كتب ألكترونية

إريك فروم:عن العصيان وعلم النفس الاجتماعي وأشياء أخري/ أحمد سمير سعد

 

 

إريك فروم هو عالم نفس وفيلسوف ولد في ألمانيا ثم هاجر إلي الولايات المتحدة الأمريكية في الثلاثينيات، تنوعت أعماله الغزيرة بين الفلسفة الإنسانية والتحليل النفسي ونقد فرويد ومحاولة بناء نسق لعلم نفس اجتماعي، كان من أوائل المبشرين به.

أما كتاب (عن العصيان) الصادر مؤخرا عن دار روافد، فهو مجموعة من المقالات التي قام باختيارها بعناية فائقة وترجمتها الروائي والمترجم يوسف نبيل حيث عمد إلي اختيار مقالات لم تسبق ترجمتها إلي العربية لكن أهم ما يميزها أنها تعكس بشكل مستعرض ربما أغلب المباحث التي اهتم فروم بدراستها والتعليق عليها والإضافة لها، أول ما يلفت النظر في الكتاب هو سهولة اللغة فهي سلسة بلا تقعر وذلك وإن كان يرجع بحسب تفسير المترجم إلي وضوح رؤية فروم وابتعاده كل البعد عن الطنطنات اللفظية وتلبيس المعني كما يفعل البعض لمداراة اضطراب أفكارهم إلا أنه يرجع كذلك لمهارة يوسف كمترجم ووعيه الكبير بفروم.

كتاب فروم يمثل صدمة لكل إنسان ومفكر فهو يضعك في مواجهات مع نفسك وأفكارك وأفعالك ففروم يجبرك علي التفكير في ذاتك والعالم، بالنسبة له (فروم) فقد تم محو خصوصية شخصية الكثيرين وتنميطها في شخصيات اجتماعية رتيبة، لا تملك من أمرها شيئا، المجتمع ينمطهم لصالحه وساعتها يندمجون في آلياته فلا يفكرون في الصورة العامة، وساعتها قد يقبلون الظلم والفوضي ويجبرون علي الرضوخ لأنظمة لا تمثل مصالحهم أو تمثلهم، هم كترس في ماكينة ضخمة لا يفكرون أبدا في الماكينة ككل ومتي فعلوا عاقبهم المجتمع بالعزل والحرمان وهي عقوبة أقسي من الإعدام في رأي فروم، هو يدعو للثورة علي التنميط وعلي ما أسماه بالشخصية الاجتماعية.

ثم يضع كل مثقف في مواجهة عنيفة مع ذاته فهو يشير إلي أنه ومع تحويل الإنسان لمستهلك أصبحت الثقافة نفسها مجرد استهلاك، يبدو ذلك في المثقفين الذين يتسابقون في القراءة والتفكير والتغني بكبريات النظريات لكنهم مجرد مستهلكين لتلك الأفكار وهي لا تنعكس فيهم ولا يعايشونها بحق.

من أجمل أفكار الكتاب تطويره لرؤية ماركس، ففي أحد المقالات حاول فروم التدشين لنظرية نفسية تخدم مادية ماركس الجدلية، رأي في تلك النظرية إثراء لما رآه ماركس وقدرة تفسيرية هائلة، ربما تحمل تلك النظرية تفسيرا لأسباب فشل الماركسية بحسبه، حيث انتهت الماركسية إلي كسر توقعات ماركس ونظريته في الحتمية التي أشارت لانهيار البرجوازية ورأس المال وصعود البروليتاريا، فقد رأي فروم أن هذه النظرية النفسية الماركسية قد تنجح في تبرير تلك الاستكانة التي انتهت لها القوي الكادحة والبعد عن الفعل الثوري في رضوخ وبالتالي القدرة علي تخطي ذلك.

رأي فروم أن الماركسية وعندما تم نقلها من طور النظرية إلي طور التنفيذ قد وقعت في ذات أخطاء الرأسمالية، فالماركسية الأصلية كانت تهتم بما عرّفه فروم بالإنتاج الأمثل بينما الرأسمالية سعت للإنتاج الأقصي.. الإنتاج الأمثل يهتم بالإنتاج من أجل الإنسان، إنتاج غايته الارتقاء بالإنسان وتحقيق رفاهية عامة وثقافة واسعة، بينما يهتم الإنتاج الأقصي بالإنتاج كغاية نهائية وبالتالي إغراق الإنسان في الاستهلاك وتغريبه وهو استهلاك مستمر وبلا إشباع أبدا، يجعل من الفرد حمارا يطارد حزمة من البرسيم علقت أمام عينيه بلا أي غاية أبعد.

لكن ما حدث أن الماركسية وعند تطبيقها خاضت نفس طريق الرأسمالية، اهتمت بالإنتاج كذلك وأهملت الإنسان، فقط إن كانت غاية الإنتاج في الرأسمالية مراكمة الثروة عند البرجوازيات إلا أنها في الماركسية حاولت لحد ما التوزيع العادل لكن في النظامين أهمل الإنسان، كان الإنسان عبدا للمادة ورأس المال والمنتج المادي وبالتالي لم يكن حرا في كلا النظامين بل لعل حريته في النظم اليسارية كانت أقل أمام تغول السلطات كذلك.

يدعو فروم إلي ديمقراطيات يسارية تقوم علي المعرفة وتتبني إصلاح تدريجي ولا مركزية بحيث لا يختفي الفرد خلف كيانات خادعة بل يصبح ممثل بشكل حقيقي من خلال جمعيات أهلية ونقابات تمثله بالفعل وتمثل رأيه بشكل مباشر، ليس مجرد أشخاص يختارهم ثم يصادرون صوته ولا يملك التصرف حيالهم بعد أن اعتلوا المنبر.

تبدو الصورة حالمة ويوتوبية خاصة مع فشل الديمقراطيات الاجتماعية الحديثة في دول أوروبا (تجربة ساركوزي كمثال في فرنسا) في تطبيق تلك الرؤي وهو ما لم يعايشه فروم لكنها تبقي الرؤية المثلي وحتي اللحظة وعلي الإنسان أن يطارد آماله وإن ظلت كمثل في مخيلته فهذه المثل تتحكم بنا -حتي ولو لم تتحقق- كما يتحكم بنا الواقع المادي المعيش..

إريك فروم ينتصر للإنسان ولحريته وإبداعه ويؤمن في المشترك الإنساني كذلك وهو يبشر عبر فلسفاته بإنسان سيملك من جديد رفاهية التأمل ومعايشة إنسانيته الحقة ومساءلة وعيه والعالم والخلوص لإجابات تخصه..

وهذا الكتاب يعرض لتلك الرؤي بمقالات كان انتقاؤها في غاية الذكاء بحيث تعكس أكبر قدر ممكن من أفكار فروم.

لتحميل الكتاب من أحد الروابط التالية

 

الرابط الأول

 

عن العصيان/ إريك فروم

الرابط الثاني

 

عن العصيان/ إريك فروم

 

الرابط الثالث

 

عن العصيان/ إريك فروم

 

 

صفحات سورية ليست مسؤولة عن هذا الملف، وليست الجهة التي قامت برفعه، اننا فقط نوفر معلومات لمتصفحي موقعنا حول أفضل الكتب الموجودة على الأنترنت

كتب عربية، روايات عربية، تنزيل كتب، تحميل كتب، تحميل كتب عربية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى