أحداث السبت 22 تشرين الأول 2016
تركيا تشارك في «تحرير» الرقة
لندن، أنقرة، باريس، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
أعلنت أنقرة أمس، أن واشنطن مهتمة بقيام الجيش التركي بدور في عملية تحرير مدينة الرقة من تنظيم «داعش» شرق سورية بعد بدء عملية طرده من الموصل بالتزامن مع تصعيد القوات التركية قصفها عناصر «داعش» والمقاتلين الأكراد دعماً لـ «الجيش السوري الحر» شمال حلب قرب حدود تركيا، في وقت مددت موسكو هدنة حلب لإعطاء فرصة خروج مدنيين وجرحى من الأحياء المحاصرة، لكن المعابر بدت مقفرة من أي حركة، وشكَّل مجلس حقوق الإنسان في جنيف لجنة للتحقيق بـ «جرائم حرب».
وأفاد موقع «ترك برس» باللغة العربية أمس، بأن «القوات التركية قصفت بالمدفعية الثقيلة 40 موقعاً لتنظيم داعش، و6 مواقع لحزب الاتحاد الديموقراطي، الامتداد السوري لمنظمة حزب العمال الكردستاني، ضمن إطار عملية درع الفرات»، في وقت أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» باستمرار «الاشتباكات العنيفة بين الفصائل المقاتلة والمدعمة بالقوات التركية وطائراتها من جهة، وقوات سورية الديموقراطية الكردية- العربية من جهة ثانية في ريف مارع» شمال حلب. وقال نشطاء معارضون إن فصائل «درع الفرات» اتجهت بدلاً من الباب إلى تل رفعت بعدما شنت «قوات سورية» هجوماً على ريف مارع. وأوضح «المرصد» أن القوات التركية «أطلقت 90 صاروخاً على الشيخ عيسى ومناطق سيطرة قوات سورية في مارع».
تزامن هذا مع محادثات وزير الدفاع التركي آشتون كارتر مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه بن علي يلدريم، ووزير الدفاع فكري إيشيك في أنقرة أمس. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع (بنتاغون) بيتر كوك، إن «الجانبين اتفقا على الإبقاء على اتصالات منتظمة حول مجموعة كاملة من الاهتمامات المشتركة، ومن بينها التنسيق الوثيق والشفافية المستمرة في جهود التحالف لإلحاق هزيمة نهائية بداعش». وقال إيشيك إن الولايات المتحدة حريصة على التعاون مع تركيا في حملة لطرد «داعش» من الرقة بعدما استعادت «درع الفرات» دابق معقل «داعش» الرمزي شمال سورية. وقال كارتر إن استعادة دابق «كان هدفاً مهماً» في الحملة و «سنعمل معهم لترسيخ هذه المنطقة الحدودية». واعتبر مساعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: «بعد الموصل سنفكر في الرقة بالتأكيد. الرقة أمر ضروري، فمن هذه المدينة يخطط داعش للهجمات الخارجية. الرقة هي العاصمة الحقيقية» لتنظيم «داعش».
في موسكو، قال الجنرال سيرغي رودسكوي المسؤول في هيئة أركان الجيش الروسي: «بطلب من مندوب الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرار تمديد الهدنة الإنسانية في منطقة حلب 24 ساعة من الساعة الثامنة حتى 19 بالتوقيت المحلي يوم 22 تشرين الأول (أكتوبر)»، أي من الساعة 5 حتى 16 ت. غ.
وبقيت الممرات الثمانية التي أقيمت لإفساح المجال أمام خروج السكان والمقاتلين الراغبين في مغادرة الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، مقفرة تقريباً منذ صباح الخميس. وقال رودسكوي إن «الممرات الإنسانية الهادفة إلى خروج المدنيين لا تزال تُستهدف بنيران الإرهابيين»، مضيفاً أن مسلحي المعارضة «يستفيدون من وقف إطلاق النار» لتحضير هجوم واسع النطاق. لكن الولايات المتحدة أعلنت الجمعة أنه لم يتم إجلاء أي جرحى من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب حتى الآن.
في جنيف، وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الجمعة، على فتح «تحقيق خاص مستقل» في أحداث حلب، حيث قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إن الضربات الجوية تشكل «جرائم حرب». وتبنى المجلس المؤلف من 47 دولة عضواً ومقره جنيف، القرار الذي تقدمت به بريطانيا مع حلفاء غربيين وعرب بتصويت 24 دولة بالموافقة وسبع دول بالرفض وامتناع 16 عن التصويت. وكانت روسيا والصين من بين الدول التي صوتت ضد القرار.
تحقيق دولي يتهم دمشق بهجوم كيماوي ثالث في إدلب
الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) – رويترز
ذكر تقرير سري أعدته الأمم المتحدة و”منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية”، ان قوات الحكومة السورية شنت هجوماً ثالثاً بالغازات السامة في قيمناس في محافظة إدلب في 16 آذار (مارس) 2015.
وكشف التقرير الذي قُدم أمس (الجمعة) إلى مجلس الأمن، ان القوات الحكومية السورية استخدمت طائرات مروحية لإسقاط براميل متفجرة أطلقت بعد ذلك غاز الكلور. ووجد ان تلك الطائرات أقلعت من قاعدتين يتمركز فيهما السربان 253 و255 التابعان للّواء الثالث والستين للطائرات المروحية.
كما كشف رصد السرب 618 بالإضافة إلى طائرات مروحية تابعة لسلاح البحرية في إحدى القاعدتين.
ولكن التحقيق قال إنه «لا يستطيع تأكيد أسماء الأفراد الذين كانوا في مركز القيادة والتحكم في أسراب الطائرات المروحية في ذلك الوقت»، مشيراً إلى انه «لا بد من محاسبة الذين كانوا مسؤولين فعلياً في الوحدات العسكرية».
وتمهد نتائج التقرير الرابع للتحقيق والذي استمر 13 شهراً لمواجهة في مجلس الأمن بين الدول الخمس التي تملك حق النقض (فيتو) ومن المرجح حدوث مواجهة بين روسيا والصين من جانب والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جانب آخر في شأن كيفية محاسبة المسؤولين عن ذلك.
وأنحى التقرير الثالث للتحقيق في آب (أغسطس) الماضي، باللوم على الحكومة السورية في هجومين بغاز الكلور في تلمنس في 21 نيسان (أبريل) 2014 وفي سرمين في 16 آذار (مارس) 2015، مشيراً إلى ان مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) استخدموا غاز خردل الكبريت .
وبعد تقديم التقرير الثالث، اعتبرت روسيا انه من غير الممكن استخدام هذه النتائج لفرض عقوبات من جانب الأمم المتحدة.
وأكد التقرير في أيلول (سبتمبر) ان التحقيق حدد السربين 253 و255 التابعين للّواء الثالث والستين للطائرات المروحية.
هدنة حلب صامدة … لكن لا إجلاء للمدنيين والمسلحين والجرحى
لندن، حلب، جنيف، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز
في اليوم الثاني من الهدنة الروسية المعلنة من جانب واحد في مدينة حلب، شمال سورية، لم يسجّل عبور مدنيين أو مقاتلين أو جرحى من الأحياء الشرقية المحاصرة من القوات النظامية السورية إلى خارجها، فيما ذكرت الأمم المتحدة أن عمليات الإخلاء الطبي التي كان من المقرر القيام بها في شرق حلب الجمعة تأخرت لعدم تقديم الأطراف المتحاربة الضمانات الأمنية اللازمة.
وقال ينس لاريكي الناطق باسم مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: «للأسف لم يكن من الممكن بدء عمليات إخلاء المرضى والجرحى صباح الجمعة كما كان مقرراً نظراً إلى عدم توافر الظروف اللازمة». وكان يان ايغلاند الذي يرأس مجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية في سورية، قال الخميس إن الأمم المتحدة حصلت على موافقة روسيا والنظام السوري و «مجموعات مسلحة في المعارضة». إلا أن لاريكي صرّح إلى الصحافيين بأنه لم يتم تقديم «هذه الضمانات المتعلقة بالظروف الأمنية» وإن موظفي الإغاثة لم يتمكنوا حتى الآن من الانتشار من مواقعهم في غرب حلب التي تسيطر عليها الحكومة. وأضاف: «هذه عملية صعبة للغاية».
أما مندوب سورية في الأمم المتحدة في جنيف حسام آلا فقال لـ «رويترز» إن الحكومة السورية أعطت الضوء الأخضر للمنظمة الدولية لإجراء عمليات الإجلاء لأسباب طبية قبل يومين. وأضاف أن الحكومة جهّزت حافلات وعربات إسعاف لكن الإجلاء لم يبدأ لأن من سمّاهم «إرهابيين» يستخدمون قذائف المورتر والقناصة ويهاجمون الممرات الإنسانية والمعابر.
وكانت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر تأملان في الاستفادة من «الهدنة الإنسانية» في شرق حلب بعدما أوقفت القوات الروسية والسورية حملة القصف التي تشنها على مناطق سيطرة فصائل المعارضة.
وانتقد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في بيان مشترك مع الفصائل المعارضة مبادرة الأمم المتحدة الخاصة بحلب، وأخذ عليها أنها «لم تتضمن دخول أي مساعدات إنسانية، وتقتصر على إخراج حالات حرجة مع مرافقين، وسط ضغوط أمنية وعسكرية وإعلامية» من روسيا والنظام السوري. وجاء في البيان المشترك أن ذلك «يجعل المبادرة قاصرة، ويساهم في إخلاء المدينة بدل تثبيت أهلها في مناطقهم»، وانتقد تحوّل الأمم المتحدة إلى «أداة في يد روسيا».
وفي الإطار ذاته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إنه يعتقد أن الغرب يريد حماية عناصر «جبهة فتح الشام» التي كانت تعرف من قبل باسم «جبهة النصرة» لاستخدامهم في محاولة إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد. وذكر لافروف أن متشددي «النصرة» يرفضون مغادرة الأحياء المحاصرة في شرق حلب، في تكرار لما قاله مساء الخميس في اتصال مع نظيره الأميركي جون كيري عندما قال له إن مقاتلي المعارضة «يخرقون وقف إطلاق النار ويعوقون إجلاء السكان» وأن «المدنيين، وكذلك عناصر الجماعات المسلحة غير الشرعية، كانت لديهم إمكانية لمغادرة المدينة بأمان».
وقال لافروف في مؤتمره الصحافي أمس: «نحن قلقون جداً بسبب رفض مقاتلي جبهة النصرة مغادرة المدينة على رغم إشارات حسن النية التي أبدتها موسكو ودمشق والرامية إلى إعادة الوضع إلى طبيعته في المدينة»، مشيراً بذلك إلى «جبهة فتح الشام». واتهم لافروف مجدداً هذه المجموعة وأنصارها بـ «نسف جهود الأمم المتحدة» لتنظيم إيصال المساعدة الإنسانية. ورداً على أسئلة الصحافيين، أبقى لافروف الغموض في شأن مدة الهدنة الإنسانية في حلب، مكتفياً بالتذكير برغبة الرئيس فلاديمير بوتين في «تمديدها أطول فترة ممكنة عملاً بالوضع الميداني ووقف الغارات الجوية». ومدة «الهدنة الإنسانية» التي تستمر 11 ساعة يومياً ملتبسة، حيث أعلنت موسكو تمديدها 24 ساعة أي حتى مساء الجمعة، فيما أكدت الأمم المتحدة أن روسيا ستمددها حتى مساء السبت.
وأعرب لافروف، من جهة أخرى، عن «قلقه الشديد» للقصف التركي الذي استهدف أول من أمس فصائل كردية سورية في ريف حلب، وقال إنه يأمل في أن تحرص الولايات المتحدة التي تقود تحالفاً يضم تركيا، على أن يحترم اعضاء هذا التحالف اهدافه الرسمية ولا سيما التصدي لـ «داعش» و «جبهة النصرة». وسئل التعليق على تهديد الحكومة السورية بإسقاط أي طائرة تركية تنتهك المجال الجوي للبلاد، فأجاب قائلاً إن سورية دولة ذات سيادة.
ميدانياًَ، أشارت «فرانس برس» أمس إلى أن اليوم الثاني من الهدنة الروسية المعلنة من جانب واحد في مدينة حلب لم يسجّل عبور مدنيين أو مقاتلين أو جرحى من الأحياء الشرقية المحاصرة إلى خارجها. وحتى ظهر الجمعة، لم يُسجل خروج أي من المدنيين أو المقاتلين من الأحياء الشرقية عبر الممرات الثمانية التي حددتها موسكو، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» والتلفزيون السوري الرسمي.
وأكد مصوّر لـ «فرانس برس» جال على معبري الكاستيلو (شمال) والهال (وسط) المخصصين للمقاتلين ومن يرغب من المدنيين من جهة النظام أنه لم يشاهد أي حركة عبور.
وكان الجيش الروسي أعلن تنفيذ هدنة ليوم واحد لمدة 11 ساعة في حلب، قبل أن يعلن عصر الخميس تمديدها لمدة 24 ساعة إضافية بهدف إفساح المجال أمام خروج المدنيين ومن يرغب من المقاتلين عبر ممرات آمنة. وأوقفت الطائرات الروسية والسورية قصف الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة منذ صباح الثلثاء. وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبدالرحمن الجمعة لـ «فرانس برس»: «لا حركة على المعابر من الأحياء الشرقية ولم يسجل خروج أي من السكان أو المقاتلين حتى الآن».
وأظهرت كاميرات وضعها الجيش الروسي وتبث مباشرة عبر الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع، انعدام الحركة على معبر سوق الهال (بستان القصر – المشارقة)، في حين توقف عدد من سيارات الإسعاف عند معبر الكاستيلو وشاحنات فارغة قرب سواتر ترابية، بالإضافة إلى عدد من الجنود.
وتخلل اليوم الأول من الهدنة الخميس اندلاع اشتباكات متقطعة وتبادل للقصف المدفعي، وفق ما أفادت «فرانس برس» ووسائل الإعلام الرسمية.
وكانت الحوادث الوحيدة التي سجّلها «المرصد» وقوع اشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في حي الإنذارات وشمال مدينة حلب، في حين دارت اشتباكات في محور 1070 شقة (جنوب حلب) بين الطرفين.
غارات
وفي التطورات الميدانية الأخرى في سورية، قال «المرصد» إن طائرات حربية نفّذت 4 غارات على حي جوبر عند أطراف العاصمة، وسط قصف صاروخي عليه. وجاء ذلك بعد مقتل ما لا يقل عن 8 عناصر من فصيل «فيلق الرحمن» خلال صد الجيش النظامي هجوماً شنّه الفصيل على مواقع القوات الحكومية التي نصبت مكمناً للمهاجمين.
أما في محافظة حمص (وسط)، فسجّل «المرصد» قصف الطيران الحربي قريتي الزعفرانة والفرحانية ومدينة تلبيسة بالريف الشمالي. في حين تجددت الاشتباكات في محيط حقل شاعر وقرب منطقة قصر الحير ومحاور أخرى ببادية حمص الشرقية بين القوات النظامية وتنظيم «داعش». أما في الريف الشمالي لمحافظة حماة المجاورة فتحدث «المرصد» عن غارت على بلدة اللطامنة. وفي محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، قُتل أب وابنه وسقط عدد من الجرحى بينهم مواطنة جراء قصف طائرات حربية قرية ترعي بريف إدلب الجنوبي، كما قُتل شخص جراء قصف الطيران الحربي قرية النقير بالريف الجنوبي أيضاً، فيما ألقى الطيران المروحي 4 براميل متفجرة على بلدة الناجية بريف مدينة جسر الشغور.
وفي محافظة الرقة (شمال سورية)، أفاد «المرصد» أن عنصراً في «وحدات حماية الشعب» الكردية قُتل بانفجار في سيارة تابعة للوحدات في قرية غزيل شرق بلدة سلوك بريف الرقة. أما في محافظة دير الزور (شرق)، فقد لفت «المرصد» إلى قصف الطيران الحربي منطقة دوار الحلبية عند مدخل مدينة دير الزور الشمالي، في وقت شهدت أحياء في المدينة معارك عنيفة بين القوات النظامية وبين تنظيم «داعش».
الجيش يُرسل تعزيزات وبوتين يراهن على نهاية وشيكة
استعدادات تتكثف لمنازلة حاسمة في حلب
محمد بلوط
كل شيء تقريباً بات جاهزاً لمنازلة جديدة في حلب. دويّ القذائف الثقيلة الصافرة وهي تعبر أجواء المدينة، لتهزّ أركانها لحظة ارتطامها بجبهات الملاح والليرمون شمال غرب المدينة، تعلن قرب انتهاء الهدنة، والعودة تدريجياً الى حرب مفتوحة. وخلال الساعات الأخيرة، عبرت قوافل كبيرة من التعزيزات السورية طريق اثريا ـ خناصر متجهة شمالاً، وشوهدت ناقلات ضخمة تنقل دبابات من طراز ت 90 وعشرات عربات الجند، تتجه نحو الجبهات. وأخذت هيئة الاركان الروسية علماً بحشد المجموعات المسلحة 1200 مسلح لاقتحام حلب من غربها. كما أعلن متحدث باسمها تلقي المجموعات المسلحة صواريخ مضادة للطائرات. وإذا ما تأكد ذلك، فسيُعدّ تطوراً نوعياً في الصراع السوري، علماً ان الاعلان لم يتحدث عن طبيعة هذه الصواريخ.
وكانت معلومات تحدّثت عن وصول شحنتين من صواريخ مضادة للطائرات الى «الجهاديين» قبل ثلاثة أسابيع، دون أن تظهر في الميادين، كما لم يظهر اثر ميداني لشحنة اخرى من مئة صاروخ، كان الروس قد أبلغوا بوصولها الى سوريا نظراءهم الاميركيين في مجموعة التنسيق المشترك في جنيف. وكانت معلومات مماثلة قد تمّ تداولها عن وصول تلك الصواريخ الى جيش تحرير حمص، من دون ان تظهر في المعارك. والمؤكد ان السعوديين والاميركيين قد زوّدوا المجموعات المسلحة بصواريخ «القوس الطائر اف ان 6» الصينية، وهي صواريخ لا تأثير ميدانياً لها على القاذفات الروسية التي تعمل على ارتفاعات لا يمكن أن تبلغها هذه الصواريخ التي لا يتجاوز مداها الثلاثة آلاف متر.
وتبدو المنازلة أقرب من أي هدنة ايضاً، اذ يُسابق الروس الوقت لإنهاء الملف الحلبي في الأسابيع المقبلة، وتجنيب موسكو المزيد من الضغوط الدولية، وبدء الإعداد لمعركة مدينة الباب. وقال مصدر روسي لـ «السفير» إن القوات الروسية في سوريا تلقت أوامر من الرئيس فلاديمير بوتين لحسم معارك حلب خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، فيما بدأت خطوط التماس في الشمال السوري تتقارب بشدة.
إذ أدى هجوم قوات الغزو التركية، عبر مجموعة «درع الفرات»، على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في أرياف مارع، شمال حلب، الى افتتاح الحرب التركية مباشرة للمرة الأولى مع الاكراد في سوريا، غرب الفرات. واختار الاتراك توقيت الهجوم على الاكراد، لحظة وصول وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر الى أنقرة. وبدأت «درع الفرات» هجوماً تحت تغطية جوية ومدفعية تركية، وسيكون على الأكراد القتال للمرة الاولى مع قوات بهذا الهجوم، من دون غطاء جوي اميركي، ما يعني تغييراً كبيراً في ميزان القوى في شمال حلب، وخيانة الأميركيين وعدهم بدعم مشروعهم الفدرالي، واختيارهم عدم مواجهة الأتراك في هذا الملف. ولاحظ بيان «مجلس سوريا الديموقراطية» غياب التغطية الجوية لعملياتهم من قبل «التحالف»، وقال إنه إذا كان «التحالف» متفرجاً، فهذا يعني أنه شريكٌ في العملية ضدنا.
ونفض الأوروبيون قبل يومين، والامم المتحدة، والوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا، أيديهم من الفرصة الاخيرة، لتجنّب معركة كان بالإمكان تفاديها، وتوفير مذبحةٍ على الحلبيين، لو توفرت الإرادة الدولية الكافية لذلك. وكان الأميركيون قد سبقوا الجميع الى رفض فصل «النصرة» عن بقية المجموعات «المعتدلة « بعدما تحولت «جبهة النصرة» ورقةً اميركية لا يمكن الاستغناء عنها لمواصلة استنزاف الروس في سوريا.
والوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا الذي لم يعرف في الملف السوري اي انجاز يمكن الاعتداد به في مسيرته الديبلوماسية، تملص كلياً من الخطة الروسية، واعتبر ان الهدنة وعمليات إجلاء الجرحى، لا تعني خطته. ذلك ان الديبلوماسي الدولي، الذي لا يريد ان يأخذ على عاتقه فشلاً يُضاف الى سلسلة طويلة من الخطط والمبادرات الفاشلة التي لم يعرف سواها في سوريا، وغيرها، قال إن خطته مغايرة لما يفعله الروس، مع ترحيبه بها. ولكن خطته، وهي في النهاية أكثر تعقيداً وطموحاً، من هدف الهدنة الواقعي «المتواضع».
إذ تنص خطته، التي لن ترى هي ايضاً النور، على وقف الاعمال القتالية، وخروج مسلحي «النصرة» من المدينة بأسلحتهم الى حيث يشاؤون، معلناً رقم الـ900 مقاتل، الذي لا يساوي ثلث الرقم الحقيقي لمقاتلي «النصرة». وقال دي ميستورا إن «النصرة» لم تنفذ هذا البند، وطالب الحكومة السورية أن تعلن تأييدها بصراحة للبند الثالث، الذي ينص على بقاء المسلحين من غير «النصرة» في حلب، وتسليمهم ادارة نصف ثاني أكبر المدن السورية، التي نصبوا عليها مجالس وهيئات شرعية تديرها «جبهة النصرة» و «احرار الشام»، لتحويلها امارة سلفية بحماية الامم المتحدة.
والذين انتظروا ان تشكل عملية إخراج 200 جريح من شرق المدينة، وراهنوا على ان تحدث اختراقاً يمنح الزخم المطلوب للهدنة المترنحة، سقطت رهاناتهم في معبرالكاستيلو. اذ عادت قافلة اهلية حلبية بعد يومٍ حافل بمفاوضات صعبة، من دون أن تحمل جريحاً وحيداً من شرق المدينة. وقال مسؤول دولي في حلب، مختصراً حقيقة المفاوضات، إن الجميع يناور لكسب الوقت، وإن الهدنة ولدت ميتة، وكنا نعلم منذ البداية انها لعبة، سيحاول فيها كل طرف تحميل الطرف الآخر مسؤولية الفشل. اذ رفضت المجالس المحلية في شرق المدينة، خروج اي جريح، وحاولت «النصرة» ابتزاز المفاوضين وإسقاط الحصار بأكمله من دون تقديم اي تنازلات، عبر المطالبة بممر إمداد إنساني غير مشروط. وبديهي أن فتح أي طريق للامداد في الحصار، سيمنح «النصرة» ورقة قوية.
وكان دخول الامم المتحدة المتأخر على خط المفاوضات قد زاد من تعقيد العملية، بعدما طلبت من الطرفين احترام بروتوكول عملية اجلاء المدنيين الدولي، الذي ينبغي تطبيقه بحذافيره. وتذرعت «النصرة» بالتغيير الذي طرأ على شروط الاتفاق المبدئي مع مبادرة اهالي حلب، وفرض الامم المتحدة بروتوكولها الذي ينص على تفتيش عربات النقل، او التأكد من هويات الجرحى ومن رغبتهم بالخروج من المدينة، وهي كلها شروط ظهرت في اللحظة الاخيرة، ومنحت «النصرة» فرصةَ التنصل من الاتفاق. وليلاً دخل الى الشرق الحلبي علي الزعتري، نائب المنسق العام للشؤون الانسانية في الامم المتحدة، لمحاولة اخيرة لم تمنع ان يواكبه دوي القذائف لحظة عبوره.
ولا يبدو أن أحداً من الاميركيين او الاوروبيين قد اعتبر الهدنة خطوة يمكن البناء عليها للدخول في تسوية محلية اولاً، عبر تثبيت وقف اطلاق النار، واخراج «جبهة النصرة» من المدينة. فبدلاً من التحدث عن تطوير الهدنة في قمة برلين التي جمعت قبل ثلاثة ايام، الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، كان الموقف الاوروبي محسوماً بإدانة الموقف الروسي في الملف الحلبي.
إذ إن اتخاذ الإرهابيين للمدنيين في حلب دروعاً بشرية، ورهائن، لا يبرر بنظرها عمليات القصف. وكائناً ما كان حجم التنازلات الروسية الا ان القرار الاوروبي والاميركي كان قد اتخذ مبكراً بفرض عقوبات اضافية على روسيا بسبب عملياتها في سوريا. ويُخرج الروس بإحباط مزدوج من محاولتهم توظيف الهدنة لتخفيف الضغوط عليهم، اذ لم يخسروا فرصة إقناع الاوروبيين بالوفاء بوعود سابقة، لا سيما الفرنسية، برفع عقوبات تتصل بالملف الأوكراني خلال قمة الاتحاد الاوروبي في كانون الثاني المقبل، بل انهم يواجهون ايضاً عبء عقوبات اضافية لانخراطهم في مواجهة صعود المجموعات السلفية و «الجهادية» في سوريا.
“درع الفرات” تهاجم ريف حلب الشّمالي والجيش السّوري يتوعّد
شنّ المسلّحون المدعومون من أنقرة، والذين يشاركون في عمليّة غزو الشّمال السوري “درع الفرات”، يوم السّبت، هجوماً على بلدات حربل وأم حوش والحصية الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في ريف حلب الشّمالي.
وأفادت مصادر لقناة “روسيا اليوم” الرّوسية أنّ المسلّحين استخدموا في هجومهم الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وساندتهم في ذلك الدبابات التركية.
وتوعّد الجيش السّوري، من جهته، بالرّد على أي هجوم على الأراضي السّوريّة، مؤكّداً أنّ “أي تواجد لوحداتٍ من الجيش التّركي داخل الحدود السّوريّة سيتمّ التّعامل معه كقوّة احتلال”.
(“روسيا اليوم”، “سانا”)
إردوغان: نحترم الحدود الجغرافية لكل دولة حتى لو كانت “ثقيلة على قلوبنا”
أنقرة- رويترز- قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم السبت إن بلاده تحترم الحدود الجغرافية لكل دولة حتى لو كانت “ثقيلة على قلوبنا”، فيما بدا أنه إشارة إلى مدينة الموصل العراقية التي كانت يوماً جزءاً من الامبراطورية العثمانية.
وجاءت تصريحاته بعد أن رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عرضاً من تركيا بالمشاركة في معركة طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من الموصل. وكانت تركيا تريد المشاركة في المعركة ومازالت تعتبر الموصل في نطاق نفوذها.
وقال إردوغان في خطاب “بعض الجهلة يأتون ويقولون ’ما هي الصلة التي يمكن أن تكون لنا بالعراق؟’ هذه الجغرافيا التي نتحدث عنها الآن جزء من روحنا… حتى إذا كانت ثقيلة على قلوبنا نحن نحترم الحدود الجغرافية لكل دولة”.
موسكو تتهم واشنطن بـ”معاداة روسيا” في مسألة إرسال مراقبين لانتخابات الرئاسة
موسكو- أ ف ب- صعدت موسكو السبت الخلاف حول محاولاتها إرسال مراقبين للاشراف على انتخابات الرئاسة الأمريكية متهمة واشنطن بتبني موقف “معاد لروسيا”.
وقالت موسكو انها تحاول إرسال مراقبين روس إلى مختلف الولايات الامريكية لمراقبة عملية التصويت في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر، لكن تم رفض ذلك.
واتهم سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي مسؤولين أمريكيين بمعاملة مسألة المراقبين “بطريقة معادية لروسيا للغاية”، بحسب ما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي للانباء.
واضاف “اذا تم منعنا من القيام بذلك لأسباب سياسية، فسنصل الى استنتاجات معينة”.
واضاف ان “الزملاء الامريكيين يجب ان يعلموا اننا لن ننسى هذا في المستقبل”، متهما اياهم بالادلاء بـ”تصريحات غير مقبولة”.
والجمعة اتهم جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية موسكو بـ”الدعاية” نافيا اي سياسة فدرالية لرفض المراقبين الروس.
كما اشار إلى أن روسيا اختارت عدم الانضمام الى بعثة مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا.
وقالت السفارة الروسية في واشنطن الجمعة إن موسكو بعثت بالعديد من الطلبات إلى اللجان الانتخابية المحلية تطلب منها “التعرف” على عملية التصويت.
واضافت ان روسيا تلقت “ردودا كانت غالبيتها سلبية بما في ذلك تهديد بان وجودنا في مراكز الاقتراع يمكن أن يعتبر عملا جنائيا”.
واتهمت السفارة عددا من الولايات التي اتصلت بها بـ”تنسيق قرارها السلبي مع الحكومة الفدرالية”.
وكان المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب اعرب عن اعجابه بالرئيس فلاديمير بوتين وتاييده للتقارب مع موسكو، بينما قالت منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون ان ترامب سيكون “دمية” بايدي بوتين.
وهذا الشهر اتهم مسؤولون أمريكيون رسميا الحكومة الروسية بشن هجمات معلوماتية “تهدف إلى التدخل في العملية الانتخابية الامريكية”.
أردوغان: تركيا “ملتزمة” بالتقدم نحو مدينة الباب السورية
أنقرة- رويترز- قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت إن القوات المدعومة من تركيا سوف تتقدم نحو مدينة الباب السورية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية مؤكدا إصرار أنقرة على طرد المتشددين والمقاتلين الأكراد السوريين من المناطق القريبة من حدودها.
وقال أردوغان أيضا في خطاب إن تركيا ستفعل كل ما يلزم مع شركائها في التحالف في مدينة الرقة لكنها لن تعمل مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري.
وقال بعد أن ذكر مدينة الباب “نحن ملتزمون بذلك سنذهب إلى هناك… يجب أن نعد منطقة خالية من الإرهاب”.
لا خروج من أحياء حلب الشرقية… هجوم في أطراف دمشق ينفذه «فيلق الرحمن»
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي»: لم تنجح دمشق وموسكو حتى الآن في إخراج أي مقاتل من داخل أحياء حلب الشرقية رغم انقضاء مدة ثمان وأربعين ساعة على الهدنة الإنسانية التي أعلنتها سورية وروسيا في مدينة حلب بغرض توفير الظروف المطلوبة لخروج مئات المسلحين من داخل تلك الأحياء والتوجه إما نحو مدينة إدلب أو إلى مناطق سيطرة الحكومة في حلب الغربية.
أصوات مكبرات الصوت التي نُصبت على عربة مدرعة روسية وكانت تنادي مسلحي حلب الشرقية للخروج من الأحياء والاستسلام لم تجد آذاناً صاغية داخل حلب الشرقية، بقيت النداءات لساعات دون نتيجة.
تقول مصادر مواكبة للوضع الميداني في حلب إن أي اتصالات جدية أو مفاوضات حقيقية لم تجرِ بين السلطات السورية وفصائل المعارضة المسلحة بخصوص الخروج من أحياء حلب الرقة وأن أي اتصالات أو مفاوضات لم تجرِ أيضاً بين حركة أحرار الشام أو تنظيم جبهة النصرة من جهة وأي طرف إقليمي ودولي وأممي من جهة أخرى بخصوص الانسحاب من أحياء حلب الشرقية ما يعني أن احتمال خروج مسلحين من تلك الأحياء يكاد يكون معدوماً.
مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير حسام الدين آلا اعتبر أن «أن الحملة الهستيرية التي تشنها الدول التي تتباكى على معاناة المدنيين في حلب وبالتواطؤ مع بعض موظفي الأمم المتحدة أدت إلى عرقلة كل المبادرات الإنسانية التي اطلقتها الحكومة السورية بالتعاون مع القوات الروسية منذ الثامن والعشرين من شهر تموز/يوليو الماضي حتى الآن وشجعت إرهابيي جبهة النصرة وأحرار الشام على الاستمرار باحتجاز آلاف العائلات».
وبينما كانت الأضواء متجهة نحو مدينة حلب ومعابر الخروج في أحياء بستان القصر ودوار الجندول، سرقت العاصمة دمشق تلك الأضواء لبعض الوقت إثر هجوم مباغت شنه مقاتلون من فيلق الرحمن على أطراف حي الزبلطاني انطلاقاً من حي جوبر الملتهب، الهجوم فشل في اختراق دفاعات القوات الحكومية التي استطاعت أن تقتل أكثر من أحد عشر مقاتلاً من المهاجمين، جنود سوريون نشروا على موقع الفيسبوك صوراً ومقاطع فيديو تُظهر قتلى فيلق الرحمن في موقع الهجوم كما عرضوا فيديو يُظهر تفجير نفق قالوا إن المهاجمين استخدموه للوصول إلى النقطة المطلوب مهاجمتها في أطراف حي الزبلطاني شرقي العاصمة دمشق.
وظُهر أمس الجمعة كشف ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي عن إمكانية وقف الهدنة الإنسانية في حلب في حال تدهور الأوضاع فيها. واعتبر بيسكوف أن الوضع في حلب يتغير بشكل سريع، وقد يتغير إلى الأسوأ، وأضاف: لذلك جميع القرارات بشأن تمديد الهدنة أو وقفها) تتخذ انطلاقا من الوضع الراهن».
وفي ما يخص احتمال تمديد الهدنة الإنسانية في حلب قال بيشكوف: هذا الأمر يتعلق ببعض الوقائع، منها «كيفية استمرار عملية خروج المسلحين من المدينة، وكيف سيتم تحقيق ضمان أمن قوافل المساعدات الإنسانية، وهل سيواصل المسلحون الأعمال الهجومية أم لا، وهل سيتم استغلال الهدنة لإعادة تجمعات فصائل إرهابية وتزويدها بالأسلحة أم لا؟».
سفير طهران لدى سوريا يزور داريا في ريف دمشق بعد تهجير أهلها
بشار الأسد يمنحه وسام الاستحقاق
هبة محمد
أنطاكيا ـ «القدس العربي»: تأكيداً على تغيير وجهها، قام السفير الإيراني في سوريا حمد رضا شيباني بزيارة ميدانية إلى مدينة داريا في ريف دمشق الغربي، قابل خلالها عناصر من قوات النظام، ومقاتلي الحشد الشعبي ممن كانوا يقاتلون على جبهاتها، بعد افراغها من أهلها، نهاية شهر آب /أغسطس الفائت، وتهجير شبانها إلى محافظة ادلب شمالاً، عقب احكام حصارها لقرابة أربع سنوات متتالية، تلقت خلالها أكثر من ستة آلاف برميل متفجر، عدا مئات القنابل المحرمة دولياً، وصواريخ الفيل المدمرة.
أتت زيارة شيباني إلى أرض مدينة درايا، تزامناً مع تهجير مقاتلي المعارضة من مدينة معضمية الشام المتاخمة لها، واخلاء كل جبهات المنطقة من أي مقاتل حمل سلاح ضد النظام السوري، في المدينتين، حيث خرج من المعضمية قرابة 1100 مقاتل بسلاحه الخفيف، وأقل من ذلك من مدينة داريا، أي ما يقارب 1800 مقاتل من كلا المدينتين خلال 40 يوماً فقط.
ووفقاً لمصادر إعلامية موالية فإن شيباني قد التقى مع «جنود الجيش السوري الذين يتواجدون في المنطقة مؤكداً على شجاعتهم وبطولاتهم التي خاضوها في تلك المنطقة».
وسبق زيارة السفير شباني إلى مدينة داريا، منحه من قبل الرئيس السوري بشار الأسد وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، بمناسبة انتهاء مهامه كسفير لحكومة طهران في دمشق، وجاء منح الوسام عصر يوم الأربعاء الفائت، عبر مقترح قدمه رئيس وزراء النظام السوري عماد خميس وبمصادقة الرئيس الاسد، وذلك «تقديراً للجهود التي بذلها السفير شيباني، وللدعم الشامل الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية لسوريا في الحرب على الإرهاب»، حسب مصادر إعلامية موالـية.
وقال شيباني مساء الاربعاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في دمشق وعقب تسلمه وسام الدرجة الأولى الذي منحه اياه الأسد، ان «سوريا تمر في أزمة منذ ستة أعوام وان هذه الأزمة نابعة من حقد بعض الدول والاستكبار العالمي، وإيران أكدت دوماً أن هذه الأزمة لا يمكن معالجتها عسكرياً، بل أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد المناسب لمعالجتها»، في إشارة إلى تمجيد سياسة التغير الديموغرافي الحاصل في ريف دمشق بشكل خاص، وباقي المدن السورية بشكل عام.
داريا مدينة عريقة تقع على بعد ثمانية كيلومترات من العاصمة دمشق، يحدها من الشمال معضمية الشام والمزة، ومن الغرب بلدة جديدة عرطوز، ومن الجنوب بلدة صحنايا، وتشرف من الشرق على حيي كفرسوسة والقدم الدمشقي، وكانت تشكل مع جارتها معضمية الشام، معقل المعارضة السورية، في ريف دمشق الغربي، وبإفراغهما، بعد حصار أربعة أعوام، تشكل لدى بشار الأسد حزاماً طائفياً، وبذلك يكون قد أمن خاصرة دمشق الغربية بشكل كامل.
كتائب معارضة تعلن قتل العشرات للنظام السوري بحلب
أنس الكردي
أعلنت كتائب معارضة تابعة لـ”الجيش السوري الحر”، ليل الجمعة السبت، قتل وجرح العشرات من عناصر قوات النظام، بعد استهدافهم داخل أكاديمية الأسد العسكرية في مدينة حلب شمالي البلاد، بعد ساعات على إعلان المعارضة “ملحمة كبرى” لفك حصار المدينة.
وذكرت “كتائب الصفوة الإسلامية”، على حسابها على “فيسبوك”، أنّه “تم قتل وجرح العشرات من عصابات الأسد داخل أكاديمية الأسد العسكرية بحلب، وتدمير أكثر من 20 آلية، نتيجة استهداف مواقعهم بوابل من قذائف الهاون”.
يأتي ذلك بعد ساعات، على إعلان قياديين عسكريين عن معركة وشيكة لفك الحصار عن مدينة حلب، حيث قال توفيق شهاب الدين القائد العسكري لـ”حركة نور الدين الزنكي”، إحدى أبرز فصائل المعارضة في حلب، “إنّ وقتاً قليلاً يفصل المعارضة عن بدء ملحمة حلب الكبرى، التي تهدف لفك الحصار الذي تفرضه قوات النظام على مئات آلاف المدنيين في الأحياء الشرقية”.
وبشّر شهاب الدين، في تغريدات على “تويتر”، أهالي حلب المحاصرين بـ”الفرج”، كما طالب الدول الداعمة للمعارضة بصب دعمها لإنجاح المعركة”، مشيراً إلى أنّ “أي معركة الآن غير معركة حلب هي ضرار”.
1/بسم الله والله أكبر
عما قليل ستنطلق ملحمة حلب
فيا أهلنا أبشروا بالفرج، ويا أمتنا الإسلامية آزرونا بسهام الليل، لعل الله يفتح على أيدينا.
وفي السياق، لفت المتحدث الرسمي باسم “حركة أحرار الشام” أبو يوسف المهاجر، لـ “العربي الجديد” إلى التصعيد العسكري الروسي الأخير وتهويل موسكو “بالأسوأ” في حال رفض خروج المعارضة من حلب، قائلاً إنّ “سبب ذلك هو علمها بأنّ المعركة قريبة جداً”.
وأشار المهاجر إلى أنّ “هدف المعركة المقبل سيكون كسر الحصار وتوسيع الطريق على محاور واسعة، وليس كما حصل في المرة السابقة”.
أما “جبهة فتح الشام”، فرأت أنّ أي احتمال لتنسيق تركي روسي لن يؤثر في حساباتها. وقال عضو المكتب الإعلامي في “جبهة فتح الشام” أبو موسى الشامي لـ “العربي الجديد”، إنّ الجبهة لا تعوّل على تركيا، مشيراً إلى أنّ “الحصار الأول كسر بقوة الله، دون أن تقدّم تركيا أي دعم للمعركة، فلا نعول ولا ننتظر شيئاً إلا من الله”.
ومن المتوقع أن تنتهي الهدنة، مساء اليوم السبت، وفق ما أكده بيان للجيش الروسي، بعد تمديدها في أكثر من مرة لخروج مقاتلي المعارضة والسكان من مدينة حلب.
ترحيل غير قانوني لمهاجرين سوريين من اليونان إلى تركيا
أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أمس الجمعة عن بالغ قلقها إزاء ترحيل اليونان مواطنين سوريين إلى تركيا بشكل غير قانوني.
وذكرت المفوضية أن معلومات تلقتها تفيد أن مجموعة من 91 شخصا وصلت الأسبوع الماضي إلى جزيرة ميلوس اليونانية، نقلوا في وقت لاحق إلى مركز استقبال في جزيرة ليروس، وعبروا رسميا للسلطات المسؤولة هناك عن رغبتهم في التماس اللجوء في اليونان.
المتحدث الرسمي باسم مفوضية شؤون اللاجئين أدريان إدواردز قال في مؤتمر صحافي في جنيف، إن المفوضية تنتظر إيضاحا من السلطات اليونانية بشأن حادثة نبيّن أن “من بين هذه المجموعة (91 شخصاً)، هناك عشرة مواطنين سوريين نقلوا إلى كوس في اليونان، ثم أعيدوا بالطائرة إلى أضنة بتركيا، دون إيلاء أي اعتبار لطلبات لجوئهم. ينبغي أن أذكركم أن ترحيل الأشخاص الذين يحتاجون إلى حماية دولية، أو أثناء عملية فحص طلبات لجوئهم ليس مسموحا به بموجب القوانين الدولية والقوانين المحلية”.
وفي حادث منفصل، أعربت المفوضية عن قلقها أيضا إزاء وضع مجموعة مكونة من 131 شخصا وصلوا إلى بيلوبونيز في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تسعى المفوضية للحصول على معلومات عن مكان 33 منهم وعن وضعهم القانوني بعد نقلهم إلى مكان مجهول، ولم يسمح للمفوضية أو ممثليها القانونيين بالوصول إليهم.
(العربي الجديد)
المعارضة تشتبك مع “الوحدات” قرب مارع..فهل تستعيد تل رفعت؟
خالد الخطيب
حوّلت فصائل المعارضة السورية المنضوية في غرفة عمليات “درع الفرات” محور عملياتها العسكرية في ريف حلب الشمالي، الجمعة، من جبهاتها مع تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى جبهاتها مع مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، الجناح العسكري لحزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي.
وأعلنت المعارضة بدء معركتها التي تهدف بالدرجة الأولى إلى وقف زحف الوحدات شرقاً على حساب تنظيم “الدولة”، والسيطرة على القرى والبلدات الواقعة في محيط مارع جهتي الجنوب والغرب، واستعادة تل رفعت في المرحلة الثانية من المعركة التي باشرتها.
وجاء التحول في محور عمليات “درع الفرات” على خلفية التقدم الكبير الذي أحرزته “وحدات الحماية” على حساب “داعش” في قرى جنوب شرقي مارع، مستغلة ضعف دفاعات التنظيم المنشغل أصلاً بصدّ هجمات المعارضة. وكان يُفترض أن تواصل المعارضة تقدمها باتجاه مدينة الباب من محوري الشمال والغرب، إلا أن تقدم “الوحدات” جاء تشويشاً لمعركة المعارضة وقطعاً للطريق عليها إذا هي أرادت متابعة التقدم جنوباً للسيطرة على كامل ريف مارع وصولاً إلى “مدرسة المشاة”.
وسبق العملية البرية التي أطلقتها “درع الفرات”، بيوم واحد، قصف تركي، جوي ومدفعي وصاروخي، استهدف معاقل “الوحدات” في قرى وبلدات الحصية وأم حوش وحربل والشيخ عيسى وعين دقنة وقول سروج ومواقع شرقي سدّ الشهباء. وأوقع القصف التركي خسائر كبيرة في صفوف “الوحدات” تجاوزت 20 قتيلاً، ودمر لها عدداً من السيارات رباعية الدفع، وعرقل تقدمها في مناطق سدّ الشهباء بالقرب من الحصية.
وبدت فصائل المعارضة متحمسة للغاية للمعركة التي أطلقتها ضد “الوحدات”، خصوصاً كتائب المعارضة المسلحة التي ينحدر مقاتلوها من تل رفعت وريفها القريب من منغ وعين دقنة ودير جمال وحربل، والتي كانت قد خسرت أراضيها لحساب “الوحدات” في شباط/فبراير بدعم جوي روسي.
وشنّت المعارضة هجوماً متزامناً من ستة محاور انطلاقاً من مواقع تمركزها في مارع وتل مالد والسيد علي، مستهدفة قرى وبلدات حربل والشيخ عيسى والحصية وقول سروج وأم حوش، ومهدت لتقدمها بقصف مكثف لمواقع “الوحدات” بالمدفعية والصواريخ والهاون. واستفادت المعارضة من قصف تركي، بالمدفعية والصواريخ، استهدف بشكل مكثف دفاعات “الوحدات” وتحصيناتها العسكرية. كما قصفت الدبابات التركية المتمركزة في مارع ومحيطها القريب مواقع “الوحدات”، في الوقت الذي لُوحِظَ فيه غياب الطيران التركي وطيران “التحالف الدولي” عن أجواء ريف حلب الشمالي.
واشتبكت المعارضة بشكل مباشر مع “الوحدات” في محوري الشيخ عيسى وحربل، وهما المحوران اللذان شهدا أعنف المعارك بين الطرفين، والتي أسفرت عن تقدم المعارضة في عدد من المواقع على محور الشيخ عيسى لتصل إلى مشارف البلدة، بينما تعثر تقدمها في محور حربل، نظراً لوجود حقول من الألغام كان “داعش” قد تركها خلفه. كما عرقلت المقاومة العنيفة التي أبدتها “الوحدات” تقدم المعارضة. فالوحدات تمتعت بقوة دفاعاتها الأولى والتحصينات الهندسية التي حماها القناصون بشكل كبير، والذين كان لهم الدور البارز في وقف تقدم المعارضة.
من جانبها، ردت “الوحدات” على هجمات المعارضة البرية والصاروخية والمدفعية بقصف عنيف طال بلدات جبرين وتل مالد والسيد علي، وبشكل أعنف مدينة مارع التي استهدفتها بعشرات صواريخ الغراد والمدفعية والهاون، ما أسفر عن وقوع اصابات في صفوف المدنيين.
واستأنفت المعارضة معاركها، السبت، بوتيرة أعلى على الجبهات ذاتها، ضد “الوحدات” بدعم تركي من الدبابات والمدفعية. وتشهد جبهات الشيخ عيسى وحربل والحصية، معارك واشتباكات متقطعة بين الطرفين في محاور متعددة، وسط تقدم المعارضة في عدد من المواقع في محيط مارع جهتي الجنوب والغرب.
وفي خطوة تصعيدية، قامت “الوحدات” بإغلاق عدد من الطرق الواصلة بين مناطق سيطرتها في عفرين مع مناطق سيطرة المعارضة في إعزاز، وعززت تحصيناتها، وزرعت الألغام في المناطق العازلة وعند خطوط التماس على طول الشريط الفاصل بين مواقعها في تل رفعت ومطار منغ والمناطق غربي اعزاز، تحسباً لتوسع المعارك التي تشنها المعارضة ضدها.
قائد “فرقة السلطان مراد” العقيد أحمد العثمان، قال لـ”المدن”، إن “الوحدات” هي من استعجلت المعركة بتصرفاتها الاستفزازية الأخيرة، واستهدافها المتكرر لمواقع المعارضة في جبرين وتل مالد والقرى والبلدات التي تم استعادتها مؤخراً من “داعش”. كما أن محاولاتها للتمدد شرقاً على حساب التنظيم، ومخططاتها لتعطيل عمليات “درع الفرات” المتجهة نحو الباب كان لها دور كبير في شنّ المعارضة معركة ضد “الوحدات”.
العقيد العثمان، أكد أن المعارضة لن تسمح لـ”الوحدات” بالتقدم شرقاً، ولن يتكرر السيناريو الذي حصل مطلع العام 2016، حينما استغلت “الوحدات” التصعيد الروسي، والهجمات المتزامنة التي شنتها مليشيات النظام و”داعش” ضد المعارضة في ريف حلب الشمالي. وتقاسم الجميع حينها مساحات واسعة كانت تسيطر عليها المعارضة بعدما حُوصرت في مثلث جغرافي ضيق قرب الحدود السورية-التركية.
وأشار العقيد العثمان إلى أن المعركة ضد “الوحدات” في ريف حلب الشمالي سوف تتصاعد وفقاً للتطورات الميدانية، وربما تتصاعد عملياتها لتحقق أهدافها على مراحل؛ باستعادة السيطرة على مدينة تل رفعت ومطار منغ وعين دقنة، وطرد “الوحدات” إلى المناطق غربي طريق حلب–غازي عينتاب الدولي، على الأقل.
ورغم التصريحات الرسمية وغير الرسمية التي أطلقتها فصائل المعارضة، خلال اليومين الماضيين، حول إمكان استعادة السيطرة على مدينة تل رفعت، واستعادتها من المقاتلين الأكراد، إلا أن الوقائع على الأرض تشير إلى أن الهدف الأبرز في هذه المرحلة هو الضغط على “الوحدات” لتوقف تقدمها شرقاً، وقطع الطريق عليها من خلال السيطرة على البلدات جنوبي مارع في حربل وأم حوش وأم القرى والوحشية وحساجك وقرامل، لتصبح حائط صدّ تتيح للمعارضة خوض معركتها “درع الفرات” ضد “داعش” وظهرها آمن.
وتدرك المعارضة حساسية المعركة مع “الوحدات” المدعومة أميركياً، وتتشارك الحذر معها تركيا التي لم تتحرك دباباتها حتى الآن باتجاه خطوط التماس، واكتفت بالقصف والتمهيد من بعيد من مواقعها الخلفية، لتخوض المعارضة معركتها بنفسها في ظل غياب الطيران التركي وطيران “التحالف الدولي”.
وبحسب ردود فعل حلفاء “الوحدات”، والتطورات الميدانية التي من خلالها سيتحدد مسار المعركة فقد ترفع المعارضة سقف أهدافها لتصل إلى هدف استعادة تل رفعت، والتي لا تبدو مهمة صعبة في ظل التحشيد الهائل للمعارضة المدججة بمختلف أنواع الأسلحة، والتي أصبحت تتفوق على “الوحدات” بالعدة والعتاد، منذ دخول تركيا إلى جانبها على الأرض وإطلاق عملية “درع الفرات”.
في الساعات القادمة، إما أن تستوعب “الوحدات” رسالة المعارضة ومن خلفها تركيا، وتجمد جبهاتها في ريف حلب الشمالي، أو تبقى مصممة على التمدد شرقاً، وما يحمله ذلك من خطر مواجهة عنيفة مع المعارضة. وفي الوقت ذاته ترى المعارضة أن معركتها ضد “الوحدات” قائمة لا محالة، الآن أو في مرحلة لاحقة. فالمعركة من وجهة نظر المعارضة، كانت طوال الفترة الماضية، مؤجلة لحساب جبهات “داعش”.
في موازاة ذلك، وبالقرب من الحدود السورية-التركية في ريف حلب الشمالي، ينتظر قرابة 100 ألف نازح، هجّرتهم “وحدات الحماية” من أرضهم، يسكنون المخيمات ويراقبون عن كثب ما ستؤول إليه المعارك ضد “الوحدات”. فهل ستتحقق آمالهم ويعودون إلى ديارهم؟ أم أن داعمي المعركة لهم كلام آخر؟
في اليوم الثالث من الهدنة الممدد لها جرحى حلب لا يزالون بانتظار إجلائهم
إيلاف- متابعة
ينتظر مئات من الجرحى المدنيين في الأحياء الشرقية في حلب حتى الآن عملية إجلائهم، بعد إعلان الأمم المتحدة أن الظروف الأمنية غير متوافرة، وذلك رغم تمديد روسيا الهدنة الإنسانية لليوم الثالث على التوالي.
إيلاف – متابعة: من المتوقع ان تنتهي الهدنة التي بدأت اعتبارًا من صباح الخميس، عند الساعة 19,00 (16,00 بتوقيت غرينتش) من السبت، وفقا لموسكو. ولم تشهد ثمانية ممرات أقرت للسماح للسكان والمقاتلين الذين يريدون مغادرة حلب الشرقية، حيث يعيش نحو 250 الف نسمة، اي حركة.
وكان النظام السوري الذي يتهمه الغرب بارتكاب “جرائم حرب” في حلب اوقف مع حليفه الروسي الثلاثاء الهجوم الذي بدأ في 22 سبتمبر للسيطرة على مناطق الفصائل المقاتلة قبل ان تقرر موسكو الهدنة.
وقالت الامم المتحدة ان عمليات القصف المكثفة على شرق حلب اوقعت نحو 500 قتيل والفي جريح، كما ادت الى تدمير البنى التحتية المدنية، بما في ذلك مستشفيات.
وصباح السبت، توجه مصور لوكالة فرانس برس من مناطق غرب حلب الى احد الممرات في حي بستان القصر، فوجده فارغًا، في سيناريو مماثل ليومي الخميس والجمعة.
تهديدات وابتزاز
قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان المرصد “لم يسجل حتى الآن، خروج أي شخص عبر المعابر، كذلك فشلت جهود لجان اهلية في مناطق النظام في إخراج جرحى من أحياء حلب الشرقية”.
وتتهم السلطات الروسية ووسائل الإعلام الرسمية السورية المقاتلين بمنع اي شخص من مغادرة المنطقة. واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان المقاتلين يستخدمون “التهديدات والابتزاز والقوة الغاشمة” لمنع المرور عبر الممرات.
كما كانت الامم المتحدة خططت لإجلاء جرحى في وقت مبكر الجمعة، لكن في نهاية المطاف قررت تأجيل العملية لان “الضمانات المتعلقة بالظروف الامنية” ليست متوافرة. ومع ذلك، طلبت الامم المتحدة من روسيا تمديد الهدنة حتى مساء الاثنين.
وتقول الامم المتحدة ان 200 شخص من المرضى والجرحى يجب اجلاؤهم على وجه السرعة من مناطق المقاتلين في حلب.
وقال ديفيد سوانسون، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة لفرانس برس “هناك جهات فاعلة في هذا النزاع، واولئك الذين لديهم نفوذ. يجب ان يكونوا جميعا على الموجة ذاتها لكنهم ليسوا كذلك”.
وعبر ثمانية من المقاتلين الجرحى وسبعة مدنيين الممرات الانسانية، كما اعلن مساء الجمعة في موسكو الجنرال سيرغي رودسكوي المسؤول الرفيع في هيئة الاركان العامة الروسية.
هجوم كيميائي
وتنقسم حلب منذ عام 2012 بين احياء خاضعة لسيطرة النظام في الغرب ومناطق تسيطر عليها الفصائل في الشرق. وليل الجمعة السبت، دارت اشتباكات متقطعة وتبادل النظام والمقاتلون قصفًا مدفعيًا على مشارف حلب، وفقا للمرصد.
واكد عبد الرحمن ان “هناك تعزيزات عسكرية من الطرفين الامر الذي يظهر انه ستكون هناك عملية عسكرية واسعة في حال فشل وقف اطلاق النار”. وكان رودسكوي اتهم الجمعة الفصائل المقاتلة بـ”اغتنام وقف اطلاق النار” للتحضير لهجوم واسع النطاق.
وفي نيويورك، اعلن خبراء تابعون للامم المتحدة ان الجيش السوري شن هجوما كيميائيا على بلدة قميناس في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا في 16 مارس 2015. غير أن الخبراء لم يجمعوا أدلة كافية لتحديد المسؤولية عن هجومين كيميائيين آخرين في بنش في المحافظة نفسها في 24 مارس 2015، وفي كفر زيتا في محافظة حماه في 18 أبريل 2014، بحسب التقرير الذي ارسل الجمعة الى مجلس الامن الدولي.
وكانت لجنة التحقيق، أفادت بأن مروحيات عسكرية سورية ألقت غاز الكلور على بلدتين في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، هما تلمنس في 21 ابريل 2014 وسرمين في 16 مارس 2015.
وأضاف التقرير ان تنظيم الدولة الاسلامية استخدم من جهته غاز الخردل في مارع في محافظة حلب في شمال سوريا في 21 اغسطس 2015.
ومن أصل تسعة هجمات كيميائية مفترضة، نظر فيها فريق “آلية التحقيق المشتركة”، وتم شنها بين عامي 2014 و2015، نسب المحققون ثلاثة هجمات الى النظام السوري، وهجوما واحدا الى تنظيم الدولة الاسلامية. وتم تمديد ولاية فريق التحقيق حتى نهاية أكتوبر لتمكينه من استكمال تحقيقاته.
كما عينت الامم المتحدة لجنة تحقيق حول الهجوم على قافلة انسانية في 19 سبتمبر في شمال سوريا، ما ادى الى مقتل 18 شخصا بحسب ما أعلن المتحدث باسمها ستيفان دوجاريك الجمعة.
أردوغان: تركيا ملتزمة بالتقدم نحو “الباب” السورية
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده مصرة على التقدم نحو مدينة الباب بمحافظة حلب لطرد تنظيم الدولة الإسلامية، في حين جددت القوات التركية قصفها للأكراد والتنظيم في الشمال السوري.
وقال أردوغان إن أنقرة مصرة على طرد المقاتلين الأكراد وتنظيم الدولة من المناطق القريبة من حدودها.
وأضاف الرئيس التركي أيضا أن بلاده ستفعل كل ما يلزم مع شركائها في التحالف الدولي في مدينة الرقة معقل التنظيم بسوريا، لكنها لن تعمل مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي ترى فيه أنقرة منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني.
وكان الرئيس التركي ذكر الثلاثاء الماضي -في لقاء مع أكاديميين بالعاصمة أنقرة- أن عملية درع الفرات تستهدف تأمين منطقة مساحتها خمسة آلاف كيلومتر مربع داخل الأراضي الحدودية السورية.
كما أكد أن مدينة الباب -التي تقع شرق حلب وتخضع لتنظيم الدولة- ستكون الهدف القادم لعملية درع الفرات، وتوعد بطرد من تبقى من مقاتلي الوحدات الكردية بمدينة منبج التي تقع بدورها في ريف حلب الشرقي. من جهته قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم إن “درع الفرات” سمحت حتى الآن بتأمين منطقة خالية من تنظيم الدولة والوحدات الكردية تبلغ مساحتها 1250 كيلومترا.
في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن أي وجود لوحدات من الجيش التركي داخل الحدود السورية هو عمل مرفوض ومدان تحت أي مسمى وسيتم التعامل معه بوصفه قوة احتلال وسيتم التصدي له.
وأضافت الوكالة أن الجيش التركي يقدم الدعم لمن وصفتهم بالجماعات الإرهابية لتنفيذ أعمال إجرامية بحق المدنيين في الريف الشمالي لحلب.
قصف تركي
وميدانيا، ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن القوات التركية قصفت مواقع للقوات الكردية السورية للمرة الثانية خلال أقل من 72 ساعة.
وقال الجيش التركي في بيان إن القصف الصاروخي استهدف سبعين هدفا لوحدات حماية الشعب الكردية السورية الجمعة، من دون أن تشير إلى مقتل أي من مقاتليها.
وأضاف البيان أن اثنين من مقاتلي فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة جرحا عندما فتحت وحدات حماية الشعب النار في مدينة جرابلس.
وكان الجيش التركي أعلن أن طائراته قصفت الأربعاء ليلا أهدافا للمقاتلين الأكراد السوريين في شمال سوريا، مؤكدا أنه قتل عددا منهم يبلغ مئتين.
وفي هذا السياق أيضا، نقلت الأناضول عن الجيش التركي أنه أرسل تعزيزات عسكرية جديدة إلى وحداته الموجودة في ولاية كليس الحدودية مع سوريا.
ولكن مسؤولا تركيا نفى ما تناقلته تقارير إعلامية من دخول دبابات تابعة للجيش التركي من ولاية هاطاي نحو سوريا.
وقال والي الولاية أردال أطا للأناضول إن تلك الأنباء لا تمت إلى الحقيقة بصلة، موضحا أن هناك أعمال بناء جدار على الشريط الحدودي، لذلك تم تخصيص دبابتين لتوفير الحماية لتأمين سلامة أعمال البناء، وفق تعبيره.
ويأتي ذلك مع استمرار عملية “درع الفرات” التي أطلقتها القوات التركية فجر 24 أغسطس/آب الماضي في مدينة جرابلس لدعم الجيش السوري الحر، بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي لتطهير المدينة والمنطقة الحدودية ممن تصفها بالمنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم الدولة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
“ماذا عن اغتيال الأسد؟” حل طُرِح في البيت الأبيض
ذكرت “فورين بوليسي” أن موظفا بـالبيت الأبيض الأميركي طرح الخميس الماضي فكرة للحل في سوريا تتمثل في اغتيال الرئيس بشار الأسد، لكن الولايات المتحدة ترفض الاغتيالات السياسية.
وأشارت المجلة الأميركية إلى أن الصقور في مجلس الشيوخ طالما حثوا البيت الأبيض على النظر في خيارات أكثر قسوة وجدية بشأن الأزمة التي تعصف بسوريا، مثل توجيه ضربات بصواريخ كروز وإقامة منطقة عازلة وفرض ممرات إنسانية.
لكن المجتمعين من الموظفين في الكونغرس فوجئوا الخميس الماضي بأحد الموظفين التابعين للنائب الجمهوري دوج لامبورن يطرح فكرة بقوله “ماذا عن اغتيال الأسد؟”.
وأوضحت المجلة أن فكرة اغتيال الأسد طُرحت أثناء لقاء جمع نحو 75 من موظفي البيت الأبيض برعاية مجلس العلاقات الخارجية.
وأضافت أن المنسق السابق للبيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط فيليب غوردون الذي تلقى السؤال سرعان ما رفض الفكرة واعتبرها غير قانونية وغير فاعلة، وقال إن الروس والإيرانيين لا تزال لديهم مصالح في سوريا.
حظر الاغتيال
ونسبت فورين بوليسي هذه الحادثة إلى عدد من موظفي البيت الأبيض ممن حضروا الاجتماع، لكنها أضافت أنه لم يتم الكشف عن اسم الموظف الذي طرح فكرة الاغتيال.
وأشارت إلى الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأسبق جيرالد فورد عام 1976 بحظر الاغتيالات السياسية، وذلك في أعقاب الكشف عن أن وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.أي) حاولت اغتيال الرئيس الكوبي فيدل كاسترو في أكثر من مناسبة. وأضافت أن كل الرؤساء الأميركيين اللاحقين أيدوا هذه الحظر.
وأشارت إلى أنها اتصلت بأحد مساعدي لامبورن بشأن قصة فكرة اغتيال الأسد، وأنه تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، وقال إن أي نقاش حدث بالاجتماع لا يعبر عن رأي النائب.
وأضافت أنه من غير المحتمل بشكل كبير أن يوافق الرئيس القادم على سياسة جديدة لاغتيال الأسد، ولكن مؤسسة العلاقات الخارجية تظل تبحث عن حلول عسكرية أقوى لوقف الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
أهالي الغوطة.. التحرك نحو دمشق لصد التهجير
سلافة جبور-دمشق
“أنقذوا الغوطة.. أنقذوا حلب، أشعلوا الجبهات النائمة، الغوطة الشرقية لن تهادن” هي بعض من شعارات المظاهرات الحاشدة التي تشهدها غوطة دمشق الشرقية خلال الأيام الأخيرة.
كبارا وصغارا.. شبانا وشيبا خرجوا موحدين صوتهم وكلمتهم في تنديد واضح بسياسات الحصار والتهجير القسري التي يتبعها النظام ضد المناطق الخارجة عن سيطرته، ومحاولاته فرض الهدن عن طريق التجويع والقصف.
وبات سكان الغوطة الشرقية المحاصرة منذ حوالي أربعة أعوام يخشون أن يلقوا مصير أهالي بلدات أخرى كداريا وقدسيا والمعضمية، والذين أجبروا على الخروج من أرضهم والتوجه شمال البلاد بعد إطباق فكي الحصار والموت عليهم.
وقد دخلت البلاد منذ بداية أغسطس/آب الماضي مرحلة جديدة من إعادة توزيع السكان وتهجيرهم من منازلهم، وهو ما أثار حفيظة ومخاوف كثيرين. فبعد داريا وقدسيا غرب دمشق، والوعر في حمص، انضمت معضمية الشام منذ أيام لقافلة المدن والبلدات المستهدفة بعمليات التغيير الديموغرافي هذه.
ويرى كثير من أهالي الغوطة أن الحل يكمن في توحيد صفوف وجهود الفصائل المقاتلة عبر إنشاء غرفة عمليات عسكرية مشتركة وإمداد الجبهات بسلاح نوعي، ومن ثم التحرك نحو العاصمة دمشق كخطوة استباقية تقيهم شرّ التهجير القسري.
اقتتال
وتأتي هذه المظاهرات بعد مرور أشهر على نزاع شهدته المنطقة بين أكبر فصيلين معارضين هما جيش الإسلام وفيلق الرحمن، وأدى لاقتتال أودى بحياة المئات، ووُضعت على إثره سواتر ترابية لفصل مناطق سيطرة الفصيلين، مما زاد من معاناة السكان وصعوبة حركتهم، وهو ما طالب به المتظاهرون أيضا حيث رفعوا لافتات تحث الفصائل على إزالة الحواجز داخل الغوطة.
وحصل المتظاهرون على أول مطالبهم الأربعاء الماضي، حيث بدأت عملية إزالة الحواجز بين مدن وبلدات منها مسرابا وحمورية، مما دفعهم للاستمرار في التظاهر حتى أمس الجمعة حيث خرجت عدة مدن وبلدات في مسيرات حاشدة استقطبت الآلاف.
وتحدث الناشط الإعلامي أنس الخولي -من داخل الغوطة- حيث أشار إلى انطلاق هذا الحراك الشعبي منذ حوالي أسبوع في مختلف المدن والبلدات من سقبا ومسرابا إلى دوما وعربين وزملكا.
وكان على رأس مطالبها إطلاق مرحلة جديدة من التعاون بين الفصائل المسلحة بعد الخلافات الفائتة، وتحريك القوات العسكرية لفتح معركة دمشق بعد إنشاء غرفة عملية مشتركة بين مختلف الفصائل.
وأكد الخولي للجزيرة نت استمرار المظاهرات الشعبية داخل الغوطة إلى حين فتح معركة دمشق، خاصة مع الردود المبدئية الإيجابية التي حصل عليها المتظاهرون.
وأضاف “الجميع يعلم مدى صعوبة الدخول إلى دمشق، لكننا مؤمنون بأن الفصائل والقوة المدنية قادرة جنبا إلى جنب على تغيير المعادلة، خاصة مع حاجة معركة كهذه لغرفة عمليات مشتركة وسلاح نوعي”.
إلغاء التقسيم
كما تحدث لـالجزيرة نت أحد المشاركين في هذه المظاهرات، فأشار إلى اهتمام المتظاهرين بشكل خاص بإزالة كافة الحواجز والسواتر الترابية بين المدن والبلدات، وإلغاء التقسيم على أساس مناطق سيطرة كل فصيل بمفرده، إضافة لإعادة كل السلاح الذي احتجزه الفصيلان المتنازعان في فترات سابقة.
وأضاف سالم الذي يعمل مصورا فوتوغرافيا “طالبنا كذلك بالعمل على فتح معارك حقيقية وضخمة تثلج صدورنا وتحقق لنا الانتصارات التي يمكن لها أن تكسر شوكة النظام، وتعيد ما خسرناه من أراضي الغوطة لصالح قوات النظام في الآونة الأخيرة”.
ورأى أن عدم استجابة الفصائل لمطالب الأهالي خلال أيام قليلة سيؤدي لمزيد من الاحتقان والانفجار في المجتمع الأهلي “فمن خرج في وجه بشار الأسد وهو أكبر طاغية لن يقبل باستمرار انقسام الفصائل”.
يُذكر أن تنسيقية دوما -وهي أكبر مدن الغوطة الشرقية- نشرت منذ أيام نداء أخيرا يطالب الفصائل بإنهاء الخلافات وتوحيد الجهود، لمنع استمرار تقدم قوات النظام على جبهات مختلفة وإيقاف الحملة العسكرية الشرسة المدعومة بغطاء جوي روسي، وإلا فإن “أهالي الغوطة سيخوضون حملة ضخمة لفضح كل من يساهم في إضعاف الجبهات ويرفض نصرتهم”.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2016
هدوء في حلب في ثالث أيام وقف إطلاق النار
من ليزا بارنجتون
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان والأمم المتحدة إن الهدوء ساد أنحاء مدينة حلب المقسمة بشمال سوريا يوم السبت في ثالث أيام وقف لإطلاق النار أعلنته روسيا من جانب واحد ويقضي بوقف القتال أثناء النهار لأربعة أيام متتالية لكن عمليات الإجلاء الطبية وتوصيل المساعدات لم تنفذ بعد.
وذكر المرصد أنه لا توجد تقارير عن ضربات جوية سورية أو روسية على الجزء الشرقي من حلب الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة منذ أن بدأت روسيا وقف إطلاق النار يوم الخميس.
لكن مقاتلي المعارضة قالوا إنه لا يمكنهم قبول وقف إطلاق النار لأنهم يرون أنه لا يفعل شيئا لتخفيف معاناة من اختاروا البقاء في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة في حلب. ويعتبر المقاتلون وقف إطلاق النار جزءا من سياسة حكومية لتطهير المدن من المعارضين السياسيين.
ودعا الجيش السوري وروسيا السكان ومقاتلي المعارضة في شرق حلب المحاصر إلى مغادرة المدينة عبر ممرات معينة والذهاب إلى مناطق أخرى تحت سيطرة مقاتلي المعارضة مع ضمان سلامتهم لكن عددا قليلا من مقاتلي المعارضة أو المدنيين استجاب فيما يبدو.
وقال زكريا ملاحفجي وهو مسؤول في جماعة فاستقم المعارضة التي لها وجود في حلب “بالنسبة للخروج من المعابر ما في أحد. أغلب الناس رافضة الخروج. قسم بسيط حاول الخروج. النظام ضرب قذائف على هذه المنطقة فما أحد قدر يطلع.”
وأشار ملاحفجي إلى استمرار القصف والاشتباكات بمستويات عادية في أجزاء من المدينة.
وتقول وسائل إعلام رسمية سورية إن مقاتلي المعارضة يمنعون المدنيين من مغادرة شرق حلب. وبثت القنوات الموالية للحكومة لقطات لسيارات إسعاف وحافلات خضراء تنتظر في نقاط استقبال خاوية في الجزء الخاضع لسيطرة الحكومة من حلب وقالت إنها تنتظر لنقل المدنيين والمقاتلين الذين يختارون مغادرة شرق المدينة.
ولم يتلق شرق حلب المحاصر مساعدات من الأمم المتحدة منذ أوائل شهر يوليو تموز.
وكانت الأمم المتحدة تأمل في أن وقف إطلاق النار سيسمح بعمليات إجلاء طبية للحالات الحرجة من المدينة لكنها قالت إن الافتقار إلى الضمانات الأمنية والتسهيلات تمنع موظفي الإغاثة من استغلال توقف القصف.
وقال ينس لاركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم السبت “تظل الأمم المتحدة متمسكة بالأمل في أن توفر كل الأطراف الضمانات اللازمة وتعمل بفاعلية لتحقيق ذلك الهدف.” وأضاف أن موظفي الإغاثة الإنسانية مستعدون لبدء عملهم على الفور بمجرد تحسن الأوضاع.
وقال لاركه “الموقف على الأرض يبقى مضطربا مع استمرار عمليات تبادل إطلاق النار والاشتباكات. واليوم أصابت طلقات رصاص الفندق الذي يضم مركز الأمم المتحدة وأصيب أحد موظفي الفندق بجروح خطيرة.”
وذكر المرصد السوري أن تقارير أفادت بأن اشتباكات متفرقة اندلعت بين مقاتلين من المعارضة والحكومة السورية والقوى الحليفة لها أثناء فترة الهدوء على الجبهات كما سقطت بعض القذائف على الجزء الغربي الخاضع لسيطرة الحكومة وشرق المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة.
وحلب ساحة قتال رئيسية في الصراع السوري الذي دخل عامه السادس. ويريد الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من الجيش الروسي والحرس الثوري الإيراني ومجموعة من الفصائل الشيعية المسلحة السيطرة على المدينة بالكامل.
وتقول القوات السورية والروسية إنها تستهدف مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة من جبهة فتح الشام والتي كانت تعرف من قبل باسم جبهة النصرة. ويقول مقاتلو المعارضة إن ضربات سوريا وروسيا تستهدف المدنيين والبنية التحتية بطريقة عشوائية للسيطرة على شرق حلب.
وركزت المفاوضات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة على ما إذا كانت هناك طريقة يمكن بها فصل المقاتلين المرتبطين بالقاعدة في شرق حلب عن المعارضة المعتدلة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يوم السبت إن روسيا لا زالت ملتزمة بالقضاء على ما تسميها منظمات إرهابية في سوريا ومنع تقسيم البلاد.
وقال بيسكوف في مقابلة تلفزيونية “قاعدة مؤقتة ليست هي هدفنا النهائي بل هي وسيلة لتحقيق الهدف الذي أعلنه الرئيس – مساعدة السلطات السورية الشرعية في حربها ضد داعش (الدولة الإسلامية) ومنظمات إرهابية أخرى. الأراضي السورية يجب تحريرها.”
وقال “نحتاج لتحريرها ونفعل كل ما في وسعنا لمنع تقسيم البلاد” مضيفا أنه لا يتوقع نهاية للصراع السوري في المستقبل المنظور.
وتعلن روسيا يوميا عن أنها ستلتزم بالنهار التالي من الهدنة.
ولدى سؤاله عما إذا كان تمديد الهدنة في حلب إلى ما بعد الأربعة أيام المعلنة أمر محل نقاش رد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالة الإعلام الروسية بالقول إن الأمر يعتمد على أفعال الأطراف الأخرى.
وقال “سنرى كيف يسير الأمر اليوم. في أحسن التوقعات قلنا من قبل إن (تمديد الهدنة) يعتمد ليس على احتمالاتنا لكن في المعظم يعتمد على ما إذا كانت التحركات مناسبة من الطرف الآخر.”
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)