أشرف ريفي حزب الله ينتحر في سوريا… وتورّط عيد موثّق لدى المخابرات
مـنـصـور بـو داغـر & صالـح حـديفـة
أنا ابن الدولة والمؤسّسات وبذلك أنا النقيض الطبيعي للميليشيات والتنظيمات الخارجة عن الشرعيّة ولا أؤمن بها ولم أسلكها يومًا
بيروت – أشرف ريفي، إسمٌ يتردّد في أكثر من ملف. لم تنتهِ فصول استهدافه السياسي، وربما الأمني، بعد تقاعده من موقع المدير العام للأمن الداخلي. فهو فعلياً لم يتقاعد، بل انتقل من العمل الوظيفي الرسمي إلى العمل السياسي العام. وإذا كانت الملفّات الأمنية التي عمل عليها أثناء تولّيه مهامه الرسمية معقّدة وشائكة وخطيرة، فإن ما يتعاطى به اليوم، من أمور طرابلس إلى غيرها من القضايا، لا تقلّ تعقيداً وخطورة. يؤكد ريفي لفريق موقع NOW الذي زاره في منزله في بيروت، خياراته السياسية، ويردّ على كثير من الإشاعات التي طالته. وهنا نصّ الحديث:
س: أمن طرابلس في أزمة كبيرة، من المسؤول؟
ج: أحداث طرابلس انعكاس لوجود مشروع سوري إيراني يحاول الهيمنة ووضع اليدّ على البلد. ظهر هذا المشروع من قبل في عام 2004 من خلال محاولة اغتيال النائب مروان حمادة وما تلاه من اغتيالات. مَن وضع هذا المشروع هم أشخاص غير واقعيين، لديهم حلمٌ لا يمكن أن يتحقّق في بلدٍ كلبنان ذي توازن دقيق وحسّاس. كانوا ظنّوا أنّه بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 2005 ستسقط الحريريّة السياسيّة ذات الفكر الاستقلالي والسيادي، وسيضعون يدهم على البلد، لكنهم فشلوا وسيفشلون مجدداً.
للأسف هذا المشروع لا يزال مستمرّاً. فحين أُسقطت حكومة سعد الحريري بطريقة لم يشهدها تاريخ لبنان من قبل، ظهر هذا المشروع مجدداً، وبدأت محاولات جديدة لإسقاط الحريريّة السياسيّة والهيمنة على البلد. لكنني متأكد أن هذا المشروع سيفشل، وأنا أستند على التاريخ وحقيقة الأمور. فحزب الله فقد الإجماع اللبناني، وأصبح كالسمكة التي بدأت تخرج من مائها. وإذا كان يقول إنّه لا يريد إجماع اللبنانيين واحتضانهم، فهو بذلك أصبح بمثابة السمكة التي تريد العيش خارج الماء. عربياً، وبعد حرب تموز 2006، كان حزب الله يمتلك حالة عربية، لكنه أيضًا فقَدها بأشهُر، لأنّ بندقيته ارتدّت إلى الداخل اللبناني بدل استعمالها في وجه العدو الإسرائيلي، وبالتالي فقد محبة العرب.
س: نصرالله اعتبر أنه انتصر في سوريا؟
ج: في سوريا هو ينتحر، برأيي هذه قراءة شعبوية وعاطفية وليست واقعية للأمور. في 7 أيار 2008 كان في قمة قوته. خرج من انتصار 2006 وسوريا كانت واقفة على رجليها، وإيران لم يكن فيها أزمة اقتصادية، واللبنانيون إلى حد بعيد لم يكونوا يجاهرون برفضهم للمشروع الإيراني السوري. أما اليوم فلا. وبمعادلة موضوعيّة، برأيي أنّ عناصر القوّة التي دعمت هذه المشروع لم تعد كما كانت.
س: بالعودة إلى موضوع طرابلس، ما الذي يجب فعله؟
ج: عندما دخل السوري إلى المدينة غذّى فريقًا معيّنًا من اللبنانيّين؛ دعم بالسلاح وبالقوة وبالحماية فريقًا نسميه في الوقت الحاضر 8 آذار، وفي المقابل استهدف الفريق الآخر، ما خلق احتقانات معينة وبنى علاقات غير طبيعية، ويوم خروج السوري تفجّرت هذه الأزمات.
كانت هناك وتيرة معيّنة للاشتباكات. من 7 أيار 2008 وحتى عام 2012 مررنا تقريبًا بـ5 جولات، عمليًا كل سنة كنا نمرّ بجولة واحدة. ومنذ تشكيل حكومة نجيب ميقاتي- التي برأيي زوّرت قرار الطرابلسيّين، لأنّ ممثليهم انتُخِبوا ليكونوا مع 14 آذار وإذ بهم ذهبوا إلى 8 آذار- تفاقم الوضع النفسي وعاشت طرابلس حالة غضب كبير، فأصبحنا نشهد جولة كل 3 أشهر في وقت كان من المفروض فيه أن “تشعشع” طرابلس كلها إذ كان هناك رئيس حكومة منها بالإضافة إلى 4 وزراء.
ولكن كلنا نعلم أنّه لم يقم أيّ مشروع إنمائي فيها ولم تُردم حفرة، ولا توجد فرصة عمل إضافيّة، وليست هناك فرصة عمل تمّ الحفاظ عليها.
س: هل استقال الرئيس ميقاتي بسبب عدم التمديد لك؟
ج: هذه كذبة كبيرة. فليسمح لنا دولة الرئيس، عندما أتى وقت التمديد لقائد الجيش لم نسمع صوته ينادي بالتمديد لأشرف ريفي. ليس هناك من حكومة تسقط من أجل أشخاص حتى لو كان أشرف ريفي. الحكومات تسقط لأسباب سياسية، وهذه الحكومة لم تعد قادرة على البقاء والاستمرار بوجه الضغوطات السياسية والاجتماعية ولهذا السبب “فرطت”.
حاول الرئيس ميقاتي الاستفادة منها طرابلسيًا لكنها لم تفده أكثر من 24 ساعة.
س: هل هناك من تواصل مع ميقاتي؟
ج: حالياً لا.
س: وُجّه اتّهام لك بإنشاء ميليشيا.
ج: لأوّل مرّة سمعت بالتنظيم الذي ذُكر بأنني أُنشئه من صحيفة الأخبار. فأنا ابن الدولة والمؤسّسات وبذلك أنا النقيض الطبيعي للميليشيات والتنظيمات الخارجة عن الشرعيّة ولا أؤمن بها ولم أسلكها يومًا. طبعًا هناك حملة منظّمة تعتمدها دائمًا 8 آذار أو غرفة عمليّاتها، والباقون كلّهم أبواق. هي اللعبة التقليديّة لقوى 8 آذار التي تقول مثلاً يجب ضرب صورة أشرف ريفي فيجب أن نصوّره كميليشياوي. لكن أعطني دليلاً واحدًا على أنني وزّعت رصاصة واحدة أو بندقيّة، في البلد لا يمكن كتم سر، فأي عمل يقوم به أي كان ستعلم به كل أجهزة المخابرات بالتفصيل. 30% من قادة المحاور في طرابلس مخروقون بالمخابرات، وإذا استحصل أيّ منهم على رصاصة ستعرف الأجهزة بذلك، ومجموعة من هؤلاء مدعومة من حزب الله والمخابرات لها سيطرة على بعضهم.
س: قادة المحاور عندهم حريّة حركة ومصادر تمويل، فلماذا لا تعالج المسألة قضائيًا؟
ج: لأشرح الظاهرة، اليوم هناك منطقة جغرافيّة هي جبل محسن تسيطر عليها زمرة مسلّحة ترتبط بسوريا وحزب الله مباشرة. وجوارها يناقضها بالسياسة وإنْ كان يشاركها الواقع الاجتماعي المتدهور، لكن في باب التبانة ليس عندهم ارتباطات سياسيّة خارج إطار اللعبة الطرابلسيّة. هم يدافعون عن أنفسهم فقط وقدراتهم العسكريّة محدودة جدًا كما يعلم الجميع.
وهؤلاء أبناء الأحياء يلجأون لحماية أنفسهم عندما تقصّر الدولة عن حمايتهم. ولذلك أطالب الدولة القيام بواجباتها بحماية الناس ومنع الاعتداء عليهم. نحن نسعى مع الـ70% من قادة المحاور الذين ليست لديهم ارتباطات بأي مشروع خارجي بدعوتهم لعدم الانجرار وراء الـ30% الآخرين من القادة المرتبطين بمشاريع. والتواصل مع هؤلاء الـ70 بالمئة، هو تواصل مع سكان الأحياء والمناطق بهدف توعيتهم، وهو تواصل إنساني مع أولاد بلدي، حتى أنني أتواصل مع أهالي جبل محسن.
س: هناك كلام عن مقاتلين لتيّار المردة؟
ج: كلا، لا وجود لأي منهم في معارك طرابلس.
س: لماذا التصويب عليك؟
ج: الفريق الآخر لا يقبل أن يُرفع صوت سيادي بوجهه. وهدفه إلغاء أي صوت من هذا النوع ليسيطر على البلد. لذلك نرى أنّ هناك مايسترو أو غرفة عمليّات لحزب الله تعطي التعليمات، وفجأة تتحرّك بعض وسائل الإعلام كالجديد، والأخبار، والـOTV، وتخرج أبواق أخرى تخضع لهذه الغرفة من التيّار الوطني الحر والمردة والبعث والأحزاب التي تدور في فلك سوريا وحزب الله، بشكل متزامن مع الهجمة الإعلاميّة، وذلك إما لإرباك الفريق الآخر أي خصمهم أو لإفقاد مصداقيّته تمهيدًا لاغتياله سياسيًا أو جسديًا. وأنا أتحدّى أن يأتي أي أحد بدليل واحد بأنني دخلت بلعبة الميليشيات.
س: أين أصبح التحقيق بموضوع تفجير مسجدي التقوى والسلام؟
ج: قد أكون أحد المستهدفين بتفجير مسجد السلام، ولكن التحقيق هو من يكشف ذلك. فالمجموعة انكشفت؛ وألفتُ النظر وأؤكد أنّ الحزب العربي الديموقراطي زمرة مسلّحة، وعندما يتبيّن أنّه تولّى تهريب أوّل مطلوب في هذه الجريمة هذا معناه أنّه شريك فيها، وتبيّن أيضًا أنّه هرّب مطلوبة أخرى وهذا تأكيد على دوره بهذه الجريمة.
ما ثبت من التحقيقات هو الآتي: تهريب أوّل متّهم أساسي مشارك بتفجير جامع التقوى ومن ثمّ تهريب هذه الفتاة. ولو كان يهتمّ لأمن الدولة اللبنانيّة لكان سلّمهما إلى الدولة لا أن يهرّبهما إلى خارج لبنان.
س: علي عيد يقول إنّ المعلومات مفبركة في مسألة التفجيرين؟
ج: ليذهب إلى القضاء وليس إلى شعبة المعلومات، وهو يدري بأنّ أي ملف حقّقت فيه هذه الشعبة مصداقيّته 100%، فأكبر مهنيّة وأعلاها في الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة موجودة عند شعبة المعلومات، وأنا أسستها وأشرفت على تدريبها. ولمعلومات الجميع فإنّ الاعتراف الأوّل بأنّ التعليمات صدرت من علي عيد حصل أمام مخابرات الجيش اللبناني وليس عند فرع المعلومات، وذلك من قبل سائق عيد. ومن بعدها أحال مفوّض الحكومة الملف إلى شعبة المعلومات حيث أكّد اعترافاته أمام الشعبة، فهل تثقون بمخابرات الجيش أو لا؟ في النهاية هناك عدالة ولن يذهب دم الأبرياء هدرًا.
س: كيف ستتعاطون مع عدم امتثال علي عيد للاستدعاء أمام القضاء اللبناني؟
ج: مهما كلف الأمر نحن سنتعاطى ضمن إطار مؤسسات الدولة، وقد نلجأ إلى مؤسسات قضائية دولية إذا استدعى الأمر، وهناك فريق محامين يدرس الخيارات المتاحة أمامنا في هذا الملف، وسنطالب بدايةً بإحالة قضية تفجيرات طرابلس والضاحية الجنوبية إلى المجلس العدلي، كون هناك ثغرة في عدم قدرة المتضررين وأهالي الشهداء على الادعاء أمام المحكمة العسكرية التي تنظر حالياً بالقضية، هم فقط بإمكانهم راهناً انتظار انتهاء المحكمة العسكرية للانتهاء من القضية، ثم تقديم دعاوى أمام المحاكم المدنية للمطالبة بحقوقهم المادية، وهذا ما لا يعنينا كثيراً.
سنطالب إحالة الملف إلى المجلس العدلي، وأنا أشك أن تفعل ذلك هذه الحكومة، خصوصاً وأنها حالياً بحكم غير الموجودة، إضافة إلى أنها تتهرّب من الأمر. وقد طالبنا مراراً بذلك، ولهذا نحن نحضّر عريضة من 100 ألف توقيع للمطالبة بذلك، علماً أن حقّ طرابلس على ممثليها في هذه الحكومة إحالة الملف إلى المجلس العدلي. لكن هذه الحكومة متحيّزة وتخضع لحزب الله وللنظام السوري.
س: هناك دبابات سورية قرب منزل علي عيد؟
ج: هو يريد القول إن النظام السوري يريد حمايته، لكن أنا لو كنت في موقع رسمي لداهمته وجلبته طالما هو على الأرض اللبنانية، وأنا أنفذ قراراً قضائياً، وعلى الدولة أن تقوم بواجباتها، حتى ولو هرب، وإذا تدخل السوري فهناك أمم متحدة تضع حداً له.
س: إلى أين يمكن أن تصل الأمور، وهل ستدفع طرابلس أثماناً بعد؟
ج: طرابلس هي الضحية ولن تنسى قضيتها ونريد العدالة لا الثأر أو الانتقام. سننصب خيمتين أمام مسجدي التقوى والسلام، وأخرى أمام قصر العدل. سنطالب سلمياً ونحن لسنا خارجين عن القانون ولا عن الدولة.
س: إلى أين وصلت التحقيقات بالتفجيرات؟
ج: قبل معرفة المجموعة التي نفّذت التفجيرين، تمّت متابعة مسار السيارتين اللتين استُخدمتا، وتبيّن أنّهما لبنانيتا التسجيل، بيعتا إلى الشخص نفسه الذي أدخلهما إلى سوريا، حيث باعهما للضابط السوري محمد علي العلي. وبعد توقيف شبكة المنفّذين، أكد الموقوفون باعترافاتهم ما كانت توصلت إليه التحقيقات في فرع المعلومات. هذا الضابط مرتبط بعلي مملوك، وتبيّن أنه تم التحضير للعملية مع مجموعتين، الأولى عبر أحمد الغريب ومصطفى حوري، والثانية الشبكة الأخرى الموقوف بعض أعضائها، وهي التي نفّذت.
نحن عندما بنينا جهازاً أمنياً متطوراً صار قادراً على كشف هذه العمليات، من اغتيال الرئيس الحريري إلى ميشال سماحة، إلى ملف طرابلس، فيما عمل النظام السوري بات من العصر الحجري.
س: هل تعتقد أن العملية حصلت من دون علم حزب الله؟
ج: لا دليل لدي أنه يعلم، وهو ما حصل سابقاً في موضوع ميشال سماحة.
س: ماذا عن تفجير الضاحية؟
ج: بما يخص الضاحية تبيّن أن السيارة تم تفخيخها في سوريا كذلك، ودخلت عبر بلدة بريتال لا عرسال كما أُشيع. أعتقد أن الأمر هو “جهاد مضاد” رداً على تورط حزب الله بالقتال في سوريا، وإذا كنت أعتقد بنسبة 30 بالمئة أن النظام السوري هو من نفّذ التفجير، فإنني أرى بنسبة 70 بالمئة أن مجموعات سورية هي التي نفذت التفجيرات رداً على تدخل حزب الله، ولهذا أقول إن حزب الله ارتكب خطأ استراتيجياً، والحزب يعرف ذلك.
س: أين أنت اليوم في السياسة؟
ج: أنا في المشروع السيادي الاستقلالي، إلى جانب قوى 14 آذار.
س: يقال إن هناك خلافاً بينك وبين المستقبل، وأنك تؤسس لحالة خاصة بك؟
ج: لا أساس لهذا من الصحة. أنا مع مشروع الرئيس رفيق الحريري ومع الرئيس سعد الحريري.
س: هل ستترشح للنيابة؟
ج: إذا ترشحت للنيابة سأكون مع تيار المستقبل، لكن ليس هدفي أن أترشح بل أن أعمل لمصلحة أهلي والمجتمع اللبناني ووطني.
س: هل صحيح أن حزب الله عرض عليك البقاء مديراً عاماً للأمن الداخلي مقابل ترك قضية محمود الحايك المتّهم بمحاولة اغتيال بطرس حرب؟
ج: كان واضحاً أنه بعد اغتيال وسام الحسن كان قرار حزب الله بأنه ممنوع أن يبقى أشرف ريفي، لكن في الأيام الأخيرة قبل انتهاء خدمتي، حاول أحدهم دغدغة مشاعري بالتمديد لي مقابل قضية محمود الحايك، وأنا طبعاً رفضت، لأن مصداقيتي هي الأهم، وقلت لهم إني سأغادر وضميري مرتاح. للأسف هناك أحد القضاة سقط في هذه اللعبة، وفقد مصداقيته، وتقدّم بطرس حرب بدعوى ضده.
قبل أسبوعين من مغادرتي كرّمت زوجة ميلاد كفوري. قال لي أحدهم إنني أبعد كل آمالي بالتمديد، قلت له إنني لا آبه للأمر، المهم أنني أديت واجباتي وسأسلم الأمانة وأنا عند قناعتي.
س: كيف تقيّم علاقتك بالرئيس نبيه بري؟
ج: ممتازة وهناك تواصل بوتيرة بطيئة لكن هناك احترام، وهو لم يخطئ معي وأنا كذلك.
س: ومع العماد ميشال عون؟
ج: العلاقة مقطوعة، ولا تواصل منذ قضية فايز كرم، إضافة إلى أننا في موقع مقابل في السياسة. أنا كنت معه قبل ذهابه إلى فرنسا لأنه كان مع السيادة والاستقلال، ثم غيّر ودخل في نظرية تحالف الأقليات، وهذا أمر خاطئ. قد يصحّ فقط عندما تكون الأغلبيات في حالة مرض، فماذا تفعل حين ينتهي المرض؟ يجب أن يكون المسيحيون كما قال الارشاد الرسولي جزءاً طبيعياً من منطقة وجودهم، وأن يتفاعلوا طبيعياً معها. في حين أن النظام السوري استخدم مقولة الأقليات من دون أن يحميها، بل استغلها لأهدافه.
س: ومع الرئيس تمام سلام؟
ج: علاقة ممتازة.
س: هل ستكون وزيراً؟
ج: لا أطلب ذلك، ولا أدري إذا اقتضت الظروف لذلك. كل ما أتمناه أن يتمكن تمام سلام من تأليف الحكومة إذ لا أفق لذلك حتى الساعة للأسف.
س: مع سليمان فرنجية؟
ج: نحن نحترم شهداءه، ونريد منه أن يحترم شهداءنا، لزغرتا كل الاحترام، ونحن نحرص على التواصل بين زغرتا وطرابلس، لكننا على تحالف مع ميشال معوض وخط 14 آذار. من حقّ سليمان فرنجية أخذ الموقف السياسي الذي يريده. لكن لدي ملاحظة على تهجّمه على وسام الحسن بعد استشهاده وهذا أمر غير مقبول، فنحن نحترم شهادة عائلته وننحني لها. كما غير صحيح إطلاقاً ما قاله بأنني أوزّع سلاحاً، وأتمنى أن يعيد حساباته تجاه طرابلس خصوصاً بعد ثبوت تورط الحزب العربي الديمقراطي في تفجيري طرابلس.
س: ومع وليد جنبلاط؟
ج: ممتازة جداً وأنا حريص على هذه العلاقة. أدرك أن هناك خلافاً سياسياً حالياً بين جنبلاط وسعد الحريري، لكن هناك تواصلاً وإن كان بطيئاً، وأنا مع استراتيجية عدم الخلاف مع جنبلاط نهائياً، وإذا صحّ لي أن ألعب دوراً في التقريب بينهما فأنا جاهز، لكنني حالياً لا أفعل ذلك.
س: ما صحة المعلومات عن وجود داعش وأخواتها في لبنان؟
ج: هناك أكثر من مليون سوري في لبنان، لا أرى فيهم تنظيمات عسكرية فعلية، والدولة أخطأت بمعالجة ملف النازحين، كانت هناك إمكانية لإقامتهم قرب الحدود وضبط أوضاعهم. قد تكون هناك مجموعات دخلت ضمن “الجهاد المضاد” مثلما حصل في الضاحية وفي تفجيرات مواكب حزب لله، لكن لا وجود فعلياً لا لداعش ولا غيرها في لبنان.
س: هل التنافس بين الأجهزة طبيعي؟
ج: طبعاً، وهذا يحصل في كل دول العالم، شرط أن يكون إيجابياً لا تخريبياً.
س: ماذا عن دور اللواء عباس ابراهيم؟
ج: هو شخص نشيط، وأتمنى من كل شخص أن يلعب دوره الطبيعي، وهو صديقي وهناك علاقة جيدة معه وهي منذ القدم منذ اتفاق الطائف. ومن الظلم بحق عباس ابراهيم مقارنته بجميل السيد.
(ساهمت نادين العلي في إجراء هذه المقابلة للقسم الإنكليزي)
على الهامش مع أشرف ريفي
* كنتُ ضابط الإعلام في قوى الأمن الداخلي، وتنقّلتُ في مواقع عديدة قبل وصولي إلى منصب المدير العام، أهمّها تأسيس فرع المعلومات.
* إجتمعت برفيق الحريري قبل توجّهه إلى مجلس النواب يوم اغتياله، وهذا ما لا أنساه.
* ما زلت أمارس الرياضة في منزلي بسبب الظروف الأمنيّة.
* عائلتي كانت تتمنّى رؤيتي أكثر بعد تقاعدي، لكنّ انهماكي بالشأن العام حال دون ذلك. على كل حال إذا بقي الرجل في المنزل “بيخربو”.
* أولادي كبروا ولم أكن قريباً منهم. ولا يوجد لديهم توجّه واضح للانتساب إلى قوى الأمن الداخلي، وطبعًا القرار لهم.
موقع لبنان ناو