أحداث السبت 22 تشرين الثاني 2014
موسكو والرياض لحل سوري على أساس «جنيف – 1»
لندن، موسكو، دمشق، عمان – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
أكدت السعودية وروسيا ضرورة «انطلاق جهود» حل الأزمة السورية على أساس بيان «جنيف- 1» والتركيز على وحدة سورية، في وقت هاجم مقاتلو المعارضة السورية أحد آخر معقلين للنظام في القنيطرة بين دمشق والجولان
وجاء في بيان مشترك بعد لقاء وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف في موسكو أمس، أن الجانبين «ناقشا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها، كما طالبا بضرورة تفعيل أعمال اللجنة الاقتصادية المشتركة وغيرها من آليات التعاون الثنائي بين البلدين».
وشدد الجانبان على «ضرورة انطلاق جهود حل الأزمة السورية على أساس «جنيف- 1» مع التركيز على أهمية الحفاظ على سيادة الأراضي السورية ووحدتها»، علماً بأن بيان «جنيف 1» الصادر في منتصف العام 2012 نص على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة بقبول ممثلي النظام والمعارضة.
وجاءت المحادثات السعودية- الروسية قبل الزيارة التي يقوم بها وفد سوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم الى موسكو، حيث سيلتقي الاربعاء المقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة «أفكار روسية» تتعلق بإطلاق مفاوضات للسلام في سورية. وكان الرئيس السابق لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض معاذ الخطيب التقى وزير الخارجية سيرغي لافروف وسط أنباء عن مساع روسية لعقد مؤتمر «موسكو 1» بين ممثلي النظام والمعارضة تمهيداً لاستنئاف مفاوضات جنيف التي جمدت بداية هذا العام.
ميدانياً، هاجم مقاتلو فصائل معارضة بينها «جبهة النصرة» مدينة «البعث» أحد آخر معقلين كبيرين للنظام السوري في القنيطرة بين دمشق والجولان المحتل، وذلك ضمن حملة بدأها مقاتلو المعارضة هذا الأسبوع للسيطرة على محافظة القنيطرة بالكامل. ولم يتبقّ سوى مدينة «البعث» وبلدة خان أرنبة المجاورة تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال نشطاء إن مقاتلي المعارضة اشتبكوا مع القوات النظامية في وسط المدينة الليلة الماضية وتقهقروا إلى مشارفها الخميس. وفر آلاف من سكان مدينة «البعث» البالغ عددهم 30 ألف نسمة. ويشارك نحو ألفي مقاتل في الحملة في الجنوب. ويكتسب تقدمهم الذي يوسع سيطرة المعارضة قرب مرتفعات الجولان والأردن أهمية أيضاً لأن دمشق التي ما زالت معقلاً لقوة الأسد تقع على بعد 65 كيلومتراً الى الشمال. ويريد المقاتلون فتح طريق نحو العاصمة والتواصل مع مسلحي المعارضة هناك.
وأفادت «النصرة» عبر موقع «تويتر»، بأنه تم جرح عدد كبير من عناصر «حزب الله» في كمين أعد لهم في جرود بلدة نحلة اللبنانية.
جولة مكوكية لكيري تستعجل الحسم مع إيران
موسكو – رائد جبر , طهران – محمد صالح صدقيان
فيينا – أ ب، رويترز، أ ف ب – تكرّس في فيينا أمس، مشهد دخول المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، عنق الزجاجة، وسط جولة مكوكية لوزير الخارجية الأميركي جون كيري بين فيينا وباريس، فيما أبرزت روسيا أهمية إبرام اتفاق «يستند إلى موازنة المصالح» بين الجانبين. وتضاربت أنباء عن مغادرة وزير الخارجية الإيراني محمود جواد ظريف فيينا إلى طهران للتشاور، لكن مصدراً في الوفد الإيراني نفى ذلك.
وفي سياق ترغيب طهران باستعجال حسم الاتفاق، لوّح الغرب بجزرة إطلاق أرصدتها المجمدة و «المبالغ الضخمة».
وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقائه نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في موسكو على أن «الأهمية تكمن في جودة الاتفاق، لا الالتزام بهذا الموعد أو ذاك»، في إشارة إلى المهلة النهائية لحسم المفاوضات مع إيران، بحلول بعد غد.
وأجرى كيري في العاصمة النمسوية أمس، جلستَي محادثات مع ظريف وممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. كما أجرى الأخيران محادثات رباعية شملت وزيرَي الخارجية البريطاني فيليب هاموند والفرنسي لوران فابيوس.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) نقلت عن مصدر في الوفد الإيراني إن ظريف سيتوجه إلى طهران لـ «إجراء مشاورات وتبادل آراء مع مسؤولين بارزين». لكن الوكالة نقلت لاحقاً عن مصدر آخر إن ظريف سيبقى في فيينا حيث «ستتواصل المحادثات»، مضيفاً أنها «لم تبلغ نقطة توجب توجّهه إلى طهران».
ووسط أجواء ترقّب لما ستسفر عنه المفاوضات النووية الماراثونية، أعلنت واشنطن أن كيري سيعود إلى باريس لإجراء مشاورات مع نظراء أوروبيين، مشيرة إلى عدم وجود موعد محدد لعودته إلى العاصمة النمسوية، علماً أنه كان وصل إلى فيينا مساء الخميس آتياً من العاصمة الفرنسية. وقال ديبلوماسيون إن فابيوس وهاموند سيغادران أيضاً فيينا التي وصلا إليها أمس.
وأفادت وكالة «رويترز» بأن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) سلّمت إيران اقتراحاً يحدد مبادئ رئيسة لاتفاق محتمل. لكن «إرنا» نقلت عن عضو في الوفد الإيراني نفيه تسليم كيري ظريف «خطة جديدة» لنقلها إلى طهران، وأكد أن إيران «هي التي قدّمت خططاً منذ مفاوضات مسقط».
وقالت مصادر في طهران إن أربع قضايا ما زالت عالقة، هي تخصيب اليورانيوم بما في ذلك عدد أجهزة الطرد المركزي، ومنشأة آراك التي تعمل بماء ثقيل، و «شفافية» البرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى العقوبات المفروضة على طهران.
ولفت فابيوس إلى «مسائل ما زالت تحتاج إلى تسوية»، معرباً عن أمله بأن «تقتنص إيران الفرصة». أما هاموند، فتحدث عن «فجوات مهمة بين الجانبين»، وزاد: «سنجري مناقشات تقنية مع خبرائنا، وسنستأنف (المفاوضات) خلال عطلة نهاية الأسبوع». وكان الوزير البريطاني قال لدى وصوله إلى فيينا: «ما ستكسبه إيران سيكون كثيراً جداً (من اتفاق محتمل)، إمكان الوصول إلى مبالغ ضخمة من الأرصدة المجمدة وممارسة التجارة بحرية مع العالم مجدداً، وإمكان تحسين العلاقات مع المجتمع الدولي». وتابع: «علينا أن نقطع شوطاً طويلاً، إذا أردنا إبرام اتفاق قبل مهلة الإثنين».
إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الأميركي شددا في اتصال هاتفي، على «ضرورة بذل مزيد من الجهود للتوصل إلى اتفاقات ملموسة خلال المهل المحددة»، مشيرة إلى «إمكان عقد اجتماع وزاري للأطراف المشاركين في المحادثات، إذا لاح أفق لإحراز تقدّم».
وكان لافروف اعتبر بعد لقائه الأمير سعود الفيصل في موسكو أن «كل العناصر متوافرة من اجل التوصل إلى اتفاق»، مشيراً إلى أن «مهمة الديبلوماسيين هي الآن ترتيبها وإظهار إرادة سياسية». ودعا طرفَي المفاوضات إلى إبرام اتفاق «يستند إلى موازنة المصالح، ولا يشهد محاولات في اللحظة الأخيرة لانتزاع أمور غير واقعية». وكرّر أن موسكو تفضّل التركيز على التوصل إلى «اتفاق جيد، لا على المواعيد»، مشدداً على أن «الأهمية تكمن في جودة الاتفاق، لا الالتزام بهذا الموعد أو ذاك».
إلى ذلك، وجّه الأعضاء الجمهوريون الـ45 في مجلس الشيوخ الأميركي، رسالة إلى الرئيس باراك أوباما تحذر إدارته من محاولة «الالتفاف على الكونغرس بهدف رفع العقوبات أحادياً، في إطار اتفاق نهائي» مع طهران، اعتبرت أنه سيكون «ضعيفاً وخطراً». وأضافت الرسالة: «لا نرى كيف يمكن لاتفاقٍ على قاعدة الاقتراحات الحالية لإدارتكم أن يمرّ في الكونغرس وما بعد ولايتكم الرئاسية، إلا إذا استشار البيت الأبيض الكونغرس بصدق».
«داعش» يحاول قطع طريق بغداد – الأنبار
بغداد – «الحياة»
فاجأ تنظيم «الدولة الإسلامية» قوات الأمن العراقية ومقاتلي العشائر بهجوم على الرمادي (عاصمة الأنبار) من ثلاثة محاور، في محاولة لعزل المحافظة عن بغداد، فيما كانت تلك القوات تستعد للهجوم على بلدة هيت (للمزيد).
الى ذلك، تعهد رئيس الحكومة التركي أحمد داود أوغلو خلال زيارته أربيل ولقائه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، بعد يومين من تعرض المدينة لهجوم إرهابي تبناه تنظيم «داعش»، دعم الاتفاق النفطي بين الأكراد وبغداد، معتبراً أمن الطرفين مرتبطاً بأمن تركيا. وقال إن لأنقرة استثمارات بـ8 بلايين دولار في الإقليم وتريد تطويرها.
وقال ضابط رفيع المستوى في الفرقة السابعة التابعة لقيادة العمليات في الأنبار لـ «الحياة» أمس، إن «الهجوم الذي شنه داعش على الرمادي وأجزاء من قضاءي الفلوجة والصقلاوية كان مفاجئاً، في وقت تخوض القطعات العسكرية معارك في أقصى غرب المحافظة».
وأشار إلى أن «الهجوم كان عبر ثلاثة محاور لتشتيت قوات الأمن، من مناطق البوريشة (شمال غربي المدينة) والحوز، من جهة التأميم (غرب) والخالدية (شرق) وتم صد الهجمات لكن عناصر من التنظيم وصلوا الى بعد 500 متر من المجمع الحكومي الذي يضم مبنى المحافظة ومقر قيادة العمليات وفيه قوات أمنية، إضافة الى مسلحي العشائر الذين يتدربون في المنطقة».
وأضاف أن «هدف هجوم «داعش» قطع الإمدادات العسكرية بين بغداد والأنبار، فيما يشغل التنظيم قوات الأمن في معسكر عين الأسد، وفيه عشرات المستشارين الأميركيين الذين يجندون رجال العشائر في قوة ستتولى مهمة تحرير المحافظة».
وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار، في اتصال هاتفي مع « الحياة» أمس، إن «هجوم داعش على الرمادي جاء متزامناً مع عمليات عسكرية يقودها الجيش ومتطوعون من أبناء العشائر لتحرير قضاء هيت الواقع تحت سيطرة التنظيم لكن الهجوم أوقف العمليات».
وأفاد مصدر أمني في الأنبار، بأن «مدير الشرطة في الحبانية العقيد مجيد الفهداوي وأربعة من معاونيه قتلوا خلال المعارك في منطقة المضيق». وحذر عضو مجلس المحافظة عذال الفهداوي من انهيار قوات الأمن. وقال إن «الوضع في الرمادي خطير جداً»، وأضاف أن «داعش يحاول تعويض خسائره في تكريت بالسيطرة على المدينة».
وفي وقت لاحق (أ ف ب)، أكد رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي والشيخ رافع عبد الكريم، وهو أحد شيوخ عشيرة البوفهد، تمكن الجيش والعشائر من صد الهجوم.
ومع حلول المساء، كانت أصوات إطلاق النار ما زالت تسمع في محيط الرمادي، ما يرجح تواصل الاشتباكات التي أدت إلى قتل ستة أشخاص على الأقل.
وشدد الفهداوي على حاجة القوات الأمنية الى «دعم ومساندة، بسبب غياب الدعم الجوي لطيران الجيش وطيران التحالف» الدولي.
على صعيد آخر، قال داود أوغلو خلال مؤتمر صحافي مع بارزاني، إن «أمن العراق وأمن كردستان مرتبطان بأمن تركيا واستقرارها، وهي مستعدة لدعمهما في هذا الجانب لمواجهة الإرهاب».
وأضاف أن «لتركيا ارتباطات اقتصادية مع العراق بـ12 بليون دولار، ثمانية بلايين منها استثمار في كردستان، وترغب بدعم تجارتها وتطويرها». وزاد أن «لقاءاتنا مع حكومة بغداد كانت إيجابية، ولدينا بعض الملاحظات نقلناها إلى الإقليم أيضاً خلال اجتماعنا اليوم» (أمس)، وشدد على أن أنقرة «ستدعم بيع النفط من خلال إقليم كردستان في حال اتفقت مع بغداد».
أما بارزاني، فقال إن الاتفاق «بداية وليس نهائياً، والنتائج ستظهر بعد زيارة الوفد الكردي بغداد». وأوضح أنه «ينص على تسديد رواتب موظفي الإقليم ونحن بدورنا نعطي بغداد 150 ألف برميل من صادرات النفط».
يوم مفصلي في مفاوضات فيينا إيران تدرس بإيجابية أفكاراً لكيري
فيينا – موسى عاصي
كان أمس اليوم الاصعب في مفاوضات ايران والمجموعة الدولية منذ توقيع الاتفاق المرحلي قبل سنة في جنيف. اقتراحات وأفكار جديدة طرحت على الطاولة، ناقشها طويلاً وزيرا الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والاميركي جون كيري، ليل الخميس وقبل ظهر الجمعة، الى أن وصل وزيرا خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا فيليب هاموند، لتتوسع المحادثات، فعقدت جلسة ضمت ظريف وفابيوس وهاموند من دون مشاركة كيري، قبل جلسة عقدها كيري وفابيوس وهاموند لتنسيق المواقف. ومساءً قرر وزيرا الخارجية الاميركي والفرنسي البقاء في فيينا بدل السفر الى باريس لاستكمال المفاوضات مع الجانب الايراني.
وقد تمحورت النقاشات خلال الجلسات الماراتونية على أفكار حملها كيري في مقابل المقترحات التي قدمها الايرانيون خلال جولة مسقط الأخيرة، وتضمنت افكار الوزير الاميركي اربع نقاط أصر الجانب الفرنسي على تضمينها اي اتفاق يوقع مع ايران من دون الاعلان عن هذه النقاط. وفي معلومات “النهار” أن البحث تركز على سبل مزج الاقتراحين الايراني (في مسقط) والاميركي (في فيينا) توصلاً الى ورقة مشتركة، لكن النقاش لا يزال في طريق محفوف بالمخاطر مع وجود فجوات كبيرة بين الطرفين، كما صرح الوزير البريطاني قبل مغادرته فيينا، موضحاً انه سيعود نهاية الاسبوع. وهو كان أكثر مرونة في تصريحه لدى وصوله الى العاصمة النمسوية اذ تحدث عن نية المجموعة الدولية أن تكون أكثر ليونة اذا تحلى الجانب الايراني بالمرونة. وقال ان ايران ستكسب الكثير في حال توقيع الاتفاق.
ويرى الجانب الايراني في التطورات التي حصلت خلال الساعات الأخيرة اشارات ايجابية الى درجة ان البعض منهم تحدث عن اتفاق وشيك “حتى لو لم يكن اتفاقا نهائياً”. وعلم أن ظريف الذي كان قد قرر السفر الى طهران لاطلاع القيادة الايرانية على التطورات الجديدة، عدل عن هذه الفكرة وفضل البقاء في فيينا لاستكمال البحث بعدما حصل على الضوء الأخضر من طهران. واشارت الاوساط الايرانية في فيينا الى أن القيادة الايرانية اطلعت على المستجدات وفضلت عدم اضاعة الوقت ومواصلة المفاوضات، وعلى هذا الاساس، قرر كيري البقاء في فيينا بدل السفر الى باريس للقاء وزراء الخارجية للاتحاد الاوروبي، وعقدت جلسات حتى ساعة متقدمة من الليل.
واستخدم وزير الخارجية الفرنسي لدى وصوله الى فيينا لهجة مخففة مقارنة بتصريحه المشترك مع كيري الخميس الماضي، اذ قال إنه هنا من أجل البحث عن “اتفاق يكون مفيدا للسلام وموقف فرنسا مطابقاً لموقف المجتمع الدولي الذي يقول إن لايران الحق في أن تكون لديها طاقة نووية للاستخدامات المدنية، ولكن لا للقنبلة النووية”. وكما نظيره البريطاني، اكد فابيوس وجود خلافات “يجب حلّها وأتمنى على ايران أن تغتنم هذه الفرصة”.
وفي موسكو (و ص ف)، قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وكيري اتفقا خلال محادثة هاتفية على الحاجة إلى بذل “مزيد من الجهود” للتوصل إلى اتفاق على البرنامج النووي الإيراني بحلول الموعد النهائي في 24 تشرين الثاني.
وأضافت: “لم يستبعد الجانبان إمكان عقد اجتماع وزاري للأطراف المشاركين في المحادثات في شأن البرنامج النووي الإيراني إذا لاح في الأفق احتمال إحراز تقدم”.
وصرح لافروف عقب محادثات مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في موسكو: “نحن ملتزمون تقويمنا بان كل العناصر من اجل التوصل الى اتفاق متوافرة وان مهمة الديبلوماسيين هي الان ترتيبها واظهار الارادة السياسية”.
داود أوغلو في استقبال بايدن باسطنبول: أنقرة وواشنطن تريدان رحيل الأسد
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
قللت تركيا والولايات المتحدة أمس شأن الخلافات بينهما في ما يتصل بمكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، مع تشديد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي استقبل وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في موسكو، على أن روسيا والمملكة العربية السعودية معنيتان باستقرار الوضع في الشرق الأوسط، معرباً عن عزم البلدين على البحث عن سبل لتحقيق ذلك.
وصرّح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي داود أوغلو في اسطنبول: “لقد واجهنا عددا من القضايا المثيرة للخلاف بشدة على المستويين الإقليمي والدولي وكنا دوماً في نهاية المطاف نتفق في الرأي”.
وتحدث داود أوغلو قبيل وصول بايدن إلى أسطنبول، فرأى أنه لا يمكن إحلال سلام دائم في سوريا ما دام الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم. وقال: “انظر كيف تحسنت الأحوال في العراق بعد تأليف حكومة اختارها الشعب… ولكن في سوريا لا يمكن إحلال السلام بالسعي إلى تدمير منظمة إرهابية في جانب من البلاد، بينما يستخدم النظام في دمشق كل أنواع الأسلحة لإبادة جزء من شعبه في الجانب الآخر”. وأضاف ان تركيا وواشنطن قد تختلفان في الأساليب لكنهما تشتركان في الأهداف وان الولايات المتحدة تريد أيضا رحيل الأسد.
ويلتقي بايدن اليوم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي سبق له ان اشترط للاضطلاع بدور أكبر في الائتلاف الدولي ان توافق واشنطن على اقامة منطقة امنة داخل الحدود السورية ومنطقة حظر طيران فوق سوريا والعمل في الوقت عينه على توجيه ضربات عسكرية الى نظام الاسد.
وأوردت صحيفة “صباح” التركية ان تركيا تعتزم تقديم اقتراح الى بايدن يتضمن تأليف حكومة في سوريا تكون بديلا من نظام الرئيس بشار الأسد، في ظل تصاعد المخاوف في الولايات المتحدة من أنه “إذا ذهب الأسد، سيصير البديل منه أبو بكر البغدادي (زعيم داعش)”.
ونقلت الصحيفة عن الوزير التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي وكبير المفاوضين فولكان بوزكر في تصريحات خاصة بها إن خطة الأسد تسعى الى السيطرة على شريط صغير في منطقة البحر المتوسط يمتد من دمشق حتى مدينة آنطاكية. وتحدث عن تنفيذ تطهير عرقي في سوريا، ورأى أنه إذا رغبت روسيا في وقف هذه الحرب ستقف فورا غداً.
واضاف أن “الأسد هو مصدر المشاكل في المنطقة، لذا فمن الضروري تغيير هذا النظام، ولكن هناك تصور سائد في واشنطن هو أنه إذا رحل الأسد سيصل البغدادي إلى الحكم وسيسيطر على سوريا، وتالياً يساهم هذا التصور في إضفاء شرعية على الأسد في سوريا”.
وأعلن أن بلاده ستجدد اقتراحها تاليف حكومة شاملة بديلة من الأسد، مشددا على أن “إيران لا تضطلع بالدور الرئيسي في الأزمة السورية، بل روسيا، ذلك أن جزءاً مهما من الأسلحة التي يستخدمها الجيش السوري تأتي من روسيا”.
أنظار الأكراد إلى الإدارة الذاتية في سوريا وكوباني حَلَبجة الجديدة مسؤولة كردية لـ”النهار”: لا نريد دولةً بل المساواة في ظلّ نظام فيديرالي
سوسن أبوظهر
كما يظن متشددو تنظيم “الدولة الإٍسلامية”، “داعش” سابقاً، أنهم يحاربون ما يصنفونه كفراً وإلحاداً، يؤمن الأكراد أن كوباني، عين العرب بالعربية و”عين الإسلام” في تسمية أنصار الخلافة المزعومة، تحضن إحدى أهم المعارك في تاريخهم الحافل بالأحلام والخيبات. إنها حلبجة الجديدة، ورمزٌ لعصب كردي عابر لحدود العراق وسوريا وتركيا وإيران. وبعد تجربة كردستان العراق، تنمو في المناطق الكردية السورية محاولة لحكم ذاتي يساوي الرجال بالنساء، ويحمي حقوق العرب والسريان، ويطمح، على رغم انتقادات الأكراد قبل سواهم، الى ان يكون نموذجاً لسوريا مدنية وتعددية.
في عفرين والجزيرة وكوباني يقيم عشرة في المئة من سكان سوريا. هناك غرب كردستان الكبرى أو “روج آفا” بالكردية، بينما المناطق الكردية في تركيا تشكل شمال كردستان، وشرقها في إيران، وجنوبها بالعراق.
في المقاطعات السورية الثلاث على الحدود التركية، قامت “وزارات” لشؤون مثل الاقتصاد والزراعة والموارد الطبيعية، إلى الدفاع والخارجية، تحت مسمى “الإدارة الذاتية الديموقراطية” التي أعلنتها حركة المجتمع الديموقراطي، “تيفديم” بالكردية، وهي مروحة سياسية يدعمها حزب الاتحاد الديموقراطي (بي واي دي)، الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني. وتتمثل الإدارات الثلاث في مجلس إقليمي عام، ويدير شؤون كل مقاطعة أو كانتون رجل وامرأة.
ومعلوم أن الجيش السوري انسحب عام 2012 من المناطق الكردية، فخلت الساحة للاتحاد الذي لَمَسَ الحاجة إلى إدارة ذاتية للمناطق لتسيير شؤونها، فهي غير مترابطة جغرافياً وتفوق ضعفي مساحة لبنان. ولم تحظ الإدارة بإجماع، إذ رافقَ قيامها دخول أحزاب كردية “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”.
مبادرة للفيديرالية
على هامش المنتدى الإقليمي الثالث لشبكة “آيكان” الدولية لمنظمات المجتمع المدني في شيلة بتركيا، التقت “النهار” الأسبوع الماضي سينم محمد، ممثلة الإدارة الذاتية للمقاطعات الثلاث في أوروبا.
قالت إن الإدارة قامت في كانون الثاني 2014 لمواجهة الإرهاب، حتى قبل زحف “داعش”. وإذ توالت الأحداث، حاربت وحداتُ حماية المرأة ببسالة مع وحدات حماية الشعب، وحملت غير حزبيات السلاح، فالنساء “أكثر عرضة لبطش الإرهابيين، وهؤلاء يخشون قتل المقاتلات لهم فيُحرمون، استنادا الى مفهومهم، الجنة والحوريات”. لذلك صدر أخيراً في مقاطعة الجزيرة المرسوم الرقم 22، وقضى بالمساواة بين الجنسين في الأجر وتولي المناصب والميراث والقيمة القانونية للشهادة. وحظر تزويج الفتيات بغير رضاهن وتعدد الزوجات و”نكاح الدية”.
وأوضحت سينم محمد، ان المكتسبات لم تقتصر على النساء، فالإدارة الذاتية مدت يدها إلى العرب والسريان. المناصب للجميع، “إنها مناصفة تعتمد الكفاية، وليست توزيعاً طائفياً كما في النموذج اللبناني”. فحاكم الجزيرة مثلاً عربي من قبائل شُمر ومعه امرأة كردية.
أما في كوباني، فكل الإمكانات مُسخرة للدفاع باعتبارها واجهة للإدارة الذاتية أمام زحف “داعش” الذي يسعى عبرها الى الإمساك بكل المعابر مع تركيا وبمنطقة حدودية واسعة ومتصلة. وتصف المسؤولة الكردية التنظيم بأنه “أداة مشبوهة معادية للأقليات لإعادة رسم خرائط المنطقة. نحن نقاتله منذ عامين، واعتبر المجتمع الدولي ذلك شأناً كردياً بحتاً وأقر بخطره حين تهاوت الحدود”.
وتضيف: “إنها معركة مصيرية، للأكراد وسوريا، وحقوق النساء والأنظمة الديموقراطية. وأيُ حل للأزمة السورية يجب مروره بالمقاومة في كوباني وبالقضية الكردية، ويتحقق بقيام نظام ديموقراطي تعددي وبالفيديرالية التي تُكرس الحقوق المتساوية للأكراد”. وتكشف عن مبادرة لدمقرطة سوريا تعترف بالمساواة بين المواطنين، بمن فيهم العلويون والدروز والمسيحيون، وتنبذ الخطاب الطائفي لأن “التعدد نوع من الغنى لا حجة للتقسيم”. أضف أن “نشوء اتحاد طوعي وحر يتحقق من طريق نظام تعددي لا مركزي، وضمانات دستورية للأقليات”.
والمبادرة برسم “الائتلاف” و”كل من لم تتلوث يداه بالدماء”، مع التركيز على معارضة الداخل، ونبذ أي صلة بالنظام. وماذا لو رُفضت، تجيب سينم محمد:”لن نتخلى عن الكانتونات، التجربة أثبتت نجاحها، وخصوصاً في مقاطعة الجزيرة، وهي نواة لسوريا المستقبل. وإذا عرض الآخرون حلاً ديموقراطياً أفضل، فليكن، وليدرك الجميع أننا لا ننادي بدولة كردية بل بحقوق متساوية”.
الإدارة الذاتية
والتقت “النهار” ايضا أليف سعيد العاملة في “وزارة” الدفاع في عفرين. قالت إن النساء هناك يذهبن إلى كوباني على رغم بُعدها للتدرب العسكري، فـ”جبهة النصرة” على الأبواب وحزب الاتحاد الديموقراطي أرسل تعزيزات.
معيشياً، يعاني السكان ضائقة، “الأمن موجود، لكن الظروف صعبة”. وثمة نقص في الأدوية وصعوبات في تصريف الإنتاج. و”نظام الإدارة يسعى إلى الاكتفاء الذاتي، لا حاجة لنا إلى سلطة سورية مركزية، فالمناطق الكردية لن تعود إلى حالها قبل الثورة”.
وفي المقابل، قدمت ابنة عفرين، الناشطة شيرين حمدوش، لـ”النهار” مطالعة نقدية لتجربة الإدارة. رأت أن قيامها كان ضامناً للأمن، لكنه أغفل الشؤون الصحية والتعليمية وما يمس بالحياة اليومية، فما الحاجة مثلاً الى وزارة الدفاع مع وجود وحدات الحماية. وتالياً فإن مصطلح “وزارة” مبالغ فيه ويهدف إلى الإبهار الإعلامي لأن حزب الاتحاد الديموقراطي لا يمثل الأكراد جميعا، و”الحياة في ظل الإدارة مشابهة للعيش تحت سلطة النظام السوري قبل الثورة”.
كيف ذلك، شرحت حمدوش أن المزايا وهمية، وثمة محاباة للعرب والسريان على حساب الأكراد المعارضين للإيحاء بالتعددية. وشددت على أنه يصعبُ نجاح التجربة من غير رفع الظلم عن المعارضين ووقف تهميشهم. وانتقدت إبعاد الاتحاد الديموقراطي ناشطين أكراد إلى خارج المقاطعات وفرض أتاوات على مالكي المتاجر ومعاصر الزيتون، متسائلة لم لا تُستخدم الأموال لتحسين الأوضاع المعيشية مع ارتفاع كلفة المياه والكهرباء نتيجة الحصار وتدفق النازحين.
وعن مقاطعة الجزيرة، أورد تقرير لـ”الإيكونوميست” أن فيها فائضاً من القمح والدقيق يمكن بيعه في السوق السوداء. ومصفاة النفط هناك تعمل بخمسة في المئة فقط من طاقتها. ورأت المجلة أن “الأكراد أقاموا اقتصاداً قابلاً للحياة”. لكن ذلك لا يحجب انتهاكات رصدتها منظمة “هيومان رايتس ووتش”، وأبرزها توقيفات عشوائية لمناهضين لحزب الاتحاد الديموقراطي.
وربما كان اتفاق دهوك الذي أبرمه الاتحاد في 23 تشرين الأول مع المجلس الوطني الكردي إقراراً بأخطائه، إذ نص على مشاركة المجلس في الإدارة الذاتية وقيام هيئة عسكرية تشمل الطرفين والأحزاب الأخرى، بعدما أُخِذ على الاتحاد إعاقته وصول مقاتلي المجلس لنجدة كوباني. لكن العِبرة تبقى في التنفيذ لا في النيات.
عبر الحدود
وكما حطمت “الدولة الإسلامية” الحدود، وفرت محنة كوباني وتجربة الإدارة الذاتية مناسبة نادرة لتحريك القضية الكردية وتجاوز المنافسات التقليدية، بدليل رضوخ تركيا لعبور قوات البشمركة إلى سوريا. وقبل ذلك ساهم حزب العمال الكردستاني في رد “داعش” عن كردستان العراق ودخلت وحدات حماية الشعب العراق لحماية الايزيديين. وتحدثت تقارير عن انضمام أكراد إيرانيين إلى البشمركة.
غير أن مسعود بارزاني، نجل الملا مصطفى رمز القومية الكردية، اقترح إقامة “وحدات حماية كردستان” من مقاتلين سوريين وعراقيين، من دون تخليه عن الروابط السياسية والاقتصادية القوية بتركيا. يا لها من شبكة مصالح معقدة!
لأسابيع رفضت أنقرة الموافقة على مبدأ عبور البشمركة، فقامت احتجاجات سقط فيها 40 قتيلاً، وقصف الجيش التركي مواقع لحزب العمال في هكاري للمرة الأولى منذ بدء عملية السلام التاريخية معه. ويعتقد محللون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أخطأ في قراءته لمحنة كوباني. صحيحٌ أن استطلاعاً للرأي أظهر أخيراً أن الأتراك يخشون حزب العمال بقدر “داعش”، لكن ذلك لا يعني إمكان النأي بالنفس عن الخارج. فسواء سقطت كوباني أم انتصرت، لن يعود ممكناً كبح التململ الكردي في تركيا، خصوصاً أن مفاوضات السلام لم تثمر مكتسبات ملموسة.
وليس الأكراد في إيران منفصلين عن أحداث سوريا. وقالت المصورة جوان آزادي لـ”النهار” إن “نظام بلادي يتوجس من مذهبنا وقوميتنا. لكن نجاح الإدارة الذاتية السورية سيدفع الأمور لمصلحتنا، ولو ببطء وصعوبة”.
وتوقعت أليف سعيد ولادة كردستان الكبرى عملياً عبر إدارات ذاتية ديموقراطية حيثما وُجد الأكراد، وإن من دون قيام دولة واحدة. وكل ذلك رهنٌ بمآل الأمور في كوباني، فـ”لواء القضية الكردية حالياً في أيدي أكراد سوريا وليس كردستان العراق”.
المفاوضات النووية تدخل ساعاتها الحرجة
فيينا: سباق زمني لإخراج التسوية مع إيران
المشهد الضبابي يحاصر فيينا. ثلاثة أيام لانقضاء المهلة المحددة نووياً، فيما تتكثف الحركة المكوكية لوزراء الخارجية المعنيين في أروقة غرف المفاوضات، على أمل تحقيق تقدم إيجابي ما، مع انبلاج فجر يوم الاثنين.
الإصرار الإيراني على عدم تفويت فرصة اقتناص اتفاق، جعل من وزير الخارجية محمد جواد ظريف يلغي سفره إلى العاصمة طهران للتشاور. وقال ظريف إن الدول الكبرى لم تقدم أي مقترحات «مهمة» في المحادثات النووية. ونقل الفريق التفاوضي الإيراني عن ظريف قوله «جرت مناقشات مهمة، لكن لا مقترحات تستحق أن أعود بها إلى إيران».
ويؤكد هذا الموقف الايراني أن هناك مراوحة في المحادثات الدائرة في فيينا منذ أيام. إلا أن عدول وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن خيار التوجه إلى باريس والبقاء في فيينا لاستكمال المشاورات، عكس رغبة ما من الطرفين بكسر الجمود القائم، أقله قبل يوم الاثنين المقبل.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر مقربة من المحادثات في فيينا ان كيري وظريف يعكفان على إعداد مقترحات جديدة تهدف إلى كسر الجمود في المحادثات بين طهران والقوى العالمية الست، وذلك بعد إعلان البيت الأبيض انه لا تزال هناك «خلافات كبيرة» في المفاوضات.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنه من المتوقع أن يعقد كيري مجدداً اجتماعاً ثلاثياً مع ظريف وممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.
الإصرار الإيراني الأميركي، أسنده الحديث الروسي الداعم، في حال بروز تقدم إيجابي في المحادثات، إذ قالت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق أمس، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف وكيري اتفقا على الحاجة إلى بذل «مزيد من الجهود» للتوصل إلى اتفاق.
وأضافت الوزارة، في بيان، بعدما تحدث الوزيران عبر الهاتف «بمبادرة أميركية»، أن «الأطراف لم تستبعد إمكانية عقد اجتماع وزاري للأطراف المشاركة في المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني إذا لاح في الأفق احتمال إحراز تقدم».
بريطانيا ما زالت على موقفها. وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، أشار بعد اجتماعات منفصلة مع نظرائه من القوى الكبرى في فيينا، إلى أن هناك «قضايا معقدة، ولا تزال هناك فجوات لا يُستهان بها بين الأطراف، وسنذهب جميعاً لإجراء مناقشات فنية مع خبرائنا ونستأنف المفاوضات في عطلة نهاية الأسبوع».
وأضاف هاموند أن «ما ستكسبه إيران (في حال التوصل إلى اتفاق) كبير جداً. يجب أن نجد مزيداً من المرونة من الإيرانيين. ونحن مستعدون في المقابل لإبداء قدر من المرونة من جانبنا، لكن الوقت قصير، إننا نسابق الزمن للالتزام بالمهلة».
بدوره، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إيران إلى «اقتناص الفرصة» المتاحة في فيينا، للتوصل إلى اتفاق، مضيفاً «أنا هنا سعياً إلى اتفاق جيد يكون مفيداً للأمن والسلام».
وفيما يبدو أنه تم التوصل إلى تسوية مؤقتة حول بعض المسائل مثل مستقبل مفاعل آراك وتشديد عمليات التفتيش على المفاعلات النووية، لكن تبقى مسألتان أساسيتان هما تخصيب اليورانيوم ووتيرة رفع العقوبات عن إيران في خضم الاختلاف.
وتريد إيران رفع جميع العقوبات مرة واحدة أو رفعها تدريجيا وفق جدول زمني واضح ومعتدل، بينما تريد القوى الكبرى عملية تدرجية فضفاضة في مسار تعليق العقوبات للتأكد من تطبيق طهران لالتزاماتها. كما يسعى الإيرانيون إلى زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي لتأمين وقود كاف للمفاعلات المستقبلية، في وقت يحاول الغرب الحد من العدد وتقليصه.
(أ ف ب، رويترز، «إرنا»)
«داعش» يسعى للسيطرة على الرمادي.. والسيستاني يحذر من التراخي
داود أوغلو من أربيل: كردستان أولويتنا
بينما كان رئيس الحكومة التركي أحمد داود أوغلو، يتحدث من أربيل عن مدى أهمية أمن واستقرار إقليم كردستان بالنسبة لبلاده وضرورة تغيير النظام السياسي العراقي بما يتناسب مع تركيبة البلاد «العرقية والطائفية»، كان تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» يشن أحد أكبر هجماته على ما تبقى من مراكز حكومية في مدينة الرمادي، في وقت طالب المرجع الديني السيد علي السيستاني، بمكافحة الفساد، محذراً متطوعي «الحشد الشعبي» من التراخي.
وربط داود أوغلو أمن واستقرار إقليم كردستان بأمن واستقرار تركيا، معتبراً أن أمن «المنطقة الكردية» يأتي على رأس أولويات تركيا، قائلا إن «أمن إقليم كردستان العراق واستقراره، يعتبر مسألة حيوية ترتبط بأمن تركيا بشكل مباشر».
وشدد داود أوغلو على أن تركيا «ستقدم كل الدعم اللازم من أجل ضمان أمن وسلامة المناطق الكردية»، لأن ذلك يشكل أهمية «تاريخيّة وإستراتيجية» بالنسبة لها، لافتاً إلى أنه بحث مع البرزاني مواضيع خاصّة بالتدريب، قائلا إنه ستتم «زيادة الدعم الأمني» الذي تقدمه تركيا للإقليم بما فيه التدريب.
وتطرق داود أوغلو إلى نقطة تتعلق بتعديل النظام السياسي القائم في العراق، معتبراً أن «وصول جميع الجماعات العرقية والطائفية والدينية إلى التمثيل السياسي الذي تستحقه في السلطة العراقية، وتشكيل نظام سياسي يضم جميع الشرائح، هو الخيار الذي يرضي الجميع، فضلاً عن أنه الضمانة الفاعلة لمستقبل العراق».
وأكد أوغلو، أن «لدى تركيا ارتباطات اقتصادية مع العراق بـ12 مليار دولار أميركي، ثمانية مليارات منها استثمار تركي في اقليم كردستان»، مؤكداً أن بلاده «ستدعم بيع النفط من خلال اقليم كردستان في حال تم الاتفاق بين بغداد وأربيل»، وأنها ستكون «أكثر الممتنين» لذلك، مشيراً إلى أنه لمس مناخاً إيجابياً في هذا المجال.
وحول مرافقة رئيس جهاز الاستخبارات التركية حقان فيدان، له في زيارته، قال داود أغلو إن «هذا أمر طبيعي جدا، لأن جهاز الاستخبارات هو أحد العناصر الأكثر أهمية في أي مكان يعاني من مسائل أمنية»، مشيراً إلى أن فيدان «عقد لقاءات مع نظرائه في بغداد وأربيل، وزوّده بتقارير عن مضمونها»، مضيفاً أن «مثل تلك اللقاءات ستستمر في المستقبل».
من جهته، أكد رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني أنه سيجري ضخ 150 ألف برميل يومياً من حقول نفط كركوك عبر خط الأنابيب التابع للمنطقة إلى تركيا، بعد الاتفاق الذي توصلت إليه حكومة الإقليم الأسبوع الماضي مع بغداد، وأشار إلى أنه اتخذ مع داود أوغلو قرارا بالاستمرار في الاستشارة وتوثيق التعاون بين الطرفين، وبالتحرك «بشكل مشترك في الحرب ضد الإرهاب».
في غضون ذلك، شن تنظيم «داعش» هجوما كبيراً على ما تبقى من المراكز الحكومية في مدينة الرمادي، في محافظة الأنبار، وأكدت مصادر عراقية أن التنظيم نفذ هجومه من أربعة محاور ووصلت نيران مسلحيه إلى مركز المحافظة والشرطة في المدينة، وأشارت إلى أن الهجوم منسق للسيطرة الكاملة عليها.
وعملت القوات الأمنية العراقية بمساندة مقاتلي العشائر على التصدي للهجوم، كما دعت المساجد عبر مكبرات الصوت إلى إرسال تعزيزات للتصدي لمحاولة السيطرة الكاملة على المدينة، ما قد يشكل انتكاسة كبيرة للقوات العراقية التي نجحت هذا الأسبوع في فك الحصار عن مصفاة بيجي في محافظة صلاح الدين.
وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، إنه «اتصل هاتفياً برئيس الوزراء حيدر العبادي، والسفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز طالباً إرسال مساعدات عسكرية عاجلة إلى المدينة»، وأشار إلى أن «معلومات استخبارية دقيقة تؤكد أن عناصر داعش ينوون تطوير الهجوم ليلا على مدينة الرمادي من جهاتها الأربع»، لافتاً إلى أن «القوات الأمنية أخذت احتياطاتها واستعداداتها لمواجهة أي هجوم محتمل».
وذكر عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي أن الهجمات بدأت صباح أمس، وأشار إلى أن المسلحين كانوا يطلقون النار من «أسطح المباني في حي المعلمين صوب وسط الرمادي»، لافتاً إلى أنهم سيطروا على «قرية الشجيرية على بعد حوالي 20 كيلومترا إلى الشرق من الرمادي ونصبوا كميناً لقائد محلي في الشرطة أثناء مغادرته منزله وقتلوه».
ويسيطر التنظيم على أغلب الأحياء في الرمادي، إلا أن بعض المناطق تحديداً في وسط المدينة لا تزال تحت سيطرة الحكومة العراقية، حيث شرح ضابط في الشرطة مدى سعة الهجوم والمحاور التي استخدمها التنظيم لتحقيق نيته في السيطرة على كامل المدينة كما يبدو.
وأكد الضابط أن التنظيم «شن هجوماً مسلحاً مفاجئاً من أربعة محاور في شمال وشرق وغرب وجنوب الرمادي، تخلله تفجير سيارتين مفخختين في منطقة الحوز جنوباً وجزيرة البوعلي الجاسم شمالا، استهدفتا مراكز القوات الأمنية في الموقعين»، كما أوضح النقيب في الشرطة قصي الدليمي أن الاشتباكات تركزت على عدة محاور في الشمال والجنوب والشرق من الرمادي، مضيفاً أن المدينة تتعرض لقصف بقذائف الهاون «بشكل متكرر» منذ يومين.
إلى ذلك، دعا ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في خطبة الجمعة، أمس، إلى محاربة ومكافحة الفساد بكل الوسائل وفي كل المواضع بلا استثناء، محذراً القوات الأمنية العراقية وفصائل «الحشد الشعبي» من «الغفلة» وشدد على ضرورة «البقاء باليقظة»، موكدا أن «آفة النصر الغرور».
(أ ف ب، رويترز، «الأناضول»)
أنقرة وواشنطن تهوّنان من الخلافات بشأن «داعش»
هوّنت انقرة وواشنطن، امس، من شأن الخلافات بينهما بشأن مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أوضح أن أنقرة ستواصل السعي جاهدة من أجل فرض منطقة حظر طيران في سوريا، ورحيل الرئيس بشار الأسد.
وقال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، في مؤتمر صحافي مشترك مع داود أوغلو في اسطنبول، «لقد واجهنا عددا من القضايا المثيرة للخلاف بشدة على المستويين الإقليمي والدولي، وكنا دائما في نهاية المطاف نتفق في الرأي».
وكان داود أوغلو اعتبر، قبيل وصول بايدن إلى اسطنبول، إنه «لا يمكن إحلال سلام دائم في سوريا ما دام الأسد في الحكم». وقال للصحافيين في مطار اسطنبول بعد ختام زيارة لبغداد واربيل، «انظر كيف تحسنت الأحوال في العراق بعد تشكيل حكومة اختارها الشعب، ولكن في سوريا لا يمكن إحلال السلام بالسعي إلى تدمير منظمة إرهابية في جانب من البلاد بينما يستخدم النظام في دمشق كل أنواع الأسلحة لإبادة جزء من شعبه في الجانب الآخر».
وسيناقش بايدن دور تركيا في التحالف مع داود أوغلو والرئيس رجب طيب اردوغان. ومن المتوقع أن تتركز مباحثاتهم على جهود انقرة لوقف تدفق «الجهاديين» الأجانب عبر تركيا وانضمامهم الى «الدولة الإسلامية».
وقال داود أوغلو ان «تركيا وواشنطن قد تختلفان في الأساليب، لكنهما تشتركان في الأهداف، وان الولايات المتحدة تريد أيضا رحيل الأسد». (رويترز)
الفيصل ولافروف: مجموعة عمل لمحاربة الإرهاب
عودة سعودية إلى البوابة الروسية.. لماذا؟
السعودية أيضا في الحسابات الروسية لتفعيل المسار السياسي في سوريا.
الأبرز في لقاء وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف، في موسكو أمس، انه يستكمل محاولات موسكو ضم أكبر عدد ممكن من قدامى عملية «جنيف واحد» حول سوريا، ولو بلقاء واحد، إلى المحاولة الروسية الجارية لإعادة نصب طاولة المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة.
لا ينبغي الاكتفاء بالبيان السعودي ـــ الروسي، الذي لا يُعنى إلا بالجوانب البروتوكولية من لقاء الفيصل ولافروف، والذي يشير إلى أن «الوزيرين اتفقا على ضرورة انطلاق جهود حل الأزمة السورية على أساس جنيف 1، مع الحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة السورية والوحدة الوطنية للشعب».
فالعودة إلى موسكو سعودياً أبعد من «الاتفاق على مجموعة عمل ثنائية لمواجهة الإرهاب، وإدراك الطرفين الخطر الحقيقي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بالإضافة إلى التنظيمات الإرهابية الأخرى»، وأهم من التوافق بديهياً «على أن ما يهم في التسوية على البرنامج النووي الإيراني ليس الاتفاق بل جودته» على ما قال لافروف أمام المتوجس الدائم سعود الفيصل، وهو يراقب ديناميكية المفاوضات الأميركية ــــ الإيرانية تقترب من تسوية ما، بدأت تتضح ملامحها، تاركة أمير الديبلوماسية السعودية، وحيداً في مواجهة الأمر الواقع، وأمام الانقلابات الإقليمية المقبلة، التي تحمل في طياتها الاتفاق المتوقع في فيينا، من دون بدائل تطمئن السعوديين.
ولن يعوّض لقاء وحيد عن أخطاء اتخاذ الروس خصوماً دائمين، وحرمان الذات من رافعة ضغط على موسكو في ملفات حيوية كإيران أو سوريا، كتطوير التجارة والتبادل والتنسيق النفطي، لمقاطعتها مثلاً حين تفرضها الضرورة. لكن حصيلة أقل من ملياري دولار من المبادلات سنويا، والارتهان في كل الصفقات، سلاحاً وبنى تحتية وتجارة، للغرب، تحرم السعوديين من فرصة التأثير على الخيارات الروسية في سوريا.
حتى أن الفيصل بدا مفارقاً للواقع، وهو يهدد الروس العام الماضي بمقاطعة بضائعهم، التي لا يشتريها أصلاً، فيما لو استمرت موسكو في سياستها السورية. وبدت المحاولات الأخرى للتعويض عن هنات الديبلوماسية وتراكم الأخطاء، مجرد طعنات سيف في صفحة ماء. بل إن السعوديين حاولوا أن يفتدوا أخطاء الماضي تجاه روسيا بـ15 مليار دولار، عرضها رئيس الاستخبارات السابق بندر بن سلطان على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشراء سياسته السورية، مضيفا إلى أخطاء السياسة السعودية، خطأ إهانة «القيصر».
والأرجح أن تضافر ديناميكية ديبلوماسية أميركية في التسوية النووية الإيرانية، وأخرى روسية في تفعيل المسار السياسي السوري، عبر ترتيب صفوف المعارضة السورية في الداخل والخارج لإجلاسها على مقاعد في مواجهة ممثلي النظام في موسكو، يضع الرياض بين فكي عزلتين معلنتين. ويعكس كلاهما تراجع وزن المملكة الديبلوماسي في الملفين الأساسيين في المنطقة إزاء قطبي الغرب والشرق، الولايات المتحدة وروسيا، واستمرار تهميش نفوذها، وهو ما يشرح جزئياً التصعيد في الأمم المتحدة ضد «حزب الله» والمطالبة بوضعه على لائحة الإرهاب، وهو طلب اضطر الفيصل إلى طيه خلال اللقاء مع لافروف، الذي بات يعد «حزب الله» حليفاً في المشرق.
وتبدو السعودية ضرورية إذا ما ذهبت الأمور إلى نهايتها المنطقية في بناء عملية سياسية في سوريا، سواء لتطبيق خطة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لضبط جماعاتها المسلحة في الشمال السوري وحول حلب، أو في تسهيل ذهاب ما تبقى لها من أجنحة في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، الذي قد تشارك شريحة منه في المؤتمر الذي تعد له موسكو. وتبدو الزيارة أيضا استكمالا لتجميع شروط انعقاد المؤتمر السوري في موسكو، قبل وصول وفد الحكومة السورية، الذي يضم وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان إلى موسكو الأربعاء المقبل.
وفي هذا السياق يذهب السوريون إلى موسكو مثقلين بتساؤلات كبيرة عن جدوى المبادرة الروسية، وتوقيتها، إذ تقول مصادر سورية مطلعة إن المعلم سيبلغ الشريك الروسي أن توقيت المبادرة وإحياء العملية السياسية لا يصب في مصلحة سوريا. وتعتقد دمشق أن اللحظة الراهنة تشهد انهيار المعارضة المسلحة والسياسية، وان لا داعي لإعادة تأهيلها تحت أي شعار، كما أن جزءاً من العمل العسكري ضد الجناح السلفي و»الجهادي»، من «داعش» و»جبهة النصرة» وغيرها، يصب كله في مصلحة الجيش السوري على المدى المباشر، وان الوقت في النهاية يلعب لمصلحتها، ميدانياً وسياسياً.
وبدت الحماسة الرسمية السورية لخطة دي ميستورا التي تعزز الاتجاه إلى تسوية محلية واستبعاد المعارضة الخارجية منها، وتجميد القتال في حلب أولا، رسالة غير مباشرة لموسكو والضوء الأخضر الأميركي خلفها، لطبيعة الحل الذي تريده وتفضله دمشق، خصوصا أن شقه السياسي لا يتضمن أي تعديلات مباشرة أو جوهرية في بنية النظام، كما لا يتوسل أي تغييرات في توزيع الصلاحيات ويبتعد عن روحية «جنيف 1».
والأرجح أن المعلم سيبلغ الروس انه لا اعتراض على الخطة الروسية، رغم عدم حماسته لها، خصوصا أنها تستند إلى نسخة مخففة من «جنيف واحد»، تعيد النظر في العملية الانتقالية، وتضمن مكاناً وازناً للرئيس السوري بشار الأسد في البنيان الجديد، واحتفاظه بقسط واسع من صلاحياته. وجلي أن السوريين لا يملكون ترف الاعتراض على الاقتراح الروسي، ورغبتهم في استعادة التوازن إزاء الهجوم الأميركي في المشرق والتحالف ضد الإرهاب الذي يفوّض الأميركيين بمهمة ووجود طويل الأمد، عبر الإمساك بالملف السياسي، واستعادة المعارضة السورية في الداخل والخارج، والتي لم تحسن واشنطن، وسفيرها روبرت فورد توحيدها، لا عسكرياً ولا سياسياً.
مقتل 20 من قوات النظام السوري على يد عناصر “الجبهة الإسلامية” بحلب
حلب – الأناضول – قال ياسر أبو عمار، أحد المسؤولين الإعلاميين للجبهة الإسلامية في حلب، إن وحدات تابعة للجبهة، قتلت الجمعة 20 شخصا من عناصر النظام السوري، على مقربة من مقر الاستخبارات الجوية في منطقة “جمعية الزهراء” بمدينة حلب شمال البلاد.
وأوضح ابو عمار، أن الوحدات التابعة للجبهة الإسلامية، تحاصر “جمعية الزهراء” منذ فترة طويلة، لافتا إلى أن قتل عناصر قوات النظام تم في اشتباكات ضارية جرت بين الطرفين.
وأشار إلى أن “قوات النظام السوري، حاولت التسلل من منطقة (جمعية الزهراء) إلى منطقة أخرى تقع تحت سيطرة المعارضين المسلحين الذين ما أن لاحظوا ذلك انقضو عليهم بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وقتلوا منهم 20″.
وأوضح “أبو عمار” أن قوات النظام السوري أمطرت المناطق التي يتمركز فيها المعارضون جواً بالبراميل المتفجرة وصواريخ “الفيل” “في مسعى منها للحفاظ على سيطرتها على مقر المخابرات الجوية”، مشيرا إلى أن “(جمعية الزهراء) تحولت إلى منطقة أشباحٍ بسب الخراب الذي لحق بها جراء هجمات قوات النظام”.
وأفاد أن قوات النظام حاولت إعادة السيطرة على حلب “لكنها قوبلت بمقاومة عنيفة من المعارضين حالت دون ذلك”.
لاجئون سوريون يواصلون اعتصامهم لليوم الثالث بأثينا للحصول على حق اللجوء
أثينا – الأناضول – يواصل لاجئون سوريون اعتصامهم لليوم الثالث على التوالي، في ميدان “سنتيغما” المواجه لمقر البرلمان، وسط العاصمة اليونانية أثينا، وذلك للمطالبة بـ”احترام حقوقهم من قبل السلطات اليونانية، ومنحهم حق اللجوء”.
ورصد مراسل الأناضول، الظروف السيئة للاجئين في الميدان، لاسيما وأنهم ينامون على أوراق الكرتون، وغطائهم بطاطين استطاعوا توفيرها بإمكانياتهم الخاصة، وسط صمت وتجاهل رسمي لهم ولمطالبهم، إذا لم يصدر أي تصريح رسمي عن أي مسؤول بشأنهم.
وجدد “درويش عبدول” المتحدث باسم المجموعة المعتصمة، استمرار اعتصامهم في الميدان لحين تنفيذ مطالبهم “وأهمها إعاطائهم حق اللجوء”، مشيرا إلى أنهم يعانون في ظل هذه الظروف التي تتسم بالبرد، ولا سيما في وقت الليل، بحسب قوله.
وتابع: “نحن نحاول النوم هنا مع أطفالنا ونسائنا، ومن يشاهدوننا على هذا الحال من المواطنين، يتألمون لنا، لكننا مستمرون رغم ذلك، ولن نمل من الاعتصام”.
ورفع اللاجئون السوريون الذين وصلوا اليونان بطرق غير شرعية، لافتات كتبوا عليها: “يجب على الحكومة اليونانية أن تعطينا حق اللجوء”، و”ذنبنا أننا سوريون”، ومن جانب آخر قام بعض النشطاء في العاصمة اليونانية، بتدشين حملة لجمع توقيعات من أجل إعطاء الحكومة السوريين حق اللجوء.
سوريا: 15 قتيلا لـ«داعش» في قصف للتحالف على الرّقة
مقتل 21 من قوات النظام في محيط حقل شاعر في حمص
عواصم ـ وكالات ــ الرقة «القدس العربي» ـ من عمر الهويدي: لقي 15 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» مصرعهم، في قصف لطائرات التحالف على مصرف التسليف الشعبي، وسط مدينة الرقة، والذي يتخذه التنظيم مقراً له.
وسقطت إحدى القذائف التي أطلقها التحالف على محل لبيع اسطوانات الغاز، يمتلكها أحد المواطنين، ما أدى إلى اندلاع النيران في المكان، وارتفاع ألسنة اللهب.
وقامت سيارات الإسعاف بنقل قتلى وجرحى داعش، الذي فرض حظر تجول في المنطقة مباشرةً بعد القصف.
كما قام التنظيم بإعدام 6 أشخاص بتهمة انتمائهم للواء «ثوار الرقة»، أحد فصائل الجيش الحر، في حي الرميلة شمال مدينة الرقة، كما قام الجمعة بإعدام 4 من عناصره بتهمة التخابر لصالح الجيش الحر، أحدهم من مدينة الرقة، والثاني من الحسكة، إضافةً إلى شخصين من ريف حلب، وتمّت عملية الإعدام في محيط جامعة الاتحاد شرق الرقة بـ7 كيلو متر.
الى ذلك قتل 21 عنصرا من قوات النظام في محيط حقل شاعر الغازي والنفطي في محافظة حمص في وسط سوريا خلال اشتباكات مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة.
وقال المرصد في بريد الكتروني «ارتفع إلى 21 عدد عناصر قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها الذين قتلوا في اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية خلال الساعات الاربع والعشرين الفائتة، في محيط حقل شاعر (…) في ريف حمص الشرقي».
واشار إلى ان «التنظيم كثف هجماته خلال الأيام الأربعة الفائتة في محاولة للسيطرة على الحقل وآباره المنتشرة في المنطقة، والتي استعادت قوات النظام السيطرة عليها قبل أكثر من أسبوعين». ولم يكشف المصدر عن الخسائر في صفوف المهاجمين.
ومنذ تموز/يوليو، تتنازع قوات النظام و»الدولة الإسلامية» السيطرة على شاعر، أحد أكبر الحقول النفطية والغازية في المنطقة.
وقتل في معارك حقل شاعر العقيد الركن محسن سعيد حسين الملقب بـ»أسد البادية»، وهو قائد مجموعة من قوات النخبة في قوات النظام تعرف بـ»كتيبة صقور الصحراء».
«داعش» تبنى استراتيجية لتصفية عناصر الصحوات وزعماء العشائر السنية قبل الثورة السورية
الأمريكيون أساءوا تقدير قوة التنظيم… والدولة الإسلامية انشأت فرقاً لاستهداف المؤسسة القضائية العراقية
من إبراهيم درويش:
لندن ـ «القدس العربي»يعتبر الجزء السني في استراتيجية الرئيس باراك أوباما لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية – داعش من المكونات المهمة، وظلت إدارة أوباما تعتقد ان تنحية رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي كافية لتبديد قلق السنة الذين عانوا من بطش وطائفية المالكي خلال الأعوام الثمانية الماضية.
لكن صعود داعش أضاف تعقيدا على وضع السنة، فقد أظهرت مذابح قبيلة البونمر في هيت والشعطيات في دير الزور السورية صعوبة تحشيد العرب السنة وجرهم للحرب ضد داعش. وفي الوقت الذي ترتبط فيه نشاطات تنظيم الدولة الإسلامية بالثورة السورية التي اندلعت عام 2011 وهي الرؤية الشائعة عن صعود التنظيم واجتياحه مناطق واسعة من العراق وسوريا إلا ان الفكرة وجدت نقدا من محللين كثر رأوا في تشكل التنظيم عملية طويلة وجرت بعيدا عن أعين الاحتلال الامريكي في العراق.
ويرجعها البعض إلى الصحوات عام 2008 أو ما بعدها كما في دراسة نشرها، كريغ وايتسايد في مدونة «ذا وور أون روكس» (الحرب على الصخور)، وناقش فيها الضابط السابق في الجيش الأمريكي الذي قاتل في العراق ويعمل حاليا مدرسا في كلية البحرية العسكرية الأمريكية ان عمليات تشكل داعش مرت عبر عدد من الوجوه، والحملات كان أولها استهدافه حلفاء الولايات المتحدة من القبائل السنية أي الصحوات حيث قام بقتل واغتيال أعداد من أفرادها.
ويرى ديفيد أغناطيوس المعلق الأمريكي المعروف في مقالة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية ان السنة تعرضوا لخطة استهدفت قياداتهم قام بها داعش.
وقال ان ما قام به التنظيم من استهداف للعشائر السنية يؤثر سلبا على استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما القائمة على جذب العرب السنة وتحشيدهم للقتال ضد هذا التنظيم خاصة في مناطق الانبار.
وأشار إغناطيوس لدراسة وايتسايد «حرب متقطعة: جذورالتمرد الجهادي في العراق» وتحدثت فيها عن خطة مدبرة اعتمد عليها التنظيم منذ عام 2009 لتصفية أي قيادة عشائرية سنية يمكن للرئيس أوباما الاعتماد عليها. ويضيف إغناطيوس ان صعود التنظيم مر بدون ملاحظة الإستراتيجيين الأمريكيين الذين يرغبون اليوم بانشاء «حرس وطني» كنسخة معدلة وجديدة عن الصحوات التي شكلت لمقاومة القاعدة في الفترة ما بين 2007- 2008، إلا ان الأدلة التي يقدمها وايتسايد تظهر العمل الحثيث الذي قام به داعش لتدمير واستهداف كل قيادات الصحوات التي نجت من قمع حكومة نوري المالكي السابقة والتي رفضت دمج هذه القوات التي لعبت دورا مهما في تراجع وهزيمة تنظيم القاعدة ورفض دفع رواتب المقاتلين. ويعتقد وايتسايد ان الحملة التي شكلها «داعش» بين عام 2009 إلى عام 2014 كانت تهدف لمعاقبة من تعاون مع الأمريكيين سواء كانوا سنة أم شيعة.
وتجنيد حلفاء سياسيين من المجتمع السني بالترغيب أو الترهيب من أجل بناء ملاجئ آمنة بمناطق السنة بعد قتل وتصفية رجال الصحوات، كما هدفت استراتيجية التنظيم إلى تجنيد مقاتلين يمكن استخدامهم سريعا، وأخيرا هزيمة قوات الأمن العراقية وإجبارها خارج المناطق السنية حتى يأخذ داعش محل القيادة ويقدم نفسه حاميا للسنة.
قيادات العشائر
وضمن هذه الاستراتيجية عمل داعش وبشكل منظم على ملاحقة واغتيال قادة الصحوات وشيوخ العشائر ممن قد يشكلون تهديدا لسلطته.
وذكر أكثر من تقرير ان مقاتلي داعش عندما يدخلون القرى السنية كانوا يحملون معهم قائمة أسماء من مشائخ القبائل وأبناء الصحوات والموظفين في مؤسسات الحكومة.
ومن لم يجدوه كانوا يذهبون إلى بيته ويدمرونه ويرفعون علم تنظيم الدولة الإسلامية على أنقاضه. ويعلق إغناطيوس ان حملة الترهيب التي شنها داعش ضد القبائل السنية هي دليل آخر كما قال مدير وكالة الأمن القومي جيمس كلابر عن سوء تقدير الإدارة الأمريكية لقوة التنظيم. وهي الفكرة التي وافق عليها الرئيس الأمريكي أوباما في تصريحات لشبكة «سي بي أس».
ويشير الكاتب إلى ان المخططيين الاستراتيجيين الأمريكيين يرتكبون نفس الأخطاء بافتراضهم انه يمكن بناء شبكة الصحوات أو القبائل السنية بسرعة، خاصة بعد الإطاحة برئيس الوزراء الانقسامي طائفي النزعة نوري المالكي.
وقد يكون الافتراض صحيحا إلا ان عملية مقاومة داعش عملية صعبة في ظل تعرض القبائل السنية للترهيب والتخويف. وتظهر دراسة كريغ وايتسايد إلى اغتيال 1.345 من مقاتلي الصحوات منذ عام 2009 على يد داعش أو المنظمات التي سبقت صعود التنظيم. وكتب وايتسايد قائلا «في المناطق السنية التي يظل فيها حضور الحكومة ضعيفا، لم يحتج تنظيم الدولة الإسلامية لوقت طويل لتصفية أي مقاومة له بطريقة هادئة ومنظمة وبمعدل رجل واحد في كل مرة».
ويشير وايتسايد إلى بلدة جرف الصخر، الواقعة جنوب بغداد، فقد قتل من أبناء الصحوات فيها 46 شخصا في الفترة ما بين 2009 -2013 قتلوا في 27 حادثا، ويضم عدد القتلى أربعة من شيوخ قبيلة الجنابي. وحدثت ملاحقات وعمليات قتل في مناطق السنة الأخرى التي «نادرا ما لاحظتها الحكومة العراقية أو حظيت بتغطية إعلامية» رغم ان اغتيال عبدالستار أبو الريشة أحد قادة الصحوات عام 2007 نال تغطية إعلامية.
ويعتقد وايتسايد ان عمليات الاغتيال الفردية والمزدوجة التي قام بها التنظيم ركزت على مناطق متنازع عليها كان يرغب بفرض سيطرته عليها. ومع ذلك وثق الجهاديون حملة ملاحقة الصحوات وزعماء العشائر السنية في فيلم فيديو «صليل السيوف» الذي يشير إليه وايتسايد في تقريره.
ويصور فيديو تنظيم الدولة الإسلامية عمليات اغتيالات بالسيارات والتي ترافقها موسيقى حيث يقوم مقاتلو داعش بإطلاق النار على سيارات بعينها أو مشاة في الشوارع العامة، حيث «تلاحق الأسود الجائعة طرائدها».
عناصر الشرطة
ويقول وايتسايد ان تنظيم الدولة استهدف عناصر الشرطة والجيش في مناطق السنة وكذلك في العاصمة بغداد. وبدأت الحملة قبل عامين حيث أصدر التنظيم بيانا في شباط (فبراير) 2013 وجاء فيه انه قام منذ منتصف عام 2012 بـ37 عملية في بغداد و43 عملية اغتيال في المناطق الأخرى من العراق.
ويعلق إغناطيوس ان المحللين في الولايات المتحدة فشلوا في التنبؤ بنذر العاصفة التي كانت تتشكل.
ويضيف ان داعش بدأ مع نجاح حملته ضد القبائل السنية في الفترة ما بين 2012 ـ 2013 لعبة جديدة تقوم على الترغيب ومنح العفو لأبناء الصحوات ورجال الأمن العراقية. وبالعودة لشريط الفيديو فقد صور فيها حفلة لتوبة عدد من السنة في حفل أقيم بالانبار.
وقام هؤلاء بإعلان التوبة وأقسموا الولاء وعانقوا مقاتلين ملثمين واحدا بعد الآخر.
اقتحام السجون
وتتحدث دراسة وايتسايد عن حملة «تكسير جدران السجون» التي قام بها التنظيم من أجل تحرير مقاتلين تابعين له ولزيادة أعداد الجنود في صفوفه.
ويشير هنا إلى سبع عمليات جريئة قام بها التنظيم في الفترة ما بين تموز/ يوليو 2012 إلى تموز/ يوليو 2013 والتي بلغت ذروتها باقتحام سجن أبو غريب وتحرير أكثر من 500 مقاتل بارز منهم أبو الوهاب الذي أصبح زعيم التنظيم في الأنبار.
ويقول وايتسايد ان تنظيم الدولة الإسلامية انشأ فرقا خاصة لاستهداف النظام القضائي العراقي وأوكلت لها مهمة استهداف القضاة والمحامين وحراس السجون وقاعات المحاكم ومراكز التعذيب.
واستغل داعش ملامح الضعف في النظام القضائي العراقي حيث جمع أفراده معلومات من داخل السجون مما سهل عليهم دخولها، واستطاع تركيع النظام العدلي العراقي كما يقول الكاتب. ويتحدث وايتسايد عن الطريقة التي استغل فيها داعش المحررين من السجون واستفاد من خبراتهم في حملاته التي شنها في ديالي ونينوى وشمال بابل والأنبار والتي تركزت على نقاط التفتيش التي يديرها الجيش العراقي في مناطق العراق المختلفة.
وقد شجعت الولايات المتحدة أثناء الاحتلال نظام الحواجز لمنع زرع وانفجار العبوات الناسفة محلية الصنع. وقد نجح نظام الحواجز خاصة ان الجيش الأمريكي كان قادرا على دعم الوحدات العسكرية المعزولة بتوفير الغطاء الجوي لها.
وبعد الانسحاب الأمريكي من العراق لم يلتفت أحد لهذا النظام مما عرض نقاط التفتيش للخطر الدائم. وظهرت هجمات داعش على نقاط التفتيش في أفلام الفيديو التي أعدها، وأظهرت هذه الأفلام الطريقة السيئة التي استخدم فيها الجيش العراقي الأسلحة الثقيلة مثل مصفحات أبرامز.
ويرى وايتسايد ان تنظيم الدولة ظل منسجما في هجماته ضد أعدائه، فباستثناء الأمريكيين الذين رحلوا عن العراق، استهدف التنظيم رجال الصحوات السنة، والأكراد والزوار الشيعة للأماكن المقدسة، والايزيديين، ورجال الشرطة، والعاملين في مؤسسات الدولة، وعناصر الميليشيات الشيعية والمتعهدين الأمنيين والشيوعيين وغيرهم. ويحاول وايتسايد التأكيد على أهمية النظر للدينامية التي يعمل من خلالها تنظيم الدولة الإسلامية، وضرورة النظر في جذوره بالمناطق السنية.
ويقول «ان التقييم الدقيق لقوة الدولة الإسلامية وجذوره العميقة في المناطق الرئيسية ضروري لتحديد حيوية تطبيق الاستراتيجية وهزيمة العدو».
ويرى ان أية استراتيجية تعتمد على بناء صحوات جديدة يجب ان تنظر للشراكة التي يمكن للولايات المتحدة والقبائل السنية تحقيقها وفي كل منطقة سنية. ويجب ان تأخذ الاستراتيجية بعين الانتظار ان الكثير من الشركاء إما قتلوا أو يعيشون في المنفى أو «تابوا» ويعملون حاليا مع تنظيم الدولة.
وتظهر دراسة وايتسايد ان الكثير من المحللين الأمريكيين لم يفهموا معنى حملة مهاجمة السجون وتجازوا لسبب أو لآخر سنوات التشكل الأولى في العراق التي ظلت مجتمعاته حاضنة للتنظيم قبل الربيع العربي والانتفاضة في سوريا.
ومن هنا يرى وايتسايد ان القراءة التي يقدمها لا تعني رفضا للاستراتيجية الأمريكية والعامل السني فيها ولكنه يرى ان اتكاء الاستراتيجيين على «سرد تبسيطي» لتقديم مبادرات وحلول ليس صحيحا، فقد أصبح هاجس الاستراتيجيين الأمريكيين هو حل المشكلة الطائفية وإبعاد السنة عن داعش.
وعلى خلاف هذا يرى الكاتب ان الحلول السياسية لا تحصل في حالة من الفراغ الأمني. فهزيمة داعش اعتمادا على القبائل السنية التي هي بالضرورة عناصر مدنية مسلحة هي وسيلة لتحقيق غاية. وبناء عليه تطمح العشائر السنية الراغبة بالتعاون مع الأمريكيين لنوع معين من الشراكة.
وينقل إغناطيوس عن الشيخ زيدان الجبوري أثناء لقائه في العاصمة الأردنية عمان قوله ان القبائل السنية تريد إقامة «علاقة استراتيجية» مع الأمريكيين.
وهذا الطلب نابع من المهمة الصعبة التي تواجه القبائل السنية فهي تواجه عدوا يسيطر على الأرض ويملك المعلومات الأمنية ولديه مقاتلون مجربون أشداء.
فعلى خلاف الصحوات التي قاتلت إلى جانب القوات الأمريكية، لا تثق القبائل بالجيش أو الحكومة العراقية
الإعلام يكتشف الجهاديين الفرنسيين
باريس ــ العربي الجديد
لا حديث في الإعلام الفرنسي حالياً إلا المقاتلون الفرنسيون الذين التحقوا بـ”داعش”. إذ يبدو الإعلام مذهولاً، تحديداً بعد شرطي “داعش” الأخيرَين، واللذين ظهر فيهما جهاديون فرنسيون بوجوه مكشوفة.
الحديث العام إذاً بات خاصاً جداً في فرنسا. بات له وجوه لفرنسيين تركوا كل شيء واتجهوا شرقاً إلى سورية؛ يقتلون ويذبحون ويشاركون الصور.
ومنذ أربعة ايام وكل المواقع والصحف الفرنسية تخصص صفحاتها الأولى لهذا الموضوع. “ليبراسيون” تحاول فهم ما وراء “هجرة” الفرنسيين إلى الجهاد. تخصص يومياً تحقيقات وتقارير ومقالات تحليلية. “لوموند” مشغولة بمعرفة هوية الجهاديين الفرنسيين الذين ظهروا في الفيديو الداعشي. “لوبوان” تتابع من جهتها مصدر تجنيد الفرنسيين، وتتابع التحقيقات المتعلقة بالموضوع… أما “لوباريزيان” فتمشي في طريق الجهاديين مقتفية آثارهم من يوم خروجهم من مدنهم وقراهم الفرنسية إلى سورية.
لعلها المرة الأولى التي يشعر فيها الإعلام الفرنسي أنه على تماس مباشر مع داعش” من خلال وجوه مكشوفة لأشخاص كانوا قبل اشهر ربما مجرّد… مواطنين فرنسيين.
المعارضة تقترب من تحرير القنيطرة..ومقاتلو “داعش” الفرنسيون يحرقون وثائقهم
المعارضة تقترب من تحرير القنيطرة..ومقاتلو “داعش” الفرنسيون يحرقون وثائقهم مقاتل فرنسي في داعش: استضعفتمونا وحاربتم ديننا وشتمتم نبينا، فاليوم نكفر بكم وبجوازاتكم، وإذا جئتم هنا فسنقاتلكم
هاجمت فصائل المعارضة المسلحة وجبهة النصرة مدينة البعث في محافظة القنيطرة جنوب سوريا، الخميس، ومكثت بها لبعض الوقت. وتعتبر المدينة آخر معقل كبير للجيش السوري في المنطقة القريبة من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وتأتي هذه المعركة ضمن حملة بدأها مقاتلو المعارضة هذا الأسبوع للسيطرة على محافظة القنيطرة بالكامل. ولم يتبق سوى مدينة البعث وبلدة خان أرنبة المجاورة تحت سيطرة قوات النظام. وذكر المقاتلون قبل دخول المدينة، أنهم سيطروا على قرى على مشارفها، وأعلنوا سيطرتهم على معظم الريف. وقال القائد الميداني في جبهة النصرة عبد الله سيف الله، إن المقاتلين يستخدمون كل أنواع الأسلحة من نيران الدبابات وقذائف المورتر.
من جهة أخرى، تمكنت فصائل المعارضة المسلحة في جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية، من ايقاف قصف قوات النظام للمنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة، وذلك مع وصول دفعة من مضادات الدبابات من صواريخ الكونكورس والتاو، التي حصلت عليها الفصائل المعتدلة المقاتلة في ريف اللاذقية، عن طريق “غرفة تنسيق الدعم العسكري” المقدم من أصدقاء الشعب السوري للفصائل المعتدلة “الموك”. وقد جرت العمليات طيلة الأسبوع الماضي، حيث دمر الجيش الحر دبابة وعربة شيلكا حاولتا التقدم على محور قمة النبي يونس، باتجاه مواقع الثوار ومنازل المدنيين، وأسفرت العملية عن مقتل أربعين عنصراً من قوات النظام المهاجمة.
ويؤكد قائد كتيبة في الجيش الحر، أنه رغم محدودية عدد قذائف مضادات الدبابات التي وصلت إلى الجيش، فإنه تمكن من تدمير دبابات ومرابض مدفعية للنظام. وأضاف “ساهمت الصواريخ الحديثة التي وصلتنا في التخفيف للحد الأدنى من قصف النظام للسكان المدنيين في قرى ريف اللاذقية”.
من جهة أخرى، أقدم تنظيم الدولة الإسلامية على إعدام ستة سوريين في مدينة الرقة، بتهمة “الانتماء للصحوات”، بحسب ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الخميس. وأوضح المرصد أن التنظيم أعدم المواطنين السوريين الستة، في شارع الساقية بمنطقة الرميلة في مدينة الرقة. وأفاد بأن تنظيم الدولة اعتقل أحد مقاتليه من جنسية أجنبية، واعتدى رفاقه عليه بالضرب، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة. وذكر النشطاء، أن المقاتل يبلغ من العمر نحو 17 عاماً، واعتقل في أحد محلات الاتصالات، عقب اتصاله مع ذويه، حيث “اعتدى عليه رفاقه بالضرب، وقاموا بتفتيشه ومصادرة أغراضه الشخصية”. وأبلغ مترجم يعمل مع التنظيم رفاق المقاتل الذي تم اعتقاله بأنه كان “يتحدث مع ذويه بخصوص كيفية عودته إلى البلاد”.
وكان مقطع مصور، نشره تنظيم الدولة الإسلامية قد أظهر قيام مجموعة من مقاتليه بحرق جوازات سفرهم الفرنسية، ويتحدث في الفيديو شخص باللغة الفرنسية، يقول بأن “هذه هي الجوازات التي أجبرونا على التعامل بها”، ثم يلقون بها في النار. ويقول في الرسالة “استضعفتمونا وحاربتم ديننا وشتمتم نبينا صلى الله عليه وسلم، فاليوم نكفر بكم وبجوازاتكم، وإذا جئتم هنا فسنقاتلكم”. ويظهر متحدث بعد ذلك وهو يحمل بندقية بين مجموعة من المسلحين، يبدأ خطابة باللغة العربية ثم يتحول إلى الحديث بالفرنسية “هذه رسالة للمسلمين الذين ما زالوا يعيشون في دار الكفر، من إخوانكم الفرنسيين الذين هاجروا”.
“خلافات جذرية” في الإدارة الأميركية..ووفد رسمي سوري إلى موسكو
“خلافات جذرية” في الإدارة الأميركية..ووفد رسمي سوري إلى موسكو يلتقي وفد رسمي سوري، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء المقبل، لمناقشة “أفكار روسية”، تتعلق باطلاق مباحثات للسلام (أ ف ب)
أكدت مصادر في واشنطن وجود “خلافات جذرية” بين فريقي الرئيس باراك أوباما والخارجية الأميركية، حول استراتيجية البيت الأبيض الخاصة بسوريا. وقالت المصادر الأميركية إن الخلافات “تدفع في اتجاه تصعيد سريع على الأرض، فيما يتريث مستشارو أوباما بسبب مخاوف من الانزلاق في الحرب السورية”. وأضافت أن هناك إدراكاً لدى الجانبين بأن “الاستراتيجية الحالية تفشل، إنما الخلاف على المرحلة المقبلة، وبين خياري زيادة الدور الأميركي أو خفضه، الأمر الذي يفضله البيت الأبيض”.
واعتبر المنسق الأميركي للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، الجنرال المتقاعد جون آلان، الخميس، أن تورط التنظيم في مدينة كوباني السورية، أشبه بالعمل الانتحاري، وأنهم لن يتمكنوا من السيطرة عليها. وقال آلان في مقابلة نشرتها صحيفة “ملييت” التركية في مناسبة زيارته إلى أنقرة: “بما أنهم يواصلون ارسال المقاتلين كتعزيزات، سنواصل قصفهم وقطع خطوط امداداتهم وتعطيل سلسلة القيادة والسيطرة، وفي الوقت نفسه، القيام بما يمكننا فعله لدعم المدافعين” عن المدينة. وتابع: “سينتهي الأمر بتنظيم الدولة الإسلامية بالاستسلام، لأنه لن ينتصر في هذه المعركة”.
وقال آلان: “نحن مقتعون بأن غاراتنا الجوية أدت إلى مقتل أكثر من 600 رجل من تنظيم الدولة الإسلامية”، مضيفاً: “أعتقد أنهم إذا انسحبوا، فسيشكل ذلك إشارة إلى أن مسيرتهم المظفرة قد بلغت حدها الأقصى”. وخلص إلى القول: “إننا نلمس على أرض الواقع أنه غير صحيح أنهم لا يقهرون”. وحول الخلافات الحالية بين الولايات المتحدة وتركيا حول السياسة الواجب اتباعها في سوريا اعتبر آلان انه يجب “الأخذ في الاعتبار المصالح القومية لتركيا ومطالبها”.
وفي نيويورك، قال المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي، في كلمة أمام مجلس الأمن، إن بروز التنظيمات “الإرهابية” في المنطقة، وخاصة تنظيم الدولة الإسلامية، جاء بسبب “سياسات وممارسات إقصائية وطائفية من بعض الأنظمة في المنطقة، فضلاً عن عجز المجتمع الدولي، بخاصة مجلس الأمن، عن التحرك لوضع حدٍّ لسياسات النظام السوري وممارساته ضد شعبه، الأمر الذي أوجد بيئة خصبة في سوريا ترعرعت فيها الجماعات الإرهابية”. ودعت السعودية مجلس الأمن إلى “إصدار قرار يضع على قائمة العقوبات كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية الموجودة في سوريا، بما فيها مليشيات حزب الله، وفيلق أبي فضل العباس، وعصائب أهل الحق وغيرها”. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قد بحث مع نظيره السعودي سعود الفيصل، الخميس، في العاصمة الفرنسية باريس، دور السعودية في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والتطورات المتعلقة بالمفاوضات النووية مع إيران.
من جهة أخرى، يلتقي وفد رسمي سوري برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو الأربعاء المقبل، بهدف مناقشة “أفكار روسية”، تتعلق باطلاق مباحثات للسلام في سوريا. وسيضم الوفد مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان، ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد. وقال مسؤول سوري إن “استقبال الرئيس بوتين للوفد عند وصوله إلى موسكو الأربعاء، يعكس مدى الأهمية التي يوليها لهذه الزيارة”، لأن “الاجتماعات التي تعقد في موسكو، تجري عادة مع وزير الخارجية سيرغي لافروف”، موضحاً “حتى أن المباحثات المتعلقة بالسلاح الكيمياوي عقدت معه (لافروف)”.
وأشار المسؤول السوري إلى أن الأمر لن يتعلق بالتباحث مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “كممثل وحيد للشعب السوري”، ولكن مع جماعات مختلفة وبخاصة مع معارضة الداخل المقبولة من النظام، وعدد من معارضي الخارج الذين نأوا بانفسهم عن الائتلاف. في حين نقلت صحيفة موالية للنظام عن مصدر دبلوماسي عربي في موسكو قوله إن “الخطة الروسية تعتمد على عقد حوار سوري سوري في موسكو، يحضره إضافة إلى الوفد الرسمي السوري، عدد من الشخصيات المعارضة من الداخل والخارج، وفي مقدمتهم معاذ الخطيب”. ونقلت مصادر سورية أن “الأمر لا يتعلق بمبادرة روسية حتى الآن، بل بأفكار من أجل احياء العملية. ويتوجب دراسة هذه الأفكار مع السوريين، قبل وضع الخطة التي يجب أن تحظى بموافقة الأمم المتحدة”.
الحرب أعادت عجلة اقتصاد سوريا إلى الثمانينيات
اقتصادها سيكون أصغر حجمًا وعدد سكانها أقل
وكالات
أعادت الحرب التي تشهدها سوريا منذ نحو أربع سنوات عجلة الاقتصاد عقودًا إلى الوراء، بعدما كان يصنّف اقتصادها في السابق على أنه واعد، بحسب ما يرى خبراء، باتوا يشككون في قدرة هذا القطاع على التعافي. وبدأت منطقة الشيخ نجار في حلب، التي كانت تحلم بأن تكون أكبر منطقة صناعية في الشرق الأوسط وطالها الدمار، بلملمة الجراح والنهوض من أجل انطلاقة جديدة.
دمشق: في ظل العقوبات المفروضة عليها، وتبعات النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، أصبحت الحكومة السورية تواجه تراجعًا في الإيرادات، وتعتمد بشكل أكبر على مساعدات حليفيها الرئيسيين: إيران وروسيا.
يقول مدير برنامج “الأجندة الوطنية لمستقبل سوريا” باسل كغدو، لوكالة فرانس برس، “خسرنا عقدًا من الزمن من حيث مؤشرات النمو البشري، والاقتصاد اليوم تقلص، ليعود إلى الحجم الذي كان عليه في الثمانينات”. ويضيف هذا المسؤول، المكلف من الأمم المتحدة ملف إعادة بناء المجتمع والاقتصاد السوريين: “سوريا الأمس لن تعود أبدًا. الاقتصاد سيكون أصغر حجمًا، وعدد السكان سيكون أقل”.
فرار المستثمرين
وتجاوزت معدلات الناتج المحلي الإجمالي في سوريا قبل بدء النزاع، معدلاته في دول عربية أخرى، مثل الأردن وتونس. واحتلت سوريا موقعًا جيدًا على سلم مؤشرات النمو، وبينها تلك الخاصة بالصحة والتعليم.
غير أن العنف الدامي، الذي شهدته البلاد، بعد تحول الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد إلى نزاع مسلح، دفع المستثمرين إلى المغادرة، وقضى على البنية التحتية، وأصاب الاقتصاد في الصميم.
تقول المسؤولة في قسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي ماي خميس إن “الناتج المحلي الإجمالي تقلص بنحو 40 في المئة”، مضيفة أن “إنتاج النفط يكاد يتوقف ومعدلات التضخم بلغت نحو 120 في المئة في آب/أغسطس 2013، بينما كانت أربعة في المئة في 2011، قبل أن تصل في أيار/مايو إلى 50 بالمئة”. وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن صادرات وواردات البلاد تراجعت إلى أكثر من 90 في المئة، فيما تجاوزت نسبة البطالة الخمسين في المئة.
دور العقوبات
وإلى جانب الدمار، الذي تخلفه المعارك اليومية، والشلل الذي تتسبب به في معظم القطاعات، فإن العقوبات الغربية على سوريا تلعب دورًا رئيسًا في جرّ الاقتصاد إلى الوراء. من بين أكثر العقوبات تأثيرًا تلك التي تطال قطاعي النفط والمصارف، إذ تراجعت صادرات النفط حاليًا إلى نحو صفر في المئة، بينما وضعت المصارف المملوكة من الحكومة على لوائح سوداء في دول عدة.
ويقول مدير موقع “سيريا ريبورت” الالكتروني الاقتصادي جهاد يازجي إن “العديد من الأعمال تأبى الاستمرار في سوريا (…) بسبب العواقب المحتملة، التي يمكن أن تترتب عليها، وتؤثر على حضورها في الولايات المتحدة وأماكن أخرى”. ويضيف “الحكومة لم تعد تملك مصادر دخل مهمة”، مشيرًا في موازاة ذلك إلى أن الاستثمار الحكومي في البنية التحتية توقف بشكل شبه كامل، بينما بقيت الرواتب على ما كانت عليه.
إلغاء الدعم
وفي مواجهة تراجع الإيرادات، اتخذت الحكومة السورية مجموعة إجراءات، تقوم على التقشف، وبينها إلغاء الدعم عن بعض المواد، فارتفعت أسعار الخبز بنسبة 70 في المئة، وتضاعفت أسعار السكر والأرز، وكذلك فواتير الكهرباء والماء، بحسب يازجي.
ويقول خبير في الاقتصاد السوري، رفض الكشف عن اسمه، إن “الحكومة قامت باقتطاع الكثير من المصاريف. واليوم، لا تستورد هذه الحكومة سوى ما تعتبره ضرورة قصوى: الغذاء والسلاح”. ويشير إلى أن النظام يعتمد أيضًا على رجال أعمال أغنياء لدفع رواتب الميليشيات الموالية له، ولاستيراد النفط، وبيعه إلى القطاعات الخاصة.
حبلا إنقاذ
في خضم هذا التدهور الاقتصادي، أصبحت المساعدات، التي يقدمها حليفا سوريا الرئيسان، إيران وروسيا، بمثابة حبل الإنقاذ الوحيد. وقدمت طهران في العام الماضي إلى دمشق نحو 4.6 مليارات دولار، لتسدد ثمن الواردات السورية من الطاقة والقمح، فيما قدمت موسكو هذا العام، بحسب تقارير، بين 300 و327 مليون دولار.
ويستبعد خبراء أن تتخلى كل من روسيا وإيران عن الحكومة السورية، التي انخفضت نفقاتها مع فرار أكثر من ثلاثة ملايين سوري من البلاد، وتدفق المساعدات الدولية لمساعدة هؤلاء اللاجئين. ويتوقع يازجي أن يشهد الاقتصاد السوري “تراجعًا مستمرًا وتدريجيًا” على المدى القصير، لكن الحكومة السورية ستبقى رغم ذلك قادرة على دفع الرواتب، بمساعدة حلفائها. ويقدّر كغدو من جهته أن سوريا ستحتاج عقدًا من إعادة الإعمار، بعد انتهاء الحرب، علمًا أن نهاية النزاع لا تبدو قريبة. ويقول “الفرصة تضيع مع كل يوم جديد”.
“الشيخ نجار” الحلبية تنبعث
رغم دمار أحال عددًا ضخمًا من أبنيتها ومصانعها إلى ركام، تعمل منطقة الشيخ نجار في مدينة حلب، التي كانت تحلم بأن تكون أكبر منطقة صناعية في الشرق الأوسط على لملمة الجراح، وتحاول النهوض من أجل انطلاقة جديدة. ولم يبق من المدينة بمعظمها سوى هياكل أبنية، بعد الدمار الذي لحق بها أو احتراقها ونهبها خلال العامين الماضيين.
لكن رجال الأعمال في حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، المعروفين بحسّ المبادرة في مجال الأعمال والمقاولات وتألقهم في المجال الصناعي والتجاري، لم يستسلموا. بعد أسابيع قليلة من سيطرة القوات النظامية على المنطقة، التي شهدت أعنف المعارك بينها وبين المقاتلين الإسلاميين، تلقى مدير عام المنطقة الصناعية محمد هندية أولى طلبات استئناف العمل.
تأهيل مبكر
يقول هندية (55 عامًا) من مكتبه، الذي جهّزه على عجل، “زرنا المدينة الصناعية بعد أسبوع من استعادة الجيش السيطرة عليها في السابع من تموز/يوليو. وتمكنا من رؤية حجم الخراب. بعض الأبنية اختفت من الوجود”. وأضاف “احتفظنا بتفاؤلنا رغم كل شيء، لأنني، وبعد أسابيع من تجهيز المكتب، تلقيت الكثير من الطلبات من أجل العودة وإعادة الإعمار وإعادة تأهيل الآلات. كان ذلك مشجّعًا جدًا”.
وكانت المدينة الصناعية، التي تقع على بعد عشرين كيلومترًا شمال شرق حلب، مسرحًا لمعارك شرسة منذ أن وقعت في أيدي مقاتلي المعارضة المتشددين في تموز/يوليو 2012 حين سيطروا على أكثر من نصف مدينة حلب، إلى أن استعادها الجيش. على جدران منطقة الشيخ نجار رسوم لرايات تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم جبهة النصرة، إلى جانب شعارات مثل “الحرية لنا، والنار للعلويين”.
في بعض الأماكن، ينشط عمال يعيدون بناء جدران وطليها، أو يقومون بتركيب مولدات وأسلاك كهربائية، على الرغم من وجود قناصة على بعد نحو مئة متر منهم وإطلاق قذائف يسمع بشكل متقطع في البعيد.
عودة 140 شركة
يؤكد محمد حجار (51 عامًا)، مدير شركة “البيان” لصناعة أقمشة المفروشات، التي يقوم بتصديرها إلى بلغاريا ورومانيا وصربيا، “عندما عدت إلى المدينة، وجدت أن مصنعي احترق. قمت بإعادة بناء هذه الجدران، التي ترونها أمامكم، والآن أقوم بإصلاح الآلات”. يضيف “خلال عامين، كنت عاطلًا عن العمل. الآن أعمل ليل نهار. كنت أملك ست آلات حياكة إيطالية المنشأ، تضررت اثنتان منها بشكل بسيط، وتمكنا من وضعهما في الخدمة بعد وقت قصير. كما احترقت أخريان، وقمت بإصلاحهما”.
أما الآلتان المتبقيتان، فلا تزالان هنا، متفحمتين مغطاتين بقطعة قماش سميكة، لكن المصنع عاد إلى العمل. وينتج محمد كل يوم نحو ألف متر من النسيج الملون. بلغت كلفة الإصلاحات نحو 75 ألف دولار، ويحتاج المصنع ثمانية أضعاف هذا المبلغ ليعمل بطاقته الكاملة.
وافتتحت المدينة الصناعية في عام 2004، وكان الهدف من إنشائها استقطاب ستة آلاف شركة، كان يعمل منها 1250 قبل الحرب. وكانت الشركات تنشط في مجالات صناعية عدة، أهمها النسيج، إضافة إلى الهندسة والغذاء والكيمياء والمواد الصيدلانية. ووفرت المدينة فرص عمل لنحو 42 ألف شخص. أما اليوم، فقد أعادت 140 شركة فتح أبوابها. ويأمل هندية بارتفاع العدد إلى 900 شركة خلال العامين المقبلين.
أقوى من الموت
من أجل تحقيق ذلك، يفترض أن توظف الدولة 62 مليون دولار لتأهيل البنى التحتية، نظرًا إلى افتقار المدينة الصناعية لكل شيء. ويقول هندية إن المقاولين لا يملكون سوى 500 مليون دولار للمساهمة في ذلك. وألحق النزاع، الذي بدأ في منتصف آذار/مارس في سوريا، ألحق الدمار بالقطاعات الاقتصادية كلها، ودمّر البنى التحتية.
ويقول الخبراء إن إجمالي الناتج المحلي تراجع بنسبة أربعين في المئة، ودمّرت ملايين المنازل، وباتت حوالى نصف الشريحة العاملة عاطلة عن العمل. كذلك، هناك نقض كبير في السيولة لكل هذه الأسباب، ونتيجة العقوبات الاقتصادية والمالية، التي فرضتها دول عدة على الحكومة السورية. ويتهم هندية تركيا، الداعمة للمعارضة، بسرقة الآلات التي كانت موجودة في المدينة الصناعية ونقلها إلى أراضيها.
ويقول مدير معمل “الحموي” للصناعات البلاستيكية موفق أباوي بتأثر شديد: “توقفت عن العمل في عام 2012، وعشت كالميت الحي خلال عامين، لكنني أستطيع القول إني بعثت من جديد منذ أن عدت إلى مصنعي”. وتابع “انظروا إليّ، إنني حي، وأنا أعيد الآن بناء ما تهدم، وأطلي وأصلّح. أنا لا أريد أن أموت، نحن شعب لم يخلق كي يموت”.
داعش ينشر الفيديو السادس من “أعيروني سمعكم“
العربية.نت
نشر تنظيم داعش الحلقة السادسة من سلسلة “أعيروني سمعكم” التي ظهر فيها الأسير البريطاني جون كانتلي متحدثاً لمدة 9 دقائق عن المحاولة الأميركية لإنقاذ الأسرى الستة الموجودين لدى داعش، والتي باءت بالفشل.
وفي الشريط ظهر كانتلي كما المرات السابقة، متحدثاً بهدوء تام، متهماً الحكومات الأجنبية، لاسيما الأميركية والبريطانية، بالتقصير والكذب وعدم اهتمامها لأمر مواطنيها.
وفي تفاصيل “العملية الفاشلة” التي تحدث عنها الأسير، قال: “إن الإنزال الجوي لإنقاذ الأسرى الـ6 حدث في 4 يوليو الماضي، وتضمن 24 شخصاً من قوات الكومندوس الخاصة “دلتا فورس، وعدداً من طائرات البلاك هوك والمروحيات ذات المدافع ومسيرات بريديتور وطائرات أف 18، وطائرات تزويد بالوقود”.
وتابع شارحاً أن التجهيز للعملية استغرق أسابيع، وربما كلفهم عشرات الملايين، لكن الأسرى لم يكونوا هناك، فقد نقلهم داعش، بحسب قوله، قبل أيام من العملية. وأشار إلى أن “داعش استبق بكل بساطة العملية ووضعنا في سيارات وتم نقلنا إلى سجن آخر، في عملية لم تكلف سوى بضعة دولارات للنقل”. وأضاف قائلاً: “إن الناطق الرسمي لعمليات القوات الخاصة هكتور بوكوك قال لا نعلم إذا قدمنا قبل 12 ساعة أو 12 دقيقة”.
إلى ذلك، تحدث عن عملية دفع الفديات والتفاوض، وكيف أن الولايات المتحدة تنتهج سياسة المعيار المزدوج في هذا الإطار، لاسيما أنها ترفض التفاوض مع داعش، في حين أنها فاوضت جماعة طالبان لإطلاق سراح الجندي الأميركي برجدهل. وتساءل لماذا لا تفاوضون، متوجهاً إلى الحكومات المعنية بملفهم، لماذا اللجوء دوماً إلى الحروب.
ولأول مرة تحدث في الشريط الداعشي عن الجيش السوري الحر قائلاً: “ما الذي فعلته حكوماتنا غير ما قدمته لدعم المنظمات الفاسدة كالجيش السوري الحر الذي يبيع السلاح الذي أعطته له وقيمته ملايين الدولارات، وآل الكثير منه إلى أيدي داعش”.
سوريا.. خطة دي ميستورا تثير جدلاً لدى طرفي النزاع
دبي – قناة العربية
تسربت خطة المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إلى الإعلام قبل عرضها على أي من طرفي النزاع، وأثارت جدلاً واسعاً في أوساط المعارضة والنظام على حد سواء.
تتطابق الخطة في بعض أجزائها مع ما جاء في بيان جنيف واحد واثنين، وتتناقض في نقاط أخرى، بينما تختلف تماما بترتيب الخطوات التي توصل إلى إنهاء النزاع.
هي تبدأ بعملية وقف إطلاق نار وتجميد جبهات القتال انطلاقا من حلب لتمدد إلى كافة مناطق سوريا دون توضيح ما إذا كان خطة بشأن المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون وهي واسعة.
هذه العملية في حال نحاجها من المفترض أن تمهد لعملية مصالحة وتشكيل إدارات محلية مشتركة، تعقبها انتخابات برلمانية تمهد إلى تغيير شكل النظام من رئاسي إلى برلماني يتمتع فيها رئيس الوزراء الذي تختاره الغالبية البرلمانية بـصلاحيات واسعة إلى جانب رئيس الجمهورية الذي يتمتع أيضاً بصلاحيات.
لا تعتمد الخطة على مرحلة انتقالية ولا تعتبر رحيل بشار الأسد شرطاً مسبقاً، بل تأتي ضمن عملية سياسية لاحقة تحت رقابة وضمانات.
بمقارنة سريعة مع بيان جنيف واحد الذي اعتمدت عليه لاحقا مفاوضات جنيف اثنين، فإن الخطة السابقة تبدأ بوقف لإطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين، وتسهيل مرور الإغاثة كخطوات تمهد لتشكيل هيئة الحكم الانتقالي يتسلم السلطة في مرحلة انتقالية، وهي خطوة غير موجودة في اقتراح ديمستورا.
ورقة جنيف الأولى اعتبرت أن شكل النظام والدولة المستقبلية والدستور عملية تبدأ بعد نهاية الحرب واستباب الأمن ليصبح بإلإمكان تنظيم استفتاء عام يقرر الشعب من خلالها هذه الأمور.
مسألة رحيل الأسد لم تذكر صراحة في جنيف واحد، لكنها تحدثت عن أن هدف هيئة الحكم الانتقالي هو نقل السلطة والمساعدة بتنظيم انتخابات عامة .
النظام السوري قال إنه يدرس خطة ديمستورا، وسيناقش بنودا دون الإشارة إلى وجود تحفظات معينة.
كثير من أطياف المعارضة السياسية والمسلحة تحفظت على عدم ذكر أهمية رحيل الأسد للوصول إلى حل، لكنها في الوقت نفسه لم ترفض الخطة، لأنه بالأصل لم تعرض بعد على أي من طرفي النزاع.
بمقارنة سريعة مع بيان جنيف واحد الذي اعتمدت عليه لاحقا مفاوضات جنيف اثنين، فإن الخطة السابقة تبدأ بوقف لإطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين، وتسهيل مرور الإغاثة كخطوات تمهد لتشكيل هيئة الحكم الانتقالي، يتسلم السلطة في مرحلة انتقالية، وهي خطوة غير موجودة في اقتراح ديمستورا.
كندا.. جنود يحاربون مع الأكراد ضد داعش
دبي – الحدث
كشفت وسائل إعلام كندية، أمس الجمعة، عن نية مجموعة من الجنود الكنديين السابقين الانضمام إلى الأكراد في محاربة داعش في الأسابيع القليلة القادمة.
وأفادت هيئة الإذاعة الكندية بأن ستة من أفراد القوات المسلحة السابقين انضموا لمجموعة تسمى قوة التدخل السريع الأولى من أميركا الشمالية للمساعدة في الاتصال بين المقاتلين ووحدات البيشمركة وتقديم المساعدة المالية لهم.
ومن جانبها، امتنعت وزارة الدفاع الكندية عن التعليق على التقارير.
وتشارك طائرات مقاتلة كندية في شن ضربات جوية ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على داعش في العراق.
تنظيم القاعدة في اليمن ينتقد “داعش” ويعتبر “خلافة أبو بكر البغدادي” غير شرعية
(CNN)– في تسجيل فيديو نشر الجمعة، شن تنظيم القاعدة في اليمن، التابع لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، هجوما على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لإعلانه أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، معتبرا أنه غير شرعي.
البيان الذي أصدره حارث بن غازي النظاري، أحد قادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، يعتبر هزيمة لداعش الذي يسعى لترسيخ خلافة البغدادي لدى “الجهاديين” في كل أنحاء العالم، وذلك بعد أسبوع من إعلان جماعات في مصر وليبيا الانضمام إلى التنظيم.
“داعش” وقائد تنظيم القاعدة في باكستان، شهدوا خلافا مريرا في وقت سابق من هذا العام، حيث تقاتل الطرفان في سوريا، ولكن تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية ما زال حتى الآن خارج هذا الصراع، ودعا الطرفين إلى التصالح وتوحيد الجهود لضرب الولايات المتحدة.
وبمطالبته بضم اليمن إلى خلافته، شكك البغدادي في حق القاعدة في شبه الجزيرة العربية بالبقاء كجماعة جهادية مستقلة ومنعزلة، قائلا بأنه ليس لدى قيادتها من خيار سوى التراجع، وقال حارث النظاري “لا نريد أن نتحدث عن النزاع الحالي والعصيان في سوريا، على كل حال، أشقاؤنا في الدولة الإسلامية .. أدهشونا بخطوات عديدة، بما فيها إعلان الخلافة، وإعلانهم توسيع الخلاقة لتشمل عددا من الدول التي ليس لها عليها سيطرة، واعتبارها أقاليم تابعة لهم.”
وأوضح بأن إعلان الخليفة لجميع المسلمين من قبل اشقائنا في الدولة الإسلامية لا يتوافق مع الظروف الموضوعية، لأنه لم تتم مشاورتنا، كما انتقد “داعش” لذهابه بعيدا في تفسيره لاستباحة الدم الحرام تحت ذريعة توسيع ونشر قوة الدولة الإسلامية.
تركيا وأمريكا تهونان من الخلافات بشأن مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية
من داشا أفاناسييفا وحميرة باموق
اسطنبول (رويترز) – هونت تركيا والولايات المتحدة يوم الجمعة من شأن الخلافات بينهما فيما يتصل بمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية لكن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أوضح أن أنقرة سوف تواصل السعي جاهدة من أجل فرض منطقة حظر طيران في سوريا ورحيل الرئيس بشار الأسد.
وكانت تركيا شريكا على مضض في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد مقاتلى الدولة الإسلامية. وتجادل أنقرة بأن الضربات الجوية للتحالف في سوريا والعراق ليست كافية وطالبت باتباع إستراتيجية أكثر شمولا تتضمن رحيل الأسد وإنشاء منطقة عازلة داخل سوريا لحماية المدنيين المشردين.
ولاقت انقرة انتقادات لسماحها لآلاف من الجهاديين الأجانب بعبور حدودها ولعدم قيامها بجهد كاف لإنهاء حصار الدولة الإسلامية لمدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية وهي معركة تدور رحاها منذ شهور على مرأى من مواقع الجيش التركي.
وقال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر صحفي مشترك مع داود أوغلو “لقد واجهنا عددا من القضايا المثيرة للخلاف بشدة على المستويين الإقليمي والدولي وكنا دائما في نهاية المطاف نتفق في الرأي.”
وتحدث داود أوغلو قبيل وصول بايدن إلى أسطنبول وقال إنه لا يمكن إحلال سلام دائم في سوريا ما دام الأسد في الحكم. وكان داود أوغلو قضى اليومين الماضيين في العراق.
وقال للصحفيين في مطار إسطنبول “انظر كيف تحسنت الأحوال في العراق بعد تشكيل حكومة اختارها الشعب.”
واستدرك بقوله “ولكن في سوريا لا يمكن إحلال السلام بالسعي إلى تدمير منظمة إرهابية في جانب من البلاد بينما يستخدم النظام في دمشق كل أنواع الأسلحة لإبادة جزء من شعبه في الجانب الآخر.”
وسيناقش بايدن دور تركيا في التحالف مع داود أوغلو والرئيس طيب اردوغان. ومن المتوقع أن تتركز مباحثاتهم على جهود تركيا لوقف تدفق الجهاديين الأجانب عبر تركيا وانضمامهم الى تنظيم الدولة الإسلامية ومساعدة تركيا لأكثر من 1.6 مليون لاجئ في أراضيها.
وقال داود أوغلو ان تركيا وواشنطن قد تختلفان في الأساليب لكنهمما تشتركان في الأهداف وان الولايات المتحدة تريد أيضا رحيل الأسد.
(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)