أحداث السبت 26 أيلول 2015
واشنطن تطرح مبادرة جديدة في شأن سورية
واشنطن – رويترز
قال مسؤولون أميركيون وغربيون أمس (الجمعة) إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيحاول طرح مبادرة جديدة للتوصل إلى حل سياسي في سورية، خلال اجتماعات يعقدها في نيويورك خلال الأسبوع المقبل تبدأ بمحادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف اليوم.
وأوضحوا أنه بعد دعم عملية سلام للأمم المتحدة أخفقت في إنهاء الصراع السوري، سيختبر كيري أفكاراً عدة لنهج جديد خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال الأيام المقبلة.
وقد يجمع هذا النهج الجديد الذي شدد المسؤولون على أنه في مراحله الأولى بين روسيا وهي حليف رئيس للرئيس بشار الأسد والسعودية ودول مثل تركيا وقطر اللتين تدعمان جماعات المعارضة السورية.
وأضفى التعزيز العسكري الروسي المفاجئ لدعم الأسد وأزمة لاجئين امتدت من المنطقة إلى أوروبا إلحاحاً جديداً لمحاولات حل الصراع السوري.
وبعد ثلاث سنوات من الاتفاق على بيان جنيف وهو وثيقة حددت الخطوط العريضة في شأن طريق سورية للسلام والتحول السياسي أخفقت عملية الأمم المتحدة في تحقيق تقدم في التوسط لإنهاء الحرب.
وقال مسؤول أميركي “ومن ثم سترون جهوداً من وزير الخارجية كيري للتوصل لصيغة ما تُعيدنا إلى مفاوضات جوهرية حقيقية”.
وأوضحت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان للصحافيين أمس أن كيري سيناقش موضوع سورية عندما يلتقي مع ظريف في نيويورك.
وإيران حليف قوي للأسد، وتدعم في سورية أنشطة جماعة “حزب الله” اللبنانية التي تقدم للأسد دعماً قوياً. ويعترف المسؤولون الأميركيون بأنه من أجل التوصل إلى انفراجة سياسية في سورية لا بد وأن تلعب إيران دوراً في نهاية الأمر.
وقالت إيران إنها مستعدة للجلوس مع منافسين لبحث الأزمة في سورية.
وأضافت شيرمان “نعرف بالتأكيد وجود مصالح متوازية” في شأن سورية.
وأشارت إلى أن “هناك حساسيات سياسية كبيرة في إيران في شأن إجراء هذه المحادثات، ربما بعض القيود، لكن من المهم المشاركة إلى المدى الذي نستطيعه”.
تلاسن أميركي – روسي قبل قمة أوباما – بوتين
لندن، باريس، موسكو، واشنطن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
تنعقد بعد غد الإثنين في نيويورك قمة الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين على وقع تلاسن أميركي- روسي في شأن ترتيبات الاجتماع المتوقع أن يركّز في جزء منه على الأزمة السورية. فبعدما قال البيت الأبيض إن الروس طلبوا وبإلحاح، أن يقبل أوباما بعقد قمة مع بوتين، رد الكرملين بأن الأميركيين في الواقع هم من طلب اللقاء وأن روايتهم في شأن ترتيبات القمة «محرّفة»، علماً أن الرئيس الأميركي امتنع عن الاجتماع ببوتين منذ لقائهما الأخير في حزيران (يونيو) 2013 في إيرلندا الشمالية، رغبة منه بإظهار امتعاضه من سياسات موسكو في شأن أوكرانيا وسورية على وجه التحديد. (للمزيد)
وعُلم أن بوتين يحمل معه إلى الاجتماع مع أوباما، الإثنين، «وديعة» تتمثل بموافقة الرئيس بشار الأسد على تشكيل «حكومة وحدة وطنية» من الراغبين من المعارضة للتمهيد لانتخابات برلمانية قبل شهرين من موعد انعقادها في أيار (مايو) المقبل، في وقت ذُكر أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا طلب مشاركة ٢٥ ممثلاً للفصائل المسلحة في وفد المعارضة في اجتماعات مجموعات العمل الأربع، الذي يضم حوالى ٦٠ شخصاً.
وكان الأسد استبعد في ظهورين إعلاميين في تموز (يوليو) وآب (أغسطس) الماضيين أي حل سياسي قبل القضاء على «داعش»، غير أن بوتين أعلن من جهته استعداد دمشق لـ «تقاسم السلطة من المعارضة البناءة» إضافة إلى إجراء «انتخابات برلمانية مبكرة».
واستمر الجدل أمس في شأن دور الأسد في المرحلة الانتقالية في بلاده، بعد تصريحات للمستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيس التركي رجب طيب اردوغان رأى فيها بعضهم «مرونة» إزاء الرئيس السوري. لكن الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال قال إن الاجتماع الذي عقد في باريس بين وزير الخارجية لوران فابيوس ونظيريه البريطاني فيليب هاموند والألماني فرانك فالتر شتاينماير بحضور ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية فيديريكا موغريني «أظهر تطابقاً واسعاً حول الانتقال السياسي الذي يعد السبيل الوحيد للتوصل إلى حل الأزمة السورية». وشدد على أن الانتقال السياسي «وحده يضع حداً للفوضى» وأنه «لو كان الأسد عنصراً من عناصر الحل لكنا لاحظنا ذلك منذ أربع سنوات»، لافتاً إلى أن «وجوده في الواقع يفاقم الأزمة ورحيله جزء من الحل». أما هاموند فقال في مقابلة صحافية: «يجب على الأسد أن يرحل ولا يمكن أن يكون جزءاً من مستقبل سورية». لكنه أضاف: «سيكون من الضروري التحدث مع الأسد باعتباره طرفاً في هذه العملية إذا توصلنا إلى اتفاق في شأن سلطة انتقالية وكان الأسد جزءاً منه».
وكتبت وكالة «فرانس برس» تحقيقاً أمس من اللاذقية على الساحل السوري أشارت فيه إلى وجود لافت لـ «زوّار» روس في فنادق المدينة ومطاعمها، ناقلة عن سكان أنهم «ليسوا سياحاً» وان بعضهم طيارون، في إشارة إلى أنهم يمكن أن يكونوا جزءاً من التعزيزات العسكرية التي يدفع بها الكرملين منذ أسابيع إلى سورية. وفيما أشارت إلى أن هذا الوجود الروسي يجد ترحيباً واسعاً من المواطنين في هذه المدينة التي تُعتبر من معاقل مؤيدي النظام، نقلت عن مهندس يدعى عدنان (53 سنة) إن «السوريين بغالبيتهم يفضّلون الروس على الإيرانيين نظراً إلى صلات القربى التي تربط كثيرين بهم، وتحديداً الديبلوماسيين السوريين الذين درسوا في روسيا وتزوجوا منها». ويضيف: «هم يعتقدون (السوريون) أن لروسيا مصلحة جيواستراتيجية فقط، على عكس الإيرانيين الذين يملكون رؤية استعمارية».
وكتبت «فرانس برس» في تحقيق آخر من موسكو، أن الوجود الروسي القوي في سورية يثير قلقاً لدى الغربيين «الذين يتساءلون عما إذا كانت أهداف الرئيس فلاديمير بوتين تتضمن إنقاذ الرئيس بشار الأسد وهزيمة تنظيم داعش فقط أم ترسيخ حضوره في سورية».
وكان بوتين اقترح في أواخر حزيران (يونيو) الماضي تشكيل تحالف عسكري كبير يستند جزئياً إلى الجيش السوري لمحاربة «داعش». وبموازاة ذلك، كان وزير خارجيته سيرغي لافروف يحاول ترويج الفكرة لدى العواصم المؤثرة، فضلاً عن مختلف مجموعات المعارضة السورية، في حين بدأ المجمع الصناعي العسكري الروسي تسريع عملية تسليم الأسلحة إلى النظام في دمشق. وبعد ذلك، شهد مضيق البوسفور في إسطنبول مرور سفن حربية روسية متجهة إلى ميناء طرطوس السوري، حيث تحظى روسيا بمرافق لوجستية. وفي الأسابيع الأخيرة بدأ وصول الدبابات والطائرات الحربية والمروحيات.
ويلخّص مصدر ديبلوماسي روسي رفيع الذهنية السائدة في الكرملين بالقول: «ليس هناك من وقت للمماطلة، قررنا الانتقال من الأمور النظرية إلى التطبيق العملي لمقترحاتنا».
وهذه الخطوة ليست الأولى لبوتين في الأزمة السورية. ففي أواخر آب (أغسطس) 2013، تراجع الرئيس أوباما عن الضربات الجوية التي اقترحتها فرنسا على مرافق النظام السوري، وتحصن بوجهة نظر الكونغرس. فاقترح الرئيس الروسي تدمير الأسلحة الكيميائية السورية، وكانت النتيجة أن النظام تجنّب الضربات واستعاد بعض المصداقية والشرعية.
وبعد ذلك بعامين، تركز موسكو جهودها على الهدف ذاته، دعم الجيش السوري وترسيخ وجودها في سورية. وتقول المتحدثة باسم الديبلوماسية الروسية ماريا زاخاروفا إن «تكثيف أنشطتنا بدأ عندما أدركنا أن التحالف (بقيادة الولايات المتحدة) مصيره الفشل فضلاً عن عدم وجود خطة واضحة للمستقبل».
من جهته، يقول الخبير العسكري الروسي ألكسندر غولتس إنه إذا كان الجيش الروسي ينشر قوات في سورية، فإنه سيستخدمها. ويضيف أن الأمر «مماثل لمسرح تشيخوف. فإذا كانت هناك بندقية في الغرفة، فينبغي استخدامها»، مشيراً إلى عمليات قصف «محتملة».
بدوره، يقول مسؤول سوري رفيع المستوى، إن التدخل العسكري يشكل «نقطة تحول»، مضيفاً أن «موسكو تريد تذكير الولايات المتحدة بأن علاقاتها مع دمشق تمتد لأكثر من خمسين عاماً، وأن هذا البلد يقع ضمن مناطق نفوذها. كما أنه رسالة أيضاً إلى دول في المنطقة تعتزم روسيا العودة إليها كلاعب رئيسي». ويضيف «بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فإن سورية مسألة لا تؤثر على مصالحها القومية، وهذا هو سبب عدم تدخل أوباما. أما بالنسبة إلى روسيا، فإن القضية تؤثر بشكل مباشر على مصالحها نظراً إلى موقعها في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط».
وصول 15 طائرة شحن روسية إلى اللاذقية خلال أسبوعين
دمشق – أ ف ب
أفاد مصدر عسكري سوري اليوم (السبت)، بأن 15 طائرة شحن روسية على الأقل تحمل “معدات وأشخاصاً”، حطّت خلال الأسبوعين الماضيين في قاعدة عسكرية في ريف محافظة اللاذقية (غرب)، في إطار تعزيز موسكو وجودها في سورية.
وقال المصدر، طلب عدم كشف اسمه، أنه “منذ حوالى أسبوعين تقريباً وحتى اليوم، تهبط كل صباح طائرة شحن روسية واحدة على الأقل، يرافقها عدد من المقاتلات لحمايتها في قاعدة حميميم العسكرية”، في مطار باسل الأسد. وأضاف أن “الطائرات تنقل معدات وأشخاصاً، وعليها العلم الروسي”.
وأوضح المصدر أن “عددها بلغ نحو 15 طائرة، وأنها تفرغ حمولتها، ثم تأتي شاحنات خاصة متوسطة الحجم لنقل بعض هذه المعدات إلى خارج المطار”، وأشار إلى أن “الطائرات تغادر جميعها لاحقاً برفقة المقاتلات”.
وعززت روسيا منذ أسابيع وجودها العسكري في سورية، مع وصول طائرات حربية وطائرات استطلاع وأنظمة دفاع جوي وأسلحة حديثة، تسلّم بعضها الجيش السوري.
وكان مصدر عسكري قال أن الحكومة السورية بدأت تستخدم “طائرات من دون طيار روسية الصنع، في عمليات ضد متشدّدين في شمال البلاد وشرقها”.
وخلال مقابلة تلفزيونية مساء الجمعة، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أن “دخول العامل الروسي هو عامل إيجابي (…) وسيكون مؤثراً في مسار المعركة المقبلة” في سورية.
وتبدي واشنطن قلقها حيال تعزيز الوجود العسكري الروسي في سورية. وأكد مسؤولون أميركيون نشر موسكو طائرات مقاتلة في سورية من طراز “إس يو-24” و “إس يو-25”.
قوات إيرانية خاصة تصل سورية للانضمام لنظيرتها الروسية و حزب الله
الكويت – (د ب ا)- اكدت مصادر قيادية في مركز القرار لصحيفة”الراي”الكويتية وصول طلائع القوات الخاصة الايرانية الى العاصمة السورية دمشق .
وقالت المصادر للصحيفة الصادرة السبت إن “طلائع القوات الخاصة الايرانية بدأت تصل دمشق حيث حطت هذا الاسبوع طائرة تحمل نحو 100 جندي وضابط ايراني من الوحدات الخاصة المتخصصة بحرب المدن، لتكون اول مشاركة رسمية فعلية بقوات نظامية ايرانية (لا خبراء او متطوعين) على ارض المعركة السورية وذلك بناء على اتفاق وتنسيق كامل ايراني – روسي – حزب الله . وقد وُضعت خطة تفصيلية لتحديد المسؤوليات ومناطق العمل وأصبح لكل جهة من هذه القوات الأربع (روسيا، ايران، “حزب الله” والنظام السوري) مهمات منوطة بها لخوض المعارك المقبلة لاستعادة مناطق خسرها النظام اخيراً، وقد قرر (الرئيس بشار)الاسد اعطاء حزب الله 75 دبابة ليصبح لهذه القوة المنظمة – غير النظامية اول لواء مدرّع تملكه من دبابات T72- و T55- وغيرها وسيتم زجها في المعركة المقبلة ضد التكفيريين والقاعدة وحلفائهم».
واضافت المصادر ان غرفة عمليات مشتركة تم إنشاؤها لتنسيق وتوزيع مهمات وضربات القوى الخاصة الروسية والايرانية والسورية وتلك التابعة لـ “حزب الله” على كامل الجغرافيا السورية، بعدما قررت ايران وروسيا إرسال وحدات قتالية خاصة الى ارض المعركة في بلاد الشام.
وبحسب هذه المصادر، فقد تم توزيع المسؤوليات حيث أخذت روسيا على عاتقها القتال المباشر في المجال الحيوي في محافظة اللاذقية وحماة وبعض أجزاء حلب، وأخذت ايران على عاتقها حماية دمشق، وصولاً الى درعا والقنيطرة في الجولان، فيما طُلب من”حزب الله”إخلاء مواقعه قرب حمص، لتأخذ هذه القوات مواقع جديدة لتطوير الهجوم المقبل، باتجاه المناطق التي تتموضع فيها قوات«جبهة النصرة»وقوات تنظيم«الدولة الاسلامية»(داعش).
ووفقا للمصادر نفسها فإن” التدخل الروسي المباشر تَقرر بعدما خرقت تركيا الخطوط الحمر وأعطت التسهيلات لدخول القاعدة وحلفائها من تركيا الى ادلب مما استفز الدب الروسي الذي اعتبر ان مصالحه القومية اصبحت مهدَّدة، ومن الواضح ان انتصار ادلب سيقلب ميزان المعركة في سورية كلها وان تصريح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن ان الاسد يستطيع البقاء يُعدّ بمثابة تراجع لافت واعتذار عن أخطاء تركيا الفادحة التي دفعت بروسيا الى ارض المعركة ومعها المجموعة الاوروبية التي تقترب من الهتاف “عاش الرئيس الاسد”.
يذكر ان ايران وروسيا وحزب الله يدعمون الرئيس بشار في قتاله ضد المعارضة المسلحة والجماعات الاسلامية .
واعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن مرارا عن بلاده تدعم سورية بالعتاد ، فيما نفت سورية وجود قوات روسية على اراضيها.
أوباما يلتقي بوتين الاثنين لبحث المسألة السورية
الكرملين يرحّب بدعوة ميركل إشراك بشار… واردوغان: لو كان يحب بلاده لكان رحل
عواصم ـ وكالات ـ لندن «القدس العربي»: أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يقوم بتحركات واسعة بشأن الملف السوري سيلتقي الاثنين نظيره الأمريكي باراك اوباما، على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في لقاء هو الأول منذ سنتين.
فقد بدأ التحرك الروسي الدبلوماسي والعسكري يؤتي ثماره مع إعلان عواصم عدة بينها برلين وأنقرة في الساعات الأخيرة، أنها تنوي إشراك الأسد في البحث عن حل للنزاع.
وسيكون هذا اللقاء الرسمي الأول بين الرجلين منذ لقائهما في حزيران/ يونيو 2013 على هامش قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالات الأنباء الروسية «اتفقنا على عقد لقاء مع اوباما»، وذلك بينما تتهم واشنطن موسكو الحليفة الأساسية للنظام السوري بتعزيز وجودها العسكري في سوريا.
وقد رأى مسؤول أمريكي أن الرئيس اوباما وافق على لقاء بوتين الاثنين على الرغم من الخلافات بين البلدين. وقال إن «الرئيسين سيلتقيان على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بناء على طلب من بوتين».
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي طالب على الدوام برحيل الرئيس السوري عن السلطة، الخميس، أن بشار الأسد يمكن أن يشكل جزءا من مرحلة انتقالية في إطار حل للأزمة السورية. وقال «من الممكن ان تتم هذه العملية (الانتقالية) بدون الأسد كما يمكن ان تحصل هذه العملية الانتقالية معه».
وأضاف «لكن لا أحد يرى مستقبلا للأسد في سوريا. من غير الممكن لهم (السوريين) أن يقبلوا بديكتاتور تسبب بمقتل ما يصل الى 350 ألف شخص». ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد ضحايا النزاع السوري بأكثر من 240 ألف شخص.
وعاد اردوغان أمس الجمعة للقول إن سياسة تركيا تجاه سوريا لم تتغير، وهي نفسها المتّبعة منذ كان رئيسا للوزراء. وأضاف «يوجد في سوريا الآن داعش ومنظمات أخرى والنظام، وما أسميته أنا «عملية انتقالية» قصدت به ما سيتم القيام به للتعامل مع الموقف في سوريا والدول التي ستضطلع بذلك».
وتطرق أردوغان إلى تصريحات سابقة له قال فيها، إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إنقاذ سوريا في وجود الأسد، كما أن المعارضة السورية لا توافق على حل بوجود الأسد.
وأضاف «ليست لدينا مشكلة مع الداخل السوري، ولكن على الأسد والعالم ألا ينسوا أن لدينا حدودا طولها 911 كيلومترا مع سوريا، ونحن تحت تهديد المنظمات الإرهابية في كل وقت، ولصبرنا حدود».
وأكد أردوغان أنه « لو كان (بشار) الأسد يحب سوريا وشعبها مقدار ذرة لكان قد ترك هذا العمل (منصبه) ورحل».
وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل دعت الى إشراك الأسد في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع في بلاده المستمر منذ أربع سنوات. وقالت «علينا أن نتحدث مع فرقاء كثيرين، وهذا يشمل الأسد وكذلك أيضا أطرافا أخرى».
وقال كبير المستشارين السياسيين في الكرملين أمس الجمعة، إن روسيا ترحب باقتراح المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل بإشراك مجموعة كبيرة من الدول في المحادثات الخاصة بسوريا.
وذكر يوري أوشاكوف «هذا يبدو لي عاملا مهما في السياق السوري الحالي: أن تتحدث ميركل في الأيام الأخيرة عن الحاجة إلى إجراء مفاوضات بشأن سوريا مع الكثير من اللاعبين.»
وأضاف أنها كانت تشير إلى إيران والسعودية وروسيا ودول أخرى في المنطقة. وتابع «هذا يتسق مع ما في ذهننا».
«زوّادة» قوارب الموت: هاتف محمول «تركي» وحزمة إنترنت بـ«ربع غيغا» لتأمين العودة عبر خفر السواحل
الجميع يسعى للوصول لليابسة في اليونان
أنقرة ـ «القدس العربي» من بسام البدارين: رغم كل شيء لا تتوقف محاولات اللاجئين السوريين والعراقيين لعبور اليابسة نحو المياه أملا في فرصة أفضل من أي نوع.
هواة العبور نحو أوروبا يبتكرون يوميا آليات وتقنيات لتطوير المحاولات وجمع أكبر قاعدة معلومات ممكنة هذه المرة ليس فقط عن سبل ركوب البحر والوصول لليابسة في الطريق المقابل لجزيرة بودروم التركية في الجزء اليوناني من الأرض، ولكن أيضا عن وسائل وتقنيات العودة في حال التعرض لأي خطر أو خديعة من قبل مقاولي المتاجرة البحرية في تهريب اللاجئين.
آخر ما توصلت إليه عبقرية الهاربين هنا هو الاحتياط عند المغادرة بالحصول على هاتف محمول فيه ولو جزء بسيط من خدمات الاتصال عبر شبكة الإنترنت.
وليد أحمد شاب سوري حاول المغادرة عبرالبحر مرتين على الأقل التقته «القدس العربي» في وسط أنقرة، وقال إنه شخصيا أخفق مرتين، في الأولى تم إيقافه من قبل السلطات التركية قبل الوصول لجزيرة بودروم، والثانية أعيد فيها من البحر عبر خفر السواحل.
حسب أحمد تكفي حزمة إنترنت بمعدل «ربع غيغا» في جهاز خليوي مسجل في تركيا حتى تضمن لأي مجموعة من اللاجئين العودة بأمان للأرض التركية.
الفكرة بسيطة: يحمل أي لاجئ متعلم معه جهازا خليويا فيه حزمة صغيرة من الإنترنت وبرنامج آخر للملاحة… عند حصول طارئ يتم تحديد قارب الموت بواسطة الجهاز مع اتصال هاتفي مع صديق يتولى فيه الأخير إبلاغ خفر السواحل التي تتحرك لإنقاذ الركاب وإعادتهم لليابسة.
مساء الثلاثاء الماضي تحديدا تلقى مقيم عربي في أنقرة قابلته «القدس العربي» اتصالا من صديق سوري مهندس غادر للتو برفقة 40 شخصا عبر قارب غير شرعي، أملا بالوصول إلى اقرب جزيرة في اليونان مقابل الجنوب التركي. تعطل القارب في منتصف المسافة وتمكن المهندس السوري الشاب من إرسال نقطة إحداثية لموقع القارب الآيل للغرق وأرسل تحديد الموقع لصديقه في أنقرة فقام الأخير بإبلاغ السلطات وتحركت مجموعة من خفر السواحل وأنقذت الركاب الأربعين.
يقول خبراء اللجوء البحري إن الهدف المركزي في خطة الهروب بحرا يتمثل في التمكن من الوصول لأي مركز أمني في الأرض اليونانية… الوصول لمخفر أمني يوناني يعني التمتع الفوري بإقامة لاجئ عمرها عشرة أيام فقط، وبصرف النظر عن هوية اللاجئ ووثائقه ومن يحصل على هذه الفترة، يؤسس بالتعاون مع السلطات اليونانية للمغادرة لأي مكان ثالث خارج اليونان وداخل أوروبا.
الأمر حسب أنس عبدالله الناشط في مجال حقوق الإنسان أشبه بمحاولة بائسة لاستثمار الترتيب اليوناني القانوني وتحويل مشكلة الشخص والفرد إلى مشكلة دولة أوروبية، الأمر الذي يفسر استمرار محاولات العبور غير الشرعية عبر البحر بالرغم من كل المآسي التي تحصل.
اللافت جدا بالسياق أن التمكن من حمل هاتف محمول وجرعـــــة إنترنت صغيرة جدا يمكن شراؤها من السوق المحلية التركية أصــــبح من عوامل الإغــــراء لتكرار المحاولات، فالتعرض لأي مشكلة في عرض البحر يعني إمكانية الاستغاثة بسلطان خفر السواحل حيث يحرص الغارقون المحتملون على إبلاغ السلطات عبر «صديق لهم»على اليابسة وليس بصورة مباشرة لأن ترتيبات الإنقاذ في حالة علم طرف ثالث لا يمكن تجاهلها بموجب نظام غرف العمليات التركية.
على بوتين التخلي عن الأسد… وزعيم كردي يحذر من سقوطه ويؤكد على خطر تنظيم «الدولة»…
تردد أوباما في سوريا مفهوم… وعقيدته في الشرق الأوسط هي الخاسرة
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: هناك ترابط قوي بين الأزمة السورية التي مضى عليها أكثر من أربعة أعوام والحرب وموجات البشر المتدفقة نحو أوروبا، ولن تستطيع الدول الأوروبية وقف أفواج اللاجئين إلا إذا توصلت لتسوية سياسية تنهي الحرب الأهلية.
ولعل المعضلة الكبرى أمام أي حل هو مصير النظام السوري، فلا أمل لحل طالما ظل الرئيس بشار الأسد في دمشق حسب العدد الأخير لمجلة «إيكونوميست». ومن هنا تحذر من إغراء الفكرة التي تقدمت بها روسيا والداعية للتعاون مع نظام الأسد لمواجهة «تنظيم الدولة»، فالفكرة كما تقول تعتبر لاأخلاقية وهي خطأ فاضح.
لأن معظم الذين قتلوا من المدنيين ماتوا بسبب النظام ومعظم الباحثين عن حياة جديدة في أوروبا فروا بسبب استمرار البراميل المتفجرة التي يرميها طيران النظام على مناطق المعارضة.
إنقاذ النظام
وتعتقد المجلة أن دخول روسيا على خط المواجهة في سوريا جاء بسبب تراجع قدرات النظام وخسائره المتواصلة.
ولهذا السبب سارعت موسكو لإرسال معدات عسكرية ومقاتلات وعربات مصفحة. وتضيف أن دعم الأسد أو تقبل فكرة نجاة نظامه لن تعمل إلا على دفع أعداد كبيرة من السوريين السنة إلى أحضان الجهاديين «وإذا كان «تنظيم الدولة» الوجه الأكثر بشاعة لشعور السنة بالحرمان فإن الأسد هو أسوأ تجسيد لكابوسهم. وعليه فالحل في نظر الصحيفة هو حل دبلوماسي يتخلى فيه الأسد لحكومة فيدرالية موسعة الآن أو في مرحلة معينة هو أحسن طريقة لنقل السلطة. وتدخل الروس قد يدفع باتجاه تحقيق هذا الحل، مع أن الوجود الروسي قد يزيد الأسد جرأة ويدفعه للقتال في حرب ليس باستطاعته ربحها ولكنها ستؤدي إلى تدمير بلاده والمنطقة.
وتعتقد أن أحسن طريقة لتأمين حل دبلوماسي هي زيادة الضغوط على الأسد من خلال تغيير مستوى القوة وتوفير الحماية للسكان. وعلى الغرب وحلفائه القيام والحالة هذه بإنشاء مناطق آمنة وفرض منطقة حظر جوي تمنع الأسد من رمي البراميل المتفجرة ودعم قوة سنية معتدلة تكون بديلا عن النظام العلوي القاتل والجهاديين السفاحين.
خوف مشروع
وترى المجلة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما محق في خوفه من تداعيات الإطاحة بنظام الأسد. فتجربة الغرب في التدخل العسكري واستبدال الديكتاتوريين العرب بحكومات معتدلة وديمقراطية لم تكن ناجحة سواء عبر التدخل المباشر، كما في العراق 2003 أو عبر القصف الجوي والثورة كما في ليبيا عام 2013 ومع ذلك فوقوف الغرب متفرجا على ما يجري في سوريا له آثاره الفادحة، خاصة أن الحرب فيها قتلت ما يزيد عن 250.000 شخص وشردت 4 ملايين وأدت لولادة «الخلافة» التي أعلن عنها تنظيم «الدولة الإسلامية» التي لا تزال قائمة وهي شهادة على انتصار «التنظيم» حيث انتشرت أفكاره في مصر وليبيا.
وترى «إيكونوميست» أن باراك أوباما أعلن في العام الماضي عن خطة «لإضعاف ومن ثم تدمير تنظيم الدولة» لكنه دخل الحرب على تردد وتفتقد حملته الخطة. فقد قال إنه سيدرب ويسلح المعارضة السورية كي تقاتل «تنظيم الدولة» وليس الأسد لكن الخطة كانت فاشلة منذ البداية. ولم تؤد الخطة إلا لجذب حفنة قليلة من المقاتلين. ويقول البيت الأبيض الآن أن فكرة تدريب المعارضة فرضت على الرئيس الذي لم يكن يريدها «ومن النادر ان يتخلي رئيس أمريكي وبشكل ذريع عن مسؤوليته الدولية».
وترى المجلة أن تردد الرئيس الأمريكي جعل من الحل في سوريا صعبا جدا لكنه ليس مستحيلا.
وعلى الرغم من سخرية أوباما من المعارضة الرئيسية المكونة من «أطباء ومزارعين وصيادلة» والتي تجاوزتها فصائل الجهاديين إلا أن الفرصة لا تزال قائمة للعمل مع الجماعات الجهادية الأقل خطورة، خاصة تلك التي استطاعت تحقيق مكاسب على الأرض بسبب الدعم الذي تلقته من تركيا والدول العربية.
وفي حالة التزمت أمريكا بدعمها وتزويد المصادر لها فستكون في وضع مناسب لتحقيق إنجازات ما سيدفع الآخرين للانضمام لها. وترى أنه في حالة أوقف الأمريكيون البراميل المتفجرة فسترتفع أسهمهم لدى السوريين. وفي حالة زاد اعتماد المقاتلين على الدعم الخارجي فسيكون الغرب قادرا على تعزيز نفوذه ومنع وقوع مذابح ضد العلويين المهزومين وبقية الأقليات.
ونظرا لفرار الأطباء والصيادلة إلى أوروبا فبناء سوريا سيكون صعبا، ولهذا فتوفير المناطق الآمنة لهم ستمنعهم من الهروب. وفي الوقت الذي قد يؤدي فيه إنشاء مناطق آمنة لمواجهة مع الطيران الروسي، لكن بوتين لا يريد مواجهة مع المعارضة المسلحة ولا مع الطيران الأمريكي.
وعليه فالنموذج الذي يمكن تطبيقه هو ما جرى في البوسنة في تسعينيات القرن الماضي لا التدخل العسكري السوفييتي في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي.
وتختم المجلة بالقول إنه إرادت روسيا الاحتفاظ بقاعدتها العسكرية في طرطوس وحماية المسيحيين الأرثوذكس في سوريا ومنع انتشار «تنظيم الدولة» في القوقاز فعليها التخلي عن الأسد.
وتعتقد الصحيفة أن العقبة الكبرى للتحرك في سوريا يظل أوباما الذي وإن حقق اختراقات في السياسة الخارجية مع كوبا وإيران إلا أنه ترك سوريا تحترق وفتح الباب أمام قوارب الموت، ومن هنا فالخطر الأكبر هو الوقوف جانبا والتخلي عن الشرق الأوسط.
تغيير قواعد اللعبة
وإزاء هذا فالتدخل الروسي في سوريا يمكن اعتباره تغييرا لملامح اللعبة هناك أو قد يزيد من منظور اشتعال الحرب الأهلية.
ومن دون ضغوط على الأسد فالحملة قد تفيده على عدد من الجبهات القتالية، في سهل الغاب ولحماية الممرات القليلة المتوفرة لديه وتربطه مع حلب ووسط سوريا.
وقد يكون التدخل الروسي حاسما في بعض الجوانب، ولكنه لن يساعد الأسد على استعادة ما خسره خلال السنوات الماضية، فالأسد لم يعد اللاعب الرئيس في سوريا، بل هو جزء من عدد من اللاعبين وهم الأكراد و»تنظيم الدولة» وجماعات «القاعدة» والمعارضة غير الجهادية. لكنه وعلى خلاف الأطراف هذه يسيطر على مناطق ذات كثافة سكانية عالية.
ويمكن أن يخدم التدخل الروسي في حماية النظام من الانهيار، خاصة أن مطلب حماية ما تبقى من مؤسسات الدولة الذي تتبناه روسيا يلقى دعما من دول غربية مثل ألمانيا وفرنسا وتتقبل هذه فكرة بقاء الأسد لمرحلة معينة أثناء المفاوضات لتسوية سياسية. ومع ذلك فإصرار روسيا على عدم طرح مستقبل الأسد كشرط للتفاوض كان وراء المواقف الدولية وعرض إسرائيل التعاون مع روسيا في أثناء الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على رأس وفد عسكري وأمني كبير.
وبعيدا عن الأهداف التي ترغب روسيا بتحقيقها من خلال مغامرتها في سوريا، إن بدفع الغرب لتقبلها كشريك يعتمد عليه في الحرب ضد «تنظيم الدولة» أو إجبار الغرب على نسيان ملف أوكرانيا وضم القرم إلا أن بوتين يمكن أن يلعب دورا إيجابيا من خلال الضغط على الأسد لا تعزيز قوته.
ولا يقتصر الخوف من سقوط الأسد على الغرب بل على قوى محلية مقاتلة في سوريا مثل الأكراد.
مسلم يحذر
ففي مقابلة أجراها مراسل صحيفة «إندبندنت» باتريك كوكبيرن مع صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، قال إن انهيار نظام بشار الأسد سيكون كارثة.
مؤكدا أنه لا يدعم نظام الأسد ولكنه يخشى من الخطر الذي تمثله الجماعات الإسلامية التي تقترب من دمشق.
وقال «لو سقط النظام نتيجة لضغوط السلفيين فستكون كارثة على الجميع». ويدعم مسلم استبدال الأسد بحكومة واسعة تحظى باحترام، ويخشى في الوقت من تقدم «تنظيم الدولة» والجماعات الموالية لـ»القاعدة» نحو دمشق وهو ما يراه «خطرا».
ونفى مسلم أي تعاون بين الحماية الشعبية الكردية وقوات الأسد رغم تعرض الطرفين لهجمات من «تنظيم الدولة» في الحسكة. ورغم رغبة مسلم لرؤية نهاية للنظام السوري إلا أنه يرى في «تنظيم الدولة» العدو الأول وقال «هدفنا الرئيسي هو هزيمة داعش» و»لن نشعر بالأمان في بيوتنا طالما بقي داعش حيا».
وأضاف أن التهديد لا يأتي فقط من «تنظيم الدولة» ولكن من الجماعات الموالية لـ»تنظيم القاعدة» مثل «جبهة النصرة» ومن مقاتلي «أحرار الشام» معلقا أن هذه الجماعات «لديها التفكير نفسه». وأصبحت مناطق الأكراد في شمال شرقي سوريا تحت سيطرة المقاتلين الأكراد الذين تنظر إليهم تركيا نظرة شك وترى أنهم جزء من حزب العمال الكردستاني «بي كي كي».
ويواجه مسلم قرارات صعبة بعد إخراج «التنظيم» من 380 قرية قريبة حيث تتقدم قوات الحماية نحو آخر منطقة حدودية بيد «التنظيم» وهي جرابلس.
وتخشى تركيا من التوسع الكردي ولهذا ترغب بإقامة منطقة آمنة في الشمال لطرد «تنظيم الدولة» ومنع قيام كيان كردي في شمال سوريا. ويعلق مسلم أنه لا يمكن استمرار الوضع الحالي حيث يتعرض الأكراد لهجوم من «تنظيم الدولة».
ويؤكد مسلم أن قوات الحماية الشعبية تعمل من أجل حماية الأكراد فقط مع أن السوريين يتعرضون لهجوم «تنظيم الدولة».
وأضاف أن قوات الحماية جاهزة لتقديم الحماية لسكان شرق الفرات وحلب إن طلب منها، كما أن الأكراد يريدون فتح ممر إلى بلدة عفرين المعزولة الآن. ويعتقد مسلم أن إقامة منطقة حرة من «تنظيم الدولة» تحتاج إلى «قوات برية ودعم جوي».
ويعلق مسلم على موقف تركيا من منطقة الأكراد أو ما يطلق عليها بـ»رجوفا» قائلا «لا أظن أن تركيا ستجتاح (شمال سوريا) وإن فعلت فستواجه مشكلة».
وشكك مسلم في التقارير التي تتحدث عن مشاركة روسيا في القتال في سوريا وقال إنه زار موسكو الشهر الماضي وأكد له الروس قائلين «قال (ميخائيل) بوغدانوف، لا نفعل هذا وأنهم لن يشاركوا في القتال» في إشارة للمبعوث الروسي الخاص إلى سوريا.
ورغم إصراره على قتال «تنظيم الدولة» حتى النهاية إلا أنه يرى أن حل الأزمة السورية لن يتم من دون تسوية سياسية «في النهاية يجب أن يكون هناك حل سياسي» و»لن يستطيع أي طرف إنهاء الطرف الآخر».
اللاذقية أم طرطوس؟
وسواء شاركت روسيا في الحرب أم لم تشارك فمغزى إرسال قواتها للاذقية لا يزال محلا للتساؤلات.
خاصة اختيار الروس لمدينة اللاذقية بدلا من طرطوس، وهو سؤال حاول الباحث الفرنسي بجامعة ليون الإجابة عنه بمقالة له نشرها موقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني.
وتساءل لماذا يتم إرسال هذه القوات إلى اللاذقية وليس طرطوس حيث تقع القاعدة العسكرية؟
ويرى بالانش أن السبب هو ضعف النظام السوري في المنطقة، حيث لم يعد أبناء الطائفة العلوية فيها الغالبية. فقبل عام 2011 كان عدد سكان اللاذقية 400 ألف نسمة، منهم 50% علويون و40% سنة و10% مسيحيون.
وتقليديا كانت المدينة تعتبر سنية قبل الانتداب الفرنسي عام 1920 حيث جاء العلويون إليها، ولا يزال ينظر إليهم كأجانب. لكنهم أصبحوا بحلول الثمانينات من القرن الماضي الغالبية بسبب سياسات الرئيس السابق حافظ الأسد المعروفة «بالعلونة».
ولا يشكل السنة الغالبية في المدينة بل في الريف، فبحسب تعداد عام 2004 يبلغ عدد السنة حوالي 80.000 من مجموع السكان البالغ عددهم 180.000 نسمة.
ويقدم بالانش صورة عن التركيبة السكانية للمنطقة التي تضم تركمانا بعضهم انضم للثورة وآخر التزم الحياد.
ومنذ عام 2012 تحول جبل الأكراد إلى قاعدة للمعارضة. وكان الجبل تاريخيا يقطنه الأكراد لكن سكانه اليوم من العرب.
وبسبب استمرار عمليات النزوح الداخلي من مناطق إدلب وحلب فقد وصل 200.000 نازح داخلي إضافة إلى 100.000 نازحا جاءوا من محافظة اللاذقية، وهو ما قاد لزيادة السكان السنة في محافظة اللاذقية.
ويشير الكاتب للتطورات العسكرية التي حدثت في المنطقة منذ ربيع عام 2012 وسيطرة المعارضة على جبل الأكراد والمنطقة القريبة من الحدود التركية وبلدة كسب التي يسكن غالبيتها الأرمن. وفي العام الماضي تعرضت البلدة لهجوم قام فيه المقاتلون بتدمير الرادار الروسي. وهو ما دفع النظام السوري لإنشاء «لواء درع الساحل» المكون من شبان علويين كلفوا بحماية الساحل ضد تقدم المقاتلين وفي إطار جهود النظام لحماية «علويستان».
وعلى العموم فتقدم المقاتلين في سهل الغاب هدد باقتراب المعركة نحو اللاذقية.
ولا يستبعد الكاتب إمكانية حدوث انتفاضة داخل اللاذقية خاصة في الضاحية السنية «الرمل الفلسطيني» التي يحيط بها الجيش السوري منذ آب/أغسطس 2011.
ويعتقد بالانش أن وصول المقاتلين إلى الساحل يظل رمزيا من الناحية العسكرية خاصة إن تمت السيطرة على ميناء بحري.
وهو يرى أن الوصول إلى اللاذقية أسهل من طرطوس نظرا للغالبية العلوية فيها80% مقابل 10% سنة و10% مسيحيين.
وفي الوقت الذي يعتبر النظام وحلفاؤه من «حزب الله» وإيران تأمين المناطق بين حمص وطرطوس والحدود اللبنانية والعاصمة دمشق أمرا حيويا فاللاذقية لا تحظى بالأهمية ذاتها.
ومن هنا تركز روسيا على حماية الشاطئ السوري حيث القاعدة العسكرية في طرطوس، وتسعي لإعادة بناء قاعدة الغواصات السوفييتية السابقة في جبلة التي تبعد حوالي 32 كيلو مترا عن اللاذقية.
وكذا تحاول روسيا تعزيز مواقعها على طول الحدود الجنوبية التركية لحرمان المقاتلين السنة من أي منفذ على البحر.
ورغم كل هذا لا يستبعد الكاتب وصول الحرب الأهلية للاذقية، خاصة بعد سقوط إدلب وجسر الشغور في ربيع العام الحالي. ولأن الروس يعيشون في اللاذقية فهم يفهمون كما يقول المسألة الطائفية وعليه يعتبر تدفق الجيش الروسي لها ضروريا لحمايتها في ظل ضعف الجيش السوري.
وبعد سقوط جسر الشغور في نيسان/أبريل 2015، استولى الخوف على السكان العلويين، وفر بعض العائلات إلى جبل الأنصارية، الذي يُعتبر أكثر أماناً من اللاذقية، والذي يصعب تقييم ولاء اللاجئين فيه للحكومة. وسيكون من الصعب إخراج المقاتلين من اللاذقية حالة استولوا عليها وهو ما سيعرقل كل الخطط الروسية، ويذكر بما حصل في جمهورية أبخازيا التي قدمت روسيا لها حماية أدت لاستقلالها بشكل كامل عن جمهورية جورجيا.
وهذا يتساوق مع تفكير روسيا لخلق دويلات صغيرة على حدودها تتحول إلى قواعد عسكرية. وقيام دولة علوية على الساحل هو خيار جيد للأسد بسبب ضعف جيشه ونظرا لتبعية هذه الدولة لروسيا التي ستوفر لها الحماية الكاملة.
طائرات استطلاع
لكل هذا زادت روسيا من تحضيرها العسكري في سوريا، وبحسب تقرير لموقع «دايلي بيست» نقل عن مسؤولين في البنتاغون قولهم إنهم رصدوا طائرات استطلاع روسية بطيار ومن دون طيار تقوم بعمليات استكشاف للمناطق الجبلية السورية.
وتقترح الطلعات الجوية التي رصدت فوق إدلب أنها قد تستهدف المعارضة السورية أيضا بالإضافة لتنظيم «الدولة الإسلامية». ونقل الموقع عن مسؤول دفاعي قوله «لا نعرف بالضبط ما هي نواياهم» غير أن النشاطات الجوية «تقترح أنهم يخططون للقيام بنوع من العمليات الجوية».
ويقول مسؤولون آخرون أن الطلعات الجوية تهدف لتوفير الحماية للقواعد العسكرية التابعة للنظام السوري.
وبحسب تقديرات أمريكية فالروس لديهم بالإضافة لطائرات استطلاع مقاتلات متقدمة لتقديم الدعم الجوي القريب.
ويقول الموقع إن العسكريين الروس ينسقون مع المسؤولين السوريين والإيرانيين في بغداد. ويتوقع المسؤولون الأمريكيون بداية النشاطات الروسية قريبا، خاصة مع وصول 28 مقاتلة و26 مروحية.
نواب فرنسيون اشتراكيون إلى دمشق محاباة للأسد
باريس ــ عبدالإله الصالحي
يصل اليوم السبت إلى دمشق ثلاثة نواب فرنسيين من الغالبية الاشتراكية الحاكمة، للقاء مسؤولين سياسيين وشخصيات دينية.
ويتعلق الأمر بالنائب جيرار بابت رئيس جمعية الصداقة الفرنسية السورية البرلمانية والنائبين جيروم لامبير وكريستيان هوتان.
ورغم أن النواب الثلاثة نفوا أي طابع رسمي أو تفويض سري لهذه الزيارة، مؤكدين أنها “مبادرة خاصة” تهدف بالأساس إلى “إبراز تضامن البرلمانيين الفرنسيين مع الأقليات المسيحية في سورية”، فإنهم أيضا أكدوا في بيان أن هذه الزيارة هي أيضا “للتعبير عن مساندة السيادة السورية، ودعم مؤسسات الدولة السورية ووحدة التراب السوري وصيانة حدوده”، وهو الهدف الذي يتعارض مع التوجه الدبلوماسي الفرنسي الرسمي الذي يرفض أي تعامل مع نظام بشار الأسد، ويعتبره المسؤول الأول عن الأزمة السورية.
اقرأ أيضا: دبلوماسيون غربيون بدمشق: عبارات رحيل الأسد تختفي شيئاً فشيئاً
ويتضمن برنامج هذه الزيارة التي تُختتم الأربعاء المقبل لقاء مع مسؤولين عن المآثر التاريخية، ومحادثات مع شخصيات دينية مسيحية وإسلامية، وسينتقل النواب الثلاثة إلى مدينة حمص لمعاينة آثار الحرب، وأيضا اللاذقية معقل النظام السوري. ويتضمن البرنامج غداء عمل مع البرلمانيين السوريين ومحادثات مع بعض الوزراء لم يُعلن عن أسمائهم. ورغم أن النواب الثلاثة لم يتحدثوا عن أي لقاء مرتقب مع الرئيس بشار الأسد، إلا أنهم لم ينفوا هذا الاحتمال، مع العلم أن الأسد كان استقبل النواب الفرنسيين أثناء زيارتهم الأخيرة، بحضور وتغطية كثيفة من وسائل الإعلام الرسمية.
وبخلاف الزيارة السابقة التي نظمها نفس النائب جيرار بابت في شباط/فبراير الماضي، وأثارت حينها جدلا كبيرا وغضبا رسميا، عبر عنه حينها رئيس الوزراء مانويل فالس، وأيضا وزير الخارجية لوران فابيوس الذي ندد بالزيارة، لم يثر الإعلان عن هذه الزيارة الثانية أي ردود أفعال سلبية في أوساط الحكومة الاشتراكية أو نواب الغالبية اليسارية، وهو ما يعكس التحولات الأخيرة في المقاربة الفرنسية للملف السوري، والتراجع عن فكرة استبعاد الأسد ونظامه من المعادلة السياسية، والمرحلة الانتقالية التي قد ترسم معالمها تسوية سياسية مقبلة للأزمة السورية.
“مكرمة” الأسد تثير تهكم الموالين قبل المعارضين
دمشق ــ ريان محمد
أثار إصدار الرئيس السوري بشار الأسد ثلاثة مراسيم جمهورية، تقضي بزيادة رواتب الموظفين والمتعاقدين بمن فيهم العسكريون، ورفع الحد الأدنى من الرواتب المعفية من الضرائب، من 10 آلاف ليرة إلى 15 ألف ليرة، وزيادة الرواتب 2500 ليرة شهرياً أي نحو 7.5 دولارات، سخرية وتهكم الموالين قبل المعارضين.
وقال مهند، وهو موظف في دمشق، لـ”العربي الجديد”، “أنا لست معارضاً، وأنا وكل الموظفين بحاجة إلى زيادة الرواتب، في ظل ارتفاعات الأسعار الكبيرة، لكن الزيادة الأخيرة كانت مخيبة لآمالنا، فالمبلغ زهيد جداً، إنه لا يشتري حذاء، أو مريولاً مدرسياً لطفل، كم تمنيت أن لا يعلن عن هذه الزيادة، وأن أبقى أنتظر زيادة تسندنا في العوز الذي نعيشه”.
وأضاف: “لا أعلم كيف قبل الرئيس أن يوقع على هذه الزيادة المضحكة، قد يكون لا يعلم ما هي قيمتها الشرائية في سورية، لكنه بكل تأكيد يعلم كم دولاراً تساوي”، متسائلاً: “هل يفكر الرئيس أو وزراؤه كيف أن الموظف السوري يعيل عائلة كاملة بـ25 ألف ليرة سورية فقط شهرياً ( نحو 76 دولاراً)”.
ولم يغب عن مجالس السوريين في أول أيام عيد الأضحى المبارك، التندر على الزيادة الأخيرة، والتي اعتاد النظام على تسميتها “مكرمة” يمنّ بها الأسد على السوريين، ليخرج السوريون عبر وسائل إعلام النظام وتلك الموالية، ليشكروا الأخير على هذا العطاء.
كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار الزيادة على الرواتب، مباركين لبعضهم البعض، داعين اللاجئين السوريين إلى العودة إلى البلاد، قائلين إنه “لا سبب لمغادرة البلاد بعد هذه الزيادة، فالمواطن السوري سيستطيع توفير متطلبات الحياة الكريمة”.
وتأتي هذه الزيادة عقب سلسلة من رفع أسعار المواد الأساسية من خبز ووقود، في وقت يعاني السوريون من ارتفاع الأسعار في ظل انخفاض قدرتهم الشرائية، إثر تدهور سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، في حين يعتمد النظام على الاستيراد لتأمين الحاجات المعيشية الأساسية والوقود.
يشار إلى أن الفقر يتفشى بسرعة بين السوريين، حيث تقدر الدراسات الاقتصادية أن أكثر من 75 في المائة من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر، حتى نهاية عام 2014، في حين من المتوقع أن تكون نسبة الفقراء قد ارتفعت خلال عام 2015.
رئيس وزراء فنلندا: سنجعل بلدنا متعدد الثقافات
ستوكهولم – ناصر السهلي
عندما وصلت مجموعة من اللاجئين الجدد إلى مدينة لاتي الفنلندية، مساء أول من أمس الخميس، كان بانتظارهم منظر يعيدنا إلى حقبة خمسينيات وستينيات الأبرتهايد والعنصرية في الولايات المتحدة الأميركية، إذ ارتدى محتجون لباس عصابات الكو كلوس كلان المعروفة بمظهرها الأبيض والمقنع، وقاموا بإلقاء الحجارة والألعاب النارية على العوائل اللاجئة.
رئاسة الوزراء الفنلندية استنكرت استهداف إحدى الحافلات، التي كانت تحمل في أغلبها أطفالاً مع أسرهم كانوا قد وصلوا إلى المدينة فجراً، ليفاجأوا بأن هؤلاء استقبلوهم بشكل عنيف جداً أدخل الرعب إلى قلوب الأطفال بعد رحلة لجوء طويلة، باتجاه معسكر لجوء في الجنوب الفنلندي. وأصيب في حادثة إلقاء الحجارة أحد موظفي الصليب الأحمر الذي كان يستعد لاستقبال اللاجئين عندما حاول التدخل لوقف عنف المحتجين.
وبحسب الشرطة الفنلندية فإن أكثر من 40 متظاهراً شاركوا في تلك الأعمال الاحتجاجية، مشيرة إلى أنه “تم إلقاء القبض على شخصين من المشاركين في الفعالية، وإجراءات البحث عن آخرين مستمرة”.
اقرأ أيضاً: لاجئون يستعجلون العبور نحو أوروبا قبل الشتاء
وكردة فعل على ما جرى، أعلن رئيس الوزراء الفنلندي يوبا سيبلا على موقعه في تويتر بأن “كل ذلك العنف ضد اللاجئين والمهاجرين وبدون تردد يجب أن يدان”. وقال إنه سيقوم بإيواء لاجئين في بيته بدءاً من نهاية العام الحالي.
وأضاف سيبلا: ” أنا وعائلتي قررنا إعداد بيتنا لاستقبال لاجئين فيه، طالما أننا لا نستخدمه الآن، وبدءاً من نهاية العام الحالي سنقوم بتسليم بيتنا ليتم إيواء اللاجئين ومقدمي طلبات اللجوء فيه”. وذهب رئيس الوزراء الفنلندي للقول للتلفزيون الفنلندي القناة الأولى TV1 ” أريد أن أعيد بناء فنلندا، إلى فنلندا متعددة الثقافات”.
اقرأ أيضاً: دعوات أوروبيّة لضبط الحدود واحترام حق اللجوء
من ناحيته ندد وزير الداخلية بيتري أوربو، إلى جانب وزراء وسياسيين آخرين في فنلندا بتلك الأعمال التي صدرت عن المتظاهرين. وتوقع أوربو أن تستقبل فنلندا لبقية أشهر السنة حوالي 30 ألف طالب لجوء.
وكانت فنلندا قد استقبلت في الفترة الأخيرة حوالي 4500 لاجئ، معظمهم من العراقيين الذين لسبب أو آخر يرفضون البقاء في الدنمارك والسويد، والتي يمرون عبرها قبل وصولهم إلى الأراضي الفنلندية لتقديم طلبات لجوء فيها.
أوباما ــ بوتين… أوكرانيا مقابل سورية؟
واشنطن ــ منير الماوري
يؤكد السجال الدائر بين واشنطن وموسكو حول “من طلب لقاء القمة”، بين الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين، في نيويورك، الإثنين المقبل، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنّ الاتفاق على مسودة حلّ للملف السوري لا يزال صعباً، على الرغم من أن لدى أركان الإدارة الأميركية مجموعة من “الأفكار” التي لا ترقى إلى صفة المبادرة أو الحلّ، وتتمحور جميعها حول وضعية الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية العتيدة التي يفترض أن تفصل بين “سورية الأسد” و”سورية الجديدة”.
ملامح الأفكار الأميركية لا تزال غامضة، ويتحدث عنها مصدر أميركي مطلع لـ “العربي الجديد” بتردد، نظراً إلى أن “لا شيء محسوماً بعد”. وبحسب المعلومات، فإن إدارة أوباما، وإنْ لم تصرّح بذلك علناً، بدأت تتقبّل على نحو تدريجي فكرة بقاء مشروط لرئيس النظام السوري بشار الأسد لفترة انتقالية، يتم خلالها إدخال تغييرات جوهرية في تركيبة نظامه وإشراك المعارضين له في حكومة وحدة وطنية.
ويجمع مراقبون مؤيدون للثورة السورية على استحالة إدخال تغييرات جذرية في تركيبة النظام السوري مع الإبقاء على رأس النظام. ويكاد هؤلاء يتفقون مع رؤية من تبقى من مؤيدي النظام محلياً وخارجياً ممّن يعتقدون باستحالة الحفاظ على النظام السوري، في حال تم إجبار الأسد على الرحيل.
أفكار تتزامن مع حديث البيت الأبيض عن أهمية التوصل إلى اتفاق بشأن انتقال سلمي للسلطة في سورية، من دون الإشارة إلى مصير الأسد في الاتفاق المأمول، أو اشتراط رحيله قبل تطبيق الاتفاق. كما بدأ الحديث الأميركي عن الدور الروسي في الملف السوري يتزايد، إذ أشار المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش أرنيست، إلى تأثير سياسة العزل السياسي على موسكو، لكنّه أشاد بـ “الدور الإيجابي” لموسكو خلال المفاوضات النووية مع إيران، في إشارة على ما يبدو إلى أن ذلك الدور أسهم في خلق تقارب أميركي روسي تجاه بعض الملفات الشائكة التي يأتي في مقدّمتها الملفان السوري والأوكراني.
وفي ظل الاعتراف الأميركي بدور موسكو في إنجاح الاتفاق النووي مع إيران، من غير المستبعد أن يكون المقابل هو تنازلات أميركية لروسيا ذات صلة بالأزمة السورية، وهو ما بات يعتبره كثيرون “منطقياً” في إطار المعطى الروسي المستجد منذ التدخل العسكري المباشر في تسليح الجيش السوري وقيادة بعض فرقه بهدف منع سقوطه، لكي تفاوض موسكو باسمه على اتفاق حل نهائي. ويربط مراقبون بين الأزمتين الأوكرانية والسورية، ملمحين إلى وجود تنازلات روسية في الملف الأول مقابل مكاسب في الملف الثاني. لكن الأمر الأكثر وضوحاً، هو التغيير الذي طرأ على موقف إدارة باراك أوباما تجاه الأزمة السورية، من ناحية تخفيف نبرة الإصرار على رحيل الأسد. وقد يكون هذا التغيير نابعاً من حسابات أميركية أحادية الجانب، أو بناءً على تفاهمات ثنائية مع موسكو تجاه حزمة من الملفات السياسية المختلف عليها. بل وصلت بعض التكهنات إلى حدّ القول إنه لم يبق على إبرام الصفقة الأميركية الروسية بشأن سورية، سوى الاتفاق على السماح لبشار الأسد بترشيح نفسه للرئاسة عقب الفترة الانتقالية، حسب الإرادة الروسية، أو منعه من الترشح، حسب التمني الأميركي.
قمة أوباما ـ بوتين
يرى مراقبون أن القمة بين أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين المرتقبة تعدّ تراجعاً عن فرض سياسة العزل على موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية، في مقابل التنازلات الأميركية الملموسة بشأن سورية، وقد تتمخض هذه العناصر في نهاية المطاف عن صفقة ترضي موسكو بالدرجة الأولى، وتغضب غالبية الشعب المصرّ على إسقاط النظام.
وكانت الأزمة الأوكرانية المتمثلة في دعم موسكو للتمرد الانفصالي في شرقي أوكرانيا، قد أدت إلى توسيع الهوّة، ليس بين أوباما وبوتين فحسب، ولكن بين الغرب الداعم للحكومة الأوكرانية بزعامة الولايات المتحدة، وروسيا الداعمة للانفصاليين في أوكرانيا.
ولتقليل المخاوف السائدة بشأن أي تنازلات أميركية محتملة بشأن هذين الملفين، شدّد البيت الأبيض على لسان جوش أرنيست، على أن القمة الأميركية ــ الروسية المتوقع أن تتم يوم الإثنين، تأتي بناءً على طلب من الرئيس الروسي، ولم تكن من ضمن جدول لقاءات الرئيس الأميركي على هامش حضوره الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة. لكن البيت الأبيض أقرّ بأن قمة أوباما ـ بوتين لن تكون مجرد مناسبة لالتقاط الصور، بل من المحتمل أن تسفر عن تفاهمات تمهّد الطريق لتنسيق وتعاون بين الجانبين تجاه عدة قضايا، جازماً بأن الأولوية هي للملف الأوكراني، فضلاً عن أن “لدى أوباما رسالة يريد إيصالها إلى بوتين بشأن سورية، وهي أن مضاعفة دعمه لنظام بشار الأسد هو رهان خاسر، لن يسفر إلا عن إطالة أمد الأزمة السورية، وهو دعم لا يخدم مصلحة أي من الشعبين الروسي أو الأميركي”.
الكلام حول الجهة التي طلبت اللقاء لم يجد كبير المستشارين السياسيين في الكرملين يوري أوشاكوف، أمس الجمعة، حرجاً في تكذيبه، مشيراً إلى أن “الإدارة الأميركية هي التي اقترحت الاجتماع”. وقال أوشاكوف للصحافيين إن البيت الأبيض أعطى رواية “محرَّفة” لمسار الأحداث، لافتاً إلى أن “الكرملين يتوقع سلوكاً أكثر مهنية من الجانب الأميركي في مثل هذه الأمور في المستقبل”. وشدد أوشاكوف على أن سورية ستكون الموضوع الرئيسي في النقاش بين بوتين وأوباما، فضلاً عن أوكرانيا.
خدمة أميركية للأسد
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، باتت سورية مادة رئيسية للتراشق بين المتنافسين على ترشيح الحزبين الكبيرين “الجمهوري” و”الديمقراطي”. ويكاد يجمع مختلف المرشحين على أنّ سياسة أوباما تجاه سورية خاطئة، بل وتساورهم الشكوك بشأن حقيقة ما تريده إدارة أوباما لسورية، ويلمحون إلى رغبة أوباما في بقاء الأسد.
وفي هذا السياق، يقول المرشح دونالد ترامب، الذي يتصدّر استطلاعات الرأي بين المتنافسين على ترشيح الحزب “الجمهوري”، إن الولايات المتحدة في ظل الإدارة الحالية تقدم خدمة جليلة للأسد عن طريق استهداف خصومه. وتابع ترامب، في حديث تلفزيوني أدلى به لشبكة “سي إن إن” الإخبارية مستهزئاً من سياسة الإدارة الحالية تجاه سورية: “أكاد أجزم أن الأسد ينظر إلينا حالياً، وهو غير مصدّق نفسه أن الأميركيين يقتلون عدوه”، في إشارة إلى “داعش” الذي يلتقي الأميركيون والنظام السوري على محاربته. وأضاف “لا بد أن الأسد يخاطب نفسه حالياً بالقول إن الدور الأميركي ضد أعدائي هو أعظم ما مررت به طوال رئاستي”.
وأشار ترامب إلى أنه في حال فوزه بالرئاسة، فإنه سيعتمد سياسة خارجية يصعب التنبؤ بها، وهو ما سوف يمنع الخصوم من الاستعداد لمجابهتها.
غير أنّه أعرب عن مخاوفه من أنّ أي مواجهة مع روسيا على الأرض السورية قد تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، مشدّداً على أن مصلحة روسيا في القضاء على “داعش” تفوق بكثير المصلحة الأميركية، وهو ما يُفهم منه وجود استعداد لديه لغض النظر عن إطلاق يد روسيا في سورية.
قوات النظام تحاول استعادة مطار كويرس:نهاية الغزل مع داعش
خالد الخطيب
في إطار الدعم العسكري الروسي، بدأت قوات النظام عملياتها العسكرية شرقي حلب، ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يفرض حصاراً خانقاً على مطار كويرس العسكري، منذ مطلع العام 2014. التنظيم كان قد سيطر على المطار أثناء هجومه الكاسح على ريف حلب الشرقي، وانسحاب المعارضة المسلحة منه.
قرابة 1000 جندي من قوات النظام، برفقة مدرعات ودبابات، والطيران الحربي والمروحي، شنوا هجمات متزامنة، طيلة الأسبوع الماضي، على قرى وبلدات تل حاصل وتل نعام وصبيحة وبلاط وصوامع بلاط، بهدف السيطرة على المحطة الحرارية التي تعتبر بوابة لفك الحصار عن المطار.
الطيران المروحي ألقى خلال الهجوم الواسع الممتد على محاور متعددة، أكثر من أربعين برميلاً متفجراً، مستهدفاً مواقع التنظيم، بالإضافة إلى عشرات الغارات الجوية نفذها الطيران الحربي بالصواريخ الفراغية التي طالت مواقع متقدمة للتنظيم وتجمعات سكانية في محيط المطار العسكري. الأمر الذي تسبب بسقوط قتلى وجرحى في صفوف التنظيم والمدنيين. كما نفذت المدرعات والمدفعية الثقيلة رمايات أرضية بمئات القذائف، طالت كلاً من تل حاصل وبلاط والمحطة الحرارية.
فشلت قوات النظام في التقدم، وتكررت محاولاتها، لتفشل ثانية في إحراز أي تقدم على الأرض، على الرغم من كثافة القصف بالأسلحة الثقيلة براً وجواً، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من المقاتلين الذين وصلوا تباعاً إلى معامل الدفاع مدججين بالأسلحة الثقيلة. وتجاوز عدد المدرعات 40 آلية قدمت أرتالها، منذ منتصف أيلول/سبتمبر، من الساحل السوري عبر طريق الامداد المار بحماة والسلمية وأثريا وبادية حلب الشرقية.
وأكد “مكتب مسكنة الإعلامي” تصدي مقاتلي تنظيم “الدولة” للهجوم العنيف الذي شنته قوات النظام على القرى والبلدات القريبة من مطار كويرس. وقد تمكن التنظيم من قتل 40 عنصراً على الأقل من قوات النظام، وأسر 25 آخرين. وأشار المكتب الإعلامي إلى أن الطيران الروسي الجديد الذي تم تسليمه لقوات النظام قد باشر فعلاً طلعاته الجوية مستهدفاً معاقل التنظيم هناك.
القائد العسكري في الجيش الحر، العقيد حسين علوان، أكد لـ”المدن”، أن “النظام يصر على التشبث بحلب وتطويقها بشكل كامل لجعلها منطلقاً لعملياته العسكرية التي بدت أكثر نشاطاً بعد دخول الروس على مسرح العمليات العسكرية في سوريا بشكل جدي أكثر من السابق”.
وأضاف العقيد علوان أن “النظام يحاول أن يضخ جرعة معنويات جديدة لمؤيديه، ومطار كويرس المحاصر منذ أكثر من عام ونصف، هو مادة دسمة لهذه الجرعة، بالإضافة إلى أن مطالب أهالي قوات النظام المحاصرين في المطار بدت أكثر إلحاحاً خلال الفترة الماضية بعد محاولات التنظيم المتكررة لاقتحامه”. لذلك تعتبر العملية العسكرية الأخيرة فرصة لصناعة “نصر إعلامي يستنهض مؤيدي النظام بعد مسلسل الخيبات التي مني بها جيشه والمليشيات التابعة له، في ريفي إدلب ودمشق”.
ويبدو بأن قوات النظام ستشق طريقها إلى مطار كويرس العسكري، عبر تنفيذ سياسة “الأرض المحروقة”، في عشرات البلدات والقرى المحيطة به. لكن المهمة لن تكون سهلة، نتيجة وقوع المحطة الحرارية على الطريق المؤدي إلى المطار. ويعتبر التنظيم أن المحطة هي أحد خطوطه الحمراء، لأنها أحد أبرز مصادر الطاقة التابعة له.
كما أن تنظيم “الدولة الإسلامية”، حتى إذا تمّ فك حصاره، فقد لا يسمح بإعادة تشغيل المطار العسكري، بالسهولة التي يتحدث عنها النظام. لكن النظام يسوّق لفكرة أن المطار سيكون محطة جوية مهمة تُمكِّنُ الطيران من شن هجمات جوية على مواقع التنظيم في شرق حلب وصولاً إلى الرقة، بحيث لا تحتاج الطائرات المروحية لقطع مسافات طويلة لتلقي براميلها المتفجرة.
العقيد محمد الأحمد، وهو أحد الضباط المنشقين من مطار كويرس العسكري، أكد لـ”المدن” أن المطار يعتبر قاعدة جوية كبيرة، كانت تضم ثلاثة معاهد جوية، بالإضافة إلى وحدة إدارية ملحق بها “الفوج 111” دفاع جوي، وعدد من الكتائب للحماية. وأشار العقيد الأحمد إلى أن أهمية المطار تكمن في كونه سابقاً كلية جوية يتم فيها تدريب الطيارين، والملاحين الجويين والفنيين. في حين أن أهميته الراهنة تنبع من وقوعه على الطريق الواصل بين حلب والرقة، وقربه من مدينة الباب وديرحافر ومنبج والمحطة الحرارية، وهي المعاقل الأبرز لتنظيم “الدولة” شمال شرقي سوريا.
وأوضح العقيد الأحمد أنه في حال تم فك الحصار عن المطار، ستصبح كافة المناطق الشرقية من حلب في مرمى النيران الأرضية للمطار، ونقطة انطلاق سهلة للطائرات المروحية والحربية التدريبية التي لا تستطيع أن تبتعد كثيراً عن قواعدها، وستكون وجهتها حتماً: الباب ومنبج ودير حافر ومسكنه. وأضاف العقيد الأحمد أن فك الحصار عن المطار سيؤمن للنظام السيطرة على الطريق الواصل إلى حلب من جهة دير حافر، والطريق الواصل إلى حلب من جهة منبج الباب، وهي مناطق تحت سيطرة التنظيم. وخسارة تنظيم “الدولة” لهذه المناطق وطرق المواصلات إليها، تعني أن طريق الريف الشرقي باتجاه حلب سيصبح متاحاً لقوات النظام وصولاً إلى مطاري النيرب وحلب الدولي.
الغزل بين النظام والتنظيم في حلب وريفها، والذي بدا واضحاً من خلال العمليات العسكرية المتزامنة للطرفين ضد المعارضة في حلب، والتي كانت أشبه بتنسيق عسكري مباشر في أكثر من منطقة، يبدو بأنه قد شارف على نهايته. وقد يشهد الشمال السوري مرحلة عسكرية جديدة وتغيرات جوهرية على الأرض من حيث التمدد والسيطرة.
هدنة الزبداني بإشراف أممي.. وضمانة “مفخخات جيش الفتح“
توصلت حركة “أحرار الشام الإسلامية” والوفد الإيراني إلى اتفاق هدنة، يشمل مدينة الزبداني في ريف دمشق، وبلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، وتمتد الهدنة لـ6 أشهر، يتم تنفيذها على مرحلتين، وتلتزم خلالها جميع الأطراف بوقف العمليات العسكرية، وفتح الطرق أمام المساعدات الإنسانية.
وبدأ تنفيذ الخطوات العملية للهدنة، الجمعة، حيث وصل عدد من جرحى الزبداني إلى مدينة إدلب، بحسب نص الاتفاق، الذي يسمح أيضاً بخروج جرحى كفريا والفوعة إلى مناطق سيطرة النظام. وتبدأ المرحلة الأولى من الهدنة بأن يتم انسحاب مقاتلي المعارضة من الزبداني برفقة عائلاتهم إلى أي منطقة في إدلب، ما عدا كفريا والفوعة، مقابل خروج 10 آلاف مسلح ومدني من كفريا والفوعة.
المرحلة الثانية من الاتفاق تتضمن إخلاء من سيبقى من المسلحين والمدنيين في كفريا والفوعة، في مقابل خروج مسلحي بلدات الزبداني في مضايا ووادي بردى، وستكون الأمم المتحدة مشرفة على سير تنفيذ الاتفاق، من خلال فريقها الذي يعمل في مكتب دمشق.
وبحسب ما نقلت وكالة “الأناضول” فإن الهدنة تشمل بلدات الفوعة، وكفريا، وبنش، وتفتناز، وطعوم، ومعرة مصرين، ورام حمدان، وزردنا، وشلخ، في محافظة إدلب، وبلدات مضايا، وبقين، وسرغايا، في ريف دمشق وكل القطع العسكرية المحيطة بها، والواقعة تحت سيطرة النظام.
من جهتها، نقلت وكالة “فرنس برس” عن مصدر سوري مقرب من النظام قوله إنه “بعد التزام الأطراف بالبند الأول الذي ينص على وقف إطلاق النار، تم الاتفاق على أن يبدأ السبت أو الأحد تنفيذ بند آخر هو إخراج نحو عشرة آلاف مدني من بلدتي الفوعة وكفريا” مقابل خروج 500 من مقاتلي المعارضة في الزبداني، يتوجهون حصراً إلى محافظة إدلب. وأضاف المصدر أن “خروج المدنيين من الفوعة وكفريا سيتم عن طريق بلدة الفوعة وبسيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي”.
في المقابل، قال الشرعي العام لـ”جيش الفتح” مدير “مركز دعاة الجهاد” التابع لـ”جبهة النصرة” عبدالله المحيسني، في مقابلة مع المركز، إن الوفد الإيراني خلال الجولة الأولى من المفاوضات عرض إخراجاً “كاملاً لمن في الفوعة ونخرج لكم كامل من في الزبداني الرجال بالرجال، ورفضنا هذا الامر وعاد القتال وأخذنا منطقة الصواغية فتنازل وطلب أن نخرج النساء والاطفال فرفضنا، فقال نخرج نصف الأطفال والنساء”. وأضاف “لما ضربنا الضربة الشديدة من خلال الاستشهاديين والانغماسيين (..) رضخوا فلم نقبل نحن، وزدنا بالمطالب فطالبنا بإخراج النساء والاطفال من الزبداني وكذلك المقاتلين بسلاحهم، وهم لا يخرجون مقاتليهم ونخرج علاوة على ذلك 500 معتقل ومعتقلة ونمنع القصف على ادلب وما حولها ويتوقف امداد السلاح للفوعة، وهذا بالتالي نصر”.
وهدد المحيسني في حال لم يتم تنفيذ الاتفاق كاملاً بالقول إن “الجهة الضامنة (لتنفيذ الاتفاق) هي المفخخات، وإننا جهزنا عدداً من الاستشهاديين والانغماسين القادرة على تركيعهم مرة ثانية.. نحن أخرجنا نصف النساء الاطفال وبقي نصفهم في الفوعة وهم تحت السيطرة”.
الزبداني: “حزب الله” يرضخ للواقع
منير الربيع
يتذكر من يتابع مجريات معركة الزبداني لا سيما في بيئة “حزب الله” معارك وادي الحجير، وعيتا الشعب، ومارون الراس. في تلك المواقع خاض مقاتلو “حزب الله” أشرس معاركهم الدفاعية ضد العدو الإسرائيلي في العام 2006. صمد المقاومون 33 يوماً دفاعاً عن أرضهم. معارك الزبداني في ريف دمشق اليوم، تخطت أكثر من ضعف هذه المدة، صمد خلالها مقاتلو المدينة دفاعاً عنها في مواجهة هجوم النظام السوري و”حزب الله” لاجتياحها.
أكثر من سبعين يوماً، صمد فيها مقاتلو المدينة في وجه أعتى الهجومات التي تعرضوا لها، واستخدم فيها أعتى السلاح النوعي، ولا يمكن إغفال أن المدينة محاصرة منذ سنتين ومقطوعة عنها خطوط الإمداد، بسالة الحزب في الجنوب، شكلت معياراً دافعاً لبسالة أبناء الزبداني، الذين لطالما استشهدوا بقتال الحزب دفاعاً عن أرضه، وقد واجهوا مقاتلي الحزب أثناء الهدنتين السابقتين اللتين شهدتهما المدينة وما تخللهما من حوارات بين المتقاتلين، حيث ذكر الزبدانيون مهاجميهم من الحزب بما فعلوه في الجنوب، وأن ما حصل يتكرر معهم هذه الأيام بطريقة عكسية.
تحول “حزب الله” إلى قوة غازية، وتحول أهل الزبداني إلى مقاومين، سبعون يوماً عملوا على تحطيم أسطورة الحزب الذي لا يهزم، فأجبروه مراراً وتكراراً على الدخول في مفاوضات وهدن، واليوم ها هي المفاوضات تسلك طريقها نحو التنفيذ.
في المفهوم العسكري فإن ما جرى في الزبداني يدرّس في الكليات العسكرية، وكيف أن مدينة محاصرة من كل الجهات تستطيع الصمود وتكبيد الحزب هذا الكم الكبير من الخسائر.لا يخفي “حزب الله” حجم الضغط الشعبي والعسكري الذي عاناه من جراء هذه المعركة، جهد مراراً على تسريب أخبار تفيد بأن المدينة سقطت، ليتبين في ما بعد عدم صحة هذا الكلام، إذ استمر مقاتلوها تكبيد الحزب خسائر كبيرة إلى اليوم الأخير قبل الهدنة.
وفق ما تشير مصادر “المدن” فإن حالة من الغضب سادت في صفوف الحزب، مردها السبب في عدم استطاعتهم اجتياح المدينة، وتكبده هذا الحجم من الخسائر، إذ فقد الحزب 150 مقاتلاً في المدينة، اعترف بهم، مع فقدان 21 عنصراً، وتسجيل العديد من الإصابات بينهم 76 إعاقة مستدامة. وتفيد المعلومات أيضاً، بأن السبب الأساسي الذي دفع الحزب إلى الدخول في المفاوضات وتفعيلها إلى جانب ما جرى في الفوعة في ريف ادلب، هو سقوط 17 قتيلاً من عناصره بضربة واحدة، ما دفعه أيضاً إلى سحب كتيبة الرضوان من المدينة.
وبمعزل عن المفاوضات ونتائجها السياسية والديمغرافية وما يعتبر إنتصاراً لإيران في نجاحها بإجراء تغيير ديموغرافي في سوريا، على أساس مذهبي، فإن أحد قادة الفصائل في الزبداني يقول لـ”المدن” إن ما جرى هو إنتصار ما بعد بعد إلهي في المدينة.
أوقفت المعارك الآن، ما يجري هو ترتيب سياسي لما سيكون عليه حال المدينة ومحيطها، إذ تسعى إيران إلى ترحيل أهل الزبداني إلى إدلب، مقابل نقل أهالي كفريا والفوعة إلى حمص، وبذلك تكون المنطقة المحيطة من العاصمة دمشق أصبح شيعية صرفة.
لا يقيم حزب الله أي اعتبار لما جرى، تشير مصادر قريبة منه لـ”المدن” إلى أن التركيز سيكون على المكاسب اللاحقة، وخصوصاً الإستفادة مما جرى، في أماكن أخرى قريبة من العاصمة السورية، وتحديداً، في الغوطة، وداريا، ومزارع رنكوس بالإضافة إلى تأمين طريق دمشق بيروت من دون أي مخاطر، وهنا تؤكد المصادر ان ما جرى في الزبداني سيجري تطبيقه في مضايا ووادي بردى، وبالتالي سيصبح كل الشريط الحدودي بين سوريا ولبنان خاضعاً لسيطرة حزب الله.
لا شك أن إنهاء معارك الزبداني، سيريح النظام السوري وحزب الله في محيط دمشق، ما سيسمح للنظام بحشد قواته باتجاه الغوطة لوقف تقدم المعارضة هناك، وهنا تشير مصادر “المدن” إلى بدء عمليات سحب القوات باتجاه مناطق أخرى، فيما تفيد معلومات أخرى بأن الحزب سيعزز من مواقعه في المناطق الحدودية مع لبنان.
لم يكن أي من هذا يجري لولا موافقة دولية وتأمين غطاء دولي له، لا سيما أن مفاوضات الزبداني مقابل كفريا والفوعة، حظيت بمباركة الأمم المتحدة، وهنا تعتبر مصادر في المعارضة السورية لـ”المدن” أن حزب الله ومن خلفه إيران منيوا بهزيمة عسكرية، استعاضوا عنها سياسياً إستناداً إلى موقف دولي، وبالتالي ستصبح هذه المناطق خاضعة لسيطرتهم مقابل سيطرة المعارضة على كفريا والفوعة، هذا الأمر لم يكن يحصل لولا ضغط تركي ودولي على مقاتلي المعارضة، مع حصول حركة أحرار الشام وجبهة النصرة على الإعتراف بهما كقوتين عسكرياً وسياسياً على الأرض.
فنلنديون يرمون مهاجرين بالحجارة والمفرقعات
إيلاف- متابعة
الحكومة تدين الحادثة “العنصرية” وتوقف متظاهرين
قام متظاهرون في فنلندا برشق حافلة تقلّ مهاجرين بالحجارة، وأطلقوا عليها مفرقعات نارية، بينما كانت تنقلهم إلى مركز للاجئين في لاهتي في جنوب البلاد.
إيلاف – متابعة: أوردت وسائل الإعلام الفنلندية الجمعة هذا الخبر، ولوّح ما بين 30 و40 متظاهرًا بالأعلام، وانهالوا بالسباب على ركاب الحافلة، وفي هذا السياق ذكرت محطة (واي.إل.إي) التلفزيونية أن عددًا من المتظاهرين رشقوا الحافلة، التي كانت تقل 40 من طالبي اللجوء، بينهم أطفال، بالحجارة، وأطلقوا عليها المفرقعات النارية.
من جانب آخر قالت الشرطة إن قنبلة مولوتوف ألقيت على مركز آخر لاستقبال اللاجئين في كوفولا في جنوب البلاد أيضًا، ولم تشر التقارير إلى إصابة أحد في أي من الواقعتين. وعرض رئيس الوزراء الفنلندي يوها سيبيلا خلال هذا الشهر استقبال لاجئين في بلاده، في خطوة اجتذبت اهتمامًا عالميًا، وكذلك انتقادات في الداخل.
وقال ميكو نييكو النائب عن حزب (الفنلنديون) المناهض للهجرة في بيان خلال الأسبوع الماضي “بادرة سيبيلا النبيلة كانت أشبه بهدية الكريسماس لمهرّبي البشر واللاجئين. فنبأ الأبواب المفتوحة في فنلندا دفع الكثير من الشبان إلى القيام برحلة باتجاه الأرض الموعودة”.
وحتى الآن وصل إلى فنلندا أكثر من 13 ألف طالب لجوء، معظمهم من العراق، مقارنة مع 3600 فقط في العام الماضي بكامله، وفي الأيام الأخيرة كان نحو 500 لاجئ يعبرون الحدود الفنلندية البرية يوميًا في تورنيو على مقربة من الدائرة القطبية بعد رحلة طويلة عبر السويد.
هذا ودانت الحكومة الفنلندية الجمعة “التظاهرات العنصرية” بعد ساعات على قيام حوالى اربعين شخصًا بمهاجمة حافلة تقل مهاجرين، معظمهم عائلات. وبث التلفزيون الحكومي لقطات لحوالى اربعين متظاهرًا يرشقون هذه الحافلة بمفرقعات وقذائف دخانية عند وصولها ليلا الى امام مركز لطالبي اللجوء في لاتي، التي تبعد نحو مئة كيلومتر شمال شرق هلسنكي.
كما نشر الموقع على موقعه الالكتروني صورة لمتظاهر يرتدي ملابس المنظمة العنصرية الاميركية كو كلوكس كلان بالقبعة البيضاء الشهيرة، وهو يرفع علم فنلندا. وقالت وكالة الانباء الفنلندية انه لم يصب اي شخص بجروح، بينما تم توقيف متظاهرين اثنين.
وكتبت الحكومة الفنلندية انها “تدين بشدة التظاهرات العنصرية التي جرت ليلة الخميس الجمعة ضد طالبي اللجوء الذين وصلوا الى البلاد. العنف والتهديدات التي رافقت وصولهم غير مقبولة”. من جهته، كتب رئيس الوزراء الوسطي يوها سيبيلي على موقع تويتر للرسائل القصيرة ان “التهديدات والعنف ضد طالبي اللجوء والمهاجرين مدانة بشكل مطلق”.
سبعة أسباب لتدفق اللاجئين إلى أوروبا
حددت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سبعة عوامل رئيسية تدفع اللاجئين -ومعظمهم سوريون- إلى التدفق باتجاه أوروبا، وهي كالتالي:
أولا: اليأس وخاصة بالنسبة للسوريين مع دخول أزمة بلادهم عامها الخامس دون أي مؤشر على وجود حل في الأفق.
ثانيا: ارتفاع تكاليف المعيشة وتعميق الفقر، حيث يحدد غلاء المعيشة بقاء أو رحيل اللاجئين، خاصة في لبنان.
ثالثا: محدودية فرص كسب الرزق، ويتضح هذا العامل في لبنان ومصر والأردن وإقليم كردستان العراق.
رابعا: العقبات القانونية التي تعترض تجديد الإقامة في بعض الدول، وخاصة في لبنان.
خامسا: محدودية فرص التعليم في الأردن ومصر ولبنان والعراق.
سادسا: الشعور بفقد الأمن، ويتمثل هذا العامل في العراق حيث ذكر غالبية النازحين أنهم يشعرون بعدم الأمان في البلاد.
سابعا: نقص التمويل حيث تعاني برامج المساعدات للاجئين والمجتمعات المضيفة في المنطقة من نقص حاد في التمويل، والذي يعني تخفيضات في المساعدات الغذائية لآلاف اللاجئين، مما يشكل سببا رئيسيا لمغادرة العديد منهم الأردن.
واشنطن: روسيا استطلعت ولم تنفذ ضربات بسوريا
أعلن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية العقيد باتريك ريدر -أمس الجمعة- أن الطيران الروسي قام بطلعات استطلاعية فوق الأراضي السورية لكنه لم ينفذ ضربات، معترفا بأن العسكريين الأميركيين يجهلون مخططات موسكو.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ريدر قوله “شاهدنا طلعات استطلاعية للطائرات الروسية. هذا كل ما رصدنا حتى الساعة”.
وتابع أن العسكريين الأميركيين يجهلون مخططات موسكو و”ليسوا على اتصال بالعسكريين الروس”.
وأضاف “الباب مفتوح أمام محادثات محتملة في المستقبل حول كيف يمكن للروس والتحالف العمل معا، لكنه سابق لأوانه أن أتكهن بما سيكون عليه الأمر”.
ويؤكد البنتاغون أن الروس أقاموا قاعدة جوية في محافظة اللاذقية (غربي سوريا)، وأفادت المصادر الأميركية بأن موسكو نشرت 28 طائرة حربية في تلك القاعدة مجهزة بشكل خاص لتنفيذ غارات على أهداف أرضية.
وبالإضافة إلى موظفي القاعدة (طيارون، ميكانيكيون) نشر نحو خمسمئة جندي روسي. وهذه القوات مجهزة بدبابات وآليات مدرعة لنقل الجنود ومروحيات.
مواقف وغموض
وكانت الولايات المتحدة أكدت ترحيبها بأي مبادرة روسية لتعزيز مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، لكنها تخشى سعي موسكو لدعم بقاء الرئيس بشار الأسد من خلال مهاجمة معارضي النظام “المعتدلين”. وقال ريدر “سيكون هذا الموضوع مثار قلق لنا”.
وفي تصريحات سابقة أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن دعم الرئيس السوري بشار الأسد في معركته ضد ما وصفه بالإرهاب هو الوسيلة الوحيدة لإنهاء الحرب في سوريا.
وجاءت هذه التصريحات قبل لقاء مرتقب بين بوتين والرئيس الأميركي باراك أوباما، يعتزم فيه الأخير إقناع بوتين بعكس موقفه هذا.
من جهته، أعلن البيت الأبيض أن أوباما سيبلغ بوتين عندما يلتقيان بأن رهانه على الأسد خاسر، كما سيطلب منه أن يوضح كيف سيسهم الوجود العسكري في سوريا في هزيمة تنظيم الدولة؟
وقالت كبيرة المسؤولين بمجلس الأمن القومي للبيت الأبيض لشؤون روسيا سيليست والاندر إن هناك الكثير من الكلام وحان الوقت للحصول على إيضاحات، كما حان الوقت كي تكشف روسيا على وجه التحديد كيف يمكن أن تسهم بإيجابية في تحالف قائم بالفعل ويشمل دولا عدة.
وأضافت والاندر أن ما تقوله روسيا من أن الغرض من تعزيز وجودها العسكري في المنطقة في الآونة الأخيرة هو التصدي لتنظيم الدولة “غير مقنع”.
سوريا.. خطيب العيد يرتقي بالأسد لمقام الرسول
لم يعد الرئيس السوري بشار الأسد فقط “المدافع الأول عن محور المقاومة والممانعة” و”الرئيس الذي يجب أن يحكم العالم” فالإشادة بالرجل وتبجيله بلغا مبلغ تشبيهه بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
التبجيل هذه المرة جاء من مدير أوقاف دمشق، أحمد سامر القباني، وفي خطبة عيد الأضحى، حيث قال موجها حديثه للأسد “نقول لك يا سيد الوطن كما قال المقداد بن عمرو لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في معركة بدر.. سالم من شئت وحارب من شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وأحبب من شئت، وأبغض من شئت… فوالله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى.. اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، ولكن نقول لك اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون”.
وغداة انتشار الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، رد النشطاء بقسوة على القباني ووصفوه بأنه “منافق يؤله الأسد وشيخ الطواغيت” وبأنه من الشيوخ الذين يستخدمون “الخطاب الديني كأداة استبداد وقتل”.
“العهر الديني”
وشبه بعض المغردين مدير أوقاف دمشق، بعلماء وأساتذة أزهر مصريين على رأسهم سعد الدين الهلالي وعلي جمعة، وغيرهم الذين مجدوا الرئيس عبد الفتاح السيسي ووضعوه في منزلة الرسل.
ويغرد حساب (@abdelwareth3asr) “في كل دولة يوجد سعد الدين الهلالي ويوجد علي جمعة ويوجد مختار جمعة ويوجد أسامة الأزهري”.
ويذهب الإعلامي المصري معتز مطر للقول في تغريدة “نعم نتعذب بسبب القهر والقتل والظلم الممتلئة بها بلادنا.. لكن وقع النفاق والعهر الديني وتأليه الحكام.. لهو أشد وأنكى”.
ويرى السياسي المصري حاتم عزام أن “خطيب العيد لبشار الأسد سوريا وسعد الهلالي لسيسي مصر .. الخطاب الديني كأداة للاستبداد والقتل”.
ويغرد الكناني عبد الله أن المطبلين لا يختلفون “هناك أيضا من شبه السيسي بالملهم والنبي المعصوم، طالما الطبل موجود فلا بد من وجود راقص على خشبة المسرح”.
ويشير الإعلامي السوري عمار عز إلى أن الأسد ومفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون، صدما من الكلام، ويقول إن بشار وحسون فوجئا “من كذب الخطيب الدجال… انسوا الحكي”.
ويلاحظ حساب (@ abuazoz01) أن الأسد عينه ترف (تطرف) وجبهته تتقاطر عرقا.. “وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين”.
“جيش الصحابة”
ويصف حساب (@5595Sad) كلام الخطيب بأنه “فيلم فكاهي جديد”. واعتبر حساب (@ZMeryame) أن خطيب العيد “من نماذج الخطباء الذين يساهمون بصناعة الطغاة”.
وقارب المغرد السعودي فهد العبد الجبار كلام الخطيب من زاوية جديدة، وغرد “القرآن لم يكرر عبثا قصة فرعون ١٩مرة لأنها تتكرر دوما”.
ويغرد حساب (@yousefmb) “شيوخ وأئمة الإسلام المتحدثون باسم الأنظمة العربية بشكل عام مسخرة ولكن شيوخ النظام السوري لا مثيل لهم”.
وتعليقا على كلام الخطيب، يتهكم المغرد عمار الرنتيسي أن “الحكام العرب رسل وأنبياء”.
ويذكر إبراهيم أحمد أن الشيخ محمد سعيد البوطي وصف جيش النظام بجيش الصحابة، ويغرد “كبيرهم البوطي وصف جيش الأسد بجيش الصحابة، سامر قباني قاتلك الله ولعنك حتى مطلع الفجر”.
يُذكر أنه في خطبة عيد الفطر العام الماضي، قال الخطيب موجها كلامه للأسد “لقد كان أمراء الشام وكان قادته عبر التاريخ أمناء على شرف الأمة، وهذه قبورهم تحتضنها الشام شاهدة على ذلك، فهذا سيف الله خالد بن الوليد، وهذا عمر بن عبد العزيز، وهذا نور الدين محمود زنكي، والناصر صلاح الدين، إن الله أقامك مقام أولئك العظماء الذين نصروا الأمة على أعدائها”.
مقاتلون دربتهم أميركا سلموا أسلحتهم للنصرة
أقرت القيادة الأميركية الوسطى بتسليم مقاتلين سوريين دربتهم واشنطن قسما من أسلحتهم لـجبهة النصرة، الجناح السوري لـتنظيم القاعدة، مقابل المرور الآمن.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية العقيد باتريك ريدر في بيان إن قوات المعارضة السورية المٌدرّبة سلمت ست شاحنات صغيرة وبعض الذخيرة أو نحو ربع ما تسلمته من معدات لوسيط يُشتبه بأنه من جبهة النصرة يومي 21 و22 سبتمبر/أيلول مقابل المرور الآمن.
وأضاف “إذا كان صحيحا فإن التقرير المتعلق بتسليم أفراد القوات السورية الجديدة معدات لجبهة النصرة مقلق للغاية ويمثل خرقا للخطوط الرئيسية لبرنامج التدريب والتجهيز الخاص بـسوريا”.
تبليغ وتصريحات
كما أعلن ريدر إبلاغ القيادة المركزية الأميركية التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط بمسألة تسليم المعدات في نحو الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي (17:00 بتوقيت غرينتش) أمس الجمعة.
وتأتي تصريحات ريدر بعد أن أكد في وقت سابق أن كل الأسلحة والمعدات التي سُلمت لقوات “المعارضة السورية الجديدة” ما زالت تحت سيطرتها.
من جهته، قال مسؤول أميركي لوكالة الصحافة الفرنسية إن أحدا من المقاتلين الذين دربتهم أميركا لم ينشق ويلتحق بجبهة النصرة، مضيفا “لكننا لا نعرف إلا ما يقولونه لنا”.
واعتبر المتحدث ذاته أن الحادث يعد ضربة جديدة لصدقية برنامج التدريب والتأهيل للمقاتلين السوريين الذي بدأته الولايات المتحدة مطلع العام”.
برنامج وتعثّر
وكانت المجموعة التي تضم 54 مقاتلا قد عادت إلى سوريا في يوليو/تموز الماضي ولكن عشرة منهم فقط كانوا فعلا على الأرض الأسبوع الماضي، حسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وكان جنرال أميركي كبير قد قال للكونغرس الأسبوع الماضي إن عددا بسيطا فقط من قوات المعارضة الجديدة ما زال يقاتل في سوريا.
من جهتهم ذكر مسؤولون أميركيون لرويترز أن مراجعة تجرى وقد تسفر عن تقليص وإعادة ترتيب البرنامج.
وتقوم الولايات المتحدة منذ أشهر بتدريب معارضين سوريين تصفهم بالمعتدلين في تركيا بهدف تأهيلهم عسكريا لمكافحة تنظيم الدولة بسوريا, وتُجرى تدريبات مماثلة في دول أخرى بالمنطقة بينها الأردن.
وتمثل هذه الأنباء أحدث علامة على اضطراب جهد عسكري ناشئ لتدريب المقاتلين على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا حيث أدت حرب أهلية دائرة منذ أربعة أعوام ونصف العام إلى قتل نحو 250 ألف شخص ودفعت نحو نصف سكان سوريا -الذين كان يبلغ عددهم قبل الحرب 23 مليون نسمة- إلى الهروب.
مسؤولون أمريكيون: الثوار السوريون الذين دربهم التحالف سلموا أسلحتهم ومعداتهم لجبهة النصرة
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال مسؤولون أمريكيون، الجمعة، إن الثوار السوريين الذين دربتهم قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا، قاموا بتسليم أسلحتهم وعتادهم إلى جبهة النصرة التي تعتبر فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وقالت القيادة المركزية بالجيش الأمريكي إن تسليم الثوار لهذه المعدات والأسلحة يأتي مقابل السماح لهم بـ”مرور آمن،” حيث يعتقد حاليا بأن الثوار سلموا ست عربات وأسلحة وذخيرة لجبهة النصرة.
من جهته قال الكولونيل باتريك رايدر المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكي: “إن صحت هذه التقارير فإن هذا مقلق للغاية ويعتبر خرقا للتعليمات في برنامج التدريب والتسليح للثوار السوريين،” لافتا إلى أن الجهود تبذل حاليا للبحث في حقيقة هذا التقارير وتحديد الرد المناسب على ذلك.
ويشار إلى أن جبهة النصرة قامت بنشر صور على مواقع موالية لها لفضاء مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت ما قالت إنه بندقية وعتاد قدمته أمريكا للثوار الذين دربتهم.
لتوضيح صورة المأساة في سوريا.. نصف السكان اقتلعت جذورهم منذ بداية الحرب.. وواحد من بين سوريين اثنين هرب أو قتل
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—في الوقت الذي تستمر فيه الحرب السورية بقتل وتشريد الملايين من سكان البلاد، نقدم لكم وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن الأمم المتحدة والمرصد السوري لحقوق الإنسان حجم المعاناة التي مر ولايزال يمر فيها السوريون في الوقت الحالي.
وتظهر الأرقام أن 6.5 مليون شخص نزحوا داخل سوريا إلى مناطق أقل توتر، وأن هناك 4.1 مليون لاجئ اختاروا الهروب إلى الدول المجاورة، في الوقت الذي قتل فيه 310 آلاف شخص.
وأشارت الأرقام إلى أن 10.6 مليون سوري لا يزالون في منازلهم.
الخارجية الإيطالية: المهاجرون وسورية في صلب مهمة جينتيلوني الأممية
روما (25 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت وزارة الخارجية الإيطالية إن “حالة الطوارئ المرتبطة بالمهاجرين واللاجئين”، وكذلك “الأزمة في سورية، حتى فيما يتعلق بالأضرار التي لحقت بالتراث الحضاري هناك، هي من بين القضايا الرئيسية التي ستكون محط اهتمام الوزير باولو جينتيلوني خلال زيارته لنيويورك اعتبارا من يوم غد وحتى الأول من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، بمناسبة الجمعية العامة السبعين للأمم المتحدة، والتي سيحضرها رئيس الوزراء ماتيو رينزي أيضا
وأضافت الخارجية أن “من بين الأحداث المهمة التي ستتخللها الزيارة، ملتقى “لنتحرك معا لأجل التراث العالمي” الذي نظمته إيطاليا والأردن واليونسكو، بالتعاون مع الانتربول ووكالة الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، لحماية التراث الثقافي العالمي في مناطق الصراع في الشرق الأوسط”، مع “إيلاء اهتمام خاص للوضع في سورية والعراق، حيث دمرت مليشيات تنظيم (الدولة الإسلامية) مواقع ذات أهمية قصوى كتدمر والنمرود”، وفق بيان
وأشارت الخارجية الى أن “المهمة الى نيويورك ستكون أيضا فرصة لقاءات مع رؤساء دبلوماسية آخرين”، بما في ذلك “عشاء رسمي على مستوى وزاري حول الشرق الأوسط، واجتماع وزاري حول سورية”، كما “سيكون هناك أيضا حدث عن الهجرة برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، واجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع+تركيا، بشأن مسألة المساعدات الإنسانية للاجئين”، على حد تعبيرها
مصادر: ذخيرة قوات النظام السوري تورّد بشكل متواتر من الصين
روما (25 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر عسكرية سورية إن النسبة الكبرى من ذخائر الجيش السوري في الوقت الراهن صينية الصنع، وأشارت إلى أنه يتم توريدها من الصين بشكل متواتر ودوري
وأشارت المصادر العسكرية السورية غير المفوضة بالتصريح إلى وجود “شحنات متواترة ومنتظمة من الذخائر على اختلاف أنواعها تصل من الصين بحراً وأحياناً جواً إلى النظام السوري، تتضمن معدات وأجهزة عسكرية ولا تتضمن حتى الآن أسلحة”، وفق تأكيدها
وأوضحت أن “كل عناصر الدفاع الوطني واللجان الشعبية باتت تستخدم ذخائر صينية، وهناك ذخائر لأسلحة متوسطة وثقيلة يستلمها الجيش والحرس الجمهوري، ومعدات استشعار عن بعد متطورة، والمصرح به أنها لا تحتوي أسلحة، لكن في الحقيقة لا يتم فتح حاوياتها إلا داخل المعسكرات”، حسب قولها
ونفت المصادر معرفتها بطريقة تسديد أثمان هذه الذخائر والمعدات، لكنها رجّحت أن يكون الشراء على مبدأ السداد اللاحق أو مقابل عقود مسبقة للإشراك بإعادة الإعمار
وكانت مصادر مقربة من حزب الله اللبناني أكّدت وجود تحرك صيني عسكري على خط الأزمة السورية يتجاوز مسألة توريد الذخيرة والمعدات العسكرية، ووصفته بأنه “غير هامشي” وأنه سيتضح خلال فترة قريبة
وتدعم الصين النظام السوري، وقد استخدمت الفيتو مع روسيا أكثر من مرة لتعطيل قرارات أممية يمكن أن تؤثر على الوضع العسكري للنظام السوري أو تهدد وجوده
المفوضية الأوروبية تحاول تقديم توضيحات حول مراكز تسجيل اللاجئين
بروكسل (25 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
في ظل الغموض واللغط الدائر حالياً حول قضية مراكز التسجيل أو ما بات يعرف اعلاميا بـ”النقاط الساخنة”، لمعاينة ملفات المهاجرين واللاجئين، حاولت المفوضية الأوروبية توضيح الأمر، خاصة وأنها صاحبة هذا المقترح الذي يدخل في إطار استراتيجيتها الشاملة للتعامل مع تحدي تدفق اللاجئين
وتنفي المفوضية أي نية لإقامة مثل هذه المراكز خارج دول الاتحاد، “هذه المراكز هي في الواقع فرق من الخبراء تنتشر في الدول الأعضاء الأكثر تعرضاً لتدفق اللاجئين لمساعدتها على تسجيلهم وفرزهم”، وفق المتحدث باسمها دانيال ريزاورو
وشدد المتحدث على أن مهمة هذه الفرق، وهي تابعة لوكالات أوروبية متخصصة، تسجيل اللاجئين ورفع بصماتهم والعمل بالتعاون مع الدول الأعضاء على إعادة توزيعهم
وأوضح ريزاورو أن هذه الفرق ستنتشر حالياً في إيطاليا واليونان، “عندما تصبح هذه المراكز فعالة، سنبدأ توازياً بعمليات إعادة التوزيع”، ونفى وجود أي علاقة بين المراكز الأوروبية وما تقوم به صربيا من إقامة مراكز مماثلة، باعتبارها خارج الاتحاد الأوروبي
هذا ومن المتوقع أن تكون هذه المراكز فعالة خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم
وكانت مصادر أوروبية مطلعة أكدت أن “النقاط الساخنة”، ستعنى فقط بتسجيل وفرز اللاجئين واعادة توزيعهم، “أما استقبالهم أو إيوائهم، فسيتم في مراكز تديرها حكومات الدول وليس المفوضية الأوروبية”، حسب تعبيرها
وكانت القمة الأوروبية الاستثنائية قد تبنت مقترحات المفوضية بشأن اعادة توزيع 120ألف لاجئ وإقامة مراكز تسجيل لفرز هؤلاء ومعرفة من هو اللاجئ الذي يستحق الحماية الدولية، ومن هو المهاجر