إعلان دمشق : بيان إلى الشعب السوري..الثورة السورية تمجد ثوارها الأوائل
في جمعة الشيخ صالح العلي ، المجاهد الكبير وقائد الثورة في الساحل السوري ضد الانتداب الفرنسي ، طوت ثورة الشعب السوري المجيدة شهرها الثالث ودخلت شهرها الرابع وهي تتسع وتتعمق . فقد غطت التظاهرات في هذه الجمعة الوطن السوري بكامله ، وسجلت مئتان وثلاث ساحات خرج فيها مئات ألوف المتظاهرين طلباً للحرية والكرامة ، من درعا إلى القامشلي مروراً بكل المدن السورية بما فيها حلب والرقة ، حيث خرج المتظاهرون للمرة الأولى بهذا الحجم ، وأهدت حلب للثورة شهيدها الأول .
لم يختلف هذا الأسبوع عما سبقه ، خمسة وعشرون شهيداً وعشرات الجرحى والنظام مستمر بخياره الأمني مع زيادة في وتائر العنف ، خاصة في مدينة حمص التي أضحت طريقته في التعامل الأمني معها تحتاج إلى تفسير خاص . وأعمال القتل والاجتياح والتهجير ينقلها النظام من محافظة إلى أخرى . ففي حين يتوزع القتل كسمة عامة على حمص ودير الزور وريف دمشق ودرعا ، كان نصيب محافظة إدلب الاجتياح والتهجير ، حيث وصل عدد اللاجئين إلى الأراضي التركية أكثر من عشرة آلاف ، ومثلهم ينتظر عند الحدود ، ومثلهم أيضاً في لبنان وآلاف أخرى في الأردن وربما قريباً في العراق . لقد أصبحنا أمام أزمة إنسانية محققة مع تزايد أعداد النازحين ، الأمر الذي سوف يزيد من ضغوط المجتمع الدولي على النظام وعزلته ، وهو ما تدفع إليه سياسات النظام وخياراته الأمنية ، بعدما أوغل في دماء السوريين ، وأمعن في التنكيل بهم ، ويريد كسر إرادتهم المصممة على التغيير الديمقراطي . وما زال ينتقل من فشل إلى فشل في اختباراته الأمنية الدامية وأكاذيب إعلامه التي لم تقنع أحداً .
لقد بات واضحاً بعد ثلاثة أشهر من هذه الثورة وآلاف الشهداء وألوف المعتقلين والمجازر والتهجير أن النظام غرق في مستنقع لن يستطيع الخروج منه ، وفقد شرعيته داخلياً وخارجياً ، وسد المنافذ أمام نفسه وأمام الآخرين للخروج من هذا المأزق نتيجة إصراره على الخيارات الأمنية والعنف ووضع الشعب السوري الذي قدم كل هذه التضحيات أمام خيار وحيد هو الاستمرار على هذا الدرب حتى تحقيق أهدافه وبناء دولته المدنية الديمقراطية .
ثمة مخاطر باتت تلوح في الأفق على هامش التظاهر السلمي الذي سار عليه الشعب حتى الآن وكرد فعل على عنف النظام أن تبرز حالات عنفية فردية وخاصة هنا أو هناك ، وهو ما سعى إليه النظام جاهداً ولا يريده الشعب ، ولعل الدروس الرائعة التي سطرها السوريون في الحرص على الوحدة الوطنية وسلمية الحراك هي التي أفشلت مساعي النظام حتى الآن ، وبات ملحاً وواجباً أكثر من أي وقت مضى أمام الكتلة المجتمعية الصامتة أو السلبية – خوفاً من بطش النظام أو مآلات المستقبل – أن تخرج عن صمتها وتغادر سلبيتها ، وأن تنخرط في هذه الثورة حفاظاً على هذا الوطن الذي نحب وحقناً لمزيد من دماء السوريين المسالمين التي استباحتها القوى الأمنية وملحقاتها .
إن المعارضة الوطنية الديمقراطية التي قارعت الاستبداد أكثر من أربعة عقود ، وقدمت الضحيات ، تجد اليوم موقعها الطبيعي إلى جانب ثورة الشعب ، وكل موقف خارج هذا الالتزام إن عبر عن شيء فهو يعبر عن سوء تقدير لحجم وفاعلية وتصميم هذه الثورة ، وهو موقف لا نريده لأحد .
تحية لأرواح الشهداء
عاشت سورية حرة وديمقراطية
دمشق في 20 / 6 / 2011
الأمانة العامة
لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي