أحداث السبت 27 حزيران 2015
«داعش» يجهز جيشاً لاقتحام الحسكة
موسكو – رائد جبر < لندن، بيروت ، أنقرة، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
حقق تنظيم «داعش» أمس تقدماً إضافياً في مدينة الحسكة بعدما جهز «جيش الخلافة» الذي يضم عناصر أجانب ومئة انتحاري واستعد لفرض سيطرته الكاملة على المدينة، بالتزامن مع اشتباكاته المستمرة مع الأكراد في عين العرب (كوباني)، في وقت حقق مقاتلو «الجيش الحر» تقدماً بطيئاً في مدينة درعا جنوباً. وأُعلن أمس أن وزير الخارجية وليد المعلم سيزور موسكو الإثنين على وقع هذه المعارك وانتكاسات النظام.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن مقاتلات التحالف الدولي- العربي شنت أمس عدداً من الغارات على عناصر «داعش» في ريف حلب حيث تدور اشتباكات بين التنظيم والأكراد قرب عين العرب، لافتاً إلى أن «داعش» قتل 146 مدنياً خلال يومين. وقال مسؤولون أتراك إن وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو ناقش في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي هجوم «داعش» على عين العرب، علما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دان «الهجوم المشين»، وسط نفي تركي للأنباء التي تحدثت عن «تسلل» عناصر «داعش» من تركيا إلى المدينة.
وأفاد «المرصد» بأن الاشتباكات تجددت أمس بين «داعش» وقوات النظام والمسلحين الموالين جنوب الحسكة، فيما أعلن التنظيم أن عناصره قطعوا طريق إمداد قوات النظام بين «الفوج 123» والمدينة بعد سيطرتهم على حاجز البترول جنوب شرقها، كما سيطروا على منطقة الفيلات الحمر ومدرسة معروف قرب حي العزيزية جنوبها، إضافة إلى سيطرتهم على نقطة استراتيجية أخرى شرقها وعلى نصف حي غويران. كما أعلن «داعش» على موقعه على «تويتر»، أنه أطلق سراح السجناء من سجن في مدينة الحسكة.
وذكر «المرصد» أن «داعش» نفذ تفجيراً انتحارياً قرب مركز أمني في الحسكة قتل بنتيجته عشرون عنصراً على الأقل من القوات النظامية السورية، وأشار «المرصد» إلى أن القتلى قد يكونون من عناصر الأمن الجنائي أو من المدافعين عن المركز.
من جهة أخرى، قال موقع «كلنا شركاء» المعارض، إن قيادة التنظيم زجت بـ «جيش الخلافة»، الذي يضم عناصر من القوقاز والأجانب، بدلاً من «جيش الولاية» في معارك الحسكة، مشيراً إلى «وصول تعزيزات ومئة انغماسي (انتحاري) إلى أطراف المدينة تمهيداً لاقتحامها في شكل كامل». وحض وزير الإعلام عمران الزعبي «السكان القادرين على حمل السلاح والدفاع عن الحسكة في وجه تنظيم داعش»، فيما قال مكتب الأمم المتحدة في سورية أمس، إن 60 ألفاً نزحوا بسبب المعارك.
في الجنوب، استمرت أمس المواجهات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في مدينة درعا وسط تقدم بطيء في «عاصفة الجنوب» بسبب استخدام القوات النظامية المدنيين دروعاً، ما أعاق خطط المعارضة. وقال «المرصد» أمس إنه «ارتفع إلى 40 عدد مقاتلي المعارضة الذين استشهدوا خلال 24 ساعة من الاشتباكات».
في موسكو، أعلن أمس أن المعلم سيزور روسيا الإثنين للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف، وسط أنباء عن تغير في موقف روسيا حيال دور وصلاحيات الرئيس بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية في حال نجحت جهود إطلاق عملية التسوية. وبرزت للمرة الأولى خلال الأسابيع الماضية تعليقات في الصحافة الحكومية الروسية حملت تلميحات إلى ضرورة وضع خطط بديلة لمواجهة «انهيار دراماتيكي» مفاجئ لقوات النظام، وعكست التعليقات قلقاً من «اليوم التالي».
146 قتيلاً في هجوم «داعش» على كوباني السورية وقرية قريبة
بيروت – رويترز
قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الجمعة) أن هجوماً شنه مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) على مدينة كوباني السورية وقرية قريبة أسفر حتى الآن عن مقتل 146 مدنياً على الأقل في ثاني أكبر مذبحة يرتكبها التنظيم المتشدد في البلاد.
وقال مدير “المرصد” رامي عبدالرحمن، أن التنظيم دخل كوباني الواقعة على الحدود مع تركيا أمس، ثم اندلعت اشتباكات مع “وحدات حماية الشعب الكردية” في المدينة.
وأضاف أن الهجوم يمثل ثاني أكبر مذبحة يرتكبها “داعش” في حق المدنيين منذ مقتل المئات من أبناء عشيرة الشعيطات السنّية في شرق سورية العام الماضي.
وفاة «رجل الدولة» الروسي يفغيني بريماكوف
موسكو – أ ب، رويترز –
أعلن الكرملين أمس، وفاة رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف (85 سنة) الذي شغل أيضاً منصبَي وزير الخارجية ورئيس جهاز الاستخبارات الروسية.
وذكر ناطق باسم الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزّى عائلة الراحل الذي لم يُعرف سبب وفاته، ووصفه بأنه «رجل دولة، عالِم وسياسي ترك إرثاً ضخماً جداً». وأضاف أنه أراد دوماً أن يسمع رأي بريماكوف في شأن القضايا العالمية.
وُلد بريماكوف في العاصمة الأوكرانية كييف عام 1929 وتخرّج عام 1953 من قسم اللغة العربية في «معهد موسكو للدراسات الشرقية». دخل البرلمان السوفياتي عام 1988، ورأسه عامَي 1989 و1990 ثم أدى دوراً بارزاً في جهود فاشلة لوقف حرب الخليج عام 1991، حين أرسله الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف لإجراء مفاوضات في بغداد مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، عُيِّن بريماكوف رئيساً لجهاز الاستخبارات الروسي، ثم وزيراً للخارجية عام 1996. كانت الدول ترى في بريماكوف صقراً سياسياً، لكنه كسب احترام أقرانه، بينهم وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت، خلال مفاوضات توسيع الحلف الأطلسي. عيّنه الرئيس بوريس يلتسين رئيساً للوزراء عام 1998، اذ رأى فيه شخصية وسطية يمكن أن تساعد في تخفيف توتر سياسي تلا انهيار الأسواق والتعثر الاقتصادي.
وعام 2003، تكررت مهمة بريماكوف في العراق، اذ التقى صدام حسين بناء على طلب من بوتين، سعياً الى إجراء محادثات سلام. بعد ذلك بثلاثة أيام، بدأت الولايات المتحدة غزو العراق.
أوروبا تقر «خطة تطوّعية» لاستيعاب 60 ألف مهاجر
بروكسيل، روما، جنيف ـ «الحياة»، أ ف ب، رويترز
وجّه رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، انتقادات حادة إلى شركائه، قادة الاتحاد الأوروبي، بعد رفضهم حصص توزيع إلزامية للمهاجرين غير الشرعيين، وسط انقسامات حول سبل وقف موجات الهجرة الكثيفة إلى شواطئ أوروبا الجنوبية، فيما خاض قادة الاتحاد منذ مساء أول من أمس وحتى الساعات الأولى من صباح أمس، نقاشات تمحورت حول التعامل مع الأزمة، واتفقوا على خطة تطوّعية تهدف إلى استيعاب 60 ألف شخص.
وكشفت مصادر ديبلوماسية توتّراً شديداً ساد عشاءً متأخراً، في إطار القمة الأوروبية، حيث اتهم رينزي المجتمعين بأنهم لا يبالون إلا بمصالحهم الخاصة.
وقال للقادة الـ27: «إذا كنتم عاجزين عن الاتفاق على 40 ألف مهاجر، فأنتم لا تستحقّون بأن تُطلقوا على أنفسكم إسم أوروبا». وأضاف: «وإذا كان هذا نموذجكم لأوروبا، فلتحتفظوا به لأنفسكم، فإما أن يكون هناك تضامن وتكافل أو فلتكفّوا عن إضاعة وقتنا».
وأفاد مصدر أوروبي بأن رئيسَي مجلس أوروبا دونالد توسك، والمفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، اختلفا في الاجتماع، الأمر الذي نفاه المسؤولان.
وصرّح يونكر في مؤتمر صحافي مشترك مع توسك، أمس: «لا تصدّقوا من يغرد ويسرب المعلومات. عندما نواجه صعوبات، نناقشها في ما بيننا. لكن المهم هو إقرار قادة الاتحاد الأوروبي عدد طالبي اللجوء الذين سيُعاد توطينهم عملاً باقتراح المفوضية».
وتابع: «لا يهمني إن تم الأمر في شكل تطوعي أم لا، لأن الأهم هو اتفاقنا على إقرار رقم 60 ألفاً».
ويُعتبَر يونكر صاحب اقتراح قبول 40 ألف لاجئ سوري وأريتري سبق أن وصلوا إلى أوروبا، وإعادة توطينهم بموجب نظام إلزامي، إضافة إلى إعادة توطين 20 ألف سوري يقيمون حالياً في مخيمات خارج أوروبا، داخل دول الاتحاد الـ28.
وأكد توسك، رئيس الوزراء البولندي السابق الذي اقترحت بلاده نظام الحصص، أن «المهاجرين الذين لا يحق لهم قانوناً دخول الاتحاد الأوروبي، سيُرحَّلون»، وستُسرَّع المفاوضات مع دولهم الأصلية لإعادتهم. وأضاف أن الدول الأعضاء ستتّفق من الآن وحتى حلول منتصف تموز (يوليو) المقبل، على عدد اللاجئين الذين ستستقبلهم على أساس طوعي.
في المقابل، أكد رينزي أن نتيجة الاجتماع لا تلبّي احتياجات إيطاليا، مشيراً إلى أن «إعادة التوطين خطوة أولى، لكنها ليست حلاً بالنسبة إلينا».
وكان توسك صرّح في وقت سابق، عن «غياب التوافق» في شأن الحصص، أي أن الدول المعارضة لهذه الفكرة تقترح استقبالاً طوعياً واقعياً لمواجهة تدفّق المهاجرين. وقال: «لا يمكن استخدام الخطة الطوعية عذراً لتجنّب فعل أي شيء. أتفهم الذين يريدون هذه الآلية الطوعية، لكنهم لن يحظوا بمصداقية إلا إذا قدموا تعهدات مفصلة ومهمة بحلول نهاية تموز كحدّ أقصى». وأضاف أن «التضامن بلا تضحية خبث. لسنا في حاجة الآن إلى تصريحات فارغة عن التضامن، إنما أفعال وأرقام».
واعترضت بريطانيا والمجر ودول أخرى من الأعضاء الجدد في الاتحاد الأوروبي، على الحصص بسبب تصاعد المعارضة الداخلية للهجرة المتفاقمة.
من جهة أخرى، رأت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس، أن قرارات الاتحاد الأوروبي في شأن أزمة المهاجرين «خطوة مهمة»، لكن يتعيّن فعل المزيد، بما في ذلك معالجة الأسباب الجذرية.
وقال المسؤول في المفوضية، أدريان إدواردز: «تعبّر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن دعمها القوي لقرار الاتحاد الأوروبي، وتحضّ الدول الأعضاء على تقديم التزامات ملموسة لتحقيق هذا الهدف». وأضاف: «هناك حاجة الى تصرّف أوروبي جماعي يركّز على أولويات منح اللجوء».
في غضون ذلك، أنقذ خفر السواحل الإيطالي أكثر من 209 مهاجرين، معظمهم أفارقة، في البحر المتوسط قبالة الساحل الليبي أول من أمس، فيما انتشل الأسطول الألماني 627 مهاجراً الثلثاء الماضي، نقلهم إلى ميناء ريجيو كالابريا الإيطالي.
“داعش” يرتكب مذبحة في كوباني ويسيطر على السجن المركزي في الحسكة
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أمس، أن تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) ارتكب ثانية كبرى المذابح للمدنيين في سوريا خلال هجوم شنه على مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) على الحدود السورية – التركية وقرية قريبة منها وقتل خلاله 146 مدنياً حتى الآن.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن القتال بين”وحدات حماية الشعب” الكردية ومقاتلي “داعش” الذين تسللوا الى كوباني الخميس استمر لليوم الثاني.
وأعلنت الأمم المتحدة إن هجوماً منفصلاً لـ”داعش” على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في مدينة الحسكة الواقعة في شمال شرق سوريا اضطر ما يقدر بـ60 الف شخص الى الفرار، محذرة من أن ما يصل الى 200 الف شخص قد يحاولون الفرار في نهاية المطاف.
وشن “داعش” الهجوم المزدوج في الساعات الاولى من الخميس في محاولة للعودة الى موقف الهجوم بعدما تقدمت قوات يقودها الأكراد بدعم من غارات جوية للائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة الى مسافة 50 كيلومتراً من مدينة الرقة مقر “الخلافة” الاسلامية التي أعلن التنظيم قيامها في الأجزاء التي استولى عليها من سوريا والعراق.
وانتقى “داعش” في كل من الهجومين اهدافاً يصعب على الائتلاف توفير الدعم الجوي فيها. ورأى عبد الرحمن أن الهجوم على كوباني التي تسكنها غالبية كردية وقرية برخ بوطان القريبة منها يمثل ثانية كبرى المذابح يرتكبها التنظيم المتطرف في حق المدنيين منذ مقتل المئات من أبناء عشيرة الشعيطات السنية في شرق سوريا العام الماضي. وفي الحسكة استولى “داعش” على حي واحد على الأقل في المدينة الخميس. والحسكة مقسمة مناطق تديرها بصورة منفصلة الحكومة السورية والادارة الكردية التي تتبعها “وحدات حماية الشعب”.
وأعلن “داعش” في حسابه الرسمي بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، أنه اطلق السجناء من السجن المركزي في مدينة الحسكة.
وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية إن ما يقدر بـ50 ألف شخص نزحوا داخل الحسكة، بينما غادرها عشرة آلاف آخرون الى بلدة قريبة من الحدود التركية.
واشار المرصد الى أن القتال مستمر في المدينة وأن القوات الحكومية تشن غارات جوية على مناطق جنوب الحسكة خاضعة لسيطرة “داعش”.
وصرح وزير الاعلام السوري عمران الزعبي للتلفزيون الحكومي بأنه يدعو كل رجل وكل إمرأة شابة وكل رجل شاب قادر على حمل السلاح الى التحرك فوراً والانضام الى المواقع الأمامية على الجبهة للدفاع عن المدينة. وقال إن مقاتلي “الدولة الاسلامية” فجروا قنابل دمرت جزءاً من مبنى أمني في المدينة وقتلت عدداً من الاشخاص. وأضاف أن الجيش يواجه “عدواناً ارهابياً” لم يسبق له مثيل، مشيراً الى هجمات على قوات الحكومة السورية في الحسكة وأماكن أخرى في أنحاء سوريا.
وفي الجنوب، تتقدم فصائل معارضة تدعمها “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” في مواجهة قوات النظام في مدينة درعا بعد هجوم بدأته الخميس.
واحصى المرصد سقوط 18 مقاتلاً من الفصائل و20 رجلاً من قوات النظام في القصف المتبادل والمعارك في درعا.
المعلم الى موسكو
ويصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى موسكو الاثنين المقبل، في زيارة يبحث خلالها في عملية التسوية في سوريا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
ومن المقرر أن تستغرق زيارة المعلم لموسكو يوماً واحداً، الأمر الذي يؤشر لمدى أهميتها بالنسبة الى البحث في الأوضاع الميدانية في سوريا واحتمالات التسوية للأزمة السورية المستمرة منذ عام 2011.
فرنسا واسبانيا تريدان تحرك الامم المتحدة لوقف البراميل المتفجرة في سوريا
الامم المتحدة – (أ ف ب) – تعهدت اسبانيا وفرنسا الجمعة اطلاق مبادرة جديدة في مجلس الامن الدولي من اجل وقف الهجمات بالبراميل المتفجرة في سوريا والتي تقول المجموعات المدافعة عن حقوق الانسان انها تتسبب باكبر عدد من الضحايا في النزاع الدائر في البلاد.
وكان مجلس الامن الدولي تبنى قرارا في شباط/فبراير 2014 يطالب بوقف الهجمات التي يتهم الغرب النظام السوري بالقيام بها عبر القاء براميل محشوة بالمتفجرات من مروحيات.
لكن لم يشرع مجلس الامن باي تحرك لتنفيذ هذا التدبير حيث استخدمت روسيا بصورة منتظمة حقها في الاعتراض (الفيتو) لعرقلة القرارات التي تستهدف الرئيس السوري.
واثناء اجتماع الجمعة استمع الاعضاء الخمسة عشر في مجلس الامن الدولي الى تقارير لمنظمات مدافعة عن حقوق الانسان اشارت الى حصيلة بشرية كبيرة بسبب عمليات القصف هذه ودعت الى تحرك من اجل وضع حد للعنف.
وقال السفير الاسباني رومان اويارزون مارشيسي عقب الاجتماع “ان المجتمع الدولي يقول بصوت واحد +اوقفوا قنابل البراميل المتفجرة+”.
ووصف السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر من جهته الاجتماع ب”نقطة انطلاق العملية لنستخدم اي خيار، واي اداة وهيئة في متناولنا” من اجل وضع حد لهذه الهجمات.
لكن السفراء لم يوضحوا التدابير الممكن ان تكون مطروحة ولا الموقف الذي يمكن ان تعتمده روسيا لمواجهة اي عقوبات محتملة على دمشق.
وقد قتل بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش 6589 شخصا بسبب البرامل المتفجرة منذ بدء الحراك ضد نظام بشار الاسد في اذار/مارس 2011 والذي تحول الى حرب متشعبة معقدة.
ومنذ صدور القرار العام الماضي قتل 3831 شخصا جراء هذه البراميل بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.
وفي الاجمال لقي 230 الف شخص حتفهم في النزاع السوري كما قال مبعوث الامم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا لمجلس الامن في رسالة فيديو.
والاسبوع الماضي وقعت سبعون دولة على رسالة تندد لدى مجلس الامن بالقاء براميل متفجرة على المدنيين في سوريا. لكن لم تكن الصين ولا روسيا في عداد الدول الموقعة.
وينفي الرئيس السوري الاتهامات الغربية لنظامه بالقيام بهجمات كيميائية بمروحيات مستخدما الكلور. وفي الاشهر الاخيرة سجل 45 هجوما من هذا النوع.
وقد ندد محققو الامم المتحدة حول سوريا الثلاثاء الماضي بقيام النظام بالقاء براميل متفجرة وبتعرض عدد من البلدان المدن للحصار من قبل اطراف النزاع مما ادى الى حالات مجاعة.
واوضحوا في تقرير “منذ مطلع العام اطلقت طائرات ومروحيات النظام صواريخ والقت براميل متفجرة على بلدات بشمال حلب (…) كما قصفت قوات النظام مناطق شرق محافظة حلب” وهي مناطق مكتظة بالسكان.
وقال رئيس لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول سوريا البرازيلي باولو بينييرو امام مجلس الامن ان “قوات النظام والمجموعات المسلحة المعادية للنظام وتنظيم الدولة الاسلامية يفرضون حصارا على المدن تترتب عليه نتائج كارثية”. مؤكدا ان “الحصار والمنع المتواصل من الحصول على المساعدات الانسانية نجم عنهما سوء تغذية ومجاعة”.
ولفت المحققون في التقرير الذي نشر الثلاثاء ويشمل الفترة الممتدة بين 15 اذار/مارس و15 حزيران/يونيو الى الامر “يفوق التصور لكن البعض ومن بينهم اطفال ماتوا من الجوع والاجتفاف”.
ولم يتمكن اعضاء اللجنة الاربعة ابدا من دخول سوريا الا انهم جمعوا شهادات الاف الضحايا واطلعوا على الاف الوثائق وصور الاقمار الصناعية.
وتسبب النزاع المستمر في سوريا بمقتل اكثر من 230 الف شخص منذ منتصف اذار/مارس 2011، وباعتقال قوات النظام اكثر من 200 الف شخص بينهم الاف النساء، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
أردوغان: لن نسمح بإنشاء دولة شمالي سوريا
إسطنبول – الأناضول – قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ” لن نسمح أبدا بإنشاء دولة شمالي سوريا، على حدودنا الجنوبية، وسيستمر كفاحنا في هذا السبيل مهما كانت التكلفة”.
جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته، الجمعة، في حفل إفطار نظمه الهلال الأحمر التركي في مركز “الخليج” للمؤتمرات بمدينة إسطنبول.
وأوضح “أردوغان” في كلمته أن “النتائج على أرض الواقع تظهر قيام الأسد (رئيس النظام السوري) وتنظيم داعش، والتنظيم الإنفصالي ( في إشارة لحزب بي كا كا الإرهابي)، بالسير على نفس الخط.”
وهاجم الرئيس التركي، الجهات التي تحاول أن تضع اسم تركيا بجانب تنظيم إرهابي ( في إشارة إلى إدعاء وسائل إعلام بمساعدة تركيا لعناصر داعش خلال هجومها الأخير على عين العرب شمالي سوريا).
واعتبر “أردوغان” تلك المحاولات “أكبر افتراء بحق تركيا وشعبها، مضيفاً ” بالطبع إن تركيا تقدم الدعم لنضال الحرية في سوريا، وتتعامل بحسن نية مع الشعب الذي يدافع عن حقوقه في العراق”.
وأكد أن بلاده “لا يمكن أن تكون في صف أي تنظيم إرهابي أياً كان، ولا في صف نظام الأسد الذي يمارس إرهاب دولة”.
وجدد “أردوغان” تأكيده على النية الحسنة والتضحيات التي بذلتها بلاده في خضم الأزمات في سوريا والعراق، لافتاً إلى “وجود جهات في الداخل والخارج (لم يسمها) تسعى وبكل إصرار إلى عكس صورة مخالفة لذلك”.
وأوضح أن “تركيا هي من قدمت يد المساعدة لسكان مدينة عين العرب (كوباني) شمالي سوريا، لدى هجوم داعش عليها، وأوصلت المساعدات إلى سكانها، رغم تهديدات ومعارضة التنظيم الإنفصالي (بي كاكا) لذلك”، معرباً عن رغبتهم في تقديم مزيد من المساعدات للسكان هناك.
وأفاد أن “محاولات الزج باسم تركيا إلى جانب التنظيم الإرهابي (داعش) ورائه نوايا خبيثة، رغم الحقائق الواضحة”، مستنكراً بشدة “جهود التنظيم الإرهابي والقوى الدولية، في تحويل المأساة الإنسانية التي تمر على المنطقة إلى فرصة من أجل الضغط على تركيا.”
وذكر أن جهود كافة الأطراف المعادية لتركيا تهدف إلى توجيه الرأي العام الداخلي، وشحنه ضد البلاد، موضحا أن تلك الأطراف تهدف من وراء ذلك إلى “تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة من خلال إرغام تركيا على البقاء خارج الأحداث”.
وشدد “أردوغان” على استعدادهم للقيام بالتزاماتهم من أجل تحقيق الاستقرار في سوريا والعراق في أقرب وقت ممكن، داعياً من الله أن يشهد شهر رمضان انتهاء الاشتباكات والقتل والظلم في المنطقة، بحسب قوله.
وفي سياق آخر أشاد “أردوغان” بجهود وفعاليات الهلال الأحمر التركي، معربا عن فخرهم بامتلاك بلاده لهذه المؤسسة “التي وصلت أنشطتها إلى كافة أنحاء العالم من باكستان إلى الصومال ومن غزة حتى هايتي”.
وذكر الرئيس التركي أن الهلال الأحمر وإدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) وهيئة التعاون والتنسيق (تيكا) والمنظمات المدنية، تواصل أنشطتها الإغاثية يداً بيد، مضيفاً “إن علم الهلال الأحمر رفرف في أماكن لم يمتلك أحد شجاعة الذهاب إليها.
مسؤول تركماني سوري: حزب الاتحاد الديمقراطي يريد تغيير ديموغرافية المنطقة
شانلي أورفة – الأناضول – قال رئيس المجلس السوري التركماني “عبدالرحمن مصطفى”، إن “حزب الاتحاد الديمقراطي (السوري الكردي) لديه نية واضحة يهدف من خلالها إلى تغيير البنية الديموغرافية للمنطقة، ويقوم بتنفيذها بشكل ممنهج”.
وأوضح “مصطفى” الجمعة، أن قرابة 12 ألف تركماني من سكان قرية “حمام تركمان” التي تبعد 20 كيلومتر عن مدينة تل أبيض شمال مدينة الرقة السورية، اضطروا لمغادرة قريتهم جراء الضغوط التي يمارسها الحزب المذكور عليهم.
ولفت إلى أن نحو ألف شخص ممن بقوا في القرية تمارس بحقهم ضغوط مماثلة، مبيناً أن “الاتحاد الديمقراطي” طلب من سكان القرية إخلائها.
وتابع قائلا “وقرابة 200 تركماني ممن بقوا بالقرية، لجؤوا إلى تركيا، بسبب الضغوط، أما الـ 800 الآخرين فنزحوا إلى قرى مجاورة، ولدى عودتهم مجدداً إلى القرية بعد يومين قام أعضاء من الحزب بجمعهم في إحدى المدارس وطلبوا منهم مغادرة القرية وإلا سيتم قصف القرية من الجو”.
وأوضح أن “التركمان يعيشون الآن في القرى والحقول المجاورة، ونحن نعرف خطة الحزب، لذلك فالتركمان لا يريدون مغادرة قراهم، وحتى النهاية لن نترك لهم مناطقنا التي نعيش فيها”.
بدوره، أفاد رئيس فرع شانلي أورفة في جمعية تركمان سوريا “أكرم دادا” أن حزب “الاتحاد الديمقراطي” أعلن حالة الطوارئ في مدينة تل أبيض ومحيطها بسبب الاشتباكات في عين العرب (كوباني) شمالي محافظة حلب، وطلب من التركمان إخلاء قراهم.
اجتماع مفتوح لمجلس الأمن حول جرائم النظام السوري ضد المدنيين
مقتل 145 كرديا في عين العرب و60 ألف نازح من الحسكة
■ عواصم ـ وكالات: عقد مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، اجتماعا مفتوحا بشأن جرائم النظام السوري ضد المدنيين، وخاصة الاستخدام العشوائي للقنابل البرميلية.
وشارك في الجلسة، التي دعت إليها كل من فرنسا وإسبانيا، الناشطان السوريان، بسام الأحمد، مدير مركز توثيق الانتهاكات، ورائد صالح، أحد عمال الإنقاذ بمركز الدفاع المدني السوري، إضافة إلى نديم حوري، المسئول بمنظمة «هيومن رايتس ووتش».
وشاهد أعضاء المجلس في الجلسة المفتوحة مقاطع من مشاهد فيديو تصور وحشية الهجمات الجوية، التي يشنها النظام السوري باستخدام القنابل البرميلية.
وقال رائد صالح، لأعضاء مجلس الأمن، إن هناك أكثر من 16 ألف جثة من السوريين، تم انتشالها من تحت الأنقاض، نتيجة القصف الجوي لطائرات النظام السوري.
وأردف قائلا «لقد تحول صوت طائرات النظام، وهي تحلق في سماء المدن السورية، إلى مصدر للهلع والخوف للمدنيين، لمعرفتهم بحجم الدمار، الذي يمكن أن تلحقه القنابل البرميلية بهم».
وتابع، «إن الاستخدام العشوائي للقنابل البرميلية من قبل نظام بشار الأسد، هو في حد ذاته رسالة موجهة إلينا نحن الشعب السوري، مفادها أنه ليس بإمكاننا الحياة بأمان بعيدا عن جرائمه».
وناشد بسام الأحمد مدير مركز توثيق الانتهاكات، المجلس بسرعة التحرك من أجل حماية المدنيين السوريين، وقال مخاطبا أعضاء المجلس «لم يعد أمام السوريين مزيد من الوقت للانتظار».
ووجه الممثل الخاص للائتلاف الوطني السوري لدى الأمم المتحدة، نجيب غضبان، رسالة إلى أعضاء المجلس، ناشدهم فيها ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة، لإجبار النظام السوري على التوقف عن استخدام القنابل البرميلية ضد مواطنيه، وذلك عن طريق فرض منطقة حظر طيران داخل سوريا.
وقال الغضبان في رسالته، إن «مجلس الأمن اليوم لديه الفرصة لوقف السبب الرئيسي لوفاة المدنيين السوريين، من خلال فرض منطقة حظر طيران في سوريا، وتنفيذ قرارات المجلس السابقة ذات الصلة، خاصة القرارين 2118، و2139».
واستنكر رئيس الائتلاف السوري، عدم استجابة مجلس الأمن، للدعوات المتكررة بفرض منطقة حظر طيران في سوريا، قائلًا، إن مجلس الأمن لديه مسئولية أخلاقية وقانونية لإقرار مثل تلك الخطوة.
وأعلنت منظمة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، أمس الجمعة، إن الهجوم الذي شنه تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، أسفر عن تهجير 60 ألف شخص من منازلهم، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، إن تنظيم الدولة الإسلامية ارتكب ثاني أكبر مذبحة للمدنيين في سوريا خلال هجوم شنّه على مدينة عين العرب وقرية قريبة منها قتل خلاله 145 مدنيا إلى الآن.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد إن القتال بين وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلي «الدولة الإسلامية» الذين تسللوا إلى عين العرب، الواقعة على الحدود التركية، الخميس استمر لليوم الثاني.
وذكر تقرير اصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «إن التقدم الذي أحرزه تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الحسكة في 25 حزيران/يونيو (…) أدى إلى نزوح 60 ألف شخص».
وأوضح التقرير أن «50 ألف شخص منهم نزح إلى أحياء أخرى داخل المدينة، فيما انتقل عشرة آلاف نحو بلدة عامودا» التي تبعد 80 كلم شمال شرق المدينة والتي تقع على الحدود مع تركيا.
ويبلغ عدد سكان مدينة الحسكة نحو 300 ألف وهم من العرب والأكراد. وأوضح مسؤول في مكتب الأمم المتحدة في دمشق لوكالة فرانس برس أن النازحين هم من الأكراد والعرب.
ودخل مقاتلو «الدولة الإسلامية»، ليل الاربعاء الخميس، مدينة الحسكة حيث سيطروا على حيي النشوة والشريعة في جنوب المدينة إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، بحسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار التقرير إلى أن «ألفي مدني لا يزالون عالقين» في الأحياء التي شهدت معارك.
جاء ذلك فيما دعت الحكومة السورية سكان الحسكة الجمعة للتعبئة لقتال مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحاولون السيطرة على المدينة التي تقع في شمال شرق البلاد.
وقال وزير الاعلام عمران الزعبي في التلفزيون الحكومي إنه يدعو كل رجل وكل إمرأة شابة وكل رجل شاب قادر على حمل السلاح الى التحرك على الفور والانضمام إلى المواقع الأمامية على الجبهة للدفاع عن المدينة.
وأضاف ان مقاتلي «الدولة الإسلامية» فجروا قنابل دمرت جزءا من مبنى أمني في المدينة وقتلت عددا من الاشخاص. وتابع الزعبي أن الجيش يواجه «عدوانا إرهابيا» لم يسبق له مثيل، مشيرا إلى هجمات ضد قوات الحكومة السورية في الحسكة وأماكن أخرى في أنحاء سوريا.
في سوريا عسكرة الدولة تخدم النظام و«النصرة» و«داعش» وتبقي على حالة الحرب الدائمة… و«الخلافة» أقوى اليوم من العام الماضي… وشعارها «باقية وتتمدد» صحيح
عدم توفر السلاح النوعي للجيش العراقي والبيشمركة ذريعة… المشكلة هي الاعتماد المفرط على الغارات الأمريكية
إبراهيم درويش
لندن – «القدس العربي»: تحل بعد يومين الذكرى الأولى لما أطلق عليها الخلافة في العراق وسوريا. ففي 29 حزيران/يونيو 2014 الذي صادف الأول من شهر رمضان لعام 1436 وقف زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي على منبر الجامع النوري في الموصل وأعلن عن ولادة «الخلافة» الإسلامية تحت حكمه.
وأطلق لاحقا المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني عليه «الخليفة إبراهيم». ومنذ إعلان البغدادي قبل 12 شهرا حدثت تطورت عدة على زخم التنظيم الذي توقف في مناطق وخسر عددا من مناطقه في العراق خاصة حزام بغداد ومدينة تكريت.
وتراجع في مناطق الشمال القريبة من إقليم كردستان وانسحب تحت الضربات الأمريكية من سد الموصل.
وفي المقابل سيطر الشهر الماضي على مدينة الرمادي ويركز جهوده على تأمين المناطق السنية في وسط وغرب العراق تحت سيطرته. وفي سوريا تكرر السيناريو نفسه، فقد توسع التنظيم في مناطق شمال- شرقي سوريا ليخسرها. وحاصر عين العرب/كوباني مدة 130 وخرج منها نتيجة للضربات الأمريكية والتحالف مع قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» المحسوب على «حزب العمال الكردستاني (بي كي كي)».
ومقابل خسارته في المناطق الكردية توسع في مناطق النظام السوري لبشار الأسد وسيطر على تدمر وحاول بناء حضور له في مخيم اليرموك ليغادره وكذا فعل في مناطق حمص. وهذا السجل من الربح والخسارة يشير إلى أن التنظيم لم يفقد بعد حسب المفاجأة التي ظهرت في دخوله من جديدة بلدة عين العرب/كوباني.
قوي
ويقترح باتريك كوكبيرن في تحليل له في صحيفة «إندبندنت» أن «الدولة الإسلامية» أقوى اليوم منذ إعلانها في 29 حزيران/يونيو العام الماضي» فالتنظيم لم يفقد قدرته على تحقيق انتصارات كما حصل في دخوله الخاطف لمدينة الموصل، فقد كرر السيناريو نفسه في 17 أيار/مايو هذا العام في العراق، وبعد أربعة أيام في سوريا عندما سيطر على تدمر، المدينة الأثرية والواقعة على طرق التجارة.
ويرى كوكبيرن في الانتصار المزدوج علامة على قوة «تنظيم الدولة» الذي يستطيع شن هجمات متعددة على أكثر من جبهة وفي وقت واحد. والدليل على قوته وكفاءته القتالية أنه لا الجيش السوري أو العراقي شنا هجوما مضادا ضد مقاتلي التنظيم.
ويرى الكاتب أن انتصارات كهذه كان يجب أن لا تتحقق في ضوء الحملة الجوية التي بدأتها الولايات المتحدة وتحالفها الدولي في آب/أغسطس في العراق ومن ثم امتدت إلى سوريا.
وشن التحالف الدولي 4.000 غارة قتلت 10.000 من مقاتلي التنظيم. وهي خسائر تم تعويضها بتجنيد مقاتلين من المناطق الخاضعة لسيطرته التي تزيد مساحتها عن مساحة بريطانيا العظمى ويعيش فيها ما بين 5-6 ملايين نسمة.
وما يجعل انتصاري الرمادي وتدمر هامين هي أن سقوطهما لم يأت عبر هجوم مفاجئ، كما حدث مع الموصل عندما هاجمها بضعة آلاف من المقاتلين واحتلوها.
ففي الرمادي كانت تتمركز قوة عسكرية من 20.000 جندي مع أن العدد الحقيقي غير واضح بسبب وجود أعداد كبيرة من «الجنود الوهميين» في الجيش العراقي. وكانت حكومة حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي قد اعترفت بوجود 50.000 منهم.
تحليل الهزيمة
ويعتقد كوكبيرن أن نتيجة القتال في الرمادي مهمة لأنها عاصمة محافظة الأنبار وكان يعيش فيها أكثر من 600.000 نسمة وجاء هجوم «تنظيم الدولة» في أيار/مايو كنتيجة للهجمات المستمرة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2014.
وما لم يكن يتوقعه أحد هو انسحاب القوات العراقية بطريقة تشبه الهروب. وفي تحليله للطريقة التي ترك بها الجيش العراقي مواقعه في المدينة يعود إلى هزائم الجيش عام 2014 والتي لم يتعاف منها ولم يكن قادرا على القتال في أكثر من جبهة نظرا لقلة أعداد الجنود. فعدد الكتائب المتوفرة لديه لا تتجاوز الخمسة أي ما بين 10.000- 12.000 أما بقية القوات فلم تكن تصلح إلا لحراسة نقاط التفتيش كما نقل عن مسؤول أمني عراقي.
وحتى قوات النخبة ومنها «الفرقة الذهبية» فقد كانت مرابطة في الرمادي ومع ذلك اشتكى أفرادها من التعب وتكبدت خسائر فادحة بدون تعويضها بجنود جدد.
ولم يكن وجود قوات متمرسة في القتال كاف لمنع سقوط المدينة. وينقل عن العقيد حميد الشندوخ الذي كانت وحدته مرابطة في الجزء الجنوبي من الرمادي حيث قال إن وحدته خسرت في ثلاثة أيام من القتال 76 جنديا وجرح 180 آخرون.
واستخدم تنظيم الدولة «كوكتيلا قاتلا» من الأساليب العسكرية وأرسل المتطوعين الأجانب المتحمسين في سيارات محشوة بالمتفجرات التي كانت كافية لتدمير عمارات بكاملها وأعقب ذلك هجوم من قوات مشاة مدربة بشكل جيد ومعززة بالقناصة وقنابل الهاون.
ويرى شندوخ أن جذور المشكلة نابعة من عدم تلقي القوات الأمنية والعشائر الموالية للحكومة التعزيزات المناسبة أو المعدات الكافية.
ويقول إن البعد الطائفي في مركز الفشل «فلأن سكان الأنبار من السنة فقد خافت الحكومة من تعبئتهم خشية تهديدهم للحكومة لاحقا». واشتكى من أن الأسلحة المتقدمة قدمت فقط للميليشيات الشعبية ووحدات مكافحة الإرهاب.
ويعلق كوكبيرن بأنه متحفظ على تفسير العقيد شندوخ الذي ربط انتصار «تنظيم الدولة» بغياب الأسلحة الثقيلة التي ترددت الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة في بغداد. مشيرا إلى أنه المبرر نفسه الذي ساقته قوات البيشمركة الكردية لتبرر هزائمها أمام قوة دونية.
وصور وأفلام الفيديو التي التقطها «تنظيم الدولة» تناقض هذا الزعم حيث أظهرت أكواما من الأسلحة التي خلفها الجنود الهاربون وراءهم.
وهناك مقاربة بين الموصل العام الماضي والرمادي هذا العام وهو ما دعا رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي للقول موبخا «لم تجبر القوات العراقية على الخروج من الرمادي بل خرجت بنفسها».
ومع ذلك يرى العقيد شندوخ أن عدم الثقة بين السنة والشيعة كانت وراء الهزيمة، وقال إن الحكومة في بغداد تتعامل مع سكان الأنبار كإرهابيين. وهناك من يلقي المسؤولية على عجز الدولة العراقية التي لم يعد فيها الولاء للوطن بل وللطائفة.
فشل استراتيجية
ويرى الكاتب أن انهيار الوحدات العسكرية العراقية في الرمادي ينبع بدرجة كبيرة من الاعتماد المفرط على الغارات الأمريكية، وهذا يصدق على قوات البيشمركة.
ويعتقد كوكبيرن أن غضب ديمبسي الخفي على مهزلة الرمادي لم يكن نابعا من خسارة مدينة لـ»تنظيم الدولة» بل لأنها أضعفت الثقة بكل الاستراتيجية الأمريكية ضد «تنظيم الدولة» والقائمة على استخدام القوة الجوية والتعاون مع لاعبين محليين لإضعاف التنظيم. وهي استراتيجية أقنعت الولايات المتحدة نفسها بنجاعتها حتى 17 أيار/مايو.
فقبل يومين أكد الجنرالل توماس دي ويدلي، رئيس هيئة أركان قوة المهام الخاصة المشتركة لعملية «العزيمة الصلبة» حيث قال «نؤمن بشدة أنه (تنظيم الدولة) في حالة دفاع عبر العراق وسوريا ويحاول الحفاظ على المكتسبات السابقة وشن عمليات صغيرة وهجمات محلية معقدة في بعض الأحيان لتغذية آلتهم الدعائية».
وكشف ويدلي عن شن التحالف 165 غارة على الرمادي قبل سقوطها بشهر و 420 عملية في المنطقة الواقعة ما بين الرمادي والفلوجة.
وفي الوقت الذي كان فيه الجنرال يطلق تصريحاته كان مقاتلو التنظيم يهاجمون آخر معاقل الحكومة في الرمادي ما يعني خطل المعلومات التي قدمتها البنتاغون عما يجري في سوريا والعراق.
وهناك مقاربة هنا مع كوريا الجنوبية عام 1950 وجنوب فيتنام 1968 حيث اقتنعت أمريكا أن العدو تراجع، ولكنه عاد وضرب بقوة. فلم تنجح الغارات على الرمادي والفلوجة و 330 غارة حول مصفاة بيجي النفطية من منع تقدم «تنظيم الدولة».
ولم يكن الجنرال وحده من آمن بتراجع الجهاديين فقد قاد خروجهم من تكريت في الأول من نيسان/إبريل سار العبادي في شوارع المدينة وأعلن عن الوجه الثاني للمعركة ـ الأنبار.
سوريا
كل هذا يكشف عن فشل السياسة الغربية في العراق والسبب أن شيئا من هذا لم يحدث في سوريا هو عدم وجود استراتيجية غربية فيه. فالغرب يريد إضعاف الرئيس بشار الأسد لكنه يخشى من البديل عنه والذي سيكون بالتأكيد إما «جبهة النصرة» الموالية للقاعدة أو «تنظيم الدولة».
ويشير إلى أن القوى السورية المدعومة من الغرب لم تكن قادرة على إثبات حضورها، ويحيل هنا لتصريحات روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق والتي غير فيها موقفه من المعارضة السورية المسلحة التي لم تكن قوية بالقدر الكافي لمواجهة النصرة.
ويعتقد الكاتب أن كلا من القوى الثلاث الحالية في سوريا: النظام و»جبهة النصرة» و»تنظيم الدولة» تستفيد من العسكرة الكاملة لسوريا بشكل يمنع التنازلات.
فدولة في حالة حرب دائمة تعمل في مصلحتهم. فمنذ سيطرته على تدمر تقدم التنظيم في دير الزور التي لا تزال أجزاء منها بيد النظام ويقترب من حلب ويأمل في السيطرة عليها في المستقبل.
ورغم ما يقال عن سيطرة التنظيم على 50% من أراضي سوريا إلا ان هذه المناطق ليست مأهولة بكثافة وتتعرض بشكل متواصل لتهديد الأكراد الذين سيطروا الأسبوع الماضي على بلدة تل أبيض الواقعة على الطريق بين الرقة والحدود التركية.
ومع كل هذا الحديث عن تراجع «تنظيم الدولة» إلا أنه من الباكر الحديث عن نهايته، فكما في العراق حيث يتردد الأكراد بالدخول للمناطق السنية فلن يستطيعوا هزيمته في سوريا، خاصة أن لديه في هذا البلد فرص أكثر من العراق نظرا للغالبية السنية.
تداعيات سقوط تل أبيض
في مقال آخر نشرته مجلة «لندن لمراجعة الكتب» (لندن ريفيو أوف بوكس) تحدث فيه كوكبيرن عن الآثار السلبية لسقوط تل أبيض بيد الأكراد.
ويقول إنه كان في المنطقة الكردية من سوريا وزار القامشلي التي تعتبر عاصمة الإقليم الذي يحاول الأكراد تشكيله من ركام الدولة السورية ويطلقون عليه «روجوفا» أو كردستان الغربية. ومن هنا فسقوط تل أبيض يعطيهم الفرصة لربط المناطق الرئيسية في شمال- شرق سوريا.
ويصف الحرب بين «تنظيم الدولة» و»قوات الحماية الشعبية» بأنها حرب داخل الحرب. ويرى الكاتب أن الحرب في شمال- شرق سوريا تحمل كل معالم الحرب العرقية التي يقوم فيها الأكراد بطرد العرب السنة الذين يتهمونهم بالتواطؤ مع «تنظيم الدولة».
ويؤكد الأكراد أن تل أبيض كانت مهد أجدادهم لآلاف السنين أما العرب فهم قادمون جدد استوطنوا المنطقة منذ السبعينات بعد قانون التعريب الذي فرضه النظام البعثي في دمشق. وبسيطرتهم على البلدة بات الأكراد يتحكمون بـ 250 ميلا من الأراضي السورية وهو إنجاز سيثير قلق تركيا التي تراقب الأوضاع.
ومع أن سقوط تل أبيض يعتبر حدثا مهما إلا أنه يعتبر واحدة من الحوادث التي تغمر الآن سوريا والعراق حيث لا يعني النصر في معركة الإنتصار في الحرب لأن دفتها قابلة للتغير في أي وقت.
وينقل عن سيهانوك ديبو، مستشار كل من صالح مسلم وآسيا عبدالله رئيسي حزب «الإتحاد الديمقراطي الكردستاني» قوله إن «ميزان القوة في سوريا يمكن أن يتغير حالة غيرت أي من الدول الأجنبية المشاركة هنا موقفها». فلولا تدخل الأمريكيين في عين العرب/كوباني لما استطاع المقاتلون الأكراد طرد «تنظيم الدولة الإسلامية» منها.
حرب الهويات
ورغم تأكيد حزب «الاتحاد الديمقراطي» على الهوية القومية الكردية إلا أن الولاءات العرقية والطائفية تقع في قلب الحرب الأهلية السورية.
فقد أدى انهيار الحكومة المركزية في كل من العراق وسوريا للكشف عن الخلافات بين السنة والشيعة، العرب الأكراد، المسلمين والمسيحيين، العلمانيين والدينيين والعراقيين والسوريين حيث باتوا يعيشون حربا طويلة لا يتم تصفيتها إلا بالعنف.
ومن الحدود الإيرانية إلى ساحل المتوسط يضطر المدنيون للهرب في حالة سقوط الحامية المدافعة عنهم خوفا من انتقام المنتصر. ونظرا لحالة الحرب فهناك جيل من السوريين والعراقيين في العشرينيات من عمرهم لم يعرفوا سوى الحرب. ويضرب مثالا عن فرج من بلدة بين الحسكة والقامشلي.
فرغم تخرجه من جامعة الحسكة إلا أن ما فعله منذ ذلك هو القتال في صفوف الدولة. وعندما اتصل به رفيق عبر الواتساب وحذره من قرب سقوط تل أبيض كان رده هادئا. وقال إنه لو أغلقت الحدود مع تركيا فستظل الحدود مع العراق مفتوحة.
وخسارة معركة لا تعني خسارة الحرب لأن التنظيم لديه استراتيجية لتحقيق النصر. وكان فرج مقتنعا أن تنظيمه يفوز ولا يخسر وهو بهذه المثابة لم يضعف بعد والسبب أن قادته تعلموا من دروس عين العرب/كوباني بعد أن عرضوا أنفسهم للغارات الأمريكية. فهم يتراجعون عن مناطق واقعة تحت سيطرتهم إن وجدوا أن كلفة الاحتفاظ بها كبيرة حيث ينسحبون ويستعدون لشن هجمات مضادة.
ويشير الكاتب هنا إلى أن التنظيم لم يعد يقاتل حتى آخر رصاصة وأصبح حذرا في الطريقة التي يدفع فيها السوريين والعراقيين للمعارك. فقد زاد عدد جنوده بسبب دفعات التجنيد في مناطقه العراقية والسورية.
ورغم ما يعرفه السكان عن وحشيته وطرقه الغريبة في معاقبة أعدائه إلا أن أشخاصا مثل فرج موالون له وملتزمون بدعمه حتى لو تعرض للهزيمة.
وكما يقول فرج «لو حدث هذا» «فلا زلت أؤمن أننا محقون لأن معظمنا لا يقاتل من أجل النساء ولا المال، نحن نقاتل لأن النظام والمعارضة تخلوا عنا ولهذا كنا بحاجة لحركة مسلحة كي تدافع عن حقوقنا».
وكان فرج قد انضم حتى وقت قريب إلى «جبهة النصرة» بعد عام من الانتفاضة عام 2011 حتى أجبرت على الخروج من مناطق الأكراد. ويقول «في البداية حلمنا بالحرية» لكن وبسبب سوء تنظيم حركات المعارضة وتحكم الدول الخارجية فيها «تحولت الثورة إلى جهاد».
وهناك دافع آخر للقتال مع حركات الجهاد وهو الإنتقام من النظام وجرائمه التي ارتكبها خلال أربعة عقود. وعندما انسحب الجيش السوري عام 2012 من مناطق الأكراد فاتحا الباب أمامهم لتعزيز استقلالهم شعر فرج أن المعارضة لم «تحصل على شيء بل الثورة»، فالأكراد كانوا قمعيين مثل النظام.
وقاتل قوات الحماية الشعبية التي جاءت إلى قريته حتى هزيمة «النصرة». ثم جاء «تنظيم الدولة» وخير أتباع النصرة بين الإانضمام له أو مغادرتها، وكان واحدا من خمسة قرروا البقاء مع التنظيم.
مقاتلون أجانب
ويعلق كوكبيرن أن ما يجعل رواية فرج عن أسباب انضمامه لـ «تنظيم الدولة» مثيرة هو أنه لم ينشق عن النظام ولم يكن دعائيا لتنظيمه بل يقاتل لقضية ولديه حس بالحقد على النظام. ولهذا السبب لم يكن معجبا بالمقاتلين الأجانب الذين التقى بعدد منهم.
وعندما كان يسألهم عن سبب قدومهم إلى سوريا كان بعضهم يقول إنهم شعروا بالملل من حياتهم في بلدانهم وآخرون قالوا إنهم جاءوا بحثا عن المغامرة ومنهم من اكتشف الإسلام الحقيقي وهؤلاء كانوا عادة من معتنقي الإسلام الجدد.
وعلى العموم يرى كوكبيرن أن سقوط تل أبيض سيؤدي إلى عاصفة من التكهنات حول قرب انتهاء «تنظيم الدولة» ولكنه مثل بقية المشاركين في الحربين الأهلية بالعراق وسوريا فالخلافة التي نصبت نفسها متجذرة بشكل عميق ولن تختفي والحالة هذه.
فاعتماد التنظيم على نموذج شبيه لحرب العصابات يجعله لا يقلق من خسارته مدينة أو بلدة. فشعاره «الدولة الإسلامية باقية وتتمدد» لا يزال قائما.
“العربي الجديد” تروي تفاصيل مجزرة عين العرب
عبسي سميسم
لا تزال العملية الخاصة التي تسلّل خلالها عناصر (تنظيم الدولة الإسلامية) “داعش” إلى مدينة عين العرب في ريف حلب الشرقي، تتفاعل حتى الآن. فبعد أن تمكن التنظيم من القيام بخرق أمني كبير في المدينة وارتكاب مجزرة مروعة بحق سكانها، وصل عدد ضحاياها إلى نحو 150 قتيلاً وأكثر من 200 جريح، لا يزال عناصر التنظيم في الداخل، بحسب ما أعلنته قوات “حماية الشعب” الكردية التي تحاصرهم.
وتسود حالة من الرعب بين السكان بعد عودة عناصر التنظيم وانتشارهم في الأرجاء. ويبدو أنّ الهدف الأساسي من هذه العملية، الانتقام لخساراته المتتالية أمام القوات الكردية المدعومة من التحالف، وتوجيه رسالة، مفادها أن السكان في المناطق التي تخضع لسيطرة القوات الكردية ليسوا في مأمن من هجمات التنظيم، وأن المعركة بين “داعش” والقوى الكردية وفصائل “الجيش الحر” المتحالفة معها، لن تنتهي في السيطرة الميدانية المدعومة بطيران التحالف.
ويبدو أن التنظيم قد خطط لعملية عين العرب في وقت سابق، إذ أصدر قراراً طلب فيه من جميع العائلات الكردية الموجودة في الرقة مغادرة المدينة باتجاه عين العرب، محذراً إياها من عمليات انتقامية بعد ورود أنباء عن عمليات تهجير للعرب والتركمان من قبل القوات الكردية في الحسكة وتل أبيض. خلق هذا الأمر، حالة من الفوضى والإرباك لدى قوات “حماية الشعب” الكردية التي بدأت في تسهيل عملية دخول العائلات. وكان التنظيم قد حدّد يوم الخميس، موعداً لبدء عمليته، مستغلاً موعد فتح معبر بينار الحدودي مع تركيا، الذي يفتح يومي الإثنين والخميس، وقام بتفجير سيارة مفخخة على المعبر بالقرب من مقر القوات الكردية، ما زاد إرباك الأخيرة، ليتسلل عناصر التنظيم بزي وحدات “حماية الشعب”، ولواء “ثوار الرقة”، وتمكنوا من دخول مدينة عين العرب، تزامناً مع ثلاثة تفجيرات، نفّذها التنظيم في مناطق مختلفة من المدينة.
وتتضارب الأنباء حول عدد عناصر التنظيم الذين تسللوا إلى عين العرب. ففي حين تشير مصادر كردية مقربة من “حماية الشعب” إلى أن المتسللين لا يتجاوزون الثلاثين عنصراً، وقد تم قتل عشرين منهم، فيما العشرة المتبقون محاصرون في مبنى بهدف القضاء عليهم، توضح مصادر ميدانية في عين العرب لـ”العربي الجديد”، أن “عدد العناصر المتسللة يفوق الخمسين عنصراً”، مبينة أن “الاشتباكات لا تزال متواصلة في الحي الشرقي للمدينة، بين مقاتلي “حماية الشعب” ومن تبقى من عناصر التنظيم، المحاصرين في المكان من قبل القوات الكردية.
وبيّن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ ما لا يقل عن 120 مواطناً من عين العرب، سقطوا جراء التفجيرات وإطلاق النار من قبل عناصر التنظيم الذين هاجموا يوم الخميس. وأشار المرصد إلى أن الضحايا كان من بينهم عشرات الأطفال والنساء والرجال المسنين، حيث سقط 72 من الضحايا في منطقة حلنج، بينما سقط 48 آخرون في مناطق شرق المدينة، إضافة لإصابة نحو 200 آخرين، وبعضهم لا يزالون في حالة حرجة. وارتفع عدد الضحايا الذين سقطوا برصاص عناصر “داعش” في قرية برخ بوطان، القريبة من صرين في الريف الجنوبي لعين العرب إلى ستة وعشرين.
كما شنّ طيران التحالف الدولي، منذ يوم الخميس، خمس عشرة غارة جوية على نقاط تمركز “داعش” في ريف عين العرب الجنوبي، تزامناً مع الاشتباكات المتواصلة بين “داعش” والقوات الكردية وقوات المعارضة السورية التي تسيطر على المنطقة.
في محافظة الحسكة، يواصل التنظيم تقدّمه في المدينة على حساب قوات النظام التي أدت الاشتباكات في ما بينهما، إلى اقتحام “داعش” الأحياء الجنوبية في المدينة، خلال اليومين الماضيين. فيما تنتظر وحدات “حماية الشعب” التي تسيطر على الأحياء الشمالية والشمالية الغربية، نتائج المعارك بين الطرفين، باعتبار أنّه مهما كانت النتيجة، فإنها تصب في مصلحتها. ومن المرجح، أن تتمكن القوات الكردية من دحر التنظيم من كامل المدينة، في حال تمكّن الأخير من القضاء على قوات النظام فيها. لكن يبدو أن سكان المدينة هم الأكثر تضرراً في هذه المعارك. ومن المحتمل أن تزداد موجات النزوح منها، مع تقدم المعارك لتصل إلى أرقام غير مسبوقة، منذ بداية الثورة السورية، بسبب عدد سكانها الذي يقارب الـ800 ألف نسمة.
ويوضح الناشط مراد الحسن لـ”العربي الجديد” أن “الاشتباكات تتواصل بين النظام وداعش في أطراف حي العزيزية في مدينة الحسكة، بعد قيام داعش بتفجير سيارتين مفخختين استهدفتا حاجز الغزل التابع لقوات النظام ومبنى السجن المركزي في مدينة الحسكة الذي يسيطر عليه النظام السوري”.
ويؤكد الحسن أن “طائرات النظام شنت منذ يوم الأربعاء، عشرات الغارات الجوية على حي النشوة ومنطقة الداوودية إلى الجنوب من مدينة الحسكة، مع تقدم عناصر داعش في المنطقة وسيطرته على عدة مناطق جنوب مدينة الحسكة”.
ويواصل سكان الأحياء التي تشهد عمليات القصف والاشتباكات في المدينة النزوح شمالاً نحو الأحياء الشمالية في مدينة الحسكة التي تسيطر عليها قوات “حماية الشعب”، ونحو ريف الحسكة الشمالي، إذ أعلن مكتب الأمم المتحدة في سورية، أمس الجمعة، عن نزوح 60 ألف شخص بسبب هجوم داعش على مدينة الحسكة شمال شرق سورية، كما توقع بيان مكتب الأمم المتحدة أن ما يقارب الـ200 ألف شخص قد يحاولون الفرار قريباً في ظل تدهور الأوضاع في المدينة.
المعارك لم تحسم في الحسكة وكوباني..ودرعا
قُتل 120 شخصاً، خلال الساعات الـ24 الماضية، في مدينة كوباني “عين العرب”، جراء إطلاق النار عليهم من قبل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”. وقتل 72 شخصاً في كوباني وهم من منطقة حلنج، بينما قتل الـ48 الآخرين شرقي المدينة، إضافة لإصابة نحو 200 آخرين بجروح. وقال المرصد إن من بين القتلى عشرات الأطفال والنساء والعجائز. وبيّن المرصد أن 28 عنصراً من “تنظيم الدولة” قتلوا في الاشتباكات التي لاتزال مستمرة داخل المدينة مع مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية.
وهاجم عناصر من تنظيم “الدولة” مدينة كوباني، الخميس، انطلاقاً من مدينة جرابلس، وتحصنوا في بعض المباني التي تحاصرها الوحدات الكردية. ونقلت وكالة “أسوشيتد بريس” عن ناشط مقيم بكوباني، أن المقاتلين الأكراد يحاصرون ثلاثة مواقع لمقاتلي تنظيم “الدولة” في المدينة. وقال الناشط إن مسلحين من التنظيم اخذوا رهائن من المدنيين. وقال الناطق باسم “وحدات حماية الشعب” ريدور خليل، إن المقاتلين الذين شنوا الهجوم دخلوا كوباني من جهة الغرب في خمس سيارات، وإنهم قاموا بخدعة فرفعوا علم “الجيش السوري الحر” الذي يحارب التنظيم المتشدد مع “الوحدات”، وإنهم “فتحوا النار في شكل عشوائي على كل من وجدوه”.
وبدوره، جدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، تأكيده على الموقف الواضح لبلاده الرافض لتنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي، وذلك في معرض رده على مزاعم قالت إن مسلحي التنظيم، الذين هاجموا مدينة كوباني، دخلوها عبر الأراضي التركية. وقال أوغلو: “كما أنَّ تركيا لم تتلطخ يداها بقطرة دم واحدة في سوريا، فإنَّ موقفها حيال تنظيم داعش الإرهابي واضح ومعروف، وكل ما قيل محض افتراءات”. وأردف قائلاً: “في منطقتنا ستة أو سبعة دول لا يمكن السيطرة على الأوضاع فيها، ونحن من يدفع الثمن جراء ما بها من صراع داخلي، وما تشهده من تمييز على أساس الهوية، ويتمثل هذا الثمن في موجات اللاجئين التي تفد إلينا، ونعمل ما بوسعنا حتى لا تصل شرارة تلك الحروب إلينا”.
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، إنَّ الخارجية التركية “كذّبت بشكل قطعي ادعاءات دخول تنظيم داعش الإرهابي إلى مدينة كوباني عبر أراضيها، ونحن لا نملك أي سبب لنصدق تلك الادعاءات”. وأشار كيربي، إلى أنَّ تركيا حليفة أميركا في “حلف شمال الأطلسي”، وتؤدي دوراً هاماً في محاربة تنظيم “داعش”، موضحاً أنها تدعم قوات التحالف الدولي “وعلينا أن نشكرها على الدوام لدورها”.
وفي الحسكة، تجددت الاشتباكات بين تنظيم “الدولة الإسلامية” وقوات النظام والمسلحين الموالين لها، قُرب دوار الكهرباء جنوبي المدينة، وكذلك شرقي المدينة. في حين وردت معلومات عن تسلل عناصر من التنظيم وتمركزهم عند الأطراف الجنوبية الشرقية للحسكة. وقال التنظيم في بيان له، إن عناصره سيطروا على منطقة النشوة ومناطق مجاورة جنوب غربي مدينة الحسكة المقسمة إلى مناطق تحت سيطرة النظام وأخرى تحت سيطرة الأكراد. وأضاف أن القوات الحكومية انسحبت باتجاه وسط المدينة.
من جانبها، أكدت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” على لسان محافظ الحسكة محمد زعال العلي، أن مدينة الحسكة “آمنة ومستقرة وأن الجيش والجهات الأمنية ومجموعات الدفاع الشعبية ثابتون في مواقعهم الاستراتيجية والاحترازية للحفاظ على أمن المدينة والمواطنين”. ودعا المحافظ مواطني الحسكة لـ”العودة إلى منازلهم والثبات فيها والتواصل معنا لبيان حقيقة أن الأمور بخير”. ودعا المحافظ كل المكونات الاجتماعية والوجهاء وشيوخ العشائر إلى “أخذ دورهم الاجتماعي ورفع الحالة المعنوية للمواطنين وتكذيب الإشاعات والإسهام بشكل فاعل للتصدي لكل ما يروجه الطابور الخامس، والذي يريد إفراغ المدينة من الأهالي”. وأكد قائد شرطة الحسكة أن “حامية سجن الحسكة المركزي موجودة في أماكنها لحماية السجن وتقوم بواجبها الوطني وعناصر فرع الأمن الجنائي يستبسلون في التصدي لإرهابيي داعش”.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة في سوريا، الجمعة، عن أنباء ترددت عن نزوح 60 ألف شخص بسبب هجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” على الحسكة، وأنّ ما يقارب الـ200 ألف شخص قد يحاولون الفرار في نهاية المطاف.
وأعرب “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” عن إدانته لـ”المجازر المروعة” التي يقوم بها تنظيم “الدولة الاسلامية” بحق الأكراد في كوباني. وقال الائتلاف “ندين بأشد العبارات كافة عمليات قتل المدنيين التي تحصل في سوريا ونخص بالذكر ما حصل (الخميس) في مدينة عين العرب، حيث تجاوز عدد الشهداء الـ 100 حسب ناشطين وصفحات كردية معنية بالمدينة، بعد أن تسلل عناصر من تنظيم الدولة إلى المدينة وقاموا بتفجير سيارتين مفخختين وسط الأحياء السكنية”. وأضاف الائتلاف “ندين تحويل المدنيين إلى دروع بشرية والمناطق السكنية إلى ساحات حرب، وندين جرائم تنظيم الدولة الإرهابي ونظام الأسد ضد الشعب السوري”. وقال إن “الأنباء التي ترد من مدينة الحسكة مقلقة ومروعة إلى أقصى الحدود، المدنيون محاصرون بين طرفين يتنافسان في زرع الرعب والإرهاب في كل مكان. إن الاستمرار في ترك المدنيين رازحين ما بين مطرقة النظام الإرهابي وسندان التنظيمات الإرهابية لن يقود إلا لما هو أسوأ”.
من جانب آخر، قتل 34 مقاتلاً من قوات المعارضة المسلحة، خلال الاشتباكات العنيفة مع قوات النظام، ضمن معركة “عاصفة الجنوب” للسيطرة على مدينة درعا. وقصفت المعارضة مواقع لقوات النظام في حي المنشية، في حين قصفت قوات النظام بلدتي النعيمة وإبطع بريف درعا.
وشن 51 فصيلاً معارضاً منضوياً في إطار “عاصفة الجنوب”، هجوماً من سبعة محاور على مدينة درعا وقرى قريبة، لإنهاء وجود للنظام في المحافظة. وقالت غرفة عمليات “عاصفة الجنوب” إن مقاتليها سيطروا على مناطق لقوات النظام شمالي درعا وجنوبي بلدة عتمان، بينها موقع السرو الذي يعتبر أحد أهم الحواجز العسكرية والقلاع الحصينة للنظام.
نشطاء أكراد يتهمون المخابرات التركية بأحداث كوباني
الأحزاب الكردية تطالب بوحدة الصف بمواجهة داعش
بهية مارديني
اتهم ناشط كردي سوري المخابرات التركية بالتنسيق مع مقاتلي داعش وبعض النازحين من تل أبيض والهجوم على عين العرب (كوباني) في حين دانت أحزاب كردية في بيانات تلقت” “إيلاف” نسخا عنها الهجوم على كوباني معتبرة أن هناك حملة “مسعورة” ضد الأكراد.
قال وحيد التمو الناشط السياسي الكردي السوري أن “مجموعة من داعش قامت بالدخول من الاراضي التركية عبر البوابة و قاموا بتفجير سيارتهم المفخخة، و قامت مجموعة اخرى بالدخول من شرق المدينة ايضا من الحدود التركية.
وأضاف كما قامت مجموعة اخرى مؤلفة من سيارتين بالقدوم من صرين وهم يلبسون لباس الجيش الحر القوات الكوردية وتجاوزوا الحواجز الموجودة بكل سهولة اما المجموعة الثالثة فكانت من جماعة ابو عيسى داخل المدينة انشقوا عن قيادتهم وعلى ما يبدو بتنسيق مسبق مع داعش و كانوا متمركزين في مكتلة”.
ونقل كشاهد عيان أن “المجموعة الثانية و الثالثة تمركزوا في شوارع معينة و فوق اسطح البنايات مع قناصاتهم ومع دخول المجموعة الاولى و تفجير سيارتهم قامت جميع المجموعات بفتح النار وقتل كل من صادفهم مستغلين حالة الصدمة بعنصر المفاجاة وعدم وجود قوات حقيقية للدفاع عن المدينة” .
وأوضح التمو على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي ” فايسبوك ” أنه عندما بدأت قواتنا في تجميع انفسهم و الوصول الى المدينة اختفى معظم الدواعش في المنازل والبيوت مع قتل كل من يصادفهم اضافة الى الاختباء عند مجموعة من النازحيين القادمين من تل ابيض كانوا على تنسيق معهم. وقامت قواتنا بقتل اغلب المجموعات الثلاث مع وجود بعض عناصرهم متمركزين بالقرب من المركز الثقافي و ثانوية البنين وبالقرب من مطعم الكندي وبمكتلة.
وقال “جميعهم محاصرون لكنهم متمركزون مع احتفاظ مجموعة منهم بعدد من الرهائن المدنيين كدروع بشرية”.
ورأى “أنه تم التحضير لهذه العملية منذ وقت طويل و بحرفية و مهنية”، متهما الاتراك بذلك، متحدثا عن وجود “بصمات استخبارتية تركية ضخمة مع كافة التسهيلات وخصوصا مع انتشار فيديوهات لداعش اثناء تجهيز انفسهم داخل الاراضي التركية قبل الهجوم على البوابة وحجم الحقد والكراهية للكورد كقومية رغم تحدث داعش المستمر عن معاداته لاحزاب كوردية يسارية”.
وقال إن الهدف من العملية برمتها قتل اكبر عدد ممكن من المدنيين انتقاما لهزائمهم المستمرة و لرفع معنويات مناصريهم.
ولاحظ التمو أيضا “وجود خلايا نائمة في كوباني واغلبهم من نازحي تل ابيض تحديدا وفشل امني ذريع من قبل القائمين على حماية المدينة. وضعف كبير في الاليات الامنية على الحواجز المحيطة بالمدينة”.
وطالب “بتلافي الاخطاء الكارثية مستقبلا ومحاسبة المقصرين وتحرير جرابلس والرقة “.
وفيما طالب مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان “قوات التحالف الاستمرار في مساعدة شعب كوردستان في الحرب ضد الارهابيين وحماية هذا الشعب من تهديداتهم، وأكد على حكومة اقليم كوردستان وبشكل عاجل وضروري ان تسلك كل الطرق والاجراءات لمساعدة اخوتنا في كوباني وغرب كوردستان بشكل عام ، قال حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا “يكيتي” في بيان تلقت “ايلاف” نسخة عنه “أن كل ما حدث لكوباني من تدمير وقتل وسفك للدماء لم ترض وحشية داعش ولا حقد الشوفينيين, كما أن انتصارات المدافعين الكرد المعزّزة بدور التحالف الدولي وبعض فصائل الجيش الحر ضد إرهاب داعش وأخواتها في تل أبيض ( كري سبي) وعين عيسى ومعظم مناطق الجزيرة لم ترق للكثيرين ممّن أعماهم داء العنصرية والمتاجرة بالدين فانهالوا في حملة إعلامية مسعورة ضد المدافعين الكرد في محاولة يائسة لإلصاق تهمة التطهير العرقي ضد العرب و التركمان بهم و ليصوغوا حقدهم من جديد على شكل هجوم غادر استباحوا فيه كوباني وسكانها مرة أخرى ، وقد لا تكون الأخيرة ، فيعاودون الكرة في أماكن أخرى وبطرق وأساليب إرهابية شتى من بينها أداتهم الإجرامية بامتياز سيارات القتل المفخخة”..
وأشار البيان أنه “لم تكن صدفة تناغم الخطابات الكيدية لدى بعض الرموز المحسوبة على المعارضة السورية وبعض الدائرين في فلكها مع تصريحات مسؤولين كبار في حكومة العدالة والتنمية في أنقرة بل هو نتاج عقلية الإقصاء و الاستعلاء القومي لدى الطرفين في محاولة لتشويه سمعة الكرد وعدالة قضيتهم التي بدأت تشق طريقها في المحيط الإقليمي والدولي” .
و ناشد البيان “جميع القوى والأحزاب الكردية والوطنية السورية تجاوز خلافاتها البينية للوقوف صفاً واحداً ويداً بيد في وجه تمدد داعش”.
ارتفاع ضحايا كوباني إلى 146 شخصًا.. والأكراد يحاصرون «داعش» في 3 مبان بالمدينة
تعد ثاني أكبر مجزرة للتنظيم في سوريا.. واحتدام معارك الحسكة
بيروت: كارولين عاكوم
ارتفع عدد القتلى في مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا، الواقعة في أقصى شمال شرقي محافظة حلب، على أيدي تنظيم داعش إلى 146 شخصًا، وذلك منذ شن التنظيم المتطرف هجومه المفاجئ الخميس على المدينة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومن ناحية ثانية، احتدمت يوم أمس الاشتباكات بين مقاتلي «داعش» من جهة و«وحدات حماية الشعب» وقوات «الأسايش» الكردية من جهة أخرى.
وأوضح ريدور خليل الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» أن الاشتباكات بين الطرفين تنحصر بشكل أساسي في 3 مبان، بعدما تم تمشيط المنطقة ومحاصرة مقاتلي «داعش» بداخلها.
وحسب التقارير المتوافرة، تقتصر المواجهات خارج المدينة ذات الغالبية السكانية الكردية، على منطقة الشيوخ، حيث حاول التنظيم التسلسل إلى «عين العرب»، ونجح المسلحون الأكراد في التصدي له. وتوقّع خليل في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن يعود الوضع في «عين العرب» إلى ما كان عليه قبل هجوم «داعش» الأخير خلال ساعات قليلة، مرجّحًا ارتفاع عدد القتلى نتيجة وجود عدد كبير من المدنيين داخل المباني التي يتمركز فيها مسلحو التنظيم.
كذلك أشار خليل إلى احتمال أن يكون المسلحون قد قتلوهم، وتحدث عن انتشار بعض الجثث في أماكن يصعب الوصول إليها.
ورأى الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية أن «(داعش) أراد من الهجوم الأخير أن يوجّه رسالة إلى الأكراد، فعمد إلى قتل المدنيين وارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال الذين لا يملكون وسيلة للدفاع عن أنفسهم، فيما يصعب على طائرات التحالف تقديم المساعدة العسكرية جوا نظرا إلى وجود مقاتلي التنظيم بين الأحياء المدنية».
من جهته، قال رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد»، إن «داعش» إنما «أراد إيصال رسالة للعالم تثبت وجوده»، فارتكب مجزرة في عين العرب، فقتل أكثر من 146 مدنيًا في المدينة وريفها، وأردف أن هناك أكثر من 200 جريح ومعلومات عن عشرات آخرين من القتلى والجرحى. ولقد وصف «المرصد» الهجوم على «عين العرب» بـ«ثاني أكبر مذبحة يرتكبها تنظيم داعش بحق المدنيين بعد مجزرة عشيرة الشعيطات التي أعدم فيها التنظيم أكثر من 930 من أبنائها بريف دير الزور الشرقي».
وقال عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية للأنباء إنه استنادا إلى مصادر طبية وسكان من المدينة قتل 120 مدنيا على يد التنظيم، إما إعداما داخل منازلهم أو بقذائفه أو برصاص قناصته، وأكد «العثور على جثث مدنيين بينهم نساء وأطفال مصابين بالرصاص في منازل وعدد كبير منهم في الشوارع»، متهما التنظيم بارتكاب «مجازر» في المدينة. ما يستحق الذكر، أنه يضاف إلى هذه الحصيلة مقتل 26 مدنيًا أعدمهم «داعش» عندما هاجم الخميس ضاحية برخ بوتان، جنوب مدينة عين العرب، في محافظة حلب.
وأشار عبد الرحمن إلى أن مقاتلي التنظيم تمركزوا في الأبنية الواقعة عند المدخل الجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي لعين العرب «حيث أطلقوا النار على كل شيء يتحرك.. لقد دخلوا المدينة بنية القتل. جاءوا بغاية القتل والمس بمعنويات الأكراد». وأضاف أن «التنظيم يعرف تماما أنهم لن يتمكنوا من البقاء والسيطرة على المدينة في مواجهة العدد الكبير لوحدات الحماية الكردية».
وعن وضع أهالي عين العرب (كوباني) التي تجاوز عدد القاطنين فيها الـ400 ألف شخصًا، وفق خليل، لا سيما أن مئات العائلات كانت قد عادت إلى المنطقة إثر سيطرة الأكراد عليها وطرد «داعش» منها في نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، أشار الناطق باسم الوحدات إلى تسجيل بعض حالات النزوح من المدينة إثر تنفيذ «داعش» التفجيرين يوم الخميس.
وأوضح أن «العدد الأكبر من العائلات لا يزال في المدينة، بينما نقل عدد من الجرحى إلى المستشفيات في تركيا، وإن بصعوبة»، متهمًا السلطات التركية بأنها لم تقدم التسهيلات اللازمة لهم. وتجدر الإشارة إلى التنظيم المتطرف كان قد شن هجومًا مباغتًا يوم أول من أمس الخميس على عين العرب حيث نفّذ ثلاثة تفجيرات انتحارية، وتمكّن من دخولها بعد بضعة أشهر على هزيمته فيها وطرده منها.
في هذه الأثناء، احتدمت الاشتباكات بين «داعش» وقوات النظام في مدينة الحسكة، عاصمة المحافظة التي تحمل اسمها، الذي كان مسلحو التنظيم قد دخلوا بعض أحيائها، أول من أمس، في ظل تسجيل تراجع محدود لقوات النظام إلى منطقة الوسط وتقدم بطيء للتنظيم باتجاه تلال النشوة الشرقية وصوب المرتفعات الاستراتيجية، وفق ما قال مصدر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط».
ووفق «شبكة الدُّرر الشامية» نقلاً عن مصادر ميدانية، فإن اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات النظام ومقاتلي «داعش»، أدت إلى سيطرة التنظيم على السجن المركزي في جنوب المدينة، مساء الخميس، وترافق ذلك مع قصف مدفعي استهدف محيط المنطقة من قِبَل مدفعية النظام في الفوج 123. ولفتت المصادر إلى قيام مجموعة من ميليشيات الدفاع الوطني، الفرع الأول، بتسليم أنفسهم لعناصر «داعش» في محيط السجن، وبذا يكون التنظيم قد أحكم سيطرته على ما يقارب 50 في المائة من حي غويران الغربي، بالتزامن مع الاشتباكات والقصف داخل الحسكة وأطرافها من عدة محاور. ووسط هذا الوضع، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الهجوم الذي شنه «داعش» على مدينة الحسكة، أسفر عن تهجير 60 ألف شخص من منازلهم. وفصّل تقرير للمكتب أن «التقدم الذي أحرزه التنظيم في المدينة يوم أول من أمس الخميس أدى إلى نزوح 60 ألف شخص من الأكراد والعرب، وأن «ألفي مدني لا يزالون عالقين» في الأحياء التي شهدت معارك.
كذلك جاء في تقرير المكتب أن «50 ألف شخص منهم نزح إلى أحياء أخرى داخل المدينة، في حين انتقل نحو عشرة آلاف شخص نحو مدينة عامودا» التي تبعد 80 كلم شمال المدينة على الحدود مع تركيا.
ويقدر عدد سكان مدينة الحسكة بنحو 300 ألف من العرب والأكراد. وكان مقاتلو التنظيم المتطرف قد دخل ليل الأربعاء الخميس المدينة حيث سيطروا على حيي النشوة والشريعة في جنوبها، إثر اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وتابع تقرير الأمم المتحدة أنه «في حال استمرار تدهور الوضع الأمني، يتوقع أن يحاول أكثر من 200 ألف شخص الهروب من الحسكة خلال الساعات أو الأيام المقبلة، على الأرجح، نحو عامودا أو مدينة القامشلي، التي تقع أيضا على الحدود مع تركيا».
وفي وقت لاحق من يوم أمس، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن وقوع ضحايا نتيجة تفجير شاحنة مفخخة عند مبنى الأمن الجنائي في الحسكة، في حين أعلن «داعش» عبر «تويتر» أنه أفرج عن السجناء من سجن المدينة.
وبالتزامن، دعا عمران الزعبي وزير إعلام النظام، كل رجل وكل امرأة شابة وكل رجل شاب قادر على حمل السلاح إلى التحرك على الفور والانضمام إلى المواقع الأمامية على الجبهة للدفاع عن الحسكة.
وقال إن مقاتلي التنظيم فجروا قنابل دمرت جزءا من مبنى أمني في المدينة وقتلت عددا من الأشخاص. وأضاف: «الجيش يواجه (عدوانا إرهابيا) لم يسبق له مثيل»، مشيرا إلى هجمات ضد قوات الحكومة السورية في الحسكة وأماكن أخرى في أنحاء سوريا.
زعيم كردي يتهم إيران بدعم «داعش»
بغداد ـ علي البغدادي
اتهم سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني مصطفى هجري النظام في ايران الى السعي لاستخدام تنظيم «داعش« لزيادة تحكمه في دول المنطقة.
وقال هجري في تصريح صحافي ان «إيران لا تقاتل تنظيم داعش بل أنها تسعى لتقويته وهناك معلومات مؤكدة من مؤسسات سرية موثوقة تعمل في الداخل الإيراني والحقائق على الأرض أيضا تؤكد وتدل على أن إيران وقفت وراء سقوط مدينتي الموصل والرمادي«.
واضاف سكرتير الحزب الكردي المعارض للنظام الايراني ان «داعش يعادي الشيعة في شعاراته إلا أنه لا يهاجم المناطق الشيعية وعندما سقطت مدينة الموصل كنا نتوقع أن مسلحي داعش سيتوجهون بعدها إلى بغداد خصوصا بعد انهيار الجيش العراقي وانسحاب قطعاته ووحداته من أغلب المناطق التي سقطت بيد المتطرفين إلا أن إيران أرادت غير ذلك وغيرت وجهته إلى إقليم كردستان وهذا استنادا لمعلومات مؤكدة»، لافتا الى ان «إيران تسعى إلى تحويل العراق لإيران ثانية وتهدف إلى إخضاع العراق لسيطرتها من خلال تدريب وتسليح الحشد الشعبي وكان هدف انسحاب الجيش العراقي من الرمادي هو منح الشرعية للحشد الشعبي وفتح الطريق أمام دخوله إلى الأنبار بهدف تدمير كل ما تبقى كما قام مسلحو الحشد الشعبي بتدمير وإحراق منازل المواطنين وأقدموا على تهجيرهم ولم يسمحوا لنازحي الأنبار من دخول بغداد بهدف إخلاء المنطقة من العرب السنة«.
واشار هجري ان «ايران قامت بتوجيه تنظيم داعش إلى إقليم كردستان لإظهار نفسها فيما بعد على أنها تساعد الإقليم في صراعه مع داعش، إضافة إلى أنها تعمل على اختراق الأحزاب الكردية والشيعية لتبقى المتحكمة بالقرار في المنطقة«، موضحا ان «تنظيم داعش يعمل وفق أجندات إيرانية ويحقق أهدافها في المنطقة وعلى ما يبدو فإن الغرب لم يتوصل إلى تلك الحقيقة التي أهدف إلى توضيحها من خلال الزيارة«.
يذكر ان الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني يعتبر احد اهم الاحزاب الكردية المعارضة للنظام الايراني ومتواجد في جبال محاذية لاقليم كردستان العراق الا انه دخل في مرحلة وقف اطلاق النار مع القوات الايرانية خلال السنوات الاخيرة.
في سياق آخرة، كشفت مصادر سياسية مطلعة عن تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعدم التدخل بشؤون دول مجلس التعاون الخليجي والحد من التحريض الذي يمارسه بعض قادة الاحزاب الشيعية ضد الدول الخليجية.
وقالت المصادر في تصريح لـ»المستقبل« ان «رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اجتمع مساء اول من امس مع السفير البحريني في العراق صلاح المالكي لتهدئة الغضب الخليجي الواسع من موقف العراق بشأن صدور حكم بسجن معارض بحريني«.
واوضحت المصادر ان «العبادي تعهد بعدم التدخل بالشؤون الداخلية لدول العالم ومنها دول الخليج ولم يكن راضيا عن بيان وزارة الخارجية العراقية فيما اعتبر السفير البحريني ان تداعيات البيان الصادر عن وزارة الخارجية العراقية لاينسجم مع مبادئ حسن الجوار ويعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية للدول وفقا للمواثيق الدولية»، لافتة الى ان «اللقاء كان صريحا وواضحا بشأن وجود تدخل وتحريض من قبل بعض الاحزاب القريبة من ايران بشؤون دول الخليج ووجود اعتراض خليجي واضح على تلك المواقف«.
وفي التطورات الميدانية أفاد مصدر أمني ان القوات العراقية تصدت لهجوم عنيف شنه امس مقاتلو تنظيم داعش على ناحية البغدادي (غرب الرمادي) من محورين مما اسفر عن مقتل أكثر من 10 من عناصر التنظيم.
كما اعلن مصدر عسكري ان القوات الامنية العراقية تصدت لهجوم كبير شنه تنظيم داعش مساء اول من امس على الحبانية (شرق الرمادي).
وفي صلاح الدين (شمال بغداد) قالت الشرطة ان انتحاريا يقود سيارة ملغومة فجر نفسه على تجمع لقوات الجيش العراقي في الطريق الرابطة بين بيجي ومدينة تكريت مما اسفر عن مقتل ثلاثة جنود واصابة خمسة اخرين بجروح.
وبينت المصادر ان «الاجتماع مع العبادي جاء بعد يوم من لقاء وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري ـ الذي أطلق تصريحات ضد مملكة البحرين بسبب حكم قضائي على معارض بحريني ـ مع وفد سفراء البحرين والامارات والكويت حيث قدم تبريرات رفضها السفراء الخليجيون بشدة وحذروه من تكرار مثل هذه البيانات ضد البحرين او اي دولة خليجية اخرى» لافتة الى ان «الجعفري كان مصدوما ومتفاجئا وغير متوقع لطبيعة الموقف الخليجي وكانت صدمته اكبر عندما ابلغه السفراء ان رفضهم لبيان الخارجية العراقية رفض موحد لكل دول الخليج وسيكون هناك موقف اخر موحد في حال اي تصريح عراقي جديد من هذا النوع«.
ولفتت المصادر ان «الرسالة التي وصلت الى الحكومة العراقية تتلخص بضرورة الابتعاد والنأي بالنفس عن الخطاب الايديولوجي الايراني والنهج الذي تمارسه طهران مع دول المنطقة وخصوصا اساليب التحريض والدعم المعنوي والسياسي لفعاليات سياسية خليجية تعمل خارج اطار القانون او مصنفة ضمن المنظمات الارهابية«.
وكان وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد ال خليفة قد رد الاسبوع الماضي على بيان وزارة الخارجية العراقية الذي انتقد سجن معارض مدعوم من ايران، بمطالبة بغداد بالاهتمام بالمشاكل التي يعاني منها العراقيون ومنها مظالم الأنبار وعدم التدخل في شؤون المملكة.
وتشهد العلاقات البحرينية العراقية نوعا من التوتر خصوصا بعد تلقي بحرينيين خبرات عسكرية في العراق من خلال التدرب على كيفية استخدام الأسلحة في تنفيذ عمليات إرهابية في البحرين وهو ما حدا وزارة الخارجية البحرينية على استدعاء السفير العراقي لتسليمه رسالة احتجاج رسمية على ذلك.
تنظيم الدولة يسيطر على أحياء بالحسكة
أيمن الحسن-الحسكة
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على عدة أحياء داخل مدينة الحسكة السورية، وذلك بعد دخول مقاتليه إليها من الجهتين الجنوبية والشرقية، مواصلين تقدمهم الذي وصف بالسريع باتجاه مركز المدينة الذي يعد آخر معاقل النظام.
وتمكّن مقاتلو التنظيم مساء أمس الجمعة من السيطرة على فرع الأمن العسكري في حي النشوة الشرقية داخل مدينة الحسكة، وعلى مواقع عدة لقوات النظام شرق المدينة الواقعة في أقصى شمال شرق سوريا.
وأفاد الناشط جاد الحسكاوي للجزيرة نت أن “العقيد زياد الدخيل نائب رئيس فرع الأمن الجنائي ومجموعته قتلوا جراء تفجير تنظيم الدولة سيارة مفخخة استهدفت مبنى الأمن الجنائي على أطراف حي النشوة الشرقية”.
وأضاف أن “اشتباكات دارت بين قوات النظام وعناصر التنظيم في محيط السجن المركزي في حي غويران غربي، أدت إلى مقتل عدد من قوات النظام وإخراج السجناء من فرع الأمن الجنائي ونقلهم إلى مدينة الشدادي والهول في الريف الجنوبي”.
هجوم وغارات
وقال الناشط ذاته إن “تنظيم الدولة هاجم قوات النظام على محور الهول/الحسكة شرق المدينة، وسيطر على حاجز البترول، وعلى نقاط أخرى على أطراف المدينة، مما أدى إلى قطع الطريق بين مدينة الحسكة وبين الفوج 123 أهم قطع النظام العسكرية الواقع في جبل كوكب شرق المدينة.
وأشار الحسكاوي إلى أن طيران النظام كثّف غاراته على أحياء النشوة ضمن المدينة، وقرى رد شقرا والداودية وتل بارود والعطا الله ومنطقة الفيلات الحمر في محيط المدينة.
نزوح وأزمة
من جهته، ذكر مراسل الهيئة العامة للثورة عبد الجليل العلي، في حديث للجزيرة أن “معظم أحياء المدينة باتت خالية من النساء والأطفال الذين نزحوا عن المدينة إلى مدن وبلدات شمال المحافظة، كـالقامشلي، ورأس العين، وعامودا، وأبو رأسين، وهو ما أحدث أزمة في السكن.
وأضاف أن العائلات القاطنة في أحياء النشوة الغربية والنشوة الشرقية والليلية وغويران غربي والعزيزية وحي الغزل، نزحت بشكل كامل بسبب تركز الاشتباكات فيها أو على أطرافها.
وأشار العلي إلى أن وحدات حماية الشعب الكردية منعت دخول النازحين من الأحياء العربية في مدينة الحسكة إلى منطقة رأس العين، إلا مَن أحضر شخص ليكفله من سكان المدينة، مما جعل المئات منهم يتجمعون في انتظار حل المسألة في منطقة المشرافة جنوب المدينة.
بدورها، قالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة “تابع مقاتلو الدولة تمددهم في المدينة، وسيطروا على فرع الأمن الجنائي وغالبية حي الليلة الذي يقع الفرع داخله، وذلك بعد معارك عنيفة تخللها تنفيذ عملية استشهادية بعربة مفخخة”، مشيرة إلى مقتل عشرات الجنود والضباط السوريين من بينهم نائب رئيس فرع الأمن الجنائي الذي اعترفت صفحات موالية للنظام بمقتله.
تجدد المعارك في درعا وقصف بريف حمص
أفاد مراسل الجزيرة اليوم الجمعة بتجدد الاشتباكات بين قوات المعارضة وقوات النظام في مدينة درعا (جنوب) عقب سيطرة المعارضة على بعض الحواجز، كما تدور معارك أخرى في القنيطرة (جنوب) وريف دمشق وحلب (شمال)، بينما سقط جرحى مدنيون في قصف جوي على ريف حمص (وسط).
وقال المراسل في درعا إن المعارك تجددت داخل حي المنشية الإستراتيجي الذي يسيطر عليه النظام السوري، كما تركزت الاشتباكات على حاجز “دراكا والدادا”.
وكانت المعارضة قد أعلنت سيطرتها في وقت سابق على حاجز رسلان قرب المشفى الوطني في درعا المحطة، وكذلك على حاجز السرور الواقع على الأطراف الشمالية لمدينة درعا.
وقالت وكالة سمارت إن الطيران الحربي شن غارتين على محيط حي المنشية، كما أفاد مصدر في المعارضة المسلحة بأن النظام كثف قصفه على المدينة بالبراميل المتفجرة والمدفعية والقنابل العنقودية، مما أدى إلى مقتل 38 مسلحاً معارضاً وجرح العشرات، وفقا لناشطين.
وتأتي هذه الاشتباكات ضمن معركة أطلقتها قوات المعارضة أمس باسم “عاصفة الجنوب” للسيطرة على كامل مدينة درعا.
معارك وجرحى
وفي ريف القنيطرة، أعلنت كتائب أجناد الشام أنها تصدت لمحاولات الهجوم على منطقة التلول الحمر من قبل قوات النظام ومليشيات محلية متحالفة معها.
من جهة أخرى، شهد ريف دمشق اشتباكات عنيفة بين جيش فتح القلمون التابع للمعارضة وحزب الله اللبناني في جرود عرسال، بينما ألقى النظام براميل متفجرة على مزرعة بيت جن بالغوطة الغربية، كما قصف بالمدفعية مدينة الزبداني.
أما حمص فشهدت أربع غارات جوية في بلدة الدار الكبيرة، حيث قال مركز حمص الإعلامي إن الطائرات استهدفت المنازل والمساجد أثناء توجه المصلين إليها لأداء صلاة الجمعة، مما أسفر عن جرح 13 منهم.
وأضاف مركز حمص أن القصف خرق مجددا هدنة عقدها أهالي بلدة الدار الكبيرة مع النظام قبل نحو عام، والتي عاد على إثرها النازحون إلى ديارهم، فضلا عن استقبال أكثر من 12 ألف نازح من ريف حمص الشمالي.
وفي هذه الأثناء، أكدت شبكة شام أن مقاتلي المعارضة تقدموا في المعارك الدائرة على جبهة حيي الخالدية والأشرفية بحلب، وأنهم تصدوا لمحاولة قوات النظام التقدم في قرية الوضيحي بالريف الجنوبي، بينما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على قرية صيورة وأحياء جب القبة والسكري.
انفجار يهز #عين_العرب ومواجهات بالحسكة ضد داعش
العربية.نت، رويترز
قال المرصد السوري لحقوق الانسان السبت إن القوات الكردية وقوات النظام السوري، خاضا معارك منفصلة مع تنظيم داعش حول مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا أثناء الليل، في الوقت الذي حاول فيه التنظيم المتشدد السيطرة على مزيد من المناطق في المركز الحضري الرئيسي قرب الحدود العراقية.
ومن جهته، قال شاهد من رويترز إن انفجارا هزّ بلدة كوباني السورية كما تصاعدت أعمدة من الدخان الأبيض من البلدة.
وشنّ تنظيم داعش هجوما على مناطق جنوبية في الحسكة تقع تحت سيطرة نظام الأسد الأسبوع الماضي في أعمال عنف، تقول الأمم المتحدة إنها شردت عشرات الآلاف من المدنيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن وحدات حماية الشعب الكردية اشتبكت مع مقاتلي داعش على مشارف حي غويران في جنوب شرق الحسكة.
والحسكة منقسمة إلى مناطق يديرها بشكل مستقل كل من الجيش السوري والسلطات الكردية ويقطنها مزيج من العرب والأكراد والمسيحيين.
والحسكة ذات اهمية لكل أطراف القتال في محافظة تقع بين الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق وتصل شمالا إلى الحدود التركية.
وقال المرصد إن وحدات حماية الشعب تقول إنها لا تنسق مع الجيش السوري الذي يخوض معاركه مع الدولة الإسلامية في حي النشوة الجنوبي الغربي وفي منطقة محيطة بمبنى خدمات أمنية في المدينة.
وهاجم تنظيم داعش أيضا بلدة كوباني التي تقطنها أغلبية كردية الأسبوع الماضي وتقع إلى الشمال الغربي من الحسكة على الحدود التركية.
وتشير تقارير إلى أن تنظيم داعش قتل 145 شخصا على الأقل في عين العرب/كوباني ومحيطها فيما وصفه المرصد بأنه إحدى أسوأ المذابح التي نفذها التنظيم في سوريا.
تطورات عسكرية قريبة «تفرز» وقائع جديدة في سوريا
ثريا شاهين
كشفت مصادر ديبلوماسية أنّ اللقاءات التي أجراها الموفد الدولي لحل الأزمة السورية ستيفان دي ميستورا، مع الأطراف الخارجيين والداخليين ومشاوراته معهم حول سبل الحل، لم تفضِ إلى اختراق معيّن، وأنّ مواقفهم تكرّرت وطروحهم جاءت كسابقاتها.
إلاّ أنّ تصريح دي ميستورا بعد لقائه المعارضة السورية في اسطنبول كان لافتاً، وهو قال إنّ الرئيس السوري بشار الأسد لن يخرج من الحكم إلاّ بضغط عسكري. وتشير المصادر إلى أنّ تصريحه قد يكون جاء لإرضاء المعارضة، لكن هذا الكلام قد يجرّ إلى مشكلة مع النظام، إذا لم يكن هناك مؤشّر فعلي لاتجاه معيّن في مشاوراته وفي توصّله إلى أفكار ما قابلة للتطبيق، بناءً على هذا الكلام.
وفي موازاة الموقف الروسي الذي يحمل اتجاهات جديدة حول وجوب الحل في سوريا، تقول المصادر إنّه من الممكن أن يحمل الموقف الإيراني أفكاراً منفتحة على حل ما في سوريا. وإن صح ذلك، فإنّ أي بوادر إيرانية ستظهر بُعيد التوقيع على الاتفاق النووي بين الغرب وطهران. إيران لاعب أساسي في سوريا، ومن الواضح أنّ الغرب سيضغط في اتجاه عدم استكمال إيران لمخططها في سوريا، وأن تؤدي دوراً إيجابياً في أي حل.
ولن يكون هناك أي بحث قبل التوقيع على النووي. الولايات المتحدة مشغولة بهذا الملف، ولا تريد أية مباحثات حول ملفات أخرى، أن تؤثّر سلباً على التفاوض الغربي مع إيران، لذلك تعمل لعزل هذا الملف عن أي تأثير آخر، وفي المرحلة اللاحقة ستنظر واشنطن بكل الملفات. كل الأطراف الدولية والاقليمية تتحضّر لمرحلة ما بعد الاتفاق، لكن الآن من المستبعد أن يحصل أي نقاش حولها لا سيما مع اقتراب موعد التوقيع. وقد يتم التمديد لأسبوعين أو شهر للتفاوض. إنّما الحوار الذي يرتقب أن يلي التوقيع، ليس عملية اوتوماتيكية. فمن الممكن أن يبقى وضع أزمات المنطقة على حاله ويستمر، وقد لا تتقارب المواقف لحل سياسي. إذ ليس حكماً أن يؤدي حل النووي إلى اتفاق على الملفات الأخرى في المنطقة، وبالتالي لا يخلق الاتفاق وحده الظروف الملائمة للتسوية، ولا يغيّر حسابات المصالح في الأزمات الأخرى. ما يفعله أنّه يحيّد خطر القنبلة بالنسبة إلى الغرب، وأنه بالنسبة إلى إيران يزيح عنها العقوبات والعزلة الدولية. لكن المهم استكشاف مصالح إيران بعد التوقيع. فهل ستمضي في خياراتها وأوراقها أم ستؤدي دوراً مسهّلاً للحلول في سوريا واليمن والعراق ولبنان؟ مع الإشارة إلى أنّ الغرب يقول إنّ إيران بعد الاتفاق ستتعاون بإيجابية، إلاّ أنّ إيران قد لا تكون تنظر إلى المسائل بهذه الطريقة، وقد تتصرّف وكأنّها دولة باتت أقوى في ظل رفع العقوبات الدولية عنها.
كل الأطراف يجب أن تقدّم تنازلات لتحقيق التسويات في سوريا والمنطقة. السؤال المطروح، هل الخيار هو أن تنطلق الأطراف ممّا تحققه على الأرض إلى التفاوض؟ لكن تستبعد المصادر أن تحصل مفاوضات جدّية في سوريا، إلاّ عندما تتعب الأطراف الداخلية، وتنهك عندها ستقبل بالتسوية، إن كان النووي قد حلّ أو لم يحلّ. حتى الآن وعلى الرغم من كل المآسي السورية، لم تتعب الأطراف بعد، ومن الواضح أن الطرفين يعتقدان ان بإمكانهما تحقيق الانتصار العسكري، لذا الآن ليس هناك من تفاوض جدّي.
أمّا دي ميستورا فيعمل على تمرير هذا الوقت في انتظار ظروف مؤاتية أكثر للحل. في لبنان استغرق الحل 14 سنة منذ اندلاع أحداث 1975 إلى أن ظهرت التسوية ورضيَ الجميع عنها في 89.
دي ميستورا يحاول جمع معلومات للخروج برؤيا أو خارطة طريق. حتى الآن التقى مع ممثلين لـ20 دولة معنية بالشأن السوري، فضلاً عن المعارضة والنظام. ويتوقع أن يرفع تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي خلال الأيام المقبلة، وعلى أساس ذلك يقرّر خطواته المستقبلية.
وتقول مصادر ديبلوماسية أخرى إنّه يتوقّع حصول تطوّرات عسكرية في سوريا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة على كل الأصعدة، ستخلق وقائع جديدة على الأرض، بحيث انه كلما زاد التحرك الدولي ستتم ترجمته على الأرض وفي السياسة، ولن يكون لدي ميستورا دور فاعل من دون التوافق الدولي الاقليمي على الحل في سوريا، وهذا ما يدعم مهمته.
*نقلاً عن صحيفة “المستقبل”
مقتل 11 ألفا و429 شخصا بسبب التعذيب على يد قوات الأسد
دبي – زينب خرفاتي
أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 11 ألفاً و429 شخصاً قتلوا بسبب التعذيب في سوريا، 99% منهم قتل على يد قوات النظام، وذلك في تقريرها الأخير المصادف لليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب.
ومقاطع الفيديو هذه ليست الوحيدة التي توثق انتهاكات النظام السوري، فمنذ اندلاع الثورة ضد النظام العام 2011 والتعذيب الممنهج أحد الأساليب المتبعة لمحاولة قمعها أو انتزاع اعترافات ومعلومات من الموقوفين.
ورغم غياب أرقام محددة إلا أن إحصاءات الناشطين السوريين تقول إن عشرات آلاف السوريين يقبعون في أقبية الأفرع الأمنية التابعة للنظام تحت رحمة جلاديهم.
من جانبه تسبب تعذيب المعارضة المسلحة بمقتل 31 شخصاً، بينهم 7 أطفال وسيدتان.
أما تنظيم “داعش” فقد قتل 29 شخصاً بموجب التعذيب، بينهم طفلان وسيدة، في حين بلغ عدد ضحايا التعذيب على يد جبهة النصرة 5 أشخاص.
ويُمارس التعذيب في أبشع صوره بطريقة يومية مستمرة منذ مارس 2011 ولساعات طويلة تؤدي في كثير من الأحيان إلى موت 3 أشخاص يومياً في مراكز الاحتجاز، وفق الشبكة.
“داعش” يؤكد إطلاقه سراح معتقلين من سجن الحسكة المركزي
بيروت – فرانس برس، رويترز
أكد تنظيم “داعش”، اليوم الجمعة، أنه أطلق سراح المعتقلين في السجن المركزي بمدينة الحسكة السورية، حسب ما نقله عنه حساب رسمي على موقع “تويتر”، حيث أكد التنظيم، اليوم الجمعة، أنه أطلق سراح المعتقلين في السجن المركزي بمدينة الحسكة السورية.
وكان التنظيم قد أعلن، في بيان صدر عنه في وقت سابق من اليوم، أن قواته تستعد لاقتحام السجن المركزي للحسكة.
ومن جهته، أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إلى تفجير وقع بالقرب من سجن الحسكة الواقع في جنوب غرب المدينة، من دون أن يحدد ما إذا كان أوقع إصابات.
وفي سياق متصل، قُتل 20 عنصراً على الأقل من قوات الأسد في تفجير انتحاري آخر نفذه تنظيم “داعش” قرب مركز أمني في الحسكة التي تشهد معارك عنيفة، بحسب ما ذكر المرصد السوري.
وقال المرصد: “استهدف تفجير انتحاري بعربة مفخخة مركز الأمن الجنائي في جنوب مدينة الحسكة، ما تسبب بمقتل 20 عنصرا من قوات النظام السوري على الأقل”، مشيرا إلى أن القتلى قد يكونون من عناصر الأمن الجنائي أو من المدافعين عن المركز.
وتحدث عبدالرحمن عن احتدام المعارك بعد التفجيرين في محيط السجن ومحيط مقر الأمن الجنائي الذي دمرت أجزاء كبيرة منه نتيجة الانفجار.
وشن تنظيم “داعش” الخميس هجوما على مدينة الحسكة وتمكن من دخولها والسيطرة على اثنين من أحيائها الجنوبية على الأقل. وتتواصل المعارك بين التنظيم من جهة قوات الأسد من جهة أخرى منذ الخميس.
ونشر المكتب الإعلامي لـ”ولاية البركة”، وهو الاسم الذي يطلقه تنظيم “داعش” على الحسكة، صورا على الإنترنت ظهرت فيها جثث لعسكريين في الشوارع قال إنها لـ”جيش النصيرية المرتد”، بالإضافة إلى صور صناديق ذخيرة وأسلحة وقنابل ورشاشات وقذائف صاروخية ومبالغ مالية نقدية، قال إنها من “غنائم غزوة البركة”.
60 ألف نازح من مدينة الحسكة بعد تقدم “داعش”
دمشق – فرانس برس
أعلنت منظمة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، أن الهجوم الذي شنه تنظيم “داعش” على مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، أسفر عن تهجير 60 ألف شخص من منازلهم.
وذكر تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن “التقدم الذي أحرزه تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الحسكة في 25 يونيو أدى إلى نزوح 60 ألف شخص”.
وأوضح التقرير أن “50 ألف شخص منهم نزح إلى أحياء أخرى داخل المدينة، فيما انتقل 10 آلاف نحو بلدة عامودا” التي تبعد 80 كلم شمال شرق المدينة والتي تقع على الحدود مع تركيا.
ويبلغ عدد سكان مدينة الحسكة نحو 300 ألف وهم من العرب والأكراد. وأوضح مسؤول في مكتب الأمم المتحدة في دمشق لوكالة “فرانس برس” أن النازحين هم من الأكراد والعرب.
ودخل مقاتلو تنظيم “داعش” ليل الأربعاء-الخميس مدينة الحسكة حيث سيطروا على حيي النشوة والشريعة في جنوب المدينة، إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية، بحسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشار التقرير إلى أن “2000 مدني لا يزالون عالقين” في الأحياء التي شهدت معارك.
وأضاف: “في حال استمرار تدهور الوضع الأمني، يُتوقع أن يحاول أكثر من 200 ألف شخص الهروب من الحسكة خلال الساعات أو الأيام القادمة، على الأرجح، نحو عامودا أو القامشلي” الحدودية مع تركيا.
وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن عدداً من منظمات الأمم المتحدة تتواجد في مدينة القامشلي للوقوف على حاجة السكان.
وذكر أن شاحنات تقل 5000 طرد غذائي انتقلت من القامشلي إلى الحسكة لم تتمكن من إفراغ حمولتها في الحسكة بسبب الاقتتال، مشيراً إلى أن الشاحنات مركونة الآن في مقر منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في المدينة.
وخلال الشهر الفائت، حاول التنظيم مراراً دخول الحسكة، وتمكن في مطلع يونيو من التقدم إلى المشارف الجنوبية للمدينة قبل أن تصده قوات النظام بعد معارك عنيفة.
انفجار يهز كوباني واشتباكات بين داعش والأكراد
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
هز انفجار ضخم مدينة كوباني السورية القريبة من الحدود التركية، واندلعت اشتباكات بين مسلحي تنظيم “داعش” والمقاتلين الأكراد في المدينة، السبت، حسبما أفاد مراسل “سكاي نيوز عربية”.
وتم تفجير مبنى مستشفى “أطباء بلا حدود” جنوب غربي كوباني، الذي كان يتمركز به مسلحون تابعون لـ”داعش”، بعد أن تسلل مقاتلون أكراد إلى طابقه الأرضي وفخخوه.
وهاجم “داعش” كوباني التي تقطنها أغلبية كردية الأسبوع الماضي، وتشير تقارير إلى أن التنظيم المتشدد قتل 145 شخصا على الأقل في كوباني ومحيطها، فيما وصفه المرصد السوري لحقوق الإنسان بإحدى أسوأ المذابح التي نفذها التنظيم في سوريا.
من جهة أخرى، قال المرصد، السبت، إن القوات الكردية والجيش السوري خاضا معارك منفصلة مع تنظيم “داعش” حول مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا أثناء الليل، في الوقت الذي حاول فيه التنظيم المتشدد السيطرة على مزيد من المناطق في المركز الحضري الرئيسي قرب الحدود العراقية.
وشن “داعش” هجوما على مناطق جنوبي الحسكة تقع تحت سيطرة الحكومة الأسبوع الماضي، في أعمال عنف تقول الأمم المتحدة إنها شردت عشرات الآلاف من المدنيين.
وقال المرصد إن وحدات حماية الشعب الكردية اشتبكت مع مقاتلي “داعش” على مشارف حي غويران جنوب شرقي الحسكة، المنقسمة إلى مناطق يديرها بشكل مستقل كل من الجيش السوري والسلطات الكردية، ويقطنها مزيج من العرب والأكراد.
والحسكة ذات أهمية لكل أطراف القتال، إذ أن تلك المحافظة تقع بين الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، وتصل شمالا إلى الحدود التركية.
وقال المرصد إن وحدات حماية الشعب تقول إنها لا تنسق مع الجيش السوري الذي يخوض معاركه مع “داعش” في حي النشوة الجنوبي الغربي، وفي منطقة محيطة بمبنى خدمات أمنية في المدينة.
دي ميستورا سيقوم بجولة عربية وتقريره حول سورية لم يكتمل
روما (26 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر متابعة لعمل مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، ستافان دي ميستورا إن الأخير لم ينته من مشاوراته مع الأطراف ذات العلاقة بالأزمة السورية، وسيقوم خلال أيام بجولة عربية يلتقي خلالها مسؤولين عرب ومعارضين سوريين.
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “حتى الآن لم يُحدد المبعوث الأممي موعداً نهائياً لتقديم تقريره للأمين العام للأمم المتحدة حول نتيجة مباحثات استمرت أكثر من شهرين حول الأزمة السورية، وسيقوم بجولة عربية خلال الفترة القريبة المقبلة يزور خلالها عدة دول منها مصر، حيث سيلتقي هناك بمسؤولين مصريين ومن بينهم وزير الخارجية، كما سيلتقي بمعارضين سوريين في هذه الدول التي سيزورها”، وفق تعبيرها
وكان دي ميستورا قد بدأ مشاوراته في الخامس من أيار/مايو الماضي، وكان مقرراً أن تستمر ما بين أربعة وستة أسابيع، ثم مددها حتى تموز/يوليو، التقى خلالها بشكل منفصل ممثلين عن النظام السوري وممثلين عن قوى المعارضة السورية وشخصيات في المعارضة وخبراء وممثلين عن المجتمع المدني،
المرصد:الأكراد والجيش السوري يقاتلان الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الانسان يوم السبت إن القوات الكردية والجيش السوري خاضا معارك منفصلة مع تنظيم الدولة الإسلامية حول مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا أثناء الليل في الوقت الذي حاول فيه التنظيم المتشدد السيطرة على مزيد من المناطق في المركز الحضري الرئيسي قرب الحدود العراقية.
وشن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما على مناطق جنوبية في الحسكة تقع تحت سيطرة الحكومة الأسبوع الماضي في أعمال عنف تقول الأمم المتحدة إنها شردت عشرات الآلاف من المدنيين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن وحدات حماية الشعب الكردية اشتبكت مع مقاتلي الدولة الإسلامية على مشارف حي غويران في جنوب شرق الحسكة.
والحسكة منقسمة إلى مناطق يديرها بشكل مستقل كل من الجيش السوري والسلطات الكردية ويقطنها مزيج من العرب والأكراد والمسيحيين.
والحسكة ذات اهمية لكل أطراف القتال في محافظة تقع بين الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق وتصل شمالا إلى الحدود التركية.
وقال المرصد إن وحدات حماية الشعب تقول إنها لا تنسق مع الجيش السوري الذي يخوض معاركه مع الدولة الإسلامية في حي النشوة الجنوبي الغربي وفي منطقة محيطة بمبنى خدمات أمنية في المدينة.
وهاجم تنظيم الدولة الإسلامية أيضا بلدة كوباني التي تقطنها أغلبية كردية الأسبوع الماضي وتقع إلى الشمال الغربي من الحسكة على الحدود التركية.
وتشير تقارير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية قتل 145 شخصا على الأقل في كوباني ومحيطها فيما وصفه المرصد بانه إحدى أسوأ المذابح التي نفذها التنظيم في سوريا.
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أشرف صديق)
منقذ لمجلس الأمن: أزيز طائرات الهليكوبتر يجعل السوريين يترقبون الموت
من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) – مع تزايد الضغوط على مجلس الأمن الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات قتل المدنيين في سوريا قال عامل إنقاذ للمجلس يوم الجمعة إن أزيز الطائرات الهليكوبتر يملأ قلوب السوريين بالخوف من أن “الجحيم والنار” على وشك السقوط عليهم في البراميل المتفجرة.
وقال رائد صالح رئيس الدفاع المدني السوري وهي منظمة تضم رجال إنقاذ يعرفون باسم الخوذ البيضاء ويهرعون إلى مواقع سقوط البراميل المتفجرة أو هجمات قذائف المورتر للبحث عن ناجين تحت الأنقاض “هذا الصوت يعني ترقب الموت”.
وفي الأسبوع المنصرم حث الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون و71 دولة بالأمم المتحدة وحوالي 80 منظمة إغاثة وجماعة معنية بحقوق الإنسان مجلس الأمن الدولي على التحرك لوقف قتل المدنيين. ونظمت فرنسا واسبانيا اجتماعا غير رسمي يوم الجمعة لتناول قضية البراميل المتفجرة.
وقال صالح إن البراميل المتفجرة وهي براميل من الصلب تحمل الشظايا والمتفجرات هي السلاح الأكثر فتكا. وأبلغ صالح مجلس الأمن أن رجال الإنقاذ يقومون بتمويه سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء من أجل تجنب استهدافهم.
وأضاف صالح “كمواطن سوري لم أكن يوما أتخيل نفسي وأنا اطالب بتدخل أجنبي… لكن أرواح الأبرياء من النساء والأطفال الذين يلقون حتفهم كل يوم تدعونا لأي تدخل ممكن لوضع نهاية لآلة القتل الوحشية التي يقودها (الرئيس) بشار الأسد.”
وينفي الأسد استخدام القوات الجوية السورية للبراميل المتفجرة.
وفي رسالة بالفيديو عرضت على مجلس الأمن الذي يضم 15 دولة قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إنه في حين تستخدم قوات المعارضة على قدم المساواة “مدافع الجحيم” العشوائية – قذائف المورتر البدائية المصنوعة من أسطوانات غاز الطبخ – تظل البراميل المتفجرة “أكثر فعالية في قتل المدنيين بصورة وحشية”.
وأضاف دي ميستورا “تلقى (البراميل المتفجرة) من الطائرات الهليكوبتر والطرف الوحيد الذي يملك الطائرات الهليكوبتر هو الحكومة.”
وفي فبراير شباط العام الماضي طالب مجلس الأمن الدولي أطراف الصراع بوقف الهجمات ضد المدنيين بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة. وهدد المجلس آنذاك باتخاذ المزيد من الخطوات في حالة عدم الامتثال.
لكن روسيا عملت بدعم من الصين على حماية حليفتها سوريا من أي تهديدات لمجلس الأمن الدولي خلال الحرب التي بدأت قبل أربع سنوات. وقال الدبلوماسي الروسي أندري ليستوف للمجلس يوم الجمعة إن أي تحركات للمجلس ينبغي ألا “تقوض محاولات الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب بصورة شرعية.”
وقالت سمانثا باور سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة إن كلمات المجلس باتت مثار سخرية من خلال الاستخدام المستمر للبراميل المتفجرة وإن “الحكومات التي تدعم هذا النظام تدعم هذه الممارسة”.
وأدى قمع الحكومة السورية لحركة مؤيدة للديمقراطية في 2011 إلى انتفاضة مسلحة. واستغل متشددو تنظيم الدولة الإسلامية الفوضى التالية لذلك لإعلان قيام “خلافة” في سوريا والعراق.
وقالت الأمم المتحدة إن ما يربو على 220 ألف شخص لقوا حتفهم في سوريا منذ بداية الحرب وإن 12.2 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة بينهم أكثر من خمسة ملايين طفل. وبلغ عدد المشردين داخليا حوالي 7.6 مليون شخص بينما فر ما يزيد على أربعة ملايين شخص من سوريا.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)
بعد زيارة وئام وهاب اليها…ميليشيات حضر تهاجم الثوار في التلول الحمر
هناء شاهين: كلنا شركاء
أعلنت الكتائب المشاركة في غرفة عمليات “جيش الحرمون” عن تصدي مقاتليها لهجوم عنيف شنته صباح اليوم “الجمعة، السادس والعشرين من حزيران-يونيو، الميليشيات في بلدة “حضر” بريف دمشق الغربي على منطقة “التلول الحمر” التي سيطر عليها الثوار قبل نحو أسبوع.
وقال المكتب الإعلامي لغرفة العمليات على حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، إن اللجان الشعبية من قرية حضر نفذت هجومها على منطقة التلول الحمر التي تقع في المنطقة الفاصلة بين ريفي القنيطرة ودمشق، وذلك بدعم كبير من جهة قوات النظام الذي أمدها بالسلاح الثقيل والدبابات والتغطية المدفعية الكثيفة وبراميل الطيران المروحي.
وأضاف المصدر أن هذه هي المحاولة الثالثة على التوالي التي تحاول فيها هذه الميليشيا التسلل على التلال الحمر، وقال “إن هذه الجماعات التشبيحية حشدت منذ أيام وقبلها أيضاً وقامت بمحاولتين فاشلتين استخدمت فيهما شتى أنواع الاسلحة وبمؤازرة من جند الطاغية”. وأكد أن هذه المحاولة “قد فشلت بفضل الله ثم بصمود أسود جيش الحرمون”.
وكان “جيش الحرمون” حذر في كثر من مناسبة منذ تشكيله القرى الموالية للنظام في المنطقة بعدم زج أبنائهم في هذه الحرب التي “لا قبل لهم بها”، كما جدد تحذيره اليوم بأن مقاتليه لن يرحموا من كانوا يدوسون على جثث الشهداء ووجوههم، وهم يمرحون ويلعبون ويأخذون الصور التذكارية، مشيراً إلى أن الحال تبدلت، والأيام القدامة ستشهد تحولاً لصالح الثوار.