أصل البلاء/ رامي زيدان
كتب المنظّر والمفكر اللبناني ميشال شيحا في نهاية الأربعينات في جريدة “لوجور” الفرنسية يشرح خطر الكيان الصهيوني على العالم فقال: “إن قرار تقسيم فلسطين لإنشاء الدولة اليهودية لمن أضخم الأخطاء في السياسة المعاصرة. إن امراً كهذا وإن بدا يسيراً في الظاهر فلسوف تستتبعه عواقب غير متوقعة. وليس من باب امتحان العقل إذا قلنا إن هذا الحدث الصغير سيساهم في زعزعة أسس العالم”.
هذا ما قاله ميشال شيحا، مهندس الدستور اللبناني، وقد كتب عن فلسطين عشرات المقالات؛ فهي فلسطين الجغرافيا “بلد صغير مكتظ بالسكان لا يمكن أن يجزّأ إلا بضرب من الجنون”. وهي فلسطين الأرض غير الخاوية التي تشهد صراع الديموغرافيتين العربية واليهودية لاجتياز جغرافيتها وبما يهيئ لحرب دينية هي “حرب المئة عام”. وهي فلسطين حيث عملت الصهيونية على تحقيق مشروعها الحلم بروح دولة أمبراطورية وسوبر – دولة عنصرية وتوسعية مجسيّة غريزية. خلفيّته لاهوتية توراتية وتحقيقه تمّ عبر هجرة اليهود إلى فلسطين وهو لن يتم إلا على حساب جيران إسرائيل، بما يضع لبنان على حدود الخطر الدائم وعلى جفن اليقظة الدائمة. وهي فلسطين القلق والاحتراز والمقاومة في وجه “مشروع جهنمي لاستعمار الشرق الأدنى برعاية أميركا”، وليس أمام العرب سوى خيار وحيد: المقاومة باعتبارها مسألة حياة أو موت. ولكن العرب يعانون من التردد والضياع والانقسام، ولا يسمعون أو أنهم لا يريدون أن يسمعوا لأنهم “مصابون بثلاثة: تخلف العقل وغياب الرأي وإفلاس العدالة”.
غزة وتهجير المسيحيين
ما قاله ميشال شيحا قبل نحو ستين عاماً، لا يزال ماثلاً أمامنا، بما يجري في الميدان الفلسطيني في خضم الحرب الاسرائيلية على غزة، بالتزامن مع مشهد الموصل وتهجير المسيحيين، الذي يذكّر مؤرّخي التأريخ الحديث والمعاصر بهجرة سريان الرها – أورفة، من تركيا العثمانيّة، إلى حلب عام 1915 عبر قوافل عربات الخيول، وبحوادث نهب منازل اليهود في بغداد والعراق المعروفة بـ”الفرهود” عام 1951. إنه المشهد الذي يتكرر بأساليب وسياسات مختلفة، لكن بنتيجة واحدة. مَن يتابع بعض اللوحات التشكيلية ويقرأ فيها حركة التهجير والنزوح في الشرق، يحسب أن العالم كله “دواعش”، من فلسطين التي حمل أهلها مفاتيح بيوتهم اثناء التهجير الإسرائيلي ظنّاً أنهم سيعودون بعد أيام ولم يعودوا؛ الى جبل لبنان الذي بات معروفاً أنه مكان التهجير والتهجير المتبادل بين الطوائف على مدى عقود؛ الى تركيا وما فعلته بالأرمن؛ وصدام وما فعله بالأكراد؛ وإيران وما تفعله بالأهواز، والأسد وما يفعله بشعبه، والأنظمة العربية كلها وما فعلته بشعوبها وبالكثير من الأقليات على السواء.
يزيد وقع كلام شيحا مع تصاعد شبحية الهويات الدينية القاتلة وعودة المجتمعات إلى الهويات الضيقة والكانتونية والجدران العازلة. لقد مارست اسرائيل كل انواع الاجرام والتنكيل والسرقة والسلب والمصادرة والقتل لتأسيس كيانها العنصري. تريد تأسيس أمتها، والأمة كما عرّفها الفيلسوف الفرنسي أرنست رينان، هي مجموعة ناس تجمعهم رؤية تاريخية في غير محلها الى الماضي، وترصّ صفوفهم كراهية الجيران. التعريف هذا، هو مرآة حال النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني، بل هو مرآة الشرق كله. كانت اسرائيل في البداية ذريعة لإنشاء أنظمة استبدادية تمارس هيمنتها وقمعها باسم القضية الفلسطينية وتحرير القدس. اليوم، يبدو في المتخيل الصحافي الغربي، وفي المتخيل الجماعاتي الشرق أوسطي، أن اسرائيل صارت مرآة لتماثل الطامحين بالهويات الضيقة، الاثنية والطائفية والفئوية. فهناك صور الخرائط الجديدة المتخيلة، وشبح التقسيمات والدول الجديدة في المنطقة. وهناك طيف الدولة الكردية شمال العراق، والدولة العلوية على البحر المتوسط، والدولة الشيعية، والدولة السنية، والدولة الوهابية، وغيرها دول نراها كل يوم على خرائط الصحف الغربية. لكأن الشرق الاوسط كانت تنقصه “أسرلة” المنطقة بعد فشل تقسيمات “سايكس بيكو” وتصدعها وتحطمها على يد “الداعشية”. الراجح أن اسرائيل، عدا انها تحب الخراب الدائم في المنطقة، تجد في رسم الخرائط الجديدة ذريعة لتأسيس كيان يهودي يخلو من أي بقايا للعرب. تريد كانتونا خاصاً بها، يزيد من عنصريتها وعنجهيتها، لتصبح مرآة لفيديراليات تتشكل في المنطقة، ثقافتها الأساس الكراهية والحقد، وثمرتها الدائمة حروب أبدية.
الثمار اليانعة
أولى ثمار ثقافة الكراهية والحقد، ولدت في خضم الأزمة السورية الأسدية، والعراقية المالكية، وهذه تشبه في خطرها قيام الدولة اليهودية وربما أسوأ بكثير. يتمثل الخطر في قيام دولة “الخلافة البراهيمية البغدادية الداعشية” على أجزاء واسعة من الأراضي السورية والأراضي العراقية. لقد ظل العالم يمارس سياسة العهر حتى وصلنا الى ما وصلنا إليه. خير معبّر عن السياسات المتبعة، ما كتبه المنظّر الاميركي دانيال بابيبس “أن القوى التي تتصارع في سوريا هي قوى شريرة، وعلى الغرب ألاّ يسمح بانتصار فريق على آخر، بل عليه أن يدعم كل فريق يضعف ليتمكن من الصمود في وجه الفريق الذي يقوى”. وأوضح بايبس أن “المنطق الذي دفعني لتقديم هذا الاقتراح النافر هو أن قوى الشر عندما تحارب بعضها بعضاً، تصبح أقل خطراً علينا، ما يجعلها أولاً تركز على أوضاعها المحلية، ويمنع ثانياً أياً منها من تحقيق انتصار (بحيث تشكل خطراً أكبر). القوى الغربية يجب ان تدفع الأعداء الى طريق مسدود بينهم من خلال دعم الطرف الخاسر، لجعل الصراع بينهم يطول أكثر”.
هذا المنطق أنتج “الداعشية” في سوريا كما في العراق. قد يجد بعضهم في “داعش” مزحة عابرة، لكن الواقع قد يصدم. فالنظرة الأميركية الاثنية للعالم وتناقضات الدول الشرق أوسطية وعداواتها في السياسة، كل هذه الأمور تجعل بقاء “داعش” ممكناً لزعزعة حياتنا، فضلاً عن أن تنظيم “داعش يستند الى إيديولوجيا الترهيب والترغيب في سلوكها اليومي، فهو يسيطر على النفط ويجمع المقاتلين من أصقاع الارض. ربما ستترك دول الغرب لـ”داعش” أن يقيم دولته من غير أن يسمح لهذه الدولة بالتمدد. فهي في الوقت نفسه فزاعة للدول العربية ولإيران ولا تطمح للاقتراب من اسرائيل، وهي ربما تتحول “جنة السلفيين” وملاذ المتطرفين الذين يهاجرون من بلدانهم ويلجأون اليها، ولديهم شعور دائم بـ”الغبن” بسبب منعهم من انشاء دولتهم الخاصة على غرار ما حصل في ايران. هناك تفسيرات كثيرة حول “الداعشية” وصعودها المفاجئ ومالها الكبير والأفلام الهولوودية حول شخصية زعيمها. كل شي يدل على أعمال استخبارتية غير مضمونة النتائج. وما يمكن قوله باختصار إن الدولة اليهودية التي قامت على أسس عنصرية بدعم دولي، أسست لأزمة طويلة الأمد في الشرق الأوسط. وها هي “دولة الخلافة” تقوم على أسس وحشية وبربرية وفاشية مماثلة، ولا ندري لو أن ميشال شيحا لا يزال على قيد الحياة ماذا كان ليكتب عن “دولة الخلافة”. ربما كان ليقول إن المنطقة أمام خطر جديد يشبه الخطر الإسرائيلي.
لنقل ان ما يحصل في الشرق هو فعلٌ وردّ فعل. مجموعة أمم وعصائب لا قاموس لها سوى الكراهية والحقد، تدلق كراهيتها علناً وكأنها تمجد هذا الفعل. خير تعبير عن ذلك صفحات الـ”فايسبوك” المشينة. نقول إن اسرائيل كانت الأساس في زعرعة الاستقرار في المنطقة، وهذا لا يعني أن المنطقة كانت فرعاً من فروع الجنة أو أن ثقافة الحملان كانت ثقافتها. فهي أرض خصبة للمنازعات والأحقاد، وأتى الشبح الاسرائيلي ليساهم في ولادة أنظمة استبدادية مثل الناصرية والبعثية والقذافية. ساهمت الدولة اليهودية في زعزعة استقرار المجتمعات والدول وانتجت ثقافة المنافي والشتات ومخيمات البؤس وحتى الحروب الأهلية، كما حصل في لبنان بسبب السلاح الفلسطيني الطامح لتحرير فلسطين عبر الأراضي اللبنانية. وساهمت الناصرية وأخواتها في زعزعزة الاستقرار من خلال التأميم ومصادرة الحريات. لقد نسفت الناصرية بنيان الطبقة الوسطى المصرية وفككت كوزموبولوتية المدن المصرية التي تضم جاليات أجنبية وعربية، خصوصاً مدينة الإسكندرية التي يقول عنها الشاعر علاء خالد إنها ظلت “أمينة لأسطورة الفقد”، وأصبح اسمها “دليلاً على ثقافة كونية نادرة ضاعت. من هنا نشأت مفارقة أو مأساة من سطو هذا الفردوس المفقود داخل الأدب وامتداده في الذاكرة الجماعية حتى لما بعد هذا العصر الذهبي”. هكذا كانت تتم زعرعة الحياة والمدن باسم محاربة العدو والتغريب، وباسم حب الريف وكره المدينة. لقد ضربت الأنظمة الاستبدادية حياة المدن المميزة لمصلحة الرثاثة، وجاءت “لعبة الأمم” والمؤامرات لتضرب ما تبقى. أفرزت اسرائيل ثقافة المنافي والشتات ومخيمات الصفيح في الشرق الأوسط، وتسببت بتهجير من نوع مختلف تجلى في تهجير يهود العراق إلى إسرائيل. لم تكن بغداد الوحيدة التي تضم اليهود بل كانوا في المدن جنوباً وشمالاً. ففي البصرة كان 30 الف يهودي عراقي من أصل 150 ألفاً أكثرهم في بغداد وعدد منهم في الحلة/ بابل حيث أتوا أليها من القدس قبل 2700 سنة عند دخول نبوخذ نصر البابلي ليكونوا أكبر تجمع يهود في العالم، وبعضهم كان في مدن شمال العراق. عملت بريطانيا وإسرائيل كل ما في وسعهما لتهجير اليهود ليس من العراق فحسب بل من أوروبا أيضاً. يقول بن غوريون: “لن أخجل من الاعتراف بالقول إني لو كنت أملك القوة كالأرادة التي أملكها لصنعت مجموعة من الشباب اليهود الأذكياء والمخلصين لدولة أسرائيل بالذهاب إلى أينما يوجد اليهود الذين قنعوا بالعيش في تلك البلدان لينشروا بينهم الخوف والتفكير في المجيء إلى إسرائيل بدلا من استخدام الخطابات التي لا تنفع”. ثمة مشاريع مثيلة كانت تحضّر للمسيحيين في لبنان وتقضي بتهجيرهم من وطنهم، هذا من دون أن ننسى تهجيرهم من قراهم.
في كل شيء يحصل في الشرق الأوسط، هناك الشبح الإسرائيلي. لكأن إسرائيل هي أصل البلاء وأساس كل زعزعة، بدءاً من الحروب العربية – الاسرائيلية المتكررة منذ عام 1948 بأساليب مختلفة وبطرق مباشرة وغير مباشرة، الى اتفاق القاهرة عام 1969 الذي نصّ على تشريع المقاومة من جنوب لبنان، وكانت ثمرته زعزعة البنيان الاجتماعي اللبناني، وانطلق شعار “طريق القدس تمر في جونية”، ثم نشأت دويلة “القوات اللبنانية” التي ترفع شعار “الأمن المسيحي فوق كل اعتبار”، وفي الختام اجتيحت بيروت عام 1982 ونُسفت حداثتها وانكسر حلمها. وكان النظام البعثي في سوريا يواكب الكيان الاسرائيلي في ترويج البلاء في لبنان، فمارس شتى أنواع الحروب والمنازعات والتصفيات الجسدية والنفسية لتكريس نظام الوصاية في لبنان. وترافقت جحيم الوصاية السورية مع شبحية الجمهورية الاسلامية في ايران وبدء تصدير الثورة وقيام “حزب الله” في لبنان عام 1982 الطامح لقيام دولة اسلامية أو “ولاية الفقيه” في هذا البلد الصغير.
ما يحصل في الموصل اليوم حصل مثله الكثير في لبنان لكن بشكل أقل ضجيجاً. فعدا حرب الجبل عام 1983، كان هناك تهجير وتفريغ للكثير من المدن من مسيحييها. هل تعلمنا شيئاً من دروس الحرب اللبنانية؟ هل نتذكر أساليب التهجير في المدن اللبنانية؟ الموصل الآن هي الذروة والقاع. لكن هل نتذكر مسيحيي مشغرة البقاعية والخيام الجنوبية وحارة حريك والمريجة وبعلبك في زمن ثقافة “حزب الله”؟ كم بقي من المسيحيين في هذه المناطق؟ وهل الوجود الرمزي للمسيحيين في صيدا وطرابلس يفيد هاتين المدينتين؟ هل حقاً عاد المسيحيون الى الشوف بعد حرب الجبل؟ هل نتذكر مسلمي الكرنتينا الذين لم يعودوا حتى الآن الى بيوتهم؟ لكأن “الداعشية” موجودة في كل واحد منا!
ماذا فعل جورج بوش؟
على أن سلوك الأنظمة الغربية لم يكن في مصلحة الأقليات والمسيحيين تحديداً. عندما أرسل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش جيوشه الى العراق في العام 2003، كان يعتقد أنه سيستبدل المخلوع صدام حسين بديموقراطية أميركية سلمية يؤيدها العرب، لكن السلوك الأميركي ذرع البذرة التي ستثمر “الدواعش”. كانت السياسة الأميركية تقوم على أساس توزيع مذهبي؛ تبحث عن السنّة من هنا، وتبحث عن الشيعة من هناك، وتمارس ما يشبه التفكيك الاجتماعي للعراقيين بعدما فككت جيشهم. ما قام به بوش المؤمن والإنجيلي الذي يرى منامات دينية في نومه، هو بديل من صدام البعثي الرث، وقد استحدث ميداناً راديكالياً طائفياً موالياً لإيران الطائفية، ما دفع بمعظم الأقليات المسيحية العراقية للفرار الى الخارج.
قبل هجوم جورج بوش الأب على عراق صدام للمرة الأولى في العام 1991، لاسترداد الكويت، كان هناك أكثر من مليون مسيحي في العراق. كانوا أقلية بارزة تنعم بالرفاه ولا تطمح كثيراً في السياسة. وكانت الطبقة المسيحية المثقفة والمتوسطة، تتركز في الموصل والبصرة وبغداد خصوصاً. تسارع هذا النزف بعد المغامرات الأنغلو أميركية الطائشة في العالم الاسلامي إثر هجمات 11 أيلول، وخصوصاً بعد استخدام بوش عبارة “الحملة الصليبية”. وجاءت حرب 2003 على بغداد لتساهم في التنكيل بالمسيحيين، ومن مختلف الطوائف، وأتت “الداعشية” لتجهز على من تبقى، بتهجير المسيحيين وحرق الكنائس واحتلال الاديرة.
على سبيل الخاتمة
إن تنظيم “داعش” الاحترابي الاجرامي ليس خطراً على المسيحيين والأقليات فحسب، بل على المسلمين أيضاً. قد يكون وقع خبر تهجير المسيحيين ذا صدى كبير لأنهم من الاقليات، لكن ما فعله “داعش” بالمسلمين يبدو اشد ضراوة وفتكاً واجراماً ورعباً. من يتابع مسار “الداعشية” يدرك ما فعلته من تهجير قرى بكاملها في ريف حلب، الى احتلال الرقة بالقوة، الى قتل اكبر عدد ممكن من فصائل المقاتلين السوريين المعارضين.
خطر “داعش” ودولتها الدينية ليس على فئة من الفئات فحسب، بل على الوجود نفسه؛ خطر على الجنس البشري والكرة الأرضية. ففي هذا الزمن، نرى دولة “داعش” ترجم وتقطع الرؤوس والأطراف وتنكّل بالجثث وتصلب. هي تمارس سياسة البطش التي تذكّرنا بأساليب المخابرات البعثية وطرق هيمنتها. وليس غريباً ان يكون “الخليفة” أبو بكر البغدادي مقاتلاً سابقاً في صفوف صدام.
على هذا، كنا نعيش في خضم الخطرين الإسرائيلي والاستبدادي العربي. اليوم أضيف اليهما خطر أكثر ضراوة يتمثل في خطر الطامحين الى قيام دول دينية. خطرهم ليس في أنهم ضد حرياتنا الفردية وحياتنا الاجتماعية وثقافتنا، بل في أن لديهم شعاراتهم المسبقة لشن حروبهم وغزواتهم و”فتوحاتهم”.
ثمة من يزج بشبابه في مستنقع كبير ويحمل راية الحرب باسم القضاء على التكفيريين والارهابيين، وثمة في المقابل التنظيم السرمدي المتوحش الذي يحمل راية الحرب على الروافض ويحتل آبار النفط والغاز. ما بينهما نار لا ترحم مسيحياً ولا مسلماً، لا مدنياً ولا علمانياً. إنها النار التي تحرق الجميع.
النهار