أزهار ماضية إلى حتفها
هنادي الزرقا
تحتارين أين تضعينَ الأزهارَ دائماً
بعد أن باتت أمُّك مولعةً بتكسير الكؤوس والمزهريات.
/
الغرفةُ ضيقة
النوافذُ مغلقة
والأزهارُ
تلوي عنقها
ماضيةٌ إلى حتفها.
/
بائعُ الأزهار في حيرةٍ من أمره.
كأنني أشبه غيري من النساء
أبدأُ النهارَ بالتذمر من أمي.
/
في السوقِ
أفاصلُ البائعَ على خمسِ ليراتٍ
أحملُ أكياسَ الطعامِ ومساحيقَ التنظيف
أتحدثُ عن أولادِ غيري
عن تقنيات الطبخِ والتنظيف
غير أنني لا أنظرُ إلى المرآة كثيراً!
/
أحاولُ أن أختلفَ
أقصُّ شعري قصةً غلامية
لا أفلحُ في الاختلاف!
/
كغيري
أجدُ لذّةً بالتقاطِ أخبارِ النساء
أقفُ على الميزانِ كلَّ خمسِ دقائق
ولا أنجحُ في نظامِ الحِمية
آكــلُ بنهــمِ الفاشـلات عاطفياً
وأدّعي أنني لا أخشى تقدّم العمر
ما دام هناك كثيرٌ من الرجال يغازلونني!
وأنهي نهاري
بالتذمّر من حبيبٍ بالغَ في استخدامي.
ساعة معطلة
صورةُ غيفارا
التي ألصقتِها على الساعة المعطلة
كتابُ ماركس
على رفٍّ من رفوف المطبخ
ومقالات كثيرة عن عمر الخيام ولوركا…
أشياءُ مبعثرة!
حبوبُ المهدّئ في حقيبة يدك.
وحدها زهرة بخور مريم
التي نبتت على سور المنزل
كانت لا تكفُّ عن السؤال:
ما الجدوى؟
ما الجدوى من ذلك كلّه؟!
أمُّكِ
تقترب شبراً شبراً منك
يدفعها خوفها إلى ما تحت البلاط.
تقبعين في السرِّ
ترتبينَ أوراقكِ البالية
تحاولين التقاط قصيدة
أيّ قصيدة!
ما الجدوى؟!
ما الجدوى من ذلك كلّه؟!
غيفارا
ماركس
عمر الخيام
لوركا
وبعض من مفردات حفظتِها دون قصد
وبعثرتِها بين قصائدك
لتكتشفي
أنَّ العالم قد غافلكِ!
السفير