أحداث السبت 27 أيار 2017
«الضامنون» يرسمون حدود «مناطق التهدئة»
موسكو – رائد جبر , لندن – «الحياة»
تسارع أمس السباق على تقاسم إرث تنظيم «داعش» مع اقتراب انهيار «الخلافة» التي أعلنها في سورية والعراق قبل نحو ثلاثة أعوام. ونجح تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الكردي- العربي المدعوم من الأميركيين في السيطرة على أجزاء من سد البعث على نهر الفرات، بعد أيام من سيطرته على سد الطبقة القريب منه، ما يعزز احتمالات أن تبدأ قريباً معركة طرد «داعش» من مدينة الرقة «عاصمته» السورية، وهي معركة ستأتي بعد اكتمال طرد التنظيم من آخر جيوبه في الموصل، «عاصمته» العراقية. وبالتزامن مع ذلك، واصلت القوات النظامية السورية وميليشيات شيعية حليفة «قضم» أراضي «داعش» في شمال سورية وجنوبها، إذ وصلت إلى مشارف مسكنة، آخر بلدة للتنظيم في ريف حلب الشرقي، فيما حققت مزيداً من التقدم ضده في البادية وباتت الآن تحل محله في حصار فصائل المعارضة في القلمون الشرقي. وأفيد أمس بمقتل عشرات من أفراد أسر عناصر من «داعش» من جنسيات سورية وأجنبية بقصف من طائرات التحالف على مدينة الميادين في دير الزور شرق البلاد، فيما قال التحالف إنه قتل 3 من كبار قادة «داعش» قرب الحدود السورية- العراقية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، إن بلاده «تعمل بشكل نشط لتسريع تشكيل فرق مراقبين عسكريين من بلدان عدة لإرسالهم إلى سورية»، مؤكداً أهمية «الحوار مع الحكومة السورية لتحديد البلدان التي ستشارك في العملية». وشدد على أن الأولوية حالياً لتسريع تشكيل فرق المراقبة التي قال إنها ستضم وحدات من الشرطة العسكرية لضمان مراقبة فعالة على نظام وقف النار في مناطق تقليص التوتر في سورية، وللقيام بمهمات إقامة الحواجز وتنظيم العبور بين المناطق المختلفة. وقال إن وضع الترتيبات المهمة المتعلقة بجنسيات فرق المراقبة العسكرية، و «من أي بلدان، وما هو قوامها» يجب أن يتم من خلال الحوار مع الحكومة السورية «بصفتها الطرف المستقبِل» هذه القوات.
وجاء كلامه فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن خبراء من روسيا وإيران وتركيا سيقومون بـ «رسم حدود مناطق تخفيف التوتر في سورية»، مرجحاً إقامة حواجز على هذه الحدود لمنع تسلل مسلحين إليها. والدول الثلاث هي الضامنة لاتفاق آستانة الخاص بمناطق خفض التصعيد أو التهدئة.
ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن معارك عنيفة تدور بين القوات النظامية وميليشيات موالية وبين عناصر «داعش» في الريف الشرقي لحلب، مضيفاً أن الطرف الأول بات على مشارف بلدة مسكنة بعدما تقدم إليها من محاور عدة. ومسكنة آخر بلدات «داعش» في حلب، ويمثّل سقوطها وصول القوات النظامية إلى مشارف مناطق انتشار القوات الأميركية و «قوات سورية الديموقراطية» قرب الطبقة في محافظة الرقة المجاورة. وبالتزامن مع المعارك قرب مسكنة دارت معارك أخرى بين تحالف «سورية الديموقراطية» و «داعش» على محاور في «سد البعث» في الريف الغربي للرقة والواقع على بعد نحو كيلومتر واحد شرق سد الطبقة الاستراتيجي. وتحدث «المرصد» عن «انسحابات» يقوم بها عناصر «داعش» من سد البعث، فيما تحدثت مصادر أخرى عن سيطرة «سورية الديموقراطية» على أجزاء واسعة منه. ويعني سقوط السد اقتراب المهاجمين من مهمة عزل الرقة كلياً، في مؤشر جديد إلى قرب انطلاق مرحلة جديدة من عملية «غضب الفرات» لطرد «داعش» من عاصمته في سورية.
تفجير «داعشي» في لبنان
وفي لبنان أصيب عدد من العسكريين (أفادت معلومات أولية إنهم 4) عصر أمس أثناء توقيف دورية من الجيش اثنين من الإرهابيين المشتبه بانتمائهما لـ «داعش»، في بلدة عرسال في البقاع، حين فجر أحدهما نفسه بعناصر الدورية، وفق بيان لقيادة الجيش صدر ليلاً.
وعلمت «الحياة» أنه خلال قيام دورية من القوة الضاربة في مخابرات الجيش بدهم منزل في البلدة يتحصن في داخله مطلوبان مسلحان أحدهما يدعى بلال ابراهيم بريدي، والثاني من آل الحجيري وكلاهما من بلدة عرسال، حصل اشتباك مع القوة المداهمة، وحاول المسلحان الفرار. وعند اشتداد الحصار عليهما، فجر بريدي نفسه، «ما أدى إلى مقتله وإصابة بعض العسكريين بجروح غير خطرة حيث تم نقلهم إلى أحد المستشفيات للعلاج». وأفادت معلومات بأن التوجه لتوقيف بريدي جاء بعد إلقاء القبض أول من أمس على الإرهابي حسين الحسن في عرسال بتهمة القيام بتفجيري رأس بعلبك، والذي أكد الجيش أنه ينتمي إلى «داعش».
روسيا تعمل على «تسريع» نشر المراقبين العسكريين في سورية
موسكو – رائد جبر
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده «تعمل بشكل نشط لتسريع تشكيل فرق مراقبين عسكريين من بلدان عدة لإرسالهم إلى سورية»، مؤكداً أهمية «الحوار مع الحكومة السورية لتحديد البلدان التي ستشارك في العملية».
وأكد لافروف أن الأولوية حالياً لتسريع تشكل فرق المراقبة التي قال إنها ستضم وحدات من الشرطة العسكرية، لضمان مراقبة فعالة على نظام وقف النار في منطق تقليص التوتر في سورية، وللقيام بمهمات إقامة الحواجز وتنظيم العبور بين المناطق المختلفة.
وزاد الوزير الروسي خلال مؤتمر صحافي مشترك أمس مع نظيره الصيني وانغ يي أن روسيا والصين «لديهما الرؤية ذاتها بالنسبة للأزمة في سورية»، مشيراً إلى دعم البلدين لـ «نتائج محادثات آستانة».
وشدد لافروف على أن وضع الترتيبات المهمة المتعلقة بجنسيات فرق المراقبة العسكرية، و «من أي بلدان وما هو قوامها» يجب أن يتم من خلال الحوار مع الحكومة السورية، بصفتها الطرف المستقبل، مشيراً إلى أن «هذا التقليد المتبع عند مناقشة أي عمليات رقابة دولية أو مهام دولية أخرى».
وأكد أن المعيارين الأساسيين لتشكيلة الفرق التي سترسل إلى سورية سيكونان «موافقة الحكومة السورية وقدرة الفرق على القيام بنشاط محترف وفعال لتحقيق أفضل نتائج».
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قال في وقت سابق إنه يجب نشر حواجز ورقابة على حدود مناطق «تخفيف التصعيد» في سورية، لضمان حرية تنقل المواطنين ومنع تسلل الإرهابيين.
وأوضح أن خبراء من روسيا وإيران وتركيا سيقومون بـ «رسم حدود مناطق تخفيف التوتر في سورية»، مرجحاً إقامة حواجز على هذه الحدود لمنع تسلل مسلحين إليها.
لكنه استدرك أنه «ليس واضحاً حتى الآن ما هي الجهة التي ستقوم بضمان الأمن في هذه المناطق»، مؤكداً أن هذا الملف سيكون على رأس لائحة الاهتمام خلال الجولة الجديدة من مفاوضات آستانة المرتقبة أوائل الشهر المقبل.
وأكد الديبلوماسي الروسي أن بلاده تجري «اتصالات متواصلة» مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة في إطار مجموعة دعم سورية في جنيف، موضحاً أن «الإطار الثلاثي» يبدي فعالية كبيرة في تعزيز التنسيق في القضايا المتعلقة بضمان وقف النار والإجراءات المطلوبة لتثبيته.
على صعيد آخر، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس، أن مجلس الأمن القومي الروسي عقد اجتماعاً مغلقاً برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين ركز على تطورات العمليات العسكرية الروسية في سورية. من دون أن يوضح تفاصيل إضافية. ومعلوم أن المجلس يضم وزراء الدفاع والخارجية والطوارئ ورؤساء الأجهزة الأمنية ومستشاري الرئيس في الملفات الأمنية والعسكرية وفي شؤون السياسة الخارجية.
ترامب يعود إلى الهجوم ويعتبر الألمان «سيئين جداً»
لندن، تاورمينا (إيطاليا) – «الحياة»، رويترز، أ ب
استعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسلوبه الهجومي خلال لقائه شركاء بلاده التجاريين أمس، ونعت الألمان بأنهم «سيئون جداً» لامتلاكهم فائضاً كبيراً في إطار التبادل مع الولايات المتحدة، ما أعاد تسليط الضوء على هذه النقطة الخلافية بين الجانبين خلال قمة مجموعة الدول السبع التي انعقدت في مدينة تاورمينا في جزيرة صقلية الإيطالية أمس. كما جدد ترامب انتقاد شركاء بلاده في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لفشلهم في رفع موازناتهم المخصصة للإنفاق العسكري.
وتحت عنوان رئيسي للقمة هو «بناء أسس الثقة المتجددة» بين دول المجموعة، حضر ملفا الإرهاب والأمن بقوة خلال المحادثات، غداة التفجير الانتحاري الذي استهدف مدينة مانشستر البريطانية الإثنين الماضي، وأسفر عن سقوط 22 قتيلاً.
وبدا أن الدول السبع لا تمتلك خياراً سوى التكاتف في مواجهة الإرهاب بعدما اتجهت التحقيقات إلى مزيد من الربط بين اعتداء مانشستر والتفجيرات التي وقعت في باريس وبروكسيل أخيراً، نظراً إلى تشابه العبوات المستخدمة في تلك الأحداث الإرهابية، كما كشف رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الجمهوري مايك ماكول.
لكن ترامب بدا متردداً في تقديم دعم صريح لاتفاق الدفاع المشترك بين الدول الكبرى والذي جرى تفعيله مرة واحدة في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على نيويورك وواشنطن. وأكد رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيليوني الذي رأس القمة أن قادة الدول السبع يعتزمون «توجيه أقوى رسالة ممكنة في شأن بذلهم أقصى الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب». وزاد: «نملك فرصة إعادة تأكيد أن التصرفات الجبانة لأولئك الذين قتلوا مراهقين حضروا حفلة موسيقية في مانشستر، لن ينتصروا على الحرية».
ويشير ذلك إلى أن اتفاق قادة المجموعة على إجراءات مكافحة الإرهاب لن يكون صعباً، بعد تجاوز لندن وواشنطن خلافاً بشأن تسريب الأميركيين معطيات من التحقيق، ما أثار مخاوف من اهتزاز الثقة بين الجانبين.
وعزا مراقبون تصعيد ترامب حدة خطابه، إلى استقبال أكثر فتوراً من الحفاوة التي لقيها خلال زيارته الشرق الأوسط أخيراً، واضطرار قادة مجموعة السبع إلى التعامل مع خيارات «غير واضحة» للرئيس الأميركي لدى مناقشة مواضيع خلافية، مثل التغير المناخي والتبادل التجاري والتعامل مع الهجرة غير الشرعية التي تُعتبر إيطاليا تحديداً إحدى الوجهات الرئيسية لها عبر البحر المتوسط.
وكان ترامب أرجأ إلى ما بعد قمة صقلية خياره الخاص بالتزام الولايات المتحدة خفض الانبعاثات الحرارية بموجب اتفاق باريس. كما تعارضت محاولته فرض حظر أميركي على سفر أشخاص من دول يعتبرها راعية للإرهاب، مع اعتبار رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الهجرة مصدراً قوياً ودائماً للنمو.
وخيمت على القمة أجواء توتر مع تأكيد مستشار البيت الأبيض للشؤون الاقتصادية غاري كوهن، انتقاد ترامب ألمانيا خلال لقائه رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي في بروكسيل. وأوضح كوهن أن ترامب أبلغ المسؤولين الأوروبيين بأن «لا شيء لديه ضد شعب ألمانيا» باعتبار أن جذور عائلته من هذا البلد، لكنه عارض خلال اللقاء الممارسات التجارية للألمان، وردت المستشارة الألمانية بالإشارة إلى صعوبة التفاهم مع الرئيس الأميركي في قضية المناخ.
وكانت لافتة محاولة يونكر التخفيف من حدة تصريحات ترامب بقوله إن الرئيس الأميركي «لم يستخدم كلمة سيئة تحديداً، بل تحدث على غرار آخرين عن الإنتاجية الفائضة لألمانيا، ولم يهاجمها»، علماً أن ألمانيا تربط هذا الأمر بالقدرات التنافسية العالية لمنتجاتها والتي جعلت مبيعاتها تبلغ 253 بليون يورو العام الماضي، وهو رقم قياسي لها.
وبحث قادة مجموعة السبع مواضيع ملحة أخرى، بينها الحرب في سورية، وتهديدات كوريا الشمالية، وتزايد هجمات القرصنة الإلكترونية، وآليات تطبيق اتفاق باريس للمناخ، والهجرة، والحماية الاقتصادية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت) والابتكار والتطوير المستدام.
قتلى وجرحى في اشتباكات بين “الدولة” و”جبهة النصرة” شرق لبنان
بيروت – د ب أ – سقط قتلى وجرحى جراء اشتباكات عنيفة بين تنظيمي “جبهة النصرة” من جهة، والدولة الاسلامية “داعش” من جهة أخرى فجر السبت في جرود عرسال شرق لبنان .
وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية، أن “اشتباكات عنيفة وإصابات كثيرة وقعت في صفوف مسلحي تنظيم داعش وجبهة النصرة، بعد هجوم من قبل التنظيم فجر اليوم على مواقع النصرة من ثلاثة محاور في جرود عرسال”.
وأضافت الوكالة أن الاشتباكات العنيفة تتواصل بين مسلحي تنظيم “الدولة”من جهة، و”جبهة النصرة” و”سرايا أهل الشام ” من جهة أخرى، “ما أدى الى سقوط العديد من القتلى والجرحى بين الطرفين وسط حالة من الفوضى والتوتر داخل مخيمات وادي حميد(في جرود عرسال) بين المدنيين”.
مصدر سوري: إسرائيل تقصف حاجزاً حكومياً بمدخل القنيطرة بجنوب سوريا
دمشق- د ب أ – قصفت طائرة اسرائيلية حاجزاً للقوات الحكومية السورية على مدخل مدينة القنيطرة جنوب سوريا، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر بينهم ضابط.
وقال مصدر عسكري سوري إن”طائرة استطلاع اسرائيلية قصفت عند الساعة الواحدة من ليل الجمعة /السبت حاجز ابو شبطة عند مدخل مدينة البعث وسط القنيطرة من الجهة الجنوبية الشرقية، وهو حاجز مشترك بين القوات الحكومية وحزب الله اللبناني، وأسفر القصف عن مقتل ضابط برتبة ملازم وجندي سوري وعنصر من حزب الله اللبناني “.
وقالت مصادر محلية في مدينة القنيطرة:” سمع صوت انفجار قرب الشريط المحتل مع الجولان يعتقد ان الطائرة التي قصفت الحاجز تم اسقاطها “.
وتكررت الغارات والقصف الإسرائيلي على محافظة القنيطرة، وكانت طائرات اسرائيلية قصفت نهاية شهر نيسان / ابريل الماضي موقعاً للقوات الحكومية في مدينة القنيطرة.
قوات خاصة فرنسية تعمل في سوريا… وجيش النظام يستعيد السيطرة على طريق يربط دمشق بتدمر
الأمم المتحدة: التحالف بقيادة أمريكا يفشل في حماية المدنيين خلال قصف تنظيم «الدولة»
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: صرحت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية سيلفي غولار بأن فرنسا لديها قوات خاصة إلى سوريا لكنها لا تنوي ارسال قوات برية لاستعادة الرقة معقل تنظيم «الدولة». وقالت لاذاعة «أوروبا-1» ان «فرنسا ليست موجودة على الأرض في سوريا». وأضافت ان «هناك قوات خاصة تقوم بعمليات آنية، لكن ارسال قوات بشكل كثيف امر مختلف».
وتتكتم فرنسا بشكل عام بشأن استخدام قواتها الخاصة التي يقدر عديدها ببضع عشرات من الافراد في سوريا. من جهتها، نشرت الولايات المتحدة 900 مستشار عسكري وقوات خاصة وعناصر في مدفعية مشاة البحرية (المارينز) في شمال شرق البلاد.
وقالت ان فرنسا تنفذ «كل حصتها في التحالف» الدولي ضد تنظيم «الدولة» بطائرات قتالية متمركزة في المنطقة. ويضاف إلى هذا مستشارون عسكريون وعناصر سلاح المدفعية الفرنسيون. وقالت غولار ان «الفكرة حتى لدى الأمريكيين، هي تكثيف القوات الحالية».
جاء ذلك فيما استعادت قوات النظام السوري للمرة الأولى منذ 2014 الطريق الدولي الواصل بين دمشق ومدينة تدمر الأثرية، بعدما تمكنت بدعم روسي من طرد الجهاديين من منطقة صحراوية واسعة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تمكنت قوات النظام السوري ليل الخميس من استعادة السيطرة على الاتوستراد الدولي الواصل بين مدينة تدمر ودمشق» الواقعة على بعد 240 كيلومتراً منها.
وأوضح «استطاعت قوات النظام وبدعم من الطائرات الروسية التي شنت ضربات كثيفة، من طرد مقاتلي داعش من منطقة صحراوية تمتد على مساحة أكثر من ألف كيلومتر مربع»، مضيفاً ان مقاتلي التنظيم «انسحبوا بشكل متتال من مواقعهم نتيجة للقصف الكثيف».
وبدأت قوات النظام حسب المرصد هجومها قبل اسبوع للسيطرة على المنطقة الفاصلة بين مدينتي دمشق وتدمر الواقعة في محافظة حمص (وسط). وتشكل البادية السورية المترامية على مساحة تقدر بنحو تسعين الف كيلومتر مربع، واحدة من الجبهات المتعددة الأطراف في الحرب السورية المستمرة منذ العام 2011 التي تسببت بمقتل أكثر من 320 الف شخص.
وتتقدم قوات النظام في هذه المنطقة الصحراوية على حساب الفصائل الجهادية من جهة، والفصائل المعارضة المدعومة امريكيا والموجودة في المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق.
ونفذت الولايات المتحدة الاسبوع الماضي ضربة جوية استهدفت قافلة لمقاتلين موالين لقوات النظام كانت في طريقها إلى موقع عسكري تتولى فيه قوات التحالف تدريب فصائل معارضة في منطقة التنف. وتسببت الضربة الأمريكية بمقتل ثمانية مقاتلين موالين لدمشق.
من جهة أخرى دعا الأمير زيد بن رعد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان كل القوى الجوية العاملة في سوريا إلى إيلاء اهتمام أكبر بالتمييز بين الأهداف العسكرية المشروعة والمدنيين عند تصعيدها للضربات الجوية التي تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية. وذكر أن التحالف العسكري بقيادة الولايات الأمريكية المتحدة لا تبدي الاهتمام المناسب للحيلولة دون سقوط قتلى بين المدنيين في سوريا فيما تقاتل متطرفي داعش هناك، مشيراً إلى زيادة أعداد القتلى.
وقال الأمير زيد في بيان «أعداد حالات القتلى والمصابين المتزايدة بين المدنيين التي نجمت بالفعل عن ضربات جوية في دير الزور والرقة تعطي انطباعاً بأن التدابير التي اتخذت في الهجمات ربما لم تكن كافية». وأضاف الأمير زيد أن ضربات جوية في أواسط أيار/مايو قتلت نحو 24 من العاملين في المزارع، معظمهم نساء، في إحدى قرى شرق الرقة وأودت بحياة ما لا يقل عن 59 مدنياً في مناطق سكنية بدير الزور.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربة جوية مساء الخميس أوقعت ما لا يقل عن 35 قتيلاً مدنياً بينهم أفراد من أسر مقاتلين من تنظيم «الدولة» في مدينة الميادين الخاضعة لسيطرة المتشددين قرب دير الزور بشرق سوريا.
وذكر متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويقاتل تنظيم «الدولة» أن قوات التحالف نفذت ضربات قرب الميادين يومي 25 و26 أيار/ مايو وتجري تقييماً للنتائج. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم الأمير زيد في إفادة صحافية في جنيف «هناك قوى جوية متعددة عاملة في هذا الجانب من سوريا منها التحالف (الذي تقوده الولايات المتحدة)، التحالف في الأساس. ونحن ندرك أيضاً أن هناك طائرات عراقية كذلك».وأضاف «لا يمكنني تحديد المسؤول».
وقال الأمير زيد إن مقاتلي تنظيم «الدولة»، الذين يقاتلون للاحتفاظ بمعقلهم في شمال شرق سوريا، أعدموا مدنيين منهم ثمانية رجال ذبحوهم في مواقع ضربات جوية بعد اتهامهم بتقديم الإحداثيات. وأضاف «العالم الخارجي يولي مأساة المدنيين المحصورين المروعة في هذه المناطق اهتماماً ضئيلاً للأسف».
وعبرت أيضاً مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلقها إزاء تقارير موثوقة تفيد بأن تنظيم «الدولة» يمنع المدنيين من مغادرة مناطق تحت سيطرته مشيرة إلى أن ذلك ينتهك القانون الدولي. وقال الأمير زيد «ما من شك مع الأسف في أن داعش تواصل باستمرار قتل المدنيين وتعريضهم للخطر وارتكاب جرائم حرب دون أي شعور بالندم من أي نوع».
ملامح جديدة للغوطة الشرقية بعد تقسيمها وطرد الأهالي وتهجيرهم ضمن المناطق المحررة في ريف دمشق
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: نقلت مصادر أهلية من ريف دمشق الشرقي، ان «فيلق الرحمن» و»جبهة النصرة» طردا عشرات العائلات من أهالي الغوطة الشرقية، من بيوتهم، وتسببوا بحالة من التهجير والنزوح الداخلي، تنذر بملاح تقسيم جديدة للغوطة الشرقية، على يد فصائل المعارضة المسلحة.
ووفقاً لمصدر ميداني مطلع فإن عناصر مسلحة تابعة لكل من «فيلق الرحمن» و»جبهة النصرة» قاموا بطرد أهالي القطاع الأوسط والجنوبي في الغوطة الشرقية، من بيوتهم وأراضيهم، إلى مناطق سيطرة «جيش الإسلام» في دوما وأطرافها وبلدة الشيفونية.
وأوضح المصدر ان «طرد الأهالي جاء بعد معارك الإلغاء التي نشبت بين فصائل الثوار، وانقسام الغوطة الشرقية وأهلها»، مضيفاً ان «جبهة النصرة وفيلق الرحمن قاما بالتهجم والتضييق على كل من يرتبط بجيش الإسلام او له علاقة معه، ثم تضخمت الأمور إلى ان وصل إلى طرد كل من يتحدر من مدينة دوما، وتم انذار العائلات التي لها علاقة بجيش الإسلام، او يخدم أحد أبنائها لديه بالطرد من المنطقة».
وأضاف «ما لبثت هذه الفصائل إلا أن بدأت بإجبار الأهالي على مغادرة منازلهم في القطاع الأوسط الذي يضم بلدات «حموريا وحزة وبيت سوا وعربين وغيرها إضافة إلى بلدت القطاع الجنوبي «كفربطنا وزملكا وجسرين وعين ترما»، وحالياً من هجر من هذه المناطق فإنهم يسكنون ببيوت خاوية على عروشها، وبجهود فردية يقوم الأهالي بجمع المساعدات لهم، وللأسف ما نجمعه هو شيء مخزٍ للغاية لقلة حيلتنا، ونظراً لانعدام البيوت في مدينة دوما، وازدياد أعداد الأهالي فقد لجأوا إلى أطرافها وبلدة الشيفونية، فيما تفترش بعض عائلات بلدة سقبا التي طردت من بيوتها، أرض دوما» وفق تعبيره.
وقال الناشط الإعلامي أنس الشامي في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»: «مع تقسيم الغوطة الشرقية إلى قطاعات تتبع لثلاثة فصائل رئيسية يعاني أهالي مدينة دوما في القطاعين الأوسط والجنوبي من تضييق وتفتيش دقيق للجوالات المحمولة على حواجز النصرة والفيلق، فيما تقوم هذه الحواجز باعتقال الإعلاميين او الأهالي التابعين لجيش الإسلام، اذا ثبت عليهم ما يقلق الطرف المقابل، في ظل حالات قنص واحتجاز وتضييق».
تتقاسم جبهة فتح الشام وفيلق الرحمن مناطق زملكا وكفر بطنا وعين ترما وأجزاء من عربين ومزارع حمورية والأشعري، فيما يسيطر جيش الإسلام على كل من مدينة دوما والشيفونية ومسرابا والريحان واوتايا واشعري وتل فرزات والبساتين المحيطة بها، ويرجح ان يتم افتتاح «معبر» خاص من هذه المناطق إلى القطاع الأوسط عبر مدينة عين ترما.
وحسب مصادر أهلية فإن «فيلق الرحمن»، و»جبهة النصرة» يحاولان تحجيم نفوذ «جيش الإسلام»، وحصاره مع حاضنته داخل معقله الرئيسي في مدينة دوما، أما «جبهة فتح الشام»، النصرة سابقاً، فإنها حسب المصادر، تشارك «فيلق الرحمن» مشروعه الرامي لإنهاء «جيش الإسلام»، وفي الوقت نفسه فهي تستثمر «فيلق الرحمن» لتنفيذ مشروعها «نظراً للأهداف المشتركة بينهما» وفي المقابل فإن الجيش يعتبر «جبهة فتح الشام» الوجه الآخر لتنظيم «الدولة» ويجب استئصاله.
“قسد” تواصل تقدمها في محيط الرقة وحركة نزوح للمدنيين
عدنان علي
واصلت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) تقدمها في محيط مدينة الرقة، شرقي سورية، وسيطرت على شمال سد البعث، أمس الجمعة، فيما تتزايد وتيرة نزوح المدنيين من المنطقة وأيضاً من مدينة الميادين في دير الزور بسبب احتدام المعارك وغارات طيران التحالف الدولي.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات “قسد” تقدمت إلى قرية حمرة بلاسم شرق مدينة الرقة، بعد تمهيد مدفعي وجوي من جانب التحالف الدولي، وسيطرت على وادي العرن الجنوبي، عقب سيطرتها على وادي العرن الشمالي، قبل أيام، قرب قرية الخاتونية غرب الرقة، حيث تدور اشتباكات في قرية السمرة الواقعة شرق محافظة الرقة، لتسيطر بذلك على معظم الريف الشرقي وتتمركز على مشارف حدود مدينة الرقة.
من جهة أخرى، قتل خمسة عناصر من “قسد” وأصيب آخرون، إثر قصف زورق كانوا يستقلونه بقذائف ألقتها طائرات مسيرة عن بعد تابعة لـ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، قرب المدخل الشمالي لسد الرشيد، قبالة قرية كديران والتي سيطرت عليها “قسد” أخيراً.
كما أعلنت “قسد” أنها أحبطت هجوماً لتنظيم “داعش” على قرية ميسلون شمال غرب الرقة، وقتلت 23 عنصراً للتنظيم خلال يومين من الاشتباكات. وتدور اشتباكات بين الجانبين في محيط قرية هنيدة الواقعة في الريف الشرقي للطبقة، على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات.
وفي السياق، قتل أحد المدنيين من قرية الحمام جراء إصابته في قصف لطائرات التحالف الدولي، في حين قصفت طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي قرية العكيرشي الواقعة في ريف الرقة.
بموازاة ذلك، ذكرت مصادر محلية أن عشرات العائلات نزحت من مدينة الرقة وقرية الرقة السمرة إلى الريف الجنوبي، نتيجة المعارك والقصف الجوي حيث سمح التنظيم بنقل المدنيين بعباراته عبر نهر الفرات، كما سمح لهم بنقل سياراتهم في حال قدموا وثائق تثبت ملكيتها.
كذلك، شن طيران التحالف الدولي العديد من الغارات على مدينة الميادين بالريف الشرقي استهدفت شارع الأربعين والحديقة بجانب ساحة الحزب وقد خلفت قتلى وجرحى بين المدنيين. بينما تعرضت مدينة البوكمال لغارات جوية من طيران التحالف، استهدفت منطقة الحزام ومحيط المدرسة النسوية إضافة إلى بناء الهجانة.
وشهدت مدينة الميادين حركة نزوح من قبل الأهالي باتجاه ريف المدينة وذلك نتيجة اشتداد القصف عليها من قبل طيران التحالف الدولي. كما شهدت مدينة البوكمال بدير الزور حالات نزوح محدودة إلى ريف المدينة، جراء منشورات ألقاها التحالف الدولي، طالبت المدنيين بالإبتعاد عن مراكز تنظيم “داعش”.
وكانت المقاتلات الحربية التابعة للتحالف الدولي جددت، أمس الجمعة، قصفها الجوي على الأحياء السكنية في مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي، ما تسبب بمقتل وإصابة عشرات المدنيين.
من جهته، أعلن الجيش الأميركي مقتل أحد جنوده متأثراً بجروح أصيب بها عند انقلاب مركبته في شمال سورية.
في غضون ذلك، قتل أحد المدنيين في قصف لطائرات حربية يعتقد أنها روسية أو سورية على منطقة مسكنة في ريف حلب الشرقي، في حين تتواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وتنظيم الدولة على أطراف المدينة التي تعد آخر بلدة يسيطر عليها التنظيم في محافظة حلب. وتترافق الاشتباكات مع قصف عنيف من قبل قوات النظام وغارات مستمرة على محاور القتال والمناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم.
وفي جنوب البلاد، تدور اشتباكات بين قوات النظام والمليشيات الموالية لها وبعض فصائل المعارضة مثل جيش مغاوير الثورة في البادية السورية على محوري سد الزلف ومنطقة الرحبة بريف السويداء، وذلك إثر هجوم شنته الفصائل على المنطقة، في محاولة لمنع قوات النظام من التقدم، حيث تسعى قوات النظام إلى السيطرة على المساحة الممتدة بين جبهة الرحبة جنوباً وجبهة البحوث العلمية إلى الشمال منها، وهما تبعدان عن بعضهما نحو 35 كيلومترا.
فصائل سورية معارضة تعفو عن مساجين بمناسبة رمضان
عدنان علي
أصدرت فصائل عدة من المعارضة السورية “عفوا عاما” بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، عن المعتقلين المدنيين المحتجزين لدى هذه الفصائل بتهم مختلفة.
وحدد بيان أصدرته “هيئة تحرير الشام” بعض الشروط الخاصة بهذا العفو، الذي شمل “المحكوم تعزيراً في الدعاوى الجنائية والأمنية ممن أمضى نصف مدة العقوبة، والموقوف الذي لم يصدر بحقه حكم قضائي، على ألا يكون توقيفه بجرم معاقب عليه بحد أو قصاص”.
ويشمل العفو جميع الموقوفين قبل 26 مايو/أيار الجاري، في حين استثني منه “كل محكوم بقصاص، أو بحد، أو بحق شخصي ما لم يعف المدعي أو يؤدي المحكوم عليه الحق المترتب بذمته، كما لا يستفيد من هذا العفو المتوارون عن الأنظار إلا إذا سلموا أنفسهم خلال ثلاثة أشهر من تاريخ صدوره”.
كما أعلنت محكمتان تابعتان لـ”هيئة تحرير الشام”، أنهما أصدرتا عفواً عن سجناء في مدينتي سلقين وكفر تخاريم شمال مدينة إدلب، بمناسبة حلول شهر رمضان.
وأوضح رئيس محكمة مدينة سلقين الشرعية، في تصريح نشرته مواقع مقربة من التنظيم أن “العفو يشمل ستين سجينا بقضايا جنائية و”تعزيرية” في المدينة، ممن أمضوا نصف فترة حكمهم، وأظهروا “حَسُن سلوكهم”.
وتطبق المحاكم الشرعية قوانين تقول إنها مستمدة من الشريعة الإسلامية.
وسبق العفو خطوات مماثلة من الهيئة القضائية في حركة “أحرار الشام” الإسلامية و”فيلق الشام”، التي أعلنت العفو عن المعتقلين الذين أمضوا نصف مدة محكوميتهم في معتقلات الحركة، بناء على توجيهات من القائد العام للحركة أبو عمار العمر، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
وقال رئيس “الهيئة الشرعية”، في “فيلق الشام”، عمر حذيفة، لوكالة “سمارت” إن العفو الصادر عن فصيله يشمل نحو عشرة سجناء من أصل عشرين فقط في سجونهم، ممن “أصبحوا نادمين على ما فعلوه ولن يعودوا له مجدداً”. وأوضح أن العفو لا يشمل الجرائم التي “تمس أمن الثورة”، ومنها التعامل مع النظام بأي شكل من الأشكال.
وينشط “فيلق الشام” في محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حماة واللاذقية وحلب وحمص.
وصدر عفو مشابه عن كل من المحكمة الشرعية في مدينة كفر تخاريم ودار القضاء في سلقين بريف إدلب، شمل جميع المعتقلين لديهم ممن أمضو نصف الحكم، وأثبتوا حسن السلوك مع استثناء المحكوم عليهم بالقصاص، أو بذمتهم حقوق مالية.
وتشير تقديرات إلى أن السجون التابعة للفصائل تضم مئات المعتقلين ممن ارتكبوا جنايات، وخالفوا القوانين التي وضعتها، إلى جانب عدد من المعارضين لها، وأشخاص تابعين للنظام، إذ يجري الأخير عمليات تبادل للأسرى مع “الفصائل” بين الحين والآخر.
وكان ناشطون أطلقوا حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعت إلى “تبييض السجون” من المعتقلين غير المتهمين بجرائم تتعلق بأمن الثورة السورية، بهدف فتح صفحة جديدة بين الشعب والفصائل العسكرية.
ويقول هؤلاء إن الكثير من المعتقلين أودعوا السجن بسبب انتقادهم بعض هذه الفصائل أو لخلافات شخصية، وبينهم ناشطون وإعلاميون مناهضون للنظام، إضافة إلى معتقلين من فصائل أخرى بسبب الخلافات بين الفصائل.
المعبر بين النظام و”فيلق الرحمن”: لن تعود الغوطة موحدة
عمر بهاء الدين
فصول اقتتال العام 2017، بين الفصائل المسلحة المسيطرة على غوطة دمشق الشرقية، وصلت إلى مآلات لم يكن لأحد أن يتوقعها أثناء اقتتال العام 2016. وتتجه آثار الاقتتال الراهن السلبية، نحو التثبيت والتكريس إلى غير رجعة. كما يلوح شبح عقد الصفقات الأحادية مع النظام في الأفق، ولا يبدو أن هناك ما يؤجلها إلا إتمام بعض التحضيرات “المُشرِّفة” اللازمة، خصوصاً بعد الإحباط الذي طغى على السكان بعد الاقتتال وسقوط الأحياء الشرقية من دمشق في يد النظام. وجلّ ما يتمناه المدنيون اليوم بخصوص أي اتفاق محتمل ألا يتضمن أي تهجير.
وقد تكرّست في الأيام الماضية، آثار الاقتتال الحالي، التي لم تواجه بحملات مدنية معارضة شديدة كالتي حدثت في العام 2016. ففي حين اتجهت آليات “تركسات” مجلس محافظة ريف دمشق في “الحكومة المؤقتة” إلى السواتر الترابية بين مناطق الفصيلين لتزيلها، رغماً عنهما، في العام الماضي، وأقام نشطاء مدنيون خيمة اعتصام وانتشروا في مناطق التماس لمنع أي تصادم جديد، لم يحدث هذا العام أي حراك جدي وموجّه لمنع أي تكريس للانقسام وآثار الاقتتال. وبدا الإحباط عاماً على القوى المدنية المستقلة، مع ضيق تفكير العسكريين وانحصاره بحماية “كانتوناتهم” وحسب، وعلو صوت السلاح على صوت المنطق. فيما تحزبت باقي الجهات المدنية إلى هذا الفصيل أو ذاك.
وقسمَت الغوطة إلى قطاع دوما ومحيطه الذي يسيطر عليه “جيش الإسلام”، والقطاع الأوسط الذي يسيطر عليه “فيلق الرحمن”، ومُنع تبادل البضائع بينهما، وتوقفت حركة السيارات، بما فيها سيارات الإسعاف والدفاع المدني، وصار التنقل مشياً، وانتهى أي تنسيق عسكري أو معنوي. وبحسب أنباء شبه مؤكدة، فسيتم تكليل التقسيم أخيراً، بفتح معبر تجاري بين القسم الأوسط، الذي يسيطر عليه “فيلق الرحمن” وبين مناطق قوات النظام. وبذلك يتم الاستغناء في القسم الأوسط عن معبر مخيم الوافدين الذي يصل مدينة دوما التي يسيطر عليها “جيش الإسلام”، بمناطق النظام. وهو ما سيشكل آخر مسمار في نعش عودة الغوطة كتلة واحدة لها مصير واحد.
وقد منع “فيلق الرحمن” دخول البضائع من قطاع دوما إلى القطاع الأوسط الذي يسيطر عليه. وتمر البضائع قبل وصولها القطاع الأوسط، بمدينة دوما، عن طريق معبر مخيم الوافدين مع النظام الذي يسيطر عليه “جيش الإسلام”. منع الفيلق دخول البضائع لأنها “لتجار مرتبطين بجيش الإسلام” بحسب تعبيره.
وفي اجتماع دعت إليه قوى مدنية وحضره قادة في “فيلق الرحمن”، للاستفسار عن سبب حصار القسم الأوسط، ضمن الحصار الكلي للغوطة، أجاب أحد قادة “الفيلق”: “لن نسمح لجيش الإسلام أن يتحكم باقتصادنا ومواردنا، اضغطوا من أجل فتح طريق للبضائع بيننا وبين النظام”. هذه الرسالة وصلت إلى القوى المدنية والتجار في القسم الأوسط الذين لهم “ثلثي الخاطر”. وتسعى القوى المدنية للتخلص من الوقوع “تحت رحمة جيش الإسلام”، ويسعى التجار لجني الأرباح أكثر من إدخالها عن طريق تجار “جيش الإسلام”. ويسعى “فيلق الرحمن” إلى الهدفين السابقين مجتمعين، برغم ما قد يستغله النظام لاحقاً، وما قد يؤول إليه مصير الغوطة جرّاءه.
ويقف الفصيل الثالث في الغوطة، وهو “حركة أحرار الشام”، على الحياد من كل ما يحدث. فبعد اندماج “الحركة” التي لم يكن يتجاوز عدد منتسبيها بضع مئات، مع “لواء فجر الأمة” في حرستا، وتولية قائد “اللواء” قيادة “الحركة”، اختارت الحركة عدم الردّ على الاعتداء الأول عليها الذي قاده “جيش الإسلام”، ولا الاعتداء الثاني الذي قاده “فيلق الرحمن”. وتقف “الحركة” ساكنة تنتظر مآل الغوطة الذي لن تستطيع تغيير مجراه.
وانعدمت الأصوات التي كانت تدعو طويلاً إلى وحدة الفصائل، واطلاق معركة دمشق في التظاهرات الأسبوعية. وأصبحت أعداد المتظاهرين في القطاع الأوسط كبيرة، لكن مع التخلي عن المواقف الداخلية، والاكتفاء بإسقاط النظام. ما يكشف حالة الإحباط من سيرورة الأمور داخلياً. فيما تعرضت القوى الثورية في مدينة دوما إلى المنع تحت التهديد والضرب، والسماح فقط لما يسمى “الحراك الشعبي” التابع لـ”جيش الإسلام” والناطق بما تريده قياداته.
يحدث كل هذا التفكك في أعتى لحظات هدوء النظام، فلم تشهد الغوطة أبداً كل هذه الفترة من التهدئة من قبل نظام الأسد، فلا قصف ولا طيران ولا اشتباكات منذ أسابيع.
الآن، لا يبدو أن هناك أي طاقة إيجابية لأي حراك مدني لإيقاف مأساة الغوطة التي يجرّها إليها العسكريون غير الآبهين بها. ولا يبدو لدى العسكريين أي نزعة لتخفيف التصعيد بين بعضهم كما هو الحال مع النظام اليوم. وللمفارقة، فقد بدأت غالبية السكان تتحدث عن تقدير بأن الغوطة محمية حتى الآن بسبب اتفاق دولي فيما بات يعرف بـ”مناطق تخفيف التصعيد”. “الخارج” و”اللاعبون الإقليميون” لم يحضروا سابقاً في أحاديث السكان، كما هو الحال اليوم.
ومع غياب الحديث عن وحدة الفصائل ومعركة دمشق، صار الحديث عن الاتفاقات الخارجية تعويضاً عما فقده الناس من الآمال الماضية. لكنّ جلّ خوفهم اليوم، هو أن يستمروا بدفع أثمان من حياتهم لخلافات خارجية لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
فضيحة ترامب_ روسيا تكبر: قناة اتصال سرية
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” مفاجأة صاعقة في قضية تواصل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع روسيا، وقالت إن صهره، وكبير مستشاريه جاريد كوشنر عرض على السفير الروسي في واشنطن إقامة قناة تواصل سرية مع الكرملين.
وقالت الصحيفة إن مصدر تلك المعلومات هو تقارير استخباراتية، وإن مسؤولين أبلغوا “واشنطن بوست” أن سعي الإدارة الأميركية الجديدة لتأمين تواصل آمن مع موسكو وصل إلى درجة تفكير كوشنر باستخدام منشآت دبلوماسية روسية في الولايات المتحدة لتكون مركز الاتصال مع الكرملين.
عرض إنشاء قناة الاتصال السرية قدّم في الأول أو الثاني من كانون الأول/ديسمبر، في برج ترامب في نيويورك، بحسب تقارير تنصت على الاستخبارات الروسية اطلع عليها مسؤولون أميركيون. وأضافت الصحيفة ان مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، الذي أقاله ترامب بعد 24 يوماً على تعيينه لعدم قوله الحقيقة بشأن اجتماعات عقدت مع السفير الروسي، حضر الاجتماع أيضاً.
السفير الروسي سيرغي كيسلياك، بحسب الصحيفة، دُهش من فكرة كوشنر، إلا أنه من غير الواضح إذا ما تم تنفيذها أم لا.
وهذه ليست الأزمة الوحيدة التي تواجه البيت الأبيض حالياً، إذ هناك عدد من المسائل الكبرى التي ستشكّل ضغطاً كبيراً على الإدارة الحالية الأسبوع المقبل. ولعل الموعد الأبرز لهذا التصعيد سيكون لدى تقديم مدير مكتب التحقيقات الفدرالي “اف.بي.اي” المقال جيمس كومي شهادته في جلسة لم يقرر موعدها بعد أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، بعد عطلة “ميموريال دي” الاثنين (ذكرى العسكريين الذين قتلوا في المعارك).
وتقول “واشنطن بوست”، إن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ “طلبت من الفريق السياسي لللرئيس ترامب أن يجتمع ويقدم جميع المستندات المتعلقة بروسيا”، وتلك المستندات هي “رسائل الكترونية وتسجيلات هاتفية منذ إطلاق حملته الانتخابية في حزيران/يونيو 2015”.
وتقول تقارير إن أربعة مساعدين سابقين في حملة ترامب الانتخابية، أو مستشارين، يخضعون لتحقيق مكتب “اف.بي.اي”، وهم “فلين ومدير الحملة السابق بول مانافورت، ومستشار ترامب أحياناً روجر ستون، ومستشار الحملة السابق كارتر بيج”. وتجري التحقيقات تحت إشراف روبرت مولر، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي الذي يحظى باحترام، والذي اعطي صلاحيات واسعة لمتابعة القضية بعد إقالة كومي بشكل مفاجئ في 9 ايار/مايو.
معارك البادية السورية: خريطة الصراع الجديد
عروة خليفة
بروز وزارة الدفاع الأميركية كمرجعية جديدة في الجنوب إلى جانب غرفة الـ”موك” العسكرية (انترنت)
تواجه المعارضة السورية في القلمون الشرقي أوضاعاً صعبة، بعد تعزيز الحصار المفروض حول المنطقة. واستطاعت قوات النظام، الخميس، وصل مناطق سيطرتها جنوبي تدمر مع مواقعها في وادي السبع بيار في ريف دمشق الشمالي الشرقي، بعد انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” من تلك المناطق الاستراتيجية. وشهدت تلك المنطقة سابقاً معارك بين فصائل المعارضة السورية في البادية؛ “جيش أسود الشرقية” و”قوات الشهيد أحمد العبدو” و”لواء شهداء القريتين” من جهة، وقوات النظام ومليشيات شيعية موالية لإيران من جهة أخرى، بالإضافة إلى معارك بين المعارضة وتنظيم “الدولة” بهدف فك الحصار عن القلمون الشرقي ووصلها بمناطق البادية.
قوات النظام والمليشيات وجّهت للمعارضة ضربات مكثفة، في الاسابيع الماضية، لاستعادة منطقة السبع بيار القريبة من مطار “السين” العسكري، ومنطقة القلمون الشرقي، ومنطقة بير قصب الملاصقة لمطار خلخلة في ريف السويداء الشمالي والقريبة من بادية العتيبة المتصلة مع الغوطة الشرقية، وذلك بهدف تأمين شرقي العاصمة دمشق.
تأمين طوق العاصمة من الجهة الشرقية لم يكن الهدف الوحيد لتحركات قوات النظام، فالسيطرة على البادية جنوب غربي تدمر، وعلى الطريق الدولي تدمر-دمشق يؤمن ظهير أي قوات تريد الانطلاق من تدمر نحو السخنة، البلدة الاستراتيجية الواقعة على طريق تدمر-ديرالزور. كما تسعى قوات النظام إلى تحييد قوات المعارضة في البادية عن المعركة المرتقبة في ديرالزور.
ورغم الضربة التي وجهها طيران “التحالف الدولي” في 18 أيار/مايو لمليشيات شيعية متحالفة مع النظام حاولت الاقتراب من معبر التنف الحدودي، إلا أن تحركات أخرى لمليشيات محلية تابعة للنظام ترفع أعلاماً روسية شرقي محافظة السويداء، قد تهدد بعزل قوات المعارضة ضمن قواعدها في معبر التنف وعلى الشريط الحدودي مع الأردن. وسيطرت تلك المليشيات على سد الزلف شرقي السويداء، الواقع على طريق امداد قوات “جيش مغاوير الثورة”، ودارت في الساعات الماضية اشتباكات عنيفة بين الطرفين، في محاولة من المعارضة لوقف تمدد النظام في المنطقة.
الناطق باسم “جيش أسود الشرقية” أسعد الحاج، قال لـ”المدن”: “هناك الآن دعم كامل من غرفة الموك العسكرية لصد أي هجوم للميليشيات في البادية السورية على مواقعنا”. لكن معطيات الأرض تقول إن قوات النظام وحلفائه باتت تسيطر على مساحات واسعة من البادية السورية. كما أن تأمين ظهير قواتها المتواجدة في تدمر، سيجعل من قرار اطلاق عملية عسكرية باتجاه بلدة السخنة، مسألة وقت فقط. ويعيق تقدم مليشيات النظام الواسع في البادية، أي مخطط لفصائل المعارضة لتحرير ديرالزور من تنظيم “الدولة”.
وتشهد العلاقة بين فصائل المعارضة في الفترة الحالية، انقسامات غير معلنة، خاصة مع بروز وزارة الدفاع الأميركية كمرجعية جديدة في الجنوب إلى جانب غرفة الـ”موك” العسكرية التي تشارك فيها وكالة الاستخبارات الأميركية “سي أي إيه”. الأمر الذي يفضي إلى تشتت القوى على الأرض، في فترة حرجة من الصراع على الشرق السوري. وفي هذا السياق أفادت مصادر مطلعة في المعارضة السورية، أن هناك ضغطاً كبيراً من البنتاغون، لتشكيل غرفة عمليات مشتركة للمعارضة بقيادة قائد “مغاوير الثورة” مهند الطلاع، للتوجه نحو البوكمال جنوبي ديرالزور. ونتيجة ذلك، بدأ عناصر من “لواء شهداء القريتين” العامل مع غرفة “الموك” العسكرية بالانتقال إلى قاعدة التنف العسكرية، التي تدعمها وزارة الدفاع الأميركية.
على الطرف الآخر، فإن حركة قوات النظام المدعومة من روسيا تشهد تطوراً ملحوظاً على حساب المليشيات الشيعية المدعومة من إيران. محمد حسن الحمصي، من “شبكة تدمر الإخبارية” قال لـ”المدن”، إن “قوات خاصة روسية شاركت النظام في معاركه ضد تنظيم داعش جنوب غربي تدمر، مع غياب للمليشيات المرتبطة بإيران عن المعارك هناك”.
ويشكل السباق نحو ديرالزور، التحدي الأكبر لفصائل المعارضة المتواجدة في البادية، والتي ينتمي معظم منتسبيها إلى محافظة ديرالزور. ويبدو أن شرق سوريا تحول إلى مركز الصراع الإقليمي والدولي بعد رجحان كفة النظام غربي البلاد، وتأمينه لمحيط مدينة دمشق.
وتضم ديرالزور الاحتياطي النفطي الأكبر في سوريا، كما تقع ضمن المخطط الإيراني لطريق الامداد البري نحو البحر المتوسط، بحسب تقرير سبق ونشرته صحيفة الغارديان البريطانية، منتصف أيار، ويتحدث عن تغيير في الخطط الإيرانية وتحويل طريق قواتها نحو مدينتي ديرالزور والميادين، لتجنب الوجود الأميركي في مناطق الأكراد شمال شرقي سوريا. في المقابل، تحاول الولايات المتحدة دعم قوات المعارضة السورية للسيطرة على ديرالزور من قبضة تنظيم “داعش”. كما تتجه الولايات المتحدة لفرض منطقة عازلة في محيط معبر التنف بقطر 75-90 كيلومتراً، كما أفاد مصدر مطلع في المعارضة السورية، بهدف منع مليشيا “الحشد الشعبي” العراقية، والمليشيات الشيعية المقاتلة في سوريا من وصل مناطق سيطرتهما عبر الحدود.
ومن جهتها، فإن روسيا بدأت تركّز منذ توقيع اتفاقية “مناطق تخفيف التصعيد” في أستانة، على محافظة ديرالزور للمشاركة في الحرب على تنظيم “داعش”، ما سيمكنها من تغيير موازين القوى هناك بهدف الضغط على الولايات المتحدة للعودة إلى طاولة المفاوضات، بعدما شكّل غياب دورها الفاعل عن المؤتمرات السياسية حول سوريا سواءً في جنيف أو أستانة العقبة الأكبر أمام تأمين الشرعية الدولية للوجود الروسي في سوريا.
شهدت الأيام الماضية تَغيراً واسعاً في خريطة السيطرة على البادية السورية، نتيجة عوامل متعددة، فالنظام يسعى إلى إعادة إنتاج نفسه عبر المشاركة في الحرب ضد تنظيم “داعش”، وروسيا تريد خلط الأوراق شرقي سوريا لإعادة الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات، أما إيران فإن طريقها الاستراتيجي نحو المتوسط يمر من منتصف البادية السورية. الإجراءات المضادة من الولايات المتحدة لم تتوقف لكنها حتى اللحظة لا تغير من موازين القوى جنوب وشرقي سوريا، في منطقة تتحول إلى مركز لصراع إقليمي ودولي ستحدد نتائجه خريطة النفوذ المستقبلي في البلاد.