أيها الشباب أنتم وقود الثورة وأنتم قادتها فعلى ماذا نختلف!!!
خولة دنيا
منذ عدة أيام وفي حديث مع شاب وفتاة من الفاعلين في دمشق، دخلنا في موضوع الشخصيات السورية المعروفة وأهميتها، ونوع الحراك الذي تقوم به، وأشكال الفعل السياسي التي انضوت في ظلها، تاركة مساحة ما ربما للشباب كي يأتوا متى شاؤوا، ودعّموا كلامهم بأن مكان الشباب محفوظ لأنهم هم الحراك اليوم وهم الذين قاموا بالثورة…لفت نظري قليلاً ربما أن ثقة هذين الشابين الرائعين كانت كبيرة عند الحديث في الحراك والعمل في الشارع وعلى الأرض وبين الناس، وكانا يمتلكان رؤية واضحة فيما يتعلق به، أما في الحديث عن السياسة فكان الشك يتلبس كلماتهم ويعتبرون أنهم يجب أن يستفيدوا من خبرة الكبار وذوي التجربة.
هذه الحالة هي من مئات الحالات والتي صادفت الكثير منها خلال الأشهر السابقة:
أي فاعلية كبيرة في الحراك، وفاعلية منخفضة في السياسة!!
كان الجواب الأول الذي خطر على بالي في الرد عليهما هو: في الثمانينات كان الكثير من الأحزاب التي ترونها قائمة حتى اليوم تصارع العزلة والموت، تعتمد على جيل شاب وكنت ترى ببساطة شاباً لم يتجاوز الثلاثين من العمر في منصب عضو لجنة مركزية أو منطقية، فبماذا تختلف عنه أنت؟
من أروع ما أنتجته هذه الثورة الرائعة هي عودة السياسة إلى الشباب السوري، السياسة التي غابت لعقود، والتي كانت تعتبر أمراً ثانوياً مقارنة بالجامعة والسفر وتعلم اللغات والكمبيوتر وغيره….
هذه العودة أعطت نضجاً كبيراً على صعيد الحراك اليومي، لم تترجم فعلاً سياسياً ومواقفاً وقيادات لهذا الحراك.
وإن كنت على ثقة بأن هذا الأمر لن يطول إلا أن الخوض به قليلاً لا يضر لصالح هؤلاء الشباب الذين نعول عليهم في المرحلة المقبلة من مستقبل سورية، ونريدهم هم أن يبنوه لا تلك الأحزاب الهرمة بشخصياتها ذات العقول الهرمة كذلك.
‘
هناك مجموعة من النقاط يجب ملاحظتها في هذا الموضوع من قبل الشباب خاصة:
أولاً: هذا الحراك من أوقده واستمر بإيقاده هم الشباب ويجب أن يستمروا في المحافظة عليه وعلى النتائج التي ستتحقق وهي نتائج بالتأكيد لصالح كل فئات الشعب السوري وشرائحه.
ثانياً: صدقوني لستم أقل نضجاً ممن تقولون أنهم أصحاب خبرة، فلو كانوا كذلك لحققوا خلال سنوات عمل بالسياسة تتجاوز العشرين والثلاثين وحتى الأربعين عند البعض، ما استطعتم أنتم تحقيقه في شهور.
ثالثاً: مانوع الخبرة التي تنتظروها من هؤلاء؟ إن كانت خبرة:
-”””بالعمل الميداني’فأنتم أكثر خبرة، وإن كانت خبرة
-”””بالعمل التنظيمي، فانظروا إلى أحزابهم وعددها ونوع التظاهرات التي أخرجوها إلى الشارع (وهي مخجلة بحقهم أولاً)، وإن كانت خبرة
-”””بالعمل السياسي’فهم أثبتوا فشلهم، وأنتم وهم تتعلمون أبجدية السياسة من جديد مع الظرف الجديد والمعطيات الجديدة.
‘إن الكثير من الشخصيات التي تظهر اليوم وبعد اكثر من ثلاثة أشهر من الثورة لتقود الثورة، هي التي كانت تصارع النظام في السابق، ولكن يجب أن نعي أنها قد لا تصلح لا لقيادة الثورة الآن ولا لمرحلة مابعد الثورة، فهي ماتزال تتحدث بنفس اللغة السابقة، وتحاور بنفس الآليات، وتقصي المخالف لها بالرأي.
هذه الشخصيات يجب استبدالها بعقول جديدة لا تحمل لا ثارات الماضي ولا لغة الماضي الاقصائية.
صحيح أنها شخصيات جريئة، وساهمت لعقود في مقارعة النظام وتبيان نقائصه، ولكنها لم ولن تتخلص من آفاتها السابقة إن كان في العلاقة مع النظام، أو مع المعارضة الأخرى، أو مع الشباب والحراك الجديد.
‘عندما نتحدث عن تغيير النظام، فمن المهم أن نعلم أن هذا لا يعني تطهير المناصب من رموز النظام السابق فحسب، المطلوب تطهير المناصب ممن يفكرون بمنطق النظام السابق، حتى لو كانوا في موقع المعارضين له.
‘هناك نقطة مهمة أخرى تتعلق أن بعض الشخصيات وإن كانت هرمة ولكن تحمل عقل شباب وطريقة تفكير الشباب وهؤلاء يمكن الاعتماد عليهم وعلى نصائحهم وخبرتهم حين الحاجة إليها.
‘إن النصيحة الأهم التي أراها ضرورية للشباب في تعاملهم مع جيل الأحزاب الهرمة:
عليكم أنتم أن تقودوا الحراك لا هم
عليكم أنتم أن تحددوا شكل الاستفادة منهم لا هم من يحدد شكل مشاركتكم معهم كما يأملون.
ضعوا خطة عملكم، وإن احتجتم لنصائح فتوجهوا إلى من تروه مناسباً لتأخذوها منه، ولكن من موقع قوة ومن موقع القائد لا من موقع التابع أو الضعيف.
لديكم من نقاط القوة مالاتعرفوه فتذكروا:
-””’ أنتم من أحيا العروق الهرمة لديهم
-””’ وأنتم من حرك ركود سنينهم وأفكارهم وهزائمهم السابقة.
-””’ وأنتم من أعاد الأمل بالتغيير لفقدانهم الأمل
-””’ أنتم الأقوى وأنتم من يجب أن يعطي النصائح لا أن يأخذها
لدينا أمل كبير بكم وبما تقومون به وبقدراتكم على الفعل… وبأنكم لم ولن تكونوا عاجزين في أي لحظة من لحظات الثورة هذه ولا في المرحلة التي تليها..
فتمسكوا بنقاط قوتكم، وبقدرتكم على إنتاج خطابكم السياسي كما أنتجتم حراككم هذا وقدتموه
ايها الشباب: حان الوقت لتقودوا ثورتكم
ولتذهب الأحزاب الهرمة مع النظام الذي قارعته
‘
‘ كاتبة سورية