أحداث 26 أذار 2011
معارض سوري: الإعلام المحلي يقدم صورة فكاهية للأحداث
بهية مارديني من القاهرة
طالب بالحجز على أموال رموز الفسادؤ
اعتبر معارض سوري أنّ أمام الرئيس السوري بشار الأسد “فرصة ذهبية ليضع نفسه بين رجالات سوريا التاريخيين”، محذّرا من أن” أية اجراءات دموية اضافية ستجعل من المطالبات أشياء تجاوزها الزمن وسيتسبب في ردود فعل ربما لن يتمكن أحد بالتكهن بها أو السيطرة على نتائجها”.
رأى الدكتور عاطف صابوني عضو حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي المعارض في سوريا في لقاء خاص مع “إيلاف” ان ما يحدث اليوم في سوريا لا يمكن أن ُيعالج معالجات تجميلية أو بتلك الصورة الفكاهية التي يتناولها الاعلام السوري أو عبر المزيد من سفك الدماء والاعتقالات التي تمارسها أجهزة النظام الأمنية”، مشيراً الى ان “خروج الناس من دائرة الخوف وتجاوزهم حاجز الصمت أمر لن يتم التراجع عنه، وإنني لا زلت أراهن على مخرج آمن يجنب البلاد وضعا أكثر مأساوية يأمل كل سوري أن لا تنجر إليه البلاد التي لا تتحمل أوضاعها الإقتصادية والمعاشية وهمومها الإقليمية والدولية تداعياتها ونتائجها”.
وعبر صابوني عن إعتقاداه أن “أمام الرئيس السوري اليوم فرصة تاريخية ليضع نفسه بين رجالات سوريا التاريخيين عبر إجراءات فورية لا وعود ضبابية مثل الافراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الأحداث الأخيرة، وأن يشكل لجنة محايدة للتحقيق في حوادث القتل والتعذيب التي حصلت ومحاسبة المتسببين بها وأن تكون أعمال تلك اللجنة شفافة وأن يشرف على عملها منظمات حقوق الانسان”.
كما لفت الى وجوب “اعلان فوري بوقف العمل بقانون الطوارئ وتشكيل لجنة وطنية تتولى صياغة دستور مؤقت للبلاد يضمن المرور بها عبر مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر وتمهد لإنتخابات برلمانية نزيهة وتعددية ودعوة المجلس الحالي للانعقاد وإلغاء المادة الثامنة من الدستور، وصياغة تشريع ينظم تشكيل الأحزاب وترخيصها عبر لجنة قانونية للأحزاب تتمتع بالحيادية والثقة والسماح للمنظمات والجمعيات والمنتديات بالعمل، إلى جانب الدعوة الى مؤتمر وطني جامع لكل القوى داخل البلاد وخارجها لوضع التصورات للمرحلة المقبلة ورفع شعار القيادة الأبدية من التداول الإعلامي والتعهد بتداول سلمي للسلطة عبر انتخابات رئاسية تعددية نزيهة تخفض مدتها الى 4 أو 5 سنوات قابلة للتمديد لمرة واحدة فقط والإفراج عن ملفات الماضي وتشكيل لجنة حقوقية وقضائية لتصفية ملفات المفقودين والقتلى والمعتقلين وتعويضهم وذويهم”.
وطالب صابوني “بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لرموز الفساد وطبقة المنتفعين تمهيدا للنظر فيها من قبل القضاء” .
وختم بالتأكيد على اعتقاده “أن تلك الاجراءات سيكون لها تأثير حاسم على تجنيب البلاد اية هزات غير محسوبة وسيتيح لسوريا انتقالا هادئا وسلسا وآمنا الى عهد جديد يطالب به السوريون اليوم وهو من حقهم وهم جديرون به”، محذّرا من “أن أية اجراءات دموية اضافية سيجعل من تلك المطالبات أشياء تجاوزها الزمن وسيتسبب في ردود فعل ربما لن يتمكن احد بالتكهن بها أو السيطرة على نتائجها كما حصل ويحصل اليوم في ساحات عربية قريبة وبعيدة”.
ايلاف
شاهد عيان من اعتصام دوما الحبيبة البارحة
لبيت دعوة اعتصام أهالي منطقة دوما يوم أمس, لكني كنت حريص كل الحرص أن لا تكون دعوى الاعتصام طائفية, مع ذلك تفاجئت وأنا الذي أعرف التزمت الديني لأهل تلك المنطقة, كان شعارهم الأول: حرية حرية..اسلام ومسيحية,دروز وعلوية, أكراد واسماعيلية
..
اعتصم العديد من الشباب في ساحة البلدية, والتي أطلقوا عليها ساحة الكرامة والتحرير, واختلطت النداءات المطالبة بـ:
الحرية
الغاء حالة الطوارىء
الإفراج عن كل المعتقليين أصحاب الرأي في سورية
القضاء على الرشوة والفساد
الغاء الأحكام العرفية
بعد عدة ساعات من بدء الاعتصام أرسل النظام مندوبيه من أعضاء مجلس الشعب للتفاوض معنا, مع وعود كاذبة بالتغيير والاصلاح والافراج عن المعتقلين, بينما تتوارد لنا الأنباء العاجلة عن سقوط الشهداء في درعا والصنمين والمعضمية واللاذقيةعند هذه الأنباء المحزنة تصاعدت مطالبنا وأصواتنا, اسقاط النظام السوري, اسقاط حزب البعث الحاكم ,اسقاط حكومة العطري
تعالت الهتافات بالاعتصام لأيام وأيام,وجاءت قوات حفظ النظام, وأثبتنا لهم أننا ليس هنا للتخريب وسنعتقل كل مخرب,بالرغم من أنهم أرسلوا بعض المتخفين منهم ليحرضوا على العنف وضرب المراكز الادارية,لكن كنا في اعتصام أهلي اجتماعي سلمي, من المثقفين وأصحاب المهن الحرة, مواطنين يأكلون من كد جبينهم لكنهم يتوقون للحرية,كنا مواطنين عزل ليس لدينا إلا أوراق نرفعها تندد بالبطش وتطالب الاسراع بعملية الاصلاح,
و للأسف كانت يد البطش أقوى
في الثانية عشر ليلاً افترشنا الأرض, وهناك من جاء بالأغطية القماشية والسجادات, الكثير من رجالات تلك المنطقة تبرعوا من جيوبهم وهم من أصحاب الدخل المحدود, فاشتروا لنا المياه والخبز والتمر.
لكن للأسف كانت يد البطش أقوى
لم تبدأ قوات حفظ النظام بالهجوم, لقد أرسل النظام علينا بلطجية ملتحين يحملون عصي برؤوس مدببة
تعالى صياحهم الله..سورية..بشار وبس
وتعالى صياحنا الله..سورية..درعا وبس
وللأسف كانت يد الغباء أقوى
تقدم أحد كبار السن متجهاً إلى مندوبي النظام, وقال لهم بصوت عال..ادخروا قواكم ضد أعداءنا هناك في تل أبيب, أخيفوا أعدائكم ولا ترهبوا شعوبكم المطالبة بالحرية, فانهال البلطجية علينا بعصيهم وذلك بعد أن شكلنا درعاً بشرياً لحماية الاعتصام, كانوا ينهالون علينا ضرباً وهم يهيلون علينا الشتائم ويرددون الشعارات الموالية لبشار الأسد
لم أشعر بالعصا التي تركزت بكل لؤم على رأسي والأخرى التي أصابت خاصرتي إلا بعد ساعة تقريباً
سقط من سقط منا, وهرب من هرب, فالعصي لم تعرف كبيراً في السن أو يافعاً في ربيع عمره
ركضنا في حارات دوما هرباً من بطش هؤلاء البلطجية وأعدنا تشكيل وتجميع أنفسنا لمتابعة الاعتصام السلمي, لكن هؤلاء البلطجية كانوا من الدهاء بما يكفي ليختبىء الكثير منهم في تلك الحارات ويطوقوننا مجدداً وهذه المرة ليعتقلوننا فهربنا مجدداً
وأنا في طريق العودة رأيت سيارة شرطة كبيرة مصفحة وهتافات كثيرة تنطلق من داخلها…حرية..حرية
وكانت هذه لحظة حرية لنا جميعاً بؤسفني فيها أن هناك أيدي لم تعرف إلا الغدر والقتل أرادات أن تنال من هذه اللحظة, لكننا حصلنا عليها بالرغم منهم
بلحظة الحرية هذه سقطت ادعاءات بثينة شعبان عن الاصلاح
بلحظة الحرية هذه وبالأحداث التي طالت سكان درعا والصنمين وكل المدن السورية بات الجميع يدرك أن هذا النظام هو نظام استبدادي, مجرم, وقاتل كغيره من الأنظمة المستبدة, ولن يخرج إلا بدماء آلاف الشهداء
مع هذا فالمسيرة مستمرة
تقارير عن ارتفاع عدد قتلى المواجهات في درعا إلى 55 قتيلاً
دعوة على فايسبوك إلى تظاهرات جديدة في المدن السورية كافة
وكالات
أوردت تقارير إعلامية خبر مقتل عشرة أشخاص على الأقل في أحدث المواجهات بين الثوار في سوريا وقوات الأمن، في ظل انتشار حركة الإحتجاج في مناطق سورية جديدة مع شيوع خبر الإعتداءات العنيفة للأمن على المتظاهرين وسقوط المزيد من القتلى من بينهم. ولفتت منظمة العفو الدولية إلى أن عدد القتلى وصل إلى 55 شخصاً، في حين شهدت دمشق ومدن سورية خروج مسيرات مؤيدة للرئيس السوري.
المواجهات في درعا
دمشق: دعت مجموعة “يوم الغضب السوري” التي اثارت موجة التظاهرات، الى “انتفاضة شعبية” السبت في المدن السورية كافة “لإغاثة مدينة درعا”، وذلك غداة تظاهرات في المدن السورية الكبرى وفي محافظة درعا التي شهدت حوادث دامية.
ودعت المجموعة الى “انتفاضة شعبية السبت في كل المحافظات السورية”، مشددة على عبارة “قولوا الله يارجال” التي شاع استخدمها من قبل الثوار ضد الاحتلال الفرنسي في مسلسل “باب الحارة” الجماهيري.
وكان مسؤول سوري رفض الكشف عن اسمه أكد لوكالة فرانس برس أن تظاهرات الجمعة “أوقعت 13 قتيلاً، بينهم رجلا إطفاء وأحد الموظفين الذين قتلوا على يد المتظاهرين”. واكد ناشطون حقوقيون من جهتهم مقتل 25 شخصًا.
وأشار عدد من الناشطين السوريين لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن الشرطة السورية أطلقت النار على محتجين في بلدة الصنمين (40 كلم عن جنوب دمشق) أثناء توجههم إلى المشاركة في تشييع قتلى سقطوا خلال الأسبوع الماضي في احتجاجات مدينة درعا.
في حين أكد مصدر رسمي سوري لوكالة “يو بي آي” أن عشرة أشخاص قتلوا فعلا في الصنمين، لكنه لم يعط أية تفاصيل عن ملابسات مقتلهم. بينما نقلت الوكالة عن شهود أن عدد القتلى في الصنمين بلغ 15 شخصًا، إضافة إلى جرح أربعين آخرين. في حين أشار حقوقيون ونشطاء للجزيرة نت إلى أن عدد قتلى الصنمين بلغ عشرين شخصًا.
غير أن “يو بي آي” نقلت عن مسؤول آخر قوله إن مجموعة مسلحة حاولت اقتحام مقر للجيش الشعبي في البلدة واشتبكت مع حراس المقر، مما أدى إلى مقتل عدد من المهاجمين.
في المقابل، أشارت منظمة العفو الدولية أمس الجمعة إلى أنه يُعتقد أن عدد الذين سقطوا في مدينة درعا وضواحيها منذ بدء الإحتجاجات في الخامس عشر من الشهر الجاري قد بلغ 55 قتيلاً على الأقل، بينما أفادت الأنباء بانتشار رقعة الاحتجاجات لتشمل مدنًا عدة وبلدات أخرى في البلاد.
وجاء في بيان أصدرته المنظمة الدولية أن “قوات الأمن فتحت النار مرة أخرى على المتظاهرين في بلدة الصنمين، بينما اعتقلت العديد من الأشخاص في العاصمة دمشق، وفقًا لتقارير صادرة الجمعة، وذلك بعد يوم من تعهد السلطات بالتحقيق بأعمال العنف”.
إلاَّ أن سكان محليين كانوا قد قالوا إن عدد القتلى الذين سقطوا في درعا هو ضعف هذا العدد، حتى قبل تظاهرات الجمعة.
بينما أعلن مسؤولون في المستشفى المحلي في درعا إن 37 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم عندما قامت القوات الأمنية بإقتحام المسجد العمري، الذي كانت مجموعة من المتظاهرين معتصمة في داخله.
وكانت موجة احتجاجات قد بدأت قبل نحو أسبوع في مدينة درعا (جنوب سوريا)، للمطالبة بالحرية والإصلاح قد قابلتها القوات الأمنية بالرصاص الحي، ثم تكرر الأمر عند تشييع جنازات القتلى.
وتعهّد الرئيس السوري بشار الأسد، في تصريحات على لسان مستشارته الإعلامية والسياسية بثينة شعبان أول من أمس، بدراسة “إمكانية إنهاء العمل بقانون الطوارئ المعمول به في سوريا منذ عام 1963″. وأصدر أيضًا مرسومًا بزيادة الرواتب لجميع العاملين في القطاع العام وخفض الضرائب.
مقتل شخصين بنار قناصين تابعين ل”مجموعة مسلحة” في اللاذقية
اعلن مصدر سوري رسمي السبت ان قناصين تابعين ل”مجموعة مسلحة” قاموا باطلاق النار في مدينة اللاذقية الساحلية ما اسفر عن مقتل شخصين وجرح آخرين.
واوضح المصدر لوكالة فرانس برس ان “قناصة تابعين لمجموعة مسلحة قاموا باطلاق النار على المارة في اللاذقية ما اسفر عن مقتل شخصين وجرح اثنين آخرين”.
وكان مسؤول سوري رفيع اعلن في وقت سابق ان “مجموعة مسلحة احتلت اسطح ابنية في بعض احياء مدينة اللاذقية وقامت باطلاق النار على المارة والمواطنين وقوى الامن”.
اتساع نطاق التظاهرات
هذا وشهدت المدن السورية أمس، بما فيها العاصمة دمشق، المزيد من التظاهرات الإحتجاجية بعدما انتشرت أنباء تفيد بمقتل العشرات في محافظة درعا الواقعة في جنوب البلاد عقب صلاة الجمعة، وقامت قوات الأمن بتفريقها.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن شاهد عيان في درعا بأن آلاف السوريين خرجوا في للمشاركة في تشييع جنازات بعض من سقطوا في الاشتباكات مع القوات الأمنية، هاتفين “حريَّة، حريَّة” وحاملين الأعلام السورية وأغصان الزيتون.
وقال مراسل رويترز إنه شاهد المتظاهرين يزيحون من وسط الساحة الرئيسة في درعا تمثالاً للرئيس الراحل حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار الأسد، وذلك قبل أن “تفتح عناصر أمنية بثياب أمنية النار من مسدسات أتوماتيكية من مبانٍ مجاورة”.
ونقلت الوكالة عن بعض سكان المدينة أن قوات الأمن ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وأن شخصين سقطا أرضًا، ثم نقلا إلى مستشفى المدينة الرئيس.
كما نقلت التقارير الإعلامية أن متظاهرين هاجموا عددا من رجال الأمن مع حلول الظلام، واختطفوا بعض أسلحتهم وطردوهم إلى خارج الجزء القديم من المدينة والمسجد العمري، الذي كان مركز تجمع المحتجين الأسبوع الماضي.
ولفتت رويترز إلى أن المتظاهرين هتفوا داعين شقيق الرئيس السوري وقائد الحرس الجمهوري ماهر الاسد إلى إرسال قواته لتحرير هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. وتحدثت الوكالة وشهود عن إطلاق نار كثيف، بينما هرع المتظاهرون بحثًا عن ملاذ آمن. وشاهد مراسل رويترز بعض الجرحى ينقلون إلى سيارات وعربات إسعاف.
وفي العاصمة، انطلقت مظاهرات بعد صلاة الجمعة للمطالبة بإجراء إصلاحات سياسية وإطلاق الحريات. وقد تدخلت قوات الأمن وقامت بتفريق المتظاهرين.
وتحدث شهود عن مقتل ثلاثة متظاهرين في ضاحية المعظمية القريبة من دمشق، وأشاروا إلى أن قوات الأمن تطوق الضاحية وسط معلومات عن اعتقال العشرات.
كما شهدت ساحة كفر سوسة في العاصمة مسيرة عقب صلاة الجمعة شارك فيها المئات تطالب بالإصلاح ومكافحة الفساد.
من جانب آخر، حصلت تجمعات لعدد من المواطنين في محافظات عدة دعت إلى تلبية مطالب محلية، والإسراع في تنفيذ الخطوات الإصلاحية ومكافحة الفساد.
وفي حمص، خرجت تظاهرتان، الأولى مؤيدة للنظام، والثانية مطالبة بالإصلاح وتأييد أهالي مدينة درعا، كما طالب المشاركون فيها بإقالة محافظ المدينة. وسرت شائعة بأن محافظ حمص سيقال من مهامه.
وأفاد شهود بأن حصيلة الصدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين في مدينة اللاذقية كانت قتيلاً واحًدا وعددًا من الجرحى.
تظاهرات مؤيدة للأسد
في مقابل التظاهرات المناوئة للنظام، شهدت المدن السورية تجمع مئات الأشخاص مساء الجمعة في ساحة الأمويين في وسط دمشق تعبيرًا عن تأييدهم الرئيس الأسد. كما جابت مسيرات سيارة مؤيدة الرئيس شوارع العاصمة هاتفة له ولسوريا. وبث التلفزيون السوري صور تظاهرات التأييد للرئيس التي انطلقت بعد صلاة الجمعة في محافظات دمشق والقنيطرة ودير الزور واللاذقية والحسكة وحلب.
مواقف رسمية
أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان أن “دمشق مستعدة لمناقشة أي شيء وأي مطلب طالما هو تحت سقف الوطن”، مشيرة في حديث لصحيفة “الحياة” إلى أن “الأيام المقبلة ستشهد انطلاق عملية تطبيق القرارات والنقاط التي أعلنت في المجالين السياسي والخدمي، وذلك ضمن إطار زمني يلبّي طموحات الشعب”.
وقالت شعبان، رداً على سؤال يتعلق بإقالة مسؤولين محليين: “هناك بعض الناس الذين لا يعلن أنهم أقيلوا أو لم يقالوا، لكن كل الإجراءات المطلوب اتخاذها اتخذت”. وعن موعد تطبيق القرارات والوعود، أجابت شعبان: “التطبيق الفعلي لها يبدأ اليوم (مساء اول من امس)، والأسبوع المقبل سيشهد تطبيق قرارات أخرى، والتوقيت والسرعة هما من صلب هذه القرارات”.
وعن الكلام عن وجود جماعات من “حزب الله” في درعا، قالت شعبان: “من المضحك ومن السخرية أن تقول بعض وكالات الأنباء هذا الكلام، أولئك لا يعرفون قيمة سوريا ولا إمكاناتها ولا مكانتها، فسوريا دولة قادرة على إدارة أمورها بنفسها. وهذا جزء من التجييش الإعلامي وإعطاء صورة بأن أمراً خطراً جداً وغير متدارك يحصل”.
في سياق متصل، أعلن وزير الإعلام السوري محسن بلال لإذاعة “كادينا سير” الإسبانية أن الوضع “هادئ تماما” في كل أرجاء سوريا، وقد تم اعتقال من وصفهم بالإرهابيين. مشيراً إلى أن الأحداث التي وقعت الأربعاء في مدينة درعا كان وراءها “إرهابيون، وقريبا سنكشف عن هويتهم للعالم بكامله”.
في حين رأى المستشار السابق لوزير الإعلام أحمد الحاج علي أن “معالجة عاجلة وفورية لأسباب التأزم في درعا مهمة في سياق معالجة الاحتجاجات”. وقال إن المطلب الرئيس للمحتجين يتمحور حول تأييد أهالي درعا والتضامن معهم.
من جانبها، نفت متحدثة باسم وزارة الإعلام السورية الاتهامات الموجهة إلى السلطات السورية بقمع المواطنين الذين كانوا يتظاهرون بشكل سلمي، قائلة إن “بعض المتظاهرين كانوا يحملون أسلحة”.
ردود فعل دولية
ورداً على ما يجري في سوريا، حثَّت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الرئيس الأسد على الامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين.
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما: “ندين بشدة محاولات الحكومة السورية لقمع ومضايقة المتظاهرين”. في حين أجرى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، اتصالا هاتفيا الجمعة بالرئيس الأسد “حثّه خلاله على اتخاذ أقصى درجات ضبط النفس”.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني: “ندين بقوة محاولات الحكومة السورية لقمع وترويع المتظاهرين”.
كما حثت تركيا الجمعة جارتها سوريا على تطبيق اصلاحات سريعة تلبية للمطالب المشروعة في البلاد. وقال وزير الخارجية التركي: “يتعين على سوريا تطبيق اصلاحات من دون تضيع أي وقت”.
في خضم الأحداث التي تشهدها مدن سورية: تشتت كبير قد يعرقل وصول المعارضة إلى الغاية
بهية مارديني
أجمع مثقفون ونشطاء سوريون على أن المعارضة التي تقود موجة الاحتجاجات في سوريا متفقة على الغاية وهي إسقاط نظام الطوارئ، والقضاء على الفساد واستعادة الحريات، لكنهم اشاروا الى التشتت الكبير الذي تعانيه المعارضة، حيث تتعدد المصالح والبرامج.
في ظل ما يجري في سوريا من مظاهرات وغليان متصاعد وإراقة دماء العشرات، تطرح تساؤلات حول المعارضة السورية. من هي؟ ما هويتها؟ وما هو دورها؟ هل هي معارضة نائبي الرئيس السوري السابقين عبد الحليم خدام ورفعت الأسد، أم إنها معارضة المثقفين والمجتمع المدني غير المرخص لهم؟… أم تراها معارضة جماعة الإخوان المسلمين في سوريا؟ هل هناك ما يجمع هذه التيارات؟ أم إن حالهم لا يختلف عن حال المعارضات العربية الأخرى المشتتة، والتي لا يجمعها برنامج موحد ومطالب واضحة؟.
يقول أيمن عبد النور رئيس تحرير موقع “كلنا شركاء” في تصريح خاص لـ”ايلاف” إن كل السوريين هم معارضة. وأضاف “حتى إن أجهزة النظام تقول إن الرئيس هو المعارض الأول”.
وأكد “أنّ كل السوريين ضد الفساد المستشري والمنظم، وضد سوء اختيار القيادات الادارية بهدف تقزيم المؤسسات وشخصنتها، وضد احتكار الاقتصاد من قبل شخصين واقتصار إدارته على شخص واحد، وضد وجود معتقلين في السجون بسبب آرائهم، وضد الأجهزة الامنية التي تفشل في إدارة أمن المواطن فتلفق له التهم بشكل مفضوح ومضحك. وضد الإدعاء بأن سوريا ليس فيها مشاكل، وأن الشعب سعيد بسبب مواقف سوريا الخارجية”.
بدوره، يقول المحامي رجاء الناصر، وهو من قياديي حزب الاتحاد العربي الاشتراكي الديمقراطي المعارض، إنّ “المعارضة السورية ليست موحدة، وهي تتألف من مجموعة من القوى والهيئات والتيارات، هناك اولاً المعارضة التقليدية، والتي ظهرت منذ بدايات استلام حزب البعث السلطة، وتتشكل أساسًا من أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي، وفي مقدمتها حزب الاتحاد العربي الاشتراكي الديمقراطي، وهي أحزاب خاضت نضالاً طويلاً تحت شعارات ومطالب التغيير الوطني الديمقراطي، الا أنّها تعرضت للضغط الطويل ولملاحقات أضحت منهكة، وتمثل شريحة معظمها من الاجيال السابقة غير الشبابية. أما القوى الثانية فهي التيار الاسلامي بفصائله المتعددة، وهي بعد ضرب قوته الاساسية حزب الاخوان المسلمين ولجوء عناصره للخارج باتت قوى هلامية”.
واعتبر الناصر في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن “القوى الثالثة هي التيار الليبرالي الجديد، ويتشكل معظمه من مثقفين ومنشقين عن أحزاب يسارية سابقة، متأثرين بموجة التجديد التي أعقبت سقوط الاتحاد السوفيتي، وتتمظهر حاليًا ببعض ناشطي فايسبوك، وهي ايضًا قوى غير متحددة المعالم اليوم، وهناك مجموعات قليلة لرفعت او خدام في بعض المناطق وهي منشقة عن السلطة، الا انها ضعيفة التأثير في الشارع”.
وقال “إن المعارضة السورية بشكل عام تتألف وفق برنامجين من تيارين أساسيين، تيار معارضة الداخل وتغلب عليه المطالب الاصلاحية على طريق التغيير التدريجي السلمي مع التأكيد على البعد الوطني لسوريا، أي إنها تقف الى يسار النظام، على عكس المعارضة الخارجية التي بمعظمها تركز على الوضع الداخلي من دون النظر الى القضايا الوطنية والقومية، وتعتبر بشكل عام على يمين النظام، الا ان العامل المشترك بين الجميع هو برنامج مطلبي يقوم على الغاء حالة الطوارئ وانفراد حزب البعث بالسلطة، واطلاق الحريات العامة وطي ملفات المفقودين، والغاء منع السفر، وهو برنامج اصلاحي بامتياز”.
مظاهرات مؤيدة للاسد في دمشق
الا ان الدكتور عمار قربي رئيس مجلس ادارة المنظمة الوطنية لحقوق الانسان اعتبر في تصريح خاص لـ”ايلاف ” ان محاولة الفصل بين معارضة داخلية وخارجية “هي محاولة قسرية للتمييز بينهما، علماً ان هدفهما واحد، ألا وهو النضال ضد الاستبداد.
وقال “علينا أن نستذكر أنّ من هم في الخارج كانوا معارضين في الداخل اولاً، ودفعتهم السلطات إلى السفر خارج البلاد مثل الدكتور عبد الرزاق عيد ومأمون الحمصي والدكتور رضوان زيادة ومحمد العبد الله وأنور أصفري والعشرات، فهؤلاء كانوا لفترة قريبة داخل سوريا، ودفعوا أثمانًا باهظة لقاء نضالهم ضد الاستبداد.
فمأمون الحمصي على سبيل المثال اعتقل لمدة خمس سنوات، وهو عضو في البرلمان، تم سحب الحصانة منه لمجرد أنه طالب بالاصلاح. أما محمد العبد الله فقد دخل المعتقل مرتين، وهو لم يتعد الثلاثين. أما والده فأصبح يتنقل بين السجون، إضافة الى أخيه عمر. أما الدكتور عيد فقد حورب في رزقه، واُخرج من الجامعة، وضيّقت عليه السلطات حتى اضطر إلى السفر”.
واعتبر قربي “ان هناك نوعين من المعارضة، المعارضة العلنية ويمثلها أشخاص ورموز من مناضلين وكتاب وسياسيين معظمهم قضى سنوات طوال في السجون. أما الباقي فتعرض للاضطهاد والمضايقة والمراقبة اللصيقة”.
وأضاف “أنه لا يمكن أن نتحدث عن معارضة حزبية منظمة في سوريا، والسبب ليس ذاتيًا، وانما هو استجابة موضوعية لحالة القمع والتذرير الذي مارسته السلطات السورية منذ 48 عامًا عمر حزب البعث، وعمر قانون الطوارئ في سوريا”.
ورأى “أن النوع الثاني من المعارضة هي المعارضة الأشمل، فهي المعارضة الصامتة أو بالأحرى المعارضة التي كانت صامتة منذ أسبوع مضى لأنها مع هذه التظاهرات، خرجت من الصمت الى الفعل. هذه المعارضة تضم الغالبية العظمى من الشعب السوري”.
واعتبر قربي “أنّ المعارضة السورية تتفق على الهدف، وهو الحرية والديمقراطية، وتختلف على التفاصيل”، وهو، برأيه، ما يثري العمل المعارض.
المعارض السوري أسامة المنجد قال لـ”ايلاف” إن ما يحصل في سوريا اليوم ليس له علاقة لا بخدام ولا برفعت ولا بالإخوان ولا بغيرهم.. هذه ثورة الشباب السوري من داخل سوريا، ولا يحق لأحد من الخارج أن يقول إن له علاقة فيها، وطالب ان تكون الجهود الآن منصبّة على كشف المجازر التي ترتكب بحق المدنيين العزل في سوريا.
اما الدكتور نجيب الغضبان أستاذ في جامعة اركنسا الاميركية فقد اعتبر “أن المعارضة السورية تضم التجمع الوطني الديمقراطي والحركة الشبابية، كما إن اعلان دمشق موجود، وكان هناك لقاء لحوالي 160 شخصًا”. وأكد “هناك بعض الشخصيات الوطنية السورية مثل غسان النجار وجودت سعيد والمحامي هيثم المالح والحركة الكردية “، معبّرًا عن تفاؤله بالمعارضة والمرحلة المقبلة.
الكاتب والناشط السوري عبد اللطيف المنير المقيم في الولايات المتحدة الاميركية إعتبر في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن المعارضة، هي التي تحمل “مشروعاّ سياسياً واقتصادياً يلبّي طموحات وآمال الشعب. وسمعنا على مدى عقدين أو أكثر عن شيء اسمه معارضة، لكن شهدنا فشل المشاريع السياسية لهذه المعارضات، والتي تمثلت بين التيارات الإسلامية، والشيوعية أو اليسارية، وبين القومي المتعصب والناصرية.
وفي غياب منظومة الديمقراطية بينها والتي توازنت مع اللا ديمقراطية التي مارسها النظام في سوريا أثناء وما بعد ثورة البعث في الثامن من آذار، برزت طبقة مهمشة هي الشريحة الأكبر في المجتمع السوري، والتي لم يعر لها بالاً أحد من هذه الأحزاب الآنفة، وحتى من الحزب الحاكم، وهي الطبقة المستقلة المثقفة التي لا تنتمي إلى أي من هؤلاء، والبعيدة عن الاصطفافات المذهبية والفئوية والحزبية. هذه الطبقة التي تم تغييبها وعزلها، وأحياناً تم تهجيرها قسراً، ثم زجّها في دوامة العبثية الفكرية كأفكار البعث العقائدية كالوحدة والحرية والإشتراكية، والتي سقطت شعاراً ولم تُشاهد تطبيقاً أو واقعا ملموسا”.
وأكد المنير “أن هذه الطبقة المستقلة والمثقفة هي علامة سياسية مسجلة، وهي الحاملة رياح التغيير والمالك الحصري للثوره الحديثة التي تشهدها سوريا، والدول العربية الأخرى، وهي المعارضة الحقيقية التي تخطت العرف السائد بأن محرك الثورات هم سياسيّو تلك الأحزاب التي كنا نسمع عنها”.
أمّا بالنسبة لعبد الحليم خدام، فقال “سأعود وأقول ما قلته في صحيفة أميركية بعد زيارتي له في باريس، ورداً على سؤال: كيف رأيت عبد الحليم خدام؟ قلت إن هذا الشخص هو منتقم، وليس معارض، وأنه يريد العودة إلى السلطة بعد سحب الصلاحيات والميزات التي كان يتمتع بها، وبدليل أنه لم يعارض النظام السوري إلا بعدما أحيل إلى التقاعد وفصل من حزب البعث الحاكم، وبنيت هذا الجواب، بعد رفضه رأيي بأن يأتي هو إلى المعارضة لا كما يريد (أي خدام)، بأن تأتي المعارضة إليه. وهناك فرق كبير بين الإثنتين. لانه في الثانية يريد ممارسة ذات الديكتاتورية التي كان يمارسها أثناء منصبه عندما كان في منظومة الحكم سابقا. أما في الأولى فإنه يعبّر عن مصداقيته إن وجدت في الفعل المعارض”.
أمّا عن رفعت الأسد، فأجاب المنير “لقد فتحت نقاشات مع فريقه السياسي، وقمت بزيارة لباريس لهم في اطار توحيد الصف المعارض، لكن وجدت أن لديهم أجندة خاصة بهم، وحالهم حال عبد الحليم خدام، وكذلك جماعة الإخوان المسلمين. حيث قلت للأخيرة حرفيًا: نحن مددنا أيدينا لكم للمصافحة، فهل أنتم مادّون أيدكم إلينا؟”.
وأكد أنه “في النهاية، ثمة قاسم مشترك لهؤلاء أنهم يريدون المعارضة أن تأتي إليهم، وأنهم كلٌ على حدة يظن أنه هو الحامل الوحيد للمعارضة السورية، وهذا مناف ومعاكس للعمل المعارض. ولا ننسى أن موقف جماعة الإخوان الذي اتخذته بتعليق نشاطها المعارض ما زال سارياً في هذه اللحظة التاريخية الملحة، وكذلك مواقف الأحزاب الكردية السورية التي لزمت الصمت حيال ما يجري في سوريا الآن”.
واعتبر أنه “في ظل ما يجري على الساحة العربية من حراك شعبي نحو الثورات العربية الحديثة، وفي ظل المظلة الدولية والمنظمات الأهلية التي تقف وتمنع العنف ضد الشعوب، فلا نفع لهذه الأحزاب والجماعات إن لم تتحرك الآن وتساند أهلها في الشارع السوري”.
بالنتيجة اليوم، بحسب المنير، ان “هذه المعارضات آن لها أن تقف جانباً وترتاح، وتفسح المجال لطبقة المثقفين الشباب غير المنتمين إلى أي من هذه التيارات والأحزاب، لان هذه المعارضة الكلاسيكية قد أصابها الترهل، ولم تتعلم من حركة الشعوب التي تتطلع نحو الحرية ومستقبل ديمقراطي يصونه القانون. وهنا أضاف” ستبقى هذه الأحزاب والتيارات تحت ما سميته الأحزاب والتيارات لمُريديها، والوطن للجميع لأنها تشكل دوائر صغيرة في المجتمع، وستزول بالتقادم أو ستكون في إطار الإعتقاد الشخصي لا أكثر”.
إصلاحات الأسد محاولة لامتصاص غضب الشارع.. فهل تنجح؟
بعد أن استبعد وصول الإحتجاجات إلى سوريا
يراهن المراقبون للوضع في سوريا على حكمة الرئيس بشار الأسد وعلى النزعة الإصلاحية التي انطلق منها في حكمه، كي يرضخ لمطالب شعبه المحقة، ويلتزم بتنفيذ الإصلاحات التي أعلن عنها منذ أيام. لكن الشارع السوري المحتج على أعمال العنف يبدو أنه يطلب أكثر من مجرد إصلاحات فهل ينجح النظام في إمتصاص الغضب الشعبي ويلبي طموحاته؟
في 31 كانون الثاني –يناير، قال الرئيس السوري بشار الأسد انه لا مجال لأن تمتد الإضطرابات السياسية التي كانت تعصف بتونس ومصر آنذاك إلى سوريا. لكن الأيام القليلة الماضية، غيرت المقاييس التي استند إليها الأسد، حيث اضطر تحت ضغط التظاهرات الإحتجاجية وسقوط قتلى من المواطنين إلى إتخاذ قرارات إصلاحية بهدف إمتصاص غضب الشارع.
وتعقيباً على إعلان هذه الإصلاحات، أجرى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إتصالاً هاتفياً بالرئيس الأسد أكد خلاله متانة العلاقات السورية التركية مشيدا بالقرارات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة السورية. كما عبر أردوغان للرئيس الأسد عن وقوف تركيا إلى جانب سوري.
وكانت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان قد أكدت في حديث إعلامي اليوم أن “دمشق مستعدة لمناقشة أي شيء وأي مطلب طالما هو تحت سقف الوطن”، مشيرة إلى أن “الأيام المقبلة ستشهد إنطلاق عملية تطبيق القرارات والنقاط التي أعلنت في المجالين السياسي والخدمي، وذلك ضمن إطار زمني يلبّي طموحات الشعب”.
وأعلنت أن “التطبيق الفعلي يبدأ اليوم (مساء أول من امس)، والأسبوع المقبل سيشهد تطبيق قرارات أخرى، والتوقيت والسرعة هما من صلب هذه القرارات”.
لكن المفارقة أنه مع الإعلان الذي روج له المقربون من الأسد لهذه الإصلاحات، لا يتأخر النظام السوري عبر ذراعه الأمني في مواجهة الإحتجاجات السلمية بالرصاص الحي، حيث سقط إلى اليوم وفق تقديرات منظمة العفو الدولية 55 قتيلاً في درعا، ولا يعرف العدد الفعلي للقتلى بسبب التعتيم الإعلامي على الأمر.
كما أن القوى الأمنية السورية التي ينادي النظام التابعة له بالإصلاح، لا تتورع عن القيام بالإعتقالات للناشطين الحقوقيين المعروفين بمعارضتهم لنظام الحكم. كما ألقت الشرطة السرية في دمشق وفي مدن وبلدات سورية أخرى القبض على عدد من المعارضين السياسيين والكتاب والمدونين المطالبين بالديمقراطية، حسبما ذُكر.
لكن التلفزيون السوري أعلن في وقت متأخر من يوم الخميس أن الأسد أصدر أوامره بالإفراج عن كل من ألقي عليه القبض أثناء الأحداث الأخيرة.
التظاهرات المؤيدة للنظام في دمشق
وفي سياق متصل، كتبت صحيفة التايمز عن الأوضاع في سورية تحت عنوان “جدار الخوف انكسر” وتقول الصحيفة إن سورية الآن على مفترق طرق مع خروج الآلاف إلى الشوارع في تظاهرات ضد نظام الرئيس بشار الأسد”، لكنها ترى أن هذه الاحتجاجات لم تصل إلى الوضع الحرج ولا تزال هناك فرصة للنظام الحاكم لإستعادة المبادرة.
وتضيف الصحيفة أن أحد مستشارى الرئيس السوري أعلن يوم الخميس أن الحكومة ستدرس مطالب الشعب بما فيها بحث إلغاء حالة الطوارئ المفروضة على البلاد منذ عام 1963 الذي يمنح صلاحيات شبه مطلقة لأجهزة الأمن والمخابرات لاحتجاز الخصوم السياسيين أو اعتقالهم لفترات طويلة دون محاكمة، ضافة إلى إجراء العديد من الإصلاحات.
ولكن وعود الحكومة فشلت في احتواء حالة الغضب والإحباط التي سيطرت على المتظاهرين الذين تأثروا بأعمال العنف التي وقعت في مدينة درعا ومقتل العديد من المتظاهرين برصاص قوات الأمن. ونقلت التايمز عن أحد نشطاء المعارضة قوله “جدار الخوف إنكسر” وإن مظاهرات الجمعة ستكون قوة دافعة للمعارضة.
وتقول الصحيفة إنه لم يتضح بعد ما إذا كان المتظاهرون سيعودون مجددا للتظاهر، لكن بعض النشطاء اقترحوا إنشاء مخيمات في وسط المدن على غرار ما حدث في ميدان التحرير في وسط القاهرة.
ويقول الناشط إن المتظاهرين الآن بحاجة إلى قيادة تقوم بتشجيعهم وحثهم على الاستمرار في التظاهرات التي تفتقد إلى قيادة موحدة أو منظمة.
القائد الإصلاحي
ترى “التايمز” أن الفرق بين الثورة في سوريا عن مثيلاتها في تونس ومصر أن الرئيس بشار الأسد لا يزال يملك شعبية في الشارع السوري وذلك لأن البعض لا يزال ينظر له على أنه قائد شاب في داخله إصلاحي ورث عن أبيه دولة بوليسية يحكمها نظام صارم يمكن أن يتغلب عليه في نهاية الأمر.
لعل هذه النظرة للرئيس بشار الأسد على أنه الرجل الإصلاحي هي التي دفعت بالمسيرات الشعبية المؤيدة له للإنطلاق في شوارع المدن السورية هاتفة باسمه، معلنة تأييدها ودعمها له، ومعبرة عن ابتهاجها بالمراسيم والقرارات الصادرة وللتأكيد على الوحدة الوطنية والوقوف بحزم ضد الاستهداف الخارجي لسوريا، كما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.
وشهدت دمشق والمحافظات السورية أمس الجمعة مسيرات شعبية لليوم الثاني على التوالي أكد المشاركون فيها رفضهم واستنكارهم للحملات الخارجية المنظمة على الشعب السوري التي تستهدف أمن واستقرار سوريا ووحدتها الوطنية، معتبرين أن القرارات والمراسيم الإقتصادية والسياسية والخدماتية والمعيشية تنسجم مع طموحات الشعب السوري وتواكب تفاعله السياسي والإقتصادي مع الأحداث التي تشهدها المنطقة.
وشهدت شوارع العاصمة السورية دمشق مسيرات شعبية، نقلها التلفزيون السوري الرسمي، كما نقل أيضاً المسيرات الشعبية الراجلة والسيارة التي شهدتها كل من حماة ودير الزور وحمص والحسكة والقامشلي والرقة وحلب وإدلب والسويداء وطرطوس والقنيطرة.
ونقل الإعلام الرسمي السوري عن المشاركين في التظاهرات المؤيدة للرئيس السوري ترحيبهم بالمراسيم والقرارات التي أصدرها مؤكدين أنها جاءت استجابة لتطلعات المواطنين في مختلف المجالات المعيشية والسياسية. كما استنكر المشاركون في المسيرات الحملات الإعلامية المشبوهة التي تطلقها بعض وسائل الإعلام المغرضة ضد سوريا ومناخ الاستقرار فيها، وعبروا عن رفضهم للمخططات الخارجية التي تستهدف بلدهم ولكل محاولات المس بالوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي فيها.
خياران أمام الأسد
في المقابل، لم تشفع القرارات الإصلاحية للرئيس السوري لدى أبناء درعا التي تعد معقلاً للعشائر المنتمية للغالبية السنية التي تشعر بالإستياء إزاء السلطة والثروة التي تهيمن عليها النخبة العلوية المحيطة بالأسد.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم السبت أعلنت المساجد في أنحاء درعا أسماء القتلى الذين ستشيع جثامينهم في وقت لاحق من اليوم. في حين أزال عمال البلدية الحطام من حول تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي أسقطه المحتجون.
وذكرت المجموعة الدولية للأزمات ان بشار الاسد البالغ من العمر 45 عاما والذي تلقى تعليمه في بريطانيا قد يستعين برصيد من حسن النية لدى الجماهير لتفادي المواجهة وتطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية. ويذكر أن الرئيس السوري ورث الحكم من والده حافظ الأسد الذي رحل عام 2000 بعد ثلاثين عاماً قضاها في الحكم الذي انتزعه بإنقلاب عسكري.
وقالت المجموعة أمس الجمعة ان “سوريا تواجه ما سيصبح سريعا لحظة حاسمة لقيادتها. لا يوجد سوى خيارين. أحدهما يتضمن مبادرة فورية ومحفوفة بالمخاطر بشكل حتمي ربما تقنع الشعب السوري بأن النظام مستعد للقيام بتغيير كبير، والآخر ينطوي على قمع متصاعد يتضمن كل الفرص لأن يؤدي الى نهاية دامية ومخزية”.
وخرجت عاصفة من الإدانات الدولية لإطلاق النار على المتظاهرين. لكن محللين قالوا ان سوريا التي تمتلك دفاعات قوية وتكون تحالفا وثيقا مع إيران لن تواجه على الأرجح نفس النوع من التدخل الأجنبي الذي يحدث حاليا في ليبيا في وجه الزعيم الليبي معمر القذافي.
لكن البعض يرى أن الأسد الذي تقرب من الأقلية العلوية أثار حفيظة وإحتقان الغالبية السنية، وعن هذا قال السفير الأميركي السابق في مصر ادوارد ووكر ان هذا التوتر جعل كثيرين في المؤسسة الحاكمة يخشون من الرضوخ للمطالب الخاصة بالحريات السياسية والإصلاحات الإقتصادية. وأضاف: “هم بشكل أساسي أقلية مكروهة.. العلويون. وإذا فقدوا السلطة وإذا خضعوا للثورة الشعبية فسيعلقون على أعمدة الإنارة”، معتبراً أنه “ليس لديهم اي حافز على التراجع مطلقا”.
وتنتمي أسرة الأسد وقيادات عليا في الحكومة والمؤسسة العسكرية والحزب الحاكم للطائفة العلوية التي لا تزيد نسبتها عن عشرة بالمئة من إجمالي تعداد السكان الذين ينتمي نحو ثلاثة أرباعهم للطائفة السنية إضافة إلى وجود أقلية مسيحية.
ولعل هذا ما يثير المخاوف من أن يؤدي الاختلال في ميزان توزيع القوى بين الطائفتين السنية والعلوية من إحتمال إرتفاع حدة الإضطرابات في حال امتداد موجة الاحتجاجات الحالية التي تتركز حتى الآن في مدينة درعا إلى المحافظات الأخرى، خصوصاً مع الحديث عن وجود مؤامرة خارجية تستهدف قلب النظام في سوريا البلد الذي يعد من دول الممانعة في الشرق الأوسط.
يشار إلى أنه في عام 1982 سحق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد حركة تمرد نسبت لجماعة الأخوان المسلمين تركزت حينها في مدينة حماة، وقيل أن عدد القتلى الذين سقطوا بأيدي قوات الأمن تراوح حينها بين سبعة عشر ألفاً وأربعين ألف قتيل.
ويعول المراقبون على حكمة الأسد الإبن وعلى بذرة الإصلاح التي يتمتع بها كي لا يكرر تجارب أبيه في قمع المواطنين وارتكاب المجازر بحقهم.
السوريون يُلبّون جمعة الكرامة في كل المدن
النظام يرد بتظاهرات مضادة… ويتهم إرهابيين بالتورط
مجزرة جديدة في درعا بعد إحراق تمثال لحافظ الأسد… وهتافات المحتجين تستهدف ماهر الأسد ورامي مخلوف
وزير الإعلام السوري يؤكد أن السلام التام يسود البلاد… وأنقرة وباريس تنصحان بتطبيق فوري للإصلاحات
بعد يوم من إعلان حزب ‘البعث العربي الاشتراكي’ الحاكم في سورية منذ 48 عاما رزمةَ وعود بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية في البلاد، لبى آلاف السوريين أمس في مختلف المدن دعوات معارضة إلى التظاهر تحت اسم ‘جمعة الكرامة’، للدعوة إلى الإصلاح والتغيير، واحتجاجاً على المجزرة التي ارتكبتها قوات الأمن السورية في مدينة درعا (جنوب البلاد) يوم الأربعاء الماضي، والتي أسفرت عن مقتل حوالي 100 شخص.
وبعد أن اقتصرت المطالبات منذ اندلاع الاحتجاجات قبل حوالي أسبوع على الدعوة إلى الإصلاح، يبدو أن المحتجين قرروا تصعيد سقف تحركاتهم، إذ رددوا أمس هتافات ضد النظام استهدفت خصوصا قائد الحرس الجمهوري ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد، ورجل الأعمال رامي مخلوف ابن عم الرئيس.
وتحدث مراقبون وشهود عيان عن حدوث مجزرة جديدة في درعا، بعد أن فتحت قوات الأمن النار على محتجين أحرقوا تمثالا برونزيا للرئيس الراحل حافظ الأسد، حسبما ذكرت وكالة ‘أسوشيتد برس’.
وشارك آلاف السوريين في تشييع بعض القتلى في درعا أمس، وتوافد إلى المدنية الآلاف من أبناء القرى المجاورة من سكان بلدة داعل والشيخ مسكين وازرع وانخل، على شكل مسيرات وتظاهرات هتفت بالحرية.
وأفادت تقارير بأن أكثر من عشرين شخصا لقوا حتفهم برصاص قوات الأمن التي أطلقت عليهم النار خلال توجههم من منطقة الصنمين (40 كلم شمال درعا) وبعض القرى التابعة لها إلى درعا.
وكان الآلاف من سكان درعا احتفلوا ليل الخميس/ الجمعة بفك القوات الأمنية حصارها عن المدينة، كما تعهدوا بعدم القبول فقط بالوعود التي أطلقتها السلطة، داعين إلى تظاهرات جديدة.
وفي العاصمة دمشق، انطلق مئات الأشخاص عقب صلاة الجمعة من جامع بني أمية الكبير في وسط العاصمة دمشق نحو سوق الحميدية هاتفين ‘الله، سورية، حرية وبس ‘ و’درعا هي سورية’ و’كلنا فداء درعا’. كما فرقت قوات الأمن بالقوة تظاهرة اندلعت في حي العمارة في قلب العاصمة. وكذلك شهدت قرى في محافظة ريف دمشق تظاهرات معارضة بينها بلدة التل شمال العاصمة وقرية دوما وقرية تلبيسة.
وفي حماة، سار حوالي ألف محتج وهم يرددون: ‘حرية… حرية’ في شوارع المدينة التي شهدت عام 1982 مقتل آلاف المعارضين الإسلاميين على أيدي قوات الأمن السورية في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، وردد المتظاهرون أيضاً هتافات مؤيدة لمدينة درعا.
وفي حمص نزل الآلاف إلى الشارع هاتفين بالحرية، ما دفع قوات الأمن إلى مواجهتهم بالقنابل المسيلة بالدموع والرصاص المطاطي. وأفادت أنباء مؤكدة بمقتل ثلاثة محتجين.
وفي اللاذقية، منع محتجون خطيب الجمعة من الترويج للقرارات التي أعلنها النظام السوري أمس الأول، وقاموا بتظاهرة هاتفين بالحرية.
وفي بانياس تظاهر أكثر من ثلاثة آلاف مواطن مطالبين برفع حال الطوارئ، ومؤكدين نصرتهم لمدينة درعا. وفي حلب، اعتقل عشرات الشبان عند خروجهم من مسجد نور الشهداء باتجاه ساحة الشعار هاتفين بالحرية. كما قامت تظاهرات في دير الزور والقامشلي وإدلب والرقة وغيرها.
في المقابل، وفي مشهد يُذكّر بمصر واليمن، احتشد أنصار النظام في ساحة المسكية في دمشق، المقابلة للجامع الأموي، حاملين صوراً للرئيس السوري ولوالده وهم يهتفون ‘الله، سورية، بشار وبس’ و’بالروح، بالدم، نفديك يا بشار’. كما سيّر الموالون مواكب سيارة وتظاهرات داعمة في أكثر من مدينة.
من ناحيته، زعم وزير الإعلام السوري محسن بلال أمس أن الوضع ‘هادئ تماماً’ في جميع أرجاء سورية. وقال بلال لإذاعة ‘كادينا سير’ الإسبانية: ‘السلام التام يسود المدن السورية، وقد تم اعتقال الإرهابيين’، مضيفاً أن أحداث درعا كان وراءها ‘إرهابيون… وقريبا سنكشف عن هويتهم للعالم بأكمله’.
إلى ذلك، حثت وزارة الخارجية التركية أمس سورية على الإسراع في تطبيق الإصلاحات التي تعهدت بها، وأعربت عن أسفها لسقوط قتلى في الاضطرابات التي تشهدها البلاد.
كما دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بروكسل سورية إلى وقف العنف حيال المتظاهرين، في وقت قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها أخذت علماً بالإصلاحات التي طرحتها السلطات السورية ‘وندعو إلى تطبيقها فعلياً وسريعاً، بما فيها رفع حالة الطوارئ والإفراج الفوري عن المعتقلين الذين شاركوا في التظاهرات’.
(دمشق – أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)
تظاهرات سوريا تتسع والدم يطغى على آمال الإصلاح
نقلت وكالات أنباء عن شهود عيان أن صدامات وقعت بين متظاهرين وقوات أمنية في دمشق ومدن وبلدات سورية أخرى، أدت إلى مقتل وجرح العشرات، في حين خرجت مظاهرات مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد . وقال سكان إن قوات الأمن السورية قتلت ثلاثة أشخاص في المعضمية إحدى ضواحي دمشق بعدما واجه حشد موكب سيارات لمؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد . وقال أحد السكان “دخلت السيارات المعضمية بعد احتجاج للسكان لإدانة عمليات القتل في درعا .
كان نحو ألفي شخص تجمعوا في الحي عقب صلاة الجمعة وقاموا بتكسير حافلة حكومية وسيارة للقوات الأمنية، ورشقوا مبنى البلدية بالحجارة، وهم يهتفون “سلمية سلمية” و”حرية حرية” و”الحرية لأهل درعا” . وانسحبت بداية قوات الأمن التي قدمت إلى المكان لعدم الاشتباك مع المتظاهرين، إلا أن أعداداً كبيرة منهم عادت لاحقاً واصطدمت مع المتظاهرين .
وانطلقت مظاهرات في دمشق، بينها مؤيد للرئيس السوري وأخرى معارضة . وقدر عدد المشاركين في تظاهرة في ساحة الأمويين بنحو 15 ألف مشارك، وخرج نحو 1000 شخص من ساحة المسكية قرب الجامع الأموي، مرددين “بالروح بالدم نفديك يا بشار” و”الله سورية بشار وبس” . ونقل شهود عيان أن عناصر أمنية دخلت إلى مسجد المحطة في بلدة الزبداني، 50 كم شمال غرب دمشق، “بينما سمعت أصوات تردد هتافات من داخل المسجد” . وخرجت مظاهرات في كل من مدينة دوما والتل وكذلك الرقة وحماه، وهي مظاهرات مؤيدة للأسد .
وفي مدينة حمص، 160 كلم شمال شرق دمشق، نشب اشتباك بين متظاهرين مؤيدين للأسد، وآخرين مطالبين بالحرية وتأييداً لدرعا . وقال شهود إن نحو خمسة آلاف شخص خرجوا في مسيرة تأييد للأسد وهم يهتفون “الله سورية بشار وبس”، بينما ردد نحو ألف متظاهر شعارات مطالبة بالحرية وتغيير المحافظ الذين يتهمونة بالفساد ومناصرة مدينة درعا . وأفاد شهود عن وقوع قتلى وجرحى في اشتباكات حمص، إلا أنه لم يتم تحديد العدد .
وفي حلب، شمال سوريا، خرج المئات من الجامع الكبير “الأموي” وهم يرددون شعارات مطالبة بالحرية ومناصرة مدينة درعا . كما قال شهود إن مظاهرات انطلقت في كل من مدينة القامشلي ودير الزور، حيث أفيد باعتقال عدد من المتظاهرين .
ونقلت التقارير عن شهود أن اشتباكات اندلعت بين المتظاهرين وقوات الأمن في بلدة الصنمين، التي تبعد 40 كيلومتراً جنوب دمشق، أدت إلى مقتل 15 شخصاً، ولم يتسن التأكد من هذه الحصيلة من مصادر مستقلة أو رسمية . ونقل عن شاهد أن متظاهرين، كانوا يهتفون “حرية حرية”، و”بالروح نفديك يا درعا”، أقدموا على حرق مبنى الفرقة الحزبية والمخفر في الصنمين . وأضاف أن قوات الأمن اصطدموا مع المتظاهرين وردوا بإطلاق النار، ما أدى إلى مقتل 15 و جرح 40 .
ونقلت “فرانس برس” عن ناشط حقوقي مصرع 17 متظاهراً نتيجة إطلاق النار عليهم فيما كانوا يتوجهون إلى درعا قادمين من القرى المجاورة لها . وأكد الناشط الذي رفض الكشف عن اسمه “لقي 17 متظاهراً مصرعهم عندما تم إطلاق النار عليهم بينما كانوا متوجهين من الصنمين (40 كلم شمال درعا) إلى درعا” . ولم تتمكن الوكالة من تأكيد الخبر من مصدر محايد أو من مصادر طبية .
وقال شاهد عيان ل”فرانس برس” “تظاهر أكثر من 10 آلاف شخص في ساحة درعا، حيث قام أحد المتظاهرين بتمزيق صورة للرئيس السوري كما قام اثنان من المتظاهرين بمحاولة تحطيم وحرق تمثال للرئيس السابق حافظ الأسد” . وأضاف “قام رجال الأمن وبعض العناصر الذين كانوا في مقر حزب البعث الحاكم بإطلاق النار على المتظاهرين وأردوا أحدهم” . وأضاف الشاهد “اضطررت إلى الفرار للاحتماء، إلا أن شهودا أكدوا لي وقوع المزيد من القتلى” . وأضافت مراسلة “فرانس برس” أنه في “منطقة أزرع المتاخمة لدرعا انتشرت قوات كبيرة للجيش وتموضعت باصات عسكرية على مفارق القرى المؤدية إلى درعا .
وفي منطقة داعل (شمال درعا) ذكرت مراسلة ثانية أن “نحو 300 متظاهر تتقدمهم عشرات الدراجات النارية خرجوا إلى الشارع وهم يهتفون “داعل ودرعا ما بتنهان”، بينما كان أطفال يلوحون بالكوفيات . وأفادت المراسلة بأن “العشرات تجمعوا في قرية الشيخ مسكين وركبوا السيارات وانطلقوا باتجاه درعا” .
مجموعة الأزمات الدولية: القمع يهدد بتبديد رصيد الأسد
حذّرت مجموعة الأزمات الدولية من أن القمع يؤدي إلى تبديد الرصيد السياسي للرئيس السوري بشار الأسد ويزيد المطالب الشعبية، وحثته على إظهار قيادة واضحة لأن رصيده أقل اعتماداً على نجاحاته السابقة في السياسة الخارجية من قدرته على الارتقاء إلى مستوى التوقعات الشعبية في أوقات الأزمات الداخلية الخطرة . وكتبت المجموعة في تحليل خاص حول الأحداث الأخيرة في سوريا نشرته أمس على موقعها الإلكتروني، إن شيئاً واحداً ممكن أن يغير الأمر بسرعة كبيرة وفعالة نحو الأحسن، وهو موقف الرئيس نفسه .
ورأت أن الأسد “لديه أرصدة مهمة وهو يمتلك رصيداً سياسياً مميزاً وفقاً للمعايير الإقليمية، والآن جاء الوقت لإنفاقه . وفي كل يوم يمر، يؤدي القمع إلى تبديد هذا الرصيد وزيادة المطالب الشعبية، ما يجعل أي عمل بنّاء أكثر صعوبة” .
وأكدت أن “الجلوس وانتظار مرور العاصفة قد يكون خدم النظام بشكل جيد في الماضي . ولكن الآن، يجب على النظام أن يكافح هذه الغرائز إذا أراد أن يحافظ على إمكانية التوصل إلى حل سلمي . واعتبرت أن على الأسد أن يظهر قيادة واضحة الآن” .
وقالت إن “إفساح المجال للأجهزة لتتصرف سوف يرسل رسالة خاطئة إلى شريحة من الشعب التي لن تنتظر النظام طويلاً حتى يعمل على طرح رؤية شاملة وذات مصداقية”، مشيرة إلى أن القمع الذي تم ارتكابه تحت مسؤوليته يكلفه ثمناً باهظاً . وشددت على أن الأسد هو الوحيد الذي يستطيع أن يبرهن على أن التغيير ممكن وجار العمل به الآن ويعيد بعض الشعور بالوضوح والتوجيه لأجهزة السلطة وطرح أطر عمل تفصيلية من أجل التغيير الهيكلي .
وأوضحت أن هذا يجب أن يشمل خطوات عدة منها أن يتكلّم الأسد بصورة صريحة ومباشرة مع شعبه، ويحدد التحديات ويؤكد عدم قبول وجدوى القمع، ويقدم التعازي لأسر الضحايا، ويأمر بإجراء تحقيق جدي وشفاف حول العنف في درعا، واقتراح آلية شاملة لمناقشة المزيد من الإصلاحات بعيدة المدى .
وأضافت إن عليه أيضاً أن يعلن التدابير الفورية التالية: إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين ورفع قانون الطوارئ والسماح بالمظاهرات السلمية، وفتح قنوات جديدة للتعبير عن الشكاوى، وتقليل منح الثقة للمسؤولين المحليين، واتخاذ إجراءات ضد الفساد والتي تم جمع حالات منها بالفعل من الأجهزة الأمنية ولكن لم يتخذ أي إجراء فيها بسبب المحاباة .
ودعت إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة انتظاراً للاستفتاء حول التعديلات الدستورية الجوهرية التي ينبغي مناقشتها مع شريحة واسعة وشاملة من السوريين، مشددة على أن التغييرات الأعمق تتطلب إجراء مشاورات واسعة النطاق والتي لا يمكن تنفيذها عشوائياً .
وقالت إن شريحة كبيرة من السوريين ينتظرونه بفارغ الصبر ليأخذ زمام المبادرة، قبل فوات الأوان، معتبرة أنه “على الرغم من إجرائه مشاورات عديدة وإرساله إشارات لإجراء إصلاحات وشيكة من خلال وسائل الإعلام الأجنبية ومسؤولين آخرين، فإنه لا يزال عليه أن يتصرف بأسلوب قيادي ملموس وواضح” .
وأكدت أن أياً من أعداء النظام لا يملك ما يكفي من الدعم أو التأثير في سوريا ليشكل تهديداً حرجاً، “وفي أحسن الأحوال، قد يحاولون استغلال الغضب الشعبي الواسع لمصلحتهم . ولكن من خلال التركيز على “الأعداء”، فإن النظام يمنحهم مجالاً أوسع بينما يعمق الاستياء الشعبي” . (يو .بي .آي)
تنديد غربي ودعوة روسية للهدوء في سوريا
نددت الولايات المتحدة بما وصفته “القمع الوحشي” للتظاهرات في سوريا ومقتل مدنيين وتوقيفات جديدة ل “المدافعين عن حقوق الإنسان” . وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان “لا نزال نشعر بالاضطراب العميق أيضاً بسبب التوقيفات الاعتباطية لناشطين حقوقيين” . ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى وقف أعمال العنف ضد المتظاهرين في سوريا، معتبراً أنه لا يمكن لأي ديمقراطية أن تقبل بإطلاق النار على محتجين مسالمين . وأعربت كندا عن “قلقها الشديد” من “القمع العنيف” للتظاهرات في سوريا، وأشادت بما أسمتها “شجاعة” المتظاهرين داعية النظام السوري إلى ضمان حقهم في التعبير عن رأيهم بحرية وأمان . وأعربت الخارجية الروسية، أمس، عن أملها في أن تساعد القرارات المعيشية والسياسية “المبنية على الحوار” التي اتخذتها السلطات السورية رداً على احتجاجات درعا، على تسوية الوضع وإعادة الهدوء . (وكالات)
تركيا تدعو إلى سرعة الإصلاحات في سوريا
حثت وزارة الخارجية التركية، أمس، سوريا على الاسراع في تطبيق الاصلاحات التي تعهدت بها وأعربت عن أسفها لسقوط قتلى في الاضطرابات التي تشهدها البلاد .
ونظمت وكالة أنباء الأناضول عن بيان صادر عن الخارجية التركية قالت فيه إنه من المهم جداً أن “تنفذ سوريا القرارات من دون تضييع الوقت”، مشيرة إلى أن تركيا تراقب التطورات في سوريا “الصديقة” و”تأسف لسقوط قتلى في الحوادث” .
وأثنت الوزارة على قرار الحكومة السورية فتح تحقيق في الحوادث بأمر من الرئيس بشار الأسد والإفراج عن المعتقلين، واعتبرتها “خطوات على الطريق الصحيح”، ورحبت بإعلان المسؤولين السوريين عن إجراء إصلاحات في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية “لتلبية المطالب المحقة وتطلعات الشعب” .
وقالت الوزارة إن تركيا تعلق أهمية كبرى على “السلام وازدهار واستقرار وسعادة ورفاه الشعب السوري”، و”تدعم بصدق الخطوات التي أعلن عنها أخوتنا السوريون لتقدم عملية الإصلاح” . وأشارت إلى أن تركيا جاهزة لتقديم أي دعم ضروري وأي مساهمة ضرورية للجهود المبذولة “في إطار عملية الإصلاح” (يو .بي .آي)
يوم سقوط النظام (بالفيديو: حرق تماثيل وصور الأسد ونادي الضباط في حمص)
يوم الجمعة 25 آذار سيدخل التاريخ: في هذا اليوم سقط نظام البعث السوري، وسقط نظام الإستبداد الذي أخضع سوريا منذ نصف قرن لحكم العسكر والقتل والسجون والإرهاب.
يثير السخرية كلام المحلّلين و”الخبراء” الذي “أكّدوا” أن النظام السوري سوف “يلملم نفسه”، ويعدّل سلوكه، ويخفف تأثيره على لبنان! الأنظمة الفاشية لا “تتلملم”، ولا “تتعدّل”، بل تحكم وتتجبّر أو.. تسقط! واليوم سقط نظام آل الأسد الفاشيستي. وانتصر شعب سوريا العظيم!
من “درعا” الباسلة، “أم الثورة السورية”، إلى أقصى الشمال، مروراً بدمشق العظيمة، وكل مدن سوريا وقراها، خرج شعب سوريا من 50 سنة من القهر. وبأقدامه حرّر سوريا من نظام البعث، وقلب ميزان القوى في الشرق الأوسط.
متى يسقط بشّار الأسد، أو يغادر البلاد، أو يطيح بها ضباطه وأجهزته؟ لا نعلم. ولكن النهاية باتت “مكتوبة”. ولكن ، الأرجح، أن بشّار الأسد سيسبق معمر القذافي إلى السقوط.
النظام انتهى. وسيكتب شعب سوريا الأسطر الأولى في كتاب الوطن الديمقراطي، والليبرالي، والعلماني، الذي دفع مئات الألوف من السوريين، ودفعت نخبة سوريا الرائعة، ثمناً هائلاً للوصول إليه.
تنبّأ كثيرون بأن سوريا إذا تحرّرت ستغرق في الحرب الأهلية: المناخ الديمقراطي الجديد في المنطقة، بعد تونس ومصر وليبيا والجزائر والمغرب واليمن والأردن والبحرين سيحصّن التجربة السورية. السوريون لن يغرقوا في الوحل الطائفي، وسيشقون طريقهم إلى سوريا المستقبل وسوريا الليبرالية ما قبل البعث.
بعد صدّام حسين، كان نظام الأسد هو “الأعتى” بين كل الأنظمة العربية.
اليوم، كُتِبَت صفحة عظيمة واستثنائية في تاريخ الثورات العربية.
واليوم، تحرّر لبنان من النظام الوحشي الذي دمّر مرافقه، وتسبّب بتهجير مليوني لبناني إلى خارج وطنهم.
واليوم، اكتشف نظام الملات الإيرانية أنه بات معزولاً، و”نائياً” في زاويته وأمام شعبه الثائر.
ولم يعد يراودنا شكّ في أن ختام الثورات العربية ستكون ثورة الشعب الإيراني في طهران.
الشعب يريد إسقاط النظام!
والشعب يريد إٍسقاط السلاح! وحَمَلة السلاح!
“الشفاف”
العفو الدولية: مقتل 55 على الاقل في اسبوع من الاحتجاجات بسوريا
بيروت (رويترز) – قالت منظمة العفو الدولية يوم الجمعة ان من المعتقد ان ما لا يقل عن 55 شخصا قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات داخل مدينة درعا وحولها في جنوب سوريا منذ اسبوع.
وقالت المنظمة في بيان “فتحت قوات الامن النار مجددا على المحتجين في (بلدة) الصنمين ونفذت اعتقالات في دمشق وفقا لتقارير وردت اليوم الجمعة بعد يوم من تعهد السلطات بالتحقيق في العنف.”
*
بان جي مون يحث الاسد على التزام “اقصى درجات ضبط النفس”
الامم المتحدة (رويترز) – دعا بان جي مون الامين العام للامم المتحدة سوريا يوم الجمعة الى التزام “اقصى درجات ضبط النفس” خلال اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي قتلت قواته عشرات من المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية.
ووسط موجة من الاضطرابات في العالم العربي انتشرت الاحتجاجات في انحاء سوريا في تحد لحكم اسرة الاسد.
وقال بيان صادر عن مكتب بان انه ابلغ الاسد ان “الحكومات عليها التزام باحترام الحقوق الاساسية لمواطنيها وحمايتها.”
واضاف ان بان “حث على التزام السلطات اقصى درجات ضبط النفس واعرب عن امله في صدور استجابة ذات مغزى للتعبير عن المخاوف المشروعة.”
*
التظاهرات تنتشر في سوريا وتوقع مزيدا من القتلى رغم الاعلان عن اصلاحات
اتسع الجمعة نطاق التظاهرات المطالبة باطلاق الحريات في سوريا واوقعت مزيدا من القتلى في محافظة درعا، وذلك رغم اعلان السلطات السورية الخميس عن سلسلة من الاجراءات الاصلاحية في محاولة لامتصاص غضب الشارع.
واكد ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس ان 17 متظاهرا قتلوا نتيجة اطلاق النار عليهم من قبل قوات الامن بينما كانوا متوجهين الى درعا، جنوب سوريا قادمين من القرى المجاورة لها.
واكد الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “لقى 17 متظاهرا مصرعهم عندما تم اطلاق النار عليهم بينما كانوا متوجهين من الصنمين (40 كلم شمال درعا) الى درعا”.
وقال شاهد عيان في الصنمين لفرانس برس ان قوات الامن اطلقت النار على المتظاهرين بعد قيامهم برشق مقر الامن العسكري في المدينة بالحجارة.
ولم تتمكن الوكالة من تاكيد الخبر من مصدر محايد او من مصادر طبية.
كما افاد شهود عيان ان “قوات الامن فتحت النار بكثافة على متظاهرين تجمعوا امام منزل محافظ درعا” التي شهدت اعنف المظاهرات منذ بدء الاحتجاجات في سوريا في 18 اذار/مارس وسقط خلالها اكثر من مئة قتيل بحسب مصادر حقوقية.
وقال احد الشهود لفرانس برس “تظاهر اكثر من 10 الاف شخص في ساحة درعا الجمعة حيث قام احد المتظاهرين بتمزيق صورة للرئيس السوري كما قام اثنان من المتظاهرين بمحاولة تحطيم وحرق تمثال للرئيس السابق حافظ الاسد”.
واضاف “قام رجال الامن وبعض العناصر الذين كانوا في مقر حزب البعث الحاكم باطلاق النار على المتظاهرين واردوا احدهم”.
واضاف هذا الشاهد “اضطررت الى الفرار للاحتماء الا ان شهودا اكدوا لي وقوع المزيد من القتلى”.
وافاد شاهد اخر “قام متظاهرون باضرام النار في تمثال للرئيس الراحل فقامت قوات الامن باطلاق النار عليهم وسقط الكثير من القتلى والجرحى”.
وشارك الالاف في درعا الجمعة في جنازة قتيلين سقطا في الصدامات التي شهدتها المدينة وهتفوا “بالروح، بالدم، نفديك يا شهيد”.
وافادت مراسلة فرانس برس انه في “منطقة ازرع المتاخمة لدرعا انتشرت قوات كبيرة للجيش وتموضعت باصات عسكرية على مفارق القرى المؤدية الى درعا”.
وفي دمشق انطلق نحو 300 شخص عقب صلاة الجمعة من جامع بني امية الكبير في وسط العاصمة دمشق نحو سوق الحميدية هاتفين “الله، سوريا، حرية وبس” و”درعا هي سوريا” و”كلنا فداء درعا”، بحسب مراسلة فرانس برس.
وبثت مواقع على الانترنت صورا لتظاهرة اخرى انطلقت من مسجد الرفاعي في دمشق.
واكدت مراسلة فرانس برس اعتقال خمسة اشخاص على الاقل على خلفية مشاركتهم في التظاهرة الاحتجاجية التي انطلقت من المسجد الاموي.
كما اكدت شاهدة عيان لفرانس برس “ان قوات الامن فرقت بالقوة تظاهرة اندلعت في حي العمارة في قلب العاصمة دمشق”.
واضافت ان “احد عناصر الامن شد احدى المتظاهرات من شعرها وتركها بعد ان صرخت كما صادرت قوى الامن شريحة الذاكرة من آلة تصوير احد الاشخاص بينما كان يقوم بتصوير التظاهرة”.
في المقابل احتشد انصار للرئيس بشار الاسد في ساحة المسكية في دمشق حاملين صورا له ولوالده الراحل حافظ الاسد وهم يهتفون “الله، سوريا، بشار وبس” و”بالروح، بالدم، نفديك يا بشار”. كما جالت شوارع المدينة عشرات السيارات مطلقة ابواقها تاييدا للاسد.
وفي منطقة داعل (شمال درعا) ذكرت مراسلة ثانية لفرانس برس ان “نحو 300 متظاهر تتقدمهم عشرات الدراجات النارية خرجوا الى الشارع وهم يهتفون “داعل ودرعا ما بتنهان” بينما كان اطفال يلوحون بالكوفيات.
وافادت المراسلة ان “العشرات تجمعوا في قرية الشيخ مسكين وركبوا السيارات وانطلقوا باتجاه درعا”.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان الجمعة ان “نحو ثلاثة الاف شخص تظاهروا في مدينة بانياس الساحلية” والتي سبق ان شهدت تظاهرة يوم الجمعة الماضي.
كما بثت قنوات فضائية ومواقع انترنت عدة مقاطع لتظاهرات في الشوارع او المساجد في عدة مدن سورية، لا سيما حمص وحماة واللاذقية شارك فيها الالاف من المتظاهرين في “جمعة العزة”، وهو التعبير الذي اطلق على هذا اليوم كما ورد على مواقع لناشطين سوريين معارضين على الانترنت.
وطالب بيان نشره موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” على صفحة باسم اتحاد شباب سوريا “بتنحي الرئيس السوري وأركان النظام بشكل كامل وقيام حكومة مؤقتة تمثل كافة مكونات الشعب السوري تقود البلاد عبر مرحلة إنتقالية تطلق فيها الحريات وترفع حالة الطوارئ وتطلق السجناء السياسيين”.
وجاء ايضا في البيان “نحن سوريون قبل أي صفة لاحقة أو سابقة لنا حق متساو في المواطنة، شعب واحد لا يفرقنا عرق أو دين أو طائفة أو معتقد. ومستقلبنا هو دولة مدنية لجميع مواطنيها”.
واكد البيان على سلمية التظاهرات ورفضه “أي استخدام لأي شكل من أشكال العنف أو التخريب أو الاعتداء على الممتلكات العامة لأنها ملك شعبنا وليست ملكا للنظام كما نرفض أي اعتداء على أية ممتلكات خاصة”.
وجاءت التظاهرات الجديدة بالرغم من اعلان القيادة السورية الخميس عن سلسلة اصلاحات “تلبي طموحات” الشعب في محاولة لاحتواء الوضع وتهدئة النفوس وقيامها باطلاق سراح جميع الموقوفين على خلفية احداث درعا.
ومن بين الاجراءات التي اعلن عنها على لسان مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان دراسة الغاء قانون الطوارىء المعمول به منذ عام 1963، اعداد مشروع لقانون الاحزاب وزيادة رواتب الموظفين في القطاع العام.
من جهتها اشارت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم الجمعة الى “ان شوارع مدينة درعا والمحافظات السورية شهدت مسيرات شعبية حاشدة عبر خلالها المواطنون عن ارتياحهم للقرارات التي اصدرها الاسد” يوم الخميس الذي وصفته “بخميس الكرامة” ردا على دعوات التظاهر في “جمعة العزة”.
واشارت الصحيفة في افتتاحيتها الى ان “غمامة عابرة مرت واكدت سوريا قدرتها على تجاوز المحنة”.
واعتبر الحقوقي والناشط عيسى المسالمة وهو احد الذين تم الافراج عنهم في درعا انه “اذا تم تنفيذ هذه القرارت فتكون السلطات قد استجابت حينها الى جزء من المطالب التي ينادي بها الشعب منذ سنوات”.
واضاف “سنمضي بحركتنا السلمية لاننا لا نريد وعودا فقط ولكن تطبيق الاجراءات التي تم الاعلان عنها. مجرد وعد لا يكفي”.
ودوليا دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من بروكسل سوريا الى وقف العنف حيال المتظاهرين مؤكدا ان رد فعل الاسرة الدولية “سيكون هو نفسه في كل مرة”.
وقال ساركوزي ان “كل زعيم وخصوصا كل زعيم عربي يجب ان يفهم ان رد فعل الاسرة الدولية سيكون هو نفسه في كل مرة” بينما تشن فرنسا ودول غربية اخرى عملية عسكرية في ليبيا هدفها وقف هجوم القوات الليبية الموالية للعقيد معمر القذافي على الثوار.
كما نددت الولايات المتحدة الخميس ب”القمع الوحشي” للتظاهرات في سوريا. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان ان “الولايات المتحدة تندد بشدة بالقمع الوحشي للتظاهرات من جانب الحكومة السورية خصوصا العنف ومقتل المدنيين على يد قوات الامن”.
الاحتجاجات تنتشر في أنحاء سوريا ضد حكم الاسد
دمشق/درعا (سوريا) (رويترز) – انتشرت الاحتجاجات في أنحاء سوريا يوم الجمعة في تحد لحكم أسرة الاسد بعدما قتلت القوات السورية عشرات المتظاهرين في جنوب البلاد.
وفي مدينة درعا في الجنوب والتي تشتعل فيها الاحتجاجات منذ أسبوع فرقت قوات الامن باطلاق النار والغاز المسيل للدموع حشدا ضم الالاف بعدما أضرم النار في تمثال للرئيس الراحل حافظ الاسد الذي يحكم ابنه بشار البلاد منذ عام 2000 .
وبثت قناة الجزيرة التلفزيونية تصريحات لرجل قال ان قوات الامن قتلت 20 شخصا يوم الجمعة في بلدة الصنمين القريبة من درعا.
وفي حماة بوسط البلاد قال سكان ان متظاهرين تدفقوا على الشوارع عقب صلاة الجمعة وهتفوا بشعارات داعية الى الحرية. كان الرئيس الراحل حافظ الاسد قد أرسل قواته الى حماة في 1982 لسحق تمرد مسلح لحركة الاخوان المسلمين مما أسفر عن مقتل الالاف.
ودوت نفس الشعارات في وقت سابق أثناء تشييع عدد من القتلى الذين سقطوا في درعا يوم الاربعاء وبلغ عددهم 37 على الاقل عندما هاجمت قوات الامن مجموعات مطالبة بالديمقراطية في مسجد. وذكرت تقارير أن 44 شخصا على الاقل قتلوا هذا الاسبوع في درعا.
وفرقت قوات الامن التي وقفت في حالة تأهب في أنحاء البلاد خلال صلاة الجمعة مظاهرة صغيرة في دمشق. واعتقلت العشرات من بين حشد ضم نحو 200 هتفوا بشعارات مؤيدة لدرعا.
وفي التل قال شهود ان نحو 1000 شخص احتشدوا يوم الجمعة في البلدة التي تقع الى الشمال من العاصمة السورية وهتفوا بشعارات تصف أقارب للاسد باللصوص.
وفي درعا وهي معقل للاغلبية السنية التي تشعر بالاستياء ازاء السلطة والثروة التي تهيمن عليها النخبة العلوية المحيطة بالاسد شاهد مراسل لرويترز الالاف في مسيرة دفعها صوت اطلاق نار كثيف للفرار بحثا عن أي شيء يمكن الاحتماء به.
وبدأت الاضطرابات في درعا بعدما اعتقلت الشرطة أكثر من 12 تلميذا لكتابتهم شعارات مناهضة للحكومة.
وفي دمشق جرى تفريق احتجاجين شارك فيهما بضع عشرات هذا الاسبوع.
ومن بين من صب المحتجون غضبهم عليهم يوم الجمعة ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري وقائد الحرس الجمهوري ورامي مخلوف ابن خال الرئيس الذي يملك أنشطة تجارية كبيرة وتتهمه واشنطن بالفساد.
ووصفت الشعارات شقيق الرئيس السوري بالجبان ودعته الى ارسال قواته لتحرير هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ عام 1967.
وقبل صلاة الجمعة في درعا جاب موكب سيارات شوارع المدينة حيث أطلقت أبواقها رافعة صور الرئيس. وكانت هناك أيضا تجمعات مؤيدة للاسد في مناطق أخرى.
ودعا أئمة المساجد في درعا عبر مكبرات الصوت الناس في الصباح لحضور صلاة الجنازة على بعض القتلى المدنيين الذين سقط أغلبهم عندما أطلقت قوات الامن النار على المتظاهرين في المدينة يوم الاربعاء.
ودعت صفحة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي تحت عنوان الثورة السورية الى التجمع في “جمعة الكرامة” في كل المساجد والمحافظات والميادين الكبرى.
وتعهد الرئيس السوري يوم الخميس بدراسة توسيع الحريات في مواجهة المطالب بالحرية السياسية وانهاء الفساد.
ووعد أيضا بالنظر في انهاء العمل بقانون الطواريء المطبق منذ 1963 وعرض زيادة كبيرة في رواتب موظفي القطاع العام.
وانسحبت قوات الامن يوم الخميس من المسجد الذي قتل فيه عدد من الاشخاص. وتتدفق الناس على المسجد احتفالا “بتحريره” وأطلقوا الالعاب النارية وأبواق السيارات.
وبينما كانت مستشارة للرئيس السوري بشار الاسد تقرأ قائمة بالاوامر تضمنت الغاء محتملا لحالة الطواريء المفروضة في سوريا منذ 48 عاما قالت جماعة حقوقية ان السلطات السورية اعتقلت مازن درويش الناشط البارز المؤيد للديمقراطية.
وفي 31 من يناير كانون الثاني قال الاسد انه ما من مجال لان تمتد الاضطرابات السياسية التي كانت تعصف بتونس ومصر انذاك الى سوريا.
وقالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس الاسد في مؤتمر صحفي ان حزب البعث الذي يهيمن على السلطة منذ انقلاب عام 1963 سيطرح مشروعات قوانين تمنح حريات لوسائل الاعلام وتسمح بتشكيل حركات سياسية غير حزب البعث. وسيسعى الحزب أيضا الى رفع مستويات المعيشة.
وتعرض الاسد لانتقادات بسبب تعامله مع المحتجين. ووصفت الولايات المتحدة اطلاق النار على المحتجين بأنه عمل “وحشي”.
وقال بيان رسمي ان السلطات السورية أطلقت سراح كل من اعتقلوا في منطقة درعا منذ بدأت الاحتجاجات. ولم يحدد البيان رقما.
وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس الخميس انه يتعين على سوريا اتباع النموذج المصري حيث امتنع الجيش عن اطلاق النار وساعد الشعب في الاطاحة بحكم الرئيس السابق حسني مبارك.
وقال جيتس اثناء زيارة لاسرائيل “أقول ان ما تواجهه الحكومة السورية هو في الحقيقة نفس التحديات التي تواجه العديد من الحكومات في أنحاء المنطقة وهي مظالم شعوبها السياسية والاقتصادية التي لم تلب.”
وفي باريس قالت وزارة الخارجية الفرنسية “تدين فرنسا بأشد العبارات العنف الذي وقع في الايام الاخيرة وأدى الى مقتل العشرات واصابة الكثيرين.”
جرحى باللاذقية واحتجاجات بدرعا
إطلاق معتقلين وتوقع تعديل حكومي
سقط عشرات الجرحى في اشتباكات بين أفراد من قوات الأمن السورية وعدد من المتظاهرين في مدينتي اللاذقية وجبلة شمال غرب سوريا اليوم السبت, بينما تستعد الحكومة للكشف عن إصلاحات تضمنت بالفعل إطلاق سراح 260 معتقلا, للتخفيف من حدة التوتر, في أعقاب احتجاجات عمت عدة محافظات.
وذكر شهود عيان أن المتظاهرين يتوافدون على الساحة الرئيسية في درعا لمواصلة الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات في البلاد.
وذكرت رويترز نقلا عن شهود أن ثلاثة من الشبان المحتجين صعدوا إلى ما تبقى من تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي حطمه المحتجون أمس الجمعة ورفعوا لافتة ورقية كتب عليها شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”.
كما أحرق محتجون مبنى حزب البعث ومركزا للشرطة بقرية طفس القريبة من درعا, أثناء تشييع آلاف الأشخاص جنازة محتج قتل أمس الجمعة في درعا.
وكانت الاحتجاجات قد انتشرت أمس في أنحاء سوريا فيما وصفته رويترز بتحد لحكم أسرة الأسد المستمر منذ أربعين عاما, بعد أن قتلت القوات السورية متظاهرين في جنوب البلاد.
وقد شهدت مدينة درعا مظاهرات حاشدة ومواجهات, بعد أن شارك عشرات الآلاف في تشييع جنازات بعض القتلى وهم يرددون “حرية”.
وتفرق حشد مؤلف من ثلاثة آلاف شخص تحت وابل من الرصاص والغاز المسيل للدموع, حيث سقط عدد غير محدد من القتلى والجرحى.
وقدرت منظمة العفو الدولية عدد القتلى بالبلدة خلال الأسبوع المنصرم بـ55 على الأقل رغم تحدث سكان محليين عن مقتل مثلي هذا العدد حتى قبل الجمعة, بينما قال مسؤولو مستشفيات الخميس إن 37 شخصا على الأقل قتلوا عندما دمرت قوات الأمن مخيم محتجين مطالبين بالديمقراطية بمسجد يوم الأربعاء.
ونقلت رويترز عن إبراهيم، وهو محام في منتصف العمر في درعا قوله “حاجز الخوف انكسر، وهذه خطوة أولى على الطريق نحو إسقاط النظام”. وأضاف “وصلنا لنقطة اللاعودة”.
وفي بلدة الصنمين التي تقع في نفس المنطقة الجنوبية لمدينة درعا، قال سكان محليون إن عشرين شخصا قتلوا عندما أطلق مسلحون النار على حشد خارج مبنى تستخدمه المخابرات العسكرية. وذكرت وكالة الأنباء السورية أن قوات الأمن قتلت مهاجمين مسلحين حاولوا اقتحام المبني في الصنمين.
وفي حماه بوسط البلاد, قال سكان إن متظاهرين تدفقوا على الشوارع عقب صلاة الجمعة وهتفوا بشعارات داعية إلى الحرية. وكان الأسد الأب قد أرسل قواته إلى حماة عام 1982 لسحق ما وصف بتمرد مسلح لحركة الإخوان المسلمين مما أسفر عن مقتل الآلاف.
إجراءات حكومية
في مقابل ذلك, قالت مصادر رسمية سورية لوكالة الأنباء الألمانية إن القيادة السورية تستعد لإصدار حزمة قرارات بينها تعديل وزاري يمس عددا من الوزراء وربما رئيس الحكومة, وفق تلك المصادر.
وذكرت المصادر أن من بين الأسماء التي جرى التداول في إقالتها وزير الإعلام محسن بلال، مشيرة إلى قرارات وشيكة تخص دور حزب البعث الحاكم في حياة السوريين.
في غضون ذلك, قال محام وحقوقي لرويترز إن السلطات السورية أطلقت سراح 260 سجينا معظمهم من الإسلاميين من سجن صيدنايا أمس الجمعة.
وذكر المحامي الذي طلب عدم نشر اسمه أن السجناء أكملوا ثلثي مدة عقوبتهم على الأقل ويحق لهم الإفراج “إلا أن السلطات نادرا ما كانت تمنحهم هذا الحق من قبل”.
رأي المفتي
من جهة ثانية, رأى مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسّون في مقابلة مع الجزيرة أن سوريا “وصلت إلى ما وصلت إليه مصر وتونس دون إراقة دماء”.
وأضاف “سوريا تعيش فرحة ما بعدها فرحة دون صدامات وإراقة دماء، وسوريا لن تركع ولن تسفك دماء أبنائها”. كما اعتبر أن ما حدث في درعا وغيرها أمر خارجي, قائلا “سنثبت خلال ساعات أن من أسال الدماء هم من الخارج”.
وقال أيضا إن الشعب السوري كان أرقى مما تصور بعض من سماهم خطباء الفتنة, قائلا إنهم يسعون لتقسيم الوطن العربي. وأشار إلى معالجات حكومية مستمرة للأمر, وقال إن ما حدث من إطلاق نار كان دفاعا عن النفس.
الموقف الدولي
وعلى صعيد الموقف الدولي, حثت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الرئيس السوري بشار الأسد على الامتناع عن العنف. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض الأميركي جاي كارني “ندين بقوة محاولات الحكومة السورية لقمع وترويع المتظاهرين”.
كما اتصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هاتفيا بالأسد لحثه على ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس”.
وقد تعهد الأسد الخميس بدراسة توسيع الحريات في مواجهة
المطالب بالحرية السياسية وإنهاء الفساد, ووعد أيضا بالنظر في إنهاء العمل بقانون الطوارئ المطبق منذ 1963 وعرض زيادة كبيرة في رواتب موظفي القطاع العام, ولكن المتظاهرين قالوا إنهم لا يصدقون هذه الوعود.
بدورها, رأت المجموعة الدولية للأزمات أن “سوريا تواجه ما سيصبح سريعا لحظة حاسمة لقيادتها حيث لا يوجد سوى خيارين أحدهما يتضمن مبادرة فورية ومحفوفة بالمخاطر بشكل حتمي ربما تقنع الشعب السوري بأن النظام مستعد للقيام بتغيير كبير, والآخر ينطوي على قمع متصاعد يتضمن كل الفرص لأن يؤدي إلى نهاية دامية ومخزية”.
سورية: اندلاع احتجاجات جديدة في المدن الجنوبية
تجمع مئات المحتجين السوريين، السبت، في الميدان الرئيسي لمدينة درعا التي شهدت اضطرابات على مدى الأسبوع الماضي، وفق أحد الشهود.
وأضاف الشاهد أن ثلاثة شبان سوريين تسلقوا حطام تمثال برونزي للرئيس الراحل حافظ الأسد وهم حاسروا الصدور علما بأن محتجين كانوا قد أوقعوه أرضا البارحة.
ورفع المحتجون لافتة كتب عليها “الشعب يريد إسقاط النظام”.
وفي قرية طفس المجاورة لمدينة درعا، أحرق آلاف المحتجين مقر حزب البعث الحاكم ومخفرا للشرطة، السبت، خلال تشييع جنازة أحد المحتجين كان قد قتل أمس، وفق سكان محليين.
وردد المشيعون الذين شاركوا في جنازة أحد المحتجين الذي قتل أمس الجمعة ويدعى كمال بردان شعارات طالبت بالحرية.
ومن جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له إن السلطات السورية أطلقت سراح أكثر من 200 سجين، معظمهم من الإسلاميين كانوا مسجونين في سجن صيدنايا.
وتأتي هذه الخطوة بعد إدانة الولايات المتحدة والأمم المتحدة الحكومة السورية في أعقاب تقارير أفادت بإطلاق قوات الأمن السورية نيران أسلحتها على محتجين مسالمين أمس الجمعة.
وقال شهود إن عشرات الأشخاص لقوا حتفهم خلال الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.
ولم يتسن التأكد من صحة هذه التقارير من مصادر مستقلة.
وذكرت تقارير غير مؤكدة أن قوات الأمن السورية هاجمت اعتصاما في ضواحي دمشق واعتقلت نحو 200 شخص خلال المداهمة الأمنية التي تمت في منتصف الليلة الماضية.
وقال رئيس المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، لوكالة الأنباء الفرنسية “أطلقت السلطات السورية سراح أكثر من 200 سجين من سجن صيدنايا، معظمهم من الإسلاميين بعد أن وقع السجناء على طلبات تطالب بالإفراج عنهم”.
لكن هناك تباين فيما يخص عدد المفرج عنهم بعدما ذكر ناشط في مجال حقوق الإنسان لوكالة رويترز أن 70 سجينا سياسيا أطلق سراحهم.
ولم تصدر الحكومة السورية إلى حد الآن بيانا بشأن الموضوع.
وكانت احتجاجات اندلعت أمس الجمعة في مدن وبلدات سورية بما فيها العاصمة دمشق.
وسمعت أصوات إطلاق النيران في مدينة درعا والتي أصبحت تشكل تحديا حقيقيا للحكومة السورية التي يرأسها بشار الأسد.
وشارك المحتجون الذين خرجوا إلى شوارع درعا في جنازات نحو 25 متظاهرا قتلوا يوم الأربعاء الماضي.
مواجهات في دمشق بين مؤيدين ومعارضين للرئيس
التقارير أفادت بحدوث اعتقالات بعيد مواجهات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس
وقال شهود إن بعض المحتجين أضرموا النيران تحت تمثال برونزي للرئيس السابق، حافظ الأسد.
وقتل عدد من المحتجين في إحدى القرى القريبة من مدينة درعا كانوا يحاولون الالتحاق بدرعا عندما فتحت قوات الأمن النيران عليهم.
وأكد مسؤول حكومي أن ما لا يقل عن 10 محتجين قتلوا لكن شهودا قالوا إن ما يصل إلى 20 محتجا لقوا حتفهم.
وفي دمشق، ردد مئات المحتجين في شارع الملك فيصل “سلميةسلمية…الله…سورية…حرية”.
وذكرت تقارير أن قوات الأمن فرقت المظاهرة واعتقلت العديد من المحتجين.
ونظم أنصار الرئيس الأسد بدورهم مظاهرات ضخمة في دمشق واندلعت اشتباكات بين الجانبين.
وفي مدينة حماه وسط البلاد احتشد مئات الأشخاص في شوارع المدينة مرددين “حرية حرية”.
ووردت تقارير عن انطلاق مظاهرات في اللاذقية وحمص. وذكرت وكالة الأسوشييتد برس أن شخصين قتلا في المدينتين، وفق أحد النشطاء.
وعبرت منظمة العفو الدولية عن مخاوفها من أن يكون 55 شخصا قتلوا في سورية خلال الأسبوع الماضي.
وكانت الحكومة السورية قالت يوم الخميس الماضي إنها تدرس إمكانية إجراء إصلاحات سياسية بما في ذلك إنهاء حالة الطوارئ المطبقة في البلد منذ عام 1963، مضيفة أنها تنوي تقديم المتهمين بقتل المحتجين في درعا إلى المحاكمة.
قتيلان في اللاذقية واحتجاجات في درعا وشعبان تتحدث عن «مشروع فتنة طائفية»
دمشق، بيروت – «الحياة»، ا ف ب، رويترز
سقط قتيلان في مدينة اللاذقية امس قالت السلطات السورية إنهما قضيا برصاص «قناصة تابعين لمجموعات مسلحة»، فيما قال ناشطون إنهما قتلا برصاص قوات الامن اثناء محاولتهم حرق مقر حزب «البعث» الحاكم في المدينة. كما تجددت الاحتجاجات في مدينة درعا.
واعتبرت المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان «ان الوقائع تؤكد وجود مشروع فتنة طائفية» لاستهداف سورية، في وقت قال حقوقيون ان السلطات السورية اطلقت 260 معتقلا سياسياً، بينهم إسلاميون وأكراد.
وأعلنت شعبان في لقاء مع صحافيين في دمشق بعد ظهر امس: «الواضح أن هناك مشروع فتنة للنيل من سورية عبر استهداف نموذج العيش المشترك الذي تتميز به»، مشيرة إلى أن هذا «الاستهداف ليس جديداً، وأن الشعب السوري واع وسيتجاوز هذه المحاولات التخريبية وهذا الاستهداف». وأشارت إلى أن «حق التظاهر السلمي مضمون ومكفول لأي مواطن في سورية، لكن ما يجري هو محاولة إشعال فتنة طائفية واستهداف للأمن والاستقرار وحياة المواطنين»، مشددة على أن «سورية لن تسمح بالعبث بأمنها واستقرارها». وزادت: «معظم الشعب السوري وجد في الإصلاحات التي تم الإعلان عنها إصلاحات جريئة، ونحن مع ما يريده شعبنا في سورية، ونعمل من أجل تحقيقه».
في موازاة ذلك، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» ان التلفزيون الحكومي السوري بث مساء «اعترافات أولية من أشخاص غير سوريين من جنسيات مختلفة تم اعتقالهم خلال الأحداث التي تشهدها بعض المدن السورية»، من بينها «اعتراف مواطن مصري يحمل الجنسية الأميركية ويعمل في سورية وتبين أنه سبق أن زار الكيان الإسرائيلي سراً، وأقر بأنه كان يتلقى أموالاً من الخارج لقاء إرسال صور ومقاطع فيديو عن سورية».
في الوقت نفسه، اعربت مصادر سورية عن «الانزعاج الكبير» مما قاله الشيخ يوسف القرضاوي الجمعة الماضي ودخوله على خط الاحداث في سورية، قائلة: «ليس لرجل دين ان يثير فتنة».
في غضون ذلك، أكدت منظمات حقوقية ان السلطات السورية أفرجت مساء اول من امس عن 260 معتقلاً سياسياً، بينهم إسلاميون وأكراد، في خطوة ترجمت على انها بداية لتطبيق سلسلة من الاجراءات التي اعلنتها السلطات السورية اخيرا. وفيما اكد محام حقوقي ان المفرج عنهم «بينهم اسلاميون، وأكملوا ثلاثة أرباع عقوبة السجن الصادرة ضدهم»، قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة «فرانس برس» ان «بينهم 14 كرديا… وغالبيتهم كانت اعتقلت على خلفية الانتماء الى تيارات اسلامية». واعتبر ان «هذه الخطوة تأتي بداية لجملة الوعود التي اُطلقت أخيراً في شأن تحسين واقع الحريات العامة في سورية».
ويأتي الإعلان عن هذا الإفراج بينما وجهت مجموعة «يوم الغضب السوري» التي أثارت موجة التظاهرات، دعوة عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الى «انتفاضة شعبية» السبت في جميع المدن السورية «لإغاثة مدينة درعا». لكن لم يُسجل سوى 3 تظاهرات في درعا وقرية طفس المجاورة لها واللاذقية حيث سقط قتيلان امس. ونقلت «سانا» عن مسؤول سوري قوله ان «مجموعة مسلحة احتلت (امس) أسطح أبنية في بعض أحياء اللاذقية وأطلقت النار على المارة والمواطنين وقوى الأمن» ما ادى الى «مقتل اثنين وإصابة آخريْن» بعد الظهر. غير ان الناشط الحقوقي السوري عمار قربي اكد لوكالة «رويترز» في القاهرة ان قوات الامن السورية قتلت المحتجيْن اثناء محاولتهما إحراق مقر حزب «البعث» الحاكم في المدينة.
وفي قرية طفس، أفاد ناشط حقوقي «ان الآلاف شاركوا في تشييع ثلاثة قتلى وأحرقوا مخفر الشرطة فيها ومقر حزب البعث الحاكم». أما في درعا نفسها على بعد 120 كيلومترا جنوب دمشق، فقال شاهد إن قوات الأمن السورية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين الذين نظموا اعتصاماً في واحد من الميادين الرئيسة في المدينة حملوا خلاله لافتات كتبت عليها عبارة «الشعب يريد إسقاط النظام» التي ترددت في الانتفاضات التي شهدها العالم العربي من تونس الى مصر وحتى اليمن.
وكان مسؤول سوري أكد لوكالة «فرانس برس» ان تظاهرات الجمعة «أوقعت 13 قتيلا، بينهم رجلا إطفاء وموظف قتل بأيدي المتظاهرين»، مشيرا الى ان 10 من القتلى سقطوا في قرية الصنمين خلال اشتباك مع الجيش، في حين اكد ناشطو حقوق الانسان مقتل 25 شخصاً بين المتظاهرين.
وتواصلت امس ردود الفعل الدولية، إذ دانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون الرد «القاسي» السوري على «المطالب المشروعة» للمحتجين. وأعربت في بيان عن «صدمتها لمواصلة القمع العنيف للمتظاهرين»، داعية النظام الى «الإستجابة للمطالب والطموحات المشروعة للشعب عبر الحوار والإصلاحات السياسية والاجتماعية – الإقتصادية العاجلة». وقالت: «أدين بشدة القمع العنيف، بما فيه الاستخدام غير المقبول بتاتاً للعنف والذخائر الحربية والذي ينبغي أن يتوقف الآن»، مضيفة أنه «يجب رفع حال الطوارىء».
كما حذرت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي سورية من مغبة الدخول في «دوامة العنف» نتيجة القمع العنيف للتظاهرات، داعية الى استخلاص العبر مما جرى في الدول العربية الاخرى. ونوهت بإعلان الحكومة عن الاصلاحات السياسية والاقتصادية، لكنها شددت على ان «الافعال ابلغ بكثير من الاقوال».
على صعيد آخر، قالت وكالة «رويترز» ان السلطات السورية سحبت أوراق اعتماد مراسلها، بحجة انه يقدم تغطية «غير مهنية وكاذبة» للاحداث في سورية.
ولم يتسن الوصول الى مسؤولين في وزارة الاعلام السورية لتقديم توضيحات. واكدت الوكالة انها تؤيد تغطيتها من سورية.
وقال ستيفن أدلر رئيس تحرير الوكالة: «نأسف لقرار الحكومة السورية استبعاد مراسلنا. نحن متمسكون بتغطيتنا وملتزمون مواصلة تقاريرنا الدقيقة والمحايدة عن سورية».
الحياة
سوريا: إطلاق نار باللاذقية والسلطات تتهم مسلحين
دمشق، سوريا
(CNN) — اتهمت تقارير على مواقع للمعارضة السورية قوات الأمن بإطلاق النار على محتجين في اللاذقية، متحدثة عن
سقوط قتلى وجرحى، بينما نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر مسؤول قوله إن “مجموعة مسلحة احتلت أسطح أبنية في بعض أحياء مدينة اللاذقية وقامت بإطلاق النار على المارة والمواطنين وقوى الأمن.”
وتشكل مدينة اللاذقية أكبر تجمع سكاني في الساحل السوري، وتقع في الزاوية الشمالية الغربية من البلاد، وهي تضم خليطاً من المسيحيين والسنّة والعلويين، وتقع بلدة “القرداحة” وهي مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد، على مقربة منها.
وفي درعا، قال شهود عيان لـCNN بالعربية إن الوضع تأزم في المدينة مساء، بعد أن توجه محتجون إلى الساحة المقابلة لقصر العدل للاعتصام، بعد تشييع الشابة سبتة الأكراد.
وأضاف الشاهد الذي طلب عدم كشف اسمه: “فوجئنا بأعداد كبيرة وغير متوقعة من قوات الأمن المركزي التي قامت بإطلاق عدد هائل من قنابل الغاز المسيل للدموع، واضطررنا إلى التفرق في الشوارع المجاورة، الآن يحاول رجال الدين تهدئة الشباب الذين تجمعوا في المسجد العمري وإقناعهم بعدم العودة إلى تلك المنطقة، ولكن الشباب مصرون على ذلك، مع خطر وجود قناصة على الأسطح.”
وقال شهود عيان في مدينة درعا إن مسيرات خرجت السبت لتشييع ثلاثة قتلى سقطوا في مواجهات الجمعة بالمدينة، وأضافوا أن الأبرز كان تحول الهتافات في درعا من المطالبة بالحرية إلى الدعوة لـ”إسقاط النظام،” بينما شيعت مدينة الصنمين المجاورة سبعة قتلى وفق شهود، وسط حالة قلق لدى السكان الذين قالوا إنهم طلبوا من الجيش حمايتهم.
وقال شاهد عيان طلب من CNN بالعربية عدم ذكر اسمه حفاظاً على سلامته: “خرجنا في مسيرة سلمية في درعا بعد تشييع ثلاثة قتلى عقب صلاة الظهر وتوجهنا إلى الساحة التي أزلنا منها بالأمس تمثال (الرئيس السابق) حافظ الأسد، ونحن بانتظار جثمان امرأة قتلت قبل أيام لكن قوات الأمن لم تفرج عنها إلا اليوم، وسندفنها بعد صلاة العصر.”
وأضاف: “الأهم في هذا اليوم أن الهتافات تحولت من ‘الله سوريا حرية وبس’ إلى ‘الشعب يريد تغيير النظام،’ أما الشعارات المكتوبة، فمنها ‘ظلمتني وظلمت أبي وجدي.. لا لن تظلم ابني،’ و’إسلام ومسيحية.. سنية وعلوية.. بدنا نعيش بحرية.'”
ولفت الشاهد إلى أن مسيرات السبت كانت أصغر حجماً من مسيرات الجمعة لأن سكان المدينة يشعرون بالخوف من التعرض لهجوم قائلاً: “قوات الأمن انسحبت خارج المدينة، وهذا ولدّ لدينا الخوف من تعرضنا للقصف المدفعي، لذلك لم تكن المسيرات حاشدة مثل الأمس، الجيش المنتشر في المنطقة يحاول طمأنتنا بأنها سيحمي الشعب من أجهزة الأمن والحرس الجمهوري، لكن تطميناته خجولة.”
وقال شاهد عيان آخر من مدينة الصنمين المجاورة لـCNN بالعربية، إن السكان شيعوا سبع جثث، وهناك ثلاث جثث أخرى في برادات المستشفيات تنتظر الدفن، وبينها جثة تعود لطفل في العاشرة.
وذكر أحد الشهود أن المشيعين كانوا بالآلاف، وأن عائلات القتلى اتجهت إلى إحدى ساحات المدينة لنصب خيام وإقامة اعتصام مفتوح، وأطلقوا على الموقع اسم “ساحة الشهداء.”
ونفوا الشهود بشكل قاطع مهاجمة أي مقار عسكرية أو حكومية في المنطقة، وقالوا إن عناصر من أجهزة المخابرات قامت بحرق الإطارات في الشارع ومهاجمة مؤسسات عامة لتشويه صورتهم، علماً أن CNN لم تتمكن بشكل مستقل من تأكيد هذه الروايات المتضاربة.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية قد نقلت عن مصدر مسؤول أن من جرى وصفهم بـ”مجموعة مسلحة” هاجموا أحد مقرات الجيش الشعبي في الصنمين محاولة اقتحامه “فتصدى لها حراس المقر وأسفر الاشتباك عن مقتل عدد من المهاجمين.”
يشار إلى أن سوريا شهدت يوماً دامياً الجمعة، مع انتشار الاحتجاجات في عدة مدن بعد الصلاة، وقد أطلقت الشرطة النار على المتظاهرين لتفريقهم بالقوة، وأدى ذلك لسقوط قتلى في حمص ودرعا واللاذقية والصنمين، وفقاً لتقارير.
سوريا واليمن أخطر من ليبيا
دمشق متحالفة مع طهران والقاعدة باليمن
قال كون كافلين بمقال كتبه بصحيفة صحيفة ديلي تلغراف إنه يخشى أن يكون الغرب قد أقدم على الخطوة الخطأ بمهاجمة القذافي وسط تصاعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة في سوريا واليمن.
وقال كافلين إنه مقتنع تماما بوجوب إزاحة الزعيم الليبي معمر القذافي وعائلته من السلطة في أقرب فرصة ممكنة. ولكن في هذه الأيام لا يمكن القول بأي حال إن ليبيا تشكل تهديدا خطيرا لأمن الغرب، بعد أن أوقف القذافي نشاطه النووي وأنهى تعاونه مع الإرهاب الدولي منذ سنوات عديدة.
ويضيف قائلا إن هذا لا ينطبق على سوريا واليمن، وهما البلدان اللذان يشكلان تهديدا فعليا للغرب. وقال إن قبضة البعث في سوريا أقدم من سيطرة القذافي على ليبيا. كما أن سوريا تحدت الغرب طويلا، ودعمت مجموعة واسعة من الشبكات الإرهابية وجعلت من نفسها حليفا إقليميا مهما لإيران.
وأشار الكاتب إلى ما كشفته وثائق ويكيليكس من أنه أثناء الصراع في العراق المجاور، أوشكت القوات الأميركية على مهاجمة سوريا في مناسبات عدة بعدما تورط النظام السوري في دعم نشاط “القاعدة” بالعراق على حد قوله.
وقال كافلين إن مسؤولين بالاستخبارات السورية متورطون في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005. كما وثقت دمشق علاقتها بطهران وهو ما تأكد الشهر الماضي عندما عبرت سفينة حربية إيرانية قناة السويس للمرة الأولى منذ قيام الثورة عام 1979 ودخلت ميناء اللاذقية السوري بطريقة استعراضية.
وأكد الكاتب قناعته أنه طالما لا زال نظام بشار الأسد بالسلطة، فإنه من المستبعد جدا أن يتمكن الغرب من إحلال السلام والاستقرار بالمنطقة. ولهذا السبب يدعو كافلين الغرب إلى تقديم الدعم للمتظاهرين الذين تحركوا بمدينة درعا السورية، في أخطر اضطرابات تواجهها الحكومة منذ عام 1982 عندما تحدى إسلاميون الرئيس حافظ الأسد بمدينة حماة. ورد حافظ الأسد بقتل ما يصل إلى أربعين ألف شخص وفق تقديرات الكاتب.
كما أشار كافلين إلى ما يجري في اليمن، حيث كثف المحتجون حملتهم لإسقاط الرئيس علي عبد الله صالح، الذي يمسك بالسلطة منذ 32 عاما. وقال الكاتب إن اليمن تحت حكم صالح يشكل تهديدا خطيرا للأمن الغربي. مشيرا إلى وجود أنور العولقي باليمن، وقال إنه العقل المدبر وراء مؤامرة التفجير في مطار إيست ميدلاندز، وكذلك العديد من عناصر “القاعدة”.
وجدد الكاتب التذكير بأن اليمن يشكل تهديدا لأمن الغرب أكثر من ليبيا، ناصحا السياسيين الغربيين بضرورة الانتباه إلى الوضع فيه جيدا.
“قتلى درعا” يحدثون انقسامات بين الشارع الكردي وأحزابه في سوريا
الأحزاب تدعو للتهدئة والناس مستاؤون
دبي – العربية.نت
في الوقت الذي أصدرت فيه مجموعة من الأحزاب الكردية في سوريا بياناً السبت 26-3-2011 اعتمدت فيه لهجة التهدئة مع السلطات السورية، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات يشرف عليها مجموعة تطلق على نفسها “ثورة الشباب الكردي”، وتدعو للاعتصام في مدينة القامشلي، أبرز مدن الشمال السوري، تضامناً مع مدينة درعا.
وشهدت سوريا الجمعة مظاهرات مناوئة للنظام في العاصمة دمشق وحماة ودرعا والرقة ودوما وحمص واللاذقية، وفضت الشرطة السرية مسيرة احتجاج في دمشق واعتقلت عشرات من المتظاهرين.
وقالت منظمة العفو الدولية إنه يُعتقد أن عدد الذين سقطوا في مدينة درعا السورية وضواحيها منذ بدء الاحتجاجات في الخامس عشر من الشهر الجاري قد بلغ 55 قتيلاً على الأقل. إلاَّ أن سكان محليين كانوا قد قالوا إن عدد القتلى الذين سقطوا في درعا هو ضعف هذا العدد، حتى قبل مظاهرات الجمعة.
وأشاد البيان الذي صدر عن الأمانة العامة للمجلس السياسي الكردي في سوريا السبت، بـ”سلمية الاحتفالات بعيد نوروز هذا العام”، مشيراً إلى أن “الإعلام الرسمي (السوري) تجاوز الخطوط الحمر في ذكر عيد نوروز عندما نقلت وسائله المرئية والمكتوبة والمسموعة ريبورتاجات عن المحتفيلن بالعيد”.
ودعا البيان السلطات السورية لتطبيق القرارات الكفيلة “لتحقيق الإصلاحات الديمقراطية الشاملة ضمن سقف زمني محدد وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين مع إطلاق الحريات العامة وتهيئة الأجواء لمرحلة جديدة، مرحلة كفيلة بإنهاء كافة الأوضاع الاستثنائية”.
وجاء رد النشطاء الأكراد سريعاً، فقد دعوا في بيان عبر صفحة “ثورة الشباب الكردي” على فيسبوك، لتنفيذ اعتصام في مدينة القامشلي تضامناً مع درعا، مشيرين إلى أن النظام “هضم حقوقنا وأذلنا في بيوتنا وشرد شبابنا وقتل كل من رفع صوته بلا، ومارس كل ما يمكن للعقل تخيله من طمس لثقافتنا ولغتنا وتفكيك لمجتمعنا”.
واعتبر النشطاء أن سوريا “تمر اليوم بمنعطف خطير في مصير هذه البقعة الجغرافية”، موضحين “لكي نكون شركاء فاعلين في المرحلة القادمة، مرحلة الحرية والديمقراطية، علينا أن نبذل بدمائنا مثلما يبذله إخوتنا في درعا والصنمين ودوما والتل وحمص ودمشق وحلب وإدلب”.
ورفض نشطاء “ثورة الشباب الكردي” “ما مارسته بعض الأطراف الكردية من إثباط لعزيمة الشباب ودعوتهم لعدم الخروج في احتجاجات ضد الظلم والطغيان”.
وانعكس هذا “الاستياء” على المنضمين للصفحة التي تجاوز عدد مشتركيها المئات ومعظمهم من الأكراد، فقد رفع هؤلاء شعارات: “لا للتخاذل، لا للمساومات، لا للجبناء الذين يحاولون تغيير وجهة الشعب الكردي ببعض من الكلمات التي تقلل من حماسة شباب الكرد”.
وكان قد خرج مئات الآلاف من الأكراد في مدينة القامشلي قبل 6 سنوات احتجاجاً على مقتل أحد رموزهم الدينية وهو “معشوق الخزنوي” بيد مجهولين بحسب السلطات، وبيد عناصر الأمن بحسب الأحزاب الكردية.
هل يمسك الأسد بالسلطة في سوريا؟
إصدار القرارات والتراجع عنها يعمق الشكوك
قال الدبلوماسي الفرنسي السابق آنياس لوفيريي في مقال كتبه بصحيفة لوموند إن تدخل بثينة شعبان المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد الخميس الماضي، عمق الشكوك حول قدرة الأسد على التحكم في مقاليد الحكم.
وقال إن شعبان أكدت في المؤتمر الصحفي أن الرئيس “أعطى أوامر حازمة لرجال الأمن بعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين حتى لو تعرضوا للهجمات وسقط منهم قتلى وجرحى”.
ويؤكد ليفيريي أن ما حدث عكس ذلك تماما، فالصور التي تم تناقلها عبر موقعي فيسبوك وتويتر، تؤكد أن المتظاهرين كانوا مدنيين عاديين وأن قوات الأمن واجهتهم بقسوة وقمع مفرطين، وكان واضحا أنها تلقت أوامر بذلك، ويتساءل قائلا “إذا لم يكن بشار الأسد هو من أعطى الأوامر، فلا بد أن أحدا من محيطه هو من فعل ذلك، هذا إذا لم نقل إنه أحد أفراد العائلة”.
وقال أيضا إنه يبدو أن الأسد يسير على خطى القذافي في اعتماد خطاب مزدوج للمحافظة على حكمه، كما أن هناك فرضية أخرى تقول إن ماهر الأسد شقيق الرئيس والذي يسيطر على مؤسسة الجيش وابن خاله رامي مخلوف الذي يتحكم في دواليب الاقتصاد بالإضافة إلى أخيه حافظ مخلوف رجل الأمن القوي في دمشق، يقفون لمواجهة التغييرات التي تجري ويخوضون ضد بشار حرب خنادق لإجباره على اعتماد سياسة القمع.
وأوضح الكاتب أن مظاهرات أمس والقمع الذي أظهرته قوات الأمن يسلط الضوء على مدى قدرة الأسد على التحكم في مقاليد السلطة.
كما يشير إلى حادثة قال إنها غريبة وتتعلق بمنع توزيع جريدة الوطن التي يملكها مخلوف ثم إلغاء المنع، ويقول إن هذا التضارب يدفع إلى التساؤل عن سلطات الأسد، لأن وزارة الإعلام أصدرت صباح الخميس 24 مارس/ آذار قرارا بمنع توزيع تلك الصحيفة التي توصف بأنها مستقلة، ولم تعط الوزارة أي مبرر لقرارها، وبعد ظهر اليوم نفسه ألغت الوزارة قرارها ومن دون تبرير مما يعني أن القرار تم اتخاذه من داخل شخصية كبيرة في النظام.
كما يشير الدبلوماسي السابق إلى خبر آخر أوردته وكالة الأنباء السورية (سنا) الخميس 8 مارس/ آذار الجاري ويتعلق بعفو رئاسي عن المعتقلين السياسيين، وبعد ساعتين تم سحب الخبر مؤقتا بحجة تعديله لكنه اختفى تماما.
ويقول ليفيريي إن مثل هذا الحدث يبين أنه ربما كان الأسد متسرعا بقراره ولم يدرسه جيدا، أو أن محيطه ربما أقنعه أو أرغمه، على التخلي عما كان يريد إظهاره من مصالحة واستجابة لمطالب الشعب الذي بدأ يرفع صوته بالشارع.
احتجاجات سورية: ما مدى صمود الرئيس الاسد؟
جيم ميور
بي بي سي
اختبار شعبية الاسد رهن بالوقت وحدة الاحتجاجات
لايبدو ان الاحتجاجات في سورية وصلت بعد الى النقطة الحرجة التي ادت الى سقوط الحكم في تونس ومصر في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط.
لكن لا يبدو ايضا ان الاجراءات التصالحية التي اعلنت الخميس ولا الحملة الامنية على المحتجين نجحت في وقف الاحتجاج او تخفيف حدة الازمة.
سورية
فقد استمرت المشاكل في جنوب البلاد الجمعة، مع انباء عن مقتل 10 اشخاص او اكثر في بلدة صنمين قرب درعا، المدينة التي اصبحت مركزا للاضطرابات الحالية في سورية.
قالت انباء رسمية سورية ان من قتلوا في صنمين كانوا ضمن “عصابة مسلحة” هاجمت قاعدة للجيش الشعبي في المنطقة. بينما ذكرت انباء اخرى انهم كانوا محتجين يقصدون درعا فاطلقت عليهم قوات الامن النار.
واستمرت الاحتجاجات في درعا ذاتها، حيث تم تفريق مظاهرة من الاف الغاضبين باطلاق الرصاص الحي بعدما هاجموا تمثالا للرئيس الراحل حافظ الاسد، الذي تولى ابنه بشار السلطة بعد وفاته عام 2000.
وتفيد الانباء ان المحتجين استعادوا السيطرة على الجامع العمري، الذي اقتحمته قوات الامن ليلة الثلاثاء، بعد انسحاب القوات منه. واصبح الجامع رمزا لبؤرة الاحتجاج في درعا.
وتشير تلك الاحداث الى ان الاجراءات التي اعلنت الخميس، وبعضها يهدف تحديدا الى تخفيف التوتر في درعا، لم تؤت اؤكلها بعد.
ولا تتوفر معلومات تشير الى تنفيذ سريع لما اعلن، بما في ذلك تشكيل لجنة رفيعة المستوى للتحقيق في اسباب مشاكل درعا وحلها.
اما الاحتجاجات في دمشق والمدن الاخرى، في اليوم الذي سماه المحتجون “جمعة العزة”، فكانت الاعداد فيها بالمئات وليس الالاف من المتظاهرين.
وذكر ان شخصا قتل في مدينة حمص شمالي دمشق ووردت انباء غير مؤكدة عن مقتل اخرين في مدينة اللاذقية الساحلية وفي احدى ضواحي دمشق.
وافادت انباء ان قوات الامن تعقبت المحتجين وضربتهم واعتقلتهم، رغم الوعود فيما اعلن الخميس بمزيد من الحريات وانهاء الاعتقال التعسفي.
وفيما تجاوز النظام ما كان يمكن ان يكون تحديا اكبر في الشارع، بدأ يلملم صفوفه. فقد خرج الالاف من انصاره في مسيرات تبدو منظمة رسميا في دمشق وحلب وحمص وادلب وغيرها.
وفي وقت متاخر من ليل الجمعة نقل التلفزيون السوري صورا لحشود ترفع صور الرئيس وتهتف بشعارات ـ على نفس وزن شعارات المحتجين في انحاء العالم العربي ـ من قبيل “الشعب يريد بشار الاسد” و”الله سورية بشار وبس”.
ووصف الاعلام السوري الرسمي المسيرات بانها تاييد للقرارات والاصلاحات التي اعلنت الخميس، رغم انها بدت مجرد تاكيد للتاييد من موالين للنظام.
لكن وكالة الانباء الرسمية سانا اشارت ايضا الى احتجاجات متفرقة قائلة: “كانت هناك بعض التجمعات لعدد من المواطنين في اقاليم مختلفة يتبنون مطالب محلية ويطالبون بتسريع تطبيق الاصلاحات ومكافحة الفساد”.
والى جانب حشد مؤيديها في الشارع، لجأت السلطات السورية ايضا الى حجة ان كثيرا من الاضطرابات يعود الى تلفيق الاعلام الاجنبي المغرض ووجود اياد خارجية تلعب في الجنوب.
وكان الزعيمان التونسي والمصري، في الايام الاولى من صراعهما من اجل البقاء، ارجعا الاضطرابات في بلديهما الى تدخل خارجي بدلا من الاعتراف بان لديهم مشاكل داخلية. وفي النهاية ادى خروج مئات الالاف، وحتى الملايين، الى الشوارع الى وضع نهاية لحكميهما.
في نهاية المطاف، سيكون الوقت وتطور الاحداث في سورية اختبارا لمدى شعبية الرئيس الاسد الحقيقية، ومدى الغضب الشعبي والرفض للقمع والفساد والصعوبات الاقتصادية.
واذا امكن احتواء درعا، وظلت الاحتجاجات في غيرها في اطار المئات وليس مئات الالاف، فان المتشددين داخل النظام قد يرون ان بامكانهم تجاوز الامر بتفريغ الاصلاحات الواسعة التي اعلنت الخميس من محتواها.
لكن، في تونس ظلت الاحتجاجات تعتمل لفترة في الاقاليم قبل ان تنتقل الشرارة اشتعالا الى العاصمة.
ولقد دفع حكام عرب اخرون ثمنا باهظا لتلكؤهم في الاصلاح.
الثورة تصل إلى دمشق../ السياسة الخارجية
مركز الشرق العربي
دمشق، سورية، حتى هذا الأسبوع بدا أن سورية قد تكون محصّنة من الاضطراب الذي استحوذ على الشرق الأوسط. ولكن المشاكل يبدو أنها قد بدأت بالحدوث.
في 18 آذار، تصعّدت المظاهرات الشعبية إلى ما يمكن اعتباره أكثر الأعمال خطورة في مواجهة الحكومة خلال عقد من حكم بشار الأسد الطويل. لقد فتحت القوات الأمنيّة النار على مظاهرة في مدينة درعا في الجنوب، متسببة بقتل اثنين من المتظاهرين على الأقل. لا تبدو القلقلة كذلك محتواة في أي منطقة جغرافية محددة: فهناك أيضاً تقارير عن وجود تظاهرات في المدينة بانياس في الشمال الغربي، ومدينة حمص في الغرب، ومدينة دير الزور في الشرق، والعاصمة دمشق.
بدأت التظاهرات في 15 آذار، عندما تجمّعت مجموعة صغيرة من الناس في سوق الحميدية، سوق دمشق التاريخي المسقوف، لتحويل شعارات حزب البعث الحاكم ضده. حيث ردّدوا “الله، سورية، حرية وبس”. العبارة لعب بكلمات المقولة البعثية: “الله، وسورية، وبشار.. وبس.” اليوم التالي، تجمّع حوالي مئة ناشط و أقرباء السجناء السياسيين أمام وزارة الداخلية في ساحة المرجة في دمشق للمطالبة بإطلاق معارضي سورية المسجونين.
قد تكون التظاهرات صغيرة بالمعايير الإقليمية، ولكن في سورية… والمحكومة بشكل قمعي تحت حالة الطوارئ منذ أن تسلّم حزب البعث السلطة في 1963.. فهي غير مسبوقة. هناك جوّ من الخوف والتكتم تجعل مدى الاستياء من الصعب تحقيقه. مصادر من خارج البلاد تقول إن المظاهرات قد حدثت في ستة من تظاهرات اليوم التالي تمّت مجابهتها باستجابة وحشية من قبل جهاز الأمن السوري الفرقة 14 يوم الثلاثاء.
لقد كان من الصعب إثبات هذه الادّعاءات، ولكن الحكومة قد تمّ إثارة اضطرابها بالتأكيد: لقد عزّزت من وجود قواتها الأمنيّة، مجموعة ذات مظهر رثّ ترتدي جاكيتات جلدية، تجول عبر البلاد وخصوصاً في الشمال الشرقي، حيث موطن شعب كردي كبير معارض، وفي حلب.
عملاء، يفوقون بكثير عدد المتظاهرين. وضباط بملابس مدنية يستخدمون عصياً خشبية لضرب المتظاهرين الصامتين كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً.
“لقد كانوا مستأجرين، ولصوصاً تصرّفوا بطريقة غير مناسبة”، قال أحد الشهود. تمّ احتجاز 38 شخصا، بمن فيهم ابن سجينة سياسية يبلغ العاشرة من العمر. وكذلك تمّ اعتقال عدد من الناشطين.. بمن فيهم مازن درويش، الرئيس الأسبق للمركز السوري للإعلام وحرية التعبير، والذي تمّ إغلاقه رسمياً من قبل السلطات في الـ2009، وسهير الأتاسي، وهي شخصية صريحة أصبحت شوكة في جنب الحكومة.
التظاهرات التي جرت هذا الأسبوع ليست أولى الارتجافات الخافتة للاستياء في سورية. فقد فشل يوما غضب في كل من 4 شباط و5 شباط بعد التبشير بهما.. حقيقة أنّ البعض يلوم الأحوال الجوّية، ولكن ذلك كان على الأرجح لأنهما تمّ التنظيم لهما على الـ”فيس بوك” بشكل رئيسي من قبل سوريين في خارج سورية… ولكن حدث هناك تعبير عن الغضب بشكل غير مباشر.
في 16 شباط، خرجت جماعة من رجال الأعمال في منطقة الحريقة في دمشق، وهي منطقة سوق في المدينة القديمة، خرجوا إلى الشوارع ليحتجّوا على قيام الشرطة بالضرب. في 22شباط و23، قامت جماعات بعقد تجمّعات مسائية خارج السفارة الليبية تضامناً مع الثوار ضد القذافي. وقد تمّ قمعهم بعنف.
هويّات أولئك الذين يقومون بتنظيم هذه الموجة من التظاهرات تبقى مجهولة. فمجموعة المعارضة السورية صغيرة هي مجموعة صغيرة، ومتباينة، ومنفصلة. ولكن يبدو أن التظاهر يأتي من مصادر مختلفة… فتظاهرة يوم الثلاثاء لم يتمّ تنظيمها من قبل المشتبه بهم المعتادين والسجناء السياسيين السابقين.
هذه علامة على عدم التنظيم ربما، ولكن أيضاً فإن عدم الرضى هذا ليس مقتصراً على جماعة واحدة وقد يكون هناك تعاسة متنامية على مستوى الجذور.
“الناس غاضبون لأنهم لا يتمّ احترامهم، ولعدم وجود فرص عمل لهم، ومن أن التعليم والرعاية الصحية بائسين، ومن أن الفساد يستنزف أموالهم، ومن أنهم ليس لديهم حرية حقيقية، ومن أن الإعلام لا يعكس مشاكلنا ومن عدم وجود نظام لأن كل شيء يحدث بمراسيم رئاسية معتّم عليها”، يقول أيمن عبد النور، وهو معارض سوري يدير موقع كلّنا شركاء من الخارج.
“السوريون ببساطة يريدون أن يتم احترامهم وهم غاضبون لأنهم تتم معاملتهم كغنم”. النظام السوري، والذي هو لاعب ذكي، يبدو مشوّشاً حول الكيفية التي سيستجيب بها لعلامات الاضطراب هذه. لقد تغيّرت ما بين عروض بالإصلاح إلى الرفض، والاعتقالات، والتخويف بالتهديد، والضرب. في مقابلة له مع الـ”وول ستريت جورنال” والتي نشرت في 13 كانون الثاني، ادّعى الأسد أن “سورية مستقرة”، مرجعاً سياسته الخارجية المعادية للولايات المتحدة ولـ”إسرائيل” لكونه يقف إلى جوار معتقدات شعبه. وقد وعد الرئيس كذلك بإجراء إصلاحات سياسية سيتمّ إنجازها هذه السنة.. ولكن بشكل متزامن، فإن الإعلام الذي تتم إدارته من قبل الحكومة أو من له روابط وثيقة معها قد اتّهم متسللين و”إسرائيل” بكونهم وراء المظاهرات. ضربات 16آذار، والتي كانت أكثر حدّة من تلك التي تمّ استخدامها لتفريق الوقفة المسائية في 23 شباط، قد تصدر إشارة بمقاربة عدم وجود درجة تسامح من قبل الحكومة. وسيكون هذا علامة فصل خطير للنظام.
“ردّ فعل كهذا يجعلنا أكثر غضباً وحسب”، قال أحد ناشطي المجتمع المدني والذي طلب عدم ذكر اسمه. “إنه إذلال أكبر لشعب قد تمّ إذلاله فعلاً. كيف يمكن لك أن تتحدث عن الإصلاح وتقوم في نفس الوقت بضربنا كما لو كنّا أغبياء؟”.
قد تكون الإصلاحات أحكم طريق ينبغي اتباعه، ولكن نظام الأسد يواجه مهمة مثبّطة في إشباع مظالم مواطنيه الاقتصادية.. دع جانبا قبضتهم السياسية. تعاني البلاد من أرقام كبيرة في البطالة والنمو الاقتصادي الإجمالي والذي يبدو راكداً للغاية لتحسين وضع سكانه السريع التزايد. ولجعل الأمور أسوأ، فقحط استمر لسنوات في الشمال كان كارثياً لمزارعي البلاد المحدق بهم. لا أحد في سورية متأكد ممّا سيحدث بعدها. ما يزال هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأن الاحتجاجات هي أحداث تجري مرة واحدة. الأسباب الجوهرية لبقاء السوريين هادئين تبقى: سيطرة مشدّدة من قبل القوى الأمنيّة، وفي أجزاء كثيرة، ثقة بالأسد، الذي ينظر إليه الكثيرون كمصلح.
الأحداث الدامية في ليبية قد أرعبت الشعب كذلك. مع تذكّر ما حدث لمدينة حماة في عام 1982، عندما قام والد بشار الأسد بقمع ثورة قام بها الإخوان المسلمون بوحشية، يخشى السوريون من أن الردّ على أي قلقلة هنا ستكون مشابهة لردّ الزعيم الليبي معمر القذافي: محاولة عنيفة ومستمرة للتشبث بالسلطة.
“ليس هناك شك في أن النظام سيلجأ إلى أيّ شيء للبقاء في السلطة”، قال نور. عندما مات حافظ أسد كان هناك دبابات في الشارع، وهناك إشاعة بأن هذا يحدث ثانية. أيّ ثورة لن يتم التعامل معها بنعومة” .
ولكن على الأرض، هناك شعور بأن حاجز الخوف قد تمّ كسره. فالناشطون الذين لم يكونوا يجرؤون على ذكر أسمائهم أخذوا يتكلّمون بصوت عال. وآخرون يجتمعون مع الدبلوماسيين بشكل منفتح أكثر ممّا كانوا يجرؤون عليه سابقاً. وفي حين أن العديد من السوريين يشعرون بالتوتر، يناقش آخرون في مقاهي دمشق الذكيّة وفي الشوارع ما يخبّئه المستقبل بشجاعة أكبر. في مساء الثلاثاء، حوّلت إحدى المقاهي قناة التلفزيون إلى محطة أورينت (الشرق)، وهي قناة فضائية تتّخذ من دبي مقرّاً لها، لمشاهدة تغطية للمظاهرات، قبل أن ترجع سريعاً إلى تسجيلات تلفزيون روتانا للموسيقى. حتى الآن، كانت الأقلّيات في سورية مترددة: فالمسيحيون يخشون الانقلابات تقليدياً، في حين يركّز الأكراد على أحلامهم الخاصة بالاستقلال. ولكن في عيد النوروز الذي هو بداية السنة الكردية، والذي سيأتي في 21آذار، تعهّد عدد من الأحزاب الكردية برفع العلم الوطني بدلاً من الراية الكردية.
عقلية “أنت أولاً” تسيطر في دمشق. وإذا لم يتحرك أحد، قد تبقى سورية هادئة. ولكن إذا ما كانت هناك قلّة من الأنفس الجسورة مستعدة للمخاطرة بمواجهة الإجراءات الحكومية الصارمة الحتمية، فعندها سيصبح من الواضح مدى عمق الرغبة في التغيير الحادثة في سورية.
ترجمة: مركز الشرق العربي
دمشق تلغي قانون الطوارئ وترسل تعزيزات عسكرية إلى درعا
قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأحد في مقابلة مع قناة (سي.بي.إس) جرى بثها إن الولايات المتحدة لن تتدخل الآن في سوريا بنفس الطريقة التي تدخلت بها في ليبيا مضيفة أن كل حالة لها خصوصيتها، شاجبة العنف الذي يحصل ضد المتظاهرين.
والغت سوريا قانون الطوارئ المعمول به في البلاد منذ العام 1963، وذلك بعد أكثر من أسبوع من الاضطرابات التي تشهدها أنحاء مختلفة في البلاد للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية.
وقال مقيمون الاحد ان الجيش السوري عزز من وجوده في مدينة درعا الجنوبية وهي بؤرة الاحتجاجات الدامية التي تجتاح البلاد.
وقالت جماعة لحقوق الانسان ان دور الجيش لا يزال ثانويا بعد الشرطة السرية والقوات الخاصة التي أرسلت الى المدينة في محاولة لقمع الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من أسبوع وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 55 شخصا داخل درعا وحولها.
واعلنت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد لوكالة الصحافة الفرنسية الاحد ان السلطات السورية قد اتخذت قرار رفع قانون الطوارئ الساري في البلاد منذ 1963.
وقالت ان “قرار رفع قانون الطوارئ قد اتخذ لكنني لا اعلم متى سيدخل حيز التطبيق”.
من جانب اخر، قالت شعبان ان “الرئيس بشار الاسد سيتوجه بكلمة الى الشعب السوري قريبا لشرح الوضع وتوضيح الاصلاحات التي يعتزم القيام بها في البلاد”.
وهذا القانون الذي فرض بعيد وصول حزب البعث الى السلطة في اذار/مارس 1963 يفرض قيودا على حرية التجمع ويتيح اعتقال “مشتبه بهم او اشخاص يهددون الامن”.
كما يتيح استجواب اشخاص ومراقبة الاتصالات وفرض رقابة مسبقة على الصحف والمنشورات والاذاعات وكل وسائل الاعلام الاخرى.
وأفرجت السلطات السورية الأحد عن 17 شخصا كانوا اعتقلوا خلال التظاهرة التي جرت أمام وزارة الداخلية الأسبوع الماضي.
وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي ان قاضي التحقيق الأول في دمشق قبل طلبات إخلاء السبيل التي قدمها وكلاء المعتقلين”.
وأضاف ريحاوي” ان من بين المفرج عنهم اثنتين من المعتقلات هن هيرمين اوسي و دانه جوابرة “، فيما بقي 9 معتقلين بينهم سهير أتاسي وناهد بدوية رهن الاعتقال.
وكانت السلطات السورية أفرجت مساء الجمعة عن 264 معتقلا سياسيا من سجن صيدنايا العسكري، معظمهم أمضوا ثلاثة أرباع مدة الحكم الصادرة بحقهم.
وأعلن مصدر سوري مسؤول ان 12 شخصا من بينهم عشرة من رجال الأمن والمواطنين قتلوا فيما أصيب أكثر من مئتي شخص برصاص مسلحين في مدينة اللاذقية على الساحل السوري خلال اليومين الماضيين.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” الأحد عن المصدر قوله أن “الاعتداءات التي شنتها عناصر مسلحة على أهالي وأحياء مدينة اللاذقية خلال اليومين الماضيين أدت إلى استشهاد عشرة من قوى الأمن والمواطنين ومقتل اثنين من العناصر المسلحة التي جابت شوارع المدينة واحتلت أسطح بعض الأبنية وأطلقت النار عشوائيا على المواطنين وبثت الذعر بين الأهالي”.
وأضاف المصدر ان “نحو مئتي شخص معظمهم من قوى الأمن أصيبوا في هذه الاعتداءات مشيرا إلى أن العناصر المسلحة اعتدت على المنشآت والممتلكات العامة والخاصة والمؤسسات الخدمية وكسرت المحال التجارية في مدينة اللاذقية واقتحمت بعض المنازل وروعت المواطنين في بيوتهم”.
وأوضح المصدر ان” العناصر المسلحة هاجمت أيضا المستشفى الوطني وحطمت عددا من سيارات الإسعاف واعتدت على طواقمها الطبية”.
وخرجت مظاهرات مؤيدة للاسد كذلك في دمشق ومدن أخرى حيث احتشد الاف من مؤيدي الرئيس او قاموا بمسيرات وهم يلوحون بالاعلام ليعلنوا ولائهم لحزب البعث.
وقال مصدر امني لبناني لرويترز ان شرطة الحدود السورية توقف عددا من السوريين القادمين من لبنان.
وفي بيروت أُصيب محتج سوري بجروح طفيفة عندما اطلق مهاجمون مجهولون عددا من الطلقات النارية على تجمع مؤيد للاسد.
في غضون ذلك نفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أحمد جبريل أن يكون فلسطينيون من مخيم الرمل باللاذقية شاركوا في الأحداث التي شهدتها المدينة السبت مطالبا “بضرورة توضيح الصورة رسمياً بعد ما قيل عن هذا الأمر”.
وقال جبريل في تصريح نشرته صحيفة “الوطن” السورية الخاصة” لم يشارك أي فلسطيني من مخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوب مدينة اللاذقية في الأحداث التي شهدتها المدينة أمس”.
وأضاف أن “من نزل إلى اللاذقية وشاغب هم سكان تجمع ملاصق لمخيم الرمل ويقع إلى الجنوب منه ولا يفصل بينهما إلا مسيل ماء، ويقطنه فقراء من محافظة إدلب وبلدة الحفة في اللاذقية”.
وقال جبريل” الناس اعتقدت أن الفلسطينيين هم المتظاهرون لكن من فعل ذلك هو من خرج من الحي الإدلبي وقد تم توضيح الأمر لوزير الإعلام محسن بلال”.
وكانت شعبان قالت السبت “ما حدث في اللاذقية أن مجموعة من مخيم الرمل ويؤسفني أن أقول من الأخوة الفلسطينيين هاجموا وكسروا المحال التجارية في مدينة اللاذقية وبدأوا بمشروع فتنة وعندما تصرف الأمن بشكل ممتاز ولم يقبل باستخدام أي عنف خرج أحد المتظاهرين يحمل سلاحا فقتل رجل أمن واثنين من المتظاهرين وقد بثها التلفزيون السوري”.
وأكد جبريل إن “المخيمات منضبطة انضباطاً شديداً ولدينا دوريات ليلية أيضاً نضعها على مداخل كل مخيماتنا بما فيها الأبواب الصغيرة لكي لا يدخل ولا يخرج أحد إلا بعلمنا، وبالتالي فنحن لا علاقة لنا من قريب ولا من بعيد”.
وأضاف “نحن ظلمنا مرتين من أهل الحفة وإدلب وأيضاً من الأشقاء المسؤولين، وما حصل أمس يشبه ما حصل في درعا قبل أيام حين اتهم الفلسطينيون أنهم من يقف وراء عمليات الشغب”.
ميدل ايست أونلاين
استبدال “الطوارئ” بقانون مكافحة الإرهاب
إجراءات سورية مرتقبة للتخفيف من التوتر تشمل استقالة الحكومة
دبي – العربية.نت
علمت “العربية”، الأحد 27-3-2011، من مصادر مطلعة أن الحكومة السورية قد تقدم استقالتها الثلاثاء المقبل في اعتراف منها بالتقصير في معالجة الهموم الخدمية والاقتصادية التي شكا منها أهالي درعا وباقي المحافظات السورية.
وأفادت المعلومات بأن قرار إلغاء قانون الطوارئ اتخذ على مستوى القيادة القطرية لحزب البعث وأنه سيتم إعلانه هذا الاسبوع بعد صياغة قانون مكافحة الارهاب.
وعلمت “العربية” أيضاً أنه سيصار الى تعديل المادة الثامنة من الدستور السوري التي تنص على أن حزب البعث هو قائد الدولة. وسيتم أواخر الأسبوع أيضاً إقرار قانون جديد للإعلام في سوريا يمنع سجن الصحافيين ويسمح فقط بمقاضاتهم أمام القضاء المدني.
وفي وقت سابق، أعلنت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، أن السلطات السورية قد اتخذت قرار رفع قانون الطوارئ الساري في البلاد منذ 1963، نقلاً عن تقارير لوكالات أنباء.
وأكدت أن “قرار إلغاء الطوارئ قد اتخذ، لكنني لا أعلم متى سيدخل حيز التطبيق”.
وهذا القانون، الذي فرض بعيد وصول حزب البعث الى السلطة في مارس/آذار 1963، يفرض قيوداً على حرية التجمع ويتيح اعتقال “مشتبه بهم او اشخاص يهددون الأمن”.
كما يتيح استجواب أشخاص ومراقبة الاتصالات وفرض رقابة مسبقة على الصحف والمنشورات والاذاعات وكل وسائل الاعلام الاخرى.
الإفراج عن ناشطة
إلى ذلك، أفرجت السلطات السورية اليوم الأحد عن ديانا الجوابرة، التي أجج اعتقالها الشهر الجاري، الاحتجاجات الحاشدة ضد حزب البعث الحاكم في مسقط رأسها درعا.
وقال أحد محامي الجوابرة لرويترز إنها بين 16 شخصاً أفرج عنهم اليوم. وكانوا قد اعتقلوا بعد أن شاركوا في اعتصام صامت الشهر الجاري للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين و15 طفلاً ألقي القبض عليهم في درعا لكتابتهم شعارات
تطالب بالحرية على جدران مدارس.
لكن الناشطة سهير اتاسي التي تزعمت الاعتصام الصامت لم تكن بين المفرج عنهم. وشارك في هذا الاعتصام 150 من النشطاء وأقارب المعتقلين، وكان نقطة
تحول في الكفاح من أجل الحريات الديمقراطية في سوريا.
مقتل 12 شخصاً في اللاذقية
ومن ناحية أخرى، نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مصدر سوري مسؤول قوله إن الهجمات التي شنتها عناصر مسلحة في مدينة اللاذقية السورية الساحلية خلال اليومين الماضيين أدت الى مقتل 12 شخصاً من رجال الأمن ومدنيين ومسلحين.
وقال المصدر إن الاعتداءات التي شنتها عناصر مسلحة على أهالي وأحياء مدينة اللاذقية خلال اليومين الماضيين أدت الى “استشهاد 10 من قوى الأمن والمواطنين ومقتل اثنين من العناصر المسلحة التي جابت شوارع المدينة واحتلت أسطح بعض الأبنية وأطلقت النار عشوائياً على المواطنين”.
وأضاف المصدر أن “نحو 200 شخص معظمهم من قوى الأمن أصيبوا في هذه الاعتداءات”.