أرفع جائزة كاريكاتير سويدية للفنان سعد حاجو
فاز الفنان السوري -الكردي سعد حاجو بجائزة “إيفيكو” للكاريكاتير، وهي أرفع جائزة للكاريكاتير السياسي في السويد، وتحمل اسم رسام الكاريكاتير السياسي السويدي إيورت كارلسون، المعروف على نطاق عالمي باسم “إيفيكو” EWK، والذي يحمل متحف الكاريكاتير السياسي أيضاً اسمه.
وأهدى حاجو هذه الجائزة لروح الشهيد أكرم رسلان، رسام الكاريكاتير السوري الذي قضى الشهر الماضي تحت التعذيب في أقبية النظام، إذ تزامن تبليغه بالفوز بالجائزة مع خبر تأكيد استشهاد رسلان، على ما يقول حاجو لـ”المدن”.
وعن أهمية ومعاني الجائزة ورمزيتها بالنسبة لالتزامه المستقبلي تجاه فنه ووطنه، يشرح حاجو قائلاً:”تعني لي الكثير، أن يتم منحي أرفع جائزة للكاريكاتير السياسي في السويد، خصوصاً أنني أحترم وأقدر عالياً الفنان إيفرت كارلسون، الذي تحمل الجائزة اسمه”، ويضيف “أحترم فني وأعطيته جلّ وقتي منذ البدايات. ومع اندلاع الثورة السورية ازدادت المسؤولية ولكن كانت لياقتي بخير، وأصبحت أعمل بشكل مكثف، وما حصل معي يعطيني الأمل بأن صوتنا يصل”. البعد الإنساني والطابع الثوري الطاغيان على أعمال حاجو، تدفع للسؤال عن معيار تفضيلها واختيارها للفوز بالجائزة، فهل منحت اللجنة هذه الجائزة بناءً على المستوى الرفيع لرسومات حاجو وجدارة فنه؟ أم غلب على خيارها التعاطف الإنساني مع الشعب السوري ومعاناته، فكان له الدور والتأثير الأكبر في عملية الاختيار؟ يشير حاجو إلى أن “المهنية تحكم السويديين عموماً، وهذا ما ينطبق على لجنة التحكيم الخاصة بالجائزة”، ويوضح أنه منح الجائزة عن مجمل أعماله وللأسلوب الخاص في صنع الأفكار والجرأة في نقد الاستبداد والدفاع عن الحرية والعدالة والمواطنة. وأيضاً بسبب تعريفه القارىء السويدي لتاريخ الكاريكاتير العربي عبر تنظيم معارض بهذا الخصوص، والتي كان من بينها معرض نظّمم بالتعاون بين قاعة “الأونيسكو” في بيروت ومتحف الكاريكاتير السياسي في السويد في العام 2010. وعليه يرى حاجو أن “لا دور للتعاطف في قرار منحه الجائزة”.
المتابع لأعمال ورسومات حاجو سيلحظ ما يحمله معظمها من ألم وحزن يكنهما تجاه وطنه وشعبه، فيما يحضر هنا القول الشائع “حيث يوجد الألم يحضر الإبداع”، فماذا أضاف هذا الأمر لفن حاجو وأسلوب تفكيره وكيف أثّر فيه، في ظل الحرب المستعرة التي تشهدها سوريا؟ يعلّق حاجو قائلاً “كنت أتمنى أن تنتهي المعاناة لأتوقف عن العمل. ولكنني أيضاً محظوظ لوجودي في عصر الثورة. أشعر بالامتنان للناس الذين خرجوا إلى الشوراع بجرأة ونبل وواجهوا آلة القتل والاستبداد ببسالة وعزم وأيضاً بخفة ظل”.
يُشار إلى سعد حاجو من مواليد دمشق 1968. تخرّج من كلية الفنون الجميلة في دمشق العام 1989، حيث درس التصوير الزيتي. وفي العام 1993 عمل رساماً كاريكاتيراً في ملحق “النهار”، الذي كان يرأسه آنذاك الروائي والكاتب الياس خوري. وفي العام 1995 انتقل حاجو للعمل في جريدة “السفير” رساماً وكاتباً يومياً. وكانت له في بيروت محطات عديدة، منها مشاركته زوجته الفنانة سحر برهان إعداد برنامج إذاعي ساخر، حمل عنوان “من هلق ورايح”، الذي كان يبث على أثير إذاعة “صوت الشعب” العام 1997. كما أقام حاجو في بيروت معارض عديدة لرسوماته منها “كار الأفكار” و”الصباح رباح”.
وشارك حاجو أيضاً في ندوات ومعارض في عدد من البلدان العربية مثل الأردن وأبوظبي. وكانت له مشاركة لافتة في معرض الكاريكاتير العربي الذي أتى موازياً لمعرض فرانكفورت للكتاب عام 2004. وفي عام 2005 هاجر حاجو إلى السويد، وبدأ ينشر في الصحيفة السويدية “الفولك بلاديت” (صوت الشعب) منذ العام 2009 وإلى اليوم.
المدن