إضراب التضامن (حوار مع أحمد المصري و ريما فليحان)
إعداد و حوار: طريف الخياط.
إضراب التضامن، هو العنوان الذي اختاره عدد من الشباب السوري الناشط و المعارض في الأردن، لإضرابهم عن الطعام، و الذي استمر ثلاثة عشر يوما، فكانت الخطوة دلالة على وعي الشباب السوري، بأساليب نضال و وسائل ضغط، سلمية و مدنية مؤثرة، بحيث تهتم بها و تتفاعل معها المنظمات الدولية و الحكومات صانعة القرار عالميا.
أجرينا الحوار التالي مع عضو المنبر الديمقراطي، الناشط المعارض أحمد المصري ، و الناطقة باسم لجان التنسيق، الكاتبة المعارضة ريما فليحان، و الذين نظما الإضراب و شاركا به. و تبينا منهما أهداف الإضراب، و ما تحقق من نتائجه، و استوضحنا ظروفه، و الآفاق المستقبلية لنشاطات أخرى، تساهم بنقل معاناة الشعب السوري إلى العالم، و تلقي مزيدا من الضوء على عدالة قضيته و أحقية ثورته.
ننوه أنه جرى ترتيب الأسماء حسب التسلسل الأبجدي.
1- قلل البعض من أهمية الإضراب و آخرون ثمنوا الخطوة، ما أهمية الإضراب كحراك مدني في مقابل العنف الدموي داخل سوريا، و ما هي أهدافه؟
أحمد المصري:
بالنسبة للإضراب فقد رفعنا لافتة أثنائه تقول أن الإضراب هو أحد خياراتنا التي نعمل عليها بكافة الصعد والمجالات، فأكثر الجهات التي توجهنا إليها هي منظمات دولية، قد لا تعنى بشكل مباشر بآلامنا ودمائنا بالشكل الذي نعنى به نحن أصحاب هذا الدم، وبالتالي كان الإضراب محاولة لإيصال مطالبنا بشتى السبل والمجالات، وهي إحدى الطرق التي قد تؤثر بهم.
أما أهداف الإضراب فهي كثيرة، وتم توجيهها بشكل رسائل إلى الأمم المتحدة والصليب الأحمر ومفوضية اللاجئين وبعض وزارات الخارجية بالعالم، لحثهم على اتخاذ موقف جدي تجاه النظام وتأمين المناطق المنكوبة باحتياجات طبية وإغاثية، من خلال تفعيل أساليب ضغط جديدة على بعض منظمات المجتمع الدولي.
ريما فليحان:
تأتي اهمية هذا الاضراب من تفعيل الحراك الموجود خارج سورية عبرطرق جديدة، يستخدمها الشعب السوري ليوصل الى العالم صراخه، ولكي يتشارك المضربون عن الطعام الألم مع الداخل الذي انفصلوا عنه عنوة.
2- بدأ الإضراب في 29 من أغسطس الماضي ،لماذا اخترتم هذا التاريخ؟
أحمد المصري:
بدأ الإضراب بمبادرة شخصية ولا يوجد أي دلالة لتاريخ البدء به.
ريما فليحان:
نحن بدأنا إضرابنا تفاعلا مع حركات الإضراب المماثلة التي سبقتنا، وكارتكاس طبيعي للمجازر التي تحصل في سوريا، و آخرها مجزرة داريا.
3- لماذا توقف الإضراب في الأردن، و كم استمر؟
أحمد المصري:
إضراب التضامن بالأردن أخذ فترات زمنية متفاوتة، وذلك بحسب انضمام الناشطين لنا، وأطول فترة كانت لي ولريما فليحان، وهي 13 يوم، وتوقف الإضراب لعدة أسباب أهمها تردي الحالة الصحية للبعض، ففي الأردن أضربنا عن الطعام والشراب، وثلاثة منا منهم ريما، لم يشربن إلا الماء طوال فترة الإضراب التي استمرت أسبوعين، وهذا ما أدى إلى ضرر صحي خطير، و أدى الى إيقاف الإضراب بأوامر طبية حازمة ، و أيضا بسبب انشغال البعض منا بأشياء أخرى، لا تقل أهمية عنه، عدا عن تحقق الكثير من الأهداف، فكانت هناك ردود فعل إيجابية كثيرة تلقيناها، ولكن نتحفظ على نشرها الآن لضمان نجاحها.
ريما فليحان:
توقف الإضراب بسبب انهيار صحة معظم المضربين، وتدهور الوضع و حصول أذيات حقيقية قد تكون دائمة، و الأهم أن الاضراب كان قد أوصل الرسالة المرجوة إلى كل حكومات العالم و إلى الأمم المتحده والصليب الأحمر ومفوضية اللاجئين واليونسيف، كما دفع مسؤولين مهمين من حكومات مختلفه للالتقاء بنا أثناء الاضراب، و تبلغوا رسالتنا بشكل مباشر.
4- تزامن الإضراب في عدة مدن، و لم يضرب في بعضها أكثر من شخص واحد، ألم يؤثر ذلك على التغطية الإعلامية، و أدى إلى تشتيت الجهود؟
أحمد المصري:
لقد كانت التغطية الإعلامية بالأردن والقاهرة جيدة وفي باقي العواصم دون المستوى، لكن استطاع الإضراب أن يحدث ضجة إعلامية أوصلت مطالبنا إلى العالم، ونحن في الاردن عملنا كثيرا على ذلك ونجحنا.
ريما فليحان:
بالعكس وجود الاضراب في أكثر من عاصمة ساهم في استمرارية الحالة ووصول الرسالة بشكل أكبر، وهو تعبير تضامني رائع نتمنى ان يستمر، أما التغطية الاعلامية فقد كانت جيدة ولكن كنا نتمنى أن تكون أفضل.
5- كيف تقيم/ين المشاركة النسائية بالإضراب؟ و ما أهميتها؟
أحمد المصري:
العنصر النسائي له دور مهم في الثورة لما له من أثر بالعمل المدني ككل، و قد يكون لبعض الفنانات والإعلاميات و الكاتبات عدد كبير من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤمن وصول الرسائل الإعلامية إلى جمهور عريض.
ريما فليحان:
بالنسبة للمشاركة النسائية كانت جيدة، واستمرارها في عواصم اخرى هو لغة جيدة، عبرت من خلالها النساء عن وعيهن و انخراطهن بالمقاومة المدنية، وساهمن من خلال إضرابهن بتعريف الآخرين و العالم بآلام الشعب السوري.
6- – هل تعتبر هذه الخطوة، مقدمة لنشاطات أخرى مشابهة، تلفت الأنظار إلى ما يجري في سوريا؟
أحمد المصري:
طبعا، فمن إحدى نتائج الإضراب تشكيل مجموعات متقاربة فكريا، بإمكانها الاستمرار بأعمال مشابهة ونحن نحضر لذلك.
ريما فليحان:
نعم هذه النشاطات لن تكون الأخيرة، وسيستمر العمل لإيصال الصوت والألم، كنداء للمساهمة بإبقاف القتل في سوريا بكل الطرق المتاحة. فقد بدأ خلال اضرابنا، إضرابات أخرى في مصر و في أمريكا وفي عدد من العواصم، وهو ما سيبقى الامر مستمرا.. المهم أن يتناوب السورين في كل مكان على نقل الرسالة و إيصال الصوت.