صفحات سورية

أسلحة كيميائية.. رندة قسيس.. وبشار الأسد


    غسان صابور

    البارحة مساء ظهرت على القناة الفرنسية الخامسةTV5, حسناء القلم والمعارضة السورية الباريسية السيدة رنـدة قـسـيـس, في نقاش عن الأسلحة الكيماوية في سوريا, ومن ثم تطورت الأسئلة والافتراضات عن مصير الرئيس السوري بشار الأسد. حضر المناقشة الخبير اللبناني ـ الفرنسي أنطوان صفير الخبير بشؤون الشرق الأوسط والعالم العربي. بالإضافة إلى خبير استراتيجي عسكري فرنسيPierre Sergent والصحفي الفرنسي المعروف باختصاصه عن ٍســوريـا وحياة بشار الأسد Jean-Marie Quemener ومقدم البرنامج Thierry Guerrier

    *********

    هذا البرنامج هو ـ عادة ـ من أكثر البرامج الاجتماعية والسياسية إيجابا والتزاما بجدية ووضوح معروفة. ولكني هنا لا أرى ما هو مكان وخبرة السيدة قسيس حتى تتكلم عن الأسلحة الكيميائية. حيث كانت تبدي (خبراتها) على كل شاردة وواردة حول هذا الموضوع, معترضة من وقت لآخر على ملاحظات أنطوان صفير الدقيقة الموزونة, وحتى المعتدلة. علما أن السيد صفير لا يشتبه بأي ميول له, ولو بسيطة للنظام السوري الحالي.

    أن تتكلم السيدة قسيس عن حقوق المرأة في العالم العربي والإسلامي, أو عن ما سمي دور المرأة في انتفاضات الربيع العربي, وضياع مكاسبها بالنسبة للمرأه…كنت لها دوما من أول المؤيدين والمهنئين… أما أن تتكلم عن الأسلحة الكيميائية وتعقيدات تنحي الرئيس بشار الأسد حاليا… فإني أتساءل بدهشة عن اختصاصاتها ومنابع معرفتها في هذا المجال.. أو عن ممارستها فترة ما كمراسلة صحفية على الأرض.. إلا إذا كانت من غير أن نعرف تعمل ـ بشكل نائم ـ لإحدى المؤسسات الاستخباراتية الغربية… بالإضافة إلى إعطائها رأي حاسم خبير في حرب العصابات التي تدور في بعض المدن والقرى السورية. أتعجب .. أتعجب… ليس عن ماتشية لا شعورية.. كلا وألف كلا.. إذ أن لي صديقات من جنسيات مختلفة, تمارس وبكل بساطة عادية طبيعية, مهنا صعبة كانت رجالية.. أحترمهن وتربطني بهن صداقات تدوم ولا تتغير.. ولكن انتقادي البسيط وتعجبي المتزايد, منذ قراءاتي العديدة السابقة وتأييدي لها.. لم أقرأ لها في السابق أية خبرة عسكرية أو صحفية.. أو أكثر بالأسلحة الكيميائية أو حرب العصابات… ومنه تعجبي لماذا يدعوها التلفزيون الفرنسي للإدلاء برأيها في هذا الموضوع المشربك جدا : الأسلحة الكيميائية وتخلي بشار الأسد عن السلطة.. إلا إذا كان التلفزيون الفرنسي يريد دعوة المعارضة السورية بشكل سيدة جميلة بدأت تعرف في الأوساط الباربسية.. بالإضافة أن هذه السيدة الجميلة تصرح أنها من الأقليات السورية. وأن المعارضة السورية ستكون الدرع الواقي لهذه الأقليات… ولكن عندما نرى ما يمارسه مقاتلو هذه المعارضة مع هذه الأقليات وغيرها من مختلف السكان المدنيين والعسكريين والحياديين على الأرض, والتصاريح الطائفية والأعمال المغايرة لكل الشرائع الدينية والمدنية من قتل وتفجير وتمثيل بالجثث والحرق والتخريب.. على السيدة رندة قسيس أن تخفف تصريحاتها الدونكيشوتية بالدفاع والتكلم باسم الأقليات, أو تعطينا آراءها الشاعرية الأدبية بمديح مقاتلي حـرب العصابات… لأنها لا تجهل, بالرغم من اندفاعاتها وغاياتها ونواياها المعارضية أن كل الحروب قذرة… وخاصة كل الحروب التي تقع بين شعب واحد, عمره آلاف السنين.. ولكن مع الأسف يحاول شركاء السيدة رنـدة قسيس أن يحولوها إلى حرب طائفية… وما تحمل من جرائم ضد الإنسانية.

    أردد للمرة الألف بأنني لم أكن في أي يوم مؤيدا لهذا النظام في سوريا…ولا لأي نظام… ولكنني لا أريد أن نغيره بالدم والكذب وتفجير شعب ودولة, كما حدث في العراق. لغايات ومطامع دولية إعتدائية وعدائية, رأينا نتائجها الهدامة المخربة على الإنسان والدولة والحريات العامة الحقيقية, وما أنتجت من خسائر بيئية وإنسانية واجتماعية. الأسلحة الكيميائية والدمار الشامل هي هذه النوايا السياسية الموجودة لدى الولايات المتحدة وإسرائيل وحكام قطر والسعودية وتركيا وبعض الدول الغربية, التي تمشي وتطيع وتنفذ السياسات الصهيونية العالمية, بتفكيك وتجزيء وتصحير هذا المشرق الحضاري الأصيل.. خدمة لمصالح إسـرائيل التوسعية… وليس إطلاقا لحريات ومصالح شعوب هذه المنطقة. وأسلوبهم يتكرر دوما ولا يتغير… كلما أنتهت مصالحهم وخــف إنتاجها مع رئيس بلد عربي أو إسلامي أو غيره.. يسعون لتغييره, كما يغير رئيس أية مؤسسة أو شركة رأسمالية متعددة الجنسيات.. بطريقة شرعية أو غير شرعية… لأن مصالح الــمــال تبقى عندهم فوق مصلحة الشعوب أو البيئة أو الإنسانية… وتذكروا كم مرة استعملت الولايات المتحدة الأمريكية حق الفيتو ضد مصالح الشعب الفلسطيني الشرعية لصالح إسـرائيل في مجلس الأمن… هل هذا من اختصاص السيدة رندة قسيس, ومن أرشيف مصنفاتها وأرائها على وسـائل الإعلام التي احترفت اليوم تفجير ســوريا وشعبها…ولا أية حقيقة أخــرى!!!…………..

    مع تحية مهذبة لقارئات وقراء هذا الموقع.

    غـسـان صـابـور ـ ليون فــرنــســا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى