أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 30 تشرين الثاني 2013

قذائف قرب الجامع الأموي في دمشق وعدد اللاجئين وصل إلى ثلاثة ملايين

لندن، لاهاي، دمشق، طهران – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

واصلت قوات النظام السوري عملياتها العسكرية في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، في محاولة لاستكمال السيطرة عليها قبل انعقاد مؤتمر «جنيف 2»، في وقت سقط قتلى وجرحى بسقوط قذائف قرب الجامع الأموي في العاصمة.

وأعلنت الأمم المتحدة أن عدد اللاجئين السوريين ارتفع الى اكثر من ثلاثة ملايين منذ بدء الأزمة قبل حوالى 33 شهراً، في وقت أكد مسؤول أوروبي أن ديبلوماسيين وأمنيين غربيين عادوا إلى سلوك طريق دمشق، وسط مخاوف متنامية في أوروبا من «الجهاديين» الذين يتدفقون على سورية لقتال نظام الرئيس بشار الأسد.

وكانت قوات النظام مدعومة من «حزب الله» اللبناني سيطرت أول من أمس على مدينة دير عطية المجاورة للنبك بعد استعادتها السيطرة على بلدة قارة الى الشمال في 19 الشهر الجاري. ويتوقع أن تستهدف بعد ذلك مدينة يبرود. وتقع هذه البلدات الاربع على خط واحد على طريق سريع بين دمشق وحمص في وسط البلاد وقرب حدود لبنان.

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن معارك عنيفة دارت امس على «محور النبك التي كانت دخلتها قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني» أول من امس، مشيراً الى ان مقاتلي المعارضة «افشلوا خلال الساعات الماضية محاولة تقدم لهذه القوات». وأضاف ان قوات النظام «قررت على ما يبدو اعتماد القوة التدميرية لدخول النبك، وهو أمر تجنبته في مدينة دير عطية التي أحكمت سيطرتها عليها الخميس، كون الاخيرة موالية بغالبيتها للنظام، ولا يزال معظم سكانها موجودين فيها».

وأشار عبدالرحمن الى ان النبك محاصرة عملياً منذ سقوط قارة، موضحاً انه «لم يدخل اليها منذ ذلك اليوم اي مواد غذائية او ادوية». وكان مصدر امني سوري ذكر الخميس لوكالة «فرانس برس» ان «الهدف التالي بعد السيطرة على النبك سيكون بلدة يبرود وبعض القرى المجاورة».

وتعتبر منطقة القلمون الجبلية الحدودية مع لبنان استراتيجية لأنها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال. كما انها اساسية للنظام، لأنها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة.

وأفاد «المرصد» ان 17 عنصراً من «حزب الله» قتلوا في معارك في ريف دمشق، لا سيما في معركة الغوطة الشرقية التي تسير بالتوازي مع معركة القلمون، والتي يحاول مقاتلو المعارضة من خلالها فك الحصار المفروض على الغوطة منذ اكثر من سنة. كما اشار الى مقتل 11 عنصراً في معارك ريف دمشق من «لواء ابو الفضل العباس» المؤلف من مقاتلين شيعة معظمهم عراقيون يقاتلون الى جانب قوات النظام ايضاً.

وفي العاصمة، قُتل اربعة اشخاص وجرح 26 آخرون الجمعة اثر سقوط قذائف هاون امام الجامع الاموي في دمشق القديمة، وفق ما ذكر التلفزيون الحكومي.

وفي شمال شرقي البلاد، ناشدت فصائل إسلامية مقاتلة بينها «جبهة النصرة» امس زعيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أبو بكر البغدادي بالتدخل لحل خلاف مع مقاتلي التنظيم حول السيطرة على حقل للغاز في شمال شرقي البلاد. وطالبت «أحرار الشام» و «جبهة النصرة» و «جيش الإسلام» والهيئة الشرعية في المنطقة الشرقية في بيان «البغدادي» بإرسال مندوب لـ «التحكيم وفق شرع الله وسُنَنِه» في قضية حقل غاز «كونكو» في خشام في شمال شرقي البلاد لتجنب «جر الديار الشامية إلى ما لا تحمد عقباه» وقطع الكهرباء عن هذه المنطقة. وأوضحت ان مقاتليها «سيطروا على الحقل وانتزعوه من ايدي اللصوص وتجار الدم، فحصلت بعض الإشكالات مع الإخوة في الدولة الإسلامية علماً أن الحقل لم يكن أصلاً تحت سيطرة أي فصيل أو تشكيل من الفصائل المقاتلة في دير الزور» في شمال شرقي البلاد.

في غضون ذلك، أعلن مفوض الامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس الذي زار امس مخيماً للاجئين في بلدة عرسال اللبنانية أن الامم المتحدة باتت تقدر عدد السوريين الذين فروا من بلادهم بـ «أكثر من ثلاثة ملايين سوري» لجأوا خصوصاً الى الاردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر. وقال ان الدول المجاورة لسورية التي تستقبل اللاجئين تحتاج الى مساعدة دولية ضخمة، مضيفاً: «ما لم يحصل دعم اضافي كثيف لدول المنطقة، على المجتمع الدولي أن يدرك انه ليس اكيداً أن تتمكن هذه البلدان من مواصلة استقبال عشرات الآلاف وربما ملايين اللاجئين السوريين».

ويشكل الاطفال نصف عدد اللاجئين المسجلين لدى الامم المتحدة. وأفاد تقرير صدر الجمعة عن المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان عشرات آلاف الاطفال من اللاجئين السوريين يعيشون منفصلين عن عائلاتهم، من دون تعليم، ويتحولون الى معيلين لعائلاتهم في دول اللجوء.

سياسياً، وصل رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي امس الى ايران، ابرز حليف للنظام السوري، لإجراء «محادثات في شأن الأزمة السورية والتطورات». وقال لدى وصوله في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الايرانية (ارنا) ان الاتفاق النووي بين ايران والغرب يشكل بداية لتحقيق مزيد من «الانتصارات وانتصار الشعب السوري». ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن السفير الإيراني في أنقرة علي رضا بكدلي قوله إن بلاده «مستعدة لاستخدام كل الوسائل المتوافرة لديها، لمساعدة تركيا على إصلاح علاقاتها مع سورية». وأشار بكدلي إلى «التعاون الوثيق بين الاستخبارات التركية والإيرانية».

وفي موسكو، نقل موقع «روسيا اليوم» عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله إن من مصلحة المعارضة السورية، بما فيها «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، الحضور الى موسكو بـ «أسرع ما يمكن»، مشيراً الى أن ممثلي المعارضة سيزورون العاصمة الروسية قبل اللقاء التشاوري الأميركي – الروسي مع المبعوث الدولي – العربي الاخضر الابراهيمي في جنيف في 20 الشهر المقبل.

الى ذلك، قالت مصادر في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لـ «رويترز» إن أكثر من 20 شركة أبدت اهتمامها بتدمير مخزون الأسلحة الكيماوية السورية. وتبحث المنظمة العالمية عن شركات تجارية لتدمير المواد السامة الخاصة بترسانة الأسلحة الكيماوية السورية وتسعى إلى إيجاد ميناء على البحر المتوسط يمكن فيه معالجة السموم الخطرة في البحر بعد أن تراجعت ألبانيا فجأة عن عرضها استضافة عملية تدمير الأسلحة. وطلبت المنظمة قبل أسبوع من الشركات المهتمة بذلك إعلان رغبتها في تدمير نحو 800 طن من المواد الكيماوية و7.7 مليون ليتر من النفايات السائلة.

الى ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسيين ان سفراء ومسؤولين في أجهزة استخبارات اوروبية عادوا الى سلوك طريق دمشق بخفر لإحياء الاتصالات مع المسؤولين السوريين. وقال سفير أوروبي معتمد في دمشق ويتخذ من بيروت مقراً منذ نهاية العام الماضي: «منذ شهر ايار (مايو) الماضي، بدأنا بالعودة بشكل تدريجي، في البداية بشكل سري ليوم، ثم يومين، ثم ثلاثة، والآن، نذهب إلى دمشق مرة أو مرتين في الشهر». كذلك زار دمشق خلال الفترة الأخيرة وفي شكل بعيد من الأضواء مسؤولون في اجهزة استخبارات غربية أجروا اتصالات مع نظرائهم السوريين، والتقى بعضهم رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك وبحثوا معه في كيفية استئناف التعاون مع بلاده. وقال ديبلوماسي أوروبي: «وجود أكثر من الف جهادي قدموا من أوروبا للقتال في سورية يقلق الدول التي أتوا منها في شكل جدي. لذلك تريد هذه الدول استئناف تعاونها مع السلطات السورية التي توقفت منذ أكثر من سنتين».

المرصد السوري: مقتلو المعارضة يدخلون مدينة معلولا

بيروت – ا ف ب

تمكن مقاتلو المعارضة السورية من دخول بلدة معلولا المسيحية شمال دمشق مجدداً، وتدور اشتباكات عنيفة على اطرافها بينهم وبين القوات النظامية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويأتي ذلك وسط ضغط كبير تمارسه قوات النظام منذ اسبوعين على مجموعات المعارضة المسلحة في منطقة القلمون التي تقع فيها معلولا. وتمكنت القوات النظامية مدعومة من “حزب الله” اللبناني خلال هذه الفترة من السيطرة على بلدة اساسية في القلمون هي قارة وطرد مقاتلي المعارضة منها ومن بلدة دير عطية التي كانوا دخلوا اليها بعد سقوط قارة في 19 تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “اشتباكات عنيفة تدور بين كتائب مقاتلة وبينها جبهة النصرة من جهة والقوات النظامية من جهة اخرى في معلولا التي دخلتها الكتائب وتحاول السيطرة عليها”.

ومن الواضح ان المعارضة المسلحة تحاول تخفيف الضغط عن مقاتليها المطوقين في بلدة النبك الواقعة الى شمال معلولا والتي تحاول قوات النظام السيطرة عليها بعد طرد مقاتلي المعارضة من قارة ودير عطية.

وشهدت معلولا المسيحية جولة معارك في ايلول/سبتمبر نزح خلالها معظم سكان البلدة التي دخلها مقاتلو المعارضة قبل ان يخرجوا منها مجددا وتعود اليها قوات النظام.

وترافقت تلك الجولة مع موجة ذعر بين مسيحيي البلدة الذين قالوا ان مسلحين اطلقوا النار على الكنائس ووصفوهم بـ”الكفار”.

البابا فرنسيس: لحل سلمي في سورية

الفاتيكان – ا ف ب

دعا البابا فرنسيس مجدداً الى “حل تفاوضي” لوقف الحرب الدائرة في سورية التي “خلفت الكثير من الاضرار”، وطالب بـ”احترام كل الاديان في المنطقة”.

وقال البابا لدى استقباله في الفاتيكان بطريرك الروم الكاثوليك لانطاكيا وسائر المشرق غريغوار الثالث لحام مع وفد من مرافقيه “اننا نؤمن بقوة الصلاة والمصالحة ونجدد نداءنا العاجل الى المسؤولين من اجل الكف عن اي اعمال عنف وايجاد حلول عادلة ودائمة عبر الحوار لنزاع تسبب في اضرار كثيرة جداً”.

وتابع الحبر الاعظم “احث بالخصوص على احترام متبادل بين مختلف المعتقدات الدينية من اجل ضمان مستقبل للجميع يقوم على حقوق الفرد غير القابلة للتصرف بما فيها حرية المعتقد” مؤكدا انه “لا يستسلم امام فكرة شرق اوسط من دون مسيحيين”.

وقد تحدث البابا الارجنتيني عن مصير ضحايا النزاع السوري مرارا، داعيا دائما الى حل تفاوضي.

وقبل خمسة ايام اعرب البابا لدى استقباله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارة خاصة الى الفاتيكان، عن “تفضيله طريق التفاوض” من اجل التوصل الى “حل سلمي للنزاع” في سورية.

سفراء أوروبيون يزورون دمشق والقوات تحاول دخول النبك

 (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

واصلت القوات السورية النظامية يدعمها مقاتلو “حزب الله” اللبناني عملياتها في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق في محاولة لاستكمال السيطرة عليها، مما سيشكل، اذا حصل، تطورا بالغ الاهمية في سير المعركة. وغداة السيطرة على بلدة دير عطية، تحاول القوات النظامية التقدم في بلدة النبك للتوجه بعدها نحو يبرود. وتقع هذه البلدات الاربع على خط واحد على طريق حمص – دمشق السريع.

وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان 17 عنصرا من “حزب الله” قتلوا في معارك بريف دمشق، وخصوصاً في معركة الغوطة الشرقية التي تسير بالتوازي مع معركة القلمون، والتي يحاول مقاتلو المعارضة من خلالها فك الحصار المفروض على الغوطة منذ أكثر من سنة. كما أشار الى مقتل 11 عنصرا في معارك ريف دمشق من “لواء ابو الفضل العباس” المؤلف من مقاتلين شيعة معظمهم عراقيون يقاتلون الى جانب قوات النظام ايضا.

وبث التلفزيون السوري الرسمي أن اربعة اشخاص قتلوا وجرح 26 اخرون اثر سقوط قذائف هاون امام الجامع الاموي في دمشق القديمة.

ومع تسجيل النظام على الارض نقاطاً لمصلحته على حساب المعارضة المسلحة، نقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن ديبلوماسيين في بيروت ان سفراء ومسؤولين في اجهزة استخبارات اوروبية عادوا الى سلوك طريق دمشق بخفر لاحياء الاتصالات مع المسؤولين السوريين.

والى طهران، وصل رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي لاجراء “محادثات في شان الازمة السورية والتطورات” في سوريا.

واعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن وفداً من “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” سيزور موسكو في أقرب وقت. ونقلت عنه وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء : “نحن مستعدون لاستضافة الوفد حتى وإن حضر اليوم. الائتلاف أفادنا أنه مهتم بالحضور إلى موسكو، لكنه مشغول بجدول أعمال وسفر ولقاءات. أعتقد أن الزيارة ستكون قريبة جدا، لأنه، كما تعلمون، من المقرر في 20 كانون الأول عقد لقاء قد يكون الأخير على صعيد التحضير لـمؤتمر جنيف – 2”. وأعرب عن اعتقاده ان من مصلحة المعارضة عموماً والائتلاف السوري المعارض الحضور في أسرع وقت إلى موسكو. وأبدى الائتلاف السوري استعداده للمشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا، وقت أكدت دمشق هي أيضا مشاركتها في المؤتمر بوفد رسمي يرأسه وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

صور جوية للمهاجمين وتعطيل اتصالات الجيش

إسرائيل تتدخل في معارك الغوطة

محمد بلوط

إسرائيل في الغوطة الشرقية لدمشق؟ المعارك التي بدأت الجمعة الماضية بهجوم مفاجئ على المواقع المتقدمة للجيش السوري في أقصى الغوطة الشرقية، قد تتحول إلى المناسبة الأولى التي يشارك فيها الإسرائيليون بفعالية في الحرب السورية إلى جانب أحد الطرفين.

وبحسب مصادر متقاطعة، فقد قدّم الإسرائيليون خرائط وصوراً استطلاعية لمواقع الجيش السوري الى نواة القوة المهاجمة التي انطلقت من الأردن، تحت قيادة منسقة للاستخبارات السعودية والأميركية والإسرائيلية.

ولكن الإسهام الإسرائيلي الكبير في معركة الغوطة الشرقية كان ركيزة الهجوم كله. وبحسب معلومات أمنية، نجح الإسرائيليون قبل انطلاق الموجة الأولى من الهجوم بتعطيل منظومة الاتصالات للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري ووحدات من قوات النخبة لـ«حزب الله» وفصائل «أبو الفضل العباس» العراقية الموجودة في المنطقة.

وخلال الساعات الأولى من الهجوم، استخدم الإسرائيليون وسائل التعمية الإلكترونية، ونجحوا بتشويش الاتصالات اللاسلكية بين المجموعات السورية وحلفائها على خط الدفاع الأول الذي جرى خرقه بسرعة، وأدى إلى سقوط سبع قرى ومزارع في منطقة المرج. وبات معروفا أن وحدات من الفرقة الرابعة المتمركزة في المنطقة فقدت الاتصال مع قياداتها في المنطقة، وقامت وحدات منها بحماية خطوط المجموعات المنسحبة نحو خط الدفاع الثاني لمنع المهاجمين من التقدم نحو هدفهم الاستراتيجي في العتيبة، التي تشكل مدخل الغوطة الشرقية، ومفتاح الحصار حولها.

ونجح الهجوم بعزل مجموعات الحرس الجمهوري و«لواء أبو الفضل العباس» بعضها عن بعض، وخسرت العديد من عناصرها. ونجحت التعزيزات التي وصلت إلى منطقة المرج باستعادة أكثر المقارّ والحواجز والمواقع التي فقدت، وأعادت تنظيم خطوط الدفاع المتوازية، وأعادت الاتصال بالمجموعات التي فُقدت. وهكذا استطاع «حزب الله» استرداد مجموعة من سبعة مقاتلين من قوات النخبة، قالت المعارضة إنها قتلتهم خلال الهجوم، فيما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عناصرها استعادوا الاتصال بقيادتهم.

ويجزم خبراء عسكريون بأن عملية تعطيل الاتصالات النوعية التي شهدتها الغوطة تحمل بصمات الأجهزة الإلكترونية الإسرائيلية المعروفة في أوساط «حزب الله» ولدى الجيش السوري. ويعمل «حزب الله» على حماية شبكات اتصالاته، بالإبقاء على الأجهزة السلكية وحمايتها، وهي شبكة يصعب اختراقها أو تعطيلها.

وتميزت العملية الهجومية، التي أشرفت عليها غرفة سعودية – أميركية مشتركة في الأردن، بغياب مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) عنها، الذين استبعدوا من العملية بطلب أميركي، حفاظاً على سريتها، وتجنباً لاستراتيجية «داعش» التي تعتمد على الاقتحام الانتحاري الواسع في المراحل الأولى من الهجمات، ما يفقد المهاجمين ميزة عنصر المفاجأة في منطقة لم تشهد عمليات عسكرية كبيرة، منذ أن وصل الجيش السوري قبل شهر ونصف الشهر إلى حافتها المؤدية إلى البادية نحو الأردن، مستكملا حصاره لـ«الجيش الحر» في المنطقة.

ويبدو أن المهاجمين اعتمدوا على خبرة الإسرائيليين في تقطيع الاتصالات، للوصول بسرعة إلى خط الدفاع الأول للجيش السوري، إلى حد الاستغناء عن موجة «الانغماسيين» الأولى والانتحاريين من «داعش» أو «جبهة النصرة». ولم يتمكن «داعش» من دخول ساحة القتال إلا في اليوم الثاني من الهجوم، بعد أن استوعب الجيش السوري الموجة الهجومية الأولى، فيما وصلت قوات إضافية من وحدات النخبة في «حزب الله» التي بدأت، إلى جانب الجيش السوري، هجوماً مضاداً في المنطقة، لا يزال جارياً حتى الآن.

وكانت مجموعات من فصائل «الجبهة الإسلامية» السبعة، التي يشرف عليها رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان، عبر حليفه قائد «جيش الإسلام» زهران علوش، قد التحقت بأرتال القادمين من الأراضي الأردنية.

وتقول مصادر عربية إن الأردنيين قاموا بتسريب معلومات عن الهجوم الذي كان يجري الإعداد له إلى الجانب السوري. وكان الأردنيون قد خضعوا لضغوط سعودية كبيرة للسماح لأرتال من مقاتلي المعارضة السورية بالانطلاق من أراضيهم، مخترقين البادية السورية نحو الغوطة، في عملية استراتيجية تستهدف فك الحصار عن الغوطة.

لم يغيّر الدخول الإسرائيلي في القتال، ولو الكترونياً، شيئاً في سير المعارك، لكنه يؤشر الى دخول الصراع مرحلة حرجة جداً تجبر الأمير بندر بن سلطان والسعوديين على الذهاب بعيدا في خيارهم محاولة تعديل الخرائط العسكرية ومنع التسوية السياسية مهما كلف الثمن، وحتى ولو اقتضى الأمر الاستعانة بالخبرات الإسرائيلية.

وتطرح الاستعانة بالخبرة الإسرائيلية في قتال قوات النخبة في «حزب الله» والجيش السوري من قبل بندر بن سلطان أسئلة عن التنسيق السعودي مع إسرائيل في سوريا. كما يظهر السباق مع الزمن الذي دخله بندر للاستفادة من المهلة التي لا تزال مفتوحة أمامه حتى موعد «جنيف 2» في 22 كانون الثاني المقبل لتعديل ميزان القوى العسكري، الذي لا تزال كفته ترجح لمصلحة النظام.

ولم تظهر حصيلة نهائية للعمليات العسكرية حتى الآن، لكن ثمانية من قادة ألوية «الحبيب المصطفى» وحدهم قضوا في موجة الهجوم الأولى، وفقد «لواء الإسلام» أكثر من 50 مقاتلا في اليوم الأول. وسقط أكثر من 20 مقاتلا سعوديا في قتال اليومين الأولين. وتذهب تقديرات متقاطعة إلى الحديث عن سقوط أكثر من 400 قتيل في صفوف المهاجمين قبل يومين.

فوبيا «الخلايا النائمة» تصيب مسلحي المعارضة «نزوح» للمقاتلين أمام تقدم الجيش في حلب

علاء حلبي

في وقت تشتد فيه المعارك على جبهتي حلب الجنوبية والشرقية، إثر العملية العسكرية التي ينفذها الجيش السوري لبسط سيطرته على طرق استراتيجية، تشهد «الجبهة الداخلية» لمسلحي المعارضة حالة من الفوضى، بعد اغتيال خمسة قياديين من «ألوية معارضة»، أبرزهم القائد العسكري لـ«لواء التوحيد»، التابع لجماعة «الإخوان المسلمين» عبد القادر الصالح، المعروف بلقب «حجي مارع». ويحيط بذلك كله تنامي الشكوك حول وجود «خلايا نائمة مرتبطة بالنظام تنشط بشكل متواتر في المناطق المحررة»، بحسب تعبير مصدر معارض.

ويؤكد المصدر المعارض أن حالة الخوف تنامت خلال الأسبوعين الماضيين، ليصف الحالة بـ«الفوبيا». ويقول لـ «السفير» إن «حالة الفوبيا أصابت معظم الفصائل المعارضة، التي بدأت بالبحث عن هذه الخلايا»، مشيراً إلى أن حملة نفذتها فصائل عدة طالت منازل عدة في أحياء الشعار، وطريق الباب، والميسر، ومساكن هنانو، حيث ألقي القبض على أشخاص «مشتبه في ارتباطهم بالنظام»، ومن بينهم «ناشط إعلامي في صفوف المعارضة»، لم يذكر المصدر اسمه.

ويعيد المصدر إلى الأذهان إصدار «لواء التوحيد» قراراً بفرض «حظر التجول» قبل اغتيال قائده العسكري بيومين، وإصدار «الهيئة الشرعية» المعارضة – وهي «هيئة قضائية» تشكلت باتفاق بين جماعات مسلحة عدة في سوريا أبرزها «لواء التوحيد» و«جبهة النصرة» – قراراً بإغلاق معبر بستان القصر، الوحيد الذي يصل بين أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، ووسط حلب وغربها الخاضعين لسيطرة الحكومة. وفي وقت لاحق تم تعديل القرار ليسمح بعبور المواطنين فقط، من دون حمل أي مواد، من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشرة ظهراً.

ويشرح المصدر أن «هذين القرارين مرتبطان بشكل كامل بفوبيا الخلايا النائمة، حيث وصلت أنباء إلى الهيئة الشرعية حول بعض هذه الخلايا، وعملها على تحديد مواقع وتحركات المعارضة، ما يساعد النظام على تصفيتها عبر عمليات جوية أو عبر استخدام الصواريخ أو المدفعية». ويضيف أنه «بالفعل بعد ثلاثة أيام فقط استهدف النظام اجتماعاً قيادياً في مدرسة المشاة في حلب بصاروخين من طائرة، وقتل على الفور أربعة قياديين، وأصيب حجي مارع، قبل أن يفارق الحياة في أحد مستشفيات تركيا».

ويذهب المصدر إلى تخوّف المعارضة من أمر «أبعد من عملية تحديد مواقع المعارضة». ويقول «هناك تخوّف حقيقي من عمليات انقلاب بعض الفصائل على المعارضة وقتالها إلى جانب النظام مع اقتراب الجيش، ما قد يسقط الجبهة الداخلية للثوار»، موضحاً أنه «فتح استهداف اجتماع القياديين قي مدرسة المشاة الأبواب على تساؤلات كثيرة حول توقيت الاستهداف، وهوية من سرّب موعد الاجتماع، علماً أن هذا النوع من الاجتماعات تحيط به السريّة. وقد دفع الأمر إلى البحث عن قياديين كان من المفترض أن يحضروا الاجتماع ولم يفعلوا، ما رفع مستوى الشك لدى المعارضة حول حجم الاختراق الذي أنجزه النظام في ظل خلافات قيادة المعارضة».

وعن الآلية التي تتبعها الفصائل المعارضة في عملية بحثها عن هذه «الخلايا»، يشرح المصدر أنه «جندت مجموعة فصائل مواطنين، وقامت بتنشيط العمليات الاستخبارية بين المواطنين، حيث تداهم قوة مسلحة أي منزل يشتبه في أنه يشهد نشاطاً معادياً للثورة»، موضحاً أنه «تم القبض على عشرات المواطنين، وتحويلهم إلى التحقيق، ولم يعترف أحد منهم بارتباطه بالنظام حتى الآن». وأشار إلى أن «معظم من تدور حولهم الشبهات هم من المواطنين المحايدين، والذين باتوا يشكلون مصدر خطر على المعارضة».

ميدانياً، يلفت المصدر إلى أن مسلحي المعارضة بدأوا حركة «نزوح» كبيرة من المدينة الصناعية في الشيخ نجار، خصوصاً من مباني «الفئة الثالثة»، تزامناً مع اقتراب الجيش السوري من المدينة بعد سيطرته على بلدة نقيرين، وتقدمه باتجاه بلدة تيارة، التي تحتوي على تلة تطل على المدينة الصناعية، يتمركز عليها الآن مسلحو المعارضة. وتمكن الجيش من السيطرة على تلة أخرى استراتيجية مطلة أيضاً على مباني الفئة الثالثة في المدينة الصناعية، هي تلة الشيخ يوسف.

كذلك، تشهد بعض أحياء حلب الشرقية، كحيي طريق الباب والميسر، حالة نزوح متواترة مع اقتراب الجيش منها. وتوقع المصدر المعارض أن تتحول تلك الأحياء إلى «خط تماس مباشر» في حال واصل الجيش تقدمه.

واستعاد الجيش السوري السيطرة على ست قرى دخلتها المعارضة قبل ايام عدة، هي ديمان، وصدعاية، والحسينية، ورسم الشيح، ورسم عكيرش، ورسم بكرو، في جنوبي حلب. وتشكل هذه القرى «خط تماس» في الوقت الحالي، وتدور على أطرافها معارك متواصلة، إثر محاولة مسلحي المعارضة استعادة سيطرتها عليها، ما يساعد على قطع طريق حلب – خناصر – حماه، وهو يشكل طريق إمدادات للجيش.

ومن جهة أخرى، يصف مصدر على علاقة مباشرة بقادة العملية العسكرية في حلب لـ«السفير» استراتيجية الجيش السوري في حلب في الوقت الحالي، بأنها «دفاعية» على الجبهة الداخلية (داخل مدينة حلب)، و«هجومية» في مناطق الريفين الجنوبي والشرقي.

ويوضح المصدر أن «مسلحي المعارضة يحاولون استغلال العمل العسكري في مناطق الريف بزيادة الضغط على مناطق الداخل لتحقيق انتصارات داخلية تشحن همم المقاتلين وتكسبهم تفوقاً يغطي على انسحاباتهم من مناطق الريف، حيث يشنون بشكل متواصل هجمات عبر محاور عدة أبرزها سيف الدولة، وعبر منطقة المنصورة في الجهة الغربية من حلب باتجاه أكاديمية الأسد العسكرية. ويترافق ذلك مع استخدام مكثف لقذائف الهاون على وسط المدينة من جهة بستان القصر، آخرها سقوط قذائف عدة في حي الجميلية، تسببت بمقتل 11 مواطناً أمام أحد مطاعم الوجبات السريعة، إضافة إلى حي الأشرفية، والذي يتم استهدافه من منطقة بني زيد».

ويرى المصدر أنه ومن «وجهة نظر عسكرية، ليس لهذه القذائف أي أهمية في ميدان المعركة»، واصفاً هذه القذائف بأنها «عبثية»، تأتي كردة فعل على تقدم الجيش، وفي محاولة لتشكيل رأي عام داخل مدينة حلب بأن مسلحي المعارضة ما زالوا يملكون زمام المبادرة، وليسوا في حالة دفاع، وهو أمر «غير صحيح»، وذلك على حد تعبيره.

مقاتلو المعارضة السورية يدخلون مدينة معلولا المسيحية مجددا

بيروت- (ا ف ب): تمكن مقاتلو المعارضة السورية من دخول بلدة معلولا المسيحية شمال دمشق مجددا السبت وتدور اشتباكات عنيفة على اطرافها بينهم وبين القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وياتي ذلك وسط ضغط كبير تمارسه قوات النظام منذ اسبوعين على مجموعات المعارضة المسلحة في منطقة القلمون التي تقع فيها معلولا. وتمكنت القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني خلال هذه الفترة من السيطرة على بلدة اساسية في القلمون هي قارة وطرد مقاتلي المعارضة منها ومن بلدة دير عطية التي كانوا دخلوا اليها بعد سقوط قارة في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان “اشتباكات عنيفة تدور بين كتائب مقاتلة وبينها جبهة النصرة من جهة والقوات النظامية من جهة اخرى في معلولا التي دخلتها الكتائب وتحاول السيطرة عليها”.

ومن الواضح ان المعارضة المسلحة تحاول تخفيف الضغط عن مقاتليها المطوقين في بلدة النبك الواقعة الى شمال معلولا والتي تحاول قوات النظام السيطرة عليها بعد طرد مقاتلي المعارضة من قارة ودير عطية.

وشهدت معلولا المسيحية جولة معارك في ايلول/ سبتمبر نزح خلالها معظم سكان البلدة التي دخلها مقاتلو المعارضة قبل ان يخرجوا منها مجددا وتعود اليها قوات النظام.

وترافقت تلك الجولة مع موجة ذعر بين مسيحيي البلدة الذين قالوا ان مسلحين اطلقوا النار على الكنائس ووصفوهم بالكفار.

كما افاد المرصد السبت عن غارات جوية عدة على النبك ويبرود القريبة منها، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة في النبك. كما تدور اشتباكات في محيط مدينة دوما القريبة من دمشق.

طائرات لحزب الله لاستكشاف مواقع المعارضة.. والائتلاف: جنيف لتسلم السلطة

سورية: ‘مذبحة’ بعد استعادة دير عطية وقذائف على الجامع الأموي

عواصم ـ وكالات ـ ‘القدس العربي’: شدد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، على أن الائتلاف ‘لن يدخل جنيف إلا’لتسلم السلطة، وفق المعايير التي وضعتها الثورة، وحملتها’للعالم’، نافيا الطروحات التي قالت بأن الائتلاف يذهب لجنيف لأنه في موقف ضعيف، فيما اتهمت الهيئة العامة للثورة السورية، الجمعة، قوات النظام بارتكاب ‘مجزرة كبيرة بحق المدنيين في مدينة دير عطية بريف دمشق (جنوب سورية) سقط ضحيتها 25 مدنياً بينهم سيدتان وطفل’، الخميس.

وفي بيان أصدرته الهيئة العامة للثورة السورية، الجمعة، أعلنت الهيئة أن قوات النظام ارتكبت’الخميس ‘مجزرة جديدة’ في مدينة ‘دير عطية’ في منطقة القلمون، وذلك بعد اقتحامها للمدينة التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة، وتنفيذها إعدامات ميدانية بحق سكانها وشن حملة دهم وتفتيش وحرق للمنازل.

وأعلن مصدر عسكري تابع للنظام السوري، الخميس، السيطرة الكاملة على مدينة ‘دير عطية”بمنطقة القلمون في ريف دمشق.

وأوردت الهيئة قائمة بأسماء 25 شخصاً،’قالت إنهم قتلوا في ‘المجزرة’ التي تحدثت عنها، مشيرة إلى’أن عدد القتلى من المدنيين خلال الحملة الشرسة التي تشنها قوات النظام مع عناصر حزب الله اللبناني على مدار 10 أيام’قد وصل إلى 34 قتيلاً على الأقل’.

وأشارت الهيئة في بيانها، إلى أن الأهالي لا يزالون يعثرون على جثث في بساتين المدينة، كما تشهد المدينة حركة نزوح كبيرة لأهاليها.ولم يتسن الحصول على تعليق رسمي من قبل النظام حول ‘المجزرة’ التي تحدثت عنها الهيئة.

كما قتل 4 أشخاص، وأصيب 20 آخرون، امس الجمعة، بعد سقوط قذيفة هاون أمام الجامع الأموي في دمشق.

وذكر التلفزيون السوري الرسمي، أن ’4 أشخاص قتلوا، وجرح 20 آخرون، بسقوط قذيفة هاون على الجامع الأموي في دمشق’.

من جهة اخرى أعلن السفير الإيراني في أنقرة، علي رضا بكدلي، أن بلاده مستعدة للوساطة بين تركيا وسورية بهدف إصلاح العلاقات بين البلدين.

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة (حرييت)، الجمعة، عن بكدلي، قوله إن إيران مستعدة لاستخدام كافة الوسائل المتوفرة لديها لمساعدة تركيا على إصلاح علاقاتها مع سورية.

وأشار بكدلي إلى التعاون الوثيق بين الإستخبارات التركية والإيرانية.

وكان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو زار طهران خلال الأسبوع الجاري وأطلق مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف دعوة لوقف القتال في سورية.

هذا ولم يستبعد خبراء عسكريون، الجمعة، أن يكون حزب الله يستخدم طائرات من دون طيار على الحدود اللبنانية – السورية لاستطلاع المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، الا أنّهم شككوا في معلومات أوردتها في وقت سابق صحيفة ‘وورلد تريبيون’ الأمريكية عن أن الحزب بات يملك أسطولا من 200 طائرة من دون طيار.

ولفتت المصادر اللبنانية الى أن الجزء الأكبر من الطائرات من دون طيّار المملوكة من ‘حزب الله’ هو من إنتاج إيران التي تتولّى أيضاً تزويد الحزب بها.

واعتبر مدير مركز ‘الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري’ رياض قهوجي أن الحديث عن 200 طائرة ‘أمر مبالغ فيه’، لكنه أكد أن امتلاك حزب الله لهذا النوع من الطائرات ‘حقيقة مثبتة، وهو يستخدمها للاستكشاف واستطلاع مواقع الخصم كونها تقدم نتائج ممتازة في هذا المجال’، لافتا الى أنهّا تساعده في ‘الكشف الجوي على الخطوط الخلفية للخصم سواء لمساعدته في اطار عملياته الهجومية أو الدفاعية’.

ناشطون سوريون محبطون من الثورة يعبرون عن مخاوفهم من الفساد وأنانية القادة وصعود الجهاديين

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ يعيش عدد من الناشطين حالة من خيبة الأمل والإحباط في ظل الجمود الذي يعتري الساحة القتالية فقد اعترفت ناشطة ومتخرجة من الجامعة أنها توقفت عن التخطيط للإحتجاجات المعادية للنظام ونقل المواد الدوائية للمناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وفي حالة أخرى قال خالد الذي شارك في الإحتجاجات منذ بدايتها وفر من دمشق إلى تركيا بعدما تعرض للتعذيب وطرد من عمله في مصرف، وقرر أن يترك عمله مع المعارضة، حيث أصيب بحالة من الخيبة لدرجة تمنيه لو لم تقم الإنتفاضة أبداً.

وفي قصة أخرى قرر أبو فراس، وهو مقاتل في حمص وضع بندقيته التي باعت زوجته مجوهراتها كي يشتريها، بعد شعوره بالضيق من القيادات التي يعمل تحتها والذين اتهمهم بالإنشغال بإثراء أنفسهم، والآن يجد نفسه عالقا تحت قصف الحكومة الذي لا ينتهي، مفلسا وعاجزا عن فعل شيء.

ونقلت عنه صحيفة ‘نيويورك تايمز′ قوله إن الذين يقاتلون الآن هم أما من جانب النظام او جانب اللصوص، حيث قال ‘لقد كنت أحمقاً وساذجاً’، ‘كنا حمقى’.

وتضيف الصحيفة أن بشار الأسد الذي يحقق بعض الإنتصارات المتواضعة سيكون فرحاً لهذه القصص التي تحمل صورة عن حالة إجهاد في صفوف من كرسوا أنفسهم للإطاحة به منذ عام 2011.

الجهاديون والفساد هم السبب

وتشير الصحيفة إلى أن الذين يتركون العمل في المعارضة يديرون ظهرهم لها لأسباب منها، تصاعد دور الجهاديين في الميدان القتالي او بسبب انتشار الفساد أو بسبب طول أمد الحرب التي لا يبدو أنها تقترب من النهاية.

وفي الوقت الذي يرى من تركوا العمل في المعارضة أنهم كانوا ضحايا فشلهم ودهاء بشار الأسد فإن أحداً ممن قابلتهم الصحيفة عبر عن استعداده للعودة إلى النظام ودعمه والعمل معه.

وقد تكون هذه الأصوات نشازاً او هامشية خاصة أنه من الصعب تقدير حجم الذين يتركون القتال لكن الصحيفة تقول إن سلسلة من المقابلات أجرتها مع ناشطين مسلحين وغير مسلحين، في داخل وخارج سورية تحدثوا عن نفس التجربة: فمع بداية الإحتجاجات حلم هؤلاء بحياة جديدة وعصر سياسي مليء بالإمكانيات، ومن هنا خاطروا وقرروا انتهاز الفرصة التي لم يحلموا بها أبداً، ومن أجل هذا الحلم خسروا وظائفهم وبيوتهم وعائلاتهم وعانوا من التعذيب والجوع، وراقبوا الجيش وهو يدمر أحياءهم التي ولدوا وعاشوا فيها طوال حياتهم، وخسروا كل شيء ولكن هذا لم يكن كافياً.

وما دفعهم لترك الثورة هو، كما يقولون، الفوضى التي تعتري صفوف المعارضة، وقدرة الحكومة على الإستفادة من اخطائها، والشعور العام الذي يسود صفوفهم بأن نهاية سعيدة للأزمة ليست قريبة.

وقد سجلت الصحيفة هذه المشاعر المتزايدة في لقاءات أجرتها في الأشهر الأخيرة مع ناشطين في دمشق وتركيا ولبنان وعبر ‘سكايب’ في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. ويقول البعض ممن يقاتلون في الكتائب أنهم يترددون في ترك الميادين حتى لا يعيشوا بعقدة الذنب أنهم تركوا رفاقهم يواجهون النظام وحدهم.

ولا يستبعد أن تكون هذه الأصوات مضخمة نظرا لأن أصحابها من ذوي الأصوات العالية ومن أبناء المدن ممن لا يفهمون الفقراء المحافظين الذين يعتبرون حجر الزاوية للإنتفاضة المسلحة، ومع ذلك فدعم هذه الأصوات مهم لأنها تترك أثراً على العمل المحلي الذي عادة ما ينشطون به.

ويشعر الناشطون بخيبة أمل أن خطأهم يكمن في عدم التفاتهم لبناء جسور مع الذين كانوا يراقبون الأوضاع. كما أن المقاتلين المحليين الذين كانوا يبحثون عن دعم رحبوا في البداية بالمقاتلين الأجانب، وتبنى عدد من الناشطين لغة دينية أو طائفية للتعايش مع الوضع الجديد والحصول على التمويل الخارجي.

ويرى التقرير أن استراتيجية الأسد لمواجهة معارضة تحظى بدعم دولي قامت على العودة لكتاب والده حافظ الاسد الذي تبنى سياسة عنف هدفت أولاً لتهميش ومحو المعارضة المدنية المتعلمة، بشكل قضى على أية فرصة لظهور أرضية مشتركة يلتقي عليها الطرفين.

استراتيجية الأسد

وقامت استراتيجية الأسد على بعدين: الأول استخدام القوة المفرطة وفي البعد الثاني: اعتمد النظام على استراتيجية مدروسة تهدف لإقناع العالم بخطورة المعارضة التي تلقى دعما من دول عدة.

واعتمد الأسد في تنفيذ استراتيجيته على دعم حلفائه الأقوياء حيث صمد طوال السنين الثلاث الماضية بثمن تدمير معظم سورية وتشريد أهلها وانهيار اقتصادها، وبسبب القوة المفرطة لم يعد أمام السوريين خيار إلا البحث عن سبل للنجاة، مما جعل من الحديث عن الحقوق والواجبات والحياة المدنية أمراً كمالياً.

وتنقل الصحيفة عن ناشطة سابقة في دمشق قولها إن النظام غير قواعد المعركة. وتضيف أنها وزميلات يفكرن أحياناً ‘انهم كانوا عباقرة، أي النظام’. فالنظام كان يعرف منذ اليوم الأول ما يريد عمله وقام بجر الناشطين للإتجاه الذي يريده.

وفي الوقت الذي يتخلى ناشطون عن نشاطهم يجد من يواصلون صعوبة في الحصول على دعم للأحياء المحاصرة خارج دمشق، حيث ترفض الصيدليات الأن التبرع بحليب الأطفال، إما خوفاً او لشعور أصحابها بالإحباط.

وبسبب رحيل الناشطين والشباب إلى الخارج فهناك صعوبة لتنظيم تجمعات سياسية. ووجد النظام في بعض حالات الإحباط فرصة لاستثمارها حيث عرض العفو عمن يتخلى عن سلاحه بل وعرض على المنشقين عن الجيش العودة لمواقعهم التي تركوها.

حرب أم ثورة؟

وتقول ناشطة سابقة إنه لو انتصر النظام فليس أمامها إلا الأنتظار كي تعتقل او تفر من دمشق، مع أنها لا تقوم بأي عمل يضر بالنظام الآن لكن أعوانه سيتذكرون. وبعيداً عن سطوة النظام هناك قصص مختلفة لكل واحد قرر التوقف عن النشاط او ترك القتال او العمل مع المعارضة، فبالنسبة لناشطة دمشق فقد كانت خلافات الرأي بينها وبين من كانوا يتظاهرون، خاصة حملة السلاح، فهؤلاء يعتقدون أنهم على حق ولديهم سلطة فعل ما يريدون ‘ويقاتلون من أجل الإسلام أو معتقداتهم وليس من اجل الإطاحة بالأسد’.

أما ابو فراس فما دفعه إلى ترك القتال هو قيام بعض القيادات عقد صفقات مع جنود النظام بشكل عرض حياة المقاتلين للخطر. ويتهم هؤلاء القادة الفاسدون بالأنانية وعدم رغبتهم بانتهاء الحرب.

وتظل قصة عمار مختلفة فقد ظل في القصير يصنع أفلام فيديو للمقاتلين، وعندما هرب مع عائلته إلى منطقة واقعة تحت سيطرة المقاتلين طرد هو وعائلته من المسجد وأجبروا على النوم في الشارع.

وهو الآن في طريقه للسويد للهجرة حيث سينسى الثورة كما يقول. ويأتي الاحباط او حالة الخيبة في وقت يحاول فيه النظام تعزيز مكتسباته في القلمون الواقعة على الطريق بين دمشق والساحل.

فقد سيطرت قواته على بلدة دير عطية، فيما دخلت بلدة النبك وسيأتي الدور على يبرود وهي البلدات الرئيسية في القلمون الذي يعتبر حيوياً للمقاتلين. وينظر للتقدم الأخير على أنه محاولة من النظام لتعزيز مواقعه قبل مؤتمر جنيف- 2 المتوقع انعقاده في بداية العام المقبل.

الطفولة المسروقة

ويترافق الحديث عن التراجع والخيبة عند بعض المقاتلين بالحديث عن الطفولة السورية، حيث أشار تقرير لصحيفة ‘غارديان’ أن مئات الالاف من الأطفال السوريين يعانون من آثار الحرب ويواجهون مستقبلاً ‘كارثياً’ في المنفى بدون فرصة للتعلم أو العيش كغيرهم من الأطفال حياة عادية.

ولاحظ تقرير للأمم المتحدة أن عمالة الأطفال تعتبر مشكلة في مخيم اللاجئين السوريين في الأردن وبين السوريين الذين هربوا إلى لبنان.

وجاء في التقرير الذي نشرته المفوضية السامية للاجئين في الأمم المتحدة أن حجم الأزمة السورية هو الذي يجعل من لجوء السوريين حالة خاصة، ونقلت عن فولكر تورك، مدير حماية الأطفال في المفوضية قوله إن ‘مليون طفل لاجئ هو رقم كبير جداً، والمظهر الملفت للانتباه هو الأثر الذي تتركه الحرب على نفسية ونشأة الأطفال، فقد تعرضوا لرضوض خطيرة، ويجبرون على التعامل مع أمور لا يتعامل معها إلا الكبار’.

وقد اعتمد التقرير على مقابلات لـ 176 في لبنان و 106 في الأردن، أجريت في الفترة ما بين تموز (يوليو) وتشرين الثاني (اكتوبر) من العام الحالي. وتقول شيراز مخيمر التي تعمل في المنظمة الدولية الطبية أن الاطفال اخبروها عن مشاهدتهم لعائلاتهم تقتل ويطلب منهم بعد ذلك دفنها.

وفي الوقت الذي تحظر قوانين العمل في الأردن ولبنان استخدام الأطفال، ولكن هؤلاء عادة ما يعملون في أعمال يدوية وبأجور متدنية، وتعتبر هذه الدخل الرئيسي للعائلة.

وحسب تقرير سابق أصدرته ‘يونيسيف’ في آذار (مارس) الماضي فقد وجد أن واحدا من كل عشرة أطفال سوريين في المخيمات يعملون.

ونقلت الصحيفة عن مفتشة في وزارة العمل الأردنية قولها إن الأطفال السوريين يتنافسون على الأعمال مع الأردنيين ممن هم في سن العمل ‘يعمل الأطفال السوريون في الأردن بأعداد كبيرة أكثر من الأردنيين بسبب ثقافتهم حول العمل، ونسبة 60-70′ من عمالة الأطفال في الأردن هي من السوريين’، ويتمتع هؤلاء الأطفال بمهارات أعلى من أقرانهم الأردنيين.

قصص

ونقلت الصحيفة عن سمير (13 عاماّ) وهو طفل سوري في إربد- شمال الأردن حيث قال إنه يعمل طوال الليل، ستة أيام في الأسبوع، ينظف ويعمل الشاي، ويحصل على اربعة دولارات عن كل ليلة، وهو مبلغ تحتاجه العائلة بشكل كبير، وكان والده قد قتل بقذيفة على بيتهم في حمص، وتركت والدته مشلولة، أمأ اخته البالغة من العمر 15 عاماً فقد زوجتها أمها من رجل عمره 50 عاماً لتأمين حياتها. أما حسن (14 عاماً) وهو الكبير بين أربعة أخوة ويعيش مع والده في شقة في إربد، فهو يبيع الكتب في شوارع المدينة، لأن والده لا يستطيع العمل، بعد أن اصابت طلقة رجله، ويعمل حسن 14 ساعة في اليوم ويحصل على 5 دولارات، ولا يحصل على راحة اثناء العمل إلا قليلاً، ويقول إن صاحب العمل طيب معه ويحضر له وجبتين في اليوم.

وفي الوقت الذي يذهب فيه الأولاد للعمل تجلس البنات في البيوت حيث لا يسمح لهن بالخروج إلا مرة في الأسبوع. فقد منع أحد الآباء بناته من الخروج من خيمتهم في مخيم الزعتري لمدة شهر لخوفه عليهن، وقضت نور وشقيقاتها الوقت وهن يلعبن بالأحجار.

ووضع الأطفال في الأردن ولبنان يختلف عن ذلك الذي في تركيا، فالمدارس ومراكز الدعم متوفرة لهم، وأشارت روث شيرلوك إلى مدارس أقامها السوريون اللاجئون في أنطاكية والتي توفر لأبناء الحرب من مثل ‘أبناء وبنات شهداء سورية’، وتقول مؤسسة المدرسة إنها بدأتها لرعاية وتعليم أبناء الشهداء ‘وقلت لنفسي لا بد من عمل شيء’ تقول ريم بلوش.

وتتراوح أعمار الأطفال ما بين 4- 13عاماً وكلهم شاهدوا أباءهم يقتلون او يسجنون، مما يحولهم إلى أيتام يعتمدون على مساعدة الآخرين.

وتنقل الصحافية قصص الأطفال مثل مصعب 13 عاماً الذين كان عليه أن يحرر جثة والده من بين الأنقاض بعدما ضربت طائرة ‘ميغ’ بيت أقاربه حيث ذهبا للعيد في بلدة الدانة في إدلب. أما جهاد فقد جاء مع قريب له إلى تركيا بعد أن أخبر والده عن نشاطات أمه السلمية في التظاهرات حيث اعتقلت.

الأسد: معركتنا مع السعودية مفتـوحة

قبل عشرة أيام، التقى الرئيس السوري بشار الأسد وفداً من قادة حزبيين وسياسيين من دول عربية. الكلام كان واضحاً: المعركة مستمرة ما دامت السعودية «تدعم الإرهاب»، وفي ظل استمرار إرسال التكفيريين والأموال والسلاح الى سوريا

تونس ــ «الأخبار»

أعلن الرئيس السوري بشار الاسد ان استمرار دعم السعودية ودول اخرى للمجموعات الارهابية سوف يؤخر حل الازمة. وقال إن الدولة السورية تتقدم على اكثر من جبهة في مواجهة الارهاب والحرب عليها. مؤكدا ان الحكومة لن تذهب الى جنيف إذا كان هناك من يريد منا تسليم السلطة له هناك.

كلام الاسد عن الوضع في سوريا، جاء خلال لقاء مع وفد من قيادات حزبية وسياسية من دول عربية في المغرب والمشرق، وذلك على هامش مؤتمر الاحزاب العربية الذي عُقد في سوريا قبل عشرة ايام. وقد تحدث احد القادة الحزبيين في المغرب العربي لـ«الأخبار» عن الاجتماع.

وردا على اسئلة عن واقع ما يجري في سوريا قال الاسد: «نحن تعرضنا لحرب كبيرة، وكان علينا ان نركز في المرحلة الاولى على الصمود، وهذا ما فعلناه في السنة الاولى، ومن ثم انتقلنا الى مرحلة الانتصار على الاعداء. هناك تجارب في التاريخ القريب، منها ما حصل مع المقاومة في لبنان، التي صمدت طوال سنوات طويلة، ثم حققت انتصارات كبيرة عامي 2000 و2006. ونحن نعرف منذ البداية ان المعركة تستهدف قرارنا المستقل، لكن هذا القرار المستقل كان سببا رئيسيا في صمودنا وفي انتصارنا، برغم اننا نقدر الدعم الذي تلقته سوريا من حلفائها، ولبعض الحلفاء دور محوري، مثل روسيا التي تقف الى جانبنا لان مصالحها مهددة ايضا. وانا سمعت مباشرة من القيادة الروسية ان وقوفهم الى جانب سوريا هو للدفاع عن موسكو لا عن دمشق فقط».

واشار الاسد الى «أن الوقت المطلوب لانهاء الازمة في سوريا مرتبط الى حد بعيد بالدعم والتمويل القائمين للمجموعات المسلحة من قبل اطراف فاعلة في المنطقة»، موضحا «أن السعودية وغيرها داعمون بقوة الارهاب، وهم نشروا عشرات الالاف من التكفيريين في البلاد، ووصل الامر بالسعودية الى دفع اكثر من الفي دولار راتبا شهريا لكل من يحمل السلاح معهم. ثم هناك مشكلة اخرى تتعلق بعملية تسلل عناصر «القاعدة» عبر الحدود مع العراق. وهذا أمر تعمل السلطات في بغداد على مكافحته، لكن الامر ليس ناجزا تماما. وبالتالي، فان وقف الدعم السعودي سوف يكون له تأثير حاسم، وخصوصا ان المسلحين ومَن هم خلفهم فوجئوا بقدرات جيشنا في مواجهتهم. والآن، نعرف كما كل العالم، ان القاعدة لا تمثل خطرا على سوريا فقط. ونحن نأمل حلولاً منطقية خلال الشهور المقبلة، لكن الامر يظل مرتبطا ايضا بقدرتنا على مواجهة هؤلاء، ونحن مصرون على مقارعتهم حتى النهاية».

اضاف الاسد: «إزاء ما هو قائم على الارض، نحن لا نعتقد بامكانية عقد تسوية قريبا. وطالما استمر ارسال المقاتلين والاسلحة والاموال عبر الحدود الى سوريا، فلن نتوقف عن مطاردتهم، ولن يكون بمقدور احد في العالم منعنا من القيام بحقنا في الدفاع عن بلدنا. ثم إننا لا نجد اليوم ما يمكن ان نتفق عليه في جنيف، وخصوصا أن البعض واهم بأننا سوف نذهب الى هناك لتسليمهم السلطة، واذا كان هذا ما يريدونه، فليأتوا الى سوريا كي نسلمهم السلطة (هازئاً). ثم إنهم إذا قرروا تعيين (رئيس الائتلاف المعارض احمد) الجربا رئيساً، فهل هم يعتقدون انه يقدر على القدوم الى سوريا؟». وأوضح الاسد ان السعودية «تقود اوسع عملية تخريب مباشر لكل العالم العربي، والسعودية قادت دول مجلس التعاون في معركة ضد كل الدول والجهات التي تقف في وجه اسرائيل. لقد وفر (السعوديون) الغطاء لاتفاق كمب ديفيد، كما دعموا الحرب على لبنان عام 1982، وهم اليوم يستمرون في معركة ارهابية مفتوحة ضد سوريا، ونحن الان نقول صراحة إننا في حالة حرب معهم. صحيح اننا سايرناهم سابقا، لكنهم يريدون كل شيء وفق تصورهم ووفق مصالحهم».

وعن موقف الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية المسلحة، قال الاسد: «لا يزال الغرب الاستعماري يتصرف بعقلية المغرور، هم يتصرفون كأن آخر عشرين سنة لم تمر، هم يتجاهلون هزيمة اميركا في العراق، وهم يتصرفون كأن الاتحاد السوفياتي سقط بالامس».

اما عن وضع العالم العربي ومؤسسة الجامعة العربية، فقال الاسد: «اذا بقيت الجامعة تحت تأثير وسلطة انظمة متخلفة كما هي حال دول الخليج العربي، فلن يكون لها أي دور وأي فعالية. ومع ذلك فان الدول العربية ليست كلها منزوعة الاستقلال». وأضاف: «اليوم يقف في العراق رجل شجاع مثل الرئيس نوري المالكي. لديه مواقف مهمة، برغم ان دولته ممزقة ويعمل كثيرون على تدميرها. حتى الجزائر يمكن اعتبار موقفها متقدم على غيرها، والاهم اليوم الالتفات الى ما يجري في مصر. نحن نرى كما بقية العرب ان في القاهرة اليوم من يقول لاميركا بصراحة وبصوت مرتفع «لا علاقة لكم بالشأن الداخلي لمصر»، وهذا موقف مهم ويجب دعمه».

وتحدث الاسد عن واقع الاحزاب في سوريا وفي العالم العربي، مشيرا الى ان «الفراغ هو احد اسباب انتشار التكفيريين، لكن السبب يتعلق ايضا بان هذه الاحزاب لم تجدد نفسها، وهي لا تزال ضعيفة، ونحن مهتمون كدولة بتعزيز هذا العمل لا كحزب، كما اننا نراقب انعكاس صمود سوريا على الواقع العربي عموما، وخصوصا في المغرب العربي، الذي نخشى اخضاعه لحكم حلف الاطلسي».

وحذر الاسد من الانتشار الواسع للفكر الوهابي التكفيري في العالم العربي. «وهذا يفرض مقاربة جديدة لواقع المؤسسات الدينية، لكنه يتطلب اساسا دعم الدولة المدنية على اساس المواطنة». جيل اليوم عرضة لعملية تجهيل كبيرة. والجيل الذي سبقنا كان وعيه اكبر، وعملية التجهيل هدفها ابقاء العالم العربي في حالة من التخلف. واريد ان اذكركم بان الغرب لا يريد لنا التطور ابدا. واتذكر انه عندما زارني وزير خارجية اميركا عام 2003 كولن باول، ونقل شروط بلاده على سوريا بعد احتلال العراق، كان يريد منا على نحو خاص عدم استضافة اي عالِم عراقي. رفضنا طلبه، فعمدت استخبارات اميركا واسرائيل الى تصفية عدد غير قليل من هؤلاء العلماء. وهم اليوم يريدون القضاء على الادمغة في ايران ».

لكن الاسد لفت في المقابل الى تجدد حالة الوعي عند شعوب عربية كثيرة، متحدثا عن ان رفع صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في كثير من التظاهرات العربية اشارة الى ذلك.

وقال: «نحن لسنا في مواجهة الدين، لكننا لسنا مع اقحام الدين في كل تفاصيل الحياة اليومية للناس. حتى إننا نحن، وكعلمانيين اقررنا في دستورنا دورا للدين، وقلنا صراحة إن الشريعة هي مصدر للتشريع. لكننا نرفض اي تسييس للدين بالمعنى الذي يقود الى نتائج سلبية. ولنأخذ مثلا يدل على ان الموقف ليس من الدين، فهذا «حزب الله» في لبنان. هو حزب عقائدي يستمد افكاره من الدين. الا اننا لا نختلف معه في الامر السياسي. وهذا مؤشر على انه ليس لدينا موقف مطلق من الاديان، لكننا نرفض كل قوة دينية تعمل وفق فكر تكفيري او وهابي».

واضاف: «لذلك نحن نقول إننا لا نتعامل مع الاخوان المسلمين على هذا النحو. وانا اعتقد انه ليس بمقدرو سوريا ان تتحمل هذا الفريق. هؤلاء لم يعطونا نموذجا ايجابيا في كل المراحل. وهم ينطلقون من موقف مذهبي، وإلا فما هو تفسير موقفهم المعادي لحزب الله. وهم يقبلون التلون السياسي في كل الملفات. وهم يستخدمون اللغة المذهبية من اجل تسعير الفتننة السنية ـــ الشيعية». واضاف: «سوريا كما ايران كما حزب الله يراعون الكثير من الظروف منعا لتعميم الفتنة. حتى مقاربة الوضع في البحرين تجري بحذر كبير لهذا الغرض».

النظام السوري يعلن عزمه تغيير بطاقات الهوية.. ومعارضون يناشدون الأمم المتحدة التدخل

في إطار مشروع يحرم نصف السوريين من الجنسية وأثار استغراب الشارع

لندن: «الشرق الأوسط»

طالب معارضون سوريون الجهات الدولية الراعية لمؤتمر «جنيف 2»، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، التدخل لمنع النظام من تنفيذ مشروع تغيير الهويات الشخصية للسوريين، على خلفية إعلان الحكومة السورية عزمها إطلاقه بعد إقرار مجلس الشعب موازنة وزارة الداخلية وتخصيص 28 مليون يورو لتنفيذه.

وأثار إعلان الحكومة السورية الأسبوع الماضي عزمها تغيير بطاقات الهوية الشخصية كثيرا من الشكوك حول النيات الحقيقة التي يبيتها النظام خلف هذا الإعلان، خصوصا وأن هناك الملايين من السوريين فروا خارج البلاد وداخلها هربا من بطش النظام، وليس بإمكانهم بالتالي استصدار أي وثيقة خشية الاعتقال.

وأقر مجلس الشعب السوري موازنة وزارة الداخلية التي تضمنت تنفيذ مشروع البطاقات الشخصية الجديدة، بتكلفة 28 مليون يورو، علما أن موازنته تتجاوز قيمة الكتلة السنوية لرواتب العاملين في الدولة سنويا والمقدرة بـ500 مليار ليرة أي ما يقارب 20 مليون يورو.

وأوضح معاون وزير الداخلية للأحوال المدنية عادل الديري أن الهدف من المشروع هو «تهيئة شروط الإقلاع بمشروع الحكومة الإلكترونية وإدخال البصمة الإلكترونية على البطاقة، مما سيجنب خزانة الدولة دفع عشرة ملايين يورو تكلفة تنفيذ مشروع البصمة بشكل منفرد»، موضحا أن «البطاقة الشخصية الحديثة صممت وفق أحدث التقنيات المتبعة عالميا في مجال البطاقات الشخصية، بحيث تتضمن كامل البيانات المتعلقة بحامل البطاقة والتي تحتاجها الجهات العامة».

وأثار طرح الحكومة السورية لهذا المشروع وبهذه التكلفة المرتفعة استغراب الشارع السوري، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية خانقة. وشكك ناشطون معارضون بالغاية من ورائه، حيث ذهب البعض إلى الحديث عن «خطة مبيتة من النظام من أجل الانتخابات الرئاسية»، فيما رأى البعض الآخر أن المشروع مقدمة لإقرار تقسيم البلاد، إذ لن يتمكن سوى الموالين للنظام في المناطق الخاضعة لسيطرته من الحصول على بطاقات الهوية الجديدة. ولم يستبعد فريق ثالث أن يعرقل المشروع عودة السوريين النازحين، داخل وخارج البلاد، إلى مدنهم ومنازلهم وحرمان ورثة المتوفين من حقوقهم، هذا عدا تعقب الفارين منهم داخل البلاد بهدف الاعتقال. واتفقت غالبية الآراء على أن النظام ينوي فرض واقع جديد على السوريين قبل مؤتمر «جنيف2».

وفي هذا الإطار، اعتبر «تيار بناء الدولة السورية» برئاسة المعارض لؤي حسين أن هذا الإجراء سيكون بمثابة «تعليق الجنسية السورية لأكثر من نصف السوريين، وأغلبهم من معارضي النظام». وأعلن ورفض ما أعلنته السلطات السورية عن نيتها إصدار بطاقات شخصية جديدة، بذريعة «تهيئة شروط الإقلاع بمشروع الحكومة الإلكترونية». ورأى التيار في بيان صادر عنه إن «توقيت هذا المشروع مع ظروف سوريا الحالية، خصوصا من ناحية الحرب القائمة، وتشرد ملايين السوريين خارج مناطق سكنهم، واستحقاق مؤتمر «جنيف 2»، الذي يمكن أن يعتمد مسألة الانتخابات الرئاسية أو التشريعية، يشير إلى أن نيات السلطة من هذا المشروع هي أمنية وسياسية».

وشدد على أنه «مع لجوء وهجرة نحو خمسة ملايين سوري إلى خارج البلاد، ووجود ما لا يقل عن ربع السوريين المتبقين داخل البلاد في مناطق لا تسيطر عليها السلطة، فضلا عن عشرات الآلاف من المعتقلين والملاحقين من أجهزة المخابرات، فإن السلطة السورية تسعى بذلك لأن يكون أغلب من سيحصلون على البطاقة الجديدة هم من الموالين لها».

ودعا التيار «جميع الجهات السورية إلى رفض المشروع»، طالبا من الجهات الدولية الراعية لمؤتمر «جنيف 2»، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، «التدخل لمنع النظام من تنفيذه قبل تشكيل الحكومة الائتلافية المرتقبة».

يذكر أن تقديرات عدة تؤكد أن نحو عشرة ملايين سوري غيروا منذ بداية 2011 أماكن إقامتهم سواء بالنزوح إلى المدن والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام، أو باللجوء إلى الخارج، بينهم نحو 2.2 مليون شخص سجلوا لدى «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين» في دول الجوار، إضافة إلى عدد مماثل غير مسجلين، علما أن عدد السوريين يقدر بنحو 23 مليونا.

قذائف «الهاون» تطال الجامع الأموي في دمشق القديمة.. والنظام يواصل هجومه على النبك

المعارضة تتقدم في درعا وحماه.. والقصف يشتد على حلب والرقة

بيروت: نذير رضا

اتسعت دائرة القصف بقذائف الهاون للعاصمة السورية، أمس، من ساحة العباسيين، والمناطق ذات الأغلبية المسيحية في حيي القصاع وباب توما، إلى عمق دمشق، حيث أسفر سقوط قذيفة هاون أمام المسجد الأموي عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 26 آخرين بجروح. وجاء هذا التطور بأعقاب اشتداد المعارك في بلدة النبك والقلمون.

وأعلن مصدر في قيادة شرطة دمشق لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن 4 أشخاص قضوا جراء سقوط قذيفة الهاون أمام الجامع الأموي قرب سوق الحميدية التراثي في مدينة دمشق القديمة. وجاء استهدافه بقذيفة الهاون، بعد سلسلة من عمليات القصف بالهاون استهدف خلال هذا الشهر أحياء مسيحية في منطقتي القصاع وباب توما، فضلا عن استهداف منطقة ساحة العباسيين. وتسيطر المعارضة السورية على المنطقة الخلفية لدمشق القديمة في المتحلق الجنوبي وعين ترما، التي يشتبه بأن قذائف الهاون انطلقت منها لاستهداف الأحياء المسيحية. ويقع الجامع الأموي في عمق دمشق القديمة، تحده الأحياء المسيحية التي تعرضت لهجوم مماثل، ما يشير إلى تطور إمكانيات المعارضة على قصف العمق بقذائف الهاون الثقيلة لمسافات تتخطى خمسة كيلومترات.

وتعوض الجهات التي تطلق قذائف الهاون، ويرجح أنها المعارضة، بهجوم مماثل، بعد تشديد القوات الحكومية التدابير الأمنية حول العاصمة السورية. ويقول ناشطون لـ«الشرق الأوسط» إن العاصمة «محاصرة من كل جوانبها، بحيث يستحيل اقتحامها»، مؤكدين أن القوات الحكومية «أقفلت مداخل العاصمة، وشددت من إجراءاتها منذ شهر أغسطس (آب) 2012 مما يصعب مهمة اختراقها». وتقاتل المعارضة على أطراف العاصمة، وخصوصا في الغوطة الشرقية، ما يمنع القوات الحكومية من التقدم، فيما يتقدم الجيش النظامي في جنوب دمشق، ويفرض حصارا خانقا على المناطق الملاصقة للعاصمة مثل المعضمية وداريا اللتين تقعان على تماس مع مطار المزة العسكري، والقريبتين من أحياء دمشق الراقية والأمنية.

ويسيطر النظام على العاصمة، فيما يحاول استعادة السيطرة على مناطق بريف دمشق أحكمت المعارضة السيطرة عليها، وتحديدا في الغوطة الشرقية. ويشير أحد الناشطين الميدانيين لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحدود الفاصلة بين سيطرة النظام والمعارضة تقع في الطرقات السريعة المحيطة بدمشق. وبموازاة أحياء دمشق القديمة إلى الخلف، يقع طريق مطار دمشق الدولي والمتحلق الجنوبي الذي تسيطر المعارضة على أجزاء منه، وكذلك عين ترما. فيما تتسع دائرة سيطرة المعارضة إلى الشمال الشرقي، وتحديدا في حيي جوبر والقابون، حيث يعتقد أن المعارضة تطلق قذائف الهاون منهما باتجاه ساحة العباسيين، على الطرف الشرقي للعاصمة.

ولا يعد هذا الاستهداف الأول للجامع الأموي في دمشق القديمة، الذي يتمتع بقيمة تراثية كبيرة، كونه يعد النسخة الكبرى للجامع الأموي الموجود في مدينة حلب شمال البلاد الذي دمر نتيجة النزاع بين طرفي الصراع السوري.

وفي سياق متصل، أفادت وكالة «سمارت» السورية المعارضة باستخدام قوات النظام في دمشق «صواريخ فراغية استهدفت حي العسالي».

في موازاة ذلك، تصاعدت العمليات العسكرية في بلدة النبك في القلمون بريف دمشق، بالتزامن مع محاولة القوات النظامية اقتحامها. وقال ناشط في البلدة لـ«الشرق الأوسط» إن القصف «ينهمر مثل المطر، ما حال دون خروجنا من المدينة، ودفعنا للاحتماء بالملاجئ». وأشار الناشط إلى أن البلدة «تتعرض لقصف مركز منذ يومين، بالتزامن مع اشتباكات واسعة النطاق، تمتد من الأوتوستراد الدولي الذي يربط حمص بدمشق، وشرقا إلى سائر أطراف البلدة».

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن النبك تتعرض لقصف متواصل من قوات النظام التي تحاول السيطرة عليها، لاستكمال إمساكها بالمنطقة المحاذية لطريق حمص – دمشق، مشيرا إلى معارك عنيفة تترافق مع القصف. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «معارك عنيفة تدور على محور النبك التي كانت دخلتها قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني الخميس»، لافتا إلى أن مقاتلي المعارضة «أفشلوا خلال الساعات الماضية محاولة تقدم لهذه القوات». وأشار عبد الرحمن إلى أن القوات النظامية «قررت على ما يبدو اعتماد القوة التدميرية لدخول النبك، وهو أمر تجنبته في مدينة دير عطية التي أحكمت سيطرتها عليها الخميس، كون هذه الأخيرة موالية بغالبيتها للنظام، ولا يزال معظم سكانها موجودين فيها».

في غضون ذلك، أفاد ناشطون بمقتل 15 مدنيا وإصابة آخرين بجروح جراء إلقاء الطيران المروحي برميلين متفجرين على مقربة من دوار قاضي عسكر في حلب. وجاء ذلك غداة تعرض بلدة حريتان لقصف براجمات الصواريخ، فيما تواصلت الاشتباكات في مستشفى الكندي في مدينة حلب، ومنطقتي الهزازة والجديدة بريف حلب، بينما «استقدمت القوات النظامية تعزيزات عسكرية إلى حي السيد علي في المدينة».

وفي ريف حماه الشمالي، تمكن مقاتلون من حركة «أحرار الشام الإسلامية» من السيطرة على حاجز «الغربال»، بعد مواجهات عنيفة، بينما أطلقت قوات المعارضة معركة في مدينة درعا للسيطرة على حي المنشية حيث دارت اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة وقوات النظام. وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بأن مقاتلي المعارضة دمروا دبابة وأعطبوا أخرى لقوات النظام في بلدة عثمان بريف درعا.

في غضون ذلك، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بإطلاق صاروخ «سكود» من «اللواء 155» المنتشرة كتائبه في أراضي بلدة حفير الفوقا، باتجاه الشمال السوري. وأفاد ناشطون بمواصلة القوات النظامية «استهداف المناطق السكنية في الرقة (شرق البلاد) بأسلحة ثقيلة، ما أسفر عن سقوط سبعة مدنيين وجرح سبعة آخرين».

تصاعد ظاهرة خطف الناشطين المدنيين في المناطق «المحررة» بحلب

الاتهامات تتجه نحو «داعش».. وكتيبة معارضة تعلن فتح مقراتها لحمايتهم

بيروت: «الشرق الأوسط»

تتزايد عمليات خطف الناشطين المدنيين في مدينة حلب، لا سيما داخل المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وفي حين تتجه أصابع الاتهام إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، فإن مصادر حقوقية لا تستبعد أن تكون كتائب معارضة أخرى تختطف الناشطين الذين يعلنون مواقف مخالفة لتوجهاتها بهدف ترهيبهم ومنعهم من التعبير عن آرائهم.

دفع هذا الواقع بعدد كبير من الناشطين إلى مغادرة المناطق المحررة، خاصة العاملين منهم في المجال الإعلامي، إذ يؤكد الناشط الحقوقي عبيدة فارس لـ«الشرق الأوسط» أن «80% من عمليات الخطف تستهدف ناشطين إعلاميين، فيما البقية هم ناشطون في مجال الإغاثة». مشيرا إلى أن «ظاهرة خطف الناشطين تزايدت مع بداية شهر يونيو (حزيران) الماضي تزامنا مع بروز تنظيم «داعش» واكتسابه قوة ونفوذا في مناطق حلب وريفها».

ويرجح فارس أن «يكون تنظيم (الدولة الإسلامية) هو من يقف وراء عمليات الخطف لأنه يعمل بشكل أمني، ما يجعله يتوجس من أي شخص لديه معلومات أو بصدد جمع معلومات»، من دون أن يستبعد «تعمد التنظيم شن حملة مضادة تستهدف الناشطين والصحافيين بعد أن قام هؤلاء بفضح انتهاكات عناصره في الآونة الأخيرة».

لكن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، ينفي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن تكون «داعش» هي الطرف الوحيد الذي يرتكب عمليات الخطف في حلب، مشيرا إلى أن «عددا من الكتائب المعارضة تخطف أي ناشط لا يتفق مع توجهاتها».

وغالبا من يصعب تحديد الجهة الخاطفة في حلب، إذ يعمد أشخاص ملثمون إلى تنفيذ هذه العمليات من دون إظهار أي إشارة إلى هويتهم. وكان آخر ضحايا عمليات الخطف الناشط الإعلامي لؤي أبو الجود الذي اختطف قبل يومين، خلال تغطيته لحادث سقوط برميل متفجّر في حي قاضي عسكر في حلب. كما جرى اختطاف الناشط الإعلامي مهيمن الحلبي المعروف باسم مالك الوسمي قبل أيام حين اعترض طريقه مجموعة من الملثمين أثناء توجهه إلى خناصر.

وذكر موقع «حلب نيوز» أن الملثمين اقتادوا الحلبي إلى سيارة رباعية الدفع، وانطلقوا به إلى جهة مجهولة. سبق هذه الحادثة اختطاف الناشط الإعلامي أحمد بريمو، بعد أن هاجمت مجموعة من المسلحين مكان سكنه في حي الزبدية في مدينة حلب، وأخذته تحت تهديد السلاح، بحسب ما ذكرت شبكة «حلب نيوز». إضافة إلى هؤلاء الإعلاميين المختطفين، سبق لجهات مجهولة أن اختطفت الناشط الإعلامي عبد الوهاب الملا ومراسل قناة «أورينت» عبيدة بطل.

ونتيجة تصاعد عمليات الخطف ضد الناشطين، أعلنت كتيبة «أبو أيوب الأنصاري» التابعة للجيش السوري الحر عن فتح أبواب مقراتها بمحافظة حلب أمام جميع الناشطين بعد التهديدات التي وجهت ضدهم. وقالت الكتيبة، في بيان عبر صفحتها الرسمية على موقع «فيس بوك»، إن «الثورة ناقصة من دون تكاتف جميع القوى الثورية في مجالاتها المتنوعة».

ويستبعد الناشط الحقوقي عبيدة فارس في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» أن «تتمكن الجهات الخاطفة من تحقيق أهدافها بإسكات الأصوات الحرة»، معربا عن ثقته بأن «الشعب الذي لم يتمكن نظام الرئيس بشار الأسد من قمعه وإسكاته لن تستطيع بعض التنظيمات مهما بلغ تطرفها أن تفعل أي شيء في هذا السياق».

وكان عشرات من الناشطين في مدينة حلب قد خرجوا في مظاهرات منتصف الشهر الجاري مطالبين بإطلاق سراح الناشطين الإعلاميين المخطوفين، وأكّد المتظاهرون على ضرورة قيام الهيئات القضائية والشرعية بالكشف عن الجهة المسؤولة عن عمليات الخطف والعمل على الحفاظ على حرية العمل الإعلامي. وقد رفع المتظاهرون صور الناشطين المخطوفين وشعارات تندد بهذه الانتهاكات وطالبوا بـ«منع ظاهرة اللثام بين بعض الكتائب التي يتستر خلفها المجرمون».

وانتهت المظاهرات باعتصام قصير أمام مقرات «الهيئة الشرعية» و«دولة الإسلام في العراق والشام» و«لواء التوحيد».

مأدبة فاخرة لداعش بعد تحرير أسرى واستياء معارضين منها

بيروت – نشرت الدولة الإسلاميّة في العراق والشام “داعش، في “ولاية إدلب”، بياناً بالصور قالت إنّه احتفال بفكّ أسر عناصر تابعين لها كانوا معتقلين لدى كتائب “أحفاد الرسول” التابعة للجيش السوري الحرّ، ما أدى إلى استياء بعض المعارضين.

وكانت قد سجلت اشتباكات عنيفة بين داعش والكتائب في عدّة مناطق سوريّة ومنها الرقة وريف حلب وإدلب.

البيان الذي لم يفسّر أيّ تفاصيل بشأن كيفيّة فكّ الأسرى، جاء بعنوان “فكّوا العاني”، وأظهر صور مناسف اللحم والمرق، وصوراً لأطفال بالزي العسكري وبعض قادة داعش يحتفلون لفك أسر العناصر.

ويتهكم “الداعشيون” على كتائب أحفاد الرسول ويتهمونهم بـ”الردة” ويصفونهم تارة “بأحفاد الرئيس”، وتارة بـ”أحفاد ماكين”، في إشارة إلى السناتور الأميركي جون ماكين، وحيناً بـ”أحفاد فرنسا”.

ولم يخلُ بيان داعش من الأخطاء اللغويّة، فكتبت كلمة “مأدبة” بالعربي “المكسّر” لتصبح “مأدوبة غداء”.

وأثار البيان استنكار عدد من المعارضين ومن بينهم موالين لها، واعتبروا أنّه “بينما يعاني أهالي سوريا من الجوع والقصف تقوم “داعش” بإعداد الولائم والمناسف لمنتسبيها ومحبيها، حيث سبق أنّ انتشرت صور لمناسف مبايعة بعض عشائر الرقة للدولة الاسلاميّة في العراق والشام”.

“مجزرة” بريف حلب وتقدم للثوار في حماة

                                            قال ناشطون سوريون إن قوات النظام ارتكبت “مجزرة” في مدينة الباب بريف حلب اليوم جراء قصف بالبراميل المتفجرة من الطيران الحربي، استهدف منازل مدنيين والسوق التجارية في المدينة، مما أوقع 12 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى.

وقد أعلنت فصائل سورية معارضة اليوم السبت أنها سيطرت على قريتين بريف حماة وأسقطت طائرة حربية بعدما كانت استولت في الأيام القليلة الماضية على حواجز عسكرية. وفي الوقت نفسه، تدور معارك بدرعا وسط قصف جوي ومدفعي في عدة محافظات.

وقالت قوات المغاوير إنها سيطرت مع فصائل أخرى مشاركة في معركة “قادمون يا حمص” على قريتي عصافرة وعرشونة في ريف حماة الشرقي، بعد معارك استمرت عدة ساعات.

وأضافت أن مقاتلي المعارضة أسقطوا طائرة حربية كانت تقوم بالتغطية على القوات النظامية أثناء انسحابها من أرض المعركة.

وقال الناطق العسكري صهيب العلي للجزيرة إن الطائرة أسقطت بصاروخ كوبرا، مؤكدا العثور على جزء من حطامها وتصويره.

ويشهد ريف محافظة حماة قتالا منذ شهور، وتمكنت المعارضة في الأيام القلية الماضية من السيطرة على عدة حواجز بينها الكفر والغربال وأبو زخيم، بينما اندلعت اليوم اشتباكات قرب حاجز آخر.

وأوضح العلي أن الفصائل المشاركة، ومنها كتائب الفاروق وألوية الفاتح ولواء التوحيد وفوج الفاتحين، بدأت العملية في قريتي عصافرة وعرشونة أمس، في حين أن معركة قادمون بدأت قبل ثلاثة أشهر لفك الحصار عن مدينة حمص المحاصرة، وتم خلالها حتى الآن السيطرة على 35 قرية.

وأشار إلى مشاركة عناصر من حزب الله في المواجهات الأخيرة في عصافرة وعرشونة. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الثوار سيطروا على حاجز “سيرياتيل” ببادية شاعر في ريف حماة بعد اشتباكات خسروا فيها 11 مقاتلا، في حين قتل 16 من الجنود النظاميين.

جبهات القتال

وفي ريف دمشق، دارت فجر اليوم ومساء أمس اشتباكات على المتحلق الجنوبي من جهتي زملكا وجوبر بدمشق وسط قصف مدفعي يستهدف أطراف حي جوبر وأحياء من دمشق أخرى خارجة عن سيطرة النظام، مثل القابون وبرزة، بحسب شبكة شام.

وفي ريف دمشق، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام قصفت جوا وبرا أحياء في مدينة النبك التي تحاول اقتحامها، مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وتدمير وحرق مبان سكنية.

وكانت القوات النظامية سيطرت في الأيام القليلة الماضية على مدينتي دير عطية وقارة بجبال القلمون الإستراتيجية بالقرب من الحدود اللبنانية، وتستعد لمهاجمة يبرود.

وفي هذا الإطار، قال الائتلاف السوري المعارض في بيان له إن قوات النظام تحتجز نحو ثلاثين عائلة في مبان قرب مدينة النبك. من جهتها قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام قصفت بالطيران والمدفعية أحياء عدة في المدينة مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وتدمير وحرق مبان سكنية.

وفي درعا، اشتبك مقاتلو المعارضة اليوم مع القوات النظامية في حي المنشية وفي محيط سرية التسليح شرق بلدة بصر الحرير، كما تدور اشتباكات في الجهة الشرقية لبلدة إنخل بالقرب من اللواء 15 التابع للقوات النظامية وفقا للجان التنسيق المحلية وشبكة شام.

وبالتزامن مع الاشتباكات، تعرضت بلدات إنخل وبصر الحرير وداعل لغارات جوية فضلا عن القصف المدفعي، بحسب المصدر نفسه.

واستهدفت غارات جوية أخرى اليوم بلدات في إدلب بينها كفر عويد، بينما قالت وكالة الأنباء السورية إن الجيش النظامي دمر تجمعات لمن نعتهم بالإرهابيين في قرى وبلدات بجبل الأربعين بالمحافظة نفسها.

وتحدثت الوكالة أيضا عن قتل مسلحين في أحياء بحلب بينها مساكن هنانو، وكذلك في محيط مستشفى الكندي وسجن حلب المركزي. وفي دير الزور، تعرضت الأحياء الخاضعة للمعارضة وبينها حي الصناعة لغارات جوية، بينما تعرضت مدينة الحولة بحمص لقصف بالمدافع.

وأحصى المرصد السوري أمس أكثر من مائتي قتيل بينهم 73 من الجيش النظامي وعناصر المليشيات الموالية له، و74 من فصائل المعارضة، بينما قتل 19 من حزب الله اللبناني و11 من لواء أبي الفضل العباس في المعارك الجارية بريف دمشق وحلب ومحافظات أخرى.

ومن بين القتلى الذين سقطوا في منطقة المرج بريف دمشق ابن شقيق وزير الزراعة اللبناني، القيادي في حزب الله حسين الحاج حسن، وقد تم دفنه أمس في قرية هوش النبي بسهل البقاع.

واشنطن تعرض تدمير “كيماوي سوريا” بالبحر

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التابعة للأمم المتحدة أن واشنطن عرضت تدمير ترسانة سوريا الكيماوية في البحر على متن سفينة تابعة للولايات المتحدة.

وجاء في بيان للمنظمة التي مقرها في لاهاي “أن المدير العام للمنظمة قال إن عمليات تدمير الأسلحة الكيماوية ستجرى في البحر على متن سفينة أميركية باستخدام تقنية التحليل المائي”.

وأضافت المنظمة أن واشنطن عرضت تقديم التكنولوجيا والدعم الكامل والتمويل لتحييد الأسلحة الكيماوية في سوريا.

وتتعرض منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لضغوط لايجاد خطة بديلة لتدمير ترسانة الغاز السام لدى سوريا بعد أن تراجعت ألبانيا عن استضافة هذه العملية.

وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنها تلقت عروضا من 35شركة تبدي اهتماما بتدمير مخزون الأسلحة الكيماوية بحلول مهلة الجمعة لمعالجة نحو 800 طن من المواد الكيماوية الصناعية التي يمكن تدميرها بأمان في محارق تجارية.

لكن هناك 500 طن اخرى من المواد الكيماوية تشمل غازات الاعصاب ينظر اليها على انها عالية الخطورة لنقلها الى بلد أو معالجتهاتجاريا وسيتم التعامل معها على متن السفينة الأميركية.

وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ان العمليات ستنفذ على متن سفينة أميركية في البحر باستخدام تقنية التحليل المائي مشيرة، إلى أن سفينة تابعة للبحرية الأميركية تجري تعديلات لدعم هذه العمليات.

وذكرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في بيان “عرضت الولايات المتحدة المساهمة في تقديم تكنولوجيا تدمير ودعم كامل وتمويل لعملية التخلص من المواد الكيماوية السورية الأكثر خطورة.”

قتلى بحلب والمعارضة في معلولا مجددا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قتل 20 شخص على الأقل بينهم 7 نساء وطفلة، السبت، في غارة جوية للجيش السوري على مدينة الباب شمالي محافظة حلب، ويأتي ذلك متزامنا مع تمكن قوات المعارضة المسلحة من دخول مدينة معلولا الأثرية للمرة الثانية في الآونة الأخيرة.

وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “الطيران المروحي قصف المدينة بالبراميل المتفجرة” مخلفا أيضا أضرارا جسيمة.

هذا وتمكن مقاتلو المعارضة المسلحة من دخول بلدة معلولا الأثرية التي تقنطها غالبية مسيحية للمرة الثانية فيما تستمر الاشتباكات في محيط العاصمة دمشق.

ويأتي دخول المعارضة لبلدة معلولا الواقعة في سلسلة جبال القلمون شمالي العاصمة وسط ضغط كبير تمارسه القوات الحكومية منذ أسبوعين على مجموعات المعارضة في تلك المنطقة الاستراتيجية التي تصل بين سوريا ولبنان.

هذا وقصفت المدفعية المتمركزة على جبل قاسيون والتابعة للقوات الحكومية حي برزة شرقي دمشق.

كما استمرت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة المسلحة على مدخل مدينة داريا.

الائتلاف: تنازل إيران عن النووي لا يختلف عن تخلي الأسد عن الكيماوي

إسطنبول، تركيا (CNN)– قال بدرالدين جاموس، الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني، لا يختلف عن الاتفاق الدولي حول تخلي نظام الأسد عن ترسانته الكيماوية.

الائتلاف السوري: الإبراهيمي حاول الانقلاب علينا

ونقل تقرير نشر على الموقع الرسمي للائتلاف “لم يستغرب الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر الدين جاموس من تصريحات رئيس وزراء نظام الأسد، والتي اعتبرت الاتفاق الإيراني مع الدول الغربية بالشأن النووي انتصارا للشعب السوري.”

المعارضة تتهم قوات الأسد بارتكاب “مجزرة” في دير عطية

ونقل التقرير على لسان جاموس قوله: “إن هذا التصريح يناسب واقع العلاقة الفعلية بين النظامين، حيث يعتبر النظام جزءاً لا يتجزأ من ميليشيا إيران والملالي وأبي الفضل العباس.”

دمشق تؤكد مشاركتها بجنيف 2.. والحر يقاطع

وأضاف جاموس: “إننا حتى إذا نظرنا لعمليات تبادل الأسرى التي يقوم النظام بها، فإننا نلاحظ أنه قايض خلال جميع عمليات تبادل الأسرى، السوريين بإيرانيين أو بأسرى تابعين لميليشيا حزب الله الإرهابي،” مشيرا إلى “النظام رفض مرارا مقايضة الأسرى من ضباط الجيش النظامي وحتى العلويين بأسرى من الثوار السوريين، ما يدل أنه ليس وطنيا بل يعمل لصالح قوى إيران المحتلة.”

الناطق باسم الائتلاف السوري: تفاهم أمريكي روسي لتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة

روما (29 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد قيادي في ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية على وجود “تفاهم مكتوب” بين الولايات المتحدة وروسيا يقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة خلال مؤتمر جنيف2، وأشار إلى أن الائتلاف طالب كمقدمة للمؤتمر أن يقوم النظام السوري بإطلاق سراح خمسة آلاف امرأة وطفل معتقلين لديه

وقال عضو الهيئة السياسية والناطق باسم الائتلاف، لؤي صافي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد حدد الائتلاف عدة خطوات يعتبرها ضرورية للوصول إلى جنيف، وفي مقدمتها رفع الحصار عن المدن والقرى المحاصرة، وتوفير الغذاء والدواء للسكان، كذلك طالب بالإفراج عن معتقلين سياسيين وفي مقدمتهم خمسة آلاف امرأة وطفل محتجزين” لدى سلطات دمشق

ووصف صافي رفع الحصار وإطلاق سراح المعتقلين بـ”الشرطين الأساسيتين ليس فقط لأن تحقيقهما هو جزء من بيان جنيف، وبالتالي هما ليستا شرطين إضافيين، بل لأن نجاح المجتمع الدولي سيؤكد قدرته على ممارسة الضغوط على النظام لاحقاً لتحقيق متطلبات بيان جنيف”

وكان الائتلاف قد أعلن الخميس أنه سيحضر مؤتمر جنيف2 مشترطاً بألا يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور في المرحلة الانتقالية، ودعا إلى فك الحصار عن بعض المناطق المحاصرة من أجل إدخال الإغاثة وإطلاق سراح معتقلين

وأعرب الناطق باسم الائتلاف عن قناعته “بعدم قدرة النظام السوري على التملص من تطبيق كامل بنود إعلان جنيف الذي دعا إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة”، وقلل من أهمية تصريحات الخارجية السورية التي رفضت أي طرح لاستبعاد الأسد من العملية الانتقالية، وقال “بالنسبة لالتزام سورية ببيان جنيف فهذا لا خلاف حوله، فروسيا وقعت على تفاهمات مع الولايات المتحدة التزمت فيها بتشكيل هيئة حكم انتقالية بكامل الصلاحيات، وبالتالي فلن يستطيع النظام التملص من التزامات بيان جنيف إلا بخرق التفاهم الروسي الأمريكي”، حسب تقديره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى