إلى يتامى الأسد في لبنان
سليم بركات
حين خرج ملك ملوك أفريقيا القذافي على مَلأِ الظاهر بخياله الركيك عن حبوب الهُلاسة، وبزوغ إمارات السلفية في مشرق ليبيا، كانت عيوننا، نحن السوريين، على القلم ذاته يستنسخ تاريخاً ركيكاً من خطط الجَبْهِ في دار النظام السوري. لطالما حدَّث السوريُّ السوريَّ، بعد “البَرَكة”، الهادئة، الأقل دموية في النُّقلة بالحرية من معتقلها، في تونس ومصر، إلى بُشرى المُعْلَن، أن سوريا لن تحظى “برفاهة”، في ممكنات “الحدوث الإلهي”، إلاَّ على صورة خيال ملك ملوك أفريقيا يتسلمها عنه استنساخاً الملكُ الأسد.
كان واضحاً، لابرؤى من إشراق الظلام على زرقاء اليمامة، بل في الموثَّق بالأخبار الصور من خطط القذافي، أن اللوح الدمويَّ يُستكمَل بامتداداته الأكثر صخباً في الرسم، من جنوب بحر الروم ـ أرض أفريقيا إلى شرق بحر الروم أرض الشام. تلقَّف الأسدُ خيالَ صديقه بليغاً في النَّسْخ الركيك: “إمارات الإرهاب السلفي”، مضاف إليها، بإعجاز البراعة البعثية، “مسلحون مجهولون”.
لامَيْلَ في هذه الخُطاطة إلى تفنيد منطقٍ نقداً، أو دحض مزعمٍ، أو نفي حجة بقطعها، بل وصفٌ لفداحة الدمويِّ لم يعد يُستَدْرَك بِمِسَدٍّ في الأخلاق، أو بمِسَدٍّ من توريات السياسة. الأمور تجري وفق خصائص الطاحنِ طَحْناً. فنحن، لِحَاظاً إلى سياق التمرُّديْنِ التونسي، والمصري النافذيْنِ، والتمردين الليبي واليمني المسترسليْنِ، لم نجد أحزاباً تهرع، من أرض العرب، غلى وهْب ولاء عقلها، ودعاوتها، دعماً لنظام ضد شعب. عروش من عروش الممالك، وأخواتها الجمهوريات، المُدقِّقة في هلع الأحوال، انبرت دفاعاً عن “بقاء الأصلح” استبداداً موروثاً، أو مورَّثاً، لاغير. فما الذي غيَّر أحوالَ الحق في النظر إلى مظالم المقهورين في سوريا تنبري أحزابٌ إلى الحرب انتصاراً للزعيم الوارث؟. لن أقف عند “نفاق” المُمانَعات وقد أُشبِع تسفيهاً قائماً بحاصله عن جدارة التحصيل، ودعمِ المقاومات بمنظار على الشرفة البعيدة تحديقاً إلى خرائب لبنان وغزة. شيءٌ أكثر تمزيقاً أخذَ بخناق المشهد: الحرب الطائفية مندلعةً واقعاً، لاتوريةً.
لن أُشبع غرورَ كلماتِ تُبَّع الحاكم السوري ـ واهب المناصب للخدم، بما يقرِّب فهمَ خَرس العقل للماجرِيات السورية، بالتخويف “الطائفي” من الحرية. هي بدعة النظام تلفيقاً تلقَّفها عنه نُظَّار شؤون المِلَل في بعض لبنان دفاعاً عن “حصانة” السيد المنقذ ببقائه حاكماً ـ هو البلد، أو لابلد. لقد عنيتُ بالحرب الطائفية ماسيثير فصاحةَ المستكبرين استنكاراً، وسأضع الأمرَ في سياقه العاري: ثمت حرب طائفية في سوريا، ليس بين الملل والنِّحل السورية، بل معلنة من “حزب الشيعية الطائفية”، اللبنانية، ضد السوريين، انتصاراً لعائلة الأسد.
مامن وقوف واضح، وصريح، معلن حتى العظم، كوقوف “حزب الشيعية الطائفية” في الحرب ضد السوريين، لساناً ودعاوةً. لن التفت إلى الوراء قليلاً استحضر، في سياق التوصيف لأحوال المنازلات اللبنانية صَنَّفت ـ بقدْرٍ شديد الوضوح ـ الفلسطينيَّ كرافدٍ سُنِّيٍّ في توازنات المِلَل. حرب الأسد الأب، التي لم تكلَّ مطاردةً لشبح “السنِّيَّة” في شخص عرفات، توسطها شارون بإخراج عرفات من لبنان. لكن ذلك لم يكن كافياً فتولى حلْفُ الأسد، عن يد “حركة أمل”، قيادة “تطهير” بقية “السُّنِّية” الفلسطينية في المخيمات. وقد قُتِل في صراع الأسد ضد “الشبح” من الفلسطينيين ذبحاً في مخيماتهم، وشِقاقا في تنظيماتهم، واغتيالاً، مالم يقتل شارون منهم. “حركة أمل” خاضت حربَ عائلة الأسد كشيعية طائفية، في السياسة، ضد الفلسطيني كـ “سُنيٍّ” في ممكنات السياسة تصوُّراً. وها “حزب الله” يستكمل، بضراوة المنازلة الأخيرة، حربَ “الشيعية الطائفية” ـ توأمِ السلفيةِ الجهادِ حَسَباً ونَسَباً، ضد السوري، كتصورٍ من ممكنات المذهب إلى جانب الأسد الإبن، بيقينه ـ يقين “حزب الله” جملةً، من السلاح حتى آلات دعاوته الإلهية الدَّفْع في الترويج لبدعة “الإمارات السلفية”، فملأ بها سوريا مَلأً يفيض عن جغرافيا سوريا، لكأن كل بيت سوري محتَملٌ هدفاً، أو يجب أخذه على احتمال بزوغ إمارة سلفية فيه، مبيحاً ببدعته منطق القتل.
حين بلغ اليأس بالأسد من كابوس المحكمة الأممية في اغتيال الحريري مبلغَه لايستطيع ردَّها قتْلاً بعد قتل، وترويعاً بعد ترويع، وإقفالاً لمؤسسات قيامة الدولة في لبنان، استجار بالخيال ذاته، الذي لم يكن بَعْدُ أمينَ الخزائن في رَفْد الحاكم العربي بفُتيا “القتل القانوني”، المحفوظ له دوليًّا كحقِّ منازعة “الإرهاب”. التهويل بالجزَّار “السلفي” ليس مراده التفافَ الداخل على الحاكم حرْصاً، بل تكسُبٌّ لرضى الغرب عن “أدائه” العاقل في “القتل القانوني” لرُهاب السلفية ـ الجهاد. فإمَّا حظي بالرضى الغربي تكفَّل باستجلاب “الرضى الشعبي” تنكيلاً أخرس بين جدران موصدة على أيِّ عينٍ. أخرج الأسد من عرين مخابراته تنظيمَ “فتح الإسلام”، مخفوراً بحراسة القويِّ الضامن، إلى أعماق لبنان، رغبةً في تلفيق منطق جديد للواقع اللبناني أمام عيني الغرب: أخرجتموني فجاءكم “السلفيُّ الجزار”. حدث ماحدث في نهر البارد. خرج أمير “فتح الإسلام” متنكراً هارباً، ملتجئاً من جديد إلى ركنه في خزائن المخابرات السورية انتظاراً لمهمة أخرى. همسٌ كثير يعلو من أفواه السوريين اليوم: “نعرف من هم الملثمون ـ المسالِحُ المجهولون”: “فتح الإسلام”. الحرس الثوري الإيراني. كتائب “حزب الله” القمصانُ السوداء. “القيادة العامة” ـ المسدس المأجور، المثخن باغتيالات في لبنان، رافدةُ مرتزقة القذافي. إعلام “حزب الشيعية الطائفية”، وآلات عقل الدعاوة في خنادقه، أنبتا في كل ركن من سوريا “إمارة سلفية”، أي: شُرِّعت أرضُ سوريا مشاعاً للتنكيلِ المَطْهَر. إنه تسويغ للحرب الطائفية مُعْلَنةً بسلاح القلب، وسلاح اليد، عن “حزب الشيعية الطائفية”، من إيران إلى لبنان، ضد السوريين انتصاراً لعائلة النَّسب الأقرب ـ الأسد. نقلت “الشيعية الطائفية” حربَها “المؤجلة” في لبنان، استكملها “حزب الله” إنضاجاً بالشروط الكبرى لحتمية حرب أهلية، إلى سوريا في النَسق الواجب الوجود “لجهاديَّة” أثَّثها الحزب بتمام مقاعدها، وطنافس أخلاقها. خوضُ “الشيعية الطائفية” الحربَ في العمق السوري ليس نتاج الحلم ببَسْط شرعة “الممانعة” التَّفِهة الرثة على الجغرافيا. الأسد الأب، وارث الدولة اغتصاباً، استدار من وراء الجسم العربي إلى نظام إيران، لابدافع من نفع الأمة، بل بالحذر القويِّ من “سُنِّيَّة” البعث ـ التوأم القاتل في العراق، تحصيناً لإرث العائلة. وقد استحدث الإبن باللفظ العربي متجانساً مع اللسان الفارسي لنظام “حزب الشيعية الطائفية”، في إيران، تزويقاً من ألاعيب الكشتبان اسمُه “الممانعة”، روَّج له بحروب في أرض الآخرين، و”مقاومة” على حدود أرض الآخرين، على بُعْدٍ ـ قدْر المستطاع ـ عن عرش العائلة الجمهورية، متفرِّجاً من شرفته على حرب لبنان وحرب غزة.
يريد الأسد الأمريكيين شركاء في قيادة جلوسه على منضدة الإسرائيلي، ويرسل المبعوثين سراً للقاء الإسرائيلي، ويصرِّح مدلَّلو العائلة جهراً بأن النظام في سوريا ضمانة لأمن الإسرائيلي ـ كل ذلك لايُربك “حزب الشيعية الطائفية” في منطق السياسة، ولايحرجه التوضيح السافر من النظام أن الصواريخ، التي أزمع إبرام عقد الشِّرى مع المنافق الروسي، هي لحماية القصر الجمهوري، وليست تهديداً للإسرائيلي. والسلاح، في سوريا، هو هكذا قطعاً: مامن صاروخ، أو طائرة، اعترضا الغارات المتتالية من إسرائيل على عمق البلد. لاخلاف حقيقياً في ظاهر التنافر بين إسلام طهران ومعتقد “البعث” الوهمي إذاً. التصالح الأقوى، الرابط، هو ولاءُ الحقِّ لشراكةِ الخَيارِ الباطنْ، الجامع لإرث الخيالين ـ خيال الأسد وخيال خامنائي.
حرب “الشيعية الطائفية” ضد شعب سوريا واقعة في صخب هائل، بلا مداورة فيها، أو تمويه. فهذا الحزب، والتُّبَّع العُصافة الصغار من مروِّجي مبتكرات الزينةِ ـ المُمانعةِ القومية، المقاوِمة، سيستشيط كفراً لو أنْسَأْنا التاريخَ بافتراضٍ يقلب سافله عاليه، قوامُه (حاشَ) أن الخسارة انتصرت في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن؛ أيْ اجهضت النُّظمُ تمردَ شعوبها، فقرأ أحفادُ المخذولين في تونس تاريخَ الراهن، في كتب مدارسهم، على النحو التالي: حاولت شراذم من اللصوص، المخدوعين، نهب المتاجر، والمخازن، فقطعت الدولةُ شرِّها. وقرأ أحفادُ المخذولين، في مصر، التاريخَ على النحو التالي: أيادٍ خارجية امتدت لزعزعة بَرَكة النظام ونعمته فقُطعت. وقرأ أحفادُ الليبيين، المخذولين في انتفاضتهم، تاريخَ البلد على النحو التالي: حاول لُقطاء من مبتلعي حبوب “الهلوسة”، ودعاة الإمارة السلفية، تقويض فكرة الفردوس الخضراء في ليبيا، فمُحِقوا. وقرأ أحفاد اليمنيين المخذولين في ثورتهم، التاريخَ اليمني على النحو التالي: خرج قطَّاع طرق، وعصابات، إلى الشوارع للعبث ببهاء السعادة اليمنية، فأُذيقوا الويلَ.
كان “حزب الشيعية الطائفية”، وتُبَّع الجمهورية الوراثية (الراسخون إيماناً، بعد تلقين خيالهم ثلاثين سنة على الرقص على بوابة مدخل “المصنع” بين سوريا ولبنان طلباً لوظيفة، أو منصب، لم يعودوا يستطيعون التنفُّس إلاَّ من رئة المخبر السوري) سيستشيطون كفراً من تلفيق التاريخ الراهن على هذا النحو المفرط في احتقار البصر الشاهد. لكن لامانع لديهم من أن يأخذ التاريخُ تلفيقَهُ، الذي لم يتجرَّأ على أخذه من المشهد في تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، والبحرين، على مبدإِ الإيمان، والتسليم، كاملاً في توصيف مايجري لشعب سوريا. فالأمرُ لايعدو، بزعم الكفر المسوِّغ يقينَهم، أن يكون حرباً بين الحاكم الواجب الوجود بنقاء عدله وبين إرهاب سلفي.
“حزب الشيعية الطائفية”، الذي لايتوانى مريدو مبدئه، إخلالاً بتوازن لبنان قَهْراً، عن تهديد معارضيه بوضعهم في صناديق السيارات سَوْقاً بهم إلى “المصنع” ـ بوابة المسلخ للمارقين، وضعَ الشعب السوري قيْدَ رمية الشرع جَبْهاً “للفتنة”، خائضاً بجهاد آلته الدعاوةِ، وآلته السلاح، وآلته اليقين، حربَ دبابات العائلة “المتَّحدة المصير مذهباً” في سوريا. دباباتٌ دفع الشعب ثمنها عقوداً من السنين، لالتحرير أرض مغتصبة، بل لحماية قصر العائلة ـ الشعب في كل ركن من سوريا. “حزب الطائفية الشيعية” لن يسأل أحداً في الجولان المهجور جدوى الإفتداء بطلقة. سيتناسى “التأسيسَ” المدهش لفِرق “السلفية” تعبر حدود سوريا إلى العراق، مُبتَكَرةً في مشاغل “الحِدادة” استجداءً لمحاورة الأمريكي في كسْبٍ. سيغُضُّ طرْفَ منطقة عن المنطق حين يتهَّم الحزبُ إسرائيلَ باغتيالاتٍ في لبنان، فإن استدار مزاجُ الحاكم السوري إلى رضىً كفَّ الإسرائيلي عن “سخائه”، وإن اعتكر مزاج الحاكم السوري سارع الإسرائيلي إلى بذْلِ سخاء من القتل غيلةً. إسرائيليٌّ أجيرٌ. ولِمَ لا؟. المدلَّل المالي في العائلة أفصح عن المقايضة كاملةً.
حرب “الشيعية الطائفية”، الوحشية، تجوب سوريا على دبابات من دعاوته البالغة مبلغ التكليف الشرعي في القتل. إنه يضع، وهو اللبناني، كالحاكم في سوريا، المقايضةَ الذهبية على طاولة الذبح: الهدوء مقابل إصلاحٍ خُدعةٍ مبتذلة. تكليف شرعي بالقتل استساخاً من تكليف مخابرات الأسد بالإصلاح “الشرعي” نكبةً في الأرواح ونهباً في الأرواح. ” حزب الشيعية الطائفية” يأخذ تظلُّم شعبٍ على مأخذ التهمة في ولائه لسوريا، وعلى مبدإِ سُبَّته المعتادة، التي جعلتنا كافرين ببداهات “المقدس” في معتقد التحرير ـ الإستعباد، رمياً بالولاء لإسرائيل، فيما يعرف الجالسون أمام تلفازاتهم من هم الأكثر حذراً من تمرد الشعب السوري: الإسرائيلي، والأميركي، تحديداً. فلماذا فُتيا “الشيعية الطائفية”، اللبنانية، بتكليف قناصة عائلة الأسد درءَ “المدِّ الجهنمي” عن فردوس البعث؟. تكليف شرعي للحق يصدر عن إعلام البعث ـ العائلة مادام كل إعلام آخر، عربي أو أعجمي، عيناً من عيون الشيطان. لقد أجرى حزب “الطائفية الشيعية” يقينَ دعاوته مجرى العصمة في تخصيص ذاته بتكليف المعاني شرعاً حُكْراً على خيال وجوده: “عميد الأسرى” حريةٌ عن يده. جولات “العميد” سياحةً (باحترام كبير لمناضَلَته)، من بيت صاحب الضاحية الجنوبية من بيروت، إلى دار “شعب” الأسد، تكليفٌ شرعي بنزع أيِّ توصيف عن المحنة الزمنية لأسرى سجون العائلة. أسرى مسجونون، ومفقودون، في سوريا، منذ نصف قرن، أو أربعين سنة، أو اثنتين وثلاثين سنة (منهم شقيقان لي)، أو ربع قرن، هم عمداء الأسرى في أقاليم التاريخ الراهن. في مستطاع الأسير العربي أن يُنْشِئ علامةَ النصر من يده في وجه الإسرائيلي داخلاً إلى المعتقل، أو أن يهتف بانتصار شعبه خارجاً من المحكمة أمام آلات التصوير. أمر لايشبه خروج السوري معتقلاً من فراشه إلى المسلخ. لاأصابع تخرج معه. لاصوت يخرج معه. شهداء شوارع المظالم السوريون يصنَّفون، بالتكليف الشرعي توصيفاً من دعاوة “حزب الشيعية الطائفية”، في لبنان، كمأجورين، أو كجيوب للمال الغربي، أو كمستدرِجين للنيتو. لا.
لاشهيد يعلو على شهيد تحرير سوريا الآن. ووحدها حرية سوريا ستحرِّر لبنان أيضاً.
لن ينسى السوري، الذي لم يعرف إلاَّ ستة عشر عاماً من استقلال بلده عن فرنسا، قبل دخوله احتلالاً آخر منذ خمسين عاماً حتى اليوم، دعاوةَ “حزب الشيعية الطائفية” في لبنان تعظيماً إلهيًّا للعبودية في سوريا.
لن يغفر السوري تكليفَ “الشيعية الطائفية” دباباتِ الأسد “تكليفاً شرعياً” بذبح سوريا من وريد مذهبٍ إلى وريد مذهب، ومن وريد عِرْق إلى وريد عِرق، ومن وريد قرية إلى وريد مدينة.
سينحت السوريون نُصْباً رَخْفةً، من مباهج الرمز، لـ “حزب الشيعية الطائفية”، ويتامى الأسد في لبنان، على مفرقِ طرقٍ يمرُّ به حجيجُ الشهداء إلى كعبة درعا بِجِمارٍ للرَّجم في جيوبهم.
* تنويه:
(خاص بالرأي – أرسل لنا هذا النص الأستاذ صبحي حديدي)