاف حول الازمة السورية وأزمة دبلوماسية ناتجة من اسقاط تركيا لطائرة حربية روسية في سوريا.
اثر تقارب على الصعيد الدبلوماسي تُوج في رعايتهما الى جانب ايران اتفاق وقف اطلاق النار الساري منذ نهاية ديسمبر، انتقلت موسكو وانقرة الى تنسيق عسكري مباشر في سوريا في توجيه ضربات جوية مشتركة ضد “الجهاديين”.
وطالما كان الخلاف على مصير الاسد العنصر الأبرز، فالمعارضة السورية المدعومة من انقرة تصر على مرحلة انتقالية دونه، الامر الذي ترفضه دمشق تماما. الا ان تركيا بدت أخيرا اكثر ليونة في موقفها من الاسد بعد اصرارها على مدى سنوات على ضرورة خروجه من السلطة.
واعلن نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك الجمعة ان “تركيا لم يعد بوسعها ان تصر على تسوية من دون الاسد. هذا غير واقعي”. ومباحثات استانة هي الاولى التي ستجرى برعاية روسية تركية ايرانية، بعد استبعاد اي دور لواشنطن، التي شكلت مع موسكو الطرفين الضامنين لاتفاقات الهدنة السابقة التي مهدت الى جولات المفاوضات بين طرفي النزاع في جنيف.
وبرغم معارضة ايران حتى لحضور واشنطن في المؤتمر، وجهت موسكو دعوة الى ادارة الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، الا انه لم يرد حتى الآن اي تأكيد من الاخير.
وكانت ايران استبعدت عن المشاركة في مفاوضات جنيف حول سوريا، الا ان الحال تغيرت، وباتت احدى الدول الراعية لمؤتمر استانة، وستشارك فيه عبر نائب وزير الخارجية حسين جابر انصاري. وبرغم انها تنظر بحذر الى التقارب الاخير بين موسكو وانقرة، ترى ايران في مؤتمر استانة وسيلة لتعزيز نفوذها الاقليمي، بحسب محللين.
نجاح أو فشل
سيشارك كل من فرنسا وبريطانيا في المؤتمر على مستوى السفراء، وفق مصدر دبلوماسي اوروبي. كما سيُمثل الاتحاد الاوروبي بوفد رسمي. وتبذل موسكو وطهران مع انقرة جهودا حثيثة لانجاح المحادثات.
يأتي ذلك بعد حوالى ست سنوات من مبادرات دبلوماسية عدة باءت بالفشل، واصطدمت بخلاف على مصير الرئيس السوري، آخرها ثلاث جولات مفاوضات غير مثمرة في جنيف في 2016.
ويقول بوريس دولغوف الباحث المتخصص في شؤون الشرق الاوسط في معهد الدراسات الشرقية في موسكو ان “نجاح او فشل مؤتمر استانة ليس مقررا سلفا”.
يضيف “اذا حصل تقدم، فاعتقد ان جزءا من المعارضة المسلحة سيشارك في مفاوضات جنيف” المقبلة، الا ان عملية السلام برمتها تبقى “هشة جدا”.
الكرملين: من غير المرجح الوصول لأي اتفاق بشأن سوريا في محادثات «أستانة»
أحلام القاسمي
قال «دميتري بيسكوف»، الناطق باسم الكرملين، إنه من غير المرجح الوصول لأي اتفاق بشأن سوريا في محادثات «أستانة».
وأكد أن موقف إيران يسهم في تعقيد مسألة مشاركة الإدارة الأمريكية في مفاوضات أستانة، وذلك بصفة طهران لاعبا هاما في التسوية السورية.
وأضاف «مما لا شك فيه أنه ما كان لنا ألا نرحب بالمشاركة الأمريكية، فيما أن الوضع غاية في التعقيد في ظل وجود إيران لاعبا هاما في المسألة السورية وعدم ترحيب الإيرانيين بالولايات المتحدة، هذه المسألة غاية في الأهمية في إطار لعبة حذرة للغاية»، وفقا لـ«بي بي سي».
وظهرت بوادر خلاف بين روسيا وإيران بشأن مشاركة الولايات المتحدة في مفاوضات أستانة بين النظام السوري والمعارضة المسلحة؛ فبينما قال وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» إنه من الضروري أن تشارك واشنطن في محادثات أستانة، بين نظيره الإيراني «محمد جواد ظريف» أن بلاده تعارض وجود أمريكا في هذه المحادثات.
وأضاف «لافروف» أن بلاده تتوقع مشاركة إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب» في محادثات أستانة لبحث الأزمة السورية، مشيرا إلى أنه في حال مشاركتها، سيكون هذا أول اتصال رسمي مع إدارة «ترامب».
وأوضح أن المفاوضات بين ممثلي النظام السوري ومعارضيه تهدف إلى تثبيت الهدنة في سوريا ومحاولة التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.
ووجهت دعوة إلى فريق «ترامب» للمشاركة في المحادثات، لكنه لم يرد رسميا على الدعوة بعد، فيما وأعلن فريقه، السبت الماضي أنه تلقى دعوة للمشاركة في محادثات السلام حول سوريا، لكنه لم يرد عليها بعد.
وفي طهران، أعلن وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، الثلاثاء الماضي، أن بلاده تعارض وجود الولايات المتحدة في محادثات أستانة، وقال: «لم نوجه الدعوة لهم ونعارض مشاركتهم في المحادثات».
وفي 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي بدأ وقف لإطلاق النار في سوريا بضمانة تركية روسية، على أمل أن يمهد، حال تماسكه، إلى مباحثات مقررة في أستانة يوم 23 يناير/كانون الثاني الجاري، برعاية تركية روسية إيرانية.
وقالت موسكو وأنقرة أن مباحثات أستانة ليست بديلا لمفاوضات جنيف التي تنطلق جولة جديدة منها في 8 فبراير/شباط المقبل، وإنما مكملة لها.
وكانت الجولة الثالثة والأخيرة من المفاوضات السورية في جنيف انطلقت في 13 أبريل/نيسان الماضي، لكنها تأزمت بإعلان «الهيئة العليا للمفاوضات» تعليق مشاركتها بها في الـ20 من الشهر ذاته؛ بسبب تصعيد قوات النظام وحلفائه للقتال، وعدم اتخاذه خطوات على صعيد إطلاق سراح المعتقلين أو السماح بدخول المساعدات.
وبينما يدعو وفد النظام السوري إلى حل للأزمة في البلاد يتمثل في تشكيل حكومة تشاركية بين المعارضة والنظام مع ترك أمر بقاء «الأسد» في الحكم من عدمه إلى الشعب؛ حيث يقرره عبر انتخابات، تتمسك المعارضة بعدم استمرار الأخير في أي مرحلة انتقاليه في مستقبل سوريا.
المصدر | الخليج الجديد + متابعات
روسيا تتهم إيران بتعقيد محادثات أستانا حول سوريا
قال متحدث باسم الكرملين إن موقف إيران يساهم في تعقيد محادثات السلام السورية في أستانا، مؤكدا ترحيب روسيا بمشاركة الولايات المتحدة فيها لكنه استبعد أن تسفر عن أي اتفاق، بينما أعلن وفد المعارضة السورية العسكري أنه بحث مع وفد روسي في أنقرة أجندة المحادثات.
وأفاد متحدث باسم الكرملين بأن موقف إيران يساهم في تعقيد محادثات أستانا، مضيفا أن موسكو ترحب بمشاركة الولايات المتحدة وأنه لا يمكن حل الأزمة السورية من دون مشاركة واشنطن.
وأشار المتحدث إلى أن من غير المرجح الوصول لأي اتفاق بشأن سوريا، بسبب العدد الكبير من الأطراف المشاركة في صياغة التسوية، بحسب رأيه.
ومن موسكو، قال مراسل الجزيرة زاور شوج إن هذا هو أول تصريح رسمي من موسكو يؤكد وجود الخلافات مع طهران، مضيفا أن عدة تقارير إعلامية في روسيا كشفت مؤخرا عن تلك الخلافات، حيث يدور الحديث عن نية روسيا إيقاف النفوذ الإيراني الكبير في سوريا، وأنه في حال التوصل إلى اتفاق لحل سياسي فسيتضمن ذلك سحب المقاتلين الأجانب من سوريا بما يشمل المليشيات الإيرانية.
وفد المعارضة
وحصلت الجزيرة نت على قائمة تضم أعضاء وفد المعارضة، وهم 14 شخصا يمثلون أهم الفصائل العسكرية التي وافقت على المشاركة، وعلى رأسهم ممثل جيش الإسلام محمد علوش وممثلون عن الجبهة الجنوبية وفيلق الشام وصقور الشام وأجناد الشام وتجمع فاستقم والجبهة الشامية، وغيرهم.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وفد المعارضة أسامة أبو زيد إنهم بحثوا مع وفد روسي كيفية خروج لقاء أستانا بحل سلمي في سوريا، استنادا إلى بيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254، مؤكدا على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار وتوثيق خروق النظام وإيران والمليشيات التابعة لهما، وعلى رأسها مليشيا حزب الله اللبناني.
وأضاف أن وفد المعارضة قدم مبادرة لإعادة تثبيت الهدنة في وادي بردى غربي دمشق، داعيا الروس للقيام بالتزاماتهم وتحمّل مسؤولياتهم بالوقوف على حقيقة ما يجري في وادي بردى وبقية المناطق المهددة. وقد تعهد الجانب الروسي برفع هذه المطالب إلى القيادة في موسكو.
من جهة أخرى، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي أوروبي قوله إن هناك قلقا حقيقيا لدى المعارضة السياسية من “أن ينجر ممثلو الفصائل المعارضة غير المعتادين على هذا النوع من المفاوضات الدولية، إلى حل سياسي لصالح النظام”.
ورأى الباحث في معهد الدراسات الشرقية في موسكو، بوريس دولغوف، أن نجاح أو فشل مؤتمر أستانا ليس مقررا سلفا، مضيفا “إذا حصل تقدم فأعتقد أن جزءا من المعارضة المسلحة سيشارك في مفاوضات جنيف المقبلة.. إلا أن عملية السلام برمتها تبقى هشة جدا”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
أستانا.. مشاورات “تقنية” ثلاثية الأحد
عواصم الدول الراعية للمحادثات تعلم أن تعبيد الطريق إلى كازاخستان مهم
دبي – قناة العربية
تبدو جميع الأوضاع مهيأة حتى الآن لبدء محادثات أستانا بجدية، حيث من المرتقب أن يصل وفد من المعارضة عاصمة كازاخستان، السبت، وتتبعه مشاورات تقنية على الغالب تركية إيرانية روسية، الأحد، وذلك لوضع الخطوط العريضة لمحادثات السلام التي ستبدأ الاثنين المقبل، لكن عواصم الدول الراعية للمحادثات تعلم أن تعبيد الطريق إلى أستانا مهم، والمقصود هنا إزالة النوايا المبيتة وأي خلافات طارئة.
فيما اجتمع في أنقرة وبالتنسيق مع الحكومة التركية، وفد فصائل المعارضة السورية العسكري مع الوفد الروسي.
وناقش الجانبان أجندة اجتماع أستانا وما ينتج عنه من حل سلمي استناداً إلى بيان جنيف 2012 وقرار مجلس الأمن 2254.
كما تحدثا عن تثبيت الهدنة في وادي بردى.
فيما يصبح الحديث بثقة عن نوايا إنجاح المحادثات ممكناً، لكن النوايا وحدها لم تزل هواجس مجلس الأمن والدول الغربية، حيث أيد مجلس الأمن محادثات أستانا، وأعرب عن أمله في أن تساعد في تثبيت وقف إطلاق النار، فيما يتخوف من تهميش مفاوضات جنيف التي تقودها الأمم المتحدة، كذلك تخشى القوى الغربية من أن تتخذ المحادثات مساراً جديداً للمفاوضات.
الجبير وحجاب يبحثان تطورات الساحة السورية
دبي – العربية.نت
استقبل وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مكتبه بمقر الوزارة، السبت، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية، رياض حجاب.
وجرى خلال الاستقبال بحث مستجدات الأوضاع على الساحة السورية والجهود الدولية.
وحضر الاستقبال وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية السفير عادل مرداد، ومدير عام مكتب وزير الخارجية السفير خالد بن مساعد العنقري، ومدير الإدارة العربية بوزارة الخارجية السفير علي الحمدان، والوفد المرافق للدكتور رياض حجاب.
موسكو تنتقد مواقف إيران في الملف السوري
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قال دميتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين إن موقف إيران، سيسهم في تعقيد مسألة مشاركة الإدارة الأمريكية في محادثات أستانة بشأن سوريا، وذلك باعتبار طهران لاعبا هاما في التسوية السورية.
كما استبعد بيسكوف لقاء قريبا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب في المستقبل المنظور.
وقال بيسكوف إن على ترامب في بداية فترته الرئاسية الاهتمام بالشأن الداخلي الأميركي.
تحليل-المعارضة السورية منقسمة بشدة قبل محادثات سلام جديدة
من توم بيري وسليمان الخالدي
بيروت/عمان (رويترز) – تشهد صفوف المعارضة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد انقسامات أكثر من أي وقت مضى فيما يبدو بينما تستعد لمحادثات سلام الأسبوع المقبل ومعنوياتها منخفضة جراء هزيمتها في حلب وعدم قدرتها على التوحد في قوة واحدة للدفاع عن أراضيها المتبقية.
وكشفت الدبلوماسية الجديدة التي يقودها الروس حلفاء الأسد مزيدا من الانقسامات في أوساط معارضة لم يكن لها رئيس واضح على الإطلاق في ظل تشرذم قديم لفصائلها جراء التنافس الإقليمي وعلاقاتها بالدول ومعارك فكرية بشأن اتباع أهداف سورية قومية أو سنية متشددة.
وقتل العديد من القادة البارزين في الصراع المستمر منذ نحو ست سنوات وتشكل العديد من التحالفات العسكرية والسياسية لتنهار سريعا. وبعد هزيمة المعارضة في حلب الشهر الماضي انهار أحدث مسعى لتوحيد الأجنحة المتشددة والمعتدلة للمعارضة المسلحة.
وعلى النقيض من ذلك لا يزال الأسد قويا مثلما كان في أي وقت منذ بداية القتال بفضل التزام داعميه الروس والإيرانيين ببقائه في الوقت الذي زاد فيه اختلاف أهداف الدول الأجنبية التي تساند المعارضة من انقساماتها.
ولا يمثل وفد المعارضة التي ستحضر المحادثات مع الحكومة السورية والتي ستبدأ الاثنين المقبل في أستانة عاصمة قازاخستان سوى جزء من المعارضة المعتدلة التي تقاتل الأسد في تحالف فضفاض يعرف باسم الجيش السوري الحر.
ويتكون في معظمه من جماعات تقاتل في شمال سوريا بدعم من تركيا أما الجماعات المعارضة الأخرى التي تعتبر قريبة من الولايات المتحدة والسعودية فقد جرى تجاهلها.
يرأس الوفد محمد علوش رئيس المكتب السياسي لجماعة جيش الإسلام المعارضة التي تقع في نهاية الطرف الأكثر اعتدالا من الجماعات الإسلامية السنية وقاعدتها الرئيسية قرب دمشق.
ولم يُعين علوش الذي يعيش خارج سوريا في هذا الدور بسبب نفوذه على المعارضة ككل- فليس لديه ذلك. واختير لأنه عضو بالهيئة العليا للمفاوضات وهي تحالف تشكل بدعم سعودي وغربي في 2015.
وحتى الهيئة العليا للمفاوضات وهي أوسع هيئة معارضة تشكلت منذ بداية الحرب لم توجه لها الدعوة إلى أستانة.
ورئيسها رئيس الوزراء السابق رياض حجاب هو أكثر الشخصيات التي يمكن أن تعتبرها المعارضة المعتدلة “واجهة” لها. لكن دوره أقرب إلى المتحدث باسم عدد كبير من الجماعات على الأرض ولن يذهب إلى أستانة أيضا.
وتعرب الهيئة العليا للمفاوضات عن أملها في أن تكون محادثات أستانة خطوة في اتجاه محادثات سلام جديدة في جنيف. لكن في الوقت الذي تقول فيه روسيا إن أستانة تهدف إلى أن تكون مكملة لجنيف يخشى البعض في المعارضة من أن تحاول موسكو أن تستبدل عملية تساندها الأمم المتحدة بتلك التي ترعاها وتريد أن تزيد الانقسامات في معسكر المعارضة.
وقال المقدم محمد العبود عضو الهيئة العليا للمفاوضات “الذهاب إلى أستانة به خطورة أكبر من الذهاب إلى جنيف لأنه في جنيف كان في الواجهة السياسية المعارضة وهي الهيئة العليا التي نالت اعترافا سواء من الأرض من الداخل أو الخارج. ولكن في اجتماع أستانة فيه غموض كبير وبرعاية روسية وروسيا تعتبر طرفه ودولة محتلة وليس وسيطه أو راعي.”
وأضاف “ربما تزيد الاستقطاب وربما هذا أحد أهداف الروس الحقيقية إن يزيدوا الشرخ.”
تفاقم الانقسامات
وأدت التحركات الروسية من أجل السلام أيضا إلى تفاقم الانقسام بين الأجنحة المعتدلة والمتشددة بالمعارضة المسلحة مما أجج التوتر الذي تحول إلى مواجهة في إدلب المعقل الرئيسي الباقي للمعارضة.
واستثنى وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا الشهر الماضي الجماعة المتشددة الرئيسية في شمال غرب سوريا وهي جبهة فتح الشام كما تردت الثقة في معسكر المعارضة أكثر بعد سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت زعماء الجماعة.
ويصب هذا كله في صالح الأسد في وقت يرغب فيه حلفاؤه الروس والإيرانيون في قيادة الجهود الدبلوماسية بخصوص سوريا بينما يشير دونالد ترامب إلى أنه سيقطع الدعم عن المعارضة السورية المعتدلة بعد توليه السلطة.
ويقول المعارضون المسلحون الذين سيشاركون في محادثات أستانة إن الاجتماع يجب أن يركز على تعزيز وقف إطلاق النار وإنهم سيعارضون المناقشات السياسية برغم أن الأسد قال إنه منفتح على تلك المحادثات.
وقال قائد بالجيش السوري الحر إنه إذا كانت محادثات أستانة تتعلق فقط بآلية لوقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية فهذا إيجابي لكن الأمر لن يكون جيدا إذا ناقشوا الشؤون السياسية في أستانة لأن هذا سيرقى إلى حد تهميش القوى السياسية الأخرى.
وبعد سنوات من الدبلوماسية الفاشلة تقول روسيا إنها تريد دعم السلام بالتعامل مباشرة مع المعارضين الذين يقاتلون على الأرض. وتقول أيضا إن هدف المحادثات التي ستشارك فيها إيران أيضا هو تعزيز وقف إطلاق النار.
وتدعم تركيا- التي تساند المعارضة المسلحة للأسد- عملية السلام الجديدة أيضا ومن المعتقد على نطاق واسع أنها ضغطت على المعارضة المسلحة للذهاب إلى أستانة.
يعكس هذا تغير أهدافها في سوريا حيث باتت أولوياتها تتركز حاليا حول التصدي للفصائل الكردية المسلحة وتنظيم الدولة الإسلامية قرب حدودها.
أفق غامض
والتوقعات بشأن المعارضة المسلحة المعتدلة باتت أكثر غموضا منها في أي وقت سابق بعدما أشار ترامب إلى أنه سيوقف الدعم الأمريكي للمعارضة المسلحة التي كان يتم تسليحها بموجب برنامج مساعدات تدعمه الولايات المتحدة ودول عربية وتركيا.
وتم توجيه دعوة إلى الولايات المتحدة لحضور محادثات أستانة بينما لم توجه دعوة إلى السعودية أو قطر.
وكثيرا ما استفاد الأسد من الانقسامات في صفوف المعارضة المسلحة خلال الصراع الذي بدأ باحتجاجات ضده وضد حكومته في مارس آذار 2011 ويعتقد أنه أودى بأرواح مئات الآلاف من الأشخاص.
ولعب حلفاء الأسد الأجانب دورا حيويا في المساعدة في تعزيز سيطرته على قطاع من الدولة في غرب سوريا برغم بقاء مساحات واسعة من الأراضي في شرق وشمال البلاد في أيدي فصائل كردية مسلحة وتنظيم الدولة الإسلامية.
وكثير من المعارضين الذين حاربوا الأسد في غرب البلاد حاربوا أيضا التنظيم وفي بعض الأحيان الأكراد. وبرغم تراجعهم إلا أنهم لا يزالون يسيطرون على مساحات كبيرة من الأراضي منها محافظة إدلب بالكامل تقريبا في شمال غرب سوريا.
ولم يشمل وقف إطلاق النار الحالي جماعات متشددة مثل جبهة فتح الشام التي كانت تعرف في السابق باسم جبهة النصرة وكانت مرتبطة بتنظيم القاعدة. وزاد التوتر فيما بين المعارضة المسلحة بعد استهداف زعماء جبهة فتح الشام بسلسلة من الضربات الجوية الأمريكية في الآونة الأخيرة فيما أجج الاتهامات بالخيانة بين جماعات المعارضة.
وشنت جبهة فتح الشام هجوما يوم الخميس على جماعة إسلامية قوية أخرى هي أحرار الشام في محافظة إدلب. وكانت الجماعتان حتى وقت قريب تجريان محادثات بشأن الاندماج.
ووصف الشيخ عبد الله المحيسني وهو رجل دين سعودي لعب دورا بارزا في سوريا في حشد الدعم للمعارضة المسلحة فشل محادثات الاندماج بأنه لحظة “محزنة ومؤسفة” تركت إدلب عرضة لخطر الهجوم.
وأضاف في تصريحات على منتديات إعلامية للإسلاميين على يوتيوب بعد طرد المسلحين من حلب “أدعو إخواني في حركة (أحرار) الشام أن يمضوا في هذا الأمر ويفرحوا هذا الشعب الذي ذاق الويلات. إن شاء الله إخواننا في الحركة يستشعرون الخطر الذي نعيشه اليوم… إذا بدأ الهجوم على إدلب بعد ذلك سيقول الناس تعالوا للاندماج يكون قد فات الأوان لن ينفع الاندماج بعدئذ.”
(إعداد علي خفاجي ومصطفى صالح للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)