أول حوار مع مهندس صفقة “إيران”… النقيب شمير يروي تفاصيل المفاوضات و”اختراق المطار”
-إعلاننا مقتل ثلاثة أسرى كان لعبة إعلامية لتخفيف الضغط والحصار عن الغوطة
-بينهم ضباط حرس ثوري قدّموا المساعدة للنظام ومنهم مدنيون عاديون جاؤوا في طائرة محمّلة بأسلحة ومعدات
-كان الإيرانيون يبلغوننا بشكل دائم بأنهم لا يستطيعون الضغط على النظام لأنه متعنّت ولا يقبل المساعدة
-في البداية لم يكن الأسرى واثقين بنا فطلبوا أن يكون طعامهم محدداً باللبن والتمر فقط
-طول فترة الاعتقال لم نُهن أونضرب أحداً منهم حتى “كف” ولم نخطئ بحقهم
شغلت صفقة تبادل الأسرى الإيرانيين مع معتقلين سوريين مؤخراً بين النظام والجيش الحر الرأي العام المحلي والإقليمي، من حيث نوعيتها ودلالاتها وتوقيتها، فكان لها بالغ الأثر لدى السوريين بعمومهم معارضاً وموالياً.
المعارضون أثنوا على الصفقة التي كانت وسيلة لخروج معتقليهم، في حين أحدثت بين المؤيدين ردات فعل غاضبة،خاصة بعد أنباء مسرّبة عن رفض النظام التفاوض لتحرير ضباطه وجنوده، مانحاً الأولوية للإيرانيين.
“زمان الوصل” بالتعاون مع “مركز شام للدراسات” سلّطت الضوء على الموضوع للتعمق في معرفة القصة منذ بداية أسر الإيرانيين وكيف كانت ظروفهم أثناء الأسر، وأين كانوا وكيف استطاع الجيش الحر الاحتفاظ بهم وما هوأسلوب التعامل المتبع معهم خلال فترة مكوثهم في الأسر،وأين ومتى بدأ مسلسل التفاوض الذي شهد في حلقته الأخيرة اتفاقاً بين الطرفين بوساطة قطرية تركية ينصّ على الإفراج عن الأسرى الإيرانيين مقابل 2000 معتقل سوري في سجون النظام إضافة إلى كل النساء المعتقلات.
للإجابة عن الأسئلة السابقة وتوضيح بعض تفاصيل الصفقة تم إجراء لقاء مع النقيب عبد الناصر شمير مهندس الصفقة الذي سبق أن أعلن انشقاقه عن جيش النظام في الرابع من نيسان / إبريل 2012 ليعلن مباشرة عن تشكيل كتيبة البراء في الغوطة الشرقية بالتاريخ ذاته، وخاض ابن مدينة الرستن الثائرة العديد من المعارك ضد جيش الأسد، وفي 2012 شكّل المجلس العسكري في الغوطة الشرقية، وفي 5/8/2012، وبعد تمكنه مع كتيبة البراء من أسر 48 إيرانياً بينهم عناصر في الحرس الثوري الإيراني،سجل شمير نصراً في واحدة من أهم المعارك الديبلوماسية مع النظام متمثلة بصفقة تبادل الأسرى التي تمت في 9/1/2013، التي انتهت باصطياد أكثر من عصفور بصفقة واحدة، أولها الإفراج عن المعتقلين، وليس آخرها اكتشاف نظرة النظام الحقيقية إلى جيشه وشبيحته، إضافة إلى نصر معنوي انتزع الجيش الحر بنتيجته الشرعية بالقوة من نظام ما زال يعتبر شمير وزملاءه مجرد “عصابات مسلحة”.
وفي مايلي النص الكامل للحوار الذي أجري بالتعاون مع “مركز شام للدراسات”:
هكذا فشل تحريرهم بالقوة
بداية هلّا أعطيتنا فكرة عن لواء البراء؟
*أثناء الفترة التي تم أسر الإيرانيين خلالها انضمت إلينا كتائب أمهات المؤمنين وكتيبة أبابيل حوران المتواجدة في التضامن حينها، واتفقنا أن نجتمع معاً تحت مسمى (لواء البراء) وحينما أُعلن عن أسر الإيرانيين تم ذلك باسم إحدى كتائب لواء البراء.
– كنتم صرحتم بأن عدداً من الأسرى الإيرانيين لديكم قتل في قصف لقوات النظام، هل حدث ذلك؟
*حينما حوصرنا بكفربطنا تواصلت المجموعات الأخرى معنا عبر الهاتف وأخبرونا أنهم قادمون للمؤازرة والمساعدة والدعم، لكن الحصار كان مطبقاً علينا ولم يكن هناك أي جدوى منها، ولفك الحصارعنا وقتها استخدمنا الإعلام حيث أعلنّا أن القصف استهدف مكان تواجد الإيرانيين وأدى لمقتل 3 منهم وإصابة 2 بإصابات خطيرة وكانت هذه بمثابة حرب إعلامية، فهم بالطبع كانوا بأماكن سرية ولم يكونوا متواجدين معنا حينها لكننا اضطررنا لقول ذلك لفك الحصار عنا.وبعد ذلك استطعنا أن ننسحب ليلاً من كفربطنا إلى المحمدية ومنها إلى دير العصافير، وبعد 24 ساعة تم للمرة الثانية محاصرة دير العصافير من قبل النظام بالكامل وللغاية نفسها،فاشتبكنا مع النظام ليوم كامل واستطعنا فك الحصار، ووقتئذ أيقن النظام بأنه لن يستطع تحريرهم بالقوة.
– هل كان النظام يسعى من خلال ذلك لقتل الإيرانيين أم لتحريرهم؟
*بادئ الأمر كان لدى النظام فكرة بأنه قادر على تحريرهم بالقوة، لكن الحصار والإعلان الذي أذعناه شكّل عامل ضغط على النظام الذي بات مقتنعاً بأن تحريرهم بالقوة سيودي بحياة عدد أكبر منهم وخصوصاً أننا أعلنا مقتل 3 منهم.
ولا ضربة كف
– كيف كانت معاملتكم للأسرى؟
*بدايةً استفتينا فيهم شيوخاً من الداخل في سوريا وآخرين من الخارج ومن كبار الشيوخ في سوريا، فأفتوا لنا بجواز القتل، كما أفتوا بجواز الإطلاق (الفدية) ورجحوا لنا الخيار الأنسب بحيث إذا استطعنا أن نساعد البلد بما نقدر عليه على مبدأ المبادلة بأسرى مثلاً فذلك أفضل.
وحينها اتخذنا قراراً بأننا لن نقتلهم وسنأسرهم لحين مبادلتهم بأسرى، وقد بلّغنا الأسرى والشيوخ بأننا سنسير على القاعدة الشرعية التي تقول:”إنما نطعمكم لوجه الله ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريرا “على هذا الأساس نحن أحسنّا المعاملة معهم حتى أنك لوتشاهدهم لحظة إطلاق سراحهم لن تعتقد أنهم كانوا بالأسر، لكن بسبب طول مدة أسرهم وهي خمسة أشهر وبسبب وجودهم في المعتقل وقلة الحركة وندرة التعرض للشمس أصابهم ببعض الأمراض حيث عانوا من أوجاع المفاصل وبعض الالتهابات والتورمات،لذلك كنا نؤمّن لهم الرعاية الطبية فكان الطبيب يزورهم دائماً وكنا نؤمّن لهم الدواء بشكل دائم.
وفي البداية لم يكن الأسرى واثقين بنا فطلبوا أن يكون طعامهم محدداً باللبن والتمر فقط، وقمنا بذلك بالفعل، وبعد شهرين على هذه الحال أصبحوا يطالبوننا بتنويع الطعام، حينها شعرنا أنهم بدأوا يثقون بنا.
كل فترة الاعتقال لم نُهن أونضرب أحداً منهم حتى “كف”، لم نخطئ بحقهم، لقد حققنا معهم في بادئ الأمر، ولم نضغط عليهم فكنا نرى بأن الوقت معنا مهما طال، ونستطيع أن نأخذ الاعتراف على المدى الطويل وكان معهم مترجم أفغاني.
ضباط في الحرس الثوري
-ما سبب قدومهم إلى سوريا وهل ما نقله الإعلام بوجود عناصر من الحرس الثوري صحيح؟
*يوجد بينهم ثلاثة أوأربع ضباط قدموا المساعدة للنظام وفي الوقت نفسه جاؤوا بصفة مدنية، ومنهم متقاعدون من الحرس الثوري الإيراني ومنهم مدنيون عاديون، بالعموم كان هدف الرحلة هي نقل الضباط عبر حافلة من المدنيين إلى دمشق،أما الطائرة التي أقلّتهم من إيران إلى دمشق فكانت تحمل أسلحة ومعدات للنظام،أي أن الموضوع كان تمويهاً عن نقل سلاح وضباط للنظام من إيران.
-كيف تمت عملية الأسر؟
*بداية نحن حينما خرجنا كان لدينا توقيت المجموعة القادمة من إيران والمجموعة المغادرة إليها، وحين حطّت الطائرة نزل الوفد القادم وانتظرنا ريثما يصل الوفد المغادر إلى إيران، التي كانت ترسل الضباط والمجموعات عبر طائرات إلى مطار دمشق ومنه يتم إرسالهم بحافلات إلى أماكن التجمع بدمشق وسواها ويتم التمويه بمدنيين إيرانيين والطائرة نفسها تقل المجموعات المغادرة إلى إيران.
-ما مصدر معلوماتكم عن التوقيت؟
* عن طريق شاب كان معنا بدمشق استشهد بمعركة عربين، وهذا الشاب كان لديه تواصل مع أشخاص بالمطار.
-ما اسم الشاب؟
*نحن في الثورة نتعارف على بعض بالألقاب (أبوفلان) فكان اسمه أبوابراهيم لكن اسمه الحقيقي لم أكن أعرفه، وهومن أبلغنا عن التوقيت.
رأسمالنا المعتقلون
-كيف كانت مسيرة المفاوضات؟
*من اليوم الأول لأسرهم بدأت الاتصالات بنا من مختلف فصائل المعارضة، البعض قدم نصائح، والبعض الآخر حاول إيجاد دور له في عملية التبادل، وهناك أشخاص من داخل البلد حاولت أن تتدخل بالموضوع، كان العرض في بداية الأمر أن نقايضهم بأموال فقط.
اعتمدنا سياسية إبعاد موضوع الأسرى عن الإعلام وخصوصاً بعد الضجة الإعلامية التي حصلت أول يومين، وذلك حرصاً على أن يتم الأمر بأقل الأضرار خصوصاً أن الغوطة الشرقية كانت وقتها غير محررة.
كما قمنا بتوزيعهم على أماكن متفرقة وفي الوقت نفسه أشعنا نقلهم خارج الغوطة الشرقية وتكتمنا على مكان وجودهم.
كانوا يتواصلون معنا من أجل فدية مالية، مؤكدين استحالة قبول النظام لمبادلتهم بمعتقلين لحساسية ذلك بالنسبة له، ونحن منذ البداية أخذنا عهداً على أنفسنا بألا نبادل الأسرى بمال، كيف سنواجه الناس إذا فعلنا ذلك؟
أحد كبار السن قابلته بمدينة دوما قال لي” أبوالنصر إذا أخذت من المال ما شئت وأخذت من السلاح ما ترغب فأنت خائن للبلد”، فقلت له لماذا؟ أجابني :”لأن الأساس هم المعتقلون ونحن منذ بداية الثورة لم يساعدنا إلارب العالمين، ونحن لسنا بحاجة إلى مساعدة أحد لإخراجهم، لكن أنت إذا بادلت الأسرى بالمال فستكون قد بعت المعتقلين.”
لوأننا أردنا المال لكانت الأمور انتهت منذ زمن ولم تدم خمسة أشهر رغم أن كل وسيط كان يقول لنا بأن النظام لا يمكن له أن يبادل، وإن فعل ستكون سابقة بموضوع الإفراج عن معتقلين خصوصاً أننا طالبنا برقم تجاوز العشرة آلاف معتقل، ومنذ ذلك الوقت بدأت المفاوضات على هذا الأساس.
ماراثون المفاوضات
-ماذا عن الوسيط الذي قام بعملية التفاوض؟
*من الشخصيات التي فاوضت من الخارج ( وحيد صقر) وأناس آخرون متواجدون بالخارج توسطوا بالموضوع بيننا وبين الإيرانيين، لكن لم نصل إلى نتيجة مع أي شخص منهم، لأن النظام كان رافضاً بشكل كامل عملية إطلاق سراح معتقلين.
في فترة من الفترات أعلنت على الفضائيات مهدداً بقتلهم خلال فترة زمنية معينة. كانت الغاية من ذلك تحريك القضية بعد وصولها مرحلة الركود، حتى بدأت تدخل في طي النسيان،عكس ما كانت عليه الأمور في البداية.
ربما تغييبه عن الإعلام لفترة أدى إلى عدم تشكيل أي ضغط على النظام الإيراني أوالنظام السوري، لذلك اضطررنا للجوء إلى الإعلام مهددين، وبالفعل أدى ذلك لتحريك الملف مرة أخرى، وهنا دخل الأتراك عبر منظمة الإغاثة التركية، وحين كان يدخل الوسيط معنا بالتفاوض يخبرنا بأنه جاهز لمطالبنا، ولكن أثناء التفاوض يتلكأ، وبدل أن يضغط على النظام يلجأ للضغط علينا بغية التنازل والتراجع، الأمر الذي يؤدي إلى فشل المفاوضات.
-ما هو دور قطر في الصفقة؟
* في مرحلة من المراحل لم يكن لقطر أي دور، ولكن جاءنا وسطاء عن طريقها دون التواصل معها، ونحن كنا ننتظر تدخلاً من قياداتها حصراً، لكن دخول أشخاص قطريين لن يلزمنا، وكانت في بعض الأحيان محاولة إتجار أومحاولة استفادة من الموضوع إعلامياً أوسياسياً أومالياً،وهذا ما كنا نرفضه لذلك رفضنا التواصل مع القطريين.
-لماذا تأخرت المفاوضات كل هذا الوقت؟
*فشلت المفاوضات أكثر من مرة بسبب تعنت النظام وتشبثه بمواقفه وضعف الوسيط الذي غالباً ما كان يحاول الضغط علينا لأنه “لا يمون” على النظام معتقداً بأن الثوار أضعف، لذلك استغرقت المفاوضات وقتاً طويلاً، إضافة إلى أننا أصبحنا نضع شرطاً كلما جاء وسيط، وهو الإفراج عن ثلاث عائلات وفتاتين اعتقلوا في دوما أثناء المفاوضات، وذلك على سبيل بادرة حسن نية من النظام عن جديته، إضافة إلى تعزيز ثقتنا بأن الوسيط لديه قدرة الضغط على النظام لنحصل نحن على مبتغانا وهذا شكّل عائقاً لكثير من الوسطاء.
ناهيك عن أن سريّة العملية ومكان وجود الأسرى، وخاصة ضمن دائرة اللواء وعدم قدرة النظام على اختراق هذه الدائرة ومعرفة مكانهم هي التي أمّنت لنا السير بالطريق حتى النهاية.
– ومن الوسيط الذي استطاع تلبية شرطكم؟
*رغم أن هذا الشرط ( إطلاق 3 عائلات وفتاتين) كان مصدر حيرة للوسطاء،إلا أنه تم التواصل عبر أحد الأصدقاء الموجودين بتركيا مع منظمة ( إيهاي ) الإسلامية ذات الباع الطويل بالمفاوضات، لا سيما أن لها تجربة في موضوع المهندسين الذين كانوا موجودين في حمص، حيث كان لها دور كبير بحل القضية.
طلبوا منا التدخل بالموضوع فاشترطنا إطلاق العائلات الثلاث والفتاتين، وقدم السيد بولاند رئيس المنظمة ومساعده عزت إلى سوريا، فأوضحنا له وجهة نظرنا ووافق على الشرط لكنه استفسر عن الثمن المقابل لإفراج النظام عن ( العائلات الثلاث والفتاتين)،فكان الجواب بأن الثمن معلومة لها أهميتها عند النظام وهي العدد الحقيقي للإيرانيين لدينا، خاصة وأنه يظن بأن العدد هو45 بعد إعلاننا عن مقتل ثلاثة واثنين مصيرهم مجهول،يريد التأكد فيما إذا كانوا أحياء.
فقالوا كيف ستقدم ذلك لنا؟ قلنا إننا نريد العوائل أولاً وخاصة أن النظام كان ينكر وجودهم لديه، متذرعاً بوجودهم لدى الشبيحة أحياناً، فقابلنا ذلك بالإصرار على أن تخرج العوائل وإلا لا يمكن الدخول بالتفاوض، إذ أصبح الموضوع مبدئياً لدينا.
في نهاية المطاف طلبنا منهم جمع العوائل والفتاتين وتصويرهم وإرسال الصور إلينا لنتأكد أنهم موجودون بسلام.وبالفعل جمعوهم بأحد الأفرع الأمنية وصوروهم مع الوسيط لإثبات تاريخ الصورة، التي وصلتنا وتأكدنا من أن العوائل والفتاتين بخير.
وردّاً على ذلك أرسلنا صورتين للإيرانيين بعد توزيع عددهم على ثلاث صور التقطناها لهم (15 و15 و18) ثم أتبعنا الصورتين بالثالثة التي تحتوي18 أسيراً بعد إطلاق سراح العوائل حتى تأكدوا من أن العدد 48 وليس 45 أسيراً، وبذلك نكون قد أعطيناهم معلومة مقابل إطلاق سراح العوائل والفتاتين، الأمر الذي رسّخ لدينا ثقة بالوسيط التركي لاعتماده بمتابعة عملية التفاوض، واشترطنا عليهم ألا نفاوض الإيرانيين بشكل مباشر إنما عبر وسيط، وهذا ما حدث،بدأنا المفاوضات واصطدمنا بتعنت النظام الذي كان يضع العقبات مع كل خطوة إلى الأمام.
-وكيف توصلتم إلى الاتفاق مع النظام فيما بعد؟
* تابعنا التفاوض لكنه فشل جزئياً، هنا تواصل معنا القطريون فأخبرناهم بوجود وساطة تركية عبر منظمة (إيهاي) ولا يمكننا أن نستبدلها بعد شوط من التفاوض أنجزت خلاله شيئاً، فطلبنا من الأخوة القطريين مساعدة الأتراك ودمج جهود الدولتين كوسيط لإنجاز المفاوضات.
وفعلاً كان التواصل ما بين الأتراك والقطريين والإيرانيين ونحن كطرف كنا موجودين عبر شخص بالخارج وسيط بيننا يتواصل لإيصال المعلومات بيننا وبينهم،وهكذا تمت الأمور وكل ذلك كان يأخذ وقتاً،فالوفد الإيراني مثلاً كان مع كل فكرة جديدة يراجع قيادته في طهران متذرعاً بعدم امتلاكه صلاحية.
وبدأت العملية بجولات من إيران إلى قطر إلى تركيا وهكذا حتى استقر المطاف على رقم الأسرى النهائي وهوأقصى ما استطاعوا الحصول عليه من قبل النظام، فكان شرطنا الأساسي الذي بني الاتفاق عليه إطلاق سراح كامل النساء إضافة الى 2000 معتقل.
-وكيف تصف الموقف الإيراني أثناء المفاوضات؟
*كان الإيرانيون يبلغوننا بشكل دائم بأنهم لا يستطيعون الضغط عليه إلى النهاية فهو متعنّت ولا يقبل المساعدة، ليظهر أن الذي أجبر بالنهاية النظام على المفاوضات عجزه عن تحرير الأسرى بالقوة، إضافة إلى أنه لم يستطع حتى معرفة مكانهم ما شكّل عامل ضغط على النظام مع مرور الوقت.
زمان الوصل بالاتفاق مع مركز شام للدراسات