صفحات سوريةمنذر خدام

أقدر المختلف أكثر من المتفق


منذر خدام

انا أحترم المختلف معي في الرأي أكثر من المتفق، لأنه ينبهني إلى أخطائي المحتملة، في حين المتفق قد يشجعني على المضي فيها. أقول صاحب الرأي المختلف وليس صاحب الأحكام الجاهزة. ويبدو لي إن أغلب زوار صفحتي هم من الفئة الأخيرة. أنتم تدافعون عن نظام فاسد من ألفه إلى يائه،، وهو المسؤول الأول والأخير عما آلت إليه الأمور في البلاد وهو الذي سوف يقود البلاد إلى الخراب والدمار إذا استمر في نهجه الأمني لقمع انتفاضة الشعب. أنتم لم تفهموا بعد ان ما يجري في سورية هو نتاج فعل التاريخ وهو جزء من ثورة وطنية ديمقراطية شاملة سوف تجتاح جميع الدول العربية وليس مجرد مؤامرة خارجية. منذ أكثر من عشر سنوات وأنا انبه إلى ضرورة الاصلاح السياسي ليستوعب التطورات الجديدة محليا وعالميا، وقبل الانتفاضة كتبت مقالة حوارية مع بثينة شعبان نصحتها فيها بأن تقول للرئيس بأن يلاقي شعبه بإصلاحات حقيقية لكن جميع المسؤولين لم ينصطوا. للأسف لا يوجد لدينا رجال دولة ليتحسسوا احتياجات بلدانهم وشعوبهم. يظنون أن القبضة الأمنية يمكن أن تبقيهم في كراسيهم. ثم أنتم من تدافعون عن النظام السوري أدعوكم لقراء تقرير الشفافية الوطني الذي أعده خبراء سوريون وهو تقرير رسمي لتجدوا أين تقع سورية بين دول العالم بفضل جهود نظامنا العتيد.هل لديكم جواب عن سرقة نحو 135 مليار دولار خلال العقود الأربعة الماضية، هل لديكم جواب لماذا نحو ثلث عدد السوريين فقراء يعيشون بأقل من دولارين في اليوم؟! هل لديكم جواب لماذا تخلي نظامنا العتيد عن لواء اسكندرون وأسرع للاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967، وهو نظام ممانع طبعاً، في حين الدول العربية الأخرى لا تزال متريثة…ثم وهذه معلومة أعطيها لكم يامن تدافعون عن نظام آيل للسقوط لا محالة،لماذا لم يستجب لوساطتي لعودة المهجرين من تركيا التي شرفوني بتكليفي بها،..وحتى ماصدر عن مؤتمره التشاوري لم ينفذ منه شيئاً….ثم أين ذهبت خطة بندر بن سلطان…وقصة الامارات الاسلامية…ولا تعدو قصة العصابات الارهابية واحدة منها سوف يتجاوزها بعد حين إلى غيرها…ثم تتهموننا كمعارضين وطنيين بأننا لم نستكر قتل السوريين من مدنيين وعسكريين، وبأننا لم نرفض التدخل الخارجي في شؤون سورية..وهذا غير صحيح. أكثر ضيوف صفحتي من المدافعين عن النظام لاتهمهم الحقائق للأسف..ما يهمهم كماهو واضح من تعليقاتهم هو المساهمة في التحريض على المعارضة الوطنية وعلى الحراك الشعبي…معركتم خاسرة لأنها ببساطة باطلة.. الاستبداد في سورية إلى زوال وإن فجر الحرية والديمقراطية يلوح في الأفق…سورية لن تحكم بعد الآن إلا من خلال نظام ديمقراطية حقيقي، تنبثق السلطة فيه من خلال صناديق الاقتراع واليد العليا فيه للقانون وليس للمهربين والفاسدين والمرتشين…إن مفهوم الوطن لهولاء لا يعدوا كونه مصدرا لثرواتهم التي نهبهوها بغير وجه حق…أنظروا ماذا يحصل لمبارك في مصر ولزين العابدين في تونس… لماذا لم تنفذ قيادة البلاد حتى مقررا ت مؤتمرها الحزبي الأخير،؟!! لماذا لم تستجب لمطالب شعبها المحقة مثلما استجاب حاكم الجزائر وملك المغرب،لكانو دخلوا التاريخ من اوسع أبوابه.. . ثم إذا كانت هناك مؤامرات على سورية وهي موجودة باتأكيد ألا يكون الرد عليها بالاستجابة لمطالب الشعب من أجل تحصينه ضدها؟!! أسئلة كثيرة لن تجيبوا عليها لأن من وضع نفسح في جبهة الاستبداد لن يرى إلا ما يراه…لكن قريبا سوف تفيقون تحت ضربات قبضة التاريخ المتمثلة بالجماهير المنتفضة التي تملأ الساحات وهي تردد مع أبو القاسم الشابي : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر، فكونو مع قدر شعبكم وليس مع قدر مستبديكم فهل أنتم فاعلون؟!! لا أعتقد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى