أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 25 شباط 2017

اختلاف أولويات في جنيف

لندن، نيويورك، جنيف – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

ظهر في اليوم الأول من مفاوضات جنيف بين الأطراف السورية، اختلاف كبير في الأولويات بين تركيز «الهيئة التفاوضية العليا» على الانتقال السياسي في سورية، وتمسك الوفد الحكومي في بحث اجراءات العملية التفاوضية وسط مساعي المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لتقريب وجهات النظر لاقناعهما بإجراء مفاوضات مباشرة. وأعلن رئيس هيئة أركان الجيش التركي خلوصي آكار أن عملية «درع الفرات» التي يدعمها الجيش التركي «حققت أهدافها» بالسيطرة على مدينة الباب، معقل «داعش» شمال شرقي حلب، بعد ساعات من تبني «داعش» تفجيرين انتحاريين في محيط المدينة أوقعا 53 قتيلاً بين عسكريين ومدنيين.

وكان دي ميستورا عقد في اليوم الأول من المفاوضات لقاءات بين الأطراف السورية المشاركة. وقال رئيس وفد «الهيئة التفاوضية» نصر الحريري إن الأمم المتحدة سلمت الوفد ورقة عمل في شأن القضايا الإجرائية والأفكار الخاصة بالانتقال السياسي. وقال: «طبعاً في (توجد) ورقة عن القضايا الإجرائية وبعض الأفكار للبدء في العملية السياسية».

وكرر الحريري أن الأولوية هي للبدء في المفاوضات على انتقال سياسي تُشكل خلاله «هيئة حكم انتقالية»، مشيراً إلى أن المعارضة لن تتراجع عن مطالبها بتنحي الرئيس بشار الأسد. وقال: «سمعنا منه (دي ميستورا) كلاماً إيجابياً ورأينا اقتراحات وأفكاراً أكثر من السابق باتجاه الخوض بجدية في عملية الانتقال السياسي».

في المقابل، قال رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري بعد لقائه المبعوث الدولي: «تطرقنا خلال المحادثات الى شكل الاجتماعات المقبلة»، مضيفاً: «في نهاية الاجتماع استلمنا ورقة من دي ميتسورا واتفقنا أن ندرس هذه الورقة على أن نعود إليه في الجلسة المقبلة بموقفنا منها». ولم يعرف مضمون الورقة.

ميدانياً، قال رئيس الأركان التركي في خطاب خلال زيارة لإقليمي غازي عنتاب وكلس الحدوديين إن عملية «درع الفرات» التي بدأت قبل ستة اشهر نفذت بحذر بسبب الطبيعة غير التقليدية للصراع. وأضاف: «مع السيطرة على الباب… تحققت الأهداف الموضوعة في بداية العملية. بعد ذلك سيتم تقديم الدعم لإعادة الحياة الى طبيعتها ولعودة السكان المحليين بسرعة لمنازلهم».

وكان الجيش التركي أعلن السيطرة على الباب. وأضاف في بيان: «اعتباراً من 24 شباط (فبراير) 2017 أصبحت كل أحياء الباب تحت سيطرة» فصائل المعارضة السورية المدعومة من الجيش التركي. وأوضح أن «عمليات التطهير متواصلة لرفع الحواجز وإزالة الألغام والقنابل اليدوية الصنع الموجودة في المناطق الخاضعة للسيطرة».

ويأتي هذا الإعلان فيما هز اعتداءان مدينة الباب وضواحيها ما أسفر عن 53 قتيلاً من المدنيين وعناصر المعارضة السورية والجنود الأتراك. وقتل 51 شخصاً في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة شمال شرقي مدينة الباب في محافظة حلب من المعارضة ومدنيين، وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان». وبعد ذلك، قتل جنديان تركيان واصيب آخرون الجمعة في اعتداء انتحاري في الباب، كما أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم. وقال: «وقع اعتداء انتحاري ضد عسكريينا الذين كانوا يقومون بدورية على مدخل الباب، وسقط لنا شهيدان وجرحى». وأضاف: «هذه المدينة في حالة فوضوية، هناك متفجرات وقنابل ومكامن»، موضحاً أن «عملية تطهير تجرى حالياً بدقة شديدة».

في نيويورك، دفعت الدول الغربية الثلاث دائمة العضوية في مجلس الأمن بمشروع قرار يتوقع أن تطرحه على التصويت الأسبوع المقبل يقضي بإنشاء أول نظام عقوبات دولية على نظام الرئيس بشار الأسد، مع ترجيح استخدام موسكو حق النقض (فيتو) لإسقاطه.

وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي أمس، إن المجلس كان مقرراً أن يستمع الى إحاطة من الأمانة العامة للأمم المتحدة حول تقرير لجنة التحقيق الدولية المعنية باستخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، آملة بأن «نتمكن من التحرك قدماً في مشروع القرار». وأضافت أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عملت «على تقديم مشروع القرار، وسنجد بناء على ذلك أي دولة ستقدم أعذاراً تبرر استخدام الأسلحة الكيماوية، وأي دول ستعتبر هذا الاستخدام مشكلة».

وأكد السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر أن مسألة المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية لا مجال للتساهل فيها، لأنها «تمس مسألة حظر أسلحة الدمار الشامل». كذلك أكد السفير البريطاني ماثيو ريكروفت تكراراً على ضرورة التحرك لفرض المحاسبة على جرائم استخدام الكيماوي. وأعلن نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة الجمعة أن بلاده ستلجأ الى الفيتو ضد مشروع القرار.

 

دي ميستورا اقترح «ثلاث لجان» للتفاوض على الإدارة والدستور والانتخابات

دبي – «الحياة»

نقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية «سبوتنيك» اليوم (السبت) عن مصدر في أحد الوفود المشاركة في مؤتمر جنيف بعض المقترحات التي قدمها المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، لوفدي النظام والهيئة العليا للمفاوضات.

وقال المصدر إن المبعوث الأممي «اقترح تخصيص يوم واحد على الأقل خلال المفاوضات لكل من المواضيع الثلاثة التي اعتبرها الأكثر أهمية، وهي ملفات الإدارة والدستور والانتخابات»، وتتضمن المقترحات وفق المصدر «تأكيده دعم المحاولات للتوحيد والانفتاح على مفاوضات مباشرة».

وعرض المبعوث الأممي أيضاً «ترك مسائل مكافحة الإرهاب والتزام وقف النار لمفاوضات آستانة، واعتماد معادلة لا اتفاق على شيء ما لم يتم الاتفاق على جميع الأمور»، إضافة إلى بند عن «قواعد الانضباط التي تشمل سرية المفاوضات وعدم الكشف عن تفاصيلها والاحترام المتبادل».

وأكد عضو الهيئة العليا للمفاوضات يحيى العريضي، في حديث لوكالة «إنترفاكس» وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم» أن مقترحات دي ميستورا «شملت تشكيل ثلاث فرق عمل معنية بالعمل في ملفات الإدارة والدستور والانتخابات».

وأوضح مصدر آخر مقرب من وفد النظام في جنيف وفق الموقع أن «الورقة التي قدمها دي ميستورا للجعفري تركز على القرار 2254 ولا تشمل نقاطاً جديدة».

وكان دي ميستورا أجرى أمس (الجمعة) محادثات منفصلة مع كل من وفدي الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري والهيئة العليا للمفاوضات «منصة الرياض» برئاسة نصر الحريري.

وسلم دي ميستورا وفق رئيس مكتبه مايكل كونتت والجعفري والحريري خلال اللقاءين ورقة تشمل عدداً من المقترحات في شأن شكل المفاوضات وجدول أعمالها.

 

42 قتيلاً بهجمات انتحارية استهدفت مقار أمنية للنظام في حمص

بيروت – أ ف ب، رويترز

هاجم ستة انتحاريين اليوم (السبت) بالتزامن مقري الأمن العسكري وأمن الدولة التابعين لقوات النظام في مدينة حمص وسط سورية، ما أدى إلى مقتل 42 من العناصر، بينهم رئيسا الفرعين حسن دعبول وإبراهيم درويش على التوالي.

وأعلنت «هيئة تحرير الشام» (المؤلفة من جبهة النصرة سابقاً وفصائل إسلامية مقاتلة أخرى) في بيان عبر «تيليغرام» مسؤوليتها عن التفجيرين، وقالت في البيان: «خمسة انغماسيين اقتحموا فرعي أمن الدولة والأمن العسكري في حمص ما أدى إلى مقتل أكثر من 40، بينهم رئيس فرع الأمن العسكري حسن دعبول وعدد من كبار الضباط وجرح خمسين».

وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ووكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» والتلفزيون السوري مقتل دعبول المقرّب من رئيس النظام بشار الأسد، وأبرز الشخصيات في أوساط الاستخبارات السورية.

وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: «هاجم الانتحاريون بالتزامن مقرين للقوات الحكومية، الأول تابع لأمن الدولة في حي الغوطة والثاني تابع للاستخبارات العسكرية في حي المحطة»، وفيما أفاد بمقتل 42 شخصاً، تحدث محافظ مدينة حمص طلال برازي عن 30 قتيلا و24 جريحا، بينما قالت «سانا» ان الحصيلة هي 32 قتيلاً و24 جريحاً».

وأضاف عبد الرحمن أن هذه الهجمات هي «الأكثر جرأة في حمص»، مضيفاً أنه «تم إطلاق النار على الحرس في مبنى الاستخبارات العسكرية، وعندما سارع الضباط لمعرفة ما كان يحدث، فجر أول انتحاري نفسه، ثم سارع عناصر أمن آخرين إلى المكان حيث قام الثاني والثالث بتفجير نفسيهما واحدا تلو الآخر».

من جهتها، قالت وسائل إعلام سورية إن «الهجوم تم بواسطة ستة انتحاريين، ثلاثة منهم تسللوا إلى منطقة الغوطة، وثلاثة إلى منطقة المحطة، تزامنا مع اشتباكات جرت في محيط المكان».

وشهدت مدينة حمص في السنوات الماضية عمليات انتحارية عدة تبنى معظمها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقبل سنة، أدى تفجيران بسيارتين مفخختين في المدينة إلى سقوط 64 قتيلاً غالبيتهم من المدنيين.

 

دو ميستورا يطلب من دمشق والمعارضة تقديم رؤيتهما رسمياً لمحادثات جنيف 4

جنيف – موسى عاصي

لا تزال محادثات جنيف تراوح في مرحلة التحضيرات الشكلية والاجرائية، ولم تدخل بعد في صلب مناقشة الملفات الأساسية التي وضعها المبعوث الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط ستافان دو ميستورا، استنادا الى القرار الدولي 2254، أي ثلاثية الحوكمة والدستور والانتخابات.

وأمس التقى المبعوث الاممي في جلستين منفصلتين الوفد الحكومي أولا، وفي ساعات بعد الظهر وفد المعارضة المنبثق من الهيئة العليا للمفاوضات، وسلم الطرفين نسختين عن رسالة واحدة تتضمن أسئلة عامة عن رؤية كل طرف لمقاربة المحادثات. ووعد رئيس الوفد الحكومي السوري السفير بشار الجعفري بالرد على هذه الرسالة في الجلسة المقبلة التي لم يحدد لها موعد في انتظار الاتصالات عبر القنوات الديبلوماسية بين الممثلية السورية ومكتب الوسيط الدولي.

وبعد ثلاثة أيام من وجوده في جنيف، لم يدل أي من أعضاء الوفد الحكومي بأي تصريح سوى ما قاله الجعفري بعد خروجه من قاعة الاجتماع مع الفريق الاممي من أن اللقاء “لا يزال في مرحلة التحضيرات”، دونما مقاربة للملفات السياسية المطروحة، عكس رئيس الوفد المعارض نصرالحريري الذي أعاد التذكير بعد اللقاء ودو ميستورا بأولويات الوفد القائمة على أساس تشكيل هيئة حكم انتقالي “تتسلم كل الصلاحيات بما فيها صلاحيات رئيس الجمهورية”.

وقال ان المطلوب من الوسيط الاممي ان يبدأ مباشرة مناقشة ما تتضمنه القرارات الدولية ولا سيما منها “البند الأول من القرار 2254 الذي يطالب بنقل السلطات الى هيئة الحكم الانتقالي استناداً الى بيان جنيف 1 للعام 2012″، ولكن لوحظ أن اللهجة التي بدأت تستخدمها المعارضة فيها بعض التغيير عنها في السابق، اذ لم تعد الدعوة الى مناقشة تشكيل هيئة حكم انتقالي شرطاً مسبقاً للدخول في العملية السياسية انما باتت دعوة موجهة الى المبعوث الاممي للبدء بمناقشة هذا البند من غير ان يكون شرطاً الزامياً.

في هذه الاثناء، استمرت محاولات جمع الوفود المعارضة في وفد واحد، وقد عقد مساء أمس لقاء ضمّ وفد الهيئة العليا ووفد منصة القاهرة بشخص السيدين جهاد مقدسي وجمال سليمان في مقر إقامة وفد الهيئة العليا. وبعد اللقاء صرح مقدسي للصحافيين بأن اتفاقا حصل على تنسيق تقني بين الطرفين. وعلم ان منصة موسكو لا تتفق اطلاقاً مع وفد الهيئة العليا على تنسيق تام مع وفد القاهرة في اتصالاته مع وفد الهيئة العليا.

ولا يعني التفاهم بين المنصات على المستوى التقني الاقتراب من تشكيل وفد موحد، فالخلافات لا تزال كبيرة إن على مستوى الشكل والحصص لكل طرف في الوفد الموحد، أم على المستوى السياسي، اذ يشترط وفد الهيئة العليا موافقة الوفود الأخرى على وثيقة الرياض التي تشترط تشكيل هيئة حكم انتقالي، وهذا ما ترفضه منصة موسكو ولا يلاقي استحسان فريق القاهرة. وكلا فريقي القاهرة وموسكو يرفضان دخول الوفد الموحد تحت عنوان وفد الهيئة العليا للمعارضة.

وصرّح منسق منصة موسكو قدري جميل لـ”النهار” بأن “الأساس للتفاهم بين وفود المعارضة هو موافقة الجميع على كل بنود القرار 2254 الذي ذكر بوضوح منصات الرياض والقاهرة وموسكو كأطراف معارضين”. وشدد على “اننا نرفض هيمنة وفد من الوفود على الأطراف الآخرين والمطلوب التعامل بشكل متوازن”.

الميدان

ميدانياً، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن تفجير سيارة مفخخة نفذه تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) قتل أكثر من 50 شخصاً أمس الجمعة في قرية سورية يسيطر عليها مقاتلون من المعارضة تدعمهم تركيا غداة طرد التنظيم المتشدد من آخر معقل له في شمال غرب سوريا.

واعلن ناطق باسم “قوات سوريا الديموقراطية” ان قائد العمليات العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال جوزف فوتيل قام الجمعة بزيارة سرية لشمال سوريا حيث التقى مسؤولين في هذه القوات التي تقاتل “داعش”.

 

المعارضة السورية من جنيف: لا دور للاسد بعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي

المصدر: “ا ف ب”

اكدت عضو وفد المعارضة السورية الى #جنيف بسمة قضماني لوكالة فرانس برس ان لا دور للرئيس السوري #بشار_الاسد بعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تشدد المعارضة على ضرورة تركيز البحث عليها خلال جولة المفاوضات الجارية في جنيف حاليا.

لكن قضماني شددت في الوقت نفسه على “الواقعية” و”الجدية” اللتين تقدم المعارضة بهما على المفاوضات.

وقالت قضماني خلال لقاء مع فرانس برس في جنيف “نحن نعلم ان المفاوضات هي المرحلة التي تسبق المرحلة الانتقالية”، موضحة “الانتقالية تعني الانتقال بالسلطات الى هيئة الحكم الانتقالي وفي تلك اللحظة ليس هناك دور لبشار الاسد”.

وتابعت “نحن واضحون تماما في ذلك. ولا نقول اليوم يرحل بشار #الاسد قبل ان نأتي الى جنيف، أتينا الى جنيف ونفاوض نظام بشار الاسد”.

ومنذ بدء مسار التفاوض قبل اكثر من ثلاث سنوات، تطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة، مع استبعاد أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية، في حين ترى الحكومة ان مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع. ويطالب النظام بالتركيز على القضاء على الارهاب في #سوريا.

وقالت قضماني “نحن لا نتحدث الا باللغة التي توصلنا الى مسار مفاوضات واقعي ومنتج هذا ما نريده”، مشددة على ان “عبارة الانتقال السياسي تعني كل شيء وتعني ايضا مكافحة الارهاب”.

وفي ما يتعلق بما وصفته “اسطوانة النظام انه يكافح الارهاب”، قالت قضماني “اصبح العالم اجمع يعلم انه ليس هو من يكافح الارهاب. ربما كل باقي اللاعبين هم الذين يكافحون الارهاب الا النظام السوري”.

وقالت “نحن نعلم ان #الارهاب خطر علينا جميعا (…) ونعلم اننا لن ننتهي الآن من الارهاب الا بالانتقال السياسي”، مضيفة “نحن نثبت هنا جديتنا وحسّا بالمسؤولية تجاه الشعب السوري وتجاه بلدنا”.

ودخلت المفاوضات السورية في جنيف السبت يومها الثالث من دون ان تدخل بعد في عمق المواضيع. ولم تتضح حتى الآن آلية العمل التي سيتم اتباعها، وما اذا كانت المفاوضات ستكون مباشرة او غير مباشرة، برغم ان كافة الوفود شاركت في الجلسة الافتتاحية.

وطالبت المعارضة منذ اليوم الاول بمفاوضات مباشرة.

ومن المفترض ان يدرس وفدا الحكومة والمعارضة السوريتين ورقة قدمها لهما مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان #دي_ميستورا تتضمن جدول الاعمال الذي يأمل تنفيذه، ويتضمن شكل الحكم والدستور والانتخابات.

 

المعارضة السورية تؤكد من جنيف ان لا دور للأسد بعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي

بيروت – أ ف ب – أكدت عضو وفد المعارضة السورية الى جنيف بسمة قضماني، ان لا دور للرئيس السوري بشار الاسد بعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تشدد المعارضة على ضرورة تركيز البحث عليها خلال جولة المفاوضات الجارية في جنيف حالياً.

 

لكن قضماني شددت في الوقت نفسه على “الواقعية” و”الجدية” اللتين تقدم المعارضة بهما على المفاوضات.

 

وقالت قضماني خلال لقاء في جنيف “نحن نعلم ان المفاوضات هي المرحلة التي تسبق المرحلة الانتقالية”، موضحة “الانتقالية تعني الانتقال بالسلطات الى هيئة الحكم الانتقالي وفي تلك اللحظة ليس هناك دور لبشار الاسد”.

 

وتابعت “نحن واضحون تماماً في ذلك. ولا نقول اليوم يرحل بشار الاسد قبل ان نأتي الى جنيف، أتينا الى جنيف ونفاوض نظام بشار الاسد”.

 

ومنذ بدء مسار التفاوض قبل اكثر من ثلاث سنوات، تطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة، مع استبعاد أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية، في حين ترى الحكومة ان مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع. ويطالب النظام بالتركيز على القضاء على الارهاب في سوريا.

 

وقالت قضماني “نحن لا نتحدث الا باللغة التي توصلنا الى مسار مفاوضات واقعي ومنتج هذا ما نريده”، مشددة على ان “عبارة الانتقال السياسي تعني كل شيء وتعني ايضاً مكافحة الارهاب”.

 

وفي ما يتعلق بما وصفته “اسطوانة النظام انه يكافح الارهاب”، قالت قضماني “اصبح العالم اجمع يعلم انه ليس هو من يكافح الارهاب. ربما كل باقي اللاعبين هم الذين يكافحون الارهاب الا النظام السوري”.

 

وقالت “نحن نعلم ان الارهاب خطر علينا جميعاً (…) ونعلم اننا لن ننتهي الآن من الارهاب الا بالانتقال السياسي”، مضيفة “نحن نثبت هنا جديتنا وحسّاً بالمسؤولية تجاه الشعب السوري وتجاه بلدنا”.

 

ودخلت المفاوضات السورية في جنيف السبت يومها الثالث من دون ان تدخل بعد في عمق المواضيع. ولم تتضح حتى الآن آلية العمل التي سيتم اتباعها، وما اذا كانت المفاوضات ستكون مباشرة او غير مباشرة، برغم ان كافة الوفود شاركت في الجلسة الافتتاحية.

 

وطالبت المعارضة منذ اليوم الاول بمفاوضات مباشرة.

 

ومن المفترض ان يدرس وفداً الحكومة والمعارضة السوريتين ورقة قدمها لهما مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا تتضمن جدول الاعمال الذي يأمل تنفيذه، ويتضمن شكل الحكم والدستور والانتخابات.

 

هيئة تحرير الشام تتبنى التفجيرين الانتحاريين في حمص

بيروت – أ ف ب – تبنت هيئة تحرير الشام (المؤلفة من جبهة النصرة سابقاً وفصائل اخرى جهادية متحالفة معها) التفجيرين الانتحاريين، والهجمات التي استهدفت السبت مقرين أمنيين في مدينة حمص بوسط سوريا، بحسب ما جاء في بيان نشر على تطبيق “تلغرام”.

 

وجاء في البيان “خمسة انغماسيين يقتحمون فرعي أمن الدولة والأمن العسكري بحمص ما أدى لمقتل أكثر من أربعين، بينهم رئيس فرع الأمن العسكري حسن دعبول وعدد من كبار الضباط وجرح خمسين، ولله الحمد”.

 

دي ميستورا يقترح تقسيم الوفود لبحث الدستور والانتخابات والحكومة والمعارضة السورية تطالب بهيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة

تحرك أممي نحو قرار لتجريم استخدام النظام للسلاح الكيميائي وأكثر من 50 قتيلا بسيارة ملغومة

جنيف ـ نيويورك ـ إسطنبول «القدس العربي» من أحمد المصري ووكالات: بينما عقد المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا أمس الجمعة لقاءات ثنائية، بدأها صباح أمس بلقاء وفد النظام السوري في مقر الأمم المتحدة في جنيف، ثم بلقاء مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات قتل تفجير سيارة ملغومة تبناه ونفذه تنظيم «الدولة الإسلامية» أكثر من 50 شخصاً، أمس الجمعة، في قرية سورية يسيطر عليها مقاتلون من المعارضة تدعمهم تركيا، بعد يوم من طرد التنظيم المتشدد من آخر معقل له في شمال غرب سوريا، في وقت تعمل واشنطن على مشروع قرار لمحاسبة مستخدمي الكيميائي في سوريا، بينما روسيا تهدد بالفيتو.

من جهته أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» على الإنترنت مسؤوليته عن هجوم سوسيان بعد أن اعترف أمس الأول الخميس بأنه فقد السيطرة على الباب.

وعلى صعيد مفاوضات جنيف قال بشار الجعفري رئيس وفد النظام عقب انتهاء اللقاء إنه تلقى ورقة من دي ميستورا، وأكد للصحافيين «أن الوفد سيدرسها». وأضاف في حديثه للصحافيين أنه تسلم في نهاية الاجتماع ورقة من دي ميستورا.

وقالت مصادر أممية لـ»القدس العربي» إن الورقة التي قدمها دي ميستورا للجعفري تقترح تقسيم الوفود من الطرفين الى ثلاثة فرق عمل أو مجموعات، الأولى للانتخابات والثانية للحكومة والثالثة للدستور. ورجحت مصادر من المعارضة السورية أن وفد الهيئة العليا للمفاوضات لن يوافق على هذه الآلية، وأن الوفد سيتمسك بالبدء ببحث هيئة الحكم الانتقالية والتي يبني عليها بقية القضايا من دستور وانتخابات وحكومة.

وتطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة تضم ممثلين من الحكومة والمعارضة، مع استبعاد أي دور للرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن الحكومة ترى أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع.

وحول الملف الكيميائي أعلنت روسيا، أمس الجمعة، اعتزامها استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار متعلق بمحاسبة المتورطين في استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.

وقال نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف: «سوف نستخدم الفيتو في حالة طُرح مشروع القرار للتصويت في مجلس الأمن».

جاء ذلك في تصريحات للصحافيين في مقر المنظمة الدولية بنيويورك، وذلك عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن حول سوريا.

وأوضح سافرونكوف أن «مشروع القرار يستبق نتائج التحقيق الذي تجريه آلية التحقيق المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة».

وأردف قائلا ً»نحن أمام مشروع من جانب واحد وهو أيضا مشروع قرار يقوم على أدلة غير كافية».

بدورها انتقدت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي، تهديدات روسيا بعرقلة صدور مشروع القرار المقترح.

وقالت للصحافيين عقب انتهاء جلسة مجلس الأمن: «إلى متى تستمر روسيا في تدليل النظام السوري وإلى متى تستخدم له الأعذار؟ لقد عانى الناس واختنقوا في سوريا بسبب الهجمات الكيميائية… إنه عمل بربري للغاية».

وتابعت: «نعتقد أن الوقت قد حان الآن لطرح مشروع القرار… وسواء رضي البعض بتحقيقات الآلية المشتركة أم لم يرض فسوف نطرح مشروع القرار للتصويت».

وفي وقت سابق أمس، قالت المندوبة الأمريكية إن بلادها تعمل حاليا بشأن تمرير مشروع قرار خاص بمحاسبة المتورطين في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وفي تصريحات للصحافيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك أعربت هايلي عن «أمل واشنطن في التصويت على مشروع القرار، ووقتها سنعرف أيا من الدول (الأعضاء في مجلس الأمن) لديها أعذار بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية».

 

رئيس بلدية أمريكية من أصول سورية يرفض استقبال المهاجرين في بلدته

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي» : قال مايكل غسالي رئيس بلدية مونتفيل في ولاية نيوجرسي ان بلدته لن تستضيف أى مهاجر غير شرعي مثل العديد من المدن والبلدات الأمريكية التى رفضت الانصياع لأوامر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمطاردة المهاجرين الذين لا يحملون وثائق إقامة.

والأمر المثير للاهتمام والجدل هنا ان غسالي نفسه هو مهاجر سوري فر من مدينة حلب في عام 1980 قبل ايام من الحصار على المدينة والذى ادى إلى مئات من القتلى والجرحى. وقال غسالي في تعليق نشره على صفحته الخاصة على « الفيسبوك « أنا لن أوقع أى اوامر تنفيذية من شأنها السماح لاى موظف بتحدى القوانين الاتحادية « مشيرا إلى انه لا ينبغى على رئيس البلدية الدعوة إلى تحدى القوانين الفيدرالية.

واكد المهاجر غسالي خلال مقابلة مع برنامج اذاعي بان بلدة مونتفيل لن تكون ملجا لاحد تحت ادارته، واوضح بان وظيفته لا تشمل التغيير او تحدى القوانيين او الطلب من الموظفين فعل ذلك.

وقال أنه يتفهم الصعاب التى يمر بها العديد من المهاجرين غير الشرعيين ولكنه لن يقول قطعيا بانه يمكنهم المجئ إلى البلدة فهى ليست « مدينة ملاذ «مشيرا إلى انه نشر هذا البيان بعد ان حاولت جماعات خيرية اقناعه لاعلان البلدة ملاذا امنا للمهاجرين غير الشرعيين.

وقد اصدر ترامب أمرا تنفيذيا بقطع مساعدات الحكومة الاتحادية عن ما يسمى بمدن الملاذ وهي المدن والبلدات ببقاء المهاجرين غير الشرعيين، ويهدد هذا القرار مدن الملاذ العشر الأكبر في الولايات المتحدة ومن بينها سان فرانسيسكو بخسارة تصل إلى ملياري دولار من المساعدات.

ويشير حصار حلب الذي فر منه غسالي إلى مجازر ارتكبها النظام السوري بقيادة الرئيس السابق حافظ الأسد كجزء من عملية عسكرية دموية، ومن بين المجازر التى وقعت في المدينة بعد إنهاء التمرد مجزرة المشارقة، مجزرة بستان القصر ومجزرة أقيول.

من جهة أخرى، قالت الحكومة الاتحادية انها اعتقلت 746 شخصا خلال فترة 27 ساعة بعد ان منع قاض اتحادي تنفيذ جزء من الأمر التنفيذي لترامب بشأن الهجرة والسفر، واتضح من مذكرة داخلية في وزارة العدل ان قائمة الاعتقال تضم اشخاصا يقيمون في الولايات المتحدة بصفة قانونية دائمة.

وكشفت جماعات حقوقية ان عددا من المسافرين القادمين من الدول العربية والإسلامية السبع المدرجة في الحظر يحملون وثائق تدل على موافقة رسمية لطلبات اللجوء والعديد منهم يحملون تأشيرات سارية المفعول ولكن تم اعتقاله أو منعهم من دخول الولايات المتحدة. وحاولت إدارة ترامب مرارا التقليل من أعداد الأشخاص الذين تضرروا من الحظر ليتضح لاحقا ان الأرقام كانت أكبر بكثير من الأعداد التى أعلنها البيت الأبيض، ورغم ذلك، أصرت إدارة ترامب على العمل لإصدار قرار جديد للحظر لتجنب العثرات القانونية التى واجهها الأمر التنفيذي الأول والذى أصدرت محاكم اتحادية حكما بوقفه.

 

الأسد يشترط تجنيد شبان وداي بردى في الفيلق الخامس مقابل عودة النازحين

بعد تهجير أهلها والإمعان في قتل ثوارها

دمشق – «القدس العربي»: اعترافاً من النظام بضعف قوته العسكرية وإمعاناً منه بقتل الشباب الثائر، سواء كان ينضوي ضمن الفصائل التي تقاتل النظام، أو ضمن القوات التي تقاتل معه، اشترط النظام على أهالي وادي بردى في ريف دمشق، جمع أبنائهم في بوتقة الفيلق الخامس، لقتال أبناء جلدتهم في محافظة درعا، مقابل السماح لهم بحق عودتهم الى قراهم في الوادي.

وقال عضو المجلس المحلي في مدينة مضايا «فراس الحسين» في اتصال هاتفي خاص لـ «القدس العربي» ان الممثلين عن النظام السوري في بلدتي عين الفيجة وبسيمة أبلغوا الأهالي النازحين إلى دير قانون، بعد ان جمعوهم في أحد مساجد البلدة، باشتراط النظام على جميع رجال وشبان عين الفيجة وبسيمة، التجنيد لصالح «الفيلق الخامس اقتحام»، مقابل السماح لعوائلهم بالعودة إلى منازلهم وقراهم.

المعنيون في التجنيد لصالح النظام السوري، يبلغ عددهم بحسب المتحدث الإعلامي 10000 شخص ما بين رجل وشاب، جميعهم رفضوا التهجير الإجباري، والإجلاء ضمن القوافل التي نقلت كتائب الثوار الشهر الماضي، الى ادلب شمال سوريا، عبر اتفاق تسوية قضى بسيطرة النظام على وادي بردى، مقابل تهجير رافضي المصالحة.

ونقل عضو المجلس المحلي عن مخاتير بلدتي عين الفيجة وبسيمة، ممن يمثلون النظام في المنطقة، ان الفيلق الخامس سيقوم بمهام قتالية ضد كتائب الثوار في مدينة درعا، ولن تتحقق عودة الأهالي بتطوع أبنائهم ضمن الفيلق الجديد، بل ستكون بحسب مشاركته والتزامه في الأعمال القتالية ضمن الفيلق، على ان يتم تجهيز مساكن جديدة لهم في مكان غير محدد حتى الآن.

بدوره، قال الناشط الإعلامي رضوان باشا خلال اتصال هاتفي معه: ان عملية التجنيد الإجباري للشبان والرجال وفق معادلة السماح بعودة الأهالي لمنازلهم من قرى النزوح الداخلي، تعد انتهاكاً لشروط الاتفاق خلال عملية التسوية، وما إجبار المدنيين على التطوع، سوى إعادة لتكرير ملف التهجير، مضيفًا «أن غالبية طلاب الجامعات السورية يمتنعون بشكل كلي عن الإنخراط في صفوف ميليشيات الأسد سواء تطوعياً أو قسراً».

وبيّن ان عدداً كبيراً من الشباب أقدم على تسوية أوضاعه مع نظام الأسد مقابل عودته إلى المقاعد الجامعية، ولكن النظام السوري أخل بالوعود التي كان يطلقها قبل تهجير مقاتلي المعارضة، حول عدم التعرض للشباب والرجال، حيث تم توثيق حتى الساعة اعتقال ثلاثة شبان واقتيادهم بشكل إجباري وقسري إلى جبهات درعا جنوبي سوريا، رغم أنهم كانوا قد عملوا على «تسوية أوضاعهم مع الأسد من قبل»، مشيرا الى أن الاعتقالات تمت على حواجز قوات النظام المنتشرة على مداخل وادي بردى.

 

تهجير المعارضة زاد بطش الأسد

 

وقال الناشط «رضوان باشا» يمكننا القول حقيقة، بأن تهجير مقاتلي المعارضة السورية من وادي بردى نحو الشمال السوري، فتح المجال للنظام السوري والميليشيات الموالية له بزيادة رقعة الأعمال العدائية ضد المدنيين، خاصة أن النظام يعتبر عشرات آلاف العائلات التي بقيت في منازلها، حاضنة شعبية للثورة السورية، فكان لا بد من الانتقام منهم وفق هذه المعادلة.

ورأى المصدر، بأن النظام استقوى على المدنيين أضعاف ما كان عليه من قبل، بعد الفراغ الذي أحدثته المعارضة السورية عقب تهجيرها من قرى وبلدات وادي بردى، فلا يوجد أي رادع له اليوم، ولا توجد أي جهة قادرة على إيقاف الانتهاكات أو مفاوضته، مقابل وضع حد لما آلت إليه الأوضاع في المنطقة بحسب وصفه.

 

دي ميستورا سلّم وفد النظام ورقة تقترح تقسيم الوفود إلى 3 مجموعات لبحث الدستور والانتخابات والحكومة… والمعارضة ترفض

أحمد المصري

جنيف ـ «القدس العربي»: عقد المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا أمس الجمعة لقاءات ثناية بدأها صباح أمس بلقاء وفد النظام السوري في مقر الأمم المتحدة في جنيف، ثم بلقاء مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات.

وقال بشار الجعفري رئيس وفد النظام عقب انتهاء اللقاء إنه تلقى ورقة من دي ميستورا، وأكد للصحافيين «أن الوفد سيدرسها»، موضحاً أن أول اجتماع لم يتطرق سوى الى شكل المحادثات.

وأضاف بعد مناقشات استغرقت نحو ساعتين «تطرقنا خلال هذه المحادثات إلى شكل الاجتماعات المقبلة وأعني بذلك مسائل تتعلق بشكل الجلسة فقط».

وأكد الجعفري في حديثة للصحافيين أنه تسلم في نهاية الاجتماع ورقة من دي ميستورا «واتفقنا أن ندرس هذه الورقة على أن نعود إليه في الجلسة القادمة بموقفنا من محتويات هذه الورقة».

وقالت مصادر أممية لـ «القدس العربي» ان الورقة التي قدمها دي ميستورا للجعفري تقترح تقسيم الوفود من الطرفين الى ثلاثة فرق عمل أو مجموعات الاولى للانتخابات والثانية للحكومة والثالثة للدستور، ورجحت مصادر من المعارضة السورية ان وفد الهيئة العليا للمفاوضات لن يوافق على هذه الالية، وان الوفد سيتمسك بالبدء ببحث هيئة الحكم الانتقالية والتي يبني عليها بقية القضايا من دستور وانتخابات وحكومة.

وتطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة تضم ممثلين من الحكومة والمعارضة، مع استبعاد أي دور للرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن الحكومة ترى أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع.

وقال نصر الحريري لـ «القدس العربي» عقب الاجتماع المغلق الذي عقده وفد الهيئة العليا للمفاوضات «ان الوفد الهيئة العليا للمفاوضات هو الجهة المخولة بالتفاوض فقط، ولن تكون هناك وفود أخرى ولدينا لقاء مساء الجمعة بمنصة القاهرة والاجواء ايجابية».

وقالت مصادر من الوفد العسكري المشارك في وفد الهيئة العليا للمفاوضات «ان الوفد سيطالب بتثبيت وقف إطلاق النار ووقف التهجير القسري وسنطلب قراراً اممياً بشأن الالتزام بالحل السياسي في سوريا».

وائل علوان عضو الوفد العسكري في الهيئة العليا للمفاوضات ومندوب «فيلق الرحمن»، قال لـ «القدس العربي»، «لا يمكن ان نوافق على الصيغة التي طرحها دي ميستورا بشأن منصتي القاهرة وموسكو الا اذا وافقوا على بيان الرياض والثوابت الوطنية».

وأضاف: «لإبداء حسن النية أبلغنا دي ميستورا باضافة عضو آخر من منصة القاهرة الى الوفد المفاوض، وسنبلغه ان وفدنا الذي يمثل المعارضة السورية هو هذا الوفد»، واتهم دي ميستورا بأنه «تلاعب في الصيغ التي تم الاتفاق عليها سابقاً والتي شكّل وفد الهيئة العليا للتفاوض على أساسها وقام بدعوة المنصات بهذه الطريقة».

 

فشل المفاوضات بين النظام والمقاتلين في القابون… وأهاليها مهددون بالتهجير أو الحرب

يمنى الدمشقي

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: جولة مفاوضات جديدة تنطلق في جنيف بعد جلسات كثيرة أثمرت فشلاً ذريعاً في إنهاء الأزمة السورية الممتدة أو على الأقل التخفيف من وطأتها، ويتزامن مع انعقاد هذه الجلسات جبهات جديدة يفتحها النظام في معركته على شعبه، تسفر عن مزيد من الضحايا وحملات تهجير ممنهجة بحق الأهالي.

ولعل ما يجري في أحياء القابون وبرزة وحي تشرين حالياً هو أشد الجبهات الممنهجة بحق الأهالي. إذ يصعّد النظام من حملاته في هذه المناطق في محاولة منه لإنهاء المظاهر العسكرية في مدينة دمشق بالكامل وجعلها تحت سيطرته وبذلك يكون قد تمكن من السيطرة على العاصمة دمشق بعدما سيطر على حلب بالكامل.

وفي هذا الإطار يقول عدي عودة عضو المكتب الإعلامي في حي القابون الدمشقي لـ «القدس العربي «: بدأ النظام حملته على القابون في 2/2/2017 حيث قام باستهدافها بأربعة صواريخ روسية أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا، ثم تابع استهدافه لمنطقة البساتين الواقعة بين حيي القابون وتشرين في محاولة منه لاقتحام القابون منها، واستمرت حملته العسكرية حتى استهدف أحد شوارع حي برزة ما أسفر عن سقوط عشرة ضحايا، ليخرج بعدها النظام مبرراً قصفه على برزة بأنه بالخطأ.

وتابع عدي: «واستمرت الضغوط على الكتائب المقاتلة في القابون وأهمها فيلق الرحمن، جيش الإسلام، اللواء الأول، وأحرار الشام، للمفاوضة مع النظام الذي طالبهم بتسليم السلاح الثقيل وإنهاء المظاهر العسكرية في الحي وتسوية أوضاع المقاتلين ونصب حواجز مشتركة ثم دخول القناة السورية لتصوير الحياة على أنها طبيعية في الحي، إلا أن الكتائب رفضت هذه الشروط، لكنها طالبت بتسوية قريبة من شروط تسوية برزة إلا أن النظام رفضها أيضاً، وأغلق الطرقات كافة إلى الحي ومنع الجميع من الخروج باستثناء طلاب الجامعات والمدارس، إلى أن صرح بالأمس عن مهلة 24 ساعة تقريباً لخروج المدنيين وإعلان الحرب، ما أسفر عن حركة نزوح كبيرة للمدنيين الذين نزحوا باتجاه الغوطة الشرقية وتحول الحي الذي كان يؤوي 100 ألف شخص إلى ساحة حرب لدى النظام».

أمـا «عدنـان الدمشـقي» وهو إعـلامي من حـي برزة فصـرح لـ «القـدس العـربي» بـأن السيـناريو الـذي لجأ إليه النظـام حاليـاً متـوقع لدينـا، وما حدث أن هناك مصالحة كانت منعقدة بين المقاتلين في حي برزة والحرس الجمهوري والدفاع الوطني إلا أن الفرقة الرابعة تدخـلت مؤخراً وأرسلت تعزيزات عسكرية إلى هذه المنـاطق لفرض سيطرتها، وسيطروا على بعض الأراضـي، لكن الكتائب بدورها عززت نفوذها في منـطقة البسـاتين في محاولة للرد على هذا الهجوم، لكـن النظام صعّد حملته العسكرية في محاولة منه للضـغط على هذه الكتائب، ثم شكلت لجنة مفاوضات لمقاتلي القــابون وبرزة الذين اعتبـروا أن مصـيرهم واحـد وطالــبوا النظام بإيقاف القصف ليتمكـنوا من مفاوضـته إلا أنه لم يسـتجب لدعـوتهم، وما زلنـا في انتظـار قـرار يقضـي بإنهاء المفاوضات أو الوصول إلى اتفاق يحفـظ كرامتنـا ويحمـي المدنيـين من التهجيـر.

أما سمية وهي سيدة من حي برزة فعبرت عما يجري قائلة: «بتنا نحفظ هذا السيناريو الذي بات يعتمده النظام في كل المدن والبلدات التي هجر أهاليها منها، نحن نقدر التضحيات التي بذلها المقاتلون لكننا نطلب منهم الأخذ بعين الاعتبار مـئات آلاف النازحين في هذه الأحياء، وربـط مصـيرهـم بقراراتهم التي يجب أن تكون على قدر واسع من المسؤولية، فمن غير المعقول أن يقرر هؤلاء وحدهم مصيرنا، من حقنا أيضاً أن نقول كلمتنا بأننا نرفض التهجير لأننا سئمنا حياة النزوح، ثم كيف لنا أن نذهب إلى مدينة أخـرى ليـس لنـا فيـها شيء».

أما سمير فهو على استعداد تام لأي سيناريو متوقع خاصة سيناريو التهجير ويتجهز للسفر إلى إدلب في حال تم الاتفاق على ذلك مع النظام، بسبب خشيته من أن يتم إرغامه على الالتحاق بصفوف الجيش السوري والقتال إلى جانبه.

 

مقترحات لتدريب قوات “البشمركة” السورية من قبل الأتراك

باسم دباغ

يبدأ رئيس إقليم “كردستان العراق”، مسعود البرزاني، اليوم السبت، زيارة إلى مدينة إسطنبول التركية، وسط بروز عدد من المواضيع على الأجندة، تأتي على رأسها الرغبة التركية بإدخال قوات “البشمركة” التابعة لـ”الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري” في برامج تدريب قوّات “البشمركة” في إقليم كردستان” التي يشرف عليها الجيش التركي في معسكر بعشيقة، تمهيدًا لبحث إمكانية إشراكها في المعارك التي يعمل الجيش التركي على توسيعها في سورية لتشمل المناطق الخاضعة لسيطرة قوات “الاتحاد الديمقراطي” (الجناح السوري للعمال الكردستاني) بعد تمكن قوات “درع الفرات” من السيطرة على مدينة الباب.

 

وسيلتقي البرزاني، يوم غد، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وكذلك رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، في ثاني اجتماع له مع الأخير خلال أسبوع، بعد الاجتماع الذي عقده الجانبان على هامش مؤتمر ميونخ الدولي للأمن.

 

وتأتي الزيارة في وقت حساس، شهدت خلاله العلاقات التركية الإيرانية تصعيدًا كبيرًا، في ظل محاولات أنقرة توسيع نفوذها في سورية بالتعاون مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكذلك بعد أن قامت الحكومة المركزية العراقية في بغداد بتوقيع اتفاق مع طهران، الأسبوع الماضي، لدراسة إمكانية بناء أنبوب لنقل النفط من حقول مدينة كركوك، الخاضعة لسيطرة قوات إقليم كردستان، إلى إيران.

 

وستشهد الاجتماعات مناقشة عدد من المواضيع، منها العلاقات الاقتصادية المشتركة، والعمليات الأمنية والعسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية (داعش)، وأيضًا قتال حزب “العمال الكردستاني”.

 

وعلم “العربي الجديد” من مصدر تركي مطلع، بأن لقاءات البرزاني مع المسؤولين الأتراك ستركز على العمليات العسكرية الجارية ضد “داعش”، وكذلك الهجوم العسكري الذي بدأته القوات العراقية على الساحل الغربي من مدينة الموصل، وأيضًا العمليات التي تقوم الإدارة التركية بالتخطيط لها في سورية ضد قوات “الاتحاد الديمقراطي”.

 

ويجري الحديث عن خطة تركية لإشراك قوات “بشمركة سورية” في برامج التدريب التي يشرف عليها الجيش التركي في معسكر بعشيقة، والذي يعمل، بشكل أساسي، على تدريب قوات الإقليم والقوات العربية السنية في مدينة الموصل.

 

وعملت سلطات إقليم كردستان العراق على تدريب قوات “بشمركة سورية” مع بداية تحول الثورة السورية إلى حرب طاحنة، تمهيدًا لزجّها في معارك ضد النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية، ولكن ذلك لم يحصل بسبب تحالف “الاتحاد الديمقراطي” مع واشنطن، لتستمر قوات “البشمركة السورية” في قتال “داعش” على الجبهات العراقية.

 

وكانت قوات “البشمركة السورية” قد شاركت لمرة واحدة في عام 2014 في قتال “داعش” على الجبهات السورية، أثناء هجوم التنظيم على مدينة عين العرب السورية، وذلك بطلب تركي، لتنسحب في وقت لاحق بعد انتهاء المعارك بطلب من “العمال الكردستاني”.

 

وفي رده على إمكانية مشاركة قوات في “البشمركة السورية” في سيناريوهات العمليات التركية، والتي قد تتمدّد في اتجاه مناطق قوات “الاتحاد الديمقراطي” في منبج أو تل أبيض؛ رفض عضو الوفد التوافضي وممثل المجلس الوطني الكردي، عبد الحكيم بشار، مشاركة قوات “البشمركة” السورية خارج المناطق ذات الغالبة الكردية، قائلًا، في حديثه لـ”العربي الجديد”، من جنيف: “لا أعتقد بأن نقل قوات البشمركة إلى خارج المناطق الكردية فكرة جيّدة”.

 

وسيبحث البرزاني مع المسؤولين الأتراك، أيضًا، الاتفاق المبدئي الذي وقعته بغداد مع طهران للعمل على نقل نفط مدينة كركوك، الخاضعة لسيطرة إقليم كردستان العراق، عبر الأراضي الإيرانية إلى الأسواق العالمية.

 

وبحسب الاتفاق، ستقوم شركات استشارية ببحث إمكانية إقامة أنبوب لنقل النفط من كركوك إلى الأراضي الإيرانية، حيث من المنتظر أن يتم الأمر عبر أراضي إقليم كردستان العراق، وبالذات منطقة السليمانية الخاضعة لسيطرة حزب “الاتحاد الوطني الكردستاني” (حزب طالباني) المقرب من إيران.

 

وبدا الاتفاق الإيراني العراقي محاولة لممارسة المزيد من الضغوط على البرزاني، المتحالف مع تركيا، ولتخفيف الاعتماد العراقي على تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي.

 

اليوم الثالث لجنيف4: المعارضة تستعد لدراسة أوراق “السلال الثلاث

جنيف ــ العربي الجديد

يعكف وفد “الهيئة العليا للمفاوضات” السورية في جنيف، اليوم السبت، على البدء في مناقشة الأوراق التي تسلمها من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، أمس الجمعة، والتي اقترح فيها جدول أعمال الجولة الحالية من مفاوضات جنيف، وسألهم عن مدة إمكانية الدخول في مفاوضات مباشرة، وسط تأكيد المعارضة على أنها ستضع مسألة الانتقال السياسي كأولوية خلال مناقشة الأوراق التي تحتوي على أساسيات القرار 2245، وتبحث السلال الثلاث، وهي “الحوكمة والدستور والانتخابات”.​

ويلتقي، اليوم السبت، المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، بوفد النظام السوري عند الساعة الرابعة والنصف بالتوقيت المحلي في مقر الأمم المتحدة، للاستماع إلى ما لديهم من نقاط حول الورقة التي سلمها دي ميستورا إلى الوفد أول من أمس.

 

من جهة ثانية، تعقد المعارضة السورية، وفد ائتلاف قوى الثورة والمعارضة، مؤتمرا صحافيا عند الرابعة بالتوقيت المحلي في مقر إقامتها بفندق كراون بلازا.

وكان رئيس وفد المعارضة نصر الحريري، قد أوضح للصحافيين في جنيف، أمس الجمعة، أن “الاجتماع مع دي ميستورا كان جيداً وبحث انتقال السلطة، وليست هناك خطوة كبيرة، لكن سنعمل لأجل ذلك”، مشيراً إلى أن “اللقاءات الحالية هي لبحث التفاصيل الإجرائية للمفاوضات”.

من جهته، لفت المستشار الإعلامي لوفد المعارضة، يحيى العريضي، إلى أن الأوراق التي تسلمها الوفد شبيهة بالأوراق التي تسلمها النظام، مضيفاً أنها تحتوي على أساسيات القرار 2245، وتبحث السلال الثلاث، وهي “الحوكمة والدستور والانتخابات”.

وأكد العريضي، في تصريح خاص لـ”العربي الجديد”، أن المعارضة ستناقش ما قُدم إليها، وستضع أولوية مسألة الانتقال السياسي وأي شيء آخر داعم لهذه المسألة.

وربط العريضي مسألة بحث الدستور بإنجاز عملية الانتقال السياسي، قائلاً “نحن على استعداد لمناقشة آلية إنجازه وليس كتابة دستور، وتحقيق تطبيق الانتقال السياسي هو الذي يمهد لذلك”.

وكان وفد المعارضة السورية قد انتقل بعد الانتهاء من الجلسة في الأمم المتحدة، أمس، إلى مقر إقامته، حيث استكمل مشاوراته. والتقى ممثلين عن منصة القاهرة، ومن بينهم جهاد مقدسي وجمال سليمان، وذلك لبحث عملية انضمامهم إلى وفد الهيئة.

وفي السياق، قال مصدر مطلع على تفاصيل ما دار أمس، إن اللقاء كان إيجابياً.

وأضاف في حديث خاص لـ”العربي الجديد”، أن لا خيار أمام منصتي القاهرة وموسكو سوى الانضمام إلى وفد الهيئة، مبيّناً أنهم يظنون حالياً أن وفد الهيئة ضعيف ويحاولون الحصول على مكاسب أكبر من خلال تأجيل الإعلان عن الانضمام.

كما التقى وفد المعارضة بالكامل مع ممثلي أصدقاء الشعب السوري، لبحث العملية التفاوضية وخيارات المعارضة السورية. وأثنى ممثلو الدول على موقف وفد المعارضة الإيجابي من العملية التفاوضية، ودعوهم لأن يكونوا سباقين في الرد على الأوراق التي قدمها المبعوث الدولي.

 

مقتل ضباط كبار للنظام السوري في حمص بتفجيرين انتحاريين

أحمد حاج حمدو

قُتل رئيس فرع الأمن العسكري للنظام السوري في حمص حسن دعبول مع أكثر من ثلاثين عنصراً وأصيب آخرون، جراء تفجيرين وقعا صباح اليوم السبت، في حين أكدت وكالة سبوتنيك الروسية مقتل رئيس فرع أمن الدولة العميد إبراهيم درويش في التفجيرين.

وقال المتحدث باسم “مركز حمص الإعلامي” محمد السباعي لـ”العربي الجديد”، “إن التفجيرين استهدفا مبنى فرع الأمن العسكري، وفرع أمن الدولة”، مشيراً إلى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف عناصر النظام، حيث وصلت الحصيلة إلى 31 قتيلاً”.

من جهةٍ أخرى، ذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أن الهجمات على الفرعين جاءت بعد اشتباكات عنيفة داخل الأحياء الموالية في حمص واستمرت لأكثر من ساعة”، مشيرةً إلى أن الانتحاريين تمكّنا بعد الاشتباكات من اقتحام منطقة الغوطة والهجوم على الفرعين المذكورين”.

وتدير العشرات من الحواجز العسكرية التابعة للنظام السوري، معظم أحياء مدينة حمص بعد أن سيطر النظام على أحيائها القديمة، حيث لا يخلو أي شارعٍ أو حي داخل المدينة من وجود الحواجز المتمركزة فيه والتي تقوم بتفتيش دقيق للمارّة والسيارات، الأمر الذي أثار سخط مؤيّدي النظام الذين اتهموا الحواجز بالمساعدة في وصول الانتحاريين مقابل رشى مادية.

و”فرع الأمن العسكري” في حمص أو الفرع 2611 التابع لشعبة المخابرات العسكرية، واحد من أشرس أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري، وذلك وفقاً لتقارير وشهادات نشرها “مركز توثيق الانتهاكات في سورية”، والذي أظهر مسؤولية هذا الفرع عن عشرات آلاف حالات الاعتقال، إضافةً لعشرات حالات الموت تحت التعذيب أو نتيجة انتشار الأمراض السارية داخل أقبيته.

و”حسن دعبول” رئيس الفرع يُلقّب بـ”آمر فرع الموت” بسبب جرائمه الكثيرة بحق المعتقلين، حيث عيّنه النظام رئيساً لهذا الفرع بتاريخ 25 فبراير/شباط عام 2016، أي قبل عامٍ تماماً، وذلك خلفاً للعميد ياسين ضاحي.

 

حسن دعبول… “آمر فرع الموت” للنظام في حمص

عمار الحلبي

قُتل رئيس فرع الأمن العسكري في حمص، العميد حسن دعبول، اليوم السبت، في أحد التفجيرات الانتحارية التي استهدفت مقرين أمنيين تابعين للنظام السوري في المدينة.

وتولّى “رجل الأسد في حمص” مهمّته كرئيسٍ لفرع الأمن العسكري في حمص قبل عامٍ تماماً، بدلاً من العميد ياسين الضاحي، حيث جاء هذا التعيين من قبل رئيس النظام السوري بشار الأسد، لامتصاص غضب الموالين، على خلفية سلسلة التفجيرات الكبيرة التي ضربت الأحياء الموالية للنظام في حمص قبل نحو عام.

ولا يعرف محرّك البحث غوغل أو المصادر المفتوحة الأخرى أي معلومات عن دعبول، وذلك بسبب السرية التامة التي كان ينتهجها في عمله بأفرع النظام السوري، غير أن مصادر من داخل مدينة حمص، أكّدت أنه يتحدر من حي الزهراء الحمصي الموالي للنظام.

وعُرف عن دعبول أنه من أكثر ضُبّاط النظام التصاقاً بجرائم التعذيب وقتل المعتقلين، حتّى لُقّب بـ”آمر فرع الموت”.

وبحسب نشطاء وحقوقيين، فإنه كان مسؤولاً عن عشرات آلاف حالات الاعتقال، وعشرات حالات الموت تحت التعذيب، بسبب الأمراض التي كانت تتفشّى في أفرعه.

وقبل تسلّمه رئاسة فرع الأمن العسكري بحمص، كان دعبول رئيساً لفرع المخابرات 215 بالعاصمة دمشق “سرية المداهمة”، والذي يُعرف بأشرس أفرع النظام.

وفي سبتمبر/أيلول 2014، أمر دعبول بإعدام 117 معتقلاً بعد انتشار الطاعون الرئوي بالمهجع الذي كانوا معتقلين فيه داخل الفرع 215، وتم دفنهم بمقبرة جماعية.

ومن داخل الفرع 215 الذي كان يقوده دعبول، خرجت آلاف جثامين السوريين الذين قضوا تعذيباً بالكهرباء والضرب والتجويع، لتزداد الصورة الوحشية لهذا الفرع، بعد تسريبات “قيصر”، والتي وثّقت مقتل قرابة 11 ألف معتقل في أفرع النظام، نسبة كبيرة منهم قضوا في الفرع 215 الذي كان يديره دعبول حينها.

 

حمص: اختراق أمني يودي بحياة ضابطين بينهما “سفاح الـ215

استهدفت هجمات انتحارية متزامنة مقرات تابعة لأمن الدولة والأمن العسكري في مدينة حمص السورية، السبت، ما أدّى إلى وقوع 42 قتيلاً على الأقل، بينهم رئيس الأمن العسكري العميد حسن دعبول، ورئيس أمن الدولة العميد ابراهيم درويش.

 

رئيس فرع الأمن العسكري العميد حسن دعبول (حمص نيوز)وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، فإن 6 انتحاريين نفذوا الهجمات، 3 منهم تسللوا إلى منطقة الغوطة، و3 إلى منطقة المحطة، وسط اشتباكات جرت في محيط المنطقتين المستهدفتين. وأفاد التلفزيون السوري الرسمي أن “جبهة النصرة” أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات، وقال إن 4 انتحاريين على الأقل هاجموا المقرين.

 

وكشفت وسائل إعلام روسية أن الهجوم الأول استهدف فرع الأمن العسكري في حي المحطة. وقالت قناة “روسيا اليوم” إن 3 انتحاريين هاجموا المقرّ، ما أدى إلى مقتل رئيس الفرع (الصورة) و15 عنصر أمن آخرين.

 

وبشكل متزامن، استهدف هجوم آخر فرع أمن الدولة في حي الغوطة في حمص، ما أدى إلى إصابة رئيس الفرع إبراهيم درويش ومقتله لاحقاً، بالإضافة إلى وقوع عدد من الجرحى في صفوف عناصر الفرع.

 

ونقلت وكالة “سانا” عن محافظ حمص طلال البرازي قوله، إن هذه التفجيرات تأتي رداً على “قدرة الأجهزة الأمنية التي تمكنت من ضبط الأمن والاستقرار في مدينة حمص”.

 

ويعد العميد دعبول أحد أبرز ضباط النظام السوري الذين ارتبطت أسماؤهم بجرائم قتل جماعي، وكان يشغل سابقاً منصب رئيس “الفرع 215” التابع لشعبة المخابرات العسكرية في دمشق، وهو الفرع الذي شهد أضخم عملية تسريب صور لمعتقلين قتلوا تحت التعذيب، وكانت تمهر أجسادهم بختم الفرع 215. كما يملك الفرع أكثر من مليون ونصف مذكرة اعتقال صدرت بحق مواطنين سوريين خلال السنوات الست الماضية.

 

ويصادف مقتل دعبول في اليوم ذاته الذي عين فيه رئيساً للأمن العسكري في حمص عام 2016 بدلاً من العميد ياسين ضاحي، حيث تم نقله من دمشق إلى حمص بموجب أمر أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، في محاولة للحد من الهجمات الانتحارية والتفجيرات التي ضربت حمص خلال العام الماضي، خصوصاً في الأحياء الموالية للنظام، ليقضي دعبول أخيراً في التفجيرات التي علّق النظام آمالاً كبيرة عليه بإيقافها.

 

الخوذات البيض في الأوسكار.. دون ناسها/ وليد بركسية

لن تغير نتيجة جوائز “أوسكار” السينمائية العالمية الكثير في ما يخص الإرث الإنساني الذي صنعه فريق الدفاع المدني “الخوذات البيض” في سوريا. سواء فاز الفيلم الوثائقي الذي يروي قصة الفريق، بجائزة أفضل فيلم وثائقي، أم لا، غداً، في الحفلة الـ89 للأوسكار، التي تنظمها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة في هوليوود، لتكريم أفضل الإنتاجات السينمائية خلال العام 2016.

وفيما يبدو التكريم والترشيح للجائزة السينمائية الأهم، للفيلم نفسه (لمشاهدة الفيلم كاملاً انقر هنا) ولصانعيه الأساسيين، أي المخرج البريطاني أورلاندو فون أينسيديل، وشركة “نيتفليكس” العالمية التي أنتجت المشروع المميز وعرضته عبر شبكتها للجمهور العالمي، إلا أن جزءاً من الثناء يعود للقصة الملهمة التي قدمها فريق “الخوذات البيض” على أرض الواقع وتحديهم للموت من أجل إنقاذ المدنيين السوريين من جميع الانتماءات، وهو ما عبّرت عنه المنتجة المنفذة للفيلم جوانا ناتاسيجارا في تصريحات صحافية قبل أيام بأن “الخوذات البيض من أكثر فرق الإغاثة الإنسانية التي عرفناها إلهاماً، وإنه لشرف كبير أن نشاركهم منصة عالمية للتعريف بعملهم الرائع. إن قصتهم في هذه الأيام تحديداً واحدة من أكثر القصص التي تمس وجدان جيلنا”.

ويمكن القول أن ضجة موسم الجوائز الأميركية ساعدت كثيراً في الترويج للفيلم ورفعت من عدد مشاهديه حول العالم، لتساعد بالتالي في التعريف بقضية “الخوذات البيض” نفسها، حيث يصبح الموضوع أهم نقطة يتمحور حولها الفيلم الوثائقي بالمجمل، ثم تأتي طريقة العرض لإبراز الموضوع وتسليط الضوء عليه بحيادية وواقعية وهو ما ينجح فيه الفيلم الذي يتتبع قصة ثلاثة من أعضاء “الخوذات البيض” في حلب وتركيا.

للأسف، لن يحضر حفلة الأوسكار في لوس أنجلوس، كل من مدير “الخوذات البيضاء” رائد صالح والمتطوع في الفريق خالد خطيب، الذي ساعد أيضاً في تصوير الفيلم، رغم حصولهما على تأشيرتي دخول إلى الولايات المتحدة. وقال خطيب: “إن فزنا بهذا الجائزة فسيُظهر ذلك لجميع السوريين أن العالم يدعمهم، وسيعطي الشجاعة لكل المتطوعين الذين يستيقظون كل صباح ويركضون نحو أماكن سقوط القنابل”.

وكان مقرراً ان يسافر خطيب إلى لوس أنجلوس لكن وكالة “أسوشيتد برس” نقلت السبت أن سلطات الهجرة الأميركية حظرت دخول خطيب إلى البلاد لحضور توزيع جوائز “أوسكار” في اللحظة الأخيرة، فيما أبلغ مسؤولون أميركيون أنهم وجودوا “معلومات سلبية” تتعلق به من دون الكشف عن تلك المعلومات التي تشمل عادة أي شيء من صلات بالإرهاب إلى مشكلة بسيطة في جواز السفر والذي يرجح أن يكون سبب المشكلة.

وفي بيان صحافي حصلت “المدن” على نسخة منه، يفيد خطيب (21 عاماً) أن عمره لم يكن قد تجاوز 16 عاماً عندما بدأت الثورة السورية، ومنذ ذلك الوقت كان يشاهد الصحافيين الأجانب وفرق التلفزيون تأتي لتوثيق ما يجري في مدينته حلب، ويحلم بأن يتمكن من فعل ذلك يوماً ما وأن يتمكن من رواية قصة مدينته وشعبه، “وعندما شاهدت فريق الخوذات البيض، عرفت أنهم القصة التي أريد أن أحكيها للعالم”.

في السياق، كان خطيب يوثق عمل “الخوذات البيض” من تلقاء نفسه: “عندما تسقط القنابل أتابع فرق الإنقاذ إلى مكان الحادث، أشاهدهم وهم يستخدمون الحفارات والرافعات وأيديهم وأي شيء يمكنه أن يساعدهم في إنقاذ المحاصرين. ومن واجبي أن أبقى هادئاً لالتقاط ردود فعل الناس الذين يتعافون من صدمتهم إثر رؤية منازلهم وأسرهم وحياتهم تحت الأنقاض. أحاول التركيز على التقاط قصص أولئك الناس”.

في ما بعد عمل خطيب على تصوير الفيلم مع فون أينسيديل وخبير السينيموغرافيا فرانك داو، وتعلم الكثير من الأمور الاحترافية حول التصوير وتحرير اللقطات وكيف يمكنه أن يروي قصة عبر الكاميرا، وهو ما كان يحلم به عندما اتصل فون أينسيديل للمرة الأولى بـ “الخوذات البيضاء” ليخبرهم برغبته بصناعة فيلم ينقل قصتهم الملهمة للعالم.

ويعرض الفيلم لمحة عن الحياة اليومية لأفراد الدفاع المدني الذين تطوعوا في أعمال الإغاثة في الحرب. وقد يكون فوز الفيلم بالجائزة المرموقة أفضل تعويض لخسارة الفريق جائزة نوبل للسلام 2016، التي منحت لرئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس، حيث كان فريق “الخوذات البيض” أبرز المرشحين للجائزة بدعم من 126 منظمة سورية وعالمية حينها.

وتجب الإشارة إلى أن نجاح الفيلم وترشحه للأوسكار له أبعاد أخرى ترتبط بالبروباغندا التي يبثها إعلام النظام السوري على المستوى المحلي، والإعلام الروسي على المستوى العالمي، والتي تأخذ موقفاً حاداً من الفريق وتعمل على تشويه صورته بأكاذيب لا تنتهي، بهدف إظهاره كمنظمة إرهابية إسلامية تساعد جرحى التكفيريين وتتظاهر بالإنسانية ومساعدة المدنيين أمام الكاميرات. لأن وجود مثل هذا الفريق الإنساني يثبت وجود مدنيين أولاً ومسعفين لهم ثانياً ما يظهر حقيقة حرب النظام وحلفائه الهمجية على المدنيين المحاصرين في مناطق مختلفة من البلاد وتحديداً في الشمال السوري.

يذكر أن فريق “الخوذات البيضاء” ينشط منذ العام 2013 لإنقاذ المدنيين في مناطق المعارضة السورية التي تتعرض لقصف مستمر من طيران النظام السوري وحلفائه، بأسلحة مختلفة منها ذخائر محرمة دولياً، ويضم الفريق حوالى 3000 متطوع لا يمتلكون خبرة سابقة في مجال الإنقاذ، وبدأ بمبادرة من رائد صالح، أحد سكان مدينة إدلب المنكوبة شمالي البلاد.

المدن

 

نظام الأسد يحتفل بِعِيد “حماة الديار”.. الروس!

وليد بركسية

جرّد الإعلام السوري الرسمي، جيش النظام من أوصافه الكلاسيكية التي احتكرها لأكثر من أربعة عقود، ونزع هالة التقديس التي طالما رسمها بالقبلات الحارة فوق أحذية جنوده، عبر احتفاله المبهرج غير المسبوق، الخميس، بعيد الجيش الروسي، الذي بات من اليوم فصاعداً حامي الوطن بدلاً من حماة الديار المحليين.

وقدم الإعلام الرسمي وشبه الرسمي تغطيات لاحتفالات الجنود الروس بعيد تأسيس الجيش الروسي، والتي شارك فيها مدنيون روس، وأفراد من الجيش السوري وعدد من تلاميذ المدارس السوريين الذين قدموا التهاني للجيش الروسي بموازاة تسليم الجنود الروس رسائل وهدايا من آلاف طلاب المدارس في روسيا، في نوع من التطابق المذهل بين الاحتفالات في موسكو وتلك التي شهدتها القواعد العسكرية الروسية الكثيرة.

وركزت القنوات السورية (سما، الفضائية، الإخبارية، ..) على احتفال واحد أقامته القوات الروسية في قاعدة لها بريف دمشق، من دون تحديد موقع القاعدة أو اسمها، ويرجح أن تكون قريبة من الغوطة الشرقية، شرق منطقة البحارية، التي تشهد انتشاراً روسياً واسعاً، ومن الضروري القول أن المواكبة الإعلامية الرسمية للاحتفالات ليست مجرد تملق بقدر ما هي انعكاس لحجم التواجد العسكري الروسي اليوم مقارنة بالعام الماضي الذي لم يشهد احتفالات بنفس المستوى من جانب الروس الذين بات وجودهم دائماً وأكثر راحة مع حسم عدد كبير من المعارك لصالحهم خلال العام 2016.

العام الماضي على سبيل المثال لم يتجاوز تقرير قناة “سما” عن العيد أكثر من دقيقة واحدة، نقلاً عن قناة “روسيا اليوم” رصدت فيه بشكل مقتضب مراسم الاحتفال الرسمية في موسكو ومشاركة بوتين في وضع أكاليل الزهور على ضريح الجندي المجهول قرب أسوار العاصمة. وهو تقليد محلي أيضاً لطالما احتكره الرئيس السوري السابق حافظ الأسد وابنه بشار من بعده طوال عقود في 1 آب/أغسطس الذي يصادف عيد تاسيس الجيش السوري، حامي الوطن السابق على ما يبدو.

ووصف تقرير قناة “الإخبارية السورية” السلاح الروسي بأنه “سلاح الحق حين يختصر المسافات ويوحد الإرادات فيتطابق المصير، لتبدو انتصارات الماضي حقائق حاضرة تبشر بالآتي”، قبل أن يظهر عدد من الجنود الروس أمام الكاميرا وهم يتحدثون عن سعادتهم “بدحر الإرهاب عن سوريا” و”مساعدة الأصدقاء” و”الاحتفال معاً”، وذلك بلغة عربية سيئة وبطريقة التلفزيون السوري التلقينية التي لم ينج منها الروس “المساكين” أيضاً.

والحال أن سياق التقارير التي قدمها الإعلام الرسمي وشبه الرسمي، كتبت ونفذت بطريقة تدمج بين الوطنين روسيا وسوريا بما يتعدى قيم الصداقة أو التعاون الحربي بين دولتين، كما يقول المسؤولون في دمشق وموسكو، وتصبح عبارة “حامي الوطن” إشارة لحامي سوريا، في استبدال لدور الجيش السوري الذي يمتلك تسمية مشابهة هي “حماة الديار”، وإشارة خفية للدور الحقيقي لجيش النظام المتهالك الذي لم يكن ليقدر على الصمود لولا الضخ الروسي الذي كان السبب الوحيد للانتصارات الأخيرة التي حققها النظام، وتحديداً في معركة حلب.

ولا يشكل الاحتفال بـ “حامي الوطن” نوعاً من التملق الفاضح من النظام المنهار للحليف الروسي كما كان عليه الحال في خطاب النظام تجاه روسيا أواخر العام 2015 مثلاً، بل يشكل تقديماً لفرض من فروض الطاعة الإجبارية للكرملين والتقاليد العسكرية الروسية، بما يشبع غرور الزعيم الروسي فلاديمير بوتين الراغب في إعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي، وهو ما صرح به وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر ميونيخ الأمني في عطلة نهاية الأسبوع الماضية التي تحدث فيها عن نظام عالمي جديد يتجاوز فكرة العالم الغربي التي تسيدت العالم منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، مع رغبة روسيا بنظام عالمي يشابه نظام السياسة العالمية خلال القرن التاسع عشر.

تصبح سوريا في هذه المعادلة تحت الوصاية الروسية في أقل تقدير، أو كأنها مقاطعة روسية بعيدة على أطراف الإمبراطورية الروسية، من دون الكشف رسمياً عن هذه الصيغة بعد، علماً ان هناك اقتراحاً من مجموعة من المفكرين والسياسيين والناشطين الاجتماعين الروس، قدم إلى الرئيس فلاديمير بوتين مطلع العام الجاري، بإنشاء كونفدرالية في وقت لاحق من هذا العام، بين سوريا وروسيا وضم دمشق وهو خيار يدرسه الكرملين حسبما تشير وسائل إعلام روسية.

بناء عليه، قالت قناة “الإخبارية” في تقريرها: “تحتضن سوريا، أرض المجد والإباء، أحد أهم وأعرق جيوش العالم، الجيش الروسي، يشاركها في مكافحة الإرهاب وطرد الغزاة عن أرضها المقدسة، وتشاركها هي بدورها باحتفالاته وإنجازاته وانتصاراته التاريخية”.

يذكّر ذلك إلى حد ما بالأيام الأولى التي تلت بداية التدخل العسكري الروسي في البلاد، مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر العام 2015، حينها كانت القنوات الرسمية تبث نسخة حديثة من أغنية “كاتيوشا” الروسية الحربية – الرومانسية، ترحيباً بطلائع القوات الروسية وإيذاناً ببدء حقبة جديدة في البلاد، تسترجع أمجاد النصر السوفييتي في الحرب العالمية الثانية وتعكسها بشكل معاصر على الحرب في سوريا.

والحال أن خطاب وسائل الإعلام الرسمية تدرج في توصيفه لروسيا بشكل مثير، فخلال الأعوام الأولى للثورة في البلاد لم تكن روسيا أكثر من حليف سياسي بعيد وصديق مهم للنظام، ومع تقهقر جيش النظام في عدد من المناطق تحت ضغط المعارضة وعدم قدرة الحلفاء الإقليميين على سد الفراغ البشري الناجم عن طول فترة الحرب، تجنبت وسائل الإعلام الرسمية الحديث عن روسيا كحليف عسكري، قبل أن تنفي ذلك بشكل قاطع ثم تصبح هي المروجة له لاحقاً، وبعد التدخل العسكري الروسي كان وصف الجنود الروس لا يتعدى كونهم حلفاء مؤقتين مع تملق دائم للكرملين ورئيسه فلاديمير بوتين، وصولاً لتحول سوريا في إعلام النظام إلى مقاطعة روسية تابعة لموسكو في الأشهر القليلة الماضية.

وتنفي الاحتفالات الروسية وطبيعة التغطية الإعلامية السورية لها، الأنباء والتصريحات التي قدمتها وزارة الدفاع الروسية في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، حول تقليص عدد القوات الروسية في سوريا، والذي شككت به مجلات روسية ووسائل إعلام غربية منها قناة “فوكس نيوز” في حديثها عن اتجاه روسيا لزيادة عدد قواتها في سوريا، ما اضطر وزارة الدفاع الروسية لمحاولة تكذيب تلك الأنباء عبر القول أنها أنباء كاذبة من وسائل إعلام لا تتمتع بمصداقية. علماً أن ذلك كان ثاني انسحاب جزئي مفترض من البلاد بعد الانسحاب الأول في شهر آذار/مارس 2016. والذي شككت به أيضاً تقارير استخباراتية غربية أشارت في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2016 إلى أن عدد القوات الروسية في سوريا يزيد عن 25 ألف عسكري مقابل 4500 جندي تصرح وزارة الدفاع الروسية بوجودهم رسمياً في البلاد في ذلك التاريخ.

ما لا يفصح عنه الإعلام الرسمي هنا هو العدد الحقيقي للقوات الروسية وأماكن انتشارها وتوزعها ويفرض نوعاً من التمويه اللغوي على تسمية القواعد العسكرية الروسية بما في ذلك قاعدة “حميميم” في ريف اللاذقية، كما لا يتحدث عن القاعدة الثانية في ميناء طرطوس الذي بات بالكامل تحت السيطرة الروسية، ولا عن القاعدة الثالثة في محيط مطار كويرس العسكري بريف حلب، كما لا يجري الحديث عن الثكنات العسكرية في كل م جبل زين العابدين ومنطقة جورين ومطار القامشلي وقرب مدينة تدمر وفي مدينة الصنمين بريف درعا، وكلها مناطق تشهد انتشاراً عسكرياً روسياً كثيفاً من دون توافر معلومات دقيقة حول حجم القوات المنتشرة هناك، وقد يكون ذلك جزءاً من الاتفاقية التي وقعها النظام السوري مع روسيا والتي تسمح بإقامة قواعد عسكرية روسية في البلاد بما في ذلك استخدام قاعدة حميميم لأجل غير مسمى، والتي كشف بعض بنودها في وقت سابق أواخر العام 2016.

المدن

 

دي ميستورا يشرح “جنيف-4” للنظام والمعارضة

أنهى المبعوث الدولي إلى سوريا اجتماعين عقدهما مع وفدي الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات في جنيف، سلمهما خلالهما ورقة تتضمن شكل الاجتماعات المقبلة، وجدول أعمال مفاوضات “جنيف-4″، الذي انطلق رسمياً الخميس.

 

والتقى دي ميستورا أولاً مع رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري، الذي قال عقب الاجتماع إن وفد بلاده سيرد على الورقة التي قدمها دي ميستورا في الجلسة المقبلة التي سيعقدها معه.

 

ولفت الجعفري خلال تصريحات للصحافيين، أن وفد النظام أجرى “اليوم جلسة محادثات مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا وتطرقنا خلالها إلى شكل الاجتماعات المقبلة. وأعني بذلك أننا تطرقنا خلال كامل الجلسة إلى مسائل تتعلق بشكل الجلسات فقط”.

 

وأضاف “في نهاية الاجتماع استلمنا ورقة من دي ميستورا واتفقنا على أن ندرسها على أن نعود إليه في الجلسة القادمة بموقفنا من محتويات هذه الورقة.. وبالنسبة للجلسة القادمة سنتفق عليها عبر الأقنية الدبلوماسية مع مكتب دي ميستورا نفسه”.

 

في هذا السياق، نقلت قناة “روسيا اليوم” عن مصدر مقرب من وفد النظام قوله، إن الورقة التي قدمها دي ميستورا للجعفري تركز على القرار 2254 ولا تشمل نقاطاً جديدة.

 

في المقابل، قال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري، عقب انتهاء اللقاء مع دي ميستورا، إن الأمم المتحدة سلمت الوفد ورقة عمل بشأن القضايا الإجرائية والأفكار المتعلقة بالانتقال السياسي. وأضاف “طبعا (توجد) ورقة عن القضايا الإجرائية وبعض الأفكار للبدء في العملية السياسية”.

 

ووصف الحريري الاجتماع مع دي ميستورا بأنه كان بناءً، وتابع “سمعنا منه (دي ميستورا) كلاماً إيجابياً ورأينا اقتراحات وأفكاراً متحمسة أكثر من السابق باتجاه الخوض بجدية في عملية الانتقال السياسي”.

 

من جهة ثانية، أفادت مصادر “المدن”، أن وفد الهيئة العليا اجتمع مع وفد منصة القاهرة في محاولة لإقناعهم بالعدول عن فكرة حضور مفاوضات “جنيف-4” كوفد معارض مستقل عن وفد الهيئة، خصوصاً وأن منصة القاهرة كانت ممثلة في الهيئة العليا.

 

وأضافت المصادر أن الاجتماع لم يحقق أهدافه حتى الآن، إذ يصرّ وفد منصة القاهرة على أن يكون وفداً مستقلاً، متذرّعاً بحمله أفكاراً مختلفة عن تلك التي يقدمها وفد الهيئة العليا. ومن المفترض أن تعقد محادثات إضافية، غير رسمية، بين الطرفين لحسم الموضوع وتحديد خياراتهما النهائية.

 

«جنيف 4»: خطوات حذرة من دي ميستورا … خوفاً من «ألغام» المحادثات

لا يخفي دي ميستورا نيته الوصول إلى عقد مباحثات مباشرة بين الوفدين (أ ف ب)

يحاول المبعوث الأممي تفادي انهيار جولة المحادثات الجارية في جنيف، التي تعقد تحت ضغط الميدان، عبر لقاءات منفصلة مع الوفود السورية، يحاول من خلالها انتزاع موافقات مسبقة على شكل اللقاءات المقبلة وبرنامجها. وتشير المعطيات إلى أنَّ العمل الأممي ينصبّ كله في خانة عقد محادثات مباشرة بين الوفد الحكومي ووفد موحد للمعارضة، ليبقى التحدي الأصعب في صياغة برنامجها ومحتواها، ليلقى القبول من الطرفين

بعد الافتتاحية «الاحتفالية» بعودة المحادثات السورية إلى قاعات الأمم المتحدة، التي انفردت بمجريات اليوم الأول من جولة جنيف الجارية، شهد أمس الخطوة الفعلية الأولى ضمن برنامج المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، عبر اجتماع الأخير بشكل منفصل مع الوفدين الحكومي والمعارض، وتسليمه إياهما، أوراقاً تتضمن إطار المحادثات المقترح.

وتعكس خطوات دي ميستورا الحذرة، وإعطاؤه الوقت اللازم للوفود للتشاور والموافقة على الخطوة المقبلة، الشرخ الحاصل في المسار السياسي منذ انهيار جولة المحادثات الماضية. كذلك تراعي واقع الميدان السوري الذي يتابع اشتعاله تحت سقف «هدنة» أستانة، والخلافات القديمة المتجددة بين وفود المعارضة السورية، التي تعترض سبيل الخروج بوفد موحّد يجلس على طاولة التفاوض المباشرة.

ولا يخفي دي ميستورا نيته الوصول إلى عقد مباحثات مباشرة بين الوفدين السوريين، وهو ما يلى نظرياً، استعداد كلا الطرفين، وفق ما أوضحه مدير مكتب المبعوث الأممي، مايكل كونتت، الذي قال إن كافة الأطراف السورية «أبدت استعدادها للجلوس وجهاً لوجه، إلى طاولة واحدة لإجراء النقاشات».

وأوضح كونتت في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء أعمال اليوم الثاني من المحادثات، أن المشاركين في هذه اللقاءات «بحثوا مسائل دفع العملية التفاوضية قدماً خلال الأيام المقبلة»، مشيراً إلى أن دي ميستورا «لا يتوقع تحقيق اختراق سريع في المحادثات»، وهو سيواصل إجراء محادثات تشاورية، سيلتقي في خلالها ممثلين عن منصتي موسكو والقاهرة».

وفي مؤتمر صحافي مقتضب عقب اجتماعه مع المبعوث الأممي، قال رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري، إنّ المحادثات تطرقت إلى «شكل الاجتماعات المقبلة»، مضيفاً: «تسلمنا ورقة من دي ميستورا واتفقنا على دراستها، على أن نعود إليه في الجلسة المقبلة بموقفنا من محتوياتها». وحول تفاصيل اللقاء المقبل وموعده، لفت إلى أنه سيُتفَق عليها «عبر القنوات الدبلوماسية مع مكتب دي ميستورا نفسه». وفي المقابل، عقد الجانب المعارضة لقاءً داخلياً «استشارياً» في مقر إقامة الوفد، قبيل لقاءه المبعوث الأممي. وقال العضو في الوفد المعارض، أسعد حنا، لوكالة «فرانس برس» قبيل اللقاء، إنه سيجري في خلاله «وضع خطوات ترتيبية للاجتماعات المباشرة والمفاوضات مع وفد النظام». وأضاف: «نحن هنا لمناقشة الانتقال السياسي وفقاً لقرار الأمم المتحدة 2254»، مشيراً إلى أنّ «النظام سبق أن أعلن أنه لن يناقش الانتقال السياسي، وهذا انتهاك لقرارات الامم المتحدة». وأضاف أن الوفد المعارض طالب «بدخول مفاوضات مباشرة مع النظام».

وفي مؤتمر صحافي عقب لقاء دي ميستورا، قال رئيس الوفد المعارض نصر الحريري، إن الكلام الذي سمعه الوفد من المبعوث الأممي «إيجابي»، ويتضمن مقترحات وأفكاراً «أكثر حماسة» نحو الخوض بجدية في عملية الانتقال السياسي. وأضاف أنه «جرى التركيز على القضايا الإنسانية وتأكيد ضرورة التزام وقف إطلاق النار، ووقف الخروقات التي يرتكبها النظام وحلفاؤه»، مشيراً إلى أنه «لا يوجد حتى اللحظة خطوات محددة حول المفاوضات، بل هي نقاشات وإجراءات لخطوات وترتيبات مجريات الأيام المقبلة». وعن أولوية مكافحة الإرهاب بالنسبة إلى الدول، قال الحريري: «لم أرَ أنَّ المجتمع الدولي اتفق على مكافحة الإرهاب، ونحن من وضع أولوية قتال الإرهاب».

وفي سياق متصل، أعلن عضو وفد «الهيئة العليا» المعارضة خالد المحاميد، أنها تسعى إلى أن «يكون هناك وفد واحد وليس موحداً»، موضحاً أن لجاناً تشاورية ستُشكَّل للتواصل مع منصتي القاهرة وموسكو لإيجاد صيغة والتفاهم على آلية». وأضاف أن «من الممكن رؤية أعضاء من منصتي القاهرة وموسكو ضمن وفد الهيئة العليا، إذا وقّعوا على مخرجات مؤتمر الرياض التي تمثل ثوابت الثورة». ومن جانبه، أكد عضو وفد «منصة القاهرة»، جمال سليمان، أنَّ هذه المجموعة تسعى إلى تشكيل «وفد موحد للمعارضة»، مضيفاً: «نحن لا ندعو أحداً للذوبان فينا ولا نذوب في أحد». وأضاف أنَّ «دي ميستورا كان يركز على إنجاز أكبر قدر من التقارب بين منصات المعارضة المختلفة… ونحن أجبنا بأننا نعمل من أجل ذلك وقطعنا شوطاً من الحوارات غير الرسمية مع بعض الأعضاء في الهيئة العليا، ومع زملائنا في منصة موسكو، ونود مواصلة ذلك».

(الأخبار، أ ف ب)

 

المجلس الكردي يرسل وثيقة الى دي ميستورا

حقوقيون أكراد بارزون غير راضين عن المشاركة في جنيف

بهية مارديني

«إيلاف» من لندن: ‎يشارك المجلس الوطني الكردي في مفاوضات جنيف 4 للحل السياسي المنعقدة حاليا ضمن وفد موحد مع وفد المعارضة السورية، بالأهداف والمطالب ذاتها ويستثنى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من المشاركة وسط هجوم من المجلس الكردي ضده.

 

‎ويقول معارضون أكراد من وفد الهيئة العليا للمفاوضات أنهم يأملون في جنيف تحقيق أي اختراق دون رفع سقف آمالهم.

 

ولكن المحامي والناشط الكردي البارز رديف مصطفى قال في حديث مع«إيلاف» لا أعتقد بأن هناك “جدية لإيجاد حل سياسي وهي مجرد إدارة للأزمة وتثبيت للخسارة “.

 

وأضاف “النظام لم يلتزم بوقف إطلاق النار ويرفض الانتقال السياسي وروسيا رغم توقيعها على اتفاق وقف إطلاق النار كضامن لم تفعل شيئا والمجلس الوطني الكردي كممثل للمعارضة الكردية السورية موجود هناك مثله مثل غيره”.

 

وأضاف “الموضوع يتعلق بالخيارات السياسية فمن اختار أن يكون جزءا من قوى الثورة والمعارضة هو الآن ممثل بوفدها ومن اختار الحياد أو كان حليفا للنظام من الطبيعي أن يكون خارج إطار وفد المعارضة ولا أعول على وجود حل سياسي”.

 

وأكد مصطفى ” لست راضيا بشكل عام عن وفد الهيئة العليا لا بطريقة تشكيله ولا بأدائه وأعتقد بأنه مطلوب من هذا الوفد المعارض عدم قبول المنصات التي تحاول موسكو فرضها عبر ممارسة ضغوط على الوفد ولا أعتقد بأن لهذه المنصات اية علاقة بالمعارضة فعليا الا اذا أعلنت رسميا بأنها مع بيان جنيف 1 وتطالب بعملية انتقال سياسي عبر هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات خالية من بشار الأسد”.

 

وأشار أخيرا الى أنه من الطبيعي ” في حالة قبولها ببيان جنيف 1 عليها أن تكون جزءا من الوفد ولا ينبغي أن تحضر كوفود مستقلة عن وفد المعارضة”.

 

مراسلات

 

من جانبه كشف المحامي الحقوقي الكردي البارز فيصل بدر أن المجلس الوطني الكردي ارسل رؤيته الخاصة لمكتب الموفد الدولي ستيفان دي مستورا وأن مكتب دي ميستورا أرسل للمجلس ما يشير الى استلامه ” أي مما يعني أنها عملية مراسلات كان من الممكن القيام بها منذ شهور ولربما كانت مجدية اكثر في ما لو كانت مبطنة بنوع من التحذيرات ولتكن على الورق”.

 

وأضاف ” ارسال المجلس للرسائل هو أقصى ما يستطيع المجلس القيام به، والسبب ان المجلس لا يحضر بشكل مستقل وانما ضمن وفد معارض رافض لرؤيته ولا يستطيع تبعا لذلك أن يطرح اوراقه الخاصة به على طاولة التفاوض بشكل مستقل او ضمن رؤية المعارضة الرافضة لها”.

 

واعتبر بدر أنه كان الاولى بالمجلس أن يلوح باجراءات جدية تجاه شركائه ويقصد المعارضة لجهة تعديل رؤيتها ولو بالحد الادنى الذي تم انضمام المجلس على اساسه الى الائتلاف، والا يكتفى ببيانات وتخفظات لا تقدم ولا تؤخر، وقتها لو كان المجلس لوح على الاقل بالانسحاب من الهيئة العليا وكان موقفه جديا لربما استطاع ان ينتزع بعض المكاسب”.

 

ومع ذلك تمنى من ممثلي المجلس الوطني الكردي تدارك هذا التقصير الكبير واتخاذ مواقف جدية تجاه الجميع وخاصة وفد المعارضة باعتباره منتميا لها والتأكيد على أنه لن يقبل بعد الآن بهذا التهميش والانكار لحقوق الشعب الكردي واغفال مطالبه المشروعة في العملية التفاوضية والتفكير جديا بجميع الخيارات المتاحة امامه في ما اذا استمرت المعارضة بتعنتها.

 

وأضاف “لن أتطرق للنظام لانه في موقع مريح من هذه الناحية طالما ان حلفاء المجلس الوطني الكردي لا يتبنون رؤيته وطالما انه المضطهد الاول والاخير للأكراد وسيكون سعيدا في ايجاد شركاء له في ذلك” في إشارة الى أن المعارضة أيضا تهضم حقوق الأكراد .

 

‎وكان عبد الحكيم بشار ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف وعضو الهيئة العليا للمفاوضات أكد في تصريح لوكالة الأناضول التركية، أن “النظام غير مستعد للتفاوض مع المعارضة، وبالتالي لا أمل في اجتماعات جنيف لحل الأزمة السورية، ولن تصبح تلك الاجتماعات مثمرة”.

 

‎وأشار بشار “سنكشف في اجتماعات جنيف4 ما يقوم به النظام السوري من تجاوزات، وكذلك حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي”.

 

‎واعتبر” أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يقوم بأعمال القتل والعنف والاغتيالات وتوقيف المواطنين الأبرياء في مناطق متفرقة من سوريا، بما فيها المناطق الكردية.

 

‎وسبق لسكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) نصر الدين إبراهيم، أن قال لوسائل الاعلام الكردية إنهم تلقوا دعوة لتشكيل وفد يتكون من ستة أشخاص لحضور مؤتمر جنيف 4. إلا أن حواس خليل القيادي عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني المعارض عن المجلس الكردي أكد أن” المجلس الوطني الكردي مكون أساسي من مكونات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وكان المجلس الوطني حاضرا في جميع المحافل الاقليمية والدولية بصفته ممثلا للشعب الكردي في الائتلاف، وهناك وثيقة رسمية موقعة بين المجلس والائتلاف، وبالتالي سيشارك المجلس في مفاوضات جنيف4 كما كان مشاركاً باستمرار في وفود المعارضة في المحافل الدولية”..

 

‎وأضاف “أن الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف ستكون بين المعارضة والنظام، والمجلس الوطني الكردي جزء من المعارضة وهو مشارك في جميع الأجندات التي سوف تطرح على طاولة المفاوضات والتي ستكون وفق مبادى جنيف1 التي تنص بوضوح على الحل السياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالي والانتقال السلمي للسلطة”.

 

الأطراف السورية توافق على التفاوض المباشر  

قال مكتب المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا إن الأطراف السورية المجتمعة في جنيف وافقت مبدئيا على إجراء المفاوضات بصورة مباشرة. من جهة ثانية، أخفق وفدا الهيئة العليا للمفاوضات ومنصة القاهرة في تشكيل وفد موحد للمعارضة.

وقال عضو الهيئة العليا للمفاوضات جورج صبرة لـ الجزيرة إن القبول بالتفاوض المباشر يستهدف اختبار مدى جدية وفد النظام، مضيفا أن المعارضة لا تريد أن يجري استخدام هذه الجولة من المفاوضات غطاء لاستمرار الجرائم والقصف والترحيل من قبل النظام.

 

وقبيل تأكيد قبول الأطراف بالتفاوض المباشر، قال رئيس وفد المعارضة نصر الحريري إن الوفد استلم أمس الجمعة ورقة من المبعوث الدولي بشأن القضايا الإجرائية، وإن لقاء الوفد مع دي ميستورا تناول أفكارا عامة تتعلق بشكل المفاوضات وطريقة الحكم، والتركيز على القضايا الإنسانية، والالتزام بوقف النار، ووقف الخروق التي يرتكبها النظام.

 

كما سلم المبعوث الدولي ورقة أخرى لوفد النظام برئاسة بشار الجعفري، وهو يسعى لوضع خطة عمل تشمل طبيعة المفاوضات ومضامينها الأيام القادمة، حيث أكد الجعفري أنه سيعكف على دراسة الورقة.

 

وعلى الإثر، طلب الجعفري مهلة حتى الاثنين أو الثلاثاء للرد على النقاط التي وردت في الورقة التي قدمها دي ميستورا.

 

وطالب الجعفري دي ميستورا بتقديم توضيحات على عشرات النقاط قبل بدء النقاش في تشكيل الحكم غير الطائفي والدستور الجديد والانتخابات.

المعارضة

من جهة ثانية، قال مصدر في وفد الهيئة العليا للمفاوضات لقوى المعارضة السورية للجزيرة إن اجتماع وفد الهيئة مع ممثلي منصة القاهرة لم يُفض للاتفاق على تشكيل وفد موحد.

 

وأكد المصدر توافق الجانبين على مجمل القضايا السياسية المتعلقة بعملية الانتقال السياسي وتنسيق المواقف خلال المفاوضات.

 

وقبيل لقاء المبعوث الدولي بالمعارضة، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط إن الهيئة فوجئت بالطريقة التي استدعى بها دي ميستورا ممثلي منصتيْ موسكو والقاهرة. لكنه أكد أن الهيئة لا تريد فشل مفاوضات جنيف، لأن ما يهمها هو رفع المعاناة عن الشعب السوري لا طبيعة وفد المعارضة.

 

وفي وقت سابق، رأى عضو منصة القاهرة جمال سليمان أن الدعوة إلى توحيد أطراف المعارضة أمر إيجابي يخدم فرص الوصول لحل سياسي، وقال للجزيرة إن الوفد ينتظر الاجتماع مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات لبحث المسألة رسميا بعد عدة لقاءات غير رسمية “إيجابية”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

جنيف4.. خلافات حول مقترحات دي ميستورا

دبي – قناة العربية

كشفت مصادر أن ورقة العمل الأممية التي قدمها المبعوث الدولي إلى سوريا #ستيفان_دي_ميستورا لوفدي المعارضة والنظام في #محادثات_جنيف تتركز على المرحلة الانتقالية والدستور والانتخابات.

وفيما أعلن رئيس وفد النظام #بشار_الجعفري أنه يتم دراسة الورقة التي قدمها دي ميستورا، أكد رئيس وفد #المعارضة #نصر_الحريري على أن الأولوية هي للبدء في المفاوضات حول عملية انتقال سياسي يتم خلالها تشكيل هيئة حكم انتقالية.

وشهد مقر الأمم المتحدة في جنيف الجمعة، سلسلة اجتماعات ثنائية أو تحضيرية في إطار الجولة الرابعة لمحادثات جنيف حول #سوريا.

 

وفد المعارضة في جنيف

وبحث وفد المعارضة السورية مع دي ميستورا سبل عقد مفاوضات مباشرة مع النظام، بحسب ما أفاد مراسل العربية.

وعقدت المعارضة سلسلة اجتماعات مغلقة تتخللها اجتماعات مع البعثات الدولية المساندة للمعارضة وسط خلاف كبير، لا يزال قائماً، حول جدول الأعمال.

يذكر أن كافة المعطيات السياسية لا تشي بانفراجة قريبة في الملف السوري، لا سيما في ظل “عقدة العقد” بين النظام والمعارضة وهي مسألة #الانتقال_السياسي. ولعل هذا ما دفع دي ميستورا في الجلسة الافتتاحية للجولة الرابعة من محادثات جنيف حول سوريا، الخميس، إلى التأكيد على أن “المهمة مضنية”.

 

ماذا تريد روسيا في مباحثات جنيف؟

تبدي روسيا استعدادها لتشكيل حكومة وحدة وطنية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تواجه مباحثات جنيف بشأن الأزمة السورية خطر الغرق في بحر التفاصيل مع انشغال المسؤولين بمن سيقابل من وكيف سيكون شكل التفاوض.

لكن خلف الكواليس يقول دبلوماسيون إن معظم الخيوط تتجمع في يد روسيا، خاصة بعد أن اختارت الولايات المتحدة أن تجلس في مقعد المتفرج، وبعد التدخل العسكري الروسي الذي حول دفة الحرب نوعا ما إلى كفة الرئيس بشار الأسد.

 

لكن ما تريد روسيا تحقيقه في نهاية المطاف لم يتضح بعد ليصبح السؤال الصعب هو: ماذا تريد موسكو؟

 

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قال، الخميس في مراسم عسكرية، بينما بدأت محادثات جنيف “مهمتنا هي تحقيق استقرار السلطات الشرعية وتوجيه ضربة قاضية للإرهاب الدولي وحسب.”

 

وتبدي روسيا استعدادها لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال دبلوماسي أوروبي كبير ساخرا “إن هذا يعني الاستعانة ببضعة معارضين لإدارة وزارة الرياضة مع ترك سلطات الأسد دون أن تمس.

 

وأضاف “لو كانوا يريدون تحريك الأمور بوسعهم أن يعطوا الأسد بطاقة الصعود إلى الطائرة وأن يرسلوه إلى كراكاس”، حسب رويترز.

 

من جانبها، تريد المعارضة أن يتخلى الأسد الذي يحكم سوريا منذ 17 عاما عن السلطة، وهو مطلب وصفه سفير روسيا في جنيف أليكسي بورودافكين، بـ” المطلب السخيف”.

 

ولا تزال هناك تساؤلات حول ما إذا كان لروسيا أي تأثير على إيران حليفة الأسد الأخرى والفصائل التي تدعمها أو ما إذا كانت تغض الطرف عنها بينما تتطلع لتعزيز المكاسب الميدانية التي حققتها مؤخرا.

 

وقال الدبلوماسي نفسه “النظام السوري وحزب الله يريدان تطهير المناطق المحيطة بدمشق التي ما زالت تمثل تهديدا للعاصمة.”

 

وأضاف “سيتوجهان بعد ذلك صوب إدلب أو درعا في الجنوب.”

 

وحتى الآن لا توجد أدلة تذكر على ممارسة موسكو ضغطا على وفد الحكومة. وتشير مسودة الدستور المقترحة التي وضعتها روسيا إلى استمرار الأسد لعدة ولايات رئاسية مدة كل منها سبع سنوات.

 

جنيف4… دي ميستورا: السوريون بحاجةٍ إلى المصافحات لحل النزاع

كلنا شركاء: رصد

أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن الشعب السوري بحاجة إلى المصافحات من أجل حل النزاع، في حين حمله رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات، نصر الحريري، مسؤولية نقل السلطة في سوريا.

 

وأفاد موقع “روسيا اليوم” بأن دي مستورا قال في مؤتمر صحفي عقده عقب كلمته في مراسم افتتاح مؤتمر جنيف 4، مساء الخميس 23 شباط/فبراير، “وضعنا اليوم لبنة الأساس على مسار تسوية الأزمة السورية”، مؤكداً أنه سيواصل تشجيع أطراف الأزمة السورية على إقامة الحوار بينها.

وأضاف مشددا: “ربما رأيتم بعض المصافحات، إن الشعب السوري في حاجة إلى هذه المصافحات من أجل حل هذا النزاع”.

 

وتعهد دي ميستورا بأنه سيستمر “بتحفيز المشاركين في المفاوضات للمضي قدماً في تحقيق جميع أحكام القرار 2254، ولتحقيق التوافق بين كيانات المعارضة”، مشدداً في الوقت ذاته، على أنه لا يقوم إلا بدور الوساطة.

 

وشدد المبعوث الأممي على أن العقبة الأكبر في هذه المفاوضات هي “انعدام الثقة” بين الأطراف السورية، مشيرا إلى أن “الوساطة قد تساعد هنا”.

 

وأكد دي ميستورا على ضرورة القيام بعمل كبير لتشكيل وفد موحد من المعارضة السورية للمشاركة في مفاوضات السلام، مشيراً إلى أنه “توجد الآن لحظة مناسبة جدا” لفعل ذلك، واعتبر في الوقت ذاته، أن مؤتمر جنيف 4 وصل إليه “وفد كبير من المعارضة يضم ممثلين عن الفصائل المسلحة”.

 

وذكر أنه سيعقد يوم غد لقاءات ثنائية مع الأطراف السورية “لوضع خطة عمل لهذه الجولة من المفاوضات”.

 

من جانبه، قال نصر الحريري، رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات، عقب مراسم إطلاق مؤتمر جنيف 4 في قصر الأمم بجنيف: “إن الكرة اليوم في ملعب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا (ستيفان دي ميستورا)، وعليه تنفيذ الالتزام الرئيس وهو إطلاق العملية السياسية لنقل السلطة في سوريا”، وفقا لوكالة “تاس”.

 

وأكد على ضرورة التغلب على العقبة السياسية التي لا تزال قائمة منذ السنوات الماضية، وهي عملية نقل السلطة، مشيراً إلى أن المعارضة مستعدة للتعاون مع جميع ممثلي المجتمع الدولي من أجل حل المسألة.

 

ودعا الحريري الولايات المتحدة إلى العودة للمشاركة في مفاوضات جنيف من أجل ممارسة القدر الأكبر من الضغط وتقليل نفوذ إيران والوصول إلى تسوية سياسية عادلة في سوريا.

 

واعتبر رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات أن السلطات الإيرانية تمثل “إحدى المشاكل الأساسية التي تعرقل الوصول لتفاهمات سياسية في المنطقة”، مشدداً على أن إيران بذلت جهوداُ جدية على الصعيدين السياسي والعسكري من أجل “نشر عشرات الآلاف” من المقاتلين في سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى