صفحات سورية

أمازونيات العنترنت

احمد عمر
خرجت ‘العربية’ بويكيليكس سوري محمل بأسفار الرسائل المسربة من الايميل الأكبر، فانشغل السوريون- كافرين بالنظام وعابدين له – بالبرنامج الطريف، وكائناته وأبطاله.. وبطته. بينما انشغل كاتب السطور، بشهادة شاهد ‘من أهلها’ اسمه عبد المجيد بركات، المنشق عن المخابرات السورية والذي هرب إلى تركيا، مدرعا بسنام دسم من الوثائق الثمينة، وبشهادة الشيخ البانياسي انس عيروط الجميلة والغنية بالأسرار وجملته التي قالها لوزير الأوقاف: الشيوخ هم أذل الناس في سوريا! في الوقت الذي كان المعلم يظن انهم المعلمون ويظن فيه المهندس انهم المهندسون..
وانشغل أكثر بثلة من السجناء ‘الأولين’ الذين لم يسمع بمثلهم احد خلال نصف قرن، إنهم : جنود مجهولون لم يسمع بهم احد، لم يغن لهم احد أغنية ، لم يقلدهم أحد وساما، لم يقم احد لهم حفلا تكريميا ، وهم بشر مثلنا من كوكب الأرض؛ إنهم من أصحاب الأخدود الجديد؟ من أهل الكهف السوري الذين عادوا إلينا بعد أربع وعشرين سنة من الآلام الشاقة من غير نوم أو سبات، فالذين ضرب على آذانهم كانوا هم الشعب النائم في الذل المقنّع. كان سجناء تدمر الذين قابلتهم الجزيرة مباشر، حدثا متأخرا مدة سنة أو سنوات، هم الأبطال الذين قيض لهم الدفاع عن الكرامة السورية. وهم الذين ألفت عليهم بتقديري الشخصي مسلسلات التسلية مثل الفنتازيا التاريخية، كحبوب هلوسة بصرية حتى يعمّي عن قصصهم، فقصصهم تكاد من فرط واقعيتها أن تكون فانتازيا تاريخية؟
تأخرت الجزيرة تسعين يوما حتى اعترفت بالثورة السورية، و364 يوما حتى هبت إلى أفلام وثائقية حول سنوات الاستعباد والفانتازيا القمعية فكان الفلم الوثائقي ‘الطريق إلى دمشق’ وفلم ‘سورية السنوات العشرالعجاف’ والأفضل منهما معا هو مقابلة ياسر أبو هلالة لسبعة – وثامنهم ألمهم – من سجناء تدمر القدماء وسجناء الثورة المحدثين، فوجدنا في الشهادات ‘ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر’ من أهوال وويلات، فالتعذيب في تدمر لا يقارن بأبي غريب ولا بتزمارت أما غوانتانامو فقد سبق منا القول بأنه ليس أكثر من منتجع سياحي إذا ما قورن بتدمر. ثمت ملاحظات حول تحقيق أبي هلالة، أوله انه سريع، ومرتجل، ولو وقع مثل هؤلاء ‘الشهداء’ الأحياء الذين رادوا كوكب تدمر، وعادوا أحياء من غير سفينة فضاء، أو آلة زمن، بين أحضان قناة أخرى غير الجزيرة لخلقت منه مسلسلا. كما أنّ السجناء جميعا من عقيدة سياسية ودينية واحدة هي الإسلامية، مع العلم أن الإخوان المسلمين أو المتهمين بالانتماء الديني هم أكثر الفرائس تعذيبا وذبحا في ‘سنوات جمر’ التقدمية وظلام الاشتراكية المنكوبة. كان لا بد من ناج ينقل إلينا الحكاية.
كما أجرت الجزيرة مباشر محاورات مع الفنان مالك الجندلي و أصالة نصري حول دور الفن في الثورات العربية، والحق أن الثوار هم فنانو الثورة السورية الحقيقيون، فمالك الجندلي أعاد توزيع أغنية القاشوش، وحذت حذوه السيدة نصري، لكن علينا أن نقر أنّ السيد شريف شحادة تحول إلى موظف في الاتجاه المعاكس، وقد ‘سررنا’ به ضيفا على الجزيرة ‘المغرضة والمتآمرة’ ويبدو انه قد تدرب على ضبط النفس والكرّ والفرّ ‘ و’فن العوم’، وعسى أن تستضيف قنوات التبن الثلاث معارضا سوريا ما دام الرجل يزعم انه أقوى بالحجة والمنطق؟
الجزيرة والعربية
عاقب الله قوم موسى قوم بالطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ، وقد عاقب الله النظام السوري المنضم الذي ابتلي به الشعب السوري أربعين سنة هي مدة التيه في صحراء التقدمية والاشتراكية وأسطورة اللاعب الدولي ، بالجزيرة والعربية. يظهر بكثافة مواطنون موالون على فضائيات فرانكشتاين وهم يهددون الجزيرة والعربية وكأنهما قناة واحدة ثم يخاطبون حمد زاعقين مطالبين الشعب برأسه حتى أصبح اسم قنواتهم قنوات ‘انتي حمد’، بعد أن كانت ‘انتي بندر’!
ضيوف فضائيون
من أهم الشهادات التي قدمت على الفضائيات شهادة المنشق عبد المجيد بركات على فضائية الحوار، خاصة تلك الإشارة التي تتعلق بالتجسس على المراقبين العرب، أما ادونيس في حوار مع زينه يازجي التي انشقت عن العربية انشقاق المكره او المتقي، على قناة دبي و سألته أسئلة قديمة جديدة، فلا يزال مرشح نوبل يشبه السلفيين ويحذو حذوهم، فهو يريد من للمجلس الوطني أن يكافح من اجل تحرير المرأة من الثياب والحجاب، و أن ‘يسلحها’ . انه يذكرني بحمزة المصري الذي يطالب بتطبيق الحدود فورا ظانا أنها عين الشريعة.
فضائيات حليب السباع
تتحدث فضائيات حليب السباع التي تتغنى بتفوق السوري جينيا باستثناء المتظاهرين الذين يقتلون بمعدل مائة متظاهر يوميا – أصحاب أغنية أنا سوري آه يا نيالي، بمصطلحات ومسميات جغرافية سياسية جديدة مثل بلاد ‘نجد والحجاز’ ، وتتحدث عن 1870 صحيفة تعاديها، وعن 33 دولة وأكثر من 360 فضائية وربما تتذكر قريبا حصار شعب أبي طالب، وهو ما حدث للعراق الذي عندما سلم صواريخه لباتريوس حتى يدمرها، وقتها قال احد الضباط أن تدمير الصواريخ واجب وطني وبه تكون قد أدت واجبها وحمت العراق!!
الشيخ الفراتي
ظهر الشيخ العصري التقدمي الذي يكرر جمله مرتين وأحيانا ثلاث، مرة أخرى، بعد غياب، على فضائية الدنيا، وأبدى ثقافته العامة والدينية، وتغنى بأشعار المتنبي واحمد شوقي واستشهد بالأحاديث والآيات
من غير مناسبة، على سبيل المثال؛ دعا الارهابيين إلى التوبة إلى النظام واستشهد بالحديث القدسي ‘ قَالَ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي وجلالي لا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي’ وأشار الشيخ إلى نفسه!! وقصف القرضاوي واحمد منصور (الذي ادخل الأمريكان إلى الفلوجة بمناسبة متصل له نفس الاسم!!) بشتائم محرمة أخلاقيا.
وتذكر قول القائل علموا انجالكم أمجادكم، وليس ‘انسوا أولادكم’ على قول رئيس فرع الأمن السياسي في درعا، ومن الغريب أنّ السوري لا يعرف من هم مؤسسو البعث فتاريخهم واقعيا يبدأ ‘ فجره’ منذ الحركة التصحيحية ‘المباركة’، وإعلاميا منذ الأزل الذي يصبح اسمه بعد التخفيضات والاوكازيون: ‘عشرة آلاف عام’؟
حقبة الدكتاتور إسماعيل ياسين
انتهت حقبة إسماعيل ياسين: القاضي الأول، إسماعيل ياسين: المحامي الأول، إسماعيل ياسين: الدكتور الأول، إسماعيل ياسين: المهندس الأول، و لم يكن ينقص الأفلام إلا فلم واحد: إسماعيل ياسين… المجرم الأول.
نبوءة جرندايزر
بينما لم تتحقق نبوءة جرندايزير قنديل الذي اعتبر أنّ المشكلة هي بين السنة والوهابية وليس بين السنة والشيعة (هكذا بصريح او بقبيح الطائفية) بانتهاء الأزمة مع تاريخ العاشر من آذار. الظاهر أنها ستطول أكثر، والأغلب أن كوفي بن عطا عنان العبسي ليس مثل الدابي. ومن أطرف التقارير التي رأيتها على الفضائيات تقرير المراسل المتطوع نور الدين العبدو من ادلب الذي يتضرع في تقريره ، ببساطة الماء: إلى ‘أي وسيلة إعلامية حرة ‘!!
ايعازات
ميكيل انجلو بحديد الأزميل: انطق أيها الصخر
أطفال درعا بالخط الحر: انطقي يا سورية ..

كاتب من كوكب الأرض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى