أحمد عمرصفحات الناس

أردوغان وبوكيمونات طروادة/ أحمد عمر

 

 

إذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا. عشنا خمس ساعات سنين عددا، كل ساعة أطول من قرن.

لا نعرف حتى الآن من هو اللورانس الغربي الجديد، الذي يقود الثورة العربية الصحراوية على العثماني الجديد إسما، وإن كنا نعرفه صفةً وعناوين. ترافق الانقلاب مع  لعبة البوكيمون الغميضة وظهر لنا أن للورانس العرب بنين وحفدة وأسباطا من بوكيمونات طروادة الانقلابيين.

كان  لورانس من قوم لوط، “مثليا”، هكذا تفضل التسميات الحداثية التحميدية وصف الشذوذ الجنسي. يتشفى مطلقو هذه التسميات الراقية بتسمية أردوغان بالسلطان فهي سبة في العصر الحالي الحافل بالسلاطيم المقنعين، ويصفونه بالمجنون، والمغرور، وجنون العظمة، و يبكون على هيبة الجيش التركي اليتيم الثاكل، فهم  لا يحبون من  السلاطين، سوى سلاطين الطرب و سلطانات الرقص و يحبّون الكلاب حبا جما، الكلاب العملاء.

” المثليُ” عقيم، لا ينجب سواء كان كوديانا أو برغلا، لكنهم – عجبا-  ينجبون  بنيناً وبنات، فلعله من نكاح التيوس المستعارة.  أفْضَل التسميات الحميدة التي أسبغها صحافيو  إرم ذات العماد على أردوغان  هي “ديمقراطية الدكتاتور”، لقد حطموا  الربيع العربي، وحصدوا غلاله، فهم لا يتحملون زعيما  مسلما  له كرامة،  كما  في عالم القرود والسباع وبنات آوى حيث  الذكر المسيطر الوحيد، إنهم كانوا قوما  فاسقين.

وجدنا أن السلطان لم يكن سلطانا سوى في ميديا “العتبة كزاز”، فالجيش التركي جيشان، أو جيش في جيش، جيش تركي وشبيحة مندسون. تقطعت حناجر مذيعي فضائيات العتبة كزاز ومذيعاتها وصحافيي  معبد الحداثة، ومدرسة فرانكفورت، ومعاهد عبد الله بن أبي سلول للديمقراطية المزيفة وجميعات أبي رغال في ذمِّ أردوغان وهجائه والبكاء على حديقة غازي بارك في تقسيم. كانت فضائية “العربية” التي تعلمت على يد هاروت وماروت السحر قد صنعت وقتها  أسطورة بطل من قش الأوهام  وصوف الخيال، اسمها : “الرجل الواقف في تقسيم”!

فضائية “العربية”، إبّان الكيد الإعلامي المكين  لفتى القاهرة مرسي المغدور، الذي أطاحوا به، وولوّا زعيما مصريا  يهتف للزبائن الخليجين والأوربيين “أيوا جاي” : عندك جزيرتين  صنافير وتيران وواحد سيناء في الخمسينة وصلحو “… قبل سنتين، كانت “العربية”  تكرّر خبرا مصورا رأينا فيه جرافة تكشف حفرة في  آخر ما عمر الله  قيل: إن مرسي و إخوان مرسي الذين باتوا اليوم يصنفون في خانة الدواعش من لدن المثليين، كانوا يدَّخرون فيها البنزين حتى يفشلوا الدولة التي يحكمونها ! حفرة صغيرة  ليس فيها حتى الماء، وخبرا آخر رأينا فيه ملتحين يتحدثون مع جنود أتراك على أنهم دواعش، برهانا  وآيةً  على تورط أردوغان مع البغدادي. والمقاتلون في سوريا كلهم ملتحون،  الجيش الحر والدواعش والشبيحة وذابحي الأطفال من فوق بالطائرات ومن تحت بالسكين! يستثنى من هؤلاء المقاتلين الملتحين الأبلة حسناء القضاء الشامخ غير الملتحية تهاني الجبالي  ووصيفتها الغيداء الحليقة لميس الحديدي!  هذا يسمونه في الرياضيات بالحل التافه.

مثل غيري تابعت خمس ساعات هزت العالم، على فضائية الجزيرة التي لولاها لكان العالم بعين واحدة مثل السيكلوب وعين الأعور الدجال، ناقصاً من الساعات الخمس نصف ساعة.

نصف الساعة وقعت بين العاشرة والحادية عشرة من بدء الانقلاب، لم أستطع الصمود  أمام  قسوة  الخبر،  وخشية سوء المنقلب، وشماتة أحفاد لورانس العرب، وأسباط هاروت وماروت الذين يعلّمون الناس السحر،  ويطالبون بحماية حقوق الإنسان المثلي والمنقلب على الرئيس المنتخب وعلى بطنه برغلا وكوديانا وعلى أربع مثل الكلب، والأوربيون يحبون الكلاب العادية والكلاب البشرية ، خاصة منهم الزعماء .

زعمت فضائيات  الكوديانا والبرغل أن أردوغان لجأ إلى ألمانيا..

قربت مربط النعامة مني، وهو اسم دراجتي الكحلاء، ثم فكرت في أن أستعير” التوك توك” من صديقي الألماني ريشار والتي يستعملها في رحلات  الغابة، وأقصد المطار لأستقبل أردوغان، وقلت: أساعد صاحبي أردوغان في تقديم طلب اللجوء، وأدُّلُه على مركز السوسيال، والجوب سنتر، وأردّ  بعض دين الشعب التركي الكريم.  سينال  أردوغان 350 يورو ويخضع لدورة اندماج باللغة الألمانية، ويتخبط مثلي في دبق اللغة الألمانية العجماء ( مع غمزة فيسبوكية).

سقطت عاصمتان، بغداد قبل عقد ونصف،  وسقطت دمشق، وهاهي القسطنطينية تنجو من مكيدة بوكيمونات طروادة العلمانيين الغنوصيين . قصفت البوكيمونات الشرسة الشعب بالطائرات. ورمز الدولة البرلمان… تابعت الجزيرة  أحداث الانقلاب ، فالكشف عن أحداثه ووقائعه وأسراره سيستمر شهورا، أما فضائيات  الكوديانا  والبرغل  فسافرت  بعد سقوط الانقلاب إلى بنها،  وعادت إلى موانئ برامج الرقص ومسابقات الطرب ومسلسلات الكوميديا.

لم أعرف بغضا  كالبغض الذي ظهر في وجوه أصحاب الشمال لفتى القسطنطينية، كما يصفه فتى صحيفة الليكود الناطقة بالعربية، وما أكثر صحف الليكود في بلادنا.  لي صديق آخر كتب في اليوم الثاني للانقلاب مصدراً صفحته بصورة عائلة تركية ترفع صورة أردوغان، قائلا: إنه يخشى على تركيا من الفاشية، فحصل  المدهول على عينه على زكائب من مباركات الإعجاب، نعم الفاشية مرة واحدة، فسبحان من أضحك وأبكى ، وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى.  تباكى إعلام العرب ايدول..  على الداعية  “الأيدول” غولن، فرأيناه  يكرّر صورا له، وهو يقبّل الأطفال ويبكي معتكفا من خشية الله في  ولاية بيت أمريكا الحرام،”بنس الفانيا”، أقرب إلى محبيه من حبل الوريد.

وكان من محاسن المقادير ومكارم المصادفات أنّ رئيسة وزراء بريطانيا القوارير صرحت من غير أن يرفّ لها جفن، وعينها عين السمكة،  أنها مستعدة لقتل  مائة ألف من الأبرياء إذا ما هدد أمن بريطانيا، فالضرورات البريطانية  تبيح محظورات الإبادات الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.  الديمقراطيات الأوربية هي ديمقراطية لشعوبها، تصدر لنا الدكتاتوريات المكفولة أوربيا مع قطع الغيار: يرحل مبارك، فتبدله بالسيسي، يسافر  زين الطاغين بن علي للحج في بيت الله الحرام  فتخرج السبسي من القبعة، يقضي القذافي فنرى “حفتر”  بطلا هماما، فما بدّلوا تبديلا.

اللهم اجعل مذيعات إرم ذات العماد والأحقاف وأصحاب الأيكة الذين جاؤوا بالخاطئة سبايا، أخصُّ منهن مذيعة “الرجل الواقف في تقسيم” ومذيعة المطر ومذيعة عرس تشارلز ومذيعة  البقلاوة.. .  أما مذيعوها فلا حاجة لي بالخصيان.

أجعلهن سبايا لي وحدي يا رب…

مع غمزة فيسبوكية تخفف من غلواء الدعاء والاعتداء فيه.

المدن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى